31-07-13, 01:11 AM | #1 | ||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| فأنت بالروح لا بالجسم إنسان بسم الله الرحمن الرحيم والكلمة الطيبة صدقة من هذا المنطلق ساروي لكم قصة , هذه القصة قد تبدو لبعضكم تقليدية , وربما قد تبدو لبعضكم الآخر مملة , وربما هي لبعضكم الآخر أيضا فيها جدة ومثيرة للاهتمام , لكن في كل الأحوال تفضلوا علي بمتابعتها لآخرها ثم احكموا على مدى قربها أو بعدها من الحق . القصة بعنوان ( فأنت بالروح لا بالجسم إنسان ) كان هناك ملك من أعظم ملوك الأرض أراد أن يبني خيمة ( لاتسألوني لم اخترت الخيمة , فأنا لا أعرف ) هذه الخيمة التي أراد أن يبنيها لم يسمع بجمالها أحد من قبل , وبنــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــاها . ثم إنه بعد ذلك أراد أن يسكن بها ناس . فأسكن بها ستة أشخاص فقط . هؤلاء الستة لما دخلوها أول مرة أخذوا بروعة بناءها وبكمال تصميمها وبجمال منظرها ومخبرها . فسكنوا فيها . بعد ذلك عاشوا في الخيمة أحسن عيشة وأكملها , فالطعام موفر لهم , وكذا الشراب , والمال متوفر , لايحتاجون إلى أي شيء حتى يجنوه . لكن هذا الملك العظيم كان يريد منهم شيئا بسيطا لقاء عيشتهم في هذه الخيمة هذه العيشة المرفهة . كان يريد منهم وضع مبلغ من المال في صندوق بشكل دوري كشكر وامتنان منهم لهذا الملك الذي وفر لهم هذه العيشة الرغيدة في تلك الخيمة . وفعلا التزم هؤلاء الستة بدفع المبلغ البسيط من كل واحد منهم ووضعه في ذلك الصندوق المالي الجميل . ثم مرت الأيام وراقت العيشة لهؤلاء الستة فأرادوا أن يتزوجوا . وفعلا تزوجوا وأنجبوا أولادا . عاش أولادهم نفس العيشة الجميلة داخل تلك الخيمة التي كانت مقسمة لأقسام ودهاليز وحجر خرافية . لكن هؤلاء الأولاد لم يبذلوا أي مجهود يذكر لأجل تلك العيشة الرغيدة لأن أباءهم وفروا لهم كل شيء . لكن أباءهم أيضا من فرط رغبتهم في أن يريحوهم لم يخبروهم بأي شيء عن هذه الخيمة وبانيها . مات الآباء . وأراد الأبناء بعد ذلك الزواج فتزوجوا وأنجبوا أولادا . ثم ماتوا فكبر أبناؤهم من بعدهم . هؤلاء الجيل الجديد من الأبناء بدأوا يشعروا أنهم بحاجة إلى أن يقدموا شيئا ما إلى جهة ما نظير العيشة الرائعة التي يعيشونها . عقدوا اجتماعا بينهم وقد صار عددهم كبير . وبدأت الاقتراحات . فاقترح أحكمهم أن يجمعوا مبلغا من المال في صندوق يسمونه صندوق الأجداد , لأنهم ظنوا أن أجدادهم هم من بنوا تلك الخيمة وبالتالي فهذا المال الذي يجمعونهنما هم يجمعونه باسم اجدادهم , حتى إذا صار مبلغا كبيرا من المال اشتروا به من خارج الخيمة حيوانا وذبحوه وقدموا الامتنان والشكر والعرفان لروح أجدادهم من خلال ذبحه والتقرب به . علم ذلك الملك بهذا الأمر الذي اتفقوا فغضب لذلك إذ كيف يبني الخيمة ويبدع في بناءها ليقدم الشكر لغيره فيها . عند ذلك أرسل رسول إليهم يخبرهم بالحقيقة وهي أنه هو صاحب الخيمة وهو الذي قام ببناءها . لما وصل إليهم الرسول وأخبرهم بهذه الحقيقة البسيطة انقسم هؤلاء الأولاد إلى ثلاثة أقسام . القسم الأول : صدق الرسول وقام بجمع المال في الصندوق الذي جاء به الرسول . القسم الثاني كان بين مصدق ومكذب , وحتى يخرج من هذه الحالة قرر أن يقسم المال المجموع إلى قسمين : القسم الأول يدفع للصندوق الذي كانوا قد سموه من قبل بصندوق الأجداد , والقسم الثاني يجمع لصالح الصندوق الذي أتى به الرسول . القسم الثالث : أنكر كلام هذا الرسول جملة وتفصيلا وقام بتكذيبه وجمع كل المال لصالح صندوق الأجداد . القسم الأول كان عمله كله صواب . القسم الثاني شيء من عمله صواب وشيء منه خطأ . القسم الثالث كل عمله خطأ . لله المثل الأعلى لله المثل الأعلى لله المثل الأعلى الله خالق هذا الكون بكل مافيه ومدبر أمره ومبدعه . وقد سخره الله عز وجل للناس ليعمروا الأرض ويصلحوا فيها . وذلل لهم كل شيء . سخر لهم البحار والأنهار والأخشاب والمعادن والسحاب والتراب والمياه والظلال والشمس والقمر والحيوانات وكل شيء . كل ذلك لعبادة الله . فالناس آلات صلاحها العبادة وخرابها الانصراف عن العبادة . الانصراف عن العبادة أنواع منها الشرك فيشرك مع الله في الحمد والثناء والشكر والتقرب والتزلف مخلوق من مخلوقات الله . ومنها الكفر حيث يكفر بالله ( والعياذ بالله ) وينكر ويمكر ويظلم ويتجبر ويبطش وينسى أنه مخلوق مهما أوتي من قوة فهوو ضعيف أمام قوة خالقه وموجده . آلة الإنسان صلاحها العبادة لله عز وجل فهو مخلوق ومجبول ومهيأ ومفطور على عبادة موجده . فلو أنه صرف هذه الجبلة لجهة أخرى غير الله عز وجل عد ذلك انتكاسة في الفطرة وخاب وخسر في الدنيا والآخرة . ولو أنه عبد الذي أوجده فاز ورضي ونور له دربه وسعد في الدنيا والآخرة . لأن هذه الخيمة ممر توصلك إلى الجهة الخرى من النهر . توصلك إلى الدار الأخرة . لتجد آخر المر ماقدمت . فيا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه . ستلقى من خلقك وجعل لك السمع والبصر والفؤاد وسخر لك كل هذا الكون . ستلقاه بصحيفة عمل أنت من سطرت مافيها . لم يطلب ربك منك الكثير . طلب منك عبادته لأنك أساسا مجبول ومفطور على هذه العبادة . ألم تسمع بذلك الرجل الأجنبي الكافر الذي ظل يقول كانت نفسي في تعب وفي قلق وذات مرة لما قلدت فعل المسلمين ( السجود ) وجدت راحة عجيبة . جرب يوما أن تسجد لله سجدة واحدة , تجرد فيها من الدنيا , تجرد فيها من نفسك وشهواتها التي لاتنتهي . تجرد فيها من كل شيء . اسجد بروحك لله عز وجل . اطرح بين يديه . سجد سمعك . سجد بصرك . سجد قلبك . اسجد أنت بروحك التي هي من روح الله . عجيب أمرنا . نحرص على إعطاء أنفسنا مانريد فإذا جعنا قمنا نستعرض أنواع الطعام التي تريدها نفوسنا . وإذا عطشنا انتقينا أنواع الأشربة المفضلة لنا . ,وعند الزواج نطلق لأنفسنا العنان لتختار ماتحب فمنا من يبحث عن جمال الشكل ومنا من تحب نفسه المال ومنهم من يبحث عن الحسب وكل ذلك مرده لما تشتهيه النفس . ولكن ألم نفكر في الروح التي فينا وهي التي بها نتحرك . يا لله لهذه الروح . كم من واحد يحمل روحه بين جنبيه وهي تئن من وطأة القيود فقد كبلها بقيود الشهوات . والله لو كان للروح صوت لسمعتها وهي تصرخ فتقول لك غذيني كما تحرص على غذاء جسدك . وغذاء الروح لايكون إلا بالعبادة . فأنت بالروح لابالجسم إنسان . فأنت بالروح لابالجسم إنسان . غذي روحك . صل لله وهذا عمل تغذي به روحك وتريحها فالروح تريد الاتصال بخالقها حتى ترتاح وتسكن وتستريح . استغفر الله وهذا قول يقربك من الله . تصدق واخلص نيتك لله في هذه الصدقة ( ومن يوق شح نفسه .... ) نظف قلبك من المراض المعروفة ( الحسد , الحقد , الشهوة , الشبهة ) راقب الله في سرك كما تراقبه في الجهر . استحضر عظمة الله عز وجل . اعلم أنك ملاقي الله . أعلم أنك ميت وداخل في حفرة مظلمة وحدك . وليت الأمر يقتصر على ذلك , لا , تيقن أنك في هذه الحفرة يأتي إليك من يسألك وسيكون جوابك على قدر ماقددمت من عمل . تخيل أنه في يوم وبنما أنت وحدك في حجرتك وإذا بالتيار الكهربي ينقطع باليل وأنت وحدك في الدار . ماذا ستفعل لتهتدي لسبيلك عند ذلك ؟ الآن أنت في القبر حيث لاشمس ولا كهرباء بل ظلمة دامسة ينيرها عملك إن كان صالحا وإلا فلا . استشعر أهوا ل القيامة وماسوف يحدث فيها فعجيب أمرنا نخطط لمستقبلنا الدنيوي الذي ينتهي بالموت ونغفل عن المستقبل الحقيقي الذي بعده خلود ولاموت . اقرأ القرآن وأنت موقن أنه يخبرك كل شيء . لايكن همك الصفحة والصفحتين دون تدبر وليكن فرحتك بالآية والآيتين وقد عقلت كل حرف فيها . اجعل القرآن دستور لك . جاهد في الله . أحب الله خالقك . تقرب إليه عسى أن يرحمك وتذكر أن من تقرب شبرا تقرب الله منه ذراعا . أحسن الظن بالناس , تعامل مع ظواهرهم وإياك إياك أنت تقول هذا نيته كذا وهذا نيته كذا . اترك النية لله . اما أنت فتعامل مع الناس بالظاهر . تيقن أن عمرك أيام معدودات مهما طالت . تيقن أنك تتمشى في حديقة فازرع كل مكان فيها بورود عطرة لتأتيك رائحتها الحلوة بعد ذلك . اعمل لآخرتك فوالله إنك ميت يوما من الأيام . عجبي لمن يحضرون عزاء فلان وعلى شدقيهم ضحكات مخفية أنهم ليسوا هم الميتون وينسون أنهم في يوم من الأيام سيأتي الناس ليعزوا فيهم . غذي روحك بكل ذلك وأكثر لأنك بالروح لا بالجسم إنسان . تم : بقلمي الفضاء الواسع . واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم . | ||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
بالجسم, بالروح, فأنت, إنسان |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|