آخر 10 مشاركات
اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )           »          السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-13, 02:01 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع

يوم شتائي بارد من أيام شهر فبراير والسماء ملبدة بالغيوم وكاميليا جالسة مع صديقاتها بسعادة في كافتيريا الجامعة المتواجدة في الطابق الثاني من المطعم . نظرت إلى الطالبات وهن يتحركن في جميع الاتجاهات ويدخلن إلى المباني المختلفة بعد أن بدأت السماء تلقي بالقليل من قطرات المطر المنعشة . احتست الشاي الساخن الذي تتلذذ به شتاءا وقالت بابتسامة :
- هذا أول شتاء لنا في الجامعة ..وأريد أن أمشي تحت هذا المطر المنعش
- ستبتلين ..وربما تمرضين أيضا .
وضعت دفترها وأقلامها في حقيبتها وقالت لهما بابتسامة وهي تنظر لنفسها في المرآة بأن المطر لا يبللها . وضعت القليل من عطر "ألور" خلف أذنيها ونزلت بسرعة لتستمتع بهذه الزخة المنعشة من قطرات المطر . وحالما ابتعدت عنها شربت أمل رشفة من الشاي وقالت لنسرين بتعجب:
-لا يبللها المطر .. بعلمي إنها لا تحب كل ما هو شتائي .. هي غربية الأطوار وتخفي عنا شيئا ما .
وافقتها نسرين وذكرتها بأن عماد ولد في يوم ممطر ولذا هو يحب الخروج تحت زخات المطر الخفيفة والمنعشة دائما يقول بأن المطر لا يبلله . كانت متأكدة وهي تقول :
-أصبحت ألاحظ عينيها وهما سعيدتين والحب هو السبب .. ولكن تحب من يا ترى ؟.. فهي لا تطيق أبناء عمها ..حتى ناصر الذي يريد الزواج بها ..وليست لها أي قرابة أخرى وأشقاء ناهد كلهم كبار ومتزوجون ..أراهن بأنها واقعة في حب أحدهم .

ظلت كاميليا تتمشى وحدها والسماء ترشها بقطرات مطر خفيفة وهي تفكر بعماد وقلبها يرقص من حبها له . كانت سعيدة ولا تجرؤ على البوح بمشاعرها الصادقة لصديقتيها المقربتين ، وتود لو تصرخ تحت المطر بذلك دون أن يعتبرها أحد مجنونة . توقفت السماء فجأة عن إنعاشها بقطرات المطر ، فنظرت إلى ساعة يدها المشيرة إلى العاشرة وهو وقت المحاضرة . مشت ببطء متجهة نحو المبنى الرئيسي . استوقفتها أمل ونسرين اللتين جاءتا خلفها بسرعة ، وقالت لها أمل بخبث :
- لقد تبلل شعرك ..لم أعهدك تحبين المطر هكذا !
ابتسمت وقالت وفي عينيها بريق خاص :
- أنا أحب المطر وكنت أتمنى لو ولدتني أمي في يوم ممطر .

تبادلت نسرين وأمل النظرات باندهاش ،ورفعت كاميليا شعرها البني الداكن وذهبت معها إلى القاعة بعد أن خبأت صورة عماد في قلبها بدلا من عينيها حتى لا يراه أحد. تذكرت كيف كان ينظر لها عندما كانت في سيارته وصوت فيروز يصدح بسعادة ، وراحت تدندن :
- كان الزمان وكان في دكانة بالفيّ ..وبنيات وصبيان نجي نلعب ع الميّ.
فتحت ذراعها لعناق لفحة هواء باردة وهي تغني :
- لالالا لا ..لالالا لا أوعى تنسيني وتذكري حنا السكران.
تبادلت نسرين وأمل النظرات باستغراب من تصرف صديقتها ، فسألتها أمل :
- ومنذ متى تحبين فيروز وتغنين لها ؟.. وحنا السكران بعد .
ضحكت وأجابتها :
- أحبها من زمان .
ابتسمت أمل وقالت بمكر :
- بعلمي تحبين نجوى كرم ..ولم تكوني تغنين غير "ما بسمحلك "و"روح روحي "ومؤخرا "عيون قلبي" ..ستغضب منك نجوى كثيرا . ظلت كاميليا ساكتة وعلى وجهها ابتسامة غامضة ، فضحكت نسرين وقالت:
- يا لعينة أنتِ متغيرة وتخفين عنا شيئا ما.
وراحت كاميليا تكمل دندنتها بنشوى:
- حلوة فبيت الجيران راحت في ليلة عيد ..وأنهدت الدكان وأتعمر بيت جديد.. وبعدو حنا السكران على حيطان النسيان .. عم بيصوّر بنت الجيران.
أمسكت نسرين بذراعها وقالت :
- دعينا نذهب للمحاضرة فالدكتورة جويرية لا تتأخر ..بلا حنا السكران بلا خرابيط.

جلست في آخر القاعة وهي تردد اسم عماد في قلبها . تحبه وتراه جاد في حبها ولا تستطيع التشكيك في صدقه، كانت تحبه كثيرا وتتساءل دائما إذا كان يحبها بالقدر الذي تحبه هي أو أقل أو ربما أكثر . عماد الذي أخبرها بأنه يراها حبيبية وزوجته وأم أولاده ، وشرع في بناء المنزل الذي أرادته . كانت فرحة سعيدة جدا لموافقته على فكرتها ووعدها بتنفيذها بلا تردد.تأكدت من حبه لها وهي سعيدة بهذا الحب ودائما تتساءل عندما تنفرد بنفسها ليلا على الوسادة (ألهذا الدرجة تكون
الحياة كريمة معي فتمنحني رجلا يحبني بهذا القدر؟!..ومنذ وعده لي بانتظاري حتى انتهاء دراستي وهو لا يتواني عن الاتصال بي والسؤال عني ومساعداتي بالقدر الذي يمكنه بعيدا عن عيون جميع الناس . آه يا عماد .. كم أنت رجل نبيل وكم أحبك وفخورة بك .. لم تتوانى عن بناء منزل الزوجية الذي أردته أنا ولا روابط رسمية بيننا ..الروابط التي يعترف بها الناس وأنا متأكدة أن ما بيني وبينك أقوى من كل الروابط فبيننا حب كبير لم اقرأ عنه ولم أسمع عنه قبلا .. وهذا يكفي )

تنبهت والدكتورة جويرية تناديها وتطلب منها الإجابة على سؤال طرحته . تلعثمت وسكتت بخجل والدكتورة تقول لها بلهجتها السودانية المحببة :
- الظاهر أنك وصلتِ للغريقة ..وأنا عمالة أشرح من الصبح وأنتِ مو معايا .
أحست بخجل وزميلاتها ينظرن إليها وهن يضحكن ، فعماد أخذ الجزء الأكبر من تفكيرها .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-13, 02:02 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العاشر.


"عندي ثقة فيك.. عندي أمل فيك
وبكفي شو بدك يعني أكثر بعد فيك ؟!
عندي حلم فيك .. عندي ولع فيك
وبكفي شو بدك انو يعني موت فيك ؟!"

استلقت كاميليا على سريرها بعد منتصف الليل تستمتع للاسطوانة التي أهداها إياها عماد . كانت تفكر بما قاله لها البارحة في مكالمتها الرابعة أو الخامسة أو ربما أكثر فهي غير متأكدة من عدد المكالمات بيتهما في اليوم والليلة . طلب منها اللقاء بعيدا عن اتفاقهما بالاكتفاء بالهاتف كرابطة الوصل الوحيدة . قال لها بشوق بالغ ( أرجوكِ وافقي ودعينا نلتقي في أي مكان عام كأي متحابين على هذه الأرض..لن أكلكِ ولن أخطفكِ)

ترددت كثيرا ، كانت تريد لقاءه والخوف يمنعها . تخاف من والدها لو علم عن علاقتها به فماذا سيفعل . تخاف من المغامرة والدخول في متاهة اللقاءات العاطفية ، وتذكرت ما قاله أحد رجال الدين في إحدى محاضراته عن هذا الموضوع . قال بأن الحب كعاطفة ومشاعر قلبية أمر مباح ، ويصبح محرما عندما يتحول إلى أفعال وممارسات ، كلمسة اليد والقبلة والعناق فربما يؤدي إلى ارتكاب معصية لا تحمد عقبها . كانت تريد لحبهما أن يبقى طاهرا وحلالا بلا ريبة . ولكن بلوغ هذا الحب عامة الأول أصبح عماد يطلب منها اللقاء في الأماكن العامة ولو مرة كل شهر ،فرؤيتها من بعيد عند باب البيت أو في السيارة لا تكفيه .
ظلت تفكر بنشوى في هذه العاطفة التي تتملكها نحو عماد وتجهل كيف بدأت وأثرت بها بهذه القوة حتى أخرجها عمادها من دوامة الأفكار باتصاله . أجابته وهي مستلقية على فراشها وعينيها تتجولان في جدار غرفتها الزهرية ، قالت له بنعومة :
- كنت أفكر بك.
- أخبرني حدسي ولذا اتصلت بك .
ضحكت وسألته :
- ومنذ متى حدسك يخبرك عني ؟
سكت للحظات مترددا فيما يود قوله . كان مشتاقا لرؤيتها فطلب منها ملاقاته في أي مكان هي تريده ، وأقترح عليها تناول العشاء في أحد المطاعم العائلية أو أحد المقاهي في الخبر فرفضت بحجة المسافة ، وعندما عرض عليها اللقاء في مطعم المجمع التجاري على الأقل سألته بدلال :
- وكيف نذهب سويا ؟!
حاول أقناعها فراح يخبرها بأن جلساته العائلية هادئة وسينتظرها في مواقف السيارات وتأتي في الموعد ويدخلا سويا . سكتت فقال لها:
- لا تعتذري حبيبتي ..سأنتظرك مساء الغد في الساعة الثامنة.


لم تنم تلك الليلة وهي تفكر بعماد وبلقائهما الأول وتخاف لو رآها أحد أو علم والدها بأي طريقة فهو قادر على ذبحها . أوصلها سائقها قبل الموعد وجلست تنتظره في سيارتها . كان قلبها يدق بقوة وهي تنتظره وتفكر في والدها لو عرف بأنها جالسة في هذا المكان لتواعد حبيبها ، تنتظر عمادها الذي أفقدها صوابها . أقصت والدها عن أفكارها وفتحت حقيبتها وأخرجت المرآة وراحت تصحح الكحل الأسود ، وتضع على شفتيها أحمر الشفاه اللامع . رشت القليل من عطر "ألور " على جانبي حجابها وفي معصميها . جاء عماد على الموعد فترجلت من سيارتها لاستقباله والدخول معه في قسم العائلات في الطابق الثاني من المجمع. كانا صامتين وساكنين وأول ما فعله هو الإمساك بيدها برقة أظهرت حبه و اشتياقه لها ، فمنذ أكثر من سنة وهو لا يراها سوى من بعيد في منزلهم ، وأحيانا تمر عدة أيام لا يراها فيضطر إلى انتظارها بالقرب من منزلهم ليراها وهي تهبط من السيارة وتدخل متظاهرة بعدم رؤيتها له.تذكرت كلام الشيخ ، وأرادت أن تبعد يديها عن يديه ولكنها لم تستطيع . شعرت بأنها معه مسيرة لا مخيرة . قال لها بابتسامة :
- أنا أحبكِ كاميليا.. وسعيد جدا لوجودنا معا.ِ
أكتفت بابتسامة خجولة فقال لها وعينيه السوداويين تتفحصان وجهها بشوق:
- أنتِ جميلة جدا .
وبصوت منخفض وخجول قالت:
- دودي ..وكأنك تراني لأول مرة .
كانت هذه أول مرة يراها بهذا القرب بعد سنة وعدة أشهر . بدت عينيها ذابحتين والكحل يعطي نظراتها عمقا خاصا . توقفت عن الكلام للحظة والابتسامة تعلو وجهه ثم قال:
- عندما سمعت صوتك لأول مرة رسمت لكِ صورة مختلفة ..وعندما عرفت بأنك كاميليا تذكرتكِ وأنتِ طفلة ..أنتِ الآن أجمل بكثير . استرسل في غزله:
- وحبة الخال في زاوية فمك تقتلني .. أنتِ تبدين كقطعة سكر .

هددته بدلال بأنه ستخرج من المطعم إذا واصل كلامه وغزاله الذي لم يفتعله ويقوله بتلقائية .. سكت وهو يتفحص وجهها الحبيب بلهفة ، ويمسك بيدها بحب ورقة ، وعندما رفع يده وقربها لشفتيه ليقبّلها ، سحبت يدها فهذا ما كانت تخشاه . لمسات وقبلات ويصبح الحب الطاهر الذي تتفاخر به نوع آخر . قال لها بابتسامة :
- حتى لو لم تسمحي لي بطبع قبلة على يدك الناعمة فأنا أضمكِ وأعانقكِ بعينيّ.
وجاء النادل يجلب لهما الكولا المثلجة وقطعتين من الكعك . بسط عماد يده على الطاولة فأمعنت النظر ليده ولفت نظرها أصبعه الخنصر المزين بخاتم فضي به حجر أحمر اللون . سألته :
- خاتمك جميل .. ما لسم هذا الحجر الكريم ؟
أجابها وهو يحرك خاتمه المزين بالياقوت الأحمر الذي يلبسه دائما ويتفاءل به، ويعتقد بأنه يقوي القلب ويعدّل المزاج كما قال أرسطو فطلبت منه بدلال واحد مثله . أبتسم وقال:
- غدا أذهب لزوج عمتي فهو تاجر مجوهرات كبير والأحجار الكريمة تخصصه وسأشتري لكِ أجود حجر ياقوت وأصوغه خاتما جميلا ليدك الحبيبة .
وبمزيد من الدلال أكملت :
- أريده في خنصر يدي اليمنى ليتصل بخاتمك وأحدثه ويخبرني عنك.
ضحكت وأردفت ممازحة :
- وليتجسس عليك وينتقل لي أخبارك أيضا .
قال لها بحماس :
- أمهليني يومين فقط ويكون الخاتم على باب منزلك.
ضحكت وقالت :
- شكرا..

طلب منها أن لا تشكره فلها فضل كبير عليه . أصبحت حياته جميلة منذ أن سكنت فيها ،وأصبح ينام دون أن تبتلعه دوامة الأفكار والتفكير في الماضي والهموم والأحزان . عندما يضع رأسه ليلا على الوسادة لا يفكر إلا بالمستقبل وهي بجانبه . ضحك وأردف :
- أتخيل نفسي أنام على سرير وأنتِ بقربي وبعد دقائق يبكي أحد أطفالنا ..وأحيانا أتخيل نفسي عائدا من الشركة وأنتِ في استقبالي.
أغمضت عينيها للحظة وفتحتهما عندما أودع يديها بين يديه ورجف قلبها وهو يضغط عليها ، وسألها بابتسامة وهو يلثم يديها بشفتيه :
- كم طفلا ستنجبين لي؟
أخرجت يديها من بين يديه بلطف ،وقالت له بأنها تتمنى أن تنجب ثلاثة صبية وجميعهم يشبهونه ولهم عينيه السوداويين وشعره الفاحم الحريري ، وشخصيته الجذابة ولطفه ولباقته . ابتسم ومرر أصابعه في شعره وقال:
- أنا أريدهم فتيات ليشبهنكِ.. ولهن عينيك الذابحتين ورقتك .وسأكون أسعد رجل في الدنيا إذا استيقظت من النوم ورأيتك مباشرة والصغيرات يلعبن هنا وهناك.
ضحكت وسألته :
- والحل ؟.. بنات أم صبيان .
- ثلاث بنات وثلاث صبيان لنتعادل.
ضحكت وهي تقول له بأن هذا مستحيل . كان مفتونا بها وهي تضحك أمامه وتتحدث ولم تشعر بالوقت وهو يمر بسرعة . وعندما اتصلت بها أختها تعلمها بضرورة عودتها إلى المنزل ، استأذنته . خرجا سويا من المطعم وكأنهما زوجين أو خطبين أمام الناس ، وخارج المجمع افترقا . ركبت سيارتها وذهبت، وركب سيارته ومشى خلفها إلى أن وصلت إلى بيتها بسلام.

*****
ظلت ذكريات اللقاء الأول بكل لحظاته الجميلة في ذاكرة كاميليا ولا تريد لها مفارقة خيالها . صورة عماد وعينيه ويده القوية وكلماته وحبه . بعد ليلتين أحضر لها الخاتم مصحوب بالورود البيضاء وعطر " ألور " وضعت الخاتم في خنصر يدها واتصلت به تشكره فهذا الخاتم هو أثمن هدية تلقتها في حياتها . استلقت على السرير وهي تحدثه والسعادة تغمرها . أغمضت عينيها وقلبها يخفق بقوة وهي تستمع لصوته وهو يقول لها بأنه يحبها حتى الموت . فتحت عينيها ووجدته بجانبها وعلى سريرها في غرفتها الزهرية والشموع المضاءة في كل زاوية .ظلت ساكتة بذهول ويده تلثم وجهها . كانت يده ففي أصبعه خاتمه الياقوتي ، وعينيه السوداويين هما نفسهما .أرادت أن تسأله كيف دخل إليها وهي في منزل والديها ولم تستطع . ظلت ساكتة ولم تنبس ببنت شفة وعماد يقترب منها أكثر.أصبح قريبا ، وتشعر بدفء أنفاسه ، وتستنشق عطره ورجولته ولطفه . مد يده أسفل وسادتها وأخرج منها تفاحة . ظلت ساكتة بذهول وهو يقربها لشفتيها ويدعوها لتأكل منها . عندما نطقت وحذرته بأنهما سيطردان من الجنة . لم يبالي ودعاها مجددا لتأكل منها ، فرضخت لطلبه .قضمت التفاحة وهو يقضمها من جانبها الأخر ، وفجأة أحست بأنها تهوي من السماء السابعة . صرخت بقوة واستيقظت فزعة . لم تجد عماد بجانبها ولم تجد الشموع في غرفتها فلقد كان حلم .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-13, 02:04 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 11

سنتين من الصدفة والوعد انقضتا وأواصر الحب تقوى وتكبر بين كاميليا وعماد ، الآن هو يحبها أكثر ومتعلق بها أكثر ويريدها قريبة منه على الدوام . يريد أن يلقاها باستمرار ليبثها حبه وشوقه ، لكنها ترفض وتطلب منه الاكتفاء بوصل الهاتف بعد اللقاءات المعدودة لهما في مطعم المجمع التجاري على فترات متباعدة .
لم يلتقيا منذ ما يزيد على شهرين عندما لمحت كاميليا إحدى زميلاتها تدخل المطعم الذي كانت فيه مع عماد وخافت بأن تكون قد رأتها معه فهي تخشى على حبها أن تشوبه شائبة ،أو تنالها تهمة أو شائعة في شخصها أو سمعتها . تخاف أن تلوكها أفواه القطيفيين المعتادة على مضغ الفتيات وبصق شرفهن ، فالمجتمع بمجمله مهما اختلف تياراته وثقافته مجتمع فضائحي وهذه القصص لها نصيب كبير في أحاديثهم ومناقشاتهم واجتماعاتهم فليس لديهم ما يتحدثون عنه سوى الحديث عن الناس والفتيات خاصة .
طلب منها ملاقاته ليقدم لها هدية بمناسبة عيد ميلادها ، ورفضت فاضطر لوضع الهدية في كيس ورقي أنيق ووضعه أمام باب منزلها عصر ذلك اليوم وتسللت هي وأخذتها دون أن يلحظها أحد . كانت الهدية عبارة عن زجاجة عطر"ألور"وقرطين ماسيين رائعين ، جعلاها تعيد التفكير بلقائه في أي مكان عام من جديد.
عرض عليها اللقاء في القلعة الترفيهية فرفضت ، فلقد سمعت الكثير من القصص التي تحدث هناك ، اتفقا على الذهاب إلى المطعم التجاري . استمتعت بشرب العصير وهو يحدثها عن البيت ، وأخرج لها كتالوج جلبة من محل الأدوات الصحية لتختار السيراميك وأطقم الحمام والمغاسل . اختارت ما أعجبها وقالت له:
- سيصبح البيت تحفة فنية فخمة .
هز رأسه وقال بثقة :
- هذا ما يقوله المهندس أيضا .. لقد عرض عليّ فكرة استقدام رسام إيطالي ليرسم لوحات جميلة في أسقف المنزل بالكامل .. ما رأيكِ بالفكرة ؟
- مدهشة .. ولكنها مكلفة بالتأكيد .
- أنا عماد الغانم .
- بدأت تتفاخر بعائلتك !
ضحك وقال:
- من حقي أن أعيش بسعادة مع قطعة السكر التي أحبها في بيت يليق بها ويرضيها .
ضحكت وهو يخبرها بأنه سيشتري جميع أجهزة المنزل من محلات والدها المنتشرة في المنطقة الشرقية . ثم أخبرها بنيته شراء مزرعة فلطالما أحب الطبيعة والهدوء , والمزرعة ستصبح مكانا جيدا للاستجمام والضيافة . تلفتت لساعتها فقد اتفقت مع أمها أن لا تتأخر فهي استأذنتها بالخروج إلى القرطاسية لنسخ محاضرة هامة للامتحان .
عادت لبيتها وأضاءت الشمعة المعطرة وأدخلت شريط نجوى كرم في المسجل ، وبدأت نجوى تصدح بصوتها ..
" يا عيون قلبي كيف بدي نام
لمحة بصر هالعمر واللي بحب ما بينلام
هالكون صار صغير حملني حبيبي وطير
على عالم تاني يكون كلو غرام "

ظلت تفكر بعماد وهي ممسكة بالمحاضرة وتعرف بأنها ستحصل على علامة منخفضة فهي ساهمة طوال محاضرات الكيمياء الحيوية وخصوصا عندما تلقي المحاضرة الدكتورة منى بهدوئها الغريب فتنام أحيانا ، وإذا ظلت مستيقظة فيكون عقلها وتفكيرها معه.

*****
أشترى عماد مزرعة في "الجيش" إحدى قرى القطيف الجميلة . كانت مزرعة ببعض أنواع النخيل كالخلاص والخنيزي والغرى ، وعدد من شجر الكنّار واللوز وأشجار الليمون والكثير من أشجار الزينة . بها استراحة مجهزة بغرفتين نوم وحمامين ومطبخ صغير ومجلس كبير به جلسة عربية أنيقة وغرفتين للحارس والعاملين . بها إسطبل صغير للخيول كان صاحب المزرعة الأول يربي فيه ثلاثة خيول عربية أصلية اشتراهم مع المزرعة وقرر الإشراف على تربيتهم والعناية بهم واكتساب هواية جديدة. أصبح يقضي وقت فراغه في المزرعة بهدوء وبعيدا عن الناس والعمل ، وينام هناك نهاية الأسبوع ويتمتع بامتطاء الخيل والعناية بهم رغم كونه لم يفعل ذلك قبلا ، وكثيرا ما يزوره ماجد ويتسلى معه . تغيرت حياته الرتيبة ، أصبح فيها امرأة يفكر بها على الدوام ، يحبها ويرى فيها زوجته وشريكه في مشوار الحياة ، وعمله وهذه المزرعة التي يستريح فيها نهاية الأسبوع .

ذات نهار ربيعي مشمس جلس في استراحة مزرعته يراقب الحقول عبر النافذة والعمال يقومون بري الأشجار والمزروعات في الصباح الباكر من يوم الجمعة ، وتناول فطوره الذي أعده بنفسه ، فاصوليا حمراء مع الفلفل الأسود وعصير الليمون والخبز وعددا من حبات الرطب التي قطفها بنفسه . شعر بالهدوء وقمة التصالح مع نفسه وأصوات الطيور هي وحدها المسموعة في هذا المكان البعيد عن ضوضاء المدينة . خرج يتمشى بين أشجار الليمون وهو يفكر في السنتين اللتين انقضتا سريعا ، سنتين من الإنجازات على الصعيدين العاطفي والعملي .ظل يفكر بكاميليا التي كانت منذ البداية حافزا مهما له في كل جوانب حياته ، جعلته متفائلا وسعيدا ولا يهدأ ليلا ونهارا من العمل والتخطيط والتفكير بالمستقبل ، وكما يقول الجميع بأنه رجع لسابق عهده ولكنهم لا يعرفون السبب.

أحس بشوق كبير لصاحبة الصوت الرقيق . ظل ينتظر الوقت ليتقدم أكثر ويتصل بها ، وعندما أشارت الساعة إلى العاشرة أتصل بها ليقول لها عما يشعر به في تلك اللحظة . رن الهاتف الرنة الأولى والثانية والثالثة والرابعة وبعد الخامسة استيقظت من نومها وأجابته . قال لها بشوق :
- أحبك كثيرا .. ولا أعتقد بوجود رجل على الأرض يحب امرأة كما أحبك أنا .
ضحكت بسعادة وقالت وهي تتثاءب:
- صباح الخير دودي.
- صباح النور يا قطعة السكر ..أنا جالس وحدي في المزرعة وليس لدي ما أفعله غير التفكير بك.
عاتبته بدلال لأنها تعرف بأن عائلته ستذهب لزيارته في المزرعة ولم يدعوها ، وأغلقت السماعة بعد أن طلبت منه أن ينتظر قدوم نسرين فستجلب له رسالة منها . ظل ينتظر والديه وأخته في المزرعة على أحر من الجمر ويحصل على رسالتها . أراد أن يتحايل على الوقت ليمر بسرعة فأشرف على العمال وهم يضعون ثمار الليمون والرطب الناضجة في صناديق فلينية ليأخذها معه مساءا ويوزعها على عائلته ، ثم ذهب لإسطبل الخيول وامتطى أحب هذه الخيول إلى نفسه ، الخيل الأصلية السمراء اللون بشعر وذيل أشقر وراح يتمشى في أرجاء المزرعة .

في الواحدة ظهرا لمح سيارة والده العائلية تدخل من بوابة المزرعة ويقودها السائق فاتجه نحوها . حيا والديه الذين نزلا من السيارة ولمح كاميليا جاءت بصحبة نسرين وأمل ولم يكن مصدقا بأنها فعلا أمام عينيه فهي لم تخبره بقدومها عندما اتصل بها صباحا .
ارتسمت الابتسامة على وجهه وهو يحاول أن يخفي أثر المفاجأة السارة ، وبسرعة نزلت كاميليا وهي تخفي عينيها بنظارتها الشمسية ومرت بجواره دون أن تلتفت إليه . لم يكن مستغربا من قدومها مع عائلته فهي صديقة مقربة لأخته ولابنة عمه ولكنها تعمدت عدم إخباره.اقتربت منه أمل ونسرين تتحدثان معه وتطلبان منه أن يساعدهما على امتطاء الخيل لاحقا ، واقتربت منهم كاميليا وهي مازالت تتحاشى النظر لعينيه دخلن الاستراحة بينما هو يتحدث مع أحد العمال ، وأمه مع الخادمة تستعدان لتجهيز الطعام .

جلسوا سويا على الأرض حول السفرة لتناول الطعام كبسة اللحم ، ونسرين توزع صحون السلطة ، وعماد يقطع البطيخ وكاميليا تسترق النظر إليه . لم تأكل كثيرا واكتفت بعدد قليل من ملاعق الأرز ، ومن ثم أكلت السلطة والبطيخ .أعد عماد الشاي وسكب للجميع . شرب وهو يتحدث مع والده الذي أحتسى كوبه ونام مباشرة . أستند عماد على أحد المساند ممدا رجليه على الأرض ، وممسكا بالجريدة وعينيه على كاميليا الجالسة بين أمه وأخته وابنة عمه يتحدثون بصوت منخفض ، فظنهن يتحدثن بأمور نسائية لا يجب أن يسمعها ،أو حشّ (نميمة) من الوزن الثقيل على أحد . نهض وخرج من الاستراحة وعينيّ كاميليا وراءه ، فلحقت به أمل تطلب منه أن يحضر الفرس ويساعدهن في ركوبها

خرجت كاميليا مع نسرين وأمل خارج الاستراحة ينتظرن قدوم عماد، لكنها أحست بالغيرة من أمل لقربها من عماد وهي تمازحه وتحدثه عن الفارسية . ولا تعرف كيف طرأ ببالها لحظة بأن أمل تحمل في قلبها عاطفة ما نحوه ، وربما تحبه أيضا وتتمنى الزواج به . اقترحت على صديقتيها المشي بين أشجار الليمون المتقاربة .أرادت الابتعاد عنه حتى لا يرى وجهها وآثار الغيرة واضحة عليه .غطت عينيها بنظارتها الشمسية عندما أحست بدمعه تتأرجح على رمشيها ، وعندما سمعن صهيل الخيل خرجن من بين الأشجار ووقفن عند نخلة متوسطة الطول وجاء عماد . امتطت نسرين الفرس بمساعدة عماد ، وابتعدا تاركين كاميليا تتحدث مع أمل ، وبعد دقائق عادا لنقطة الانطلاق حيث نزلت نسرين واقتربت أمل من الفرس وركبت وسار عماد معها .

ابتعد تاركا كاميليا تغلي غيرة لا تستطيع الإفصاح عنها ، فهي لا تريد احد أن يقترب منه .أخذت نفسا عميقا وهي تقول في سرها ( هذا الرجل لي ولا أسمح لأحد أن يقترب منه) ، وبعد دقائق عادات أمل وعماد خلفها ممسكا بلجام الفرس . دعتها لركوب الفرس فأجابت بنبرة غاضبة بأنها لا تحب الحيوانات . قالت جملتها واستدارت لنسرين وأمل وطلبت منهما المشي بين الأشجار، وذهبن مبتعدين عن عماد الذي امتطى الفرس واتجه للإسطبل ثم عاد إلى الاستراحة ليجلس بصحبةأمه .وعندما بدأت الشمس تستعد للغروب استأذنها للخروج لرؤية الشمس وهي تذوب بين أحضان السماء ، كان يعشق غروب الشمس ومنظر شروقها ويرى فيهما إعجازا إلهيا كبيرا . خرج يتمشى ببطء ويراقب الشمس الغاربة وتفكيره محصور بكاميليا . أحس بأن حبه لها ليس عاديا وبأن قلبه الصغير يحمل
حبا كبيرا ولهفة يشعر بها للمرة الأولى في حياته . تمنى لو يصرخ باسمها ويسمعه الجميع ويعرفون بحبه، تمنى لو يذهب إليها ويضمها بين ذراعيه لتذوب بين أحضانه كما تذوب الشمس بين أحضان السماء أمام أعين الناس جميعا بدون خجل .

عاد لمنزله بعد يوم ممتع قضاه في مزرعته وما أسعده أكثر هو المفاجأة السارة التي أعدتها له كاميليا عندما جاءت مع عائلته . تناول عشاءه مع والديه وصعد لغرفته وبدأ يستعد للنوم ، وقبل أن ينام أمسك بالهاتف ليحادث كاميليا ، كان يريد إخبارها بأنه غارق في حبها حتى أذنيه ، لكن لهجتها في الحديث بدت متغيرة . لم تكن قادرة على منع نفسها من الشعور بالغيرة رغم اقتناعها بأن عماد وأمل كالأشقاء تماما . أخبرته بذلك وطمأنها وأكد لها بأن أمل مثل نسرين وندى تماما وأستسلم للنوم بعد حديث طويل . أستيقظ خائفا قبل شروق الشمس بلحظات عندما رأى كاميليا في المنام تتمشى على شاطئ البحر والأمواج تفصلها عنه وهي تهرب من رجل بشع المنظر ،كانت تناديه وتطلب مساعدته وهي تبكي بحرقة وهو لا يستطيع مساعدتها وبعدها سقطت الحجارة من فوقه . بلع ريقه وتعوذ من الشيطان ونهض من السرير وشرب كوبا من الماء وعاد إلى سريره مجددا وهو يفكر بهذا الحلم الذي يراه للمرة الثالثة ويتكرر بنفس تفاصيله .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-13, 02:05 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 12

استيقظت كاميليا من نومها قرابة الخامسة عصرا ، غسلت وجهها بالماء البارد ووضعت الكريم المرطب برفق. كانت تنتظر اتصال عماد بعد ما ينتهي من زيارة المهندس المشرف على التصميم المنزل داخليا . أخرجت من حقيبتها محاضرة مادة الأحياء الدقيقة وبدأت تقرأها وهي تتذكر صورة الدكتور عبد الرحمن وهالة الرعب التي يحيط بها نفسه . كان يخيفهن ويهددهن بأنهن لن يتمكن من الإجابة على أسئلته في الامتحان ، وحالما رن هاتفها وعماد هو المتصل ألقت المحاضرة جانبا وأجابته . أخبرها باتفاقه مع المهندس في تأثيث المنزل بطابع إيطالي كلاسيكي بفخامة فوافقته . حدثا ككل يوم وطلب منها ملاقاته فاعتذرت برصانة وذكرته بأنهما يعيشان في القطيف وليسا في باريس . سألها عن الفرق بين الحب في القطيف وباريس ، فأخبرته بأن الفرنسيين هم أكثر شعوب الأرض حرية في التعبير عن مشاعرهم ، والسعوديين أقلهم . لم يقتنع بكلامها فالحب بالنسبة له لا يتأثر بالجنسية . قالت له بعفوية:
- لقد زرت باريس مرة وأنا في المرحلة المتوسطة وذهلت عندما رأيت عاشقان يتطارحان الغرام تحت ظل شجرة في إحدى الحدائق وودت لو طلبت لهما الشرطة .
لم يكن عماد يحب السفر كثيرا . زار القاهرة وسوريا وبيروت مع عائلته ، وقبرص وأثينا في طفولته .أصبح السفر مع عائلته هو الأفضل بالنسبة إليه ، فسمعة الرجال السعوديين الذين يسافرون لوحدهم بالخارج سيئة ويعتبرها تهمة لا يريد أن تلتصق به ، كان يذهب إلى دبي للمشاركة في الاستثمارات ال****ية والمالية بين وقت وآخر.سكت للحظات وتذكر الموضوع الذي كانا يتحدثان به قبل الحديث عن السفر ، فسألها:
- ولماذا لا تودين لقائي ؟
بلعت ريقها وقالت:
- هربا من عيون المتلصصين ..فهم .. يعتقلون الحب .. وربما يغتالونه أيضا .
سكت للحظة وهو يفكر بما قالته وأحس بأن عبارتها قاسية ، وأكملت :
-إنها الحقيقة ولذا أريد أن أجعل حبنا سرا .. يقولون بأن أصعب حب هو الذي لا تستطيع البوح به .. في مدينتنا هو عيب وقلة أدب وعلينا أن نخفيه .

فلحت هذه المرة في التملص من لقاءه برغم اشتياقها إليه . تريد من هذا الحب أن يكبر أكثر ويبقى حرا وطاهرا ونقيا . لا تريده كالحب الذي تسمع عنه . شاب مراهق يلقي برقم هاتفه في ورقة على مجموعة فتيات وأي واحدة تلتقطه وتحادثه تكون حبيبته .أو حب فتاة تعجب بشاب يدرس معها كما يحصل لزميلاتها وتختاره حبيبا وتبدأ قصة حب بائسة تحسدها عليها طالبات الأقسام النظرية وكليات البنات اللاتي ضاعت من بين أيديهن فرصة التعرف بشاب قد يصبح زوج المستقبل . حبها لعماد مختلف فلقد التقت عيونهما وأرواحهما في نقطة واحدة ، كنقطة التقاء السماء بالبحر .

كان عماد في طريق عودته إلى المنزل عندما أتصل بكاميليا مباشرة وأخبرته بأنها ستذهب مع شذى إلى المكتبة لشراء جهازيّ كمبيوتر محمول لكل منهما . عرض عليها فكرة الذهاب إلى هناك ليراها فرفضت لأنها ستمر بنسرين وستذهب معها . تنهد واكتفى ببعض التوصيات بشأن مواصفات الجهاز المناسبة وأنهى المكالمة وفكرة الذهاب لرؤيتها هناك تداعب تفكيره . سيذهب وإذا رأته نسرين وسألته سيلفق لها أي إجابة . حسم أمره وذهب إلى المكتبة الواقعة في كورنيش الدمام .أوقف سيارته في الموقف ودخل متجها بسرعة لقسم الكمبيوتر.
بحث عنها بعينيه وهو يصطنع النظر باهتمام لبعض الأجهزة المعروضة وينتقل من جهاز لآخر حتى وجدها وهي تتحدث مع أحد الموظفين الفلبينيين وبصحبتها نسرين وشذى . أقترب منهن أكثر وراح يسأل أحد الموظفين عن برنامج حماية جيد للكمبيوتر . التفتت كل من نسرين وكاميليا له في اللحظة ذاتها ابتسم وهو يتصنع المفاجأة . سأل أخته إذا ما كانت بحاجة لشيء ما فأخبرته بأنها جاءت من أجل كاميليا التي أشاحت بوجهها عنه وذهبت مع أخته لقسم المحاسبة . اشترى البرنامج الذي سأل عنه ودفع ثمنه وخرج دون أن يحظى بكلمة أو نظرة.
عاد لمنزله وجلس على مكتبه وهو ينتظر اتصالها . لم ينم كالمعتاد ولم يقرأ جريدته وظل ينتظرها . اتصلت به في التاسعة ووبخته للحاقه بها فهو لم يجد فرصة مناسبة ليكلمها وسرعان ما هربت منه عندما رأته . أعتذر منها فهو لم يتمكن من لجم عنان نفسه عن الذهاب إلى المكان الذي توجد فيه ليراها ولو للحظة .أخبرها بأنه يحبها ومستعد لرؤيتها حتى لو كانت ثانية واحدة . ظل يتحدث معها حتى نام دون أن يتناول غذاءه وعشاءه .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-13, 02:06 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 13

تمددت كاميليا على سريرها في غرفتها المظلمة ، ونور الشمعة المعطرة برائحة الخزامى تبعث بضوء خافت ورائحة عطرة تركت أثرها في أرجاء الغرفة . كانت تفكر بعماد وكيف ستسافر عنه وتتركه لأسبوعين . تمنت لو أن هذا السفر يلغى لأي سبب. تمنت لو يتأخروا عن موعد الطائرة وتقلع عنهم لتبقى هنا ولا تبتعد عنه أبدا ، حتى ولم تراه فيكفي بأن تحسه قريبا منها وتجمعهما مدينة واحدة . لم تتخيل أنها ستسافر خارج البلاد بعيدة عنها وتفصلها عنه آلاف الأميال ، وكيف ستقضي أربعة عشر يوما في مدينة العشق والرومانسية وحبيبها بعيد عنها . ستحسد باريس بالتأكيد وعشاقها يأتوها من كل مكان وهي وحيدة ومن تحبه سيبقى بعيدا عنها . أحست تلك الليلة بأنها لا تحبه فالحب قليل ، وهي تعشقه ومجنونه بهواه لدرجة لا تصدقها .

تلك الليلة بالذات أقرت واعترفت بخشوع وطمأنينة أمام نفسها وأمام شمعة التي تراقص لهيبها بسبب لفحات هواء المكيف بأنها تحب عماد بشكل يخرق حدود الطبيعة . حب هي لم تتوقعه ولم تفكر به . حب خارج عن المألوف كمن تحبه تماما فهو رجل غير عادي في كل شيء ، بتفكيره وبأخلاقه ونبله . ظلت تنتظر اتصاله وهي تعد الساعات المتبقية لها قبل أن تقلع الطائرة في التاسعة صباحا . ظلت تنتظر اتصاله والوقت يتقدم والشمس توشك أن تشرق . نهضت من سريرها ورفعت ستارة نافذتها لتنظر إلى الشمس وهي تبعث نورها تدريجيا على كل الدنيا.وعندما فقدت الأمل في اتصاله بها أمسكت بهاتفها واتصلت به عدة مرات ولم يجبها . تساءلت إذا ما كان نائما ، ولكن كيف يستطيع النوم بدون سماع صوتها وخصوصا أنها مسافرة للخارج .

رجعت إلى فرشفها وظلت تتقلب وهي تراقب الشمعة التي بدأت تذوب تدريجيا . أحست بقبلها يذوب مثلها والقلق بدأ يزداد في نفسها .. تتساءل عن سبب عياب عماد وعدم اتصاله وهو الذي لم يفعلها يوما . ثلاث سنوات وهو يتصل بها صباحا ، وبين المحاضرات ، وبعد عودتها من الجامعة وقبل أن تنام .

ظلت يقظة حتى استيقظ الجميع فرحين بالسفر لقضاء إجازة الصيف في باريس بعد انقطاع السفر منذ خمس سنوات . جاءتها الصغيرة هديل تدعوها لتناول الفطور معهم . لم تكن كاميليا قادرة على التفكير بالأكل وهي لا تعرف عن عماد منذ الأمس . ذهبت إلى غرفة شذى بقلقها ، وقالت لها والدموع مترددة في الخروج من عينيها المتعبتين من السهر :
- هذه المرة الأولى التي يتصرف معي بهذه الطريقة ..أنا خائفة ولا أعرف ما الذي حدث له ؟..أخشى أن مكروها قد أصابه.

اقترحت شذى عليها الاتصال بنسرين فإذا كان عماد مصابا بأذى لا سمح الله ستخبرها ،واتصلت بها وردت عليها بمرحها المعتاد وأخبرتها بأنها في المنزل تشاهد فيلما مع أمل . تمنت لو تسألها عن عماد لتطمأن عليه ولكنها لا تستطيع فهي لا تعلم شيئا عن علاقتها به . مضت الساعة الأخيرة بسرعة وبدأت تستعد للخروج وهي تنتظر لهاتفها كل حين لتتأكد من عدم وجود مكالمات لم يرد عليها ، فربما أتصل بها عماد وهي لم تنتبه . ركبت السيارة وتوجهوا إلى مطار الدمام وبدأ والدها بإجراءات السفر وهي وأمها وأختيها جالسات على المقاعد ، وفجأة رن هاتفها فأخرجته بسرعة من حقيبتها إلا أن المتصلة كانت أمل . تحدثت معها ومع نسرين وبدأت تنتظر اتصال عماد فقد كان آخر حديث بينهما عصر الأمس .

ذهبت مع عائلتها إلى صالة المسافرين وجلسوا ينتظرون موعد ركوب الطائرة ، وهي مازلت مشغولة الفكر فأخرجت هاتفها ولتصلت بعماد لم يرد أيضا . ركبت الطائرة وجلست بجانب شذى في الجانب ايمن من الطائرة ، والديها وهديل في المقاعد الوسطى ، وبدأ المضيف بطلب من الركاب ربط أحزمة الأمان وإغلاق جميع أجهزة الجوال ، فأغلقت هاتفها مرغمة بعد أن يئست من اتصال عماد

مضت ساعة على إقلاع الطائرة وكاميليا مازالت قلقة وتفكر بعماد وتحاول إيجاد مبرر لتصرفه الغريب معها ، وبعد قليل جاء المضيف يوزع عليهم سماعات الأذن والصحف فأخذت منه نسخة من جريدة اليوم علها تمنع نفسها من التفكير ولو قليلا . قرأت الصفحة الأولى فقط ووضعتها في جيب الكرسي الذي أمامها . وضعت سماعة الأذن وراحت تتسلى بسماع الأغاني ، وعندما بثت أغنية السيدة فيروز ، تذكرت عماد الذي فاجأها بهذا الجفاء . دعت ربها أن يكون بخير ونذرت بالاستغفار ألف مرة إن كان عماد يخير ولم يهجرها .
" بعدك على بالي يا قمر الحلوين
يا سهر بتشرين يا ذهب الغالي
بعدك على بالي يا حلو يا مغرور
يا حبق ومنتور على سطح العالي"

تذكرته رغما عنها والدمعة الحائرة مازالت ترقص بين رمشيها حتى غفت ، واستيقظت على صوت شذى وهي تعلمها بنزول الطائرة في مطار بيروت قبل إكمال الرحلة إلى باريس. أمضت ساعتين مع عائلتها في صالة الانتظار بالتفكير والقلق بعكس أختها التي ظلت تبحث عن فنان أو فنانة للتصوير معهم .جلست ساهمة وأفكارها في القطيف تسأل عن عماد وعن سبب الجفاء المفاجئ . هبّت مسرعة من مقعدها وأختها تقترب منها وتقول لها بأنها رأت نجوى كرم في صالة كبار الشخصيات ، وابتسمت والديها وأختها يضحكون عليها فلقد شربت المقلب بسهولة . مضت الدقائق الأخيرة وهاهم الآن يستعدون لركوب الطائرة من جديد متجهين إلى باريس . دخلت الطائرة وأعطت المضيفة تذكرة الصعود لتدلها على مقعدها . مشت قليلا إلى الداخل رأته يجلس في مقعد خلفها بأربعة مقاعد ينظر إليها بابتسامته وبجاذبيته وسحره . لم تكن مصدقة بأنها تراه الآن في الطائرة بعد طول الانتظار والقلق والحيرة والخوف من إصابته بمكروه . تمنت لو تضربه بأي شيء بعد ما فعله لكنها لا تستطيع حتى إطالة النظر له والديها بقربها . كانت تريد أن تعرف كيف لحق بها ولماذا لم تراه في مطار الدمام . لم تعرف بأنه كاد يجن عندما لم يراها وعائلتها على متن الطائرة المغادرة من الدمام فلقد أراد أن يفاجئها وخاف أن ينقلب السحر على الساحر . ظل قلقا وتنفس الصعداء عندما لمحها في صالة الانتظار في مطار بيروت بعد أن خفت زحمة المسافرين .

هبطت الطائرة في مطار " شارل ديغول" في باريس ، وركبت كاميليا مع عائلتها في سيارة أجرة متوجهين للفندق وكانت الشمس توشك على الغروب . تشتت نظرها بين باريس المفعمة بالحركة والممتدة على ضفاف نهر السين الذي يقسمها لضفتين ، وبين عماد الذي يتبعهم بسيارة أجرة أخرى. خافت أن ينتبه لها والدها ، فسخرت عينيها للنظر إلى شوارع باريس الفسيحة ومعالمها السياحية وجسورها ومنتزهاتها وأبنيتها الفخمة والعريقة . وصلت مع عائلتها إلى "فندق كوست" القابع في شارع " سانت اونوريه " الواقع على مسافة قصيرة من ساحة " الفاندوم" الأنيقة في ذلك الحي المحاط بالمتاجر الفخمة .

دخلت إلى الجناح الذي حجزه والدها والمكون من صالة وغرفتين نوم وشرفة صغيرة تطل على الشارع . رتبت ملابسها في الدولاب مع شذى وفرحتا لأن هديل ستنام مع والديها ولن تزعجهما . كانت تريد الاتصال بعماد لتتحدث معه ولتعرف إذا ما كان سيقيم معهم في الفندق ذاته فهي لمحته وهو ينزل حقيبته من سيارة الأجرة ويتوجه إلى موظف الاستقبال . ظلت مع أختها تتحدثان في غرفتهما حتى اتصل بها عماد . كادت تطير من الفرح وهي تسمع صوته ، قال لها بدفء بأنه فعل المستحيل لكي يكون قريبا منها ويقطن في الغرفة الملاصقة لجناحهم . ضحكت بدلال وقالت له:
- فاجأتني .. وحتى هذه اللحظة لست مصدقة بأنك معي في باريس .
- جئت لأعلن لكِ حبي.. ومن أعلى برج إيفل سأصرخ أمام الناس جميعا بأني أحب كاميليا الناصر .. وسأجدد وعدي لكِ فأنتِ الملكة وهواكِ سلطان على قلبي.
سألته عن مدة إقامته فهي تعرف بأنه لا يحب السفر ، أخبرها بأنه سيبقى لأسبوع فلديه الكثير من العمل كما أن رحلته لم يكن مخططا لها . سألها بشوق :
- هل ستخرجون لتناول العشاء في الخارج ؟..أريد أن أراكِ.
- والدي متعب قليلا ويفضل تناول العشاء في مطعم الفندق .. وغدا سنبدأ جولتنا في المدينة.
وعدها بأن تجده أقرب من ظلها إليها فهو سيتبعها لأي مكان تزوره. وعندما نزلت مع عائلتها إلى المطعم وجدته أمامها يراقبها وهي خائفة أن يكتشف والدها أمرهما .
انتصف ليل باريس وكاميليا مازالت يقظة تفكر بعماد وهي مستلقية على سريرها . شعرت بسعادة تغمرها للحاقه بها ، كانت واثقة من أن الشوق والحب هما الدافع . رن هاتفها الجوال واتصل بها من تفكر به يطلب منها ملاقاته في بهو الفندق . رفضت في بادئ الأمر وسرعان ما رضخت لإلحاحه ، وبعد أن تأكدت من نوم والديها وشقيقتيها وضعت الحجاب المزركش على رأسها ولبست عباءتها التي قررت الاستغناء عنها في باريس فلم تحبذ أن يراها بملابس النوم . توجهت ببطء اللصوص نحو باب الجناح وقلبها يخفق بقوة وكأنها ترتكب جريمة وسيحكم عليها بالإعدام عندما يفتضح أمرها . وما أن فتحت الباب وتقدمت خطوة واحدة خارج الجناح الخاص بهم حتى رأته أمامها يقف على بعد خطوات يمسك بورود بيضاء . اقترب منها وأعطاها إياها ، قال لها بابتسامة :
- حتى ورود الكاميليا الباريسية ..أنتِ أجمل منها . شكرته بابتسامة حب ممزوجة بالوجل ، وقالت له هامسة :
-سأدخل الآن ..أنا خائفة وقلبي ينبض بقوة ..أشعر بأن صوته مسموع في باريس كلها .
حاول أن يقاوم نفسه وهو يرغب بضمها إليه ، فاقترب منها وأمسك بكتفيها وقال لها برقة :
- أنا أحبكِ .. وتعبت من طول الانتظار.
كان وجهه قريبا منها ولأول مرة تراه بهذا القرب . راحت تتأمل عينيه السوداويين وهما تتفحصان وجهها بشوق وتشعر بحرارة أنفاسه . أغمضت عينيها وهو يقترب منها أكثر ويلثم وجنتيها برقة . شعرت بأنها ستفقد الوعي وهو يقبل زاوية فمها بشغف ، فابتعدت عنه بسرعة ودخلت وأقفلت الباب بدون أن تنطق بكلمة وتودعه .

استلقت على سريرها وغطت نفسها باللحاف وهي تتذكر نفسها بين يديه وكيف قطف منها أول قبلة . لم يعد حبهما طاهرا كما قال الشيخ ،و لكنها أصرت على أن حبهما طاهر رغما عن الشيخ والمجتمع ورغما عن الدنيا بأسرها ، ما دامت هي مقتنعة بأنها لم تخطئ . خبأت الورود تحت لحافها وأغمضت عينيها لتجبرهما على النوم بعد هذه المفاجأة والورود والقبلة .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-13, 02:07 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 14

مياه السين هادئة في هذا النهار المشمس والقوارب تحمل السائحين في نزهات نهرية لرؤية معالم المدينة بشكل واسع ، والمنظر خلاب من على جسر "ألكسندر الثالث" المذهب ، أو جسر العشاق كما يسميه الباريسيون . وقفت كاميليا تراقب القوارب والناس وهي تلمح عماد واقف على مسافة بعيدة منها حتى لا يلحظه والدها ، يراقبها من بعيد ويتحين الفرصة للاقتراب منها . وأثناء التقاطها لبعض الصور التذكارية تعمدت أن تلتقط له عددا من الصور وهو واقف ينظر إلى النهر من على الجسر وبعيدا عنها .
جلست مع عائلتها على أحد مقاهي الجسر المنتشرة تشرب القهوة الفرنسية وقلبها مع عماد القريب والبعيد في الوقت نفسه ، كانت تتمنى لو تمسك بيده وتتمشي على هذا الجسر كبقية العشاق الذين يظهرون حبهم أمام جميع الناس بالقبلات والعناق والورود . تريد أن يكونا قريبين من بعضهما أكثر ويتقاسمان كل شيء حتى نسمات الهواء التي تدخل لرئتيهما . تريد أن تكون معه في رحلة بحريه واحدة بدلا أن تقضي ساعة من الوقت وهي في قارب وهو قارب آخر يراقبها ويحرسها بقلبه المتلهف . تمنت أن تجلس معه في طاولة واحدة في جادة الشانزلزيه تشرب القهوة بدلا من أن تجلس في طاولة وهو في طاولة أخرى ويتواصلا بالنظرات . تمنت لو تستمع لحديثه وغزله وهو يجلس معها بين الأزهار الزاهية والتماثيل التي تخلد شخصيات تاريخية بارزة في حدائق "اللوكسمبورغ"

كانت تتمنى أن تصعد معه لقمة برج إيفل في ساعة الغروب كما فعلت ذلك اليوم ، وتستمع له وهو يصرخ بأنه يحبها . لكنها كانت في قمة البرج وهو بعيد لا يستطيع الاقتراب منها وعائلتها تحيط بها كحراس يحرسون ملكتهم . تمنت لو كان بصحبتها وهي تتسوق في أسواق الزينة والعطور والأزياء والأناقة . أرادت أن تكون في باريس معه فقط. ولكن لا فائدة فها هو الأسبوع سينقضي ولم يستطيع عماد أن يكلمها وجهه لوجه سوى تلك الليلة التي قبّلها لأول مرة ولم تتكرر رغم طلبه منها . كانت خائفة وتريد لحبها أن يبقى بعيدا عن الفعل لكي تكون مرتاحة البال .
كان يتحدث معها يوميا ويتغزل بها من بعيد ، ويعشق عينيها العسليتين المزينتين بالكحل الأسود دائما ، وحبة الخال الصغيرة بجوار زاوية فمها لها مكانة خاصة في قلبه . كان معها بعيدا وقريبا ، يراها ولا يستطيع أن يقترب منها كثيرا كما يتمنى . يود أن يقول لها بأنه معجب بجمالها وأناقتها أكثر في باريس وبأنه سيفقد عقله كلما رأى خصرها يتمايل أمامه ولكنه يؤجل الحديث لحين عودته إلى الفندق.كل ليلة يطلب منها ملاقاته أمام باب جناحهم الخاص وهي ترفض فلا تريد لما حدث في تلك الليلة أن يتكرر . ومضى الأسبوع وحان موعد عودته ، ووافقت على لقاءه في بهو الفندق في ليلته الأخيرة .

خرجت للقائه وحجابها المزركش على رأسها بعد أن تعمدت جعله ينتظرها لأكثر من نصف ساعة . وجدته مستندا على الجدار وما أن رآها حتى اقترب منها . أمسك يدها وهي تتلفت وراءها كل دقيقة . حاول أن يضمها إليه فقاومته بادئ الأمر وسرعان ما استسلمت له وهو يحيطها بذراعه ويشمها . همس في أذنها بأنه يحبها وينتظرها في القطيف . طلبت منه أن يتصل بها حالما تحط طائرته في أرض المطار لتطمأن عليه أخرجت نفسها من بين ذراعيه وودعته ودعتّ أن يصل بالسلامة .

******
"بكتب اسمك يا حبيبي ع الحور العتيق
تكتب اسمي يا حبيبي ع رمل الطريق
ولما بيدور السهر تحت قناديل المسا
يبقى اسمك يا حبيبي واسمي بينمحى "

قاد سيارته التي تركها في المطار عائدا إلى منزل والديه الذي وجده خاليا كالعادة . دخل لغرفته واستحم واتصل بأخته نسرين وأخبرته بوجودها مع والديها في منزل ندى لتناول الغذاء فذهب إليهم هناك . نهضت أمه بسرعة تعانقه وكأنه غلب عنها لأشهر وعانقه والده وأختيه وابن عمه وابنتيّ أخته الصغيرتين فهم لم يتعودوا على غيابهم عنهم . تناول غذاءه وهو يتحدث معهم عن رحلته القصيرة وكيف أفادته في تجديد نشاطه وكيف استمتع في باريس التي يزورها للمرة الأولى وبالطبع حذف اسم كاميليا من حديثه ، ولكن نسرين أخبرته بأنها سافرت مع عائلتها في اليوم ذاته . قالت ندى مخاطبة زوجها :
- سأخطط لرحلة طويلة في الصيف القادم ..أريد أن أذهب لإيران ومن ثم أعرج بيروت وأختم الرحلة في جنيف أو مدريد فأنا لم أسافر منذ سنوات .
- لا أستطيع ترك العمل .
وقالت الأم لابنتها :
- الناس يحسدونا على الفاضي .. سنسافر إلى شرم الشيخ لمدة أسبوع وهذا أضعف الإيمان .. سافري معنا ودعي عماد يحجز لكِ مع الطفلتين .
وأكملت وهي تضحك :
- ماذا نفعل بأزواجنا إذا كانوا لا يحبون السفر ويفضلون العمل .. علينا أن نتركهم ونسافر مع أولادنا.
أستمر الحديث الودي بين عماد وعائلته حتى غادر الجميع منزل ندى قبل غروب الشمس وعادوا إلى المنزل وأخرج لهم عماد الهدايا التي أشتراها للجميع . أخرج معها اللوحات الزيتية والتحف التي اشتراها من باريس ليضعها في منزله ومنها مجسم نحاسي لبرج إيفل يبلغ ارتفاعه متر اشتراه ليكون ذكرى للأسبوع جمعه بكاميليا في باريس ، وقرر أن يضعه في صالة منزله في ركن فرنسي خاص يمثل هذه الذكرى.

***
أستيقظ عماد من النوم في الساعة التاسعة والنصف على صوت رسالة نصية وردت في هاتفه ، وبعثت بها كاميليا ( بونجور دودي .. اشتاق لك كثيرا وتمنيتك معي وأنا أزور متحف اللوفر .. تجولنا في المتاحف الانتيكا والخزف والمجوهرات .. صدقني بأن باريس بانتعاشها وحيويتها وسحرها بدت كئيبة بعد سفرك ) ، وجاءت الرسالة الثانية لتكمل حديثها وقرأها والابتسامة تعلو شفتيه ( والدي يفكر في تمديد إقامتنا لأسبوع ثالث وأمي تشجعه وأنا لا أريد .. وغدا سنذهب إلى دزني لاند الباريسية وسنقضي ثلاثة أيام هناك ومن ثم سنعود لقلب باريس ) . نهض من فراشه وغسل وجهه وحلق ذقنه وارتدى ملابس صيفية مريحة بعيدا عن الملابس الرسمية التي يلبسها في العمل ، قرر عدم الذهاب إلى الشركة ذهب لمنزله ليطمأن على سير العمل وخصوصا أنه سافر إبان قدوم الرسام الإيطالي ومعاونيه الذين أتى بهم لرسم اللوحات الخاصة بسقف المنزل . كان المنزل في المرحلة الأخيرة وبقي إنهاء عمل اللوحات في السقف ومن ثم صبغ المنزل من الداخل وإكمال تثبيت الواجهة الحجرية للمنزل من الجهة الخلفية والسور . وبعدها تبدأ مرحلة التأثيث .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-13, 02:07 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 15

رتبت كاميليا ملابسها الجديدة التي أشترتها من باريس في الدولاب وهي تشعر بفرح لعودتها بعد ثلاثة أسابيع من السفر . شعرت بحنين إلى الوطن وحنين لعماد بشكل خاص . أحست بالشوق يدغدغها وبالحاجة الماسة للإتصال به والتحدث معه مطولا . اتصلت به وتحدثت معه لمدة جاوزت الساعة ، وأخبرته بشوقها الذي بدأ يكوي أضلعها فحاول أن يطفئ حرارة لهيب الشوق بإخبارها بحبه وشوقه لها ولليوم الذي يجتمع فيه شملهما . اخبرها بأن الحب قي قلبه يزداد يوما عن يوم وبدأ يخشى تأثيره على روحه . طلب منها اللقاء في أي مكان عام ، قال لها برقة :
- أنا مشتاق إليكِ وأريد رؤيتك ..أرجوكِ لا تعتذري لأي سبب .
أرادت أن تكون رزينة فاعتذرت منه وأردفت :
- قريبا نتزوج ونصبح لبعضا وأرجوك لا تلح عليّ كثيرا .
رضخ لرغبتها وإنتهى الحديث ومن ثم أخرجت دفترها الخاص بكتاباتها وأشعارها وخواطرها وأشواقها ورسائلها وأمسكت بالقلم وبدأت تكتب ..
"أحبك في كل الأحوال
في الحل والترحال
في الليل والنهار
وعندما تشرق الشمس وعندما تغرب
أنا أحبك دائما .."

ثم كتبتها في جوالها وأرسلتها له في رسالة نصية وخبأت الدفتر في درج مكتبها ونزلت إلى المطبخ لترى أمها إذا كانت بحاجة إلى المساعدة أم لا فعمها عبد العزيز سيأتي لتناول الغذاء معهم . كان كل شيء جاهزا وبقيت السلطة فتطوعت شذى بإعدادها بسرعة قبل أن يأتي والدها ويغضب إذا وجد الغذاء لم يجهز بعد . جاء الأب وبصحبته العم عبد العزيز وابنه ناصر وكان لهذا الخبر وقعا قاسيا ومفاجئا عليها . بلعت ريقها وهي تفكر وتتساءل بينها وبين نفسها ( متى عاد ناصر من أمريكا ؟.. لابد انه عاد أثناء سفرنا إلى باريس .. عاد ليجثم كابوسا على قلبي .. ولكن لا يستطيعون إجباري على القبول به مهما فعلوا .. فلدي من أحارب من أجله ) . بدأت تساعد والدتها وأختها في ترتيب طاولة الغذاء بلا رغبة وهي تشعر بالقلق ، وراحت تأكل ببطء وبلا شهية وهي تلاحظ ناصر وهو يرمقها بنظراته المزعجة . شعرت بالغثيان وهي تجبر نفسها على البقاء على المائدة كي لا يغضب والدها العصبي المزاج والذي يغضب لأي سبب . وما أن إنتهوا من الغذاء حتى صعدت لغرفتها وبدأت تستعد لاستقبال صديقتها نسرين وأمل اللتين ستأتيان لزيارتها .

ارتدت بنطلون أسود وقميص حريري شفاف باللون ذات وتزينه دوائر بيضاء ، وربطت حول عنقها إيشاربا حريريا أبيض ورشت القليل من عطر "ألور" حول معصمها وخلف أذنيها ، والياقوت الأحمر يزين إصبعها وبقيت في غرفتها تنتظر صديقتيها اللتين جاءتا في الساعة الرابعة . عانقتهما ،وبدأت تخبرهما عن رحلتها وكيف وجدت باريس تلك المدينة الرومانسية الحالمة بليلها الساحر ونهارها المفعم بالحركة والنشاط . راحت تحكي لهما عن الرحلة وكيف كانوا يشعرون بالسعادة لدرجة أن والدها مدد الرحلة أسبوعا ثالثا ، وأعطتهما الحقائب التي اشترتها لهما من متجر شانيل في باريس . انتقل مجرى الحديث إلى أهم الأحداث أثناء غيابها ، ومن أهم ما حصل هو خطبة نسرين إلا أن أمها رفضت العريس لأنه من قرى القطيف . وبرغم من رفض نسرين فكرة الزواج قبل الثلاثين ، إلا أنها حمدت ربها لأن العريس لم يكن بالمستوى المطلوب ، فلو كان طبيبا متخرج من أمريكا ، أو أحد أبناء كبار العائلات لزوجتها به رغم عنها ولن يمنعها أحد

*****

عادت نسرين إلى منزلها بعد أن قضت وقتا طويلا مع صديقاتها وجلست في الصالة بصحبة أمها وشقيقها يشاهدون التلفزيون بصوت منخفض وهم يأكلون الفاكهة وبعد دقائق جاءت ندى وحدها ، وقالت لهم بابتسامة :
- لدي خبر طازج .
سألتها أمها بفضول كبير عن فحوى الخبر ، فأخبرتهم بأن عصام يريد الزواج بأمل وتكلم مع فيصل وغدا ستذهب العمة نورة وزوجها من أجل خطبتها . بلعت الأم ريقها وأخذت نفسا عميقا واستدارت نسرين قائلة :
- جيد ..أمل تستحق الزواج بابن عائلة .. الحمد الله بأنني لم أوافق على النخلاوي (القروي ) الذي تقدم لخطبتك .
بلعت ريقها وأردفت تقول لابنها:
- لقد كانت سلوى تلمح دائما برغبتها ورغبة زوجها بزواجك من ابنتها ..ولكن سرعان ما وافقت على عصام فهو عريس لقطة .
تبادلت نسرين النظرات مع عماد وهما يبتسمان بصمت ، لكن الأم قالت لنسرين :
- وهل يعقل بأنكِِِِِِِِِِِِِِِ لا تعرفين بهذا الأمر ؟
ضحكت وأخبرتهم بالجزء الذي لا يعرفونه من الخبر وهو أن عصام تحدث مع أمل وأخذ منها الضوء الأخضر . استدارت سميرة وجهها متجهم وقالت لابنها :
- عصام يصغرك بخمسة أعوام وهاهو سيتزوج .. أما أنت فتريد أن تكون من جماعة العوانس من الرجال .
تدخلت ندى عندما استشعرت غضب شقيقها وقالت:
- ما هذا الكلام ياأمي .. عماد سيتزوج قريبا بكل تأكيد .
تأفف عماد منزعجا فقالت له ندى بابتسامة :
- ما رأيك يا أخي لو نبدأ بالبحث عن العروس .. وفي الحقيقة هناك واحدة تعجبني وهي زميلة لي في المدرسة وهي جميلة وراقية ومن عائلة محترمة و تناسبك .
صرخت أمها فيها بصوت مرتفع ونفاذ صبر :
- ولماذا نبحث بين الفتيات والعروس المناسبة موجودة ؟.. حسب ونسب وجمال ودلال وذوق وأدب ..ومنذ أن عادت من كندا وأنا أدعوا الله أن تكون من نصيب عماد .
وأكملت بنبرة أقل حدة تخاطب ابنها الساكت :
- صدقني يا ولدي .. ريم عروس مناسبة .. هي طبيبة وتعمل في مستشفى القطيف المركزي وستخصص في النساء والولادة ولن تتعامل مع الرجال المرضى .. هي جميلة ورزينة ولن تجد أفضل منها أبدا .. كما أن عمتك أخبرتني بأن عادل ابن عم ريم قد تقدم لخطبتها للمرة الثانية ورفضته .
تأفف وقال لها بأنه لايريد الزواج حاليا ، وإذا غير رأيه مستقبلا فهو سيختار المرأة التي يريدها وحتى ذلك الوقت سيبقى عانسا . قال جملته الأخيرة وصعد لغرفته تاركا أنه تتذمر ، فلحقت به ندى مسرعة وبقيت نسرين تستمع لكلام أمها فهي لا تجرؤ على الذهاب لأي مكان وهي غاضبة .
جلست ندى بجانب عماد والضيق باد على ملامح وجهه الهادئة وقالت له بتفهم وهدوء كبيرين :
- لا تنزعج من كلام أمي فهي لا تقصد إغضابك ولكن هذا هو أسلوبها .. هي تريد أن تراك متزوجا وسعيدا كبقية الشبان الذين في مثل سنك .. ماذا تنتظر يا أخي فالعمر يجري .
تنهد وقال بغضب وحدة :
- أمي باتت تزعجني ..أخبرتها مرارا بأني سأتزوج عندما أريد أنا ذلك ولكنها لا تفهم .. وتظل تتكلم وتعيد وتزيد في الموضوع وبأسلوب ساخر أيضا ..إذا أردت أن أتزوج بفتاة ما فلا يهمني عائلتها وعملها أو تخصصها حتى ولو كانت طبيبة ذكورة .
ابتسمت وغمزته بعينيها وسألته :
- وهل هناك فتاة ما في بالك وتريد الزواج بها ؟..أخبرني .
ابتسمت عينيه السوداويين عندمالاحت صورة كاميليا أمامهما وأراد أن يخبرها وأصبح أسم كاميليا على طرف لسانه ،لكنه تذكر وعده لها بكتمان الأمر فتراجع وقال لأخته المنتظرة لجوابه بأن الوقت لم يحن بعد .وتفاجأ عندما قالت بأنها تذكرت علاء الذي كان يقول بأنه سيتزوج أمل عندما يكبر . ترحم على أخيه وهو ينظر لخاتمه الياقوت وقال :
- قالها لي أكثر من مرة .
أمسكت بيده وطلبت منه وعدا بالزواج بعد أن ينتهي من تأثيث منزله مباشرة . قال لها مبتسما :
- أعدك .. وعد رجل لرجل .
ضحكت وطلبت منه أن يحجز لها ولابنتيها معهم إلى شرم الشيخ وأصرت على أن يسافر معهن ، ولم تخرج من غرفته قبل أن تأخذ منه وعد آخر .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-13, 02:08 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 16

علموني هنّّ علموني
على حبك فتحولي عيوني
والتقينا وأنحكى علينا
علموني حبك ولاموني ..

قاد سيارته متجها إلى "المجيدية "وهو يستمع لفيروز ، بعد أسبوع قضاه مع أمه وشقيقتيه في مدينة شرم الشيخ الساحرة . قضاه في مياه البحر يسبح ويحمل طفلتي أخته على ظهره ويلهو معهما ، ويركض مع نسرين على الشاطئ ، وندى وأمه منشغلات بمراقبة النساء بملابس السباحة . وذهلتا عندما وجدتا عدد من السعوديات اللاتي يسبحن بالبيكيني ومن ثم يجففن أجسادهن ويرتدين عباءاتهن . كم كان الشاطئ ساحرا وكأنه في مكان آخر من هذا الكوكب . تمنى لو كانت كاميليا معه في شرم . يسبحان سويا ويركضان على رمال الشاطئ ، وتغمرها أمواج البحر الأبيض المتوسطة الرائعة . قرر أن يلف معها العالم كله عندما يتزوجان ، ليتركا أثرا منهما في كل أرجاء المعمورة .
صعد لغرفته وأتصل بكاميليا لكنها لم ترد عليه ، فأرسل لها رسالة نصية يطلب منها الاتصال به للضرورة . يريد أن يقول لها بأنه يحبها ويشتاق إليها كثيرا وهذا أمر طارئ بالنسبة له . أستحم وأتصل بماجد يخبره بعودته من شرم ودعاه لزيارته . نزل ليشرب الشاي مع والديه وأمه، وبسرعة استأذن والديه وصعد لغرفته وأمسك بجريدة " اليوم " وبدأ يقرأه وهو ينتظر اتصالها ، وعندما وصل إلى الصفحة الثقافية ، لفت نظره عنوان إحدى الزوايا (همسات من قلبي )..

((أحبك في كل الأحوال
في الحل والترحال
أحبك في الليل والنهار
وعندما تشرق الشمس وعندما تغرب
أنا أحبك دائما ..

أحبك في وطني
أحبك يا عزتي ويا أهلي ويا سندي
أحبك كلما ابتعدت عنك
وكلما اقتربت منك ..
أحبك في الغربة وفي الوطن
أنا أحبك دائما ..

أحبك وعبير الورد يفوح
وخيالك في قلب باريس يلوح
أحبك بالقلب والعين وبالروح
أنا أحبك دائما ..))
كاميليا الناصر

راح يتأمل السم وتذكر مطلع هذه الكلمات فقد أرسلتها كاميليا له كرسالة نصية على جواله بعد عودتها من باريس . تأكد من ذلك واتصل بها لم ترد عليه وبعد مدة وجيزة اتصلت به ، قالت له برقة :
- لم أكن منتبهة لهاتفي عندما إتصلت .. حمد الله على السلامة .
ضحك وسألها :
- ومتى بدأتِ بالكتابة في جريدة "اليوم"؟.. سافرت لأسبوع فقط وحدثت كثير من التغيرات .
- ساعدتني ناهد في نشر إحدى همساتي التي كتبتها لك .
وعدته بأن تكتب له همسة أخرى بين وقت وآخر ، وطلبت منه أن يتابع الصفحة الثقافية بإهتمام . كان معجبا بما كتبته ومشتاق إليها فدعاها للقائه واعتذرت فقال لها بنبرة مختلفة :
- أصبحتِ ترفضين لقائي باستمرار .
- وماذا أفعل؟.. عليك أن تتفهم وضعي .. بت أخاف أن يراني أحد معك.. هل ترضى لي ذلك ؟
وأخبرته بأن إحدى زميلاتها رأتها معه آخر مرة وتعرفت عليها رغم النقاب وراحت تسألها عنه . تنهد بقوة وطمأنها بأنه لا يريد أن يسيء لها أحد وإن كان ذلك على حسابه . أحست برغبته للقائها وبأنها قست عليه قليلا فأخبرته بأنها ستحاول أن تنسق للقاء سريع في مطعم المجمع نهاية الأسبوع .

ظل ينتظر نهاية الأسبوع بفارغ الصبر ليراها . انتظرها في سيارته أمام المجمع وما أن لمح سيارتها تتوقف حتى نزل ووقف قرب البوابة ورآها تنزل من سيارتها وهي تضع النقاب على وجهها وطلبت من سائقها أن يذهب إلى الصيدلية ليشتري لها بعض الحاجيات ومن ثم يعود لاصطحابها إلى البيت . اقتربت من البوابة وهي تمسك بحقيبتها ودخلا إلى المطعم سويا .أزاحت نقابها أمامه فأنبهر بجمال عينيها وفهما البراق . أخبرها عن حبه وأشواقه فمنذ عودتها من باريس وهو لم يراها . طلب لها الكولا المثلجة وتفاجأت عندما أحضر لها كعكة التراميسو من محل الحلويات . ظل يراقبها وهي تأكل بلذة وضحكت وهو يقول لها بأنه يتمنى أن يكون مكان الشوكة التي تدخل فمها وتلامس شفتيها . أخرجت من حقيبتها ميدالية زجاجية أنيقة محفور عليها آية الكرسي وتتدلى منها خرزة زرقاء صغيرة وطلبت منه تعليقها على مرآة سيارته لتحفظه من الشر والحسد . شكرها وقبل يدها . نهضت عندما أتصل بها سائقها يخبرها بأنه ينتظرها في الخارج . إتصل بها مجددا . طلب منها ملاقاته الأسبوع القادم ولو لدقائق قليلة لكنها اعتذرت منه ، ففي الخميس المقبل سيعقد قرآن أمل بعصام وستحضر الحفلة لتحتفل مع صديقتها .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-13, 02:08 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 17

غطت جسدها وعماد مستلقي بجانبها على العشب الأخضر ويده تتسلل بين وقت وآخر ليتحسس مكان ما تحت عباءتها . ضربته على يده موبخة فامسك بيدها وطبع قبلة رقيقة في باطنها . مدت له اليد الأخرى وهي ممسكة بتفاحة حمراء . قضمتها ويده تداعب كتفيها ، ثم سقطت في الماء وغاصت ولم تر عماد بقربها . استيقظت فزعة وإستعاذت من الشيطان ومن هذا الهوى الذي غير مجرى أحلامها . كانت أحلامها رموزا غير مفهومة لا تجد لها تفسيرا ، ومنذ أن عرفت عماد وأحلامها حميمة .

عادت للنوم واستيقظت في الواحدة وبدأت تستعد للخروج مع صديقاتها إلى "الخبر " لتناول الغذاء . وبعد ساعة كن في السيارة يعبرن شارع الهدلة وهن يستمعن إلى موجة الإف أم . تناولن الغذاء ثم ذهبن إلى المقهى في كورنيش الخبر. أحضر لهن العامل الفلبيني قهوتهن المفضلة وهن جالسات في القسم العائلي حيث يجلس الرجال والنساء سويا دون عوازل . استغربن وجود إحدى زميلاتهن في الجامعة بصحبة شاب يتلاطفان علنا رغم أنها غير مرتبطة .
- دعونا نحلل شخصية كل فتاة موجودة بناء على مظهرها .
قالت أمل ذلك تدعوهن لفتح باب النقاش في قضية الفتيات ، وابتدأن بامرأة مغطية بالسواد كليا وترتدي قفازات وجوارب سوداء سميكة وتجلس مع زوجها وطفلها . قالت كاميليا تعليقا عليها :
- مسكينة .. لو كنت مكانها لانتحرت ..الدين يسر .
ضحكت نسرين وقالت :
- ليس بالضرورة تدين .. ربما ترتدي هذه الأشياء رغما عنها أو للتستتر ..

ناقشن بالخصوص أوجه المرأة القطيفية من كل جوانبها . الفتاة التي تعرض نفسها في جميع المناسبات وحفل الزواج أمام الخاطبات . واللاتي يسجلن أسماءهن في الجمعيات الخيرية لدى الشيوخ . واللاتي يبحن عن وظيفة إلى أن أصبح ثلاثة أرباع بنات القطيف مصورات وخبيرات تجميل على غفلة ، فامتلأت المدينة بالاستيوهات النسائية ومراكز التجميل التي أصبحت تنبت مثل الفطر . صرخت نسرين فجأة بشكل لفت إليها الأنظار ، وبختها كاميليا عندما نظر لهن جميع الموجودين . قالت وعينيها ستخرجان من محجريهما :
- آخر خبر .. ابنة جيراننا ( اللي نحطهم تاج وقلادة) سافرت مع أمها وأختها إلى البحرين لتجهض البيبي وبعدها ستتزوج من والده .. وزوجة عمها أخبرت أمي بذلك .
- ولماذا يجهضونها مادامت ستتزوج به ؟
زمت نسرين شفتيها وقالت :
- والدها أصر على إجهاض الطفل الحرام .. وهنا حياة المرأة مرتبطة بولي أمرها ومالك هذا الجسد .. وهو سبب السعادة والنحس والشقاء والرفاهية .
انفعلت كاميليا وقالت :
- ولماذا تسكت النساء على هذا الحال ؟.. ويحاربن أي امرأة ترفع صوتها لتساعد بنات جنسها .
أجابت نسرين وأمل تهز رأسها باقتناع :
- لقد تعودن على التعاسة وعيشة الجارية التي تريد ملبسها ومأكلها وتنام مستورة .. لذا نحتاج ثورة ثقافية اجتماعية كبيرة .. أصبحنا نمجد القبيلة ونتحكم بشرائعها .. ونتمسك بالعادات والتقاليد على خلاف الدين .. العادات الجميلة تندثر والقبيحة تبقى .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-13, 02:09 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل 18

استلقى عماد على سريره ، كيف ينام وهو يفكر بالغد وما سيحمله من أنباء سارة بكل تأكيد ، فغدا تظهر نتائج امتحانات كاميليا . النتائج التي انتظرها منذ أربع سنوات لتكون إشارة مرور لدخوله دنيا السعادة التي سيعيشها معها . تقلب على فراشه وهو يتذكر كيف كان يتقلب تلك الليلة قبل أربع سنوات خلت . سنوات طويلة وقصيرة في الوقت ذاته ، أحس بطولها عندما كان يعيشها يوما بيوم ، وأحسها قصيرة وهو يتذكرها الآن بعد أن مضت ، وبرغم من أن السنوات جعلت عمره واحد وثلاثون عاما إلا أنه فرح بمرورها . أغمض عينيه في ظلام غرفته وهو يبتسم ويحدث نفسه مسرورا ، فمنزله جاهز الآن وأنهى تأثيثه بالكامل بمعاونة كاميليا التي يأخذ رأيها ويستشيرها بكل شيء بقيت غرفة النوم فهو يريدها أن تكون من اختيار صاحبتها لذا سيشتريها بعد أن تتم خطوبتهما .

منزله المميز بالذوق الإيطالي في الأثاث والديكور ، أعجب كل من رآه والجميع ينتظر أن يعرف هوية العروس التي تنعم بالعيش فيه . المنزل بناه على شكل بنائين جانبيين تتخللهما حديقة داخلية . في الجانب الأول الصالة الكبيرة المفتوحة على المطبخ الخشبي الأنيق ، وبأحد أركانها طاولة طعام صغيرة لأربعة أشخاص وأحد الجدران مغطى بالمرايا ، وركن فرنسي خاص وضع به مجسم برج إيفل وبعض التحف التي اشتراها من باريس ، ومجلس كبير يطل على مائدة طعام على قدر عال من الفخامة . وغرفة استقبال خاصة وحميمة أعدها بديكور تراثي القديم بدا واضحا في السقف الخشبي وصبغ الجدار والأثاث . كما أن سقف الصالة مرتفع والمزين بلوحات رسمها فنان إيطالي يضيف الفخامة على المنزل . وفي الجانب الأخير للصالة إطلالة جميلة على الحديقة الداخلية بواسطة بوابة زجاجية كبيرة مغطاة بستائر مخملية بيضاء مزينة . كانت الحديقة جميلة وبها بركة سباحة على جانبها أحواض سيملؤها لاحقا بالورد وطاولات خشبية مظللة ، وتغطي الحديقة قبة كبيرة مفرعة بشكل هندسي بديع لتدخل منها أشعة الشمس . على يسار الحديقة توجد البوابة الزجاجية ذاتها بستائر داكنة تطل على غرف النوم الخمس وغرفة المكتب في جهة القلب كما تقول كاميليا . في الخارج غرفة السائق والحارس وبوابة حديدية كبيرة.

ذهب للشركة صباحا وظل يفكر بكاميليا أثناء عمله وهو ينتظر اتصالها ويطمأن قلبه . غمره الفرح عندما رن هاتفه وجاءه صوت كاميليا منتشيا وفرحا ، قالت له بدلال :
- لقد عدت للتو إلى المنزل والحمد الله نجحت في كل المواد .. تخرجت ولم يبقى سوى..
وقبل أن تكمل قاطعها والابتسامة تزين وجهه :
- ولم يبقى سوى الزواج يا بعد روحي .
ضحكت وقالت بأنها تقصد سنة الامتياز الباقية لها قبل نيلها وثيقة التخرج ، وستقضي هذه السنة في مجمع الملك فهد العسكري . هنأها ودعا الله أن يوفقها ، وسكت للحظة ثم أردف منتشيا :
- اليوم سأخبر أمي بأني مستعد للزواج .. فهي تلح علي كثيرا .
تظاهرت بالغيرة وسألته :
- وبمن تريد تزويجك ؟
- لاحظت تلمحيها نحو ابنة عمتي ريم .. لكني أخبرتها بأني من سيختار العروس وأنت اختياري .
طلبت منه أن لا يخبر أمه بأمر علاقتها فهي لا تريدها أن تسيء التفكير بها حتى بعد زواجهما . مرر أصابعه في شعره ووافقها على ما طلبت أرادت أن تنهي المكالمة لأنها ستنام قليلا وبعدها ستذهب إلى الخبر لشراء قماش فستان الذي ستخيطه لحفل زفاف أمل. قالت له ممازحة :
- يجب أن أبدو بغاية الجمال فربما تراني إحداهن وتعجب بي وتخطبني لابنها .

عاد عماد إلى المنزل مبكرا ووجد والديه جالسان في الصالة يتحدثان وهما يشربان الشاي . جلس بقربهما ووجهه يشع بالسعادة ، والحب والرضا يسكنان سواد عينيه ، قالت له أمه بابتسامة :
- نجحت نسرين في جميع المواد وستبدأ سنة الامتياز بعد شهر .. حتى ولو كان تخصصها مختبرات طبية إلا إني سعيدة بتخرجها وسأقيم لها حفلة .
ضحك الوالد وقال لابنه :
- الحمد الله .. تقبلت أمك الأمر أخيرا .
لوت سميرة فمها وطلبت من زوجها أن يسكت فهي مازالت تحمله مسئولية عدم التحاق نسرين بكلية الطب . ضحك عماد وطلب منهما أن لا يتشاجرا فهو يحمل لهما خبر سعيدا . سألته أمه بلهفة عن الخبر فأجابها بابتسامة ووجهه بدأ يحمر :
- سأتزوج .
صرخت سميرة بقوة :
- قلّ لي بأنك جاد .. أنا لست مصدقة .. الحمد الله الذي هدّاك واستجاب لدعواتي .
أبتسم الأب وقال لابنه مشجعا :
- الحمد الله وقرارك صائب .. لكن أنا لدي ما أقوله أيضا .
سكت عماد لكن أمه سألت زوجها بلا مبالاة :
- وماذا تريد ؟
زم الأب شفتيه وطلب من ابنه أن يسافر إلى دبي للمشاركة في مشروع استثماري كبير . سأل عماد والده عن موعد السفر فأخبره بأنه حجز له في الطائرة المسافرة في التاسعة مساء اليوم .
نهض حسن ودعا ابنه للذهاب معه إلى المكتب ليشرح له بقية الأمور وقال لزوجته مبتسما :
-لا تخافي سنتحدث في أمر زواجه بعد عودته .

جهزت سميرة حقيبة ابنها ، وبعد صلاة المغرب ودعته وهي تدعو له بالتوفيق والسعادة تغمرها لأنه جاء من بنفسه ليخبرها برغبته بالزواج . وبسرعة أمسكت بسماعة واتصلت بندى لتخبرها بالأمر ، وما أن وصل عماد إلى مطار دبي حتى عرف جميع العائلة بالأمر .

وصل إلى بهو الفندق برج العرب الشامخ بكبرياء في مياه الخليج ، وحجز له غرفة مريحة خاصة برجال الأعمال تطل على البحر بمنظر خلاب للغاية . شرب كوبا من الماء البارد وعاود الاتصال بكاميليا التي اتصل بها قبل إقلاع الطائرة ولم تجبه فأرسل لها رسالة نصية يخبرها بضرورة الاتصال به . تناول عشاءه في مطعم الأكلات البحرية في الطابق الثاني من البرج ، وعاد بسرعة لغرفته . استلقى على سريره ينتظر اتصال كاميليا بشوق وعندما انتصف الليل اتصلت به وأخبرته بأنها ذهبت إلى السوق مع أخته وابنة عمه ومن ثم ذهبن لمنزل والديه وتناولت العشاء مع أمه وعادت لتوها إلى منزلها . فرح فعلاقة كاميليا بأمه جيدة منذ الآن وستكون مميزة جدا بعد أن يتزوجها . أخبرها بأنه سيبقى في دبي لثلاثة أيام ، وهو يشتاق لها كثيرا . ظلت تتحدث معه حتى أخبرها بضرورة نومه ليستيقظ مبكرا ويذهب إلى مقر الشركة .

استلقت على سريرها واطفأت الأنوار وأغمضت عينيها . تهيأ لها بأنها تسمع عماد يقول لها ( حبيبتي .. بعد أن أعود من دبي سأتقدم لخطبتك مباشرة وسنتزوج بأسرع وقت ممكن .. سنكون معا لمدى الحياة ) . لم تكن تعرف إذا ما كانت صاحية وتسمع صوته حقا أو نائمة تحلم به . نامت أكثر كلماته الرقيقة المفعمة بشوق مشتعل في قلبه منذ أربع سنوات ، نامت والأحلام الوردية تحاصرها وتأخذ معه إلى دنيا السعادة والحب والفرح . استيقظت عصرا وعلامات الراحة على وجهها . نظرت لنفسها في المرآه ووجدت الابتسامة مرسومة على شفتيها والحب يظهر في عينيها العسليتين وتخشى أن يفضحا أمرها أمام والديها . نزلت لتناول الطعام وجلست في المطبخ . سكبت المكرونة بالدجاج والسلطة الخضراء في صحنها مع شذى همسا ، وجاءتهما هديل مقاطعة تطلب أوراق النعناع للعم عبد العزيز الذي يريد إضافتها إلى الشاي . تأففت كاميليا وقالت :
- أرى أن زياراته كثيرة وأوامره كثيرة أيضا .

أعطتها شذى صحنا به أوراق النعناع الطازجة ، وأكملت كاميليا طعامها وقلبها يخفق بطريقة غربية لم تعرف سببها . بعد مدة جاءت هديل مرة أخرى تطلب منها الذهاب لوالدها في المجلس ، تعجبت وتساءلت ماذا يريد منها الآن استيقظت من النوم لتوها . حذرتها شذى من التأخر عن والدها وإلا سيغضب وسيحدث لهن مشكلة هن في غنى عنها . ذهبت تطرق الباب وهي تقدم رجل وتأخر أخرى ودخلت عندما أذن لها والدها .سلمت على عمها وقبلت رأسه وجلست بجانب والدها الذي قال لها مبتسما بأن عمها يريد تهنئتها بنجاحها . أحست براحة وأخذت نفسا عميقا ولكنها شعرت بقلبها سيتوقف ووالدها ينهي حديثه :
- وجاء اليوم يطلبك زوجة لناصر وأنا موافق واتفقنا على عقد القرآن بعد أسبوع وموعد الزواج بعد ثلاثة أشهر .
ظلت كاميليا ساكتة لا تقوى على فعل شيء ، لا الكلام أو الرفض أو الاعتراض أو الانتفاض إذا لزم الأمر . لم تكن قادرة على التنفس ووالدها يتكلم وكأن كل شيء قد انتهى . بدا نفسها سريعا ومضطربا والدم ينسحب تدريجيا من وجهها ووالدها يسألها والابتسامة لا تفارق وجهه :
- هل لكِ شروط ؟.. أو شيء تودين قوله .
بلعت ريقها وهي تنظر لأبيها متجاهلة نظرات عمها ، قالت بصوت خرج من حنجرتها بصعوبة :
- لست موافقة على الزواج من ناصر .
خرجت عينين والدها من محجرهما وتغيرت سحنة وجهه لدرجة أنها توقعت أن يقف ويصفعها ويهفو عليها باللكمات والضربات لكنه ظل صامتا ومندهشا ، بينما قال العم بلهجة ساخرة :
- ولماذا ترفضين ؟
ردت وصورة عماد في عينيها بأن ناصر يكبرها بخمسة عشر عاما وسبق له الزواج مرتين كم أنها لا تشعر بأي توافق بينهما . شعرت بقلبها ينقبض بقوة فأطرقت رأسها ساكتة والدها يقول لعمها متجاهلا إياها :
-لا عليك منها يا أخي .. كاميليا صغيرة ولا تفقه شيئا في هذه الحياة . بدأت الدموع تتجمع في عينيها وكررت لوالدها بأنها غير موافقة .
فما كان منه إلا أن مسك بيدها بقوة وصرخ بها :
- ستتزوجين من ناصر وانتهى الأمر .. لقد دللتك كثيرا ولكن الزواج ليس مزحة .. تزوجي من رجل كناصر ..أم أنك تريدين الزواج من يحف حواجبه ويصبغ شفتيه بالحمرة ..وأبن عمك أولى وأحق بك.

توجهت كاميليا لغرفتها وتبعتها شذى ، راحت تبكي وتصرخ بقوة رافضة الزواج من ناصر ، وجاءت أمها على أثر صوتها .أخبرتها والدموع تغرق عينيها وجهها بما حصل فطلبت منها أن تهدأ وذهبت لزوجها . دخلت المجلس وجهها خال من أي تعبير ، وقالت لزوجها بهدوء :
- أخبرتني كاميليا بأنك تريد تزوجها من ناصر .
عبس وجهه وقال لها بحدة :
- نعم .. وسنعقد القران بعد أسبوع .. والزواج بعد ثلاثة أشهر لأن ناصر أشترى منزلا جاهزا وسيبدأ بتأثيثه وبعدها يتزوجان مباشرة ..أنا لا أحب فترة الخطوبة طويلة .
أخبرته برفض كاميليا الزواج من ناصر فهو يكبرها بكثير وسبق له الزواج. ظل العم عبد العزيز يرمقها بنظرات حادة وهو صامت ، لكن زوجها قال بحدة :
- ناصر جامعي ويحمل شهادة الماجستير وهو ابن عمها أولا وأخيرا ولن تتزوج بغيره مادمت حيا .. ناصر سيصونها وسيحافظ عليها وهو أولى من الغريب .

أخرج من جيبه مظروفا به مهر ابنته وأعطاها إياه وطلب منها أن تذهب مع كاميليا إلى الأسواق لشراء ما تحتاجه . بلعت ريقها وهي ترى عزمه على إتمام الزواج خرجت من المجلس وظلت تنتظر خروج العم عبد العزيز لتتكلم مع زوجها الذي أجتمع بها مع ابنته التي جاءت وأثار البكاء على وجهها وهي تلهث بقوة . جلست بالقرب من والدتها بصمت ، فطلب منها والدها الاستعداد للزواج بعد ثلاثة أشهر . أحست بأن جرعة من الشجاعة والجرأة دخلت إلى قلبها وقالت لوالدها بأنها لا تريد المهر ولن تتزوج رغما عنها . صرخ الأب بقوة وقال :
- من قال بأني لن أرغمك ..أنا مستعد لذبحك إن لزم الأمر لتوافقي على الزواج من ناصر .
تدخلت الأم وقالت لزوجها :
- ما نفع الزواج إذا لم يحصل قبول بين الطرفين .. لا تكن عنيدا يا أحمد .
طلب منها أن تسكت ولا تتدخل بينه وبين ابنته ، فقالت :
- هي ابنتي أيضا ولن أسمح لأحد بتزويجها رغما عنها .. لسنا في الجاهلية .
أمسك أحمد بشعر زوجته وشده بقوة وقال لها وأوداجه منتفخة :
- كلمة أخرى في هذا الموضوع وأطلقك ..لن أسمح لأحد أن يخرب علاقتي بأخي الذي رباني بعد وفاة والدي .. أدخلني شريكا معه في المؤسسة التي كونها هو ولم أكن أملك فلسا .. ومن أجله أنا قادر على نحركما كما تنحر الخراف .

ظلت كاميليا صاحية حتى الفجر تبكي في غرفتها ولا تملك حلا غير البكاء والنحيب وهي تفكر بقرار تزويجها الإجباري بناصر ، كانت تبكي بنحيب موجع وحرقة كلما أتصل بها عماد ولم تجبه . لم تكن تعرف ماذا تقول له وهي تسترجع كلماته البارحة ، كم كان متشوقا لليوم الذي يجتمع فيه شملهما ويتزوجان . أقفلت هاتفها وعينيها تحرقها من البكاء وهي تفكر بطريقة تقنع فيها والدها ، وعندما لم تهتدِ لحل ظلت تبكي حتى نامت من التعب . نامت وعماد في دبي قلق عليها وشعور غريب يراوده ، أحس بالضيق كلما أتصل بها ولم تجبه . تعب من التفكير والأفكار تأخذه إلى كل الاتجاهات ، تمنى لو كان قريبا منها فربما يشعر بها وبما يزعجها ، كان بعيدا بناره المشتعلة في صدره والقلق والخوف وصورة كاميليا في ذلك الحلم الذي يتكرر في منامه جاءت أمام عينيه لتقلقه أكثر.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أميرة, مكتملة, الملعونة, المضحي, الكاتبة, بقلم, سعودية, فصحى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.