آخر 10 مشاركات
423 - امرأة من دخان - سارة مورغن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الشراع (الكاتـب : التوباز بن ذهب - )           »          القبلة البريئة(98)لـ:مايا بانكس(الجزء الثالث من سلسلة الحمل والشغف)كاملة*إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-13, 08:38 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 دموع فوق الثلوج / للكاتبة أميرة أندلسية ،رواية من جزئين فصحى مكتملة


[/TABLE1]

[TABLE1="width:95%;background-image:url('https://www.rewity.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/6.gif');border:10px double darkred;"]


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
" دموع فوق الثلوج " ... رواية من جزئين
للكاتبة / أميرة أندلسية




قراءة ممتعة لكم جميعاً......



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 13-11-13 الساعة 01:05 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 08:43 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل الأول

انتفضت (شيماء) من نومها على صوت رنين هاتفها المحمول،فالتقطته بسرعة وردت بعد أن رأت اسم خطيبها على شاشته:
- نعم يا (سامح)
وفركت عينيها وهي تستمع إلى صوته المنفعل على الجانب الآخر:
" ألم تستيقظي بعد؟ لم يبق الكثير على موعد الطائرة "
نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط لتقفز من فراشها على الفور..
- لا تقلق..لن أتأخر

بعد ربع ساعة كانت قد ارتدت ثيابها وحملت حقيبتها،ومضت تقفز الدرجات حتى وصلت للأسفل.. أدارت سيارتها وانطلقت بسرعة إلى المطار الذي لم يكن بعيدا عنها وهي القاطنة بحي مصر الجديدة، ولحسن حظها أن اليوم هو السبت والشارع ليس مزدحما ككل صباح..

وصلت أخيرا وأوقفت سيارتها في مرآب المطار،وانطلقت تهرول إلى الداخل حيث استقبلها (سامح) ،ثم تحركا معا لإنهاء إجراءات سفرهما..
- لماذا تأخرت؟
قالت بعد أن التقطت أنفاسها:
- لم أنم جيدا بالأمس؛فقد جاء عمي وأسرته لزيارتنا كعادتهم كل شهر،وظلوا عندنا حتى وقت متأخر
قال (سامح) منفعلا:
- ألم تستطيعي أن تخبريهم أن لديك عملا في الصباح؟
ردت عليه بضيق:
- عمي يزورنا مرة واحدة في الشهر،ولم يكن من اللائق أن أتركه وأنام،خاصة وأنه يأتي من قنا خصيصا
كاد (سامح) أن يرد عليها لكنها قالت بحسم:
- لقد جئت في الموعد المحدد وانتهى الأمر

زفر (سامح) بضيق ووضع حقيبته على السير المتحرك للتفتيش..ثم اتجها إلى صالة الانتظار ليجدا بقية الزملاء في انتظارهما،سلما عليهم وراحوا يتحدثون حتى سمعوا نداء الرحلة المتجهة إلى الأقصر..

- وجهكِ يبدوا غريبا اليوم بعض الشيء
كانت الطائرة قد أقلعت ففكت (شيماء) الحزام وأجابته وهي تضع حقيبتهاعلى كتفها وتنهض:
- هذا من قلة النوم،كما أنني لم أضع شيئا في وجهي سوى الكحل منذ أن استيقظت..
ثم تابعت بصوت خفيض:
- سأذهب إلى الحمام

دخلت (شيماء) إلى الحمام وأخرجت بعض أدوات التجميل من حقيبتها الصغيرة..نظرت في المرآة إلى ذلك الوجه مصري الملامح،والذي برغم بساطته اكتسب جمالا خفيا بسبب لونه القمحي..

غسلت شيماء وجهها ثم مشطت شعرها المموج وربطته كذيل الفرس،وبدأت بوضع بعض المساحيق الخفيفة المناسبة لرحلتها ولهذا الوقت من اليوم،وتعطرت ثم خرجت وعادت إلى مقعدها..
- ما هذه الرائحة الزكية!
كانت نظرات (سامح) تنطق بالإعجاب وهو يقول عبارته،فابتسمت (شيماء) لتفاجأ به يقترب منها محاولا طبع قبلة على وجنتها،فأبعدته بسرعة وهي تقول محذرة:
- انتبه..نحن في الطائرة
هز كتفيه وقال مفسرا:
- لكنك خطيبتي
- أجل خطيبتك لكن هذه التصرفات لا تصلح أمام العامة

زفر في تبرم وقطع تفكيره توزيع طعام الإفطار..كانت المضيفة التي توزع الطعام فتاة جميلة،لا يمكن مقارنة (شيماء) بها،فلم يرفع (سامح) عينيه عنها حتى انتهت من خدمتهم،وظل يتابعها في كل تحركاتها حتى انتبهت (شيماء) ..
- (سامح) ..ماذا تفعل؟
التفت إليها وقال ببراءة مصطنعة:
- ماذا؟
رفعت أحد حاجبيها الذي رققته بالأمس وقالت:
- عيناك تكادان تخرجان من محجريهما وأنت تتابع تلك الفتاة في كل حركاتها..
وتابعت بضيق:
- ألن تكف عن تلك العادة؟
أمسك بذقنها يداعبها وهو يقول:
- أتغارين يا حبيبتي؟
أبعدت يده وقالت:
- بالتأكيد أغار،ولا يعني هذا أنني لست واثقة من نفسي،لكنه يعني أنني أحبك..هل فهمت؟
ابتسم وقال:
- بالطبع فهمت،ولكنك تعرفين أنني لا أرى إلا فتاة واحدة فقط،وهي أنت
قالت متهكمة:
- والدليل أنك تكاد تلتهم تلك الفتاة بعينيك
قال ببراءته المصطنعة:
- وماذا أفعل؟ هي من تتحرك أمامي؟ هل أطلب تغييرها؟

نظرت له بلوم ولم ترد..لطالما تشاجرا بسبب عينيه اللتان لا تكفان عن تفحص الفتيات في كل مكان، وكانت والدتها تخبرها أنه سيتغير بعد الزواج،وأن هذه نزوات عابرة ككل الشباب،وطالما أنه يحبها فلا مشكلة،لكن (شيماء) لم تكن تقتنع بذلك الكلام،إلا أنها أصبحت تقلل النقاش معه في مثل هذه الأمور كي لا تزيد الأمر تعقيدا..

بعد قليل تراخى جفناها ونامت..وقبيل موعد الوصول شعرت بـ (سامح) يهزها برفق ليوقظها، فقامت وذهبت إلى الحمام لتطمئن على مظهرها،ثم خرجت وربطت حزامها إلى أن رست الطائرة في مطار الأقصر..


* * *

تطايرت خصلات شعرها فور أن خرجت من بوابة الطائرة،فأزاحتها جانبا وقد أغمضت عينيها بسبب ضوء الشمس،وانتظرت حتى نزلت من على السلم ثم أخرجت نظارتها الشمسية واستبدلتها بالطبية التي كانت تستند على قصبة أنفها..
- ألن تتخلصي من هذا السجن الذي تحبسين عينيك فيه؟
التفتت إلى (سامح) وهما يسيران معا نحو صالة الوصول،وقالت:
- لقد أخبرتك مرارا أنني لن أخضع لأية عملية في عينيّ،كما أن العدسات اللاصقة تسبب لي الحساسية
هز رأسه وقال:
- الكثيرون أجروا عمليات تصحيح النظر وأنت تخافين..
وتابع وهو يناولها حقيبتها من على السير المتحرك:
- الطب في تقدم كل يوم..
قاطعته وهي تضحك بمرح قائلة:
- الطب في تقدم ونحن في القرن الحادي والعشرين،والنظارات لم تعد تليق بالشباب الصغير خاصة الفتيات منهم..أعرف ما ستقوله يا حبيبي لكني لن أخضع لها
- افعلي ما يحلوا لك يا مولاتي

وضحك الاثنان معا..ثم انضما لبقية زملائهما والذين تركوا لهما بعض الخصوصية في الطائرة قبل أن ينشغل كل منهم في عمله..
ركبوا الحافلة التي ستقلهم إلى الفندق..وهناك التقوا بمشرف الرحلة والذي اتفق معهم على اللقاء في بهو الفندق بعد ساعة..صعد كل منهم إلى غرفته وكانت هناك فتاة أخرى تشارك (شيماء) غرفتها..ولم يكن هناك فتيات غيرهما في هذه الرحلة..

دخلت (نهى) زميلة (شيماء) إلى الحمام أولا لتغتسل قبل نزولهما إلى العمل،بينما قامت (شيماء) بالاتصال بوالدتها لتطمئنها عليها،ثم دخلت بعد خروج زميلتها واغتسلت هي الأخرى،ثم ارتدت بنطالا من الجينز الخفيف وبلوزة قطنية بأكمام قصيرة،ووضعت لمسات خفيفة من مساحيق التجميل على وجهها،ولم تنس كريم الحماية من الشمس،وتعطرت بعطر صيفي منعش،وبعد ذلك جلست مع رفيقتها تراجعان بعض الأوراق والخرائط والكتيبات الخاصة بالرحلة..

وبعد ساعة كان الشباب الستة يجلسون مع المشرف في بهو الفندق وهو يملي عليهم التعليمات،وفي نهاية الجلسة قال لهم مشجعا:
- أنتم أفضل فريق إرشاد تعاملت معه حتى الآن،وأعرف أنكم ستكونون مصدر فخر لشركتنا كما تفعلون دوما..أتمنى لكم التوفيق

شكره الجميع وانطلقوا إلى حيث تنتظرهم الحافلات..وقبل أن تصعد (شيماء) إلى حافلتها جذبها (سامح) من ذراعها برفق وهو يقول:

- لا أدري كيف سأتحمل غيابك؟
قالت ضاحكة:
- ستتحمله مثلما تفعل في كل مرة،وأعود لأجدك تمازح السائحات ولا تنتبه إليّ
ضحك هو الآخر وقال:
- ليتني كنت أعرف الروسية كي أكون بجوارك
قالت وهي ترفع كفيها:
- الحمد لله أنك لا تعرفها،كي لا تكون بجوارهن
قال متصنعا عدم الفهم:
- من تقصدين؟
ابتسمت وهي تربت على كتفه وتقول:
- لا تتظاهر بالبراءة يا (كازانوفا)

ضحك مرة أخرى ثم طبع قبلة على وجنتها وذهب..هزت رأسها ثم صعدت إلى الحافلة وقد شعرت ببعض الضيق..إنه لا يكف عن عادته في مغازلة النساء،بل والتفاخر بذلك أمام الجميع وأمامها،لكنها كانت تأمل أن يتغير بعد الزواج كما يقول لها الجميع..


قطع حبل أفكارها بدء صعود السياح إلى الحافلة،فأسرعت بتثبيت بطاقة التعريف على ثيابها، ورسمت على وجهها ابتسامة مشرقة وهي ترحب بهم بالروسية..

- زدراستفويتييه!

يتبع ...........



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 08:45 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25


الفصل الثاني

اكتمل العدد في الحافلة،وانطلقت بهم إلى معبد الأقصر..
أمسكت (شيماء) بمكبر الصوت وقامت بتعريفهم بنفسها،ثم شرحت لهم مسار رحلة اليوم في كلمات،وتلقت بعض الأسئلة وأجابت عليها والابتسامة لا تفارق وجهها،وبعد أن انتهت جلست في المقعد المخصص لها..لكنها لم تنتبه لتلكما العينين اللتين كانتا تتابعانها،عينان لهما لون رمادي مختلط بلون السماء في مزيج عجيب وساحر..

وصلت الحافلة إلى معبد الأقصر،وقد كان الجو حارا رغم أنهم في أول أكتوبر،فوضعت قبعتها على رأسها وبدأت الجولة..


أعطتهم نبذة مختصرة عن تاريخ المعبد،ثم دخلوا لتشرح لهم المزيد عن كل ركن فيه،كما لو أنها كانت تعيش مع أولئك القوم منذ آلاف السنين،ومضت تتنقل من بهو لآخر وهي تنتقي الكلمات كي تطبع صورة جميلة في قلوبهم قبل عقولهم..


انتهت جولتهم في معبد الأقصر ثم ذهبوا إلى معبد الكرنك،أكبر معبد مسور في العالم،وراحت تشرح لهم بأسلوبها السلس وهم يستمعون إليها باهتمام،وأحيانا تتخلل الجولة بعض الأسئلة فتجيبها بلباقة..


في طريق الكباش بدأ البعض بالتقاط الصور التذكارية،فتركتهم يستمتعون وأخرجت قارورة المياه لتشرب،لكنها لم تجد بها قطرة واحدة،فيبدوا أنها لم تنتبه للكمية التي تشربها أثناء جولتها..


- دوبري دين!


التفتت لتجد عينين رماديتين كانتا تتابعانها دون أن تشعر،وكانتا تنظران إليها من بين قسمات وجه وسيم..ابتسمت له بتلقائية وردت تحيته فقال:

- لدي قارورة مياه إضافية..
ومد يده إليها بالقارورة قائلا:
- تفضلي
شعرت (شيماء) بالحرج الشديد منه،لكنها لم تستطع مقاومة منظر القارورة التي تكثفت قطرات الماء عليها،فأخذتها شاكرة وشربت منها ثم أعادتها إليه..
- فلتبقى معك..لدي زجاجة أخرى
ازداد حرجها أكثر لكنها شكرته ووضعت الزجاجة في حقيبتها فمد يده لمصافحتها قائلا:
- اسمي (إيفان)

صافحته (شيماء) وهي تتأمله.. (إيفان) كان وسيما ذا وجه أبيض يشوبه بعض الاحمرار بسبب أشعة الشمس،وكان شعره أشقر اللون وله لحية وشارب خفيفين..


طلب منها أن تلتقط له صورا بجوار أحد الكباش الحجرية،فأخذت منه الكاميرا والتقطت له عدة صور جميلة..ثم عاودوا التحرك كي يكملوا الجولة ومن ثم يلحقوا بالحافلة التي ستعيدهم إلى الفندق..


خرجوا من المعبد وارتمت (شيماء) على مقعدها في الحافلة وهي تشرب بقية الماء من القارورة التي أعطاها إياها (إيفان) ،وهي تشعر أنه أنقذها من الموت عطشا..ابتسمت لهذه الفكرة ثم أراحت رأسها على المقعد حتى وصلوا إلى الفندق..ولم يكن (سامح) قد وصل بعد،فأخرجت هاتفها لتتصل به عندما وجدت (إيفان) قادما إليها..ابتسمت له فقال:

- لقد كنتِ رائعة..هذه هي زيارتي الأولى لمصر،لكنني بدأت أتعرفها جيدا بعد أن استمعت لشرحك
اتسعت ابتسامتها وقالت:
- لا بأس،هذا عملي،وأرجوا ألا تكون هذه آخر زيارة لك
- بالتأكيد لن تكون آخر زيارة،فأنا لم أر شيئا بعد

قبل أن تتحدث سمعت صوت (سامح) يناديها،فاستأذن منها (إيفان) ،وجاء (سامح) ثم قال:

- من ذلك الشاب؟
- إنه أحد السياح كما ترى
- ولماذا غادر فور أن رآني؟
ابتسمت (شيماء) بخبث وقالت:
- أتغار منه يا حبيبي؟
- أغار مِن مَن؟ لا بد أنك لا تعرفين (سامح)
ضحكت لعصبيته وقالت:
- ها أنت تشرب من نفس الكأس

واستمرت في الضحك مما دفعه لنهرها على ذلك،لكنها لم تتوقف بل ازداد ضحكها حتى أمسكت بطنها من الألم..


صعد كل منهم إلى غرفته لتبديل ثيابه وتناول طعام الغداء..ثم عادوا لغرفهم كي ينالوا قسطا من الراحة قبل الذهاب لعرض الصوت والضوء في معبد الكرنك ليلا..



* * *

للمرة الثانية تصعد (شيماء) إلى الحافلة لبدء رحلة جديدة،ولاحظت مكان جلوس (إيفان) هذه المرة، كان يجلس في المقعد الموجود خلف السائق،ووجدته ينظر إليها مبتسما،فبادلته الابتسام قبل أن تمسك مكبر الصوت لتعطيهم نبذة عن رحلتهم الليلية..


لكنها لم تلحظ نظراته هذه المرة أيضا،فهو لم يرفع عينيه عنها خاصة أنها ارتدت ثوبا صيفيا ملونا بلا أكمام،ووضعت نظاراتها الطبية عوضا عن الشمسية،وتركت شعرها المموج منسدلا،فبدت مختلفة تماما عما كانت عليه صباحا..


وبينما (شيماء) تتحدث،حانت منها التفاتة إلى (إيفان) لتجده مصوبا بصره إليها،لكنه لم يحرك عينيه عنها كي لا يلفت انتباهها،و (شيماء) ظنت أنه يتابع حديثها كبقية الركاب فلم تهتم..لكنه كان يسمعها بنصف انتباه..


وصلوا إلى المعبد للمرة الثانية في هذا اليوم لحضور العرض،وفي طريق العودة..


- ثوب جميل!


التفتت (شيماء) إلى (إيفان) فوجدته يبتسم لها،بادلته الابتسامة وقالت:

- شكرا لك..
ثم تابعت:
- كيف كان العرض؟ هل أعجبك؟
- بالطبع..
ثم واصل وهما يمشيان جنبا إلى جنب:
- المصريين القدماء كانوا على قدر كبير من التطور لينحتوا معابد بهذه الروعة،وتظل صامدة لآلاف السنين
أومأت (شيماء) برأسها موافقة وقالت:
- لم يقتصر الأمر على المعابد وحسب،فغدا عندما نذهب للبر الغربي سترى العجب العجاب في مقابرهم ومعابدهم الجنائزية..
واستطردت في حماس:
- أقرب مثال لذلك هو أهرامات الجيزة،فمن روعتها أصبحت إحدى عجائب الدنيا السبع
- أجل لقد رأيتها من قبل عبر الانترنت،كما رأيت معبد (حتشبسوت) قبل هذه الزيارة
- الصور تختلف عن الواقع بكثير
- أكيد..
وصمت قليلا ثم قال:
- لغتك الروسية ممتازة؛فأنت تتحدثينها كأهلها تماما
احمر وجهها لهذا الإطراء وقالت:
- شكرا لك..
وصلوا إلى حافلتهم وعادت بهم إلى الفندق وكل منهم يتوق إلى فراشه..


يتبع ...........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 08:46 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل الثالث




نامت (شيماء) كما لم تنم من قبل،فقد كان أول يوم حافلا ومرهقا،خاصة أن الجو كان حارا جدا بالنهار..
في اليوم التالي وعلى مائدة الإفطار،كان (سامح) يلقي بعض النكات فيعلوا صوت ضحكاتهم المرحة..ثم التفت إلى (شيماء) قائلا:
- الليلة سنذهب إلى أحد النوادي الشبابية كي نرفه عن أنفسنا قليلا
ردت مازحة بعد أن رشفت القليل من قهوتها:
- تقول هذا وكأننا لسنا في رحلة ترفيهية
لم يفطن إلى دعابتها في البداية فقال:
- أتسمين أكوام الحجارة والرمال ترفيها؟
ضحكت فانتبه أخيرا إلى ما ترمي إليه،فنظر إليها معاتبا وقال:
- هل انتهيت من قهوتك يا سمو الأميرة؟ أظن أن لدينا الكثير من الترفيه اليوم
ضحك بقية زملائهما وأنهوا طعامهم ليبدأوا جولة اليوم..

استقلوا الحافلات متجهين للضفة الشرقية للنيل،وهناك ركبوا على متن مركب نيلي ليوصلهم للبر الغربي،حيث الرهبة والغموض يقبعان في أحضان الرمال..

بدأت الجولة بتمثالي (ممنون) ،ومعبد رمسيس الثالث،ثم الرمسيوم،وبعده معبد (حتشبسوت) ، والذي كان أكثرهم إرهاقا صعودا ونزولا..ثم أخيرا وادي الملوك في نهاية الجولة،وبعده ذهبوا إلى أحد البازارات..

هناك التقت (شيماء) بـ (سامح) وبقية زملائها..اشترى لها (سامح) زجاجة مياه غازية للتغلب على الحر،وبينما هما يشربان قال:
- أريدك اليوم أجمل فتاة في المكان
نظرت له نظرة ذات مغزى وقالت بمكر:
- هل تعني من كلامك أنني لست جميلة؟
أمسكها من ذقنها مداعبا وقال:
- أنت أجمل فتاة في الكون،لكنني أريدك اليوم في أبهى طلة لك
ابتسمت وهي تشعر بالنشوة،فهي أنثى في النهاية يعجبها معسول الكلام حتى لو كان كذبا..

كان (إيفان) يرمقها من بعيد،ويرى وجهها الباسم فيبتسم معها،ويرى مداعبات (سامح) لها فتتلاشى ابتسامته،ويدير ظهره لهما ليتفقد البضاعة المعروضة أمامه..

عادوا أخيرا من جولتهم المرهقة،تناولوا طعام الغداء وصعدت (شيماء) إلى غرفتها مع (نهى) وراحتا تراجعان بعض الأوراق،ثم نامت كل منهما على أن تستيقظا في السادسة مساء..


* * *


ارتدت (شيماء) ثوبا حريريا ذا لون فضي،يصل إلى أعلى ركبتيها بقليل،وله وشاح خفيف غطت به كتفيها العاريين،ثم انتعلت حذاء سهرة بكعب عال ولون فضي أيضا..ووقفت أمام المرآة تتبرج حتى أصبحت كالعروس في ليلة زفافها،ولم تختلف (نهى) عنها كثيرا،لكن الأخيرة كان ثوبها طويلا..

وعند التاسعة والنصف نزلت (شيماء) لتلتقي بـ (سامح) فظهر على وجهه الفخر بمظهرها،وتأبطت ذراعه ثم انطلقا مع بقية زملائهما إلى النادي الليلي وهم يمطرون الفتاتين بكلمات الإطراء..وصل الجميع إلى النادي وجلسوا على طاولة في أحد الأركان،ثم قاموا بطلب بعض المشروبات لهم..
- (سامح) ..هل ستشرب النبيذ؟
التفت (سامح) إلى (شيماء) وقال:
- أجل
انعقد حاجباها وقالت باستياء:
- ألم نتفق أن تتوقف عن شرب تلك المشروبات اللعينة؟ تكفيك السجائر لتدمير صحتك
ضحك (سامح) وقال:
- سأتوقف عن شربها عندما نتزوج..أعدك بذلك

زفرت (شيماء) في ضيق ولم تعلق،هذا أمر آخر مما يؤكد لها الجميع أنه سيتركه عندما يتزوجان، هي تحاول تصديق ذلك لأنها تحب (سامح) لكنها تعرف أنه لن يتغير..

حاولت عدم التفكير في الأمر كي لا تفسد سهرتها،فراحت تهز قدميها تزامنا مع أنغام الموسيقى، وقام أحد زملائها مع (نهى) للرقص،بينما قال آخر:
- متألقة كعادتك دائما يا (شيماء)
التفتت (شيماء) إليه وقالت بزهو:
- بالتأكيد..
ثم تابعت:
- ألن تتقدم إلى (علا) يا (أحمد) ؟
أومأ (أحمد) برأسه وقال وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة:
- ستسمعين أخبارا طيبة قريبا،فلا تتعجلي
- جيد..لكن لا تنس أن تدعونا لحفل الخطبة
- لا تقلقي..أنت أول المدعوين

شاركهم زميلهم (حسام) الحوار فقال لـ (سامح) :
- وأنت..متى ستتزوج؟
التفت (سامح) إليه وقال:
- اتفقنا أن يكون الزواج في الصيف القادم،فنحن لا نريد تجهيز بيتنا على عجل

جاء الساقي ووضع كؤوس الشراب أمامهم ليسأله (سامح) :
- وأنت؟ ألم تجد فتاتك بعد؟
أسند (حسام) ظهره إلى المقعد وقال:
- ليس بعد..إن فتاة أحلامي ليست من هذا العالم
ضحكت (شيماء) وقالت:
- هل تنوي أن تتزوج كائنا فضائيا؟
ضحك الشباب الثلاثة وقال (سامح) معقبا:
- وما أدراك أنها ستقبل به؟ هي من ستعتبره كائنا فضائيا

وعلا صوت ضحكاتهم مرة أخرى،ثم عادت (نهى) وزميلها (وسام) إلى الطاولة،ومضى الوقت في حديث ضاحك بينهم حتى وجدت (شيماء) شخصا ما يلوح لها من على الطاولة المجاورة..ابتسمت لمرأى (إيفان) ،فرفعت يدها إليه ردا للتحية..
- إلام تلوحين؟
كان هذا (سامح) فقالت (شيماء) :
- إلى (إيفان)
- ومن هو (إيفان) ؟!
- أحد السائحين
- ولماذا يشير إليك؟
التفتت إليه في دهشة وقالت:
- ما كل هذه الأسئلة؟
- أنا خطيبك
- وهل هذا يعطيك الحق لتحقق معي؟

قال (حسام) محاولا تخفيف التوتر:
- اهدؤوا يا جماعة..
والتفت إلى (سامح) وهو يقول:
- كف عن الشجار..الأمر لا يتطلب هذه العصبية

انتهت السهرة وعادوا إلى الفندق،وعندما صعدت (شيماء) إلى غرفتها لحق بها (سامح) وتوقف معها عند باب الغرفة..راحا يتعاتبان على ما بدر منهما قبل قليل ثم انتهى الأمر بقبلة مصالحة..ودعته (شيماء) ودخلت غرفتها وقد احمرت وجنتاها قليلا..أوت إلى فراشها وتدثرت جيدا،ثم تحسست شفتيها مكان القبلة وأغمضت عينيها لتغط في نوم عميق..


يتبع ...........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 09:01 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل الرابع


كان اليوم التالي يوم نزهة حر،وقد أمضته (شيماء) بصحبة (سامح) فذهبا إلى الكورنيش وراحا يتحدثان في أمور عدة..وفي المساء ذهبوا جميعا إلى أحد المطاعم لتناول العشاء،واتخذ (سامح) و (شيماء) طاولة في أحد الأركان ليتحدثا بحرية..

كانت (شيماء) ترتدي ثوبا قرمزيا هذه المرة،لكنه أطول وبأكمام قصيرة..وكان يدور بينهما حديث هامس تتخلله كلمات الغزل،الذي تتورد له وجنتا (شيماء) ويطرب له قلبها..لطالما أحبت صوته الهامس لها بكلمات الحب،والذي يجعلها تحلق في سماء غير سمائنا،وتعيش في عالم غير عالمنا..

قد يكون كلام (سامح) لها متشابها مع سابقه،لكنه في كل مرة كان يزينه بطريقته،ليلمس وترا مختلفها في قلبها..فيكون للغزل طعما متجددا..
لكن سعادتها لم تطل كثيرا،فقد كان يتابع بعينيه فتاة أخرى تجلس في الطاولة المجاورة لهما..كانت تلبس ثوبا مكشوف الظهر ولا يغطيه إلا شعرها الذهبي المصبوغ..

عندما جاء النادل ليطلبوا طعامهم لاحظت (شيماء) نظراته لتلك الفتاة،فاستشاطت غضبا..

- (سامح) ..ألهذا الحد لا أمثل لك شيئا؟
التفت إليها (سامح) وقال ببراءته المصطنعة:
- ماذا؟
قالت وهي تحاول السيطرة على نبرة صوتها:
- لماذا تحملق في تلك الفتاة؟ احترم وجودي على الأقل..ألا يمكنك أن تجلس مرة واحدة دون أن تتحرك عيناك ذات اليمين وذات الشمال؟
- يا حبيبتي قلت لك مرارا أنني لا أرى أحدا سواك..
ثم تابع وهو يحاول أن يمسك بيدها:
- الفتاة لفتت نظري بصوت ضحكاتها لا أكثر،لكني عدت إليك فورا كالطير الذي يحن إلى عشه

سحبت يدها ولم ترد،فقد كانت تخشى أن ينفجر بركان الغضب الذي بداخلها فيفسد كل شيء..الكلام المعسول لا يكفي وحده لإنماء الحب بينهما،إنها تريد منه أن يحترمها كأنثى وحبيبة،فما فائدة الكلام دون التأكيد عليه بالفعل؟! ..


رن هاتف (سامح) فرد وظل يتحدث حتى جاء النادل بالطعام..حاول (سامح) إخراجها عن صمتها لكنها لم ترد،كانت تشعر أنها لو تكلمت ستسقط دموعها،وهي لا تريد أن تظهر أمامه بهذا الضعف..


أنهت طعامها بسرعة وطلبت منه أن تعود للفندق..حاول إثناءها عن رغبتها لكنها أصرت،فاستسلم في النهاية وأوصلها للفندق وهي لا تزال صامتة كالحجر الأصم..


صعدت إلى غرفتها ودخلت إلى الحمام وراحت تنظر لنفسها في المرآة..


ما الذي يوجد لدى أولئك الفتيات ولا يوجد لدي؟ أنا لست بارعة الجمال،كما أنني لست قبيحة..أنا فتاة عادية وقد خطبني لأنه كان معجبا بي،فلمَ يفعل هذا معي؟!


انحدرت على وجهها دمعة ساخنة،سارعت بمسحها وأخذت منديلا مبللا لتزيل به المساحيق من على وجهها،لكن دمعة أخرى سقطت وتلتها ثانية وثالثة،فتركت لهم العنان أخيرا..

استندت على حافة الحوض وراحت تبكي..لكنها توقفت عندما سمعت باب الغرفة يفتح..

- (شيماء) ..هل أنت هنا؟

ردت (شيماء) وهي تحاول أن يبدوا صوتها طبيعيا:
- أجل يا (نهى)

غسلت وجهها جيدا وبدلت ملابسها ثم جلست على فراشها لتسألها (نهى) وهي تخلع قرطيها:

- هل تشاجرتما اليوم أيضا؟
أومأت برأسها فقالت (نهى) بضيق:
- (سامح) هو السبب أليس كذلك؟
زفرت (شيماء) بقوة وقالت:
- أرجوك يا (نهى) ..لا أريد أن أتحدث الآن..أشعر أنني أكاد أختنق
جلست (نهى) بجوارها وربتت على كتفها وقالت:
- لا بأس..نامي الآن وغدا لنا كلام آخر

هزت (شيماء) رأسها واستلقت على الفراش وقد أدارت ظهرها لـ (نهى) ..لكنها لم تستطع النوم..

مرت ساعة كاملة وهي على فراشها لم تتحرك..التفتت إلى سرير (نهى) لتجدها تغط في نوم عميق، فتنهدت وقامت لتحضر حاسوبها المحمول..فتحته وراحت تتصفح الإنترنت حتى سمعت أزيز هاتفها المحمول..

تسارعت ضربات قلبها..أتراه هو؟ ..أخذت الهاتف بسرعة لتجد رسالة..



" يا سيدتي:


أنت خلاصة كل الشعر..ووردة كل الحريات..

يكفي أن أتهجى اسمك..

حتى أصبح ملك الشعر..وفرعون الكلمات..

يكفي أن تعشقني امرأة مثلك..

حتى أدخل في كتب التاريخ..وترفع من أجلي الرايات.. "


* * *

كان السرور يملأ وجهها وهي تجلس في الحافلة في طريقهم إلى أسوان،وتقرأ رسالة الأمس مرارا وتكرارا..


تبتسم عندما ترى الكلمات،وتتسع ابتسامتها عندما تتذكر وجهه صباح هذا اليوم،الذي اختفى خلف باقة كبيرة من أزهار التيوليب التي تعشقها..


ربتت على الباقة بجوارها وقد نما بداخلها أمل كبير أن يتغير (سامح) ..


كانت الجولة في أسوان مرهقة،خاصة وأنها كانت تتوق للعودة لرؤيته والجلوس معه..


وفي المساء ذهبا مرة أخرى إلى النادي الليلي مع بقية زملائهم،وهي تتألق في ثوب أسود طويل بحمالة واحدة و له فتحة على أحد جانبيه تصل إلى ركبتها..أخرج (سامح) سيجارة وراح يدخنها..لكن (شيماء) لم تشعر بالضيق هذه المرة،فقد كانت في سعادة تجعلها تتغاضى عن أي شيء قد يعكر مزاجها..


وبينما هم يتحدثون ويضحكون سمعوا صوتا أجنبيا..


- دوبري فيتشر!


التفتت الرؤوس الستة إلى الشاب الأشقر ذي العينين الرماديتين،لترتسم ابتسامة على وجه (شيماء) وترد تحيته..وتقوم بتقديمه إليهم..


حياه الجميع فقال موجها حديثه إلى (شيماء) بعد أن ابتعدت قليلا عن الطاولة:

- كيف حالك؟
- أنا بخير..وأنت؟
- بخير..
ثم تابع بعد ثوان من الصمت:
- هل يمكنني أن أتشرف بمشاركتك لي في الرقص؟
ظهرت الدهشة على وجهها وقالت:
- أنا؟
أومأ برأسه إيجابا فقالت:
- حسنا لكن سأخبر (سامح)
وعندما عرف (سامح) بما يريد قال:
- نحن لا نعرفه ولا هو يعرفنا كي يطلب منك طلبا كهذا
قالت (شيماء) :
- أنا أعرفه

قال (حسام) :

- لا مشكلة يا (سامح) فالأجانب يعتبرون هذا أمرا عاديا
رد (سامح) بضيق:
- لكنني لست أجنبيا
قالت (نهى) مدافعة عن صديقتها:
- دعها تذهب..فأنت لم ترقص معها منذ أن أتينا
عقبت (شيماء) :
- ومن غير اللائق أن نتصرف مع الرجل بهذا الشكل،إنه ضيفنا على أية حال

ثم ربتت على كتف (سامح) وذهبت مع (إيفان) بينما (سامح) يتابعهما بعينيه وهو يشعر بالغيظ..

- يبدوا أن خطيبك يغار عليك بشدة،ولهذا طلب منك عدم مرافقتي
رفعت ناظريها إليه وهي تقول في ذهول:
- كيف عرفت ذلك؟ هل كنت تفهم ما نقول؟
ضحك (إيفان) ليبدوا أكثر وسامة مما هو عليه وقال:
- بالطبع لم أفهم حرفا،لكني استنتجت ذلك من تعبيرات وجهه وطريقة حديثه معك

ضحكت (شيماء) على سذاجتها..كيف لم تفطن لذلك..حتى لو كان أصما لفهم ما كان يحدث..هزت رأسها لتنفض هذه الأفكار عنها وراحت ترقص معه على أنغام الموسيقى الغربية،
والابتسامة تعلوا شفتيهما..

أما (سامح) فقد كان يتميز من الغيظ ،فالتفت إلى (حسام) وقال له بعصبية:

- هل ترى ما أراه الآن؟
هدأه (حسام) وقال:
- أجل أرى،ولقد رقصت أنا معها قبل ذلك وأنت لم تعلق
- يا (حسام) نحن أصدقاء وأنا أعرفك جيدا،لكنه رجل غريب
ربت (حسام) على كتفه وقال:
- كما قلت لك..الأجانب لا يرون في هذا مشكلة..أي أنه لا يفكر بشيء مما تفكر فيه أنت

عادت (شيماء) إلى الطاولة بعد أن ودعت (إيفان) ،ثم شربت بعض الماء ليقول (سامح) :

- هل استمتعت بالرقص؟
أومأت برأسها إيجابا وقالت بتلقائية:
- كثيرا
- لم لا تكملين السهرة معه إذن؟

نظرت له (شيماء) بدهشة،لكنها حاولت احتواء الموقف فقالت بدلال وهي تمسك بيده:

- أتغار منه أم ماذا؟
دفع يدها وهو ينظر لها شذرا،فتبدلت ملامحها ولزمت الصمت كي لا تفسد سهرة زملائها..


يتبع ...........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 09:02 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل الخامس

كانت (شيماء) تجلس في غرفتها وقد تملكها الغضب..

لماذا يصر على أن يعكر مزاجي دائما؟ ..

زفرت بقوة وقامت لتجهيز حقيبتها استعدادا للرحيل بعد الغد..سمعت طرقا على الباب وهي تغلق حقيبتها..فتركتها وفتحت الباب وهي تتوقع رؤية (نهى) ..لكن الطارق لم يكن نهى..كان (سامح) ..
- ماذا تريد؟
قالتها بجمود فقال:
- أهكذا تستقبلين حبيبك؟

كان لسانه ثقيلا بعض الشيء فعلمت أنه شرب كثيرا بعد أن تركتهم،لكنها لم تأبه له هذه المرة وقالت:
- هات ما عندك
- لا تغضبي مني فأنت تعرفين أنني أغار عليك بشدة
قالت غاضبة:
- ها أنت تشرب من نفس الكأس الذي أذقتني منه مرات ومرات

دفعها لداخل الغرفة وهو يقول:
- أتعنين أنك فعلت ذلك لتضايقيني وحسب؟
شعرت (شيماء) بالخوف منه لأول مرة في حياتها فقالت:
- بالتأكيد لا..لكنك حملت الأمور أكثر من نصابها،وأنا أتعامل مع الشاب بجدية على عكس تعامل عينيك مع الفتيات
أمسكها من كتفيها وقال:
- أنا لا أتحمل أن أرى غريبا يمس شعرة منك

ثم احتضنها وحاول تقبيلها لكنها دفعته على غير العادة وهي تقول:
- غدا نتكلم يا (سامح) عندما تفيق من سكرك
قال وقد بدا الغضب في عينيه:
- لم تعودي تطيقين لمسة يدي..يبدوا أن يدي ذلك الأحمق كانتا أكثر دفئا

ولم يترك لها مجالا للرد،بل احتضنها بالقوة وألقاها على الأرض وهو يمزق ثيابها،فراحت تصرخ وتستغيث لعل أحدا ما ينجدها،ولحسن حظها كانت (نهى) قد وصلت الغرفة وسمعت صراخها وقد كان معها (حسام) ،فدخلا بسرعة وقام (حسام) بتخليصها من بين يدي (سامح) وهو يصيح فيه بغضب:
- قلت لك ألا تشرب كثيرا أيها الغبي

وراحت (نهى) تهدئ من روع (شيماء) والأخيرة لا تكف عن البكاء والارتجاف..

فوجئ الجميع بدخول أحد عمال الفندق فزعا فأخبره (حسام) أن الفتاة رأت كابوسا مخيفا وها هم معها لتهدئتها،وطمأنه بأن كل شيء على ما يرام..وبعد أن تأكد من مغادرة العامل قام بسحب (سامح) إلى الخارج وطلب من (نهى) أن تغلق عليهما الباب جيدا،فأغلقت الباب بالفعل وجلست بجوار (شيماء) والتي كانت لا تزال تبكي..

- اهدئي يا (شيماء) أنت بخير..
لكن بكاءها لم يتوقف فاحتضنتها (نهى) وراحت تمسح على شعرها حتى هدأت..

أما (حسام) فقد أخذ زميله وأدخله للحمام رغما عنه،ثم فتح عليه المرش ليندفع الماء البارد على رأسه وجسده..
- أجننت يا (حسام) ؟ ..ما الذي تفعله؟
جذبه (حسام) إلى خارج الحمام ثم لكمه ليسقطه على الأرض،وانقض عليه يمسكه من قميصه وراح يصيح فيه بغضب:
- أنت الذي جننت..ماذا كنت تفعل أيها الغبي؟ ..ألا يكفيك أنك تعكر مزاجها يوميها بحركاتك الصبيانية،فتحاول الاعتداء عليها اليوم؟
مسح (سامح) جبينه محاول التذكر..ثم ظهرت على وجهه علامات الذعر وقال:
- أنا لم أكن بوعيي
صاح فيه (حسام) بغضب أكبر:
- أعلم ذلك،ولو كنت في وعيك لقتلتك بيدي..لقد نبهناك من قبل ألا تفرط في الشراب،ونبهتك (شيماء) أيضا،لكن المسكينة كانت تنصحك خوفا عليك،وليس خوفا من تصرفاتك الطائشة..
وتابع وهو يلقي بإحدى الحقائب أمام (سامح) :
- قم وافعل شيئا مفيدا في يومك هذا

قام (سامح) وهو يشعر بالدوار،ولم يكن يريد التفكير في شيء،فأخذ يرص ثيابه في الحقيبة وترك بعضها للغد..ثم استلقى على فراشه ونام على الفور..

* * *

في اليوم التالي استيقظت (شيماء) بعد الواحدة بقليل بعد أنا نامت نوما متقطعا تتخلله الكوابيس.. كانت ترى ملثما يهاجمها وعندما اقترب منها أكثر وكاد ينال منها اكتشفت أنه (سامح) ..

هزت رأسها وقامت لتدخل الحمام،لكن (نهى) كانت بداخله فانتظرتها حتى خرجت..
- كيف حالك اليوم؟ أفضل؟
أومأت (شيماء) برأسها وقالت وهي تخلع خاتم خطبتها وتضعه على الطاولة بجوارها:
- أنا لا أريد رؤية ذلك الشخص مرة أخرى
ربتت (نهى) على كتفها وقالت:
- لا تفكري في الأمر،ادخلي الحمام واغسلي وجهك وتعالي لنتناول الفطور معا

أطاعتها (شيماء) ،وبعد ساعة كان لدى الجميع اجتماع مع مرشد الرحلة،وخفق قلب (شيماء) بشدة، كيف لها أن ترى (سامح) مرة أخرى؟ ..إنها لم تعد تطيق سماع صوته فما بالها برؤيته؟ ..

لكن الاجتماع مر بسلام وتركتهم هي بسرعة قبل أن تسمع منه حرفا،وبالفعل لحق بها محاولا الكلام معها إلا أن (نهى) أوقفته قائلة:
- اتركها الآن إنها في حالة لا تسمح لها برؤيتك أصلا..انتظر حتى نعود إلى القاهرة وهناك سيكون لنا كلام آخر
كاد أن يرد لكنها تركته وخرجت خلف صديقتها..
جاء (حسام) وأمسكه قبل أن يلحق بـ (نهى) وهو يقول:
- لا تحاول الحديث معها الآن..واحمد لله على عدم معرفة أحد غيرنا بهذه المصيبة
دفع (سامح) يده وقال بضيق:
- تتعامل معي وكأنني طفل صغير..انتبه يا (حسام) .. (شيماء) خطيبتي ولا دخل لأحد بعلاقتنا
- وهل هناك من يتعامل مع خطيبته بهذا الشكل؟ ..قلت لك انتظر لأنك لو حاولت محادثتها الآن فستزيد الأمر سوءا فتمهل
وجد (سامح) أن كلامه منطقي فأذعن له ولم يلحق بها..

أما (شيماء) فقد ظلت جالسة مع (نهى) في حديقة الفندق حتى جاء (وسام) وعرض عليهما الخروج إلى الكورنيش،لكن (شيماء) رفضت..
- ألا زلت غاضبة من (سامح) لما فعل بالأمس يا (شيماء) ؟
حاولت أن تسيطر على ملامح وجهها وهي تقول:
- لقد اعتدت على ذلك
- حسنا لم لا تأتين معنا للترفيه عن نفسك قليلا؟
- شكرا لك يا (وسام) ،لكني لا أريد الخروج الآن،قد آتي فيما بعد..
ثم قالت لـ (نهى) :
- اذهبي معه ولا تربطي نفسك بي
قالت (نهى) وهي تنظر لها نظرات ذات مغزى:
- لن أتركك وحدك
- لا عليك يا (نهى) ..اذهبي وسأكون بخير

وبعد جدال قامت (نهى) كي لا تثير حفيظة (وسام) ..وتابعتهما (شيماء) بعينيها حتى اختفيا عن الأنظار..

استرخت (شيماء) في مقعدها وحاولت ألا تفكر في أي شيء يزعجها،فأخرجت هاتفها المحمول ووضعت سماعات الأذن وراحت تستمع إلى أغنية أجنبية..كانت تغني معها في سرها وتهز رأسها على الألحان حتى رأت وجها تهللت أساريرها من أجله..وجها بعينين رماديتين..

- هل يمكنني أن أجلس معك؟
ابتسمت (شيماء) وأفسحت له المجال ليجلس..
- للأسف سأسافر غدا..كنت أود البقاء لوقت أطول في مصر..لقد أحببتها حقا
هزت رأسها بابتسامة ولم ترد فقال:
- منظر النيل جميل جدا..خاصة في الليل
- أنا أعتبره أجمل شيء في مصر على الإطلاق
- إذن ما رأيك في نزهة على ضفافه ؟

ابتسمت ووافقت على الفور وتعجبت من نفسها..ربما وافقت لأنها تريد الخروج من الجو الذي يسيطر عليها منذ الأمس..ربما..

قبل أن يذهبا إلى الكورنيش عرض عليها أن يذهبا إلى أحد البازارات القريبة لشراء بعض التذكارات فلم تمانع..وراحا يتجولان بين المحال وهو يسألها عن رأيها في بعض الأشياء،ثم استأذن منها في العودة إلى أحد المحال وتركها في مكانها،فوقفت تشاهد البضاعة المعروضة وتتلمس بأناملها بعض التماثيل الفرعونية الصغيرة،فوجدت صاحب المحل يسألها إن كانت ترغب في شراء واحد لكنها شكرته وابتعدت عن المكان لعلمها أنه لن يتوقف عن الكلام حتى يقنعها بالشراء..ثم عاد (إيفان) وانطلقا إلى الكورنيش..

كانت تستند على السور والهواء يتلاعب بشعرها وهي تنظر إلى الماء الصافي..
- فيم تفكرين؟
انتبهت من شرودها ورسمت على وجهها ابتسامة وقالت:
- لا شيء..
ثم تابعت:
- هل ذهبت إلى أي بلد آخر غير مصر؟
أومأ برأسه وقال:
- ذهبت إلى إسبانيا
- حقا؟
- أجل..وهي جميلة جدا
- أتمنى أن أزورها في يوم ما
- إذن فاهتمامك بالتاريخ لا ينصب على التاريخ الفرعوني وحسب؟

ابتسمت وقد بدأت تستمتع بالحديث وقالت:
- دراستي كانت تركز على التاريخ الفرعوني،لكن لي قراءات خارجية عن الأماكن السياحية في العالم،وقد قرأت عن إسبانيا واليونان وتركيا وأميركا الجنوبية،وجميعهم بهم أماكن تستحق الزيارة..
ثم تابعت بفخر:
- لكن مصر هي الأفضل بالتأكيد،وأكثرهم تميزا
ضحك (إيفان) وقال:
- لا بد أن تقولي هذا الكلام فهي بلدك في النهاية
قالت بجدية:
- صدقني حتى لو لم تكن بلدي لقلت مثل هذا الكلام..إن مصر بها مزيج ساحر من التاريخ وآثاره،و يكفيها النيل شاهدا ليحكي قصصا كثيرة عما مرت به هذه البلد من أحداث طيلة القرون الماضية
- أنت تعشقينها إذن
- بالتأكيد

ساد بينهما الصمت لبضع ثوان ثم قطعه (إيفان) قائلا:
- آنسة (شيماء) ..هل تقبلينني صديقا لك؟
قالت وقد بدا عليها السرور:
- بالطبع
- إذن هذه هدية مني عربون صداقة

وأخرج من الحقيبة التي يحملها على ظهره عقدا فرعونيا من أحجار بلون الصخور..ارتفع حاجباها دهشة ولم تعلق فقد ألجمتها المفاجأة وأشعرتها بالحرج أيضا..

طلب منها أن يلبسها إياه فأدارت له ظهرها ورفعت شعرها كي يتمكن من ذلك،ثم وضعت يدها عليه تتلمسه وقد غزت ابتسامة شفتيها وقالت:
- لا أعرف كيف أشكرك..هدية رائعة
فجأة اتسعت عيناها..فقد رأت (سامح) قادما..


يتبع ...........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 09:25 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل السادس



حاولت (شيماء) أن تبدوا متماسكة لكنها لم تفلح،وبدأ جسدها بالارتجاف..ولاحظ (إيفان) نظراتها فالتفت ليرى (سامح) آت وهو يقول:
- لقد ظللت أبحث عنك قرابة النصف ساعة وأنت تقفين هنا وتضحكين،وكأنك كنت تنتظرين أن ابتعد عنك كي تفعلي ما يحلوا لك
قالت (شيماء) وقد بدأ الغضب يظهر في صوتها:
- احذر مما تقول يا (سامح)
كان (حسام) قد ظهر من بعيد وهو يركض ليلحق بـ (سامح) الذي مد يده للعقد الذي يزين جيدها وقال:
- أهداك عقدا أيضا..
وجذبه مرة واحدة لتتساقط أحجاره على الأرض وقال:
- ترى ما الثمن الذي ستعطينه إياه مقابل هذه الهدية؟

لم تدر (شيماء) بنفسها إلا وهي تصفعه على وجهه،فرد لها الصفعة لتسقط أرضا..وقبل أن تنهض فوجئت بـ (إيفان) ينقض عليه ويلكمه في وجهه وقد بدا الغضب في عينيه..


نهضت (شيماء) بسرعة وأمسكت بذراع (إيفان) وهي تصيح فيه بالروسية كي يترك (سامح) وشأنه،وتجمع الناس ليفضوا الاشتباك قبل أن يتطور،وكان (حسام) قد وصل وجذب (سامح) بعيدا كي لا يسبب المزيد من المشاكل..


ابتعدت (شيماء) عن المكان وأسرعت الخطا ودموعها تتساقط وجسدها لا يتوقف عن الارتجاف.. لحق بها (إيفان) وهو يطلب منها أن تتوقف..أبطأت في مشيتها فلحق بها بعد أن أخرج منديلا من جيبه ثم أمسكها من ذراعها برفق ليوقفها وراح يمسح الدماء عن وجهها..


أخذت المنديل منه وواصلت مسح الدماء وقد ارتسم الألم على وجهها،وهي لا تكاد تشعر بالنصف الأيسر منه وقالت:

- شكرا لك
هز رأسه وقال:
- ما الذي حدث؟
لم ترد (شيماء) أن تخبره بما قاله (سامح) فقالت:
- لقد غضب لأنه كان يبحث عني منذ مدة ووجدني أقف معك،وزاد من غضبه رؤية العقد..
سالت دموعها من جديد فقال (إيفان) بعدم اقتناع:
- هذا فقط؟
أومأت برأسها فقال:
- ولماذا ضربته أنت؟

رغم كل شيء..لم ترد فضح خطيبها..رغم ألمها لم ترد أن تظهر دناءته أمام شخص غريب..

تنهد (إيفان) لما رأى صمتها ولم يجد ما يقول..
- (إيفان) !
التفت إليها فقالت:
- لا أريد أن يرانا (سامح) معا مرة أخرى..قد يتهور هذه المرة معك أنت
نظر لها (إيفان) مليا ثم قال:
- لا بأس..

وأخرج من حقيبته ورقة وقلما وخط شيئا ما على الورقة ثم أعطاها لـ (شيماء) وهو يكمل:

- بما أننا أصدقاء فهذا عنوان بريدي الإلكتروني..إن أردت التحدث معي فتأكدي أنني على استعداد لسماعك ومساعدتك في أية مشكلة تواجهك

أخذت (شيماء) الورقة بعد أن طواها وقالت بابتسامة واهنة:

- شكرا لك..وبالتأكيد سنكون على اتصال

ودعها (إيفان) وغادر..


ظلت تتابعه بعينيها حتى ابتعد وهي لا تزال تمسك بالورقة،فوضعتها في جيب بنطالها وقد انتابها شعور غريب..هي لم تكن تريده أن يبتعد..لم تكن تريده أن يذهب..لقد شعرت بعدم الأمان عندما أولاها ظهره..كادت تناديه لكنها تراجعت بسرعة..


فجأة رن هاتفها فأخرجته لتجد اسم (نهى) ..

- أهلا (نهى)
" هل أنت بخير يا (شيماء) ؟ "
- أجل بخير لا تقلقي
" أين أنت؟ "
- أنا عائدة إلى الفندق
" حسنا سأنتظرك في البهو "
- جيد..مع السلامة
وأنهت المكالمة مع صديقتها ثم عادت أدراجها إلى الفندق..

- (شيماء) ..الحمد لله أنك بخير

احتضنتها (نهى) وهي تقول:
- لقد عرفت بما جرى من (حسام) ..ما الذي حدث لكل هذا؟
وابتعدت عنها وهي تضع يدها على وجهها تتحسس مكان الضربة وقالت:
- ياله من متوحش
هزت (شيماء) رأسها وقالت:
- تعالي نتحدث في الغرفة فقد بدأت أشعر بالصداع


* * *

شهقت (نهى) عندما عرفت ما قاله (سامح) لـ (شيماء) وقالت:

- وقام برد الصفعة لك بدلا من أن يخجل من نفسه؟
وعادت لوضع الثلج على وجه (شيماء) لتخفيف الورم بعض الشيء فقالت الأخيرة:
- لقد وضع النهاية لعلاقتنا بيده
ربتت (نهى) على كتفها وواصلت ما كانت تفعل بصمت..

ومضى اليوم ولم تغادر (شيماء) غرفتها إلى أن حل المساء وحزمت الفتاتان حقيبتيهما استعدادا للعودة إلى القاهرة..


لم يتحدث (سامح) و (شيماء) مع بعضهما البعض طيلة الرحلة حتى وصلا إلى القاهرة..وهناك استقلتت (شيماء) سيارتها وعادت إلى بيتها وقد قررت الانفصال عن (سامح) ..


لكن (حسام) حاول الإصلاح بينهما،فأقنع (سامح) أن يجلس مع (شيماء) للتفاهم،واتصل بـ (شيماء) ليخبرها أن (سامح) يريد رؤيتها بعيدا عن البيت ليتكلما بهدوء..وبعد جدال معها وافقت أخيرا بعد أن وعدها (حسام) أنه سيكون معهما في نفس المكان..


وصل (حسام) و (شيماء) إلى أحد مقاهي مصر الجديدة،ثم تركها مع (سامح) وجلس بعيدا عنهما بعض الشيء..


- ما الذي تريده مني الآن؟

قالت (شيماء) عبارتها بعد أن غادر النادل الذي دون طلبيهما..
- أريد أن نتكلم عن ما حدث..
وأخذ نفسا عميقا ثم تابع:
- عن تصرفي غير اللائق معك في غرفتك،وعن صفعك لي أمام ذلك الشاب..
كانت تنظر إليه دون أن تتكلم،فقال وهو يضغط على نفسه ويستعيد ما لقنه إياه (حسام) قبلا:
- أعترف أنني أخطأت عندما أتيت إلى غرفتك وأنا في تلك الحالة،لكني لم أكن أقصد أن أمسك بسوء،كل ما هنالك أنني لم أكن بوعيي..
وصمت قليلا ثم قال:
- وأنت أخطأت أيضا باستفزازي طيلة الوقت..ورغم ذلك فأنا أعتذر عن تلك الصفعة
ابتسمت (شيماء) بتهكم وقالت:
- وعلي أن أتقبل اعتذارك عن صفعي بهذه السهولة؟
- لا تنسي أنك فعلتها قبلي
- كنت أدافع عن شرفي الذي اتهمتني فيه
- لكن تصرف ذلك الشاب كان مريبا..لماذا يعطيك ذلك العقد؟
- هؤلاء القوم لا يفكرون مثلنا..الهدية لا تكون مقابل الشرف..إنهم يعبرون عن احترامهم للآخرين بهذه الطريقة

كانت حدة الحوار تتزايد،فجاء (حسام) مسرعا وجذب كرسيا ليجلس وهو يقول:

- لا تصرخا في هذا المكان..لقد اخترت لكما مكانا عاما حتى لا تتشاجرا..
ثم تابع:
- (شيماء) .. (سامح) أخطأ في حقك لكنه نادم ولا يريد الابتعاد عنك،وفي المقابل يجب أن تسامحيه وتلتمسي له العذر فيما حدث في الشارع

ساد الصمت للحظات حتى قطعته (شيماء) قائلة:

- لا بأس..أنا على استعداد لنسيان كل ما حدث،من عدم احترام وجودي واطلاق بصره في الفتيات، واقتحامه غرفتي،وصفعي أمام الناس..لكن لي شرط واحد..
نظرت إلى (سامح) لترى ردة فعله وهي تقول:
- أريد منك أن تعدني بالتوقف عن الشرب نهائيا
قال (سامح) :
- أعدك
نظرت له في شك ثم قالت:
- حقا؟
- أجل أعدك أنني لن أشرب مجددا

قال (حسام) وهو يبتسم ويربت على كتف (سامح) :

- هذا جيد..
ثم استطرد وهو ينهض من مكانه:
- سأترككما الآن لتستمتعا بوقتكما


يتبع ...........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 09:27 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل السابع



ذهبت (شيماء) إلى عملها في اليوم التالي،وهي تتحرق شوقا للقيا (حنان) أقرب صديقاتها..ودخلت إلى المكتب لتفاجأ بما لم تتوقعه أبدا..
- حمدا لله على سلامتك يا (شيماء) ..أنا غاضبة منك لأنك لم تتصلي بي منذ أن ذهبت إلى الأقصر

قالت (حنان) تلك العبارة وهي تحتضن صديقتها بشوق..وعندما ابتعدت عنها فوجئت بنظرات الذهول تطل من عيني (شيماء) ..

- (حنان) ..ما هذا؟
قالت (حنان) بدهشة:
- ماذا؟ ..

ثم انتبهت إلى ما ترمي إليه فضحكت وأشارت إلى حجابها قائلة:

- تعنين هذا؟ ..لقد ارتديته أول أمس فقط..
ثم لكزتها في جنبها وقالت:
- ألن تباركي لي؟
أفاقت (شيماء) من صدمتها وقالت:
- علام أبارك لك؟ ..ألم تنظري لنفسك في المرآة قبل أن تأتي إلى هنا؟

كانت (حنان) تتوقع ردة فعل كهذه فقالت وقد رسمت على وجهها ابتسامة هادئة:

- بالتأكيد فعلت..وقد وجدت نفسي فتاة طبيعية
بدا الضيق على وجه (شيماء) فقالت:
- حسنا لا بأس في الحجاب فبعض زميلاتنا يرتدينه..لكن..
وحاولت اختيار الكلمات ثم قالت:
- لماذا لا ترتدين حجابا عصريا مثل (سهى) أو (مروة) ؟ تبدين أكبر من عمرك بسنين يا (حنان)

قالت (حنان) منهية الحوار:

- سنضيع الوقت في الكلام..انتظري حتى موعد الغداء كي نتحدث كما يحلوا لنا
لم تجد (شيماء) بدا من السكوت..ولكنها كانت تنتظر ساعة الغداء بفارغ الصبر كي تعرف من الذي أفسد عقل صديقتها..

في أحد المقاهي القريبة كانت (شيماء) تجلس وهي تحتسي القهوة مع (حنان) ..

- كنت أريد ارتداء الحجاب منذ عدة أشهر لكنني كنت مترددة..لم أكن أريد ارتداءه مثل (سهى) أو (مروة) لأنني كنت قد أخذت على نفسي عهدا،إن قررت ارتداءه فيجب أن ألتزم بشروطه
قالت (شيماء) :
- لكنك ستشعرين بالحر،فأنت ترتدين الكثير من الثياب
ضحكت (حنان) وقالت:
- حتى في السابق كنت أشعر بالحر
قالت (شيماء) :
- وعملك؟
- ما به عملي؟
- كيف ستتحركين بهذه الثياب؟
ضحكت (حنان) مرة أخرى وقالت:
- ما بك يا (شيماء) ؟ ..الأمر أبسط مما تتخيلين..أنا أتحرك مثلك تماما..

ثم تابعت بعد أن رشفت من قهوتها هي أيضا:

- لا تحاولي مغافلتي كي لا تخبريني عن رحلة الأقصر
وجمت (شيماء) ثم قالت بعد لحظات من الصمت:
- كانت جيدة
نظرت إليها (حنان) بشك وقالت:
- وجهك يقول أنك تشاجرت مع (سامح) مرة أخرى
قالت (شيماء) بسرعة:
- لا تقلقي لقد تصالحنا
- ماذا حدث؟

لم تجد (شيماء) مهربا من صديقتها فأخبرتها بما حدث بالتفصيل،و (حنان) تسمع وهي تحاول تحليل المواقف في رأسها..


- وصدقته؟


ردت (شيماء) :

- لقد وعدني بذلك وأمام (حسام) أيضا
- وهل (حسام) هو الضمان؟!
- ليس ضمانا..
وتنهدت ثم أردفت:
- هذه آخر فرصة لـ (سامح) معي
قالت (حنان) :
- من الجيد أن تفكري هكذا ولكن..كيف وافقت على العودة بهذه السهولة بعد ما فعل؟
أطرقت (شيماء) فقالت (حنان) :
- تحبينه! ..
وأخذت نفسا عميقا ثم قالت:
- (شيماء) ..شرارة الحب العنيف هذه ستخبوا بعد الزواج ومواجهتكما للمسؤوليات معا..أنا لا أقول أن الحب سينتهي،لكن شكله سيتغير..وما تتحملينه الآن قد لا تتحملينه فيما بعد،خاصة أنكما ستكونان تحت سقف واحد،وستتجلى لك كل صفاته التي لم تكوني تعرفيها من قبل..

وسكتت قليلا لترى أثر كلامها على وجه (شيماء) ثم واصلت:

- لذا يجب أن تكوني حذرة..لن أقول لك راقبيه فهذا سيزرع الشك في داخلك،لكن انتبهي لتصرفاته، وانتبهي لتصرفاتك أنت أيضا
قالت (شيماء) أخيرا:
- لا تقلقي..فكما قلت لك إن هذه هي آخر فرصة له معي


* * *


بعد أن عادت (شيماء) من عملها فتحت حقيبتها لتخرج ثيابها وترتبها..وما يحتاج للغسيل كانت تفتش جيوبه وتضعه في كومة بجانبها،إلى أن أمسك بأحد البناطيل لتصطدم يدها بورقة في أحد جيوبه.. فتحتها لتجد فيها عنوان البريد الإلكتروني الخاص بـ (إيفان) ..

ابتسمت لا إراديا ووضعت الورقة على مكتبها،ثم واصلت ما كانت تفعله..


بعد أن انتهت أخذت ثيابها ووضعتها في سلة الغسيل في أحد أركان غرفتها لتأخذها الخادمة في الصباح لغسلها،وخرجت لتناول طعام الغداء مع والدتها..


- لم تقولي لي كيف كانت رحلتك؟

هزت رأسها وقالت:
- كانت جيدة
- غدا لدي اجتماع في الجمعية النسائية،هل تودين الحضور؟
- سأفكر في ذلك..
وأردفت وهي تضع بعضا من الخضر في صحنها:
- في أي وقت ستكون؟
- ستبدأ الثالثة عصرا
- حسنا دعيني أفكر

فجأة قالت والدتها:

- عيد ميلاد (نهال) ابنة خالتك يوم الثلاثاء..وسوف يكون في نادي (.....)
- وكم ستبلغ من العمر؟
- ستة عشر عاما
رفعت (شيماء) حاجبيها في دهشة وقالت:
- لقد كبرت تلك الفتاة
وهزت رأسها مبتسمة وواصلت تناول طعامها

بعد الغداء اتصلت بـ (حنان) لتخبرها بموعد حفل عيد ميلاد (نهال) ،وعندما أنهت مكالمتها ابتسمت عندما وجدت (سامح) يتصل بها..أخبرها أنه يريد السفر إلى الغردقة يوم الأربعاء لقضاء يومين هناك،وأن بعضا من زملائهم سيأتون معهم..فوافقت على الفور وأخبرته عن حفل عيد الميلاد قبل أن تنهي المكالمة..


يوم الثلاثاء ذهبت (شيماء) إلى حفل عيد ميلاد ابنة خالتها،وكانت معها (حنان) ..أما والدتها فقد سبقتهما منذ مدة..وبعد أن دخلتا إلى النادي ذهبت (حنان) لتسلم على والدة (شيماء) ..

نظرت المرأة إلى (حنان) في ذهول..

- ما هذا يا (حنان) ؟

قالت (حنان) بمرح:
- لقد رأيت هذه النظرة في عيني (شيماء) قبلا
- لماذا فعلت هذا بنفسك؟
جاءت (شيماء) لتسمع عبارة أمها فقالت مدافعة عن صديقتها:
- إنها حرة يا أمي

مطت والدتها شفتيها وقالت:

- هل جاء خطيبك؟
- سيأتي بعد قليل

كان الحفل صاخبا ومعظم الحضور من صديقات (نهال) اللواتي كن يرتدين ثيابا مكشوفة وقد صبغت كل منهن شعرها بلون،وارتدت حذاء بكعب عال ووضعت مختلف المساحيق..فبدون أكبر من أعمارهن بسنين..


انتهى الحفل وبدأ الحضور في المغادرة..ودع (سامح) خطيبته على وعد بأن يلتقيا في اليوم التالي للذهاب إلى الغردقة،ثم ركب سيارته وغادر،أما والدة (شيماء) فقد أخبرتها أنها ستعود مع أختها،فاتجهت (شيماء) مع صديقتها إلى سيارتها..وبينما هي تعبر الطريق فوجئت بأضواء قوية قادمة باتجاهها لترتطم بها وتسقطها أرضا..



يتبع ...........


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 09:28 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل الثامن



كان (سامح) يركض في أروقة المستشفى حتى وصل إلى الغرفة التي بها (شيماء) ..لم يطرق الباب ودخل على الفور ليجد والدتها و (حنان) تجلسان معها..فقال بأنفاس متقطعة:
- ما..ما الذي حدث؟
قالت له أمها:
- لقد صدمتها سيارة وهي خارجة من النادي،ولحسن حظها أن سرعة السيارة لم تكن عالية

كانت ساق (شيماء) اليسرى في الجبس وذراعها اليسرى معلقة على حامل إلى رقبتها،فأقبل (سامح) على خطيبته وراح يمسح على رأسها ثم قال بغضب:

- ومن ذلك الغبي الذي فعل هذا؟ ..يجب أن ينال عقابه
قالت (حنان) في محاولة لتخفيف ثورته:
- الرجل كان في غيبوبة سكر مفاجئة وأحضرناه معنا إلى المستشفى
قالت (شيماء) لأول مرة:
- للأسف لن أستطيع أن أذهب معك إلى الغردقة غدا..
وتابعت قبل أن يتكلم:
- اذهب أنت يا (سامح) واستمتع بوقتك
- كيف أذهب وأنت هكذا؟
- لا بأس..اذهب وسأطمئنك علي بالهاتف

كانت (حنان) تتابع الحوار وهي تحاول قراءة تعبيرات وجه (سامح) ..

بعد يومين عادت (شيماء) إلى البيت على كرسي متحرك،واتصل بها (سامح) ليطمئن عليها فأخبرته أنها عادت إلى البيت..

كان يكلمها وهو مستلق على أريكة بشاطئ البحر،وبعد أن أنهى المكالمة قالت له الفتاة التي كانت تجلس بجواره:

- لا أدري ما الذي يعجبك في (شيماء) هذه؟
كانت تقول تلك الجملة والضيق باد على وجهها،فاعتدل (سامح) جالسا وأمسك بذقنها وهو يقول باسما:
- لا أحد يعجبني سواك أنت يا حلوة
ابتعدت عنه وقالت بدلال:
- إذن لم تتصل بها دوما؟
- يا (داليا) لقد قلت لك إنها مصابة ويجب أن أظهر لها بعض الاهتمام
قالت بتشف:
- من حسن حظي أنها لم تأت..وإلا لما كنت سأستطيع أن أتحدث معك بكلمة..
ثم تابعت بمرح:
- أين سنتناول طعام العشاء اليوم؟


* * *

كانت (حنان) ترافق (شيماء) منذ أن كانت في المستشفى وحتى عادت لبيتها..

- (حنان) ..لقد تعبت معها كثيرا يا ابنتي،عودي إلى بيتك
ابتسمت (حنان) لوالدة (شيماء) وقالت:
- كيف تقولين هذا يا خالة (فريدة) ؟ ..أنت تعلمين أن (شيماء) هي أختي

ثم أخذت صحفة الطعام من الخادمة ودخلت إلى صديقتها..

- كيف حالك الآن؟
أشارت (شيماء) إلى ساقها وقالت:
- أصبحت ساقي تمثالا جبسيا صالحا للزيارة..
ثم أشارت إلى توقيعات زملائها على الجبس وأكملت:
- تمثال موقع أيضا..يا له من كنز
ضحكت الفتاتان وبدأت (شيماء) بتناول غدائها..وبعد أن انتهت طلبت منها أن تحضر لها حاسوبها الشخصي،كي تتغلب على ملل الوقت..

غادرت (حنان) على وعد بالعودة في اليوم التالي..وفتحت (شيماء) حاسوبها ثم دخلت على بريدها الإلكتروني لتفقده..حينها تذكرت شيئا..تذكرت الورقة التي أعطاها إياها (إيفان) ،لكنها لا تتذكر أين وضعتها،فنادت على أمها لتبحث لها عن الورقة..

بحثت على مكتب ابنتها وفي الأدراج حتى وجدتها..
- بريد من هذا؟
- أحد الأصدقاء..تعرفت عليه في رحلة الأقصر
أعطتها أمها الورقة وخرجت من الغرفة..

أرسلت (شيماء) له رسالة..ثم راحت تتصفح بعض المواقع..لكنها نحت الحاسوب جانبا عندما جاء بعض أصدقائها لزيارتها..وأمضوا وقتا مرحا وهم يلقون النكات ثم انصرفوا..


بعد العشاء فتحت (شيماء) بريدها الإلكتروني لتفاجأ بأن (إيفان) قد رد على رسالتها،وأرسل لها إضافة في برنامج المحادثة..فقامت بفتح البرنامج بسرعة ووافقت على طلبه..

بعد ربع ساعة وجدته يرسل لها رسالة قصيرة عبر المحادثة..

" كيف حالك؟ "


غزت ابتسامة شفتيها لا إراديا،وفركت يديها ثم بدأت بالكتابة..

" أنا بخير "
" لقد ظننت أنكِ لن ترسلي لي شيئا "
" كنت سأرسل لك بالتأكيد،لكن حدثت بعض الأمور فانشغلت قليلا "
" لا مشكلة "

توقف عن الكتابة لثوان فكتبت (شيماء) ..

" لم تخبرني من أية مدينة أنت؟ "
" سان بطرسبرغ..أجمل مدينة في روسيا "
" ظننت أن موسكو هي الأجمل "
" الكثيرون يرون موسكو هي الأجمل،بحكم أنها العاصمة "

كانت الكتابة بيد واحدة تضايقها فطلبت منه الحديث عبر المايكروفون،ولحسن حظها أن سماعات الرأس كانت قريبة منها..فأرسلت له الطلب ليأتيها صوته عبر السماعات..

" أهلا "
ابتسمت وردت تحيته ثم قالت:
- لم تقل لي ماذا تعمل؟
" لدي مكتب محاسبة أنا واثنين من أصدقائي "
- جيد..من الأفضل دوما أن تعمل لحسابك،لا لحساب الآخرين
ضحك ثم قال:
" يبدوا أنك تعانين ممن تعملين لديهم "
ضحكت بدورها وقالت:
- ليس الأمر هكذا..عندما تعمل لدى الآخرين يجب أن تسمع وتطيع،خاصة وأن عملي قد أضطر أن أسافر من أجله،أو أذهب لمسافات بعيدة،وبالتأكيد لا يمكنني التذمر
" كل إنسان لا يعجبه عمله.. "

ثم تابع:

" ولماذا اخترت هذا العمل بالذات؟ ..هل لأنك تحبين التاريخ أم تحبين المهنة؟ "
- لأنني أحب الاثنين..فالتاريخ المصري تاريخ دسم جدا..كما أنني أحب إظهار حضارتنا لغير المصريين لإعطاء انطباع جيد عن بلدي
" لقد نجحتِ في ذلك بجدارة "

لم تدر لم شعرت بسخونة في وجنتيها عندما قال تلك الجملة،وأصابها الارتباك فصمتت..


" آنسة (شيماء) ..هل لديك كاميرا؟ "

انتبهت وقالت:
- أجل
" هل بإمكاني أن أرسل لك طلبا؟ "
قالت وقد أحست بقشعريرة خفيفة تسري في جسدها:
- بالتأكيد

عندما رأت الطلب على الشاشة أحست بقلبها يضطرب قليلا..ثم وافقت عليه فأطل عليها من الشاشة بعينيه الرماديتين،فابتسمت ولوحت له بيمناها..

" ما الذي أصاب يدك؟ "
كان قد رأى الحامل المعلق في رقبتها،فنظرت إلى يدها وقالت:
- أصابها كسر بسيط منذ يومين
" كيف حدث هذا؟ "
شرحت له الموقف حتى النهاية فقال:
" انتبهي لنفسك،ولا تعبري الشارع حتى تتأكدي من خلوه من السيارات "
قالت ضاحكة:
- وكأنك تتعامل مع طفلة في الخامسة
ضحك هو الآخر وقال:
" الحذر لا يقتصر على الأطفال وحسب.. "

ثم عقب قائلا:

" لا بد أن خطيبك لم يتركك لحظة "
هزت رأسها وقالت:
- لقد ظل معي حتى موعد سفره
" سافر لعمل مجددا؟ "
- بل سافر إلى الغردقة
رفع أحد حاجبيه وقال مستنكرا:
" كيف يتركك هكذا ويسافر للترفيه؟ "
- ليس الأمر كما تظن؛فقد اتفقنا مع بعض أصدقائنا على الذهاب إلى هناك،لكن حدث ما حدث
" وذهب؟ "
- أجل..قلت له أن لا يحرم نفسه من الترفيه عن نفسه بسببي،فأنا سأكون بخير
" لو كنت مكانه لما ذهبت "

تجمدت للحظة..ثم شعرت بقلبها يضطرب مجددا..فأشاحت ببصرها عن الشاشة وتظاهرت بالبحث عن شيء ما بجوارها..لاحظت أن يدها ترتجف لكنها حاولت تجاهل الأمر بسؤالها له مغيرة مجرى الحديث:

- قل لي..أي نوع من الموسيقى تحب؟
ابتسم وقد علم أنها لا تريد مواصلة الحديث..
ومضى الوقت في حوار في مواضيع عدة حتى دقت التاسعة والنصف،فاستأذن منها (إيفان) آسفا لأن الوقت قد تأخر عنده..


* * *

في الصباح استيقظت (شيماء) وهي تشعر بالضيق؛فقد راودتها بعض الكوابيس عن (سامح) ، فأمسكت بهاتفها كي تكلمه..كانت الساعة قد تجاوزت التاسعة بقليل ورجحت أنه قد يكون نائما،لكنها قررت الاتصال للاطمئنان عليه..


رن هاتفه على الجانب الآخر لكن لا مجيب،فعلمت أنه في وضع الصامت وأنه لم يستيقظ بعد..

وضعت الهاتف جانبا وحاولت النوم مجددا لكنها لم تستطع،فنادت على والدتها وطلبت منها مساعدتها كي تذهب إلى دورة المياه،وطلبت منها أن تضع لها طعام الإفطار،فأخبرتها أن الخادمة ستعده بعد قليل..
- الخادمة؟! لقد أتت مبكرة اليوم
ردت أمها وهي تساعدها على الجلوس على المقعد المتحرك:
- لقد اتصلت بها بالأمس وطلبت منها أن تأتي مبكرة عن موعدها لأن لدي ضيوف اليوم
- ضيوف؟
- أجل..بعض صديقاتي سيأتين لزيارتي

هزت (شيماء) رأسها وهي تدفع الكرسي إلى خارج الحجرة،وكانت لا تزال تفكر في (سامح) بسبب ذلك الكابوس..لكنها لم تدر أن (سامح) كان في أحسن حالاته تلك الليلة..فقد قضاها مع (داليا) في أحد النوادي الشبابية حتى الفجر..



يتبع ...........




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 09:30 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل التاسع



لم تفارق (حنان) صديقتها طيلة اليوم،فعندما علمت أنها استيقظت جاءت إليها على الفور..
- ألم يتصل (سامح) بك؟
- لا
قطبت (حنان) جبينها في ضيق وهي تقول:
- كيف لا يطمئن عليك وأنت بهذه الحال؟

صمتت (شيماء) قليلا وقد تذكرت كلمات (إيفان) في الليلة السابقة وقالت:
- (حنان) ..لقد رأيت كابوسا اليوم..وقد كان (سامح) فيه..
انتبهت الفتاة فقالت (شيماء) :
- رأيت أن (سامح) يغرق في البحر ليلا،فركضت إليه محاولة إنقاذه لكنه لم يستمع إلي،والغريب أنني شعرت وكأنه يريد أن يغرق بإرادته
سكتت (شيماء) فقالت صديقتها تستحثها على المواصلة:
- وبعد؟
ازدردت (شيماء) لعابها وقالت:
- وبعد..فقد تغير المشهد ووجدت نفسي أقف عند باب فيلا على البحر..لم أرها من قبل..وكنت أعلم أن (سامح) بالداخل..لكني لم أدخل رغم علمي أن هناك شيئا سيئا يحدث
قالت (حنان) مستفهمة:
- سيئا؟ كيف؟
- لا أدري..لكني كنت أعرف ذلك..
واستطردت قائلة بقلق:
- أنا قلقة على (سامح) يا (حنان)

هدأت (حنان) من روع صديقتها وعقلها لا يكف عن التفكير..وحتى في طريق عودتها مساء إلى منزلها كانت تتردد في ذهنها تلك الجملة الغريبة..

" والغريب أنني شعرت وكأنه يريد أن يغرق بإرادته.. "

هل يمكن أن يكون هذا حلما له تأويل؟ أم أنه أضغاث أحلام وخوف على (سامح) كما قالت لـ (شيماء) كي تهدأ؟ ..
حارت (حنان) في الأمر وفكرت أن تنسى الأمر..لكن القلق استولى عليها،فقررت أن تبحث عن تأويل لهذا الحلم المزعج..


* * *



في الفترة التي قضتها (شيماء) في البيت تعرفت هي و (إيفان) أكثر على بعضهما البعض..صحيح أنهما لم يتحدثا إلا بضع مرات،لكن المدة كانت كافية ليعرفا الخطوط العريضة في حياة كل منهما..

وبعد شهر كامل تحررت ساق (شيماء) من السجن الجبسي الذي كانت فيه،وبدأت جلسات العلاج الطبيعي،كما عادت إلى عملها مرة أخرى لكن بصحبة (حنان) يوميا..

وفي أحد الأيام وهما عائدتان من العمل ومتجهتان لعيادة العلاج الطبيعي،قالت (شيماء) :
- لا أدري لماذا أشعر أن (سامح) لم يعد كالسابق
- كيف؟
هزت (شيماء) كتفيها وقالت:
- أشعر وكأن بيننا سور عال،رغم أننا لا نزال نخرج معا،وكلامه معي لم يتغير،لكن الأسلوب به شيء ما
- ولم لا تحاولين معرفة السبب؟
زفرت (شيماء) وقالت:
- سأحاول

ومضت الفتاتان في طريقهما،بينما (حنان) تشعر بالشفقة على صديقتها،فقد كانت تتخيل أن (سامح) سيعرض عليها أن يوصلها إلى العيادة أو يعيدها منها،لكنه لم يفعل..

لم تعد (شيماء) قادرة على السفر في تلك الفترة،أو مزاولة العمل الميداني،وكان هذا يبعدها قليلا عن (سامح) الذي بدا وكأنه يتحين الفرص ليسافر إلى أي مكان..وكانت (شيماء) تلتمس له الأعذار أمام (حنان) دائما رغم أنها في قرارة نفسها لم تكن مقتنعة بما تقول..

ومع حلول الشتاء تعافت (شيماء) تقريبا،وعادت إلى العمل الميداني لكن السفر ظل مؤجلا حتى تنتهي من برنامج العلاج الطبيعي نهائيا..

ومع تزايد برودة الجو تزايدت برودة العلاقة بينها وبين (سامح) ..وعندما أخبرت والدتها بذلك قالت لها أن الزواج سيحل كل تلك المشكلات،فربما أبعدتهما مشكلة كسر ساقها فترة من الزمن..

وفي أحد زيارات (سامح) لخطيبته فاجأها هي وأمها بأنه يريد الزواج قريبا..

- ألم نتفق من قبل على أن يكون الزواج في الصيف؟
قال (سامح) بحماس:
- لن نقدمه كثيرا..فالزفاف سيكون في مارس عوضا عن يوليو
- حسنا سنرى ذلك يا بني

في المساء اتصلت (فريدة) بعم (شيماء) لتخبره بالتطورات..وبعد نقاش دام لأكثر من ربع ساعة اتفقا على أن يأتي العم ليقابل (سامح) لترتيب كل شيء..
وقد كان..

اجتمعت العائلتان بعد أسبوع واتفقا على أن يكون العرس في آخر مارس..ولم تكن (شيماء) تصدق ما تسمع..إذن فقد كان شعورها ببعد (سامح) عنها لم يكن حقيقيا،والدليل أنه متلهف للزواج منها..
وفور أن غادر الجميع اتصلت بـ (حنان) لتخبرها بكل شيء..

" هل زالت مخاوفك تجاهه يا (شيماء) ؟ "
- يا (حنان) أقول لك أنه قدم موعد الزواج،وقد كان مصرا على ذلك،واستطاع إقناع عمي بالأمر
ضحكت (حنان) وقالت:
" طالما أن الدكتور (محمود) وافق فلا مشكلة.. "
لكنها عادت للجدية وهي تقول:
" (شيماء) ..انتبهي في هذه الفترة جيدا ولا تتسرعي في أي شيء "

انتهت المكالمة و (شيماء) تعد الأيام والساعات لأجل الحفل..وبعد يومين ذهبت مع والدتها و (حنان) لاختيار فستان الزفاف..
- لماذا لم يأت (سامح) معك لاختياره؟
ردت (شيماء) بعد أن نزلت من السيارة أمام أحد المحال:
- لقد طلب مني أن يأتي لكني فضلت أن يكون الفستان مفاجأة له
هزت (حنان) رأسها ضاحكة ودخلوا إلى المحل..

كانت (فريدة) تبحث عن أغلى ثوب في المكان،لكن ما كان يعجبها لم يعجب (شيماء) ..

- أليس هذا الفستان مكشوفا بشكل كبير؟
كانت هذه (حنان) تهمس في أذن صديقتها التي التفتت إليها وقالت هامسة هي الأخرى:
- لا أريد أن أكون معقدة مثلك يا صديقتي العزيزة..
ثم واصلت مازحة:
- لا ينقصني إلا أن تطلبي مني لبس الحجاب أيضا
ضحكت (حنان) لجملة صديقتها وقالت بجدية:
- أنا لا أمزح..الفستان مكشوف بشكل مبالغ فيه..ذلك عرس يا (شيماء) وليس عرضا لملكات الجمال..
ثم واصلت:
- وما المانع أن ترتدي الحجاب أيضا؟ ستكونين أجمل بالطبع،وقد تكون هذه هي البداية
مطت (شيماء) شفتيها وقالت ضاحكة:
- احمدي الله أننا لا نزال صديقتين بعد ارتدائك الحجاب

هزت (حنان) رأسها بأسف،وتابعت البحث عن شيء مناسب لصديقتها المجنونة..لكن النسوة الثلاث خرجن من المحل دون شراء شيء،فما كان يعجب الأم لا يعجب ابنتها والعكس صحيح..

ومضى اليوم دون شراء شيء،وقررن الذهاب في اليوم التالي لبدء رحلة بحث جديدة..ومضى هذا اليوم أيضا كسابقه دون نتيجة تذكر..

- سامحك الله يا (شيماء) ..لم أمش بهذه الطريقة المميتة في المتحف المصري نفسه
كانت (حنان) تفرك ساقيها وهي في غرفة (شيماء) ،بينما الأخيرة تضحك وتقول:
- غدا نرى ما الذي ستفعلينه بي عند زواجك
- سأنتقم منك بالتأكيد على ما فعلته بي
ضحكت الفتاتان معا ثم قالت (شيماء) وكأنها تذكرت شيئا:
- هناك بعض الملابس التي لم أبتعها بعد
ونظرت إلى صديقتها بطريقة طفولية وكأنما تستعطفها،فقالت (حنان) مازحة:
- اذهبي وحدك فقد اكتفيت


* * *



أخيرا ابتاعت (شيماء) فستان الزفاف،والذي لم يعجب (حنان) لكونه يكشف أكثر مما يستر،لكنها لم ترد إفساد فرحة صديقتها فلم تعلق كثيرا..

وذات مساء وبينما (شيماء) تتحدث مع (إيفان) ،أخبرته أن زفافها بعد شهر ونصف من الآن،فبارك لها بابتسامة صفراء،وبعد قليل اعتذر لها لانشغاله..

في بداية مارس عرض بعض الأصدقاء الذهاب إلى الغردقة لقضاء يومين في هذا الجو المعتدل..
- لا تأت معنا يا (سامح) لأنك ستذهب إلى هناك بعد شهر من الآن
كان هذا (حسام) فقال (سامح) :
- وما شأنك أيها سخيف..
ثم تابع بثقة:
- ومن قال لك أنني سأذهب إلى الغردقة في شهر العسل؟
قالت (نهى) بسرعة:
- إلى أين إذن؟
ابتسم بنفس الثقة وقال:
- لا شأن لكم..
ثم أمسك بيد (شيماء) وقال:
- هذا سر بيننا
وضج المقهى بأصوات ضحكاتهم..

في طريق العودة للمنزل قالت (شيماء) :
- (حنان) ..لمَ لمْ تعودي تجلسي معنا في فترة الاستراحة؟
- لقد وجدت أن هذا لا يصح..أعني الاجتماع بتلك الصورة والضحك العالي الملفت للأنظار
رفعت (شيماء) أحد حاجبيها وعينيها على الطريق وقالت:
- ومنذ متى وأنت تفكرين بهذه الطريقة؟ ..
ثم أردفت:
- أخشى أن يكون هذا الذي تغطين به رأسك قد أثر على طريقة تفكيرك
- لقد أثر بالتأكيد يا (شيماء) ..فصرت أرى أشياء لم أكن أراها من قبل
- هذا غريب..شخصيتك العنيدة ليس من السهل إقناعها بما لا تريد..لكن من ذاك الذي استطاع التأثير عليك؟
ضحكت (حنان) وقالت:
- أنت قلتِها بنفسك..ليس من السهل إقناعي بما لا أريد،وأنا أردت الحجاب فليس هناك من يمكن أن يمنعني
- حتى أمك؟

زفرت (حنان) فقد تذكرت الحرب الضروس والتي لا تزال مستمرة بينها وبين أمها وأبيها بسبب قرار ارتدائها الحجاب..فقالت وهي تلكز صديقتها في ذراعها:
- انظري أمامك يا ثرثارة


* * *



- لن تأتي معنا إلى الغردقة أيضا؟
كانت (شيماء) تكاد تجن من كلام صديقتها..
- بالطبع لن آتي..فلقد أخبرتك من قبل أن التجمعات بتلك الطريقة لم تعد تعجبني،كما أنني لن أتمكن من نزول البحر بهذا الزي
- وما الذي أجبرك على لبسه إذن إن كان سيغير حياتك بهذه الطريقة؟
زفرت (حنان) في ضيق وقالت:
- (شيماء) ..كان من الممكن أن أعتذر لأي سبب وكنت ستتفهمين الأمر،لكنك صديقتي التي لا أحب أن أخفي عنها شيئا؛ولهذا أخبرتك بسبب عدم ذهابي
عقدت (شيماء) ذراعيها أمام صدرها وقالت:
- وماذا ستقولين لأصدقائنا؟
- سأقول أن لدي ظروف تمنعني..وفيما بعد سيعتادون على ذلك

كانت (شيماء) تعرف أن الجدال لن يجدي مع صديقتها،لهذا لم تتحدث معها أكثر..

وذهبت (شيماء) إلى الغردقة دون صديقتها ربما لأول مرة..لكنها فور أن وصلت إلى هناك نسيت كل شيء وراحت تمرح وتلعب مع أصدقائها..

وبعد الظهيرة ذهبوا لتناول الغداء في أحد المطاعم،واتخذ (سامح) و (شيماء) طاولة منفردة..لكن قبل عودة النادل بالطعام ذهب (سامح) إلى دورة المياه،وفور أن ذهب رن هاتفه وقد نسيه على الطاولة، فأمسكته (شيماء) لترى من المتصل لتفاجأ باسم لم تره من قبل..

داليا!!..


يتبع ...........



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أميرة, للكاتبة, أندلسية, مكتملة, الثلوج, دموع, جزئين, فصحى, ،رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.