شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   عــــيــــنـــاك عــــذابــي ... مكتملة (https://www.rewity.com/forum/t28917.html)

dew 07-11-08 12:43 AM

عــــيــــنـــاك عــــذابــي ... مكتملة
 
قبل أن تقرؤوا قصتي المتواضعة ,اعلموا أنها غير قابلة للنشر في أي منتدى قبل أن أعلم بذلك ,,وبأن هذه القصة هي من كتابتي أنا ولم يتم تقليدها أو نسخها من قصة أخرى ,,,,

أتنمى لكم أوقات ممتعة :eh_s(7):






عيناك عذابي...............

الفصل الأول : حدث غير متوقع
(جوش ,إنك تدرك مافعلته أليس كذلك ؟)
(نعم ,آنسة باركر !) تمتم الطفل الحزين الذي كان يكلم دانييل بعد أن تشاجر مع زميل له في الصف يدعى بيتر .
أحست دانييل برغبة في البكاء عندما سمعت النبرة الحزينة لكنها تمالكت نفسها .قالت مسيطرة على ثبات صوتها:(جيد والآن أريدكما أن تعتذرا لبعضكما وتتصافحان لأنكما صديقين .هيا )
تبادل الطفلان كلمت الاعتذار ثم أخذت دانييل نفسا عميقا وقالت (والآن لنبدأ الدرس )
دانييل باركر معلمةموسيقى تعشق مهنتها التي توفر لها الراحة خصوصا أنها تعلم الأطفال اللذين في الصف الثاني وهذا عمر جيد للتحكم في تصرفات الأطفال ....دانييل ذات الستة والعشرين عاما تعشق الى جانب هوسها بالموسيقى القراءة فبإمكانها أن تقرأ أكثر من كتاب في يوم واحد.كانت ولازالت القراءة والموسيقى ملجأها من كل مايحزنها ........
لقد تعرضت هذه الفتاة لكثير من الأحداث خلال حياتها ,فهجر والدها لها ولوالدتها وموت والدتها قبل سنتين أثرا فيها بشكل كبير ومع ذلك كانت ابتسامتها لاتفارقها .
عند انتهاء دوام المدرةسة ,اتجهت الى مقهى تحبه وتعرف كل العاملين فيه ..دفعت باب المقهى الثقيل ورن الجرس الصغير الذي ينبئ بدخول الزبائن ...أرسلت أشعة الشمس الذهبية في الشتاء ألوانا رائعة عنما انعكست على شعرها الكستنائي المائل للنحاسي الذي كان لايكاد يلامس كتفيها فقد كانت تقصه بانتظام حتى يصبح عمليا أكثر ..كان جمالها هادئا لم تكن من النساء الشقراوات ذوات العينين الزرقاوين بل كان لون عينيها الخضراوين يتناقض مع شعرها الداكن وقد ورثتها عن والدها .
أخذت دانييل تتلفت في المقهى المزدحم ولم تجد مكانا تجلس فيه ..كان مقهى تشارلي معروفا في نيويورك فقد كان البعض يأتي من الطرف الآخر للولاية حتى يجلس في مقهى تشارلي .
حياها تشارلي صاحب المقهى من بعيد ملوحا لها لتأتي اليه ..كان بمثابة العائلة لها بعد موت والدتها العزيزة فقد كان شخصا لطيفا بشعره الأسود الذي يتخلله بعض الشعر الأبيض وتلك العينين الحنونتين .
(مرحبا ,تشارلي )قلت بابتسامة واسعة
(مرحبا ياطفلتي ,طلبك المعتاد؟)
بالطبع, كيف حال ترافيس وزوجته؟)
إنهما بخير ,جيسيكا متوترة من عدم قدرتها على العتناء بالطفل )ابتسم ثم أضاف (أظن بأنها ستفقد عقلها خلال هذا الأسبوع اذا كان الصبي يشبه ترافيس )
ضحكت دانييل (ومالذي كان يفعله ؟)
رفع حجبيه باستمتاع قائلا(لقد كان ينام طيلة النهار ويستيقظ طوال الليل ويبدأ بالبكاء حتى الفجر )
قالت دنييل مشفقة على الوالدين الجديدن (يالها من مسكينة جيسيكا) شربت قليلا من الموكاتشينو الذي طلبته وأضافت (ألهذا ستيلا معهما ؟)
(نعم ,وأنا كاتائه من دونها ) كانت ستيلا زوجة تشارلي لطيفة أيضا
(اذا أردت بإمكاني المساعدة ,أنا مستعدة )
(أوه عزيزتي ,هذا لطف منك .لكنك لابد مرهقة من تعليم هؤلاء الصغار منذ الصباح )
نظر تشارلي الى ركن المقهى ليرى أحد الزبائن يشير اليه فقال لدانييل (عظيم ! مالذي فعله الفتى الجديد الآن ؟؟) كان هناك موظف جديد في طافم تشارلي وقد كان اسمه براد في السابعة عشرة ,كان دائما يرتكب الأخطاء قيضيع الطلبات أو يخلطها وقد صبر تشارلي معه لأنه صغير لكنها تعرف أن صبر تشارلي سرعان ماينفذ ..قالت (لاتقلق ,وتذكر أن تعد الى عشرة ) ضحك تشارلي وذهب .
أخذت دانييل تفكر في حياتها ,ياترى هل أبدى والدها اهتماما بها عندما ولدت ؟هل كان يساعد والدتها في رعايتها أم أنه لم يرغب بها منذ البداية ؟
أغمضت عينيها للحظة ,ترسم في مخيلتها منظر العائلة التي لظالما حلمت بها ..والدها جالس على الأريكة ووالدتها بجانبه وهي تعزف على البيانو الموجود في غرفة الجلوس ونار المدفأة تمد الغرفة بالدفء والحنان والمودة الأسرية ..قرع جرس باب المقهى ليوقظها من أحلامها الوردية التي لن تتحقق لعدة أسباب أولها وأهمها هي أن والدتها قد توفيت محطمة الفؤاد وثانيها أن والدها تزوج من امرأة أخرى ونسي أن لديه ابنة من زواج أول وهي تكرهه لذلك !
تكرهه؟! أهي حقا تكرهه؟ لايمكن ..قد تكون مستاءة منه لأنه تركها ..
كانت تهم بالمغادرة عندما اقتربت ليندا منها وهي عاملة في المقهى قائلة (دانييل ,كدت أنسى .لقد كان هناك رجل يسأل عنك )
رجل؟! ويسأل عنها؟!
عقدت دانييل حاجبيها وقالت (ماذا كان يريد؟)
لم تكن لديها ديون حتى يأتي ليسأل عنها رجل وهي لاتعرف غير ترافيس وتشارلي ..من يكون ؟؟
قالت ليندا متحمسة لم يقل ولكنه قال أنه سيعود)
سألت دانييل (هل قال اسمه ؟)
ردت ليندا(لم يقل أيضا )أضافت (أرجو أن أكون موجودة عندما يعود فهو وسيم جدا)
ابتسمت دانييل (الكل عندك ياليندا وسيمين )ضحكت ليندا بخجل
خرجت دانييل وهي تفكر من يكون هذا الرجل ؟؟ولماذا يبحث عنها ؟
ركبت سيارتها اللاند روفر الكحلية متوجهة الى منزلها .لقد كانت تسكن في المنزل الذي كانت والدتها تسكن فيه بعد أن ذهبت دانييل الى الجامعة وهو طبعا ليس المنزل الذي كانت تسكن فيه عندما كانت صغيرة فبعد أن طلق والدها أمها انتقلوا من المنزل يعد أن عرض عليهم والدها السكن فيه ..لكن والدتها عارضت وانتقلوا الى هذا المنزل الجميل الملئ بالذكريات
ركنت سيارتها في المرآب ودخلت البيت الملئ بالذكريات الجميلة مع والدتها ...نظرت من خلال النافذة ورأت الشمس تغرب ......
آه كم أكره الغروب!!!

--------------------------------------------------------------------------------

استيقظت دانييل في الصباح في غرفة الجلوس بعد أن غلبها النوم وهي تقرأ كتابا معانية من ألم في رقبتها جراء النوم على الأريكة ..كان اليوم هو السبت وهذا يعني أنها في اجازة لذلك خططت لقضاء اليوم في المتنزه وقد تقرأ كتابا
أخذت تتمشى في المتاحف والمتاجر وخاصة متجر هدسون لأنه المفضل لدى دانييل واشترت بعض الأشياء وعندما جاء منتصف النهار ,جلست تحت ظل شجرة وأخذت تقرأ كتابا اشترته .
مر الوقت وهي تقرأ منصتة الى الى زقزقة العصافير والهواء النقي يلفح وجهها ..كانت مستغرقة في القراءة لدرجة أنها لم تسمع الخطوات التي كانت تقترب منها ...أجفلت دانييل عندما سمعت صوتا عميقا لدرجة أن الكتاب طار من يدها يقول(دانييل باركر؟)
صرت دانييل على أسنانها فقد قاظعها في جزء مهم من الكتاب وعندما همت أن تأخذ الكتاب اذا بيد تمتد وتلتقط الكتاب بكل خفة ,زاد غضب دانييل (لقد أفزعتني ,من تكون ؟)
تنقلت نظرات دانييل من حذاء الرجل الذي كان يدل على أنه ثري الى بذلته الثميتة الى جهه ولاحظت ذلك الوجه الوسيم ,وذلك الشعر الكثيف الشديد السواد والذي كانت الشمس ترسل أشعتها عليه ,وتلك العينان السوداوين ...لم تر في حياتها مثلها أبدا ..وخفق قلبها
لم يجب على سؤالها بل بادلها نظرتها ثم رفع أحد حاجبيه قائلا (هل أنت دانييل باركر ؟)....انه حتى لم يعتذر منها لأنه أخافها .....فعلت مافعل بحاجبه وقالت (هذا يعتمد على من يسأل )
وقفت على قدميها ومدت يدها نحوه وقد كانت بعيدة لكن قلبها الغبي لم يكف عن الخفقان ..لقد كانت تظن أن السبب هو فزعها منه عندما أخافها .نظر الى يدها الممدودة باستفهام فقالت (الكتاب من فضلك )
أعطاها الكتاب وعلى وجهه علامات نفاذ صبر وقال(رايان ويليامز,يجب أن نتحدث ياآنسة باركر .هناك مقهى في الشارع المقابل ,لنذهب )صدمت دانييل من استبداديته وقالت بحدة (انتظر لحظة ,من أنت لتصر الأوامر بحق الله؟) بدت على وجهه علامات الصدمة التي سرعان ماندثرت تحت قناع وجهه الذي من جديد (ظننت أنني قلت من أنا ,لكنك على الأرجح لم تسمعيني .أنا رايان ويليامز)
ضحكت باستهزاء وقالت (لقد سمعتك من قبل ولكن من يكون رايان ويليامز)
أرسل لها نظرة من عينيه الباردتين ارتعدت لها أوصالها ثم قال بصوت منخفض زاد من رعشتها (ستعرفين عندما نذهب )ثم شرع بالمشي متوقعا أن تتبعه
لم تجد دانييل أمامها الا أن تتبعه فجمعت أغراضها بسرعة ولحقت به مكرهة وقد كرهت نفسها
أخذت تسرع في المشي وعندما وصلت الى جانبه نظر اليها ولاحظ الأغراض التي معها فقال (دعيني أحمل عنك)
ردت بحدة (كلا,أستطيع تدبر أمري )
مضت لحظة صمت قصيرة قال بعدها (كما تريدين)
عندما وصلا الى باب المقهى فتح الباب وتنحى جانبا لتدخل فقالت بسخرية (شكرا) وأكملت في نفسها ..الآن تذكرت آداب المعاملة ....
جلسا الى الطاولة فقالت (ماذا تريد ياسيد ويليامز؟)
في تلك اللحظة اقترب تشارلي ليأخذ طلبهما عندها قال للمدعو ويليامز(اذن لقد وجدتها!)ثم أضاف قائلا لدانييل (لقد جاء يبحث عنك )كانت تريد أن تعلق على كلام تشارلي لكن رايان سبقها قائلا(أشكرك سيد يورك, على مساعدتك .أقدر لك هذا حقا ) نظرت دانييل بسرعة اليه بسبب اللهجة التي تكلم بها ,لقد كانت لهجة دافئة ..لكنها عندما نظرت اليه لم تلحظ أي تغيير في وجهه الجامد.
قال تشارلي (لاشكر على واجب يابني ...نادني تشارلي )
ذهب تشارلي فأخذ رايان يتململ في مقعده وقال (حسنا,دانييل لدي خبر سيء ) توقف قلب دانييل ليس بسبب مناداته لها باسمها الأول بل بسبب ماقاله
خبر سيء؟!!
قال بشيء من التمهل لأنه شعر بخوفها (إن والدك يريد مقابلتك ...)أخذ رأسها يدور وهجرها كل احساس بالمنطق وأحست بغضب يتصاعد داخلها
أراد أن يكمل كلامه لكنها قاطعته بسخرية (هذا خبر سيء حقا ياسيد ويليامز )لماذا يريد رؤيتها ؟والآن بعد كل هذه السنوات ؟!ثم وقفت بسرعة لتغادر لكنه أمسك بمعصمها يمنعها من الرحيل فقالت ( اتركني ) ألم يجد والدها الوقت ليأتي بنفسه ؟ألم يستطع أن يعطي ابنته الوقت ؟وأيضا ألم يجد غير هذا الأحمق المتعجرف البارد حتى يستدعيها اليه وكأنها أحد موظفيه الأغبياء ....
قال رايان بغضب وحدة (أيتها الحمقاء الغبية هذا ليس الخبر السيء .....إنه مريض ....لقد أصيب بنوبة قلبية )
شحب وجهها شحوب الأموات وتهالكت على المقعد .........مرت لحظة طويلة جدا أحست فيها بطنين في أذنيها تلاه صمت مميت على الرغم من أصوات الناس في المقهى ............مريض؟؟!
قال رايان (إنه يريد رؤيتك)
وكأن صوته أعادها الى الواقع ولم تعرف مالذي حصل لها .لقد أحست بفجوة في قلبها ..تذكرت والتها طريحة الفراش في ذلك المستشفى البارد ولم يأت أحد لمواساتها ...لم يأت الشخص الذي أرادته أن يأتي .....والدها ...والآن يريد رؤيتها ؟مرت أكثر من عشر سنوات ...لم يأت اليها ...لماذا تأتي اليه الآن ؟ّّ!
تابع رايان (إنه في مستشفى ميرسي في لونغ ايلند ...أريدك أن تأتي معي لتريه .......)
قاطعته (لاأستطيع )
(ماذا؟؟)شرعت بجمع أغراضها لقد كان قرارها وليد لحظة متهورة ...لحظة قلبت الموازين ...لحظة غيرت حياتها الى الأبد ....همست (لاأستطيع رؤيته )
وعندما همت بالخروج قالت بصوت بارد وعينين استحالتا الى قطعتين من الثلج ( سأصلي من لأجله !)
وأسرعت بالخروج .
جلس رايان في المقهى وقد صدم من هذه المرأة ..انها ليست كما وصفها جوناثان باركر أبدا ...انها متوحشة ...انها دنيئة ..انها .....ولم يجد أي كلمة يقولها فقد أصيب بخدر في كل أنحاء جسمه .....لكنه يعرف شيئا واحدا ....انه يكرهها وسيكرهها الى الأبد وسوف يحطمها ........
نظر الى فنجان الموكاتشينو الذي يخصها وأراد أن يكسره وكأنه بذلك يحطم تلك المرأة ......


************************************************** *




أنتظر ردودكم بفارغ الصبر

رابط لتحميل الرواية كاملة يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

سعود2001 07-11-08 08:15 AM

يا هلا فيكي ديو ... و يسرنا ان تعرضي قصتك بمنتدانا العزيز

بالنسبه للجزء اللي قدمتيه صغير للغايه و مع ذلك فواضح جدا انه فيه شيء جديد

و يشد انتباه القاريء .... استمري و اعتبريني من قرائك من الان

~sẳrẳh 07-11-08 05:34 PM

يا هلا ومرحبا فيك dew

قصه رائعه ولالاجمل من ذلك تواجدكـ معنا
فاهلا بك وبقصتك الرائعه

في انتظارك متابعه لنهايه

dew 07-11-08 10:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعود2001 (المشاركة 489751)
يا هلا فيكي ديو ... و يسرنا ان تعرضي قصتك بمنتدانا العزيز

بالنسبه للجزء اللي قدمتيه صغير للغايه و مع ذلك فواضح جدا انه فيه شيء جديد

و يشد انتباه القاريء .... استمري و اعتبريني من قرائك من الان

مشكور أخوي سعود على التشجيع والرد ,,أسعدني تواجدك ,,وشكرا على تصغير الخط ::nosweat:

أتمنى تتابعني وبالنسبة لحجم الفصل فهو سيزداد إن شاء الله مع الفصول القادمة ,,شكرا لك جزيل الشكر :eh_s(7):

dew 07-11-08 10:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soon (المشاركة 490575)
يا هلا ومرحبا فيك dew

قصه رائعه ولالاجمل من ذلك تواجدكـ معنا
فاهلا بك وبقصتك الرائعه

في انتظارك متابعه لنهايه


مشكورة عزيزتي على المرور العذب واللطيف مثل الفراشة اللي في صورتك :Ts_011: أسعدني ردك وإن شاء الله تعجبك الأجزاء القادمة :eh_s(7):

dew 07-11-08 11:02 PM

وهذا الفصل الثاني هدية لسعود ولــsoon لتشجيعهم لي ,,



الفصل الثاني
لا تــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــرحل .
عندما وصلت دانييل الى المنزل كانت ترتجف كورقة في مهب الريح , لم تصدق أنها فعلت ما فعلت
لقد رفضت رؤية والدها المريض ,كان يريد أن يراها *إنك قاسية القلب *أخذ صوت يهمس في أذنيها فوضعت يديها عل أذنيها ...كانت لا تزال مستندة الى الباب ..لقد كانت ترتجف بشكل واضح وساقيها لم تقدر أن تحملها فتهالكت جالسة في الردهة وتقوقعت على نفسها محركة جسدها الى الأمام والخلف كالمجنونة ..
إنها مجنونة !!!!
لقد رفضت والدها وهو في أمس الحاجة اليها ....فقط بسبب غبائها وقلة عقلها !!
كان المكان يغرق في الطلام والصمت وكأن هذا الصمت يقول لها كم أخطأت ليزيدها تعاسة وبؤسا ..تمنت لو أن والدتها معها لتواسيها وتحتضنها ...تحتضنها؟؟؟
إنها تستحق الضرب لما فعلت وتلقائيا أخذت تضرب نفسها بيديها ..
صرخت في المنزل الخالي :(لماذا فعلت هذا ؟إنني لا أستحق الحياة ,أتمنى لو أنني من مات عوضا عن أمي )
الموت ؟؟
ماذا لو أن والدها مات وهو يطلب رؤيتها ؟ ماذا لو مات ولم أستطع أن أراه ؟؟؟ ماذا لو أخبره رايان ويليامز بأني رفضت رؤيته وكرهني ولم يسامحني ؟ماذا لو .......
أخذت تشهق باكية واستحالت شهقاتها الى بكاء مرير استمر لساعة بعد ذلك تخول الى نشيج محدقة الى الفراغ وهي لا ترى شيئا ....
أرجوك ياإلهي خذ حياتي الآن فأنا لا أستحقها ......
استندت بيدها الى الجدار وجرت نفسها الى غرفة الجلوس ,كانت الشمس قد بدأت بالغروب فأحست بطعنة نجلاء في صدرها .....
إن حياة والدها تذوي مع مرور الدقائق كالشمس التي تفقد نورها ند الغروب وهي جالسة هنا رافضة رؤيته .غطت وجهها بيديها وعادت الى البكاء متهالكة على الأريكة حتى غلبها النوم .
*****************************
****************************************
أطلقت دانييل صرخة قوية عندما راودها حلم مريع ...فاستيقظت ونظرت الى يديها التي تتصبب عرقا ثم أحست ببرد شديد فارتجفت .....
لقد رأت والدها ..كانت تمشي في طريق طويل ومظلم وخالي ,كانت خائفة وفجأة ظهر شخص بعينين خضراوين وشعر أشقر ..لقد كان والدها فركضت اليه لكنه أوقفها بإشارة من يده قائلا :(لا تقتربي مني )واستدار وتركها ....عندها أحست بكلاب تطاردها فاستيقظت .
إنه يكرهها ..إنها تستحق هذا ..جلست غلى الأريكة حوالي العشر دقائق مفكرة وشاعرة بالوحدة
إنها تحتاج الى من يواسيها ولكن من ؟
نهضت وغسلت وجهها وذهبت الى غرفتها وبدلت ملابسها ,ارتد نظرها الى درج صغير كانت عاهدت نفسها ألا تفتحه لكنها أخذت المفتاح وفتحته ,كان يحتوي على صور طفولتها مع والدها ..آه كم تحبه وطفرت الدموع من عينيها وهي تتذكر ما حصل ....كانت سعيدة جدا الى أن افترق والداها ..
بدأ الانشقاق في حياتها ندما كانت في الحادية عشرة من عمرها ,لاحظت أن والديها يتشاجران لأتفه الأسباب ,مرت سنة على هذه المشاجرات وأصبح والدها يغيب عن المنزل معللا غيابه بأمور العمل وعندما كان والدها يعود كان هو ووالدتها يستمران بالشجار
حتى جاء ذلك اليوم .....
وعدها والدها بالذهاب الى نزهة ,فقط هو وهي وعندما سألت والدتها بالمجيء معهم رفضت ..كانت في قمة السعادة ذلك الى أن حان وقت العودة حيث قال والدها بجدية :(دانييل طفلتي ,أريد أن أقول لك شيئا مهما )
لقد أخبرها بأنه سيغيب عن المنزل لفترة طويلة ,سألته بكل براءة :( لكنك ستعود ,أليس كذلك؟)
تنهد والدها بعمق:(كلا ,لن أعود للعيش معكما يا طفلتي !هل تفهمين؟)
قاطعنه دانييل :(كلا ,لا أفهم مالذي تعنيه ؟) صمتت ثم قالت :(إنك أبي )
قال لها جوناثان :(عزيزتي ,لن تفهمي الآن لكنك ستكبرين وتفهمين ...) لكن دانييل لم تستمع له بل بدأت بالركض فركض خلفها فأخذت تصرخ باكية :(إنك لا تحبني )
(أبدا ,لا تظني أبدا أني لا أحبك يا طفلتي فأنت حياتي )
قالت باكية :(لا ترحل ,أرجوك ) لكنه لم يرد بل أخذها الى البيت .
كانت زيارات والدها تقتصر على نهايات الأسبوع والمناسبات وكانت دانييل تتمنى لو يعود والديها لبعضهما لكن لا جدوى فقد كانت كل زيارة لوالدها تنتهي بشجار ..مرت الأيام وهي على تلك الحال حتى أصبح عمرها خمسة عشر سنة وجاء ذلك اليوم عندما ذهب والديها الى المحامي للطلاق بدونها ..انتهى كل شيء وعندما عادا ودعها والدها وكان يريد الجلةس معها لولا نظرات المحامي له وغادر ومنذ ذلك اليوم لم تره ..إنها تتذكر بكاء والدتها في غرفتها ,عندها أحست دانييل بالغضب فدخلت على والدتها قائلة :(اذا كنت ستحزنين هكذا فلم جعلته يرحل ؟إن هذا خطؤك )
(عزيزتي ,إنك لا تفهمين ..)لكن دانييل لم تسمع بل انطلقت خارجة من البيت ...عندما تذكرت دانييل كل هذا ,أدركت شيئا واحدا إنها ترفض رؤية والدها مع يقينها بأنها تريد رؤيته تماما مثل مافعلت والدتها ...وهي لا تريد أن تعيد التاريخ المرير نفسه ,كلا ..
سوف تذهب لوالدها وتطلب منه مسامحتها وتستمتع برفقته ,,إنه عائلتها الوحيدة ...
*********************************
أخذ رايان يدعك جبينه وعينيه من شدة التعب ,لقد كانت ليلة البارحة متعبة فقد أخذ يتفحص بعض الأعمال في الشركة وقد أنهكه هذا العمل لأنه لم ينم منذ ثلاثة أيام ...والآن هاهو في المستشفى الى جانب جوناثان منذ الصباح ...
قال للمرأة بجانبه :(ماذا قال الطبيب عندما أتى ؟)
تنهدت مورا باركر زوجة جوناثان ناظرة الى زوجها بعينين دامعتين :(قال بأنه قد يبقى في غيبوبة ليومين )ثم التفتت الى ابن أخيها قائلة بتضرع :(أريد فقط أن أسمع صوته )
جلسا بضع دقائق بدون أن يتكلما لا يقاطع صمتهما الا أصوات الآلات الموصلة بجوناثان حتى دخلت ممرضة فأفسح رايان وعمته المكان للممرضة لتقوم بعملها بكل احتراف ...وتساءل رايان ..كيف حصل هذا لجوناثان النشيط والقوي ...ما إن خرجت الممرضة حتى أحس رايان بحركة صادرة من جوناثان فنظر الى عمته التي شحب وجهها من الفرح ..ثم اقتربا من السرير فأمسكت مورا بيد زوجها وهمست بصوت ضعيف :(جون ,عزيزي..)وانحدرت دمعة على خدها
همس جوناثان بصوت لا يكاد يسمع :(دانييل ....) ولم يكمل كلامه اذ عاد يغط في نوم عميق ..
نظر رايان الى عمته التي قالت :(ماذا يعني هذا؟)
قال رايان بتمهل :(إن هذا يحصل عند المرضى فهذه ليست غيبوبة دائمة .لذلك من الطبيعي أن يستسقظ المريض من حين لآخر ثم يعود الى الغيبوبة ..لا تقلقي عمتي سيكون بخير ..)
أخذت مورا تبكي وهتفت :(لا أستطيع العيش بدونه .سأموت بعده)وبكت بصوت خافت ...قالت بعد حين :(هل ستأتي دانيييل ؟) كانت مورا تعرف بزواج جوناثان الأول وبأن له ابنة
أخذ رايان يفكر في تلك الابنة ومدى كرهه لها .إنه يشك بأن تكون ابنة جون ,لكن كل شيء فيها يذكره بجوناثان ,ذلك الوجه وذلك الأنف وطريقة كلامها وصوتها الشبيه بصوت والدها لكن بشكل أنثوي وأيضا تلك العينان الخضراوان اللتان تلمعان بشكل باهر مع كل انفعال ..الشيء الوحيد المختلف هو شعرها البني اللامع .
الذي لا يستطيع فهمه هو تصرفها إزاء مرض والدها ,لقد توقع أن تصرخ ,أن تبكي لكنها فقط شحبت كالأموات .....
انتشله صوت عمته من أفكاره عن دانييل وقد ارتاح لذلك فلسبب ما كانت تلك الفتاة لا تفارق أفكاره
قالت عمته :(رايان عزيزي ,ما بك ؟) قال
(لاشيء .) ثم تنهد.
(ألن تأتي دانييل ؟) .......ماذا يفترض به أن يقول ؟ أنها لن تأتي ويجرح شعورها وشعور جون ...ولكن ماذا بوسعه أن يفعل .رباه ما هذه الورطة !
وجد نفسه يقول :(إنها مسافرة .!)
(مسافرة ؟؟؟) تعجبت مورا وقالت :(الى أين ؟)
تمنى رايان لو يختفي .مالذي جعله يكذب بهذا الشأن ؟ ولم يعرف كيف تابع كذبته :(لقد سافرت الى بوسطن وسترجع قريبا ,لا تقلقي سأخبرها حالما تأتي )
ترددت مورا :(لكن ألا تستطيع أن تتصل بها وتطلب منها المجيء ؟)
(لا أظن أن هذه موضوع يناقش عل الهاتف ,لا تقلقي سأحرص على أن تعلم حال عودتها )
*ياإلهي !!* صرخ رايان عندما أصبح لوحده ,ماذي فعلته؟ لماذا كذبت ؟لماذا غطيت عليها ؟إنه يكره تلك الفتاة ويتمنى لو يقتلها بيديه ..............أنا أكرهها ..............
*****************************************

dew 07-11-08 11:03 PM

لم تذق دانييل طعم النوم ,بعد أن تذكرت كل شيء عن طفولتها وعن حياتها ....معرفتها بأن والدها مريض جعل حياتها جحيما لا يطاق ...جاء يوم الاثنين ، نظرت من النافذة كل شيء كما هو في الخارج
الطيور ترفرف بجناحاتها على الأشجار والسماء صافية والنسيم يهب والأطفال يتوجهون الى المدرسة وكأن الحياة لا تزال مستمرة في الخارج بينما داخل منزلها لا تزال الحياة متوقفة عند معرفتها بمرض والدها ...لقد قررت الذهاب لكنها لم تجد الجرأة ...
ارتدت دانييل ملابسها لتذهب الى المدرسة لتقدم إجازة لمدة شهرين فهي لم تذهب في إجازة منذ توظيفها ..,وبالفعل طلبت الإجازة وهي هناك أحست بالنظرات تلاحقها لمنظر وجهها المنتفخ لكنها لم تعرهم الاهتمام
عندما خرجت الى ملعب المدرسة وجدته فارغا ,توجهت الى مكان للعب كرة السلة المفضلة لديها
لقد كانت تلعبها مع والدها ...إنه أبي الحبيب ....
(دانييل !) التفتت بسرعة لترى القادم , لقد كان ترافيس ابن تشارلي ...تقدم اليها وقال :(دانييل ,أين كنت ؟لقد بحثت عنك كثيرا )ثم توقف فجأة لينظر اليها :(مالذي حصل لك؟إنك شاحبة ,لم تأت الى المقهى البارحة فقلقنا عليك )
ضحكت بتعب وقالت :(إنني آسفة ولكن كنت أعاني صداعا مؤلما البارحة )صمتت ثم تصنعت المرح قائلة :(ماذا تفعل هنا ؟أليس من المفترض أن تكون مع جيسيكا ؟)
(بلى ,لكن أتيت أتأكد من إجازتي )كان ترافيس معلما للرياضيات وصديق عزيز لدانييل
تابع :(بما أنني وجدتك فلنذهب الى المقهى فوالدي قلق عليك وكذلك أمي )
ما إن وصلت دانييل مع ترافيس حتى عنفتها ستيلا زوجة تشارلي لشحوبها وقدمت لها الطعام المكون من حساء الدجاج مع كأس من العصير .وجدت هناك جيسيكا وهي صديقة مقربة لدانييل وابنهما جوزيف ...لم تستطع دانييل أن تتحمل مظاهر السعادة ..لماذا لا يكون لها عائلة كهذه ..وتذكرت والدها ..إنه يدين لها بتفسير لتركه لها بهذا الشكل بدون أن يتكبد عناء السؤال عنها تأجج غضبها لدرجة أن دمعة تدحرجت على خدها فمسحتها بسرعة بدون أن ينتبه اليها أحد ..أخذت تقلب الحساء السخن في صحنها بدون شهية مع أنه لذيذ إلا أنها تفقد شهيتها عنما تتوتر أو يكون هناك شيء يشغل تفكيرها .نظرت الى خارج المطعم من النافذة التي تطل على المنتزه القريب .زلترى الأشجار التي تهزها رياح نهاية الشتاء ورأت الناس من كافة الأعمار ...أناس ذاهبين الى أعمالهم ..أطفال يلعبون ,كان يوما جميلا دافئ والشمس تمد أشعتها على العشب الأخضر في المنتزه ونسمات باردة تحرك الأشجار بخفة .....
(أين وصلت ؟)قال تشارلي بخفة فاتفتت وهي ترسم ابتسامة على فمها الجميل ثم تنهدت :(ليس الى مكان معين )
(مالأمر ؟) قال بجدية وتابع :(لإنك لست على مايرام)
قالت بدون مقدمات :(سأذهب الى لونغ ايلند لأزور والدي )
صمت ثم قال :( لماذا ؟) ضحكت متعبة وقالت :(ألا تظن أنه حان الوقت لتقديم تفسيرات ؟)صمتت ثم تابعت :(بالإضافة الى ذلك فهو مريض وقد أرسل في طلبي ...)
(وهل تذكر الآن أن لديه ابنة ؟بعد أكثر من عشر سنوات لم يسأل خلالها عنك ..)كان هذا ترافيس الذي كان يستمع الى كلامها
(ترافيس !) نبهه والده لكنه لم يصمت :(لقد تأخر كثيرا في طلبك ..أنظر اليها كيف تبدو ...لابد أنه طلبها ليطلب منها الغفران ..ز)
قالت بحدة :(قد يكون كذلك ولكن هذا لا يمنعني من أن أذهب الى والدي الذي يحتضر أريد أن ان كان يحبني أملا !أريد أن أعرف ما اذا كنت ولدت بغير ارادته !انه يدين لي بتفسيرات لا تحصى ..وفوق هذا كله مرضه قد يكون الآن ميت وأنا لم أره ولم أسمع صوته ...)صمتت وهي تتنفس بسرعة ناظرة الى ترافيس الذي تفاجأ من ردة فعلها ...
تابعت بعد فترة قصيرة بصوت مخنوق :(إنك لاتفهم ولن تفهم )
حدج تشارلي ابنه بنظرة مؤنبة لإيلامها هكذا ...قال بعد لحظات :(أن آسف ,لم أكن أقصد)
قاطعته قائلة :(لابأس ترافيس ,كلامك قد يكون صحيحا ) ثم هزت كتفيها ورفعت نظرها الى تشارلي قائلة :(ولكن هذا شيء واجب علي فعله )ثم أحست بغصة في حلقها تضغط عليها فأخذت نفسا عميقا لتهدأ نفسها ولكن دمعتين خانتاها فمسحتهما بغضب وقالت بغصة :(لقد وعدت نفسي ألا أبكي )مد تشارلي يده وربت على يدها الباردة قائلا :(عزيزتي ,إنك محقة في قرارك ونحن ندعمك ..)ثم نظر الى ترافيس وتابع يمزح ليبدد الغيوم التي هاجمت حياة دانييل من دون سابق انذار :(ولاتبدي اهتماما لما يقوله ترافيس .فهو كما عهدته أثناء دراستكما معا مغفل دائما )ثم ضحكت من قلبها بسبب النظرة المعارضة من ترافيس ,بعدها قال تشارلي :(هكذا أريدك دائما ..سعيدة..)
أخذت تتأمل العلاقة التي تربط تشارلي وترافيس ,إنها علاقة أب بابنه ...قريبا ستلتقي بوالدها وستفهم كل شيء ...
***********************************

أتمنى يعجبكم وألقى ردود من الأعضاء الباقين ,,,

RoseDew2011 07-11-08 11:17 PM

وااااااااااااااااااو باين انو القصه كتير مشوووقه ,, يعطيك الف عافيه ومنتظرين شو راح تعمل دانييل لما تشوف والدها واعجبني كتير وصفك لشخصيات ابطالك ,, تسلم دياتك .
https://www.rewity.com/q/4.gif

dew 07-11-08 11:49 PM

مشكورة يا سندس وسعيدة جدا بردك الجميل مثلك ,,وتابعيني علشان تشوفي ايش راح يصير

الاميرة الصغيرة 09-11-08 05:21 PM

https://www.rewity.com/q/4.gif


الساعة الآن 04:53 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.