آخر 10 مشاركات
سكنتُ خمائل قلبك (3).. سلسلة قلوب مغتربة *مكتملة* (الكاتـب : Shammosah - )           »          فوق رُبى الحب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لتتوقف الثلوج.....فانظري لعيناي و قولي أحبك "مكتملة" (الكاتـب : smile rania - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-13, 05:44 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





البارت العاشر




وصل باسم إلى غرفة جوري وهاله المنظر


أمامه فقد قامت بقص شعرها كالصبية


وارتدت فستان طويل ذو أكمام متهدلة


ونزعت الأقراط التي كانت تزين أذنيها


وحتى السلسال الذي طالما زين عنقها


نزعته هو الآخر فقد كان لوالدتها


ماذا حدث؟


ما هذه الحالة الشنيعة التي عليها صغيرتي؟


صرخ باسم على أم جيهان لتحضر


وكانت المرة الأولى التي يطلبها بهذا الشكل


باسم: أم جيهان هل من الممكن أن تفسري


لي سبب هذه التغييرات التي طرأت


على جوري فجأة؟


وأين جدائلها هل لك أن توضحي لي سبب اختفاءها؟


وما هذه الملابس التي عليها ؟


أجيبيني ما هذه الفوضى؟


ردت أم جيهان وهي ترمقه بنظرات الاشمئزاز:


كما ترى سيدي لقد حدث خطأ ما


كنت أمشط شعرها كالعادة فتشابكت


خيوطه وحاولت جاهدة أن انتزع المشط


لكن دون جدوى فاضطررت لأن أقصه


لأخلصها من الألم ونظرت إلى جوري


تطلب موافقتها على ما تقول


جوري: صحيح يا عمي لقد تألمت كثيرا


حتى تحررت أخيرا من المشط


باسم: وهل لديك تفسير آخر لهذه الملابس؟


أم جيهان: أنا آسفة لقد استبدلت كيس ملابسها


المتسخة بآخر للملابس القديمة مخصص للصدقات


أنا آسفة تم تسليمه لحاوية المسجد قبل قليل .


باسم وهو يعضض شفتيه غيظا:


ألا تعلمين أن اليوم خاص بنا نحن الاثنين


لقد أفسدت أمسيتي بفعلتك سامحك الله


كان يقصد أنه سيأخذها لمدينة الملاهي ليفاجئها


ويمضي معها أمسية خاصة بها


لكن أم جيهان أساءت الظن به لتتأكد شكوكها


كانت تتعمد كل شيء وأرادت أن تشوه منظر جوري أمامه حتى لا تجذبه


..................................................


وفي اليوم التالي أعطى باسم


نقودا لها لتشتري لجوري ملابس جديدة


وهذا ما كانت تريده بالضبط فتفننت في شراء


كل ما يستر أكثر مما يفضح


حتى ملابس النوم الخاصة تعمدت أن تكون


فضفاضة وأكبر منها بقليل ولم تسمح


لدولابها أن يحتضن القمصان العارية والبنطال القصير أبدا


لأنها قامت بشطبه من قائمة الملبوسات


وأحضرت فراشها الأرضي لتنام بجانب صغيرتها


بحجة أن المكان الذي اعتادت النوم به


مزعج لقربه من الشارع وأصوات السيارات


بينما غرفة جوري منزوية ومحكمة الشبابيك وأكثر هدوء


كم أنت طيبة يا أم جيهان هل تعتقدي


بأوهامك أنك سوف تحمي جوريمنباسم


ألا تعلمين أنه يخاف عليها من نسمة الهواء


لكن السرائر عند رب العباد لا يطلع عليها سواه سبحانه


.................................................. ..................


مضت سنوات على الثلاثي وأم جيهان


تضيق الخناق على جوري في كل تصرفاتها


ابتداء من ملابسها وقص شعرها باستمرار كلما طال


بحجة أن شعرها ضعيف لابد من علاجه بقصه


إلى خلوتها بباسموبطلنا لم يدرك ما يجري حوله فقد كان


يحسن الظن بها وكلما اشتكت جوري اعتذر عنها بأنها تعرف مصلحتها


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ


أصبح الآن عمر جوري خمسة عشر عاما


وبدأت تنتقل لمرحلة جديدة من حياتها


في ذلك اليوم الذي شعرت به بمغص شديد وهي في الحصة


فاستأذنت من معلمتها للخروج وتوجهت لبيت الخلاء(الحمام)


لتجد نفسها أصبحت فتاة يافعة عادت من المدرسة وهي حزينة


متألمةخائفة مما ينتظرها من هذه المرحلة الصعبة


وعندما صعدت السيارة لاحظ باسم عليها الهدوء


على غير عادتها فكلما دخلت السيارة


اضطرب المكان صخبا من تعليقاتها على المدرسة


وما حدث معها في يومياتها مع الدراسة


لكنها اليوم لا تبدو على سجيتها


سألها باسم قلقا: ماذا يجري يا جوري؟


لماذا أنت هادئة ليس من عادتك الصمت؟


جوري: لا شيء فقط أشعر ببعض الإعياء


وسيذهب بعد أن أستريح في غرفتي


باسم وبدا عليه الاهتمام: ماذا! بماذا تشعرين؟


هل نذهب لعيادة الطبيب أخبريني ؟


جوري: كلا فقط أريد أن أتمدد على سريري


فأنا لم أنم البارحة جيدا بسبب المراجعة للامتحان


لم يجادلها باسم وخضع لمطلبها وتوجه بها للمنزل


لكنه ما زال قلقا عليها حتى وإن لم يظهر ذلك


رمت جوري بثقلها على السرير وشرعت بالبكاء


كم تمنت أن تشاركها والدتها لحظات تغيراتها


الفسيولوجية وتقدم لها النصح كما تفعل الأمهات


عادة في هذه المرحلة وبكت بصمت


وقطع نواحها طرق الباب


باسم: جوريحبيبتي ألن تتناولي طعام الغداء ؟


فأنا في انتظارك منذ وصولي


جوري وصوتها يتقطع من البكاء : لا أريد تناول طعامي


باسم وهو يزيد في طرقات الباب فقد خيل


إليه صوت بكائها وأردف: جوري أرجوك افتحي الباب


أنا قلق عليك


جوري: أرجوك عد أدراجك لا أريد مقابلة أحد


لكن باسم لم يستمع إليها وفتح باب الغرفة


ووجدها كما توقع ,خدودها محمرة


وعيونها تورمت من البكاء


وهي تمسح أنفها الصغير بطرف ملابسها المدرسية


باسم:ماذا حل بك صغيرتي؟


ولم يكمل جملته حتى وجدها


تفقد السيطرة على توازنها وكادت تقع لكن


ذراعي باسم كانت أسرع من سقوطها


وطوقها بيديه قبل أن تسقط

وفاجأه بعض بقع الدم على ملابسها

فحسبه جرح أصابها فحملها مباشرة للعيادة
لا تسألوني عن الحارس الشخصيلجوري (أم جيهان)



( كانت بالخارج تقضي بعض الحاجيات لجارتهم أم أنس المريضة)


بعد أن حملهاللطبيب بين ذراعيه وهي فاقدة للوعي


عاينها هو الآخر بدوره ومضت دقائق قبل أن تستفيق


لتجده بجانبها وترتسم على شفتيه ابتسامة ممزوجة بالقلق


باسم: الحمد لله على سلامتك


جوري وهي تشيح بوجهها للجهة الأخرى: أين أنا


باسم: في العيادة


جوري : وكيف وصلت إلى هنا


باسم وهو يستغرب سؤالها: أنا بالطبع أم أن لديك شك


في أني سأتركك مرمية على السرير كالجثة


واستنجد بشخص آخر!


ما خطبك صغيرتي وقال جملته وهو يقترب منها


جوري: أنالم أعد صغيرتك لقد.. اهئ اهيء وعادت لنوبة البكاء


وبحركة لا إرادية منه ضمها لصدره ليشعرها بالأمان


وضغط زر جرسالممرضةلتحضروالطبيبمعه ا


وحضر الاثنان وأراد الطبيب أن يعاين مريضته


وأمر باسم أن يبتعد عنها لكنها أصرت على التمسك


بحضنه وهي تشد على قميصه


استغرب باسم حركتها لكنه لم يعلق ولم يبتعد عنها


استجابة لتوسلاتها ولم يبتعد عنها


الطبيب: حسنا إن كانت هذه إرادتك


لا تخف فما تشعر به طبيعي كونها تنتقل
لمرحلة جديدة من حياتها



وشعور الخوف الذي ينتابها بديهي لحالتها


وإحساسها بعدم الأمان خاصة أن والدتها ليست بقربها


وزادت الجملة الأخيرة للطبيب من شهقات جوري


وأحاطها باسم بدوره وأحتضنها أكثر علها تهدأ


وما هي إلا لحظات حتى استقر وضعها النفسي وهدأت موجة البكاء


غادر بعدها الطبيب وبقيت معهم الممرضة لتساعدها


على ارتداء القطعة المخصصة لهذه الحالة طبعا


بعد أن وقف باسم خارجا فالموقف لم يكن يحتمل


المزيد من الإحراج


عاد أبطالنا لمنزلهم بعد أن تغيرت حالهم


فتلك الصبية المرحة الشقية التي


غادرت قبل قليل عادت لتكون فتاة مراهقة


وأثناء دخولهم البيت استقبلتهم أمجيهان


كالعادة بسيل من الأسئلة لكن جوري تجاهلتها وتوجهت


لغرفتها أما باسم استوقفته أمجيهان


بسؤاله عما حدث ولم تتركه حتى أخبرها بما وقع بالتفصيل


أمجيهان: ماذا ما هذه المصيبة التي ألمت بنا


.................................................. ......................


(كانت تقصد بلوغ جوري سن الحيض فهذا يعني أن باسم سيبدأ التفكير


بها كفتاة وسيمارس حقوق الزوج عليها وهذا ما كانت تخشاه )


وأطلقت عبارة لماذا بزفرة


تعجب منها باسم وسألها: أي مصيبة, ماذا تقصدين ؟


.................................................. .......................................


(طبعا باسم لم يعلم بحضور زوجة عادل لمنزله وإخبارها


لأم جيهان بحقيقة علاقته بجوري في ذلك اليوم


مع أنه شاهد سيارة حازم وهي تغادر واستغرب وجودها أمام منزله وهي تبتعد)


تداركت أم جيهان نفسها واستطردت وعلامات التوتر


مازالت تعلو محياها: ها لاشيء أقصد أ..أ وعادت لتسرح مجددا


باسم: ماذا حل بك أم جيهان هل تنصتين لي


أم جيهان: ها... أنا... أنا أكيد أعذرني سأذهب لأطمئن عليها


استغرب باسم منها ومن شرودها لكنه لم يعلق


ومضى لغرفته ليستريح


أم جيهان وهي تستجوب جوري ماذا حل بها؟


سردت عليها جوري ما حدث بالتفصيل


وشرحت لها معاناتها وشعورها باحتياج أمها إلى جوارها


أم جيهان وهي تضم جوري باكية:


حبيبتيأنا سأكون بمثابة أما لك فهل ترضين بذلك


جوري وهي تمسح دموعها وتقبل


يدي أم جيهان: طبعا يا ...... و أكملت يا أمي


الحمد لله أصبح لدي أمو عم


تذكرت أم جيهان شيئا فقالت لجوري وهي تشدد على كلامها:


لا أريدك أبدا أن تسمحيلباسم أن يقترب منك في غيابي أبدا


جوري وعلامات التعجب بدت عليها:


لماذا أمي ما الذي تغير ؟


أم جيهان : حبيبتيلقد أصبحت الآن


كبيرة ولا يجوز أن تقتربي منه كما السابق


وأريدك أيضا أن ترتدي ملابس محتشمة أمامه


جوري :ملابس محتشمة في البيت! لا يوجد سوى أنت وعمي فما الداعي؟


أم جيهان: لا تناقشيني ألم تقولي أني أصبحت أمك


إذا استمعي لما أقول


جوري: حاضر يا أمي


.................................................. .......


لم يمضي شهر حتى انتقل باسموعائلته


إلى المنزل الجديد الذي اشتراه حديثا


وكان مكون من طابقينوحديقة كبيرة


تضم مسبحا بداخلها وبعض المقاعد وحولها


طاولة إلى جانب الأزهار تحيط بسور المنزل


كانت خطوته من شراء المنزل حتى يبعد


المسافة بينهوبينصغيرته فخصص لها غرفة


في الطابق العلوي بينما ترك غرفته بالأسفل


وهذه الخطوة أراحت أم جيهان كثيرا


حتى تخفف الضغط عليها من مراقبتهما سويا


وفي أحد الأيام وبينما باسم يقف خارج


المدرسة ينتظر جوري جاءه شاب في مقتبل


العمر تقريبا في الثامنة عشر من عمره


يبدو على ملامحه أنه وسيممتوسط الطول


مفتول العضلاتأقنى الأنفحنطي البشرة


وألقى عليه التحية وبادله باسم كذلك


الشاب: أنت باسم عم جوري


باسم وهو يرفع حاجبه الأيمن استغرابا:


نعم ماذا تريد


الشاب: أنا صديق جوري منذ الصغر


و اسمي فارس


باسم: تشرفنا يا فارس إن لم تخونني الذاكرة فأنت ابن عمها عادل


فارس: نعم بالتأكيد


باسم : بماذا أخدمك


فارس: أردت أن أطلب منك اصطحاب جوري معي


ومع بعض الأصدقاء لرحلة ترفيهية غدا تقيمها


جمعية أصدقاء البيئة التي انضممت لها مؤخرا


باسم: أنا آسف لا أستطيع تركها وحيدة تذهب معك


فارس: ماذا تقول إنها ليست وحيدة وأنا موجود


فأنا قريبها وابن عمها


باسم: سأسألك سؤالا بسيطا وعلى أساسه


سأقرر ذهابها معك أو لا


فارس: تفضل


باسم: ما صلة قرابتها بك هل لك أن توضح مجددا


فارس ودون أن ينتبه لاستدراج باسم له فأجاب بعفوية:


ابنة عمي


باسم: أنت أجبت بنفسك وقررت بدلا مني


فارس:ماذا تعني


باسم : لن تذهب معك فصلتك بها لا تشفع


فارس: ماذا تقصد هل لك أن توضح لي أكثر!


باسم: يبدو أنك أيها المحترم لم تفهم بعد


قواعد دينك , هل أنت زوجها,أخوها , خالها


والدها, أي محرم لها


فارس: ها...! كلا


باسم: إذا انتهى النقاش وطلبك مرفوض


والآن عن إذنك جوري قادمة


فارس: أنت فقط تريد أن تستفرد بها لنفسك


ولا تريد السماح لها أن تشارك حياتها مع غيرك


ليكن واضحا لديك أن جوري لم تعد تلك الطفلة البريئة


التي استغللت جهلها بأمور الحياة واصطحبتها معك


لتشبع رغباتك منها دون رحمة


أنت لست سوى شخص مريض


تريد أن تمنعها من أن تعيش حياتها كباقي الفتيات


بجبروتك فأنت وحش في لباس حمل وديع


وأنا لن أسمح لك بأن تمنعها من حقوقها كإنسانة


باسم وهو يمسك بقميص فارس والدم يفور من رأسه :


منأنت لتعطيني الأوامر بكيفية معاملة جوري


إن لم تبتعد عنها سترى مالا يسرك أبدا وتذكر كلامي


إياك أن تعترض سبيلها أو تحاول مجرد محاولة


أن تقترب منها و إلا سأضطر لمعاملتك بطريق أخرى


والآن اغرب عن وجهي قبل أن أمحو ملامحك


وترك قميص فارس قبل أن تقترب جوري منهم


وغادر تاركا فارس بغيظه وهو يتوعد باسم


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ


أما بالنسبة لباسم فحاله لا توصف والشرر يتطاير من عينيه


وسرح بفكره وهو يحدث نفسه:


كيف لفارس أن يجرؤ ويطلب مني مرافقة جوري له ؟


لا بد أن علاقته بها تتعدى حدود الصداقة


وإلا لما تجرأ وطلب مني اصطحابها


وهل أنا مجنون لأتركها معه وحيدة ليستفرد بها؟


إنها زوجتي مهما كان حدود علاقتي بها


لن أسمح لها أن تشارك مشاعرها مع غيري


.................................................. ...........


ما هذه الأفكار التي اعتلت رأس باسم


كان يقود سيارته دون أن يعلم وجهته


وجوري بجانبه مستغربة من مما يحدث له


أنه ظل صامتا طول الطريق وهو يجوب


أنحاء المدينة بسيارته إلا أن توقف


أمام أحد المطاعم في الجوار وطلب منها


النزول ليتناولا طعام الغداء فيه


وهي بدورها لم تعارض فمنذ زمن


لم يتنزه بها وصل لطاولة الطعام


وكانت مخصصة لشخصين


طلب له ولها من القائمة الموضوعة أمامه وما لبث أن قدم


النادل بطلبهما وتناولت جوري طعامها بحماس


بينما باسم كان يلهو بملعقته في الصحن الموضوع أمامه


باسم ونبرة الجدية في صوته: جوري أريد أن أتناقش معك في أمر ما


جوري بعد أن أنهت طبق الحلوى: أمممم تفضل


باسم وهو يبتسم على حركتها فقد


كانت تلعق أصبعها من بقايا القطعة الأخيرة:


أردت أن أسألك ما طبيعة علاقتكمعفارس؟


جوري : إنه صديقي منذ الطفولة وأنا


أعتز بصداقته ويشعرني بالسعادة دوما


وهو عزيز على قلبي


باسم وكأن الغيرة شقت طريقها إليه:


ماذا تقصدين بأنه عزيز عليك؟


جوري بعفوية: أنا أحبه يا عمي


باسم وهو يمسك بمعصمها : تحبينه ماذا تقصدين؟


جوري وهي تتألم: اترك يدي أنت تؤلمني


باسم وكانت المرة لأولى التي يقسوا عليها


وعاد ليشدد قبضته:أجيبيني ما نوع الحب الذي تحملينه له؟


جوري وبدأت دموعها تسقط: أحبه كأخي فأنا ليس لدي أخوة


وهو منذ الصغر يولي عنايته لي كشقيق حتى أنه


في بعض الأحيان يدافع عني أمام من يضايقني


ترك باسميدها بعد أن ذهل من إجابتها


لقد ظلمت المسكينة لا بد أ أعوضها


باسم وهو يبسم ويمسح وجنتيها الناعمتين بكفيه:


أنا آسف صغيرتي سامحيني


جوري وبين شهقاتها: أريد العودة للمنزل


باسم : أنا آسف حبيبتي أنا مستعد لأن


أن أفعل لك أي شيء لا أريد سوى الصفح


جوري وهي تصر على رأيها:


لا أريد منك شيئا أريد العودة فقط وعادت للبكاء


باسم وهو يربت على كتفها: حاضر فقط توقفي عن النواح


وعاد بها وما إن توقف أمام المنزل حتى نزلت ركضا


إلى غرفتها


أم جيهان: ماذا حدث لجوري


باسم وعلامات الخيبة تعلوه :


لا شيء فقط سوء تفاهم بسيط


صعدت أم جيهان وهي لم تقتنع بما قال باسم


أم جيهان: ماذا حصل يا بنيتي لم هذا البكاء


جوري: لا شيء فقط لم أستطع الحل في الامتحان


أم جيهان: لم تستطيعي الحل وباسم يدعي أنه سوء تفاهم


أنا لم أعد أفهم شيء!


جوري: أرجوك أمي أريد أن أنام فأنا مجهدة


أم جيهان بعد أن استسلمت لتوسلات جوري:


حاضر كما تشائين


غادرت الغرفة وتوجهت للمطبخ لإكمال مهام عملها


ثم ما لبثت أن خرجت لقضاء بعض الحاجيات


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ


بعد مرور فترة زمنية ليست بقصيرة استيقظت


جوري على أنامل تداعب خصلاته الناعمة


باسم: هل استيقظت عزيزتي


جوري وهي تبتعد عن باسم:


كم الساعة الآن


باسم: إنها السابعة مساء


جوري وهي تقف مذعورة:


معقولة نمت كل هذا الوقت دون أشعر؟


باسم وهو يضحك على شكلها وانفعالاتها الصبيانية


( هل كبرت بالفعل لا أظنك فأنت في نظري ما زلت جوري طفلتي البريئة)


باسم: نعم


جوري: لماذا لم توقظني ؟ ثم فجأة شهقت اهيييييييييييييييييء


وقالت وهي تضع يديها على شفتيها الوردية الممتلئ:


من أستبدل ملابسي فأنا لا أذكر أني قمت بذلك


باسم وهو يطلق ضحكة خفيفة من حركاتها العفوية:


ها ..ها .... من غيري معك في هذه الغرفة


أسرعت واختبأت خلف باب الغرفة وحمرة الخجل تعلو وجهها


باسم وهو يتوجه للخارج : لم أكن أعلم أن نومك


ثقيل لهذه الدرجة حتى لا تشعري بمن استبدل ملابسك


ثم غمز لها قبل أن يغادر


هو كان يقصد مداعبتها فقط لم يكذب كان


سؤاله عاديا لكن إجابته توحي للآخر بالخبث


وهذا بالفعل ما حدث مع جوري, فهو يستمتع بدهاء لا مثيل له


يعرف كيف يستدرج بالكلام من هو أمامه ودوما ينجح في ذلك


أما هي فأحست وكأن الأرض توقفت عن الدوران


وهي تحدث نفسها( يا ويلي من أمي لو علمت لخاصمتني)


ثم أسرعت لتلحق بباسم قبل أن يهبط : باسم.. باسم.. باسم انتظر


باسم وهو يلتفت إليها: باسم هكذا ! أين عمي


جوري: آسفة عمي لم أكن أقصد ... ثم أكملت أرجوك


لا تخبر أمي بما حدث


وهرعت لغرفتها لكونها ما تزال تشعر بالإحراج


ضحك على تصرفها وأكمل طريقه وهو يقول:


هل صدقت بالفعل أني من استبدل ملابسها


وفي غرفة الطعام


باسم: أهلا أميرتي كيف أمسيت


جوري وهي تطرق رأسها خجلا: بخير ولله الحمد


باسم : وكيف كانت نومتك هل أخذت قسطك من الراحة


جوري : الحمد لله


باسم والابتسامة تشق وجهه:متى استبدلت ملابسك


جوري وكأنك سكبت عليها ماء بارد: بالأمس


باسم وهو يتعمد إحراجها أمام أم جيهان:


كيف إذا ذهبت للمدرسة اليوم على


حد علمي أن المدرسة خصصت لكم زيي خاص


ولا أعتقد أن ما تلبسينه له علاقة بها


جوري وهي تتوسل بعينيها باسم أن يتوقف فقالت:


سأعترف الآن فأنا لا أحب اللعب بالأعصاب


ضحك باسم, واستغربت أم جيهان! وأتلفت أعصاب جوري.


هل لكم تتصوروا المنظر معي للثلاثي المرح


جوري وهي تلتفت صوب أم جيهان : أنا سأقول لك الحقيقة


أمي هل تعرفي من استبدل ملابسي أثناء نومي؟


أم جيهان وهي مستغربة مما يحصل لجوري وأجابت:


كيف لا أعرف وأنا بنفسي من قمت بذلك ,هل لديك شك؟


فغرت جوري فاها وهي تحول نظرها إلى باسم الذي يعد قادرا ليسيطر على


نفسه فانفجر ضاحكا


أم جيهان وقد أحاطت بها علامات الاستفهام:


هل لك أن تشرح لي ما يحدث بالضبط؟


باسم : لاشيء الأمر ببساطة يبدو أن جوري


قد رأت شبحا يحوم بغرفتها وخيل إليها أنه من استبدل ملابسها


وقفت جوري أمام باسم واضعة يديها على خصرها معارضة:


سوف ترى يا با......... ولم تكمل وأرادت ترك المكان


إلى أن يد باسم كانت أسرع منها وأحاطت بخصرها النحيل


محاولة منه ليعيدها لطاولة الطعام وأضاف: أناآسف,


أحببت أن أمازحك قليلا حتى تغفري لي ما فعلت بك هذه الظهيرة


أم جيهان وما أدراك عن حالة أمجيهان


وجهها أنصبغ بألوان الطيف السبع


وأوداجها انتفخت جراء ارتفاع ضغط الدم


ولو وضعت جهاز قياس الحرارة قرب رأسها لأنفجر من حالتها (مسكينة)


طبعا لا يخفى علينا ما كان يدور بخاطرها


أن باسم أخذ ما يريد من جوري وهددها بعدم البوح


وتلاعب بأعصابها حتى لا تنطق بما حصل


آها قال في الظهيرة !عندما غاب معها لفترة بعد الدوام المدرسي


وعندما سألته ضللني بقوله أنه ذهب بها لأحد المطاعم للغداء


وبحركة غير متوقعة منها سحبت معها جوري لغرفتها


وقبل أن يعترض باسم أخبرته أن هناك أمر ضروري


لا بد أن تسألها عنه وهي مسألة تخص النساء


وفي غرفة جوري بدأ التحقيق معها وجوري المسكينة


توضح لها ما وقع معها منذ انصرافها من المدرسة


إلى هذه اللحظة


وشددت عليها أن تأخذ الحيطة والحذر من الاقتراب منه


جوري ولم تعد تفهم حرص أم جيهان الزائد:


أمي لماذا تكررين علي دوما أن أحترس من عمي


أوليس هو من أولاني رعايته بعد رحيل والدي


وتخلي بيت عمي عادل عني لماذا دائما تحذريني من


الاقتراب منه أريد أن أسمع السبب والآن


اندهشت أم جيهان من هجوم جوري المفاجأ عليها


ولم تتوقع أنها لم تعد صغيرة تتلقى الأوامر دون أن تفهم السبب


أم جيهان: كما تعلمين ياجوري فأنت لم تعودي


تلك الطفلة البريئة فقد بلغت سن المراهقة


وطبيعة جسدك تغيرت وعمك مهما كان صلة قرابته بك


لا يجوز له أن يخلو بك أو يتلمس جسدك


أو أن ترتدي أمامه ملابس فاضحة


فهذا الشيء لا يجوز بين المحارم


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


تعقيب


( كلام أم جيهان صادق من الناحية


الشرعية بالنسبة لمحارم المرأة باستثناء الزوج)


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ


جوري وهي تومئ برأسها: حسنا فهمت


.................................................. ...................


مرت الأيام والأسابيع على أبطالنا وهاهي جوري تنهي


آخر امتحاناتها وتنتظر على أحر من الجمر نتيجتها


وقبل ذلك باسم كان أشد خوفا منها على نتيجتها


لا يخفى علينا أنه سهر معها طيلة أيام الامتحانات


وكان يذاكر لها ما استعصى من دروسها


وكل ليلة يدخل غرفتها ليطمأن عليها


.................................................. ...........


جاء الصباح يحمل مع إشراقه معاناة جديدة لبطلنا


نهض من سريره واستعد ليرافق جوري لاستلام نتيجتها


صعدت إلى جانبه في المقعد الأمامي وتوجها


مباشرة إلى مقر الدراسة وواعدها بمفاجأة إن هي حصلت على الامتياز


وفي أروقة المدرسة صخب المكان بصراخها إعلانا لنجاحها


ومن شدة الفرحة تعلقت بمن كان يقف جانبها وهي تحضنه


وترسل قبلات على وجنتيه بلا وعي وتهتف : هاااااااااي أخيرا نجحت


واستغربت من سكونالشخص الذي تعلقت به وفاجأه قام


بإرسال قبلة على شفتيها دون أن يترك لها المجال


أن تتخلص منه وطوقها من خصرها الهزيل بقبضته


وفي هذه اللحظة كانت هناك يد تمتد إلىجوريوتنتزعها


انتزاعا من يدي الشخصالجريء و...............



انتهى البارت على أمل اللقاء بكم مجددا



يا ترى من ذلك الجريءالذي قبلجوري ؟


ومن الشخصية الأخرى التي انتزعت جوري من أحضانه؟


وهل سيرحم باسم من تجرأ على الاقتراب من صغيرته؟




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 05:46 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت العاشر




وفي هذه اللحظة كانت هناك يد تمتد إلىجوري وتنتزعها

انتزاعا من يدي الشخص الجريء وهو يدفعه بعيدا ويصرخ به قائلا:

هل جننت ألا تعرف أنها من ممتلكاتي الخاصة


ولا أسمح لك أو لغيرك باعتراض طريقها


الشخص الجريء وهو يحاول السيطرة على توازنه فقد دفعه الآخر بكل طاقته


كاد على أثرها أن يقع


: وما دخلك أنت بها وما علاقتك بما يحدث بيني وبينها؟

الآخر: أنا ابن عمها وخطيبها يا سافل

جوري والدهشة والصدمة لم تفارق محياها بعد


: فارس ما الذي تقوله!وأنت يا وسيم هل جننت كيف تجرأ ......؟


أنا لم أعد أفهم شيئا مما يحدث أمامي وشرعت في البكاء


فارس وهو يمسك بذراعها ويجذبها إليه


: نعم هذا هو المفروض أن يكون في علاقتنا فأنا لم


أعد أحتمل عدم مبالاتك ولن أدع أي مغرور ومنحط


مثل وسيم أن يتجرأ معك مجددا لذلك سأنهي هذه


المهزلة وأتقدم لخطبتك من عمك المتعالي هو الآخر.


وسيم وقد نفذ صبره من فارس :


أنت هو المنحط وسأعلمك الآن


أن تقف عند حدك يا حقير....ولم يكمل جملته حتى تشابك الاثنان في


صراع شديد وصرخات جوري ومن حولها لم تردعهم عن ذلك


وأخيرا تدخل المعلمين و المدير ليفضوا النزاع واستدعي


كل من جوري و فارس و وسيم إلى غرفة الإدارة


ليتم الفصل بينهم


المدير: آخر شيء أتوقعه منك يا جوري أن تجعلي


من مدرستي المحترمة مكانا لنزاعاتك القذرة


كيف تجرئين أن تجعلي


من ساحتي الموقرة مسرحا لغرامياتك الوقحة كيف؟


جوري وسيل من الدموع يسبق عبرتها:


صدقني يا سيدي أنا لا دخل لي بما يحدث


لقد جئت لاستلم شهادتي ثم....لكن المدير لم يترك


لها مجالا لتكمل حديثها قال وهو يوجه إصبعه لوجهها البريء:


أخرجي من مكتبي حالا وملفك سيصلك في أقرب وقت


واعتبارا من الآن أنت خارج هذه المدرسة فأنا


لم أبنيها لترهاتك الوقحة أغربي عن وجهي


تدخل فارس ليقف بين المديرو جوري وأردف:


أرجوك سيدي أتوسل إليك لا تقسو على جوري


إن كان لا بد أن تعاقب أحدهم فهو أنا من يستحق العقاب


أما هي أرجوك لا تعاقبها على شيء ليس لها ذنب فيه


أنا من بدأ المعركة وأنا من يتحمل العواقب أرجوك سيدي


وأمسك بيدي المدير ليجثوا على ركبتيه توسلا والدموع تغالبه


فما كان من المدير إلا أنه استجاب لطلبه وقال:


حسنا سأنظر لاحقا في أمركما


والآن غادروا مكتبي حالا وأنت جوري سأتصرف معك


فيما بعد ثم تحول بنظره إلى وسيم وسأله :


وأنت ما دورك في كل هذا


أجابه وسيم:أنا فقط ... أنا كنت أتحدث مع جوري


لولا ، قطع نقاشنا فارس وأجبرني على مجاراته


في الكلام واحتدم النقاش بيننا وحصل ما حصل


فارس والشرر يتطاير من عينيه:


وتتجرأ على الكذب أيضا أيها الوقح


وسيم: أنت هو الوقح


المدير وقد نفذ صبره:


توقفا عن الشجار الآن


وأنت وكان يقصد جوري ماذا تنتظرين غادري مكتبي حالا


فلم يكن من جوري إلا أنها ركضت خارجا


وهي منهارة لكن فارس لحقها قبل أن تخرج من المبنى


وأمسك بيدها متوسلا وقال: أرجوك


جوري سامحيني على تدخلي هكذا لكن اعذريني


لم أستطع أن أتحمل أن يقترب منك أحد غيري


ألم تدركي بعد أني أحبك وأحاطها بذراعيه


من كتفيها وأكمل احبك ..أحبك ...أحبك يا جوري


وأقترب... واقترب... واقترب ليقبلها وهي ترتعش


بين يديه ومن قربه وأنفاسه تلفح شفتيها


شيئا فشيئا... لكنها ابتعدت عنه في اللحظة الأخيرة


وخاب ظنه في تحقيق قبلته بعد أن دفعته بيديها


.................................................. ..............


( لا تستغربوا ما حصل قبل قليل لأن المكان


غير مناسب لهذه الدراما لكنه حدث في أحد الأروقة المنزوية


عن الفصول وممرات المدرسة فقد لجأت إليه قبل أن تغادر


لتهدأ من روعها فهي لا تريد لباسم أن يعرف شيئا)


.................................................. .................


وهرعت مسرعة حتى وصلت إلى سيارة باسم وقواها نفذت


من البكاء والخوف مما كاد أن يقع والشعور بالظلم من جميع الأطراف


من طرف وسيم الذي لم تتوقع حركته الجريئة مطلقا


ومن فارس الذي أعتبر نفسه خطيبا لها دون أن


يأخذ رأيها ومن المدير واعتباره إياها أن تعمدت ذلك


دخلت السيارة وشهقاتها تقطع نياط القلب


مما جعل باسم هو الآخر يلتفت إليها وعلامات التعجب


تحوم حوله من منظرها المحزن وأردف:


ماذا جرى حبيبتي جوري أرجوك توقفي عن البكاء لأعرف ما حل بك


جوري وهي تمسك بيد باسم متوسلة:


أرجوك عمي فلنغادر حالا فأنا لم أعد أطيق هذا المكان أرجوك


واشتد نواحها


فلم يكن منه إلا أنه غادر مسرعا من المكان


ولم يلح عليها لتتكلم لأنه توقع أن السبب كان النتيجة


لا بد أنها سلبية ولم تجتاز هذه المرحلة


وتوجه بها إلى البحر في مكان منزوي و هادئ نسبيا


علها تريح أعصابها من جهة ومن جهة أخرى حتى


يتهرب من أم جيهان وتساؤلاتها المملة


بعد مرور فترة وجيزة توقفت جوري عن البكاء


وهبطت من السيارة لتقف على رمال الشاطئ وتتذكر


ما حدث لها وهي لم تستوعب بعد ما يدور حولها


باسم وهو يقترب منها تدريجيا ليقف أمامها


: صغيرتي هل لك أن تشرحي لي ما حدث معك قبل قليل


لكنها لم تنطق وفضلت أن تشيح بنظرها بعيدا عنه


وتسرح في تلك الحادثة وسقطت دمعة أخرى رغما عنها


باسم وهو يرفع ذقن جوري إليه:


تكلمي فلم أعد أحتمل صمتك أكثر من ذلك هل السبب في النتيجة ؟


أم أن أحدهم ضايقك؟


جوري وبحركة غير معهودة منها منذ أن غادرت


زوجة عادل منزلهما أي قبل ست أعوام منصرمة


وهي لم تقترب ناحية باسم احتضنته وبقوة


دون أن تترك له المجال أن يستوعب وقالت:


أرجوك باسم لا أريد التحدث عما جرى أريد أن أنسى


أرجوووووووووووووووك وعادت لنوبتها


باسم وهو يجرها ليعيدها لحضنه بعد أن ابتعدت:


هدئي من روعك وأعدك لن أسألك مجددا عما حدث فقط اهدئي


دار صمت طويل بين الطرفين وجوري مازالت


في أحضان باسم وهو بدوره يربت على كتفها لتهدأ...


جوري وبعد أن عادت لطبيعتها :


أرجوك ياعمي أريد منك أن تسديني خدمة


ولا تسألني عن سبب طلبي أرجوك


باسم بعد عن ابتعد قليلا عنها :


طبعا تفضلي


جوري: أريد أن نغادر هذه البلدة ونسكن في مدينة أمي رحمها الله


التي تنتمي إليها فقد سمعت أنها مدينة


جميلة بسواحلها وطبيعتها الجذابة أرجوك


باسم بعد أن استغرب طلبها: حاضر لكن حاليا


لا نستطيع الانتقال من المدينة لظروف الشركة وضغط


العمل فأنا لدي ارتباطات مع زبائن كثر هنا لكن


أعدك في أقرب فرصة سننتقل كما تشائين عزيزتي


لكن تبقى لدي مشكلة أتعرفين ما هي صغيرتي ؟


جوري وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة الرضا:


ما هي مشكلتك ؟


باسم وهو يحتضن يديها الصغيرتين أمام كفيه الكبيرين:


مشكلتي في هذه الحياة أنني لا أستطيع أن أرفض لك طلب


واقترب ليطبع قبلة على جبينها ويديه تحيط بخصرها


جوري وحمرة الخجل لونت وجهها :


شكرا عمي لا أعرف من غيرك كيف كنت سأعيش


أنا أحسد زوجتك عليك يا لحظها الكبير من ستقترن بك


لامست عبارة جوري الأخيرة شيئا في قلب باسم


وداعبت مشاعره المتأججة نحوها لكن سرعان


ما طرد عنه طيف مشاعره وبادرها بقوله:


جوري أريد أن أسألك لو أني لم أكن عمك هل كنت


ستقبلين الارتباط بشخصي!


أم أني لست فارس أحلامك ؟


أم أن فارق العمر بيني وبينك سيقف حائلا بيننا ؟


فأنا أحبك حبا لو وزع على سكان الأرض لما كفى


لم يكن في وعيه آنذاك وهو يقول جملته لأن جوري كانت


تجلس على فخذه مستندة على كتفه وهي


تداعب خصلات شعره المتناثرة على كتفه


وأنفاسها الدافئة تجتاح عنقه مما أشعل


فتيل الشهوة لديه فهي مهما كان زوجته إن كنتم قد نسيتم


أجابته بدون وعي: طبعا حبيبي


لم تكن تقصده بهذه العبارة في ذلك الحين بل بشخص آخر


ملأ كيانها وسيطر على أحاسيسها ذلك الشخص


الذي انتزعها من حضن وسيم وأجبره على تركها


ودافع عنها دون هوادة وكان مستعدا لأن يدخل


في صراع لا حد له قد ينهي حياته غير مباليا


واعترافه الأخير بأنه يبادلها نفس الشعور


وأطلق باسم زفرة حارقة تعبر عما بداخله


واستيقظ من غيبوبته عندما رن هاتفه الخلوي


ابتعد عنها وأخرج هاتفه النقال من جيبه وابتعد ليتم محادثته


أما جوري فاكتفت أن تمد بصرها لأمواج الشاطئ


أنهى باسم اتصاله وأشار إليها لتصعد معه ليعودوا لمنزلهم


.................................................. ........................


الوقت الآن منتصف الليل وباسم لم يغمض له جفن


أخذ يتقلب في فراشه ساعات محاولا النوم دون جدوى


وأنى له أن يغمض جفنه واليوم تأكد من مشاعره تجاه جوري


وهي حينما قالت أنها تحبه هل كانت تعني ما تقول؟


كلا إن ما قالته كان ناجما عن شعورها نحوي بصلة القرابة


فقط لا غير


آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ يا جوري لو تعلمين ما أشعر به اتجاهك


متى ستنتهي هذه المهزلة وتعلمين بأني زوجك ولست عمك


فأنت تزدادي جمالا يوما بعد يوم فقوامك المعتدل وطولك المتوسط


وعيناك الناعستان وأنفك المستدير و بشرتك المشربة بحمرة


وشفتيك آآآآآآآآآخ من شفتيك الورديتين كدت اليوم أن أتذوقهما


وسرت رعشة وهو يتذكر تلك اللحظة التي كانت تداعب خصلاته


ولا يفصل بينهما سوى جزيئات الهواء


كل هذا لا يترك لي المجال لأن أتراجع عن مرادي


كلما دنوت منك


آآآآآآآآآآآآآآه يا جوري متى ستطلقين سراح عاشقك من سجن غرامك


تقلب في فراشه عدة مرات قبل أن يستسلم للنوم


.................................................. ..............................


وفي اليوم التالي


في الصباح الباكر رن جرس المنزل كغير عادته


أم جيهان: حاضر انتظر لحظة ( ياترى من القادم في الوقت)


فتحت الباب وإذ بشاب وسيم يقف وبيده باقة من الأزهار حمراء اللون


ويرتدي بذلة رسمية بلون كحلي وعلى معصمه ساعة


أنيقة هي الأخرى ذات جلد أسود وإطار فضي


وكبك على ياقته باللون الفضي أيضا وحذاء أسود أنيق


وعطره الجذاب يعلن عن مقدمه


وقد رتب شعره للخلف مما زاد من وسامته


انبهرت أم جيهان من الشاب الواقف أمامها بكامل أناقته


الشاب: هل تسمحين لي بالدخول سيدتي؟


أم جيهان وفد استيقظت من انبهارها: نعم بالتأكيد


تفضل للمجلس الأمامي إلا أن أنادي سيدي حالا


دخل الشاب للمجلس لكنه لم يجلس حتى يأتي صاحب الدار


توجهت أم جيهان إلى المطبخ حيث كان باسم


ينتظر جوري لتفطر معه


أم جيهان : سيدي هناك من ينتظرك بالمجلس


استغرب باسم من الذي يأتي في هذا الوقت الباكر


فقد اعتقده البقال يحضر شيئا لأم جيهان


باسم : أنا سأذهب لأرى من بالمجلس وأنت


استدعي جوري لتتناول إفطارها فهي بالأمس لم


تتناول عشائها واجلبي لنا شيئا للضيف


صعدت أم جيهان لجوري بينما توجه باسم لغرفة الضيافة


باسم وهو يحدق بالشخص الواقف أمامه والحيرة تملأ وجهه


باسم: أهلا بك في منزلي


الشاب: أهلا بك


باسم : تفضل بالجلوس


جلس الشاب وهو ينظر لباسم تارة وللأسفل تارة أخرى


والتوتر يعلو وجهه وظل صامتا و باسم يرقبه


حتى يقطع حاجز الصمت لكنه ما زال على حاله


باسم: تفضل قهوتك سيدي وأتمنى أن تشاركني


طعام الإفطار إن لم تسبقني بذلك فأنا لم أفعل بعد


الشاب: لا شكرا سيدي سأكتفي بالقهوة


وبدأ يرتشف جزءا من قهوته ثم استجمع قواه بعد أن


وضع فنجانه وقال: جئت إلى هنا وكلي أمل سيدي


أن تلبي رغبتي هنا والآن أرجوك


باسم : أنا عندي رغبة لك هنا لم أفهم لكن تفضل


الشاب: أنا هنا لأتقدم لخطبة ابنة أخيك المقيمة معك


باسم وبدأت ملامحه في العبوس : أنا ليس لدي ابنة أخ هنا


الشاب: أنا متأكد من أنها تقيم هنا


باسم وهو يكتمه غيظه: صدقني ليس لدي ابنة أخ تعيش هنا


ولو كانت هنا معي كما تقول سأنفذ ما تريد


فأنت كما تبدو شاب طيب ورفيع المستوى


ومن عائلة محترمة ومن يستطيع رفضك


فهو شخص أناني لكن أنا كنت أتمنى أن


أحقق رغبتك لك يبدو أنك أخطأت العنوان


الشاب : كلا لم أخطأ العنوان يا باسم وأنا لن أغادر

حتى أسمع رأي جوري فهمت أم لا

باسم : وأنا آسف لقولي أني لا أستطيع تلبية طلبك


صدقني أقسم لك لو كان الأمر بيدي لنفذت ما تريد


الشاب وهو يقف غاضبا: أنت فقط لا تريد تلبية طلبي


وليس لديك حجة مقنعة عما تفعله فقط تصدر الأوامر

وتحكم على الغير بجبروتك

باسم وهو يمسك زمام غضبه : حاضر أنا مستعد لأن


ألبي رغبتك لكن قبل ذلك أريد أن أعقد معك اتفاقا


إن كنت محقا أن ابنة أخي تعيش معي


فأنا مستعد لأن أعقد قرانك عليها حاليا قبل أن تنهض


لكن أريد منك و بالمقابل إن كنت مخطئا تغادر حالا


ولا تعود مجددا ولا تعترض طريقها مهما كان اتفقنا


ابتسم الشاب ولم يدرك المكيدة التي وضعه فيها باسم وقال:


اتفقنا ومد كلا منهما يده للآخر تصديقا على العهد


غاب باسم لفترة غير بعيدة ثم قدم وهو يحمل بيده أوراق


في ظرف محكم الإغلاق وتقدم من الشاب


وقدم إليه الأوراق وسأله أن يطلع عليها


الشاب وهول الصدمة تكتسح وجهه وهو يقرا محتوى الظرف:


أنت تكذب هذه الأوراق يستحيل أن تكون حقيقية


لا بد أنك تلاعبت بها لتحتفظ بجوري عندك


ليس لأنك تحبها بل تعشق أموالها وأموال والدها


قاطعه باسم بحدة: ومن أنت حتى تحكم على الآخرين


بصفات ليست سوى في مخيلتك المريضة


والآن أنا لن أطلب منك أن تغادر منزلي لأنك ستفعل ذلك طوعا ومن نفسك


كما الاتفاق واعتقد أن قهوتك شربتها وحاجتك ليست عندي


الشاب وقد تجمعت شياطين العالم نصب عينيه :


لا تعتقد بأن اتفاقنا يلغي مقابلتي إياك مجددا كلا


وصدقني لن يهنأ لي بال حتى أخبر جوري عن صلتك الحقيقية بها


وليكن معلوم لديك أني لن أقف مكتوف الأيدي وأنا


أشاهدك تدمر إنسانة عزيزة على قلبي


وجوري ستكون ملكا لي رغما عنك


وقبل أن أنسى اسأل جوري عن سبب بكائها في يوم استلام الشهادة




اتجه باسم إلى باب المنزل دون أن يعلق على كلام الشاب


وفتحه على مصراعيه وتفاجأ من وجود جوري خلف الباب


واقفة والدموع تغرق وجنتيها وحالها ينطق عما سمعت


وشهقت وقالت : ماذا تفعل هنا يا..................



وانتهى البارت

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــ

من الشاب الذي شاهدته جوري ؟

وما ردة فعل باسم حينما يعلم ما حدث ذلك اليوم؟

وهل بالفعل ستنكشف حقيقة علاقة باسم بجوري؟



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 05:49 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الحادي عشر


في اللحظة التي فتح فيها باسم الباب وجد جوري واقفة

خلفه والدموع تتساقط من وجنتيها كالمطر وهي

تنظر للشاب الواقف أمامها بكامل أناقته إلى جانب باسم

وشهقت وقالت : ماذا تفعل هنا يا فارس هنا ولماذا قمت بطرده يا باسم


وفعلت ما فعلت دون أن تأخذ رأيي فقد سمعت ما دار بينكما


وأنا أعترض على معاملتك إياي وكأني طفلة لا رأي لها


ومن أعطاك الحرية في اتخاذ القرارات عني هكذا ها ...تكلم وصرخت


بشدة وهي تكرر تكلم ثم هرعت إلى غرفتها وأغلقت عليها الباب


دون أن تستمع إلى باسم أو مبرراته


تصلب باسم في مكانه دون حراك حتى أنه لم يشعر بفارس وهو


يغادر ولم يستيقظ من صدمته إلى على صوت الباب وهو يوصد بقوة


ثم أسرع إلى غرفة جوري وطرق الباب عدة مرات لكن دون جدوى


وهو يقول بصوت هادئ أقرب إلى التوسل:


صغيرتي أرجوك افتحي الباب أريد أن أتحدث معك


لا بد أن أوضح لك بعض الأمور المتعلقة بنا لذا يجيب


عليك أن تستمعي لي أرجوك


جوري من خلف الباب فقد كانت مستندة علبه وهي تبكي:


لا أريد أن أتتناقش معك لذا غادر الآن أرجوك لا أريدك في حياتي


ولم أعد صغيرتك يكفي نفاقا بادعائك أني صغيرتك


أنا لا أحبك ولا أريد العيش معك اتركني


أختار طريقي وحياتي مع من اختاره قلبي


(وكانت الصفعة الأولى التي يتلقاها من حبيبته الصغيرة )


سمعت وطأ قدميه وهو يغادر والخيبة والحسرة والألم


تصاحبه فاشتد بكائها وجلست على الأرض واستمرت في


نوبتها حتى أغمي عليها


غادر باسم وهو يحمل في صدره جراح وآلام تكفي لمثله


أن توقعه صريعا دون حراك ما تبقى له من حياته


ذهب للشاطئ لذلك المكان الذي جمعهما سوية بالأمس


وتذكر تلك اللحظات الرائعة التي اشترك مع حبيبته فيها


ووضع رأسه بين قدميه ونزلت أول دمعة بعد صموده كل تلك المسافة


لأنه حاول مرارا أن يردعها لكن دون جدوى


وكانت المرة الخامسة التي تدمع عيناه


وجلس يحدث نفسه :


هل من المعقول أن جوري لا تريدني في حياتها


هل سمعت حديثنا وعلمت بزواجي منها


كلا لا يمكن أن تعرف لا بد أنها سمعت فقط بطردي لفارس


لكن لماذا هي مهتمة به هكذا


أولم تقل لي مسبقا أنها تعتبره كأخ لها فقط


لا ..لا.. أكيد هي تعلم مسبقا بقدومه وتقدمه لها


وإلا لما جاء في مثل هذا الوقت من الصباح


لأنها قالت لي مسبقا وعاد بذاكرته للوراء قبل ست أعوام:


أريد أن يكون


يوم زفافي في الصباح يبدو أن الزواج


في الصباح الباكر أكثر سعادة لأني سأطلب المثلجات


وبكل النكهات والجو سيكون جميلا مثل هذا اليوم


أولم تقل لي أن طالباتي كلها مجابة


آخ يا جوري


أولم أكن لك كالأب الحنون الذي افتقدته


واستطرد وهو يقول هذه الأبيات :
.................................................. .


يا بني يا بني يا سنا في مقلتي


أنت أغلى في الحشا من مهجتي من ناظري


تسعد القلب الشجية


أنا أفديك بروحي وبأغلى ما لدي


ما أحيلاه زمانا يوم أن كنت صبية


ضاحكا ترنو إلي
.................................................. ......


أو لم أكن لك كالأم ثم استذكر جحود الأبناء لتربيتها المضنية


.................................................. ...............


وازدادت دموعه في الانهمار


.................................................. .


عاد للمنزل بعد أن هدأت عواصفه ووجهه شاحب


من الهم والكدر وما إن أدار مفتاحه في الباب حتى


استقبلته أم جيهان بالصراخ والبكاء وهي تهذي لا تعرف ما تقول


باسم وقد تحولت ملامحه من الحزن إلى الخوف :


ماذا يحدث تكلمي قد أوقعت قلبي


لكن أم جيهان المسكينة لم تستطع التحدث وكانت تكرر اسم جوري


هنا لم يتمالك باسم نفسه وأسرع إلى غرفة جوري وقلبه


يسبق خطواته وحينما دخل عليها وجدها ممدة على السرير


تتنفس ببطء وعيناها شاخصتان في الفراغ


فزع باسم من منظرها واقترب منها تدريجيا فقد صدمه منظرها


المخيف وقال وهو يضرب بكفيه ضربات خفيفة على خديها :


جوري .. جوري .. تكلمي أرجوك لا تزيدي من خوفي عليك


لكنها لم تستجب لضرباته ولا لتوسلاتها فقد كانت


جامدة كالثلج لا يرى عليها أي من ملامح الحياة


أمسك بيديها الناعمتين فوجدها متجمدة وكان هذا ما يخشاه


حملها مسرعة إلى السيارة ووضع كل قوته على الفرامل


متجاوزا كل الإشارات والعبارات من بعض السائقين والمشاة


ولم تكن من طبيعته أبدا أن يكسر قوانين السير لكن دائما


مع جوري هناك مرة أولى لكل شي


وصل للمستشفى حاملا إياها وخلفه أم جيهان تحاول اللحاق به


وفي غرفة العيادة الطبيب:


انهيار عصبي هذا ما حصل لها فقط تحتاج للراحة


والابتعاد عن التوتر والضغوط النفسية وإلا عادت


لحالة أشد من الآن


باسم والقلق والحيرة تعلوه : ماذا انهيار عصبي لمثل سنها!


الطبيب : يا سيدي الانهيار العصبي لا علاقة له بالسن


بل بالظروف المعيشية التي تحيط بالإنسان ويبدو أنها


قد تعرضت لصدمة لم تحملها وكانت أقوى منها


باسم: لكن أي صدمة يمكن أن ...... ثم صمت وتذكر


أم جيهان: أنا لا أعرف بالضبط ماذا حدث فقد أيقظتها


لتناول إفطارها ثم توجهت للمطبخ ولم تجدك وسألتني


عنك فقلت لها أنك تستضيف أحدهم في غرفة الضيافة


وما لبثت أن لحقت بك وهي تقول كيف يوقظني


ليشاركني إفطاري ثم يتركني أنتظره بعدها


أنا عدت للمطبخ لأكمل أعمالي المنزلية هذا ما أتذكره


باسم وهو ينظر لجوري وقد غطت في سبات عميق


جراء إبرة المهدئ : لا بد أنها النتيجة


قد أثرت عليها على حد علمي فهي لم تتجاوز هذا العام


أم جيهانوعلامات الاستفهام بادية عليها: من قال ذلك


إنها ناجحة ولله الحمد بل حصلت على الامتياز مع مرتبة الشرف


باسم وكأن أحدهم صعقه بعصا الشرطة الكهربائية:


كيف! ماذا تقولي ؟ نجحت ثم تذكر ما قاله فارس في الصباح


إذا فأنت لم تكذب فيما أخبرتني به , كلا لا يجب


أن يزعزع أحد ثقتي بصغيرتي يجب أن أتريث


قبل أن أحكم عليها


كان يتحدث بصوت عالي دون أ ينتبه مما أثار فضول


أم جيهان لتفك طلاسم عباراته وأردفت:


من فارس هل هو ذلك الشاب الوسيم الذي قدم هذا الصباح


باسم والغضب في صوته: نعم و الآن يا أم جيهان أستعدي


لتذهبي للمنزل سيصطحبك سمير سكرتيري الخاص للمنزل


حتى تعدي لنا طعام الغداء أنا و جوري فبعد أن تستيقظ


سأحضرها معي


أم جيهان وهي معارضة: كلا لن أترك جوري وحدها معك


باسم وزادت حدة صوته : ماذا تقولين معي وحدي


هل تعي ما تقولين ومن أنا ألست عمها أم أنك نسيت


اذهبي فورا للبيت هذا أمر وليس طلب لا أريد


لصغيرتي أن تعود معي للمنزل إلا إذا كانت الأوضاع جاهزة لراحتها


ولا تنسي ترتيب غرفتها وتهويتها حتى يتجدد النشاط بها


أم جيهان والغضب من تصرف باسم باديا عليها: حاضر سيدي


غادرت أم جيهان وبقي هو معها أنى له أ يتركها وهي


على هذه الحال حتى وإن تمادت في جرحه وتعذيبه


فالقلب لا يستطيع أن يعاقب من ملكت روحه


.................................................. ..........................


استيقظت وكما توقعت أو أرادت أن تتوقع كان جالسا


إلى جانبها ويده تمسح جبينها بخفة وهدوء


جوري وهي تحاول النهوض لتجلس مما جعل باسم يقف


ويسندها حتى تستطيع الجلوس مما جعله يتوتر من قربها منه وملامسة


خصرها أثناء رفعها لتعتدل في الجلوس


جوري: أشكرك على مساعدتي أثقلت عليك


باسم والابتسامة تحاول أن تشق طريقها إليه :


لم تثقلي علي ولن أتضايق أبدا من مساعدتك في أي لحظة


أو يوم مهما كان حجم احتياجك


أخجلت عبارات باسم صغيرته واكتفت بابتسامة مصطنعة


.................................................. ...................


عادوا للمنزل وكل منهم يحمل في قلبه


آهات وآلام و كان الصمت سيد الموقف أثناء جلوسهم أمام


مائدة الطعام


أم جيهان محاولة منها أن تكسر الصمت :


أريد أن أسألك سيدي عن سبب قدوم ذلك الفتى الوسيم إلى هنا


باسم وهو يعقد حاجبيه: لم يكن السبب مهما فقط أراد مني خدمة


لم يكن بمقدوري إعطاؤه إياها


قامت جوري من مكانها اعتراضا على تصرف باسم


لحق بها هو الآخر علها تتحدث معه عن ما سمعت من حوار


دار بينه وبين فارس


وقبل أن تغلق الباب أوصده بيده فالتفت إليه مذعورة


واستكملت طريقها لتجلس على السرير وبادرت بخلع


قميصها الطويل الساتر ليديها لأنها شعرت بحرارة الجو


وكانت ترتدي قميص بلون أحمر قاني عاري الكتفين ويوضح فتحة الصدر


والسلسال المتدلي على صدرها مما أثار باسم ووقف مشدوها إليها دون


أن ينطق فقد نسي المسكين ما كان يريد


جوري وقد ملت من شروده وصمته: حسنا ماذا تريد يا..... وأكملت يا عمي


باسم وأخيرا أفاق من حالة السرحان: ها... ماذا!... كنت أريد ثم ضحك لا إراديا


وأضاف صدقيني نسيت ما أتيت لأجله


وكيف له ألا ينسى والفتاة التي أمامه تكون زوجته أي حلاله


وهو لا يستطيع الاقتراب منها أو التفكير حتى بها


مهما كانت بالنسبة له فهو لن يخل بعهد عبد الغفار رحمه الله


وقال محدثا نفسه:


آخ يا شقيقي لقد أوكلت إلي مهمة من أصعب


المهام أتمنى من الله أن أبقى ثابتا على عهدي فهذه الصغيرة


لا تترك لي المجال بتنفيذ رغبتك لكن سأحاول أن أتجاهل مشاعري


اتجاهها قدر المستطاع


وأخيرا نطق قائلا: لقد أتيت لأعرف ماذا سمعت من الحوار


بيني وبين فارس


جوري : لقد سمعت كل شيء


باسم : كل شيء يعني من البداية لكني عندما خرجت لأحضر المستندات


التي تربطني بك لم تكوني موجودة


جوري: أي مستندات أنا قدمت حينما سمعت صراخك بدأ يعلو


وخفت أن يكون حدث شيء ما


باسم وهو يتدارك نفسه: المستندات ليست مهمة


لكن لماذا كنت تبكي حينما فتح الباب؟


جوري وهي تتذكر ما سمعت: لقد سمعتك تقول له


أنك رافض لطلبه وهو التقدم لخطبتي دون مبرر


وهو كان يبدو عليه أنه يتوسل وأنت بدورك قسوت عليه دون


أن تترك له المجال أن يفهم السبب ويبدو أنك كنت تهدده


بشيء ما لأني سمعته يقول:


لا تعتقد بأن اتفاقنا يلغي مقابلتي إياك مجددا كلا


وصدقني لن يهنأ لي بال حتى أخبر جوري عن صلتك الحقيقية بها


وليكن معلوم لديك أني لن أقف مكتوف الأيدي وأنا


أشاهدك تدمر إنسانة عزيزة على قلبي


وجوري ستكون ملكا لي رغما عنك


ثم حدقت به وهي تسأله : ما هي الصلة التي تربطني بك ؟


ألست ابنة أخيك ؟


هذه هي اللحظة التي كان يخشاها باسم لقد نجح فارس


بإخبار جوري عن الحقيقة التي كان يخبأها طول هذه السنين


بالرغم من أنه غير موجود لكن استماع جوري لجملته دون قصد منها


طبعا فهي لم تكن تقصد التجسس عليهم بل كانت تريد للاطمئنان على


باسم فهي لم تسمعه من قبل رافعا صوته فقد كان يتميز بالهدوء والحلم


باسم والحيرة والقلق والخوف من المستقبل ألجم لسانه عن الحديث


قبل أن يستجمع قواه ليخبرها بالحقيقة عل مهل دون أن يفزعها


فأردف: صغيرتي جوري لقد أخفيت عنك سر علاقتنا


لسنين عدة حتى تكوني مستعدة لسماع الحقيقة وقادرة على استيعاب


علاقتي بك أنا أكون بالنسبة لك .......................


في هذه اللحظة قاطعته أم جيهان بقولها:


انتظر يا باسم أنا من سيقول الحقيقة أنت يا جوري ..................




انتهى البارت


.................................................. .....................


يا ترى هل ستخبر أم جيهانحقيقة علاقة جوري و باسم؟

وهل ستغفر جوريلباسم أن خبأ عنها الحقيقة طيلة هذه السنين؟

وكيف ستتقبل جوري وضعها الجديد مع باسم؟



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 05:52 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثاني عشر



في هذه اللحظة قاطعته أم جيهان بقولها:

انتظر يا باسم أنا من سيقول الحقيقة أنت يا جوري


ابنة أخيه الذي رعاه منذ صغره واعتبره ابنا له


ولم يبخل عليه بشيء من دراسته حتى توظيفه


حتى أنه كتب له وصية ليتولى أعماله من بعده رغم أن أخاه


عادل وأبناؤه على قيد الحياة أنا مستغربة من تصرفه


هذا إن لم يكن قد ضحك عليه هو الآخر وحول وصيته لتكون


لصالحه فانا لا أستغرب منه أي شيء بعد أن طرد شقيق


ولي نعمته بعد الله ولم يرحم حاله ولم يرعى صلة القرابة ولا الحق الشرعي


له عليك فانتزعك أنت الأخرى من وصايتهم بخبثه وجبروته


كل هذه الكلمات كانت تخرج كالأسهم مسومة مصوبة إلى قلب باسم


ودون أن تترك ه المجال أن يوضح لها أسبابه أو دفاعه عن نفسه


والأخرى التي كانت تقف مشدودة لما يقال دون أن تستدرك


هي الأخرى أنها تظلم باسم باستماعها لأم جيهان


فما كان من باسم إلا أنه جر أم جيهان من قميصها


خارج الغرفة وأغلق الباب دونها وهي يزفر من الغيظ


وأم جيهان ما زالت مستمرة في توبيخه دون أن ينصت لها


وصرخت بعد أن حجب بينها وبين جوري قائلة:


اتركها أيها الحقير إياك أن تلمسها أو تدنس شرفها


أيها اللعين لقد تحملت كل هذه السنين العيش معك


حتى أحميها منك واليوم لن تحقق رغبتك المريضة


باغتصابها هل تسمع افتح الباب


كل هذه الألفاظ اخترقت مسمع جوري


دون هوادة كلمة تلو الأخرى من غير شفقة


أو رحمة بحالها, مهلا فلم أعد أحتمل المزيد


توقفي يا من اعتبرتها أما لي بعد فقدانها


يكفي فلم أعد أحتمل تعذيبي وضرب مشاعري


هكذا , وأنت يا باسم يا من كنت لي الأهل بعد خسرانهم


والأحباب بعد أن ارتحلوا بعيدا عني




.....................................


وصرخت بأعلى صوتها: توقف أرجوك يا ظاااااااااااااالم


يا قاهر لكياني يا مستعبدا لحريتي


أنا أكرهك وأكره أم جيهان وكل ما يربطني بكم


اتركوني بحاليوأمسكت بقميص باسم ومزقته قهرا وجورا


وهو ينظر إليها مشفقا لحالها و أخيرا أمسك بيديها


الواهنتين ليوقف سيل ضرباتها وبكل حنان الأرض ضمها إليه


ويا ليته لم يفعل فقد كان عاري الصدر من جراء تمزيق قميصه


وجوري ترتدي ذاك القميص العاري الكتفين مما جعل


جسدها الهزيل يصطدم بصدره العريض فتولدت شرارة


من احتكاكهما فسرت قشعريرة رهيبة به مما جعله يحملها


بين ذراعيه ويلقي بها على السرير ففي هذه اللحظة ليس


هناك عائق بينهما هو و هي والباب موصد وهي مرمية على السرير


وقد انكشف عن ساقيها وجزء من فخذيها


ومن المجنون الذي يضيع عليه فرصة كهذه لكنه باسم


وقلبه الحديدي فتدارك نفسه قبل أن يقتربمنهاوأردف:



أنا لن أعطيك حريتك مهما فعلت ووصية والدك سأنفذها


رغما عنك ورغما عن اتهامات أم جيهان الجائرة وغادر


غرفتها بعد أن وجد أم جيهان تبكي خارجا وهي منهارة


من الحال الذي وضعت نفسها به ثم ما لبث أن اقترب منها


وحاول أن يخاطبها بعقلانيته وتفهمه وقال:
أريد أن أتحدث معك


يا أم جيهان في أمر هام وأتمنى أن تتفهمي وضعي قبل أن


تحكمي علي هكذا


أم جيهان وهي تبتعد لتدخل غرفة جوري:
ليس بيني و بينك


أي كلام ودعني أطمأن على ابنتي بعد ما فعلت بها


لكن باسم استوقفها بجسده واقفا أمامها معترضا على تصرفها


: أم جيهان أنا لم ولن أفعل أي شيء يضر بصغيرتي


أرجوك تعالي معي لأسفل لنتفاهم على وضعنا وسوء التفاهم


الذي وقع بيننا أرجوك



فما كان منها إلا أنها استجابت لمطلبه وتوجهت معه للحديقة


وجلس الاثنان حول الطاولة الموضوعة أمام المسبح



باسم: أولا أنا آسف لأني سمحت لنفسي بإخراجك من غرفة جوري


وثانيا أنا أشكرك على وقوفك معي لتربية صغيرتي فأنت


بعد الله كنت العون لي على تنفيذ وصية والدها رحمه الله


فهي أمانة لدي منذ وفاة والدها


وقد أوصاني بتربيتها ورعايتها حتى تبلغ سن الرشد


وطلب مني أن أحميها من عمها المستبد الطامع بإرثها


وأنا بدوري أنفذ وصيته لا غير لو كنت كما قلت أريدها


لنفسي ولأطماعي لتحول كل شيء من اسمها إلى ملكيتي


لم أكتف بذلك بل كنت اغتصبتها قبل ذلك ولم أراعي


صغر سنها هذا إذا اعتبرته اغتصاب فأنا زوجها كما تعلمين


وبأمر من والدها ومن يستطيع منعي من أخذ حقوقي منها


عزيزتي أم جيهان يبدو أن أحدهم قد غرر بك وأوصل


معلومات خاطئة عني فأنت منذ فترة تحولين منعي


من الاقتراب من جوري وهي قد اشتكت


إلي مسبقا من تصرفاتك الغريبة نحوي


لكني كنت دائما ما أدافع عنك أمامها بحجة أنك تعرفين مصلحتها


أكثر من نفسها لكن منذ متى وأنت تعرفين حقيقة علاقتي بها يبدو....


ثم صمت برهة وتذكر وقوف سيارة حازم أمام منزله قبل ست سنوات


وأضاف : أنا الآن عرفت السبب لا بد أن عادل ابن عم جوري أخبرك بهذه التفاهات


أليس كذلك؟


أم جيهان: بل غالية زوجة عادل هي من أخبرني الحقيقة


باسم وقد انكشفت أمامه الحقائق: لذلك قمت بقص شعر جوري


واستبدلت ملابسها بتلك القمامة واخترعت أسبابك الخاصة وأنا بدوري


صدقتك دون نقاش ثم ضحك على سذاجة أم جيهان وجهلها


بمكر ودهاء غالية والمؤامرات التي يحيكها أسرة عادل


إلى متى يا عادل ستتركني بحالي أنت وأسرتك ؟


ثم التفت إلى أم جيهان موجها الخطاب لها: انتظري هنا يا أم جيهان


سأعود بعد قليل ومعي البرهان على صدق كلامي


ثم توجه للداخل ولم يطيل الغياب ووفي يده مستندات في


ظرف محكم الإغلاق وقال: تفضلي هذه المستندات


التي تثبت ما أقول افتحيها الآن أرجوك


شرعت أم جيهان بفتحها وبدأت تقرأ محتواها


.................................................. .........................


(هي لم تكن أمية فقد درست في صغرها حتى وصلت المرحلة الثانية


من المتوسطة واضطرت لترك دراستها لتعيل والديها واشتغلت في خدمة المنازل)


.................................................. ............................


بدأت تقرأ محتوى الوصية ودفتر عقد القران وتأكدت من شيء لم


تتوقعه أبدا في الأوراق فقد نقل حصته كلها في الشركة لجوري


حتى المنزل الصغير الذي أعطاه إياه عبدالغفار كتبه باسم
أم جيهان


كان يريد بذلك ن يعوض عليها فقدانها لمن يعيلها وامتنانا منه على مساعدتها إياه على تولي تربية جوري )


هنا لم تستطع أم جيهان أن توقف دموعها وأمسكت يد باسم


لتقبلها لكنه سحبها في اللحظة الأخيرة وأضاف:


ما هذا الذي تفعلينه يا أم جيهان! أنا الذي يجب عليه أن يشكرك على وقوفك معي


وليس أنت لو كان أحدا غيرك لترك جوري ولم يبالي بها


ولم يستنزف كل هذه السنين من عمره ليحافظ عليها من ذئب مثلي


مستبد مريض بحب صغيرته ثم غمز لها وضحك



وأخيرا ضحكت أم جيهان وهي تمسح دموعها وقالت :


أنا آسفة سيدي لم أكن أقصد ما فعلت سامحني أرجوك


باسم وهو يهز رأسه بالرضا عنها:


ومن لا يستطيع مسامحة أم جيهان المرأة الخارقة والمدافعة


عن حقوق الإنسان ثم ضحك وأضاف أحمد الله أني مازلت


على قيد الحياة ولم تقتليني حينما خرجت من غرفة جوري


لو كنت أعلم ما يدور بخاطرك لخرجت بمدرعة دفاعا عن النفس كم كنت مفرطا بعمري وأنا أترك السكاكين في المطبخ


ضحكت أم جيهان من سذاجتها وقالت له:


أنا مستعدة لأن أقف أمام القاضي وأسلم نفسي للشرطة


على اتهامي إياك بالخيانة وبالغدر والأدهى من ذلك


اتهامي إياك بالاغتصاب وأنت زوجها


ضحك باسم ثم تذكر أمرا من جملتها الأخيرة وقال:


هل لي أن أطلب منك أمرابالغ الأهمية


أم جيهان وقد انعقدت حواجبها دليلا على إنصاتها وجديتها:


بالتأكيد


باسم : لا أريد لجوري أن تعلم بما دار بيننا ولا أريدها


أن تعرف علاقتي الحقيقية بها على الأقل الآن


فأنا أريدها أن تنضج و تتقبلني أولا ثم سأخبرها الحقيقة


وأيضا لا تخبريها بمضمون الوصية مهما كان


أريد منك عهدا الآن


أم جيهان : لماذا سيدي أرجوك يجب أن تعرف جوري بحقيقتك


وإلا تمادى ابن عمومتها بأذيتك وبروا لك المكائد فهي الآن


سبيلهم الوحيد


لكن باسم للأسف لم يستمع لنصح أم جيهان ويا ليته فعل


والأيام ستظهر ذلك


وقبل أن يغادر باسم استوقفته أم جيهان بسؤال:


سيدي هل لي أن أعرف ماذا كان يفعل ذلك الشاب


هنا في الصباح ؟


باسم وهو يكتم ضحكته : الوسيم


أم جيهان و بكل براءة: نعم


ابتسم باسم بخبث ثم أجاب:


لقد طلب مني يدك للزواج وأنا بدوري رفضت


حتى لا تبتعدي عن ناظري فأنا الآخر يبدو أني مغرم بك


فطردته من المنزل


لأنه يبدو أنك معجبة به فمنذ وصولي وأنت تسأليني من هذا الوسيم الآن قد تأكدت ظنوني


يبدو أنك وقعت في غرامه وأنا المسكين أمامك كل هذه الفترة ولم


تسألي عني يا لأنانيتك لكن هيهات أن تذهبي وتتركيني هيهات



ضحكت أم جيهان من دعابته وأجابت:


كلا سيدي فأنت فهمتني خطأ أنا فقط استغربت من أناقته


في الصباح الباكر وكأنه يريد طلب الزواج


باسم وهو يخفي ألمه بابتسامة مصطنعة:


هل تعلمين أنه بالفعل جاء ليتقدم للخطبة


هنا أدركت أم جيهان حجم معاناة باسم وقالت:


لا تقل لي أنه طلب منك يد جوري أي زوجتك


اكتفى باسم بهز رأسه موافقة على كلامها


أم جيهان : يا لك من مسكين .... ثم صمتت


وأضافت أنا آسفة سيدي لم أكن أقصد ما قلت


ضحك باسم من بساطتها وأردف:


في هذا صدقت أنا بالفعل مسكين


ولم تفهم أم جيهان جملته وما كان يقصده بها

،



ولا أنتم مشاهدي القراء لا تعلمون ما كان يقصده وفي الأجزاء الباقية


ستعرفون معنى قوله إن شاء الله


والآن أستودعكم الله ومع بارت آخر في يوم مشمس جميل آخر
.................................................. .................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 05:57 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الثالث عشر




صعدت أم جيهان لغرفة جوري حتى تصحح غلطتها الشنيعة


التي ارتكبتها في حق باسم المظلوم وفي حق جوري البريئة


طرقت باب الغرفة قبل أن تدخل فوجدتها نائمة على وجهها


وقد انتفخت ملامحها من البكاء وشعرها متناثر كحبات اللؤلؤ


بعفوية على جبينها ووضعيتها ما زالت عليها كما تركها باسم


حتى إنها لم تستبدل ملابسها اقتربت منها أم جيهان وحاولت أن


تزيحها لتجعلها على وضعة مريحة لكنها لم تستطع فاضطرت


لتستدعي باسم حتى يساعدها وحينما طلبت منه ذلك ابتسم وقال:


هل أنت متأكدة مما تقولين أو لست خائفة أن أستغل الوضع


لكن أم جيهان دفعته شيئا فشيئا حتى استقر واقفا أمام جوري


فوضع إحدى يديه تحت خصرها والأخرى تحت عنقها


ورفعها بهدوء حتى استطاع أن يضعها على الشكل المطلوب


وهم بالمغادرة لكن أم جيهان طلبت إليه أن يساعدها على


تغيير ملابسها لكنه رفض بشدة فتوسلت إليه مرارا حتى استسلم


لرغبتها وهو مكره فقامت من فورها وأحضرت ملابس النوم لجوري


فكان الوضع كالآتي :


باسم يرفع جوري تدريجيا وأم جيهان تستبدل الملابس بدءا


من القميص فكانت كلما قامت بنزع جزء من ملابسها يلتفت للجهة الأخرى حتى تنتهي


إلى أن فرغت من مهمتها


ولاحظت أم جيهان تصبب عرقه من جبينه ونفسه المتوتر


صعودا وهبوطا وهو يلهث وكأن أحدهم يطارده طلبا لروحه


فعرفت ما ألم به وندمت على ما فعلت به


دون أن تدرك ما سيحدث لباسم وما إن انتهيا حتى


غادر غرفتها وقبل أن يفعل طلب من أم جيهان أن تنام


معها في نفس الغرفة وتوصد الباب جيدا استغربت من


تصرفه لكنها وافقت


خرج جسده من غرفة جوري لكن قلبه لم يفعل


فحدث نفسه معاتبا: كيف سمحت لنفسي بتلمس جسد


صغيرتي والاستمتاع بها ماذا فعلت؟
إن كل جزء فيها ملكي


ولا أستطيع التصرف به , سامحك الله يا أم جيهان


أثرت غريزتي بتصرفك العفوي آآآآآآآآآآآآآآه منك


يا جوري يبدو أن نهايتي ستكون على يديك ولن تتركيني حتى


انضم لمجنون ليلى ومهووس جولييت


آه يا أم جيهان لو تدركي ما فعلته بعقلي لما استغربت


طلبي أن تنامي معها في هذه اللحظة أريدك


أن تعودي لمهنتك السابقة كحارس شخصي لصغيرتي من


شهواتي وغريزتي فأنا لا أعرف إلى أين ستقودني أهوائي


ولم أعد واثقا من سيطرتي على نفسي


.................................................. ...................



أشرق صباح جديد وتوجه باسم للمطبخ ليتناول


إفطاره كالعادة مع جوري لكن ظنه لم يكن بمحله


فهي لم تغادر غرفتها منذ استيقاظها هذا مما استفهم من


أم جيهان فتردد قبل أن يطرق باب غرفتها ولكنه تشجع


وفعل


جوري: قلت لك ياأمي لا أريد الفطور أرجوك لا تحاولي


باسم: أنا لست أمك أنا عمك باسم


جوري وفي صوتها ارتجاف :


أرجوك عمي لا أريد أن أتناول طعامي


باسم: أنا آسف حبيبتي على تصرفي الأرعن معك بالأمس


وأعدك بالتعويض عليك و أم جيهان بنفسها ستوضح


لك سبب سوء التفاهم الذي حصل بيننا


جوري : أرجوك لا تضغط علي أنا لن أخرج يا عمي لن أخرج


أم جيهان : أرجوك يا ابنتي استمعي لباسم ولو


لمرة واحدة فأنا لم أكن في وعيي بالأمس حينما اتهمته


جوري : لكنك قلت إنه .....قاطعتها أم جيهان: افتحي الباب


ولا تعاندي سأوضح لك الأمر


جوري : حاضر لحظة أمي


تقدمت للباب بخطى متثاقلة وفتحته


باسم وهو يقترب منها بكل هدوء : أنا آسف أميرتي


جوري و هي تبتعد عنه تدريجيا : أرجوك لا تقترب مني أبدا


أم جيهان : ماذا أصابك إنه فقط يريد الاعتذار منك لا تكوني قاسية


استغربت جوري من تقلب حال أمها لهذه الدرجة وبين


ليلة وضحاها فبالأمس كانت تحذرها من الاقتراب منه


واليوم تريد منها أن ترتمي بحضنه لكنها عاندت


أمها هذه المرة وقالت : أنا لست لعبة لديك توجهيني أينما


شئت مرة تأمريني بالابتعاد عن عمي ومرة أخرى تطلبي مني


الاقتراب منه ماذا حدث أنا لا أفهم شيئا من تصرفاتك


أم جيهان: أرجوك بنيتي استمعي لما سيقول باسم وأنا


أوافقه القول فما حدث بالأمس كان خطأ مني دون قصد



باسم : أنا أشرح لك عزيزتي بالأمس حينما كان بضيافتي


فارس ابن عمك وعلمت برغبته بالارتباط بك غضبت مني


واليوم حينما علمت برفضي إياه رضيت عني هذا كل شيء



جوري وهي لم تفهم بعد الألغاز التي ألقاها باسم:


وما دخل فارس فيما يحدث الآن؟


نظر فارس لأم جيهان ووجدها هي لأخرى مستغربة


فاستكمل حديثه وعلامات الجد مرسومة على جبينه:


لأنها و باختصار تحب ابن عمك المصون واشتعلت الغيرة


لديها من أنه سيرتبط بك وظنت أني وافقت عليه


فأعلنت الحرب علي وقالت : (علي وعلى أعدائي)


فاتهمتني أمامك بأبشع الاتهامات واليوم عندما أخبرتها


برفضي فارس تهللت أساريرها وتبرعت لتصلح بيني وبينك


هنا لم تستطع جوري أن تتمالك نفسها فانفجرت ضحكا


على أم جيهان وعلى ردة فعلها فكانت فاغرة فمها غير


مصدقة لتصرف باسم وأخيرا اشترك الجميع معها بالضحك


ثم فتح باسمذراعيه لحبيبته التي ارتمت بأحضانه دون تردد


وأخيرا سيسمح لها أن تعود لعلاقتها الطبيعية معه دون


أن تعترض أم جيهان طريقهما وسار


الجميع لتناول إفطارهم والود و الهدوء يعمهم


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


ألتفت باسم لجوري وأخبرها بأن تستعد للسفر من الغد


جوري وهي لم تستوعب بعد : إلى أين سنسافر


باسم : سأقول لك لاحقا لكن تأكدي من حزم أمتعتك جيدا


وحاولي ألا تنسي شيئا من أغراضك الخاصة فرحلتنا


ستستغرق أطول فترة ممكنة


جوري وقد قفزت من مكانها لمقعد باسم فجلست


على فخذه و أرسلت قبلة حارة على وجنتيه دون هوادة


وأم جيهان تراقب ما يحدث أمامها دون تعليق سوى أنها تدعوا


في قلبها لباسم أن يلهمه الصبر على ما هو فيه


.................................................. ..........................


مضى اليوم بسلام وجاء اليوم الذي يليه ويحمل في طياته الكثير لأبطالنا



تجهزت جوري منذ الصباح وتناولت إفطارها بحماس


وتوجهت للسيارة استعدادا للرحيل و باسم أيضا لم يكن


أقل حماسة منها وما هي إلا ساعة بالضبط حتى صعد


الجميع إلى السيارة وبدأت رحلتهم للمجهول


قطع باسم مسافة طويلة قبل أن يصل إلى وجهته


وصل بعد أن استنفذ كل طاقاته في هذه الرحلة الشاقة


وأخيرا وصلوا لوجهتهم و جوري لم تصدق وصولهم


حتى فتحت باب السيارة وتوجهت للمنزل الكبير الجميل أمامها


فقد كان قريب من البحر ويتكون من طابقين كبيرين


وبه جلسات على الشرفة تطل على الشواطئ أمامها


فصرخت من شدة انبهارها بالمنظر :


يا سلااااااااااااااااااااااا ااام ما أجمل هذا المكان


كم أتمنى أن ننتقل إليه مستقبلا


باسم وهو يضحك على حركاتها الصبيانية :


ولماذا مستقبلا الآن لو أحببت


جوري وهي لا تصدق ما تسمعه:


هل أنت جاد يا عمي فيما تقول؟


باسم :


ومنذ متى لم أكن جديا فيما أعد به أم أنك نسيت


طلبك مسبقا بالعيش في مدينة والدتك رحمها الله


جوري : هل هذه المدينة التي كانت تعيش بها أمي ؟


باسم : بالطبع


جوري: وهي تقفز وتضحك و تتعلق بباسم الذي الضحك


حمل باسم الحقائب وأمر أم جيهان أن تعد له حمانا دافئا


ليريح أعصابه من عناء السفر وبعد أن اجتمعوا حول سفرة


الطعام قال باسم موجها كلامه لجوري:


بعد أن نستريح ونرتب أمورنا في هذه المدينة سأذهب إلى


مدرستك لأطلب نقل ملفك إلى هنا


جوري والتوتر باديا عليها: كلا أنا من سيذهب لأطلب نقلي


باسم مستغرب : لماذا تتعبي نفسك أنا أو أنت فالأمر سيان


وقفت جوري معارضة : كلا بل أنا من سيذهب أرجوك


باسم: حاضر لا تنفعلي لكن هل لي أن أعرف السبب


عادت جوري لمقعدها وأضافت:


أنا أريد فقط أن أودع زملائي بالفصل وألقي التحية


على طاقم التدريس لآخر مرة فلا تحرمني هذه اللحظة


رضخ باسم لرغبتها و واعدها بأنه سيسافر بها حين تواتيه الفرصة أي في أقرب وقت



لم يكن باسم يدرك نية جوري لأنها لا تريده أن يعلم


بما حدث لها مع وسيم و فارس


.................................................. ...............



مرت الأسابيع على أبطالنا دون أحداث مهمة



فباسم كان منشغلا بنقل إدارته لهذه المنطقة



وجوري كانت تمارس هوايتها في الرسم من على الشرفة


لمنظر الشاطئ الجميل كلما شعرت بالملل



وأم جيهان منشغلة بترتيب المنزل الجديد وحاجياتهم



.................................................. ................



مر شهر بالضبط عليهم وكان اليوم هو اليوم الموعود لجوري


كي تسحب ملفها من المدرسة القديمة وطلبت من باسم


أن ينتظرها بالخارج فلم يعارض هو الآخر لأنه كان


مشغول بعقد صفقة في هاتفه النقال مع زبون جديد


وفي أثناء مرورها على مكتب المدير


التقت في طريقها بفارس الذي كان يقف وكأنه ينتظر قدومها


تجاهلته وتوجهت لمكتب المدير لكنه اعترض


طريقها وأمسك بمعصمها محتجا على تجاهلها له


جوري وهي تحاول أن تنتزع يدها من فارس:


اتركني أرجوك أمضي لسبيلي




فارس وهو يشدد على قبضتها: لن أتركك قبل أن تفسري لي سبب رحيلك عن هنا


جوري : اتركني فأنت تؤلمني


فارس : لن أتركك قبل أن توضحي لي لماذا رحلت ولم تبقي هنا ؟


جوري : وما دخلك أنت ببقائي هنا من عدمه


فارس : إلى متى يا جوري تصممين على تجاهلي هكذا ؟


أم أن وضعك مع باسمأنساك حب طفولتك ؟


جوري مستفهمة : وضعي مع باسم ماذا تقصد أوضح؟


فارس : يكفي تمثيلك لدور الضحية البريئة دوما


فأنا لم أعد أصدق أنك لا تعلمين بعلاقتك مع باسم


جوري ولم تفهم بعد ما يرمي إليه فارس :


ما شأنك بعلاقتي مع عمي؟


ضحك فارس ضحكة خبيثة وقال :


عمك قلت لي عمك إذا فأنت لم تعلمي بعد بحقيقة علاقتك به


جوري وقد ملت من الوقوف مع فارس :


إما أنك ستبوح لي بما في جعبتك أو تتركني أكمل مهمتي


فارس : عمك يا عزيزتي ليس بعمك


جوري : أهو لغز تريد مني حله


فارس : كلا بل هو حقيقة لا مفر منها فعمك كما يدعي


يكون .......... ثم استطرد زوجك أيتها البريئة


جوري والصدمة حليفها : م ...م....مـــــــــــاذا؟


فارس وابتسامة النصر تشق وجهه :


آه يا مسكينة ألم يخبرك إلى الآن عن صلة قرابته بك


استشاط وجه جوري غضبا ونزعت يدها من فارس وأردفت :


أنت تكذب إن ما تقوله غير صحيح لأنك


تكرهه لأنه قام برفضك


هز فارس رأسه مستهينا بها وأضاف :


ألم تطلعي على أوراقه الرسمية هل هناك تشابه في

الألقاب أم أن هذه كذبة أيضا



اسمك بالكامل جوري عبد الغفار الحاكم


واسمه على ما أظن باسم سيف القادري


فهل هناك تشابه مثلا


لم تستطع جوري التحدث بعد ما سمعته من فارس


واتجهت ركضا إلى باسم بعد أن طرأت عليها فكرة شيطانية


تقدمت إليه وهو يتحدث بالهاتف سألته أن يعطيها


هويته لأن المدير طلب منها البطاقة الشخصية لولي أمرها


لم يتردد في إعطائها ما تريد ولم يشكك في نواياها


بينما انزوت بعيدا عنه وأخذت تقرأ اسمه بالكامل


وبالفعل وجدته كما قال فارس رفعت بصرها للتأكد من خيال


أحدهم كان يراقبها وهي تدقق في اسم باسم وشهقت قائلة:


أنت ماذا تفعل هنا


فارس : ماذا أفعل برأيك جئت لكي أتأكد من تصديقك لي


جوري وهي تكابر فارس : حتى وإن كان كلامك صحيحا


فهذا لا يعطيك الحق في ملاحقتي من مكان لأخر وهمت بالمغادرة


لكن فارس لم يعطيها المجال واحتضنها بقوة
جوري : أتركني آه...آه وتقطعت أنفاسها
و هو يطبع قبلة قوية


على شفتيها مما جعلها تفقد التوازن وكادت أن تسقط


لولا يد فارس التي تداركتها في اللحظة الأخيرة


وقال وهو يمسك خصرها : ماذا أصابك



لِم لَم تسيطري على توازنك أثناء



تقبيلك هذا يعني أنك



تبادليني نفس



الشعور


تحدثي أرجوك لماذا أنت صامتة هكذا ألا تبادليني



نفس الشعور لماذا تكابرين



فليس هنا غيرنا أنا و أنت فقط


لكن للأسف كانت هناك أعين أخرى تراقبهم


وقد ضاقت حدتها غيظا مما رأت و.....



.................................................. ..............




انتهى البارت


.................................................. ................


يا ترى من الشخص الآخر الذي كان يراقبهم ؟

هل هو شخصية جديدة في الرواية ؟

وجوري كيف ستتعامل مع وضعها الجديد ؟

وباسم هل سيقف صامتا أمام فارس وتعدياته على زوجته ؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 05:59 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

تابع البارت الثالث عشر




فارس:



تحدثي أرجوك لماذا أنت صامتة هكذا ألا تبادليني



نفس الشعور لماذا تكابرين



فليس هنا غيرنا أنا و أنت فقط



لكن للأسف كانت هناك أعين أخرى تراقبهم



وقد ضاقت حدتها غيظا مما رأت وتقدم صاحبها



ببطيء حتى اقترب منهم وأطلق ضحكة



صاخبة حتى دب الرعب في جسد جوري



فأطلقت جوري صرخة وركضت بعيدا



تاركة فارس مع الشخص الآخر



جلست في ساحة المدرسة على أحد المقاعد



المرصوفة وأطلقت زفرة بعيدة المدى



علها تهدأ من روعها و نظرت ليديها



فتذكرت أنها ما زالت تحمل بطاقة باسم



استجمعت قواها وتوجهت لمكتب المدير



وأخبرته عن رغبتها في النقل لمنطقة أخرى



في ذلك الحين أخبرها المدير أنه لا يستطيع



تنفيذ رغبتها دون موافقة ولي أمرها



أحست أنها حوصرت فهي لم ترغب أبدا



أن يحتك بالمدير مطلقا فحاولت معه



مرارا أن يسلمه الملف دون اللجوء لباسم



دون جدوى فاستسلمت له وذهبت لتخبر



باسم بذلك وهي في نفس الوقت متخوفة



من اصطدامه بفارس فلو علم بوجوده



وجراءته معها ربما تحولت ساحة المدرسة



إلى حلبة لمصارعة الثيران



خرجت باحثة عن فارس علها تخبره بأن يبتعد عن باسم



لكنه ذهب جهدها في البحث هباء وقررت أن تتوجه



إلى باسم لتخبره أن المدير



يريد مقابلته شخصيا



ترجل من سيارته وتوجه مباشرة لمكتب المدير



وقرع دقات جوري تكاد تخترق صدرها



خوفا من المواجهة بين باسم و فارس



عاد باسم من مكتب المدير والغضب يعلو محياه



صعد إلى السيارة دون أن يلتفت إلى جوري المرعوبة



بادرته بالسؤال عن ملفها وهل استطاع الحصول عليه لكنه



انطلق مسرعا دون أن يعلق على كلامها أو يجيبها حتى



ويبدو على وجهه الوجوم والتوتر ولم ينطق ببنت شفة



جوري : هل رفض أن يعطيك إياه



لكن باسم اكتفى بإيماء رأسه



جوري وهي تحدث نفسها:



ماذا حل به لماذا بقي صامتا ؟



منذ حضوره أمن الممكن أن يكون فارس بطيشه أخبره بما حدث



ثم تذكرت تلك اللحظة وسرت قشعريرة رهيبة إلى جسدها



وأطلقت تنهيدة طويلة مما أثارت فضول باسم وأخيرا نطق:



ماذا حصل لماذا تطلقين زفرات مشوبة بأنين ماذا حدث



وكأن شيئا رهيبا حصل لك



التفت إليه مذعورة : لا لم يحدث شيء أنا فقط ....أنا الملف



.... يجب أن تحضر ..... أقصد لا.... لا يجب أن تستلمه



باسم ولم يفهم شيئا مما قالت أو سبب توترها:



ماذا هناك لماذا أنت متوترة هكذا ؟



جوري والدموع تتجمع بعينيها :



صدقني لا شيء فقط سأشتاق لزميلاتي ولمعلماتي



وسأفتقد أشخاص أعزاء على نفسي



باسم : هل أنت متأكدة من أن هذا هو السبب



جوري بصوت أشبه للبكاء :
نعم



باسمدون أن يلتفت إليها:



ألم تسأليني لماذا رفض المدير إعطائي الملف



التفت إليه مذعورة :



لماذا ؟



باسم :
في المنزل سأخبرك



إذ أننا سنضطر للنوم في بيتنا السابق حتى ننجز مهمتنا



جوري وبدأت تستوعب وضعها الجديد مؤخرا :



هل سننام بمفردنا أنا و أنت في منزلنا القديم



باسم ونظرة الحدة تعلو قسماته:



لا سوف نستدعي الجيران وأم جيهان سنحضرها



في البريد السريع , ما رأيك ؟ أكيد سننام لوحدنا ما هذا السؤال



الغريب أول مرة تتطرقين لخلوتي بك ماذا أصابك



جوري:



لا ...لاشيء فقط كنت أسأل



................................................



وصلوا لمنزلهم القديم وبمجرد وصولهم



هرعت جوري إلى غرفتها دون أن تنتظر باسم



باسم وهو يدخل الحقائب:



جوري أين أنت ألا تريدين حاجياتك أين ذهبت



لكنه لم يسمع صوتها توجه لغرفتها من فوره وطرق الباب



:جوري ...جوري افتحي الباب لماذا توصدين الباب هكذا



جوري : أريد أن أستبدل ملابسي فقط سأخرج بعد قليل



باسم وبدا على نبرته الهدوء : حسنا لكن لا تتأخري



حتى لا يبرد طعامنا



جوري : وبصوت متقطع : ح...حــــــ.....حاضر



و ما هي إلا لحظات حتى انضمت إليه على سفرة الطعام



فكانت متوترة بعض الشيء تارة تأكل



وتارة تسرح في باسم أما هو



كان هادئا جدا على عكس قبل قليل حينما قدم من مكتب المدير



باسم والثقة في نبرته:



هل التقيت بفارس يوم استلام الشهادة



سقطت الملعقة من يد جوري لا إراديا



باسموملامحه لم تتغير أو حتى ينظر صوبها :



سأسألك بصيغة أخرى هل تشاجرت مع فارس ذلك ليوم



جوري وهي تقف وأرجلها بالكاد تحملها من الرهبة:



أنا ...من ... فارس .... من بدأ أقصد وسيم



كان وسيم صدقني ......أنا وشرعت بالبكاء



باسم والجمود لم يفارقه بعد:



سألتك سؤالا واضحا في اعتقادي لا يحتاج كل هذا التوتر



جوري : أنا... من قال بأني متوترة أنا فقط .كلا لم أشاهده



قاطعها باسم بحدة :



أنت تكذبين لقد قال المدير كل ما دار بينكما



وتقدم إليها ورفع وجهها إليه متسائلا :



لماذا تخفين عني علاقتك الحقيقية بفارس ؟



ألم تخبريني مسبقا بأنه كشقيق لك, لماذا



إذا تسمحين له أن يتقدم إليك ليحميك من المدير



بقوله إنه خطيبك لابد من أن المدير لم يصرح لي



بذلك إلا عندما شاهدك تختلين به وإلا لما



تصارع مع وسيم مدافعا عنك ........ تكلمي أرجوك



أجيبيني فأنا لم أعد أحتمل صمتك أكثر من ذلك



جوري ومن بين شهقاتها :
كما خبئت أنت عني حقيقة



علاقتي بك ..أنني زوجتك ولست بابنة أخيك



لماذا تخدعني وتطلب مني أن أكون صادقة معك



تراجع باسم للوراء من هول الصدمة وقال بحدة:



أنا لن أسمح لك أو لحقير مثل فارس أن يتعدى حدوده معي



هل سمعت و ستبقي تحت إمرتي سواء



بمسمى عمك أو زوجك أي الخيارين لك مطروح



جوري:
لماذا تظلمني معك بهذا الشكل وما ذنب فارس



هل أجرم حينما قدم حبه على طبق من الصراحة



باسم :
ما الذي تهذين به هل جننت



وفارس إن حاول التقرب منك مرة أخرى



لن أتوانى عن ردعه إنه يجني عليك وعلى نفسه بالاقتراب منك



إن حبه لك خطأ واعترافه بذلك جناية أكبر



ويجب عليه أن يعاقب على ذلك



جوري :



هل هذه جنايته ؟ هل تسمي الحب النقي جريمة,



إن كان كذلك فأنا سأعترف لك أيضا



نعم أنا أحبه أحب فارس منذ صغري



وهو حينما تقدم إليك خاطبا إياي لم يكن



مثلي يعلم بحقيقة علاقتنا فتقدم إليك



بكل صدق ليطلب الارتباط



وكانت مشاعره حقيقية ليس مثلك الخداع هو شعارك




ثم قامت بحركة جريئة لم يتوقعها باسم أبدا



قامت بتمزيق قميصها حتى بانت ملابسها الداخلية



وقالت جملتها وهي تضرب بطنه وصدره بعشوائية



والدموع تتهلل من مقلتيها:



خذ ما تشاء مني لكن بعدها أطلق سراحي



أرجوك ودعني أعيش حياتي مع من اختاره قلبي



مما جعلباسم يقف



متجمدا بمكانه لا حول له ولا قوة فضربتين



بالرأس دفعة واحدة تؤلم



لكنه استجمع قواه وأجابها وعينيه تحدق بعينيها:



على جثتي , سمعت يا جوري



لن أترك وغدا خسيسا مثل فارس يختطفك مني مهما كان



كان رده طبيعيا لمثل حاله فقد



صدمه ما سمع من حبها لفارس ابن عدوه
ومن معرفتها بعلاقته بها



ابعد يديها عنه وأزاحها بلطف عن طريقه وتوجه للخارج



وحرارة زفراته لو اقتربت منها للسعتك لهيبا من الغيظ



بينما عادت جوري لغرفتها وأغلقت الباب بإحكام حتى لا يكتسح



غرفتها بغتة واستمرت بالنحيب حتى استسلمت للنوم



أما باسم فلم يطاوعه قلبه أن يبتعد عن صغيرته فاكتفى



بالانزواء داخل سيارته حتى تهدأ نفسه



.................................................. ......



مرت ساعات على باسم وكأنها دهر لما ألم به من حزن



وأخيرا قرر العودة للداخل بعد أن تأكد من خلودها للنوم فهو لم يعد



يسمع لها حركة أو صوت وبالفعل كان محقا عندما حاول



أن يدخل غرفتها وجدها موصدة فاستطرد يحدث نفسه:



مسكينة تعتقد أنها تحمي نفسها مني بتصرفها البريء



آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآخ
يا جوري ما زلت طفلة



حتى تقدري ما قمت به لأجلك من ذا الذي يصبر



كل هذه الفترة وبعمري عن النساء أو ممارسة غريزته



الطبيعية لقد قمت بخنق مشاعري وكبت شهوتي لأجلك



ولم أحاول مجرد محاولة استغلالك في أي ظرف مع أنك



تحت ناظري في كل حين ولا يوجد من يردعني عنك



لكنك للأسف لا تدركين معنى العهد وبالذات إن كان عهدا بين الرجال



فوالدك رحمه الله أخذ مني عهدا ومواثيق على المحافظة عليك



وأنت بتصرفك الأرعن تحاولين التشكيك بنزاهتي لكن لا



لن أخضع لحماقاتك وطيشك مهما استفززتني



ومهما حاولت إغرائي فأنا لن أرفع راية الاستسلام مهما كان



أما حبك لي فهي مسألة القلوب لا أستطيع التحكم بها



وتذكر تلك المقولة التي تشير لحاله:



لا شك في أنك أغبى الناس



إذا كنت تبحث عن الحب في قلب يكرهك



...............................................



وفي منتصف الليل خرجت جوري وهي
تتسحب على أطراف قدميها كاللص
حتى لا تشعر باسم بوجودها وتسللت
إلى المطبخ ملبية لطلب معدتها التي ثارت
عليها تضورعا من الجوع ففتحت باب الثلاجة
باحثة عن ما يناسب لتتناوله فوجدت بعض الفاكهة
وعصير طازج لم يفتح قنينته بعد جهزت لها مائدة صغيرة
وشرعت بتناول طعامها وهي تلتفت يمنة ويسرة حتى
ترقب بعينيها باب المطبخ فهي لم ترد أن يكشف أمرها
لكن هيهات أن تختبيء عن ناظره فقد كان واقفا في زاوية
المطبخ دون أن تنتبه له وحرص على عدم إصدار صوت
حتى لا يفزعها فالمكان كان مظلم بعض الشيء إلا من
بصيص قادم من إنارة الفناء الخارجي وتركها حتى
انتهت من غذائها وتوجهت لغرفتها لتكمل نومها وهو الآخر
ذهب لغرفته بعد أن اطمأن عليها وعلى عشائها فاستسلم للنوم
.................................................. ....
في صباح اليوم التالي استيقظ فارس قبل صغيرته
وأعد لها الإفطار الذي تحبه ووضعه على الطاولة
وغادر للخارج قليلا حتى تأخذ راحتها ولا تخجل من
وجوده وتستطيع أن تكمل إفطارها
وبعد تقريبا الساعة والنصف جاء باسم وهو
يحمل في يديه بعض الأكياس ووضعها في غرفة الجلوس
وتوجه للمطبخ ليجدها واقفة تطل على الحديقة من نافذة
المطبخ ويبدو على السرحان تنحنح قبل أن يدخل
مما جعلها تنتبه إليه وقال:
أتمنى أن تجهزي الآن فنحن سنغادر بعد قليل
إلى مدينتنا الجديدة وستجدين في غرفة الاستقبال
بعض الأكياس تحتوي ملابس جديدة لك أتمنى
أن ترتديها قبل ذهابنا فأنت وعلى حد علمي
لم تتجهزي جيدا للسفر ولم تكوني مستعدة مثلي
للنوم هنا لذلك اسرعي فليس لدي الوقت
غادرت جوري المطبخ تنفيذا لكلام باسم لكنها
أثناء خروجها مرت بجانبه فقد كان يقف أمام الباب
فشعر بحراراة جسدها تخترق ملابسه بمجرد مرورها
إلى جانبه فأطلق تأوهات رغما عنه وهي أكملت طريقها
بلا مبالاة
.................................................. ..
في الطريق
باسم وهو يخاطب جوري:
لماذا لم تتناولي إفطارك اليوم؟
جوري وهي تشيح بنظرها عنه:
لا أرغب
باسم ونبرة الحنان تطغوا على صوته؟
لماذا صغيرتي تعاندين
صدقيني يا جوري في يوم ما
ستقدرين ما قمت به وسأطلق سراحك
كما تشائين لكن بعد أن أنفذ وصية والدك رحمه الله وتبلغين سن الرشد , لكن الآن
ما زلت صغيرة على اتخاذ القرارات
لكنها لم تتفاعل معه وفضلت الصمت
أكمل الاثنان طريقهما إلا أن وصلا إلى منزلهما
وأم جيهان بالطبع كانت في استقبالهما بحفاوة
أم جيهان : يا أهلا وسهلا بنور المنزل وشعلته
لقد اشتقت لكم كثيرا لماذا تأخرتم في العودة
باسم :
لظروف فوق طاقتنا , هل الحمام جاهز والطعام
أم جيهان وبكل ثقة : طبعا كل شيء جاهز لك و لصغيرتك
والتفت باحثة عنها فلم تجدها معه لأنا انسلت إلى الداخل
وصعدت غرفتها ودخلت في نوبة من البكاء
على حالها وفراقها مع الأحباب وإجبارها على العيش
مع باسم الذي تحول من عمها إلى زوجها دون مقدمات
سمعت طرق الباب لكنها تجاهلت النداءات لها
وغطت وجهها باللحاف
و.....................

انتهى البارت


كيف ستتصرف جوري مع وضعها الجديد؟
وما ردة فعل باسم من تجاهلها له ؟
هل سيأخذ حقه منها لإتضاح الأمور بينهما أم سيحافظ على
عهده؟
انتظرونا


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 06:35 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الرابع عشر





هدأ طرق باب غرفة جوري وغادرت أم جيهان



بعد شعرت بالخيبة من تصرف جوري



.................................................. ...........




اجتمع باسم بأم جيهان و أوضح لها ما حدث في رحلته



أم جيهان: لماذا يا باسم كلما اقتربت من جوري باعدت بينكما الظروف



باسم وهو مغلوب على أمره :



هذا قدري وأنا راض به




أم جيهان : الآن ماذا ستفعل وكيف ستتصرف معها



بعد أن انكشفت لها الحقيقة ؟




باسم : لا شيء سأعاملها كما السابق على أساس عمها



أم جيهان : وهل ستتحمل في الأيام القادمة قربك منها بعد



أن تغير الوضع ؟




باسم : نعم كما السابق



أم جيهان : دعني أتفاهم معها سأحاول أن أجعلها



ترضخ لك وتتقبل كونك زوجها فقط اترك الأمر لي




باسم : لا أرجوك لا تتدخلي فيما بيننا دعيها



تتقبلني كما أنا دون ممارسة الضغوط عليها



وإذا حدث أنها لم تبادلني الشعور سأحررها كما طلبت مني



آه يا أم جيهان لو تعلمين ما أكنه لها من حب لو تعلمين




ثم تنهد واستأذن منها لينام في غرفته فالوقت كان متأخرا



وقبل أن يغادر طلب أم جيهان أن تطمئنه على جوري



وهي بدورها صعدت لغرفة جوري لتلقي عليها نظرة



قبل أن تخلد للنوم فوجدتها تحتضن وسادتها وتغط في نوم عميق



.................................................. ............



مرت الأيام والأسابيع والشهور وابتدأ الفصل الدراسي الجديد



وانتقلت جوري لمدرسة جديدة عليها بطاقمها



وفي يومها الأول التقت بمربية الفصل وكانت سيدة



يبدو عليها الاحترام وكانت تتميز
ببشرة فاتحة



وقوام رشيق وعيونها و شعرها كان حالك السواد تقدمت ببطيء من جوري



المنزوية على نفسها في الفصل وعرفت بشخصها قائلة: أهلا بك معنا



فأنت الطالبة المستجدة لدينا أنا معلمتك الجديدة وأدعى نسرين وأنت



جوري : أنا اسمي جوري تشرفت بك



تجاذب الطرفان الحديث فقد ارتاحت جوري لمعلمتها الجديدة للباقتها في التعامل مع الآخرين




انتهى اليوم الدراسي وغادرت جوري عائدة لمنزلها



مع السائق الجديد نور الدين وكان أعجمي الجنسية تنفيذا لطلب جوري



بأنها تريد سائقا خاصا وحتى تتجنب قدر المستطاع الاجتماع بباسم



وطبعا باسموافقها الرأي لأنه وجد به الحل للفرار من مجابهتها



والاحتكاك بها لأن قربها يوتره ويوقظ في نفسه رغبات أجبرها



على الخمود كجمر الموقد في حرقة الصيف



.................................................. .............




مر شهر آخر على أبطالنا
وجوري كعادتها تحول التهرب من



مقابلة باسم من حين لآخر لكن الطعام هو الشيء الوحيد الذي كان يجمعهما رغما عنها



بينما كان هو ينتظر لقاءها في هذه الأوقات وكانت أسعد لحظاته حتى وإن



لم يظهرها لجوري إلا أن استراق النظر إليها من حين لآخر يفضح مشاعره



المتأججة أمام أم جيهان وهي بدورها كانت تشفق على حاله وتدعوا له بالصبر حتى ينفذ وصايته عليها
ويشتد عودها





.................................................. .......................




مر عام بالكامل واليوم يوافق



الخامس والعشرين من تشرين الأول
أي يوم ميلاد جوري



فعمرها الآن ستة عشر عاما




وباسم بالطبع كانت لديه مسؤوليات ذلك اليوم لكنه أرجأها لوقت آخر



وأخبر أم جيهان بأنه يعد مفاجأة لجوري ستفرح بها بالتأكيد
.................................................. ...............




استيقظت جوري على ملامسة أحدهم لخدها الناعم محاولة منه إيقاظها بهدوء



جوري : أرجوك أمي أريد أن أنام لخمس دقائق فقط امنحيني إياها أرجوك



قالت عبارتها وهي مغمضة العينين



لكن جاءها صوت من خلف اللحاف امتزجت خشونته رجولة وفي هدوءه حدة



رفعت رأسها غير مستوعبة للصوت فقد تشابهت عليها الأصوات



واختلطت وقررت أن تقطع شكوكها لتعرف من صاحب الصوت



وجدته يجلس على حافة السرير ويديه تداعب خصلات شعرها المبعثرة



ولا يفصل بينهما سوى بضع سنتيمترات وهو ينادي عليها :



صغيرتي استيقظي




انتفضت من مكانها واقفة من شدة الذعر وقالت :



ما الذي تفعله هنا في غرفتي في هذا الوقت المبكر



باسم وتعلو شفتيه ابتسامة:



ماذا أفعل برأيك أحببت أن أوقظك في هذا الصباح الجميل



وبما أنه يوم رائع قررت فيه أن



أقطع حبل الشر بيننا وأن أبادرك بالسلام وأحسن العلاقات فيما بيننا



جوري وهي لا تزال على حالها :



ماذا تقصد بتحسين العلاقات أنا لا أفهمك



باسم وهو يمسك يديها ليهدي من روعها :



أنا لا أقصد إلا خيرا



لنعود كما كنا في السابق ألا يكفي مضى عام



وعلاقتنا باردة لماذا هذا الجفاء فأنا ما زلت باسم



الذي عرفته منذ زمن ولم يتغير شيء في علاقتنا سواء قبل أن



تعرفي بحقيقة علاقتنا أو لا



فاليوم مهم بالنسبة لنا نحن الاثنين



لنكون معا على الأقل على الأقل لنعقد هدنة ليوم واحد




جوري بعد أن عادت لوضعية الجلوس :



وما هي المناسبة التي تحتم أن تعود علاقتنا كما كانت



بعد أن التمس منها التجاوب :



أنت الآن تحضري للهدنة وأستعدي للإفطار سوية وبعدها



سأقول لك لم اليوم مهم بالنسبة لي




خرج باسم وأكملت جوري استعداداتها وتناولت معه طعام الإفطار



بهدوء كما أراد واستغربت أم جيهان من تبادل الابتسامات بين



باسم و جوري على غير العادة منذ أن عادوا من رحلتهم الأخيرة



.................................................. ....................




توجه باسم لعمله أو كما ادعى حتى لا يفسد مفاجأته



لعيد ميلاد جوري وهي غادرت إلى مدرستها لتكمل دروسها المعتادة



وبينما هي الفصل إذ لمحت باسم يتحدث في الخارج مع معلمتها



نسرين ويبدو عليهما التوافق والوئام مما أثار فضولها



وقلقها لا تدري لماذا اجتاحتها هذه المشاعر التي ليس لها تفسير إلا الغيرة



أطلت برأسها من الفصل فوجدته يهم بالمغادرة لكنها استوقفته



: باسم أرجوك أريدك في أمر ما لا تذهب




باسم وهو يستغرب ندائها له يبدو أنه قد ألقى سحره هذا الصباح ونجح



في تحكيم طلاسمه فهو كما تعرفون كان لديه أسلوبه الخاص في الإقناع



وجذب الانتباه



فرد عليها :



نعم صغيرتي



أين عمي هل اختفت من قاموسك هذا الصباح ؟



ضحكت جوري من تعليقه وأحست أنه عاد إليها كما كان باسم أو كما اعتبرته عمها باسم



اقتربت منه وهمست ببعض الكلمات في أذنه مما أثارت أساريره فضحك من قولها



كانت تهمس له قائلة:



هل أتيت لتشهد معلمتي على عقد الهدنة بيننا حتى تكسبها شاهدا لديك



إن أنا قطعت عهدي معك



رد عليها هو الآخر بدعابة أخرى :



بل أتيت لأطلب منها أن تحاول معك في تمديد مهلة الهدنة لقربها منك ولمكانتها عندك



ضحكت ثم أضافت :



مهلا كيف علمت بمقدارها عندي!



فأنا لم أتشارك معك



أي أحاديث خاصة عني منذ ما يقارب العام



ثم تذكرت أمرا واستطردت..آها ....لا بد أنها أم جيهان مخبرك الخاص



باسم وهو يصطحبها للخارج بعد أن استأذن من معلمتها لتخرج معه:



طبعا ومن غيرها هيا الآن لنعود للمنزل قبل أن تغرب الشمس



فالهدنة لم يبقى لها سوى ساعات تفصل بيننا وأنا أريد أن



أقضي اليوم معك قبل انقضاء وقتها
..................................................




وعند عودتهما وفي اللحظة التي دخلت بها المنزل تفا جئت من وجود



زميلاتها بمدرستها القديمة بالصف وبعضا من معلميها



الذين تميل لهم فأطلقت صرخة من منظرهم أمامها



والبالونات قد زينت أرجاء المكان في عرس يضم الأحباب والخلان



رمت بنفسها في حضن باسم بعد مرور عام من الجفاء



فبدا حضنها كالغيث بعد الانقطاع



وبادرها الحضن وامتلأ المكان بالتصفيق من الحاضرين



في اعتقادهم أنه حضن يجمع بين العم وابنة أخيه لكن خفاياه كانت لمدى أبعد من ناظرهم



ما لبثت أن ابتعدت عن باسم بعد أن استذكرت العلاقة التي تجمعهما



وبدأت تشعر بإحساس غريب اتجاهه



وابتعد عنها هو أيضا بعد أن أحس أنه قد يتهور من قربها
ووقف مناديا للضيوف ليذهبوا لساحة المنزل وبالتحديد



في الحديقة الأمامية التي تطل على الشاطئ وكانت المفاجأة لجوري من وجود



الكعكة على قالب يشبه السفينة والسكين يشبه السيف الذي يحمله القراصنة



تقدمت وقطعت القالب ممسكة بيد باسم الذي أخفى ارتجافه من ملامسة يديها



الناعمتين وقدمت للضيوف الكعك بعد تجزيئه وتوزيعه في أطباق



قدم الحاضرون هداياهم والمباركة لجوري بهذه المناسبة



وقضوا فيها ساعات من المرح والسعادة بعد انضمام معلمتها الجديدة نسرين للحفل



لأن باسم طلب منها الحضور لتكتمل فرحة صغيرته
.................................................. ............




انتهى الحفل وغادر الجميع وشرعت أم جيهان بترتيب الفوضى جراء الحفل



بمساعدة جوري و باسم أيضا حيث خلع معطفه وشمر عن ساعديه



استعدادا لمهمته الجديدة في التنظيف والترتيب



وكانت جوري تضحك على شكله وهو يلعب برغوة الصابون



ويطاردها بين الفينة والأخرى وهي تختبئ خلف أم جيهان



التي استشاطت غيظا من الفوضى لتي عمت المكان



والتي تسبب فيها باسم وجوري وبينما هم في لعبهم



ومطارداتهم انزلقت جوري فتلقفها باسم قبل أن تسقط



و التقت عيناهم للمرة الأولى بعد الهدنة فشعروكأنه امتلك الكون بيديه



أما هي فسرت بجسدها قشعريرة بسيطة من الاقتراب منه



وما لبثوا أن قطع عليهم لحظتهم الرومانسية صوت
أم جيهان:



يكفي لعبا لقد تسببتم في الفوضى في المكان أكثر من ذي قبل



تنحوا جانبا لا أريد مساعدتكم



ضحكت جوري و باسم من غضب أم جيهان وانضمت هي الأخرى لهم



بعد أن أنهى فوضته أقصد مساعدته في التنظيف


دخل غرفته وأخذ حمام طويلا بعد الفوضى التي عمت


جسده من الصابون ولبس ملابس النوم وتوجه لغرفة


جوري ليطمأن عليها قبل أن يخلد للنوم كما يفعل سابقا


حتى بعد سوء التفهم الذي حصل بينهم كان يتسلل


كل ليلة بعد أن يهدأ كل من في لبيت لغرفتها ويفتح
باب غرفتها بهدوء ولايرتاح باله حتى يراها


نائمة بأمان على سريرها وكأن منظرها ذاك كإبرة


المهدأ التي ترخي أعصابه وتجعله ينام بهدوء



تسحب بخفة إلى غرفتها وفتح الباب بتردد لكنه تفجأ من


عدم وجودها على السرير فاندفع للداخل دون هوادة



باحثا عنها لكنه ما لبث أن رآها واقفة عند خزانتها



وقد انشغلت باستخراج ملابسها وكانت تلف على جسدها



فوطة لا تتجاوز نصف الفخذ وقطرات الماء تتساقط على



جسدها الحريري وكأنه صفوان تجمعت عليه قطرات الندى




فتسمر بمكانه دون حراك بينما أغلقت خزانتها والتفت إليه


معتقد إياه أم جيهان أتت لتطمئن عليها كالعادة



لكنها تفاجأت من وقوفه أمامها وهالها منظر



تفحصه لجسدها من مقدمة رأسها إلى أخمص قدميها

انت نظراته كالسهام تخترق جسدها اختراقا

فما كان منها إلا أنها همت بالهروب


مسرعة
خارج الغرفة إلا أن يديه كانت أسرع من قدميها



واستوقفها بحضن خصرها بيديه القويتين ونظر لوجنتيها



التي اشتعلت خجلا منه وهم بالتقرب أكثر منها



لكن قطع حبل مشاعرهما أم جيهان حينما دخلت



الغرفة دون أن تنتبه لوجود باسم



ابتعد عنها في آخر


وشعرت أم جيهان بالأسف لأنها قطعت عليهم لحظتهم


الحارقة


وشعرت جوري بالإحراج من أم جيهان ومن باسم



والذي غادر بدوره الغرفة وفتيل العشق عاد ليشتعل مجددا


بداخله


رمت جوري بجسدها على السرير وهي تتأوه ويقشعر بدنها


مما حدث قبل قليل وجلست تحدث نفسها:


هل من المعقول أني أحببته ؟


كلا إن ما أشعر به اتجاهه فقط مشاعر القرابة والشكر


والامتنان أما حب ... لا ...مستحيل


ثم استكملت ارتداء ملابسها وانسدحت على السرير لعل
النوم يعرف طريقا لجفنيها



أما أم جيهان فمن فورها غادرت الغرفة بعد المنظر الذي


شاهدته حتى لا تتسبب في إحراجهم وكانت تدعوا


من كل قلبها أن يجمع شملهم ويصبحوا زوجا و زوجته
حقيقة لا كتابة على ورق


باسم وما أدراك عن باسم وحاله


وأخيرا حينما اقترب من تحقيق بغيته قاطعته


أم جيهان كهادم اللذات ومفرق الجماعات


وقبل أن يعود لغرفته رن جرس الباب



اعتقد أن أحد الضيوف نسي شيئا ورجع ليستعيده لكنه حينما فتح الباب



لم يجد أحدا بالخارج ولفت انتباهه قبل أن يغلق الباب ظرف أحكم إغلاقه



ووضع بشكل مرتب وأنيق على صندوق صغير



أخذ الظرف والصندوق وأغلق الباب خلفه وقال مخاطبا نفسه :



ما هذا أمن المعقول أن يكون أحد المدعوين نسي أن يقدم



هديته أو أنه لم يتجرأ على تقديمها استحقارا بها!




لا بد أن أعرف محتواها ولاحظ اسمه على المظروف



مما يعني أنه موجه إليه فلم يتردد في فتحه وكانت المفاجأة



والطامة الكبرى حينما رأى محتواه وخارت قواه ولم تعد تحمله



من هول ما رآه وصرخ أنا انتهيت وجوري



ثم أكمل صرخاته جوووووووووووووووووووري و .............




انتهى البارت



.................................................. ........



يا ترى ماذا شاهد باسم داخل الظرف ؟



وهل سيستمر في الصلح مع علاقته بجوري ؟



وجوري هل بدأت تميل لباسم بالفعل ؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 06:46 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت الخامس عشر




تردد باسم في فتح المظروف وكانت المفاجأة

والطامة الكبرى حينما رأى محتواه وخارت قواه ولم تعد تحمله

من هول ما رآه وصرخ أنا انتهيت وجوري

ثم أكمل صرخاته جوووووووووووووووووووري
و صعد

لغرفتها يزفر من شدة الغضب وفتح الباب بكل ما أوتي من قوة


مما جعل جوري تنتفض من مكانها فزعة وأردفت :



ماذا هناك يا باسم هل من خطب




لكنه لم يجبها بل ألقى عليها الظرف والصندوق حتى تناثرت محتوياتهم




وكانت الصدمة لها أيضا حيث تبعثرت بعض الصور على



أرضية الغرفة




و قال بصوت حاد :




هل لك أن تفسري لي ما هذه الصور أم أنك ستدعين البراءة أيضا




هبطت جوري من سريرها لتلقط الصور واحدة تلو الأخرى




فقد كانت صورة تضمها هي وفارس معا




وهو يقترب منها وحينما ضمها لصدره ولحظة تقبيله لها



وصورها أيضا مع وسيم




( أتتذكرون أين كانت ؟)




نعم كانت في المدرسة يوم استلام الشهادة




ويوم أن أتت لتطلب النقل




(فقد التقطت ببراعة وفن وعدسة المصور



أظهرها كما يريد مذنبة مقبوض عليها بالمجرم المشهود )




لم تتمالك جوري عبرتها فسقطت منهمرة دون شفقة أو رحمة




ورفعت بصرها لباسم الذي يقف على مقربة منها فحذاءه




كان عند ذقنها وشاهدته وكانت المرة الأولى تراه من هذا العلو



وكأني بوضعها تطلب العفو من سيدها دون أن يرحمه



أو يرحم توسلاتها




اعتدلت في وقوفها لتواجه محكمة عينيه




وحاولت أن تخرج من الغرفة لكنه جرها إليه جرا




من شعرها الكثيف القصير ودنا منها كما تدنو الشمس من المغيب




حيث كان ممسكا بذراعها وصدره ملاصق لظهرها




وأنفاسه الغاضبة تلفح عنقها




وكانت المرة الأولى التي يقسو عليها بهذا الشكل




وكما قلنا سابقا مع جوري هناك أول مرة دائما




وقال وهو يعضض على نواجذه غيظا:




ستفسرين لي الآن مدى علاقتك بأولئك الأوغاد




فكما يتضح لي أنك .... أنك وتقطع صوته من شدة ما ألم به واستطرد




أنك في وضع حميمي معهم




لا تقولي أنك أرغمت على تقبيلهم فمهما حاولت




جاهدة لن أصدقك وعلى فرض أني صدقتك




لِم لم تخبريني بما فعلوا بك هذا




إلا إذا لم تكوني قد استمتعت بذلك فهذا شيء آخر





جوري وبدأ الأوكسجين يقل لضيق المكان عندها



رغم اتساع الغرفة:




أرجوووووووووك يكفيييييييييييييييييي



اتركني أرجووووووووووووك أنت تؤلمني




باسم : كلا لن أكف يدي عنك حتى أحصل على تفسير لما يحدث
كيف سمحت لغيري أن ينال شرف أول قبلة لك


أم تعتقدين أني لست برجل أو لا أملك مشاعر


قمت بسجنها داخلي كل هذه السنين ؟


لماذا يا جوري تستخفين بعلاقتنا القدسية


وتتعاملين معاه بكل استهتار


ثم تحول صوته إلى نبرة أشد حدة وأضاف:


إذا كنت لا تستطيعين منع نفسك من


الانصياع لغريزتك وتفريغ شحنة رغبتك


أخبريني مسبقا و أنا أطفئها لك


ثم لفها إليه وبخفة وبقوة أصبحت مواجه له ثم صفعها


على خدها وبنفس السرعة والقوة قبلها




جوري وبدا صوتها ضعيفا : أرجو.................. لم تكمل جملتها




لأنها وقعت مغشيا عليها



ارتاع باسم مما حدث له فهو لم يكن أبدا




بهذه القسوة والعاطفة في آن معا ,




اختلطت مشاعره أحس بالإهانة والغدر




بالإهانة من طرف جوري لكونها لم تخبره الحقيقة




و بالغدر من طرفي فارس و وسيم




وخالطه أيضا الشعور بالضعف و القوة




بالضعف أمام شفتيها المرتجفة من قسوته




والقوة في الانتقام منها وخطف قبلة رغما عنها



.................................................. ...............



فحملها وفتح باب الغرفة لأنه أوصده بمجرد ولوجه إليها




واستدعى أم جيهان لتصطحبه للمستشفى




وحمل جوري وكان يقود سيارته بلا هوادة حتى وصل




لوجهته وجلس خارج العيادة ينتظر الطبيب ليطمئنه على صغيرته




خرج الطبيب بعد غيابه فترة ليست طويلة وقال:




الحمد لله ستستفيق من حالة الانهيار التي أصابتها




وستتمكن من اصطحابها معكم بعد أن تنتهي إبرة المغذي




لكن أتمنى أن تحافظوا على توازن ضغطها حتى تخفف من توترها




وتستعيد صحتها بالكامل أما الآن فهي ما زالت




تحت الضغط النفسي يبدو أنها تعرضت لصدمة




أقوى من طاقتها لذلك التزموا بتوفير الأجواء الهادئة لها




أقلها هذه الأيام لأنها ستكون حرجة على أعصابها




وقد تدخل في غيبوبة أنتم في غنى عنها




كانت لهجة الطبيب جادة وصارمة في حسم الموضوع




مما يحتم عليه أن يتعامل مع صغيرته وكأن شيئا لم يكن




فالموضوع الآن لم يعد يتعلق باسترداد كرامة باسم




بل بجوري وبقاؤها على قيد الحياة




لا بد له من أن يدوس على قلبه




ويغمض عينيه عن الحقيقة المرة الجلية أمامه




هذا ما كان يجول في خاطر باسم تلك اللحظة




منذ أن صرح الطبيب عن حالة جوري النفسية




وقرر أن يصطحبها معه في جولة خارج المدينة التي يعيشون بها حاليا




محاولة منه أن ينسيها ما فعل بها من تعدي لحدود الإنسانية معها




وكان خطوته الأولى في ذلك أن ينقلها لمكان بعيد




ففي حالتها ستستفز مجددا إن هي عادت لنفس المكان الذي جرحت به


...................................
سافر بها بعيدا للمرة الثانية بعد أن استقر
في تلك المدينة الجميلة وكما وصفتها جوري
واستوطن بها هاهو الآن يرحل عنها
...........................................
طال عليه الطريق وهو يمسك بمقود السيارة
وكأنه في تلك اللحظة يمسك بمقود الحياة
يسيرها على تقلبات ظروف جوري
..................................
وأخيرا وصل إلى مدينة شاسعة مترامية


الأطراف تتصف بالهدوء والجو النقي


هذا هو المكان الذي ستقضي فيه جوري
فترة نقاهتها النفسية فالريف هو المكان الأمثل لحالتها


أوقف سيارته أمام منزل صغير أشبه بكوخ قديم


متواضع فقد استأجره هذه الفترة التي سيقضيها


مع جوري وأم جيهان فيها أنزل


الحقائب وأمر أم جيهان باصطحاب جوري


للداخل لترتاح من عناء السفر وكأن المنظر


يتكرر أمامه قبل عام عندما انتقل


مؤخرا لمدينته السابقة فقرر أن يتركها كسابقتها


مسايرة لظروف حبيبته الصغيرة


رتبت أم جيهان الأوضاع كعادتها وجهزت


طعام على السريع للجميع وشرعوا بالأكل


أو كما ادعوا بالنسبة لجوري التي


كانت تحدق بطبقها ولم ترفع طرف عينها عن محتواه


وباسم الذي ظل صامتا يرقب تصرفات جوري الهادئة


وصراعات داخلة من تأنيب الضمير


هل هذه الأمانة التي استأمنك عليها والدها


أهكذا تحفظ عليها أم تضيق الخناق عليها


أوليست من عاهدت بجعلها سعيدة مدى الحياة
أهكذا ترد الجميل ؟


لكنها داست على كرامتي واستخفت برجولتي


كيف تسمح لنفسها أن تقبل غيره بالرغم من كونه


زوجها كل هذه الفترة ولم يحصل له الشرف


بتذوق شفتيها كيف إذا تترك المجال لحقيرين مثلهم


قطعت أم جيهان حبل أفكاره مستطردة:


باسم مالي أراك صامتا والطبق ماذنبه لم تأكل
منه شيئا مالسبب؟
باسم وبالكاد يسمع صوته وكأنه يهمس:


وكيف لنفسي أن تطيب بتناول الطعام
وحبيبتي لمم تتذوقه ,كيف ؟


قامت جوري من مكانها وكأنها قرأت شفتي باسم
بما كان يحدث به نفسه وتبعتها أم جيهان لتطمئن عليها
أما باسم ففضل أن يتمشى خارج المنزل ليستنشق
بعض الهواء الذ افتقده وهو مع جوري
وبينما هو يسير على الطريق جاءه اتصال هاتفي
من الخارج كما ظهر على شاشة نقال باسم
المتصل : أنت باسم
باسم : نعم بالتأكيد
المتصل:..........................
باسم وقد اتسعت حدقتا عيناه مما سمعه من المتصل
ولم ينتبه أن خرج عن طريق المشاة وفجأة
كانت هناك سيارة قادمة مسرعة متجه نحوه و........
.....................................

انتهى الفصل على أمل اللقاء بكم مجداا
..........................................
يا ترى من هو المتصل ؟
وماذا قال لباسم حتى شتت انتباهه؟
وهل سنجو من السيارة المتجه نحوه؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 06:59 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت السادس عشر






خرج باسم عن الطريق واتجهت سيارة مسرعة نحوه



و اصطدمت به وقذفت به على الجانب الآخر من الطريق



مر شريط حياته أمام عينيه وكأني به يلتقط لحظاته منذ اعتناء


عبد الغفار به إلى اللحظة التي تولى بها مسئولية جوري



وتراءت أمامه تلك الصور الشنيعة وتداخل معها



صوت ضحكات جوري ولهوها وخيل إليه أنه يراها أمامه



بجدائل الطفولة ولحظة تقبيلها وارتجافها بين يديه



وغرق في بركة من الدماء وفقد الوعي على فوره



هرعت إليه جموع المشاة وأصحاب المركبات إليه لإنقاذه







.................................................. .............



في المنزل


............................................




كانت جوري تجهز فراش نومها حينما دخلت عليها أم جيهان



مبتسمة تسألها إن كانت بحاجة لمساعدة لكنها شكرتها بدورها



وقبل أن تغادر أم جيهان الغرفة استوقفتها جوري بسؤال:



أمي هل لي أن أسألك سؤالا شخصيا ؟



أم جيهان والابتسامة لم تفارقها بعد:



طبعا حبيبتي



جوري وهي مترددة :



ما رأيك في الحب



أم جيهان وكأنها فهمت ما ترمي إليه جوري :



جوري حبيبتي



الحب أجمل شيء في الوجود ولولاه


لما استشعر بنو آدم طعما لعيشهم ولكنه أيضا



يكون قاسيا جدا حينما يكون من طرف واحد


والطرف الآخر لا يدري أو لا يقدر شعور الآخرين


ثم نزلت دمعة من مقلتي أم جيهان رغما عنها



فقد تذكرت ما كان يقاسي باسم من صغيرته جوري



التي اكتفت بمراقبة أم جيهان وهي تطلق عبراتها



وكأنها فهمت الرسالة الموجهة إليها



ثم أوت كل منهما إلى فراشها وانقضى الليل بأكمله



دون أن تشعرا بغياب باسم


.................................................







استيقظت كلا من جوري و أم جيهان واتجها للمطبخ



لتناول إفطارهما ولكن كان ينقصهما شيء



لا يمكن أن يكتمل إفطارهما دونه



باسم أين هو لماذا تأخر في النهوض ؟



كان هذا سؤال أم جيهان لجوري الصامتة فاكتفت بهز كتفيها



مستفهمة مثلها , توجهت أم جيهان ممن فورها لغرفة



باسم وطرقت الباب عدة طرقات دون أن تجد إجابة



عادت للمطبخ لتخبر جوري بأنه لم يرد عليها



لكنها أجابتها بلا مبالاة :



لماذا لم تدخلي لتتأكدي من وجوده



أم جيهان : كيف أدخل عليه لا يجوز لي أن أقطع خلوته



ثم أعطت جوري ظهرها وأردفت :



ليس لي الحق أما أنت بلى



وكأنها تقصد جوري وعلاقتها بباسم



سرت قشعريره بجوري حينما تذكرت أنها زوجته



وهي الوحيدة التي يحق لها أن تقطع خلوته



وكأن أم جيهان تذكرها بحقوقه عليها



رفضت جوري طلب أم جيهان وقالت :



لا بد أنه خرج باكرا



أم جيهان : ليس من عادته أن يغادرنا في مثل هذا الوقت


كانت جوري قلقة جدا على باسم لكنها لم تبد ذلك لأم جيهان



فمشاعرها ما زالت مضطربة بين باسم وحقوقه عليها



وبين حبها فارس وتذكرت تلك الصور وتساءلت



يا ترى من أرسلها هل من الممكن أن يكون فارس



كلا إنه ليس بوغد ولا يمكن أن يفعل أي شيء يضرني ؟



لا بد من أنه وسيم هو الوحيد المستفيد من ذلك



وباسم أين هو من هذه الفوضى أوليس من اعتنى بي كل هذه السنين



ولو لم يكن يحبني لما احتمل كل هذه السنين بعيدا عني


آخ رأسي يؤلمني من هذه المتاهة



لم أعد أحتمل هذا كثير علي



ثم انتقلت ببصرها لأم جيهان التي كانت كما



يبدو عليها منشغلة البال على باسم وتحدث نفسها

عن الأماكن التي يمكن أن يتواجد بها باسم



ثم أضافت : جوري هل تعتقدين أن باسم



جاءه اتصال هذا الصباح وكان سببا في تغيبه



جوري وبدا التوتر عليها قليلا:


لا أعرف يا أمي لم أنت منشغلة البال هكذا


لا بد من أنه الآن مع أحد زبائنه ونسينا وأنت هنا


تتحرقين عليه


أم جيهان : أتمنى أن تكوني محقة



مرت ساعات و ساعات وبدأ المساء يخيم بظلمته



على منزل باسم وبدأت المصابيح تضاء في



كل مكان وباسم لم يظهر بعد



أم جيهان والقلق أخذها منها ما أخذ :



جوري لا بد أن نتصرف لقد طال غيابه



نحن ننتظره منذ ساعات لكنه لم يعد حتى الآن



دعينا نبحث عنه

جوري كأن الأمر لا يعنيها :



أين نبحث عنه في هذه المدينة الريفية



نحن لا نعرف حتى خارطتها


على فرض أننا خرجنا للبحث عنه فنحن لا نعرف


أين سنتجه وليس لدينا حتى معلومات عن الأماكن التي يقصدها


فبدل أن نجده سنضيع في طرقاتها و لن



نعرف حتى طريق العودة للبيت


بدأت أم جيهان تفقد أعصابها من جوري :



بدل من أن تهدأي من روعي وتفكري في


طريقة لإيجاده تقفين هناك وبسلبية دون أن تتضامني



مع قلقلي عليه


جوري : ما ذا تريدين مني أن أوافقك الرأي



ونخرج في هذا الظلام باحثين عن إبرة في قشة


هو لم يترك لنا المجال بالسؤال عنه ولا حتى



هاتفه لم يكلف نفسه بالرد عليه فأنت منذ ساعات



تتصلين دون جدوى مما يستفهم منه أنه لا يريد



التحدث معنا , حتى أنه لم يترك لنا رقما آخر لنطمئن عليه



هل رأيت استهتارا أكثر من ذلك



أم جيهان وهي تقف انتباها لجملة جوري الأخيرة :



تذكرت شيئا وقالت:


- كيف لم يخطر ببالي


أن أهاتفه لابد من أنه يعرف مكان باسم


هو الوحيد الذي يستطيع أن يبدد حيرتنا


جوري وعلامات الاستفهام تعلوها :



عمن تتحدثين ؟!



أم جيهان:



عن سمير السكرتير الخاص بباسم


كيف نسيت أنه قام بإعطائي رقمه الخاص



في حال احتجنا لشيء أو حدث له شيء



لا سمح الله فقد كان حريصا وليس كما تدعين



ثم ما لبثت أن وجدت رقم سمير


واتصلت عدة مرات قبل أن يجيب ثم


جاءها رده متأخرا وقبل أن تقفل الخط



سمير: ألو



أم جيهان : الحمد لله أخيرا قمت بالرد



سمير : نعم ماذا هناك يا أم جيهان



أم جيهان وهي متعجبة من معرفته بها



مع أنها المرة الوحيدة التي تتصل به :



أريد أن أسألك عن باسم , هل قابلته اليوم ؟



سمير: كلا منذ الأمس لم نتقابل



أم جيهان وبات وجهها أكثر شحوبا :



ماذا تقول ؟ كيف لم تره منذ الأمس ؟


سمير وكأنه استشف منها غياب باسم فأجابها مضطربا:

أوليس معكم ؟



أم جيهان وبدأت في البكاء :



كلا ليس معنا فمنذ البارحة لم نره ذهب

مغاضبا ولم نشاهده بعدها

سمير والغضب في لهجته :


كيف لم تعلميني بغيابه كل هذه الفترة



مع أن باسم أعطاني رقمك مسبقا



وأوصاني إن احتجتم شيء في غيابه



سوف تتصلي


أم جيهان والبكاء يغلب صوتها:



ساعدني أرجوك كنت أنت أملي الوحيد



في إيجاده والآن بدل من أن تساعدني



تلومني على غيابه



سمير وفي لهجته الإعتذار :



أنا آسف لم أقصد أن ألومك , لكن قدري



قلقي على باسم وأعدك أني سأبحث عنه



الآن ولن يهنأ لي بال حتى أجده



فقط انتظري اتصالي


أم جيهان وهدأ صوتها عن النحيب :



أشكرك على تعاونك وأرجوك لا تتأخر بالرد علي


سمير:

حاضر وأنت أيضا لا تحاولي الاتصال



لأني سأخابرك حين تتوفر لدي المعلومات عنه



أم جيهان : حاضر



كل هذه الفترة التي كانت تتحدث فيها



أم جيهان مع السكرتير كانت جوري



تخط بقلمها على الورقة الموضوعة أمامها


تكتب طلاسم لا يمكن لأحد أن يستشف منها



شيئا وكأنها كانت تحاول أن تخبئ قلقها بتلك الكتابات



مرت ساعات قبل أن يتصل سمير على



أم جيهان وكأنها دهر وهي الأخرى لم تحول


معاودة الاتصال به كما أمرها مسبقا



وأخيرا رن هاتف أم جيهان ردت قبل



أن يكمل نغمته وقالت بتوتر واضح:



تكلم يا سمير هل وجدت باسم ؟



ولماذا لا يرد على اتصالاتنا ؟


ولم غادر هذا الصباح دون أن يخبرنا ؟



وهل كان نائما معنا بالأمس في المنزل ؟



تقاذفت الأسئلة من كل صوب على



سمير الذي بادر بقوله :


مهلا أم جيهان فما أنا فيه لا يحتمل



كل هذه الهجمات بالأسئلة اتركي


المجال لي حتى أستطيع أن أجيبك



أم جيهان وهي تضع يدها على



قلبها فقد جاءها صوت سمير ضعيفا



بالكاد رد عليها وكأنه يصارع عبراته



سمير : أنا ...أنا ....لا أعرف كيف



سأخبرك بما حدث ثم بدأ بالبكاء مما جعل



أم جيهان وقلبها كاد يقف خوفا واضطرابا



: ماذا حدث تكلم أرجوك لا تقتلني أكثر من ذلك



سمير: باسم في المستشفى وحالته حرجة للغاية



سقط الهاتف النقال من يد أم جيهان وشرعت



في نوبة هسترية من البكاء



جوري ولم تعد قدماها على حملها :





أم جيهان ماذا حدث ؟



لكنها لم تجب واستمرت بالبكاء



التقطت الهاتف لتتحدث مع سمير لكن أقفل الخط



مرت لحظات قبل أن تنطق أم جيهان جملتها التي وقعت



كالصاعقة عليها وانضمت هي الأخرى لصف أم جيهان







.................................................. ...........





يتبع.....





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 14-12-13 الساعة 02:40 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-13, 07:00 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


تابع......


لم تستطع جوري أن تنام في تلك الليلة الرهيبة

فقد شعرت بالفراغ من تغيبه بالرغم من أنها في

الآونة الأخيرة لم تعد تجلس معه كثيراً

ورغم أنها لم تتشارك معه الغرفة حتى إلا أنها

كانت تشعر بوجوده قربها رغم الجدران التي تفصلهما

إلا أن حرارة جسده كانت تنبعث خلف الأبواب

فتشعرها بالأمان الآن أدركت أنها كانت مخطأة في تقديرها

له وما كان يحاول أن يفعله لها كل هذه السنوات المضنية

لكن مهلا أليس هو نفس الشخص الذي تسبب في

تحطيمي وسبني دون مراعاة لشعوري

واتهمني بأبشع الاتهامات

مهلا هو لم يفعل ذلك من فراغ بل لما رآه

وهل لعاقل أن يصدق الكلام ويكذب عيناه

آه لم أعد أفهم شيئا من مشاعري المتناقضة

هل أنا أحبه فعلا لذلك أختلق له الأعذار

أم أني أكرهه ولا أريد أن أراه

توجهت بعدها إلى غرفته

والهواجس ما زالت تطاردها من مكان إلى مكان

هل سينجو باسم من الحادث

وإذا نجا واسترد عافيته وعاد للمنزل

وهذا ما أتمناه هل سيعاملني بجفاء

وهل سينسى ما شاهده من صور فاضحة لي

وكيف سأستقبله على أي أساس

الزوجة أم ابنة الأخ الذي رعاه

ثم تقدمت من سريره وتلمست غطائه

الذي يلتحف به باحثة عن الأمان واستذكرت قصيدة

لنزار القباني وكأني به يصف حالها:

ماذا أقول له لو جاء يسألني..

إن كنت أكرهه أو كنت أهواه ؟

ماذا أقول ، إذا راحت أصابعه

تلملم الليل عن شعري وترعاه ؟

وكيف أسمح أن يدنو بمقعده ؟

وأن تنام على خصري ذراعاه ؟

غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله

ونطعم النار أحلى ما كتبناه

حبيبتي ! هل أنا حقا حبيبته ؟

وهل أصدق بعد الهجر دعواه ؟

أما انتهت من سنين قصتي معه؟

ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟

أما كسرنا كؤوس الحب من زمن

فكيف نبكي على كأس كسرناه ؟

رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني

فكيف أنجو من الأشياء رباه؟

هنا جريدته في الركن مهملة

هنا كتاب معا .. كنا قرأناه

على المقاعد بعض من سجائره

وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..

ما لي أحدق في المرآة .. أسألها

بأي ثوب من الأثواب ألقاه

أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟

وكيف أكره من في الجفن سكناه؟

وكيف أهرب منه؟ إنه قدري

هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟

أحبه .. لست أدري ما أحب به

حتى خطاياه ما عادت خطاياه

الحب في الأرض . بعض من تخلينا

لو لم نجده عليها .. لاخترعناه

ماذا أقول له لو جاء يسألني

إن كنت أهواه. إني ألف أهواه..


.................................................. .................................................. ....





استيقظت جوري على أشعة الشمس تتسلل

إلى غرفتها بل تذكرت غرفة باسم فقد

نامت فيها دون أن تشعر وخدها الأسيل

مازال مبللا من أثر البكاء نهضت

مسرعة وتوجهت إلى غرفة أم جيهان فوجدتها

قد استيقظت هي الأخرى وقالت لها:

هل نذهب الآن ؟

لقد اتصل سمير

قبل قليل وأخبرني أنه سيصطحبنا معه لباسم

جوري: أنا جاهزة لنذهب الآن

أم جيهان وقد لاحظت أن جوري ما زالت بملابس النوم

أم جيهان : هل ستذهبين معي هكذا

نظرت جوري لنفسها وانتبهت إلى حالها

وقالت وهي نغادر مسرعة :

سأكون جاهزة بعد قليل

مرت ساعة قبل أن يصلوا إلى المستشفى الذي

يرقد به باسم , كانت الغرفة كئيبة يخيم عليها

جو الحزن والأسى

كان هناك

راقدا على السرير لا حراك به جثة هامدة

وبضع الأجهزة والأسلاك تحيط به

كما تحيط الأشواك بسور المنازل المهجورة

كما هجره الإحساس في ذلك الحين

كانت جوري تطل على باسم خلف زجاج النافذة

وعبراتها لم تتوقف لحظة عن السقوط

ولم تسمح لها حتى بهدنة لتستجمع ما تبقى

من قوتها وكيانها

ثم التفتت إلى أم جيهان وقالت بكل استهتار:

نحن نبحث عنه وهو يرقد هنا بسلام هل

اطمأنت نفسك عليه وهدأ بالك هيا لنعد

فأنا لم أنم منذ البارحة بسبب إزعاجك لي

أم جيهان وأنفاسها كالتنين إذا غضب:

ها... أنت كيف تتحدثين وكأن أمره لا يعنيك

لا أعرف كيف تستطيعين أن تتحكمي بأعصابك

في مثل هذه الظروف كم أنت قاسية على باسم

كيف لك ألا تقلقي عليه

وهو من اعتنى بك كل هذه السنين دون

حتى أن يطلب مقابلا لذلك

كيف لك ألا تقلقي عليه

وقد ضحى لأجلك بالكثير

كم أنت جائرة

للمعروف ناكرة

بلا قلب أو حتى أدنى مشاعر

جوري مستنكرة :

يكفي تجريح يا أمي لم هذه القسوة

مهلا فلم أعد أحتمل توبيخك أكثر

فقد اندهشت من تصرف أم جيهان

لم تتكلم معها هكذا مسبقا مما يدل أنها وصلت

لحد لا نهاية له من القلق على باسم

وإظهاري لعدم الاهتمام بباسم هو ما جعلها تعاتبني هكذا

وجلست تعاقب نفسها وتعقب على كلام

أم جيهان بعد أن غادرتها تاركة إياها

في حيرتها وآلامها

هل أنا بالفعل قاسية على باسم ولا قلب لي ؟

شعرت بيد تمتد إليها وتحتضنها بكل ما أوتيت

من قوة فالتفت لتجده أم جيهان وقد أعياها النحيب

وكأنها تطلب بذلك العفو والسماح من هجومها على صغيرتها

فقد كانت الصدمة قوية عليهما ولم تحتمل

برودة جوري في ردة فعلها

وكلامها الذي بدا كالهذيان

ما لبثت أم جيهان من تدارك نفسها

بما فعلته بجوري وكم كان قاسيا

الكلام الذي ألقته على مسمعها

لكنها أدركت أنها كانت في أشد حالات الصدمة

استمرت كلتاهما بالبكاء فترة من الزمان حتى

حضرت إليهم الممرضة وأخبرتهم بانتهاء وقت الزيارة

وما لبثوا أن توجهوا لسمير الواقف ليس ببعيد عن

غرفة الإنعاش ليستفسروا عما حدث

ولعلهم يجدوا الجواب الشافي عن حالته

وكونه سيعود للحياة مجددا

أم جيهان : أخبرني ماذا أصابه ؟

ولم يرقد في هذه الغرفة المخصصة للحالات الحرجة ؟

هل وضعه خطير أم أنهم يريدوا الاطمئنان عليه

وملاحظته خلال اليوم ؟

لماذا لا يشعر بوجودنا ؟

كانت توجه أسألتها لسمير وكأنه الطبيب المشرف

على حالته وأجابها هو الآخر:

لا أعلم صدقيني فأنا هنا منذ البارحة

ولم أجد الإجابة على هذه التساؤلات بعد

وبعد لحظة خرج الطبيب المشرف على حالة

باسم إليهم وأخبرهم بالآتي :

المريض في حالة حرجة فقد تعرض لحادث

كما يبدو فظيع فارتطام رأسه برصيف الشارع

تسبب له بنزيف حاد في دماغه مما ترتب عليه

فقدانه الكامل للوعي فهو في غيبوبة لا نعلم

متى سيستفيق منها ربما شهر أو أكثر

أو يمكنها أن تمتد لأعوام لا ندري

و قد لا يستفيق أبدا وفي تلك الحالة سنعلن

وفاته بسكتة دماغية

لم يتم الطبيب جملته حتى جائته الممرضة

تستدعيه لغرفة باسم بأقصى سرعة لأنه ........

....................

انتهى البارت
..........................................


متى سيستيقظ باسم ؟

وهل سينجو أم أنه سيفارق الحياة ؟

وجوري كيف ستعيش حياتها دون باسم ؟




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 14-12-13 الساعة 02:22 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة, مكتملة, sweet-smile, فصحى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.