شبكة روايتي الثقافية - مشاعر شتوية (2) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب منكسرة

مشاعر شتوية

الفصل الخامس عشر......................

في اليوم التالي........ حدث ما توقعته اذ لم تجده صباحا و ترك لها ورقة يعتذر فيها عن مجيئه على الغداء............ لامت نفسها و ادركت انه لم يعد يطيقها و انه سيمضي معظم وقته بعيدا.............. ازاحت الستارة عن نافذة الصالة و اتسعت عينيها و وضعت يدها على فمها و هي تراقب مانويل يعمل في الحديقة!........... اشرقت ملامحها و ضحكت بسعادة ثم ركضت الى الخارج و قالت بتلهف: "مرحبا ايها العم مانويل.......... لا اكاد اصدق عيني....... لكن متى اتيت و كيف؟"
ابعد قبعته و قال بتأمل: "مرحبا يا زهرتي البرية"
ضحكت لهذا الوصف و واصل: "السيد تشارلس ادخلني هذا الصباح و طلب مني ان اهتم بالحديقة وآخذ بتعليماتك و توجيهاتك اذ اردت اضافة اشجار معينة و زهور حلوة مثلك"
شبكت يديها و شعرت بالامتنان اتجاه تشارلس..... هي الليلة الماضية اساءت اليه وهو هذا الصباح يفاجئها بفعل امر طالما ارادته منه.
تحدثت كثيرا مع مانويل و شرحت له ما تريد و كانت تسير في الحديقة بنشاط و حيوية و تنتقل هنا و هناك واصفة له ما ترغب زراعته و مكانه و اخبرها ان هناك اشجار غالية الثمن لديه و وافقت قائلة: "لا بأس لا يهم اجلب الاشجار الثمينة انا سأدفع لك...... اود ان تكون هذه الحديقة روضة زاهية تخطف العقل افعل ما بوسعك و لا تفكر بالتكاليف"
ضحك قائلا: "بالطبع سأفعل فأنت تستحقين ان تكون لك حديقة مليئة بالورود الملونة و شجيرات الزينة لأنك عبارة عن زهرة زاهية مليئة بالحيوية............... اسمعي ستكون هذه البقعة مخصصة لنباتات الظل و تلك..." واستمر يشرح لها افكاره و هي تستمع اليه بتشوق ثم سرعان ما رفعت بصرها الى الاعلى لتجد ربيكا تنظر اليهما بهدوء تام....... لوحت هي بيدها اليها و قالت ربيكا: "اجلبي جيم اين هو؟"
ابعدت خصلات شعرها و نظرت الى مانويل و تنهدت قائلة: "السيد رفض ان اجلب لها جيم مجددا لما اصابها من ازمة بسبب رؤيته"
اومأ قائلا: "السيدة تود ذلك......خذيه اليها انه يلعب بالشارع قريبا من هنا...... سأناديه خذيه لها ولا تخبرين السيد"
دخلت هي بالصبي الى ربيكا و احتقنت عينا الاخيرة و هي تتأمله و هو ابدى خوفه منها و امسك بفستان ساندرا...... ربيكا و هي تمد يديها اليه و بابتسامة عذبة: "تعال.............. لا تخاف مني....... تعال"
ابتسمت هي و دفعت الصغير نحوها برفق قائلة: "هيا اذهب اليها"
اقترب ببطء و هي تمد يديها نحوه..... اقترب جدا و امسكته برفق ثم اخذته معها خطوات قائلة: "تعال لنلعب معا"
هزت ساندرا رأسها بابتسامة باهتة و هي تراقبهما يلعبان لعبة بول الذي كانت ربيكا تلعب بها دوما و لا تفارقها...... قررت ان تصنع لهما وجبة خفيفة و حلوى وفتحت باب الغرفة معلنة عما تنوي فعله و صفق جيم بفرح و خرجت و هي تغلق الباب و قبل ان تستدير تلقت ضربة على رأسها و سقطت.

عندما فاقت من اغمائها رفعت رأسها و بسرعة اعادته على الوسادة و امسكت جبهتها و هي تشعر بالدوار الشديد و رأت رجال الشرطة في البيت و تطلعت الى تشارلس الذي كان واقفا قربها و اثار الاستياء و القلق و الغضب بادية على ملامحه........ قالت بضعف: "ماذا يحدث هنا؟"
اجابها بسرعة: "انت بخير؟....... كدت ان تقتلين ياآنسة......... انا الذي اود ان اعرف ماذا يحدث هنا بالضبط"
علمت ان حادثة سرقة وقعت و ان مانويل تعرض للهجوم و الفاعل مجهول....... تحسست صدرها و قالت بحزن: "قلادتي...... كأنها سرقت...... اه هل تعرضت ربيكا و الصغير لمكروه و العم مانويل اخشى ان اصيب احدهم بمكروه"
انحنى عليها تشارلس و قال بنبرة كأنها تذكيرية: "لأن بابنا فتح للناس و لأن بيتنا دخلوا به الاغراب علينا تحمل النتائج"
شعرت بأنه محق لولا ادخالها لجيم و انشغالها معه لما حدث كل هذا و لولا اصرارها على جلب مانويل لكانوا في غنى عن تلك الحادثة قالت باستياء: "انا اسفة لكل ما حدث كل مرة اجدك على حق و ادرك كم انا حمقاء لكن ارجوك ماذا حصل للسيدة و الطفل؟"
تشارلس و بتأمل: "الرجل الذي قام بالاعتداء كان ملثم الوجه و دخل الى غرفة ربيكا و كأنه اراد ان يلحق بها الاذى لولا انه رأى جيم لكان قد قتلها لأنه كان يحمل سكينا بيده............ لرؤيته للصبي تركهما و اقفل الباب عليهما و سرق المال و بعض التحف و قلادتك....... الامر غريب حقا"
اخذ رجال الشرطة افادتها و كأن رأسها يؤلمها بشدة و تشارلس يتطلع اليها بقلق و استياء و مهتم لما اصابها جدا.

عند حلول المساء دخل الى غرفتها و هو يحمل بيده صينية الطعام..... اعتدلت و على شفتيها ابتسامة باهتة و قالت بلطف: "اعذبك معي يا سيد تشارلس انا محرجة حقا"
وضع الطعام قربها على المنضدة و قال بهدوء و هو يتأمل بعينيها: "لست معتاد على اعداد الطعام لكني حاولت.................... لعلي اساعدك الليلة على الاقل و غدا اجلب لك من يهتم بك"
ابتسمت قائلة: "غدا سأكون بخير لا داعي لجلب أي شخص...... كأن الطعام لذيذ اشكرك على اهتمامك لكن السيدة ربيكا اتناولت شيئا؟"
اومأ موافقا و تبادلا النظرات و خفضت بصرها عندما قرب يده و وضعها تحت ذقنها و قال بتأمل: "عليك ان تنامي باكرا........ فوجهك شاحب جدا"
اومأت موافقة عندما ابعد يده ثم قالت و هو يتجه الى الباب: "سامحني بشأن الليلة الماضية"
ابعد بصره وسار دون تعليق او أي كلام...... صادف ربيكا عند الباب و هي تقول: "اين ساندرا؟....... اين هي اريد رؤيتها الان ارجوك"
فرحت ساندرا بها و اسرعت ربيكا اليها و عانقتها قائلة: "حبيبتي لماذا ابتعدت عني ابقي قريبة جدا ....... انا احبك"
وهي تعانقها تأملت تشارلس و هو واقف عند الباب و يراقبهما و لأول مرة لمحت الامل يتراقص بعينيه و ذلك اسعدها.
بعد مرور اسبوع و هي منشغلة بتنظيم اكياس الفواكه و الخضر في المطبخ رن الهاتف و مسحت يديها بالمنشفة و رفعت السماعة لتسمع صوت امرأة ناعم و مغنج و هي تقول: "مرحبا......... اود مكالمة تشارلز......... انت الخادمة؟"
اجابت بنبرة متوترة: "سأناديه لك....... انتظري"
وضعت السماعة جانبا و طرقت على باب غرفته مرارا ثم دخلت و تأملت غرفته الخالية منه ثم قالت بسرعة و هو يخرج من الحمام مرتديا روب الحمام الاخضر و بيجامة بيضاء و شعره غير مرتب و رطب: "أ......أ...... هناك امرأة تنتظر على الهاتف"
بدى الاهتمام على ملامحه و اتجه فورا الى المطبخ و تبعته بتخاذل و هو يجيب قائلا: "اهلا انجلينا............. انا؟؟......... كنت مشغول هذه الايام...... سامحيني" و تطلع بوجه ساندرا بنظرة فاحصة و عادت هي الى عملها.... قال بهدوء: "حسنا اراك قريبا...... بالطبع............ انا ايضا............ الى اللقاء عزيزتي"
اغلق الخط وبدى منكمشا قليلا و كأنه لم يأخذ حريته مع صاحبته بسبب وجودها......... قبل ان يخرج قالت فجأة: "تريدك ان تسافر اليها؟"
اومأ موافقا و خرج و قد عاملها ببرود شديد........ شعرت بالحزن و الضياع و تركت ما بيدها و تهاوت على الاريكة و قد اختفى نشاطها و استاءت من تلك المكالمة........ سيذهب اليها قريبا و يتركها وحيدة.......... رغبت بالبكاء فهي لن تحتمل فكرة غيابه و سفره الى تلك المرأة............... لكن بأي حق تريده ان يبقى؟........... هي غير قادرة على منعه لأن لا صفة لها بحياته و لا سلطة لها عليه........ هو حر يذهب الى حيث المرأة التي يسعد معها و تستطيع ان تمنحه ما يريد.
اثناء افكارها تلك رأته مرتديا ملابس الخروج و مر من جانبها قائلا بعدم اكتراث: "سأتأخر الليلة لدي جرد حساب في المصنع لا تنتظريني لأني سوف اتناول العشاء هناك"
لا تدري متى يفكر بالسفر ربما غدا او بعده......... لكن أ سيتركها و حدها مع ربيكا؟......... ربما سينتظر عودة لويزا التي غابت طويلا و لم تتصل سوى مرة واحدة و تبدو حزينة و مكتئبة لأن حالة ابنها سيئة جدا حتى تشارلس وعدها انه سيقوم بزيارتها قريبا.......
في المساء دخلت الى غرفته و جلست على سريره و تناولت وسادته و غمرت وجهها بها لتشم رائحة عطره فلم يعد يقترب منها منذ تلك الليلة التي رفضته بها........ اصبحت تتوق اليه اكثر من السابق و كل يوم يمر ينمو الحب بقلبها و يكبر لكنها جبانة و شخصيتها تافهة غير قادرة على الاعتراف له بما تخفيه بقلبها......... لا تجرؤ على اخباره بحبها و ليس لها الشجاعة و القدرة على فعل تصرف يثبت له انه الوحيد الذي احبته و رغبت به.............. هو ايضا لم يعطيها أي فرصة للاقتراب و لم يسهل لها الامر و كأنه مستغني عنها.

استلقت في سريره و مررت يدها على عنقها و فكرت بقلادتها المسروقة...... لقد فقدتها الى الابد و معنى ذلك ان الحظ لم يعد يحالفها بقية حياتها........ الان هي ضائعة حائرة ومتخبطة بالأوهام والوحدة......... الشيء الوحيد الذي يخفف عنها و يكون عزائها الوحيد هو ما فعلته مع ربيكا لقد ساعدتها للخروج من محنتها و اصبحت امرأة بصحة جيدة و نفسية هادئة اذ منحتها الامان و الثقة التي كانت بحاجة اليهما لتتحسن............... فكرت بإجازتها و امكانية الذهاب الى جلاسكو متى شاءت بهذه الايام لكنها لا تود الذهاب الى هناك رغم انها اشتاقت الى رفيقاتها لكنها لا تريد ترك ربيكا............. ثم مررت يدها على السرير و ابتسمت بفتور ليس فقط ربيكا انها لا تريد فراق تشارلس ابدا و ادركت ان ذلك سيزعج بيت خالتها جميعا و بالأخص غاري.................. ليته يجد امرأة اخرى غيرها لتكون مناسبة له يحبها و تحبه و ينساها هي................ لا يمكن ان تتزوجه بعد الان اصبح ذلك مستحيل......... عندما كانت خالية و قلبها فارغ من الحب كانت لا تريده فكيف الان و قد عشقت تشارلس؟..... اصبح ذلك من المستحيلات.
سمعت طرق على الباب الخارجي و رنين الجرس...... ارتدت ردائها الاسود و خرجت الى الباب الرئيسي و عندما ايقنت هوية الضيف فتحت الباب قائلة: "تفضل دكتور"
سار معها و سأل عن ربيكا و كذلك تطرق الى موضوع السرقة و سأل عن عودة لويزا و عندما دخلا الى المطبخ اعدت له فنجان قهوة و هو جلس قرب المدفأة على السجادة ليدفأ يديه....... قدمت له الفنجان و جلست ايضا و ساد صمت............... قال فجأة قاطعا الصمت بصوته اللطيف النبرة: "آنسة ساندرا....... جئت الليلة من اجل ان اعترف لك بشيء"
تحركت اصابعها على الفنجان بتوتر...... اقترب و قال بتركيز: "احبك يا ساندرا كثيرا و اود الارتباط بك........... اعني ان اتزوجك...... لا تردي الان..... فكري على مهلك اسبوع او اكثر............. شعرت انني مغرم بك هكذا فجأة و لم اعد قادرا على اخفاء الامر....... عندما قبلتك تلك الليلة..... اثرتي بي كثيرا و عناقي لك كان بمثابة تحقيق لكل ما اتمنى بحياتي اذ شعرت حينها انني املك الدنيا بكل جمالها و احلامها....... انت مختلفة يا ساندرا وجميلة بطريقة نادرة.......... كان لدي علاقات سابقا بنساء لكني لم اتذوق يوما كطعم شفتيك و انفاسك......... عفويتك تجعلك كالملاك........ انت ملاك بعينيك الخضراوين تلك و بشرتك الناعمة النقية ذوبتي قلبي حينها و ما زلت لم اشفى من سقم قبلتك الذي اصابني................ ليتك تفكرين اتجاهي بمثل ما افكر"..... احتضن يدها بيديه و عينيه العسليتين فيهما بريق متلهف................ حقيقة احرجها بكلامه و صدق مشاعره و جدية نبرته....... شعرت اتجاهه بالشفقة و لم تستطيع ان تكسر بخاطره في تلك اللحظات و تقول له انها مغرمة بتشارلس و في نفس الوقت هي لا تريد ان تمنحه الامل فنظرت بعينيه نظرة حيرة و تردد........ ثم سحبت يدها و نهضت و احاطت جسدها و استدارت الى الناحية الاخرى و الكلمات تتلاشى بين شفتيها الزهريتين و احرجت لأن الوقت متأخر الان و وجوده غير مرغوب به من قبل صاحب البيت ان سمع بذلك او اقبل فجأة.
استدارت اليه و قالت بدون تفكير: "جوزيف لماذا لا تعطي لنفسك مهلة اكبر فأنت لا تعرفني جيدا بعد..."
ادركت انها اخطأت اذ منحته الامل بأن لا مانع لديها في حبه عليها ان تقول شيئا اخر اكثر وضوحا....... اقترب و احاط وجهها بيديه السمراوين و قال بشوق: "ارجوك لا تصعبين الامور علي" قالت باعتراض و هي تبعد يديه: "وجودك الان غير مناسب و تشارلس"
جذبها اليه و قال بثقة: "لا تخافين منه........ حاولي ان تكوني مستقلة امامه"..... ابعدته و احتدت ملامحه قائلا: "عليك ان تعرفي ان تشارلس ليس جادا معك"....... تغيرت ملامحها و نظرت اليه بتجهم منتظرة ان يواصل حديثه الذي بدأه هذا............... قال باستياء: "انت تريدين ذلك الرجل انا اعلم بذلك........ و اعلم كل شيئا ايضا عما يحصل بينكما............. لأن تشارلس يبحث عن فتاة يقضي معها ليالي و يشبع حاجته لوجود امرأة بحياته............ تنظرين الي الان و كأني افتري عليه............ لكن هذه هي الحقيقة انه يعبث معك......... ليس جادا و لم يفكر بك بعلاقة شرعية و لا ارتباط من أي نوع........ انتبهي لنفسك و لاحظي على مهلك مدى صدقي".............. شدها اكثر قائلا و بدى خارجا عن صوابه: "تشارلس يقول لي كل شيء ....... اخبرني عن هدفه منك............ حسنا لا تصدقينني هكذا؟......... سأثبت لك صحة ما اقول........ ماذا عن تمنعك عنه؟....... اليس هذا امر خاص جدا...... انت لست قادرة على منحه نفسك"
تضرج وجهها و اتسعت عينيها و صدمت بشدة اذن كلام جوزيف صحيح!... من اين له ان يعرف ذلك؟
اذن تشارلز كان يريد استغلالها و خداعها عابثا ليس الا............
دمعت عينيها و تأمل وجهها ثم جذبها و عانقها قائلا بهمس: "لن يستحق حتى تذرفين الدموع لأجله....... قلت لك ذلك الان لمصلحتك حتى تنتبهين يا ساندرا....... هذا الرجل يريد استغلالك........ لا تتورطين معه بأي نوع من انواع العلاقة....... و لا تخبريه انني كشفت امره امامك ارجوك"
ابعد شعرها عن جوانب وجهها و قال بنبرة خافتة: "انا جاد معك....... اريد ان اتزوجك"..... ...... شعرت بوجود احدا واقفا و ابتعدت بسرعة حتى رأت تشارلز واقفا و ومكتوف الذراعين و يتطلع نحوهما بعينين ثاقبتين.
قبل ان يقول جوزيف أي كلمة او هي قال تشارلز بحزم: "لا اود تبريرا او اعتذارا........... انتما تحبان بعضكما......... حسنا لا بأس........ لكن ليس في بيتي هذه المرة الثانية التي انبهك فيها دكتور....... ان شئت يا آنسة اذهبي اليه في عيادته و تطارحا الغرام على مهلكما"........ ثم تركهما و دخل.
شعرت بالحياء و الاسى و جوزيف قال: "لا عليك انا سأطلبك للزواج ....... و ستكونين خطيبتي"
تناول شاله و وضعه حول عنقه و ذهب....... اما هي فجلست على الاريكة و حالتها متدهورة جدا......... ان تعبير تشارلس لاذعا...و اكثر ما المها خداعه لها و كلامه الان عن حريتها و اختيار حبيبها انه لا يحرك ساكنا انه لا يشعر اتجاهها بأي نوع من المشاعر.......... جوزيف محق هو ليس جادا معها............ جففت دموعها لتظهر دموع اخرى دون ارادتها و نهضت بعصبية و اسرعت الى غرفته و كأنها فقدت صوابها ثم فتحت الباب عليه بعنف لتجده جالس على الاريكة و وجهه بارد الملامح..... قالت باحتقان: "لا يجب عليك ان تبقى تسمعني كلام مزعجا بشأن جوزيف....... لأنه............ لأنه..... الان بمثابة خطيبي"
لاحت على شفتيه و ملامحه ابتسامة فاترة و نهض و سار بهدوء و هو يضع سيجارة بين شفتيه و يشعلها و يواصل الابتسامة الساخرة....... ثم اقترب من المنضدة و فتح الجرار ثم اخرج ظرف رسالة و رماه عليها ليستقر على حذائها الاسود الطويل و قال ببرود: "خطيبين في آن واحد؟"
ابتلعت ريقها و انحنت و تناولت الظرف لتجده معنون اليها من قبل خطيبها غاري حسب ما مكتوب.