آخر 10 مشاركات
جنون المطر(الجزء الأول)،الرواية السادسة للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر(مميزة)مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          239 - عندما يقفل الحب بابه - كاثرين روس (الكاتـب : عنووود - )           »          1028-انت قدري - ريبيكا وينترز -عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          محاربة الزمان - فيوليت وينسبير - روايات ديانا*إعادة تنزيل (الكاتـب : angel08 - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] ومالي بدجئ العاشقين ملاذ! بقلم/غسق آلليلh "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree23Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-13, 11:48 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع


اه للحظات أتمنى أن أكون مثلك يا رعد .................أركض وأركض في الفضاء الشاسع دون حواجز ................دون قلق................دون حساب ................أغمض عيناي وأترك لخيالي الحرية في العبث باللوحة السمراء أمامي فأشكلها كيفما أشاء أم ربما أتركها كما هي فأنا لا أبالي سوى بنسمات الهواء الحر التي تخترق صدري بعنف فتشعرني بالحياة !!!!!

" خالد "


كانت شاردة تفكر فيما حدث ..............قطبت جبينها عندما تذكرت عبراتها أمامه ..........كانت تود أن تأخذ على نفسها عهداً ألا تترك لتلك العبرات مجالاً مهما حدث ..............تذكرت رعد شعرت بالشفقة من أجل الجواد المسكين ............فهو يبدو في منتهى القوة منتهى البطش..............منتهى الضعف

********************

كانت رقية قد أعدت بعض القهوة ودعت إيناس لزيارتها في المساء
إعتدلت إيناس في جلستها ورشفت القليل من قهوتها وهي تقول : الحقيقة فنجان مظبوط وفي وقته ..........كان عندي صداع فظيع
رقية : يا ريتك تيجي تشربيه معايا كل يوم ............زي مانتي شايفة أنا قاعدة فاضية ..............
إيناس : معلش غصب عني أوقات برجع هلكانه بنام بدري قوي
رقية : الشغل متعب
إيناس : يعني ممكن علشان لسه بتعلم
رقية : معلش وكمان بشمهندس خالد صعب شوية الخيل عنده خط أحمر
إيناس : هي بصراحه حيوانات جميلة قوي مكنتش أعرف إنها جميلة كده
رقية : واضح إنك شخصية رقيقة قوي يا إيناس
إبتسمت إيناس بخجل : متشكرة
رقية : لأ مش مجاملة ده بجد وياريت متتكسفيش مني وإعتبريني زي أختك الكبيرة على الأقل تونسيني في وحدتي

لمحت إيناس نظرة حزن على وجه رقية .............لم تفكر إيناس بتأني قبل ذلك في حال تلك السيدة الطيبة فهي سيدة قاربت على الأربعين من العمر تعيش وحيدة مع زوجها دون أولاد ............أيعقل أن تكون السيدة رقية عاقراً لا تنجب وأن تلك اللمحة الحزينة بوجهها هي نتاج إشتياق لتلك النعمة ..........حاولت إيناس تغيير الموضوع فقد شعرت بالشفقة عن المسكينة تحدثوا عن المزرعة وعن حديقتها وزهورها الجميلة ............قطع حديثهم قدوم زائر ظل يطرق الباب بإلحاح .............كان شاباً يبدو في أواخر العشرينيات.............. له طلعة بهية يرتدي قبعة مميزة سمراء اللون شبيهة بما يطلق عليه الكاب ويعلق حقيبة مميزة على ذراعه ............دخل حمزة مع حسن محدثاً بعض الجلبة ..........تقدم من رقية قائلاً : أبلة روكااااااااااا وحشتيني
ضربته رقية ضربة خفيفة على ذراعه وتابعت : يا بكاش أنا بقالي يومين بتحايل عليك تيجي تبص على الجنينة .............الورد ما فتحش يا حمزة
حمزة : الصبر يا أبله حيفتح مستعجله على إيه ..........إقترب منها حمزة هامساً وتابع : وهو جوزك ده مش مهندس زراعي برده ولا معاه دبلوم صناعي قسم لحام
ضحكت رقية وتابعت بصوت عالٍ : بتقول إيه مش سامعة
حمزة : لا مابقولش حاجه ...............عندها لمح حمزة إيناس ...............تلك الجميلة التي تقف منزوية تتابع حديثهم في صمت .............تركهم حمزة وتوجه نحوها الفور موجهاً لها التحية قائلاً : مساء الخير
ردت إيناس بإقتضاب : مساء النور
حمزة : إيه يا طنط روكا مش تعرفيني بضيوفك
قال جملته ونظراته مازالت موجهه نحو إيناس .............إقتربت منهم رقية وتابعت : البشمهندس حمزة إبن أخت حسن ...............الدكتورة إيناس الدكتورة البيطرية الجديدة هنا
حمزة : بجد ...............ده المزرعة نورت
إيناس : متشكرة
حمزة : تعرفي يا طنط وانتي يا كمان دكتورة إن في دراسة ألمانية بتقول إن الخيل أكثر كائن حي محظوظ
رقية : يا سلام
حمزة : اه بجد مكنتيش تعرفي الدراسة دي يا دكتورة
إيناس : الحقيقة لأ
تابع حمزة بجدية : دي دراسة إتعملت من سنتين تقريبا عملوا مقارنة وإكتشفوا إن الخيل أكثر الكائنات حظاً تحبي تعرفي ليه
إيناس : ليه ؟
حمزة : أولاً عيونهم واسعة وده بيديهم قدرة قوية على النظر لمسافة بعيدة وودانهم كبيرة فبيسمعوا كويس حتى دبة النملة
إيناس : نعم !!!! دي الأسباب
حمزة : لسه معرفتيش أقوى وأهم سبب
إيناس : وإيه هو ؟
حمزة : بيكشف عليهم أحلى دكاترة ...........كنت أتمنى أكون خيل بصراحه
نظرت نحوه إيناس بغضب عندما فهمت مغزى كلامه ونغزته رقية بذراعها وتوجهت لإيناس بحديثها قائلة : معلش يا إيناس هو حمزة بيحب يهظر كتير
إبتسمت لهم إيناس وتركتهم مغادرة بعد وجهت تحيتها لرقية والمهندس حسن وإبتسامة فاترة لحمزة

نظر حسن لحمزة بغضب بعد مغادرتها وقال : هو إنت كده علطول متعرفش تتكلم بإحترام يا بنى آدم إنت
حمزة : إيه يا خالو بس دي مجاملة بسيطة
حسن : لا والله
حمزة : بس بجد هي دكتورة حلوة يعني خالد يتحسد ده ما بيشغلش غير غفر
رقية : مش خالد اللي عينها دي من طرفي ممكن بقه ما تضايقهاش
حمزة : خلاص خلاص وأنا حاشوفها فين منا مطحون هناك في بولاق مع البقر و الكيماوي مش إنتم هنا قاعدين في جاردن سيتي ............بقولك إيه ما تشوفيلي مكان هنا معاكم في جاردن سيتي حيث الخيل والخضرة والوجه الحسن
رقية : امممممممم مش حاخلص أنا عارفة
حمزة : طيب يلا إعترفي تعرفيها منين
رقية : حمزة ...........بلاش تهريجك ده وخصوصا مع إيناس أبوس إيدك
حمزة : ليه بس أنا بهرج عادي والله
رقية : حمزة إيناس جوزها توفى من فترة مش كبيرة وهي أصلاً حبيبتي هادية وكلامها قليل ما صدقنا إنها مستقرة وإشتغلت وبدأت تواصل حياتها مش عايزاها تطفش
حمزة : إيه ده القمر دي أرملة ..............ياعيني
رقية : اه شفت حبيبتي صغيرة صعبانه عليا قوي
حمزة : أنا مش باتكلم عليها هي أنا بتكلم على جوزها ............ ده أنا لو مت وسبت قمر زي دي ........ده أنا أتشل
رقية بغضب وهي تكتم إبتسامتها : إمشي ...... إمشي من هنا
حمزة : إيه يا أبلة بتبعيني ...........طيب شوفي من حيظبطلك الورد
رقية : إمشي يا حمزة ..........إنت الفراغ ضربلك دماغك روح يلا على بولاق بتاعتك
حمزة : هههههههههههه ماشي يا أبلة بس حزورك قريب ما تقلقيش

غادر حمزة وقد كان حسن ترك محادثتهم من قبل وتوجه إلى فراشه ............دخلت رقية للغرفة فوجدته قد بدل ملابسه وجلس بالفراش وبيده جريدة سألته بصوت منخفض : مش حتتعشى
حسن : لأ مليش نفس حنام خفيف
رقية : طيب ...........تصبح على خير
حسن : مش حتنامي
رقية : لأ لسه بدري حاسهر قدام التليفزيون
حسن : تصبحي على خير
رقية : وإنت من أهله


قضت رقية سهرتها أمام التلفاز ولكن غير منتبهه لما يُعرض بل كانت تشاهد شريط حياتها مع حسن .............المهندس الزراعي الناجح الذي تقدم لخطبتها .........رمقتها فتيات الحي بنظرة الحسد على هذا الشاب الوسيم والأنيق ...........كانت تفعل كل ما بوسعها لإرضاءه .............أصبحت الزوجة والأم والحبيبة ............فعلت المستحيل لتلبية رغباته بإستثناء رغبة واحدة لم تستطع ان تلبيها له ولكن رغماً عنها ................اااااااااااااه لقد ملت متابعة الأطباء ............العلاج الذي لا يبشر بأمل ...............زهدت الإشتياق وفضلت العيش مع الحقيقة حتى وإن كانت مؤلمة ............ولكن ما حدث منذ عام كان فوق إحتمالها .............حقاً هي تجاهد لتحتمل ولكن لا تستطيع ..........

**********************


وكأنها ليلة الذكريات فكما غرقت رقية ببحر من ذكريات عمرها بسعادتها وآلامها كان خالد يُبحر في ذكرى مريرة تتوغل بخبث داخل عقله ..............لن ينسى تلك الليلة التى جاءت فيها أمه لغرفته بملامح من القلق ونبرات من التردد ..........كان قد أتم عامه الثاني عشر منذ شهور قليلة ربما بعد وفاة والده ببضعة أيام ..............كانت نبرتها هادئة ولكن صارمة ............لقد قررت الزواج ............نعم فهذا المنزل يحتاج لرجل ليس من أجلي فقط بل من أجلك أنت أيضاً .............لاحت على شفتاه إبتسامة ساخرة عندما تذكر صوته الذي كان يجاهد ليبلغ مبلغ الرجال وهو يخبرها أنه أصبح رجل المنزل الآن وسيتمكن من الإعتناء بها ....................... ولكن لم يكن هو رجل المنزل ولا أبيه بل أصبح هناك آخر .................. لا يعرف لماذا لم يطمئن لتلك الإبتسامة الكاذبة والصوت الدافئ ..............فقد كان مختار أحد الموظفين بأحد شركات أبيه ...............إستطاع بخبث و في شهور قليلة أن يتسلل لقلب الأرملة وبعد الزواج وربما في غضون شهور أقل أصبح يتحكم بكل شئ هي و وإدارة الشركات وخالد !!!!!

*************************


كانت الساعة قد قاربت على التاسعة صباحاً ....................نسوة تزين بالرخيص من الثياب والحلي منهن من تحمل فوق رأسها غنيمتها من الأطعمة اللذيذة وأخرى تنظر في مرآه متهالكة عسى أن تضيف لمسة أخيرة من الجمال قبل لقاء زوجها ..............رجال وقد ملأوا جيوبهم بالمال والسجائر رغبة في تهريب كلاهما لأحد المساجين بالداخل ..........نعم كانوا يقفون جميعاً في إنتظار إذن الدخول فاليوم هو موعد الزيارة ووسط هذا الجمع كانت تتقدم هي بخطوات واثقة ..........وكأنها جاءت لتلك اللوحة البائسة لتمر أمامهم وتنثر ألوان الغنج مع كل خطوة تخطوها .............كان شعرها الأحمر مسترسلاً على أحد كتفيها............... أخفت عينيها الزرقاوتين خلف نظارة قاتمة وزينت شفتاها بلون الكرز الذي طالما تميزت به

لم يصدق الصول عبد الحميد نفسه عندما وجد تلك الجميلة أمامه كيف وقد إعتاد على الوجوه البائسة ...........نساء إختفى الجمال من وجوههن وحل مكانه أعباء الحياة وتجاعيد الزمن التي توغلت بدقة في ملامحهن ..............إبتسم وهو يقوم مسرعاً من أجل مصافحتها قائلاً : إتفضلي يا ست هانم ............إتفضلي ده البيه المأمور موصيني والله وهو مش محتاج يوصيني يعني لا مؤاخذة اللي زي حضرتك ما يقفش مع دول بردك الناس مقامات ولا إيه
جاءه صوتها الرقيق بعبارة مقتضبة : ميرسي

أدخلها الصول لأحد الغرف الصغيرة لتنتظر المسجون الذي جاءت لزيارته .............كانت تلك هي زيارتها الأولى له فمنذ ما حدث قررت الإبتعاد ..........وربما لولا صداقتها للواء عادل الذي سهل زيارتها للمكان لم تأتي .............خطوات بطيئة تقترب من الباب قطعت أفكارها ...........نعم أخيراً وصل ............لقد مرت ثلاث أعوام تغيرت ملامحه كثيراً أصبح البأس هو صاحب اليد العليا ...............وإتخذت الخصلات البيضاء لشعره طريقاً فأصبح رمادياً ............إبتسم لها ساخراً وشفتاه تنطق بإسمها في حنق : كارمن !!!!!!









لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:48 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر



كارمن ............كان يرددها بنبرة ساخطة ..............جلس أمامها وقد تفحصها من رأسها لأخمص قدميها ثم أمسك بيديها ملمحاً لسبابتها المنقوشة بالحناء قائلاً : بيعجبني فيكي إنك مهما حصل بتحبي تحافظي على ستايلك
سحبت يدها سريعاً وأخرجت سيجارة ............نفثت الدخان بحدة وهي تقول : إزيك يا كريم
كريم : سؤال غريب
كارمن : لأ يعني قصدي مرتاح هنا
كريم : هو الأكل كويس بس الخدمة مش قد كده
كارمن : بتتريأ
كريم : دي الإجابة الوحيدة على سؤالك
كارمن : أنا كنت مسافرة .............لسه راجعة من شهرين
كريم : والله وكنتي فين بقه بتتفسحي مع خالد باشا
كارمن : كريم .............أنا وخالد إتطلقنا
نظر لها بسخرية وتابع : بجد ............زعلتيني ليه كده ده إنتي بعتي كل حاجه علشانه أبوكي ..........وأخوكي
كارمن بآسى : كريم أنا مبعتكش ..........أنا مكنتش أعرف اللي خالد ناوي عليه ...........صدقني أنا إتفاجئت
كريم : وأنا كمان إتفاجئت .............إتفاجئت يوم ما لقيته داخل عليا ومعاه عقود ملكية لأكثر من نص الشركة .............فاكرة ولا نسيتي دي كمان

لم تنسى كارمن بل كانت تغوص بذكرى كل ما حدث ليس فقط منذ زواجها بخالد .............لا بل من قبل ذلك بأعوام ربما حتى من قبل لقائهما الأول فقد بدأ الأمر بزواج فريدة ومختار ............

************************

كما تجف قطرات الندى مع شروق كل صباح جديد جففت الأرملة فريدة دموعها سريعاً وإنتبهت للتركة الثقيلة ...........تلك الأمانة التي حملتها بين ليلة وضحاها نعم ...............وأيضاً بين ليلة وضحاها تحولت فريدة لغنيمة بذل مختار الغالي والنفيس للفوز بها
كان مختار موظفاً مرموقاً بإحدى شركات زوجها الراحل .............إستطاع في فترة وجيزة كسب ثقة فريدة فأصبحت تعتمد عليه في كل شئ وفي خلال شهور قليلة تمكن الموظف الوسيم من عقلها وقلبها وكل ما تمتلك وتزوجت فريدة بمختار .................لم يتقبل خالد الزواج منذ أول ليلة بل كان يشعر بالغضب يمزق ضلوعه خاصة عندما سافرت أمه وتركته لقضاء شهر العسل !!!!

مرت الأيام والجفاء يزداد بين خالد وفريدة والسبب مختار ............كان كلاهما كعدويين ينتظر كل منهما أقرب فرصة للقضاء على الآخر ..............غضب خالد من تحكمات مختار بكل ما يخصهم وإصرار فريدة على جعله أب إجباري له بشتى السبل .............وعلى جانب آخر لم يتوانى مختار عن مضايقة المراهق المتمرد رغبةً منه في كسر أنفه ...............و مع مرور الأيام بدت الطباع السيئة لمختار في الظهور رويداً رويداً ............خاصةً حبه للخمر وتعديه بالضرب على فريدة كلما عكرت صفوه كما إعتاد ان يقول لها ................كان صوت صراخها يمزق خالد إرباً وكاد مرة أن يمسك بسكين لقتله ولكن ما كان يمزقه أكثر وربما يدمر كل القوى بداخله أصوات ضحكاتها ودلالها بعد أن يسرتضيها مختار بطريقته الخاصة !!!!!!!! ...............



ومرت الأيام ربما دون لون أو طعم أو رائحة ............كان خالد يقضي أغلب أوقاته خارج المنزل وود لو يستطيع المكوث مع عمته الوحيدة أملاً بحياة طبيعية ............وفجأة حدث شئ لم يكن بالحسبان ..............توفيت زوجة مختار الأولى وإنتقل أولاده للمكوث مع خالد وأمه ............كريم وكارمن ............


كانت كارمن الجميلة بنفس عمر خالد ..........تسلب لب كل من تقع عليها عيناه بشعرها الأحمر المتمرد وعيناها الزرقاوتين ولكن خالد لم يعيرها إهتماماً في البداية فهي بالنسبة له إبنة مختار وفقط !!!!
ولكن بعد مرور عام سافر كريم من أجل أن يُكمل دراسته بالخارج كما أراد والده فقد كان مختار يخطط أن يدير كريم بعد ذلك مجموعة الشركات الخاصة بخالد خاصةً بعد أن أصبحت فريدة كالعجينة اللينة بين يديه يشكلها كيفما يشاء وأقنعها أن الأفضل لخالد دراسة الهندسة الزراعية لمتابعة الأراضي الزراعية الشاسعة التي يمتلكها أبيه ملمحاً أن هذا أيضاً لم يكن بالقليل ..............وسافر كريم وأصبحت العلاقة أكثر وداً بين كارمن وخالد ............. أصبح خالد ونيسها الوحيد .............و بدأت العلاقة ........علاقة عشق محرم بين الجميلة والغاضب

كانت كارمن تجلس بجانبه بحديقة المنزل .............كانت تبدو جميلة تحت ضوء الشمس الذي أعطى شعرها الأحمر وهجاً مميزاً نظرت نحوه بإبتسامة عابثة وقالت : عاجبك لون شعري
خالد : أكيد
كارمن : الناس حفظتني في الجامعة من أول يوم بسببه
جذب يديها برقة وأخفاها داخل راحة يديه وتابع : بسببه هو بس
كارمن : خالد طنط تاخد بالها
خالد : ميهمنيش
كان خالد يرى في كارمن كل شئ ربما ما لا تراه هي .......العبث .............الجنون .............الثقة .............الرغبة !!!!!!
وتركت هي نفسها لحبه ..............كانت تشعر أن الحياة ضحكت لها وستظل كذلك ...........نعم ستكلل قصة حبها مع خالد بالزواج وليس أي زواج فهي ستتزوج من سيجعل حياتها نعيماً ربما كالأميرات نعم ............ مثل والدها وزواجه من فريدة ..............وسعد خالد بلحظات المتعة التي إعتاد أن يسترقها مع كارمن في سكون الليل وبلغت سعادته ذروتها عندما لمحه مختار في أحد الليالي وهو يخرج عاري الصدر من غرفة كارمن عندها فقط شعر بالإنتصار ................

لم يشعر بقوة اللكمات الموجهة إليه بل إن الدماء التي سالت من فمه كانت بطعم العسل ...........كان يشعر بالسعادة بالرغم من نحيب أمه وصراخ كارمن ..........ولكن أجمل ما في تلك الصورة كانت شرارة الغضب التي تبرق داخل عيني مختار ............

وبعدها كان قرار مختار سريعاً وأذعنت فريدة لأمره ففي النهاية خالد قد إرتكب خطيئة لا تغتفر........... ورحل خالد عن منزله ........مكث مع عمته بعيداً ولم يكن يحادث والدته إلا قليلاً فأصبح غريباً عن ما يمتلك وبعد مرور عامان كان مختار قد نفذ خطة وضعها بإحكام ...........و فوجئ خالد بإتصال من والدته تطلب منه العودة للمنزل سريعاً ............كانت باكية ...........إنطلق للمنزل مسرعاً غاضباً وهناك كانت تجلس فريدة في إنتظاره ...........دخل خالد للمنزل وهو يجول ببصره باحثاً عن مختار ويقول : حصل ايه
فريدة : طيب أقعد ........أقعد وأنا حافهمك
خالد : تفهميني إيه ..............ايه اللي حصل ومختار عمل ايه
فريدة باكية : سامحنى يا ابني .............مختار ضحك عليا
خالد : إنتي بتقولي ايه
فريدة : مختار خلاني أمضي على شيكات بدون رصيد وبيهددني يا نتنازل ليه عن الشركة يا حيبسني
خالد : إيه !!!! مش فاهم وإنتي معندكيش رصيد في البنك
فريدة : أصلي ...........أصلي سحبت الفلوس كلها علشان الشركة كانت محتاجه سيوله
خالد : إيه !!!!!!!! حرام عليكي ............حرام عليكي
فريدة : الحيوان بان على أصله .............أمك حتتحبس يا خالد
كانت كلماتها كالصاعقة فمختار لم يسرق أمه وحياته وسعادته فقط بل يسرق أمواله وبفجور ...........كان يشعر بالغضب ..............بالحيرة ..................بالضعف ................ولكنه بدا قوياً كالصخرة وعلى الرغم من صغر سنه شعر بالمسؤولية ...........بالرجولة ........نظر لها بثقة وتابع : موافق بس بشرط
فريدة : شرط !!!! شرط إيه
خالد : تطلقي منه فوراً...........


وهكذا خرج مختار غانماً من حياة فريدة ولم يتبقى لخالد من شركات أبيه سوى فرع صغير بالإسكندرية والفرع الآخر بأمريكا الذي كان يديره كريم وكبده خسائر فادحة ..........وإستطاع خالد إستلام باقي تركته بعد بلوغه سن الرشد وسافر للولايات المتحدة حتى يتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه بفرع الشركة هناك وإستكمال دراسته أيضاً ولكن بعد شهور قليلة من سفره تزوجت فريدة مرة أخرى ..............

نعم مرة أخرى وتلك المرة من شاب يصغرها بأعوامٍ عديدة .............بل شاب في مثل سنه ...........كانت صدمة زواجها تلك المرة ربما أقوى من صدمته الأولى فقد أعادت الكرة رغم كل ما حدث ولم تبالي بشئ ولن تبالي بشئ سوى فريدة ...........نعم وكارمن لا تبالي سوى بكارمن ومارجريت التي تزوجها بعد زواج أمه بأيام لا تبالي سوى بمارجريت ...............

ومرت الأيام وقرر خالد العودة لمصر وبدء مشروعه .................الحلم الذي فكر فيه منذ سنوات ............منذ تخرجه وساعده صديقه حسن على إتمام الفكرة بحكم خبرته

وبدأ خالد ببيع ممتلكات أبيه من أراضي و****ات حتى يحصل على الأرض التي يبغاها بالصحراء ليبدأ مشروعه .........................لم يتوقع خالد أن كارمن ستعاود الظهور في حياته مرة أخرى نعم فبعد طلاقه من مارجريت وعودته لمصر شاء القدر أن يراها مرة أخرى ............زادت بريقاً وجمالاً ...........شعرها المموج الأحمرالمسترسل بثقة على كتفيها وشفتاها التي دائماً ما تزينت بلون الكرز ............عيناها والبحر الثائر بداخلهما .............لم تصدق نفسها عندما وجدته يقترب منها كانت قد إرتشفت القليل من قهوتها .........تركت الفنجان ونظرت له بدهشة : خالد ...........مش ممكن
إبتسم ساخراً وتابع : الدنيا دي صغيرة قوي
كارمن : فعلاً وإنت شكلك كمان إتغير خالص
نعم فخالد قد تغيرت ملامحه كثيراً ............أضافت بشرته الداكنة وبأس السنوات لملامحه جاذبية قوية وأصبح بنيانه الجسماني أقوى مما كان عليه بفترة المراهقة ............نظرت له كارمن بإعجاب وتابعت : بس تغيير للاحسن طبعاً
جلس خالد في مقابلتها دون دعوة ثم إرتشف القليل من قهوتها وتابع : وإنتي إيه اخبارك
كارمن : أخباري .............عادي ............ بقيت فنانة تشكيلية
خالد : واو ............برافو .........طول عمرك بتحبي الرسم
كارمن : لازم تيجي تزورني وتتفرج على شغلي
خالد : كمان فتحتي معرض
كارمن : ههههههه لا لا أنا بعمل معرض كل سنة ولا إتنين.............. قصدي في بيتي
خالد بدهشة ونظرة تتسم بالخبث نوعاً ما : بيتك !!!
كارمن : أيوه بيتي إيه المشكلة
خالد : وباباكي حيرحب
كارمن : ههههههههههه مختار بيه لا متقلقش أنا قصدي بيتي أنا ماهو أنا ليا بيت لوحدي دلوقتي ..........تقدر تقول دي الحاجه الوحيدة اللي إستفدت بيها من جوازتي اللي فاتت
خالد : إيه ده إتجوزتي
كارمن : وإتطلقت
خالد : زميلة يعني
كارمن : إنت كمان ............طيب يبقى لازم نتقابل بقه ونحتفل بالمناسبتين دول
خالد : أكيد بس اتمنى إن ده مايسببش ليكي مشاكل
كارمن وقد لاحت إبتسامة واثقة على شفتاها : ومن إمتى كارمن بتقلق من المشاكل
خالد بثقة : يبقى إديني العنوان
وهكذا عادت كارمن مرة أخرى بجنونها وعبثها لعالمه ولكن تلك المرة بخطة محكمة من جانبه ............نعم فقد حان الوقت لإسترجاع حقه المسلوب .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:50 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي عشر





الرغبة ............هذا الشعور الذي يتولد لدينا فننطلق دون بصيرة لإشباع حاجتنا .............يرى أفلاطون أن الرغبة غريزة فطرية في الإنسان إذ أن الإنسان بطبيعته كائن راغب وعلى العقل أن ينظم تلك الرغبات ويتحكم بها ................ويبدو أن هذا كان حال كارمن فطالما تحركت خلف أهوائها دون حساب ..............ولم تدع المجال لعقلها أن يتحكم بتلك الأهواء خاصةً في علاقتها بخالد وعلى جانب آخر يرى سبينوزا أن الرغبة هي نتاج أفكار الإنسان من أجل الإستمرار في الحياة ..............في الوجود .............فهي في نظره أساس الفكر والإرادة والسلوك ............ ورغبة خالد في الإنتقام من مختار طالما كانت هي المحرك الوحيد لسلوكه إتجاه كارمن



جلس يتفحص المكان حوله بإهتمام ..............تقدمت منه وقد صففت خصلاتها الحمراء بعناية وزادت من بريق أحمر الشفاة خاصتها عن قصد وتابعت : عجبتك الشقة
إبتسم بمكر وقال : شبهك
نظرت له بثقة : يبقى عجبتك
خالد : طول عمرها عاجباني
كارمن : هي مين دي
خالد : ههههههههههه يعني مش عارفة
كارمن : وداني تحب تسمعها
خالد : كارمن ...............أنا عايزك تكوني مراتي
تبدلت ملامحها ............لم تتوقع ان يبادرها بطلب كهذا زبتلك الطريقة وعلى الرغم من سعادتها به بل تمنيها لهذا الطلب ومنذ زمن ...............ترددت صمتت قليلاً ربما حتى تنتظم دقات قلبها المتسارعة ............... تابعت وقد لاحت إبتسامة على شفتيها : إنت بتقول إيه
خالد : اللي سمعتيه
كارمن : وبابا .......ومامتك .........و...........
إقترب منها ..........وضع إصبعه على فمها الصغير ليوقف حديثها ............. همس بأذنها : وإحنا من إمتى بيهمنا حد .....................

وتم الزواج وجن جنون مختار حتى أنه إمتنع عن مخاطبة إبنته بعد إصرارها على إتمام الزيجة وفريدة ظلت كعادتها ضيفة شرف في حياة نجلها فعلمت بخبر زواجه عن طريق الهاتف !!!!

ومرت شهور وخالد لا يقوم بشئ سوى إسعاد كارمن شعرت أن حُلمها تحقق فهى تعيش كالأميرات مع الزوج الذي طالما رغبته ...............لم يفعل خالد شيئاً سوى الإهتمام بعمله وبث رسائل الطمأنينة في قلب كارمن فلم يسألها عن أي شئ يخص أبيها أو شركته السابقه بل ركز جهوده في تحقيق حلمه الأكبر وهي مزرعة الخيل ............كان يود إفتتاحها في أقرب وقت فطالما كانت لحظاته مع الجياد هي أسعد أوقاته ...............كان يهرب من أحزانه على مر السنوات ويذهب لإمتطاء الخيل .............كان يشعر بالراحة كلما بث شكواه بهمسات متقطعة لتلك الكائنات الرقيقة وكأنها تفهم شكواه تشعر به ............تنطلق به وتعدو بحرية فيشعر أنه إمتلك عالم آخر .............. عالم أفضل .




*********************


إقتناص الفرص ............إستراتجية بسيطة لا يتبعها الكثيرون ولكن خالد إتبعها وبدقة وعندما جاءته الفرصة أصبح الرجل المناسب في المكان المناسب ............كان المرض تمكن من مختار فأصبح قعيداً أغلب الأوقات تاركاً الجمل بما حمل كما يقولون لإبنه كريم الذي برع وبشدة في إفشال كل نجاح يتعثر به و إستطاع خالد بعلاقته القوية بكبار رجال الأعمال أن يساعد على إبراز فشل كريم بل ومساعدته أيضاً على الفشل وبتفوق ........... حتى أنه كان يعلم كل صغيرة وكبيرة عن صفقات كريم المشبوهة من أجل الحصول على المال السريع


وعلى جانب آخر ملت كارمن من الحالة المتردية للشركة والخسائر الفادحة التي تكبدها كريم لهم جميعاً.............وفي أحد الايام جاءته كارمن باكية ................
خالد : حبيبتي مالك في إيه
كارمن : بابا يا خالد بابا تعبان قوي
خالد : عرفتي منين
كارمن : كريم الزفت اتصل قالي تخيل إنه دخل المستشفى
خالد : طيب ايه اللي حصل
كارمن : معرفش بيقوللي جلطة في القلب ...........أكيد طبعا إتحسر من اللي كريم بيهببه في الشركة بالطريقة دي حنفلس وقريب كمان
خالد : طيب إهدي
كارمن : أهدى إزاي بس .............الغبي حيضيع كل حاجه ............الشركة بتخسر سنة ورا التانية ياريتني أعرف حتى أبيع نصيبي بس مش عايزة بابا مني تاني
خالد بدهشة مدعياً عدم معرفته بالأمر : نصيبك
كارمن : أيوه ماهو بابا من فترة كتب الشركة بإسمي أنا وكريم أنا الثلث وهو الثلثين
خالد ساخراً : حسب الشرع يعني
كارمن : حظي انه عمل ده قبل ما نتجوز ولا كان زماني بخ مع إنها معدتش فارقة دلوقتي
خالد : عندك حق............ متزعليش مني كريم عنده مشاكل كتير والكلام منتشر في السوق
كارمن : اه يعني كمان السمعة إنضربت مش حاعرف أبيع
خالد بمكر : بصي يا كارمن انا عندي حل
كارمن : إيه
خالد : عندي مشتري
كارمن : بجد ومين ده اللي حيشتري مني أسهم شركة خسرانه أكيد حينزل السعر في الأرض
خالد : لا متخافيش المشتري ده هو اللي انا بعت ليه فرع اسكندرية وممكن يدفع كويس علشان يدخل شريك في الفرع الرئيسي
كارمن وقد عاودها التردد مرة أخرى : أيوه بس بابا
إقترب منها خالد ليحتضنها :
أنا بعمل ده علشانك وعلشان أحفظ حقك قبل ما كريم يضيعه ............لو مش عايزة بلاش .........بس خدي بالك دي ممكن تكون آخر فرصة
كارمن : آخر فرصة !!!!!!!! ........خلاص أنا موافقة

وبالفعل في غضون أيام قليلة قدم خالد حسن لكارمن على أنه المشترى المذكور وباعت كارمن نصيبها في الشركة وهي سعيدة بالمبلغ الوفير الذي جنته من تلك الصفقة الرابحة .........نعم صفقة تمت بالتوازي فعلى جانب آخر وقع كريم عقد بيع ثلث أسهمه بالشركة لحسن أيضاً أملاً في إخراج الشركة من الضائقة المالية التي أصبحت ملازمة لها وطمعاً بعد أن أقنعه حسن بخبث أنه مستثمر ساذج يستطيع كريم بدهاء أن يُحّمِله الخسارة ويوفر المكسب لجيبه فقط وهكذا وبعد توقيع آخر بسيط ونهائي أصبح خالد مالك لحولي 70% من شركته السابقه وبقي الجزء الأخير من خطته لإمتلاك الجزء الباقي ....................


****************

نظر كريم نحو حسن بتردد ثم تابع : أيوه بس أنا معنديش سيوله في البنك تكفي اللي حامضي عليه ده
حسن : إيه يا كريم باشا ................. الشيكات حنسددها من المكسب أول بأول ...........الصفقة دي حتكون صفقة العمر والأجهزة اللي حنستوردها دي حتاكل السوق أكل ومتقلقش لوحصل عجز أنا سداد ...........ولو خايف تمضي مش مشكلة بس علشان أمضي أنا لازم يكون ليا حق الإدارة وكل حاجه حتتغير
كريم : لا لا خلاص حامضي أنا ........هات الشيكات
وهكذا وقع كريم ............وقع دون بصيرة كما وقعت فريدة قبل ذلك ولم يتبقى لخالد سوى خطوة أخيرة ..............

لم يصدق كريم عينيه عندما رأى خالد أمامه يدخل مختالاً وقد جلس أمامه في عبث ورفع قدميه على المكتب في مواجهته !!!!!!!!!!
نظر له كريم بغضب : إنت ايه اللي جابك هنا
خالد : هههههههههههه سؤال ذكي لا بجد برافو عليك
كريم : إتكلم كويس
خالد : والله المفروض إنت اللي تتكلم كويس مع صاحب المال اللي إنت قاعد تبرطع فيه
كريم : نعم !!!!!
خالد : أنا معنديش وقت
قذف خالد صورة من عقود بيع كريم وكارمن لأسهمهم في الشركة لحسن وعقد بيع حسن لنصيبه كاملاً لخالد
ظل كريم ينظر في العقود وملامح الغضب والصدمة بادية بقوة على وجهه .......نظر لخالد نظرة شيطانية وقذف العقود بوجهه وهو يقول : اه يا كلاب طبختها إنت والكلبة مراتك
خالد ببرود وسخرية : المشاكل العائلية دي مليش فيها تبقوا تحلوها مع بعض ...........المهم حضرتك دلوقتي تمضيلي على المبايعة دي بباقي نصيبك ............إتفضل
كريم : نعم !!! إنت بتستهبل ولا بتستعبط
قام خالد وتوجه بجسده القوى نحو كريم الذي كان أضعف منه في البنيان بمراحل ونظر له بغضب وبصوت زاعق إرتدعت منه فرائص كريم صرخ وبقوة : لا يا حبيبي الإستهبال ده خاص بيك إنت والبيه أبوك ومن الآخر كده حتلم الدور وتمضي دلوقتي وإلا الشيكات اللي إنت مضيتها يا حلو من غير رصيد حتكون بكرة في النيابة ويا الدفع يا الحبس
كريم : كلب ............كلب
لم يشعر كريم بعدها إلا وقبضة خالد القوية تحطم أنفه وكلمات خالد تغزو أذنه كالصدى : مش خالد رضوان اللي يتشتم ومن حشرة زيك



كان كريم يشعر أنه بدوامة ............يده المرتجفة تتحرك بتردد لإمضاء العقود واليد الأخرى تمسك بمنديل يحيط بأنفه المدماة ............نظرنحو خالد بعداوة ثم تابع بنبرة خافتة يملؤها الحقد : مش حاسيبك .............بقى طار بيني وبينك
خالد دون إكتراث : اه وماله بس مش دلوقتي كمان سبع .......خمس سنين كده
كريم : إيه !!!
خالد : اه أنا نسيت أقولك ماهو البوليس جاي يقبض عليك دلوقتي ............ماهو مش شركات رضوان القاضي اللي شغلها يمشى بالرشوة على آخر الزمن ...........معلش بقى أصل حبابيبي كتير وفي ناس خدمتني فيك .............



 


ظلت ملامح خالد البائسة هي ذكرى كريم البائسة خلف القضبان ............كلماته في ذلك اليوم لم تفارق عقله ولو ليوم واحد " إبقى سلملي على مختار بيه وقول له مش خالد رضوان اللي يسيب حقه "
نظر كريم نحو كارمن بأسى وتابع : وأنا برده مش حسيب حقي يا كارمن فاهمة
كارمن : قلت لك أنا مليش دعوة هو ضحك عليا زيك بالضبط وبعد ما خد اللي هو عايزه طلقني إفهم بقه ..............أنا إتطلقت بعد حبسك بأسبوع واحد وفي الآخر بابا مات غضبان عليا
كريم : مات بحسرته بسببه ...........مش حاسيبه فاهمة مش حسيبه
كارمن وقد لمعت عيناها بنظرة مختلفة ...........نظرة ماكرة مُطعمة بغضب دفين ظل ينمو داخل قلبها لسنوات حتى تمكن منها فأصبحت الرغبة في الإنتقام هي من تقودها ...........طغت تلك الرغبة على فكرها ...........إرادتها ..............وسلوكها !!!!!
تابعت بنبرة خبث ممزوجة بالسخرية : وأنا كمان مش حاسيبه
لاحت على فمه إبتسامة ماكره ........إقترب منها كريم وأمسك بوجهها وتابع : يبقى لازم يدفع الثمن يا كارمن .............لازم تدفعيه الثمن
كارمن : إزاي
كريم : زي ما ضيع مننا كل حاجة حنضيع منه كل حاجه .............فاهمة..............كل حاجه


وكأنها كانت تنتظر كلماته ...........وكأن تلك الكلمات هي منبع راحتها بعد سنوات الغضب ...............نعم الغضب الذي حل محل عشقها المتمرد نحو خالد .............هل ما زالت تعشقه ..............لا ............هي تكرهه حتى النخاع ...................عادت لمنزلها الذي إحتضن من قبل لحظاتها الدافئة معه ...........أمسكت بالفرشاة وعلى لوحتها البيضاء نثرت مشاعرها...............مزجت ألوان الغضب بالحب .............الثورة ..............الجنون .................العشق ................... الرغبة ...............



نعم فالإنسان بطبعه كائن راغب ولكن المعضلة هي .............. ماذا يرغب !!!!!






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:51 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني عشر


نظرت ثريا من نافذة السيارة تتفحص الطريق في فضول ............كان الطريق هادئاً وكأن سيارتهم هي الوحيدة التي قررت إقتحامه مع ساعات الصباح الأولى ..........بدا كشريط أسود لامع وقد تناثرت رمال الصحراء على جانبيه فبدت كأنها بلغت الأفق ..........
نظرت نحو زوجها وقالت بنبرة يشوبها الملل : لسه كتير يا عبد الرحمن
عبد الرحمن : خلاص يا ثريا قربنا
ثريا : برده بعيد قوي المكان
عبد الرحمن : ولا بعيد ولا حاجه إنتي بس اللي إتعودتي على المسافات القريبة
ثريا : جايز

بعدها بقليل وصلت السيارة التي تقل ثريا وعبد الرحمن للمزرعة وعلى الرغم من تأفف ثريا من بعد المسافة إلا أنها لم تخفي إعجابها بالمزرعة لحظة دخولها خاصةً بأشجار الليمون التي صفت على التوازي يميناً ويساراً تحتضن طريقاً ممهداً صمم بإبداع ................

كانت الساعة لم تتعدى الثامنة صباحاً وإيناس تنتظرهم أمام مدخل الفيلا ممسكة بهاتفها النقال لتطمئن أن أبيها لم يضل الطريق ............وصلت السيارة وودع عبد الرحمن السائق منبهاً عليه أن يعود ليقلهم في المساء ............شعرت إيناس بالحنين عند رؤية أمها وأبيها ...........كانت قد إفتقدتهم بشدة ولكن رؤيتها لهم جعلتها ربما توقن أكثر بدقات قلبها المرتجفة نحوهم .............إقتربت إيناس من أمها وإحتضنتها بشدة وهي تقول : وحشتيني قوي يا ماما
ثريا وهي تملس على شعر إبنتها وتقبل وجنتها في حنان : وإنتي كمان يا حبيبتي وحشتيني قوي
نظر له عبد الرحمن بإبتسامة قائلاً : وأنا مليش نصيب في الأحضان دي ولا إيه
إيناس : يا خبر إزاي يا بابا ...........إنت وحشتني جدا
إحتضنت إيناس أبيها بقوة بدوره ........ثم دلفوا جميعاً للداخل .........نظرت ثريا بإعجاب للمكان حولها وقالت : حلو المكان مفروش كويس
عبد الرحمن : مش قلتلك
ثريا : بس برده المكان فاضي قوي ........
عبد الرحمن : ده إسمه هدووووووووووووء
ثريا : هدوء إيه ده إسمه ملل .......إيناس يا حبيبتي لو زهقانه إرجعي معانا
عبد الرحمن : إيه اللي إنتي بتقوليه ده
ثريا : إستنى بس يا عبد الرحمن مش بسألها
إيناس وقد إبتسمت لأمها لتشعرها بالطمأنينة : أنا مش زهقانه يا ماما ومرتاحه هنا
ثريا : بجد
إيناس : أيوه بجد
ثريا : بس إنتي مكنتيش عايزة تسافري
إيناس : وسافرت............ ودلوقتي إتعودت وبجد مرتاحه في المكان
ثريا : بس هادي قوي
إيناس : ما هو ده أحلى حاجه فيه
عبد الرحمن وهو ينظر لثريا بلوم : خلاص .......إرتحتي .......ممكن بقه نفطر في الجنينة الحلوة دي
إيناس : بس كده .............أنا ححضر الفطار حالاً
ثريا : تحضري إيه ...........أنا جايبه معايا الفطار
إيناس : يا خبر يا ماما .........انا عندي هنا كل حاجة ...........مانتي عارفة مدام رقية مابتسبنيش وكل ما تجيب طلبات تسألني عايزة ايه وتجيبلي معاها
ثريا : الست دي شكلها ذوق قوي
إيناس : هي فعلا كده
ثريا : برده أنا جايبة الفطار بصي أنا سلقت بيض ............بيض بلدي مش بيض السوبر ماركت ومعايا جبنة قريش كمان وعجينة طعمية عاملاها بإيدي
إيناس : يا خبر يا ماما
ثريا : وأدي شوية أكل بقه بيتي بجد .................حطي في الفريزر يلا ............ودي حاجة الغدا حاطبخها ليكي النهارده
إيناس : ايه يا ماما ده كله
ثريا : أسكتي ............إنتي قاعدة بعيد ولا بتعرفي تاكلي ولا تشربي أنا عارفة

إبتسمت إيناس لأمها فهي تعلم طباعها جيداً ............نعم إعتادت ثريا أن تهتم بكل صغيرة وكبيرة تخص عائلتها .............منذ صغرهم وهي تعمل بتفان من أجل إسعاد الجميع ...........فتتحقق سعادتها بدورها..............فهي ببساطة أم مصرية

جلس عبد الرحمن على الطاولة الصغيرة منتظراً إيناس وأمها وطعام الإفطار ............إشتم بأنفه رائحة الطعمية الساخنة التي جلبتها ثريا وقال في حماس زائد : ريحتها جميلة والأجمل الهواء النقي ده
ثريا : هو الجو حلو فعلا في دي عندك حق
جلبت إيناس باقي الطعام وجلست معهم وعندها لاحظت ثريا الفيلا الأخرى الموازية لفيلا إيناس والحاجز الشجري الرفيع بين الحديقتين ...............نظرت ثريا نحو إبنتها وقالت : هو في حد ساكن هنا يا إيناس
إيناس : أيوه صاحب المزرعة
ثريا : بس يا بنتي إنتي كده تبقي مش بحريتك ده الجنينة أكنها واحده
إيناس : ماهو أنا تقريباً مش بخرج الجنينة .............
ثريا : وليه حبس الحرية ده................ ماكنش في مكان تاني
إيناس : لأ مفيش هما 3 فلل بس هنا في مزرعة الخيل والفيلا التانية المستقلة اللي فيها مدام رقية وبشمهندس حسن
ثريا : وليه مخدتيش إنتي المستقلة
إيناس : أنا ماخترتش هما علطول جابوني هنا ...........ده غير إن ده مكان سكنهم من الأول ومستقرين فيه
ثريا : ااااااااااااااااه
عبد الرحمن : مالك يا ثريا بس
ثريا : ماهو مينفعش يا عبد الرحمن ............البنت برده قاعدة لوحدها
إيناس : يا ماما إعتبري الجنينة دي مش موجوده أكنها شارع
ثريا : وهو صاحب المزرعة ده راجل كبير ولا شاب صغير
إيناس وقد قطبت جبينها وبدا عليها الإنزعاج الشديد : وحتفرق في إيه ..........
نظر عبد الرحمن لزوجته بلوم ثم توجه ببصره لإيناس وطلب منها بإبتسامة : إيناس ............عايزة أشرب شاي من إيدك الحلوة

تركتهم إيناس لإعداد الشاي ....................إنسحبت بغضب ...........بصمت ................إنزوت قليلاً بأحد الأركان وهربت عبرة ساخنة من بين أهدابها ............في تلك اللحظة شعرت بالوحدة .............شعرت بالغضب ..............أيقنت أنها في النهاية ستكون مجرد أرملة ...................

نظر عبد الرحمن نحو زوجته في غضب وتابع : أنا عايز أفهم إنتي بتدوري على أي سبب علشان ترجعيها البيت
ثريا : بص بقه أنا مش مرتاحه لقعدتها لوحدها وكمان ميصحش
عبد الرحمن : ده مش كلامك يا ثريا
ثريا : ده كلام العقل
عبد الرحمن : عايزة تسمعي كلام العقل ولا تشوفيه
ثريا : مش فاهمة
عبد الرحمن : بصي كده لوش بنتك ...........فاكرة آخر مرة شفتي ضحكتها كانت إمتى ............شايفة وشها رد إزاي
ثريا : ما هو خلاص مدام بقت كويسة ترجع بقه
عبد الرحمن : هو إنتي فاكرها بتتعالج في مستشفى ............ده شغل ............حياة جديدة ووجوه جديدة ...........هو ده علاجها يا هانم
ثريا : أنا بس بقول ..........
عبد الرحمن مقاطعاً : لا تقولي ولا تعيدي ...........أنا زيك وأكثر عايز بنتي قدام عيني لكن بشغل عقلي مش قلبي بس
ثريا : أنا خايفة عليها
عبد الرحمن : وأنا زيك بس أنا عارف بنتي وعارف أخلاقها ولا إيه
ثريا : يا سلام طيب منا كمان عارفة أخلاق بنتي كويس
عبد الرحمن : يبقى ملوش لزوم الكلام ده ومن الآخر بقه متسلميش ودانك لأيمن كتير فاهماني ...........وإياكي تفتحي معاها الموضوع السخيف اللي كلمك فيه إمبارح
ثريا : مش حافتحه بس مش معنى كده إنه موضوع سخيف
عبد الرحمن : لأ سخيف ومش وقته ........جواز إيه وعريس إيه اللي جايبه ليها ده لسه مافتش على موت جوزها 7 شهور
ثريا : وهي حتتجوز بكره يا عبد الرحمن والعريس اللي قال عليه ده بيشتغل معاه وعلى بال ما ينزل أجازة حيكون فات يجي سنة
عبد الرحمن : يعني إنتي موافقه على العريس بقه
ثريا : لأ مش موافقة طبعا ً ومش حاجوز بنتي لواحد معاه عيال لكن برده ماهي مسيرها للجواز يا أبو أيمن ولا حتعيش كده لوحدها طول العمر
عبد الرحمن : لا حول ولا قوة الا بالله ...........مش دلوقتي ومش كده البنت لسه بتقول يا هادي...........يادوبك بدأت تشم نفسها بلاش ضغط عصبي عليها بقه وكلام ملوش لازمة ولا عايزاها ترجع تتنكس تاني
ثريا : بعد الشر
عبد الرحمن : ماهو لو فتحتي سيرة الجواز دلوقتي محدش عارف رد فعلها حيكون إيه وممكن ترجع زي الأول وأسوء وتعاند.......... إيه رأيك بقه
ثريا : خلاص مش حاتكلم إرتحت .......
عبد الرحمن : أيوه يفضل تسكتي خالص ...........البنت جاية

إقتربت إيناس ووضعت صينية الشاي وجلست شاردة .............لم تتحدث وزالت عنها نبرة المرح التي إستقبلتهم بها ............حاولت ثريا أن تتحدث ولكن عبد الرحمن رمقها بنظرة حادة لكي تلتزم الصمت وهكذا إحتسوا الشاي في جو من الهدوء الحذر ثم إتجهوا للداخل وقررت ثريا التوجه للمطبخ لتحضير طعام الغذاء ووتوجه عبد الرحمن لغرفة إيناس لإجراء محادثة سريعة .................


وفي الحديقة كان هناك من يجلس بأحد الأركان المنزوية بحديقته ...........شاءت المصادفة أن يستمع لكل شئ ............. إبتسم بسخرية كعادته ...........إيناس الملاك البرئ ربما بنظر الجميع ............. عزيزتي لن تتحملين ثوب العفة كثيراً ...........................بل ستخلعينه سريعاً قبل أن يقضي عليكي ويقتل أنفاس الحياة بداخلك ...................نعم ستتوقين في النهاية لقلب حقيقي يحتضن أحلامك بشغف ..........فأنتي في النهاية .............مجرد إمرأة

**********************

نظر عبد الرحمن لإبنته بتفحص وقبل أن يتحدث بادرته بقولها : بابا أنا ممكن أرجع البيت إنت عارف أنا مسعتش لا لسفر ولا لشغل
عبد الرحمن : وهو الشغل عيب
إيناس : لأ بس ماما واضح إنها مش مرتاحه وأنا ...........
عبد الرحمن : سيبك من ماما هي بس بتتلكك علشان إنتي بتوحشيها .............. ولا إنتي كمان بتتلككي زيها وعايزة ترجعي
إيناس : لأ أبداً
عبد الرحمن : خلاص يبقى نقفل الموضوع ده وتعملي لبابا فنجان قهوة مظبوط وتحكيلي عاملة ايه مع الخيل
إبتسمت وبدا على وجهها الراحة وقالت : حاضر ثواني وحاجيبه لحضرتك
وامضت بعدها إيناس الوقت برفقة والدها الذي محور حديثهم حول عملها والخيل وفقط .............


 

كانت ثريا تقف بالمطبخ عندما سمعت جرس الباب ...........نظرت نحو إيناس متسائلة : حد جايلك
إيناس : دي أكيد مدام رقية
وبالفعل دخلت رقية بمرحها المعتاد وألقت التحية على الجميع ...........إقتربت منها ثريا مرحبة : مدام رقية ............إيناس كلمتني عنك كتير
رقية : المزرعة نورت النهارده
ثريا : الله يخليكي منورة بيكم
رقية : وإيه رأيك في المكان
ثريا : جميل ..............بس ساكت قوي وفاضي
رقية : هو مش فاضي قوي بس أصل أغلب العمال ومدربين الخيل سكنهم بعيد عننا وكده أحسن أصل كلهم رجالة
ثريا : بس هنا 3 فلل بس
رقية : ايوه أنا وجوزي وصاحب المزرعة ودكتورتنا العسل دي لازم تكون في وسطينا علشان ناخد بالنا منها ............
ثريا : الله يخليكي ويطمنك
رقية : خلاص إنتم بكرة ان شاء الله حتتغدوا عندي
ثريا : الله يخليكي بس معلش مش حينفع
رقية : ايه يا ست ثريا إنتي طالعة لبنتك ولا ايه
ثريا : ههههههههههه لا والله اصلنا حنمشي بالليل
رقية : ايه ليه بسرعة كده ............إيه يا إيناس
إيناس : للأسف مصممين
ثريا : مصطفى إبني لوحده وعنده إمتحانات مش حينفع أسيبه ...............هو يوم واحد بالعافية
رقية : مالحقتوش تقعدوا
ثريا : معلش والأجازة الجاية إيناس تنزل بقة وحضرتك تيجي تنورينا
إيناس : طبعا إن شاء الله
ثريا موجهة حديثاً حاداً لإبنتها : مفيش أعذار أنا فوتهالك المرة دي المرة الجاية تنزلي أجازتك
رقية وقد تفهمت خوف ثريا وقلقها على إبنتها : تعرفي يا ست ثريا أنا برده بقيت أقعد هنا علطول إتعودت على المكان .............مش عايزاكي تقلقي على إيناس أنا تقريباً مش بنزل مصر ...........هنا بيتي وقاعدة هنا علطول
ثريا : بس برده بيتك في مصر مش بيوحشك
رقية : هنا بيتي .......و المكان اللي برتاح فيه ...............يلا أسيبكم بقه براحتكم
ثريا : رايحة فين لسه بدري
رقية : بدري من عمرك يا ست الكل ............سلام يا أنوس
إيناس : مع السلامة ...............حاكلمك في التليفون بالليل
نظرت ثريا لإيناس بعد رحيل رقية وقالت : طيبة قوي الست دي
إيناس : فعلا ..........طيبة قوي

كانت إيناس تشعر بالذنب لأنها كانت تتعمد التباعد عن رقية في بداية أيامها بالمزرعة ولكنها إكتشفت مع مرور الوقت قلب رقية الطيب وصحبتها الممتعة فأصبحت رقية ونيسها الوحيد المسموح له إختراق عزلتها ..............العزلة التي بدأت تتبدد مع الوقت ...............تنقشع كعتمة ليلة مظلمة بعد أن يجتاحها ضوء الشمس دون هوادة .............نعم ربما لن تصمد عزلتها بل ربما تتراجع مهزومة أمام ضوء الحياة فتصبح مجرد ذكرى .........






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:52 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر





إنتهت زيارة عبد الرحمن وثريا لإيناس بالمزرعة ............على قدر حنينها إليهم وإفتقادها لصحبتهم إلا أنها شعرت بالراحة عندما إنفردت بنفسها وتقوقعت داخل عزلتها مرة أخرى ............كان الباب يدق بإلحاح .............نظرت للساعة فوجدتها قد قاربت على السادسة مساءاً ولمحت أكثر من ست مكالمات على هاتفها الجوال .................منذ أمس وهي غارقة دون وعي مع ذكريات زوجها الراحل وكأنها تؤكد لنفسها قبل الجميع أنها مبحرة في ذكرى شريف حتى الغرق ..............ولا شئ غير ذلك ..............مازال الباب يدق بإلحاح .............قامت متكاسلة لتجد رقية والقلق بادياً بقوة على ملامحها .............وضعت يدها على صدرها ونظرت نحو إيناس بغضب وتابعت : وقعتي قلبي وخضتيني عليكي
إيناس بتلعثم وهي تغلق الروب الطويل الذي إرتدته مسرعة قبل أن تفتح الباب : مدام رقية ............خير
رقية : كل خير يا حبيبتي بكلمك من الصبح تليفونك مش بيرد وكمان بخبط وغبتي على بال ما فتحتي قلقت جدا طبعا .............كان خلاص قدامي شوية وأنادي على خالد يكسر الباب ...............
إيناس : معلش أصل الموبايل كان جرسه مقفول من امبارح وأنا ماخدتش بالي
رقية : واضح إني صحيتك من النوم
إيناس : لا عادي
رقية : عموما مش حامشي وأسيبك تنامي براحتك والكلام ده ...........يلا قومي إلبسي
إيناس بدهشة : ألبس !!!
رقية : أيوه حنخرج
إيناس : نخرج نروح فين
رقية : عيد ميلاد ..........يلا بقة
إيناس : طيب أفهم بس عيد ميلاد مين
رقية : عيد ميلاد حبيبي .............إرتحتي
نظرت نحوها إيناس بدهشة وإبتسمت : هو إنتي عاملة عيد ميلاد للبشمهندس حسن
ضحكت رقية بشدة ...........ضحكت حتى تبدلت ضحكتها بإبتسامة تحمل في طياتها الألم .............تابعت بنبرة تصتنع المرح : حسن سافر مصر الصبح ومش حيرجع إلا بكرة بالليل ..............
إيناس : طيب ليه ماسفرتيش تغيري جو
رقية : هو انا يا بت مش قلت ليكي مكاني هنا وبيتي هنا ....................هو وراه مشاغل حيقضيها ويرجع .............ويلا بقة متعطلنيش
إيناس : طيب احنا رايحيين عيد ميلاد مين
رقية : عارفاكي حتتعبيني .............عيد ميلاد عمر حبيبي
إيناس وقد إبتسمت وعقدت حاجبيها في محاولة للفهم : اللي هو يبقى مين
رقية : ده يا ستي يبقى أجمل طفل في الدنيا ...........حبيب قلبي تم سنة ...........أصل عمر ده إتولد على إيدي .............على فكرة مامته نفسها تتعرف عليكي وشددت عليا اعزمك على عيد الميلاد
إيناس : وهي تعرفني ؟
رقية : ماهو أنا أصلي رغاية وحكيت ليها عنك ............نرمين مهندسة زراعية وشغالة هي وجوزها في الجزء التاني من المزرعة ............الجزء الطبيعي والاكثر مرحاً يا حبيبتي ...........ومفيش إعتذار ..........أنا بصراحة مش عايزة أخرج لوحدى ..........ها
إيناس : خلاص حاجهز نفسي مع إني مليش في جو الحفلات ده
رقية : السواق مستنينا نص ساعة وتكوني في العربية فاهمة
إيناس : فاهمة ..........




صعدت إيناس لغرفتها ............بدلت ملابسها وكعادتها إختارت زياً بسيطاً مكوناً من فستاناً أنيقاً بلون رمادي فاتح وأرتدت فوقه سترة قصيرة من خامة الجينز .............صففت شعرها سريعاً وتركته مسترسلاً خلف ظهرها ثم سحبت حقيبتها على عجل وتوجهت للسيارة حيث تنتظرها ثريا ............نظرت ثريا لإيناس بإعجاب وقالت : ايه الحلاوة دي
إيناس : اه يعني أرجع أغير هدومي ............ شكلي ملفت ولا إيه
رقية : حبيبتي حلاوتك في بساطتك ............ويلا العربية حتتحرك إتأخرنا
إيناس : بس دلوقتي أنا لازم أجيب هدية .........حجيب منين ؟!
رقية : إتفضلي يا ستي دي هدية بسيطة عليها إسمك عملت حسابك طبعا معايا
إيناس : يا خبر ............طيب حسابها بقه
رقية : الحساب يوم الحساب
إيناس : لأ مش حينفع
رقية : خلاص يا ستي نتحاسب بعدين الدنيا مش حتطير ........إطلع يا عم فاروق



وهكذا إنطلقت بهم السيارة ربما نحو عالم آخر ............أناس وأشخاص جدد تلتقي بهم إيناس في عالمها الجديد ............
فالبشر أنواع ...........نوع تسمح له بالدخول لعالمك ونوع تقذف به خارجه دون تردد ونوع آخر يقتحم عالمك رغماً عنك ودون إستئذان ............

كانت تلك هي المرة الاولى التي تسلك فيها إيناس الطريق نحو المزرعة الأخرى .............بعد حوالي أربع كيلو مترات من الظلام بدأت تظهر بوادر هذا العالم الآخر ..............لم تكن بنفس رونق مزرعة الخيل على الرغم من أن مساحتها أكبر بكثير ربما الضعف أو أكثر................أراضي زراعية بمساحات شاسعة وقد زرعت بمختلف أنواع الفاكهة والخضروات ...................نظرت ثريا نحو إيناس وقالت : على فكرة بيزرعوا هنا فاكهة حلوة قوي وبجد خالد عنده ضمير مش شغل هرمونات وكيماوي مضر ..............بجد حاجة تشرف
إيناس : هو صحيح الدنيا ضلمة فأنا مش شايفة قوي بس واضح إن في تنظيم وإهتمام بكل حاجه
رقية : أصل خالد والده كان عنده أراضي زراعية كتير يعني هما في الموضوع ده من زمان بس هو باع كل حاجه وجه اشترى الأرض هنا وعمل المزرعة دي ............ده كان حلم كبير عنده
إيناس : جميل إن الواحد يحلم ويحقق حلمه
رقية : وإنتي يا إيناس يا ترى إيه حلمك
نظرت نحوها وصمتت قليلاً ............بادرتها رقية حقاً بسؤال صعب ............إغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول : بس أنا معنديش حلم
رقية وقد شعرت بالحزن لرؤية دموع إيناس : معقول معندكيش حلم
إيناس : كان ............كان زمان عندي أحلام مش حلم واحد بس دلوقتي خلاص
أخذت رقية نفساً عميقاً ثم توجهت ببصرها للسائق وقالت بنبرة ثابتة : فاروق ...........إرجع تاني عن الأراضي لوسمحت
إيناس : ليه حنروح فين
رقية وقد بدت عبراتها هي الأخرى ولكنها تغلبت عليها بإبتسامة كاذبة : حوريكي حلمي




عادت السيارة مرة أخرى وتوقفت بإشارة من رقية التي خرجت على الفور من السيارة وفتحت ذراعها وكأنها تسعى لملئ رئتيها بكل نسمات الهواء المتاحة أمامها .............تبعتها إيناس في دهشة وتوجهت نحوها قائلة : هو إحنا نزلنا ليه
رقية : شايفة الأرض دي
إيناس : اللي قدامنا دي
رقية : دي بتاعتي أنا وحسن .......
إيناس : أرضكم
رقية : حلمنا ...............كنا ناويين لما نخلف نكتبها بإسم إبننا ............ده كان إقتراح من خالد ............باع لحسن النص فدان ده ...........حتى خلانا نقسط تمنه وقاله لما تجيب ولد إكتبها بإسمه ........خليها فال خير ...............بس زيي مانتي شايفة الأرض لسه بتاعتي أنا وحسن
إيناس وقد بدا عليه الحزن لطالما شعرت بألم رقية ولكن لم يتحدثا من قبل بهذا الشأن ..............خرجت الكلمات متلعثمة من حلقها وهي تقول : أنا .......مش عارفة أقول إيه



كانت رقية تنظر للأفق بعبرات متحجرة ............إستدارت نحو إيناس وأمسكت بيدها وتابعت : أنا اللي حقول يا إيناس ...........حقولك إن كان حلمي طفل ...........إبن أو بنت ينور دنيتي زي كل الستات ............ولما إتجوزت حسن طلب مني نأجل الخلفة ...........كنا في أمريكا وكان بيشتغل وبيدرس والدخل كان عالقد وسمعت الكلام وأخدت موانع ..............خمس سنين وأنا ببلبع في حبوب علشان ماخلفش .............ولما آن الآوان وحبيت أحقق حلمي معرفتش ............


هربت عبراتها رغماً عنها ...........تابعت رقية وهي تحاول التحكم في المطر الأسود المنهمر من عيناها : طبعا رحت لدكتور وإتنين وكورس علاج ورا التاني علشان نصلح الضرر اللي عملته الموانع بس زي ما انتي شايفة زي ما يكون مفيش أمل ..........بقالي خمس سنين بتعالج لغاية ما زهقت وبطلت أحلم



شعرت إيناس بالآسى من أجل رقية .............ربتت على يديها محاولة أن تواسيها ............نظرت رقية للأفق مرة أخرى وتابعت : إيناس جايز دلوقتي معندكيش حلم وجايز عايشة في حلم قديم بس نصيحة لما تعرفي حلمك متسيبهوش ............إمسكي فيه بإيدك وسنانك ............حققيه علشان متندميش بعد كده ..............علشان متبقيش زيي يا إيناس ..............صدقيني الوحدة وحشة قوي عاملة زي الضلمة بتحسي إنك مش شايفة حاجة ................حتى نفسك
إيناس : إنتي شايلة هم كبير قوي بس ليه اليأس ده ربنا كبير
رقية : ونعم بالله
إيناس : ممكن بقه تمسحى دموعك دي فوراً
رقية : تصدقي إحنا ستات نكد بدل ما نروح عيد الميلاد ننبسط قاعدين نعيط .............زمان السواق بيقول علينا مجانين
ضحكت إيناس وما زالت العبرات بعينيها وأمسكت بيد رقية وإتجهوا معاً نحو السيارة .............نعم فرقية مثلها تماماً تكتوي بنار الفراق ربما يكون فراقاً من نوع آخر ولكنها بالتأكيد تشعر بالألم الراقد بين ضلوعها وتقدره .................



****************************




ألقت رقية النظر مرة أخيرة على عيناها قبل أن يغادروا السيارة وقالت مصطنعة المرح : ده جزاء اللي يحط كحل ويعيط ...........بس اعمل أصل أنا قديمة شوية معرفش أنزل من البيت من غير كحل
إيناس وقد إبتسمت لها في حنان : خلاص متقلقيش مفيش حاجه باينة
رقية : طيب نطلع بقه علشان إتأخرنا عليهم

كانت بناية تتكون من أربع أدوار ولكنها بناية عريضة فكل دور يحتوي على ست شقق ..............أخبرتها رقية أن هذا مقر سكن الموظفين بالمزرعة وأن هناك بنايات أخرى لسكن العمال على الجانب الآخر ................نظرت إيناس للبناية بإعجاب فقد صممت بإبداع وتزين مدخلها بأنواع مختلفة من شتلات الزهور والنباتات .............ضحكت رقية عندما لاحظت إعجاب إيناس بمدخل البناية وقالت : العمارة نصها تقريباً مهندسين زراعيين ............عايزة مدخلها يبقى عامل إزاي
إيناس : صح عندك حق
رقية : إحنا حنطلع السطح أصل هنا الشقق صغيرة بس هما موضبين السطح ومخلينيه قعدة ظريفة لإن ده يعتبر النادي بتاعهم اللي بيتجمعوا فيه
إيناس : فكرة حلوة وعملية كمان

وصلت رقية و إيناس للحفل .............كان السطح لا يختلف كثيراً عن مدخل البناية فالأرضية مبلطة برخام أنيق وتزينت جميع الأركان بالنباتات المتسلقة و شتلات الورود المتعددة وقد وُضعت بعض الكراسي المعدنية والطاولات بتصميم بسيط في مختلف جوانبه .............ولاحظت وجود طاولة أكبر حجماً في المنتصف وقد تزينت بمختلف أنواع الأطعمة والمشروبات ...............تقدمت منهم فتاة صغيرة الحجم بإبتسمة واسعة ..............كانت ترتدي حجاباً بسيطاً وقد عقدته بحرفية خلف رقبتها ...........لها ملامح رقيقة وبشرة عاجية ملساء أظهرت جمالها بأحمر شفاه من اللون الغامق ..............نظرت نيرمين لرقية بلوم وقالت : كده التأخير ده كله
رقية : معلش يا حبيبتي
نيرمين وهي تنظر لإيناس مرحبة : نورتيني ...........إنتي إيناس صح
إيناس : أيوه
نيرمين : وأنا يا ستي نيرمين مامت عمر ..............صاحب الليلة دي
إيناس : كل سنة وهو طيب
نيرمين : وإنتي طيبة يا قمر وتاعبه نفسك ليه بس
قالتها بعد أن قدمت لها إيناس الهدية ثم تابعت : بس فعلا زي ما رقية وصفتك بالضبط رقة وأخلاق مفيش كده
إيناس : ربنا يخليكي
نيرمين : طيب يلا علشان أعرفك على بقية المجموعة متتخضيش من الزحمة هما كلهم لذاذ خالص
جذبت نيرمين إيناس من ذراعها برقة وتوجهت بها نحو بقية الضيوف أما رقية فقد تركتهم بعد أن ألقت التحية على البعض وتوجهت لقضاء بعض الوقت المنفرد مع عمر ...............

قدمتها نيرمين للجميع وعرفتها بهم أيضاً ...........كان هناك يوسف زوج نيرمين شاب يبدو في الثلاثين من عمره له بشرة سمراء ووجه يبعث نحوك دون ان تشعر برسائل من الإطمئنان والراحه مثل زوجته تماماً ...........وهناك دينا وهي خريجة كلية الآداب وتقيم مع زوجها بالمزرعة وقررت شغل فراغها بإفتتاح حضانة صباحية للأطفال أمثال عمر ..................لاحظت أن الجميع يعمل حتى وإن لم يكن له تخصص يناسب العمل هنا .........علمت من نيرمين أن خالد يحاول أن يجعل من المزرعة مجتمع سكني صغير يوفر كل متطلباتهم ولكن المشكلة التي ربما ستواجههم مستقبلاً هي مدارس الأطفال حيث تقع أقرب مدرسة جيدة على بعد ساعة ............قطع حديثهم حدوث حالة من المرج عند دخول أحدهم المكان ..............إلتف الجميع حول حمزة الذي كان يبدو عليه الإجهاد الشديد ..........كان يبدو بنفس الهيئة التي رأته فيها المرة السابقة خاصة قبعته المميزة وإن كان إستبدل لونها حسب ملابسه .................تقدم منهم حمزة مبتسماً وكانت وقتها تجلس مع نيرمين وداليا ...........
حمزة : إيه ده .........مش ممكن منورة يا دكتورة يا إيناس
نيرمين : إيه ده إنتم تعرفوا بعض
إيناس : أيوه أنا شفت البشمهندس عند مدام رقية ...........
نيرمين : امممممممم ..............إتأخرت ليه عمر حيزعل منك
كاد حمزة أن يهم بالإجابة ولكن فاجئته يد صغيرة بسحب قبعته .............كانت رقية تحمل عمر وإقتربت من حمزة بغرض إغاظته ............إستدار حمزة لهم وهو يحسن من خصلات شعره الناعمة التي تطايرت على جبينه بفعل طولها وجذب الصغير ورفعه برفق وقال : كده يا عمر طيرت القصة
ضحكت رقية وهي تجلس بجانب إيناس وتابعت : عارف يا حمزة لما تقص شعرك أنا حادبح بطة
حمزة : يااااااااااااه كده حتقعدوا كتير قوي متاكلوش بط
رقية : بقه كده ............ماشي وإتأخرت ليه يا أستاذ شكلك لسه صاحي من النوم
حمزة : جوزك السبب يا أبلة ...........مش عايز يسوق خلاني وصلته الصبح واخدت السكة صد رد وكمان بكرة حاروح اجيبه ............اهو ده عيب إن مديرك يبقى قريبك
إبتسمت رقية بسخرية عند سماع عبارته وأخذت عمر من حمزة الذي جلس بهيئة القرفصاء بجانب كرسي إيناس ثم تابع وهو يوجه حديثه نحوها : والله مش ميزة يا دكتورة إيناس بالعكس ده بيستغلني آخر حاجه
رقية : حقوله
حمزة : بس هو راجل طيب بصراحه وبرده بيقولوا الخال والد
نظرت نيرمين لحمزة بخبث ثم قالت : طيب روح أقعد قعدة مريحة ولا هات كرسي
حمزة : لاااااااااااااااا أنا حاروح لجوزك ...........ويلا بقه فين التورته
نيرمين : حالا بس وعد حتغني
حمزة : خلاص بلاش فضايح
نيرمين : مليش دعوة إنت وعدتنا
حمزة : خلاص اهو على الأقل أعرف رأي جديد لصوتي
كان موجهاً كلماته لإيناس التي ردت عليه بإبتسامة وإيماءة بسيطة ثم ظلت تراقب رقية ومداعبتها للصغير ...........كانت تبدو وكأنها بعالم آخر تمسك بأقدامه الصغيرة فتلتهمها بفمها في مرح ثم تطبع قبلة رقيقة على يداه وتُبدل ملامحها ربما كل أربع ثوانٍ من أجل إضحاكه ..............
ظلت إيناس جالسة أغلب الوقت مع رقية ......................لم تختلط بالجموع وبعد أطفأوا الشمعة الواحدة المعبرة عن مرور أول عام بعمر الصغير وبعد تناول الطعام طلبت نيرمين من حمزة بصوت عالٍ أن يبدأ بالغناء .........أمسك حمزة بجيتارة وإلتف الجميع حوله ............شعرت إيناس أنها بعالم مختلف ............علاقات مجتمعية مترابطة ربما لم تتأثر بعد بصخيب الزحام وضوضاء المدينة ....................صوت هادئ لا يصاحبه سوى موسيقى الجيتار خاصته ربما بعيداً كل البعد عن ثقافة إمتزاج الأصوات التي أصبح يعاني منها المجتمع ككل فأصبحنا لا نفسر أغلب ما نستمع إليه ............وأجمل ما إلتقطته أذناها تلك الكلمات التي يغنيها حمزة شعرت أنها تخترقها ........بل تقرأها بل ربما تقرأ الجميع





أنا مش فارس و لا فتى أحلام...
انا زحمة و ربكة و شغل جنان...



نص بيضحك و التاني زعلان...
انا شيخ فلتان...



طيب شرير...
و جريء و جبان...
أوقات مشرق و أوقات بهتان...



و ساعات سلم و ساعات تعبان...
مفتري جدا...
و كمان غلبان...



شبابيك وببان...
توهة عنوان...



انا من الاخر عفريت لابس بدلة إنسان ...






مازالت الكلمات بأذنها ..........وكأنها تصف حالها ..........حال رقية التي أصابتها حالة من الشرود بعد إنتهاء الحفل وكأن الدقائق القليلة التي تقضيها مع عمر توقظ داخلها مشاعر الامومة ............الفطرة التي تولد بها كل إمرأة .......................وربما تصف حاله هو أيضاً ..........كان خالد يقف مع السائق لحظة خروجهم من البناية .........رمقها بنظرته الحادة كعادته .............وكعادته أيضاً أصدر الأوامر للجميع ..........فأمر السائق بالعودة وحيداً بالسيارة ...........وأخبرهم أنه سيوصلهم بسيارته في طريق العودة .........


نظرت له رقية بعد أن إستقرت في المقعد المجاور له : كنت نورتنا في الحفلة يا بشمهندس
أجابها دون إكتراث وهو يغير وضعية مرآة السيارة : إنتي عارفة مليش في جو الحفلات والتجمعات ده ............أنا كان عندي سهرة مع بتوع الحسابات



جلست إيناس في المقعد الخلفي وعادت رقية لشرودها
كان خالد يتابعها بعيناه............. عدّل مرآته ليراها جيداً...........بل أطال النظر نحوها على أمل أن تلتقي نظراتهما عبر المرآة ...............لا يعلم ماذا يصيبه أمام ملامحها الهادئة ............أهدابها الطويلة تطلق العنان لخياله كما إنطلقت نسمات الهوء الباردة فعبثت بخصلات شعرها النائم فأيقظته من سباته .............ولكن لم توقظها هي من شرودها .............كانت تبدو وكانها في عالم آخر ............أغمضت عيناها وأشعلت النسمات الباردة ذكرى مدفونة داخل عقلها ............كانت تستمع بتلك النسمات ليلاً في شرفتها ........... عندما كان شريف يحضر لها المثلجات بنكهتها المفضلة ............... بل إنها تكاد تشعر بطعم المانجو المثلج على شفتاها ............ولا تشعر بسوى ذلك بل لا تريد أن تشعر بسواه ...........تتمنى أن يتوقف العالم عند تلك اللحظة ............غير عابئة بالحاضر الذي يراقبها بشغف ............




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:53 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الرابع عشر

 
كانت إيناس في البداية تخشى الإقتراب من الخيل بل وتتجنب التعامل المباشر معهم ولكن مع مرور الأيام إكتسبت شجاعتها المفقودة................. بدأت تستكشف تلك الكائنات الجميلة عن قرب ................ والبداية كانت مع سهيلة ..............تلك الفرسة الناعمة كالثلج وكأن إسمها من صفتها فكان لها لوناً ثلجياً مميزاً.................فجسدها يبدو كمزيج سحري من اللبن والفضة .............مزيج رائع يسلب اللب ويأسر الكيان في لحظات ........... خاصةً عندما تلمح خصلاتها المنسدلة التي تبدو كخيوط رقيقة من الألماس ..............كانت سهيلة فرسة هادئة الطبع مما شجع إيناس على الإقتراب منها والتعامل السلس معها فكانت نقطة البداية مع سهيلة وأول إبرة علاج أعطتها إيناس للخيل بيديها كانت لسهيلة ...............أول من إلتهم قطع السكر من يديها كانت سهيلة

وكعادتها كل صباح إتجهت للإسطبلات ولكنها الآن أصبحت تقضي وقتاً أطول وخاصةً مع فرستها المفضلة المطعمة بلون السلام ...............

كانت بالغرفة تتحسس خصلاتها الماسية بيديها وتقدم لها بعضاَ من السكر وكأنها تشيد جسراً من التآلف الحلو المذاق بينهما ...........لحظات ثمينة قطعها صوت صهيل قوي ..........بل خائف................... خرجت من الغرفة مسرعة وعندها وجدت أحد العمال يحاول سحب رعد بقوة خارج الإسطبل

رعد .............الجواد الثائر ............النقيض لسهيلة ربما في كل شئ ........... الثورة والهدوء ...............الأسود والأبيض .................الخوف والإطمئنان ..............الحرب والسلام

نعم فثورة رعد نابعة من خوف حقيقي............خوف من الظلام الحالك المحيط به ...........خوف من المجهول الذي يتقدم نحوه رغماً عنه...........

نظرت إيناس للسائس بغضب وقالت : إيه ...........في إيه
السائس : معصلج يا دكتورة .........مش راضي يطلع وإحنا المفروض كل يوم نطلعه نمشيه الصبح ونرجعه تاني
إيناس : طيب إشمعنه النهارده
السائس : لا هو كده أوقات يطلع معانا وأوقات يرفض ونضطر نطلعه بالقوة

شعرت إيناس بالأسى من أجل الفرس المسكين فالسائس يصر على إخراجه والفرس متشبث بالأرض وكأنه طفل يخشى التعثر ...............إقتربت إيناس من السائس وفي حركة غير متوقعة سحبت منه السير المتصل باللجام ............لفت الحزام بثقة حول يديها وتابعت : هو إنت أول مرة تتعامل معاه ولا إيه .............مش بالعنف ده ........بالراحة
السائس بجدال : يا دكتورة زيه زي بقية الخيل ............ محتاج شدة
إيناس وقد شعرت بعدم جدوى النقاش معه : فين دسوقي
السائس : دسوقي خالد بيه بعته مشوار وعلشان كده خلاني أنا اللي أطلع رعد
إيناس : اممممممم طيب روح إنت شوف شغلك وسيبلي رعد
السائس بدهشة : حاضر يا دكتورة


تركها السائس وحيدة بالإسطبل مع الحصان .............كانت تشعر أن دقات قلبها كطبول الحرب ..........ماذا تفعل الآن مع هذا الثائر الخائف ............وما تلك الورطة التي أقحمت نفسها بداخلها................حاولت أن تسحب السير بهدوء حتى تعيده للغرفة خاصته ولكن الحصان رفض أن يتحرك معها بل كاد أن يثور ويمتد صهيله لأقصى الكون عندما زادت من قوتها لتسحبه شعرت باليأس....................صمتت قليلاً ثم مدت يديها المرتعشة في محاولة للتربيت على رأسه .............تخللت أناملها الرقيقة بحذر خصلاته السوداء الناعمة ............كانت تنتفض رعباً من داخلها .............عجيب هذا الفرس تستطيع أن تعشقه وترهبه بنفس اللحظة .............بعث هدوء رعد في نفسها بعض الطمأنينة مما جعلها تسترجع بعض ما قرأت عن فن التعامل مع الخيل ..............خطوة أخرى قد تمكنها من ترويض هذا الجواد الغاضب ولكنها تخشى تنفيذها ................كلما حاولت الإقتراب منه من أجل أن تكسب وده ببعض الهمسات تتراجع سريعاً خاصةً أنها تلمح الخوف المتجسد بوجهه................وكأنه مرض فينتقل إليها بمجرد النظر إليه..................تقرر تركه ................ثم تتراجع عندما تشعر بالشفقة من أجله فالظلام خانق كالموت ..........ولن يبدد كآبته سوى نسمات الهواء .......... نعم فتلك النسمات هي عطر الحياة الذي يخترق صدرك في ثوانٍ معدودة فيجدد الأمل بداخلك من جديد .................وأنت حقاً تحتاج لتلك النسمات أيها المسكين فأنت غاضب مسكين ..............

وكأن الجنون لحظة ...............وأي فعل مجنون ستقدم عليه ..............جذبت قطعة من الشاش الطبي الذي تحتفظ به في حقيبتها ........غطت عيناها لتزيح وجهه الغاضب عن بصرها ..............أحكمت الرباط حول رأسها ............تكاد تكون مثله الآن ..............ترى ظلامه ............... تشعر بإحساسه وتتفهم خوفه...................إقتربت بجرأة وبدأت تبث همساتها في أذناه وهي تُمَلس برقة على وجهه..............وكأنها همسات من السحر ..............وكأن الطبيعة تأبى العجز فتعوض فاقد بصره بقدرة فائقة على السمع..............فهمساتها الصامته المرتجفة لها فعل السحر على الجواد الغاضب ................. وكأن جسور الثقة تنشأ في لحظات ........لحظات من الصدق ............ و إستجاب الحصان لها في النهاية وبكل بسلاسة ويسر خرج معها من الإسطبل ...............

*************************

خلعت رباط عيناها سريعاً وكأنها تسعى لإخفاء وصفتها السحرية .............ربما السر الذي ستحتفظ به مع رعد ..........همست بإذنه مرة أخرى : خلي ده سر بيني وبينك

ووسط دهشة العمال ..............سحبت الجواد بثقة ليستمتع ببعض التريض في الهواء الطلق ..................وللحظات شعرت بسعادة ليس لها مثيل ...........شعرت بسعادته


لم يصدق خالد عيناه عندما لمح خطواتها هي ورعد .............كانت تمسك السير برقة وتسحبه بهدوء والفرس خلفها طائعاً ..............
خصلاتها البندقية تتطاير بفعل الرياح ..........خصلات ثائرة و إبتسامة ساحرة...............إبتسامة قد تروض أقسى القلوب ............تذيب الجليد عنها وتخترق حاجزها الحجري بخبث ...........

سيطرت عليه حالة من الغضب أم ربما هي الغيرة ............. فهو وحده من يستطيع ترويض رعد ............ رعد ............أيها الأحمق ............هل طوعتك الأنثى بدهائها في لحظات !!!!!!!!!!!!!

إقترب منها وقد بدا غاضباً : إنتي طلعتي رعد إزاي
كان قريباً منها لدرجة أنها شعرت بأنفاسه الحارة الغاضبة تلفح وجهها .............تراجعت خطوة إلى الوراء بعد أن شعرت بالخجل والخوف ثم قالت بصوت خافت : أبداً السايس مكنش عارف يطلعه وأنا حبيت أساعد
خالد وقد بدت نبرته أكثر حدة : أنا مش منبه عليكي تاخدى بالك ومن رعد بالذات .............. ده حصان أعمى يعني ممكن يفاجئك بأي حركة ومتعرفيش تتصرفي
زمت شفتيها وغابت إبتسامتها ..............قالت له بنبرة حادة على غير عادتها : أعتقد محصلش مشكلة وحضرتك شايف إنه هادي وبعدين أنا بقالي فترة بقرأ وبكون معلومات يعني خطواتي مدروسة يا بشمهندس مش بجرب وخلاص
خالد : دكتورة إيناس أنا بحب كلامي يتسمع ومش بحب جدال كتير ................. ترويض رعد ده مش شغلك .............. شغلك العناية الطبية وبس ............مفهوم
إيناس : مفهوم ...........
قالتها بغضب بل ربما بحسرة بل بكلاهما ............أما هو فلم يشعر بحلاوة الإنتصار فقد تبدلت ضحكة عيناها في لحظات بسببه وغدت حزينة مرة أخرى .............خصلاتها البندقية هدأت وكأنها عادت لسباتها وحزنها مرة أخرى .......................

وتلامست أيديهم عن قصد منه وهو يسحب السير من يديها ............ شعرت بالغضب وبإرتجاف الحصان المسكين من نبرته الحادة .............. تركت السير ثم مدت يدها أمام فم الحصان لتمهله دقيقة من المتعة مع بعض قطع السكر الحلو .............دغدغ الحصان أناملها الصغيرة بسعادة بعد أن لونت حاسة التذوق لديه ببعض الحلا ............. وعندها رحلت في شموخ .................. أما هو فعلى قدر غضبه على قدر إعجابه .............وكأن حدته هي حصنه المنيع ضد سحر أمثالها ..............

*********************

كانت بمكتبها تُنهي بعض الأوراق وتفكر فيما حدث ..............ما الداعي لتحمل أسلوبه الحاد معها ............تلك الفظاظة الفطرية خاصته.............لا عجب أنه لا يستطيع التعامل سوى مع الخيل ...............لا فالخيل كائنات رقيقة ............هو ربما سيكون أفضل حالاً مع بعض الأسود أو ربما النمور ............لاحت على شفتاها إبتسامة وهي مستغرقة في أفكارها الشريرة ...........تتخيل خوفه أمام من هم أكثر منه شراسة .............أخرجها صوته من خيالها سريعاً .............كان يقف متكئاً على الحائط بجانب الباب وينظر نحوها وعلى وجهه إبتسامة ماكرة ........
خالد : طيب ما تضحكينا معاكي
إيناس : نعم !!!!
خالد : واضح إنك إفتكرتي شئ بيضحك
إيناس بجدية : لا أبداً ............إتفضل دي التقارير اللي حضرتك كنت طلبتها مني بخصوص الخيل اللي في بوكسات 14 و 16
خالد : ممتاز .............خلصتيهم بسرعة
إيناس : ده شغلي
أخذ منها الاوراق وهم بالمغادرة ولكن ما لبث أن عاد مرة أخرى .......ضغط بيديه على المكتب فأصبح في مواجهتها ...........نظر نحوها بتأمل مما أربكها فقالت على الفور : حضرتك عايز حاجة تانية يا بشمهندس
خالد دون ان تتغير نظرته بل ظلت ثابته ..........موجهة نحوها بثقة ثم تابع : روضتي رعد إزاي
إيناس : بيتهيألي إن الموضوع ده إتقفل خلاص ...........أنا شغلي العناية الطبية وبس
خالد وبنبرة أكثر إصراراً : روضتيه ........... إزاي
إيناس وقد إكتسبت ثقة أشعرتها بالإنتصار : حضرتك إعتبره حظ مش اكثر
خالد : بس الحظ صعب يتكرر
إيناس : ما هو مش حيتكرر
خالد بإبتسامة : لأ حيتكرر
إيناس : مش فاهمة
خالد : إعتبري مهام الوظيفة بتاعتك إتغيرت ..........العناية مش طبية بس ...........زي ما إنتي عايزة ............وساعتها حاعرف كان مجرد حظ ولا لأ
غادر بعد أن رمقها بنظرة من التحدي ...........غادر وتركها حائرة ...........ولكن سعيدة .

**********************

نظر يوسف نحو صديقه الذي كان يبدو عليه أنه غارقاً بأفكاره حتى الثمالة ............ إقترب يوسف من حمزة وبنبرة حانية قال له : مالك يا صاحبي
حمزة بضيق : مليش
يوسف : هو أنا حتوه عنك .........متغير بقالك كام يوم من ساعة الحفلة
حمزة : باين عليا
يوسف : هي الدكتورة حركت مشاعرك ولا إيه
إبتسم حمزة بسخرية : المشاعر ما بتتولدش في يوم وليلة يا يوسف
يوسف : إيه الكلام الكبير ده
حمزة : أنا أعرف ناس قصة حبهم تتكتب في ملاحم وبرده مش سعداء ...........مش بيقولوا الحب وحده لا يكفي
يوسف : يا سلام في إيه يا حمزة الموضوع مش موضوع إيناس
حمزة : هو إزاي الواحد يقدر يعيش جوه كدبة
يوسف : إيه ............مش فاهم
حمزة : إنك تكدب ...........طول الوقت بتكدب على نفسك وعلى اللي حواليك لغاية ما تصدق كدبتك وتبقى شايفها حاجة عادية مع إنها سخيفة ............سخيفة قوي
يوسف : مالك يا حمزة في إيه
حمزة : كنت موصله إسكندرية مش مصر ..........الأول كان بيخبي بس دلوقتي ولا فارقة معاه ...........تفتكر سلبيتها السبب
يوسف : هو مين ده !!!!!
حمزة : تعمدت أقول قدامها أني موصله مصر علشان أراقب ملامحها ........أحاول أفهم هي ساكته ليه
يوسف : هي مين ؟! إنت بتتكلم عن مين
حمزة بآسى : عن أبلة رقية
يوسف : مدام رقية وبشمهندس حسن !!!!
حمزة : هو متجوز وهي عارفة إنه متجوز وهو عارف إنها عارفة وبرده مصممين يعيشوا في متاهة ........يعيشوا في كدبة ............تفتكر هي دي السعادة
يوسف : حمزة إنت بتتكلم في موضوع حساس ........أنا مش عارف أقولك إيه
حمزة : بجد إيه الأسلم إنك تتكيف مع التغيير حواليك ولا تغمي عينك وتسد ودنك وتعمل نفسك مش شايفه
يوسف : دايما ضحكتك قريبة بس اللي يعرفك بجد هو اللي يفهم القلق المعشش جواك ..........فوت يا حمزة مش لازم تقف قدام كل حاجه وتحاول تحللها وتفهمها........
حمزة ساخراً : منا زحمة وربكة وشغل جنان
يوسف : أنا برده قلت حمزة جواه حاجه مش بيغني من فراغ
حمزة : أبلة رقية خايفة تواجهه وتواجه نفسها ...........خايفة من زلزال يغير حياتها ومتتقدرش تتأقلم معاه
يوسف : طيب انت ما دام فاهم مستغرب ليه
حمزة : أنا مش مستغرب ................ أنا حزين ..........علشانها وعلشانه كمان لإني عارف هو قد إيه بيحبها
يوسف : طيب ليه إتجوز عليها
حمزة ساخراً : يعني مش عارف ليه
يوسف : أنا شايف إنهم إتصرفوا صح هو محبش يجرح شعورها وهي فضلت تتجنب زلزال ممكن في لحظة غضب يهد كل حاجه


صمت حمزة ..............هل تحليل يوسف هو الأقرب للمنطق ..........للعقل ..........أم ان رقية تعيش تحت ضغط هائل ...........جدار حمايتها الزائف سيتصدع مع مرور الوقت ...........نعم هي تتجنب الزلزال الذي قد يحطم كيان أسرتها في لحظات ..............ولكن ماذا عن النار المتأججة بداخلها ............ ماذا عن البركان !!!!!!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:54 AM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس عشر



تقف حائرة بالمطبخ بين أكواب الدقيق والبيض ............ وضعت الشكولاته الجافة بأحد القدور لتقوم بتذويبها كما نبهتها رقية .............اااااااااااااااااه رقية ..........تلك المرأة المسالمة التي تتبدل وتصبح وحش كاسر عندما يتعلق الأمر بالطعام ........... كانت حقاً تود التملص من تلك الدعوة خاصةً عندما علمت بوجود حمزة ............ فنظرات إعجابه تتزايد يوماً بعد التالي .............وكلما رمقها بها كانت تشعر بضيق لا حدود له يتمكن منها ويطغى على أنفاسها وكأنه ذنب بل ربما خيانة ................ ولكن هل حمزة فقط هو سبب رغبتها في عدم الذهاب أم ربما خالد ........... منذ مغامرتها الطائشة مع رعد وهي تشعر أنه يراقبها ............. ينتظر دون صبر ترويض آخر منها لحصانه الثائر وكأنه ينتظر فشلها أو ربما هروبها ...........و كأنها بترويضها لرعد قد تعدت على أهم ممتلاكته وقامت دون أن تقصد بفك شفرته الخاصة التي لا يبرع فيها أحد سواه !!!!! ياله من طفل كبير ............طفل غاضب كبير ............... ولكنها مع ذلك لم تستطع الإبتعاد عن رعد ........... كانت تتسلل بخفه لحجرة رعد بعد أن يترك خالد الإسطبلات ويعود لمكتبه ............

وكأن لحظاتها الثمينة مع رعد ملك لها فقط وليس من حق أي أحد التلصص عليها فهي لحظات ليست فقط من أجل رعد بل من أجلها هي أيضا ً ...........شعور جارف بالراحة بل بالسلام يجتاحها كلما ربطت عصابة عينيها ووقفت أمامه ...........تربت بحنان على وجهه وتهمس في أذنه بشكواها وكأنه أفضل مستمع على وجه الأرض تخبره كل ما تريد دون تردد أو خجل ................ وهو يستمع إليها دون كلل أو ملل .............نعم هي لحظات ليست من أجل رعد فقط ...............بل من أجلها أيضاً

أخيراً أنهت كل شئ ......... ألقت نظرة أخيرة على كعكة الشوكولا ثم لفتها بحرص وإتجهت نحو منزل رقية ............

نظرت نحوها رقية بمكر وهي تفتح لها الباب وقالت : طيب ما كنتي جيتي بدري مدام مش عايزة حد غيري يفتحلك
إيناس : زي ما وعدتيني محدش يعرف إن أنا اللي عاملها ...........طلع طعمها وحش ذنبك إنتي بقه إنتي اللي أصريتي إن أنا أعملها
رقية : ما هو لولا كده كان زمانك قاعدة في البيت ومجتيش منا عارفاكي
إيناس مبتسمة : بصراحة اه .............هو مين وصل
رقية : نيرمين وعمر ويوسف و حمزة ..........خالد هو اللي لسه موصلش

-
وأنا وصلت أهو
كان هذا صوت خالد وقد وصل لتوه وقد ظهر فجأة خلف إيناس وكأنه جاء من العدم

نظرت نحوه رقية مرحبة : أهلا أهلا إتفضل يا بشمهندس
كانت إيناس ما زالت ثابته بمكانها غير مدركة أنها تعترض طريقه ............
نظرت رقية نحوها بإبتسامة : إيناس يلا يا حبيبتي إتفضلي
أدركت لحظتها أنها تقف في طريق مروره فدخلت على الفور وهي تقول : متأسفة دون أن تنظر نحوه ودخل هو أيضاً دون أن ينظر نحوها أو يوجه لها التحية .............

تقدم خالد من حسن الذي قابله مرحباً ثم جلسوا سوياً منفردين بعيداً عن باقي المجموعة وإنشغلت رقية بتحضير المائدة وساعدتها إيناس ...........


قال خالد لحسن هامساً : شكلك مبسوط يا حسن ............. كان باين من صوتك وإنت بتعزمني
حسن : بيني وبينك طاير بس بحاول أخبي
خالد : إيه
حسن : رحت مع سهام إمبارح عند الدكتور وعرفنا نوع الجنين
خالد : بجد .......مبروك
حسن : ولد ........ هو طبعا الحمد لله كل اللي يجيبه ربنا كويس بس فرحت قوي
خالد : ربنا يقومهالك بالسلامة......... بس هي رقية برده مفتحتش معاك الموضوع
حسن : من ساعة لما سهام كلمتها وقالت ليها ماتكلمتش ...........بيني وبينك في الأول أنا غضبت جداً وكنت ناوي أطلق سهام بس لما حملت ماكنش ينفع ...........ورقية فضلت ساكته جالي وقت كان نفسي تتكلم تنطق .......تغضب ..........أو حتى تغلط وتريحني
خالد : حسن إنت بتحبها
حسن : ومبحبش غيرها ..........مفيش مقارنة بين مشاعري ناحية رقية وعلاقتي مع سهام لكن برده بحب إبني من حقي يا خالد أنا ما أجرمتش
خالد : ومين قال إنك أجرمت
حسن : عينيها ...........نظرتها ومعاملتها ليا .......أنا بجد مش عارف أرضيها إزاي ...... ده أنا طول الوقت معاها هي والتانية يوم ولا إتنين كل أسبوع
خالد : أنا مش عارف أقولك إيه بس أنا عارف إنك مش حتقدر تستغنى عنها
حسن : مستحيل
خالد : خلاص .......لما مراتك تخلف يبقى يحلها ألف حلال وأكيد رقية مع الوقت حتتقبل الوضع الجديد
حسن : يا مسهل ............طيب يلا الأكل إتحط


 
إلتف الجميع حول مائدة الطعام جلست إيناس بجانب نيرمين وسحب حمزة مقعده وجلس بجانب إيناس متحججاً بمراقبة التلفاز الجيدة من هذا الموقع ........... و كان خالد يجلس على الطرف الآخر من المائدة بجانب حسن وإستغرقا في الحديث عن العمل

قالت نرمين لرقية : أكلك ملوش حل .............بصراحة بتعقد لما باكل هنا
رقية : بالهنا والشفا يا حبيبتي بس إنتي أكلك طعمه زي العسل منا دقته وعارفاه
نيرمين : بتجامليني ...........ماشي ماشي أنا موافقة
حمزة : أكل أبلة روكا ملوش مثيل ولا إيه رأيك يا دكتورة
قال جملته وهو يوجه بصره نحو إيناس
إيناس : طبعاً ده مش محتاج كلام
كان رد إيناس على حمزة مقتضباً وكأنها تود تجنب الحديث معه ولكنه لم يعبأ وتابع : بس ما قولتليش يا دكتور إيه رأيك في صوتي
إيناس بدهشة : نعم !!!
حمزة : صوتي إحم إحم لما كنت بغني نسيتي ولا إيه
نيرمين بسخرية : معلش يا إيناس أصل حمزة بيهتم قوي برأي الجمهور
حمزة : بقه كده إتريئي إتريئي ماشي
رقية : إنت يا حمزة قاعد مصدعنا ليه ما تروح تقعد جنب الرجالة
حمزة : بتحرجيني يعني ..........أنا أصلاً قاعد جنب التليفزيون علشان الماتش قرب ده غير هناك مود كئيب ............ أتبع بقية كلماته بصوت خافت وقال : خالد وخالي كلام في الشغل ومكشرين كالعادة ويوسف مركز في الأكل بطريقة غير طبيعية
نظر حمزة لنرمين ضاحكاً وقال بصوت عالٍ : نيرمين خدي بالك أكليه كويس ده لو مالقاش أكل حياكلك إنت وعمر
يوسف : بقه كده طيب شوف مين حيوصلك وإحنا مروحين
حمزة : مش مهم حبات هنا ............تستضيفوني يا أبلة رقية
رقية : ولا أعرفك
حمزة : شفت الناس لبعضيها إزاي .................ميرسي يا أبلة حضريلي بيجامة خالي التركواز
رقية وهي تكتم ضحكتها : أسكت يا حمزة ........أسكت شوية وكل يابني إنت مش بتاكل على فكرة
حمزة : معدتي تاعباني مش قادر ...........
رقية : برده .............. يابني روح للدكتور يكتبلك حاجة لمعدتك دي
نظر نحو إيناس بإبتسامة وتابع : بقولك يا دكتور ما ألاقيش عندك دواء للمعدة
إيناس بضيق : اه عندي بس من بتاع الحصان
ضحك يوسف بصوت عالٍ عند سماع جملة إيناس مما جذب إنتباه خالد نحوهم ونحو محادثتهم سوياً ...........نظر حمزة نحو إيناس بإبتسامة قائلاً : مفيش مشكلة وعلى فكرة لو جبتيه حاخده .................أصلك متعرفنيش أنا مجنون
إبتسمت له إبتسامة صفراء وتابعت تناول طعامها ببطء ..........أما خالد فظل يراقبها هي وحمزة بقية الوقت .........


جلس الرجال لمتابعة مباراة كرة القدم بعد الطعام وإستقرت كل من رقية وإيناس ونرمين بالحديقة ............... نظرت رقية نحو زوجها الذي مرت جميع الألوان بدرجاتها على وجهه وهو يتابع المباراة بشغف وقالت : علشان كده جبتكم تقعدوا معايا النهارده بجد مش بستحمل تعب الأعصاب بتاع الكورة ده
إنتفضت إيناس رعباً بعدها بدقائق عند سماع صوت صراخ حسن وحمزة فضحكت رقية بشدة وتابعت : معلش يا إيناس .........جون
إيناس : أصل أنا مش متعودة على الكورة
رقية : قصدك مش متعودة على مجانين الكورة
نيرمين : اللذيذ إن عمر قاعد معاهم مش خايف بالعكس منسجم خالص
رقية : اممممممم خدي بالك لحسن يطلع مجنون كورة زيهم
نيرمين وما زالت تنظر نحو تجمعهم بإهتمام : بس خالد مش مجنون كورة خالص .........حتى قاعد هادى ومبوز كالعادة
رقية : حرام عليكي يا نيرمين .......لعلمك خالد من جواه طيب
نيرمين : جايز .............. توجهت ببصرها نحو إيناس وتابعت : إنتي عاملة ايه في الشغل معاه
إيناس : لأ عادي ...........هو شديد شوية بس عادي يعني
نيرمين : شديد شوية ............ يا بنتي ده البيج بوس بتاعنا كلنا ............كلنا بنترعب منه إنتي مش شايفة يوسف وحمزة واخدين جنب ومنكمشين مع نفسهم إزاي
رقية : يا بكاشة مش للدرجة دي
نيرمين : مش للدرجة دي طيب ده أمبارح مسك عادل الدكتور البيطري اللي بيتابع مزرعة المواشي مرمط بكرامته الأرض صوته كان واصل للطريق الصحرواي
رقية : ليه إيه اللي حصل
نيرمين : مش عارفة بقرة ماتت وإتنين عيانين جامد ........... مش فاكرة
رقية : بصي يا نيرمين خالد شديد في حقه كلنا عارفينه لكن مادام شايفة شغلك مظبوط خلاص
نيرمين : مش بخوفك يا إيناس والله أنا بحكي عادي
إيناس : لأ عادي مفيش مشكلة
رقية : أنا حقوم أعمل نسكافيه علشان نشربه مع الكيك
نيرمين : تمام فعلا محتاجة الإتنين

تركتهم رقية وعندها كان يبدو أن المباراة أنهت شوطها الأول ...............تقدم حمزة نحوهم وهو يحمل عمر الصغير وتوجه به نحو نيرمين وعلى وجهه ملامح الإشمئزاز قائلاً : خدي يا نيرمين غيريله
نيرمين ضاحكة : عمل بيبي
حمزة : أنا نفسي أعرف بتأكلوا الواد ده إيه ..........دي مش ريحة بيبي طفل أبداً
نيرمين : يا سلام خبير حضرتك حتى في دي
حمزة : إنت ناسية إني بتاع سماد ولا إيه

ضحكت نيرمين بشدة ومعها إيناس على جملته ............ثم أخذت نيرمين يوسف لتقوم بالتغيير له وجلس حمزة دون دعوة مع إيناس .......
قال لها بإبتسامة : أخيراً ضحكتي على حاجه قلتها ........ ده أنا كنت قربت أقتنع إن دمي تقيل
إيناس وقد تبدلت إبتسامتها بمظهر أكثر جدية وقالت : لأ عادي أنا مش بيكون قصدي على فكرة
حمزة : طيب مش حتقولي رأيك بقه
إيناس : رأيي في إيه يا بشمهندس
حمزة : في كلمات الأغنية
إيناس : أغنية !!!!
حمزة : اللي غنيتها في عيد ميلاد عمر بلاش صوتي بس أسمع رأيك في الكلمات
إيناس : الكلمات جميلة
حمزة : بصي عادةً باكدب وبقول إنها من تأليفي لكن معاكي حقولك الحقيقة ...........هي بتاعة فريق جديد كده لسه مش مشهور قوي
إيناس : امممم هو عموماً اختيار موفق
حمزة : يعني عجبك تأليفي

نظرت له بدهشة ممتزجة بسخرية ثم تجولت ببصرها بحثاً عن رقية أو نيرمين وعندها تلاقت نظراتها مع خالد الذي كان يرمقهم بنظرات حادة ............غاضبة ............... لا تعرف ماذا أصابها ولكنها شعرت بالإرتباك لا بل بالغضب من حمزة وجلوسه معها ومن نفسها لسماحها له بذلك ومن تلك النظرة الغاضبة أو ربما اللائمة التي وجهها خالد نحوها ............. قامت على الفور تبحث عن رقية بحيرة فنظر نحوها حمزة بدهشة ثم قال : في إيه
إيناس : مفيش بدور على رقية
ظهرت رقية أخيراً وهي تحمل أكواب النسكافيه وعندها تقدمت إيناس نحوها تاركة حمزة دون أن توجه له حديثاً ........نظرت لها رقية في دهشة : إيه يا إيناس قمتي ليه
إيناس : معلش لازم أمشي
رقية : تمشي !!!! لسه بدري ماحنا قاعدين
إيناس : معلش تعبانة ولازم أروح أنام .......سلام

خرجت مسرعة ...........هاربة لعزلتها مرة أخرى لعلها تهتدي إلى الراحة بين ثنايا قميص شريف ............. أم ربما الغفران .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:58 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس عشر


إستيقظت مبكرة ........... بل ربما لم تنل قسطاً كافياً من النوم .............. إرتدت ملابسها .............. إختارت بضعة من الصور خاصته ووضعتها في حقيبتها ............ربما لتنظر إليها من آن لآخر أم ربما لتلمس وجوده بجانبها ...............هو فقط من يجب يكون معها وليس آخر ...........توجهت للإسطبلات مبكراً عن موعدها المعتاد ........... لم تجد بيسو في إنتظارها كعادته فقررت الذهاب على قدميها ..........ليست بمسافة طويلة ربما نصف ساعة أو أقل ............ كانت تفكر به طوال الطريق ........... مازالت تشتاق إليه ............ أغضبها ما حدث بالأمس ......................إهتمام حمزة الذي ربما بدأ الجميع بملاحظته وبما فيهم خالد .................خالد وتلك النظرة التي وجهها نحوها .......................شريف أين أنت؟ هل سيفقدني هذا العمل ذكراك أم إخلاصي لك أم كلاهما ............. لا .........لن أنساك حبيبي ما حييت ............لن أكون لغيرك فأنت زوجي وحبيب عمري ألم نتعاهد على ذلك بقلوبنا قبل ألسنتنا.............توقفت وأخرجت صورته من حقيبتها ثم قبلتها وهي تنظر نحوها في شوق ........... أنت معي دائماً فأنت البطل الأوحد بعالمي الصغير ومن سواك هم مجرد كومبارس وليس أكثر ................


وصلت للإسطبلات .............كان العمال ما زالوا يقومون بتجهيز الطعام وتطمير بعض الجياد ............ قررت المكوث مع سهيلة قليلاً قبل أن تبدأ بعملها المعتاد ...........هي تحتاج للمكوث مع تلك الفرسة بلون الحياة ..........رؤيتها تعطيها دفعة من المرح بل ربما من البهجة مثلما كان شريف يفعل معها وهي حقاً تحتاج لتلك النفحة المبهجة الآن ................كانت تراقبها بإبتسامة وهي تملس على خصلاتها الماسية بأناملها الرفيعة ...........لم تشعر بوجوده كان يقف بمدخل الغرفة الصغيرة يراقبها ........... غريبة هي حقاً تبدو في منتهى البراءة والنقاء ...........عندما تنظر نحوها تشعر أنك أمام أحد زهور الأوركيد بلونها الأورجواني المميز وطلتها الساحرة ...........نعم ساحرة تستطيع أن تخدع الجميع ببراءتها ولكن ليس هو ...........فقد رأى إبتسامتها ونظراتها نحو حمزة ..........ها هي إنجذبت بسهولة لأول من دق باباها .




قال على حين غرة ودون مقدمات : دكتورة ........... عايزك في بوكس عشرين
نظرت نحوه وقد فزعت أول الأمر بحديثه المفاجئ ........... أومأت برأسها بالإيجاب وتبعته إلى هناك ..............دخل خالد للغرفة الصغيرة حيث كان يوجد حصان ضخم بلون متدرج من درجات الأصفر والبني إقترب من الحصان بفخر ثم نظر نحوها وقال : أنا عايزك تبصي على سهيلة علشان غالباً حاعملها تشبية كمان كام يوم مع مصري ...........
قال جملته وهو يشير للحصان بجانبه
نظرت له بدهشة وقالت : مش فاهمة هو حضرتك عايز إيه
خالد وقد لاحت إبتسامة ساخرة على شفتاه : إيه يا دكتور تشبية يعنى تلقيح .........تزاوج يعني
طغت حمرة الخجل على وجنيتها ونظرت أرضاً عندما فهمت مقصده ثم تابعت : حاضر بس مش سهيلة صغيرة لسه
خالد : لا مش صغيرة هو 3 سنين حلو قوي أستفيد من سلالتها وبعدين أدخلها بعد كده سبق أو أبيعها براحتي
صمتت قليلاً وقد شعرت بالآسى عندما سمعت إقتراح بيعها ثم تابعت بصوت منخفض : حاضر
خالد : بصي عليها بشكل عام وقيسي النبض وكمان إديها حقنة مقويات .........تمام
إيناس : حاضر
خالد بنبرة حادة : حاضر ............حاضر .............عارفة حتعملي إيه ولا أنا حاقولك
إيناس وقد تمكن منها الغضب : عارفة يا بشمهندس ...........عنئذنك بقه علشان أروح أشوف شغلي
تركته وتوجهت غاضبة للفرسة وتبعها هو بنظرته الساخرة كعادته


*******************

لم تشعر بالوقت ............ربما مرت ساعة أو أكثر ............كانت قد قامت بقياس نبض سهيلة وفحصتها كما طلب منها ثم مرت على باقي الجياد وقامت بوضع بعض المقويات بعليقة البعض وقررت الإتجاه للعيادة لإحضار الحقنة من أجل سهيلة ...........
كان جالساً بسيارته دون إكتراث ممسكاً ببعض الاوراق ...........إنتبه لها عندما خرجت من الإسطبل ولاحظ بحثها عن بيسو لإيصالها ..........نظر نحوها وقال دون أن يتحرك من مكانه : بيسو عيان ..........واخد أجازة
إيناس : طيب ممكن حد يوديني العيادة علشان أجيب الحقنة
إعتدل في جلسته وقام بفتح باب السيارة ثم نظر نحوها قائلاً : تعالي
إيناس : لأ حضرتك متتعبش نفسك .............أي حد من العمال يوصلني
خالد : مفيش تعب........... إركبي



ركبت بجانبه على مضض بل ودت لو أنها ذهبت على قدميها ولكن حرارة الشمس منعتها عن ذلك ........... نظر نحوها بعد أن تحركت السيارة وقال : ها سهيلة تمام
إيناس : أيوة
خالد : كويس أصلك متعرفيش أنا بهتم قوي بموضوع النسل وسهيلة دي فرسة أصيلة
أومأت رأسها بالإيجاب دون أن تنطق أو تنظر نحوه
تابع بعدها : حنعمل تشبية كذا يوم وبعدها إنتي بقه تتابعيها لغاية ما نتأكد من الحمل وبعدين حيكون ليها نظام غذائي معين فاهماني ده غير الأدوية والمقويات
إيناس : حاضر
خالد : بس إنتي إيه رأيك مصري حصان كويس صح ولا عندك إقتراح تاني
إيناس بضيق : معرفش
خالد : يعني ما تعرفيش مش إنتي متابعة الخيل برده
إيناس : معرفش يا بشمهندس ............والله النسل والتزاوج ده شئ يخصك إنت انا بتابع طبياً وبس
خالد : مش عارف ليه يا دكتورة إنتي متعصبة من ساعة ما فتحت معاكي الموضوع ...........هي دي عصبية ولا خجل
..........


ظلت صامتة فلقد كانت تشعر حقاً بالخجل من التحدث عن هذا الأمر وبتلك الطريقة الفجة !!!! ............. لم تنظر نحوه ربما إن فعلت كانت ستلاحظ سخرية شفتاه وهو ينطق جملته الأخيرة .............

تابع بعدها : يا دكتورة هو مش لا حياء في العلم برده والمفروض إني باتكلم مع دكتورة على فكرة
شعرت أنه يقوم بتحديها ..........وكأنه يسعى لإفشالها .............هل ما زال غاضباً بشأن رعد ..........نظرت نحوه وقد لمعت عيناها ثم تابعت : سهيلة تمام ومناسبة ومصري مناسب ولو حضرتك عايزني أعمل تشيك على الخيل الباقي معنديش مشكلة بس الإختيار في الآخر لحضرتك
خالد بثقة : ما هو طبعاً الإختيار ليا أنا ........عموما وصلنا هاتي الحقنة
خرجت مسرعة وأحضرت الدواء وفي طريق العودة لم يتحدث كلاهما بكلمة ..............




********************

كانت رقية تجلس على طاولة الإفطار وبيدها كتاب صغير
إنتبه حسن للكتاب في يدها وإهتمامها به لدرجة أنها لم تسكب له الشاي كعادتها ...............نظر نحوها بدهشة وقال : ياه أد كده الكتاب شاغلك
رقية دون أن تنظر نحوه : أصله كتاب حلو
حسن : بس أنا أول مرة أشوفك بتقرأي
رقية : وهي القراءة حاجة وحشة
حسن : لأ مش قصدي .............وإسمه إيه الكتاب بقة
رقية : من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي
حسن بدهشة : إيه !!!! ودي قصة ولا كتاب
رقية : الإتنين قصة وكتاب
حسن : وجبتيه منين بقه
رقية : حمزة جابهولي وقاللي إنه كتاب حلو ونصحني أقرأه
حسن : قولتيلي حمزة .............. الواد ده كان لازق لإيناس إمبارح كده ليه
رقية : إنت عارف حمزة بيتصرف بعفوية وأنا عموما حاشوفها إتضايقت ومشيت بدري ليه
حسن : طيب أسيبك للكتاب اللي واخدك مني ده
إبتسمت له إبتسامة بسيطة وتابعت تصفح الكتاب دون أن تكترث بإيصاله لباب الخروج كما إعتادت
عاد مرة أخرى ثم إقترب منها وسحب أناملها ليقبلها برقة ثم تابع : حبيبتي أنا راجل أناني ........مش عايزك تتشغلي بحاجة غيري حتى لو كتاب
تركها وذهب لعمله ........إبتسمت ساخرة ثم عادت مرة أخرى لما تقرأه .

***********************


أنهت عملها مع سهيلة وهمت للخروج ولكنه كان يقف على الباب معترضاً طريقها............ نظر نحوها قائلاً : خلاص
إيناس : أيوه
خالد : تمام كده بعد يومين ثلاثة بالكتير حاعمل تلقيح وبعدها انتي عليكي متابعتها
إيناس : حاضر
خالد : طيب تعالي في لسه شغل
تحركت خلفه وهي تشعر أنها أمام يوماً طويلاً ربما لن ينتهي .............دخل خالد لغرفة رعد الذي إستجاب لصاحبه فور سماع صوته وكأنه كان ينتظر قدومه .............أمسك خالد باللجام ونظر نحوها بتحدي قائلاً : متطلعتهوش تاني ليه
إيناس : حضرتك دي كانت صدفة أنا ماسعتش لده
كان يسحب رعد ويتجه به خارج الغرفة ...........مر أمامها ..........كانت تنظر أرضاً وقد تناثرت بعض خصلات شعرها وتحررت رغماً عنها من ربطتها المنيعة ............لا يدري ماذا حل به ولكنه توقف أمامها وظل ينظر نحوها دون حراك ............هي أيضاً لم ترفع بصرها وكأنما شعرت بترصد عيناه وقررت إجتنابها ...............أما هو فعلى قدر رغبته في إلتقاء عيناهما على قدر تمنيه بعدم حدوثه ..............ربما هي حقاً لم تسعى لذلك فحمزة هو من فرض نفسه عليهابل هو من تتبعها للحديقة .............لا كان من الممكن أن ترفض الجلوس معه وتتجنب حديثه ........... هي مثلهن جميعاً ولماذا ستكون أفضل !!!!!

فجأة وبدون مقدمات بدأ حديثه بصوت عالٍ : حضريلي الطلبات اللي حتحتجيها علشان سهيلة ..............الأدوية وخلافه
إيناس : حاضر
خالد : خلاص روحي إنتي العيادة حخلي حد من العمال يوصلك
تركها وخرج لإمتطاء فرسه وهي خلفه لكي تعود للعيادة مرة أخرى ولكن إستوقف كلاهما ............سيارة .............. سيارة سوداء اللون ترجلت منها إمرأة ........... كانت تتقدم نحوه بشعرها الأحمر الذي أطلقته حراً .......... بل ثائراً............تركته للرياح تفعل به ما تشاء ............إبتسامتها تسبق قدماها للوصول نحوه ........... نظرت إيناس بدهشة لتلك الحمراء التي تتقدم نحوهم ............فهي حقاً كذلك فبجانب حمرة شعرها المتوهج إرتدت ثوباُ من اللون الأحمر القاتم وقد إلتصق بجسدها بشكل فاضح فبدوا وكأنهما كياناً واحداُ......... شفاها المطعمة بحمرة الكرز ............... خطواتها الجريئة التي جذبت إنتباه كل من في المكان لدرجة أنها تخيلت أن رعد ذاته إنجذب لها بشوق من رائحة عطرها النفاذ

إقتربت كارمن من خالد بجرأة و إستقبلها هو بملامح من الدهشة
كارمن ........... طالما نظر نحوها كوسيلة وليست غاية ........... وسيلة للإنتقام ............وسيلة للمتعة ...........ويبدو أنها تصر على حصر نفسها بهذا القالب !!!!!
قالت له : مفيش حمد الله على السلامة
خالد : كارمن !!!!
كارمن : وحشتني
خالد : إيه الزيارة الغريبة دي
إبتسمت بدهاء : مش مهم إنها تكون غريبة الأهم إنها تكون مرغوبة
نظرت حولها بملل ثم قالت : مفيش مكان تاني نتكلم فيه أنا حاسه إن كل الناس بتبص عليا
قالتها في إشارة واضحة للعمال المتواجدين حولهم وأيضاً إيناس التي كانت مازالت تقف بجانب السيارة منتظرة أن يقلها أحدهم
إبتسم خالد ساخراً كعادته وقال : ماهو فستان زي ده لازم الناس حتبص ولا ايه
كارمن وهي تضحك بثقة : الموضوع ملوش علاقة بالفستان ليه علاقة بصاحبة الفستان
وجه خالد كلماته نحو إيناس ونظراته ما زالت مرتكزة نحو كارمن ................
خالد : دكتورة إيناس بعد إذنك دقيقة
إقتربت إيناس نحوهم في دهشة من طلبه لها وقالت بجدية : أيوه يا بشمهندس
خالد : خدي رعد مشيه إنتي شوية على بال ما أخلص كلام مع المدام
جذبت إيناس رعد دون ان تلتقي عيناها بأي منهما ولكن كارمن ظلت تتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها ..........نظرت لخالد وإبتسمت بثقة بعد رحيلها وقالت : مش بطالة
إقترب منها خالد أكثر وتابع بهمس في أحد أذناها : مش بطالة إزاي ........دي زي القمر
كارمن : والله ........طيب مادام عاجباك ممكن ........أرسمهالك
خالد : على فكرة حتبقى لوحة جميلة ألوانها طبيعية مش لوحة تقليد بتدور على ألوان صارخة علشان تثبت بيها وجودها
كارمن : إنت شايف كده
خالد : رجعتي ليه يا كارمن
كارمن : مش جايز وحشتني
خالد : متتعامليش معايا على إني راجل غبي
كارمن : تفتكر ده ممكن بعد اللي عملته فيا
خالد : هههههه كارمن بلاش تعيشي دور الضحية خاصةً يعني إنك لملمتي جراحك بسرعة قوي وإتجوزتي بعد العدة بأسبوع واحد
قالت بدهشة : ده إنت متابع بقه
خالد : أنا الأخبار بتجيلي لغاية عندي



كارمن : معلش أصل ورقة طلاقي كانت مفاجئة وبرده وحدتي كانت مفاجئة بعد موت بابا وسجن كريم
خالد : إنتي جاية بعد السنين دي علشان تنبشي في ماضي
كارمن : منا قلتلك وحشتني ...........مصدقتنيش
خالد : وإن صدقتك
كارمن : يبقى تركب عربيتي ونكمل كلامنا في المكتب
خالد : بس إحنا كلامنا خلص ..............و من زمان يا كارمن

بدلال تقدمت نحوه .............إبتسمت بجرأة ونظرت نحوه بغموض وهي تهمس بصوت خافت متناغم مع لون البحر في عيناها وكأنه هدوء ما قبل العاصفة : إحنا كلامنا عمره ما حيخلص يا خالد ...........خليك واثق من ده

تركته وتقدمت لسيارتها ولم يجد بداً من إتباعها ................ولكنه ألقى نظرة أخيرة قبل رحيله على رعد ............وعليها أيضاً ............. صاحبة جدائل البندق .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 11:59 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع عشر



لم يصدق هيم نفسه عندما إكتشف أنه أصبح وحيداً في مأواه الثمين ودون جُبن ................. بدأ الأمر منذ فترة عندما إعتاد هو وصديقه هاو تفتيش المتاهة يومياً من أجل البحث عن الجبن ............ فهو يمثل لهما السعادة ربما بأقصى درجاتها ........طعمه اللذيذ ولونه الأصفر اللامع بل إن سعادتهما إكتملت عندما عثرا على هذا المخزون الهائل من الجبن اللذيذ ومنذ هذا الوقت توقفا عن البحث وربما عن التفكير .........ظلوا يواظبون التردد على مخزون الجبن خاصتهم في حالة تشبه الإستسلام و دون أن يلحظا التغيير البسيط الذي يحدث حولهما ........... فالجبن ينفذ


إستيقظا على صدمة عندما إختفى الجبن ........... من الذي حرك قطعة الجبن الخاص بي لابد وأن أحدهم قد حركها من مكانها ............أبعد كل هذا المجهود والبحث المضني يختفي الجبن ........... لا سيعود الجبن حتماً سيعود

وهكذا ظل كل من هيم وهاو في إنتظار المعجزة وهي ظهور الجبن من جديد ............ تذكر هاو الفأرين الصغيرين رفيقا كفاح الجبن .......... وتسائل عن ما حدث لهما هل وجدوا جبناً آخر .........ربما علينا العودة للمتاهة والبحث من جديد ولكن هيم رفض بشدة فلم يعد به طاقة للمتاهة وطرقها وحتماً سيعود الجبن ولكن هاو قرر في النهاية البدء من جديد داخل المتاهة قائلاً
في بعض الأحيان تتغير الأمور تلك هي سنة الحياة ويجب أن نواكبها
نعم لم يصدق هيم نفسه عندما غدا وحيداً دون جبن ودون صديقه ............فالتغيير مر من أمامه وهو يراقبه دون حراك

إبتسمت بسخرية ربما بعد أن قرأت القصة للمرة الخامسة ............. هل هي القزم هيم ربما لا.............. ف"هيم" في النهاية لحق بصديقه ووجد ما هو أثمن من الجبن ........... وجد ذاته ولكن هي ما زالت قابعة مكانها ترقب بيأس التغييرات حولها دون حراك وكأن تجاهلها للتغيير سيوقف حدوثه !!!!!


 
 


تفحصت المكان حولها ثم قالت له بنبره من الدهشة : المكتب مش من مستواك خالص يا دودي
خالد : معلش أصلي مش بهتم بالمكاتب .............هنا الإهتمام بالمزرعة وبس ............ وبعدين إيه دودي دي ..........هو من إمتى وأنا دودي
إبتسمت بمكر ثم إقتربت منه في دلال قائلة : عادي بدلعك
خالد : بس أنا مش بتاع دلع وإنتي عارفة
نظرت نحوه بشوق ثم قالت برقة : فاكر كنت بتقولي إيه زمان
كان جامداً كالصخر لم يتأثر بقربها ولو حتى بكميات طبيعية من الأدريالين البشري ...........قال وهو ينظر لعينيها بثبات : بيجونيا
إبتسمت بثقة : كنت بحب لحنه قوي حتى أكتر من إسمي

إستدارت وتحركت بعيداً عنه ثم إستقرت بأحد المقاعد رفعت إحدى ساقيها فوق الأخرى في دلال وأخرجت سيجارة أشعلتها بهدوء وتابعت : بس إنت كنت تقصد أنهي معنى فيهم ..........الفضيلة ولا الخطر
إبتسم بسخرية : هو أكيد مش الفضيلة ولا إيه ..................وبعدين مش المعنى بس ...........إنتي شبه البيجونيا
كارمن وقد نفثت دخان سيجارتها بعصبية ثم تابعت : وكل الستات اللي مروا في حياتك كنت بتشبههم بالزهور
خالد : أغلبهم
كارمن : يعني مارجريت كانت إيه
خالد : إنتي جاية هنا علشان تسأليني عن رموز الستات في حياتي
كارمن : طيب بلاش مارجريت ...............البنت اللي بره إديتها إسم ولا لسه
تبدلت ملامحه من السخرية للغضب وتابع : شئ ما يخصكيش
كارمن وقد ألقت سيجارتها بعنف في الأرض وإقتربت منه بشده وقد بدت أكثر توتراً : لأ يهمني ............و لو كان قصدك تغيظني بيها فأنا إتغظت يا خالد ............عارف ليه لإني لسه بحبك
بنظرة حانية ولمسات رقيقة من أناملها على وجهه نطقت جملتها الأخيرة ..........أزاح يدها ببرود عنه ثم تابع : لعبة إيه اللي بتلعبيها يا كارمن
كارمن : أنا عمري ما خططت ولا كذبت يا خالد ............. بالعكس مشيت ورا قلبي وخسرت كل حاجة علشانك ............ والنهارده جيت وأنا جوايا مشاعر غضب وكره ملوش حدود بس كله إتبخر لما شفتك ..........
نظر لها ساخراً وتابع : خسرتي كل حاجة !!!!! خسرتي إيه يا كارمن أنا إشتريت منك نصيبي بالفلوس ...........طلقتك ورصيدك في البنك أكثر من نص مليون ...........كارمن إنتي الوحيدة اللي خرجتي كسبانه من الموضوع وإحمدي ربنا إني سبتك تتمتعي بفلوسي
كارمن : ياااااااااااااه ............... أحمد ربنا إنك سيبتني .............كنت حاتعمل فيا إيه أكثر من اللي عملته يا خالد ............كنت حتسجني زي كريم
خالد وقد بدأ يفقد صبره : أخوكي هو اللي سجن نفسه
كارمن : وأنا برده اللي سجنت نفسي ............ سجنت نفسي سنين جوه حب واحد عمره ما حس بيا ............
خالد : برده مصممة على نفس النغمة ..........
سحبت حقيبتها وأخرجت منديلاً لتجفف به عبراتها ثم تابعت : أنا حامشي دلوقتي وإنت فكر في كلامي ............ بس أنا حارجع ..........حارجع تاني يا خالد ..........
إقتربت منه وقد تبدلت عبراتها بإبتسامة خبيثة وتابعت : أنا قدرك ومش حتقدر تهرب مني
نظر لها ساخراً ثم تابع : متخلقتش الست اللي يهرب منها خالد رضوان ........... وإفتكري إن كله برغبتي أنا .............تدخلي حياتي وقت ما أحب وتخرجي منها برده وقت ما أحب .......وأنا دلوقتي بقولك برة يا كارمن

كانت جملته صارمة غاضبة ربما كالحصن المنيع ضد أنوثتها الطاغية ........... سلاحها الأوحد التي طالما أحسنت إستخدامه وما زالت ................كانت الإبتسامة بخبثها ما زالت على شفتيها ولكنها إمتزجت بنظرة غاضبة بعد سماع كلماته ............ كادت أن تقتلع قلبه لو إستطاعت ولكنها تماسكت وإختفت بمشاعرها داخل هيكل من البرود وقالت : باي حبيبي ............. حجيلك تاني بس مش حقولك إمتى ........... خليها مفاجئة !!!!!!!


 

أخيراً .............تنهد في راحة وقالها لنفسه بعد أن غادرت كارمن ......... غادر المكتب بعدها حيث شعر برغبة عارمة في إمتطاء رعد ولكن هل هي مجرد رغبة لرعد فقط أن أنه يود رؤيتها ............ تمنى أن تكون ما زالت هناك تمسك بلجام حصانه المحظوظ الذي ربما يشتم الآن عطر جدائلها البندقية إذا كانت الرياح سخية معه ............. شرد قليلاً ثم تدارك نفسه وزم شفتيه بعد أن شعر بإنجراف مشاعره نحوها رغماً عنه ............ لا هي ليست مشاعر بل مجرد خيال بائس ...........

كانت قد أنهت لتوها تريض رعد عندما وصل هو للإسطبل .........تقدم منها ورمقها بنظرة جادة ثم تابع : رعد فين
إيناس : دخلته البوكس
خالد : خلصتي اللي طلبته منك ........... أدوية سهيلة متنسيش
إيناس : حالاً حاروح العيادة وأجهز الطلبات لحضرتك
خالد : طيب حخلي حد يوصلك .........تردد قليلاً ثم تابع : ولا أقولك أنا حاوصلك مدام رعد دخل خلاص
إيناس : ملوش لزوم يا بشمهندس
خالد : منا كده كده راجع وكمان آخد منك الطلبات علشان أبعت حد يجيبها
إستقرت بالمقعد المجاور له وإنشغلت بمراقبة الطريق أغلب الوقت ............. نظر نحوها بمكر ثم قال : على فكرة أنا برده حاعرف السر
نظرت نحوه بدهشة : سر ........ سر إيه
خالد : سرك إنتي ورعد .............حالة الخضوع الغريبة اللي بيكون فيها معاكي
حاولت كبح مشاعر الإنتصار داخلها وهي تقول: إن شاء الله
شعر بالغيظ وتابع طريقه في صمت وقد زاد إصراره أن يكتشف سر ترويضها لجواده الثائر ...............

لقد كان يوماً شاقاً .......... قالتها لنفسها وهي تحاول الإستمتاع بحمام دافئ بعد يوم عمل شاق ......... عقدت حاجبيها عندما تذكرت كلمات خالد
" خدي رعد مشيه إنتي شوية على بال ما أخلص كلام مع المدام "

من يظن نفسه ليوجه لها أوامره بتلك الطريقة وكأنها أحد الساسة وخاصة أمام تلك الحمراء المتباهية ............. فعلتها فقط من أجل رعد فهي تعشق هذا الجواد بصهيلة القوي ولونه الأسود اللامع .............. عجباً طالما كرهت اللون الأسود ولكن مع رعد فإن الأمر يختلف ............
ما أن إنتهت من الإستحمام حتى سمعت دقات الباب .............. كانت الساعة قد قاربت على السابعة مساءاً ............. وجدت رقية تقف بالباب بإبتسامتها المعهودة
رقية : نعيماً
إيناس : ااااااه لسه واخده حمام دافي
رقية : حمام الهنا يا جميل
إيناس : يلا أدخلي نشرب شاي سوا
رقية : معلش أنا جاية أبلغك بس إني حسافر مصر كام يوم
إيناس : ليه خير
رقية : لا ياحبيبتي مفيش حاجة أنا بس ورايا مصالح حقضيها حسافر النهارده بالليل
إيناس : شكلك زعلان ............ إنتي زعلانه مني علشان مشيت بسرعة آخر مرة
رقية : إيه يا أنوس بطلي هبل ........... الحكاية كلها إني محتاجه أقعد مع نفسي شوية ومع علي أخويا
إيناس : تروحي وترجعي بالسلامة
رقية : معلش يا حبيبتي ........ مكنتش عايزة أسيبك بس غصب عني
إيناس : إيه يا رقية وهو أنا صغيرة ........... ده أنا باخد بالي دلوقتي يجي من خمسين حصان
قالتها إيناس ضاحكة في محاولة لإدخال بعض المرح لنفس رقية التي كانت عبراتها على وشك الهطول ........... إقتربت منها رقية وإحتضنتها بقوة ...........وتابعت : يلا أشوف وشك بخير
إيناس : متتأخريش عليا هه وإلا حاجي وراكي
رقية : لا اله الا الله
إيناس : محمد رسول الله

***********************

كانت تحضر حقيبتها وهي تتذكر المكالمة التي قلبت كيانها ........ غيرت كل شئ في دقائق معدودة ............ صوت سهام وهي تلقى في وجهها قنبلة من نوع خاص ........... الخبر الذي ظلت تكذبه لشهور رغم كل رسائل التأكيد التي داومت سهام على إرسالها لها بداية من عقد الزواج حتى إختبار الحمل ..............
نظر حسن نحوها بعد أن جهزت حقيبتها وقال : برده مصممة على السفر
رقية : قلتلك يا حسن محتاجه أغير جو كام كمان عايزة أقعد مع علي ...........وحشني
حسن : خلاص زي ما قلتلك حاخد أجازة ونسافر سوا أو حتى نسافر أي حته إحنا بقالنا كتير ماسفرناش
رقية : لا ملوش لزوم تسيب شغلك ..........وبعدين كمان مش شرط توصلني إنت مابتحبش تسوق بالليل ممكن أي سواق يوصلني
حسن : سواق إيه اللي يوصلك بالليل كده وبعدين عادي حبات وأرجع الصبح ولا كمان مش عايزاني أبات
رقية : لأ عادي براحتك
حسن : خلاص يلا بينا
إستقرت رقية بجانب زوجها الذي رمقها بنظرة ذات مغزى وتابع بصوت هادئ : ما تيجي ننزل ونسهر مع بعض هنا أحسن
إبتسمت بحرص وقد فهمت مقصده فقالت بفتور : لأ معلش ........ يلا خلينا نتحرك
وهكذا تحركت السيارة وداخلها رقية وحسن ...........حسن بهواجسه إتجاه زوجته والتغيير الذي طرأ عليها ورقية ومحاولتها ربما لمواكبة ما حل بزواجها من تغيير ..............

************************


تمر الأيام متاشبهة ............. كصرير الأبواب المغلقة ...................فالزنزانة لا تقيد جسده فقط بل أيضاً أحلامه ...........طموحاته .............إنتقامه .............أصبح يحصي الدقائق في إنتظار خروجه البعيد ولكن الآن بعد عودة كارمن فقد إقترب من حلمه ...........من سعادته نعم فهي لن تكتمل حتى يُشبع شهوة إنتقامه ..............

جلست أمامه وقد بدت أكثر إتزاناً من المرة السابقة ولكن أكثر غضباً .............نظر كريم نحوها بمكر وقال : روحتي
كارمن : أيوه
كريم : وإيه الأخبار
كارمن : زي ما إتفقنا .............. هو دلوقتي فاهم إني بستغل كدبة الحب علشان أنتقم منه
كريم : تمام ده حيبرر في الأيام الجاية زيارتك ليه في المزرعة وحيفكر في الإتجاه ده وبس
كارمن : وبعدين حاعمل ايه
كريم : زي ما فهمتك عينيكي صقر كمان عايزك تصوري المكان من غير ما ياخد باله خصوصا المخارج والمداخل وطبعا تكرري زيارتك لإسطبل الخيل
كارمن : وهو مش حيقلق
كريم : ما قلتلك إحنا عايزينه يفتكر إنك جايه تعرضي حبك وإن ده أساس خطتك في الإنتقام
كارمن : أنا بكرهه ..............بكرهه
كريم : بتكرهيه علشان رفضك ............صح
كارمن : أنا لو عايزاه تحت رجلي من بكره حاعملها بس أنا اللي مليش مزاج
ضحك كريم بسخرية شديدة ثم تابع : جايز
كارمن : كريم .......... أنا عايزة أبرد ناري
كريم : إتقلي يا كارمن أنا مش عايزه يشك فيكي
كارمن : ما يشك .......... خليه ما ينامش الليل
لاحت على شفتيه إبتسامة ماكرة وقال : عموماً اللي بتطلبيه شئ مغري مش قادر أرفضه
كارمن : يبقى ننفذ ......... إعتبره نوع من المقبلات قبل الوجبة الرئيسية
كريم : مش حددتي مكان المزرعة
كارمن : أيوه ............ ده العنوان بالضبط وبالتفصيل الممل ..........بوابة 2 اللي هي مدخل مزرعة الخيل الحراسة عليها مش شديدة قوى
كريم : تمام .............. إنها حنبعتله واجب الزيارة ........... ده بس علشان خاطرك يا حبيبتي

إبتسمت بدهاء ...........

وفي منزلها ...........عادت لوحدتها مرة أخرى بل ربما لغضبها .............عادت لتنثر ألوانها على صورته .............ألوان بلون الدم .






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-13, 12:00 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن عشر



كانت تجلس وحيدة على مقعدها الهزاز تتأمل تفاصيل الظلام حولها .............. هي لا تعلم حقاً أي ظلام هذا الذي تتفحصه هل ما سبق من غفوتها أم ما هو قادم ................ هل هي حقاً غفوة تلك التي تحياها أم رضا أم ربما كلاهما................مر يومان منذ أن تركها حسن وعاد للمزرعة .............. منذ أن أصر على قضاء تلك الليلة ............ من أجل غرض واحد فقط ................ غرض ربما غاب عن عالمهما في الأشهر القليلة الماضية .............. وكعادتها لبت له رغبته وكأن سنوات عمرها أبت التغيير في لحظة فارقة وفي النهاية رضخت لرغبة حسن ...........

نظرت حولها فأيقنت أنها غارقة في الفوضى ............. يومان كاملان من إعداد شتى صنوف الطعام الذي إستمتع به حارس ال**** وأسرته في النهاية ............. إبتسمت بسخرية فقد جاءت من أجل التفكير ولم تفعل شئ منذ وصلت سوى الهروب منه .............. وكأنها تتمنى العودة لمنزلها معه وتجاهل كل ما يحدث حولها من جديد ........... ولكن هل حقاً ستستطيع أم ستظل في منتصف الطريق تخشى العودة وترهب الإستمرار .................

**********************

إبتسمت إيناس بسخرية عندما تذكرت رقية ............ حقاً إفتقدت تلك المرأة البشوش على الرغم من تأففها منها في البداية ........... كانت تجلس بالعيادة تنهي بعض الأوراق فالعمل لم يكن بالكثير في الأيام القليلة السابقة خاصةً مع إنشغال خالد بإتمام التزاوج الثمين وإنتظار مهر جديد لينضم إلى عائلته الكبيرة !!!!................ تركت ما بيدها وأخرجت بضعة صور لشريف ............. وكأنها تسعى لإخراج ذكرى مرئية له بمجرد أن تفكر بشخص آخر وخاصةً إذا كان رجل ........ كانت تتمعن في الصورة أمامها ............ملامحه الغائبة عن واقعها المحفورة بقلبها ولكنها إنتبهت لطرقات خالد ودخوله السريع كعادته فبادرت بوضع الصور سريعاً في حقيبتها بإرتباك لاحظه هو على الفور كما لاحظ أيضاً الصورة الصغيرة التي سقطت منها رغماً عنها .............. جلس على المقعد أمامها دون إكتراث قائلاً : صباح الخير
إيناس : صباح النور
خالد : أخبار الشغل ايه تمام
إيناس : تمام
خالد : كويس ............ فاكرة الطلبات اللي كتبتيها علشان سهيلة
إيناس : أيوه
خالد : إكتبيها تاني علشان الغبي اللي بعته ضيع الورقه
إيناس : حاضر حجهزها وأبعتها لحضرتك
خالد : لأ إكتبيها دلوقتي علشان فوراً حابعته تاني
إيناس : دلوقتي حالاً
خالد : أيوه يا دكتورة ولا نسيتي وحترجعي تدوري في الكتب
قامت وقد قالت له في ضيق : لأ منسيتش ......... ثواني

أخرجت كتاباً صغيراً وورقة بيضاء لتقوم بكتابة ما طلبه منها ثم بدأت تبحث بيأس عن قلم !!!! وكأن أقلام الكون إختفت بتلك اللحظة .......... كانت تعبث بمحتويات المكتب أمامها وتفتح الأدراج دون جدوى ومع مرور الوقت زادت حدة توترها خاصةً مع تجسس عيناه وتمعنه في ملامح الإرتباك على وجهها .......قالت وهي تواصل البحث دون ان تنظر نحوه : معلش بدور على القلم ............مشكلة دايماً تضيع مني الأقلام ..........

إبتسم بسخرية وود أن يبقيها هكذا لساعات تبحث دون جدوى فاللوحة المتجسدة أمامه بإرتباكها وخجلها تبدو غاية في الروعة ولكنه قرر في النهاية أن يوقف بحثها المضني ليس فقط من أجلها أو من أجل وقته بل من أجل تلك الصورة التي سقطت منها ............ ناولها القلم وهو يبتسم بثقة : إتفضلي أنا معايا قلم
إيناس : متشكرة

شرعت تكتب الأدوية مرة أخرى وعندها مد هو قدمه بحرص ليسحب الصورة برفق ........... أخذها دون أن تنتبه له ........... كانت صورة لرجل يبدو في أوائل عقده الثالث .........وجه بشوش .............. ملامح تبعث الراحة في النفس منذ أول وهلة ............ يبدو كرجل مسالم ............. هادئ .................

إنتهت إيناس وناولته الورقة وهي تقول : خلاص ........... إتفضل
خالد : تمام ............. إبتسم بمكر ثم ناولها الصورة قائلاً : دي وقعت منك
بدت ملامح الضجر على وجهها أو ربما الذنب لفقدانها الصورة ............. سحبتها سريعاً من يديه وكأنه ليس من حقه الإمساك بها وقالت : أيوه
نظر بسخرية وتابع : دي صورة أخوكي
صمتت قليلاً ........ من أنت لتسألني عن صاحب الصورة فهذا ليس بحق لك ........ نظرت نحوه بحده وربما لأول مرة يلحظ تلك اللمعة بعيناها وقالت : لأ دي صورة جوزي .


*****************

زوجي ............. نعم كانت تلك هي كلمتها لم تقل زوجي الراحل ولم تقل المرحوم كما إعتادت والدته بل قالت زوجي وكأنه ما زال زوجها وكأنه لم يرحل .............. قابع بعالمها يأبى أن يتحرك ............ ما هذا هل يشعر بالغيرة من الرجل ............. ربما فللحظات يتمنى أن يكون مكانه أن تكون إيناس له ............بإخلاصها وبراءتها.................... حتى بعد أن يموت !!!!!!!


*****************

كانت تمسك بصورة شريف وبطرف منديل رقيق تنظف الأتربة التي علقت بها ............. شعرت بالغيظ ربما منه أم ربما من نفسها لأنها كادت أن تفقد صورته بل ربما من نظراته العابثة للصورة ............. لقد كانت ذكراها بين قبضة يديه وهذا ليس من حقه ........... وليس من حق أي رجل ........ طرقات الباب تدق من جديد ............ تنهدت بضيق لعودته مرة أخرى وولكن تلك المرة لم يكن هو ............. كان حمزة بإبتسامته المعتادة وكأنها جاء في أكثر الأوقات خطئاً بالعالم ..........رحبت به بفتور لم يثنيه عن الدخول والجلوس بنفس مقعد خالد منذ قليل .......
حمزة : صباح الخير
إيناس : صباح النور .......... إزيك يا بشمهندس
حمزة : تمام إنتي إيه أخبارك
إيناس : الحمد لله
حمزة : أبلة روكا لسه مارجعتش
إيناس : لسه
حمزة : كئيب المكان من غيرها صح
إيناس : اه فعلا
حمزة : أنا حتى لسه شايف خالو دقنه طويلة وهدومه مش مظبوطه وحالته صعبة ........... أصله ما يقدرش يستغنى عنها
إيناس : ربنا يخليهم لبعض
حمزة : طيب أنا مش حعطلك أنا بس كنت محتاج منك خدمة
إيناس : إتفضل
حمزة : إنتي بتعرفي تدي حقن
إيناس : اه بعرف
حمزة : لبنى آدم مش حصان
إيناس : أيوه بعرف كنت بديهم عندي في البيت
حمزة : حقن عرق
إيناس : أيوه

قام من على كرسيه على الفور وهو يقول : كويس جداً ........... ثم أخرج حقنه معه ودواء مضاد حيوي وشمر ذراعه وتابع : ممكن بقه تديني الحقنه دي
إيناس بتلعثم : دي ........حقنة إيه
حمزة : إتخضيتي كده ليه هو شكلي مدمن وعلى علشان ببان مبسوط
إيناس : لا أنا آسفة مش قصدي
حمزة : أصل أنا رحت للدكتور وقالي عندك فيروس في المعدة وكتبلي حقن ويومين أروح وادي النطرون آخد الحقنة في الصيدلية مخصوص هناك خصوصا إنها عرق ومش أي حد بيعرف يدي حقن في العرق وبعدين فكرت فيكي وقلت جايز تكوني بتعرفي أهو تريحيني من المشوار ............. ممكن بقه خدمه لأخوكي الغلبان
أومأت بالإيجاب مبتسمة وكأنها قررت مساعدته عندما لفظ بكلمة أخوكي ................

قامت بتحضير الحقنه وأمسكت ذراعه لإعطائها له وإبتسمت حين لاحظت عيناه المغمضه وفمه المفتوح وكأنه يحضر لعرض الصراخ الشديد ....... نظرت له وقالت وهي تلقي الحقنه في السلة بجانبها : خلاص خلصنا
حمزة : إيه ده بجد
إيناس : أيوه يا بشمهندس خلاص
حمزة : ياه ده إنتي إيدك خفيفة خالص يا بخت الخيل
تبدلت إبتسمتها مرة أخرى وقالت بجدية : متشكرة وربنا يشفيك
حمزة : يا رب ........... حعدي عليكي بكرة كمان بس علشان آخر حقنه
إيناس : مفيش مشكلة
حمزة : مش محتاجة أي حاجة أجيبهالك
إيناس بدهشة : لأ ميرسي
حمزة : بجد بيضتين شوية جبنة رومي .......
ضحكت بدهشة وتابعت : لأ شكراً
حمزة : أيوه كده علشان أسيبك وإنتي بتضحكي .......... علشان محسش إن دمي تقيل
إبتسمت بحرص ولم تجيبه تابع هو بعدها : وكمان بوصلك سلام نرمين وعمر
إيناس : بلغهم سلامي
حمزة : يلا ......... أمشي بقه .......... مع السلامة
إيناس وقد نظرت للأوراق أمامه لإدعاء العمل : مع السلامة يا بشمهندس

*********************


إنها ليلة قمر مكتمل ............... هل سيعود الذئب للحياة كما إدعت الأسطورة ............ إنه الشر الكامن بنفوسنا وقد لا ينجو أحد من براثنه ................
مون لايت سوناتا .............. طالما عشقت تلك المعزوفة ..............ربما من أجله .............. لطالما أخبرها أنها لا تشبه معزوفته الثمينة في شئ ............ فهي تبدو كمعزوفة صاخبة .................مضطربة ...............نعم مضطربة ولكن بسببك أنت يا خالد................. أطلقت العنان لخصلاتها الحمراء ............. بل لجسدها ............... تتمايل على معزوفته .............راهنها مراراً أن إنحناءتها الرشيقة لا تتناسب مع موسيقى بيتهوفن خاصته ............. ولكن ها هي الآن تؤدي رقصة أخرى .............. رقصة من أجله ولكن تلك المرة لن يتمكن من المشاهدة ............ فهو لديه موعد مع نوع آخر من الرقص ...........




نظر خالد للساعة فوجدها قد قاربت على الثانية صباحاً .............. ليلة أخرى من الأرق والفضل يعود لكارمن ............ فعقله دائم التفكير في سبب عودتها ...............وبالطبع لا يصدق حيلة العشق البالية التي إتبعتها فأي عقل بائس سيصدق هذا الهراء ............ أخرجه صوت غريب من أفكاره ............ نعم هناك .......... هناك شخص ما بالحديقة ............. إرتدى قميصه مسرعاً وقفز لداخل الحديقة ربما قبل أن يربط جميع أزراره ........... وقبل أن تتجول عيناه بحثأ عن مصدر الصوت باغته أحدهم بلكمة قوية أفقدته توازنه ووقع على الأرض في لحظتها ........... كان رجلاً قويا ....... إبتسم له بمكر أسفر عن ظهور صف أسنانه الصفراء المتهالكه ثم إقترب منه ليلكمه مرة أخرى ولكن خالد لم يكن ضعيفاً هو الآخر فجسده يكاد يكون بنفس قوة هذا البائس فقام على الفور ليقفز برشاقة على المعتدي ويباغته باللكمات وبالفعل كاد أن يتفوق عليه لولا ظهور آخر من العدم وكان أقصر من كلامها ولكنه كان عنيفاً لأقصى حد حيث أحاط رقبة خالد بسلسلة حديدية وباشر في جذبها بقوة فمنع عنه الهواء حتى إرتخت قبضة خالد من على الآخر وعندها ترك السمين السلسة وقام بلفها على قبضة يده ووجه لكمة قوية لخالد لم تطرحه أرضاً فقط بل قذفته بقوة ليرتطم ببعض الأواني الفخارية ويسقط داخل الحديقة الأخرى الخاصة بفيلا إيناس ..................

شعر بطعم الدماء بفمه ............ حاول أن يتصدى لهم أكثر من مرة ولكنهم باغتوه بلكمات شديدة بوجهه وبطنه حتى سقط أرضاً في النهاية ولم يعد لديه قدرة على المقاومة ....... إستمع بصعوبة لأصواتهم البائسة وهم يقولون : دي تحية من كريم باشا................. ههههههههههه ودي مش أول تحية لسه التقيل جاي ...........
قالها السمين في النهاية وهو يخرج سلاحاً حاداً ويوجهه نحوه .............. قربه من جسده والآخر يحثه على إنهاء ما ينويه سريعاً والهروب وبالفعل قربه منه من أجل أن يطعنه بمهارة محدثاً أكبر قدر من الألم ولكن دون أن يقضي عليه ........... ولكن حدث شئ غريب فقد باغتته المياه من كل جهة ............ إندفعت صنابير المياة في الحديقة فأغرقتهم جميعا في لحظات وأُضيئت الأنوار فجأة مما جعلهم يهربون على الفور ولكن السمين قام بجرح خالد في ذراعه بسلاحه الحاد قبل هروبه



فتحت عيناها فجأة على صوت إرتطام شديد ............ نعم يبدو أنه إرتطام جسد بشئ ما بل وربما تكسير أشياء .....................شعرت بالفزع ....... قامت على الفور تتحسس طريقها بحرص في الظلام حتى وصلت للنافذة وعندها رأتهم .......... ثلاث رجال أحدهم أرضاً يتلقى اللكمات بشدة من الآخرين .......لم تكن الرؤية واضحة ......... ظلت تتابع الموقف بفزع حتى إستبينت ملامحه إنه خالد !!!!!!!!!!!
شعرت بالفزع ......... ماذا تفعل ........... أخذت هاتفها وحاولت الإتصال بحسن ولكنه لم يجب ........ كررت الإتصال عدة مرات دون جدوى حتى تملك منها اليأس ......... توجهت مسرعة لغرفة المعيشة ......... وقفت تراقب ما يحدث عن كثب من خلف الستائر الثقيلة والهاتف بيدها تعاود الإتصال دون جدوى ............شعرت بشلل أصاب عقلها وأوقفه عن التفكير ........... فهي تراقب الإعتداء الغاشم وليس لديها القدرة على فعل شئ ولكن فجأة تبينت أعينها النصل اللامع في قبضة أحدهم ........شعرت أنها على بعد ثوانٍ من مشهد قتله .......... وعندها لم تفكر أضاءت جميع أنوار الحديقة دون وعي وفتحت رشاشات المياة كنوع من جذب الإنتباه وكانت محظوظة إذ أنهم فروا هاربين ظناً بوجود رجل آخر في المكان .

 

نعم هربوا ............ ظلت جامدة في مكانها لدقائق تحاول إستيعاب رحيلهم وعندها أدركت المياة المفتوحة وجسده الممدد على الأرض فقامت على الفور وأغلقت محبس المياة وهمت تتجه سريعاً نحوه ولكنها إستدركت في آخر لحظة أنها ترتدي ملابس النوم فعادت مسرعة ولفّت جسدها بروب طويل ثم خرجت مرة أخرى للحديقة ............. كان ممدداً على الأرض مضرجاً بالدماء ............ توجهت نحوه في فزع وهي تقول بصوت مرتجف : بشمهندس خالد .............بشمهندس خالد إيه اللي حصل .......... فوق أرجوك

كانت ملامحها غير واضحة بالنسبة له وكأنه في حالة متأرجحة بين الوعي والغشيان ......... نظرت حولها في يأس ............ فكرت أن تطرق باب فيلا حسن ولكنها تراجعت فربما لن يسمع الباب كما لم يشعر بالهاتف ........... لم تجد بداً من سحبه للداخل ولكنه كان ثقيلاً فجسدها الضعيف لا يستطيع تحريك جسده الضخم ...........كانت تحاول بيأس وتطلب منه مساعدتها حتى تستطيع معالجته ............ بدأ يستوعب ما يحدث ........... إنها إيناس وهو مكوم على الأرض بحديقتها غارقاً في دماءه وأيضاً في الماء !!!!! ...........


حاول الوقوف مستنداً عليها بصعوبة حتى إستطاعت جذبه وأجلسته على أقرب مقعد بطاولة بمدخل غرفة المعيشة مباشرة ً ........... ظلت تنظر نحوه في دهشة لا تدري ماذا تفعل ولكنها ما لبثت أن إستعادت تركيزها ............ أحضرت منشفة كبيرة لتجفيف جسده المبلل وبقطعة قماش ربطت جرحه النازف وبمنشفة أخرى مبللة بدأت تنظف وجهه المدمم ............. كانت أنفاسها مسموعة ............ شعر هو بإضطرابها الشديد بعد سماع أنفاسها السريعة خاصةً مع إرتعاش أناملها وهي تحاول تجفيف الدماء التي إنسدلت بغزارة من أنفه وفمه ...........بدأت ملامحها تتضح رويداً رويداً في عيناه ......... كانت نظراتها حائرة خائفة .........مرتكزة بقوة على وجهه وكدماته ............ عروق زرقاء صغيرة تخللت جبهتها في إشارة واضحة لتوتر حاد أصابها في تلك اللحظة ......... كانت شفتيها ترتجف لا بل كانت تتمتم بكلمات غير مسموعة ..........ماذا عساها تقول
حرك إحدى يديه وضغط على جرحه بقوة وقال بصوت منخفض يبدو أنه جاهد من أجل إخراجه : إنتي ........ بتقولي إيه
نظرت نحوه وما زالت ملامح القلق على وجهها هي سيدة الموقف ............ قالت له بصوت مرتجف : إيه
خالد : بتقولي .........إيه ............
إيناس : بقول أسترها يا رب
إبتسم لها وتابع بهدوء : متخافيش ............ قالها ثم ترك ذراعه المصابه فبدت الدماء كثيرة ............. نظرت إيناس للجرح في فزع وتابعت : لازم نكلم حد .............. لازم تروح المستشفى ............. أنا بطلب بشمهندس حسن مش بيرد أعمل إيه
خالد : حسن مش موجود ........... سافر إسكندرية وكمان تلاقي موبايله سيلنت
إيناس : مش موجود ........ طيب أكلم مين
خالد بأنفاس متقطعة من الألم : متكلميش حد ............. بصي روحي العيادة وهاتي مطهرات وشاش من هناك
إيناس بفزع : إيه ...........أنا
خالد : إنتي خايفه أخلصلك مخزون الخيل ولا إيه ........... أرجوكي أنا تعبان محتاجك تنضفي الجرح وتربطيه
إيناس بتردد : إيوه بس ممكن يحتاج خياطة
خالد : لا لا مش شرط إنتي بس هاتي الحاجه وكمان حتلاقي عندي في الفيلا عندي جنب التليفزيون دوا مسكن أرجوكي هاتيه بعد إذنك
إيناس مضطرة : حاضر




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, أرنب, مصرية, مكتملة, الدجاج, الرائعة, دلال, رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.