آخر 10 مشاركات
خيالها بيننا (62) للكاتبة: ميراندا لي ...كاملة... (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          78-وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر (الكاتـب : angel08 - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          طعام جراء الكلاب - بدايةٌ مثالية لنموٍّ قويٍّ وصحةٍ ممتازة (الكاتـب : منصة سدره - )           »          497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          592 - أريد زوجاً - بيبر ادامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-11-13, 03:34 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


-10-

حب ...من أول نظرة ..

كان اسبوعا رائعا , عودة مريم أعادت لي شيئا من ثقتي بنفسي .. وكانت قريبة جدا مني .. جدا ..
أخيرا ركبت السيارة برفقة جدتي واتجهت إلى مزرعة عمي ..كنت مرتاحة نوعا ما .. نظرت إلي جدتي وقد استغربت ارتياحي ..قالت لي " ماسبب هذه الابتسامة على شفتيك ؟؟ "

قلت مبتسمة " أشعر بالحماس .. أتمنى أن تكون نهاية أسبوع رائعة .. "
قالت جدتي بثقة "ستكون كذلك ..بإذن الله .. لكن أخشى أن تعكر زوجة عمك الجو بالكلام عن حسن .."
هذا الاسم سمعته للمرة الثانية .. سألت جدتي بفضول
"مابه حسن ؟؟ ماقصته ؟؟ "
قالت جدتي بعد تنهيدة عميقة " غبي .. يقضي وقته في السفر والسهر .. ترك المدرسة منذ وقت طويل .. ويعيش عاطلا عن العمل .. ومؤخرا تشاجر مع والده .. وطرده والده من المنزل .. "
"إلهذه الدرجة الوضع متأزم في بيت عمي ؟"
هزت جدتي رأسها ... كانت المزرعة تقع في احدى الروضالت الخضراء .. ولم تكن مزرعة بمعنى الكلمة بل استراحة كبيرة توجد بها منزل صغير واسطبل خيل وحمام وجلسات رائعة ..
كنت متحمسة فعلا .. نزلت من السيارة وهناك .. التقت عيني بمن احتل قلبي من أول نظرة .. شعرت بأن أحدا ما خطف أنفاسي مني .. لم أستطع سوى التحديق بتلك العينان .. وكان يحدق بي بالمقابل ..مستغربا من أكون ... كان واقفا هناك ليساعد جدتي على النزول من السيارة .. لا أعرف مالذي سكن أطراف جسدي فجأة .. ماهذه الأحساسيس التي ولدت في تلك اللحظة ؟؟ اسند جدتي ونزلت جدتي .. وكأنها لاحظت التغير الذي اعتلاني فجأة .. قالت لي مؤنبة "أنزلي الأغراض يافاطمة لم تقفين هنا ؟؟ "
هززت رأسي وأنا أحاول أن ألتقط أنفاسي .. أنزلت الحقيبة الصغيرة بينما تطوع هو قائلا "أنا سأنزل الأغراض .. فقط اتبعي جدتي "
تبعت جدتي وأن أشعر أن قلبي قد انقبض .. لم أجرؤ على النظر إلى الخلف .. دخلت إلى المنزل الصغير .. وكان الجميع يجلسون مجتمعين قال عمي مرحبا " أهلا وسهلا لقد تأخرتم كثيرا "
قالت جدتي " الطريق بعيد كما أن فاطمة عادت من المدرسة متأخرة .."
نظرت عبر الباب الزجاجي إلى ذلك الشخص الذي أسر قلبي .. رأيته يأمر يمينا وشمالا على السائقين .. ومن ثم اتجهه إلى الإسطبل .. لم أسمع أي شيء من حولي .. كنت مشغولة بالجزيئات التي تدب في قلبي .. لم أكن قد رأيته من قبل .. أيكون ابن عم لي ؟؟
لا ...لكنه قال جدتي .. اذن هو ابن عم لي .. أيعقل ان يكون ابن عمي خالد ؟؟ لم لاينضم إلينا ؟؟ ..
دخلت إلى غرفة مخصصة لي ولابنة عمي خالد هيا البالغة من العمر عشر سنوات .. أذكر أن لي بنات عم كبيرات .. حمده ونوف ..وهن تقريبا يكبرنني بعام أو عامين .. لم لم يأتين .؟؟
استفردت في غرفتي .. متسائلة أن كان ماشعرت به حقيقة أو خيال ؟؟ نظرت من فتحة صغيرة من النافذة .. دققت النظر لم أجده .. كان هناك شابين فقط يتبادلان الحديث ضاحكين .. ثم استقلا سيارة وغادرا .. ارتديت تنورة سوداء وقميصا أسود .. ونظرت إلى نفسي في المرآة .. أخرجت قلم الكحل وخططت عيناي ..
لفتت شيلتي السوداء حول رأسي وخرجت ..
قالت جدتي عندما رأتني " حضري لي شايا "
نظرت اليمين واليسار لم أجد أي شاي .. فقالت جدتي "من المطبخ أنه في الخارج "
خرجت من الباب الزجااجي واتجهت إلى المطبخ ..
عدت وكان كوب الشاي في يدي ودخلت لأفاجأ أن الشاب ذاته يجلس مع جدتي .. انتفض قلبي بداخل جوفي وبدأ بالخفقان بسرعة أعطيت جدتي الكوب وارتبكت كثيرا .. قالت جدتي تعرفني على الشاب " ألم تعرفي ابن عمك ؟؟ "
استغربت وهززت رأسي بلا ..
قالت " هذا فيصل ابن عمك سالم رحمه الله .. "
قلت باقتضاب "كيف حالك " ..
" الحمدالله "
ابن عمي سالم .. الذي توفي منذ زمن بعيد .. كانت جدتي تتكلم وفاته حتى قبل أن أولد .. كانت تقول دائمة أن الموت خطفه باكرا تاركا ولديه يتيمين "
لم أجرؤ على النظر إلى فيصل .. لكن مجرد فكرة أنه بجانبي شعرت أنني قد أجن .. هل وقعت في الحب ؟؟؟ ... لا أعرف . لكن أعرف أن هذا الشاب حرك داخلي شريانا ووضعه في غير محله ..

استأذنت من جدتي ودخلت للغرفة وقد رأيت وجنتاي لأول مرة تتخضب باللون الأحمر .. التقطت أنفاسي بصعوبة استلقيت على سريري ..سألتني هيا ببراءة ..
" هل كنت تجرين ؟؟ "
"لا .. لماذا "
"تتنفسين كأنك كنت تجرين .. "
ابتسمت لهذا التعبير .. قلت لنفسي أن قلبي كمن يجري خائفا من شيء .. سألتها بخبث "أتعرفين فيصل "
قالت ببراءة "أجل .. انه صديقي .."
"صديقك ؟؟ أخبريني عنه .."
قالت بشكل حالم " انه يعيش مع والدته بالقرب منا . يأتينا كل يوم ويجلس معي ويخبرني النكت والقصص المضحكة .."
سألتها وقد تركزت في بالي صورته وهو يضحك ..رغم أني لم أرى ضحكته بعد ..
"كم عمره ماذا يعمل ؟"
قالت ببراءة "لا أعرف .. لكنه يعمل في مكتب والدي بالحكومة .."
"ماعمله ؟؟"
"مدير .."
فكرت انه مدير مكتب عمي على مايبدو .. نظرت إلى الطفلة وأيقنت جهلها التام بما أفكر به .. أغمضت عيناي وهاجمني النوم سريعا .. فقد تعبت ولم أنم منذ الصباح ..

فتحت عيناي لأفاجأ أن المصباح مطفأ والغرفة مقفلة .. دخلت إلى الحمام الجانبي وفزعت من مظهري .. كان الكحل قد سال .. ووجهي قد انتفح عشرة أضعاف ..
غسلت وجهي وغيرت ملابسي وخرجت نظرت إلى حقيبتي الصغيرة لم أرى بها سوى ماسكارا وعطر وقلم كحل .. ندمت لأني لم أجلب عدتي كاملة .. ارتديت ثوبا جميلا باللون الأزرق ولفتت شال الثوب حول رأسي وخرجت .. كانت الجميع مجتمع .. ورائحة القهوة نافذه إلى أنفي .. قال عمي "هل نمت جيدا ""
أجبته "أجل .."
"تعال إلى جواري "
"حاضر "
كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء .. كان فيصل يجلس إلى قرب جدتي ويتكلم معها بموضوع يبدو أنه مهم ..
جلست إلى جوار عمي الذي داعبني قليلا وقال " أتناولت شيئا ؟؟"
قلت وقد تذكرت أني لم أتناول شيئا منذ خرجت من المدرسة
" لا .. ليس الآن "
وطوال الجلسة العائلية حاولت أن أتحاشى النظر إلى فيصل .. لكن شيئا ما كان يجعلني أدير رأسي .. وأنظر تجاه ذلك الرجل الطويل الأسمر ذو العينين الرائعتين ...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-13, 03:51 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

_11_

ابتعاد ..


لماذا بقيت أفكر به ليلا ونهارا ؟؟ .. هل معقول أني وقعت صريعة لحبه ؟ لا أعرف ما أعرفه .. أنني نسيت الأكل لمدة ثلاثة أيام .. وبات وجهي شاحبا .. ولاحظت صديقاتي العزيزات شحوبي وصمتي ... لكني لم أبح لأحد ماحصل معي .. فقد احتفظت لنفسي بهذه الافكار والمشاعر .. أو ربما هناك شيء داخلي أوحى لي بفكرة أنني لا أستحق أن أحب .. أو ربما لا يوجد هناك من ينظر إلي فخفت نظرة زميلاتي لي ... خفت من ضحكهم وشفقتهم علي ..
"بما تفكرين ؟"
نظرت إلى مريم ..لاتي سألتني . وتخيلت أنها هي من تستحق الزواج بفيصل .. ليس أنا .. فقد تخيلتها تقف هناك بفستان أبيض إلى قربه .. لم أستطع تخيل الصورة .. لفتت وجهي بعيدا وأجبت سؤالها "لاشيء "
ابتسمت مريم .. "كل هذا الشرود .. ولاشيء ؟؟ لم أقتنع "
وقفت وقلت لها بهدوء " سأذهب لشرب الماء "
أردت الابتعاد عنها .. لسبب ما شعرت أنها السبب في افكاري القاتمة .. والسبب في تعاستي .. السبب في كل دمعة تسقط من عيني .. لا أعرف لماذا اتخذت هذا الموقف منها .
وخلال الايام التالية كأنها شعرت بشعوري نحوها فآثرت الابتعاد .. فلم نتبادل سوى كلمة صباح الخير .. ولسبب ما استغربت عدم رغبتها في معرفة السبب .. واحترت لتناقضي الغريب ... لكني ارتحت لفكرة الابتعاد قليلا .. فقد خفت أن أوجهه لها كلمة .. فتكون في غير محلها .. أصبحت أجلس كثيرا لوحدي .. وفي يدي مسجلتي الصغيرة التي أخفيها تحت قميصي .. وأستمع إلى صوت ام كلثوم وخالد عبدالرحمن وعبدالحليم .وبطريقة ما .. غرقت في ألحانهم وكلماتهم الرائعة عن الحب ..
وأكثر النظر إلى ساعتي .. خوفا من أن أنسى نفسي وأفوت الحصة التالية .. وحدث لي ذات مرة موقف مضحك .. كانت حصة اللغة الانجليزية .. وكانت المدرسة ضعيفة الشخصية .. والفتيات يضحكن ويرمين بالاشياء والمدرسة من قلة حيلتها كانت توجه حديثها إلى فتاتين فقط يرغبن في الدراسة .. لم أشعر برغبة في الحديث .. وضعت السماعتين على أذني .. واستمعت إلى أغاني ذكرى الرائعة ... واندمجت فيها إلى حد كبير .. ثم قلت بصوت عادي والسماعات في اذني وكنت واثقة أن صوتي لايسمع وسط ازعاج الفتيات ولعبهن ..
" اخبروني ان وجهت لي المدرسة أي سؤال "
ضحكت الفتيات .. سحبت السماعات من على اذني لتقول لي الفتاة التي بقربي أنني عندما قلت جملة تلك كانت الفتيات جميعا صامتات .. نظرت إلى المدرسة التي كانت تنظر إلي باستغراب .. فقلت لها مبررة " اني اشعر بصداع .. لاأستطيع التركيز ؟؟!!"
اكتفت بنظراتها الساخطة وعادت إلى حديثها .. فهي لاحيلة لها ولاقوة .. شخصيتها ضعيفة لاترهب الفتيات .. ولاتستطيع أن تأتي بالاخصائية أو المديرة كل يوم في حصتها فتهز من صورتها وطريقة تدريسها أمامهما .. وضعت رأسي على طاولتي .. .. وفكرت بتعب .. بلاشيء........بعينا فيصل

عدت إلى المنزل فرحة بنهاية الاسبوع .. لم أتحدث كثيرا إلى أي من سارة ومها ومريـم .. وشعروا برغبتي في الوحدة هذه الفترة ..


عدت لأرى حقيبة عند الباب .. استغربت .. ناديت الخادمة ... وسألتها باستغراب " حقيبة من ؟"

ردت بعصبية " بابا حسن .."

حسن ؟؟ توجهت لغرفة جدتي .. طرقت الباب فسمحت لي جدتي بالدخول .. قبلت رأسها .. وجلست بقربها ..
"ما أخبارك يا فاطمة ؟"
"أنا بخير .. وأنتي كيف حالك ؟ "
"ارتفع ضغطي اليوم .. "
"ماذا .. سلامتك ماذا حدث ؟"
تنهدت جدتي وقالت بحسرة " كنت في منزل عمك خالد .. وأتى حسن من السفر .. وحدث مشادة بينهما فطرد عمك الصبي .. فأتيت به معي ..لم أرد أن يذهب إلى أي من أصدقاءه .. فأويته هنا وأعطيته الغرفة القديمة التي بقرب المجلس الكبير .. وأتى والدك .. ورحب به .. لكن .. "
قلت مقاطعة حديث جدتي "والدتي لم تفعل "
تأففت جدتي كثيرا .. وقالت بحزن " لايهمني رأيها .. لكني أخاف بعد أيام تؤثر في والدك وتجعله يغير رأيه ."
قلت لها مواسية "ان كان هناك شيء يحب والدي فعله . فهو معاندة والدتي .. لاتخافي يا جدتي .. فصحتك هي ما تهمني .. ولا أستطيع تخيل المنزل من دونك "
**
شعرت بأن ملابسي بدأت في الوسع .. هل فقدت شيئا من وزني ؟؟
ذهبت في نهاية اليوم إلى منزل عمتي .. رغم رفضي في البداية لكن جدتي أقنعتني .. جلست برفقة عمتي .. فلم تكن منى وصافية موجودتان .. تكلمت جدتي وعمتي عن أشياء كثيره ..لاتهمني ! ..استأذنت وقلت لهما بأني أرغب في التجول .. فحديقة منزلها كبيرة جدا.. وأحب المشي فيها .. حيث أنها مليئة بالأشجار العالية والخضراء .. وبطريقة بارعة كان هناك حوضا من الأزهار الجميلة ومن بينها زهرتي المفضلة .. زهرة الربيع ..
قطفت زهرة من الحوض وأخرجت مفكرتي الصغيرة التي تحتوي كل مواعيدي وأرقام الهواتف ووضعتها بين أوراقها .. أخرجت من حقيبتي المسجلة الصغيرة .. وبدأت بالاستماع لكن هذه المرة إلى الراديو .. أحب سماع شيء مختلف بين فترة وأخرى .. بدأت بالتجول .. مستمتعة بالجو الهاديء ونسمة الهواء التي تداعب خصلة شعري .. لقد اقترب الشتاء .. وأنا أحب الشتاء .. فشتاء دولتنا ليس بالشتاء القاسي .. بل هو أشبه بربيع بارد طوييل ...
بعد عشر دقائق رأيت ضوء سيارة اقترب .. عدلت حجابي .. ونزعت الراديو من أذني .. وأعدته لحقيبتي .. فتح الباب ودخل عبدالعزيز إلى البيت .. ابتسمت له .. وابتسم لي .. اقترب إلي وقال "أرى أنك هنا .. كيف حالك؟"
"بخير .. وأنت "
" بخير .. هل أتيت مع جدتي ؟؟ "
نظرت إلى خلفه توقعت لثانية أن أرى صافية ومنى .. لكني لم أرهما ..
" جدتي هنا .. أين ..صــ.. "
"تركتهما في منزل جدي .. لقد تمسك بهما وقال أنه يجب أن تبقيا عنده الليلة .. "
فهمت .. جده لأبوه ... نظر إلي وكأنه شعر بخيبة أملي ..
"لم اعرف .. أنـ.. .. سأدخل وأسلم على جدتي .. ألن تدخلي ؟"
هززت رأسي بلا ..
" الجو جميل سأبقى خارجا قليلا .. ثم سأدخل . "
دخل إلى الداخل .. وبقيت خارجا .. و بعد عدة دقائق شعرت بالملل فدخلت لى المنزل ..
كانت جدتي تحكي لهما ماحصل في منزل عمي صباحا ..
قالت عمتي بغضب " انه ابنه كيف يطرده هكذا ؟.. ألا يكفي أن الولد بهذا الانحراف أيريد له أن يعيش في الشارع لتصبح سمعتنا على لسان أي كان ؟"
هدأ عبدالعزيز والدته وقال له " أتوقع أن عمي خالد كان يريد حسن أن يعتبر ويحسن من سلوكه .. "
قالت جدتي بحزن " لكن حسن ليس بحساس ولا بعاقل ليؤثر به طرد والده .. بل بالعكس .. كان يريد أن يتخلص من عتب والده ولومه .. كان ينتظر هذه الفرصة .."
التزمت الصمت وانا اراهم يناقشون الموضوع بغضب ..قالت جدتي لعبدالعزيز
" خذ فاطمة واخرجا .. "
لم يفهم عبدالعزيز فعقد حاجبيه ..
قالت جدتي مبررة "أريد التحدث إلى ابنتي بموضوع خاص اخرجا للحديقة .. "
قال عبدالعزيز لوالدته " أخبريني لاحقا بما تقول "
ضحكت والدته .. بينما قلت لهم بسخرية " اذا سأخرج وحدي .."
ضحكوا .. وفتح عبدالعزيز الباب وخرج وأمسكه لي ..
كانت لفته جميلة منه لكنها أحرجتني .. جلسنا على الكراسي الخضراء في الحديقة .. لبرهة قصيرة بقينا صامتين .. نظرت إليه كان يحدق في السماء .. لم أحب أفتح مجال الحديث معه . ..لا أعرف لماذا .. شعرت بأنه غير لائق .. فجأة لاحت أمامي صورة فيصل .. كتمت تنهيدة عميقة .. نظرت إلى النجوم بدوري .. كانت السماء صافية جدا والجو شاعري .. وكان صمتا غريبا ..
ابتدأ هو الحديث " عما سيتكلمان ؟؟ ألديك فكرة ؟؟ "
هززت رأسي بلا . فتابع " أليس لديك فضول ؟؟ "
قلت بمرح "لست فضوليه .. "
"عجبا ..."
جاءت كلمته مليئة بالدهشة .. لم أستطع أن أتجاهلها ..
" ماذا ؟؟ عجبا ؟؟ ولم العجب ؟؟"
قال بثقة "أنت أول امرأة أراها خالية من الفضول .."
قلت معقبة بمرح
" للحظة بدا لي أنك تقول خالية من الكوليسترول ؟؟ "
ضحك قليلا .. ثم قال بمرح " لا . لا أعتقد انك كذلك .. "
شعرت باهانة منه .. نظرت إليه نظرة المعاتب .. أيحسبني غبية ؟؟ ..لا لست غبية ...بل أنا غبية فأنا من وضعت نفسي في هذا الموقف .. شعرت بضيق .. أدرت وجهي بعيدا وكتمت دمعتي .. تنحنح .. ثم استأذن وغادر بعدما أدرك أن مزحته كانت ثقيلة جدا ..
لكني بقيت هناك .. وبكيت .. أحسست باهانة .. بقيت هناك فترة طويلة ...حتى خرحت جدتي واعلمتني بمغادرتنا .........لم أصدق أذني .. وقفت وحملت أغراضي .. وكنت أشعر باختناق كبير .التفتت لألتقط نفسا بعيدا عن عيني جدتي ونحن في طريقنا إلى السيارة .. لأفاجأ بعينان تنظران إلي من خلف ستائر إحدى الغرف .. كانتا عينا عبدالعزيز .. أنا متأكدة من هذا .. أرأتني وأنا أبكي طوال الوقت الذي مضى ؟؟ ربما ..
عدت لغرفتي .. واستسلمت للنوم فورا ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-13, 03:52 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

_12_
ضيف ثقيل ..


استيقظت متأخرة .. رغم نومي مبكرا .. نظرت إلى الساعة لأجدها الحادية عشرة .. ف\قمت وغيرت ملابسي وصليت ونزلت للاسفل . رأيت زوجة أخي تقف في الممر ..
"صباح الخير "
ردت التحية وبقيت تقف هناك ..
تركتها ودخلت للمطبخ لأجهز لنفسي شيئا لأتناوله .. أتت أمي وأعطتني حجابي ....
"صباح الخير فاطمة "
"صباح الخير ..ماذا هناك ؟؟"
قالت بانفعال "ابن عمك يجول في المنزل كما يحلو له .. اذا انتهيت من افطارك اعدي شايا و خذيه لجدتك . "
لفتت حجابي حول رأسي وأنهيت افطاري سريعا وأعددت الشاي وحملته لغرفة جدتي ..
"صباح الخير "
لم ترد جدتي .. عرفت أنها غير راضية على استيقاظي المتأخر ..
" أكل هذا نوم ؟؟ "
لم أجيب .. فوجهي المتورم أجاب بدلا مني ..
نمت في الساعة العاشرة مساء .. صببت لها الشاي .. وجلست بقربها .. دخل شاب إلى الغرفة استنتجت أنه حسن ..
"جدتي سأذهب مع أصدقائي إلى الشاليه "
قالت جدتي بصامة "لا .. عد إلى غرفتك أو اجلس مع ابناء عمك ."
كأنه يأس من مناقشتها فغادر مستاءا .. غادرت بدوري وكانت منال لاتزال في الممر .. كنت سأذهب لغرفتي و أحل واجباتي ..
لكنها نادتني
"فاطمة .. حبيبتي ... هل تسديني خدمة ؟؟ "
"ماذا ؟"
"ابقي هنا .. واذا أتى .ناديني .. أرجوك .. "
"من تنتظرين؟"
" فيصل .. "
"من ؟"
"فيصل .. ألا تعرفينه ؟؟ ابن عمك .. "
هززت رأسي بحاضر .. وراقبتها وهي تركض إلى الأعلى .. ماذا تريد من فيصل ؟ هل أنا غبية ؟؟ فيصل سيأتي .. وأنا أسأل نفسي هذا السؤال الغبي .. ؟
بقيت أنظر إلى الخارج ..وقد تملكني شعور رائع ...أو لهفة رائعة .. أصبحت أتخيل منظره وهو يدخل .. فارسي السري ..
لثانية رأيت طيفا .. ثم ... كأن هناك طيفان قد اشتبكا بعيدا ..
ركضت إلى الأعلى وصرخت "منال .. منااااااااال .. "
نزلت منال سريعا .. وتبعها مبارك .. كان يجري بسرعة ؟؟ تبعتهما لا أعرف لماذا ... وكان هناك فيصل وحسن اشتبكا في عراك قوي .. وضعت يدي على فمي مانعة صرخاتي من الخروج .. فما كان مني إلا الجري لغرفة جدتي وأناديها وأنا مرتعبة .. فتخرج جدتي متكأة على عصاتها إلى حيث هذا المشهد المرعب ..
كان قتالهما عنيفا .. رأيت الدم يخرج من شفة حسن وفيصل انهال ضربا عليه بلا أي رحمة .. لم أستطع الاحتمال أوقفتهما جدتي .. وصرخت بهما .. للحظة التقت عيناي بعينا فيصل . وكنت أنظر إليه برعب .. متفاجأة من تصرفه البربري .. رأيت حسن مهما فعل لايستحق أن يفعل به كل هذا ..
سحب مبارك حسن وأخذه إلى غرفته وأقفل الباب خلفهما ...
بينما اتجهت جدتي إلى المنزل وتبعها فيصل .. الذي مر بجانبي ونظر إلي نظرة غريبة .. امسكت منال بيدي واخذتني إلى المنزل .. بقيت مصعوقة .. شعرت بالغثيان فركضت إلى الحمام وأفرغت كل مابجوفي .. ثم خرجت ..
دخلت أمي إلى المطبخ حيث جلسنا .. وقالت لي
"فاطمة .. تبدين شاحبة .. "
قالت منال " لقد شهدت للتو مشاجرة بين فيصل وحسن . وليس بالامر المستحسن رؤيته .. "
"حسن وفيصل ؟؟ فاطمة هل خفت ؟ "
قالت منال " كان منظرهما مرعبا يثير الاشمئزاز ... "
احتضنتني والدتي .. شعرت بالارتياح قليلا .. ثم ذهبت لتستطلع الأمر .. انسحبت لغرفتي لكن هل اهتزت صورة فيصل في مخيلتي ؟ لا لا أعتقد . لان سرعان مابدأت افكر في نظرته تلك . ماذا كان يقصد بها ؟؟ لا اعرف ..لكنني قررت ان انزل بعد ساعة وأسأل عما حدث . يا إلهي كنت أتمنى أن أرى فيصل .. لكن هذا كان بعيدا كل البعد عما تمنيت . ..
كانت الدقائق بطيئة جدا .. وقفت ورأيت وجههي بالمرآه .. كنت شاحبة جدا .. نزلت بعد نصف ساعة بعد أن سمعت أصواتا خارجة .. كنت أعلى السلم وكان هو يقف وحده في الأسفل .. للحظة شعرت بنفسي كيت ونسليت (مع زيادة بضع أرطال ) وهو ليوناردو ديكابريو .. حيث التقت نظراته بنظراتي .. وبقي يحدق بي ,, لا أعرف لماذا لكن كلما اإلتقت عينانا أشعر أن هناك لحظة صمت .. ثم شعرت بغباء من وقوفي هناك غارقة بتخيلاتي .. فنزلت محاولة أن أرسم ابتسامة لكني فشلت تمتمت
"السلام " ..
"وعليكم"
كان سلاما مختصرا .. سألته بعد أن رأيت خدوشا على يده
" أتحتاج مطهرا ؟؟ "
"ماذا ؟؟ "
أشرت إلى يده ..
"أجل .. لابأس .. "
توجهت تجاه علبة الإسعاف التي في الحمام السفلي .. وأخرجت مطهرا وبعض الضمادات .. وأعطيتها له .. بقيت واقفة أراقب .. مسح بالمطهر الخدوش ثم ألصق لاصقا جراحيا مكانها ..
ثم توقف .. استغربت توقفه عن فعل ذلك رفعت عيناي لأفاجأ بنظرة استغراب تعلو ووجهه ..
استنتجت أني بقيت أحدق ببلاهه في جرحه فأحرج من ذلك .. استأذنت ودخلت لغرفة جدتي ومن حسن حظي أنها لم تكن هناك . بقيت أراقبه من خلف الباب .. هل يعرف أن هناك من وقع في غرامه من النظرة الأولى .. ؟؟ .. جاء مبارك وأخذه إلى الخارج وحرمني من النظر إليه .. خرجت . وأبقيت حجابي على رأسي .. دخلت المجلس لأجد جدتي وحسن يجلسان هناك غاضبين .. أردت الخروج
"تعالي .."
نظرت إلى جدتي التي قالت لي بغضب
"تعالي .. "
اقتربت منها بهدوء وأنا أنظر إلى حسن الذي كان في وضع مزر ..
" اسنديني "
لم أتوقع طلبها هذا . سندتها وعيناي تبحثان عن عصاها الخشبية .. ثم خرجنا إلى غرفتها .. تجرأت وسألت جدتي
"ماسبب الذي حدث .. "
قالت بغضب " حسن .. تجرأ وأهان فيصل .. فأتى فيصل ليرد الاهانة له .. "
ارتحت كثيرا عندما علمت أن حسن هو الذي بدأ المشكلة .. قلت بحذر "وهل يستحق الأمر أن يسحق عظامه ؟؟؟ ويضربه بهذا الشكل ؟؟ "
قالت جدتي بلوعة " لو أني مكان فيصل لقتلته على عاره .. "
ارتحت أكثر .. اذن حسن يستحق ماحدث له .. اوصلت جدتي لغرفتها .. ثم جريت إلى غرفتي وعدت لمسجلتي لأغرق بأحلام اليقظة .. ولا أفكر سوى بفيصل .

**
في ذات المساء .. نزلت لأتناول شيئا فقد استبد بي الجوع .. وصنعت لنفسي سندويشا .. دخل حسن المطبخ وقال آمرا
" ضع لي العشاء .. "
اثواني كرهت صراخه بي ..واهانته لفيصل .. فقلت بجفاء
"لست بخادمة .. اطلب مني بطريقة لائقة ..وسأرى حينها إن كنت سأفعل أو لا .."
نظر إلي بحقد .. وقف على قدميه وانحنى قائلا
" أيتها الأميرة هلا تكرمت وصنعت لي معك سندويشا ؟؟ "
لم أستطع منع نفسي من الضحك . ارتسمت ابتسامة على وجهي .. ابتسم بالمقابل .. " الآن العشاء ؟؟ "
صنعت له سندويشا وأخرجت له عصير برتقال من الثلاجة ..
"تفضل "
أمسك بيدي فانتفضت بطريقة لاارادية .. وسحبتها من يده .. نظر إلي بدهشه " لم يكن في نيتي أن آكلها ! "
ثم ابتسم .. ووقف .. وتراجعت للخلف . حتى اصطدم ظهري بالثلاجة اقترب مني كثيرا قال بخبث
" أتخافين مني ..؟؟ "
بدأ قلبي بالنبض بجنون ارتسم الخوف على ملامح وجهي حيث وجدت نفسي قد احتجزت "ابتعد عني .. "

"حاضر .."

عاد إلى الطاولة وركضت إلى غرفتي .. وحرصت على اقفالها ونسيت السندويش وكل شيء عن معدتي المتضورة جوعا ..
كانت لحظة مؤلمة شعرت برعب لامتناهي .. يا إلهي لم يخجل من نفسه أنه في بيت والدي ويحاول التحرش بي ؟؟ ربما كان يمازحني .. لكن هذا غير لائق اطلاقا .. غير لائق بل لايجوز .. كانت يداي ترجفان بقوة .. عدت إلى الباب لأحكم اغلاقه .. بعد دقائق سمعت خطوات صاعده على السلم .. نظرت إلى الساعة كانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف .. أين أهلي في هذا الوقت ..؟ .. ثم طرق الباب وطرق قلبي بقوة ..
"من؟؟؟من"
" أنا حسن .. "
ازداد ضربات قلبي بجنون "ماذا تريد .."
"أحضرت السندويش .. لقد نسيته .."
"لا أريده .. ارحل .. "
" لا ؟ .. كما تريدين .. "
وسمعت خطواته تغادر . إلتجأت إلى لحافي .,. وتغطيت به .. وشعرت أنه كابوس مخيف .. حسن هذا على مايبدو أنه ضيف ثقييل ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-13, 03:53 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

_13_
الحنان المجنون ..


أصبحت أكثر حذرا وخوفا من حسن في الأيام التاليه لم أقل لأحد عما حدث .. لكنني أصبحت أتحاشى التواجد معه مهما كان .. ولم يتوقف عن تحرشه بي ونظراته .. إلى درجة أني بقيت حبيسة الغرفة ..
استغربت جدتي من انزوائي .. لكني اخبرتها ان السبب هو الامتحانات .. واقتنعت بهذا ..
أصبحت أكثر كآبة .. أكثر حزنا .. لدرجة أنني طوال أسبوع لم أفكر بشي .. حتى فيصل .. لم أفكر به ..
جلست إلى قرب سارة ومها ومريم .. التي قالت
" اقتربت الإمتحانات .. "
قالت سارة بمرح " جيد ... "
التفت مها إلى سارة وقالت باستغراب "جيد " ؟؟
هززت سارة رأسها .. وقالت "تغيير .. لقد مللت الروتين .. "
قالت مريم التي توطدت علاقتها بمها وسارة كثيرا حيث شعرت بابتعادي عنها في الفترة الماضية " فاطمة .. مابك تجلسين بعيدا .. "
هززت رأسي بألم ..
"لاشيء .. "
بقيوا يتحدثون في الامتحانات بينما شردت بخيالي بعيدا .. لا أعرف مالذي ينتظرني .. أنظر إلى الطالبات اللواتي يتجولن حولي .. وكم تمنيت لو أني كنت فتاة عادية .. عادية لدرجة أني أخطو خطواتي دون أن ينظر إلي شخص....عادية أي نكره ..
"فاطمة " ..
التفت إلى سارة .. وانتبهت إلى مغادرة مها ومريم معا ..
" أين ذهبوا ؟؟ "
" ليتناولوا شيئا .. فقد استبد بهم الجوع .. مابك ؟ "
"لا أعرف يا سارة .. أشعر بأني لا أأستطيع أن أتنفس .. "
" لماذا ؟؟ "
نظرت إليها .. هي رمز للثقة .. وربما أجد لديها حلا لإختناقي ..
" لاتخبري أحدا .. .. "
"لن أخبر .. مابك ؟؟ "
نظرت إليها وشعر بقرب هطول الدمع من عيني ..
" م.. .. أعاني من مشكلة في المنزل تنغص علي حريتي .. "
قالت باهتمام لمسته منها
" ماذا هناك .. أخبريني .. "
لأول مرة شعرت أن سارة تهتم لشيء ما .تهتم لي ... أنا .. ترقرت دمعتي ولم أستطيع كبحها .. أدرت برأسي إلى الناحية الأخرى .. كتمت تنهيدة مؤلمة .. لم أستطع كبح دموعي .. تساقطت في حجري .. لا أعرف لما شعرت أني إذا أخبرت سارة سأجرحها أو أجعلها تقلق ..
وقفت سارة ودارت لتقابلني .. قالت باهتمام صادق
" انظري إلي .. . "
بكيت في تلك اللحظة .. وارتميت في حضنها .. وربتت على ظهري كأنني طفلتها الصغيرة .. "لابأس عليكي يا فاطمة .. أنا هنا . "

هل يجتمع الجنون والحنان معا ؟؟ أجل .. يجتمعان في سارة...
بعد دقائق بسيطة رفعت رأسي .. قلت بانكسار ..
" انتقل ابن عمي إلى السكن معنا .... وذات ليلة كنت في المطبخ .. وحاول أن .. يستفزني .. احتجزني في زاوية وسبب لي رعبا شديدا .. طلبت منه الابتعاد .. فابتعد .. ركضت إلى غرفتي .. وأغلقت الباب .. تبعني .. وطرق الباب لكني لم أفتح الباب ... فغادر .. ومنذ ذلك اليوم .. أنا أشعر بضيق واختناق .. وهو لايكف عن ملاحقتي بنظراته وابتساماته القذرة إلى درجة أنني أصبحت لا أخرج من غرفتي .. "
بكيت .. هدأتني سارة وسألتني
" هل أخبرت أحدا ؟؟ "
هززت رأسي بلا ... سرحت سارة لمدة ثواني ثم قالت
" يجب أن تخبري والدتك .. "
انهرت بالبكاء وقلت لها بتعب
" أنت لاتعرفين .. أنت لاتعرفين .. "
"مالذي لا أعرفه أخبريني .. "
" لاتعرفين كيف هو الوضع .. أود اخبار جدتي لكنها هي من أتت به إلى المنزل ولاتستطيع طرده .. لا أستطيع اخبار والدتي .. فالفجوة التي بيني وبينها .. عميقة .. "
غضبت سارة وقالت لي بغضب " ماذا ؟؟ هل ستبقين هكذا؟ هل سيستمر هذا العذاب ؟ "
هززت رأسي بأجل ..
" أخبري أحدا من أشقاءك ؟.."
قلت بألم " وتتحول إلى مجزرة ؟. .. لا .لن افعل شيء ..أستطيع أن أتحمل .. لكنه يسبب لي الاختناق .. أشعر بأنني سجينة "
عدت إلى حجرها .. وقالت لي باستياء " أين هو هذا ابن عمك .. إن رأيته سأمزقه بأظافري "
ابتسمت تذكرت القتال الذي دار بين فيصل وحسن .. وفي ذات الوقت القتال الذي دار بين نورة وسارة .. ..لا أعرف لماذا .. ومالرابط ..
***
كنت محقة في شعوري بالقلق من اخبار ساره .. فلقد أصبحت تفكر بي ليلا ونهارا وتكلمني أربع مرات في اليوم ... كأنها تتأكد من أني بخير .. لقد حملتها عبء همومي .. وأصبحت تقلق علي كثيرا ..
شعرت بالضيق من أوراقي وكتبي وخرجت من غرفتي .. وذهبت لأجلس في الحديقة ..
كنت أحمل معي كوب قهوة.. مرة كما هي حياتي ..
وأفكر بيأس ..
"كيف حالك ؟ "
نظرت إلى محدثي .. كان أخي محمد .. جلس إلى قربي .. هززت رأسي وتمتمت "بخير "
"هل أنت متعبة ؟"
هززت رأسي بلا ..
قال متفحصا ملامحي " إذا .. لم أنت شاحبة هكذا ؟؟ "
" لاشيء مهم .. "
بقينا هناك .. نتشارك الصمت .. لم يعترض أي منا على ذلك .. أحببنا صمتنا .. وجلوسنا معا .. لم يبادر هو إلى الحديث .. ولم أبادر أنا ..
وكأننا بهذا جذبنا إلينا ال****ب .... ألهذه الدرجة كان صمتنا مسموعا ؟؟ اقترب حسن وقال
" كنت أعرف أن أحدا ما يجلس هنا .. "
اضطربت وأنزلت عيناي وتأكدت من أن حجابي محكم ... يبدو أن حسن لايروق لمحمد الذي لم يعره انتباها . ووقف وغادر . أدركت أن حسن بقي وحده .. وقفت لأذهب .. لكنه أمسك يدي واهتزت كل شعرة فيني قلت بغضب هامسة " ماذا تريد مني اتركني .. "
قال وهو ينظر إلي بخبث " تعجبينني .. "
"اترك يدي .. "
"وهذا هو الغريب .. "
" اترك يدي ... "
"فعلا غريب .. هل يعجبك ما أفعله ؟؟ "
"ماذا ؟؟ .. ماذا تقول .. اترك يدي .. أرجوك .. "
" لم أرك أخبرت أحدا عني .. وأراك تكلميني همسا .. لو فعلا أردت أن أترك يدك لصرخت عاليا .. "
نظرت إليه باحتقار وقلت " هذا لأني أحترم جدتي . وأحترم عمي .. ولا أريد أن أسبب مشاكل لهما لأنهما أحضراك إلى هذا المنزل .. الذي لم تحترمه ولم تحترم عمك .. ولم تحترمني .. أفلت يدي رجاء .. لقد مللت ألاعيبك القذرة .. "
سحبت يدي بقوة من بين يديه .. والتفت وغادرت ..
ولم أستطع كبح دموعي .. كيف يجرؤ على هذا القول ؟؟ يا إلهي ؟؟ .. أفعلا يظن أنني أشاركه لعبته السخيفة القذرة ؟؟ ...
بكيت بشدة وأنا ألعن اللحظة التي أتى فيها إلى هذا المنزل ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-13, 03:53 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-14-

موت ..

مر شهر .. تكررت ازعاجات حسن .. لكني أصبحت لا أخرج من غرفتي فقد ابتدأت الامتحانات .. ولم أخرج من غرفتي سوى في الصباح لأذهب إلى المدرسة .. .. انكببت على كتبي ودفاتري باجتهاد ... لم أر أحدا منذ مدة طويلة ..لم أر زوجة أخي .. ولا أعرف اين هي .. وجدتي أصبحت تطيل زياراتها إلى منزل عمتي.. وأحيانا أشعر أن البيت خالي ولايوجد به سوى الذئب حسن .. استغربت كثيرا .. مالذي يجذبه إلي ؟ .. لست بخارقة الجمال كما أني بدينه .. وزني مائة كيلو جرام .. أم انه يستهزيء بي ؟؟ .. لا أعرف لكن أعرف أني كرهت حسن هذا كرها شديدا .. يماثل كرهي للرياضة ..
ما إن سمعت صوت جدتي حتى نزلت بسرعة إليها فقد اشتقت لها كثيرا .. شوقا لم أشعر به تجاه أمي .. أو أبي .
" جدتـــي .. العزيزة .. "
عانقتها فضحكت .. قالت باستغراب " لم أرك منذ زمن .. أين كنت يا فاطمة .."
رافقتها إلى غرفتها وأن أشكو لها ازدياد الواجبات والإمتحانات ..
قلت لها معاتبة " لم أعد أراك .. ماسر مكوثك الدائم في منزل عمتي ؟ "
قالت فرحة " لقد كانت غارقة في امور معقدة .. وكنت أساعدها بذلك .. "
" أمور ماذا ؟؟ "
"خطوبة منى .. زواج صافية .. مشاكل عبدالعزيز .."
"خطوبة منى ؟؟ حقا ؟؟ "
قالت جدتي بفرح " أجل لقد خطبها فيصل ابن عمك .. وحدثت بعض المشاكل خصوصا أن فيصل كان خاطبا ابنة عمك خالد حمده .لكن حدثت مشكلة بين حسن وفيصل ..فانتهت الخطوبة ...لهذا السبب كانت عمتك تحتاجني بجوارها .. لقد خافت من أن تتطور الأمو ر فيغضب منها خالد .. لكن خالد كان عاقلا .. وقال إن كل شيء قسمة ونصيب . وقد انتهت الأمور بخطوبة فيصل لمنى .. "
اسوددت الدنيا في وجههي ولم أعد أرى شيئا .. كان أحدا ما طعن قلبي بسكين ورماه على قارعة الطريق لينزف بدون أي رحمة .. كابرت على نفسي كتمت دموعي وآهاتي وقلت محاولة أن أبدو طبيعية ..
" وما هي مشاكل عبدالعزيز ؟ "
" لا أعرف .. لم تخبرني عمتك بسبب هذه الخلافات .. لكني اعرف أن عبدالعزيز قد تشاجر مع والدته وأخواته .. ولايكلمهم لم ترض أي منهم بإخباري السبب .. لكن عمتك حزينة .. "
لم تدخل أي كلمة من كلمات جدتي إلى أذني .. ما أعرفه أنه كيف لشخص ميت أن يتكلم ؟؟ كيف لزهرة قد دهست للتو أن تعود إلى نضارتها ورونقها .. كيف لقلب قد أراق دمه أن ينبض مرة أخرى ؟ كيف وكيف وكيف ؟؟ .. ترن هذه الكلمات في أذني ولا أسمع سوى صداها المتردد .. .. من دون أن أسمع أية إجابة ..
خرجت من غرفة جدتي لا أرى طريقي .. أشعر أن عيناي قد تتفجران بالدموع في أية لحظة .. لم أر شيئا .. لم أع شيئا .. شعرت بمن يجرني . نظرت إلى حسن .. وكانت نظراتي محملة بأسوأ أنواع الحزن ..
ترك يدي من هول ما رأى في عيني .. قال باهتمام
" مابك ؟ "
حدقت إليه .. أغلقت عيناي خوفا من أن يقرأ مابداخلي من أحزان وشهداء .وقصائد رثاء ..
"فاطمة مابك ؟؟ .. أخبريني .. "
أردت من صوتي أن يخرج لكن لم أسمع سوى حشرجة ضعيفة "لاشيء "
التفت لأذهب إلى غرفتي .. وبقي حسن ينظر إلي بشفقة لا أريد شيئا سوى الوصول إلى سريري.. والإرتماء ومعانقة وسادتي العزيزة .. وأن أفضي إليها بكل دموعي التي فاضت داخلي ..
صعدت بتثاقل إلى غرفتي .. دخلت إلى غرفتي وتأكدت من اغلاقها بإحكام .. وارتميت على سريري .. لم أبك كما أردت .. بل بقيت أفكر .. يا إلهي .. كنت أعرف أنه لن ينظر إلي .. لم أغرقتني نفسي بالأمل إلى درجة أنني لم أستطع التنفس .؟؟ .. بكيت .. وبقيت أبكي طوال الليل .. كاتمة صوتي خوفا من أن يسمعني أحد ويسخر مني .. كم أردت الصراخ ... كم أردت النحيب .. إن قلبي يستحق العزاء .. لقد مات اليوم .. ولم يكن هناك من يواسيه أو حتى يحمله إلى قبره ..
تجاهلت الهاتف الذي يرن مرارا .. تجاهلت الخادمة التي تطرق الباب حاملة طعامي إلي .. تجاهلت كل شيء .. بقيت في سريري .. لمدة ثلاثة أيام .. أتمنى لو أتوقف حتى عن التنفس .فلم أعد أتحمل ذرات الهواء التي تدخل إلى رئتي..
كانت قصة حب فاشلة .. لا .. لم تكن قصة حب .. بل كانت قصة قلب .. لطالما كنت أعرف أنه لاخيار لي .. قلبي لم يستأذنني في شيء .. وأقحم نفسه في هذا الوهم .. وهاهو اليوم يأبى أن يحادثني .. انزوى في زاوية مظلمة ..ولم يرغب في رؤية النور ..

يا إلهي ما أشد وحدتي .. ما أشد حزني .. ما أشد غبائي ,, هذا اليوم الخامس . ولم يطرق أحد بابي سوى الخادمة .. التي إشعر بأنها الوحيدة التي تتذكر أني مازلت على قيد الحياة .. لا أب .. ولا أم ... ولا حتى أخوتي ..

أخيرا طرقت الباب الخادمة لتخبرني أن هناك ضيوفا يرغبون في رؤيتي .. قلت لها أن ترسلهم إلى غرفتي .
طرقوا الباب .. كانت سارة ومريم ..
ارتميت في أحضانهما.. كاتمة دموعي .. أغلقت مريم الباب وقالت لي باستغراب " مابك فاطمة ؟؟ مابك ؟؟ .. لم أنت بهذا الشحوب والهالات السوداء حول عينيك ؟؟ "
" فاطمة هل أنت بخير ؟؟ "
هززت رأسي بأجل . .. نظرت إلى سارة . " أنا بخير .. "
شعرت أن هاتين الكلمتين ثقيلتين جدا ..
" أنت تكذبين .. أنت لست بخير .. فاطمة مابك ؟؟ .. خمسة أيام أتصل بك ولا تجيبين .. لم تأتي إلى المدرسة .. ماذا حدث .. هل تعرض لك ابن عمك ؟؟"
قلت بهدوء " لم يفعل .. كان بعيدا عني .. "
نظرت إلى مريم التي كانت قلقة .. وإلى سارة التي كانت تنظر إلي برعب .. لا أعرف كيف انسابت مني الكلمات فأخبرتهما ماحدث لي..
لم أستطع كبح دموعي .. .. التي تدفقت بغزارة ..
قالت مريم " لم لم تخبريني؟ .. "
قلت وكنت أشعر أني غبية جدا لتفكيري هكذا " كنت أخشى أن .. كنت أخاف من .. كنت أغار أن تسرق أحداكما حلمي .. كنت أشعر أنني لا أستحقه .. وكنت أشعر أنكما ستسخران مني .. " ..
لم أعرف لكن مريم نظرت إلي بغضب " أتسمعين نفسك فاطمة ؟؟ ..ألهذا ابتعدتي عني ؟؟ .. شعرت أن هناك شيئا يجرك بعيدا ولم أعرف أنك غبية إلى هذه الدرجة ؟؟"
"غبية ؟؟ أنا ؟؟ "
قالت مريم بحزم " أجل .. غبية . .. أنسيت من أنا يا فاطمة ؟؟ أنا مريم التي عانيت الأمرين سواء كان من السخرية أو الغيرة ...
أكنت تفكرين بي هكذا ؟؟ نسيت آلامنا التي تشاركناها .. وأفكارنا ؟؟ .. نسيت ماكان بيننا من دموع ؟؟ .. هل توقعتي أنني قد أتغير ؟ ..لا .. لم أتغير .. لم يكن هناك داع لأن تخافي مني .. أنا مريم .. مريم .. " ..
أحسست بفداحة خطئي عندما نطقت مريم بتلك الكلمات .. نسيت أن مريم هي كانت دائما ملجأي .. ارتميت في حضنها وبدأت بالبكاء بشدة .. شعرت بيدها التي كانت تربت على ظهري بحنان .. قالت سارة بهدوء " لنخرج "
هززت برأسي موافقة .. " أمهلوني حتى أغير ملابسي ..."
كنت قد استحميت في الصباح . لبست ملابسي وخرجت أستأذن جدتي التي لا أعرف لما لم تجادلني كالعادة . ووافقت فورا ..
استعدت بعضا من نفسي عندما تنشقت الهواء النقي بقرب البحر .. وضعت مريم البيتزا والكولا على السجادة .. وجلسنا ثلاثتنا هناك .. صامتات . نتأمل جمال البحر وأمواجه المتلاطمة .. وجمال الشمس المنعكسة عليه .. لم أكن قد أكلت منذ وقت طويل .. وكنت جائعة فعلا ..
" فاطمة ماذا ستفعلين ؟؟ "
نظرت إلى سارة التي سألتني وهي تنظر بعيدا .. قلت لها بيأس
" كما افعل دائما .. أتأقلم مع هذا الوضع ..."
سألتني مريم " هل أحببته حقا ؟؟ "
هززت رأسي بأجل .. لقد أحببته بشده .. كيف تمكن هذا الحب مني لا أعرف ..
وضعت قطعة البيتزا وقد شعرت بالشبع ... وقفت واقتربت من الصخور ..وقلت لهما " لقد عشقته .. " ..
مدت مريم يدها لتمسك بيدي ... كانت عيناها تفيض حنانا .. وعيناي تفيض دموعا .. أبعدت نظري بعيدا .. إلى الأفق البعيد ..
قالت سارة بحكمة " لاتدعي هذا الأمر يؤثر على حياتك.. لاتبقي حبيسة لهذا الحب .."
قالت مريم " ستتكفل الأيام بشفاء هذا الجرح .. .. "
قلت لهما بيأس " ليته كان جرحا .. لقد كان حبا من طرف واحد .. كان وهما .. سيؤثر بحياتي .. ولن تستطيع الأيام أن تعالجه لن تستطيع .. سأبقى أحبه .. أنتما لم تعرفا فيصل .. لم ترياه .. "
أحاطتني ساره بذراعيها " أنت حساسة يافاطمة .. حساسة جدا . مازالت مشاعرك وليده .. لاتجعليها تستحوذ عليك .. أرجوك . "
" سأحاول .. لنذهب .. "
قالت مريم " لنذهب .. ونكمل تناول البيتزا .. لقد استبد بي الجوع ."


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-13, 04:10 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-15-
اختفاء ..

ما أعرفه أنني خلال الأيام التاليه ازددت شراهه .. ازددت كآبة .. أكلت مشاعري وكآبتي . اهملت دراستي ولم أعد آبه لشيء .. . .. اختفى حسن لم أعد أره .. وأكلف نفسي عناء السؤال عنه .. فقد ارتحت أخيرا .. كان وجوده الدائم يخنقني ..
رأيت منال التي اتضح انها كانت مسافرة .. لم أكترث .. لكن مبارك كان في مزاج سيء .. لا أعرف مالسبب .. ولم يعجبني وضعه .. كانت أمي تجلس في الحديقة عندما خرجت إليها ..
" كيف حالك ؟"
" بخير يا أمي .. "
"ماذا ستفعلين بعد انتهاء امتحاناتك ؟؟ "
نظرت إلى أمي وقلت بصدق
" لا أعرف .. "
" لنسافر أنا وأنت إلى السعودية ونقضي هناك الربيع .. "
فرحت كثيرا بعرض أمي ..
" فعلا ؟؟ أجل موافقة .. "
قالت أمي بهدوء " سنرافق خالتك وبناتها .. "
وكأنها قتلت فرحتي في الوقت ذاته .. حيث لم أحب بنات خالتي ولا أطيقهن .. " لن أذهب .. "
نظرت أمي إلي باهتمام " لماذا هل لازلت على خلاف معهن ؟؟ "
قلت لها بصدق " كنت سأذهب لو كنا بمفردنا ... لكن لن أرافقهن .. لن أنسى ماحدث لي جراء آخر عطلة قضيتها معهن .."
قالت أمي مستغربة " لكن كان هذا منذ عشر سنوات .."
هززت رأسي بلا ودخلت إلى المنزل .. لن أنسى ماجرى منهن .كنا قد سافرنا إلى دبي في عطلة الربيع .. .. لم يكفن عن توجيه الاهانات إلي والسخرية مني رغم أنني لم أكن قد بلغت السابعة بعد . وهن أكبر مني بخمس سنوات .. ولم أرهن منذ تلك العطلة .. وحرصت على عدم الذهاب إلى منزلهن وعدم الخروج إذا قامن بزيارتنا ..
لحقت بي أمي إلى المجلس وقالت بغضب " هل ستبقين وحدك ؟"
"جدتي ستبقى معي .. "
"لن تبقى ستسافر بمعية عمك خالد إلى السعودية .. وسيسافر أخوتك ولن يبقى أحد .. حتى الخادمات سيذهبن معنا .. "
" لن أذهب .. "
" إذن ستذهبين للبقاء في منزل عمتك .. "
وقف شعر جسدي هلعا من هذه الفكرة .. لم أذهب إلى منزلها منذ تعرض لي عبدالعزيز ذات يوم .. والآن بعد خطوبة منى .. ستكون فرصة لأرى فيصل .. لكن ... وبدون وعي قلت لأمي
" حسن .. سأبقى لديها لمدة أسبوعيين .. ""


" ماذا فعلت ؟؟ ""
كانت مريم تصرخ بغضب .. اليوم هو آخر يوم من الامتحانات .. التي لم أكن قد درست لها ولا أعرف كيف أجريت الإمتحانات .. ولم أقل لسارة ومريم شيء حتى سافرت أمي اليوم صباحا وسيأتي عبدالعزيز ليقلني من المدرسة ..
قالت مها التي عرفت بما يحدث معي من سارة " ألم تفكري ماذا سيحدث لك إن حضر فيصل لرؤية منى . "
قلت " انه خطيبها ... لن يأتي .. لم يتزوجها بعد .. "
نظرت إلي سارة بعمق " ستعذبين نفسك .. ولن تستفيدي شيئا "
لم أقل شيئا .. ولم تقل أي منهن كلمة .. لقد كان تعليق سارة كافيا لينهي الحديث ..
قالت سارة وهي تودعني " تعرفين رقم هاتفي .. لاتترددي في الاتصال بي إن احتجتني .. لن اخرج من المنزل "
" سأفعل .. "
قالت مريم " سأسافر اليوم .. ولن أعود قبل اسبوعين .. لكن سأتصل بسارة لتخبرني بالجديد .. "
قالت مها مودعة " أنا سأكون في مزرعة جدتي .. وهي خارج المدينة .. لكن سأعود الأسبوع المقبل .. اتصلي بي . "
جاء عبدالعزيز برفقة صافية ... ركبت سيارته
" السلام عليكم "
" وعليكم السلام .. كيف كان امتحانك اليوم "
" سهل وأسئلته سهله .. لكني لم أكن أعرف الإجابه .. "
ابتسم عبدالعزيز وانطلق بالسيارة وانتبهت أن صافية لم تتحدث معه على الاطلاق .. تذكرت ماحدث بالامس عندما حادثتني جدتي عن اختفاء حسن .. لايعرف أي أحد أين هو .. اختفى فجأة ولم يرغب أحد في السؤال عنه سوى جدتي .. التي حزنت كثيرا لإختفائه .. أو كما يطلق عليه أخي مبارك .. الهروب ..
سألني عبدالعزيز متجاهلا صافية " ما رأيك أن أدعوك للغداء "
اعتذرت بتهذيب أني متعبة وأريد الراحة فقط ..
وصلنا إلى المنزل .. استقبلتني منى بابتسامة عريضة أدمت جرحي العميق داخل قلبي ..
يا إلهي ماذا أفعل .. عندما يكون الانسان جاهلا بما يجول في خاطر أخيه إلى درجة أن رؤيته تسبب ألما له .. ارتميت في حضن منى وألقيت بكل آلامي على كتفها .. ربتت بحنان بريء علي .. قتلت كل مشاعر الكره تجاهها التي تولدت دون أن أشعر ... ماذنبها ؟؟ لاتعرف ماذا في قلبي .. لا أحد في عالمي يعرف مابداخل قلبي من أوهام ... لم ألوم غيري على غبائي ؟؟

استلقيت على السرير بتعب ... حاصرتني الفتاتان بالأسئلة .. لكني كنت أنظر إليهما بتعب ولم أشعر بنفسي فقد أغمضت عيناي ونسيت أن أفتحهما لأغرق في نوم عميق .. ووسط أحلامي أسمع ضحكهما وأحاديثهما دون أن أفهم شيئا ..


استيقظت بتثاقل .. كانت الساعة تشير إلى الثالثة عصرا .. غيرت ملابسي واتجهت إلى صالة منزل عمتي لأجدها تجلس بين ابنتيها وتحادثهن بمرح .. وقفت هناك لدقيقة .. حدادا على أمومة لم أذق طعمها يوما .. وتأملا لمنظر كم أحسد بنات عمتي عليه ..
"فاطمة .. تعالي حبيبتي .. تعالي .. "
اتجهت لحضن عمتي ..ووضعت رأسي بتعب .. وأغمضت عيناي بينما تتكلم مع بناتها ..كانن يتحدثن في شتى الأشياء .. المطبخ السيارة الدراسة الطقس .. تمنيت لو أجد يوما شخصا يتحدث معي في أتفه الأشياء .. شخص لايبخل علي بسخافته كما لن يضجره سخافة أفكاري .. أزاحت عمتي حجابي وبدأت في مداعبة شعري .. وهي لاتزال تتحدث في أمور صغيرة ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-13, 04:28 AM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-16-

"ليتني سافرت مع والدتك .. لكن فيصل لم يرضى قال انه يرغب في التعرف إلي خلال هذه العطلة .. "
لم أستوعب ماقالته منى لدقيقة .. ثم قلت هامسة "ماذا ؟ "
قالت منى ببرود " لا أعرف لما ضيعتي على نفسك هذه الرحلة .. يالغباءك .ستندمين على ذلك .. ان جو السعودية رائع في الشتاء .. "
لم أفهم غباء منى .. هل فعلا تفضل السفر على التعرف بفيصل ؟؟ قلت ولا أعرف من أين خرجت الكلمات "أتكلمينه ؟"
قالت ببرود " انه يأتينا كل جمعة منذ الخطبة .. ويجلس بيننا .. ما عدا عبدالعزيز .. لايزال لايكلمنا ."
أثلج هذا الخبر قلبي .. إن هناك فرصة لألتقيه ! قلت متمته
"مالسبب ."
قالت بغرابة " لاشيء !"
لم أفهم سبب تكتم الجميع عن سبب خصامهم مع عبدالعزيز ..
توجهنا لتناول العشاء قالت لي عمتي " هلا أرسلت الطعام إلى عبدالعزيز ؟ .. لقد ذهب حمد وزايد إلى مزرعة عمك خالد وسيبقيان هناك طوال العطلة .. وعبدالعزيز لايكلم أي منا .:"
لم أرفض طلب عمتي .. حملت العشاء إلى المجلس الكبير ..دخلت وكنت قد أحكمت حجابي ..
" السلام عليكم .. كيف حالك .."
" جيده .." وضعت الطعام أمامه ودعاني إلى الجلوس لدقيقة .. جلست وقلت بمرح " لقد أصبحت الواسطة بينكم الآن .. هل ترغب في طلب شيء من عمتي أو أخواتك ؟ "
"لا شكرا .."
" ماذا حدث ؟؟ أخبرني .. قد أكون حمامة السلام .. "
ابتسم ونظر إلي وقال " لن أعلق .. آخر مرة علقت على شيء قلتيه انتهى بك الأمر تبكين .. :"
تذكرت سخريته ذات مرة ... وكيف أهانني .. يا إلهي . نسيت .. ابتسمت فقط .. فلم أستطع أن أقول أي شيء .. ثم فجأة استوعبت الأمر ونظرت إليه بغضب "ماذا تقصد ؟؟ "
ضحك ببراءة .. وقال مازحا " مجرد تشبيه "
"مـــاذا ؟؟ "
وقفت لأغادر فقال بانكسار" هل ستنضمين إليهن الآن ؟؟ رائع .. لن يكلمني أحد في هذا المنزل "
نظرت إليه بحنق فقال متوسلا " أرجوك .. لقد أصبحت أكلم الحائط "
ضحكت مرغمة .. عدت إلى الجلوس .. وقلت له بجدية
" لا أحب أن أكون محور النكته لدى أي شخص .. أرفض رفضا قاطعا أي كلمة تخص شكلي .. "
قال باستسلام " امرك سيدتي .. "
تذكرت حسن وابتسمت .. "لست بسيدة أحد .. مازلت آنسة "
قال مشككا " كما تأمرين يا آنسة .. "
ثم راح يتحدث عن أحد أصدقائه وحس النكته لديه .. كيف أضحكهم .. ثم تناول طعامه واستنأذنت لأدخل لقد استبد بي الجوع .. ان أحاديثه شيقة جدا .. لكني كنت جائعة جدا .. جلست إلى الطاولة قالت عمتي جدية "تأخرت "
قلت لها الحقيقة " لقد طلب مني البقاء والتحدث معه قليلا .. لقد كان يشعر بالوحده و... "
هززت كتفاي عندما رأيت عمتي قد أسقطت الملعقة من يدها .. قالت بحزن "هو من ..على أية حال لقد سبب هذا لنفسه .."
سألتها بفضول " ماذا .. "
قالت "لاشيء .."
لاحظت نظرات منى وصافيه وخصوصا منى التي نظرت بعيدا ..
قلت وكنت أعرف أنه لايجب أن أتكلم فيما لايعنيني .. لكن .. نطقت رغم ذلك
" أنا متأكده أنه مهما كان الأمر لايستحق أن تتخاصموا فيما بينكم بهذه الطريقه ..: "
تركت منى الملعقة من يدها وتركت المائدة بعصبية .. في تلك اللحظة تأكدت أن المشكلة كلها تخص منى .. وأكيد . تخص فيصل .. تناولت طعامي بسرعة وعدت لأجلس بقرب منى في الغرفة " ماذا هناك .. أخبريني ... لم تركت عشاءك ؟؟ "
" لم أعد أرغب بتناول شيء "
"ماذا إذن .. ماذا حدث .. أخبريني لم عبدالعزيز يرفض الحديث معكم ؟ "
تكورت منى حول نفسها ولم ترغب في النظر إلي وهي تتكلم فنظرت عبر النافذه وقالت
" لقد ...غضب عبدالعزيز عندما سمع من جدتي أمر خطبتي .. لقد كان آخر من يعلم .. واتضح لاحقا أن أحد أبناء عمي تقدم لخطبتي عن طريق عبدالعزيز ..وأكد له عبدالعزيز أن الأمور سوف تكون كما يريد .. حدثت مشاده كبيره بيننا .. انتهت بطلب أمي منه أن يوافق على زواجي وإلا لن تحادثه هي أو أي منا .. وكان كبرياؤه شديد لدرجة أنه اختار الخيار الثاني بكت أمي كثيرا .."
بكت منى بقسوة .. حاولت أن أخفف عنها ... قالت منى بارتجاف
" لا أحب أن أكون سبب الخلاف بين أمي وأخي .. كلما تحدثنا بالأمر تنظر أمي إلي كأنني المذنبة "
شعرت أنها فرصتي في تحقيق ما أردت .. فرصتي في انهاء خطوبة منى وفيصل .. قلت لها بخبث أشتم رائحته بوضوح "ربما كان عبدالعزيز على حق "
التفت إلي بدموعها ونظراتها البريئه وقالت بهدوء
"ماذا تحاولين أن تقولي ؟"
"ربما لايرى في فيصل الزوج الصالح لك .. ويرى ابن عمك أنسب لك .. "
" لا أعرف .."
بدت منى مرتبكة فأكملت خطتي " انظري للأمر من ناحية أخرى .قد يخلق زواجكما العديد من المشاكل .. فقد ابتدأ بمشكلة بين عمي خالد وفيصل .. "
شعرت كأن منى تفكر جديا بكلامي فقالت لي " هل تقولين لي أن أتخلى عن فيصل ؟؟"
تداركت فداحة قولي فأسرعت قائلة
" لا أقول لك شيئا فلست مخولة لإبداء رأيي .. كل هدفي أن ينتهي الخلاف بينكم .. أنت وعبدالعزيز "
قالت منى بحكمة خيبت كل آمالي في الحصول على رد فعل سريع كما أريد " لا .. سأفكر في كلامك لكن لن أفعل أي شيء .. يعجبني فيصل كثيرا .. وأعرفه ليس به أي عيوب تذكر .. كما أن أمي كانت في صفي .. وأنا أثق برأي أمي .."
قلت بيأس " وعبدالعزيز .."
قالت " لاتقلقي .. لن يبقى الأمر على هذا الحال .. فقلب عبدالعزيز طيب .. وسيرضى في النهاية "
انسحبت من قربها وخرجت إلى الحديقة وكان يجلس وحيدا .. انضممت إليه بيأسي وخيبة أملي .. وسألته
" فيم تفكر ؟"
" لاشيء .. فقط أتأمل الليل والنجوم .."
" رومانسي .."
"لا .. بل حالم .."
"أليس الحالم هو الرومانسي ؟.؟ "
التفت إلي وكانت ملامحه لاتحمل أي تعبير " لا... الحالم هو من يحب التأمل بلا حدود .. أما الرومانسي فمن يعيش قصة حب "
قلت بجرأة " ألا تعيش قصة حب حاليا ؟؟"
"لا .. لست من ذلك الصنف .. إني رجل آخر مايفكر به هو قصص الحب السخيفة ."
"وتتجرأ على تسمية نفسك بالحالم ؟؟ .. لا .. أنك متأمل فقط .. ان عالم الأحلام كبير .. ولست من رواده "
أدركت أنني انفعلت كثيرا في قول كلماتي تلك ... من نظرته المتفاجئة لي .. قال لي بهدوء قاتل " لما انفعلت هكذا عندما سخرت من الحب ؟؟ "
" لا لشيء ... فقط أنني .. لم أفهم سبب موقفك .. لقد أغاظني كثيرا "
أحسست من نظراته أنه قرأني ككتاب مفتوح ... أنه رأى جرح قلبي عبر بؤبؤ عيني واضحا .. كوضوح الشمس ..
" من هو ؟"
كان سؤاله مفاجئا ..خارجا عن المألوف .. عن العادات عن التقاليد عن المنطق .. كيف تجرأ وسألني ؟؟ ارتبكت كثيرا وشعرت أن الدماء اختفت من وجههي .. قلت مرتبكة " ماذا تقصد ؟؟ "
لم يزد حرفا كانت نظراته تؤكد لي معرفته لما يجري داخلي من زلازل وبراكين .. كنت أناضل لأمنع دمعة تريد الخروج .. دمعة لاتطيق البقاء داخل جسد ينكرها بقسوة ..
تراجع إلى الخلف .. لا أعرف لما انسحب .. لكني ارتحت لانسحابه فقد كنت سأعترف له لو زاد الضغط علي ..لكنه انسحب وغير الموضوع ..
"متى سنرى نتائجكم ؟"
أخذت وقتا طويلا في استعادة تنفسي ..وقلت بارتباك " لا أعرف "
" أنا أراهن أنها ليست بالمستوى المطلوب "
قلت له " جد من تتراهن معه .. فأنا في صفك .. ستأتي مخيبة للآمال .. "
استدرت لأغادر فقال ختاما "مهما كان لا يستحق أن تحزن هاتين العينين لأجله .. "
خرجت دمعتي وكنت قد استدرت عنه فقلت "ربما " وفي قلبي أكملت (يستحق ) ..
واكتشفت أن لي عينان تفضحان ماداخلي من قصص .. هل أطفيء نورهما لارتاح من شفقة الجميع ؟؟ هل أطفأهما ؟؟ .. لا أعرف .. عدت إلى الغرفة لأجد الجميع قد خلد إلى النوم فقد كان اليوم شاقا .. فعلا شاقا . نظرت إلى الساعة العاشرة ليلا .. جلست لأشاهد فيلما على التلفاز .. وكتمت الصوت لتدور في رأسي أصوات أفكاري وقلبي وأنفاسي ..

***
جاء يوم الجمعة سريعا .. وكنت قد قضيت الأيام السابقة في المجمعات مع منى وصافية .. حيث كانتا تتسوقان بمرح .. تسوقت معهما ..واستمتعت بوقتي ..
ارتديت بدلة خضراء وزينتها بقطعة من حجر الجيد اشترته لي جدتي منذ سنوات .. لففت حول رأسي شالا أخضر زمردي .. زينت عيناي بكحل بسيط .. خرجت إلى الصالة وكان عبدالعزيز يجلس مكتئبا سألت " أين الجميع ؟"
قال مستغربا ملابسي " لا أعرف .... أين ستذهبين ؟ "
"سأزور صديقتي .. "
" من سيوصلك؟"
"سترسل سائقها "
كنت فعلا سأذهب لسارة لمدة ساعتين وأعود ويكون فيصل موجود .. لا أريد سوى أن أراه .. فقط ..
"سأوصلك .. "
" لا .. لا داعي سأذهب مع السائق .. "
" قلت سأوصلك .. "
لم يعجبني اقتراحه هذا أيشك بي ؟؟
"سأتصل بها كيلا ترسل سائقها "
اتصلت بها وأخبرتها .. خرجت عمتي من غرفتها ورأتني وقالت "هل وصل السائق ؟"
"لا .. لن يأتي سيوصلني عبدالعزيز ,.."
"لاتتأخري .."
"حسنا .."
أوصلني عبدالعزيز بعد وقت طويل كنت أدله على الطريق .. "شكرا لك .. "
"سأكون هنا بعد ساعة "
"ماذا ؟؟ .. "
نظر إلي بغضب " كم تريدين البقاء ؟"
"ساعتين .."
وافق وغادر لأرتمي بين أحضان سارة .. ونجلس لنتحدث طويلا عن اسبوعنا الماضي..
قالت لي بجدية جعلتني أفكر قليلا
" لن تذهبي ؟؟ لن أدعك تذهبين ستدمرين نفسك ."
همست لها دون أن أشعر بدموعي التي تنساب على خدي ..
" أحتاج إلى رؤيته .. "
وقفت سارة لتقول في غضب
"سأجعل أبي يخرج لابن عمتك ويخبره أنك ستبقين لدينا حتى العشاء "
قفزت لأمنعها وقد ازدادت دموعي ...كأنها ستحرمني من الحياة بقولها هذا ..
"لا.. أرجوك ... لا .. "
نظرت إلي سارة بغضب ولم تؤثر بها دموعي "لن اسمح لك بالإنحطاط أكثر .. "
صدمت من موقف ساره رددت خلفها كالبغبغاء
"انحطاط ..انحطاط ؟؟ "
واجهتني ساره بغضب
" أجل .. انحطاط ... ليس من طبعك أن تكيدي المكائد أو تسببي المشاكل أو تلعبي بخبث .. كل ماقلته لي الآن يؤكد أنك بدأت في الانحطاط باسم الحب .. أنت يا فاطمة أسمى من هذا كله .. أسمى من الخبث والكذب .. أنك أسمى من الحب نفسه الذي تعيشينه .فكري .. هل سيحبك إن ترك منى ؟؟ ماذا سيكون موقفك إذا حصل ما أردت وتزوجتي به ؟؟ ستهتز صورتك في عيني منى وعمتك . فاطمه ضعي أمام عينيك حقيقة واحده .. أنه لايعلم حقيقة مشاعرك .. ولن ينظر إليك أبدا ! هل ستخلقين المشاكل لأجل لاشيء! ..لاتريه بعد اليوم .. ابتعدي عنه .. اذا عدت بعد قليل اتجهي لغرفتك ولاتشغلي بالك.. انه لايعلم بوجودك .. ."
دخلت كلمات سارة إلى مركز المنطق في رأسي .. ماذا كنت أفعل ؟؟ ماذا فعلت ؟ كيف كنت سأخرب خطبة منى ؟؟ كيف كنت سأخلق المشاكل ؟؟ .. لم أستطع منع نفسي من البكاء أكثر .. واعترفت لسارة بصدق كلامها وأنني لست من فعلت كل ذلك بل شيطاني .. لكني اعترفت لها " لكني أحتاج لرؤيته .."
"ستعذبين نفسك لاغير.. ."
" تحتاج نباتات الظل أن ترى ضوء الشمس بين حين وآخر .."
" فقط نظرة واحدة لاتدخلي معه في مواضيع أو نقاشات .. انظري إليه من خلف الباب .. ولاتدعي أي أحد يراك .. فأنت شفافة كثيرا إلى درجة أنهم سيرون مابداخلك من مشاعر .. لاتعذبي قلبك .. فلا أحد يستحق " ..
خرجت إلى سيارة عبدالعزيز .. وأخذت الأفكار تعصف بي .. عندما أذهب للمنزل الآن سيكون هناك .. قلت لعبدالعزيز هامسة
" ان طلبت منك شيء هل ستلبي طلبي ؟؟"
" أجل .. اطلبي ماتريدين .."
" أنهي الخلاف الذي بينك وبين عمتي وصافية ومنى .."
صمت لبرهه ثم قال " لماذا ؟؟ هل مللت من ايصال الطعام إلي واوامرهم ؟ "
ضحكت رغما عني .. ثم قلت " لا.. لكن . هناك فجوة قاتلة بينكم .. لا أستطيع تحملها .. أرجوك يا عبدالعزيز . نفذ طلبي .. أرجوك ."
صمتت ولم يجبني .. وعندما أوقفنا السيارة أمام المنزل .. رأيت سيارة فيصل .. كتمت شهقة كبيرة .. يا إلهي سيارته جعلت قلبي ينقبض هكذا .. ماذا سيحدث إن التقت عيناه بعيناي ؟"
قال عبدالعزيز
" لأجلك فقط سأرضخ .. وأنهي الخلاف فقط لأجلك .."
"شكرا "..
كان صوتي متحشرجا .. لايعرف أني قد انتهيت الآن بموافقته وانتهت كل آمالي وأحلامي ..
دخلت إلى الصالة بعد تردد شديد .. كانت أصواتهم قد تعالت وبان الانسجام بينهم .. عادت إلى ذاكرتي كلمات سارة .. لمحته من خلف الباب .. وأغمضت عيناي فورا من ردة الفعل التي انتابتني .. كان يجلس بقرب عمتي وهو يضحك .. تماما كما تخيلته بل وأجمل .. كانت منى تجلس بخجل هناك .. نظرت إليه وهو يضحك .. وأغمضت عيني لتبقى صورته هكذا في بالي .. اتجهت إلى غرفة النوم واستلقيت هناك .. أخرجت مسجلتي الصغيرة لأسمع ذكرى وأذوب حزنا في صوتها ..
كم كانت فرحة عمتي ومنى وصافية بزوال الخلاف بينهم وبين عبدالعزيز .. بقيت منى تبكي من الفرح .. وأدركت كم هي حساسة .وإنها تستحق فيصل .. أو .. لاتستحقه !



وأخيرا . النتائج لنهاية الفصل الأول ..
كانت نسبتي مخيبة للآمال .. لكن...لحظة .. لم تكن هناك أي آمال لأخيب.. فلم يهتم أحد .. سوى جدتي التي تقول لي دائما مايهم هم النجاح وليس النسبة .. ولكنها لاتعرف أن النسبة أهم من النجاح .. كانت نسبتي في نهاية الستين .. استنكرت صافية ومنى درجاتي ..لكني لم أهتم .

صدمت سارة ومريم ومها بدرجاتي .. فقد كانت نسبهم عالية جدا .. وكانوا يعلمون بقدرتي على تحقيق الأفضل ..
مر الاسبوع سريعا بين زياراتي لصديقاتي وبين ذهابي للمجمعات الخروج في نزهات مع عبدالعزيز وصافيةومنى ..
وآخرها كانت إلى الجزيرة .. استمتعنا كثيرا بوقتنا .. تحدثنا عن أشياء كثيرة وضحكنا كثيرا .. كانت هذه العطلة قياسا بعطلاتي السابقة هي الأفضل ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-13, 04:29 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

_17_

سألني عمي خالد " ما هي خططك ؟؟"
كنت طوال اسبوع أفكر في خططي .. فقلت له باقتناع "سأرتاد معهد كمبيوتر وسكرتياريه .. ومن ثم سأبحث عن وظيفه .."

"ألا تريدين انهاء دراستك الجامعية ؟"
"لا .. لا أريد الدراسة .. أريد فقط أن أعمل فقط .. "
فكر عمي قليلا ثم قال " اذا اذا تعدت نسبتك السبعين وظيفتك ستكون مضمونه لدي"
فرحت كثيرا .. ووافقت على شرط عمي ..
وبذلت جهدا مضاعفا في الفصل الثاني . .وكنت لا أفكر في شيء سوى دراستي ..
" فاطمه .. لن تصدقي . أنا حامل !"
نظرت إلى زوجة أخي منال .. وفرحت كثيرا .. قلت لها فرحة
"هل سأصبح عمة ؟؟ "
" أجل "
فرحت كثيرا أحسست أن روتين حياتي سيتغير ..

جلست بقرب مريم وساره وكانت مها قد استأذنت لتذهب إلى المنزل .. فاليوم زفاف أحد قريباتها وتحتاج إلى العوده للمنزل مبكرا لتستعد ..
قالت ساره " لاتعرفون مها .. أي حفلة زفاف تذهب لها كأنها تخصها .. "
علقت مريم " شيء جميل أن تكون لديها الرغبة والاستعداد لذلك .."
واستمرت مريم في التحدث مع سارة عن حفلات الزفاف والاستعدات بينما غرقت في حلم يقظة .. تصورت نفسي نحيلة وأن إحدى حفلات الزفاف التي يتحدثون عنها هي حفلتي وأن من سأزف إليه هو فيصل .. بوسامته الشديده وطوله الفارع .. يجلس إلى قربي وأنا في فستان أبيض يتلألأ وباقة من أزهار الربيع والتوليب الاصفر والأبيض بين يدي لا أحد هناك سواي .. وسواه ..
" فاطمه .. فاطمه .. "
عدت إلى واقعي إلى محدثتي .. كانت عينا مريم تحدقان في بغموض .. كأنها فهمت فيما أفكر .. قالت سارة
" ألم تنتهي بعد ؟"
هززت رأسي بلا .. "لن أنتهي أبدا ! "
عدت إلى كتابي بهدوء ولم تشأ أي منهما أن تجادلني في أحلامي ..يحق لي أن أحلم بما أشاء ..
مضت الشهور بطيئة .. لم يحدث فيها أي شيء سوى أنني ازددت تعلقا بمريم وساره ومها .. ولا أستطيع تخيل حياتي بدونهم ..
كانت والدتي غارقة في أنشطتها وزياراتها .. ولم أجد الوقت للذهاب إلى منزل عمتي .. فقد كان هدفي أن أحقق شرط عمي حتى لا أتعب في البحث عن الوظيفة ..
خرجت ذات ليله إلى الحديقة وكنت أمسك كتابي بيدي .. وحجابي حول رأسي ..وكان هناك .. يقف مع أخي مبارك ..
" فاطمة "
افتربت من أخي الذي ناداني قائلا " سأذهب لأرتدي ملابسي ابقي مع فيصل قليلا ! "
سألني ببساطة قتلتني
" كيف حالك فاطمة ؟؟"
" بخير .."
أكاد أقسم أن صوتي لم يكن سيخرج للحظات .. حاولت أن أركز نظراتي في كتابي .. لقد عاهدت سارة على عدم فعل ما يزيد الأمور سوءا ..
اقترب مني لينظر إلى كتابي .. كدت أفقد الوعي من قوة تسارع نبضات قلبي ..
" ماذا تدرسين ؟؟ "
أغلقت الكتاب ليرى عنوانه .. فلم يكن بي طاقه لأنطق كلمة وحده ..
" صعبه؟؟"
هززت رأسي بلا .. وكأنه شعر برفضي .. قال لي مستغربا
" لما أشعر أنك تغيرت منذ آخر مرة رأيتك .. ؟؟"
أغمضت عيني وتماسكت نفسي .. كانت صوته يحدث شرخا في قلبي لمجرد سماعه كيف بعتابه ؟؟
" لم أتغير .. مبروك .. "
"ماذا ؟"
"مبروك .. أنت ومنى .. مبروك .."
أخيرا نطقتها .. لا أعرف من أين جاءتني القوة .. لكن نطقتها .. لأنهي فصلا فاشلا في حياتي ..
قال وقد كان صمته قد طال " أتقصدين خطوبتي لمنى ؟؟ .. شكرا أشعر أنك متوترة .. لم تكوني هكذا عندما تكلمت معك آخر مرة .."
"لست متوترة .. فقط احاول أن أركز .."
وأشرت لكتابي المغلق !!
جاء مبارك وقال " لنذهب "
قال فيصل مودعا " ادرسي جيدا يافاطمه .. "
هززت رأسي ايجابا .. وتناهى إلى سمعي كلامهما
فيصل " مابها فاطمة ؟أهي حزينه أو قلقه ؟؟ ؟ "
مبارك " لاشيء .. انها فقط خجولة وحساسة جدا .. لاتشغل بالك قد تكون قلقه بسبب الامتحانات . "
التفت فيصل في تلك اللحظة ليلوح لي بوداعا .. رددت عليه بابتسامة مقتضبه ... ولوحت بيدي بدوري ... يا إلهي أنه يعلم بوجودي .... ولم أستطع كبح دموعي .. تبا للحب .. تبا للسمنه .. تبا لك يا .. قلبي !


جاءت نتيجة امتحاناتي ... جاء أخيرا حصاد تعبي طوال الاثنى عشر سنه الماضيه .. أخيرا حصلت على نسبة 72%
مما يعني أن مجموعي كان عاليا في الفصل الدراسي الثاني .. لم تكن أمي جنبي .. كانت مسافره كعادتها .. حتى جدتي سافرت لترى شقيقتها في الامارات .. لم يكن أحد بقربي سوى منال التي ازداد وزنها بسبب حملها ..
بكيت فرحا .. وحزنا لأني لم أجد أحدا لأشاركه فرحتي .. لم أستطع منع نفسي من التوجه إلى منزل عمتي واخبارها .. فرح الجميع لي .. منى وصافيه وعبدالعزيز .. وعمتي التي بكت فرحا لأجلي ...
مرت أشهر الصيف ... وازدادت علاقتي ببيت عمتي .. لكني كنت لا أذهب يوم الجمعة ... لكي لا ألتقي بفيصل .. عادت جدتي ... وأصبحت أبقى معها كثيرا .. ازدادت زياراتي لساره ومريم .. ولم ترفض جدتي ذهابي أو تعارض فقط طلبت مني ألا أذهب من غير دعوه وألا أطيل البقاء .. وأن أستقبلهن بدوري


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-13, 04:30 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

_18_

دناءه !...ومفاجأة !

أصبحت منال لا تخرج من المنزل بتاتا .. فقد ازدادت تعبا .. وأصبحت أخواتها يأتين إلى منزلنا طوال الوقت .. ولم يكن حجابهن محكما، كثيرا ما كانوا يرمين به مجرد دخولهن المنزل ... كانوا ثلاثه هيا و هدى وندى ..يأتينا بأبهى حله ... ولا يفكرن بوجود شباب في المنزل ! ...
أتين ذات مساء . وكانت الخادمة نائمة فاضطررت لتلبيه طلب جدتي وارسال العصير لهن .. اقتربت من الباب ليصلني صوت منال
" انها تذهب أكثر من مرة في الاسبوع إلى منزلهم .. أتوقع أنها تريد ايقاع عبدالعزيز بحبالها .. سمعتها مره تتكلم إليه عبر الهاتف .. انها لاتخجل ... أجل وسمعت جدتها تقول أنه من الأفضل لها لو تزوجت عبدالعزيز فشاب طيب مثله سيرضى بنصيبه ولن يتكلم ! "
رنت ضحكات شقيقاتها بلا حياء
عاد صوت منال لتتكلم "أخبرتكن أن تأتين الساعة الرابعه وليس الآن .. خرج كل الشباب .. ولن يروا أي منكن .. لقد سمعت أم زوجي تتكلم عن رغبتها في تزويج محمد .. أرجوكن إلتزمن بالخطة التي أخبرتكن إياها لا أريد أن يتزوج أي من أشقاء زوجي امرأة غريبه .. أريد أخواتي بقربي "

لم أستطع سماع المزيد لم أكن ممن يحبون التجسس . .. انسحبت بهدوء وأخبرت جدتي بأن منال ستأتي وتأخذ العصير .. سحبت نفسي بقوة إلى غرفتي وازددت غضبا من دناءة منال وكيف تطلق عني الشائعات !! بقيت كل كلمة نطقتها تدور في رأسي .... كل قصة حبكتها بدناءتها تسخر مني !!! يا إلهي ... يا إلهي ...
أككل هذا يدور من حولي ولا أعلم ؟؟ استسلمت للبكاء لضعفي وعدم امتلاكي للجرأة في الصراخ عليها ومواجهتها في كذبها .. عبدالعزيز؟؟؟ ...يا لمخيلتكن الواسعة ...

لكنني اعتزمت شيئا واحدا ... لن أدع أي من أخواتها تتزوج بأخي ... لذا واعدت سارة ذات يوم في احد المجمعات وطلبت من محمد ايصالي .. كانت سارة تقف منتظرة قرب أحد المحلات الشهيرة .. أشرت إليها وقلت لمحمد "تلك صديقتي تستطيع الذهاب وسأعود معها .. "
نظر إليها محمد بإعجاب ..
سارة فتاة جميلة تملك من المميزاات الكثير .. بالتأكيد سأرغب بها كزوجة لأخي .. كنت قد فكرت في مريم .. لكن مريم ذكرت لي مرة عن رغبتها في السفر إلى الخارج ... وإكمال دراستها ..
قال لي " عرفيني عليها "
قلت له بحزم " إنها ليست من ذلك النوع .. "
صمت ولم يتكلم .. اقتربت منها أكثر فرافقني إلى أن وصلت إليها .. فقال باحترام "السلام عليكم "
"وعليكم "
التفت لي وقال " سأذهب .. مع السلامة "
نظرت إلى أخي الوسيم وهو ينصرف .. باحترام .. ثم نظرت إلى ساره وشعرت كأن علامة استفهام ضخمة ارتسمت فوق رأسها ..
"ماذا حدث للتو؟ "
قلت لها مفسرة " هذا أخي محمد ... "
قالت بصوت غريب " فهمت "
"ماذا فهمت يا ساره عما تتحدثين؟؟"
قالت بذكاء أدهشني " أتعرضيني عليه ؟؟ ... أترغبين في أن يتزوجني ؟"
لم أستطع الحديث من دهشتي ... لكن ساره ابتسمت .. وقالت " فعلت مها نفس الفصل معي منذ شهر .. "
" أعرضتك على أخوها ؟؟"
" لا بل على خالها ... لكني لم أرض فهو كبير بالسن .."
" ومحمد "
" لا أعرف .. لا أريد أن أعلق آمالي .لا أعرف مالذي أوحى لكن أنني أبحث عن زوج .... لكني لن أغفر لك جرأتك .. لهذا سوف تدفعين ثمن تذاكر السينما والعشاء .."
" لا أمانع "
واتجهنا لنأخذ مانتاوله خلال الفيلم ..
عدت للمنزل لأفاجأ بمحمد ينتظرني ..
" كيف حالك ؟"
" بخير وأنت ؟؟"
" لست بخير .. منذ رأيت صديقتك وأنا أفكر بها .. ابنة من هي ؟؟ أخبريني عن كل شيء عنها "
صدمت لردة الفعل السريعة التي رأيتها لدى محمد .. أخبرته كل شيء عن سارة وشخصيتها الرائعة .. والحنونة .. وأخبرته إن كان يفكر في فتاة أخرى لكنه اعترف لي بصراحة
" رأيت أخوات منال لكن لم تعجبني أي منهن ... لكن صديقتك .. شعرت أنها دخلت قلبي بسرعة .."
" حقا ؟؟ .. حب من النظرة الأولى "
" لا .. لكنني أفكر في الزواج .. على الأقل عقد القران .. لا أريد أن أفعل كما فعل مبارك الزواج سريعا .. أريد أيام الخطوبة وحفلة الخطوبة .. .. أريد أن استمتع بكل لحظة حتى يحين الزواج .."
صدمني كلام محمد وأخبرته مايجول في خاطري وذكرني نوعا ما بعبدالعزيز ..
" انك رومانسي نوعا ما.. لا بل كثيرا .. .."
" لا .. الفكرة هي أنني أحتاج على الأقل لسنة أو سنتين حتى أجهز نفسي للزواج .. حيث أنني مشغول هذه الفترة بالعمل ولدي الكثير من الدورات ولن أستقر في عملي لمدة سنة .. لكن لا أريد أن أمضي الوقت وحيدا .. أريد خطيبة .. "
" اذن سارة هي المناسبة لك تماما .. "
شعرت بفرحه من خلال قسمات وجهه .. ولا أعرف ..لكن خلال الأيام التالية حدث الكثير .. أصبحت خطبة محمد لسارة رسمية ..لم يمانع أبي أو جدتي التي أثنت على خيار محمد كثيرا خصوصا أنها تعرف سارة ورأتها أكثر من مرة .. وكانت أمي توافق جدتي رغم أنها لاتعرف ساره كثيرا !
أما أنا ففي قمة الفرح .. !! ...ستصبح صديقتي الرائعه سارة بالقرب مني ... وسأغيض منال !!

**********
كنت في غرفة سارة أحدثها عن محمد .. قالت بتردد ..
" لكني .. أشعر بتردد وقلق .."
حاولت تهدئتها " لماذا .؟؟ محمد لايريد الزواج الآن .. يريده بعد سنه أو سنتين .. ستتعرفان على بعض جيدا ... "
" أريد فعلا أن أكون بقربك .. وأشعر أن محمد يشبهك "
صرخت "ماذا ؟؟أتقارنين بين محمد وبيني ؟؟ محمد رشيق ووسيم شخصيته رائعه .. "
" هذا ما أقصده .. إن شخصيته يجب أن تكون جميلة كشخصيتك أنت .. أعتقد أنه حساس أيضا ! "
"حساس ؟؟ "
" أجل فأنت حساسة ورقيقة كثيرا "
" لا أعرف .. إن كان حساسا .. لكن شخصيته قوية جدا لدرجة أنه إذا لم يعجبه شيء يبين هذا وبقوة .."
" لادخل لهذا بذاك ... أنا فتاه طائشة أخاف أن أفعل شيئا يجرحه ..أو ..يسيء إليه "
"ساره ؟؟كلامك يحيرني .. عندما تتزوجان ستصبحان شخصا واحد .. وستتقبلان تصرفات بعضكما وعيوبكما .. فلايوجد أحد كامل .. وستبنيان امبراطوريتكما الصغيرة بغباءكما وحكمتكما ومشاكلكما وحبكما ..ستكونان قريبين من بعضكما البعض .. وستزول كل الحواجز .. "
ابتسمت سارة . وقالت " مايريحني .. أنك ستكونين موجوده .. بالقرب مني .يا أفلاطون !."
ابتسمت ووضعت ذراعي على كتفها " أجل لن يفصلنا سوى غرفتين .."
********


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-13, 04:30 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


_19_


مرحلة جديدة ...
_________

أنهيت دورة السكرتارية . والكمبيوتر. شعرت بتغير كبير في حياتي .. ذهبت لمكتب عمي في وزارة الخارجية . وكان قد جهز لي وظيفتي .. ذهبت لأبدأ مرحلة جديدة في حياتي .. دخلت إلى مكتب عمي عبر سكرتيرته (شيرين ) ..
"أهلا .. أهلا .. بابنة أخي العزيزة .. أنا على وعدي .. لكن .. يجب أن تثبتي نفسك ."
شعرت بالخجل من ترحيبه " شكرا يا عمي .. إني فرحه لأنني سأعمل معك ... هنا ... "
جلست بعدما سلمت عليه .. قال بسرعه
" لدي عمل الآن .. لاتخيبي ظني بك ... أريد منك أن تستلمي السكرتارية بدل شيرين .."
أصبت بالهلع وخفت أنني قد تسببت في طرد شيرين
" وشيرين؟؟ "
"ستنتقل لفرع آخر بالقرب من منزلها كما طلبت مني .. لكنها لن تنتقل حتى تعلمك كل العمل الذي تحتاجين لتعلمه .. لدي الآن مراجعات ومعاملات .. اذهبي لشيرين واجلسي في المكتب المقابل لها .. ستبقى هي لمده يومين .. "
شعرت بالإرتياح وتمتمت بسعادة " شكرا يا عمي .. "
... قال مصححا لي بجدية " أستاذ خالد "
فهمت اصراره على الرسمية بيننا فقلت بهدوء " عن اذنك أستاذ خالد .. "
خرجت وأنا أشعر بطموح غريب .. سأثبت نفسي .. ولن أدع عمي يستطيع الإستغناء عني .. عدت لشيرين .. مددت يدي لأصافحها كبداية لتعارفنا" أنا فاطمة .. السكرتيرة الجديدة .. "
ردت بابتسامة مشرقة
" تشرفت بمعرفتك ... "
خلال الثلاث ساعات التالية عرفت الكثير عن عمل عمي ...وأوراقه .. ومن حسن حظي أن لغتي الإنجليزية جيده جدا فقد اكتشفت أن معظم مراسلات عمي تكون بين مكاتب خارجية من كل الدول أسبانيا وأمريكا وبريطانيا ... وعرفت نفوذ عمي الكبير في هذه الوزارة ...
ـ أتعبت يا فاطمة ؟؟
نظرت إلى شيرين التي بدت صغيرة في العمر رغم الشعيرات البيضاءالتي تخللت شعرها الكستنائي ...
" لا بالعكس .. إنني مذهولة فقط لم أتوقع أن أبدأ بهذه السرعة .." .
نظرت إليها وتجرأت على سؤالها " كم عمرك شيرين .. ومنذ متى تعملين لدى عمي "
أجابت في خبث "أهم الأشياء التي لاتسأل المرأة عنها ... عمرها .. لكني أقول لك أنني لوتزوجت وأنا في عمرك الآن .. لأصبحت لدي فتاة في عمرك .."
انها في منتصف الثلاثينات إذن .. فقالت متابعة حديثها " أعمل لدى عمك منذ عشر سنوات تقريبا .. انتقلت معه خلال ترقياته كان لايثق بأحد سواي .. "
" اذن لماذا الآن ؟؟ "
كانت تفهم معنى كلماتي ماسبب رحيلها .. لم يقنعني عمي بقوله أنها تريد عملا بقرب سكنها .. هناك سبب آخر
نظرت إلي شيرين وقالت " لسببين .. الأول .. أنه وجد أخيرا شخصا يثق به كثقته بي .. والسبب الثاني .. سأحتفظ به لنفسي .. "
شعرت أن هناك لغزا لاتريد شيرين الكشف عنه .. لكن لايحق لي السؤال .. شعرت بالخجل من نفسي وفي نفس الوقت بالإطراء .. أن عمي يثق بي ..ولم أعمل لديه بعد .. سأثبت استحقاقي لثقته ..طرق الباب فنظرت . كان يقف هناك الطيف الذي حاولت نسيانه طوال الأشهر التي مضت يقف أمامي وقد اعتلت الدهشة وجهه ..كما اعتلت المشاعر قلبي من جديد
" السلام عليكم ...فاطمة ماذا تفعلين هنا ؟"
توقف قلبي لحظات من نظراته وسؤاله ..وشكرت الله أن شيرين أجابت عني
" أنسيت يا فيصل ؟؟ ستحل محلي .."
" ماذا ؟؟ .. هل الأستاذ خالد موجود ؟؟ "
شعرت بغضبه من فكرة عملي لدى عمي وبان الإستياء على وجهه للحظة شعرت أنني احدى بطلات الروايات الرومانسية .. حيث يغار البطل على حبيبته و .. عدت للواقع ووجدت نفسي أحدق في الأوراق التي أمامي وفيصل يقف هناك منتظرا خروج شيرين .. من مكتب عمي ..
وشعرت بغباء لانهاية له !إلى أين قادتني أفكاري؟؟ كيف أمكنني أن أعود إلى هذا كله بعدما قررت الانتهاء من هذه الأوهام ؟؟ نظر إلي نظرة اخترقتني وقال بلامبالاة " متى ستعملين هنا ؟"
خرجت الكلمات من فمي بصعوبة " اليوم ..بدأت "
شعرت بالخوف .. نظراته كانت غاضبة أنه يعارض فكرة عملي هنا بالتأكيد ..
خرجت شيرين وابتسامة عريضة على وجهها
" تفضل .."
دخل فيصل وأغلق الباب خلفه .. نظرت إلى شيرين " ماذا يعمل فيصل هنا ؟؟ "
"فيصل ... انه مدير المكتب"
توقف قلبي للحظات .تذكرت أن هيا ابنة عمي الصغيرة أخبرتنيس مرة أنه يعمل مع عمي ..كيف نسيت ؟؟ . الحماس الذي بدأت اليوم به بدأ يتلاشى .. هل هذا يعني أنني سأراه كل يوم ؟؟ جزء من قلبي رقص .. وجزء آخر بكى ..
خرج فيصل من المكتب متجهم الوجه .. وقال " فاطمة هلا أتيت إلى مكتبي "
لكن عمي خالد خرج من المكتب وقال بلهجة جاده " فيصل .. انتهينا من هذا النقاش يا فيصل .. فاطمة عودي لعملك .. "
صمت فيصل وغادر المكتب غاضبا .نظرت إلى عمي أبحث عن إجابه فابتسم بود أراح قلبي .. وقال " تعالي .. "
تبعته إلى داخل المكتب .. وجلست على الكرسي للمرة الثانية اليوم
قال ساخرا " تعرفين .. شباب اليوم .."
" لم هو غاضب ؟"
"لا عليك منه .. وإن وجه لك كلمة واحده ... أخبريني بدون تردد .."
إذا .. هي غيرة الرجل الشرقية ... لايريدني أن أعمل في نطاق عمله .. لايريدني أن ...أن ماذا ؟؟ يا لأفكاري السخيفة ..
انتهى اليوم الأول عدت للمنزل أريد فقط أن أحدث سارة وأخبرها عما حصل معي .. طلبت رقمها فوجدته مشغولا .. ابتسمت وشعرت بالغيرة.. منذ عقد قرانهما .. سارة ومحمد يقضيان الوقت في الحديث الدائم ...شعرت أنه أخذها مني .. كنت دائما أجدها عندما أحادثها .. اتصلت بمريم .. التي ستسافر ثانية بعد أسبوع ..
" مرحبا "
"أهلا ... للأسف فاطمة لا أستطيع محادثتك الآن.. لدي مقابلة وسأذهب إليها .."
"مقابلة ماذا ؟؟"
" لا أعرف ... بالضبط لكني مضطرة للذهاب فقد تأخرت .. سأحادثك قريبا .."
أغلقت الهاتف وأنا أشعر برغبة قوية في الصراخ .. أريد أن أحدث شخصا ما عما في داخلي من أعاصير .. أعدت طلب رقم سارة .. لايزال مشغولا .. تبا .. عما تتحدثين أنت ومحمد كل هذا الوقت ..
شعرت بغضب وغيرت ملابسي ونزلت لجدتي لأجلس معها قليلا ..
عدت بعد نصف ساعة لغرفتي ..وطلبت رقم سارة .. لكنه لايزال مشغولا .. طرقت الباب الخادمة .. وأخبرتني أن هناك من يريد الحديث معي .. رجل ..
ارتديت حجابي ونزلت مستغربة من يكون .. دخلت الصالة كان يجلس لوحده .. والغضب يشع من عينيه جعلني أرتجف
"السلام .."
لم أكمل السلام حتى هب واقفا غاضبا
" ماهذا يا فاطمة ؟؟ لم تجدي مكانا للعمل سوى في مكتب عمي ؟؟ هل انتهت الوظائف ؟؟ألا تملكين أي ......"
تراجعت بخوف إلى الوراء وعرف هو أنه أرعبني بصراخه .. فإعتذر " لا أقصد أن أخيفك .. لكن .. ماذا تفعلين ؟؟؟ "
لم أعرف بما أجيبه ...إلتزمت بالصمت.. لا أريدأن أترك العمل .. وفي الوقت ذاته أريد أن أرضي فيصل بشتى الطرق .. لم أستطع أن أنظر إليه ولم أستطع تحمل الموقف فإنفجرت بالبكاء كطفلة صغيرة لاتعرف ماذا تفعل !...
"لانبكي فاطمة .. أرجوك لاتبكي .. لا أقصد أن أصرخ ..رجاء يا فاطمة رجاء .. "
استمراري بالبكاء كان رغما عني ... قال بلهجة هادئة جعلتني أبكي أكثروأكثر "لما لاتكملين الجامعة؟؟ لم لاتعملين في مدرسة ؟؟ عملك في مكتب عمي سيجلب المشاكل للجميع .."
لثانية نسيت كل آلامي ونسيت كل دموعي وفكرت باستغراب أيه مشاكل ..
لم يجبني انما قال بجدية وهو يقف ويبدو أن دموعي جعلته يتراجع عن موقفه " ان شئت الإستمرار ... فعليك ألا تغادري المكتب .. إن أردت شيئا إطلبيه مني .. لاتختلطي بباقي الموظفين لأجل مصلحتك .."
خرج وتركني في دهشة وذهول ... عدت لدموعي وركضت إلى غرفتي ... لا أعرف ماذا أفعل .. بكيت كثيرا .. ولكني خرجت بقرار لارجعة عنه " سأكمل العمل في مكتب عمي "
سأعانده ... لا لشيء ..فقط لمجرد العناد !
عدت اليوم الثاني إلى المكتب .. وجدت شيرين تنتظرني ..
"صباح الخير "
"صباح الخير ... سنبدأ اليوم في طريقة ترتيب الملفات .."
بدأت العمل مع شيرين وأنا أحاول أن أركز في ماتقوله ..
لكن كنت أنظر إلى الباب بين حين وآخر .. أخشى من نظرات فيصل وغضبه .. أو ربما أترقب دخوله بكل لهفة .. !
لكن مر ذلك اليوم دون أن أراه ...
وكذلك اليوم الثالث ..
غادرت شيرين واستلمت العمل بصفة رسمية .. وأصبحت مجتهدة في عملي .ولم أستطع محادثة سارة طوال الأيام الماضية..

كنت أطبع كتاب طلبه عمي مني على الكمبيوتر عندما دخل أحد الموظفين
" هل الأستاذ خالد موجود؟"
"لحظة"
دخلت إلى مكتب عمي أحمل الكتاب الذي طلبه وقلت له
" مساعد المدير عبدالرحمن ..يود مقابلتك "
"أجل .. أرسليه إني أريد أن أحدثه لاتدخلي أحدا ...."
خرجت وأخبرته أن عمي ينتظره . جلست على مكتبي أنهي أعمالي من خلال الكومبيوتر عندما دخل فيصل يحمل ملفا بيده ..أخيرا .. رأيته .. لكني تصرفت ببرود وكنت أعمل على الكومبيوتر بتركيز مزيف ..
"هل هو لوحده ؟"
رفعت رأسي وقلت " إنه يجتمع مع مساعد المدير عبدالرحمن "
توجه نحو باب المكتب ليدخل لكني لم أستطع منع نفسي " لحظة "
"ماذا "
"يجب أن أعلمه بحضورك "
ارتسم الغضب على ملامح وجهه .. وقال وهو يحاول أن يتكلم بهدوء " أنا مدير المكتب .. وحضوري مهم .."
قلت وأنا أحاول التظاهر بأني غير مهتمة بغضبه " طلب مني الأستاذ خالد عدم دخول أي شخص ..انتظر لدقيقة .."
رفعت السماعة ورد علي عمي " نعم"
" أستاذ خالد مدير المكتب السيد فيصل هنا "
" كنت سأطلبه .. أدخليه "
"حاضر .."
إلتفت بثقة إلى فيصل وقلت " تفضل "
نظر إلي نظرة نارية تحمل الكثير من الغضب والحقد ودخل إلى المكتب .. لكني عدت إلى عملي وحاولت تناسي نظرته تلك ..
ولكنني للأسف لم أنسها !!
خرج عبدالرحمن وذهب وبقي فيصل .ثم خرج بعد دقائق ونظر إلي . كأنه أراد أن يوبخني لكنه عدل عن ذلك وخرج.. فتح عمي الباب وقال بمرح " تعالي أيتها القطة المشاكسة .. "
ضحكت .. ودخلت قال لي "ماذا فعلت بفيصل "
"لم أفعل شيئا ..طلبت مني ألا يدخل أحد ولم أسمح له بالدخول دون إذنك "
"إنه فيصل ..مدير المكتب ... عندما يحضر مرة أخرى أدخليه ..فأنا أثق به كثقتي بك ..."
"آسفة "
نظر إلي بود وقال مبتسما
"لا ..لا تتأسفي .. يسرني أن يغضب فيصل بين فترة وأخرى ..أحب أن أتسلى برؤيته ينفث النار .. "
" يبدو أنه كان كتنين هائج مؤخرا !"
قلت هذا بعفوية فإنفجر عمي في الضحك ابتسمت بدوري فقال عمي.. "لم أكن أراه مؤخرا سوى غاضب ... أيتها القطة المشاكسة .. لنذهب للمنزل .. أصبحت الساعة الثالثة عصرا .."
" حسنا "
وفي الطريق إلى السيارة قال عمي بمرح " أتودين الذهاب معي إلى بيت عمتك أم عبدالعزيز ؟"
" أرغب في هذا "
وكنت أرغب في هذا فعلا ..فلقد اشتقت إلى صافية ومنى .. وعمتي ..وعبدالعزيز ..
وصلنا إلى المنزل بعد أن مررنا بإحدى المطاعم وحملنا غداءنا معنا .. كنت أحب حنان عمي خالد .. كان لايتوانى عن عناقي والدخول معي في أحاديث شيقة .. وودت كثيرا لو كان والدي بهذا الحنان ..كانت فرحة عمتي لاتوصف برؤيتي وعمي خالد ...لم يكن عبدالعزيز موجودا .. لكن قضينا وقتا ممتعا في الحديث مع عمتي وعمي .. ودخلت إلى غرفة منى التي قالت لي بهدوء " هل رأيت فيصل ؟"
"أجل .. "
" انه غاضب من عملك ..يقول أنه يرفض أن تكون ابنة عمه تعمل في مجال مختلط .بين رجال غرباء .لكني تشاجرت معه ..ان هذا سخيف ..انك تعملين مع عمي ..ومعه ..لايحق له بالغضب .."
لذت بالصمت ولم أعرف ما أستطيع القول .. أنزلت رأسي وقلت
" هل لازلتما متشاجران ؟"
قالت منى "لا .. لكنه لم يعد يكلمني في الموضوع وهو ما يخيفني ..لا أعرف ما رأيه "
قلت لها " لازال غاضبا ..وخصوصا بعدما حدث اليوم "
سألتني منى " ماذا ؟ ماذا حدث "
أخبرت منى بما حدث ولم تعلق .. لكني لا أعرف لماذا كنت أشعر بغضب شديد .. خرجت إلى حيث يجلس عمي وعمتي وكان عبدالعزيز قد انضم إليهما ,,,قال لي "ما أخبارك .؟"
" بخير .."
كان عمي وعمتي يتناقشان في موضوع جانبي بينما جلس عبدالعزيز بقربي وقال " أخبار عملك الجديد "
"رائع "
"رائع ؟؟ "
" رائع "
أكدت له ذلك بإبتسامة .. فقال "ماذا حدث لكوفي عنان ؟؟"
قلت "بعض الأحلام ..تبقى مجرد أحلام"
ابتسم وقال " أكملي دراستك ..أرجوك .."
قلت بعزم وتأكيد " لا .،...يعجبني عملي "
"لكنه لايعجب فيصل .."
كأنه كان يدرس ردة فعلي فقلت له في لامبالاة مصطنعة " لا يهمني ..فيصل .. مايهمني أن عمي يثق في قدراتي "
قال بسخرية "لكنك في السابعةعشرة !"
لم أرد أن أجيبه ..لكن نطقت عفويا " يحق لي أن أفعل ما أريد "

كعادته ..يعرف متى بالضبط أغضب ومتى يغير الموضوع فقال لي في مرح " ألن تباركي لي ؟؟ لقد خطبت لي صافية إحدى صديقاتها "
لا أعرف مالذي إعتلاني من مشاعر غريبة لكن قلت له " حقا ؟هل أنت صادق فيما تقول ؟؟"
قال لي في خبث " لا إني أكذب "
لم أستطع منع نفسي من لكمة بخفة على كتفه .. لكنه لسبب ما خلق لي أسئلة كثيره كرهت أن أفكر بها..
قال سائلا إياي " ماذا كان شعورك .."
"لا أعرف ..تفاجأت .."
لا أعرف معنى نظراته .. لكنه ابتسم ..
عدت ذلك اليوم إلى المنزل وبقيت اتحدث مع سارة على الهاتف طويلا ..حتى دخل محمد وغضب مني وقال
"دعيها تغلق الهاتف ..أريد أن أحادثها "
قالت سارة " أخبريه أني لن أحادثه طالما هو بهذا العناد "
"أي عناد .."
"أخبريه وحسب "
إلتفت إليه ونقلت له الرسالة فقال بغضب
" لن أرضخ لرأيها أخبريها هذا .."
خرج من الغرفة بغضب وعدت لها "مابكما ؟"
قالت " يريد أن نتزوج في الصيف ..وأنا أريد الزواج في الشتاء ! "
" جيد .فليكن في الخريف أو الربيع ...كلا خياراتكما سيئة "
"أنك على حق يا فاطمة ..."
" يالكما من زوجين "
قالت لي "فاطمة ..لم لا تتبعي حمية ريجيم حتى تفاجيء الكل في حفل زفافي "
لم أجبها نظرت إلى نفسي في المرآة ..وتذكرت ماحدث في زفاف أخي مبارك .. ملأتني الأحاسيس الغامضة ..تذكرت نظرات فيصل ...فقلت تلقائيا " حسنا !"


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مكتملة, الأيام, الليالي, الكاتبة, ريجيم/, عندما, فصحى, نتحدى

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.