آخر 10 مشاركات
تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          7 ـ جرح السنين ليليان كيد كنوز أحلام قديمة (كتابة / كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          334 - ليلة مع العدو - بيني جوردان - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* (الكاتـب : عيناك عنواني - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-16, 10:40 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 425- خطوات حذرة - روايات عبير - المركز الدولي(كتابة/كاملة)**





425 - خطوات حذرة -روايات عبير - المركز الدولى
الملخص
أيهما ينتصر على الأخر الزواج أم العمل؟
فرضت الظروف القاسية على هذه المرأة أن تعول نفسها بعد وفاة زوجها فى حادثة مؤلمة
وأن تعول أيضاً أبن زوجها الراحل فأختارت عملاً شاقاً لا يناسب إلا الرجال الأشداء
وهو أن تقود شاحنة ضخمة تقوم بسحب السيارات المعطلة على الطرق سواء بسبب
الحوادث أو التلف أثناء السير أو الأمطار .
لاحت لها فرصة زواج جديدة ,فهل تقبل وتترك عملها الشاق؟


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى and يون سي like this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 08-07-16 الساعة 12:23 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 11:04 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
***********
-هل طلب أحدهم سيارة جر السيارات المعطلة إلى هنا ؟
ترك المسئول عن ساحة الأنتظار مكانه أمام واحدة من أصص الأشجارالتى تحيط بالمدخل
المحفوروتقدم إلى المظلة الحمراء التى كتب عليها بحروف غير ظاهرة (الثور) وكانت نفس
الكلمات تزين الجيب الأيسر من سترته الحمراء.أتسعت أبتسامة الشاب المرسومة على
وجهه عندما رأى من بداخل السيارة الضخمة وقال :
-فى الحقيقة إنه السيد روسو أرجوك أن تركنى السيارة بعيداً بعض الشئ وسأخبره
بوصولك
ناورت كريستينا بوندربالشاحنة الضخمة المعدة لجرالسيارات وحملها إلى المكان الذى
أشار إليه ثم قفزت إلى الأرض وأخذت تدلك صدرها وهى منكمشة لقد كان الليل
طويلاً وشاقاً مع إعتدال حرارة شهر مارس فى هوستون لقد كان من حقها أن تتمتع
بدفء مساء السبت ولكن ثلاثة استدعاءات مهمة فى الطريق السريع وبعضها فى وسط
المدينة جعلتها تفقد السيطرة عل وقتها فضلاً عن عدة مكالمات تليفونية مختلفة.لقد
أنتفخت حافظة نقودها خلال ساعات ولكنها أصبحت شبه صريعة
كانت عقـارب ساعتها تشير إلى الواحدة والنصف صباحا وبعد إنتهاء هذه العملية
الأخيرة التى أستغرقت ساعات من العمل يمكنها أن تعلن أن اليوم قد أنتهى.حاولت أن
تكتم تثاؤبها ودست أصابعها فى جيبها وأخذت تتارجح بعض الوقت فوق حذائها
الرياضى.لم يتأخر الظريف فى الظهور مرة أخرى قائلاً:
-إن السيد روسو مع المدير وهو فى مكتبه ولم يتبق أمامه سوى بضع دقائق
ويقول لك أن تدخلى وتتناولى مشروباً.أنه يقدمه لك على نفقته
استقرت عينا الشابة المتسعتان عن أخرهما على ملابسها الرثة وحذائها المهلهل ثم على
المدخل الفاخر لشركة الثور (لوبوف) وسالته :
-هل أدخل هنا ؟ وبهذا الزى؟
رد الشاب وهو ينظر نظرات ذات مغذى على جسدها
-نعم...أنى أجدك رائعة هكذا
يا إلهى! لماذا تلتقى دائما برجال وقحين ؟أن هذا الصبى لا يمكن أن يزيد عمره عن أولاد
أختها الذين لا يتجاوزون الثامنة عشرة من أعمارهم ومع ذلك يغازلها قالت :
-دعك من هذا يا صغيرى أننى يمكن أن أكون فى منزلة أمك
تلعثم الصبى وصلب عوده ورد عليها :
-نعم يا سيدتى
قالت كريستسنا بلهجة أرق:
-هيا ندخل....أن قدح من القهوة لن يضر
-نعم يا سيدتى
كان الجو فى الداخل عتمة ومغطى بالدخان وأنغام رقصة الروك تعزف بعنف هز أرضية
المكان وقد أختلطت بها كل صيحات مجنونة وحادة
أى نوع من الأماكن ممكن يكون؟ بعد ساحة الأنتظار المبهرة لم تستطع كريستينا أن تميز
شيئا وسط الظلام الدامس .ظهر جسد فجأة بجوارها وسمعت صوت رجل أجش وممطوطاً
يقول :
-مرحباً بك فى لوبوف إن جميع الموائد مشغولة ولكن هناك مقعدا خاليا عند المشرب.ماذا
أحضر لك لتشربيه؟
طرفت كريسستينا بعينيها وأستطاعت أن تميز عقدة فراشة حول عنقه وبدت وكأنها
كشاف نور وسط كل هذه العتمه وكذلك لاحظت أبتسامة لامعة.أصطدم بها شخص ما
وغريزتها بحثت يدها عن شئ تستند عليه .أدخلت أصابعها فى لحم جسد عارى وقوى
وأنطلقت منها صيحة دهشة .قال الصوت :
-أهـ...مسموح بالنظر وغير مسموح باللمس؟!
نزعت يدها بسرعة من الوسط القوى العارى :
-أنا أسفة.إنى أنتظر السيد روسووأريد فقط قدح من القهوة,من الأفضل أن أنتظر فى
الخارج
-بيك روسو؟خالص أعتذاراتى يا أنسة سأجد لك مكانا أماميا....من هنا أتبعينى
أمسك بكوعها وجعلها تخترق حشود رجال ونساء صاخبات ثم أجلسها.
كانت كريستينا مذهولة وهى ترى الرجل الذى يدور فى دائرة الضوء المركز من كشاف
أمامها تماما.كان جسده أسمر قوى وقد لمع من تأثير دهان جسده بالزيت ولم يكن يرتدى
سوى شورت قصير من اللآلئ وقد علق ريشتين وسط شعره الأسود الطويل سمعت
أحدى جاراتها تقول وهى تلقى عليه ورقة نقود :
-جيرونيمو!
زمجر الراقص وأتى بحركات غريبة,تأوهت كريستينا وهى تنكمش فى مقعدها محصورة بين
هؤلاء المجانين اللذين يرسلون أوراق النقد المكورة إلى جيرونيمو.
أنه أمر مزعج وغير مفهوم لقد حاول بعض الخدم أن يبعدوا أيدى النساء الثائرات عن
الهندى ثم بدأت سرعة دقات الطبول تبطئ أخيرا بينما يرفع جيرونيمو ذراعيه وسط
الضوء اللذى يخف تدريجيا فكرت كريستينا أن فى أستطاعتها أن تخرج وهى ترشف
قهوتها.ولكن لا إن الجمهور لم يقم بعد ثم أن الموسيقى أرتفعت دقاتها مرة أخرى وأن
كانت الألحان هادئة,تردد صوت المذيع :
-والأن سيداتى سادتى ....نجم لوبوف الجديد إنه الملك ذو الضفائر الذهبية أنه.......
الفايكنجـــــــز
بدأ أن هستريا المتفرجات وصلت ذروتها ومن بين أذرعهن وسيقانهن أستطاعت كريستينا
أن ترى رجلا ضخما واقفا فوق منصة وسط الحلبة وقد إرتدى فروا وأمتشق سيفا وفوق
رأسه خوذة ذات قرنين
عند أول حركة بدرت منه وصل هوس المتفرجات إلى حد بعيد حتى أن قطرات من
قهوتها تناثرت على قميصها,أحست بالأشمئزاز.كيف يمكن لسيدات بالغات أن يتصرفن
هذا التصرف الأهوج؟وأى نوع من الرجال يمكن أن يحدثوا مثل هذا الهياج المهين؟
ومع العدد المتزايد لأوراق البكنوت التى كانت تتطايرفى الهواء لأحظت أن الراقص
يقترب منها وقام أحد الخدم بحجز أحدى الزبائن الثائرات أمامها.أستطاعت الشابة فى
خلال ثوانى أن تلاحظ سوارا من جلد الحيوانات وحزاما تحت السرة وفى وسطه وشم.
دارت عينا كريستينا فى محجريهما وفغرت فمها وظلت تائهة بينما أنطبعت الصورة فى
ذاكرتها.نهضت فى قفزة واحدة وأخترقت جمعا من النساء ووصلت إلى حافة المنصة ثم
رفعت عينيها على العملاق الأشق الشبه عارى والذى كان يميل على أحدى الشقراوات
التى كانت تمسك ورقة بعشرين دولاروهى تصيح فى صوت هادر
-أنزلوه من هناك فى الحال! ياجون بوندر
تسمرت نظراتها على المشهد عندما تحول إليها الفايكنجز وفى الحال أحست بالندم
ووضعت كريستينا يدها فى وسطها وصوبت نظرات ناريه إلى الشاب الذى كان يفوقها
فى الطول ثلاثين سنتيمترا وصاحت :
-عليك أن تذهب فى الحال وترتدى ملابسك
وفى لحظة أمسكت بذراعه وفى نفس اللحظة رفعها خادمان ذوا عضلات بارزة وسحباها
خارج الحلبة قال أحدهما فى لهجة لتهدئتها وهى وتصارعه:
-ليس من حق أحد يا سيدتى أن يلمس فايكنجز
-أنه ليس فايكنجز...إنه أبنى
قال الثانى وهو يدفعها لأختراق الجمهور فى الجهة المقابلة يساعده زملاؤه:
-بالتأكيد !
-إنى أطالب بمقابلة المديرفى الحال
كان بيك روسو جالسا فى ركن حجرة المكتب يراقب فى تسلية وإعجاب تلك الكتلة
الكهربائية الصغيرة التى أرتدت بولوفر أزرق متسخا وجينز كان يبرز بطريقة رائعة
أستدارة جسدها.كان جزء من شعرها على شكل ضفيرة وكانت تهتز فى كل مرة توجه
أصبعها فى وجه سال ميليا بعد أن ناولته الصابونة بينما باقى خصلات شعرها بلون عسل
النحل تناثرت فوق كتفيها وعلى طول ظهرها.صرخت بعد أن أسقطت ثورتها اللوحة
الخشبية الموضوعة فوق المكتب وعليها أسم سال ميليا
-هل يمكن أن تشرح لى يا سيد مليا لماذا بالضبط تستخدمون أطفال أبرياء فى هذه الحانة
القذرة؟إنه عار ويجب إلقاء القبض عليك
بدأ على سال مظهر الذهول وتحول إلى بيك بينما تبعت كريستينا نظراتهثم سألت الأخير
:
-وانت...ماذا أنت بالضبط؟
نهض بيك وتقدم نحوها كانت رغم عينيها اللتين ترسلان شررا تبدوان ذات أجمل وجه
رأه
قال وهو يمد لها يده مبتسما :
-أنا بيك روسو
شدت على يده بطريقة آلية وفى نفس الوقت أكتشفت خلف رموشه السوداء الكثيفة
عينين رماديتين جعلتاها مذهولة كان شعره الداكن الذى تخللتهه شعيرات بيضاء عند
فوديه الطويلة.وكذلك كان طويل القامة وله كتفان عريضتان وقد أرتدى حلة سوداء
داكناء ذات هيئة راقية كان أنفه مستقيما بينما أظهرت الأبتسامة شفتيه الممتلئتين
وأظهرت غمازة على خده الأيسر الذى كان له وقع السحر على كريستينا.لم يسبق لها
أبدا أن رأت رجلا أكثر منه جاذبية وفقدت كريستينا فى الحال القدرة على التنفس ولم
تستطع إلا أن تنظر إليه وفمها فاغر.قال بحيوية:
- وأنت ؟ من تكونين؟
-أنا كريستينا بوندر أتيت لأسحب سيارتك المعطلة
سال بدهشة:
-أنت؟!
جعلها سؤاله تهبط من فوق سحابتها وعاد غضبها مرة ثانية مما جعلها تتجنب أن تصبح
موضع سخرية
-نعم أنا ولكنك جعلتنى أنتظر وفى هذه المناسبة رأيت جون يستعرض بطريقة قبيحة وهو
لا يرتدى سوى قطعة ملابس تستر بالكاد عورته.وهو لا يزيد عن كونه مراهق .ليس
هناك ما يفعله فى هذه المنشأة لقد قال لى أن يعمل حارسا فى مكان يرعى الثيران
وأعتقدت أنه مطعم ولم أكن أعلم أنه هو الثور نفسه
ختمت كريستينا كلامها بكل إحتقار.سال بيك وقد قطب حاجبيثه :
-ومن هو جون؟
أنه جون بوندر المعروف هنا بالفايكنجز أى أحد غزات الشمال فى أوروبا
-بوند؟هل هو أخوك؟
-لا ليس أخى.....أنه أبنى
رفع الرجل حاجبيه الأسودين فى دهشة:
-أنك تبدين شابة أصغر من أن يكون لك أبن فى سنه أنك لا تزيدين عن خمسة وعشرون
عاما
قالت بصوت مبحوح:
-أسمع أنى فى الرابعة والثلاثين من عمرى وأستطيع أن أريك رخصة قيادتى إذا لم تكن
تصدقنى.إن جون هو أبن زوجى ولكنى أربيه منذ كان فى الخامسة
قال بيك فى النهاية فى ندم :
-إذا كان جون هو ابن زوجك فلابد أن يكون له أب-ولكن أى نوع من الآباء يترك
هذه الغزالة ذات الوجه الملائكى تقود شاحنة جر سيارات وحدها فى هوستون فى هذه
الساعة المتأخرة من الليل؟ألا يعلم أن عدم الحرص هذا يمكن أن يكون خطيرا؟-وزوجك
هذا....أين هو؟
-أنا أرملة يا سيد روسو ولكن هذه ليست المشكلة ولكنى الواصية الشرعية على جون
-فهمت.....وما سن جون ؟
ثمانية عشر عاما
-وهل لايزال فى حاجة إلى وصية؟
اجابت وهى تحرك رأسها وبالتالى الضفيرة:
-إنه فى حاجة لمن تعتنى به ليس هذا لأنه لا يتردد على الجامعة التى هرب منها عندما
أحضرته إلى بيتى بعد أن ركلته ركلة طيبة
-فهمت
كتم بيك ضحكة مجنونة وهو يتخيل امرأة فى رقتها تحاول ركل جون بوندر الذى يزن
على الأقل خمسون كيلوجرام أكثر منها.قال لسال :
-ما رأيك يا سال أن تذهب لإحضارالفتى حتى نسوى هذا الأمر؟
قال ميليا وهو يسرع :
-طبعا يا بيك
أستدارت كريستينا لتفحص الرجل الأسمر الذى لم يحس بالضيق فى عملية التقيم له. لم
تكن أصابعه الطويلة تحمل أى دبلة ولكنها أقسمت فى نفسها أنه رمز للرجولة الرومانية
والذى يخفى تحت قميصه الحريرى الأبيض سلسلة ذهبية تحت رابطة عنقه.
وكان وسطه دون شك وسط بطل أوليمبى ولكن ماذا يهم من قوة وسطه؟حسنا....أنه
مليح وجذاب ولكنه فى الحقيقة ليس النمط الذى تفضله.أن الرجال الذين يرتدون أحذية
تفصيل باليد وأحزمة من ذهب قد يفوق ثمنها ثمن شاحنتها...أنهم لا يثيرون أنتباهها أنه
يشع قوة هادئة وطاقة مؤثرة هى عطر ما بعد الحلاقة الذى يستعمله ولاحظت أن به بعض
الخشونة من السرعة التى يتصرف بها السيد ميليا أمام أى أقتراح منه تسألت من يكون
هذا الشخص الذى يعطى أوامر للمدير؟
قطع السكون صوت أثوى لكريستينا :
-يا سيد روسو ماذا يربطك بالسيد ميليا وهذا......المكان؟
-العائلة....أن سال مليا أبن أختى الكبرى وأقدم له النصائح من آت لآخر
جعلتها أبتسامته الهادئة تحس ببعض الأطمئنان ثم أن كريستينا أحمر وجهها أمام نظراته
يا إلهى ماذا حدث لهما؟أن ماحدث لها لا يطمئنها على الأطلاق يجب عليها أن تأخذ جون
وترحل من هنا بسرعة قالت :
-فهمت
حاولت أن تنسى الرجل الواقف أمامها تماما وهى تردد لحن عيون تكساس وتنظر إلى
رباط حذائها الرياضى فتح الباب خلفها فجفلت.قال سال:
-لقد رحل منذ فترة
صاحت بصوت مخنوق بعد أن سلكت حلقها محاولة الأبتسام لهما :
-رحل ؟لأبد أن أرحل أنا كذلك.إذن إلى اللقاء
أوقفها بيك:
-أنتظرى !وماذا عن سيارتى؟
وقفت فى الحال
-سيارتك؟
-نعم....لقد حضرت إلى هنا من أجلها...إن سيارتى فى ساحة الأنتظار أنها سيارة غالية
-طبعا....لست هناك مشكلة يا سيد روسو سأعتنى بها وكأنها طفلتى,تصبح على خير يا
سيد ميليا سعيدة بمقابلتك.
رد ميليا بلهجة رقيقة:
-وأنا أيضا يا سيدة بوندر
كان ملهى لوبوف شبه مهجور عندما عبرا الصالة الكبرى ليخرجا.كانت الزبائن قد
رحلن وأضئيت الأنوار وكان أحد العاملين يعد أيراد الخزينة وساد صمت لا يقطعه سوى
صوت المكنسة الكهربائية. كان الأمر غير عادى بعد الجنون المطبق الذى سبق أن ساد
المكان عندما ولجته لأول مرة
كان غير عادى أيضا ذلك الأحساس الذى أحسته وكف بيك على وسطها ليوجهها عبر
المخرج لاشك أنها حركة غير مقصودة منه لكن بالنسبة إليها كانت عذابا لا يطاق على
أعصابها كانت روحها مركزة على هدف واحد هو الرحيل والهروب من هذا الرجل.لا
أهمية لما يمكن أن يجعلها ذلك الرجل تسبح فى الفلك فإن كريستينا تعرف من التجربة أنها
لا يمكن أن تثق بهذا النوع من الرجال.سارعت خطواتها ودفعت الباب بيديها ولكنها لم
تنجح دفعته مرة ثانية دون أن تنجح.خنقها الخوف وأفلتت منها تأوهات ضعيفة .
ضغطت بفخذها على خشب الباب الصلب أمسك بها بيك من كتفيها فتصلب جسدها
أبعدها بيديه برقة وفتحت أحدى عينيها فى اللحظة المناسبة لترى بيك يبتسم ويديرالمفتاح
الذى كان موجودا فى الكالون من البداية سمعت الشابة نفسها تتلعثم بصوت مخنوق :
-يا لى من غبية حتى ألا الاحظ ذلك
قال بيك وهو لايزال يبتسم :
-على الأطلاق
قفز الحارس واقفا عندما رأه وقال :
-لقد بقيت لأحرسسيارتك يا سيد روسو أنها نموذج للروعة والفخامة
قال بيك وهو يمنح الحارس منحة ضخمة و فلكية:
-شكرا يا أيدى أليست مميزة؟ولقد دفعت مبلغا ضخما لأشتريها ولست أدرى ماذا
حدث لها هذا المساء ولكنه أمر بسيط وستسير بعد إصلاحها كما كانت وهى جديدة
تابعت كريستينا نظرات الرجلين المبهورة ثم أكتشفت سيارة صالون قديمة الطرازتتوج
وسط المكان الخالى كان لونها أسود وحليتها من النيكل اللأمع وأطارتها مغسولةوعليها
أغطية معدنية بدت وكأنها خرجت لتوها من أحد أفلام ما قبل الحرب.قالت :
-هذه....سيارتك؟
هز الرجل رأسه موافقا وأتجهوا نحوالسيارة وهو يقول
-أنها رولز رويس رأيت 1939 فى حالة ممتازة وأشتريتها من جالفستون وعدت بها
ولكنها بدأت تقفز قفزات غريبة من مسافة قريبة من هنا,أريد أحدا يقطرها إلى الورشة
لفحصها أن السيرات مثل النساء.أنهن يتصرفن تصرفا أفضل إذا تعاملنا معهن برقة
أخذت أصابعه تربت غطاء الأمامى للسيارة بينما عيناه تنزلقان على كريستينا ثم سألها:
-هل يمكن أن تصلى إليها ؟
قالت فى نفس مقطوع :
-أصل إلى ماذا؟
ساد صمت ثقيل
-إلى قطر سيارتى ....
ردت عليه بعداء مفاجئ
-طبعا....ليست هناك مشكلة وسترى سارفعها على سيارتى قبل أن تمر ثانية واحدة
أنطلقت نحو الشاحنة وما أن جلست خلف عجلة القيادة حتى تنفست الصعداء هل
يحاول هذا الشخص أن يغازلها أم أن الأمر محض خيالات جامحه؟
طوال كل هذه السنوات التى قادت فيها شاحنة قطر السيارات ماركة هوب لوفيل لم تقع
فى مثل هذا الموقف .وكان البعض من بينهم جون يعتبرون عملها خطيرا ولكنها لم تقابل
فى حياتها مشكلة عويصة أو شبه عويصة .على أى حال كانت دائما ما تنجح فى السيطرة
على المواقف حتى الشائكة منها ةولكن مواجهة بيك روسو أمر أخر عيناه أبتسامته
الساحرة.....أوه!
ناورت كريستينا بالسيارة كعادتها وسرعان ما رفعت السيارة الرولز فوق ظهر الشاحنة
بواسطة روافع هوائية أمام أنظار بيك المذهولة ما أن تمت كريستينا العملية حتى القت
قفازها داخل كبينة السيارة فوق المقعد وسألت بيك عندما جلس على المقعد المجاور لها :
-أين سنذهب ؟
قال الرجل وهو يعطيها عنوانا فى أفخم حى سكنى فى هيوستون :
-إلى ريفرأوكس
همهمت من بين أسنانها
-طبعا واضح
أن هولاء الناس يعيشون دائما فى ممتلكاتهم على نهر أوكس وبها حدائق وحمامات سباحة
أما كريستينا نفسها فتسكن فى شبه مهدم فى مرتفعات هيوستون والوحيد الذى تنقل منه
الماء إلى الدش فى الدور الأرضى هو حوض المطبخ سألها :
-هل قلت شئ؟
-لا...لا...أنى أفكرفقط فى وصايتى ,منذ متى تعيش فى هيوستونيا سيد روستو؟
-لقد أتيت من شيكاغو من حوالى ثمانية أعوام
قالت كريستينا وهى تتمسك بهذا الموضوع للحديث :
-وهل كانت أسرتك هناك دائما؟
-نعم جزء منها ولكن الأغلبية تعيش الأن فى هيوستون لأن إمكانيات العمل فيها
كثيرة.وماذا عنك؟
-ماذا عنى ؟
-حديثينى عن كريستينا بوندر سائقة شاحنة جر السيارات هل أنت من هيوستون ؟
-لا أنا أصلى من تكساركانا حيث تعيش بقية أسرتى وقد أتيت إلى هنا للدراسة وبقيت
فيها إن أبى الأن متقاعد ولدى أيضا شقيق شاب يعمل مهندسا فى سكرمنتو
أحست بأنها على أستعداد أن تستمر فى حكايتها بنفس الوتيرة المملة إلى أن تتخلص
منه....
-....أنه أسمه أندورو هو وزوجته كارول لديهم ثلاث بنات صغيرات
-منذ متى وأنت تقودين هذه الشاحنة؟
-من حوالى أربع سنوات ونصف وعادة ما أعمل فى عطلات نهاية الأسبوع أو عندما
تمطر
-عندما تمطر؟
-عندما تمطر أنى أتلقى أكبر عدد من الطلبات عندما تصبح الشوارع مبللة. ما أن ترتفع
المياة فى الشوارع بضعة سنتيمترات إكون واثقة أن أمامى نهار ا طويلا شاقا
-اليست هذه المهنة خطرة على النساء؟
أجابت كريستينا بجفاء :
-أحب هذا العمل .أنه يمكننى من سداد فواتيرى وهو نشاط شريف يا سيد روسو
أبتسم الأخر وهو يراها ترفع ذقنها لأعلى فى كبرياء وفى نفس الوقت مركزة على قيادتها
,ولأول مرة بعد فترة طويلة إستطاعت امرأة أن تبهره بهذا العمق والجاذبية أنه لم يسبق له
أن أحس بمثل هذا الشعور الحى منذ رحيل بولا كانت هى نفسها أمينة ونبيهة مثلها
وكان يعلم أن العاطفة لم تكن غالبا فى مكانها الطبيعى بينه وبين بولا خلال الأعوام
الأخيرة من حياتهم المشتركة
حاول أن يقارن بين زوجته السابقة وتلك الشعلة الصغيرة الجالسة بجواره فلم يجد بينهما
أى تشابه إلا من حيث الجمال فقط .كانت بولا باردة العواطف ولم تكن تهتم بأى شئ
أخر سوى صورتها الخاصة فى عيون الأخرين ,كان سينفجر من الضحك بصوت عالى لو
تصورها مرتدية الجينز المشحم وتقود شاحنة ضخمة
فى الوقت الذى وصلا فيه إلى مقر إقامته كان قد أتخذ قرارا,أن هذا الشئ الضئيل
المستقل -الذى هوكريستينا بوندر-قدغزاه وقهره وأول ما سيفعله هو أن يجد لها عملا
وسط مجتمعه بعيدا عن المخاطر التى يحملها الطريق
ما أن أنزلت السيلرة الرولز من الشاحنة حتى أخرج بيك عددا ضخما من النقود من
حافظته وناوله للشابة فقالت وهى متجهمة:
-ماهذا؟
-أعتبريه تعويضا لك عن المتاعب التى لاقيتها هذا المساء فى الملهى
لقد كان الأمر مزعجا يا سيد روسو حقا ولكنك لن تسكتنى بنقودك هذه التى لا أريدها
وقل للسيد ميليا أن الفايكنجز قد أنتهى من أخر استعراض له
قالت ذلك بحده وهى تصعد فى غضب لتجلس على مقعد القيادة
أنتهى الفصل الأول


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 11:09 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى
××××××××
انتزع صوت هدير ماكينة قص الحشائش كريستينا من نومها تثاءبت وتمطت ثم نظرت
إلى المنبه ,اللعنة أنه منتصف النهار وقد تأخر الوقت لحضور القداس لماذا لم يوقظها
جون؟عادت إليها ذكرى الليلة الماضية لابد أنه تمشى فترة الصباح كلها على قدميه
ليؤخر مواجهتها له إلى أقصى حد
عندما عادت فى الليل وجدته مستغرقا فى نوم عميق وقد تناثرت كتلة شعره الكثيف على
الوسادة بينما أسترخت رموشه الطويلة الذهبية فى طفولة على خديه ولم يطاوعها قلبها أن
تنتزع منه تفسيرا فى تلك الساعة المتأخرة,لقد كان مظهره كما هو دائما بريئا محبوبا
وكانت تعزه كثيرا ولكن يجب ألا يتخيل إن كريستينا لن تدع مسلكه الفاضح يمربسلام
عندما أستعادت كريستينا شريط حياته وما حدث بالأمس .
خلعت القلنسوة الفرو من فوق رأسها والقت بالأغطية من فوق جسدها ثم قفزت خارج
السرير لابد أن يعانى الفايكنجز ربع ساعة مريرة معها.رفعت الشابة الستارة المنسدلة
بحركة شديدة وطرفت عينها أمام ضوء الشمس المبهر ثم فتحت النافذة وأحنت رأسها
ونظرت للخارج ونادت على جون الذى كان يقص الحشائش الأمامية ولكنه لم يبدو
عليه أى رد فعل ولا غرابة فى ذلك أمام الهدير المزعج الصادر عن المحرك القديم.ثم أنه
وضع على أذنيه سماعات الراديو المتنقل الذى ثبته فى حزام بنطلونه المصنوع من قماش
الجينز
صاحت كريستينا بأعلى صوتها مرة أخرى وهى تلوح بذراعيها عندما أستدار بالماكينة
ليقص مجموعة حشائش جديدة
-يا جون بول بوندر!
مرة أخرى تردد الصياح دون جدوى وكأنه أختار بالمصادفة هذا الصباح لينجز المهمة
التى بح صوتها ليقوم بها من أسبوعين وكذلك بالمصادفة فإن سيارتها الفولفو الخضراء
أصبحت هذا الصباح تضوى لمعنا لم يسبق أن حظيت به منذ قام زوجها الراحل بتلمعيها
بالورنيش فى فترة كان فيها فى حالة نفسية مرتفعة قبل عام من وفاته,أخذت تصيح
وتلوح دون جدوى ثم أحست بالسخط فأخذت صندلا وألقت به نحو وسط الشاب
المراهق العارى الذى تسمر فى مكانه ثم رفع عينيه نحو النافذة نحو أمه حياها بيده قبل لأن
يبطل المحرك ويرفع السماعات عن أذنيه وقال :
-صباح الخير يا أمى....أنى اشذب الحشائش,هل رأيت سيارتك؟لقد لمعتها بالورنيش
أستقرت عينا الشابة على الشاب الصغير الذى يشبه تمثال أدونيس رب الجمال أنه يزداد
شبها بكيرتس يوما بعد يوم وقد ورث عنه جسده الرائع التكوين ولكن لحسن الحظ لم
يرث عنه ضعف أخلاقه وليس معنى ذلك أنه كامل الأوصاف ولكنه أثبت دائما
استقلاليته وحتى الآن لم يثبت أنه كاذب أو خبيث.صاحت :
-عد!يجب أن نتحدث
-طبعا...ولكن من فضلك أسمحى لى أن أتم قص الحشائش
-يمكن للحشائش أن تنتظر ,عد للبيت فى الحال
أطلق الشاب زفرة ضيق طويلة وأنحنى ليلتقط فردة الصندل فى اللحظة التى ظهرت فيها
سيارة رولز عتيقة فى الممر,كان الرجل الأسمر الذى خرج منها قد وصل فى الوقت
المناسب لتأخير المناقشة الرهيبة المتوقعة وأخذ ينظر إليه وكأنه أنقذ حياته.لم يفت هذا
الوصول على كريستينا أيضا وتسألت ماذا يمكن أن يفعل روسو فى هذه المنطقة؟
أعادت رأسها من خارج النافذة بسرعة وحيوية وحاولت أن تفكر,لترى ربما أتى
ليتحدث مع جون!فى هذه الحالة أن تظل مؤدبة وتحاول أن تتخلص منه بأسرع ما يمكن
وعندما قر قرارها دخلت الحمام .
كان بيك قد لمحها فى جزء من الثانية خلف النافذة ولكنها أختفت عندما وقف أمام المبنى
القديم الطراز الفيكتورى ذى الطلاء الباهت المتشقق والشرفة الأمامية المتهالكة وكانت
صورة الشابة قد طاردت خياله طوال جزء لاباس به من الليل وكل فترة الصباح لدرجة
أنه أتصل بسال نيليا ليعرف عنوان ورقم تليفون أل جون بوندر أبتسم بيك لجون الذى
أحنى رأسه محييا:
-صباح الخير سيد روسو...قل لى ما السبب السعيد...؟
تقدم الشاب ليصافح يده وداعبت أصابعه رفرف السيارة اللأمعة السوداء.
قال بيك:
-لقد عملت هناك طوال فترة الصباح وأتيت لأرى إن كانت كريستينا لديها رغبة فى
القيام بجولة معى فى أثناء إجراء تجارب الأداء للسيارة
-كيف تعرفت على أمى؟
-كنت فى مكتب سال ليلة أمس عندما قامت بهجمتها على أستخدام شاب برئ فى
ملهاه,لقد أتت لجر سيارتى عندما رأتك
خفض جون رأسه ومرر يده فوق جبهته المبللة
-أنا أسف حقا يا سيد روسو من كل هذا ,ولكن أمى تصبح كالنمرة عندماتثور غضبا
رد بيك:
-فى هذا أنت على حق.أن المرء يمكن أن يظنها أختك أكثر من كونها أمك أو زوجة أبيك
أنتصب جون وواجهت عيناه الزرقاوان عينى بيك الرماديتين :
-أنه الأم الوحيدة التى عرفتها طوال حياتى وهى أم ممتازة جدا إنى مدين لها بالكثير
وأحبها كثيرا ولكنها لاتصل إلى إدراك أنى كبرت.أنا بالنسبة لها لازلت ذلك الطفل الذى
يجب أن تعتنى به
-أن الأمهات كلهن هكذا.وهكذا الحال مع أمى رغم أنى أوشكت أن أصل لسن
الأربعين.هل ستصر على ألا تعمل فى الملهى؟
-لم نناقش الأمر بعد وقد حاولت تجنب المناقشة ولكنها تقريبا نجحت فى محاصرتى فى
ركن لا فكاك منه عندما وصلت لابد أنها غاضبة لدرجة الجنون لأنى كذبت بشأن عملى
-هل كذبت عليها؟
-ليس بالضبط ولكن الأمر بالنسبة إليها لا يشكل أى أختلاف,لقد قلت لها أنى فى أثناء
عطلت نهاية الأسبوع سأعمل فى مكان خاص بأعمال الثيران وفهمت من ذلك أن أعمل
فى مطعم ولم أعارضها أو أشرح لها الوضع الصحيح ولكن يا ألهى !ماذا كان بأستطاعتى
أن أفعل غير ذلك ؟إنى لا أستطيع أن ألتحق بالجامعة وكسب عيشى فى الملهى إلا بالعمل
نصف الوقت,لقد مرت أعوام وهى مطحونة بين إكمال دبلومها العالى فى المحاسبة والذى
أنتهت من لتوها وبين شاحنةجر السيارات فى عطلات نهاية الأسبوع لقد عذبنى أن أرها
تقود تلك الشاحنة ولكن الأمر بالنسبة إلبها سيان لقد تركز أن على أن أدرس الطب
حتى النهاية
-هل تريد أن تصبح طبيب ؟
طبعا وهو حلم حياتى من قديم الأزل ولمن الأمر لا يستحق أن تخاطر أمى بحياتها لتحقيقه
إن كل ما تدفعه شركة (هوب لوفيل) من أجور مخصصة للوفاء بأحتياجاتى المنوعة ولم تنل
هى أى شئ جميل من سنوات عدة ثم أنظر إلى هذه البناية ذات الألوان الصارخة والتى
تهدد بإن تنهار فوق رؤوسنا ,بمعاونة ما أحصل عليه من أمسيات ملهى لوبوف يمكنها أن
تتوقف عن جر السيارات وتلتقط أنفاسها
-أن كريستينا تبدو سيدة طيبة يا جون
-نعم أنها عبقرية ولكن عنيدة...أه لو أستطعت أن أقنعها.ما رأيك أن تحدثها فى ذلك يا
سيد روسو؟أنت أحد رجال الأعمال المرموقين فى هيوستون وقال لى سال أنك ترأس
نصف دسته من بنوك المدينة وأراهن أنها ستسمعك
-يمكننى أن أحاول ولكنها لو أكتشفت أن لوبوف ملكى فأننا نخاطر بإلا تستمع إلى
-أذن لنلغى فكرة الحديث إليها
تردد بيك أنه يكره أن يتدخلل فى خلافات الأخرين ولكن جون ذكره بما كان عليه وهو
فى سن الثامنة عشر مما جعله يرفض فكرته .لقد بدأهو نفسه بالرقص فى أول كازينو
يدعى لوبوف أى الثور فى شيكاغو ولم توافق على ذلك أمه أيضا ولكن أستعراضه الذى
أستمر خمس سنوات فى عطلات نهايات الأسبوع مكنه من أن يدفع مصاريف الجامعة من
الألف إلى الياء ومكنه أيضا من شراء الملهى والعناية بأسرته بعد موت والده وقد أفتتح
أثنى عشر فرع مشابها فى جهات متفرقة من البلاد قبل أن يبيعها من وقت قريب عدا
فرع هيوستون .أذن بيك يعلم ماذا يحس جون بالضبط ولكن كان لديه مشروعاته
الخاصة من أجل كريستينا إن كونها وراْعجلة القيادة للشاحنة الرهيبة لا يسعده على
الأطلاق
هبطت الشابة من الدور العلوى فى اللحظة التى عبر فيها كل من بيك روسو وجون باب
المدخل صعد الشاب درجات السلم كل أربعة فى قفزة واحدة ووقف ليقبل أمه على
خدها عندما وصل إليها
أمسكت به من رسغه وهى تزوم:
-أنتظر قليلا لدينا ما نتكلم عنه
رد عليها وهو يؤمى برأسه ناحية بيك :
-ولكن لديك زائر وأنا سأذهب لأخذ دوش
تنهدت وقد بدأعليها التصميم وهى تقول:
لا تدع المياة تنساب طويلا
كان بيك لايزال يقف فى الردهة وهو يتامل وجهها الفتان وسط ضوء النهار الباهرزادت
الفتاة فتنة فى عينيه وكان شعرها المتحرر من ضفائره قد أنسدل فى كتلة من الخصلات
بلون العسل فوق كتفيهاوعلى ظهرها وكانت نلابسها نكونة من بنطلون وصديرى بدون
رقبة بلون وردى بالهت مما جعلها تبدو أكثر رقة وكأنها فراشة طائرة على أستعداد
للطيران عند أقل لمسة
بللت كريستينا شفتيها دون إرادتهامعيناها ثابتتان على بيك الواقف عند عتبة السلم
كانت عيناه مخفيتان خلف رموشه الكثيفه تلتهمانها التهاما وكان قماش قميصه الجرسية
بلون البحر يظهر قوة وطه الأسمر الرفيع ولكنه لم يكن مرتديا سلسة ذهبية بينما أختفى
تحت بنطلونه ساقاه المفتولتا العضلات
لقد كان رمز للرجل فى عظمته السمراء وفى كل عافيته عليها لأن تنتبه للخطر
أشتبكت العينان الزرقاوان مع العينين الرماديتين وحدث شئ ما....شئ غريب أحست
الشابة بطنين خفيف فى أذنيها وبأحساس شديد الغرابة لا يمت إلى أى عالم وغرقت فيه
بدا وكأنهما محشوران فى فقاعة ضخمة تفصلهما عن الواقع وترفعهما عاليا فوق الريح
أحست بحرارة تسرى فى جسدها وكأنها سائل متسرب طيار وأحست بأن داخلها يرتجف
خرج صوت متحشرج من حلقها ولم تشعر الشابة ماذا تعنى بما تقوله فركت عينيها
وأرتجفت وتسارعت أنفاسها يا إلهى ماذا يحدث لها؟ولماذا هى بالذات؟ولماذا هذا الرجل
؟لابد أن له زوجة وستة أولاد مختفين فى أملاكه على نهر أوكس
إن كريستينا لم تعرف الرغبة منذ أيامها الأولى مع كيرت وأصبحت شبه مقتنعة بأن رد
فعلها نحو بيك فى الليلة الماضية هو مجرد خيال جامح معها.صاح جون من داخل الحمام :
-لقد فتحت مياه الدش يا أمى
ارتخت كتفا كريستينا وسرى الأرتياح بينهما ونزلت الدرجات الأخيرة وأوشكت أن
تصطدم ببيك تلعثمت وهى تسرع نحو المطبخ :
-أرجو المعذرة
كان ذلك غلطة منها وهذا ما تأكدت منه الشابة وهى تضع طاسة القلى فى الثلاجة لابد
أن جهازها العصبى قد فسد أو أضطرب,وقد أختلطت فيه الرغبة مع الغضب وتصلب
جسدها كان الأمر لا يحتمل الشك وهو أنها أرتعدت أمام هذا المخلوق الإيطالى الذى
يرتدى بوكاسا فاخرا من تصميم جوتشى أخذت تردد وهى تضع قدمها فوق المقعد العالى
لتصعد فوقه أنه أمر فوق التصور!
تساءل الصوت الرجولى وهى تضع حوضا على الأرض :
-ماذا تفعلين عندك؟
أستدارت وهى تقفز فى مكانها كان بيك مستندا على أطار الباب وقد وضع يديه فى
جيبيه وبدت عليه الحيرة والحرج
-إن جون يأخذ دوش
-وماذا بعد ؟!
بدأت بعض القطرات تسقط من السقف فى بطء فى البداية ثم على وتيرة سريعة شية
موسيقية قالت له :
-إنى لدى مشكلة بسيطة فى السباكة كما ترى
-مشكلة بسيطة؟أنها معجزة أن السقف لم يسقط أنه فى حاجة عاجلة للإصلاح
-لا تشغل بالك بسباكتى يا سيد روسو لماذا أنت هنا؟أننى عادة لا أقوم بنقل السيارات
أيام الأحد ولكن.....
قاطعها وعلى فمه شبه إبتسامة
-نادنى بيك....بعد ما حدث على السلم على الأقل...نادينى بيك
ردت عليها كريستينا بحدة وهى تلقى نظرة على السقف قبل أن تحول المقعد إلى اليسار
قليلا :
-لست أفهم ماذا تريد أن تقول لقد قلت لك إذن أنى لا أقوم بعمل نقل السيارات أيام
الأحد ولكن لو كان الأمر طارئا....بالمناسبة كيف حصلت على عنوانى؟
-من سال ولست فى حاجة إلى نقل سيارتى فقد عادت الرولز إلى حالتها الطبيعية
وتستطيع السير وقد ظننت أنك ربما تحبين القيام بجولة معى ويمكننا أن نتوقف فى مكان
ما لتناول الغداءإذا كان هذا مناسبا لك
-لن أذهب إلى أى مكان معك ةيل سيد روسو
صحح لها الأسم وهو يبتسم :
-بيك !ولم لا؟
لم يكن صوت قطرات الماء المتساقطة يقارن بصوت دقات قلبها قالت له :
-وماذا عن زوجتك وأولادك؟
-ليس لدى زوجة أو أولاد
حملت الفتاة بين ذراعيها سلة غسيل متسخ ووضعتها على مائدة المطبخ وهى مائدة قديمة
من مخلفات الجيش تم تجديدها وإعادة طلائها
-أنا أسفة ربما فى مرة أخرى أما الأن فلابد أن أذهب إلى المغسلة العامة
قال بيك وهو يأخذ منها سلة الغسيل :
-سأصحبك إلى هناك
ما أن يصلا إلى المكان فلن يكون هناك أى تردد لديها فى أن تنزع منه السلة وأن تحاول
أن تقنعه بإنها ستقوم بالغسيل بمفردها,ولكنه أعلن وهو يبتسم إبتسامته الغامضة :
-سأهتم بهذا العمل وعليك أن تسترخى
لم يبقى أمام كريستينا سوى أن تسترخى وتنتظر والسكون يثقل على أعصابها بينما يقوم
بيك بوضع الغسيل فى أربع ماكينات مختلفة بعد أن قام بفرز كل قطعة وتفتيشها بدقة.من
الغريب أن شخصيته الراقية الثرية أختفت لتحل محلها شخصية معاكسة تماما أن الرجال
من نوعه لا يقومون بغسيل الملابس أذ ليس عليهم سوى أن يطرقعوا بأصابعهم ويختفى
كل شى ليعود للظهور مرة أخرى بفعل السحر وكل قطعة نظيفة ومرتبة ومطوية بعناية فى
الواليب
أدركت كريستينا فى دهشه أنه وصل بعد الأنتهاء من البياضات والمناشف القديمة إلى
ملابسها الداخلية التى بدأت هى الأخرى قديمة وقد فقد معظمها أجزائها المطاطيه قدرتها
على الشد لقدمها وكثرة غسلها بينما تمزقت الدانتيلاالتى تحيط بفتحاتها,أدارت ظهرها
وهى تشعر بالمهانة لقد عانت الشابة فى السنوات الأخيرة المهانة بحق,ولكن ماذا يهمها
منه؟ثم ماذا يريد منها؟
حسنا إن هذا الموضوع لا يصلح معها.رفعت كتفيها وواجهته وهى تنزع حمالة الصدر من
بين يديه لتدسها فى ماكينة الغسيل بعد أن صاحت :
-هات هذه !
أخذ الرجل يصفر فى مرح وهو يضيف مساحيق التنظيف فى الماكينات الأربع بينما تتميز
هى غيظا قال:
-لقد رأيت من قبل العديد من الملابس الداخلية
ردت عليه بلهجة ثلجية :
-لا اشك فى هذا
-أننى من أسرة مكونة من سبعة أفراد بيمهم أربع بنات وقد قمت بهذا العمل كثيرا .
أسند ظهره على صف ماكينات الغسيل وعقد ذارعيه على صدره بينما ظهرت الغمازة
عندما أبتسم وقال :
-إذا كان هذا العمل يشعرك بالراحة فتعالى عندى وأغسلى بعض السراويل الداخلية .
أنتفخت خياشيم كريستينا غضبا وأتسعت عيناها ,ماذا يتصور هذا المخلوق؟ أن تقع بين
ذراعيه؟ سألت :
-ماذا تظننى
-لا تاخذى الأمر بحدة أيتها النمرة.أنى أمازحك فقط!
يالها من ساذجة استطاع أن يوقع بها وعليها أن تعترف بذلك
أمسك بيك بذراعها وغادرا المغسلة ثم قال :
-هناك مطعم صينى صغير على بعد خطوات من هنا يمكننا أن نأكل فيه طعاما ممتازا,
أنذهب فى أنتظار الغسيل؟
عند دخولهما المطعم الذى عبق جوه برائحة الأطعمة الشرقية الأسيوية أستقبلهما رجل
صينى
-السيد روسو !أنه لشرف عظيم أن تتغدى هنا اليوم
قال له بيك قبل أن يقدم له كريستينا :
- شكرا يا جيمس....أرجو أن تهتم ياسيد وانج بأن يقدم لنا أجمل الأطباق الصينية فى
هيوستون
أنفخت أوداج السيد وانج فخرا وقادهما إلى مائدة وسط حديقة صغيرة وأوما برأسه
للجرسون طالبا منه إحضار الماء المثلج والشاى
بعد أن حددا طلبهما وهو عبارة عن شرائح الدجاج وجنبرى بالبندق,غاب بيك بعض
الوقت بينما كانت رفيقته تحتسى الشاى وهى تفكر فى أمر يقلقها ويزعجها وعند عودته
سألته :
-لماذا قلت يقدم لنا أفضل الأطباق الصينية؟هل هذا المطعم ملكك؟
أشار إلى كبير السقاة وطلب منه أن يقدم الشاى
سألته :
-هل تملك أماكن أخرى مثل هذا؟
-لا ليس بالضبط ولكن مجموعتى تدير عدة مطاعم صغيرة تعتبر نماذج لمثلها فى
فرنساوالمانيا واليونان بل عندى بعض المطاعم الإيطاليه إذا كنت تحبين الطعام الإيطالى
الأطباق الإيطالية
كانت ذراع الشابة الجميلة مستندة على مفرش المائدة الأبيض وضع بيك يده برقة عليها
وأخذ يدلكها بأصبعه ببطء مثير وقد ركز عينيه عليها وقال :
-يستلزم منا الأمرأسبوعين لتجربتها جميعا بعدها تختارين المطعم المفضل
تساقطت بعض قطرات الشاى بالياسمين من قدح كريستينا وأخذ قلبها يدق وكأنه
أجراس كنيسة فى التبت أن الأستمرار فى علاقتها مع بيك هى أخرأهدافها لن تستسلم
للإثارات العاطفية التى تثيرها داخلها عبر ذراعها لن يحدث أبدا حتى على جثتها....
سحبت ذراعها بطريقة حاولت أن تبدو عفوية وأمسكت كوب الماء وهى تبتسم له
إبتسامة باردة وقالت :
-أخشى ألا يكون لدى وقت للخروج إلى المطاعم وعلى كل حال شكرا لك .
أخترقتها نظرته الرمادية ودلت أبتسامته على أنها لم تستطيع أن تخدعه.أن هذا المدعو
روسو يبدو مدركا تماما من تأثيره عليها ويستمتع بذلك إلى أقصى حد قال بلهجة مثيرة
أوشكت أن تموت منها :
-سنجد الوقت .
وصل الجرسون فى الوقت المناسب لينقذها من حرجها لم يسعدها فى حياتها من قبل مرأى
طبق الأرز كما حدث معها الأن,ربما شعر بيك فجأة بالشفقة عليها فكف عن مناوراته
الملحة وانطلق فى حديث مرح ملئ بالنكات والقصص المسلية حول عائلته المهمة,طلبا
شايا مرة أخرى لقد كان الحديث معه ممتعا كم كانت دهشتها عندما نظرت إلى ساعتها
لتجدها الثالثة بعد الظهر ,لقد مرت ثلاثة ساعات كاملة صاحت :
-اللعنة لم أدرك أننا جلسنا كل هذا الوقت ثم هناك غسيلى لابد أن أقوم بتجفيفه
وأتعشم ألا يكون أحد سرق ملابسى
-لا تقلقى فسيقومون بالعناية به
-ماذا تريد أن تقول ؟
-لقد أرسل جيمس وانج أبنته إلى المغسلة وقد تم طيه ورصه فى سيارتى
أغلقت الشابة عينيها وتنفست يبدو أن القدر أراد أن يرى كل أهل هيوستن ملابسها
الداخلية المستهلكة اليوم قالت وهى تحاول أن تبدو صادقة :
-شكرا لابد أن أرحل الأن لابد أن أعمل فى الأستعداد للأمتحان الذى سيتم غدا
سالها بيك وهو ينهض :
-أى نوع من الأمتحانات ؟
-فى المحاسبة,لم يبقى لى سوى قليل جدا حتى أحصل على دبلوم المحاسبة
-هذا رائع !أنه لعمل أكثر أمانا من قيادة الشاحنة
ردت كريستينا فى حده :
-أنى أحب قيادة الشاحنة
-ولكن يجب أن تعترفى أنها خطرة
-لا على الأطلاق
عند خروجهما من المطعم كان جيمس وانج عند الباب وناول مفاتيح السيارة لبيك سرا
تسألت كريستينا عما إذا كانت أبنة وانج أخبرته ىعن موضوع الأستك الذى فقد قوة
شده والخاص بحمالة صدرها ؟رأت الشلبة أن هذا غير معقول ولكنها مع ذلك وجدت
صعوبة فى مواجهة نظرات الرجل الصينى كانت السلة مملوءة بالغسيل النظيف والمطبق
بعناية داخل السيارة الرولز العتيقة على المقعد الخلفى
حمدا لله فإن البياضات كانت أعلى وتخفى ملابسها الداخلية .فى أثناء الطريق وهما عائدان
غلى بيتها تناقشا حول سيارته الخاصة ومدى سيطرتها على الطريق وثباتها على الأرض
التى تنهبها رغم عمرها الذى يزيد عن خمسين سنة أخبرها بيك أنه يمتلك ثلاث سيارات
رولز أخرى :
-ويسعدنى أن أريها لك
-ربما فى يوم ما
تعمدت أن تكون أجابتها متهربة أنها لا تنوى أن ترى هذا الرجل مرة ثانية.ما بين عملها
ودراستها وعنايتها بجون ليس لديها وقت له فى حياتها سألها :
-أى مطعم تودين أن تجربيه مساء غد؟المطعم اليونانى ساحروأعتقد أنه سيعجبك
-أسفة لابد أن أعمل غدا مساءا
-لقد ظننت أنك لا تعملين إلا فى عطلات نهاية الأسبوع
-هذا صحيح عدا حالة الطوارئ أو المطر ولكن لدى أيضا أنشطة أخرى وأكرس أيام
الأثنين للمذاكرة مع أستاذى للتربية البدنية
لمعت عينا بيك لمعانا شديدا وشد عضلات فكيه
-وماذا تفعلين بالضبط مع ذلك الأستاذ؟
فغرت فمها أمام برودة ملاحظته قبل أن تفهم ماذا يلمح إليه محدثها أنه يظن أنها تقضى
أيام الأثنين فى تمرينات ثنى ومد وقفز ومحلك سر بمصاحبة السيد الممرن ؟أطلقت زفرت
تبرم وسألته :
-أتريد أن تقول أنى ألعب تمرينات رياضية مع أستاذى؟حسنا....أنى أعترف أن الدكتور
هولدر شخص جذاب جدا ونحن مرتبطان جدا
أخذت تدير أحدى خصلات شعرها بين أصابعها وبدت وكأنها قديسة فى براءتها.رد عليها
فى زمجرة :
-أن كل ما يفعله معك ذلك الطبيب أستطيع أن افعل خمسة أضعافه وأفضل
حدجته بنظرة نارية وقالت :
-أسمع أن قيادتى للشاحنة الضخمة لاتعنى أنى امرأة متحررة تماما,أن الدكتور هولدر
واحدة من أعز صديقاتى وأنا أقوم بمسك حساباتها تماما كما أفعل مع العديد من الأعمال
التجارية بالأضافة إلى أعمال جر السيارات ونقلها ثم ثم الدروس والمحاضرات كل هذا
يعد السبب فى أنى لا أجد الوقت للخروج
-أنى لم أعتبرك أبدا امرأة متحررة أذن يوم الثلاثاء؟
هزت رأسها
-لابد أن أدرس
-أتحبين الأسكالوب البقرى بالخضروات ؟
-أنى أعشقه....ولكن ما صلت هذا بحديثنا؟
دخلا الممر المؤدى إلى بيت كريستينا وأستدار نحوها
-أنى أعد أسكالوب جهنمى....سأحضر إلى هنا لأعد الطعام فى أثناء قيامك بعملك.لابد
أن تتوقفى من آن لآخر
-إن نشرة الأرصاد الجوية تنبئ بأن المطر سيهطل يوم الثلاثاء وعندها سأكون فى الطريق
أقود شاحنتى
-سأصحبك
-بيك !
وضع الرجل أصابعه على شفتيها مانعا أحتجاجاتها
-دعى أحتجاجاتك جانبا يا كريستينا.أنى لست على أستعداد أن أختفى من حياتك,
أريحى نفسك
نهاية الفصل الثانى
قــــراءة مـــمــتـــعــة


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 11:14 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
××××××××
كانت الساعة الخامسة بعد ظهر الثلاثاء بينما تراقب كريستينا من الشرفة الأمامية
للمنزل السحب المتهادية والثقيلة فوق رأسها ,أن الفيضان على وشك أن يصل ولاتحتاج
إلا إلى بعض الرياح ليتفجر وبدأوكأن تلك السحابات الحوامل يؤخرن وضع ما فى
بطونهن عمدا ليضايقنها,صاحت نحو السماء:
-وماذا عن هذه الأمطار؟
وتلقت الأجابة فى صورة هبات مثلجة من الرياح لاشك أن هطول الأمطار سيستمر
طوال الليل وهو ما سيمكنها من كسب كثيرالنقود تمكنها من أصلاح السباكة لاشك أنه
أمر مرعب تتمنى أن تمطر ولكن هذا ليس غلطتها إذا تواجد بعض المغامرين فى الطريق فى
أثناء المطر والأرض مبللة ثم يصطدمون أو يحاصرون لابد إذن من وجود من يأتى
لإخراجهم من مأزقهم وبالتأكيد هى المقصودة بذلك ثم أن الجو السيئ عذر مقبول
لتجنب مقابلة بيك
أن صديقتها طبيبة العلاج الطبيعى التى تحاول دائما أن تجد لها عاشقا أحست بالإثارة
والسرور من هذا اللقاء وأمطرتها بالأسئلة المتلاحقة فى المساء وهما تعملان فى حساباتها.
لقد شرحت لها كريستينا أن من الأفضل لها وله ألا يختلطا معا ولكن كارين أعلنت:
- إنها فرصة نادرة حقا !إذا استطعت أن أصطاد رجلا يقوم بغسيل ملابسى فإنى لن
أضيع دقيقة واحده
لقد حلمت به الشابة فى الليلة الماضية ولكنها الآن لا تمسك بالتفاصيل التى هربت منها
ثم أنها لا تريد أن تتذكر رغما عنها .
سمعت صوت الباب يفتح خلفها وجاء جون ليضع ذراعه حول كتفيها وقال :
-أتعتقدين أنها ستمطر؟
همست وهى تحتضنه :
-أتعشم ذلك
-أهـ فقط لو تستمعين إلى يا أمى....لو.....
-لقد أغلقت الموضوع يا جون,ساستمر فى قيادة شاحنة الجر لحساب شركة هوب
وأمنعك تماما أن تستعرض جسدك العارى تقريبا فى الملهى
-لم أكن عارى....لقد كنت ألبس الضرورى....
-لقد انتهى الموضوع جون .
-يبدو يا أمى أنك لاىتدركين أنى لم أعد صبيا صغيرا إنى الآن بالغ
-أذن تصرف كرجل بالغ
زفر وسحب ذراعه وقال قبل أن يقبل أمه:
-يجب أن أرحل لأعمل فى المكتبة ويبدو أنى سأتاخر
أبتعد الفتى نحو سيارته الكامارو الرياضية أحست كريستينا وهى تراه يبتعد بالسيارة التى
علقت عليها شركة هوب لوفيل لوحات بأسمها ,أحست بقلبها يؤلمها رغم أنها تكره
الأعتراف بالأمر الواقع فقد كبر جون وسيرحل قريبا,أسندت رأسها على الدرانزين
المتهالك للسلم وأغمضت عينيها لتمنع قطرات الدموع من التساقط من عينيها كلما
فكرت فى هذا الرحيل المتوقع ورغم ما بذلته من جهد فقد سقطت بعض الدموع على
خديها.
سمعت صوتا جادا يسأل:
-ماذا هناك؟
فتحت الشابة عينيها لترى بيك واقفا عند العتبة وقد حمل حقيبة مواد تموينية فى كل يد
ورفع وجهها إليه وبدأ عليه القلق,ضحكت ضحكة صغيرة ومررت أصابعها على فوق
وجهها ثم مسحتها فى الجينز
-مجرد عواطف أمومية بسيطة.إنى أحس أحيانا بالألم عندما أدرك أن جون أوشك أن
يصبح رجلا
قال بيك :
-لكنه رجلا بالفعل
-ولكنه فى الثامنة عشر من عمره
-فى سنه كنت أتخبط فى الحياة وحدى يجب عليكى أن تتركيه يشق طريقة وحدة
غاظتها تلك الكلمات ونكأت جروحها.كيف يجرؤ ويعلن رأيا دون أن يعرف مدى ما
كابدته لتربية جون؟
قالت وهما يدخلان البيت :
-إنك لا تستطيع أتفهم إنه تحت وصايتى ومسؤوليتى لقد أصبح هو كل حياتى منذو كان
فى الخامسة من عمره
-وأبوه؟
-كيرت؟أنه ظاهرة جسدية لا يصلح أن يكون أبا,على أية حال فإنه لم يكن موجود بصفة
كبيرة بعد السنة الأولى من زواجنا
-لابد أنه كان مجنونا
هزت كريستينا كتفيها بلا أكتراث لتنهى المناقشة .أنها لا تحب الحديث عن كريت وأن
تفكر فيه وهو ما تريده فى حالتها الراهنة هل كان ذلك بسبب أن جون أخذ شيئا فشيئا
يزداد شبها بكريت؟أم بسبب لقاءها ببيك؟أن هناك بعض التشابه بين الرجلين,سحر دون
شك يجبر المرء على إحترامهما وجاذبية تبدو وكأنها تشع من جلديهما وهذا ما يجعلها
لاتثق بأحد منهما ,فتحت مظهر كيرت الجذاب كان يخفى روحا لا أخلاقية دون شك
وكون جون خلق على نفس حجم وتكوين كريت لا يمكن أن يسعدها
فى أثناء وقع خطواتهما فوق الدهليز الذى حال لون الباركية الذى يغطيه ساد نوع من
الرهبة داخل المنزل,كان قد طرأت عليه إحدى أفكاره العبقرية وأقنعها أن يفقدا كل
مدخراتهما المتواضعة فى هذا المسكن العتيق وبدأ بالأنتقال إليه ثم أصلاحه وبيعه وتحقيق
ربح وفير ولكن المشكلة الوحيدة أنه سرعان ما فقد إهتمامه بالمشروع بعد بضعة أسابيع
عندما فهم أن العمل والنقود اللازمين لتجديده فوق طاقته وأنتقل إلى مشروع أخر
استغرقه كلية ونسى زوجته تتخبط وتصارع حتى تجعل المنزل صالح للسكن,ولكن المهمة
كانت شبه مستحيلة نظرا للموارد الضئيلة التى لديها ترددت على محلات الرهونات
والسماسرة وقامت بتفصيل ستائر قديمة وغطت بالطلاء ورق الحائط المستهلك ولكن مع
تواضع وسائلها المحدودة فان النتيجة كانت بعيدة عن الكمال لم يكن إذن مستغربا أن
يحصل كريت على هذا المنزل نظير مبلغ لا يغنى ولا يسمن من جوع ولكن الأدهى والأمر
أن التوصيلات الكهربائية كانت فاسدة وألأفسد منها كانت أعمال السباكة,ودعك من
الحديث عن الأرضية
فى الليل كانت كريستينا يسمع صوت الحشرات وهى تتصارع وتتجول بكامل وفى أحد
الأيام نهضت كريستينا من الفراش لتجد أنه لم يبقى من الشماعات الخشبية سوى المسامير
ومع ذلك فإن هذه الحكاية تمثل أيضا جانبا إيجابيا...كانت شركة الإقراض قد طلبت
ضمانا للقرض وثيقة تأمين وتم إبرام الوثيقة على أساس أنها تستطيع الأستمرار فى المبنى
حتى حصولها على الدبلوم فى المحاسبة وحتى الحصول على وظيفة دائمة تعرض عليها
وحتى رحيل جون إلى الجامعة فى تكساس فى الخريف المقبل فإن فى أمكانية الشابة أن تبيع
المبنى إلى تاجر أخشاب للمدافئ وتبيع بعد ذلك الأرض وتستقر بعد ذلك فى شقة حديثة
وعملية
أرادت أن تعاون بيك فى المطبخ فى تفريغ حقائب المشتريات ولكنه دفعها إلى الخارج
حيث كتبها
-عليك أن تستذكرى بينما أعد العشاء لقد أتفقنا على ذلك
وضع فى الثلاجة السلطة التى سبق أن أعدتها مديرة منزله بينما أخذت الصلصة تغلى فوق
النار والتى أعدتها أمه,قطع قطعا رقيقة من لحم البقر وهو يراقب رأس الشابة المغطى
بخصلات الشعر وقد أنحنت فوق دروسها وحت التى شيرت الحائل اللون المهدل والذى
كانت ترتديه وكان دون شك من ملابس جون عندما كان صغيرا ورغم ذلك بدا عليها
جميلا كانت رقبتها الرقيقة مغرية وكان بيك أبعد الفكرة وعاد إلى اللحم البقرى والمقلاة
كان يعلم جيدا أن عليه أن يتقدم ببطء وحذر إذا أراد ألايجعلها تهرب منه,كان من المهم
له أن يدعها تقترب منه ,أن الشابة لا تكف عن أن تشغل فكره فى اليومين الأخيرين
وكان يحس بالعذاب وهو يمنع نفسه من الأتصال بها تليفونيا لمجرد أن يسمع صوتها
دون شك فأن كريستينا رغم أفكارها أنها فى حاجة لشخص مثله فأنها بعيدة تماما عن
المقاومة التى تبديها كان لديها ضعف مؤثر وهش تحت هذا القناع وطيبة قلب لم يأخذ
وقتا طويلا حتى أكتشفها أنها لا تشبه أى شخص
بدات الصلصة تغلى وتصاعد بخار مشبع بالتوابل ملأ المطبخ العتيق قالت كريستينا :
-أوهـ أن الرائحة لذيذة جدا
-هل أنت جائعة بعض الوقت؟
-أزداد جوعا شيئا فشيئا
ضحكت وأنسحبت من الحديث,وقع شئ ما من السقف وسقط وسط الصلصة التى
تناثرت من المقلاة,قال بيك وهو مذعور والقى بشئ أبيض خرج وسط الطماطم :
-ما هذا ؟
جاءت الشابة بدورها لتفحص المادة البيضاء:
-أنه من طلاء السقف لقد نسيت أن أحذرك
-بحق السماء يا كريستينا!
-لا دعى لكل هذا الهلع...أن قطعة من السقف لن تقتل أحد
نزعت الطلاء من فوق الصلصة وألقت به فى سلة المهملات أخذ يهمهم وهو يهز رأسه :
-أنت مبعث سعادة!
-حقا ؟
أحست تحت نظراته النهمة أنها غرست فى الأرض وبدأت شفتاها تتلعثمان وودت لو
يقبلها ولا تريد ذلك أيضا رن جرس التليفون فى هذه اللحظة همس لها :
-لا تردى عليه
ردت كريستينا :
-لابد أن أرد
سمعت صوت هوب لوفيل الخشن من الطرف الأخر
-لقد بلغونى أن الأرض بدأت تصبح لزجة من ناحية شارب تاون وقد أرتفع منسوب
المياه إلى حوالى ثلاثين سنتميتر فى بيتش وفى الطريق السريع الجنوبى الغربى والأمر أسوأ فى
موندرين أتودين أن تقومى بجولة بالشاحنة؟وإذا أردت من يصحبك يمكننى أن أستدعى
بيفن
-لا...هذا غير مجد...سأصل فى الحال
بعد ذلك إستدارت الشابة نحو بيك وقالت :
-أنا أسفة ولكن العشاء يمكن الأنتظار لمرة أخرى لابد انهم فى حاجة إلى فى شارب تاون
سارعت هاربة إلى الداخل وأخذت الحذاء الكاوتشوك ذا الرقبة الطويلة ومشمعا لونه
أصفر وخرجت.قال بيك :
-سأتى مك
نظرت إليه لحظات ورات تصميمه فأمسكت بحذاء كاوتشوك أخر و مشمع وناولتهما له
:
-ليس أمامك سوى أن تلبس ملابس جون للطوارئ ولكن لا تبقى هكذا فى اعقابى..
أطفئ نورالمطبخ وضع غطاء على حلة الصلصة وهيا بنا
نفذ الرجل أوامرها بسرعة وأخذ معدات المطر تحت ذراعه وتبعها إلى الخارج وهو يتقافز
عبرا الشارع الذى غطاه وشاح من الضباب ووصلا إلى نهايته حيث الشاحنة,فتح لهما
الباب رجل يرتدى بلوفر من التريكو المربع وبنطلونا فضفاضا ملتصقا فى أعلاه بكرشه
المنتفخة وشعره الأبيض ملتصق بجمجمته وهويقول:
-أنتبهى يا كريستينا فإن الطرق ستكون لزجة
طبعت قبلة سريعة على خده وقالت :
-سأخذ حذرى لا تبقى هنا فهذا مضر بالنسبة لألتهاب المفاصل أقدم لك يا هوب بيك
تبادل الرجلان الإيماءات وأستطاع بيك بصعوبة أن يغلق الباب حتى كانا فى الطريق وقد
أضاءت كشافات الشاحنة الصفراء المعتادة للضباب,سمعا فى الرديو النثبت فى المقصورة
نداءات الشرطة ,سالها بيك وهو يمسك بحافة التابلوه فى الوقت المناسب قبل أن يسقط
عندما دارت عند الناصية بسرعة جنونية :
-أليس عندك حزام أمان ؟
-لابد أنه معلق فى مكان ما خلف المقعد ولكنه ليس ضروريا
بدأ رذاذ المطر يتحول إلى سيول عندما وصلا إلى الطريق السريع
والدائرى قبل أن يتحولا إلى الجنوب وحتى معى أستخدام مساحات الزجاج والسير
بسرعة معقولة وجدت كريستينا صعوبة فى تمييز الطريق ومع ذلك أستطاعت أن تناور
بين السيارات وهى يصيح فى السائقين أن يفسحوا الطريق لشاحنتها,زمجر بيك :
-أنت من هواة الأنتحار !
-لم يحدث لى حادثة واحدة فقيادتى مؤكدة
-ومن علمك القيادة....أحد أبطال الرالى ؟
قالت وهى تضحك :
-لا....هوب لوفيل
-ومن بالضبط هذا اللوفيل ؟
-أنه هو و زوجته إيفلين من جيرانى ومن أعز الأصدقاء إن لديه ساحة وأرضا يجمع فيها
الأشياء المحطمة ولقد بدأت معه بمسك حساباته من وقت لأخر بعد موت كيرت ثم
أكتشفت أنى لا أستطيع أن أربح مالا أكثر بقيادة الشاحنة فى عطلات نهاية الأسبوع
وظلت ألح عليه إلى أن تعلمت منه
ابطأت الشابة عندما رأت صفا طويلا من فوانيس السيارات الحمراء الخلفية التى تنتظر
فرصة الخروج ألى الطريق السريع ثم حولت جهاز نقل السرعة إلى الخلف وهى تضغط
على بدال البنزين وتقول له :
-تماسك
حركت عجلة القيادة بخفة وأنتقلت إلى حارة أخرى صاح :
-أوهـ كريستينا إنها حارة الدخول العكسى
-لن تأتى سيارة فى مواجهتنا وهذه أسرع وسيلة للخروج من هنا
-وما الفائدة لو أنسلخ جلدنا من لحمنا ؟
ضحكت وتابعت الطريق الذى كان مبللا وقفت فى مكان بلغت فيه المياه حد الرصيف
وأمسكت بقضيب معدنى أسفل مقعدها ووضعت قلنسوتها فوق رأسها وقالت :
-أنتظرنى هنا.....سأعود فى الحال
-سأصطحبك
-إذن ارفع بنطلونك وضع طرفيه فى حذائك تركته منهكما فى عمله فى المقصورة وقفزت
هى إلى الخارج ثم ذهبت للبحث عن أولعميل لها :
-رأت نصف دسته من شاحنات الجر وقد رفعت سيارات معطلة ووجدت مجموعة من
المراهقين يدفعون سيارة كاديلاك خارج حفرة عميقة وصلت فيها المياه إلى أرتفاع
منتصف الباب رأت فى الداخل سيدة شعرها فضى فى حوالى السبعين من عمرها جالسة
خلف عجلة القيادة وأخذت تطرق على زجاج السيارة فى هيستريا أنضم إليها بيك
وسألها :
-ماذا يجرى ؟
-أعتقد أن نظام السيارة الكهربائى قد غرق فى الماء وهو ما يمنعها من فتح النافذة
-وماذا يمكننا أن نفعل أنكسر لوح الزجاج ؟
أجابته قبل أن تنادى العجوز :
-تعال سأريك....أرجوك أهدائى....سأخرجك من هنا
دست الشابة ألة ما بين الزجاج والباب وهزتها عدة مرات ونجحت فى فتح الباب
وضعت السيدة العجوز يدها على حلقها وألقت بنفسها على ظهر المقعد وهى ترتجف :
-قلبى !أنى مريضة...المستشفى التذكارى دكتور روبرتسون
قالت كريستينا لرفيقها :
-أبق معها مسأذهب لأستدعاء سيارة إسعاف عن طريق اللأسلكى
عادت بسرعة ألى الشاحنة وأذاعت نداء ثم عادت ومعها بطانية فى أقل من ثلاث دقائق
وقالت العجوز :
-أبنى دانيال سلاترى...سيارتى
طمأنتها كريستينا وهى تمسك بيدها :
-لا تقلقى وأرتاحى وستصل سيارة الإسعاف وقد تم إخطار الدكتور روبرتسون
بعد عشر دقائق كانت السيدة سيلاترى قد نقلت إلى المستشفى فى سيارة بيضاء ذات
نفير مزعج حملت كريستينا السيارة الكاديلاك فوق الشاحنة ووقفت عند أول كبينة
تليفون لتتصل بدانيال سلاترى
ما أن أنزلا السيارة عند أقرب تةكيل كاديلاك حتى قاما بنصف دورة للعثور على
سيارات أخرى غارقة فى مياه المطر.كان عليها أن تواجه منافسة الشاحنات الأخرى
وحاول بيك أن يكون نافعا ولكنه نظرا لأنه لا يعرف الإجراءات فقد قامت الشابة تقريبا
بكل العمل لتؤديه بفاعلية وكفاءة عالية
مر منتصف الليل عندما صعدا وهما مبتلان درجات المبنى الفيكتورى.كانت العاصفة قد
طاردت السحب وبدا القمر شبه بدر كامل يلمع فى السماء المرصعة بالنجوم بينما سرت
فى الجو رائحة التربة المبللة بمياه الأمطار.سألته كريستينا :
-أتعتقد أن بأستطاعتنا تسخين اللحم البقرى؟أنى أموت جوعا
-إذا لم يكن السقف قد سقط فوق المطبخ لن يكون هناك مشكلة
-على السقف أن يتحمل قليلا فإنى لم أربح سوى مائتى دولار هذا المساء وهى لا تكفى
لإصلاح السباكة
-ماذا؟!أتريدى أن تقولى أننا نقلنا كل هذه السيارات وسط هذا المطر والطين مقابل
مائتى دولار؟!
-أوهـ أنه رقم خرافى أليس كذلك ؟ويجب الأعتراف بذلك رغم وجود منافسة شديدة
هذه الليلة
-أن جون يستطيع أن يجنى ضعف هذا المبلغ فى أمسية واحدة يا كريستينا
سكتت الشابة فى الحال ثم سألته :
-لا شك أنك تنزح؟ضعف هذا المبلغ؟من أجل أن يتبخطر أمام النساء المهوسات فى هذا
الملهى السيئ السمعة
هز بيك رأسه :
-إن لديه الرغبة فى أن يفعل ذلك ولاأجد أى غضاضة حقا فى ذلك بل أنه أمر مسلى
وغير ضار حقا ولو سمحت له يمكنك فى وقت واحد الكف عن قيادة الشاحنة إنه
مرعوب أمام فكرة أن أمرا ما قد يحدث لك وأنا أفهمه
-لا مجال للمناقشة,لسنا فى حاجة إلى النقود بصفة ملحة وأستطيع تماما أن أعالج الأمور
جلسا على درجات السلم وخلع نعليهما سأل بيك وهو ينشر قلنسوته على العتبة :
-هل تسرك قيادة الشاحنة؟أنت تحبين الأثارة التى تنتج من هذا العمل أليس كذلك؟
-دون شك أن حياتى رتيبة ومملة خارج هذا العمل
نهضت وسارت وقدميها عاريتان إلى الباب
-أتريد أن تأخذ دشا؟
-لم أتسخ ولم يصبينى البلل مثلك هيا أذهبى بينما أعتنى بالعشاء
رتبت كريستينا فى المطبخ أدوات المائدة والأطباق كان بيك شبه مهتم وشبه مسرور وهو
يراقبها عندما صعدت إلى الدور العلوى فكر أن العالم لا يمكن أن يكون مملا ما دامت فيه
كريستينا بوندر يا لها من شخصية كثيرة المفاجأت أنها تجسيد لكيفية تحول كيان له وجه
ملاك إلى شيطان حقيقى عندما تجلس خلف عجلة قيادة الشاحنة.لقد اشتعلت عيناها من
الإثارة طوال الوقت الذى قضياه فى الخارج .تساءل ماذا ينقصها فى حياتها مما يدفعها إلى
المخاطرة؟حب؟لا يمكن أن يكون السبب...أخذ يهمهم بعد أن تحول إلى تسخين العشاء
ويترنم بالغناء على صوت قطرات الماء المتساقطة من السقف,يا الهى...!لابد من إصلاح
السباكة فى أسرع وقت ممكن وسيقوم بذلك بنفسه لو أقتضى الأمر
عندما ظهرت الشابة مرة أخرى وقد أرتدت ملابس منزلية قديمة وشعرها مبلل وقد جمعته
على شكل ذيل حصان كانت المائدة معدة بينما أخذ بيك يقلب السلطة جلست وصب
لها شرابا منعشا كان قد أحضر منه زجاجتين كما أحضر أيضا مستردة عندما أرتشفت
أول رشفة صاحت كريستينا :
-أنه شراب ملائكى....يمكنك أن تفتح مطعم
أخذت بعض المستردة بالشوكة ورفعت عينيها نحو بيك لتجد نظراته مثبته عليها سألته :
-ألن تأكل ؟
-أفضل أن أراقبك
أخذ جرعة من الشراب المنعش دون أن يتغير تعبيره
قالت :
-كل...أنك تجعلنى عصبية وأنت تراقبنى هكذا
-كيف هكذا؟
-مثل.....مثل....أنت تعرف تماما كيف
-أن هذه الأمور لا تهم...هيا كلى.حتى وأنت بدون زينة وبهذه الملابس المرعبة التى
ترتدينها أنت أجمل امرأة رأيتها فى حياتى
وضعت كريستينا الشوكة وسلكت حلقها :
-أنى متأكدة أنك مدرك أنك رجل جذاب جدا يا بيك وأن معظم النساء يتصارعن
للحصول على فرصة للخروج معك ولكن عليك أن تعرف الأن وللأبد أنى لا أنتمى إلى
هذه الفئة أن العواطف وما شابهها ليست المفضلة عندى وهذا للعلم إذا كنت تظن غير
ذلك
ظهرت ابتسامة بطيئة أظهرت غمازة خده
-هل تجدينى جذابا ؟
رفعت للسماء عيناها المتضرعتان :
-ألم تسمعنى؟لايمكن أن أكون أكثر وضوحا من هذا....أنى لا أريد مغامرة عاطفية ولا
علاقة طويلة ولا أى شئ مشابه
قال وهو يهز كتفيه ويرفع حاجبه :
-وهل تكلمت عن مغامرة عاطفية؟أعتقد انى قصدت الصداقة
ضاقت عينا كريستينا فى تشكك :
-أتعنى شيئا أفلاطونيا بحتا ؟
-نعم إذا كان هذا ما تريدين
-هذا ما أريده
وجه الحديث إلى مواضيع أقل خطرا وأتما الوجبة ورفعا الأوانى إلى حوض المطبخ.قالت
الشابة وهى تكوم الأطباق فى الحوض :
-لقد تأخر الوقت وسأغسل الأوانى غدا شكرا على العشاء لقد كان لذيذا
عندما أستدارت أصطدام صدرها ببيك فهمهمت معتذرة وحاولت التراجع خطوة
للخلف ولكن حافة الحوض منعتها أقترب الرجل منها وأنتقلت حرارة جسده إليها
مخلوطة برائحة كولونيا ما بعد الحلاقة .أبتلعت ريقها وأستعادت أنفاسها وقال لها :
-أنظرى إلى يا كريستينا
رفعت رأسها ببطء ونظرت إليه بعينيها الزرقاوين أرتعدت ركبتاها وأمسكت أصابعها
بحافة الحوض عندما قبلها وهو يقول :
-أتحسين بتأثيرك على؟ضعى يدك على قلبى لتحسى أنه يدق بقوة
-أعتقد أنه قلبى أنا الذى يدق
أحسا بأن الأرض تتشق تحت أقدامهما بينما غرقا فى الأحساس الرائع بقربهما وأحست
بإن السماء تتفتح والنجوم تتساقط فوق رأسيهما
-يا إلهى !
نظر بيك إلى أعلى وأبعد كريستينا بسرعة قبل أن يسقط سقف المطبخ على الأرض
نـــــــهــــــــــــايــ ـــــــــــة
الــــــــــفــــــصـــــ ــل
الــــثـــــــالـــــــــ ـث


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 11:18 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
تسمرت كريستينا فى مكانها عند الباب بين ذراعى بيك وهى تتأمل الفجوة التى حدثت
فى السقف ضمها إلى صدره وهو يطلق مجموعة من السباب وصاح :
-لقد كان من الممكن أن تقتلى
كانت كريستينا ذاهلة وهى تراقب مبهورة أخر قطعة من الطلاء وهى تسقط من السقف
والتى ظلت فترة معلقة قبل أن تتحطم وهى تسقط أخيرا صاحت :
-لا!
أخفت وجهها فى صدر بيك ,سمعا صوت ضجيج وكأنها صادر من الجحيم عند السلم
وظهر جون مرتديا شورتا وممسكا بعصا بيسبول :
-ماذا يحدث هنا ؟
أوما بيك إلى المطبخ فصاح الفتى بعد أن علم بالكارثة :
-يا إله السموات !لا غرابة فى أن أستيقظت على هذه الضجة لقد قلت لك يا أمى أن
كومة الخشب هذه سينتهى بها الأمر أن تطبق على رؤوسنا . كان من الممكن أن تموتى !
-شكرا لقد سبق ان قال بيك ذلك
بدأت تشعر بالغثيان فى معدتها وكزت على أسنانها كم كان رائعا أن يضمها بين ذراعيه
ويهدئها كانت رائحة الرجولة تشع من جسده وتخترق خياشيمها حتى كادت أن تنسى
كل شئ سمعت صوت جون قلق :
-هل أنت بخير يا ماما؟
-تنفست كريستينا وأسترخت لحظات على صدر بيك قبل أن تبتعد عنه وتبتسم أبتسامة
اطمئنان:
-كل شئ على مايرام.
قال بيك معارضا :
-لا على الإطلاق أنت خائفة ومشدودة الأعصاب وأعلم أن عندك محاضرات فى صباح
الغد لماذا لا تصعدى لتنامى ؟وسأقوم انا وجون بكنس المطبخ بسرعة
-أن الحق معه يا أمى يبدو أنك ستنامين واقفة
كان مظهر الرجلين الجاد كافيا لن يمنعها من الأعتراض والأن وقد
ذهبت الإثارة فقد أحست بالإرهاق يجتاحها قالت :
-شكرا....أنا مدينة لكما بهذا الجميل
بعد ان أنتهت كريستينا من محاضرتها أتجهت نحو صالة الجمنازيوم الخاصة بصديقتها
كارين هولدر كى تتناول الغداء لم تكن كارين تعمل ايام الثلاثاء بعد الظهر وتحاول كل
منهما أن تستفيد من ذلك اللقاء فى هدوء عدة مرات فى الشهر كانت هذه التسلية
مقبولة من كريستينا وترحب بها كان ذلك يعطيها فرصة استرداد أنفاسها قبل مواجهة
مشاكلها وبقدر ضئيل من المال فكرت وهى تطرق باب كارين أنه من حسن الحظ أن
بيك على شفتيها ابتسامة أحدثت لهيبا فى صدرها كلما تعرفت أكثر عليه كلما دهشت
من ردود فعلها أنه لا يشبه أحدا وليس على الإطلاق ذلك الرجل المتباهى الذى ظنته فى
البداية لقد كان حساسا غامضا بعض الشئ وهى صفات تنقص الكثير من الرجال ذوى
الأجسام الفارعة لاشك إطلاقا فى أنه يتمتع بالنظرة الثاقبة والشجاعة عندما تغمض
عينيها تحس وكأنه أمامها بلحمة وشحمة
-هاللو كريستينا !هنا الأرض !هنا الأرض!
فتحت الشابة مقلتيها فى الحال كانت كارين مستندة على إطار الباب وقد عقدت
ذراعيها على صدرها وهى تبتسم وقد ارتدت تى شيرت أخضر قالت كريستينا وهى
تضحك :
-أرجو المعذرة...يبدو أنى كنت فى مكان أخر
-وأراهن أنى أعرف أين ذهبت...ألم تكن الليلة الماضية هى ليلة الأحلام مع الفتى
المعجزة؟ إذا كنت تعتبرينها حياة عاطفية أن تقضى نصف الليل وان ينتهى الأمر بسقوط
القف على رأسك فإن ذلك فى الحقيقة شئ جديد على الدكتورة
-فى الحقيقة يبدو الأمر بالنسبة لى مرعبا ولكن لدى غحساسا أن هناك شيئا وقع تخفينه
عنى ...هيا أدخلى فى التفاصيل.....أريد كل التفاصيل.
عبرتا البهو الخاص بالأستقبال والمؤثث أثاثا فاخرا وخرجتا من باب الشرفة حيث أنتظرتا
الغداء...أخذت كريستينا تقص وهى تأكل السلطة والدجاج ما حدث فى أمسياتها وهى
تختصرالتفاصيل الشخصية وتضخم من التفاصيل الأخرى العامة .أنفجرت كارين ضاحكة
عندما قصت عليها حكايةالسقف
-أنها قصة تميت من الضحك
عندما لمحت الدكتورة النظرة الصاعقة على وجه صديقتها أنتابتها نوبة من القهقهة
المعدية...أستطاعت كريستينا أخيرا أن تتماسك ولكن فترة قصيرة
-إن الأمر يبدو غريبا الأن ولكن الوضع مختلف عندما سقط السقف وسط الحساء لقد
كانت لحظات رعب وعندما هدأ الوضع بدأبيك علميا للغاية
-كيف؟
غيرت كارين وضع المقعد الذى تجلس عليه ووضعت قدميها على أصيص من الزهور
الجيرانيوم أما كريستينا فقد خلعت حذاءها الرياضى ورفعت كعبيها على حافة مقعدها ثم
لفت ذراعيها حول ركبتيها وأجابت :
-لدى مشكلة
-بخلاف الفجوة فى السقف؟أهذا ما تقصدينه؟
-أوهـ....هذا جانب منها ولكن الأخر أسوا إنه بيك إنه يعجبنى كثيرا
صاحت كارين وهى تضربها على ساقيها
-مرحى!لقد جاء وقت الحديث العظيم لقد بدأت أعتقد أنك نسيت وجود الرجال حسنا
,ما المشكلة ؟هل هو متزوج؟
-لا...ببساطة لست متأكدة إن كانت لدى الرغبة فى إقامة علاقة مع أحد خاصة مع
رجل مثل بيك
ظلت صامتة فترة ثم أستنأفت:
-منذ...أن شاهدنى فى أول مرة أصبحت أسيرة سحره.إنى خائفة يا كارين ولست أعرف
إن كنت قادرة على أن أعيش هذه التجربة.تذكرى إلى أى مستنقع غطست أنا و.....
-مع المعشوق كيرت ؟هذا الأنانى الرهيب !انى أحس بالغضب الجامح فى كل مرة أفكر
فيها فيما عانيت
-أن أحسن شئ عمله لك هو الهروب وإلقاء نفسه فى المحيط عن طريق أحدى علاقته
المشبوهة لست أفهم كيف أستطعت أن تتحمليه خلال ثمانى سنوات
-أنت تعرفين السبب
-طبعا لأن ذلك اللعين أستغل أبنه كى يهددك هل يعرف جون كل هذا؟
-لا وهذا بلا جدوى إنه سيحس بالذنب ولا أريد له ذلك لقد أخترت طريقى وسأستمر
فى التصرف بنفس الطريقة إذا اضطررت لذلك ,لولا وجود جون لطلقت من كيرت
خلال شهور ومحوت ذلك الزواج كغلطة بلا عواقب ولكنى أحببت جون كثيرا وكيرت
يعرف ذلك؟
أخذت كريستينا تحك ذقنها فى ركبتيها بطريقة ألية وهى تستعيد سنوات الجحيم مع
كريت.لقد كانت السنوات الأولى لا باس بها كانت شابة ساذجة وتعتقد نفسها عاشقة
فتركت الدراسة بالجامعة فى منتصف السنة الثانية مكتفية بالقيام بدور الأم والزوجة
المخلصة لكيرت,هو السيد وهى الأم تقبع فى الدار أما كيرت فإن مسألة بقائه فى البيت
ليلعب دور الزوج والأب فقدت معناها بمرور الوقت وتتابعت شيئا فشيئا سلسلة طويلة
من الغياب ودون سبب وفقد للوظيفة والبحث عن علاقات مفيدة والجرى وراء كل
سيدة ترتدى ثوبا قصيرا وكان يبدو طوال أشهر عديدة حاد الطبع أو غائبا ويكتفى
بأرسال شيك غالبا ما تكون قيمته متواضعة أنها لم تعرف أبدا أين تصل إليه أو أين يوجد
ولا كيف يحصل على النقود
أكثر من ثلاث مرات خلال السنوات الأولى وجدت الشابة عملا يكفل لقمة العيش لها
ولجون الذى كانت تعشقه وكأن وكانت لدى كيرت حاسة سادسة عندما كان يظهر فى
الأيام الأولى التى تلى عثورها على العمل ومعه حفنة من اوراق الدولارات الضخمة
ويطلب منها أن تترك العمل لأن عملها يحط من قيمتها كرجل وإذا لم تطعه لسبب مبهم
كأن يريد من كريستينا أن تظل دائما معتمدة عليه
كان يقسم أنه يحبها هى وجون وان منزلهم هو بر الأمان له وأحيانا كثيرة كانت تصدقه
وفى أثناء فترات مروره على المدينة كان يشعرهما بالأنفاق بجنون خلال أسبوع أو شهر
على الأكثر ويجعلهما سعيدين بمرحة وعاطفة حنانه ثم تتملكه الأثارة وتدفعه للرحيل مرة
ثانية بحجة عمل يود الألتحاق به فى الأحال أوسبب أخر أيا كان ربما كان يحبهما بهذه
الطريقة الغريبة ولكن كان من الصعب أن تصدق ذلك عندما أكتشفت كريستينا أن
كيرت قضى عطلة عيد الميلاد المجيد فى جزر الباهما مع عشيقته بينما هى
-زوجته-وأبنه يعيشان بمفردهما فى بيت بلا وقود للتدفئه لأن فواتير لم تدفع
لقد حصلت كريستينا عدة مرات على استشارات قانونية حول طلاقها من كيرت مع
الأحتفاظ بحضانتها بجون ودائما ما تكون إجاباتهم واحدة كونها ليست أمه الشرعيه رغم
أن أمه الأصلية تخلت عنه وأن كريستينا هى التى ربته فإنه ليس لها أى حق شرعى فى
الأحتفاظ بجون لم يكن لديها أى وسيلة لمواجهة هذا الوضع المرعب وإذا تمكنت من نقل
جون معها فى مكان أخر فإن ذلك يعد أختطافا ولاحل أخر سوى أن تترك هذا الطفل
الذى تحبه لدرجة العبادة وهو بهجة حياتها
كانت محاولات الحديث مع كيرت وأن تطلب منه التعقل والتوسل إليه كل ذلك لم ينته
إلا إلى زيادة أحساسها بإنها أسيرة له... ورغم التهديدات ووسائل الإذلال التى تحملها
الشابة فإنها ظلت تحافظ بكل قوتها على بيت سعيد لجون خلال فترات الغياب الطويلة
لكريت وكانت تدهش أمام ضخامة الأموال السائلة التى كان يحضرها كيرت أحيانا
كانت تشك فى تورطه فى أعمال غير قانونية ولكنها تعلمت ألا تسال عن شئ سألتها
كارين رقة
-ألا زلت تجترين تلك الذكريات ؟
-أعتقد أنى أفعل لقد ظننت دائما أنى أستطعت أن أن أدفن من زمن بعيد هذه الذكريات
المؤلمة ولكن الأمر يعود إلى ذهنى من أيام قليلة هل هذا إنذار بألا أتورط أبعد من ذلك
مع بيك ؟
-أسمعينى !أن تجربتك مع كيرت قد أدت إلى إيلامك بطريقة ما ولكنى أعتقد أن الوقت
قد حان لتنفتحى على كل شئ أخر وأعتقد أن بيك هو الفرصة التى تحلمين بها ثم عندما
يرحل جون فى غضون عام ماذا تفعلين ؟
-فى هذا الوقت أكون حصلت على دبلومتى
-صدقينى أن الدبلوم ليس سوى عذر متواضع ولن يدفئ حياتك
ضحكت كريستينا ضحكة مغتصبة :
-فى هذه الحالة سأشترى مدفأة أو بطانية كهربائية
فى طريق عودتها أخذت كريستينا تقلب فى ذهنها حسابات أموالها التى كانت متواضعة
طبعا بالنسبة لمتطلبات إصلاح الخسائر التى حدثت فى المطبخ وعندما وصلت شارع ديلو
كانت أطراف منزلها قد بدت ورأت سيارة رولز جديدة تماما وعلى أحدث طراز وهى
التى وصل بها بيك ليلة أمس ورأت أيضا شاحنتين بجوار الرصيف وسيارتين أخرتين
تسألت ماذا يجرى؟
عندما دخلت الممر الخلفى رأت خلف سيارة جون الكامارو سيارة سباق صغيرة يابانية
تتبعها ثم وقفت .كانت السيارة الصغيرة تستحق الأعجاب بلونها الأسود اللأمع وقد
علق على الزجاج الأمامى صورة أذنين طويلتين لأرنب وعلق فى خلفها ذيل طويله مترين
وعلى الجانبين كتب المهلك خرجت منها سيدة فاتنة سمراء ترتدى ثوبا أحمر تحت إبطها
حقيبة تموين وعندما رأت كريستينا فإن الفاتنة السمراء أتجهت نحوها وهى تقول :
-مرحبا كريستينا ألست كريستينا ؟أنا بيانكا سمعت كريستينا رنين الذهب عندما مدت
الفاتنة يدها لتصافحها وهى تقول :
-اللعنة!لقد أضر النمل بيتك بدرجة كبيرة خطيرة وحمدا لله أنى وصلت فى الوقت
المناسب
ردت كريستينا فى حيرة :
-النمل؟ وما دخلك إذن بنملى ؟
ضحكت بيانكا :
-أنا متخصصة فى إبادة الحشرات وفريقى قام بفحص البيت وحاصر هذه الحشرات
اللعينة وعالج الأمر ولن تواجهى مشاكل بعد ذلك أمسكت بذراع كريستينا واتجهت نحو
العتبة
-تعالى ! لقد كان على أن أحضر هذا الشراب المنعش للعمال وإلا قاموا بثورة
-ولكنى...لم أطلب خبراء إبادة الحشرات وليست لدى نقود أدفعها
-لن تدفعى شيئا إنها على حساب البلدية أنى مدينة لبيك بمعروف
رددت كريستينا فى نفسها بيك وأحست بتقلص فى معدتها ثم واجهت محدثتها كانت
بشرة بيانكا ناعمة وعينيها بلون القطيفة الخضراء وكانت شديدة الفتنة وأصغر منها فى
السن
فتح باب المدخل وخرج جون يحمل سلما وقال وهو يتجه نحو الشاحنتين :
-مرحبا أمى !أذهبى إلى المطبخ لتريه لقد تم إصلاح الفجوة
-الفجوة ؟
قات بيانكا شارحة :
لقد قام تونى بذلك
-تونى ؟
-زوج أنا إنه مقاول ترميم
تبعتها كريستينا وهى ذاهلة إلى الداخل سمعت ضجة مناقشات تسودها الضحكات وتأتى
من المطبخ وتسألت من قام بغزو البيت ؟
قالت الفاتنة السمراء لمحتلى المطبخ :
-هأكم الشراب المنعش...كما عادت كريستينا
كان بيك مرتديا جينز وتى شيرت قديما وملوثا بالطلاء والحبر وجاء لأستقبالهما وأبتسم
لكريستينا :
-لقد وصلت فى اللحظة المناسبة...أوشكنا على الأنتهاء
-الأنتهاء من ماذا؟
قال وهو يشير إلى ما كان فجوة من ساعات
-أنتهينا من سقفك
كان مكان الفجوة سقفا جديدا لامعا فغرت فمها وأتسعت عيناها وهى تشاهد السقف ثم
تنظر إلى بيك وإلى الرجال الذين كانوا ينتظرون وهم يبتسمون
كانوا جميعا غير معروفين لها عدا لإيفلين زوجة هوب لوفيل وسال ميليا مدير ملهى
لوبوف عادت بأنظارها إلى بيك الذى سألها :
-هل أعجبك ؟أعتقد أننا قمنا بعمل جيد
-أنه خرافى وغير معقول يالها من مفاجاة....أنى لا أستطيع أن أصدقه
وجهت ابتسامة مضئية للجميع وهمهمت :
-إنى غير قادرة على دفع أجر كل هذا يا بيك
قالت فى نفسها بغيظ يا له من خائن ليضعها فى هذا المازق ؟
ضحك ثم أمسكها من وسطها ليجرها إلى وسط المطبخ :
-أن هذه المجموعة لا تكلف كثيرا مجرد وجبة مجانية وبعض المشروبات المنعشة وساقدم
للجميع
أتجه بيك نحو سيدة شعرها بلون الملح والفلفل تساعد أيفلين فى ملء سلة خوص بأطباق
ورقية مستعملة وعلب شراب فارغةوقال:
-أختى الكبرى أنا هى وأيفلين مسؤلتان عن الغداء والشراب
قالت أيفلين وهى تبتسم :
-لقد أحضر بيك الطعام من أحد مطاعمه
أضافت أيفلين :
-وأنا جئت لأرى سبب هذه الضجةوالحركة وبقيت لأتناول الغداء المجانى
تابع بيك تقديمه لأفراد الفريق وأشار إلى عملاق :
-هناك تونى ميليا زوج أنا وهو مسئول عن أعمال الترميم وساعدنا فى كل شئ
قال سأل مازحا :
-تقصد أنه راقبنا إذا أردت الدقة
-وأنت تعرفت من قبل على الأبن الأكبر لأنا وتونى
فى الحقيقة كان لقاءهما الأةل فى لوبوف قد حضر فى ذاكرتها وكان عليها أن تكتم أنفعالها
فى هذه اللحظة
أكمل بيك :
كاولو هو أبن أخر لأنا أما أنزو فهو أبن أختى ماريا أما بن سينمور فهو زوج أختى فيليا
الذى ورد إلينا المواد وأعتقد أنك قابلت مرعبة النمل والحشرات بيانكا
قالت بيانكا وهى حانقة :
-بيك!!!
تخشب جسد كريستينا عندما أبتسم بيك للفاتنة السمراء ووضع ذراعه حول وسطها
وقبلها
-هذه أختى الصغرى بيانكا عالمة الحشرات ومبيدة لها
أحست كريستينا فجأة بأنها خفيفة كالريشة
-هل جندت كل العائلة؟
-ليس بالضبط لقد بقيت إميليا بالمكت لرعايته وتعيش أمى فى شيكاغو مع ماريا وكذلك
أصغر أخواتى ميشيل هل تريدين أن أستدعيهم؟
ظل الجميع حوالى النصف ساعة يثرثرون ويقهقهون وهم يمتعون أنفسهم بإتمام العمل
كون جون وأيفلين وكريستينا دائرة عائلية كما كانت دائما عادتهم
بعد فترة عندما تبادل الجميع التحية ووجدت نفسها بمفردها مع بيك على عتبة الباب
استدارت نحوه:
-يالها من أسرة رائعة لديك لاأدرى كيف أشكرك
وضع الشاب كوعيه على كتفيها وخفض عينيه نحو عينيها فى نظرة أحرقت رموشها وقال
بصوت عميق:
-سأفكر فى طريقة
اجتاحتها رجفة ثم أغمضت عينيها وقالت :
-كان على أن أشك أن ما فعلته فخا...حسنا يمكنك أن تستعيد سقفك
و...............
-هدوء يا نمرة !السنا صديقين ؟أنى أود أن تصحبينى إلى السينما حيث يعرض الأن فيلم
عن الخيال العلمى يتحدث عنه الجميع وأنا من هواة أفلام الخيال العلمى ويلزمنى فقط أن
أمر مرورا سريعا ببيتى كى أغير ملابسى
-لو كان بإستطاعتى لأحببت أن أذهب ولكن مساء الأربعاء أقوم بمراجعة حسابات المحل
المسمى الأساطير والمصيدة الذى يملكه عمى لارى
-يا للخسارة وماذا عن مساء غد ؟
-أمسية مذاكرة
-يمكننى أن أعد لك طعام العشاء
-لا لست فى حاجة إلى العشاء لأن لدى أمتحانا أوديه يوم الأربعاء وبعد كل ما حدث
ليلة أمس فقد تأخرت
-يوم الجمعة أذن؟
-إنها ليلة قيادة الشاحنة إن كنت نسيت
-يا للأسف كيف يمكنى أن أتحمل؟وبهذه المناسبة تحدثت إلى أبن أختى انزو اليوم فى أثناء
قيامنا بالترميم أنه يقوم بحسابات مجموعتى وقال لى إننى محتاج بصفة عاجلة إلى شخص
أضافى فى العمل .إن ترتيب مواعيد دراستك ومواعيد المحاسبة لن تكون مشكلة
وستأخذين أجر مجزى
-أنا أسفة يا بيك لست أدرى حقا كيف يمكننى تولى وظيفة إضافية
ضحك بيك ثم لمس أنفها برقة
-أن الأمر لا يقتضى أن تضيفى هذا العمل إلى الأعمال الأخرى إيتها العزيزة وأنما يحل
محلها إنك بمرتب ممتاز تستطيعين أن تنسى الشاحنة وكل الأعمال غير المتفرغة
-لا أعتقد ذلك ومع كلا شكرا
ألقت كريستينا برأسها للخلف و واجهته :
-لست أدرى لماذ يجتاحنى شعور أنك تتلاعب بى ؟
قال محتجا وهو يهز كتفيه بلا أكتراث :
-لقد كانت مجرد فكرة وليس هناك ما يمنعك من أن تفكرى فيها أفترض إذن أنى لن
أراك قبل الأحد وسأمر عليك لأصطحبك مع غسيلك فى منتصف النهار
قبل ان تعترض مال عليها بيك وقبلها قبلة قصيرة ولكنها فعالة زرعت الخوف فى
أعصابها وجعلتها تعجز عن العثور عن سبب لرفض دعوته
ولكنها فى اليوم التالى بحثت عن عذر عندما تلقت باقة من الورود المفضلة وعليها بطاقة
موقعة من بيك ثم فى اليوم النالى أتصل بها تليفونيا كى يعرف كيف إدت فى أمتحانها .أنها
تستطيع أن تجد مائة عذر من الأن حتى يوم الأحد
ولكن عندما جاء يوم الأحد كانت هى وغسيلها المتسخ فى سلة الغسيل فى أنتظاره
فى أثناء دوران الملابس فى ماكينة الغسيل التى تقع فى الجهة المقابلة لمنزلها أخذ يتذوقان فى
لذة قطعة من لحم الخرفان المشوية جيدا على الخشب وأشياء غريبة محشية فى ورق العنب
بينما عبير شجيرات الزيتون والنباتات العطرية تأتيهما فى الركن المنعزل الذى وضعت فيه
مائدتهما كانت الألحان اليونانية وضوء الشموع والأثاث القديم (الروستيك) وسنارات
الصيد المعلقة بخيوطها فى كتلة خشبية معلقة فى الشرفة كل ذلك خلق جوا يشبه أى مقهى
أو مطعم فى أثينا
كانت عينا كريستينا تبرقان من الغبطة وهى تقول :
-أكاد أتوقع أن أرى زوربا لبيونانى يرقص فوق الموائد
قال بيك وهو يضحك فى سعادة :
-هل أعجبك؟
-جدا....هل هذا المطعم ملكك؟
-بالمصادفة نعم ملكى إن المطاعم فى هيوستون التى توجد عند المغاسل ليست وسيلة
كسب سريعة
أمسك نزيتونة بين أصابعة وقربها من فمها وعندما وجدها تقضم حافتها دس بقية الثمرة
بين شفتيها.أحست بطعم الزيتون اللذيذ
كانت نظرتها أسيرة ونفسها قلقة وأحست أنها مملوكة لنظراته التى تجذبها بطريقة قوية حتى
ظنت أن كيانها سينتزع من جسدها إزدادت سرعة الموسيقى على أنغام البازوكا وترددت
فى أعطافها وفى نفس الوقت تمضغ الزيتون اللذيذ أطلق بيك زفرة حارة.جفلت كريستينا
وفتحت عينيها على أتساعهما ثم طرفت عيناها ثم أرتسمت أبتسامة على وجهها ثم
أدارت وجهها وهى تهمهم وتضعه بين يديها لتخفى أنفعالها عاكسها بيك قائلا:
-مع قليل من المتعة ستصلين لهدفك
-هيا كف وأرحل
-لن أرحل يا حبيبتى
قالت متذمرة :
-ها أنت أخيرا أفصحت عن الكلمة
قال فى أصرار:
-أنظرى إلى وقولى لى ماذا يحدث
-ماذا يحدث ى؟أنى أشعر بالمهانة الشديدة هذا كل ما هناك
شاب نظرته سحابة من السرور وسألها :
-ولماذا تشعرين بالمهانة ؟
-لأن....لا تحاول التظاهر بالبراءة
أخذت حقيبة يدها ونهضت وقالت :
-يجب أن أذهب لوضع الغسيل فى المجفف
لقد أفلت الوضع منها تماما أخذت تردد ذلك وهى تعبر الشارع إنه يتجرأ ويتحدث عن
البريئة....يا له من وقح ....أن ما يريده منها وينتظره واضح وضوح أنفه وسط وجهه
الإيطالى ولكن التمثيلية أنتهت .الآن أنتهت .همهمت :
-أنى أكره الزيتون خاصة عندما خاصة عندما وضعته أنت فى فمى قال بصوت جاد وهو
يقف وراءها :
-ولكنى أجد أنها متعة !
دست الشابة يديها فى جبيبى بنطلونها وتابعت طريق العودة للبيت
أنتهى الفصل الرابع


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 11:20 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
××××××××
مر أسبوعان ومن بداية الصباح كان بيك جالسا فى مكتبه يحاول أن يركز على صحيفة
الأحد أخيرا تركها وذهب ليقف خلف النافذة الزجاجية التى تكشف حجرة الألعاب
أستسلم لأفكاره ومشاهدة ألعاب الحظ الضوئية والتى تطل على حمام السباحة ذكره
سطح الماء اللأمع بعينى كريستينا يا إلهى ! استدار الرجل كل شئ يذكره بعينيها وفمها
وعطرها وضحكاتها.ذهب إلى المطبخ وصب لنفسه قدحا من القهوة وإحتساه دفعة
واحدة ثم نظر إلى ساعته للمرة الثالثة خلال خمس دقائق قادته خطواته العصبية إلى
الدهليز المؤدى إلى حجرته ثم عاد مرة أخرى إلى مكتبه إنه مثل أسد فى قفص وكل ذلك
لأن كريستينا تحتكر كل أفكاره إن بيك يود أن يكون معها فى أى مكان سواء كان فى
الحلم أواليقظة وهو ما يعانيه فى هذه اللحظة إن أحلامه التى يحبها فيها بوحشية وجنون
كافية لأن تثير عاطفته ولكن الحقيقة للأسف شئ أخر إنه لم يرها خلال أسبوعين.كل مرة
يطلب وسلالا من الفاكهة.ورد على كل مكالماته التليفونيه ودعواته للخروج معا كان
يجد دائما الرد المعهود لا أستطيع ولكن شكرا هذه طريقة مؤدبة للتخلص منه وهو مدرك
لها ويرفض فى نفس الوقت هذا الرفض,إن انجذابهما المتبادل قوى جدا لا يمكن لهما أن
يتجاهلاه وإذا كان هناك ثمة مشكلة فلابد من حلها ولكن لن تختفى كريستينا من حياته
دون أن يصارع ......بالتأكيد لن يحدث
تساءل :ما الذى حدث وأمكن أن يغير من تصرفها ؟إن مسألة إطعامه لها بالزيتون قد
تبدو هى بداية ما حدث من برود عاطفى بينهما ,لقد تصرفت تصرف فتاة غرة ليست
لديها تجارب ,هل هى معتادة بنفسها بحيث ترتعد من مجردة حركة مغازلة بسيطة؟لحسن
الحظ إنها لم تستطيع أن تقرأ أفكاره...لقد كانت مائدتهما فى مكان منعزل ولا يستطيع
أحد أن يرى شئ
رن جرس التليفون فقفز بيك من مكانه ليجيب,سمع صوت جون الهامس على الطرف
الأخر :
-أنها أستيقظت لتوها وهى الأن تحت الدش
-شكرا.سأرحل فى الحال وحاول أن تعطلها إلى أن أصل,هناك أمر مؤكد أنه سيحصل
على إجابات حتى ولو قفزت عليه تلك النمرة المتوحشة....كفاه دورانا حول الموضوع
قال جون محتجا :
-ولكنهم يا أمى فى حاجة إلى ...بل أن سال عرض على علاوة كبيرة
دست كريستينا ملابسها الداخلية المتسخة فى كيس وسادة ودسته وسط بقية الملابس فى
سلة الغسيل وقالت :
-لا...لا على الأطلاق هذا الموضوع غير قابل للمناقشة
-يمكننى ان أشترى لك غسالة كهربائية ومجففا من النقود التى سأربحها من الرقص فى
عطلة نهاية الأسبوع فى ملهى لوبوف
-على أى حال لا أريد غسالة كهربائية ومجففا من أموال تربحها من هذا النوع من
العمل,هل فكرت على الأطلاق يا جون ولو للحظة فى العواقب؟أن عملا طائشا كهذا
يمكن أن يزعجك طوال حياتك أى نوع من السمعة ستنالها وتحيق بك وأنت فى كلية
الطب؟ ومن يمكن أن يتعامل مع طبيب كان عمله هو الرقص العارى؟
بعد أن نطقت كريستينا بحماس هذه العبارات النارية رفعت سلتها وخرجت من الحمام ثم
هبطت الدرج وهى تهمهم وتزمجر وتسب ذلك الطفل الذى لا عقل له أنحرفت فى طريقها
نحو باب المدخل حيث فتحته بكتفها ,سمعت صوتا حادا :
-لقد وصلت فى الميعاد كما ترين
ذهلت كريسيتنا وقلبت سحنتها فى الحال
-ماذا تفعل هنا ؟
-حسنا...لقد أتيت لأصحبك فى جولتنا الأسبوعية كل أحد التى أسميها غداء الغسيل
الأسبوعى...لقد فاتنى لقاؤك الأسبوع الماضى وأحس بوحشة شديدة
-أسفة...لدى مشروعات أخرى اليوم
أبتسم وكأنه يعرف أنها تكذب وفحصها بعينيه ,لقد أعجب بقدميها العارتين فى صندلها
بدون جورب وكذلك بساقيها اللتين ظهرتا من الشورت القصير البنى والتى شيرت
الوردى وخصلة من شعرها التى أندست على جانب وجهها.إضطرت الشابة أن تضم
ساقيها بقوة حتى تمنعهما من الأرتجاف قال :
--فاتنة أنت !أنى أحبك أكثر فى اللون الوردى
-أنه لونى المفضل
يا إلهى!يسألت لماذا تظل مسمرة هكذا فى مكانها وتجيب على أسئلته بسذاجة؟لماذا لا
تستمر فى طريقها وتجعله يذهب إلى الجحيم؟ إن هذا هو المسلك الوحيد المعقول ولكن
كريستينا وجدت نفسها بلا حركة ولا تفعل شئ سوى تأمله والأبتسام له أبتسامة
فارغة.قال بيك وهو ينظر إلى قميصه الوردى أيضا:
-اعرف لأنى فكرت فيك وأنا أشترى هذا القميص هل تعتبرينه أكثر أنوثة من أى لون
أخر؟
قالت كريستينا دون تفكير :
-لا....أريد أن أقول.....أنه مناسب لك جدا
-شكرا هل أنتى مستعدة للرحيل؟
لقد كان من الواضح أن شخصيته القوية هى التى تزيد من جمال اللون ثبت نظرها على
الفراغ البعيد :
-لا أستطيع أن أصحبك يا بيك....ومن الأفضل لنا أن نكف عن اللقاء....هذا كل ما
هنالك
-لماذا؟
-لأن.....لأن ....لأنه هناك مئات الأسباب!
-أذكرى لى خمسين منها
-أنى جادة يا بيك
-وان كذلك يا كريستينا.أنظرى إلى وقدمى لى أسبابك أعتقد أنك على الأقل مدينة لى
بتفسير
عقدت الشابة ذراعيها حول صدرها بقوة لتمنع رجفة فى قلبها مفاجئة رغم حرارة الجو
الشديدة
-انها حكاية معقدة للغاية
-هذا كل ما ظننته....تعالى ....لابد أن نتحدث
أخذ بيك منها سلة الغسيل وهبط درجات سلم المدخل بسرعة.سألته:
-أين أنت ذاهب ؟
رد وهو مستمر فى السير نحو سيارته :
-سنذهب لغسل الغسيل ونتغدى ونتناقش حول كل هذه التعقيدات
صاحت كريستينا :
-أعد لى غسيلى !لقد قلت لك أنى لن أذهب معك
فتح بيك حقيبة الرولز الخلفية فى هدوء ووضع فيها سلة الغسيل ثم أغلق الغطاء.فتحت
كريستينا باب الممر وأنتظرت وقد وضعت يدها اليمنى فى جانبها وهى ترسل لبيك
نظرات نارية
-من الأفضل أن تأتى أيتها النمرة أنا الأن الأقوى
رفعت عينيها إلى السماء فى تبرم وأستسلمت طبعا إنها لا تريد أن تحدث فضيحة وسط
الشارع كان بإمكانها أن تدخل البيت وتغلق على نفسها الباب ولكن بدأ بيك مصمما
وخشيت أن يظل للأبد مسمرا على عتبة بابها ,ثم إن عنده حق فإن كل ملابسها معه الأن
عدا ما ترتديه
حمدا لله أنه لم تبدو عليه الشماته عندما جلست على المقعد المجاور له ولم يسألها أى سؤال
وإنما رأت تلك الأبتسامة اللغز على وجهه عندما أنطلق بالسيارة وهو ما زاد من قلق
الشابة حول ما يدور فى رأس بيك
قريبا أو بعيدا ومن المحتمل بعيدا جدا سيلح عليها أن تقدم له تفسيرات وهو أمر
واضح.كيف يمكنها أن تخرج من هذا المأزق دون أن تفقد ماء وجهها؟
تقلصت معدة كريستينا أمام هذه الفكرة وكم ستشعر بالمهانة إذا قصت عليه بعض
الحقائق.....ظلت تكز على أسنانها داخل فكيها وأخذت توضح داخلها مختلف الأجوبة
ولكنها بدت مزيفة
أستقر بينهما داخل السيارة صمت ثقيل سألها
-هل أنتهيت من حسابات الضرائب؟
-أى ضرائب؟
كان سؤاله البرئ بعيدا تماما عما يشغل بالها.نسيت هى أنها كانت تسنخدم حجة مراجعة
وإنها أقرارها الضريبى كعذر كيلا ترى بيك الأحد القادم ردت:
-أهـ....نعم....لقد أستطعت أن أرسله قبل أخر موعد له
أخيرا قدمت خبر مؤكدا وليس كذبة فقد سبق لكريستينا أن أرسلت الشيك المطلوب
من شهر فبراير تبعت ذلك فترة صمت طويلة
وضعت كريستينا ساقا على ساق وظلت لا تكف عن الحركة تحت حزام الأمان وتعدل
من وضعها بأستمرار.
-كريستينا
قالت بصوت قوى جدا :
-ماذا؟
-يا كنزى لست محتاجة لأن تكونى عصبية هكذا معى كما تعلمين
-وما الذى أوحى لك أنى عصبية؟
-أولا عليك أن تكفى عن ضرب الأرض بقدمك
توقفت القدم فى الحال ورسم بيك أبتسامة
-هيا أسترخى فلست لدى النيه فى إلتهامك حية ...إننا ببساطة سنذهب لوضع الغسيل
فى المغسلة ونتناول الغداء فى هدوء ,ثم نتناقش .
أرتجفت قدما كريستينا ورغم مظهره المطمئن أحست وكأنها الخاطئة ليلة الحكم الأخير
كانت مشغولة لدرجة أنها لم تنتبه إلى الطريق ولم تدرك إلا عندما وقفت السيارة أمام بيت
بيك أنه أخذ الأتجاه الذى تخشاه وتتوقعه
-وماذا سنفعل هنا؟
أمسك بيدها
-إن لدى ماكينة غسيل ومجففا وخلافه والمكان هنا أكثر الفة وخصوصية مما يمكننا من
الحديث بحرية....هل هذا يضايقك ؟
لم يجد ردا سريعا فصاح بنفاد صبر:
-بحق السماء يا كريستينا إننى لست سفاح بوستون تعالى معى
فى أثناء إخراجه السلة من حقيبة السيارة تمالكت بعض الشئ وأخذت نفسا عميقا لكى
تكتسب الشجاعة ثم تبعت بيك نحو باب المدخل
كان المظهر الشامخ الخارجى للبيوت المقامة على نهر أوكس وطرازها الجامع بين القديم
والحديث يدل على فخامة ما بداخلها دون شك كانت الردهة الخامية واسعة جدا وأكثر
أتساعا من حجرة كريستينا نفسها وقد علق فى وسطها نجفة من الكريستال تتدلى من
السقف المزخرف العالى كان ثمن النجفة لابد أن يكون أكثر من ثمن كل بيتها وكان
بالردهة درج حلزونى يقود إلى الدور الأول ثم ينزل إلى الدور الثانى من الناحية الأخرى
على شكل نصف دائرة حيث يوجد صالون فسيح وحجرة طعام مزينة فخامة وذات
رفاهية بالعاج والخشب الفاخر كان الجو يوحى بشكل الفيلات الإيطالية التى نشاهدها
فى أفلام السينما قال لها :
-إن المغاسل من هنا
أتسعت عيناها وفغرت فمها أمام كل هذه الفخامة وأستدارت كريستينا نحو بيك الذى
كان لايزال يحمل سلة غسيلها الرهيبة المليئة بالبياضات والملابس الداخلية فجأة أحست
بمدى ضألتها
-أنت غنى جدا. أليس كذلك ؟
كان كلامها دليلا على أنها عادت إلى صوابها أكثر من كونه تساؤلا أن بيك دائما بسيط
فى سلوكه حتى أنها نسيت أنه يمكن أن يقطن فى مثل هذا الحى ,هز كتفيه
-أنى ميسور الحال هيا تعالى لتشغيل أول ماكينة
تبعته طوال الدهليز الذى صمم على شكل قاعة طعام وفكرت فى بيتها هى وفى طلائه
الحائل وفى أريكتها المحطمة.ذكرها هذا التضاد بمدى الأختلاف بين نمطى حياتهما إنه
إختلاف شديد بحيث لا يسمح بأستمرار أية علاقة قد تقوم بينهما ,عبرا مطبخا فسيحا
كانت النظافة تشع من سقفه لأرضيته وكل جدرانه من السراميك الفاخر,بدا المطبخ
وكأنه صمم ليحقق حلم الطهى الراقى لأى أسرة سواء بأجهزته الضخمة زمجموعة أدوات
المطبخ والمائدة المعلقة بنظام تام ومن المطبخ عبرا بابا أخيرا صاحت الشابة :
-يا إله السموات حتى المغسلة رحبة وفاخرة إن هذا كثير جدا بالنسبة لشخص بسيط
من ميكسيكانا
سألها بيك وهو متجهم :
-ماذا تقصدين ؟
كان رد فعله قد جعلها تفكر بسرعة :
-إن بيتك رائع يا بيك وبعد أن رأيته فقد أصبح أكثر وضوحا إنك بعيد عن عالمى بعد
السماء عن الأرض إننى فى الحقيقة أتخيل إن السكن فى مثل هذا البيت الفاخر ثم حضورك
إلى مسكنى أشبه ما يكون بالهبوط إلى كوخ
لل؛؟أـ سرت فى نظرات بيك عاطفة عميقة ولكن استعاد وجهه فى الحال تعبيره الجاد
-أنى لم أحكم أبدا على الناس على أساس موطنهم الذى يعيشون فيه ولا أتمنى أيضا أن
يطبق ذلك على تخيلى إننى عشت وكبرت فى شقة مزدوجة فوق مطعم الأسرة.أن والدى
وجدى وسبعة أولاد كانو يعيشون مكومون فى مكان يعتبر بيتك بالنسبة له قصرا
رفعت كريستينا حاجبيها دهشة وخفضت ذقنها ولوت شفتيها فى حركت أحتقار وقالت
:
-أنك تعطى مثلا بعيدا عن الموضوع وعلى كل فقد تأثرت
كان كل ما على وجهها هو تعبير السخرية والبرودة ولكن ركبتيها أوشكتا أن تخونها
وقالت :
-ألهذا السبب تجد رغبة من آن إلى الآخر أن تؤاخى إحدى العاملات الفقيرات مثلى ؟
كانت عضلات فككه المشدودة هى التى تدل فقط على تاثير تلك الكلمات عليه لقد
أطلقت عليه سهما عندما أخذت عيناه تفحصانها لقد نزع قناع الجدية عن وجهه وحل
محله قناع الفكاهة
-دعك من هذا يا كريستينا فإن هذا لن يفلح
-كيف هذا؟ما الذى لن يفلح ؟
-أن تحاولى البحث عن عراك لتجنب المواجهة الصريحة.سأتركك للعناية بأول دورة
غسيل بينما أعد الغداء
أختفى بيك فأخذت الشابة تغمغم وهى تدس الغسيل فى الغسالة الكهربائية :
-أيها اللعين
جاءها الرد من الغرفة المجاورة فى صورة زمجرة
-نتقابل بعد خمس دقائق لكى نتناول فى لذة سلطة مثلجة بالجمبرى وخبز مصنوع من
حبوب الشوفان
كان بيك يأكل بينما أخذت كريستينا تقلب طعامها فى طبقها وتنظر ساهمه إلى حوض
السباحة.وضع بيك أخيرا شوكته وأخذ يتامل المخلوقة الفاتنة التى قلبت حياته رأسا على
عقب.كانت رغبته عارمة أن يأخذها بين ذراعيه ويطرد عنها اليأس الذى ساد ملامحها
الرقيقة ولكن الوقت المناسب لذلك لم يحن بعد لأنها كما يبدو تخشى شيئا ما وإذا قال لها
من الأن أنه يحبها فإنه يخاطر بإخافتها إن عليه أن يعالج المشكلة التى تفصلهما بكل حذر
لأن الشابة تحاول أن تخفى عواطفها وضعفها بوحشية وكذلك تحمى أبنها ,همس بصوت
مسموع :
-إنها غريزة حب البقاء وهوما يجب أن ينجح
قالت كريستينا وهى تخرج من أفكارها :
-أرجو المعذرة ؟
-أقصد مسألة الكوخ والطبقة العاملة لابد أن تنجح إنك قوية جدا وهو ما جعلنى أدرك
أنك تحاولين أن تخرجينى عن شعورى
-أنا أسفة أعرف أنى كنت سخيفة لكن.....
-وهل هناك دفاع أقوى من أستخدام سلاح الهجوم؟
ردت عليه قبل أن تنهمك فى المهمة الشائكة فى تناول الطعام :
-أنه شئ شبه ذلك ولكن ما قلته له أساس من الصحة يا بيك أننى مجرد شخصية عادية
للغاية ذات تجربة قديمة تحاول أن تحل يوما بيوم مشاكلها الثقيلة وانت بصفتك وثروتك
وكل فخامة رجال الصفوة فإن جميع النساء الراقيات من هذا المجتمع لابد أن يهتممن بك
واحدة على شاكلة جريس كيلى من حيث الجمال والرقى والسمو والتى ترتدى ثياب
على أرقى مستوى من التصميم والرقة وتستخدم وقت فراغها للذهاب إلى الأوبرا وليس
لتقود شاحنة جر السيارات المعطلة....هذا هو الوضع
ضحك بيك ضحكة جافة :
-أنها صورة مرفوضة لزوجتى السابقة والحقيقة أننا لم نخلق لنتفاهم حقا,هل حدثتك عن
زواجى السابق ؟
هزت الشابة رأسها نفيا فقال :
-أذن سأحدثك عنه
خلعت كريستينا صندلها ووضعت إحدى ساقيها أسفل جسدها بينما لفت ذراعها حول
الساق الثانية ووضعت ذقنها على ركبتها
قال لها بيك وهو يصب قدح من القهوة :
-هل تشعرين بالراحة وأنت مكومة هكذا ؟
-منتهى الراحة قص على حكاية زوجتك السابقة
-لقد عرفت بولا بعد وصولى هيوستون بقليل من حوالى ثمانى سنوات كنت قد أنتهيت
من بيع أعمالى فى شيكاغو وأتيت لأبحث عن فرصة عمل جديدة هنا كان عدد كبير من
البنوك قد أهتم بالتعامل معى بما فيه بنك أبى وهو الذى قدمنا لبعض وتزوجنا مدة خمس
سنوات وأن كانت العلاقة بيننا أنتهت قبل ذلك بمدة طويلة كنت من مدة طويلة أحاول
إصلاح ذات البين ولكن الأمر أنتهى بالطلاق منذ سنتين لقد كانت جميلة وفاتنة وسيدة
مجتمع ومدللة ولا تهتم بملابسها الفاضحة التى كانت ترتديها وأعتقد أنى لم أكن بالنسبة
لها سوى تجربة جديدة مثيرة لفضولها بأعتبارى رجلا أسمر يمكن أن يقتحم جمالها الأشقر
وفى نفس الوقت غنى يرفع من قيمتها الأجتماعية
-كيف كان حالك معها ؟
أحست بالرعب لأنها ألقت بهذا السؤال وقالت :
-يا إلهى ! ماذا قلت؟ أرجو الا ترد وأنس الأمر
-ليس هناك ما يضايقنى وأسالى ما يعن لك من أسئلة لأنى أريد أن نكون صريحين
معا...يمكننى القول....أعنى لنقل أنها كانت تحب أن تظل زينتها كما هى ونحن نتبادل
الغرام ولم تكن عاطفية على الأطلاق
أحست الشابة بعدم الأرتياح يزداد شيئا فشيئا بعد سماع كلماته ولكنها أستطاعت أن
تغتصب أبتسامة
قال :
-لقد كانت مملة ولا يهمها الناس ولا الحياة لم يكن لديها عمق ولا ثقل ولم يكن لدينا
نفس القيم المشتركة لقد أردت أطفال ولكنها لم ترغب فيهم خوفا من أن يشوه الحمل
جسدها الجميل وكانت لهجة أمى ولهجة أسرتى الصاخبة الإيطالية لا تعجبها وتلوى
سحنتها أياما عندما أقابلهم و أزورهم لقد كنا زوجين تعيسين
كانت حكايته تشعرها بالمهانة مالت للأمام ثم وضعت كفيها على المائدة وهى تصيح فى
غيظ :
-لا يمكن تصور أحدا لا يحب أسرتك إنهم أشخاص رائعون وأنظر ماذا فعلوا لى دون أن
يعرفونى لاشك أنه أمر جيد أن تخلصت منها إنك تستحق بدلا من تلك المتحذلقة المتصنعة
شخصية تعرف كيف تقدر مزاياك العديدة الواسعة يا إلهى!أنت رجل فياض العاطفة
وكريم وحنون و.......
إضاءت الإبتسامة وجهه مما جعلها تصمت فى الحال
-أوهـ....يبدو أنى لا أستطيع أن أمسك لسانى
-فى الحقيقة يا كريستينا هل المشكلة بيننا هى حسابى فى البنك ولا شئ غيره....ألا
تظنين ذلك؟
أدارت وجهها بعيدا عنه بعد أن هزت رأسها نفيا
-أم هل السبب يرجع إلى كيرت؟
قالت له وهى ترفع عينيها إليه :
-وماذا تعرف عنه ؟
-الكثير من الأمور لقد تحدثنا أنا وجون عن ابيه ولما كنت تتجنبينى وأجهل أين تقع
المشكلة فقد فكرت أن جون يستطيع أن يساعدنى فى ذلك .لقد قضينا ساعات طويلة معا
فى الأسبوع الماضى
-أن جون لا يعرف كل شئ
-ربما كان يعرف أكثر مما تظنين ومما قاله أحسست أن زوجك الراحل كان شخصا
طائشا جعلكم تعيشون بسبب عدم مسئوليته حياة بائسة وأعرف كذلك أن السبب
الوحيد الذى كان يتحكم به فيك هو تهديده بأخذ جون
تأوهت كريستينا فى حزن عارم :
-أوهـ !لقد ....لقد اردت دائما أن أجنب جون هذا المصير فكيف عرف ذلك؟
-أن الأطفال دائما يفهمون أشياء كثيرة
أمسك بيك بكفى الشابة المنقبضتين وفردهما برقة
-لقد كان جون أكثر من محظوظ لأنه كان يملكك أنه يعشقك ويقلق عليكى إنك لم تعرفى
أى رجل أخر بعد زوجك أليس كذلك؟
-لا بعد موت كيرت أقسمت ألا يسيطر أى رجل على مسيرى بهذه الطريقة لقد كانت
التجربة قاسية ومريرة أنى لن أسمح لأحد بالتلاعب بى أو أن يأمرنى
قال بهدوء :
-أنا ليست كيرت يا كريستينا
بعد فترة صمت أطلقت زفرة تدل على أستقرارها
-أعرف
أضاءت ابتسامة وجه الرجل
-أذن يبدو لى أننا وصلنا إلى نهاية تعقيداتنا
ألمت سعادته الشابة وودت لو أبتلعتها الأرض إن الأنجذاب بينهما يشبه خرافة قاسية
هزت رأسها فى بطء ورأت ابتسامته تتسع مما زاد من المها أنها لا تريد ان تقول له ذلك
ولكن يبدو أنه يدفعها وتحثها عيناه الرماديتين
ضغط يده على يدها ثم قال :
-أنت تعرفين يا كريستينا أنك تفهمين الكثير عنى أنك تساوين الكثير عندى ألا تعرفين
ذلك؟ وأعتقد أنى لست غير ذى أهمية عندك أيضا
هزت كريستينا رأسها فأستمر :
-هناك أمر هام جدا يوجد بيننا ويجب أن نمنح هذه العاطفة الوقت كى تنمو أننى لن
أحاول أبدا أن أسيطر عليك أو أن أبخسك قدرك إننى لا أريد سوى إعزازى لك....ألا
تصدقينى ؟
-بلى أنى أصدقك
قال بيك فى الحاح :
-أذن أين المشكلة؟
حررت قبضتها ونهضت فجأة :
-لابد أن أذهب لرؤية غسيلى
أمسكها من ذراعها وأجلسها كما كانت :
-إن الغسيل يمكن أن ينتظر....أريد جوابا
-أرجوك إن الأمر لا يمكن أن ينجح....صدقنى.أنت...أنا ....نحن يا بيك ....لا توجد
أى فرصة يمكن أن تجعل العاطفة تنمو بيننا....لأنى لست طبيعية
أمسكها بيك من كتفيها وأدارها لتواجهه كان وجهها يتقد حيوية وثورة
-هل أنت مريضة ؟قولى لى ماذا هناك يا حبيبتى؟!
-لا ليس الأمر هكذا على الأطلاق....أريد أن أقول إن حالتى ليست ميؤوسا منها أو
مستعصية
خفف من قبضته على كتفيها وأستعاد خداه لونهما :
-لقد سببت لى الخوف والرعب...قولى لى
-أننى...أننى لست....
ضاعت الكلمات الأخيرة عندما دست رأسها فى صدره فرفع ذقنها لأعلى وقال :
-قوليها يا كنزى....أنى لم أسمع النهاية
أطلقت عينا الشابة شررا
-لقد قلت قلت.....أنى ليست متحمسة جسديا
أرتخت نظرات الرجل وبدا ركنا فمه يرتجفان أفلتت منه أهه ثم كتمها وقال:
-يا نمرتى الصغيرة الرهيبة !
ثم ألقى رأسه للخلف وأنطلق يقهقهه
نهاية الفصل الخامس


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 11:29 AM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
××××××××
[size=5]
صارعت كريستينا كى تنهض لكن بيك جعلها تظل فى مكانها على ركبتها صاحت:
-ليس فى الأمر شئ يثير العجب
قال :
-أرجو المعذرة...أنى أكاد أصاب بنوبة قلبية معدية أو أى شئ لا معنى له
-لا معنى له؟أنك لن تقول ذلك إلا إذا كنت لاتحس شيئا
-بصراحة يا حبى...إنى لا أعتقد إنك لا تحسين شيئا
أطلقت الشابة زفرة تبرم :
-أسمع هذه المحادثة مهينة لى بدرجة كبيرة دون حاجة لأن تعلق على كلامى لقد قرأت
وأعدت قراءة مؤلفات حول هذا الموضوع وحتى لو أننى لم أفهم نصف المصطلحات
العلمية فإننى على الأقل أفهم فى الموضوع
-أوهـ....فهمت! وكيف وصلت إلى هذه النتيجة؟
قفزت واقفة وهى ترفع عينيها إلى السماء :
-بصراحة يا بيك...لقد كنت متزوجة مدة ثمانى سنوات
قال وهو يمسك ذقنها ويمرر أصبعه على شفتيها :
-يا كنزى...أعلم أنك حساسة نحو هذا الموضوع ولكنى أعتقد أننا نستطيع حل هذه
المشكلة
-ولكن لو أن.....
-صه!لا داعى للمعارضة صفى لى بالضبط ما تحسينه الأن نحوى
سرت رعدة فى كل جسدها
-أن الجو حار وإن كان ممتعا
أخذ قلباهما يدقان بعنف سألها :
-أتحبين أن أقبلك ؟
كانت قبلة عنيفة وطويلة بعد أن ألقت بنفسها عليه وقد تنازعت عواطفها متضابة
وعديدة وعندما أبتعدا عن بعضهما ربت كتفها فى ود وقال:
-أيتها النمرة الصغيرة....أنك شئ فريد....هيا بنا لنضع الغسيل الماكينة الثانية
قالت تناديه :
-بيك!
-نعم يا حبى
-أنى لا أستطيع أن أتحرك من مكانى
ضحك الرجل وساعدها على النهوض [/size
مـــــتنـــــتــــديــــا ت
فى الساعة الخامسة يوم الخميس التالى وجدت كريستينا نفسها حائرة أمام دولاب
ملابسها المفتوح على مصراعيه لقد مرت أكثر من عشرين دقيقة تحاول أن تجد الثوب
المناسب ولكن لم تحدث المعجزة بعد كل هذا الوقت.أن القليل من الملابس التى تملكها
كان مستعملا كثير وعمليا ولا يصلح لقضاء سهرة بعد أن جربت كل الأطقم المتاحة
وأستبعدتها واحدة بعد الأخرى لجأت الشابة إلى طلب المعونة.إتصلت بكارين فى مكتبها
وعندما عثرت عليها قالت لها :
-أرجوك أن تعذرينى لمقاطعتك ولكنى بحالة إلى خدمة هل أنت مشغولة جدا ؟
-إلى أقصى درجة ومن رأسى إلى أخمص قدمى كما هى العادة ولكن لدى بعض
الدقائق....ماذا هناك؟
-إن بيك سيصحبنى إلى فيلا روما الليلة
-هذا رائع يا كريستينا إنها أرقى فى هسوستون إن الأمر يتطور إلى الأمام مع ذلك
الإيطالى فما هى إذن المشكلة؟هل أنت بحاجة إلى كوصيفة شرف؟
ردت كريستينا ضاحكة :
-لا...ليس لدى ما أرتديه.....أنت أكبر منى فى الحجم ولكنى قلت لنفسى ربما كان
لديك طاقم يناسب السهرة أو أن تكون لديك بلوزة تتماشى مع الجيب الأسود الخاص
بى...حسنا أى شئ
-فى أى ساعة سيمر ليصحبك؟
-فى السابعة ونصف
-لابد أن أستقبل أخر مرضاى....هيا أغطسى فى البانيو وتعطرى وساكون عندك بعد
ساعة
عندما أنتهت كريستينا من غسيل شعرها كانت صديقتها قد وصلت وعلى ذراعها كومة
من الملابس فوق شماعاتها وحقيبة من البلاستك فى اليد الأخرى أخذتا تجربان الملابس فى
حجرتها وجدتا ثوبا أرجوانيا ساحرا على كارين وللأسف كان طويلا جدا ولونه فاضح
بالنسبة لكريستينا وأخر بدا مضحكا على جسدها وأى من حمالات الوسط والصدر
كانت أما غير مناسسبة فى الحجم أو اللون قالت كريستينا :
-ماذا سأفعل يا كارين ؟أنه سيحضرخلال نصف ساعة
قالت صديقتها السمراء وهى ترفع أصبعها لأعلى :
-ليس هناك مشكلة لقد أحتفظت بالأحسن للنهاية
أخرجت السمراء من الكيس البلاستيك من الحرير البنفسيجى كان فاتنا جعل كريستينا
مذهولة وهى تتخيله فوق جيب بسيط وواسع كان الصدر مطرزا بالزهور والأوراق من
الحرير وطرفى الكمين والصدر وأسفل البلوزة محدد بشريط من الدانتيلا قالت السمراء:
-فاتن ومبهر أليس كذلك؟خالتى إيرين التى تعيش فى فرنسا أرسلته لى فى عيد الميلاد
المجيد أن السيدة العزيزة لم تستطيع أن تتقبل فكرة أن الثوب ضيق وقصير على ولازالت
تعتقد أنى لازلت فى حجم سن الثالثةعشر....هيا جربيه
كان مضبوط وأخذت كريستينا تدور وهى ترتديه أمام المرآة ثم خفضت نظرها إلى
قدميها الحافيتين :
-الحذاء؟!!!!
أخذت تبحث فى الجزء السفلى من الدولاب وأخذت صندلا ذا كعب عالى بلون بيج
فاتح وأرتدته وسألت :
-ما رأيك؟
-مذهل كالرعد....كيف ستمشطين وتعدين شعرك
أوهـ...إننى....
-هذا ما توقعته أجلسى ودعى أصابعى الساحرة تعمل أخذت تمشط الشعر الأشقر
وقالت :
-يبدو أن عليك أن تكونى جادة مع بيك لأن أمامك عملا فى الغد -ليس عندى
محاضرات غدا لأن جميع أساتذتى مشتركين فى مؤتمر دالاس وعندما أخبرت بيك بذلك
يوم الثلاثاء أصر على أن يصحبنى إلى مكان ما
-أوهـ وكذلك مساء الثلاثاء ؟
-إنه لم يحضر إلا مدة ساعة ومعه سلطة وطعام خفيف إذا أستمررت فى مقالته فإن الأمر
سيستمر بى بإن بدينة أننا نقضى وقتنا معا فى الأكل وغسيل الملابس
قالت كارين وهى ترفع أحد حاجبيها :
-هل هذا كل ما تفعلانه ؟
أحست كريستينا بخديها يشتعلان خجلا وهى تتذكر قبلاته العديدة ومداعباته اللطيفة
يوم الثلاثاء الماضى بعد العشاء تجاهلت السؤال وأدارت وجهها لليمين ثم اليسار وهى
تعجب بأنسدال خصلات شعرها فوق ظهرها
-برافو ألف مرة يا كارين تسريحة رائعة ورلقية
أستخدمت أحمر الشفاه عندما طرق جون الباب :
-لقد وصل بيك يا أمى
-سأهبط خلال دقيقة
لقد أتت ساعة المصارحة وإكتشاف الحقيقة أحست كريستينا بيديها مبللتين من العرق
وتكونت قطرة عرق على جبينها قالت لها كارين :
-لا داعى للخوف...أنت فى حاجة إلى بعض البودرة حول العينين هناك....بهدوء أنت
ستقلبين العلبة
أخذت كريستينا نفس عميقا ورفعت عينيها نحو صديقتها التى كانت تتيه خيلاء وكانها
أم فى أول حفل راقص لأبنتها قالت كريستينا :
-اللعنة! هذا أول موعد غرامى لى من ثلاثة عشر عاما يا كارين وهو ما يجعلنى أبدو
خرقاء وأعتقد أنه من الأفضل أن ألغيه
-ما هذه الأقوال الحمقاء حسنا أنت عصبية بعض الشئ وهو أمر طبيعى جدا ولكنك لن
تلغى الموعد بالتأكيد هيا تعالى إننى أموت فضولا كى إلقى نظرة على ذلك العملاق
أنفجرت الصديقتان فى الضحك ثم نزلتا متشابكتى الذراعين للقاء بيك وبعد عملية
التقديم قال بيك :
-هذه إذن هى النجمة التى أرسلتها العناية الإلهية والتى ستقضين معها أمسية الأثنين إننى
أحس بغيرة منك وسعيد أن أتعرف على أفضل صديقة لكريستينا
فحصته كارين بدقة بدأت بقدميه اللتين تنتعلان حذاء أسود لامعا مرورا بحلته الداكنة
اللون إلى شعره الفاحم ثم قالت لكريستينا :
-إنه رائع....هل لك أخ يا بيك؟
-أقترب من كريستينا ولف ذراعه حول كتفيها وقال :
-نعم عندى واحد هو ميشيل المحامى ويعيش فى شيكاغو وعند مروره قريبا على
هويستون يمكننا أن نخرج جميعا معا
سعدت كريستينا داخليا عندما رأت صديقها يودع كارين فى أدب وهو لا يستطيع أن
يرفع عينيه عنها وعندما وصلا إلى الخارج فى الأمسية الرطبة والحارة أخذ يدها ورفعها
إلى فمه :
-أنت فاتنة الليلة
-شكرا وأنت جذاب أيضا وأخشى أن تهرب معك كارين
رد عليها بأبتسامة :
-لا توجد لديها أى فرصة يا حياتى....أنا ملكك كلى
ضحكة عندما أنطلقت السيارة وهى تحس بالفخر أن تكون معه
-سأذكرها بذلك
-أننى مع ذلك أقدر صديقتك أنها مباشرة تماما أليس كذلك ؟
-نعم مباشرة جدا وهذه من نقط إشتراكنا رغم إختلاف أخلاقنا.أننا مرتبطتان منذو أن
تعرفنا من سبع سنوات وكانت قد إبتدأت لتوها فى مهنتها وعندما غيرت الحى الذى
كانت تسكن فيه معى ظللنا صديقتين
دارت المحادثة طوال الطريق إلى المطعم حول أصدقائهما القدامى وعن مجرى حياتهما الذى
تبدل وعن ذكريات الطفولة التى أصبحت بمرور الوقت حكايات مضحكة
عند وصولهما فتح الباب للشابة فارس يرتدى خوذة ودرع وقادها بيك عبر فناء محيط
بتماثيل رومانية فاخرة ونافورات مضئية كانت فى أنتظارهما مضيفة باسمة مرتدية صندلا
ذهبيا عند بداية المدخل
-مساء الخير يا سيدة بوندر مساء الخير يا سيد بيك أنا فيستا أرجو أن تتفضلا وتتبعانى
تبعاها وسط ممر محاط بأشجار الصنوبر فى أوانى فخارية وهما يقابلان رجالا ونساءا
يرتدون زيا ملونا ويحملون صوانى عليها مشهيات كان هناك عبيد نوبيون وقد دهنوا
أجسادهم بالزيت ويرتدون ثياب قصيرة ذهبية ويحملون جرار الشراب فوق أكتافهم أو
ثابتون يحركون مراوح من ريش النعام فوق الزبائن كان عبير العيد ينتشر فى المكان
قادتهما فيستا عبر حلبة دائرية إلى كهف مغطى بالسجاد الحريرى الثمين بلون الكريم
حيث وجدت أريكة طويلة مغطأة بوسائد متعددة الألوان خلف مائدة من الرخام فوقها
وضعت مصابيح زيتيه تشع ضوءا رقيقا ما أن جلسا حتى وضعن أمامهما صينية عليها
عنب وصب لهما العبيد الشراب فى أكوابهما النحاسية
همست كريستينا من طرف فمها فى أذن بيك:
-متى نبدأحفلة الرقص الماجنة ؟
-فى اللحظة التى تأمرين بها حبيبتى
رفع النوبى ذو الوسط العارى رأسه وغمز بعينه للشابة التى أتسعت عيناها دهشه ثم
نظرت خلف كعبها .قالت وهى تتفحص الشاب الأسود الجميل الذى يرتدى مايوة
أخضر :
-مرحبا يا جورج
لم يبدو على العبد أى تأثر عندما مط شفتيه قليلا ثم أنحنى وأنسحب سألها بيك:
-هل هو أحد معارفك؟
-أنه جورج ديفيد وهو يلعب فى فريق كرة القدم مع جون فى المدرسة.أتعتقد أنه سمعنى؟
-سمع ماذا؟
-مسألة الحفل الماجنة
-بالطبع لا
مرت فتاة ترتدى زيا رومانيا وهى تعزف على القيثارة وقفت وغنت مقطعين ثم رحلت
ليحل محلها بهلوان أخذت كريستينا وبيك يحتسيان الشراب المنعش وهما يتناولان أطباق
من الطعام الفاخر وقطع السمك واللحم مع الخضروات أخذا يضحكان ويعاكس كل
منهما الآخر وهما يتبادلان الطعام وأكوابهما مترعة بالشراب والماء البارد المعطر بماء الورد
ويقدم لهما بأستمرار أنية لغسيل أصابعهما.حضر مارد ضخم إلى الكهف وقد أرتدى ثوبا
بدائيا وسألهما :
-هل أنتما راضيان؟
فحصته كريستينا وكان وجهه مألوفا لديها قالت أخيرا بعد أن تعرفت على زوج إميليا
أخت بيك
-بيك سيمونز!ماذا تفعل هنا ؟
أنحنى للمرة الثانية وقال :
-أنا مدير هذه المؤسسة يا سيدتى...أنا بيليوس ماكسيموس
إن بيك يحب ألا تخرج الأدارة عن العائلة
تبادل الرجل النظرات مع نسيبه ثم أعلن للشابة :
-لقد سعدت برؤيتك ثانية
بعد أن رحل حضر ساحر متنكرا فى زى مصرى قديم وأخذ يلعب بأعلام ملونة وصناديق
غامضة ولم ينسحب إلا عند وصول الحلوى.قالت كريستينا معلنة:
-لم أكن أعلم أن (فيلا روما) ملكك أيضا
-هل أعجبك المكان ؟
-إلى أقصى حد....لم يسبق أن تمتعت هكذا من قبل
-أننا ننظم فى أثناء العطلات مشاهد فى الساحة من راقصات وبهلوانات ومصارعين
وأعتقد أنك ستحبينها
-ولكن هذه أيام قيادتى لسيارة جر السيارات المعطلة
رد عليها بيك وهو يمسك بيدها ويقبل أصابعها :
-أعرف إن الوظيفة التى أعرضها عليك ستكون خدمة أنزو وستعطيك أجرا يكفيك
بحيث لا تعملى فى العطلات
أصيبت كريستينا بالضيق عندما ذكر لها الراتب والذى يزيد على ضعف ما تحصل عليه
من وظائف متجمعة كان العرض مغريا ولكنها تسألت ماذا سيحدث لها فيما لو أختلفا
يوما ما ؟
ثم أن يكون بيك رئيسها فإن ذلك يهدد بأن تصبح معتمدة عليه ويصعب عليها بعد ذلك
أن تتخلى عنه لا.....من الأفضل أن تنتظر بضعة أسابيع حتى تحصل على دبلوم المحاسبة
وتبحث بنفسها على عمل قالت:
-لا شكرا على عرضك ولكنى لا أتمسك به
وضعت أصبعها على فمه لتمنعه من الأعتراض وهى تقول :
-دعنا لا نفسد هذه الأمسية الرائعة
أرتفع صوت نفير وفتحت كريستينا عينيها على أتساعهما عندما سمعت الحان الجاز تملأ
الساحة
-ما هذا ؟
-أشار بيك بعينيه إلى ركن الصالة حيث كانت فرقة صغيرة ترتدى كل أفرادها عباءات
واسعة وقال:
-إنه نيرون وفرقته (هوت تاون فيف)إنها ليست الفرقة الأصلية ولكنى أعترف أنها رائعة
مر وقت بعد ذلك فى دوامة من الشراب والطعام والموسيقى والضحك والرقص المجنون
كان بيك راقصا لا يبارى وكانت كل حركاته رشيقة وخيالية أخيرا أنتهت الفرقة من
عزف المقطوعة الأخيرة فقال بيك :
-أسف يا سندريلا لقد أنتهى الحفل أحتجت كريستينا وهى تلوى فمها :
-صه
ضحك وناولها حقيبة يدها وربطت الصندل الذى كانت قد حلت أربطته همس لها وهما
يعبران الفناء :
أعتقد أنك ازدت فى الوزن أيها النمرة
-لا....أنى مع الملائكة
أخذت تؤرجح نفسها وهى متشبثة بذراعه على صوت موسيقى وهمية فجأة تركته
وجرت نحو حوض مربع وسطه تضوى أنوار نافورة وصعدت على حافته الرخامية
وخطت إلى الأمام وهى توازن جسمها ثم وقفت وهى تفحص الماء الضحل وقد أدهشها
بريق قطع النقود المعدنية وسط الماء صاحت :
-إنها نافورة الأمنيات هيا بنا نسبح فيها يا بيك
أمسكها بيك بذراعه قبل أن تقفز قفزة البجعة
-لدى مكان أفضل للسباحة ومن الأفضل أن نحتسى القهوة
فى طريق العودة التصقت كريستينا برفيقها وقد أسندت رأسها على كتفه وهى لا تكف
عن الضحك
-أن هذه الأمسية أكثر من رائعة .هل قلت لك أنى قضيت أمسية رائعة؟
ضمها بيك بذراعه الخالية
-نعم لقد قلت لى ذلك
-هيا بنا نسبح تحت ضوء القمر
-إذا كنت ترغبين فى ذلك
إننى لم يسبق أن سبحت تحت ضوء القمر
إن الأمر يبدو عاطفيا
وصلا بعد عدة دقائق إلى بيته وسحبها بخطوات واسعة نحو المطبخ أحتجت الفتاة
-إية!أين أنت ذاهب هكذا بسرعة ؟إن حوض السباحة ليس من هنا
أبطأ بيك خطواته ولكنه أستمر فى نفس الأتجاه :
-سأعد لك أولا القهوة يا حبى
أجلسها فى المطبخ على مقعد وهو يقول :
-لا تتحركى ولن تستغرق إعداد القهوة سوى دقيقة
خلع سترته ورابطة عنقه ووضعهما على المائدة ثم ملأ الأبريق الكهربائى وأوصله بالتيار
وأستدار نحو كريستينا فوجد المقعد خالى فتملكه الخوف.تجولت نظراته عبر النافذة إلى
حوض السباحة المضاء وجد ثوبها يتطاير على حافة الحمام.جرى نحو الباب وهو يخلع
بنطلونه وصاح قبل أن تقفز وتغطس داخل الحمام العميق
-كريستينا!!!! لا
خلع بنطاونه وحذاءه بسرعة وقفز وغطس وراءها وعندما ظهرت رأسها على سطح الماء
أطلقت ضحكة عالية ودفعته بيدها وإبتعدت وهى تسبح بقوة أمسك بها عند حافة الحمام
وأخذ يهز كتفيها :
-ماذا تفعلين بحق السماء؟
-أنى أسبح
حاولت أن تصارعه ثم صاحت بدورها :
-ماذا تفعل أنت بحق السماء؟أنك تؤلمنى
خفف بيك من قبضته وأخذها بين ذراعيه
-أرجو المعذرة يا حبى ! لقد أوشكت أن أموت رعبا عندما رأيتك تغطسين
أعترضت الشابة وهى تتراجع للخلف لتتأمله
ولكن لماذا؟!إننى سباحة ماهرة بل أنى أعطى دروسا فى السباحة
-أنى لم أكن أعرف على أية حال لقد أفرطت فى الشرب لدرجة لا تسمح لك بالسباحة
بمفردك
همست كريستينا وهى تنظر فى عينيه :
-على أية حال أتا الأن فى كامل وعيى
لمعت قطرات الماء على رموشها شبة المغلقة على عينيها ورأته قريبا جدا من وجهها سألته:
-لماذا أحتفظت بقميصك؟
-لم يكن لدى وقت لخلعه وكذلك خلعت إحدى فردتى حذائى عندما قفزت إلى الماء
وفقدت الفردة الأخرى فى مكان ما
قالت كريستينا وهى تنسحب من ذراعيه
-سأبحث لك عنها
تبعها بعد أن تخلص من قميصه أخذا يسبحان جنبا إلى جنب وينطلقان فى الضحك حينا
ثم صاحت الشابة :
-لقد وجدتها
سبحت ومعها فردة الحذاء إلى الجانب المقابل من الحوض ثم سبحت على ظهرها مرة
أخرى فى الأتجاه الأخر فجأة حاصرتها ذراعاه وأحست إنها سجينة جسده المبلل .همس
بيك فى أذنها :
-أعطينى حذائى
حاول أنتزاع الحذاء منها ولكنها صرخت ودفعته بعيدا عنها ودارت حول نفسها
كالدوامة عندما أمسك بها مرة ثانية نسيت فردة الحذاء التى غطست فى الماء قال لها بيك
بصوت هامس أجش :
-هل هذا ممتع؟
-أوهـ!
-لا تخافى يا حبيبتى أنى فقط أريد أن أسندك
زاد الهواء المنعش من إحساسها بالسعادة وأصبحت كريستينا فريسة أحاسيس لذيذة لم
تكن تتصور أن يحدث لها حتى ولا فى أحلامها.أخيرا صاح فيها :
-هيا بنا يا حبيبتى
جذبها نحو سلم الحمام وهو يقول:
-لقد تأخر الوقت سأصطحبك إلى منزلك ولكن عليكى أن تظلى تحت الماء حتى لا
تصابى بالبرد وحتى أحضر لك منشفة
أمسكت كريستينا بحافة الحمام وقد أجتاحتها رعدة وأن ما تشعر به من عاطفة هو
أحساس قوى وشديد بالسعادة والرضا مقرون ببعض الألم....لقد كان الأمر بالنسبة لها
مزعجا للغاية


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 11:30 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
××××××××
تثاءبت كريستينا ملء فمها وهى تتخبط فى سيرها فى الشارع عندما شاهدت خلفية
سيارة بورش حمراء داخل الغابة كان بها رجل أصلع يزيد سنه على الخمسين ومن
الواضح أنه صاحبها كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة صباحا عندما ركنت سيارتها
الضخمة السوداء التى تستخدمها فى جر السيارات المعطلة أمام سيارة السباق المصدومة
ونزلت من مقصورتها وأتجهت نحوه وسألته:
-هل طلبت سيارة جر؟
نظر إليها نظرة تائهة قبل أن يجيب:
-آهـ ...مرحبا...لم أكن أعرف أنه مصرح للشابات الحسناوات مثلك بقيادة شاحنات
الجر
تطوح للأمام وهو يتقدم منها بينما صدر رنين عن السلاسل الذهبية الثقيلة التى يرتديها
حول عنقه وفوق قميصه الأزرق الغامق وهو يقول:
-يمكنك أن تجرينى طوال الليل يا عزيزتى
تقدم الرجل وهو يرفع كتفيه وقد تشوه وجهه بتعبير مقزز وقال بصوت أكثر تقزز ا:
-يجب ألا تخيفك صلعتى يا حلوتى...أنها مجرد خلية كهربائية لشحن عاطفتى
تحركت حدقتا كريستينا فى دهشة
-أسمع لقد قلت لك إن تلك الأمور لا تهمنى هل ترغب فى أن أحمل سيارتك من الغابة
نعم أم لا؟
رأت عينيه الخاليتين من الرموش تستقران على صدرها وعلى جسدها ثم قال متلعثما
وهو يفصح عن نياته الشريرة
-أنى أريد أن أجرك من هنا وأحتضنك .....ما رأيك؟
-وما رأيك أنت فى لكمة فى أنفك؟
ضحك بصوت صاخب وأندفع نحو الشابة التى أنحرفت جانبا لتتجنبه فسقط متمددا بكل
طوله على الأرض وسارعت هى نحو شاحنتها حيث تسلقتها وأسرعت بالفرار بسرعة
رهيبة أمسكت عجلة القيادة بيد مرتجفة ومرت خلال عدة شوارع قبل أن تقف أخيرا فى
ساحة أنتظار مألوفة لديها ومضاءة
أسندت رأسها على رأس مقعدها ثم تنفست بعمق مرات متوالية يا له من حيوان إن فكرة
ماكان يمكن أن يحدث لها جعلت كل جسدها يرتعش .حمدا لله أن أنتهى الأمر على خير
ألقت نظرة على المدخل الأحمر لملهى (لوبوف)ولم تستطيع أن تكتم أبتسامة وهى تتذكر
أول لقاء لها مع بيك الأمر الذى جعلها تسترخى أخيرا فأدارت مفتاح التشغيل لترحل
عندما أختراقها لساحة الأنتظار نحو المدخل المعاكس جذبت أنتباهها سيارة غريبة
وضغطت على الفرامل بقوة
لقد كانت السيارة الكامارو الخاصة بجون لا توجد سيارة مثلها عادت بسيارتها للخلف
كى تراجع رقم اللوحات المعدنية لقد كانت هى لقد قال لها جون إنه سيخرج الليلة ولن
يعود إلا متأخرا تساءلت ماذا تفعل سيارته تلك فى هذا المكان ؟لا يوجد سوى تفسير
واحد!
قفزت كريستينا من السيارة إلى الأرض وسارت بخطوات واسعة نحو الملهى فتح البواب
لها الباب بود كان الظلام سائدا فى الداخل وصوت موسيقى رتيبة وثقيلة بصيحات نساء
تردد فى داخل الملهى وصاح صوت رجل فى الميكروفون
-أتردن أن يكمل العرض سيداتى؟
فقفزت كريستينا وسط الصخب وهى ترمش بعينيها وسط الظلام والدخان قال شبح له
أسنان بيضاء يمرح ويرتدى رابطة فراشة حول عنقه
-مرحبا بك فى لوبوف يا كنزى....أوهـ....ولكنك صديقة السيد روسو.....سأحاول
أن أجد لك مائدة أمامية
-لاداعى لأننى حضرت لأصطحب أبنى (الفايكنجز)
-أوهـ حسنا أرجو الأنتظار هنا وسأنادى المدير
عندما تعودت عينا الشابة على الظلام تسللت إلى الصالة الكبرى وشقت طريقها وسط
كتلة المشاهدات المجنونات لم تستطيع أن تميز شيئا فوق الرؤوس المتلاصقة فدست رأسها
تحت ذراع شقراء فاتنة وهى تمسك بحافة المائدة
كان الشخص يرتدى ثياب شخصية زورو السينمائية والذى يستعرض نفسه على المسرح
الرئيسى كان صغير فى الحجم ليكون أبنها جون وقفت على أطراف أصابع قدميها لتنظر
إلى المسرح الآخر الأصغر فى وسط الحجرة فتميزت غضبا عندما رأت رأسا تعلوه خوذة
ذات قرنين وهو يعلو الجمهور
-جون بول بوندر سأخنقك بيدى
ضاعت صيحتها وسط الصخب قفزت فوق الموائد تصارع الأذراع بكوعيها لتصل إلى
خشبة المسرح دفعت فى طريقها سيدة كانت ورقة خمسة دولارات فى السلة المعلقة على
الفروالذى يرتديه جون ودفت أخرى كان على وشك أن يقبلها وهى راكعة على ركبتيها
وقفت وقد وضعت يديها فى وسطها وهى تنظر إليه نظرة صاعقة
-إيها المحارب الشمالى (الفايكنجز) أستعد لراحة الأبدية
كانت قد وضعت إحدىركبتيها على المسرح عندما أمسك بها شخص من وسطها
وجذبها للخلف صاحت :
-أتركنى
-أنه انا يا كريستينا أنا سال ميليا أهدئى وتعالى نتناقش فى مكتبى
صاحت كريستينا وهى تصارع كالنمرة:
-لقد تجاوزت مرحاة المناقشة ووصلت لمرحلة التفكير فى القتل وأنت رقم 2 فى قائمة
القتلى
-هيا يا كريستينا لن أدعك تصعدين إلى هناك حتى لا ينقلب المسرح.سأرسل وآمرهم
لإحضار جون
أطلقت عينا الشابة شررا ثم إبتعدت وهى تقول له كلاما كله سباب وحتى وهى فى
المكتب كانت لاتزال ضحية هذا الغضب الجامح الأسود ثم أخذت تذرع الحجرة ذهابا
وإيابا وهى تزمجر وعند عودة سال صاحت :
-أين جون ؟
أسند المدير الشاب بجسده بعد أن أغلقه وهو يود لو أنه يواجه عائلة من التماسيح بدلا
من مواجهتها هى
-أنه المشهد الآخير هذا المساء وسيحضر إلى هنا عندما يرتدى ملابسه وتخلو القاعة
_أنت تعلم رأيى فى هذا المكان ولا أصدق كيف أستطعت أن تستعيد جون
-وماذا يمكننى أن أقول لك.لقد أخبرنى أنه تحدث معك فى هذا الشأن
ردت كريسينا فى أحتقار :
-نعم لقد تحدثنا فى ذلك ولكنى حذرته أن عليه أن يمر على جثتى قبل أن يعود للعمل هنا
-أنى لا أفهم حقا سبب أعتراضك على هذا الموضوع أنه لا يكسب نقودا كثيرة فحسب
وإنما أيضا يمتع وينمى موهبته
-وماذا ترى من موهبة فى أن يتبخطر على المسرح أمام تلك السيدات؟!
ضحك من أعماق فلبه :
-أنى أحاول ان أنجح مع إمكانياتى المتواضعة ومع ذلك كان بيك يرى أننى أصلح المدير
رغم صغر سنى
-بيك فضل ماذا؟
تحول وجهها من الشحوب إلى الدموية.فتح الباب فى هذه اللحظة كان بيك مرتديا
قميصا داخليا أحمر وصندلا هنديا وهو يتقدم وقد أنتفش شعره وقال:
-ماذا يجرى هنا؟
هاجمته :كريستينا :
-هل تملك هذا المكان؟
-نعم
-وكيف أستطعت ذلك؟
-أستطعت ماذا؟لقد وصلت لتوى.ماذا هناك؟لقد أيقظنى أحدهم عندما أتصلت بى ليقول
إن سال فى حاجة إلى فى الحال وخلط بين أسم كريستينا وحكاية غير مفهومة وعاجلة هل
تحسين بشئ يا عزيزتى؟
وضع كفه على جبهتها ليقيس حرارتها,فتح الباب مرة ثانية وأدخل جون رأسه من
فتحته.صاحت :
-يا جون بول بوندر لابد أن أغتالك فى الحال
-ولكن يا أمى !
-أسمعينى يا كريستينا....
-ألن يقص على أحدكم ماذا يجرى؟
كان الجميع يتكلمون فى وقت واحد.ثم وضع بيك أصبعين فى فمه وأطلق صفارة رهيبة
ملأت المكان وعندما سكتت كل الأصوات أعلن :
-أريد أن أعرف ماذا هناك.ابدءوا!
أشار إلى كريستينا فردت عليه:
-لماذا لم تقل لى أنك تملك هذا المكان ؟
-سنفحص ذلك فيما بعد.ماذا يضايقك؟
-لقد حدث أن شاهدت السيارة الكامارو أمام الملهى فدخلت كى أكتشف أن
الفايكنجز يتبخطر وفوق رأسه خوذة ذات قرنين لقد. أعتقدت أنك يا جون على موعد
مع روزى بينيت هذا المساء وقلت لى نفس الشئ عن البارحة....هل كنت أيضا فى هذا
الملهى؟
خفض الشاب رأسه فسأله بيك:
-هل كذت على أمك يا جون؟
رفع جون عينيه وتنفس بعمق:
-نعم يا سيدى.لقد أضطررت لأن أفعل ذلك كى أعمل هنا
ثم وجه كلامه لكريستينا فى حزن :
-لقد أعتمدت على أن أعمل هنا وأنا كبير وبالغ مما يسمح لى بأتخاذ قراراتى بنفسى
وأخشى أن ينتهى بك الأمر بحادثة قيادة بتلك الشاحنة وأنا لا أكف عن القلق عندما
تقودينها وكذلك يفعل بيك
-ولكنك يا جون تعرف رأيى فى مثل هذا المكان
-نعم يا أمى ولكنه أختيارى وإذا لم تسمحى لى ببعض الحرية والأستقلال فسأضطر إلى
ترك البيت
بعد أن أنتهى من كلامه خرج جون فى هدوء بينما ظلت كريستينا مذهولة فى مكانها.قال
بيك :
-عد إلى بيتك يا سال وسأغلق المكان بنفسى
عندما خرج أبن أخته قاد كريستينا إلى اريكة حيث جلسا :
-أعرف يا حبيبتى كم من الصعب عليك أن تتقبلى أن أبنك الصغير قد كبر لكن الوقت
قد حان لكى يتولى مسؤولية نفسه وصدقينى فقد مررت بنفس مرحلة سنه
-أنه يستطيع أن يساعدنى بالعمل فى قيادة الشاحنة وهو ليس مضطرا لأن يقوم بالعمل
هنا
-لا يوجد أى ضرر يا كريستينا فيما يفعله هنا لقد ضحكتى عندما شاهدتى صديقه
جورج وهو يرتدى الإزار فى مطعم (فيلا روما) وهو نفس العمل فدعيه يمطع نفسه
-لن يضرك بالطبع أن تدافع عنه لأنك مالك للمكان ولكن لم تقم مثله بالتبخطر فوق
المسرح وقد أرتديت ثيابا بالكاد تغطى عورتك
رد بيك وهو متحشرج :
-تماما....ولكن سأدهشك.لقد بدأت تماما مثله وأنا فى مثل سنه وأستمر ذلك عدة
سنوات وأستطعت بذلك أن أسدد كل مصروفات دراستى وشراء الملهى الذى كنت
أرقص فيه...وأمتلك الأن دستة فى مدن مختلفة وبعتها قبل أن أتى لأستقر فى هويستون
فتحت كريستينا عينيها على أتساعهما ثم هزت رأسها
-لا.....لا أصدقك
-بل هذه هى الحقيقة وقد أديت بعض الحركات ببراعة
نهض فجأة وأمسك بيدها ثم أتجها نحو الباب.سألته:
-أين نحن ذاهبان؟
أجاب وهو يعبر الملهى دون أن يبطئ خطواته :
-سترين لقد حان الوقت كى تخرجى رأسك من الرمال
وتواجهى بعض حقائق الحياة
-أية حقائق ؟عن أى شئ تود الحديث؟
سحب مقعدا دون ظهر من أسفل المائدة الرئيسية
-سترين....هى أجلسى
-لماذا
-لأنى سأعد لك شرابا منعشا
-أهـ....حسنا...فى الحقيقة أفضل إحتساء القهوة
تجاهل طلبها وصب لها عصيرا منوعا فى قدح كبير وأضاف إليه مكعبات ثلج وأخذ يقلبه
ثم صب بعضا منه فى كأس طويلة ووضع فيه مصاصة وقطعة من الأناناس وثمرة فراولة
غرس فيها شمسية صغيرة من الورق قدم الكأس لها وهو يقول :
-أنه شراب الورد والفاكهة واللون الذى تفضلينه
أمسك كريستينا ممن ذراعها وأخترق الموائد الخالية حيث أجلسها أمام واحدة على حافة
الحلبة الرئيسية
-أخلعى نعليكى وخذى راحتك
سرعان ماوجدت الشابة نفسها عارية القدمين وقد مددت ساقيها أمامها ناولها بيك
الشراب بللت شفتيها فى حذر من الشراب...لم يكن سيئا على الطلاق ولكنها عندما
رفعت عينيها إليه لتشكره أكتشفت وسط الضوء الخافت أنه تركها بمفردها
-جعلها تركه لها بمفردها تشعر بالعصبية وأبتلعت جرعة كبيرة من الشراب
شاهدت فوق رأسها أضواء تلمع فرفعت عينيها لأعلى لترى السقف وكأنه مرصع
بالأف النجوم المضيئة ذكرها ذلك بليلة قضتها على حافة حمام السباحة معه عندما تمددت
على الأرض وتأملت السماء أخذت تتمتع بهذه اللحظات السعيدة وهى ترتشف
بالمصاصة الشراب فى تلذذ وصلت أسماعها الحان قطعة موسيقية رقيقة من جهاز الأستريو
ذكرتها بصوت أمواج المياه التى كانت تتحرك فى حمام السباحة وتخلل الموسيقى الحان
عزف على الجتيار وأغنية لمطرب جميل الصوت
بدأت أشعة صادرة من كشافات علوية تتحرك فوق المنظر الرئيسى الذى أحيط بالمرايا
العاكسة وبعد مقدمة موسيقية صاخبة قفز بيك برشاقة المحترفين وسط أضواء الكشافات.
أحست كريستينا أن أمرا جللا سيحدث.تلوى كالأفعى على صوت لحن (سلو أند إيزى
) فدست ساقيها تحت المائدة الجالسة وأسندت رأسها على كفيها ظل بيك لحظات يتأملها
فى سكون بعينين نصف مغضيتن وهو يبتسم فى إغراء وقد برز جلده بلون البرونز
تقطعت أنفاس كريستينا وأخذ قلبها يدق بشدة وأخذ صدرها يصعد ويهبط على وتيرة
واحدة وسريعة مع الموسيقى بينما أخذت تدق الأرض بقدميها فى حركات راقصة
أخذت تتلوى وتتقافز فى ليونة النمر وهو يركز نظراته على كريستينا المبهورة فجأة قفز
من المسرح وأستقر فوق المائدة التى تجلس عليها مشاهدته الوحيدة كانت.أنفاسه سريعة
ومتلاحقة وتحول لون عينيه إلى الأسود الشفاف وأخذ يربت بظهر يده خد كريستينا وهو
يقول عندما مدت يدها إليه:
-يمكن المشاهدة وممنوع اللمس
نظرت إليه نظرة مصعوقة بدا مسرورا ثم أنسحب فى خفة القط قالت له وهى مبهورة:
-بيك
-ماذا؟
-أعتقد أنى سأصاب بأزمة قلبية
بدأ يضحك ثم قبلها وهو يقول:
-لا داعى لأن تكونى حريصة فليس هناك أحد سوانا هنا
تأوهت فقال لها :
-أفتحى عينيك يا حبيبتى وأنظرى إلى
فتحت عينيها وأستسلمت لأحضانه بينما أضاءت أبتسامة وجهها
نـــهـايـــــة الـــفـــصــل
الــــســـــابــــع


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 11:32 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
***********
مـــــــنــتتـــــديـــــ ــات
كانت الساعة الثالثة ونصف صباحا عندما أوقفت كريستينا شاحنتها أمام محل هوب ثم
صعدت درجات العتبة,فتح الباب على أتساعه قبل أن تضع المفتاح فى قفل الباب وظهر
جون وقد وضع كفيه فى وسطه بدأن أنه اكن بإنتظارها وسألها :
-أين كنت ؟لقد كنت على وشك إستدعاء الشرطة
قالت وهى تتبرم :
-إن من يرأك يقول أنك الأب وليس الأبن
-لقد قلقت عليكى لم يسبق أن عدت متأخرة هكذا ولكن...هل تناولت شرابا ؟
-لا بالطبع لا...فى الحقيقة شراب واحد...لقد تحدثت أنا ةبيك ولم أنتبه إلى تأخر الوقت
فحصها جون بإهتمام ثم أضاءت الأبتسامة وجهه
-قولى لبيك أن يحلق ذقنه قبل اللقاء القادم لأن وجهك أحمر جدا
صاحت وهى تتظاهر بالمهانة :
-جون !
-لا تقلقى ولا تخجلى أننى أحب بيك وقد حان الوقت كى تجدى لك صديقا
-أنه لطيف....أليس كذلك ؟
دون أن تشعر مرر يدها على الجزء الأسفل من ذقنها وهى تجلس على أحدى الدرجات
وأسندت رأسها على الدربزين.سألها جون:
-هل يجب أن أسأله عن نيته نحوك؟
ضحكت من صميم قلبها وهى تضربه على كتفه
-دعنا من هذا الموضوع ولنتحدث الأفضل عن نيته نحوك أنت
-أتودين التحدث عن أنشطتى فى ملهى لوبوف ؟
-هزت كريستينا رأسها فشرح الشاب لها :
-أنت تعرفين الأن وجهة نظرى...أنى أسف لأننى كنت عصبيا وأنا أحدثك بتلك الطريقة
ويمزق قلبى أن أسبب لك خيبة الأمل بعد كل ما تحملتيه من أجلى من وقت طويل ولكن
أبى مات من زمن بعيد ولم أعد ذلك الصبى الصغير الذى يجب عليك حمايته
مررت الشابة أصابعها فى حنان وسط خصلات شعره كما كانت تفعل دائما منذ طفولته
وقالت :
-لقد أردت دائما ألا تعرف تلك الأمور التى قلتها عن أبيك
-لقد كنت أشك فى الأمر ولهذا لم أتحدث معك عنه أبدا ولكنى كثيرا ما سمعت معارككما
وتهديداته لك غالبا فى الليل وأنا ممد فوق سريرى كنت أدعو الله أن يبقى فى البيت حتى
نصير أسرة عادية وأعتقد أنى كنت أحبه على طريقتى وأن كنت أحبه كعم يزورنا من
وقت لآخر ويحضر معه الهدايا لقد كان طفلا كبيرا ولا يعرف معنى كلمة مسؤولية أما أنا
فأعرف ذلك وأنت علمتينى ذلك يا أمى
ترقرت الدموع من عينيها وهى تحتضنه ولف جون ذراعه حول كتفيها وظلا هكذا فترة
طويلة ثم تنهدت وقالت :
-أبنى (الفايكنجز)محارب الشمال
ضحك الشاب وقال :
-أتوافقين أن أرقص...هل هذا ما تودين قوله؟
-أوهـ....أنك لم تعد طفلا ومن حقك أن تتخذ قراراتك بنفسك ولكن أنتبه إلى أن كل
قرش تحصل عليه من ملهى لوبوف ستخصصه لدراستك
-ولكن يا أمى....
-سنتحدث فى ذلك فيما بعد لأنى منهكة
من حوالى خمس سنوات كان يوم الثلاثاء من أحب الأيام إلى كريستينا حيث كانت
تخصصه لحسابات (هوب لوفيل)زوجته إيفلين التى كانت تعد لهما دائما ما يمكن أن
يأكلاه على الغداء وفى نهاية فترة الصباح جلس كل منهما فى مكانه المعتاد داخل مكتب
هوب حيث كانت جدرانه مزدانه بعشرات من صورسيارات السباق كان المقعد المفضل
لدى الشابة هو أريكة مكسوة بالجلد الأحمر كانت فى الأصل المقعد الخلفى لسيارة
كاديلاك قديمة وكان هوب يشغل مقعدا مماثلا ولكن لونه أسود بينما كان يستخدم مائدة
مصنوعة من صاج الرفرف .عاشت خلال فترة مشاركته فى حلبة سباق السيارات حيث
عمل فى البدأية متسابقا ثم ميكانيكى إلى أن قضى التهاب المفاصل المزمن على مهنته فى
السباق
سألها هوب طبقا لطقوس الثلاثاء المعتادة:
-هل أنت مستعدة؟
-نعم
-إذن هيا بنا....
بحث داخل حقيبة أوراقه وأخرج طبقا من الورق ناوله لكريستينا وشوكة وسكين
بلاستيك ومنشفة ورقية تبعها ببرطمان المسطردة وشريحتى خبز لكل منهما وبصلة كبيرة
وعلبتى سردين وحفوظ وفى أثناء تقطيعها البصلة إلى شرائح رقيقة قام هوب بفتح غطائى
علبتى السردين.
كان التغير الوحيد فى هذه الطقوس هو لون المناشف وأطباق الورق وعندما إكتشف
هوب حبهما المشترك لساندوتشات السردين بالبصل كان يصر على أحضار المعدات
والمواد الضرورية فى اليوم السابق ليوم العمل.كان قد أعترف لكريستينا :
-أن إيفلين لا تسنح لى مطلقا أن أفتح علبة سردين فى مطبخها وتقول أن الرئحة تفسد
كل البيت ولكن عليه اللعنة لأننى أعشق السردين بالبصل والطريقة والمثالية لتناوله هى
مشاركة أحد فى أكله عندما أنتهى كل منهما من تكوين سندوتشه حسب أولوياته
المفضلة أخذ كل منهما يتغزل فى إبداعهما وهما يقضمان السندوتشات فى تلذذ.
أنطلقا يضحكان كما هى العادة دائما وهما يتابعان أحتفالهما ويحتسيان الشراب وكان
النقاش هو ما يعجب كريستينا أكثروكانت خبرة الرجل العجوز الواسعة قد علمتها
الكثير ومنذ اليوم الأول الذى انتقلت فيه للإقامة فى هذا المكان الفظيع المبنى على طراز
العهد الفيكتورى فى شارع لوفيل حتى أصبحت هى وهوب صديقين حميمين وأصبح
الرجل وزوجته بمثابة والديها قال هوب :
-الأمتحانات الأخيرة ستتم خلال أسبوعين وأعتقد أنك ستلتهمين الكتب حتى تنتزعى
الجائزة
-هذا ما يجب.وأحيانا أخاف من أن تفكيرى المستمر فى الأمتحانات سيجلب على سوء
الحظ لو أستطعت الأحتفاظ بمستواى الحالى فإن جائزة (شارل لازين)تصبح فى متناول
يدى ولكن الأكثر أهمية من الجائزة هو عرض وظيفة ذهبية على بعد حصولى عليها هو
الدافع ورائى وهو الهدف الذى نجح فى أن يجعلنى أعمل جاهدة طوال عشرة فصول
دراسية قاسية
-أنت تستحقينها يا عزيزتى ونحن فخورون بك لقد أشترت إيفلين ثوبا جديدا من أجل
اليوم الذى سنذهب فيه لحضور حفل تسليم الدبلوم,هل سيحضر صديقك الجديد؟
-نعم....أولا يجب أن يتصل بكما ليدعوكما للأحتفال بذلك بعد ظهر يوم الأحتفال
الرسمى أو ستفعل ذلك سكرتيرته,لقد رحل إلى شيكاغو هذا الصباح ولن يعود قبل عطلة
نهاية الأسبوع
-يبدو أن الآمر قد أخذ شكلا جادا بعض الشئ
هزت كريستينا كتفيها وأبتسمت :
-ربما
-أنى لم أقابل كيرت بوندر أبدا ولكن حسب ما قصه على جون فإن المدعو روسو هذا
يبدو مستقيما فى تصرفاته والأمر المؤكد هو أن عينيك تلمعان الأن من السعادة عند
ذكرى لأسمه
أبتسمت بينما ابتلع هوب جرعة كبيرة من الشراب من الغريب أن كل شخص تحدثت
معه خلال الأسبوع لاحظ عليها تغييرا وليلة البارحةعندما ذهبت كريستينا لتعمل عند
كارين أعلنت لها الطبيبة :
-أنت تبدين مضيئة كالشمس فى يوليو ولابد أن هناك حبا وراء ذلك
وحتى العم لارى صاحب محل اللعب وعلق على ذلك عندما ذهبت لعمل حسابات محله
وعندما فتحت الباب فصدرت أصوات ضحك من لعبة موصلة بالباب رفع الرجل عينيه
من فوق الألعاب التى كان يرتبها وأخذ يراقب دخولها وسط الممرات والأشياء العديدة
التى تملأالمحل وهو يبتسم وقد لوى طرفى شفتيه الرفيعتين قليلا وصاح:
-أهـ يا كريستينا الآسرة أنى أعزو إلى الربيع تراقص خطواتك وكأنك عروس الثلج
التى على وشك أن تسيح من المذنب المسؤول عن إظهار كل فتنتك وجمالك والذى
أعتقد أنه سينهى عزوبيتك؟
هزت الشابة رأسها وهى تضحك:
-أوهـ أيها العم لارى ألن تكف أبدا؟يوما ما قد أصدق طلبك ليدى
-أن المرء لا يكف أبداعن الأمل ياحلوتى وأنا مستعد لهذا الإحتمال
أتعتقدين أن حبيبك بيك مستعد أيضا؟
ضمت حاجبيها وهى مذهولة وردت:
-كيف عرفت أن الأمر يتعلق ببيك ؟
أخذ الرجل العجوز غريب الطباع يدير أصبعه فى الهواء
-أهـ...إنه بسبب الوحى الذى ينزل على يبدو أن ذلك اللعين سيحطم أملى ورجائى
ومع ذلك أنا سعيد للغاية ولأنى سأقوم بالتأكد من جدية العلاقة والأتحاد بينكما وكذلك
من إعداد خطابات ضمان لك بمناسبة حصولك على الدبلوم
-لابأس فإنى أفهم كل شئ ...لقد تلقيت إذن دعوة للأحتفال وأستنتجت منها كل هذه
النتائج
قال الرجل وهو ينكر ذلك ويبتسم :
-لا....أنما عرفت ذلك من سكرتيرته التى أشك أنها أخته
بذلت كريستينا كل جهد حتى لا يدفعها الفضول أن تسأله عن التفاصيل سلكت حلقها
وأتجهت نحو المكتب حيث كانت بأنتظارها دفاتر حسابات العم لارى أما إيميت لايمان
صاحب شركة سيارات مستعملة وشركة مالية كانت تعمل لديه كريستينا أيام الخميس
فلم تبدو عليه اللهفة لمعرفة الأخبار كالباقين وأنما إكتفى بأن تمعن فيها عندما رأى التغير
الواضح عليها يبدو أن الرجل الضخم الذى كان دائم الشكوى من إلتهاب القولون قد
أخذ يردد قصته المعتادة حول شقيق زوجته الذى تأخر سبعة أشهر فى سداد أقساط
السيارة البونتياك وهو يحاول من خمس شهور أن يستعيد سيارته وقال وهو يسحق عقب
السيجارة
-ولكنى أخيرا أعتقد أننى وجدت طريقة العثور على ذلك اللعين وأعذرينى عندما أتفوه
بهذه الألفاظ وهناك إشاعة أنه سيشترك فى إحتفال صالة عرض فاو مساء السبت إذا
حضر .....
-وكذلك سيارته....هل تريد منى أن أسحبها لك؟
-لقد فهمت قصدى...أن هذا القذر سيجد مفاجاة
عند هبوط الليل يوم السبت كانت كريستينا منهمكة فى إدخال الشاحنة فى الممر الذى
يؤدى إلى بيت بيك وأطلقت النفير لمدة طويلة لم يكن أحد ينتظرهاوبعد عدة ثوانى صعد
بيك إلى جوارها ومعه سلة رحلات وقال لها وهو يجذبها بين ذراعيه ويقبلها:
-لقد إشتقت إليك ولم أعد أستطيع أن أقضى أى يوم بدون مقابلتك
-لقد أشتقت إليك أيضا
شملته بنظرها ورأت أنه فى الجينز والحذاء الرياضى الذى يرتديه مثلها أنه إزداد رجولة
ضحكت عندما وجدت أن قميصها بنفس اللون الأصفر وقالت:
-أنناحقا نذيع على نفس الموجة الأذاعية
قال بيك وهو يرفع حاجبه الأسود
-إذا كان الأمر هكذا لما كان علينا أن نذرع الشوارع فى شاحنة الجر
-انت تعلم أن هذا هو عملى يا بيك
-وأنت تعلمين أننى أقترحت عليك أن تؤجرى الشاحنة الليلة إننى لا أحب فكرة أن
تكونى خلف عجلة القيادة على أية حال...أهـ فقط لو قبلت الوظيفة فى خدمة أنزو إننى
دائما أخشى أن تصطدمى بسيارتى أو يصدمك سكير أو يضايقك كما فعل أحدهما ليلة
السبت
أطلقت كريستينا زفرة تبرم :
-أعرف أنه لم يكن هناك داع لأن أخبرك عن سائق السيارة البورش الأصلع تلك هى
المرة الوحيدة والحادثة الوحيدة التى قابلتها من هذا النوع وهى مجرد سوء حظ
أننى لا أجد أى نوع من المزاح فى أمكانية تصورأنك قد تتعرضين للمخاطر أهـ لو
أستطيع أن أعثر على مخبأ ذلك الخسيس لحطمت صدره
أجابت كريستينا فى ضيق:
-لم يكن هناك أية فرصة للأعتداء.أسمع!لا داعى لنصائحك وإلا فمن الأفضل أن تنزل
وتتركنى لعملى .
لانت ملامح رفيقها وأخذ يربت خدها:
-سامحينى....قولى لى مرة ثانية أنك أشتقت إلى
-لقد أشتقت إليك
همس بيك:
-تعالى معى إلى الداخل
دفعته فى كتفه :
-ماذا عن عملى ؟
أبتعد وهو ممتعض تلقت الشابة نداءين خلال الساعتين التاليتين أحداهما لأن بطارية
أحدى السيارات كانت فارغة وثانيهما من أجل حادثة غير خطرة على الطريق السريع
وقد عدة شاحنات جر فى وقت واحد إلى المكان وأجرى الشرطى المسؤول عن الخدمة
القرعة بين السائقين فكان الحظ لجانب كريستينا لجر إحدى السارتين المتصادمتين
عندما أتمت كريستينا جر السيارة وصاحبها بداخلها إلى بيته سألها بيك :
-هل هذا النوع من القرعة غالبا ما يستخدم ؟
-كثيرا...وهى على ما يبدو طريقة عادلة وأحيانا ما يقررالشرطى إسناد المهمة لأول من
يصل ولهذا يفوز من يكون أسرع وأحيانا أخرى تلعب المصادفة دورها والحقيقة فإن
معرفة من يديرون حركة المناوبة يفيد فى حالات كثيرة
ركنا السيارة عند رصيف المنتزه التذكارى وجلسا أمام مائدة مضاءة ليأكلا فى تلذذ
طعام الرحلة الذى أحضره بيك.أحضرت كريستينا جهاز اللأسلكى المحمول الذى تملكه
ولكنها لم تتلقى أى نداء مما أتاح لهم الفرصة للأكل والثرثرة فى هدوء وعندما نظرت إلى
ساعتها صاحت :
-أعتقد أن علينا التوجه إلى صالة سيارات داف لأن أمامى مهمة صغيرة لابد من إنجازها
-مهمة؟!
شرحت كريستينا لبيك طوال الرحلة قصة النسيب الهارب شقيق زوجة إيمت لايمان وعن
سبعة شهور التاخير فى دفع أقساط السيارة.تركا الشاحنة عند ناصية الشارع وسارا على
أقدامهما حتى ساحة الأنتظار.سمعا صوت موسيقى صاخبة وكان باب الصالة لا يزال
مفتوحا.سألها بيك وهما يعبران ساحة الأنتظار المزدحمة وأتجها نحو السيارة البونتياك:
-هل أنت متأكدة من أن الأمر لا يشكل خطرا؟
-لا....لقد سبق أن فعلت ذلك
كتمت تثاؤبها وأشارت بأصبعها نحو السيارة الضخمة ذات الون الأحمر تجنبا المرور على
شخص مثل طرزان عارى الوسط ثم قرصان يحمل فى يده ببغاء من الكرتون فوق كتفه
وشخص أخر دهن جسده بخطوط وأحزمة لأصقة سوداء وأرتدى خوذة يعلوها إيريال
راديو كان الثلاثة بغير وعى يستند كل منهما على الأخر ويغنون بصوت قوى نشاز أحد
الألحان المشهورة.قالت كريستينا :
-صه!
-هل وجدتها ؟
همست:
-أنها تلك الموجودة هناك أبق هنا حتى أحضر الشاحنة
بعد أقل من ثلاثة دقائق كانت الشاحنة واقفة بجوار السيارة البونتياك وبدأت أذرعها
الهيدروليكيه فى التحرك وفى اللحظة التى خرجت فيها كريستينا من كبينة القيادة لرفع
السيارة تحرك الثلاثى المترنح وأسرعوا نحوهما وهم يصيحون بأعلى أصواتهم.تجاهلتهم
وأستمرت فى مهمتها أمسك أحدهما ذراعها وجعلها تستدير نحوه وهو يقول :
-بأى حق لك أن تفعلى هذا
-أرفع مخالبك عن زوجتى
نزع بيك مخالب الرجل المجهول عن ذراع كريستينا دون أن يحسب النتائج وجعله يدور
حول نفسه بعنف حتى أن الإيريال المرفوع على رأسه أخذ يهتز وقال له :
-وبأى حق تعترض عليها
-إنها سيارتى التى تعتزم هذه الكلبة سرقتها
أرتطمت قبضة بيك بفك الرجل الذى أصدر صوت تحطم من فكه وأخذ الإيريال
يتراقص فى كل اتجاه ودارت عيناه حول محجريهما قبل أن يسقط كالجوال فوق الأرض
أندفع طرزان وهو يصرخ صرخة عالية وقفز فوق ظهر بيك وأحاط وسطه بذراعيه
وكذلك أحاط عنقه بساقيه بينما سارع القرصان لنجدته وهو يوجه ضربات طائشة وغير
مؤثرة لروسو
صرخ بيك هادرا فى كريستينا وهو يركل القرصان :
-أبتعدى
تعثر القرصان إلى الخلف وهو يترنح وانتهزت الشابة الفرصة كى تضربه بسلة الرحلة
الت حطمت الببغاء الكرتون وهو يسقط كشجرة ضخمة .قالت وهى توجه كلامها إلى
رجل الغابة صديقها المتوحش :
-لن أرحل دون أن أخذك معك يا بيك
همهم كلاما غير مفهوم وركل طرزان بقدمه فى بطنه فانقطعت أنفاسه وخفف من قبضته ثم
سقط فوق ظهر بيك فى صوت مكتوم
بدأ أن الغثيان والدوار أصابة فظل بلا حراك فوق الأرض وهو يمسك ببطنه.أمسك بيك
بذراع كريستينا وقادها إلى الشاحنة وأمرها :
-أصعدى
جلس بيك منتصبا كحرف ألف فوق مقعده وقد ثبت أنظاره إلى الأمام وقد ضم قبضتيه
بشدة وهو يكز على أسنانه ولم يسترخ إلا عندما تأكد من أنها ثبتت السيارة البونتياك فى
مكانها فوق الشاحنة قال لها وهو يجاورها داخل مقصورة القيادة :
-إذن ليس هناك خطر؟
-ليس الأمر هكذا عادة
ابتسمت أبتسامة شاحبة قال لها :
-إن هذه الحادثة جعلتنى أكبر فى العمر عشر سنوات مرة واحدة.هل ممكن أن تخبرينى
كيف كنت ستتصرفين بدونى ؟
قالت الشابة وهى تضحك ضحكة عالية :
-كنت سألوذ بالفرار ولكنك على أية حال كنت موجود يا بطلى ولو أننى لم أكن قد
أحببتك قبل اليوم لإختلف الأمر إنه من الأمور النادرة الآن أن نرى سيدة ينقذها بطل
من قرصان دموى وأبن الغابة ووحش بدائى لقد فعلت أفضل مما كان يفعله طرزان فقد
صرعتهم جميعا بضربة واحدة...أوهــ!
حاولت التظاهر ببرودة الأعصاب وضحكت وقالت:
-لقد كنت خرافيا
سألها بيك برزانة :
-ماذا قلت ؟
-لقد كنت خرافيا
-لا.....قبل ذلك
-أفضل من طرزان
هز رأسه وأبتسم أبتسامة صغيرة :
-وقبل ذلك
أصبحت نظرة كريستينا أكثر رزانة وهى تنظر إليه
-أتقصد تلك العبارة حول أنى أحببتك؟
لم تكن فى حاجة للإجابات فقد كانت تعلم
-أحبك يا بيك
جذبها نحو وضمها بين ذراعيه وهو يهمس :
-أيتها النمرة!كيف يمكننى أن أتغلب عليك؟ألآن لقد نزعتى كل أسلحتى تماما فماذا
أستطيع أن أفعل الآن ؟
-سأفكر فى ذلك.
نــــــهــــايـــــة الـــــفـــــصـــــل
الــــثــــامــــن


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-07-16, 11:33 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع
***********
فى العاشرة من صباح الأحد التالى كانت كريستينا فى الجامعة وهى جالسة فى دهليز قسم
المحاسبة وكان هناك ثلاثة أخرون يدرسون معها الدبلوم وهم رجال أصغر منها سنا
ينتظرون أيضا أمام مكتب الأدارة تبادل الطلبة الأربعة ابتسامات متوترة
نودى الشاب الأول وأحست كريستينا أن وجهها تشوه من القلق وهذا يعنى أنها ربما لن
تجتاز المسابقة أو العكس
ورغم أن كريستينا كانت تخشى من بعض الأمتحانات إلا أنها أبدت رضاها بعد
أختبارات النهائية يومى الأثنين الأربعاء.كانت المسائل التى طرحت عليها عويصه ولكنها
كانت مستعدة تماما الأستعداد ويحدوها الحماس ويوم الأحد السابق كان بيك قد أمطرها
بالأسئلة وكأنه مدفع رشاش حول بعض الدروس فى أثناء قيامهما بمهمة الغسيل
الأسبوعية بينما كرس جون كل الليالى السابقة على الأمتحان لمساعدتها فى المراجعة
كان جون قد تلقى مؤخرا نتائج امتحاناته الجامعية وكانت كالعادة ممتازة وكان بيك ليلا
ونهارا قد دعا للمطعم اليونانى جون وصديقته سوزى بينيت وكريستينا للاحتفال بهذا
النجاح حيث شربوا وأكلوا ورقصوا حتى منتصف الليل.
*****
***
*
فتح باب الأدارة بعد دقائق وخرج الشخص الأول وعلى وجهه تعبير لا يمكن قراءة معناه
نودى طالب أخر عقدت الشابة ذراعيها على صدرها بكل قوة كان هوب هو الوحيد
الذى يعلم أنها تقدمت لمسابقة لازين ولم تقل لأى شخص أخر غيره حتى بيك وجون حتى
لا تضطر إلى تحمل علامات تعاطفهما معها فى حالة الفشل
تناولت صحيفة وأخذت تتصفحها ثم أعادتها لمكانها ثم فتحت حقيبة يدها وأغلقتها عدة
مرات إلى أن نظر إليها المرشح الأخير نظرة غيظ ,أستحق فى الحقيقة أن تبتسم له أعتذارا
وأن كانت ابتسامتها عصبية .أختفى هذا المرشح الأخير بدوره داخل المكتب وظلت
كريستينا بمفردها فى الدهليز بعد فترة أنتظار بدت وكأنها دهرفتح فتح الباب مرة ثانية
طلب منها الأستاذ الدخول
مد لها الأستاذ مارجاريت برازيل يده مصافحا
-أجمل التهانى لك سيدة بوندر ويسعدنى أن أعلن لك أنك نلت جائزة شارل لازين هذا
العام
صاحت الشابة وهى تصفق فى سعادة :
-مستحيل!يا إلهى!استعادت رباطة جأشها وتأسفت لهئية المحكمين لعدم التزامها بالأحترام
والوقار أمامهم ,رد الأستاذ برازيل وهو يبتسم:
-لك الحق فى أن تعبرى عن تأثرك لقد أجتزت كل أختباراتك بتقدير ممتاز وتقرر
ترشيحك للجائزة بإجماع القسم وستقابلين مندوب مؤسسة كرافت وناتج &فورتنى
الأسبوع القادم ولكنى فهمت أنهم يرغبون أن تبدئى العمل من سبتمبر
عندما عرفت كريستينا قيمة مرتبها المبدئى أوشكت أن يغمى عليها فقد زاد كثيرا على ما
عرضه عليها بيك أنتابها شعور وكأنها تسبح فوق السحاب عندما غادرت مكتب الإدارة
لقد ربحت !طارت وهى تشع بهجة بسيارتها .أن مرتبها المقبل المرتفعسيسمح لها بإن
تستأجر شقة لجون ويمكنه أيضا أن يدخل جامعة تكساس إبتداء من الخريف بعد أن قضى
سنةفى كلية هيوستون وسيحقق أبنها حلم حياته
عادت الشابة وهى تتقافز فوق مقعد القيادة وتصيح النصر بصوت مرتفع ورغم رغبتها
المحمومة أن تشارك أحدا سرها إلا أنها قررت أن تحفظ السر إلى وقت الأحتفال المنظم
على شرفها ونجاحها فى الدبلوم وهذا يتطلب منها أن تكتمه لحين وصول والديها من
تكسيكانا بعد الغداء أنها ىلم ترى جوين وجورج رايت منذ عيد الميلاد المجيد ولقاءهما
سيجعل الدموع تطفر من عينيها وسيتناقشون جميعا دون توقف فترة ما بعد الظهر كلها
قبل رحيلها مساء للقيام بجولة يوم الجمعة المعتادة بالشاحنة أصرت السيدة رايت أن
تجعلها تقيس الثوب الجديد الذى أعدته لهذه المناسبة كان القماش من نوع شعبى بلون
بيج رقيق ومطرزا بالزهور الوردية الفاتحة مختلطة بأوراق خضراء حول الفتحات والكمين
قالت كريستينا :
-أنه ثوب فاتن ومضبوط المقاس تماما يا أمى
شع وجه الأم بالبهجة وهى تقول :
-أنا وأبوك فخوران بك يا عزيزتى
-أعرف يا أمى وأنا أسفة حقا لأنى تركتكما وذهبت إلى العمل
-لا تقلقى علينا أبدا إن إيفلين وهوب دعونا إلى العشاءواللعب بالدومينو بعد ذلك
كان الإغراء كبيرا أمام الشابة ألا تتحرك من مكانها لتبقى بصحبتهما حتى موعد رحيلهما
ولكنها لن تحصل على وظيفتها الجديدة إلا فى سبتمبر وكل قرش تحصل عليه له قيمة
بعد ظهر السبت كان بيك يلمع سيارتيه الرولزريس فى جراحه لم تكونا فى الحقيقة فى
حاجة إلى ذلك خاصة وكل منهما فى حالة ممتازة ولكنها كانت مجرد حجة ليبتعد بيك عن
أمه وأخواته المنهمكات فى استعدادات الأمسية احتفالا بدبلوم كريستينا إن السية روسو
وكريستينا سيتعارفان وهو سعيد بذلك أخذ يلمع سيارته ذات اللون السماوى التى
سماها (السحابة الفضية) وذهنه يدور حول العلبة الصغيرة التى وضعها فى درج
الكومودينو فى حجرته حيث وضع فيها خاتم الخطوبة المرصع بزمردة كبيرة ومجموعة
كبيرة من الماس أنه سيطلب الليلة يدها لزواج وهو ما جعله عصبيا
كان بيك يأمل أن يستطيع إجبار كريستينا على تحديد موعد الخطبة فى أقرب وقت ممكن
ذلك لأن كل قلقه ينصب على قيادتها لتلك الشاحنة المفزعة القاتلة.
-سينتهى بيك الأمر لأزالة الطلاء
رفع عينيه كانت بيانكا مستندة على السيارة الرولز الصفراء الأخرى بجواره
-ربما يحدث هذا .إنى لم أقم بتلميعها منذ أن أشتريتها ...أنها المفضلة عندى....هل
أنتهيت؟
ردت عليه أخته بأبتسامة ساخرة :
-أنا...نعم....وأمى وأماليا وآنا منهمكات فى العمل ومهمتى هى نفخ بالونات الزينة
ولكن رئتى المسكينتين لم تعودا تستطيعان العمل.
نفخت خديها وأطلقت نفسا ضعيفا ,سألها بيك:
-ولماذا البالونات؟
-أنت تعرف أمى...أنها تعتبر علامة فقر أن نضع مئات الورود على الموائد فأضفنا
عشرات الدستات من البالونات وحوالى خمسين مترا من الأشرطة على حافات حوض
السباحة والنجف وكأنه حفل عرس
-كم أحب أن يكون حفل عرس
-هيه!هل الأمر جاد إلى هذا الحد ؟
-نعم إلى هذا الحد
أبتسمت له بيانكا أبتسامة موافقة وقالت :
-رائع...إنكما تشكلان زوجين رائعين وأعتقد أنكما ستسعدان سويا.قل لى أذن مادمنا
سنكون أسرة واحدة هل تعتقد أنها ستبيع لى بيتها بثمن بسيط؟إننى أعشق الحصول على
هذا البيت العتيق كى أعيده إلى حالته السابقة
قطب بيك جبينه وقال :
-إننى أسالك إن كانت سعادتى هى التى تهمك أم البيت القديم الذى تريدين الحصول
عليه ؟
بدأ أنها تدرس السؤال بأمعان ثم أنفجرت ضاحكة :
-سعادتك دون شك....والأن هيا فقد حان وقت أن تستيقظ إذا كنت تريد اللحاق
بموعد كريستينا ووالديها خلال ساعة
فى الساعة المحددة كان بيك مرتديا بدلة رمادية ممسكا آلة تصوير فى يده وهو يطرق باب
بيت كريستينا قال لها عندما فتحت الباب :
-انت رائعة....هل تشعرين بالعصبية؟
-هل هذا ظاهر ؟
قبلها ودخل ليتعرف على والديها صعق أمام التشابة الشديد بين جوين رايت وأبنتها
كان لهما نفس الشعر وأن كان شعر الأم فضيا ونفس العينين الزرقاوين بينما ظهرت
بعض التجاعيد الخفيفة عند ركنى العينين فى وجه جوين الذى زينته بشدة ,فصافح بيك
يد جوين وقال مبتسما:
-إنه ليسعدنى أشد السعادة أن أتعرف عليك وأعرف أنك لأبد فخورةللغاية بكريستينا
وأشكرك على السماح لى أن أشاركك هذه الأمسية المميزة أنا وأسرتى
تبادل بيك والأب المصافحة بحرارة ووجه له كلمات رقيقة وأقترح أن تلتقط بعض
الصور قبل الرحيل إلى الجامعة .همست أمها فى أذنها وهم يهبطون الدرج:
-أنه جذاب وساحر أنه رجل مهذب حقا
أضاف جورج رايت بنفس اللهجة :
-بالتأكيد هو نموذج ممتاز وأحب هذا النوع من الرجال الذى ينظر إليك مباشرة فى
عينيك
أستهلك بيك تقريبا فيلما بأكمله وحاز إعجاب آل رايت تماما وأنهت كريستينا المشهد
بأن أعلنت :
-إذا لم نرحل فى الحال فإننى سأفوت الأحتفال
أستقر جون بين جديه فى الأريكة الخلفية فى السيارة الرولز بينما جلست كريستينا فى
الأمام بجوار بيك عندما وصلا سرداق الأحتفال كانت الصفوف قد أعدت فأسرعت
كريستينا بالأنضمام إليها بينما ذهب الباقون ليجلسوا فى أماكنهم.
لقد درست بحماس وجهد لتصل لهذا اليوم الموعود حتى أنها أوشكت أن تعتقد أنه لن
يأتى حقا أجتاحها خليط من المشاعر المتضاربة جعلت الدموع تصعد إلى عينيها.كانت
مرتدية قبعة التخرج السوداء والعباءة الجامعية وهى تصعد الممر الرئيسى مع زملائها.فى
اللحظة التى صعدت فيها المنصة لتتسلم الدبلوم وضح لها تماما أن هذه الواقعة تشكل
نقطة تحول كاملة فى حياتها وبداية مرحلة جديدة واعدة رائعة.
عندما ألتقت كريستينا بعائلتها فى السيارة بعد الأحتفال الرسمى ضمها بيك بقوة وقام
كل فرد بتهنئتها بطريقته الخاصة كانت مشرقة الأسارير وشاردة بعض الشئ وهى تفكر
فى سعادتها الجديدة نقلتها السيارة الرولز إلى بيتها حتى يمكنها أن تبدل الثياب من أجل
السهرة التى ستبدأبعد ساعة على حافة حمام السباحة ,سألها بيك:
-أتودين منى أن أنتظرك حتى ترتدى ثوبك ؟
-لا....سأصلبعد حوالى نصف ساعة...ولكن على أية حال أشكرك لأنك نقلتنا إلى
الأحتفال إن أبى وأمى لم يركبا أبدا سيارة رولز فى حياتهما وأعتقد أنهما تأثرا من ذلك
لحد بعيد
-كنت أفضل لو أنهما تأثرا من السائق أكثر من السيارة
-تأكد من أنهما فعل ذلك أيضا
كانت كريستينا تشع سعادة وه تناور بالشاحنة حتى مخرج الممر الدائرى بطريقة بطئية
تدل على عدم رغبتها فى الأسراع .قفزت إلى وفردت ثوبها وأمسكت بجهاز اللاسلكى
المحمول كانت الشمس تختفى خلف أشجار نهر أوكس ونسيم خفيف أت من الشمال
يلطف من الجو
كان الوقت مثاليا لتناول العشاء فى الخارج كان بيك ينتظرها أمام باب الدخول خرجت
وأشارت له بيدها وهى تسرع نحوه سألها:
-لماذا أتيت بالشاحنة ؟
-أنها أمسية السبت قد أحتاج إليها
-ولكن....إنها أمسيتك....لا تقولى إنك سترحلين وسطها!
-لا تقلق وأعتزم أن أذهب إلى هناك فيما بعد.لقد وعدنى بيفن أن يرد على النداءات فى
غضون بعض الساعات ويذهب بشاحنته ولم أحضر هذه إلا لحالات الضرورة
-يا حبيبتى!لقد تعشمت أن تكون هذه الأمسية....يا إلهى!يا كريستينا إذا كان الأمر
يتعلق بالنقود فقد فرغ صبرى من هذه الناحية
كفت الشابة عن الأبتسام :
-أرجوك يا بيك لا تفسد على ليلتى
-أنا أسف يا عزيزتى وأنما أنا أفكر ببساطة....
قاطعه صوت امرأة عجوز :
-نيقولا لا تدع ضيفتك مسمرة هناك....تعالى....تعالى يا عزيزتى!
-حاضر يا أمى...أقدم لك كريستينا بوندر ضيفة الشرف
قالت السيدة روسو زهى تصافحها بحرارة :
-لك كل التهانى القلبية لحصولك على الدبلوم...لقد سمعت أمورا رائعة عنك ويسعدنى
أن أتعرف عليكى
أجابت كريستينا التى أحبت المرأة من أول نظرة :
-هذا شرف لى....أن لك أسرة رائعة!
-أنها فاتنة نيقولا أنها تعجبنى كثيرا
رد بيك وهو يضحك:
-وأنا كذلك
سحبت السيدة روسو كريستينا دون أن تكف عن الثرثرة وهى تريها ديكورات ومعدات
البوفية .
لم يتأخر المدعون فى الحضور.حضرت كارين هولدر وقد تبعتها آماليا وبيل سيمونز ثم
تونى ميليا وأبناؤه سال وكارلو ثم سرعان ما وصل آل رايت فى صحبة اللوفيل ثم إيميت
لايمان وزوجته وكذلك بقية الأصدقاء وجيران الشابة قال إيمت وهو يصافح بيك بحرارة
:
-أعرف أنك ساعدت كريستينا فى إستعادة السيارة البونتياك وأنا شاكر ومقدر لك ذلك
إنه عمل شجاع قامت به الشابة وتستحق عنه أجرا كبيرا .
رد عليه بيك ببعض الكلمات المجاملة وأستدار ليستقبل جون وصديقته الصغيرة الشقراء
ذات الشعر الأحمر.
عندما وصل كل المحتفلين بمن فيهم العم لارى وهو يرتدى قميصا من هاواى متعدد
الألوان وبنطلونا أبيض,تأكد المضيف من أن الجميع أحتسوا مشروب الضيافة فى صحة
المحتفى بها قال وهو يحتضنها ويرفع كوبه عاليا:
-فى صحة كريستينا ونجاحها اليوم
رددت كل الأصوات فى نفس واحد :
-فى صحة كريستينا
لفت كريستينا ذراعها حول وسط بيك وهى تبتسم وتمنع الدموع من السقوط وترفع
الكوب بدورها :
-فى صحة أصدقائى وأسرتى,شكرا لكم وشكرا لك يا بيك أننى لن أنسى أبدا هذا اليوم
-كافأها بنظرة تائهة وهو يقول:
-إن السعادة كلها ترجع إليك أيتها النمرة.
أشار إلى المدعوين فسارعوا بملء أطباقهم من البوفية الفاخر والعامر بما لذا وطاب من
الطعام والشراب والحلوى والفاكهة ثم أخذ كل منهم مكانه أمام المائدة المخصصة
له....فى أثناءوقوف المدعوين فى طابور أنتهز بيك الفرصة ليأخذ كريستينا جانبا
سألته وهى تدعه يقودها:
-أين نحن ذاهبان؟
قادها بيك إلى حجرته حيث أغلق عليهما الباب
-إننى فى حاجة إليك لحظات بمفردنا
أخذها بين ذراعيه وقبلها فى شوق وهو يقول :
-أهـ لو علمت كم أشتقت إليك؟يا حبى .أتدرين منذ متى؟
تنهدت الشابة:
-من حوالى أسبوع
-ستة أيام وثلاث ساعات وربع الساعة
سمعا صوتا نسائيا من فتحة الباب يقول :
-أسفة لقد حضرت لآخذ معدات الزينة
شاهد العاشقان وراء الباب كارين تبتسم حاولت كريستينا أن تبتعد عنه ولكنه منعها
وأشار إلى كارين بطرف أصبعه :
هناك تجدينها
-شكرا وأستمرا فى المشهد الرائع
ضج الأثنان فى الضحك قالت كريستينا :
-أعتقد أن علينا أن نعود إلى أسفل فقبل كل شئ أنت مضيف وأنا ضيفة الشرف
-حسنا...ما دمت تصرين....ألا تريدين حقا منى أن أقنعك بقضاء الليلة هنا بدلا من
الخروج بالشاحنة
أبتسمت وهزت رأسها نفيا فى بطء :
-سأحضر بعد غد عند رحيل والدى
-لدى شئ مهمة أود أن أقوله لك ولكنى أعتقد أنه على أن أنتظر إلى أن نصل إلى هناك
رتبت الشابة زينتها وملابسها وهبطا كى يملأ أطباقهما بالطعام وعندما شاهدت برطمانا
ضخما من الزيتون الأسود من بين الأطعمة رفعت أحدى حاجبيها ونظرت إلى رفيقها,قال
بيك هامسا فى أذنها :
-أنى لم أستطيع أن أقاوم الرغبة فى طلبه
غرف معلقة كبيرة ووضعها فى طبق السلطة بعد ذلك أنضما إلى آماليا وبيل سيمونز على
مائدة لأربع أفراد كان صوت الضحكات المرحة يشع الحياة فى الشرفة حيث كان العم
لارى يسلى جيرانه ببعض ألعابه السحرية قال بيك معلقا :
-أنه رجل ممتاز
-لا تذكرنى به لحسن الحظ أنه لم يحضر معه مكعباته الزجاجية والبلاستيكية ليضعها وسط
أكواب المياه
قصت كريستينا للمجموعة قصة حياة العم لارى ووصفت لهما محله للعب والخدع ,
قالت آماليا معلقة :
-أوهـ...من الأفضل ألا تتحدثى عنه لأن بيل يعشقهذا النوع من الخدع
رأت كريستينا أمها والسيدة روسو منهمكتين فى محادثة طويلة أومأت برأسها نحوهما
وقالت لبيك:
-يبدو عليهما الأنسجام
-لدى إحساس بذلك ,فهل أنت سعيدة ؟
-جدا
هبط الليل شيئا فشيئا على المحتفلين وأستمرت الوجبة فى نفس الجو السعيدوفى لحظة
إحضار الحلوة الشهية لكريستينا المكونة من الفراولة بالكريمة سمعت صوت
إنذاراللاسلكى فنهضت فجأة:
-أوهـ...لقد نسيت أن أوصل اللاسلكى بالجهاز بالسيارة جرت نحو الشاحنة يتبعها فى
الحال مضيافها
وبعدأن تبادلت حديثا قصيرا فى اللاسلكى صعدت إلى مقصورة القيادة وهى تصيح من
خلف كتفها :
-لقد وقع حادث سيئة فى الطريق رقم 10لقد أنقلبت شاحنة مليئة بالبنزين وهم محتاجين
لى حالا
-أنتظرى يا كريستينا
ولكنها أنطلقت فى الحال وصوت الإطارات يصدر صريرا عاليا لاحتكاكه بالأسفلت ولم
يستطيع أن يلحق بها جرى نحو الجراج كانت كل السيارات محجوزة فيه اللعنة ماذا يفعل
؟وصلت بيانكا فى أعقابه وسألته:
-ماذا جرى؟
-لقد رحلت كريستينا بالشاحنة لجر شاحنة فنطاس بنزين وقع لها حادثة ويبدو أن الأمر
خطير أعيرنى سيارتك
أخرجت أخته سلسة المفاتيح من جيبها ونأولتها له وهى تقول :
-هيا أذهب وسأعتنى بالسهرة
-اللعنة على تلك السهرة!
أحس بيك بالخوف يقلص بطنه وجرى ناحية السيارة الرياضية وأندفع ناحية الأتجاه الذى
سارت فيه الشاحنة السوداء الضخمة التى تقودها كريستينا
أضاءت كريستينا الكاشافات الأمامية العالية وأجتازت الطريق السريع فى سرعة فائقة
استغرق الأمر منها ثلاث دقائق فقط لتصل إلى المكان.كان عدد كبير من سيارات
الشرطة تمنع المرور من الأتجاهين بينما وجدت شاحنتى جر أخريين مما تعمل يدويا على
جانبى الطريق
قفزت كريستينا إلى الأرض وأتجهت نحو رجل الشرطة الذى كانت تعرفه كان منهمكا فى
منع الفضوليين وأبعادهم بمسافة مناسبة عن مكان الحادثة عندما تقدمت منه وتعرفت على
السيارة الصغيرة الحمراء التى تحطم الجزء الخلفى منها تحت الشاحنة الضخمة تجهمت
كانت سيول من البنزين تخرج من الخزان المحطم وقد فاحت رائحته النفاذة,قال لها رجل
الشرطة:
--أننى سعيد لرؤيتك إن تلك الشاحنة يمكن أن تنفجر بين لحظة وأخرى وهناك مراهقان
محصوران بداخلها وهما شبه فاقدى الوعى وتسيل منهما الدماء بكثرة ولا توجد فرصة
كبيرة لإخراجهما من هناك دون إصدار شرار من ماكينات القطع
أشارت كريستينا إلى الشاحنتين الجرارتين :
-وهاتان...ألا تستطيعان عمل شئ؟
-أنها مخاطرة كبيرة...لقد أضطررنا للف سلاسل الجر حول هيكل الشاحنة حتى يمكن
سحبها ولكن لو أشتعلت فيها النيران فستصيبهما كذلك ولكن عن طريق أذرع
شاحنتك الهيدروليكية قد يمكنك التصرف وفى حالة اندلاع الحريق فإن الخطر قد يصبح
أقل ويمكنك الهرب بسرعة,ولسوء الحظ فإن سيارات الحريق التى استدعيت وقع لها
حادثة وهى أتية إلى هنا ولا نستطيع انتظار السيارات الأخرى.....أتحبين التجربة ؟
لم يكن لديها حرية الأختيار تصورت أن جون كان ممكن أن يكون احد المراهقين المعرضين
للهلاك تعرفت على أثر الوقود الداكن واللامع فوق الأسفلت والذى أخذ يتجمع شيئا
فشيئا قالت وهى تستدير إلى ضابط الشرطة بطريقة آمره:
-أجمع كل طفايات الحريق الموجودة وكن على أستعداد.سمعت صوت بيك يناديها
فأستدارت ورأت أحد رجال الشرطة يحاول جاهدا إبعاده عن المكان صاح بيك فيها
بصوت عالى :
-لا تذهبى إلى هناك
أحاط به شرطيان أخران فى اللحظة التى صعدت فيها إلى مقصورة القيادة فى شاحنة الجر
القى بيك بأحد الشرطين أرضا ولكنهما أستطاع تثبيته فى الأرض وجراه خارج نطاق
الخطر.أمام قوة رجلى شرطة المرور لم يستطيع بيك سوى أن يسب ويلعن ويموت قلقا
وخوفا عليها وهو عاجز عن فعل شئ...هبطت ذراع شاحنة الجر ثم أمتدت لتمسك
بكلاليبها العجلتين الخلفيتين للسيارة الحمراء ,كانت كل عضلة من جسمها ترتجف
وأزدادت رائحة الوقود النفاذة حتى أوشك قلبها أن يتوقف.سمع صوت نفير سيارة عن
بعد ثم أقتربت فتعرف بيك على كشافات سيارة الإطفاء الضخمة التى تتجه نحوهم تتبعها
سيارة إسعاف عن قرب صرخ وه يتأوهـ فى نفسه:
-انتظرى يا كريستينا
أنتظرت كريستينا فى هدوء حتى تتخذ سيارة الحريق موقعها وفى حال سارت بالشاحنة
بدقة وهى ترفع الكلاليب الصلبة انفصلت السيارتان المصدومتان فى صوت ضجة رهيبة
نتيجة تمزق المعدن وبدأ الشرر يضوى وأشعل النار فى الأرضية.كانت ألسنة اللهب
الأزرق والبرتقالى تتصاعد على غطاء محرك السيارة الصغيرة المصدومة وتتجه نحو فنطاس
البنزين.تراجعت شاحنة الجر بسرعة بينما أخذت مجموعة من مضخات الحريق ذات
فاعلية شديدة تصب كميات هائلة من الرغاوى الكيماوية بينما كانت مجموعة أخرى من
الخراطيم تحاصر اللهب المتجه إلى الفنطاس
أغمض بيك عينيه وأنهار مستندا على أحد الشرطين الذى ساعده على الوقوف وقال
بهدوء :
-لقد خرجت من الخطر يا سيدى والأمر على مايرام...لاتكن قاسيا معها,ألم تتمكن من
إنقاذ حياة هذان الغلامان؟
نظر بيك نظرة صاعقة ثم سار وساقاه لا تقويان على حمله نحو الشاحنة.كان المسعفي
مهتمين بإنقاذ الجرحى داخل سيارة الإسعاف
نزلت كريستينا من المقصورة عندما رأته لم تكن هى الأخرى متمالكة لنفسها وقد أرتجفت
فرائصها ودق قلبها بعنف.أبتسمت له ولم يرد على ابتسامتها كان فكه مشدود ونظراته
ثائرة وسط المعمعة حيث أنطلقت سيارات الإسعاف والمطافئ والشرطة فى ضجة تصيب
الأنسان بالصمم أمسك بيك برسغها وأخ1 يهزها بشدة وهو يصرخ :
-ما الذى أصابك حتى تندفعى هناك كالمجنونة ؟كان من الممكن أن تقتلى أو تحرقى حية
-إننى أسفة لأننى أقلقتك يا بيك ولكن لم يكن أمامى أى خيار كان لأبد أن أذهب
-ليس عندك أى خيار؟!!طبعا كان لديك خيار كان فى أمكانك أن ترفضى كأى امرأة
لديها ذرة من العقل
-كان لأبد أن يقوم بهذا العمل شخص ما هذا هو عملى.اهدأ وأتركنى لأنك تؤلمنى.
خفف من قبضته ثم أخذها بين ذراعيه.وهمس:
-يا حبى !لم يسبق لى أن خفت كما حدث الأن فى حياتى,لا تكررى ذلك أبدا...إننى
أحبك...إذا كنت فى حاجة إلى الكمال لدرجة تجعلك تخاطرين بحياتك فإننى أعطيك كل
ما تريدين إننى غنى.تزوجينى ويصبح كل قرش أملكه ملكا لك.أننى أمنعك من ركوب
شاحنة الموت هذه أتركيها هنا وعودى معى إلى البيت حيث مكانك.
أمفجر غضبها عند سماعها تلك الكلمات
-أتمنعنى؟أود أن أوضح لك أننى أنا التى تقرر كيف أكون وإننى لست فى حاجة إلى
أموالك اللعينة إننى قادرة على مواجهة مطالبى بنفسى يا بيك روسو
-هذا مستحيل يا كريستينا لأبد أت تختارى بين سلامتك معى وبين هذه الشاحنة
الشيطانية لأبد أن تختارى الآن وحالا.
أحبت كلمات بيك التهديديه والباردة عادت ذكريات لدى الشابة كلها مرارة مما زلد
من تصميمها :
-أتهددنى الأن؟لقد أخبرتك أننى لن أقع أبدا فى الفخ بهذا المنطق كفانى ما رأيته مع كيرت
صعدت الشاحنة ومالت برأسها خارج النافذة وصاحت :
-يمكنك أن تذهب إلى الشيطان بأموالك وتهديداتك
صاح بدوره بعد أن وجد نفسه وحيدا وسط الطريق
-إننى لا أهضم هذا النوع من الجدال وليست لدى النية أن أشاهدك تاقين بنفسك
تقتلين نفسك دون أن أتصرف,أنا لست مثل كيرت وأنت تعرفين ذلك جيدا!عندما يعود
إليك بعض رشدك تعرفين أين تجدينى!!!!!
نهاية الــفــــصـــل الـــتــاســـع


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.