آخر 10 مشاركات
ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وداعاًللماضى(99)لـ:مايا بانكس(الجزء الرابع من سلسة الحمل والشغف)كاملة*تم إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] الثلاثيني الملتحي / للكاتبة عذاري آل شمر ، عراقية ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          كرزة هليل - قلوب أحلام قصيرة [حصرياً] - للكاتبة:: رانو قنديل*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          1114-قناع من الخداع -سارا وود-دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: كيف وجدت مستوى الرواية من حيث الأسلوب و الحبكة و سير الأحداث
ممتاز 625 77.45%
جيد 163 20.20%
ضعيف 19 2.35%
المصوتون: 807. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-05-14, 10:36 PM   #5451

ROSES LEAVES

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 253759
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 4,359
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond repute
?? ??? ~
Giden dönmez
افتراضي



الفصل التاسع و العشرون .. ما قبل الأخير


أسرع لمجد الواقف بباب غرفة دلال يتكيء على الحائط البارد بإرهاق واضح و قد سبقه قلبه مرتعباً... راجياً الله .... بعد أن صافحه سريعاً قال له زياد بقلق :

_ أعد ما قاله الطبيب ثانية ....لم اتمكن من إلتقاط كل كلماتك على الهاتف

أجابه مجد باقتضاب و هو يدلك جبينه :

_ قال أن دلال كانت قوية و شجاعة .. استطاعت و الحمد لله أن تنجو بحياتها دون أن تتعرض قدراتها الأخرى للضرر

قال زياد و هو يضع يده على كتف مجد :

_ الحمد لله .. الحمد لله

_ قام الطبيب بتغطية عينيها بعد الإنتهاء من إجراء العملية بواسطة الضمادات حتى لا تصاب بالإحباط بعد استيقاظها.... حيث أن النتيجة لن تظهر على الفور بسبب الضغط الذي سينتج بسبب العملية على الدماغ و مركز الإبصار

قال زياد بإرتياح و هو بمرر أصابعه بشعره :

_ كل هذا حسن ما المشكلة ؟؟

_ فعلاً ... و لكن اليوم و بعد أربع أيام من إجراء العملية .... جاء الطبيب ليزيل الضمادات عن عينيها حتى نتحقق من النتيجة .... رفضت و ثارت .... تريد الإبقاء على الضمادات ....

_ لماذا ؟؟

قال مجد بعصبية و هو يشير لغرفة دلال :

_ لا أعلم ما الذي أصابها ... أصبحت تصرخ بهستريا تطرد كل من يحاول الإقتراب منها ... و منذ ساعة تقريباً و هي تجلس مع الطبيب النفسي الذي أوصى به طبيبها المعالج

ألتزم زياد الصمت و هو يحاول تمالك نفسه و مشاعر صاخبة تعصف بصدره هادره و مجد يكمل بعصبية :

_ لا أعلم ما الذي أصابها كانت معنوياتها قبل و بعد العملية مرتفعة و لكنها جنت فجأة دون سبب أو مقدمات

لف الصمت ردهة المشفى لا يقطعه سوا مرور الممرضات و الاطباء و الزوار الهادئين ...

كان زياد يحدق بباب غرفة دلال ينتظر خروج الطبيب النفسي يتمنى اقتحامه ليقوم بأخدها لصدره ليطمئنها بأن كل شئ سيكون على ما يرام ... أخذ يتلمس الخاتم في يده اليسرى و قد تنبه الآن فقط ..أنه يلبس خاتم زواجه من دلال ..... الخاتم الذي يحمل اسمها و تاريخ زواجه منها ... لم يخطر في بالهِ أن ينزعه و لم يرتدي غيره حتى بعد زواجه من ياسمين .. نظر للخاتم طويلاً و هو يحاول فك طلاسم قلبه الذي تعقد أمره

خرج الطبيب متجهماً و هو يتوجه بالحديث لمجد :

_ أختك من أكثر الناس عناداً .... سأعود في وقت لاحق بعد أن يخف صداع رأسي

همس مجد ساخراً :

_ أخبرني بشيء جديد ... كأنني لا أعلم

نظر مجد لزياد و هو يقول متردداً :

_ لما لا تدخل إليها ...

هم زياد بالإعتراض على الأمر و لكن مجد قاطعه و هو يقول :

_ دلال تحبك زياد .... أرجوك ... يحق لك أن تغضب منها و أن تتألم ... و لكن بمنطقها الغريب هي تحقق سعادتك بإبعادك عنها و تركك تعيش حياتك مع اخرى .... لكن صدقني الشوق يتآكلها كل يوم ... كل ليلة أسمع صوت بكائها و هي تهمس باسمك بتوق يقطع قلبي

إبتلع زياد إنفعالاته و هو يقول بثبات :

_ مجد اذهب وارتاح تبدو مرهقاً للغاية .... سأبقى معها حتى عودتك

قال مجد وهو يتنهد متعباً ....

_ سأفعل ..لكن يجب أن أذهب لإتمام بعض الإجراءات و و بعدها سأرحل ... أهتم بها جيداً

دخل إلى غرفتها .... خطوة واحدة فقط تجرأ عليها ... بقي صامتاً .... لتسحره هالتها و سحرها الخاص من النظرة الأولى كما لو كانت هذهِ المرة الأولى قبل سنوات .... كيف لمشاعر طمرها عميقاً في قلبهِ .. أخرسها ... لجمها ... أن تعود لتعصف بصدره صاخبة لتدك حصونه الهشة ...

تألم على حالها و قد نحل جسدها بشدة ..... تضم وسادتها لصدرها بضعف ... وقد غطت الضمادات عينيها و جزءاً يسيراً من رأسها .... هذه اللحظة الأولى كانت كفيلة ليعلم بأن حبها حقيقة ثابتة لا يمكن أن تمحيها الأيام مهما طالت ... أراد الإقتراب منها ...التكلم معها .... لكنه وجد أن كل الكلمات تبدو تافهة بعد كل هذا الفراق و العذاب ...

_ ستبقى واقفاً دون أن تتكلم زياد .... أرجوك اقترب مني

ابتسم زياد بألم ... هي مازالت كما كانت... اقترب منها و هو يقول بصوتٍ أجش :

_ حمقاء ... غبية .. متهورة

ضحكت و هي تغطي فمها ... تضع يدها الثانية على صدرها تحث قلبها على الهدوء .... سحب زياد الكرسي ليجلس بقرب سريرها... لكن دلال أمسكت ذراعه على غفلة منه و هي تقول :

_ أرجوك اجلس بالقرب مني

استجاب لها و جلس إلى جانبها على السرير و هو يقول :

_ لما تعاندين الاطباء بهذه الطريقة ؟؟

عادت لتضم وسادتها بقوة و هي تقول مرتجفة :

_ أنا خائفة... أكاد أموت رعباً

_ لقد انتهيتِ من الأصعب ... مهما كانت النتيجة..

قاطعته و هي تقول باكية :

_ لست خائفة من النتيجة زياد ... لقد قبلت بالموت في سبيل هذا الأمل

_ إذاً ما الذي يحدث معكِ ؟؟

ارتفعت حدة بكائها ليرتجف جسده كله بضعف :

_ أنت زياد... أخشى أن لا تكون في حياتي ... كانت االشهور الماضية مظلمة و موحشة من دونك ... جزء مني أراد الموت خلال العملية لأرتاح من هذا الألم و لكن و بعد اسيقاظي و أنت لم تكن بجانبي ....لم يعد للأمر أي قيمة

أمسك بكفها ليضمها بحنان و عطف :

_ توقفي دلال .... أتوسل إليكِ أن تتوقفي عن تعذيب نفسك بهذهِ الطريقة القاسية ... متى ستعودين لقوتك و عزيمتك التي عهدتها فيكِ ؟

تمسكت بكفه و هي تقول بصوت خافت :

_ تلك امرأة أخرى ماتت في ذلك اليوم وخلفت ورائها روحاً محطمة تبحث عن ملجأ لتستكين فيه

شدّ زياد على كفها بقوة ألمتها و هو يقول بحزم :

_ توقفي عن إعادة هذا الكلام ... لقد علقتِ بهذهِ الدائرة السوداء و قد حان الوقت لتكسريها ... لتعود تلك الفراشة التي عرفتها و أحببتها ... هي موجودة في الداخل حبيسة تنتظر إشارة واحدة منك لتنطلق أتوسل إليكِ هذا يكفي .... بالحياة ما يستحق العيش و أنتِ قوية ... أعلم بأنك قوية

ألقت بنفسها على صدره تتمسك به و هي ترتجف أكثر و أكثر :

_ أنت فقط من أريده زياد .. أشتاق إليك بجنون ... لمساتك .. صوتك .... هدوءك .. غضبك .. أعيش على ذكرى الليالي التي قضيناها بأحضان بعضنا نتكلم بكل شيء حتى نغفو ... تلك الاوقات التي أريد أن أعود بالزمن إليها ما قبل و ما بعد ذلك لا يهمني

لم يتمكن زياد من تطويقها بيده و هو يقاوم نار الشوق التي تعصف بصدره ... قال و هو يدفعها برفق بعيداً عنه قائلاً :

_ دلال .. سنتحدث عن كل ما تريدين في وقت لاحق ... الآن علينا أن نطمئن عليكِ ...دعيني أفك الضمادات عن عينيك

دفعت يده بعيداً و هي تقول :

_ هل أنت على ما يرام يبدو صوتك متعباً ؟؟

لم يعترف زياد بتعبه و ألمه و هو يقول :

_ انا بخير.. دعيني أفك الضمادات

أراد الإقتراب منها حتى يفك الضمادات و لكنها فاجئته بقبلة ملتهبة جعلت كل حواسه و وعيه يتوقف للحظة واحدة .. ليرتد كالمصعوق واقفاً يمرر اصابعه بشعره ثائراً على نفسه و عليها

قالت دلال و قد شعرت بأمواج غضبه عليها :

_ آسفة زياد ..أعلم بأن ما قمت به ..

صمتت و هي تضم نفسها متوترة ...ليقول زياد بحنق لم يحاول إخفائه :

_ ماذا يا دلال ؟؟ ماذا ؟؟ أنتِ لست على ذمتي لتقتربي مني هكذا ... ماذا إن لم أتمكن من لجم عواطفي و أكملت ما بدأتِ أنتِ به

_ زياد أرجوك أنا لم أقصد فقط أردت أن ..

قاطعها زياد بغضب :

_ ماذا يا دلال ... ليس كل رغباتك قابل للتنفيذ .... و لكن لا .... الأميرة المدللة تحصل على كل ما تريده .. تتحكم بمصائر كل من حولها حتى لو كان يعني هذا جلدهم بسياط العذاب و الألم بكل لحظة

قالت متلعثمة و قد صدمها ردّ فعله :

_ أنا آسفة .. أرجوك أن تهدأ .... أردت فقط أن أتأكد من حقيقة مشاعرك تجاهي

قال و قد فقد آخر ذرات صبره معها واضعاً يده على خاصرته و قد أشتدّ الألم :

_ مشاعري ؟؟ حقاً يا دلال ... متى فكرتِ بمشاعري و بما أريده أنا ... لقد سيرتِ حياتنا كما أردتِ ..في يوم تردين البقاء معي و في يوم آخر أراك تبعدينني عنك و انت تعلنين كرهك لي

بخفوت قالت متألمة :

_ أنا أحبك زياد .. أحبك

قال و هو يطبق على كتفها بقسوة :

_ و أنا أحبكِ دلال ... أعشقك بكل جوارحي ... و لكن لا أثق بحبك أنتِ ... أصبحت أخشاكِ لم أعد بقادر على توقع أفعالك و أفكارك

قالت و هي تبكي و قد أغرقت الضمادات بالدموع :

_ أعلم بأنني أخطأت و كان علي أن أتصرف بشكل مختلف و لكن أنا أتألم كل يوم من أجلك و من أجلي

_ فكري بنفسك يا دلال و بما تريدنه فقط ... أخبريني بكل وضوح .. مالذي تريده دلال

استكانت للحظة و هي تسند رأسها على ظهر السرير لتقول مرتعشة :

_ أريد أن تكون لي وحدي

_ هذا مستحيل ليس الآن ...

قالت بلوعة و هي تغرز اصابعها في الفراش تتمسك بخيط أملٍ هش :

_ لماذا ؟ لطالما قلت بأنني الوحيدة التي أحببتها من بين النساء

اقترب منها وهو يقول بحنان :

_ دلال .. ما الذي تتوقعينه .. أن أترك ياسمين الآن ؟

قالت و هي تضغط على اسنانها مرتجفة :

_ أتركها ... طلقها .... أبعدها عن حياتنا

قال بحزم جعل كل خلاية جسدها ترتجف :

_ لا ... لن أفعل ...لن أعبث بحياتها من أجل مزاجك الطفولي

_ لماذا؟؟ ما الذي تريده من امرأة لا تحبها

جلس زياد بجانبها يزح خصل شعرها القصير المتمرد على وجهها :

_ أنا أحب ياسمين ... لقد وقعت بحبها و لا أستطيع تركها هي عائلتي الآن

وضعت يدها على كفه تبعدها عن وجهها و هي تهمس بذهول ...

_ حب ؟!

_ لن أكذب عليكِ دلال ... لا أستطيع

_ و أنا ... أنا هل ....هل توقفت عن حبي ؟؟ هل انتهى أمرنا ؟

ابتسم بألم و هو يعود لاحتضان كفها :

_ لا يا دلال ... أنا لم أتوقف عن حبك للحظة و لا أظن بأني قادر على إخراجك من قلبي و قد توحدت مع روحي

وضعت يدها على صدره .. تبحث عن مكانها في قلبه و هي تترك دموعها لتجري تحت الضمادة :

_ كيف لك أن تحب امرأتين زياد ... ؟؟ لا أصدقك .... إما أنا أو هي ... لا مكان لإثنتين معاً في قلب واحد

_ لا أستطيع أن أقدم لك تفسيراً منطقياً لطبيعة المشاعر التي سكنت قلبي في الفترة الأخيرة ... حتى أنا لا أفهمها .. قد تكون أنانية مني أن أرغب بوجودكما معاً في حياتي و لكن ..هذا ما حدث

انكمشت دلال على نفسها و هي تبتعد عن زياد و هي تقول بلوعة :

_ هل كنت ستتزوج من ياسمين حتى و إن لم أطلب منك ذلك ؟؟ و حتى لو لم أفقد قدرتي على الإنجاب !!!!

قال بهدوء وهو يطوق كتفيها بحنان يحاول بث الهدوء بنفسها و قد شحب وجهها :

_ لا .... ما كنت فعلت ذلك لو أنكِ تمسكتِ بي للحظة واحدة .... لأنك كنتِ أكثر من كافية لتملئي قلبي بمشاعر لم أكن أعلم بوجودها .... أنتِ من جعلتِ قلبي ينبض هادراً باسمك ... لكنك أنتِ التي دفعتني لأنظر لامرأة اخرى.... إختياري لياسمين في البداية كان يسبب حاجتها للحماية و السند القوي و لأتخلص من مشكلة بعدك و عنادك لقد جعلت زواجي من أخرى الحل لكل مشكلاتنا ... ظننت أنك ستهدأين و تبدأي رحلة شفاءك المؤجلة ..... أنا لم أقربها للحظة بعد زواجي بها ... ظلمتها و كسرتها بسبب شعوري بطعم الخيانة المر في فمي ... و حتى بعد طلاقك لم أقترب منها و أنا أصارع مشاعري و ألمي ... لا أستطيع تحديد اللحظة التي تمكنت فيها ياسمين من التسلل إلى قلبي و لكنها وقفت لجانبي بظروف صعبة ..ظروف كسرتني و عذبتني ... دلال لقد فُتح علي باب من الألم و القهر و لم أجدك إلى جانبي .... لو تعلمين كم تمنيت وجودك معي لأريح رأسي في حجرك تاركاً العالم خلفي .. لكن هي كانت بقربي تقدم و تعطي دون أن تنتظر مني مقابل ... سأكون بليداً إن لم أقع بحبها

كانت دلال مسترخية على صدره و هي تستمع لكلامه كاتمة في قلبها قهراً و ألماً ... لقد خسرت زياد للأبد ... لم تتصور أن يقع بحب زوجته .. اعتقدت بأنها قادرة على حبس قلبه بين ضلوعها للأبد .... لكن كم كانت مخطئة

سحبت نفسها من بين يديه و هي تنام على السرير قائلة :

_ أريد أن أنام ....أنا متعبة

ابتسم و هو ينهض من جانبها يشد الغطاء عليها قائلاً بحنان :

_ ارتاحي حبيبتي ..ارتاحي ما كان يجب أن أتعبك بهذا الحديث ..لقد كان هذا غباءً مني .. أعتذر منكِ

لم ترد عليه و كلمة حبيبتي تجرحها و تزيد من انسكاب دموعها الحارة ..... قال زياد و هو يزفر :

_ سأكون في الخارج إن احتجتي لي

قبل أن يغادر تمسكت بيده و هي تقول متوسلة :

_ لا ترحل ....أرجوك

جلس صامتاً بجانبها و هي تتمسك بكفه بقوة تنام هاربة من واقع جديد يجبرها على اتخاذ قرار

مضت ساعتين و هي متمسكة به و هو على وضعه يخشى أن يتحرك حتى لا يزعجها بعد أن استقر نومها دون همهمات موجعة لقلبه تنادي اسمه و ترجوه البقاء ... لكن ألم خاصرته وصل لحد لا يطاق و كتفه الأيمن يشارك خاصرته بالوجع... شعر بأنفاسه تتسارع لحدّ مخيف .حتى كاد يختنق .... وقلبه يهدر بعنف مؤلماً صدره ... العرق البارد أغرق جسده و دون أن يشعر فقد الوعي بجانب دلال

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

نظرت إليه من شرفة القصر و هو يتنقل بين رجال الأمن الذين تضاعف عددهم بعد الإقتحام الأخير .. بالإضافة إلى الأسلحة التي تنتشر في كل مكان حتى تحول القصر إلى ثكنة عسكرية جعلتها تشعر بالوحشة داخل مسكنها

عادت إلى غرفتها تحدق بحقيبة سفره البغيضة ... تتمنى حرقها و تمزيقها و منعه من السفر ....أما هو فكان يحترق من فكرة تركها وحيدة خلفه ليلتحق بمؤتمر و ينفذ مهمة أجبر عليها لأول مرة بتاريخه مع المنظمة أكس .... أمسك ذراع أحد رجال الأمن ..كان ضخم الجثة لحدّ مخيف.... إنزوى قصي به يحدثه بصوتٍ مرعبٍ خفيض :

_ اسمعني جيداً بمجرد وصول رسالتي إليك في أي لحظة تنفذ ما اتفقنا عليه دون تردد .. الخطأ ممنوع هل تفهم ؟؟ و في حال فشلك أو حدوث مكروه لسلام فدماء عائلتك بأكملها لن تكفيني لإطفاء نار غضبي ... هل هذا واضح يا خضر؟

اجابه الضخم متلعثماً و هو يعلم أن رقاب أسرته ترنح تحت رحمته :

_ لا تقلق سيد قصي لن أخفق أبداً حتى لو دفعت حياتي ثمناً لحماية السيدة

تركه قصي دون أن يضيف كلمة و هو يتجه لسلام و قد اقترب موعد سفره ... فتح باب غرفته و هو ينادي سلام لكنه بتر اسمها و هو يراها مرتدية ملابس الصلاة تجلس على السجاة الصغيرة ... ترفع يديها الى السماء تلهج بالدعاء ... دموعها تغطي وجهها و تتساقط في حجرها بسخاء

ليست المرة الأولى التي يراها تصلي ... فهي تحافظ على الفروض ... حاولت إقناعه بالصلاة و لكنه كان يتهرب منها و هو يعلم بأن الصلاة من شخص مثله لن تكون ذات قيمة ...جلس أرضاً خلفها و هو يستمع لابتهلاتها و دعائها

تجمدت الدماء بعروقه و هو يسمعها تدعو له هو!!! تطلب من الله رعايته و حمايته... و إبعاد الشرور عنه ... أراد الصراخ بأنه لا يستحق ... لا يستحق دعائها لله فهو الشر بذاته ... لا يجب ذكر اسمه بمناجاة على هذا القدر من الروحانية فهو أقل شأناً من هذا ... اسمه يجب أن يذكر بمجالس الشيطان فقط

لم يعي لتلك الدمعة التي جرحت خده الخشن إلا عندما قامت سلام بمسحها بكفها الدافيء و هي تبتسم له بنعومة ذوبت قلبه .... اشار لها بالاقتراب ليقوم بضمها لصدره بقوة يريد أن يدخلها لضلوعه حتى يحميها حتى من نفسه

قالت سلام بحزن و هي تمرر أصابعها على صدره :

_ لما ترفض اصطحابي معك ؟ هذه المرة الأولى التى سنفترق بها ... أشعر بالألم لذلك ... أرجوك خذني معك

أغمض عينيه بقوة و هو يكتم آهات الحسرة و الندم

_ حبيبتي أنا ذاهب في عمل رسمي ... لن أجد الوقت لكِ

رفعت نفسها عن صدره و هي تنظر إليه برجاء :

_ سأبقى بغرفتي لن أخرج أعدك ... لكنك ستعود في النهاية لتنام إلى جانبي هذا يكفيني

ابتسم بحنان و هو يطوق وجهها قائلاً :

_ حبيبتي غرفتي سوف تتحول لقاعة اجتماعات لا تهدأ ... لن تجدي فيها موطأ لقدمك الصغيرة

بدأت دموعها بالسيلان على خديها و على كف قصي الذي التقط شفتيها يرتوي منها و يبث قلقاً يكاد يتآكله ليذوب معها في معزوفة عشق خاص خارج حدود الواقع

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

استيقظت مع خيوط الفجر الأولى و هي تتأكد من أن يد زياد لا تزال بين كفيها ... ابتسمت لمجرد وجوده إلى جانبها ..... نادته بصوت خفيض لكنه لم يستجب علمت بأنه نائم.. تنبهت لأصوات تنفسه المضطربة .. تلاشت ابتسامتها ليتملكها القلق.... مدت يدها إلى وجهه .... لتصدم بحرارة جسده المرتفعة و العرق أغرق جسده .... هزته تناديه بلوعة :

_ زياد .. زياااااااااد .... استيقظ ما الذي حدث لك ؟؟....زياد بالله عليك أجب

شعرت بثقل الضمادات على وجهها و هي تكاد تموت خوفاً عليه انتزعتها لتشعر بألم مضاعف في مقلتيها و هي تحاول إيقاظ زياد فاقد الوعي ... في النهاية طلبت الممرضات و هي تصرخ خوفاً و قلقاً

أسرعت إحداهن بإحضار محلول ما و ضعته تحت أنفه ليستيقظ متألماً غير واعي و هو يسأل عما يحدث و عن مكانه و لكنه استعاد تركيزه سريعاً و هو يحدق بدلال:

_ هل أنتِ بخير ؟؟

أجابت و هي تضمه بقوة و هي تقول :

_ ما الذي حدث لك ؟؟ لما فقدت وعيك ... حرارتك مرتفعة للغاية .. وجهك شاحب للغاية كما لو أن الدماء سحبت منه

لم يستطع زياد أن يقدم لها جواباً و لكنه يعلم بأن هناك أمراً خطيراً قد حدث وقت اصطدامه بالحائط لحظة الإنفجار .... تجمدت حواسه و هو يبعد دلال يسألها

_ ما بال وجهي مالذي قلته دلال ؟؟

نظرت إليه و هي تبكي حاله الذي لم تعهده قبلاً ... قالت وهي تتلمس وجهه مرتجفة :

_ أنت شاحب للغاية ..تبدو متعباً و متألماً حبيبي.. يجب ان يراك الطبيب حالاً

ابتسم زياد و قد خانته دمعتان و هو يمسح وجه دلال :

_ أنتِ ترين وجهي دلال ؟؟هل تستطيعين رؤيتي ؟؟

تجمدت حواسها للحظة و قد أدركت أنها تراه حقاً ... هي تبصر ..لقد عاد النور لعينيها ...تسارعت أنفاسها و هي تلمس عينيها لتقول بصوت مبحوح ..ذاهل :

_ لقد استعدت بصري زياد ... أنا أراك ... يا الله كم أشتاق لوجهك حبيبي ...

أنا ... أنا ... أنا أرى

انهارت بالبكاء على صدر زياد الذي رفع رأسه إلى السماء يشكر الله على نعمته ... بقيا على هذه الحال لدقائق طويلة لترفع دلال نفسها عن صدره و هي تقول له :

_ عليك أن تراجع الطبيب حالاً

ابتسم بخفوت و هو يقول لها :

_ لا تقلقي سأكون بخير

هزت رأسها رافضة و هي تلمس جبينه و وجهه :

_ لقد فقدت وعيك و حرارتك مرتفعة للغاية ... لا تتهاون بالأمر

أمسك كفها التي أستقرت على وجهه و هو يقول :

_ دلال يجب أن أغادر بعد قليل هناك عمل يجب أن أنجزه

_ عمل ؟!! هل عدت ...

بترت جملتها و قد أدركت أن هناك مهمة تنتظره ...

_ لكن أنت مريض ... متعب للغاية ..لا يجب أن ترهق نفسك

ابتسم لها و هو ينهض من مكانه متسلحاً بالقوة حتى لا يظهر عليه الإعياء :

_ أنا بخير ... لا تقلقي عزيزتي ...لن أتأخر عليكِ

قالت و هي تقف على قدميها :

_ إنتظر أرجوك

_ ما الأمر دلال ؟

فركت كفيها بتوتر و هي تقول بخجل :

_ إتصل بمجد واطلب منه أن يحضر الشيخ ليعقد قراننا

قال زياد ذاهلاً و هو يقترب منها :

_ هل أنتِ متأكدة دلال ؟؟

ابتسمت له برقة و هي تتأمل ملامح وجهه :

_ أكثر من أي شيء في حياتي ... أرجوك لا ترحل قبل أن أعود لعصمتك ... أرجوك

قال و هو يحدق بعينيها الزرقاء اللتان تشعان بالحياة :

_دلال !! هل تفهمين ما أنتِ مقدمة عليه ... سوف ..

قاطعته و هي تتأمل كل تفصيل في وجهه المنهك :

_ لا أستطيع العيش بدونك .. الأمر بهذه البساطة ... كل ما يهمني أن أكون معك أنت فقط ... أنت الحياة التي أريدها

قال زياد بهدوء و ثبات :

_ و لن تبتعدي و تطلبي الطلاق ثانية ؟

_ لا ...لا .. و إن فعلت احبسني في المنزل و قيدني بأصفادك

قال مهدداً و هو يعني كل كلمة :

_ سأفعل .. كوني على ثقة صغيرتي

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

بشعرٍ أشقر طويل لامع و عيون زرقاء و بشرة سمراء .. بدت كفتاة أمريكية تقليدية اكتسيت سمرة البحر.... حملت حقيبتها و هي تقفز على الدرجات الضيقة في مبنى قديم في أحياء نيويورك الفقيرة حيث الحدّ الفاصل بين الحضارة و الفخامة التي يتغنى بها أصحابها ..مخفين الحقيقة البشعة للفقر المدقع الذي يعيشه الكثيرون .... وصلت للشقة المطلوبة لتستعمل مفتاحاً كانت تحمله بعد طرقات رتيبة ضربتها على الباب ...

وقف أمجد يريد سؤالها عن سب تأخرها كل تلك الساعات و لكنه تجمد أمام مظهرها لتقول و هي تضحك على فمه المفتوح :

_ كل هذا مزيف لا تحدق طويلاً

أغلق فمه بقوة و هو ينفض صورة تلك الشقراء التي تركها خلفه دون وداع ... و هو يقول بتلعثم خفيف :

_ لقد تأخرتِ كثيراً ...كاد زياد يفقد صوابه

رمت الحقيبة من يدها و هي تسرع بإخراج حاسبها المحمول تضعه على الطاولة أمامها :

_ و ما أدراني أن عاصفة ستهب في روما لتوقف الطيران لـ 48 ساعة ... كدت أموت ذعراً خشيت أن يكتشف أحدهم أمري

بدأت بتشغل حاسبها و هي تسأل أمجد كاتمة لهفتها و شوقها :

_ أين زياد ؟؟

قال و هو يجلس أمامها :

_ في مبني الأمم المتحدة و حازم أيضاً ... اليوم موعد الجلسة التي كنا ننتظرها

_ أعلم ذلك ... أخبرني بالتفاصيل

_ مهاب وصل المبنى و هو الآن من ضمن الوفد الرسمي لبلادنا و زياد انتحل شخصية عامل البستنة حتى يتمكن من التواجد في ساحات و حدائق المبنى .. و حازم دخل ببطاقة مزيفة كصحفي حتى يتواجد بالأروقة

سألت ياسمين و هي ترتب هذه المعلومات في رأسها :

_ و البستاني الحقيقي ..أين هو ؟؟

_ لقد أرسله زياد برحلة إلى كوبا على نفقته ليبعده عن الطريق ..... لن يحتاج لأي إجراءات كونه يحمل الجنسية الأمريكية ... كان بعض المال كفيلاً بإسكاته عن طلب إجازة رسمية دون تقديم أي تفاصيل له

عقدت ياسمين حاجبيها و هي تقول بقلق :

_ و لكن عند عودة البستاني ألن يحدث سوء فهم له مع زملائه و ...

قاطها أمجد و هو يطمئنها قائلاً :

_ البستاني سكير من الطراز الأول و لايخالط غيره بسبب طباعه الحادة للغاية لا تقلقي زياد لم يختاره عبثاً

عادت لعملها على الشاشة وهي متصلة مع حمزة في محاولة للدخول إلى نظام كاميرات المبنى و لكن الأمر كان شديد الصعوبة و التعقيد

صوت هاتف أمجد المحمول جعلها تتوقف عن العمل وقلبها يحدثها بهوية المتصل .. ناولها الهاتف و هو يقول :

_ دقيقة واحدة ستكون محمية و بعدها سينقطع الإتصال تلقائياً

خطفت الهاتف من يده تسابق الزمن و هي تبتعد تهمس باسمه بشوق يكاد يفتت الصخر ....سألها بقلق :

_ هل أنتِ بخير ؟؟

_ بخير لا تقلق و أنت ؟؟

_ بخير ياسمنتي لا تقلقي

قالت و هي تبتلع ريقها بصعوبة :

_ و دلال ؟؟

_ بخير لقد أجرت العملية و قد استعادت بصرها

ابتسمت ياسمين بفرحة حقيقية فقد خف عن زياد حمل ذنب فقدانها البصر .. و لكن الخبر أعادها لواقع مرّ لتسأله متلعثمة :

_ الحمد لله .... هل ... عدتما معاً ؟؟

قال بوجوم أربكها :

_ عدنا ... لقد عدنا

عضت على شفتيها بقسوة تكبح شعورها بالغيرة .... رغم يقينها السابق بعودتهما معاً ..قال زياد بحنان و هدوء :

_ لا تخافي ياسمين .. أنا أحـ ...

انقطع الإتصال تاركاً ياسمين تكابد لوعتها و حرقة قلبها .. حبست دموعها و هي تذكر نفسها بأن الوقت ليس مناسباً للإنهيار .. عليها أن تركز بعملها فقط .. من أجل زياد و من أجل الوطن

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ

_ سيدي رئيس الوزراء لا يجب أن تسكت على هذا القرار المشين

إلتفت رئيس الوزراء المحاط برجال الوفد و الحراسة الشخصية الى ريتاج التي تقفز أمامه في كل مكان يذهب إليه داخل مبنى الأمم المتحدة .... قال و هو يلوي فمه بطريقة تدل على نفاذ صبره :

_ أستاذة ريتاج ... لقد اشتقت لك في الفترة السابقة و لأحلامك الوردية ألم تقرري التوقف عن هذه الأعمال البطولية ؟

قالت ريتاج بهدوء و قد اعتادت على هذه الهجمات المبطنة بالكلام المعسول :

_ سيدي أرجوك أنا و رفاقي لا نطلب منك سوا أن تقدم إعتراضاً بدلاً من هذا الصمت المخزي

نظر إليها ساخراً و هو يقول :

_ أستاذة ريتاج ... لا تتحدثي بأمور لا تفهمينها

أمالت رأسها قليلاً و هي تحدق بعينيه و هي تقول :

_ بلا أفهم جيداً سيدي .. أفهم أنكم تقدمون مصالح محتل قاتل ظالم على مصالح شعبنا و مقدساتنا .. تنفذون مطالبهم طائعين و خانعين من ...

قاطعها رئيس الوزراء و هو يقترب منها ليهمس بصوت غير مسموع :

_ ظننت أن مقتل زوجك سيعلمك درساً و لكن يبدو أنك تحتاجين دروساً أخرى حتى تخرسي هذا اللسان

ابتعد هو و رجاله تاركاً ريتاج ترتجف بقوة ..توشك على الإنهيار أرضاً و رائحة الموت تهاجمها و صورة فراس تلوح أمامها .. احتشدت الدموع في عينيها تهدد بالإنسكاب .. حاولت التماسك ليست هي من تبكي علناً ..لطالما كانت مثالاً للقوة و الثبات ولكن الأمر كان قاسياً على نفسها

قبضت يد قوية على ذراعها تسحبها من البهو إلى المخرج دون أن تقاومه ..أغلق الباب و هو يقول :

_ لا يستحق شخصٌ مثله أن تنهاري بسببه .. هذه الدموع غالية ... أرجوكِ أن تبقي قوية من أجلنا جميعاً

أغمضت ريتاج عينيها و هي تبتلع ريقها :

_ما الذي تفعله ؟ كيف تجرؤ على جري خلفك هكذا ؟

ارتسمت على شفته نصف إبتسامة و هو يقول :

_ أعتذر منكِ و لكنكِ كنتِ على وشك البكاء في وسط ردهة مبنى الأمم المتحدة

عقدت ساعديها بغضب و هي تقول بحنق:

_ أنت مخطأ للغاية

نظر إليها بحنان أربكها و هو يقول بعطف :

_ يبدو أنك لا تدركين أن دموعك قد انسكبت من عينيك

لمست وجهها لتجده ندياً و قد خانتها دموعها ... نظرت لأصابعها مرتجفة .... لتنهار جالسة على الدرج تبكي حبيباً غاب و وطن اغتاله أبنائه ... تشهق بنعومة و هي تغطي وجهها

أما هو فقد استدار ناحية الباب محترماً حرمة دموعها و قلبه يتألم على حالها .. مرت بضع دقائق و هما على نفس الوضع حتى هدأ صوت بكائها لتهمس بخفوت :

_ آسفة على إنهياري أمامك بهذا الشكل

استدار بمواجهتها ليجدها أمامه هشة و ضعيفة على عكس ما اعتاد .. كان يراها قوية و مندفعة لا تخشى شيئاً ... قد تكون المرة الأولى التي يتحدث لها بشكل مباشر و لكنه كان يراها ضمن المعتصمين و المضربين في كل حدث ... تواجه لا تهاب ...

قال و هو يبتسم لها مشجعاً :

_ لا تعتذري .. لكل منا لحظات ضعف يجب أن نخضع لها

هزت رأسها موافقة و هي تعدل من حجابها و تمسح وجهها من الدموع لتقف و تعدل من ثيابها و ترفع رأسها بكبرياء و قوة أدهشته .. قالت بثبات يخالف حالها منذ دقيقة:

_ أشكرك على مساعدتك أنا الآن بخير

أرادت الخروج و هي ترسم التصميم في عينيها الخضراء .. لكن ما قاله جعل يدها تبتعد عن المقبض :

_ أستاذة ريتاج ... أنتِ و من هم يسيرون على نفس دربكِ يجعلون قضية شعوبنا نابضة ..لتمنعها من الموت و الضياع ... بدونكم ستصبح أمتنا بلا كرامة و لا شرف ... ستبقون أنتم من تدقون ناقوس الخطر في ضمائرنا.. لنعلم بأن الحياة التي تبدو طبيعية ما هي إلا غطاء لجرح عميق يجب مداواته قبل أن تموت أمتنا و نبقى عبيداً لأعدائنا

نظرت ريتاج لذلك الشاب الطويل أسمر البشرة بامتنان على كل كلمة قالها و هي تبتسم بهدوء:

_ لا تعلم كم كنت أحتاج لكلماتك هذه لقد بدأت أشعر بالوحدة في هذا العالم الذي أخوض غماره و لكن الآن علمت بأن الكثيرين يسندون ما أفعل حتى و إن التزموا الصمت

فتح الباب و هو يفسح المجال لها حتى تخرج و هو يقول :

_ فقط إبقي قوية ... و لا تتأثري بهذر الضالين و الغافلين عن حقيقة بأن الله لا يغفل عن أحد

خرجت و هي تبتسم بثقة كانت قد فقدتها بعد موت فراس ...قبل أن تبتعد عادت تلتفت إليه و هي تسأله بتردد:

_ عفواً .. أنا لم أتعرف على اسمك ؟

أبحر في بحر عينيها الخضراء وهو يشعر بنفسه يقع أسيراً لها :

_ مهاب ... المقدم مهاب لطفي

_ تشرفت بمعرفتك سيدي المقدم بالإذن منك هناك مفاجأة يجب التحضير لها

قالتها بمكر جعل مهاب يقف مشدوهاً و هو يهمس :

_ مجنونة !!!

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

بالتلسكوب راقب النقطة التي اختارها لتنفيذ مهمته .. يبنما جلست كريستينا أمام جهازها المحمول تراقب حركات لوكاس ألن هنسن من خلال اختراق نظام الكاميرات المنتشرة في مبنى الأمم المتحدة ...

بالكاد سيكون لوكاس مكشوفاً بهذه النقطة و لكن هذا لن يقف أمام قدرته العالية على القنص ... تراسلت كريستيا مع لوكاس على مدار الأسبوع بعد أن أرسلت له صورة ابنته في وضع مخل مع ألد أعدائه السياسين .... تهدده بنشرها في موعد الجلسة التي تسلط عليها الأضواء منذ شهور ... طلبت منه مبلغاً كبيراً من المال ... لم يمانع دفعه لخمد فضيحة تهدد مصداقيته و سمعته كسفير للسلام في الشرق الأوسط و منصبه في الحزب الحاكم في بلجيكا ... أكدت عليه بأن يأتي وحيداً دون مرافق أو حراسة و إلا فإن الصورة ستنتشر على كل المواقع الاخبارية و مواقع التواصل الإجتماعية بلمح البصر ... لكن لوكاس لم يعلم أنه في تلك النقطة في حديقة مبنى الأمم المتحدة لن يلتقي مع شخص ليستلم الأموال بل مع رصاصة ستقضي عليه فور وصوله

أنزل التلسكوب وهو يحدق ببندقية القنص الإحترافية و الموضوع إلى جانبه ... لم يشعر بهذا التردد من قبل وقت تنفيذ أي مهمة ..... الأمر ثقيل و صعب و مختلف ... هو قد تغير و اهتز .... لم يعد يعلم طريقه و هدفه ... كم يود الإنسحاب و جعل المنظمة تحترق بما فيها .... هذا ما كان ليفعله قبل شهور في حال أجبره على تنفيذ أي مهمة ... و لكن الآن جاءت رسالة المنظمة واضحة هم يتحكمون بحياته من خلال أغلى ما يملك ... سلام

أخرجته كريستينا من دوامة التفكير التي تسحبه لظلماتها :

_ لا أفهم سبب اختيارك لهذا النوع من المتفجرات هي لا تتعدى كونها ألعاب نارية محدودة تصدر صوتاً قوياً فقط لن تقتل أحداً

حدق بها قصي محذراً لتعود لمراقبتها و قلبها يخفق بقوة خوفاً و عشقاً مجنون ... نظر قصي لساعته نصف ساعة و سينتهي الأمر .. مهمة جديدة ينفذها الشبح دون قلب أو مشاعر ...حمل البندقية وجهها للنقطة المحددة لتنفيذ العملية و هو ينظر من خلال العدسة المقربة و المثبته أعلى البندقية ... أنزل البندقية عن كتفه ليعيدها مكانها ... سينتهي من كل هذا ..سينتهي ...

وقف خلف كرستينا وهو يسألها :

_ ما أخبار بديلي ..

_ لم أرى بديلاً محترفاً يتقن عمله و تقمص شخصية غيره كما هو ..يمشي و يتحدث بطريقتك تماماً لا يمكن التفرقة بينكما

أجابها بغضب و هو يضفط على كتفها بقسوة بالغة :

_ لم أسألك عن رأيك به كريستينا ...

أجابته متلعثمة بحروفها :

_ آسفة قصي ... أنا آسفة .... أرجوك توقف أنت تألمني

أعتق كتفها لتصدر آه مكتومة و هي تدلك كتفها تحاول جاهدة حبس دموعها :

_ أنت متوتر للغاية قصي ما بالك ؟؟ لطالما كنت بارد الأعصاب

تجاهل كلماتها و هو يعود ليقف أمام النافذة متكئاً على الطاولة خلفه داساً يده بجيبه ... زفر بغضب و توتر ...و هو يعود للمراقبة من خلال التلسكوب .. رأى البستناني يقوم بعمله قريباً من المكان المحدد لتنفيذ المهمة تجاهله و هو يجول بنظره بالانحاء و لكن شيءً ما جعله يعود إليه .. قام بتقريب الصورة لأقصى حد ... دقق به لدقيقة كاملة و هو يراقب انحناء ظهره البسيط ... و من ثم انتقل للأذن ... مهما أتقن الشخص تنكره تبقى الأذن الشيء الوحيد الذي لا يتغير ... همس بصوت خفيض لم يصل لكرستينا :

_ زياد !! ما الذي تفعله بالله عليك .... أنت مصاب .. مصاب بشدة

ارتفع صوت هاتفه رد عليه دون أن يلتفت إلى الإسم ... ليصله صوت سلام ناعماً و مدغدغاً لمشاعره ....

_ كيف حالك حبيبي ؟؟

فكر بأن اتصال سلام جاء في أسوء وقت ..لا يحتاج لسبب جديد يدفع تردده لحدود تجعل تنفيذ المهمة مستحيلاً

_ سلام ... أهلا حبيبتي ... أنا بخير أشتاق لكِ بجنون

ضحكتها الناعمة تغلغلت لمسام قلبه .... ابتعد عن كريستينا التي تحترق بنار الغيرة و الجنون

قالت سلام بإرهاق لم يخفى على قصي :

_ و أنا أشتاق إليك و أكاد أموت حنيناً و لهفة لرؤيتك يا مالك القلب

قطب جبينه بتوتر وهو يسألها :

_ أنتِ بخير ؟؟يبدو صوتك متعباً

_ لا ..لا أنا بخير لا تقلق

_ لا ..لست بخير ما الأمر سلام تكلمي؟

قالت و هي تحاول حشد قوتها لتخفي تعبها و إرهاقها :

_قصي لا تقلق صدقني انا بألف خير

هزّ قصي رأسه نافياً ما تقوله :

_ سلام أكاد أفقد عقلي هنا

باحتجاج و خيبة قالت :

_ يا إلهي ستفسد المفاجأة أليس كذلك ..!!!

_ مفاجأة !!!

_ آآآآآه منك .... كنت أريد أن أخبرك بالأمر وجهاً لوجه

قال بنفاذ صبر و قد تمكن الخوف منه :

_ سلام لم اعد أحتمل أكثر ما الذي يحدث معكِ ؟

بنعومة و دلال و خجل قالت له :

_ أنا ..أنا ...حامل

فوت قلب قصي دقة و أنفاسه أصبحت حبيسة صدره لتنهار قدماه عند أقرب مقعد و هو يهمس غير مصدق :

_ حامل!!

أجابته سلام و قد غلبها البكاء :

_ أنا أحمل طفلنا بين أحشائي ... أنا في شهري الثاني ...بعد سبعة شهور سيكون معنا طفل يملأ حياتنا

أجبر قصي نفسه على لبس عباءة السعادة و هو يقول لها :

_ مبارك حبيبتي .. أنا سعيد للغاية سأكون أباً !!!

_ ستكون أباً رائعاً

أغمض عينيه بقسوة و هو يلعن نفسه ... يشد شعره .. أي أب سيكون عليه شخصٌ امتهن القتل طريقاً في حياته ..أي أب سيكونه و هو مجرد حطام بشر معاق عاطفياً ... أي أب و هو يضيع حياة جديدة على محك الخطر...ابتلع مشاعره و هو يقول بصوتٍ مبحوح :

_ حبيبتي يجب أن أذهب الآن سنتحدث لاحقاً .. اهتمي بنفسك جيداً

_ كما تشاء .. أحبك قصي

كانت هذه الكلمة كفيلة بالتسبب بانهياره و قتله في هذه اللحظة

_ أحبك سلام .. أعشقك

أغلق الخط سريعاً وهو يسند رأسه بين كفيه ... يطلق آه ملتاعة ... جاء صوت كريستينا تنادية ليسرع بالحضور ...

أخذ نفساً عميقاً و خرج إليها و هو يقول :

_ ما الأمر .؟؟

قالت باستغراب و ذهول و هي تشير لشاشة المحمول :

_ قام أحدهم باقتحام شاشات العرض و أجهزة التلفاز في مبنى الأمم المتحدة ..يقومون ببث تسجيل ما باللغة العربية مدعم بالترجمة باللغة الإنجليزية

جلس إلى جانبها يراقب باهتمام ما يتم عرضه مركزاً بالتوقيت

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

وقفت ريتاج أمام أحد الشاشات الكبيرة و هي تدعو من قلبها أن ينجح أحد الانيموس باختراق نظام الأمم المتحدة ليتم بث التسجيل الذي احتفظت به بعد مقابلتها الأخيرة مع علي و ما إن ظهرت الصورة أمامها حتى تنفست بإرتياح بالغ و جميع من في المبنى حدق بالشاشات المنشرة في القاعات و الممرات :

كان التسجيل داخل سجن ما و قد كان واضحاً أن الكاميرا مثبتة بمكان مخفي حيث أن طرف الصورة مغطى ... كانت الصورة لأسرى في سجن إسرائيلي ما ... أسرى فلسطينين ... كانت هناك و رقة مثبتة على أحد الأسرة ... " اليوم 33 على الإضراب عن الطعام "

كان الأسرى صامتين و لكن الوجوه تخبر بالكثير ...أحد الأسرى يمسك بزجاجة ماء يضعها بضعف على فمه يبلل حنجرته الجافة المتحجرة و قد بدى أن هذه الزجاجه ثقيلة على يديه ... و أسير ثاني يناجي .. يا رباه ..يا رباه و دموع تنحدر على وجنتيه و هو متمسك بالصبر ...و صديقه يمسك معدته من شدة الألم و تعابير ألم مبرح ترتسم على قسمات و جهه المزين بأثار الجهاد و الرباط ... و أخر يحدق بصورة ما مبتسماً رغم الدموع التي تنهمر ... و أخر يجلس على سجادة الصلاة ينخرط بمناجاة ربه يدعو لنفسه و لزملائه و لوطن يحترق بنار الإحتلال الغاشم

قطع صمتهم المهيب دخول أحد جنود الإحتلال للزنزانة .. لتنمحي آثار الألم و تجف الدموع و لترتسم ملامح القوة و التحدي و العزيمة على الوجوه واقفين أمامه ... قال بلغة عريبة متكسرة :

_أنت عربي .. أنت و هو .. هلا أطلع برا و أكل

لم يتحرك أي من الأسرى من مكانه و هم يحدقون ساخرين بهذا الجندي المدجج بالسلاح .. عاد يصرخ بغضب :

_ أنت يا عربي غبي ... بدك موت .. ما بدك أكل .. ما بدك دواء ....

اتسعت ابتسامتهم لتهزم غرورهم و كبرهم و صلفهم ... خرج الجندي و هو يشتم و يسب

_ عربي حقير ..فلسطيني غبي

ما إن ابتعد ذلك الجندي حتى انهار أحد الأسرى أرضاً ليسرع رفاقه إليه و هم ينادونه :

_ ما بالك يا ابى سالم ..تماسك بالله عليك

أخذ يسعل بقوة و هو يمسك صدره بألم يفتت الصخر ... أحضر أحدهم ماءً يغسل وجهه و يقرأ عليه الايات حتى هدأ .. قال أحدهم و هي يساعده على النوم :

_ أمر هذا السعال قد طال يا أبى سالم ؟؟

أجابه و هو يجاهد لالتقاط أنفاسه :

_ هذا أمر طبيعي لمن يعاني من السرطان يا أخي علي ...و هؤلاء الأوغاد يرفضون توفير العلاج ...

قال علي وهو يمسد شعر أبى سالم :

_ لا عليك ..يجب ان تفك إضرابك و ..

قاطعه بضعف و هو يشدعلى ذراع علي :

_ لا .. لا... لن أستسلم إما أن ننتصر بمعركتنا و إما فالموت شهيداً .. ألم نتفق على هذا يا علي ؟؟

_ لقد فعلنا .. فعلنا

عاد السعال يشتد عليه و هو يغطي فمه بمنديل تلوث بالدم و علي يمسد ظهره و لكن فجأة انهار جسده و هو يلهج بالشهادة ... ليستكين تماماً أسرع الأسرى يدقون الأبواب و يصرخون بالجنود حتى يقموا بنقله للمشفى .. لكن ندائهم قوبل بالتجاهل ... صرخ علي بهم :

_ توقفوا .. توقفوا ... لقد رحل ..أبى سالم استشهد ...

سكن الجميع للحظة و هم يحدقون بجسده و لكن علي وقف بالمنتصف و هو يصرخ دامعاً :

_ يا شهيد ارتاح ..ارتاح .. نحن راح نكمل الكفاح .... لجنة الرحمن نلقاك

بدأ زملائه بترديد من ورائه لينتقل الهتاف لباقي الزنازين و قد أدركوا أن شهيداً جديداً سقط في سبيل الحرية

انقطع التسجيل للحظة ليظهر علي جالساً في مكان مختلف ليلتقط نفساً عميقاً ليقول بعدها بصوته القوي :

" السلام عليكم .... أنا علي ... فلسطيني الجنسية .. عربي الهوا .. مسلم الإنتماء ... لقد أقنعتني سيدة فاضلة مكافحة بتسجيل هذا الشريط بعد أن قمت بتسليمها شريط الفيديو الذي تم تصويره في الزنزانة لثقتي بحسن تصرفها و تدبيرها .... و قد وعدتني أنه لن يبث إلا بعد موتي أو استشهادي كما أتمنى ... هذا التسجيل الذي تمكنا من إخراجه بعد معاناة طويلة ... يمثل خمس دقائق فقط مما نعانيه لسنوات أو بالأحرى ل 66 عام ... أبى سالم الذي شهدتم لحظة استشهاده قضى في الاسر 40 عاماً .... ترك زوجته و أطفاله الثلاث .. حرم منهم و حرموا منه ... أحد أولاده استشهد بمواجهات من جند الإحتلال .. و الثاني قطعت يده بسبب قنبلة ألقيت على مخيمه ... و الثالثة تزوجت و أنجبت أطفالاً لم يعرفهم إلا من الصور ... أصيب أبو سالم بالسرطان لمدة 3 سنوات ..قضاها دون علاج ... أو دواء ... حاله كحال الآلاف بسجون الاحتلال ... هل تعلمون ما الذي كتب في تقرير الوفاة الشرعي له....مات لأسباب طبيعية !!!! هذه الواقعة ليست فردية ... هناك مئات الاسرى يعيشون تحت هذا الواقع القاسي تحت رحمة عدوٍ استحل أرضاً طرد منها أصحابها و قتلهم .. ناهيك عن الذين يعيشون في الحبس الإنفرادي بزنزانة لا تتجاوز مساحتها متراً بمتر ينامون على فرشٍ خشنة و قاسية تحت وطأة حرارة حارقة و صاهرة .. ومنهم من قضى سنوات على هذا الحال لا يتحدث لأحد و لا يحدثه أحد ... لن أكرر كلاماً قلته و قاله غيري عن حقيقة الإحتلال و ممارساتهم ضد شعب أعزل تخلى عنه إخوانه ... و لكن فقط أستنشد ضمائركم ... لا تقلبوا بين القنوات الإخبارية و تمروا عن خبر استشهاد أو هدم منازل القدس العتيقة أو الإقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى أو حصار وحشي لأخواننا في غزة بصورة عابرة... لا تعتبروا أن الأمر أصبح طبيعياً ... فالأمر أكبر من ذلك .... في النهاية أقول روحي فداكم و فداء أرضي و الحرية ... في أمان الله "

توقف التسجيل ليحل السكون على جميع الشاشات في المبنى و الصمت المهيب يفرض نفسه ... لينطلق صوت أحد الشبان العرب بالتهليل و التكبير و الهتفات التي تنادي بتحقيق العدالة و معاقبة الكيان الصهيوني ..ليشاركه بعض اصحاب الضمير بندائاتهم الغير معتاد على سماعها و سط مبنى الأمم المتحدة

حمدت ريتاج ربها على نجاح الأمر قد يكون لهذا التسجيل تأثير وقتي لتُخلع عباءة الحمل الوديع عن هذا الكيان الغاشم

لم تنتبه لرئيس دولتها الذي يتقدم منها و الشرر يتطاير من عينيه .. وقف بمواجهتها و هو يقول بغضب :

_ هل أنت وراء ما حدث ؟؟

رفعت كتفيها ببراءة و هي تقول :

_ لا أفهمك معاليك

شد على كفه بشدة و هو يتجاوزها قائلاً :

_ ستوقعنا بمشاكل تلك العنيدة

تبسمت ريتاج مرتاحة و مهاب يغمز لها مبتسماً و هو يلحق بباقي أعضاء الوفد .... و الهرج و المرج يزيد من حدته داخل المبنى .. رأت الوفد الصهيوني يخرج محتداً من أحد القاعات و أصوات أعضائه ترتفع بنقاش باللغة العبرية و نظرات حاقدة تصوب لكل ما هو عربي و مسلم

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ

وقف قصي بعد انتهاء التسجيل يحدق بزياد الذي لازال يتنقل في أركان الحديقة متقمصاً شخصية البستاني و كلمات علي تقصف في صدره و صوت سلام يهز كيانه تخبرها بحملها ...

قالت كريستينا و هي تدقق بالشاشة :

_ لقد تحرك لوكاس ... بعد خمس دقائق سيصل لمكان اللقاء

كتم قصي أنفاسه لتستحيل عيناه للسواد المشتعل و هو يقول لها :

_ أخرجي من هنا الآن و عودي للبلاد

وقفت تحدق به و هي تقول :

_ ماذا .. ولكن

صرخ بها بصوتٍ هادر جعلها تخرج من فورها :

_ كريستيناااااااااااااااااا ااااا ..إلى الخارج الآن عودي من حيث أتيتِ

ما إن خرجت حتى اتصل سريعاً بحارس الأمن خضر ..فقط كلمة واحدة قالها:

_ نفذ

و من ثم اتصل بسلام و هو يقول لها دون أن يفسح لها مجال للنقاش و السؤال :

_ تذكرين ما أخبرتك به عن خضر .. سيتم الأمر الآن ..نفذي ما يقوله بالحرف الواحد و سنلتقي قريباً .. لا تخافي من شيء

أغلق الخط ليعود لمراقبته يرصد زياد قبل كل شيء

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

أخذ زياد يقوم بالأعمال المعتادة للبستاني و هو يتحامل على ألمهِ الذي يطحن جسده بعنف يغزو كل خلية في جسده المحموم المتعرق .... رغم أن التجعيد على وجهه ليست له و لكن وجهه الحقيقي بدأ بحفر أخاديد الإرهاق و الضعف ... قام بتشغيل السماعة بأذنه و هو يقول:

_ مجند 4 ما الأخبار ؟؟

أجابته ياسمين و هي تقوم بعملها على الحاسب المحمول :

_ لقد اقتربت كثيراً و بمساعدة المجند خمسة أًصبح الأمر أسهل

بعدها قام بالمنادة على حازم قائلاً :

_ المجند 2 ما الأخبار ؟؟

أجابه حازم بصوتٍ مضطرب :

_ لم يخرج من قاعة الإجتماعات التي أبلغ عنها مجند 3 ... يبدو بأنه في اجتماع مغلق بعد التسجيل الذي تم بثه

بعد دقيقة واحدة جاء صوت حازم عبر جهاز الإتصالات :

_ لقد خرج و هو يحمل حقيبة سامسونايت سوداء اللون وحيداً دون مرافقته المعتادة

و من بعدهِ جاء صوت ياسمين واثقاً و هي تقول :

_ لقد دخلت على نظام الكاميرات

قال حازم :

_ هو الان بالطريق للمخرج السادس للمبنى

انتقلت ياسمين للكاميرا التي ذكرها حازم لتقول :

_ أراه على شاشتي

قال زياد بحزم و هو ينتقل بخفة للمدخل السادس يحمل رفشاً و دلواً بحركة طبيعية:

_ مجند 2 توقف عن متابعته و الزم المبنى

_ عُلّم

قالت ياسمين و هي تتنقل بالكاميرات مع حركة لوكاس :

_ لقد وصل المخرج هو الآن في حديقة المبنى

وصل زياد حيث يقف لوكاس الذي حدق به لدقيقة متوجساً... باشر زياد في عمله و هو يستعمل الرفش بجانب أحد الأشجار ..تجاهله لوكاس وهو ينظر لساعته لقد مرت دقيقة على الموعد فقط عليه أن يسلم المال و يأخذ أصل الصورة و ينتهي من هذه الفضيحة المخزية

رغم أن زياد بدا منشغلاً و لكنه كان يرصد كل ما حوله بدقة شديدة ... كل شيء يبدو عادياً بطريقة مخيفة و خاصة أن لوكاس بدأ يتململ و هو يحدق بساعته و الدقائق تمر دون رحمة ...

و خلال جزء من الثانية ظهرت نقطه حمراء على رأس لوكاس ... علم زياد ان الهدف هو إغتياله صرخ بأعلى صوته باللغة الإنجليزية و هو يقطع المسافة التي تفصلهما قفزاً :

_ مستر لوكاس إبتعد

أسرع ناحيته يدفعه بعيداً ليشعر بخط نار ساخن يخترق خاصرته حيث إصابتهالأولى ليسقط أرضاً و هو يصرخ بلوكاس المصدوم :

_ إلى الداخل الآن

أسرع لوكاس باتجاه البوابة يسابق الرصاصة التي وصلته قبل أن يخطو إلى الداخل .... في رأسه مباشرة ليسقط صريعاً أمام زياد ..... وقف زياد بصعوبة و هو يتقدم ناحيته ... استقرت الرصاصة في وسط جبهته ...لقد مات من فوره .. تمكن القناص منه ...لقد أصاب هدفاً متحركاً ببراعة .. كان زياد يشتعل غضباً من إخفاقه بحمايته ... و صوت في داخله يصرخ ملتاعاً :

_ لقد فعلتها يا قصي .... فعلتها ... لم تترك مجالاً للصفح و الغفران ..... سأقتلك بيدي أيها الوغد

جاءه صوت ياسمين مرتجفاً و هي تناديه برعب :

_ لقد أصبت .... أصبت زياد

قاطعها أمجد و هو يقول :

_ سآتي لاصطحابك

قال زياد بحزم و هو يلبس معطفاً كان تركه عند معدات العمل ليخفي بقعة الدم التي تشكلت على ثيابه :

_ ليثبت الجميع مكانه .... لا تنسوا التعليمات

قالت ياسمين و هي تبكي بحرقة :

_ أنت مصاب ...أرجوك ....

تجاهلها زياد و هو يقول بثبات :

_ مجند 2 غادر المبنى من فورك

قال حازم متردداً :

_عُلِم

قال زياد يحدث الجميع :

_ بجب أن نغادر خلال خمسة عشر دقيقة .. حتى و إن لم أصل

شدد على آخر كلمات مما أثار الذعر في نفوس الجميع .... انهارت ياسمين بالبكاء و قد أصبح الوضع خارج حدود قدرتها على الإحتمال

ناداها زياد بحزم و هو يقول :

_ اسمعيني جيداً أريدك أن تقتحمي شريط التسجيل الذي ظهرت فيه مع لوكاس و أن تعدميه .....

تماسكت ياسمين و هي تقول مختنقة :

_عُلِم

نزل زياد إلى مرآب الموظفين في المبنى ليستقل سيارة البستاني و هو يتحامل على ألمه القديم الذي أشعلته رصاصة القناص ... لكن ما إن وصل حتى التقطت عينه شاحنتين متطابقتين تقفان بزاويتين متباعدتين ... دخل سيارة البستاني و هو يقول

_ مجند 4 أريدك أن توقفي كميرات المرآب .... مجند 2 أريدك في مرآب الموظفين حالاً

بعد دقائق جاءه صوت ياسمين و هي تقول :

_ يمكنك ان تتحرك الآن بحرية

أسرع بالهبوط من السيارة و هو يسرع لإحدى الشاحنات كما لو أنه لم يصب منذ دقائق ...... فحص الباب الخلفي للشاحنة و بعد أن تأكد من سلامته فتحه لتتأكد نظريته ... هذه السيارة مفخخة .... أراد الصعود و لكن صوت حازم عبر السماعة المثبتة بأذنه استوقفه و هو يقول :

_ لقد وصلت ..أين أنت ؟؟

قال زياد و هو يقفز داخل الشاحنة :

_ الموقف a-33

أخذ يدقق بالقنبلة المزروعة أمامه دون أن يلمسها .... وصل حازم ليصدم بالقنبلة ... صعد ليجلس القرفصاء بجانب زياد و هو يتفحصها :

_ هذه قنبلة صوت .. لن تحدث أي ضرر حتى الواقف بجانبها قد يصاب بحروق طفيفة فقط

مدّ يده يقطع سلكاً و هو يقول :

_ انتهى الأمر

هبط الرجلان و هما لا يصدقا أن الأمر انتهى بهذه السهولة ... رفع حازم رأسه للأعلى و هو يتحرك ... لبتجمد مكانه و هو يقول لزياد بصوت ذاهل :

_ أنظر للأعلى

حدق زياد بالأعلى ليجد أن هناك حزم من المتفجرات مثبته في الأعلى و على طول سقف المرآب انتشرت حزم مختلفة ... قال حازم متلعثماً :

_ هذه المتفجرات ستفجر المبنى بأكمله ...

سأله زياد بقلق :

_ يمكنك تفكيكها ؟؟

انفلتت من حازم ضحكة متوترة :

_ أنت تعلم بأن الأمر يحتاج إلى فريق كامل ..هذا في حال لم تنفجر قبل هذا

_ حسناً ارحل الآن حازم

رفع حازم حاجبه و هو يسأل متردداً :

_ و انت ؟

_ لا تقلق .. ارحل الآن

غادر حازم و هو ينظر لزياد في كل خطوة يتقدم بها إلى الأمام حتى اختفى ... دلك زياد جبينه يفكر بالأمر ... و من ثم نادى ياسمين و هو يقول :

_ هل يمكنك إطلاق الإنذار في المبنى حتى يتم إخلاؤه

_ سأفعل ..... هيا أخرج من عندك

_ نفذي

نظر زياد حوله و هو يشعر بالعجز و خيبة الأمل و الصدمة لقد تخيل للحظة أن قصي سيتراجع عن هذه المهمة من أجله هو فقط ... لكن كم كان ساذجاً بتفكيره الطفولي ... أصوات أجهزة الإنذار التي ملئت المبنى جعلته يخرج من دوامة أفكاره القاتلة ... ليتقدم ناحية بوابة المرآب ... أستوقفته أصوات مختلطة ..ألقى نظرة ليجد سيدة أمريكية مع أطفالها الثلاث تحمل واحداً على يدها و تمسك بالإثنين الأخرين في يد واحدة و هي تقول باللغة الأنجليزية :

_ كان يوماً سيئاً لأصطحبكم به إلى العمل

صرخ زياد من مكانه حتى يعلو صوته على أصوات الإنذار :

_ سيدتي بجب أن تخرجي حالاً من هنا

أسرعت تحث الخطى و لكن الفتاة الصغيرة هربت من أمها لتركض لداخل المرآب ... أرادت الأم أن تلحق بها و هي تناديها بـ"سارة" لكن زياد أسرع إليها و هو يقول :

_ سيدتي أرجوك أن تخرجي من هنا سأحضر الصغيرة

قالت السيدة و هي تنظر إلى زياد بريبة :

_ لا .. لا سأحضرها أنا

قال زياد بحزم و هو يقف بطريقها :

_ هناك قنبلة ستنفجر بأي لحظة أنقذي الطفلين و سألحق بك مع ابنتك

شحبت المرأة و هي تقول مرتجفة :

_ أحضرها أرجوك

ركض زياد حيث اختفت الفتاة و الأم تسحب باقي أطفالها إلى الخارج و هي تدعو المسيح و مريم

نادى زياد الفتاة و هو يقول :

_ سارة هيا الماما تنتظرك

لم يتلقى منها جواباً و هو يبحث عنها بين السيارات

_ سارة هيا صغيرتي أخوتك ينتظرونك

عندها قالت الصغيرة :

_ لا أريد جاك أخذ الحلوى خاصتي

حدد زياد مكانها و وجدها تجلس خلف سيارة صغيرة ....ابتسم لها و هو يقول لها بحنان :

_ سوف تحضر لك الماما غيرها ..هيا لنلحق بها

قلبت الفتاة شفتها و هي تقطب جبينها بغضب و هي تقول بعناد :

_ لاااااااااااا

عندها قام زياد بحملها و هي تقاومه و تركله و هو يركض بها لباب المرآب ... لكن أحد ركلاتها أصابت جرحه بقوة جعلته ينهار على الأرض من شدة الألم و قد زاغ بصره .... و قد أصبح جسده يرتجف و أنفاسه تختنق بصدره و قلبه يكاد ينفجر محطماً قفصه الصدري .. حدقت الفتاة الجالسة على صدره بوجهه خائفة ..

قال زياد و هو يرسم شبه إبتسامة :

_ سارة .. أمك تنتظرك بالخارج إذهبي إليها الآن

نهضت الصغيرة و هي تخرج من جيبها قطعة من الشوكلاتة وضعتها في يد زياد و أسرعت تركض إلى الخارج ...حاول زياد النهوض بتهالك و جر قدميه متمسكاً بلوح الشوكلاتة ... لكنه انهار أرضاً فاقد الوعي

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

جلست سعاد تمسك بكوب قهوتها الساخن تفكر بحال سامر ... حمزة ... ليليان ... ليليان التي تنقلب من حال إلى حال في اليوم الواحد .... بين وداعة دافئة محببة و بين غضب هادر لا يمكن إيقافه ... بالأمس تريد البقاء و اليوم تهدد بالرحيل ... في ساعة تصالح حمزة و تصبح في قمة اللطافة و فجأة تنقلب لجنون و صراخ و وعيد

أطلقت تنهيدة و هي تحدث نفسها بحزن :

_ متى سوف تهدأ حياتنا .. أتوق لعيش يومٍ واحد.... عادي ... ممل

علا جرس المنزل ليقطع أفكارها .... نظرت للساعة و جدت أن الوقت لازال مبكراً للغاية ... فتحت الشاشة التي استقرت بجانب الباب ..كانت ليليان تقف هناك ... شعرت سعاد بالتوتر و فكرت بأن تتجاهل وجودها ..أن لا تفتح لها الباب ... لكنها تراجعت عن هذا لتفتح الباب بتوجس مما ينتظرها قالت دون مقدمات :

_ سامر ليس في المنزل

حدقت ليليان بالأرض و هي تفرك يديها بتوتر :

_ أعلم جئت لأتحدث معكِ أنتِ...إن سمحتِ لي طبعاً

تنحت سعاد من طريق ليليان و هي تشير لها بالدخول ... وقفت ليليان بالداخل و هي تقول مرتجفة :

_ سعاد ... أناااا ..أنا آسفة .. لقد أخطأت بحقك كثيراً سامحيني أرجوكِ

عندها انفجرت بالبكاء تلقي بنفسها على صدر سعاد التي لم تستوعب تبدل موقفها المفاجيء ...و لكنها احتوتها لصدرها و قد غلبتها طيبتها و هي تقول :

_ لا بأس ..لا بأس

قالت ليلان و هي تشهق باكية :

_ سأتوقف عن ملاحقة سامر ... أعدك .... مشاعري كانت مضطربة و لكن الآن فهمت بأنه يشبه حذيفة فقط هذا ما جعلني أتعلق به

قالت سعاد و هي تمسد شعر ليليان بحنان :

_ لا بأس .. أنا سعيدة لإدراكك هذا الأمر.. لا بأس

رفعت ليليان نفسها و هي تقول :

_ هل سامحتني سعاد ؟

ابتسمت سعاد بهدوء و هي تقول :

_ بالطبع حبيبتي .. توقفي عن البكاء الآن

مسحت ليليان دموعها بأصابعها و تبسمت بطفولية محببة

قالت سعاد و هي تضحك بخفة :

_ لقد كنت أشرب قهوتي هل أحضر لك فنجاناً

هزت رأسها موافقة لتدخل سعاد المطبخ .. انمسحت إبتسامة ليليان و تحولت نظراتها لمكر مخيف ... أسرعت لفنجان سعاد الموضوع على المنضدة و أخرجت حبة دواء من حقيبتها ... قامت بتفتيتها داخل فنجان سعاد و هي تهمس :

_ عندما تموتين و أرتاح منكِ سيصبح سامر لي وحدي

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ

كان سامر غارقاً بالعمل وهو يقلب الأوراق بين يديه غير قادر على التركيز و تفكيره منصب على رفاقهِ المسافرين بمهمة غير معروفة الأهداف و الملامح

رنين هاتفه برقم خارجي علم من مفتاحه أن مصدره هو الولايات المتحدة بث التوتر بكل خلايا جسده ... ردّ سريعاً و هو يشد على الهاتف حتى كاد أن يتحطم ..

_ مرحباً

جاء صوت محدثه باللغة الإنجليزية :

_ مرحباً السيد سامر صديق

أجابه سامر بلغة إنجليزية سليمة :

_ نعم تفضل ...

زفر المتصل مرتاحاً و هو يقول :

_ سيد صديق أنا الدكتور مايكل انستون .. الطبيب المعالج لقريبتك ليليان صديق

_ طبيب ؟؟

_ نعم هي مريضتي منذ سنوات و لكنها اختفت فجأة و بصعوبة بالغة تمكنت من إيجاد رقم أخيها و لكنه لم يرد علي و وجدت أسمك بعدها .. هل قابلتها ؟؟

شعر سامر بالضياع و هو يقول :

_ هي موجودة في منزل أخيها

_ هذا جيد .. هل تلتزم بتناول أدويتها ؟؟

سأله سامر بنفاذ صبر :

_ عن أي أدوية تتحدث .. مما تعاني ليليان ؟؟

قال الطبيب متردداً :

_ سيد صديق لا يمكن أن أخبرك بأمر كهذا حفاظاً على السرية بين الطبيب و المريض

أجابه سامر بعصبية :

_ أنا لا أفهم شيئاً

قال الطبيب بهدوء :

_ فقط أخبرني .. هل تصرفاتها طبيعية ؟؟

_ يمكنك أن تصف تصرفاتها بكل شيء باستثناء الطبيعي

ردّ الطبيب بحزم :

_ سيد صديق ... ما دامت تتصرف بطريقة غير طبيعية أجد نفسي مضطراً لأخبرك بوضعها الصحي

_ تكلم أرجوك

_ الآنسة ليليان تعاني من مرض نفسي خطر هي ثنائية القطب

هز سامر رأسه و هو يقول :

_ أنا لا أفهم ما تقوله ثنائية القطب !!!

_ هو مرض يؤدي لاضطراب وجداني ... الثنائي القطب تتنقل حالته ما بين الإكتئاب والهوس

قال سامر غير مصدق :

_ اكتئاب و هوس !!

أكمل الطبيب و هو يحاول توضح الأمور بأبسط صورة :

_ هذا صحيح قد تجدها في بعض الأوقات في قمة السعادة لتنقلب فجأة لحالة من الإكتئاب و الهياج الغير مبرر .. و قد تتعلق بشيء ما بطريقة مرضية

قال سامر و هو بغلق عينيه بقوة :

_ و هل يمكن ان تتعلق بشخص ؟

_ بالطبع هذا ممكن ..

سأله سامر و قد أصبح قلبه يخفق بجنون :

_ هل درجة مرضها شديدة ؟

_ لأقصى حد سيد صدقي ... لقد أدخلت الآنسة المشفى قبل تسع سنوات بعد محاولة انتحار فشلت .....

_ إنتحار ؟

_ نعم لقد بقيت بالمشفى لعامين حتى تم ضبط وضعها بمساعدة العلاجات و العقاقير الطبية و قد استقر حالها في السنوات الأخيرة ... مع جلسات العلاج النفسية الأسبوعية لدي و لكن إن توقفت عن تناول أدويتها فلا أضمن تصرفاتها و أفعالها هي تشكل خطراً على نفسها و على غيرها ....

سأله سامر و هو يقف من مكانه يحمل مفاتيح سيارته:

_ و الحل ؟ ما الذي يجب أن نفعله الآن ؟

_ يجب إدخالها المصح النفسي في الحال و أن يتعامل معها طبيب على درجة عالية من العلم و الإحتراف هذا المرض نادر

_ سأفعل ذلك .. شكرا لك

_ أرجوك أن تبقى على إتصال معي .... ليليان تهمني على الصعيد الشخصي

_ الصعيد الشخصي ؟؟

_ سيد صدقي ... لقد اعتنقت الإسلام من أجلها حتى أتزوج بها ... و قد وافقت .. أرادت أن تخبر أخاها حمزة بذلك و لكنها اختفت فجأة دون ان أفهم السبب ... أنا أحبها و قد ظننت أنها تحبني بالمقابل

قال سامر و هو يقرع نفسه لوماً و عتاباً بسبب عدم تنبه لوضع ليليان و قد ظن أن الأمر لا يتعدى سوء تربية و أخلاق :

_ سنبقى على إتصال

قال الطبيب بعزم و إصرار :

_ سوف أحضر لبلادكم فور استطاعتي

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

تسمر حمزة امام التلفاز يكاد يخترق شاشتهُ ليصل لمكان الحدث حيث رفاقه ... شعر بأنفاسه تذوي داخل صدره مختنقاً ... مذعوراً ...وجلاً ... إنهم هناك من أجل التصدي للمنظمة أكس و معرفة سبب ملاحقتهم للوكاس ... لن يحتمل أن يقع مكروه لواحد منهم ... لقد اجتمعوا في الشهور الماضية على هدف نبيل ... أصبح فكرهم واحد ... حتى نبض قلوبهم دقتها توحدت .... أنفاسهم أصبحت أنفاس رجل واحد ....

اقتربت منه اماني وقد تنبهت لشحوبهِ المفاجيء و هي تقول قلقة :

_ حمزة هل أنت بخير ؟ .... هل تشعر بألم ما ؟؟

قال بصوت ذاهل و هو يستمر بالتحديق بألسنة اللهب السوداء التي تتراقص من مبنى الأمم المتحدة :

_ كارثة ..مصيبة .. حفظهم الله من كل سوء .... يا رب سلم ..يا رب سلم

ارتفع صوت هاتفه ليسرع بالإجابة :

_سامر هل تستمع للأخبار ؟؟

أجابه سامر و هو يقود سيارته مسرعاً :

_ ما الأمر ؟؟

_ مبنى الأمم المتحدة تم تفجيره و لوكاس وقع ضحية اغتيال

_ الرفاق؟؟

_ لقد انقطعت الإتصالات معهم .. لا أعلم شيئاً

قال سامر ذاهلاً :

_ يا الله ألن ينتهي هذا اليوم ؟؟

استشعر حمزة أن سامر ليس طبيعياً أكثر من اللازم :

_ سامر .. هل أنت بخير ؟؟

_ ليليان ... أين هي ؟؟

قال حمزة و هو يمرر يده بخصل شعره بعصبية :

_ لقد ذهبت لسعاد تريد مصالحتها

عندها ضرب سامر مكابح سيارته بعنف مصدراً صريراً مزعجاً و هو يستدير مغيراً طريقه دون أن يلتفت لاعتراض السيارات الأخرى و الشتائم التي لحقت به

_ حمزة الحق بي إلى منزلي حالاً

_ ما الذي يحدث .؟؟

صرخ سامر بعصبية و ذعر تلبسه يهز أعماقه منذراً بخطر يتربص بتوأم روحه :

_ فقط نفذ ما طلبته حمزة

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ

وقف أمجد في وجهها و هو يقول بحزم :

_ لن تخرجي من هنا ياسمين .. هذه الأوامر ....لقد كان زياد واضحاً بتعليماته

حدقت به بعينين محمرتين و وجه شاحب و هي ترتجف قائلة :

_ زياد .. زياد قد يكون تأذى من ذلك الإنفجار ..أرجوك أمجد ...

تقدم حازم منها و هو يقول لها متوتراً :

_ ياسمين سيكون بخير ...لا بدّ أنه بطريقهِ الى هنا

قالت بهستيريا و هي تحاول تجاوز أمجد :

_ لقد كان في وسط مرآب المبنى وقت التفجير ... لقد كان هناك ... أتركني أذهب إليه ..ابتعد عن طريقي

صرخ أمجد و هو يمسك بكتفيها يهزها بقوة :

_ ياسمين .... تمالكي أعصابك ..... بخروجك ستزيدين الأمور سوءاً .... إن تم إلقاء القبض عليكِ سوف تضعين بلادنا بموقف محرج ..لا تنسي أنك دخلت الولايات المتحدة بشخصية زائفة ... هذه أوامر زياد

انهارت ياسمين أرضاً و هي تشهق باكية :

_ لقد قُتل ... رحل و تركني للأبد ... رحل زياد

قام حازم برفعها عن الأرض و هو يشد يدها يجبرها على الوقوف و هو يقول لها بثقة :

_ زياد بخير ... هل تسمعين ياسمين ... زياد بخير ... عليكِ أن تتماسكي من أجله ... الهستيريا بهكذا موقف لن تنفع

حدقت به و هي تبعد يده عنها ... تمسح دموعها قائلة :

_ معك حق .. معك حق

أسرعت تدخل لأحدى الغرف الداخلية تخرج هاتفها تطلب رقماً محدداً غير عابئة بتعليمات زياد التي ستقتله

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

قبل التفجير بدقائق ....

جمع قصي أدواته و عدته و أسلحته بعد أن طرد كرستينا و هو يتأكد من عدم ترك أي أثر له أو لها في الشقة .. ما إن أنتهى حتى صك أذنه صوت إنفجار وصل تردده للشقة و قد تكسر الزجاج الخفيف و تناثر على الأرض ... أسرع إلى النافذة و هو يحدق بالمبنى المحاط بالنيران و سحب الدخان و لازالت التفجيرات تتلاحق بأركان مختلفة من المبنى

هز رأسه بعنف و هو يوقل بعصبية :

_ لا يمكن أن تكون متفجراتي قد ...

قطع كلماته و أفكاره و هو يخرج التلسكوب من حقيبته و أخذ يحدق بنقطة اللقاء المفترض و بصعوبة بالغة تمكن من رصد جسد ممد في نفس النقطة أنزل التلسكوب عن عينيه و هو يهمس بغضب يهدد بحرق الأخضر و اليابس :

_ كرستينا .... أيتها الوضيعة

ترك كل شيء و فتح باب شقته و هو يحدق بالطابق الأعلى .. قفز عن الدرجات سريعاً حتى وصل للشقة العليا دفع الباب دون تفكير ليجد كرستينا تجلس أمام شاشة حاسبها حابسة أنفاسها تحدق بالقادم و قد تيبست كل خلايا جسدها خوفاً و ذعراً .. كان السواد في عينيه مشتعلاً مخيفاً .... و كهرباء تسري في جسده تهدد بصعق كل ما يحيط به ..... قطع المسافة بينهما بخطوة واحدة ليمسك بها من عنقها يدفعها للحائط بقسوة و عنف جعل عظام عمودها الفقري تنضغط لحد الخطر و هو يصرخ بغضب مارد :

_ ما الذي فعلته أيتها الحقيرة كيف تجرؤين على تجاوز أوامري ... طلبت منك المغادرة بشكل واضح أيتها الغبية

كانت تقبض على كفه الملتفة على عنقها تحاول فك نفسها لكن عبثاً ... صدر صوت فرقعة مرعب من عظام رقبتها ينذر باقتراب الموت منها .. ترك قصي عنقها ليقبض على شعرها و يلقيها أرضاً و هو يلهث متقدماً ناحيتها و هو يصرخ :

_ سأقتلك يا كرستينا بصورة بشعة لن تخطر لك أبداً .... لقد حذرتك من معادتي و اللعب علي و خداعي

بقيت كرستينا على الأرض ترتجف بشدة .... تسعل بعنف و هي تضع يدها على رقبتها المزرقة بشدة و هي تبكي خوفاً و ذعراً و حزناً

لكن قصي لم يرحمها و هو يعود لسحبها من شعرها مجبراً إياها على الوقوف متجاهلاً رجائها الخافت بأن يتركها و يرحمها :

_ أرجوك هذا يكفي .... أوقف جنونك

همس بجانب وجهها و هو يقول بحسيس مرعب :

_ لماذا ....؟؟ لماذا فعلت ذلك أيتها الحمقاء ؟

قالت و هي تبكي بشدة متجنبة النظر لعينيه المجنونة :

_ من أجلك أنت فقط .. لو لم تنفذ المهمة لأمر أكس بتصفيتك ....لم أكن لأسمح لك بقتل نفسك قصي .. أنا أحبك

صرخ قصي كوحشٍ كسير و هو يصفعها على وجهها بقوة تسقط أقوى الرجال مغشياً عليه ....

تركها أرضاً و الدماء تتفجر من فمها و أنفها و هو يحدق بالمبنى من جديد و في نفسه غضب قادر على تدمير البلاد بأسرها ..كل ما فكر به هو زياد ..لا بد أنه يعتقد انه المسؤول عن كل هذا ... هو الآن يفكر بأن أخاه قاتل ...قاتل ..

ضحك من هذه الفكرة بطريقة هسترية و هو يضع وجهه بين كفيه و هو يصرخ :

_ أنت قاتل .. قااااااااااااااااااتل ..... لو نفذت الأمر فهذه لن تكون جريمتك الأولى .. سجلك الدامي حافل بالقتلى .... جريمة إضافية لن تغير الأمر

رنين هاتفه جعله يخرج من الدوامة السوداء التي يسقط فيها .....كان رقماً غريباً

_ نعم ؟

جاءه صوت أنثوي مرتجف :

_ قصي

علم صاحبة الصوت سريعاً .... قال بقلق :

_ ياسمين ... ما الأمر هل حدث شيء ؟

قالت مرتجفة و حروفها تتعثر بصوت بكائها :

_ زياد كان في المبنى وقت التفجير ... زياد كان هناك

قال قصي بخشونة :

_ لا .. كان في حديقة المبنى

ردت ياسمين مختنقة بدمعاتها :

_ لا كان في مرآب الموظفين ..... أرجوك قصي ..أرجوك أنقذ أخاك

شحب وجه قصي و الدنيا تدور به حتى كاد أن يفقد الوعي لكن صوت ياسمين المتوسل بث بنفسه بعض التماسك ليقول :

_ لا تقلقي ياسمين .....سأتصرف

أراد الخروج من المكان لكن كريستينا كانت واقفه أمامه بوجهها الدامي و هي تقول بصوت فاقد الحياة :

_ لا تفعل ... أنت تدق مسماراً آخر في نعشك

اقترب منها قصي و هو يمسكها من قميصها ينظر لها مهدداً :

_ على من سيقع لوم هذا التفجير

ابتسمت بسخرية و هي تجيب :

_ حركة قدس الأقداس

دفعها و هو يشتمها :

_ حقيرة ...نظفي المكان وغادري.... حسابي لم ينتهي معك ....

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

وقف مهاب إلى جانب وفد بلاده خارج المبنى المشتعل يضم يده اليسرى إلى صدره و قد كان متأكداً بأنها مكسورة ولكن ما كان يشغله حقاً وضع رفاقه و صاحبة العيون الخضراء التي لم تظهر بين المحتشدين في الخارج بين مصاب و ذاهل ... أسرع لأحد المحامين الذين كانوا برفقتها يسأله عنها .. أجابه و قد تساقطت دموعه من هول الموقف :

_ الأستاذة ريتاج كانت في القاعة التاسعة في الطابق الثاني .... كانت أمام عيني و وقت وقوع الإنفجار إنهارت القاعة و اختفت ... حاولت الوصول اليها و لكن ....

تركه مهاب سريعاً و هى يخترق الصفوف المزدحمة يدخل المبنى المحترق متجاهلاً نداء رجال الأمن و الإطفاء الذين بدأوا بالوصول ... وصل الطابق الثاني الذي بدا بدون ملامح لم يعد هناك وجود لقاعات أو ممرات مجرد حطام و نيران سوداء تلتهم كل ما تلمسه .... حاول أن يستحضر صوراً من ذاكرته ليحدد ماكن القاعة التاسعة .. أسرع في اتجاه معين و هو يحاول البحث عن أي أثر للحياة ...نادى بأعلى صوته محاولاً التغلب على ضجيج الركام المتساقط و الصراخ و العويل :

_ ريتااااااج .... ريتاااااااااااج ... أين أنتِ ... ريتااااااااج

لكن ما من إجابه فقط أصوات الموت من كل حد

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

ملأ صوت ضحكتهِ الخشنة أرجاء غرفته داخل قصره في أستراليا و هو يراقب شاشة التلفاز ممدداً على سريرهِ و الأجهزة الطبية تحيط بهِ من كل جانب:

_ لقد فعلها قصي ... عاد الشبح ليضرب بقوتهِ المعهودة ....هل رأيت يا جودي .. لقد نفذ المهمة بنجاح باهر ... لقد ضمنت رسالتي له تنفيذ المهمة بنجاح مبهر

عقدت جودي ساعديها و هي تقول :

_ إيزابيلا أبي .... إسمي هو إيزابيلا ..جودي انتهت ..ماتت بتقديم استقالتها في شركة حازم و سفرها المزعوم

عاد لضحكتهِ الخبيثة و هو يقول :

_ لا تحزني ايزي ... لا بدّ أن نجاح قصي يغيظك... لكن صدقيني .. لو كنتِ تصلحين لإدارة المنظمة لسلمتك الأمر بسرور..

من بين أسنانها قالت و هي تغادر الغرفة :

_ ستندم أبي على اختيارك ..صدقني قصي تغير كثيراً .... سلام غيرته ... الشبح يحتضر مع كل ثانية

قال بهدوء و هو يسترخي بفراشه مغلقاً عينيه بإنهاك :

_ سلام أصبحت ورقتي الرابحة الآن ..... قصي لا يمكن أن يتغير ... هو و الشبح شخصية واحدة ... لن يفترقا ... سيبقى قصي بحاجة للشبح لتأكيد سيطرته و سطوته ... و القتل هو الطريق الذي اختاره منذ طفولته لتحقيق هذا ....حتى لو ابتعد لبعض الوقت مع أول عقبة في حياته سيحتاج لإثبات قدرتهِ و قوته ... مهما احتدم الصراع داخله ..... الشبح سينتصر و يحكم

إرتفع صوت هاتف ايزي قبل خروجها .... نظرت لوالدها و هي تقول مضطربة :

_ كريستينا !!!

قال مستر أكس و هو يعدل من وضعية جلوسه :

_ افتحي مكبر الصوت

نفذت أيزبيلا طلب والدها و هي تعود للوقوف إلى جانبه :

_ ما الأمر كريستنيا ؟ كيف تتصلين بي و أنتِ في وسط مهمة

جاءها صوتها مضطرباً متلعثماً غريباً :

_ أنا لقد .. قـ .... قصـــى ... لقد ضربني ... هو يكرهني ... لن يحبني أبداً

بغضب و شدة قالت ايزبيلا و هي تنظر لوالدها الذي امتقع وجهه :

_ هل جننتِ ..!! ما هذه التخاريف التي تتفوهين بها ؟

_ لقد أراد إيقاف المهمة .... لقد كنت محقة قصي تغير بسبب تلك الساقطة

_ إيقاف ماذا أيتها المجنونة ؟؟ لقد تم تنفيذ الأمر

_ أنا .. أنا من قام بكل هذا .. من أجله

_ أنتِ ؟؟

_ من أجله فقط .. من أجله ... أرجوك لا تخبري أبي ..سيقتله حتماً

ابتسمت إيزبيلا بمكر و خبث و هي تقول :

_ غادري كريستينا سنتحدث لاحقاً

أغلقت الخط و هي تنظر بشماته لوالدها الذي وضع يده على صدره واجماً ... فجأة نهض من سريره و هو يترنح .. يسحب من جسده كل ما اتصل به من أجهزة طبية ...قالت إيزابيلا محتجة :

_ ما الذي تفعله أبي ....إلى أين ؟

قال و هو يبعدها عن طريقها :

_ يبدو أن قصي يحتاج لزيارة من العيار الثقيل .. أين سلام ؟؟

قالت إيزابيلا و هي تسند و الدها :

_ رجلنا قال أنها وصلت لبنان و ستغادر لصقلية

_ أعيدوها للبلاد حالاً ... سيدفع قصي الثمن غالياً

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ

كانت ياسمين تجلس على طرف السرير و هي تسند جبينها على كفيها تتحرك للأمام و الخلف الرعب يكاد يوقف قلبها عن الخفقان و هي تتذكر وداعها الأخير معه .. لم يكن وداعاً عادياً ... لقد كانت قبلته تحمل طعم الفراق و الحزن

دخل أمجد للغرفة لترفع رأسها إليه و هو يقول :

_ سنغادر الآن ياسمين .... لقد أوقفت حركة الطيران في البلاد ..سنلجأ للخطة البديلة .. سنتسلل من حدود المكسيك و نغادر من هناك

وقفت ياسمين و هي تنظر إليه متوسلة :

_ أرجوك أمجد ..زياد .. لننتظر قليلاً بعد

قال بحدة و قد فقد صبره :

_ ياسمين .... لا ... علينا الذهاب .. الآن

هزت رأسها بقوة و قد عادت الدموع لتغلبها و هي تقول مرتعشة :

_ لا ....لا .... ارحل أنت مع حازم .. سأبقى مكاني ..لن أتحرك من هنا دون زياد

تقدم ناحيتها و هو يحاول جاهداً أن يسيطر عن غضبه

_ توقفي عن تصرفاتك الطفولية ... تعليمات زياد كانت واضحة ... الآن مخابرات و جهات الأمن الأمريكية في حالة سُعار ... صدقيني وجودنا يهدد أمن بلادنا .. هل تريدين أن تعلن الولايات المتحدة الحرب علينا بصفتنا دولة إرهابية فهم لا يمانعون ذلك

صمتت ياسمين و هي تبكي بحرقة و قد أدركت أنها ستنصاع لأوامر أمجد ... خرجت من الغرفة دون أن تنطق بحرف تشعر بأنها تترك قلبها و روحها خلفها

قال أمجد و هو يخاطب حازم :

_ سينتظرنا شخص اسمه أرماندو على الحدود المكسيكية حتى يساعدنا على العبور من نقطة آمنة دون أن يتم كشفنا أمامنا رحلة طويلة للغاية قد يستغرق الأمر ثلاثة أيام من القيادة أو يومين إن لم نتوقف أبداً

_ هذه فترة طويلة للغاية ..قد تعود حركة الطيران لطبيعتها قبل وصولنا

_ عندها سنتجه لأقرب مطار و نغادر و لكن في هكذا حالات أظن أن إيقاف الرحلات سيتجاوز الأسبوع

حمل الرجلان الحقائب الخفيفة و هما ينظران لياسمين الشاحبة و الذاهلة عن حديثهما تقدم حازم منها و هو يقول لها بحنان :

_ هيا ياسمين .. يجب أن نتحرك الآن

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

أسرع سامر لشقته و قلبه يكاد يخترق ضلوعه من شدة الرعب و الخوف الذي تملكه .... فتح باب شقته الذي استجاب سريعاً و قد تجسدت أمامه أكثر الصور المرعبة التي لم يتخيلها في حياته

سعاد على الأرض ساكنة بجانب بركة قيء دامية ... و ليليان تجلس على الارض بجانبها و هي تنظر لجسدها الساكن بعيون فاقدة الحياة و هي تردد بخفوت :

_ لم أقصد .... لم أقصد قتلك ... لا ... كان يجب أن تموتي

أسرع سامر لجسد سعاد و هو يتحسس وجهها .. أمسك ليليان من كتفها و هو يصرخ:

_ ما الذي فعلته ليليان .. ؟؟ ما الذي حدث لسعاد ؟؟

ضحكت بصوتٍ عالٍ و من ثم أخذت تغني باللغة الإنجليزية تبكي و تمسح بيدها على شعر سعاد :

Sleep baby sleep
What are you waiting for?
The morning's on its way
You know it's only just a dream
Oh sleep baby sleep
I lie next to you
The beauty of this mess is that it brings me close to you

حدق بها سامر للحظة و قد أدرك خطورة وضعها .. لكنه أسرع يحمل سعاد بين يديه يركض إلى سيارته و هو يسحب ليليان من يدها لتلحق به و دموع قهر الرجال تمرغ وجهه


انتهى الفصل


ROSES LEAVES غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 10:38 PM   #5452

ROSES LEAVES

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 253759
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 4,359
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond reputeROSES LEAVES has a reputation beyond repute
?? ??? ~
Giden dönmez
افتراضي


مساء الخير يا قراء
ميساء تبلغكم سلامها وتعتذر عن تأخر نزول الفصل بسبب سوء النت الذي لا يسمح لها بكتابة الردود
قراءة ممتعة


ROSES LEAVES غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 10:40 PM   #5453

زهرة نيسان 84

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهرة نيسان 84

? العضوٌ??? » 297166
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,229
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الى اللقاء مع الفصل الاخير و الخاتمة في موعد سأعلن عنه لاحقاً ان شاء الله



زهرة نيسان 84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 10:41 PM   #5454

dima89

نجم روايتي و عضو تسالي متألق و الفائزة المركز الثاني في فزورة ومعلومة وفراشة متالقة في عالم الازياء والاناقة

alkap ~
 
الصورة الرمزية dima89

? العضوٌ??? » 297184
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 3,677
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » dima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond reputedima89 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
نبتسم دون أن نشعر أحياناً ليس جنوناً بل لأن أطياف من نحبهم مرت بنا
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة roses leaves مشاهدة المشاركة

مساء الخير يا قراء
ميساء تبلغكم سلامها وتعتذر عن تأخر نزول الفصل بسبب سوء النت الذي لا يسمح لها بكتابة الردود
قراءة ممتعة



شفتي كيف يا توني انه رغودة هون و شفتي كيف نطت نط !!!!

احم أهلين رغودة


dima89 غير متواجد حالياً  
التوقيع
أروع خالة حبيبتي رولاتي
رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 10:49 PM   #5455

توني 26

نجم روايتي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية توني 26

? العضوٌ??? » 274116
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,738
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » توني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond reputeتوني 26 has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 46 ( الأعضاء 33 والزوار 13)
‏توني 26, ‏زيتونة خضراء, ‏كلابي, ‏ميمى مصطفى22, ‏نبول, ‏dima89+, ‏بسنت محمد, ‏زهرة الكاميليا4+, ‏khma44, ‏AyOyaT, ‏marwa75, ‏habiba bibo, ‏cloudy9, ‏خجلي سر جاذبيتي, ‏sweettara, ‏{سحــ الثلج ـر}, ‏lelly, ‏نزووف, ‏ندى الفجر+, ‏kholoud.mohd+, ‏نويت الهجر, ‏اخطار, ‏هنوودة, ‏rasha shourub, ‏hope 21, ‏صبا., ‏قمر الليالى44, ‏أنا حزن, ‏الفجر الخجول, ‏سنديان, ‏ام مصطفى1, ‏sraby

هههههههههههههههههههه
يعني رغود مو بس متواجدة
لا .... كمان هي إلي نزلت الفصل ههههههههههه بصراحة أول نظرة خليتني أشك أن يكون الموضوع مقلب من مقالب رغود
بس طول الفصل عرفني أنه لا
إذا سمحتي رغود .... أشمتِ فينا في صمت
جاري قراءة الفصل


توني 26 غير متواجد حالياً  
التوقيع

إهداء نوفيلا للعشق لونه الدموي لـزهرة الكاميليا4 ... صديقة قل مثيلاتها , في إحدي المرات و بعد إنقطاع عن الحديث عبر الفيس بوك كتبت لها ... (توووتة محتاجاكي في شغلة) , و خلال أقل من دقيقة كانت حاضرة تعرض عدتها و عتادها , طلبت منها قراءة النوفيلا و فوجئت أنها لم تتأخر لحظة
بالعكس أنتهت منها و أعادتها لي مع تعليق في وقت لا يذكر
الإهداء ليس لأنها قرأت النوفيلا ... لكن لروعتها و تواجدها مع صديقتها وقت إحتاجتها دون أن تسأل
صديقتي الليبية الحلوة ما أرووووووووعك
النوفيلا قليلة بحقك , لكنها كل ما أملك إهدائه لك اليوم
عسي ربي يجمعني بك علي خير قريباً ... أحممممم و ناكل أيس كريم مع بعض

إهداء لــعاشقة الكلمات (أم حمودي) معك أجد عاطفة أمومية خالصة تغرقني , شاكرة لكل رسالة تبادلناها و كل نصيحة حياتيه تكرمتي بها علي قلبي المتلهف
رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 10:55 PM   #5456

sweettara

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية sweettara

? العضوٌ??? » 108723
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,340
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » sweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond reputesweettara has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
..لاتنظر الى الخلف ففيه ماض يزعجك ..ولاتنظر للامام ففيه مستقبل يقلقك ..لكن انظر للاعلى فهناك رب يسعدك ..
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة نيسان 84 مشاهدة المشاركة
الى اللقاء مع الفصل الاخير و الخاتمة في موعد سأعلن عنه لاحقاً ان شاء الله

والله انو روز هي لي تنزل الفصل الامر يثير الشك
شو مخبيا لينا يا نيسان ولماذا هذا الهروب من الشباك




sweettara غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 11:07 PM   #5457

زهرة نيسان 84

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهرة نيسان 84

? العضوٌ??? » 297166
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,229
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 50 ( الأعضاء 38 والزوار 12) ‏زهرة نيسان 84, ‏ام مصطفى1, ‏سناء هلسة, ‏هبة+, ‏بسنت محمد, ‏maryema, ‏haneen el nada+, ‏طاوووسه, ‏sweettara+, ‏ندى الفجر+, ‏جمرة الهوى+, ‏{سحــ الثلج ـر}, ‏braa, ‏dima89+, ‏najla1982, ‏زيتونة خضراء+, ‏كلابي, ‏ميمى مصطفى22, ‏khma44+, ‏AyOyaT, ‏marwa75, ‏habiba bibo, ‏cloudy9, ‏خجلي سر جاذبيتي, ‏lelly, ‏نزووف, ‏kholoud.mohd+, ‏نويت الهجر, ‏اخطار, ‏هنوودة, ‏rasha shourub, ‏hope 21, ‏صبا., ‏قمر الليالى44+, ‏أنا حزن, ‏الفجر الخجول, ‏سنديان

زهرة نيسان 84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 11:08 PM   #5458

زهرة نيسان 84

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهرة نيسان 84

? العضوٌ??? » 297166
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,229
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sweettara مشاهدة المشاركة
والله انو روز هي لي تنزل الفصل الامر يثير الشك
شو مخبيا لينا يا نيسان ولماذا هذا الهروب من الشباك


لا و الله راح اواجه مصيري بشجاعة
بس النت حب ينتقم مني عشانكم


زهرة نيسان 84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 11:10 PM   #5459

زهرة نيسان 84

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهرة نيسان 84

? العضوٌ??? » 297166
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,229
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond reputeزهرة نيسان 84 has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 51 ( الأعضاء 37 والزوار 14)
زهرة نيسان 84, ‏mimi0289, ‏ام مصطفى1, ‏lolololy909, ‏kholoud.mohd+, ‏سديم الذكريات, ‏سناء هلسة, ‏هبة+, ‏بسنت محمد, ‏maryema, ‏haneen el nada+, ‏طاوووسه, ‏sweettara+, ‏ندى الفجر+, ‏جمرة الهوى+, ‏{سحــ الثلج ـر}, ‏braa, ‏dima89+, ‏najla1982, ‏زيتونة خضراء+, ‏كلابي, ‏ميمى مصطفى22, ‏khma44+, ‏AyOyaT, ‏habiba bibo, ‏cloudy9, ‏خجلي سر جاذبيتي, ‏lelly, ‏نزووف, ‏نويت الهجر, ‏اخطار, ‏هنوودة, ‏rasha shourub, ‏hope 21, ‏صبا., ‏قمر الليالى44+


زهرة نيسان 84 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-05-14, 11:11 PM   #5460

خجلي سر جاذبيتي
 
الصورة الرمزية خجلي سر جاذبيتي

? العضوٌ??? » 151944
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » خجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond reputeخجلي سر جاذبيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل مثير بحق تسلم ايديكي ياحبيبتي بحيكي على الاحداث وازي تقدري توصفيها بشكل مدغدغ لمشاعر القراء تصدقي عشت الفصل وكأن الابطال قدامي بس تمنيت يكون دلال فصل وينطوي لكن انتي رجعتيها بقوة في الفصل ده
بس احبطني بجد لما فكر يرجع دلال معقولة بعد الكلام الي قالته عن ياسمين يقوم يرجعها يادمك ياشيخ انا عندي احساس انه حايفطس بسبب عملتة بياسمين هههههههههه
ياسمين لسى بحس بوجعها في كل فصل مش قادرة تتلم على الراجل الي بتحبه حتى بعد ماطلق دلال لكن رجعت دلال راح تكون حياتها قاسية ومؤلمة واحساسي هي الي راح تطلب الطلاق لان عارففة ان زياد مش قادر يكون ليها ابدا ياخسارة

ليليان يارب ياخذ عمرك مابطلتيش كذب وهوس على سامر وسعاد كمان مريضة بثنائي القطب يالهوي يعني قتالة قتلى راحت فيها سعاد يارب يقدر ينقذها سامر قبل ماتروح فيها علشان هيا وياسمين ناقصين حياتهم كلها كركبة

ريتاج دورها جميل اوي والشريط التسجيل الي فيها يتكلم علي عن بطولة والده واستشهاده

كريستسا يقصف عمرك قال ايه خربت تخطيط المنظمة علشان بتحب قصي مريضة بعيد عنك مهمت عملتي انتي في نظره صفر قدام سلام حبيبتة وام طفله بشرتينا بحمل سلام عقبال ماتبشرينا بياسمين وسعاد بجد مهوسسه باالاطفال هههههههههه

وقصي لسى الشبح متمكن فيك ياراجل مابطلتش دم حتى بعد مابشرتك سلام بالنونو يادمك وبرودك

اما زياد حالة ثانية زعلانة اوي من تصرفه مع دلال حتى بعد انانيتها المطلقه وطلبها تطليق ياسمين شوفتو الفرق بينها وبين ياسمين عايز الراجل يرمي الست الي وقفت جنبه في لحظة هيا بعيد عنه وكمان حبها وعلى ذلك ياسمين ماطلبتش تطليق دلال او عدم الرجوع ليها بل بالعكس هيا الي امرته يروح ليها ويرجعها تقومي تفطسينا بوجودها مرة ثانيه ياميسو ليه دنتي حلويتي اوي في الفصول الاخيرة تقوم تطينيها طيب النهاية حاتكون شكلها ايه ياترا وياسمين هيا فين من كل ده ياحبة عيني

دايما ياقمر منورة واكيد الفصل الجاي تبشرينا بحاقة ترد الروح ياميسو اوعي تفطسيني اهو حذرتك امووووووووواح ياحلو


خجلي سر جاذبيتي غير متواجد حالياً  
التوقيع




رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الشبحالقاتل

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.