شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   القصص القصيرة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f119/)
-   -   وعد ٌ ينتظرُ التّنفيذ.. *مميزة* (https://www.rewity.com/forum/t292061.html)

زهر البيلسان 30-10-13 11:21 PM

وعد ٌ ينتظرُ التّنفيذ.. *مميزة*
 




https://upload.rewity.com/upfiles/um765381.gifhttps://upload.rewity.com/upfiles/LbA65573.gif

https://im39.gulfup.com/Rx3tD.jpg

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صديقاتي العزيزات وجميع أعضاء روايتي
يسعدني أن أتقدم وأقدم أولى محاولاتي في الكتابة
بقصتي القصيرة

وأحب أن أشكر الرائعة"فاطمة كرم"لأنها من شجعني على محاولة الكتابة
شكرا فاطمة بحجم السماء♥:gdance:

وأيضا" الغالية "أنشودة الندى " لقبولها التدقيق الاملائي واللغوي:gdance:
أتمنى أن تنال إعجاب كل من يمر من هنا ..

نبدأ بسم الله:)...

*******************
جميلة هي صباحات تشرين بهدوئها وبرودتها المحببة للقلب ،واقفة أحرك قهوتي على النار وقد قاربت على الفوران
:يا لله ما أحلى القهوة وريحتها ،احسبي لي فنجانا معك وهاتيها نشربها في الحوش.


كان ذلك أحمد إلتفت إليه مبتسمة: طيب صبّح بالأول!
لم يجبني فقد اكتفى برفع حاجبه وخرج.
جهّزت قهوتي، ارتديت عباءتي البيتية وشالي وخرجت

: يا صباح الورد، أهلين والله بالقهوة وصاحبتها !
عقدت حاجبي ّ ورفعت أحدهما لتهليله في الترحيب وجلست على الكرسي ووضعت صينية القهوة على الطاولة
: غصبن عنك صباحي ورد !


ضحك وقال :أستغفر الله العظيم ،إن صبّحنا وان ما صبّحنا مش عاجبين ،والله نيتي صافية هاتي هالقهوة هاتي
ضحكت انا الأخرى لمشاكستنا اليومية التي لم نكبر عليها بعد
:تفضل
: من ايد ما نعدمها
:آمين
ضحك ضحكة صغيرة ورد : آمين



وساد الصمت بيننا وكأننا لا نريد خدش جمال ارتشافها بصمت
لكن ريح الصّبا أبت إلا أن تكسرَ ذاك الصمت ،فدفعت بنسامتها لتحرك أوراق شجرة الكينا العملاقة القابعة خلفنا

وبعثت برائحة العِطرة تلك النبتة المنبسطة بدلالٍ ملكي بجانب عتبة الباب وزهرها الليلكي يتمايل ممزوجا برائحة الجورية الواقفة بجمال أنثوي مُلتف الأغصان تزينه ورود محمرّة خجلا بجانب الملكة البيضاء سيدة رائحة تشرين" الياسمين الأبيض البلدي"المتعلقة ببوابة الحوش لترحب بكل زائر قادم .



وصوت الحفيف الثقيل لأشجار الليمون والبرتقال والبومليت وشجرة الجوافة هذه الشجرة الغريبة ؛ مازالت تثمر رغم انتهاء موسمها وكأنها تقول "أنا غير الشجر أنا لدي الثمر" .فقط شجرة الزيتون الشامخة هي وحدها الهادئة ...


صوت صرير الباب الصغير للبوابة فُتح ودخل طفل صغير (خالد وعمره 4 سنوات تقريبا) يهرول ويلهث ونسي الباب مفتوحا خلفه..

يالهي متى يستيقظ هؤلاء الأطفال ؟الشمس ما زالت تشرق بكسل إنها السادسة والنصف صباحا" ومتى خططوا للعبهم وقسموا انفسهم وبدؤوا باللعب، أكاد أُجزم أنهم يتفقون على ايقاظ بعضهم قبل بزوغ الفجر


:عمتو هديل خبيني
ابتسامة تسلية لاحت على وجهي
:ايش مسوي على هالصبح وجاي شارد عندي
وقبل ان يجيب
عاتبه أخي قائلا :هيك بيفوتوا الزِّلم ! وين السلام
أُحرج الطفل المسكين ولم يأخد وقتا طويلا ليترفع صدره فخرا انه كلمه كرجل ورفع يده عاليا وضرب كفه بكف أخي مع تفخيم صوته:السلام عليكم
/وعليكم السلام ،أهلين بالسبع والله
ارتفع صوت الاطفال في الشارع
/خلصيني عمتو خبيني بيجروا وراي بدك يمسكوني اليهود!
/فشروا يوصلولك ..روح على شجرة الزتون الكبيرة هَديك شايفها تخبّى فيها وما لم أكمل كلمتي الاخيرة والا وكان قد وصل إليها ركضا "!!


**
هي ذات اللعبة التي لعبناها صغارا ولعبها آباؤنا قبلا ويلعبها صغارنا بذات الحماس واللهفة وكأنها اصبحث إرثَا موروثا..
لعبة (عرب ويهود)...



وحانت مني نظرة تجاه الباب المفتوح لمَ لم تغلقه يا خالد ،فقد أخدت نصيبي من النظر إليه صباحا
وليتني أمَلُّ كل يوم كلما سنحت لي الفرصة نظرت الى ذات الشارع علّي المحه قادمًا ، أحيانا من شدة مراقبتي وتخيلي لطَيفِه أشعر به واقعا أمامي ،أراه قادما مبتسما فاتحا ذراعيه لي وعندما أرمش بعيني لأتأكد اكتشف أنه وهمٌ وسرابٌ لدرجة أنني أصبحت عندما أراه لا أرمش حتى لا تختفي صورته من أمامي ..


/زبطي شيلتك
،أيقظني صوته الرجولي من خيالي ونظرت إليه كبرت يا أحمد وأصبحت رجلا ،أتراك تذكره، لقد كان يلاعبك وانت تبكي من لحيته التي تؤلمك بشوكِها ،كنت فقط ثماني أشهر ،هل تذكره؟
أم أنا الوحيدة تمتلك تلك الذاكرة !
أسمع صوته وكلامه وضحكه ولعبه معنا ودفء ذراعيه عندما يحملني .
كلها أتذكرها مما يزيد ألمي ألما ..
/مالك يختي ،ليش بتعيطي ؟
عاقدا حاجبيه ومديرا جسده باتجاهي
تحسست وجنتي واذا بدمعي يبلل يدي وبيدي الأخرى رفعت شالتي الى رأسي والتي لم اشعر بسقوطها بعد فشلها في مقاومة نسمات الصباح
/اشتقتله يا خوي ،اشتقتله والله مهو بإيدي ،
حاولت أخد شهيق طويل حتى أستطيع خرق الاختناق الذي اشعر به وأكملت
:متل هاليوم بالزات ياخوي مش ناسية كأنو امبارح والله
أعاد وضعية جلوسه الأولى بإهمال ناظراً أمامه بلا هدف واضح.
تتحرك حدقتاه يمينا ويسارا لتزيحا دمعة لمعت بزاوية عينه
/قضا الله ادعي له ان شا الله ربك بيفرجها عليه وعلينا


ونهض بسرعة
/رايح ع شغلي بدك إشي اجيبو معاي ؟

/بدي سلامتك..

كلماتي هذه لم يسمعها فقد هرب

مكابراً يا أخي كما كنت ولا زلت...


يتبع ...

زهر البيلسان 30-10-13 11:25 PM


************

أذكر تلك الليلة جيدا وكأنها حدثت البارحة لا تفوتني أدق تفاصيلها فلا ضبابٌ يلفُّها ولا نسيان يطالها ،كنت وقتها أبلغ عامي الرابع نائمة بجانب إختي إيمان التي تصغرني بعامين ونتغطى بذات الغطاء، أيقظني من نومي طرق ٌ عنيف على باب بيتنا ومن ثم قبل استيعاب ما يحدث تم خلع الباب ودخل جنود كثر كانوا أكثر من عدد أصابعي العشرة، انتشروا في البيت يفتشون ويعبثون بكل ما تطاله أيديهم وأيقظني من مشاهدتي الصامتة صوتُ والدي وهو يجادلهم بصوتٍ مرتفع وسط أصوات اللكمات..




خرجت مسرعة من فراشي ونظرت لإختي خلفي وإذا بها ما زالت نائمة أو تمثّل النوم كوسيلة للهروب، نعم فقد كان جفنها مشدودا وفمها مزموما.



أسرعت خارج المنزل ورأيت تصوير ما كنت أسمع: كان أبي مقيّدًا بقيد ٍ بلاستيكيٍّ أبيض لا مجال للتخلص منه إلا بقطعه بسكينٍ حادة واثنان ممسكين به والثالث يلكمه في بطنه ووجهه، صرخت في داخلي: لماذا تمسكون به هو مقيد
أتخشونه حتى وهو مقيد؟!



لمْ أفهم وقتها ماذا يريدون من أبي ولِمَ يبحثون ويقلِّبون في أثاث البيت واصطدمت نظراتي أثناء تجوالها عليهم بواحد منهم يرمقني وحينها تغيرت نظرتي وأصبحت تنضح كرها مما جعله يعقد حاجبيه ويركز في عينيّ يسبر أغوارها علّه يجد غير ما يراه ثم ابتسم بعدها ابتسامة خبيثة ورفع سلاحه الذي كنت أقاربه طولا ليهددني به علّهُ يرى خوفاً في عيني فخاب ظنه فلم يصله سوى إشاحةٍ ببصري تجاه والدي الذي ما زال تحت تحقيق الجنود ضربهم ولكماتهم، يسألون ويجيبهم ببصق الدماء في وجوههم ..



_أخاف؟! .. وقتها لم أعرف الخوف ولم أعرف الصراخ وكأنني بكماء. أين صوتي الذي كنت مُطَالَبةً بانخفاضه دائماً؟!، فلا صدى لألمي سوى الصمت؛ ألا يعلم هذا بأنَّه لن يرى سوى الكره في عينيّ؛ وأنيّ رضعتُ كرههم مع حليب أمي، فنحن نختلف عن أطفال العالم أجمع؛ يولد الطفلُ رجلاً يرضعَ المقاومة وهو معلقٌ في صدرِ أمه وحين يتعلم المشي مُطالب بتعلم كيفية مسك الحجارة ورميها وحين يلعب مع أصدقائه (عرب ويهود) يجب أن تكون الغلبة للعرب !



وهكذا مطالب بأشياء تغذي فيه روح الجهاد وحب الشهادة لتصبحَ لديهِ واقعَ حياةٍ ومسؤوليةً يَحمِلُها على عاتقه .
***



ارتجفت شفتاي مما أراه أمامي: أين ولِم َ يأخذون أبي إلى سيارة الجيب الخاصة بهم!
التفت إليّ والدي مبتسمًا ونظر إلى عينيّ مباشرة وبصوت مرتفع قال :" لا تخافي يابا ،شُوّية صغيرة وراجع " ولم أرَ بقيةَ ابتسامتهِ فقد حجب َ بابُ الجيبِ رؤيتها .
نظرتُ حولي فقد أطلّ الشروق برأسه ولا شيء آخر سوى الصمت وصوت أمي المكتوم وهي جالسة مخفضةً رأسها بين يديها و تهتز أكتافها لكتمها البكاء، ركضتُ إلى حضنها كي أُدفِّئ جسمي من البرد الذي انتابني فجأة ونظرت أمامي في الطريق التي رحل بها أبي
أنتظر وعده لي بالرجوع وتنتهي الـ " شُوّية الصغيرة "..
وكنت كل يوم يمضي ألوم أبي لِمَ لمْ يعد بعد؟!!!





***
اليوم أتمَّت هذه الذكرى ثلاثة وعشرون عاماً وما زلت أنتظر أن تخلص الـ "شُوّية " التي تبقّى لها مثيل ما مضى من السنين.
،،
عُد يا أبي فقد توقفت عن لومِكَ منذ سنين.
......
هديل هدييييل وين سرحانة صرلي ساعة بناديكِ تعالي لإمي
نهضت حاملة صينية القهوة وأنا أمسح دمعي وأتأكد من أن وجهي طبيعي مع أني كنت أشك في ذلك لكن فقط لأجل أمي ..
هل ما زال هنا ؟!!
رأسه الصغير يطل من بين أغصان الشجرة ويعاود اختفاءه
لا تخف يا صغيري بإذن الله الغلبة لنا ..
......

تمت..:)

غناء الروح 30-10-13 11:28 PM

قصة جمييييييييييييييييييلة
تسلم الأيادي غصون
ما بعرف والله ليه هالشعور انتابني وانا بقراها

حسيت عنجد بالفخر
اني فلسطينية انه نحنة الي رضعنا كره اليهود والحرية رضاعة
انه هيك صغارنا

فعلا مع كل فجر جديد فيه امل انو مو بس يتحررو اسرانا لا انه ترجعلنا فلسطين

حبيتها الأقصوصة بداية ناجحة
وفخوووورة بأول رد
^_^

Hebat Allah 30-10-13 11:41 PM

عُد يا أبي فقد توقفت عن لومِكَ منذ سنين


بجد روووعه ........والله تأثرت كثير بقصة

استني أمسك حالي وأكتب رد

Hebat Allah 30-10-13 11:47 PM

راااائعه رااااااااااااااااااائعه

غاليتي زهرة البيلسان................. كثير حلو قصتك وكمان اسم معبره كثير

كلماتك واحساسك رااائعه ....... خليتي أحسن بألم هديل وكأني انا كنت في مكانها


فعلا اطفال ....الفلسطين أحرار .......رضعوا الكره لليهود وعشقه من صغر معني الحرية

التي مهما طال الزمان ........... راح تتحقق

وشكر خاص للمبدعات (( فاطمه كرم ....أنشودة الندى)) لإنها جشعتك .... ولولاها ما كنت شفت إبداعك

استمري غاليتي زهرة البيلسان في ابداع ........

أنا منتظره جديدك دايما

ويا سلام لو اتكون عن أبطال فلسطين أحرار

سلمت يداك فعلا مبدعه

وخمس نجوم للعيونك إبداعك

تحياتي

Just Faith 30-10-13 11:49 PM

الله الله يا غصون اسلوبك رائع بكل التفاصيل تصدقي تخيلت شجرة الجوافة
انه وعد الحق سينفذ حتما مهما طال الأنتظار غاليتي
مشوقة بشكل خرافي اسلوبها ساحر سلس يدخل القلب ببساطة
والله يا غصون اقشعر بدني والولد يصل لشجرة الزيتون
وعندما قالت اشتقت إليه
ووصفها للعدو وهو يمسك بذلك الثائر المقيد
احنا كده هننتظر بديع كلماتك دائما
شكرا لفاطمة كرم وانشودة الندى التى لولاكما ما ظهرت تلك الروعة للنور
تسلمين يا ذات الأنامل السحرية

sweettara 31-10-13 12:02 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا اود ان اعلق على تشجيع فطوم لك
سبحان الله يبدو ان هذه الانسانة تترك بصمتها اينما حطت وهي لم تترك مكانا في روايتي الا وعطرته باريجها الفواح
مبروك روايتك الاولى واتمنى لك النجاح
في انتظار ان اقراها
دمت بحب

https://www.brg8.org/uploads/1380218213221.gif
بيزووووو

أنشودة الندى 31-10-13 12:03 AM

هو وعد
ووعد الحر دين
والحر حر
وإن كبّل يديه القيد
لخصت قضية الأسرى بأسلوب مدهش رقيق عاطفي
ارتباط الرجل بالارض
بسمته ليواسي صغيرة ربما ظنها خائفة
ثقة بعودة ستحدث وإن طالت
والأرواح جنود مسيّرة تتلاقى وإن بعدت المنازل
دعونا ننسى غثائنا الذي ننشغل به لنتذكر وجعنا الأوحد فلسطين ونعمل من اجله
بوركت
بانتظار جديدك فلا تبخلي
يعطيك العافية.......................:eh_s(7):

Fatma nour 31-10-13 12:15 AM

فظيعة بجد غصون ..
بجد فظبعة ...
مقدرش غير أقول صعب ... بجد صعب الحالة تجنن وكل شعور خرج منك وانتى بتكتبي أكيد وصل لأي حد هيقرا

كل حرف بيرسم لوحة جميلة عن الحياة فى فلسطين ...
عشقت العامية اللى موجودة فى الرواية ... اديتها طعم تانى ..

الجلسه الصباحية بين الأخوات جميلة ...

شجاعة هديل لمستنى ... وطبعاً خايفين منه وهو مربوط حتى ..
قال تعالى :
" لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ (14) "
صدق الله العظيم ..


إنتِ لازم تكملي كتابة بجد تجنني ..

وشكراً لفاطمة وندى انهم ساعدوا بخروج العمل الرائع ده للنور :)

هبة 31-10-13 12:43 AM

بإذن الله الغلبة و النصر لنا لا لهم حسبى الله عليهم و ربى يجعل كيدهم فى نحورهم ... و ربى يرحم شهدائنا و يشفى جرحانا و يفك أسر أسرانا ...



شكراً زهر على القصة الرائعة و فى إنتظار جديدك ...


الساعة الآن 09:36 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.