آخر 10 مشاركات
أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          " بين الصمت والهمس ...حكايا تروى " * مميزة * (الكاتـب : همس القوافي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          رهين الشك - كارول ويستون - عبير دار الكنوز [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-13, 12:50 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 ضحية أم مجرمة ؟ / للكاتبة أميرة أندلسية ، فصحى مكتملة


[/TABLE1]

[TABLE1="width:95%;background-image:url('https://www.rewity.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/2.gif');border:10px double royalblue;"]



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نقدم لكم رواية
( ضحية أم مجرمة ؟ )
قصة بقلم / أميرة أندلسية


قراءة ممتعة لكم جميعاً........

ندى تدى likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:12 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول

ليس كل ما نعرفه هو الحقيقة كاملة...
قد نظلم أشخاصا أبرياء،نحكم عليهم من مظهرهم دون أن نعرف ما بداخلهم...
و (مريم) كانت من هؤلاء الذين قد يحكم عليهم الكثير من الناس دون أن يعلموا ما بداخلها...






(مريم) طالبة جامعية من إحدى القرى الريفية في دلتا مصر..من أسرة متوسطة وربما أقل من ذلك..فأبوها لم يحظ بتعليم أكثر من دبلوم الزراعة،وأمها لم تعرف إلا المدرسة الابتدائية وحسب..وكان الأب يعمل في حقل له..وقد يشارك أحدا في تجارة..فيبيع محصوله ويحصل على المال ليوفر لأهل بيته المأكل والملبس..وزاد على ذلك التعليم عندما التحقت (مريم) بكلية الصيدلة منذ عامين في جامعة القاهرة..والتي كانت تجاهد لتحصيل أعلى التقديرات الدراسية..

كان أهلها بطبيعة الحال يخشون على الفتاة التي لم تعرف أكثر من الزميلات في مدرسة القرية ومعارفها وأقاربها..كانوا يخشون عليها من القاهرة..أو (مصر) كما يسمونها.. فـ (مصر) كانت بالنسبة لهم غابة كبيرة أهلها ذئاب يلبسون أقنعة بشر..


لكن خال (مريم) كان رجلا عاقلا..فأقنع أبويها وإخوتها بضرورة أن تكمل الفتاة تعليمها فالزمن لم يعد كالسابق،وأصبح التعليم ضرورة في الحياة لا تقل عن المأكل والملبس..

وفي النهاية اقتنع الأهل وأرسلوا ابنتهم إلى (مصر) لتتعلم..وبالطبع كان هناك ملايين النصائح عن الأمور (العيب) التي يجب أن تتجنبها..
والتحقت (مريم) بالكلية..وهناك لم يكره أحد (مريم) ؛فقد كانت بشوشة مع الكل،كانت مرحة،مقبلة على الحياة..الحياة التي تحمل لها الكثير من الألم والفرح..

لم تكن لها أية علاقات مع زملائها الشباب..صحيح هي لم تكن متدينة لكنها كانت قد تربت في قريتها أن هذا (عيب) ..ولأن ليس كل ماتربينا عليه صحيح،فقد راحت (مريم) ضحية لتربية (العيب والصح) ولم تترب على (الحلال والحرام) ..

كانت (مريم) تسكن في المدينة الجامعية،شأنها شأن معظم الطلبة والطالبات الذين قدموا من محافظات مصر المختلفة..وكان لديها صديقات من عدة محافظات..فبدأت تتعرف على الكثير من العادات والتقاليد المختلفة..والتي أيضا كان أساسها (عيب وصح) وليس (حلال وحرام) ..

(مريم) فتاة كان لها أحلام الفتيات المعتادة..لكنها بعد تلك التجربة التي غيرت حياتها،تغير تفكيرها تماما..وتغيرت أحلامها..





(يوسف) شاب ميسور الحال جدا..كان قد ورث عن أبيه شركة للكمبيوتر في القاهرة.. وبالتالي فلم يكن عليه أن يعمل؛فالمال يصل إليه وهو يتصفح الانترنت في بيته..

والدة (يوسف) كانت أستاذة جامعية..ولم يكن لها بعد وفاة زوجها سوى ابنها (يوسف) ،والذي أنجبته بعد عشرة أعوام من الزواج،لا لشيء سوى لأنها وزوجها كانا قد ألهتهما الحياة،وبعد فترة من الزمن أدركا أن العمر يتقدم بهما وفرص الإنجاب لها تقل..فلم تنجب سوى (يوسف) ..


ولأنه الطفل الوحيد فقد نال تدليلا مفرطا من أهله وأقاربه،وأصبح لا يكترث بشيء سوى المتع الدنيوية ،فهو لم يترب أيضا سوى على (العيب والصح) وليس على (الحلال والحرام) ..


ورفيق دراسته (سامح) كان مثل ظله..وكان من الطبقة المتيسرة أيضا،وقد تعرفا عندما كانا يدرسان في كلية التجارة..


ولا يوجد شيء يمكن وصف (سامح) به سوى (رفيق السوء) ..فهو من مهد الطريق لـ (يوسف) ليتوغل في مستنقع المتع والشهوات..ذلك لأن (يوسف) كان مدللا ففسد خلقه وأصبح سهل الانقياد لشهواته..


والدة (يوسف) لم تكترث لأخلاق ابنها فهو شاب،يخرج متى شاء ويعود متى شاء،وله الحق في أن يعيش حياته كباقي الشباب،وفي النهاية سيتزوج ويصبح عاقلا..وهو الوهم الذي كانت تقنع نفسها به..


لكن الأم لم تواتها الفرصة لترى زوجة ابنها،فقد توفيت في حادث سيارة..وقد أحدثت وفاتها شرخا كبيرا في نفس ابنها،الذي كان يحبها بشدة..


واعتزل (يوسف) أصحابه لفترة ليست بالقصيرة،ثم عاد بعد ذلك إلى ما كان عليه،لكنه لم يعد يشعر بذات الشوق إلى النزه والرحلات مع أصدقائه كما كان في السابق،ولم تعد لها نفس المتعة..فأصبح يقضي وقتا أكبر في البيت..وحتى عندما كان يخرج،كان (سامح) هو مرافقه سواء كانا وحدهما أو مع الأصدقاء..


ولم يعرف (يوسف) أنه سيلتقي بشخص سيغير حياته تماما..لم يعرف أنه سيلتقي (مريم) ،وأن لقاءهما سيكون قاسيا على كليهما..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:14 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل الثاني




(مريم) تذهب كل صباح إلى كليتها،وتعود في أوقات مختلفة كل يوم..لكنها لم تتأخر يوما بعد مواعيد الكلية..

وهذا الصباح خرجت مبكرة قليلا لكي لا تتأخر عن الاختبار الأسبوعي..وخرجت وحدها لأن صديقتها كانت ستؤخرها عن الموعد..

بعد أن خرجت من سور المدينة الجامعية وجدت سيارة (ميكروباص) قادمة،فأشارت لسائقها ليتوقف وتركب هي..

لم يكن هناك أحد سواها في السيارة،فأخرجت النقود لتعطي السائق الأجرة،فقال لها زميله في المقعد المجاور له:

- انتظري يا آنسة

وأشعل زميله سيجارة وأعطاها له ثم أشعل لنفسه واحدة أخرى..وفجأة وجدت السائق ينطلق بسرعة جنونية مستغلا عدم ازدحام الطريق في هذه الساعة المبكرة جدا من الصباح..ووجدته يسلك شارع السودان بينما وجهتها ميدان الجيزة..

- إلى أين يا (أسطى) ؟

قال وهو يضحك:

- لأخذ الأجرة

كادت (مريم) أن تفتح باب السيارة وتلقي بنفسها على الطريق،لكن زميله كان أسرع منها وقفز للخلف ليجلس بجوارها ويضع مطواة في جنبها وهو يقول:

- سأقتلك إن فتحت فمك

ثم أمسك ذراعيها من الخلف كي لا تتحرك..استولى الرعب عليها،ولم تدر ماذا تفعل.. وكأنما يعرف السائق وجهته جيدا،اتجه إلى ناهيا وتوغل فيها حتى بلغ أراض زراعية،لكنه لم يتوقف إلا عند مكان خرب،وقام زميله بجر الفتاة جرا من السيارة،وتمزق حجابها وثيابها مع مقاومتها وراحت تصرخ،لكنه أغلق فمها بيده..


أمسكها الاثنان وألقيا بها على الأرض وهي لا تزال تقاوم..وقام أحدهما بلصق شريط لاصق على فمها لمنعها من الصراخ،ثم قام بتقييد ذراعيها بيديه إلى أعلى رأسها..أما الآخر فقد مزق تنورتها وقام بتمزيق البنطال الذي تحته بالمطواة في يده..


اتسعت عيناها وراحت تصرخ صرخات مكتومة وتقاوم بشدة،ثم نظرت إليه نظرات توسل واستجداء،لكنه لم ير تلك النظرات..وزادت صرخاتها المكتومة،وهي تشعر بقلبها يتمزق ويحترق..وانحدرت الدموع من عينيها..دموع مرة حارقة..وتمنت لو أنه طعنها وأراحها من هذا الكابوس..


تركها الأول وقد خارت قواها تماما،وكاد الآخر يرتكب ذات الفعل الشنيع لولا أنهما سمعا صوت سيارة قادمة،فتركاها وقفزا إلى سيارتهما وألقيا منها معطفها الطبي وكتبها الجامعية..


سمعت (مريم) صوت سيارة تبتعد وسيارة أخرى تقترب..

- يا آنسة

اقترب منها شخص ما..وهاله ما رأى،ولمح معطفها الطبي فغطاها به ونزع الشريط اللاصق عن فمها،لكنها غابت عن الوعي ولم تشعر به وهو يحملها إلى سيارته ثم يلملم حاجياتها وينطلق بها إلى المستشفى..



* * *

استيقظ (يوسف) عند الثانية ظهرا كعادته كل يوم،لكنه هذه المرة استيقظ على صوت الهاتف وهو يصيح بأغنية أجنبية..نظر في الهاتف ليجده (سامح) ..

- اممم..ماذا تريد يا (سامح)
"ألم تستيقظ بعد؟"

يتثاءب (يوسف) ..

"أريدك أن تأتي إلي..سأعرفك على فتاة لم تر مثلها من قبل"
- كم مرة قلت لي هذه الجملة!
"الأمر مختلف هذه المرة"
- أيضا قلت هذه الجملة قبل ذلك
"هل ستأتي أم لا؟"

نهض (يوسف) من الفراش وقال:

- حسنا حسنا،سآتي..أين أنت؟
"سأكون تحت منزلك بعد دقائق"

تجهز (يوسف) ولما أتى رفيقه انطلقا سوية..وفي المقهى قدم (سامح) رفيقته إلى (يوسف)

- (يوسف) هذه (رانيا)

خلع (يوسف) نظارته الشمسية ومرر عينيه عليها ببطء،ثم رفع أحد حاجبيه في إشارة بأنها أعجبته..مدت (رانيا) يدها إليه فسلم عليها ولم يفلت يدها وهو ينظر لعينيها،فوجدها تبادله النظرات..نظرات جريئة جدا..

- ما بالكم؟ ألن تجلسوا؟

جلس ثلاثتهم ووضعت (رانيا) ساقا على ساق وقال (يوسف) :

- أخبرني (سامح) عنك كثيرا،لكنه لم يخبرني أنك بهذا الجمال

ابتسمت الفتاة وقالت في دلال:

- لا تعتمد على (سامح) كثيرا

قام (سامح) وهو يقول:

- يبدوا أنه غير مرغوب في هنا..سأذهب لأرى بعض الأشياء في السيارة..

ثم مال على أذن (يوسف) هامسا:

- لقد أعجبتها

وتركهما وذهب..فنظر (يوسف) إلى (رانيا) ليجدها تكاد تلتهمه بعينيها..ولا يدري (يوسف) لماذا شعر بالقلق من هذه الفتاة...



يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:15 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الفصل الثالث


فتحت (مريم) عينيها لتجد نفسها في المستشفى،وتساءلت في نفسها ما الذي أتى بها إلى هنا؟ ..ثم تذكرت..


هرعت إحدى الممرضات إلى (مريم) عندما سمعتها تبكي وتصرخ،ووجدتها تحرك يديها وقدميها بعنف وكأنما تصارع أحدا ما..
- يادكتور..

نادت الممرضة على الطبيب الذي جاء مسرعا ليحاول تهدئة الفتاة،فقال:
- آنسة (مريم) ..لا تخافي نحن لن نؤذيك

توقفت الفتاة عن الصراخ للحظات،ثم انفجرت في بكاء حار..تنهد الطبيب وقال:
- لا تبكي..أنت هنا بأمان

لكنها لم تتوقف عن البكاء..إنها لا تزال تذكر صوت صراخها المكتوم،تذكر مقاومتها، وتذكر الألم..أجل إنها تتذكر الألم وكأنما يحدث الآن،تذكرت روحها التي أحست وكأنها تخرج منها ببطء،ودقات قلبها المتسارعة،والتي سمعتها عالية تصم الآذان..

استمرت في البكاء وهي تتمنى لو يكون ما تعيشه كابوسا لتستيقظ منه..
- آنسة (مريم)

نظرت إلى الطبيب فمد يده وربت على رأسها وقال:
- لا تخافي..

ثم تابع:
- هناك ضابط شرطة ينتظر بالخارج لكي يسألك عما حدث،هل أدخله؟

أدارت (مريم) الكلام في رأسها وهي لا تدري ما ينبغي أن تقول أو تفعل..
- إن لم تريدي فلن أدخله

قالت (مريم) بصوت واهن:
- أدخله

ذهب الطبيب وأحضر الضابط الذي يقف خارجا،فجاء الضابط ومعه رجل آخر يبدو عليه القلق..
جلس الضابط على كرسي أحضرته الممرضة وقال:
- ما اسمك يا ابنتي؟
- (مريم)
- ما اسمك والدك؟
- (عبد الحميد مصطفى)
- كم عمرك؟
- تسعة عشر عاما

واستمر الضابط يسألها عن بياناتها ثم قال:
- هل تتذكرين ما حدث؟

تساقطت الدموع من عينيها وهي تومئ برأسها،فقال الضابط مشيرا للرجل الواقف بجواره:
- هل رأيت هذا الرجل من قبل؟

حولت (مريم) نظرها إليه ثم هزت رأسها وقالت:
- لا

تنهد الرجل الصعداء وقال للضابط:
لقد قلت لك ياسيدي أني وجدتها ملقاة في الشارع،ولم..

قاطعه الضابط:
- لا تتكلم من فضلك

سكت الرجل فقال الضابط موجها كلامه إلى (مريم) :
- هل تذكرين شكل الذي اعتدى عليك؟

ارتجف جسدها لكلمته وأغمضت عينيها لتتساقط المزيد من الدموع،ثم قالت:
- أجل..
- أخبريني كيف حدث هذا؟

كانت لحظات قاسية وهي تعيد سرد ما حدث للضابط،وكانت تصمت بين كل جملة في محاولة لمقاومة دموعها،لكنها لم تفلح..
- إذن فقد كانوا اثنين؟
- أجل
- هل قام الاثنان بالاعتداء أم واحد فقط؟
- واحد فقط..السائق
- ألا تعرفين اسم أي منهما
- لا

أنهى الضابط استجوابه لها وقال:
- لا تخافي يا ابنتي سنحاول العثور على المجرمين لينالوا عقابهم..ونريدك غدا أن تأتي إلى مركز الشرطة لنعرض عليك بعض المجرمين فقد تتعرفين على أحدهم

نظرت له (مريم) في امتنان،لكنها كانت تخاف من رؤية ذلك الوجه مرة أخرى..
قال الرجل الآخر للضابط:
- أنا لدي ابنتان يا سيدي،فكيف لي أن أتعرض لفتاة؟
- يا سيد..من فضلك ستأتي معي لقسم الشرطة لأخذ بقية أقوالك ولن تمكث عندنا؛فالفتاة قالت أنه لا علاقة لك بالجريمة

ونهض الضابط من مكانه وذهب مع الرجل..بينما انكمشت (مريم) على نفسها،وأغمضت عينيها،لا تريد تذكر تلك اللحظات؛فالمشهد يتكرر في ذهنها مرارا وتكرارا ممزقا إياها بقسوة..

بعد ساعات حضر والدي الفتاة..
- (مريم) !!

اعتدلت الفتاة في فراشها وقالت ودموعها تنهمر:
- أمي!!

جلست الأم على الفراش لترتمي الفتاة في حضنها..
- أمي..أمي..

وانفجرت باكية بمرارة..وأمها تحتضنها وتبكي هي الأخرى..
- ما الذي حدث لك يا ابنتي؟ وكيف حدث هذا؟

استمرت (مريم) في البكاء..ولأول مرة بعد الحادث تشعر ببعض الراحة..

وابتعدت الفتاة عن أمها لتجد أبوها يقف عند الفراش وعلى وجهه ملامح غريبة لم ترها من قبل..لا تدري إن كانت حزنا أم غضبا أم خجلا أم قلقا..
- أبي..

ومدت يدها لتمسك بيده لكنه نظر لها دون أن يفعل شيئا..بادلته ابنته النظرات وهي متعجبة مما فعل..والتفتت إلى أمها مستفهمة منها فوجدت الأم تمسح دموعها في طرحتها وتقول:
- لم فعلت بنا هذا يا ابنتي؟!

اتسعت عينا الفتاة وقالت:
- أنا؟ ماذا فعلت؟

قال الأب:
- سنأخذك اليوم إلى (البلد)
يعني بذلك القرية..

- والشرطة؟ يجب أن أذهب إليهم لكي..

قال الأب بصرامة أخافتها:
- شرطة؟ هذا ما كان ينقصنا..

وتابع:
- سنذهب للتنازل عن المحضر..نحن لا نريد فضيحة أخرى

أصابت الفتاة صدمة..وخرج الأب من الغرفة مسرعا دون كلمة أخرى..

وبعد ساعة وقع الأب على ورقة تحمله مسؤولية خروج ابنته من المستشفى..ثم أخذ ابنته إلى قسم الشرطة،وفي الطريق أخبرها أن تقول لهم أنها لا تذكر شكل المجرمين،ووقعت على ورقة تنازلها عن المحضر وهي تشعر أن والدها طعنها غيلة بخنجر مسموم..

وبعد أن وقعت على الورقة لم تعد ترى اسمها،فقد حجبت دموعها الرؤية أمامها،وقامت من مكانها وهي تشعر بالدوار..فأمسكت بها أمها لكي لا تسقط على الأرض..

ذهبت (مريم) مع والديها والذهول يلجمها إلجاما..ذهبت وهي تشعر بوهن في جسدها.. ذهبت ولملمت أشلاءها..وهي تشعر بآلام شديدة..لكن جرح الجسد قد يشفى..أما جرح نفسها فسيظل يدمي..



يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:20 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع

(مي) أصابها القلق على صديقتها التي لم تأت إلى الكلية ولم تحضر الاختبار،عندما اتصلت بها رن هاتفها مرة واحدة ثم انقطع الاتصال،وعندما عاودت الاتصال مرة أخرى وجدت الهاتف مغلقا،وتذكرت أنها قالت لـ (مريم) أن تشحن بطارية الهاتف قبل أن تنام لكن الأخيرة نسيت..
وبعد أن عادت (مي) من الكلية عاودت الاتصال بصديقتها لتجد الهاتف يرن....


* * *

في السيارة المتجهة إلى (البلد) ..رن هاتف (مريم) في حقيبتها والتي كانت مع أمها، ففتحت الأم الحقيبة لتعطي الهاتف لابنتها..لكن الأب أخذ الهاتف ونظر فيه ليجد اسم (مي) ، فألغى المكالمة ثم أقفل الهاتف نهائيا..

- لا نريد لأحد أن يعرف ما حدث..

وأعطى الهاتف للأم مرة أخرى..

كانت (مريم) لا تزال مصدومة،ولم يزد هذا الموقف من صدمتها،بل كانت تتوقع تصرفه..فأغمضت عينيها ودفنت رأسها في حضن أمها،وبدأت دموعها تسيل في صمت..


* * *

أصاب القلق (مي) أكثر من ذي قبل..وأعادت الاتصال مرات ومرات،لكن لا مجيب، وراحت (مي) تفكر في أسوأ السناريوهات،لكن لم يخطر على بالها ما حدث لصديقتها..

فكرت في أن تذهب إلى (هبة) ،لعل (مريم) قد اتصلت بها..
طرقت (مي) باب غرفة (هبة) ..
- (مي) ..تفضلي

دخلت (مي) لتجد (هبة) تتناول عشاءها مع زميلاتها،فدعتها للأكل لكن (مي) شكرتها وقالت:

- (هبة) ..ألم تتصل بك (مريم)

هزت الفتاة رأسها نفيا وقالت:

- ألم تتصل بعد؟
- نعم،وأنا قلقة جدا عليها،هل تراها بخير؟

ثم نظرت إلى ساعتها..

- إنها السادسة

قالت (هبة) :

- عودي الآن وتناولي غداءك ثم نرى ماذا سنفعل..

عادت (مي) أدراجها بخفي حنين،وقد تزايد قلقها أكثر من ذي قبل..وفكرت أن تنزل لتسأل عنها في أقسام الشرطة والمستشفيات،لكنها عدلت عن الفكرة وقررت أنها ستنتظر..



* * *

في طريق عودة (يوسف) و (سامح) مساء..

- كيف كانت (رانيا) ؟

أطلق (يوسف) صفارة من بين شفتيه وقال:

- من أين عرفتها؟ لم أعهدك تعرف فتيات بهذه الصفات
- لماذا؟ هل نسيت (رغدة) و (صفاء) و (ياسمين) و...

قاطعه (يوسف) :

- مهلا مهلا..كل هؤلاء كن فتيات مغرورات بجمالهن..أما هذه..

صمت (يوسف) و راح يتأمل في اللا شيء،وتذكر (يوسف) من الفتاة عندما رآها..

- أما هذه فماذا؟

مد (يوسف) يده إلى الـ (دي في دي) وشغل أغنية أجنبة صاخبة،وقال:

- أما هذه فتبدو أكثر غرورا

وانطلق يضحك بصوت عال،أما صديقه فلم يفهم شيئا لكنه ضحك معه أيضا..

- هل اتفقت معها على مقابلة أخرى؟
- طبعا..ولكن ما شأنك أنت..لقد عرفتني بها وانتهى الأمر
- حسنا أيها النذل

وضحكا مرة أخرى


وصلا إلى بيت (يوسف) فخرج الأخير من السيارة،وودع صديقه ودخل إلى المنزل..


ارتمى (يوسف) على فراشه وهو لا يزال يفكر في (رانيا) ..إنها ليست كهؤلاء الفتيات المغرورات اللاتي عرفهن..إنها واثقة من نفسها جدا،ولكنها ليست مغرورة،بل واثقة من نفسها لأبعد الحدود..كما أن لها نظرات قوية،شعر أنها اخترقته من الداخل وسبرت أغواره..


قام (يوسف) ليخلع ثيابه وهو لا يزال يفكر فيها..إنه لم يخف قط من أية فتاة قابلها،لكن هناك شيء ما بهذه الفتاة،شيء لا يعرف ما هو..

خرج من الغرفة ليحضر بعض المشروبات الغازية وبعض التسالي وجلس أمام حاسوبه الشخصي..وشغل فيلما (إباحيا) ..

بعد دقائق أوقف العرض وأمسك بهاتفه..هل يكلمها؟


فجأة رن جرس الهاتف في يده ففزع..لكنه نظر إلى الهاتف ليجدها هي.. (رانيا) ..

- آلو
"(يوسف) ؟"

جاء صوتها ناعما كالعادة..

- ومن غيره يا جميلة..

سمع صوت ضحكة مجلجلة على الجانب الآخر من الهاتف..

"كيف حال فتاي المثير؟"

لم يتعجب من جرأتها..

" لم آخذ بريدك الإلكتروني..فهو سيقرب المسافات ولن يبعدني عنك"

ارتسمت على وجهه ابتسامة انتصار..يبدوا أنها تتظاهر بالثقة ولكنها كالأخريات..

- أتتلهفين لرؤيتي؟ لقد كنا معا منذ ساعات قليلة
"ألم تشتق إلي أم ماذا؟"
- ومن لا يشتاق للقمر

سمع الضحكة مرة أخرى..

"إذن أعطني عنوان بريدك.."

أملاها عنوان بريده الإلكتروني..

"سأنتظرك الآن"
- الآن؟

قالت في دلال:

"هل ستمضي سهرتك وحيدا؟"

ضحك (يوسف) وقال:

- وما أدراك أنني سأسهر
"أنا أعرف هذه الأمور"

أصابته قشعريرة من طريقة كلامها..لماذا هو قلق لهذه الدرجة؟ ربما لأنها جريئة أكثر من اللازم..ربما..

"سأرسل لك طلب صداقة الآن"
- وأنا في الانتظار

وأنهى المكالمة..


يبدوا أنه أعطاها حجما أكبر مما هي عليه،إنها فتاة تريد أن تلهوا وحسب..


أرسلت له الطلب فقبلها..فطلب منها أن تفتح الكاميرا ليتكلما وجها لوجه..يبدوا أنه سيكون بينهما الكثير من المكالمات..


قبلت طلب الكاميرا..وعندها..رأى آخر شيء كان يتوقعه..




يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:21 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس

وصلت (مريم) إلى بيت أهلها،ولأول مرة تشعر أنها لا تريد دخوله،على عكس ما كان يحدث عادة كونها تمكث بعيدا عن أهلها فترات طويلة..

دخلت (مريم) وهي ممسكة في أمها كما لو أنها عادت طفلة صغيرة..دخلت البيت دون أن تنظر لأحد من إخوتها؛فهي لا تريد أن تعرف كيف ينظرون إليها حتى لا تصاب بصدمة أخرى بعد ردة فعل أبيها..

أدخلتها أمها إلى غرفتها،فارتمت الفتاة على فراشها واندست تحت الغطاء،فجلست أمها بجوارها لكن (مريم) شدت الغطاء حتى رأسها..فخرجت أمها وقد بدأت دموعها تسيل..
- أين (مريم) ؟

كان هذا خالها وقد هرع إلى البيت عندما علم بعودتة الفتاة..
- كل هذا بسببك أنت يا خال (الندامة)

التفتت الأم إلى زوجها وقالت:
- ماذا تقول يا حاج؟ ما دخل (عمر) بما حدث؟
- أليس هو من ألح علينا لكي تذهب إلى (مصر) ؟ هذا ما جنيناه من (مصر)

قال (عمر) محاولا التحكم في أعصابه:
- هذا قدر ياحاج سواء كانت هنا أو في (مصر)

لم يرد الأب ولكنه قال وكأنه يكلم نفسه:
- كل هذا من (خلفة) البنات..لم تجلب لي سوى العار والفضيحة

انفجر فيه (عمر) :
- أستغفر الله العظيم..هل تحاسب الله على ما رزقك؟ لقد أعطاك البنين وأعطاك البنت،ألا تستحي من نفسك وأنت تقول هذا؟ أنا لدي أربعة بنين،وكنت أدعوا الله أن يرزقني بفتاة ولكن قدر الله وما شاء فعل..
- لو كانت لديك فتاة وجلبت لك العار لما قلت هذا الكلام
- أي عار؟ ما ذنب المسكينة في ما حدث؟ هل كانت ترافق الرجال لتقول ما تقوله؟ استغفر الله يا حاج
- في كلتا الحالتين لن يتزوجها أحد..ولن ينظر أحد في وجوهنا..

ضرب (عمر) كفا بكف وهو يحوقل ويستغفر بينما أخته تغطي وجهها بطرحتها وتبكي، وإخوة (مريم) كانوا صامتين ساكنين وكأن على رؤوسهم الطير..
- سأدخل لأراها..وأدعوا الله ألا تكون قد سمعت ما قلته من كلام يندى له الجبين

لكن (مريم) سمعت ما دار في الخارج،وقد أصابتها الكلمات كالخناجر؛فوالدها لم يكتف بمعاملته الجافة لها،بل إنه يرى أنها لا تختلف عن العاهرات..

كانت دموعها لا تكف عن الانهمار،طرق خالها الباب ثم دخل..

- (مريم) ..

جلس على طرف الفراش وأزاح الغطاء عن وجهها ليجدها تبكي بحرقة..
- لا تبكي يا حبيبة خالك..إن هذا ابتلاء من الله لك فاصبري..

ثم استدرك وهو يمسح على رأسها:
- ولكن عليك أن تعودي لجامعتك وتدرسي،ولا تكترثي لأحد من البشر

ظلت (مريم) تبكي وهي تعرف أن كلام خالها صحيح لكن الأمر ليس سهلا كما يقول؛ فكيف لها أن تتحمل نظرات أهلها والناس إليها؟ كيف تتحمل آلامها التي لم تكن سببا فيها وفوق ذلك تتحمل حكم الناس عليها؟ كيف تتحمل أن تظل دون زواج بذنب لم ترتكبه؟ بل كيف تتحمل أن يكون عدم زواجها لأنها تتساوى في نظرهم بالعاهرات؟

خرج خالها بعد أن طبع قبلة على رأسها،وفور أن خرج غطت رأسها مرة أخرى واستمرت في بكائها ونحيبها المكتوم..


* * *

نظر (يوسف) إلى شاشة حاسوبه مشدوها،فقد كانت (رانيا) عارية تماما!!!

هو لم يتعجب من كونها كذلك،فلطالما تحدث مع فتيات بهذا الشكل،ولكن ما تعجب منه أنها هي من بدأت بذلك..

عادة كان هو من يستدرج الفتاة إلى أن تخلع ملابسها أمامه،وربما شعر بالضيق لأن (رانيا) هذه المرة هي من بدأت؛فلم يشعر بلذة الانتصار ككل مرة..

ثم قفز خاطر إلى ذهنه..هل يمكن أن تكون الفتاة هي من تستدرجه؟ ولكن إلام؟

" ماذا؟ ألم أعجبك؟"

أفاق (يوسف) على صوتها فرسم ابتسامة مصطنعة على وجهه وقال:
- بلى..

ثم راح يمتدحها بألفاظ بذيئة،وبدأ شعور الضيق يتلاشى لكن القلق ظل كما هو وإن حاول تجاهله..

في اليوم التالي استيقظ (يوسف) كعادته عند الساعة الثانية ظهرا،فنهض وهو يشعر بالصداع فقد سهر مدة طويلة ليلة الأمس..

ليلة الأمس..لقد كانت ليلة لا تنسى..تثاءب في ملل وقام ليأخذ حماما دافئا..


* * *

كادت (مي) أن تجن،وبدأت صديقاتها يقلقن أيضا مما يحدث؛فـ (مريم) لم تظهر أو تتصل كما أن هاتفها مغلق حتى هذه اللحظة..
- (مي) هل هناك أخبار عن (مريم) ؟

كانت هذه (هبة) ،فهزت (مي) رأسها نفيا..
- أنا خائفة جدا أخشى أن يكون قد أصابها مكروه
- لو حدث ذلك فسنعرف،هوني عليك يا (مي) سنحاول الوصول لأحد من قريتها لعله يعرف شيئا
لم ترد (مي) ؛فلم يكن لديها ما تقول..


* * *

استيقظت (مريم) في وقت متأخر؛فقد نامت نوما متقطعا تتخلله الكوابيس..كان يطاردها ذلك الوجه البغيض الذي تجرد من إنسانيته ليلوثها بهمجيته وحيوانيته..

أغمضت عينيها بقوة وكأنما تريد طرد هذه الذكرى،وتذكرت أنها لم تصل فرضا منذ الحادث،وفكرت..هل يمكن أن تقبل صلاتي؟ أنا لم أفعل أي جرم لكي لا تقبل..

لكن كلام أبيها بالأمس كان يتردد في رأسها كالرعد..

" في كلتا الحالتين لن يتزوجها أحد..ولن ينظر أحد في وجوهنا.. "

وعادت تفكر..هل حقا أصبحتُ ملوثة لهذه الدرجة؟ أنا لم أفعل شيئا فلماذا يحاسبونني على جرم لم أرتكبه؟ هل كان خطئي أنا أني لم أنتبه لنفسي؟ لا..ليس هذا ما يفكرون فيه..إنهم لا يفكرون كيف حدث هذا،بل يفكرون ماذا بعده..

حاولت (مريم) النهوض من فراشها لكن الألم أعادها إلى مكانها..وبكت..إلى متى سأتحمل الألم؟ ولماذا أتحمله وحدي؟ لماذا وافقتُ على التنازل عن المحضر؟ لماذا لا أتكلم؟ ولكن حتى لو تكلمت فلن يسمعني أحد..

تحاملت على نفسها وقامت لتخرج من الغرفة،لكنها ولطول استلقائها وعدم تناولها أي طعام لفترة طويلة شعرت بالدوار وسقطت على الأرض..لم تفقد الوعي بل كانت فاقدة التوازن وبدأ الصداع يغزو رأسها..

دخلت أمها عندما سمعت صوت ارتطامها بالأرض،وراحت تصرخ باسم ابنتها مذعورة، لكن الفتاة طمأنتها أنها بخير،لكنها شعرت بالدوار..

دخل أحد إخوة (مريم) وكان قد عاد مبكرا من عمله،فحمل أخته ووضعها على الفراش..
- هل أنت بخير يا (مريم) ؟

نظرت (مريم) إلى أخيها فوجدت علامات القلق بادية على وجهه..
- بخير يا (إسماعيل)

لم يتبادلا كلمة أخرى،فلم يكن هناك ما يقال،وخرج (إسماعيل) من الغرفة..
- سأحضر لك طعاما فأنت لم تأكلي شيئا منذ الأمس

خرجت الأم لتحضر الطعام لابنتها..
بعد ساعة عاد الأب وتناولوا الطعام جميعا عدا (مريم) ..
- ألن تأكل (مريم) ؟
- لقد أكلت منذ ساعة تقريبا يا حاج

هز الأب رأسه وواصل تناوله للطعام..

كان الصمت يسود عليهم على غير العادة،لكن كان في عقل كل منهم ألف معول ومعول يضرب رؤوسهم بلا هوادة..

حل المساء..ونام جميع من في البيت تقريبا،ولم تخرج (مريم) من غرفتها إلا مرتين للذهاب إلى دورة المياة..

مدت (مريم) يدها إلى مقبض باب دورة المياة لكنها توقفت؛فقد سمعت صوتا غاضبا قادما من غرفة والديها التي لا تبعد عن دورة المياه كثيرا..فاقتربت وأصاخت السمع..
- ولكن لو رحلنا من هنا قد يظن الناس بنا الظنون
- حتى لو جلسنا سيظنون بنا الظنون
- الوضع سيستقر بعد فترة والكل سينسى
- العار لا يُنسى يا أم (عبد الله) ..كما أن ابنتك لن يقبل بها أحد من القرية ولا من خارجها..الموت أفضل لها من هذه الحياة..

تسمرت (مريم) في مكانها،واضطربت ضربات قلبها..
سيقتلني؟ أبي سيقتلني؟ لماذا؟ ما ذنبي؟

تحركت نحو دورة المياة وهي تشعر أن قدميها كالعجين..أغلقت الباب على نفسها وانفجرت في بكاء مكتوم..
ماذا أفعل؟ يجب أن أتصرف..يجب أن أتصرف..



يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:23 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع

دخلت والدة (مريم) غرفة ابنتها لتوقظها كي تتناول فطورها..لكنها لم تجدها في الفراش، فظنت أنها في دورة المياه..لكنها فور أن خرجت من الغرفة وجدت (عبد الله) إبنها الأكبر يخرج من دورة المياه..
- (عبده) ..ألم تر (مريم) ؟
- نعم..لم أرها..ماذا هناك؟

اتسعت عينا الأم،ودخل (عبد الله) إلى غرفة أخته ليجدها خالية،فتح خزانة الملابس ونظر تحت الفراش..لم يجد أحدا..قلبوا البيت رأسا على عقب ولم يجدوا لها أثرا..

كانت الأم تبكي بطريقة هستيرية وهي لا تعرف لماذا هربت ابنتها..
- البنت (طفشت) يا أمي..
- لا تقل هذا يا ولدي.. (مريم) فتاة عاقلة
- أي عقل هذا؟ ها قد فضحتنا مرتين..

أقبل الأب عليهم بعد أن صلى الصبح..
- ماذا هناك؟
- (مريم) ..
- ما بها يا (عبده) ؟
- (طفشت)

ظل الأب يحدق في ابنه وهو لا يكاد يصدق ما سمع..
- كيف هذا؟ ومتى؟

أخبره (عبد الله) بما حدث،وأتى (إسماعيل) و (محمود) و (سيد) ،وعرفوا بالمصيبة..
- سأبحث عن تلك الفاجرة وأقتلها بيدي..

كان هذا (عبد الله) وقد انتفخت أوداجه وبلغ منه الغضب مبلغه..
التفت الأب إلى زوجته وقال:
- ألم أقل لك بالأمس..هذه الفتاة لا يمكنها أن تعيش،وها قد طعنتنا في ظهورنا مرة أخرى،وسوف تفعل ما يحلوا لها الآن،فلم يعد هناك ما تخسره..

وقرر الأب أن يبحثوا عنها..في البداية اتصلوا بها فوجدوا هاتفها مغلقا كما توقعوا،فاتفقوا أن يذهب واحد منهم إلى كليتها ويسأل زميلاتها..وتذكر الأب اسم (مي) التي اتصلت بها يوم الحادث..لا بد أن (مريم) ستذهب إليها..


* * *

نزلت (مريم) إلى محطة المترو ووجدت نفسها تنزل في وسط البلد..

ظلت تمشي مشتتة الفكر،وتوقفت أمام محل لبيع ثياب السهرات،وكان هناك ثوب زفاف أبيض كالثلج..مررت (مريم) عينيها عليه وهي تعرف أنها لن ترتديه أبدا..

منعت دموعها بصعوبة،وواصلت طريقها..

قررت أنها لن تذهب لكليتها فلا بد أن أهلها سيبحثون عنها هناك،وسيسألون عنها في المدينة الجامعية،وفي أي مكان يمكن أن يتوقعوا أنها فيه،وفكرت أن تتصل بـ (مي) ..لكنها عدلت عن ذلك لكي لا تسبب لها المشكلات،كما أنها تعرف أن أهلها قد يراقبون الفتاة عندما يعرفون أنها صديقتها المقربة..

توقفت (مريم) عند سينما (ميامي) ..

قبل نهاية العام الماضي طلبت (مريم) من أخيها أن يسمح لها بالذهاب إلى السينما مع صديقاتها في آخر يوم للامتحانات،لكنه صاح فيها بغضب..كيف لفتاة محترمة أن تذهب لمكان كهذا؟ فقالت له بتلقائية أنها لن تذهب مع أحد من الشباب ولكنها ستكون مع البنات فقط،فازداد غضبه وقال "وهل لديك أصدقاء من الشباب لتقولي هذا الكلام؟ " فنفت ذلك بشده وحاولت أن تقنعه بأن الأمر عادي وأن كل صديقاتها سيذهبن..لكنه أصر على رأيه بأنها لن تذهب..

تطلعت إلى الملصق الكبير الذي يعلن عن فيلم أمريكي..

أهلك لم يعودوا هنا لكي يمنعوك من الدخول إلى السينما..

لقد كان الفضول يتملكها لتعرف ماذا يوجد بالداخل..لقد رأت السينما في أفلام التلفزيون لكنها لم ترها على الطبيعة من قبل..

نظرت إلى لوحة مواعيد العرض فوجدت أن أول عرض سيبدأ عند الساعة العاشرة والنصف،وسألت أحد المارة عن الساعة فأخبرها أنها التاسعة وعشر دقائق..فقررت أن تنتظر حتى تفتح أبواب السينما..

لحسن حظ (مريم) أنها في يوم الحادث كانت تنوي شراء بعض الأنابيب المعملية ومجهر طبي،وأخذت معها ألفا وخمسمائة من الجنيهات،ولم يأخذ المجرمون محفظتها لأنهم لاذوا بالفرار عندما سمعوا صوت السيارة الأخرى تقترب..لن تجلس إذن على باب (الحسين) للتسول..

ابتسمت من الفكرة،وبدا الابتسام صعبا لها،فوجهها لم يعتد سوى عالبكاء والحزن لمدة يومين..

أخرجت النقود ودفعتها للعاملة خلف شباك التذاكر ودخلت..
أبهرها المنظر من الداخل،فلم تكن تتخيله بهذا الشكل؛لقد كانت تظن أنه غرفة صغيرة في مساحة فصل مدرسي..

كان العرض سيبدأ بعد عشر دقائق،فجلست في المكان الذي أشار إليه الموظف،وبعد دقائق جلس بجوارها شاب..
لم يكن هناك الكثير من الناس في القاعة في هذا الوقت المبكر..
- صباح الخير يا آنسة

أجفلت (مريم) لكنها التفتت لترى شابا يبتسم لها..لم تدر بم ترد فهي لم تخاطب شابا في حياتها..
- آ..آ..صباح الـ.. صباح الخير
- هل يضايقك جلوسي بجوارك؟
- لا..

لم قالت هذا؟ لو عرف أبـ.....
أبي لن يعرف،ولا يهمني بعد الآن..
- أنا (ياسر) ،تجارة القاهرة

بعد تردد قالت:
- (مريم) ،صيدلة القاهرة
- دكتورة إذن

ابتسمت بسخرية..لكنه لم يلحظ ابتسامتها فهي لم تكن تنظر إليه..
- أنا أعرف أن كليتك عملية،فكيف وجدت وقتا للسينما؟

قالت (مريم) كاذبة:
- اليوم إجازة

كان الفتى لطيفا،ولكن (مريم) كانت مرتبكة بشدة،ولم تنظر له طيلة حديثهما..لكنه كان ذو شخصية مرحة،ولاحظ أنها تبدو حزينة،فأخبرها بإحدى النكات لتضحك عليها..
- لا تقطبي مرة أخرى يا دكتورة..فالابتسامة تجعلك أجمل

احمر وجهها..فهي لم تسمع كلاما كهذا من قبل..

تبادلا حوارا قصيرا ووجد (ياسر) أنها فتاة رقيقة جدا،صحيح إنها ليست جميلة فهي كأي فتاة مصرية عادية،لكنها ليست قبيحة،فوجهها كان مريحا،وبدا له أنها لم تتحدث إلى شاب من قبل..

انطفأت الأنوار وبدأ العرض،وكانت (مريم) منبهرة بما يعرض على الشاشة البيضاء.. وفي الاستراحة خرج (ياسر) وأحضر علبتي مياه غازية،أعطى إحداهما لـ (مريم) بعد إلحاح منه..

في النصف الثاني من الفيلم شردت (مريم) للحظات..لقد تكلمت مع أحدهم..لقد تكلمت مع شاب،ولم يكن الأمر مخيفا كما كانت تظن..

التفتت إلى الخلف..لا تدري لماذا تشعر أنها ستجد أبيها أو أحد إخوتها..

كفى يا (مريم) ..أنت لست مع أهلك،ولن تتلقي منهم الأوامر بعد الآن..

بعد انتهاء الفيلم،شعرت أنها بدأت تكسر القيود التي كبلتها طيلة عمرها، فيبدوا أن في الحياة أشياء كثيرة يجب أن تعرفها وتجربها..

خرجت من القاعة ووقفت خارج السينما لا تعرف إلى أين تذهب..
- آنسة (مريم) ؟

انتبهت إلى (ياسر) ..
- هل تنتظرين أحد أصدقائك؟

هزت رأسها نفيا..فقال:
- إذن ستعودين للبيت؟

نظرت له وهي لا تعرف ماذا تقول..ودمعت عيناها فأدارت وجهها ومسحت دموعها..
- ما الأمر يا دكتورة؟
- لا..لا شيء
- لا تبدين بخير..تعالي نأكل شيئا

أحست (مريم) بالخوف مرة أخرى،لكنها نفضت الخوف عنها،وقد استشعرت أنه شاب مهذب..كما أنها كانت جائعة؛فهي لم تأكل شيئا منذ الأمس..



يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:24 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن


كان الشعور بالمراقبة يلازم (مريم) ..فهي تعرف أن ما تفعله (عيب) ..لكنها حاولت جاهدة أن تتجاهل هذا الشعور..

دخلت مع (ياسر) مجمع طلعت حرب التجاري،وأصرت أن تدفع ثمن طعامها..
- ما بك يا دكتورة؟ لماذا كنت تبكين؟

نظرت له (مريم) ..شخص غريب لم يعرفني إلا من ساعات ويهتم ليعرف ما الذي أبكاني..ليتك يا أبي كنت مثله..
- إن كان أمرا شخصيا فلن أتدخل

قضمت (مريم) قضمة من شطيرتها..ماذا ستقول له؟
- أنا أشعر بالضيق يا أستاذ (ياسر)

ضحك بشده فنظرت له بغضب،لكنه اعتذرلها وقال:
- لماذا قلت أستاذ؟ أنا اسمي (ياسر) فقط بدون أستاذ
- لكني لم أعتد على ذلك
- أتقصدين أنك تنادين زملاءك في الكلية بلقب دكتور؟

كذبت وقالت له أنها تفعل ذلك..
نظر لها مليا،هذه الفتاة تخفي شيئا بالتأكيد..

أنهوا طعامهم،وظلت (مريم) في مكانها..صامتة..شاردة..لكن (ياسر) كان يتأملها..يتأمل ثيابها وحالها..يبدوا أنها قدمت من الريف،لكن لهجتها لا تدل على ذلك..ثيابها غير مرتبة وكأنما لبستها على عجل..

فوجئ بدمعة تنحدر من عينها لتسارع هي بمسحها ثم تنظر له لتعرف إن كان رآها..ولم يستطع أن يبعد عينيه بسرعة عنها كي لا تلاحظ ذلك..
- من فضلك أريد أن أذهب من هنا
- لا بأس

تأكد أن هناك ما تخفيه هذه الفتاة،وقد كان لديه الفضول ليعرف ما بها،لكنه لم يجرؤ على سؤالها..
خرجا من المركز التجاري وراحا يمشيان في صمت..فجأة رن هاتفه المحمول..
- أهلا يا (إتش) ..لا..أنتم هناك؟ ..حسنا..سأرى إن كان يمكنني ذلك..سلام..

التفت إليها قائلا بمرح:
- أصدقائي مجتمعين في الكلية الآن،ما رأيك أن نذهب لأعرفك بهم؟
- أصدقاؤك؟
- أجل..إن كنت لا تريدين فلن أضايقك

ليس لها مكان تذهب إليه،ولا تدري أين ستمضي وقتها حتى المساء،كما أنها تشعر بالنعاس لأنها لم تنم منذ الأمس..
- حسنا سآتي معك

ركبا مترو الأنفاق معا..أول مرة تركب في العربة المختلطة..

عندما جهزت (مريم) نفسها قبل عامين للسفر إلى القاهرة لتدرس نبهها أخوها (محمود) أن لا تركب في عربات المترو المختلطة؛فقد كان يعرفها لأنه ركبها من قبل عندما كان ينهي بعض الأوراق المهمة في القاهرة،وكانت تقول دوما (حاضر) محاولة إقناع نفسها أنهم على حق دوما..

توقف المترو في محطة الجامعة،وخرج الاثنان من المحطة،ودخلا الجامعة..


* * *

الساعة الثانية ظهرا استيقظ (يوسف) من نومه..وقرر أن يظل في البيت هذا اليوم، فبالأمس سهر حتى الفجر مع (سامح) في أحد النوادي الشبابية الليلية..

حضر بعض الطعام وجلس يأكل في صمت ورأسه يطن بسبب حفلة الأمس..
رن هاتفه،فوجدها (رانيا) ..
- آلو
" صباح الخير "

ضحك (يوسف) وقال:
- صباح النور..هل أخبرك (سامح) أنني أستيقظ في هذا الوقت؟
" أجل..لقد أخبرني الكثير عنك "

ضايقته العبارة،لكنه استدرك قائلا:
- لماذا لم نرك بالأمس؟ لقد سهرنا في نادي (....) الليلي
" لم يكن بإمكاني القدوم فقد كان لدي بعض الأعمال "

رفع أحد حاجبيه وقال:
- أعمال؟ في الساعة الثانية بعد منتصف الليل؟

ضحكت (رانيا) ضحكة خليعة وقالت مغيرة دفة الحديث:
" لماذا لم تتصل بي إذن؟ "
- ظننت أن (سامح) دعاك
" لا بأس يا حبيبي،أنا لم أتصل بك لتحدثني عن (سامح) "

حبيبي..قالها في سره وابتسم بتهكم..

" لقد اشتقت إليك وأريد أن أراك اليوم "
- لا بأس..متى؟
" مممممممم..في السابعة..أيناسبك ذلك الموعد؟ "
- لا بأس به..أين سنلتقي؟
" سأنتظرك في مقهى (....) بجامعة الدول "
- حسنا..إلى هناك إذن


* * *

دخلت (مريم) إلى الجامعة مع (ياسر) ،وهي قلقة..إلى أين ستصلين يا (مريم) ؟

التقى (ياسر) بأصدقائه وعرفهم بـ (مريم) التي كانت خجلة بعض الشيء..وزاد من خجلها أن مد أحدهم يده ليسلم عليها..نظرت إلى يده قليلا..ثم مدت يدها وصافحته..

كانت تعرف أن مصافحة الرجال (عيب) وخطأ كبير،لكنها كانت تتعمد في كل خطوة تخطوها الآن أن تتحدى كل الأوامر والقيود السابقة..فنصائحهم لم تجد معها نفعا ولم تحمها مما حدث،وفي النهاية كانوا يريدون أن يقتلوها..
إذن..إن أردتم أن تقتلوني فاقتلوني بعد أن أرتكب جرما يستحق ذلك..

كانوا ثلاثة فتيان وفتاة وكلهم من كلية التجارة،ماعدا الفتاة فهي من كلية الحقوق.. (كريم) بالفرقة الثالثة مثل (ياسر) ،وهو الذي مد يده للسلام عليها،أما (أحمد) و (هشام) و(أسماء) فقد كانوا في الفرقة الثانية..
- أنت دكتورة إذن؟

ردت (مريم) على سؤال (أسماء) :
- ليس بعد

ابتسمت (أسماء) وقالت:
- حتى تصبحين كذلك فأنت المستشارة الطبية لنا من الآن

ضحكت (مريم) ،وعندماكانت تضحك كان يشرق وجهها،وتبدوا ملامحها جميلة كما قال لها (ياسر) في قاعة السينما..

بدأت (مريم) تخرج عن صمتها قليلا فقد استمتعت بالرفقة الجديدة،لكنها كانت متحفظة في كلامها مع الشباب..
- يا دكتورة..هل أجلب لك قهوة معي من الكافيتريا؟

هزت رأسها لـ (كريم) نفيا وشكرته بابتسامة..ذهب (كريم) و (هشام) ليحضرا القهوة وظلت مع البقية وهم يتحدثون عن أمور مختلفة..
- من أي محافظة أنت يا (مريم) ؟

التفتت إلى (أسماء) وقالت:
- من الغربية
أشارت (أسماء) إلى (أحمد) وقالت:
- (أحمد) من الغربية أيضا..
شعرت (مريم) برجفة..
- من طنطا

تنهدت (مريم) وابتسمت..شعرت (أسماء) نحوها بالألفة،فراحا يتجاذبان أطراف الحديث حتى أذن العصر..

انتبهت (مريم) لصوت الأذان..لكن (أسماء) قطعت عليها تفكيرها وهي تسألها عن الفيلم الذي شاهدته مع (ياسر) ..روت لها (مريم) قصة الفيلم باختصار قبل أن ينهض (ياسر) ويعلن أنه عائد للبيت..
- الوقت لا زال باكرا يا (ياسر)
- ليس باكرا يا (كريم) ..إلى أن أنتظر مواصلة تقلني إلى البيت سيكون المساء قد حل..

والتفت إلى (مريم) ..
- هل ستبقين أم أوصلك إلى بيتك؟

لم تحسب (مريم) حسابا للحظة كهذه؛ماذا ستقول له؟ أنها هاربة من البيت ولا يمكنها أن تعود له أو لمدينتها الجامعية؟
- بل سأبقى قليلا
- لا بأس..

ووجه كلامه إلى (أسماء) :
- يبدوا أنكما أصبحتما صديقتين..استمتعا بوقتكما ولا تتأخرا كثيرا فالشوارع ستزدحم..
والتفت إلى (مريم) مجددا قائلا:
- هل يمكنني أن آخذ رقم هاتفك؟

رقم هاتفها؟ لقد كانت تعطيه لبعض الفتيات بصعوبة في كليتها..لكن الوضع اختلف الآن..أملته الرقم وأخبرته أن بطارية هاتفها فارغة،فقال لها أنه سيتصل بها مساء للاطمئنان عليها وعندها ستكون قد شحنت البطارية..وذهب..

بدأت الشمس تميل للمغيب وقد تبسطت (مريم) قليلا مع (أسماء) ورفقائها..وأخذت (أسماء) رقم هاتفها..
كانت (مريم) تشعربالدوار لكنها تتظاهر أنها بخير؛فهي لم تنم منذ الأمس،وفجأة وبلا مقدمات وبينما الجميع يتأهب للخروج من الجامعة..سقطت (مريم) على الأرض..


* * *

عند السابعة إلا عشر دقائق كان (يوسف) ينتظر (رانيا) عند المقهى المتفق عليه،وبعد ربع ساعة أتت..كانت تتألق بثيابها التي تبرز مفاتنها بشكل ملفت،وعندما اقتربت استطاع (يوسف) أن يشم رائحة عطرها القوي..

ركبت السيارة بجواره وسلمت عليه..
- إلى أين تريدين أن نذهب؟
- إلى أي مكان تحبه أنت
- ما رأيك لو ذهبنا للسينما؟
- لكن الحفلة القادمة في التاسعة والنصف

قال وهو يدير محرك السيارة:
- إذن سأدعوك إلى أحد المطاعم وبعدها نذهب للسينما..
وافقت على الفور وانطلق (يوسف) بالسيارة..


* * *

أفاقت (مريم) لتجد تجمهرا من الناس حولها..في البداية لم تعرف أين هي،لكنها تذكرت أنها في الجامعة..
حاولت النهوض فساعدتها (أسماء) وطلب (كريم) من بقية الطلبة أن يتفرقوا فقد أفاقت أخيرا..
- منذ أن رأيتك وأنا أشعر أنك لست على ما يرام

كان هذا (كريم) ..
- لقد أخفتنا يا دكتورة
قالها ضاحكا حتى يخفف عنها،فابتسمت رغما عنها وقالت أنها بخير ويجب أن تذهب..

- وحدك؟
صاح (كريم) :
- هل أوصلك إلى البيت..أم تريدين أن أتصل بإحدى صديقاتك؟

انتفضت (مريم) وقالت بسرعة:
- لا..لا تتصلوا بأحد

تبادل الأصدقاء النظرات مع بعضهم ثم قالت (أسماء) :
- إذن أخبرينا أين تسكنين ونحن سنوصلك

بكت (مريم) فجأة..ما الذي فعلته بنفسها..الموت كان أفضل لها من هذه الحال..
ربتت (أسماء) على كتفها وهي تحاول تهدئتها..
- ما بك يا (مريم) ؟ لماذا تبكين؟

حاولت (مريم) أن تقاوم بكاءها وهي تقول:
- أنا لا أسكن في أي مكان..

وانفجرت في البكاء مرة أخرى..
- أين ستبيتين إذن؟
هزت رأسها بأنها لا تدري..

حار الأربعة في أمرها،لكن (أسماء) حسمت الأمر قائلة:
- تعالي معي..

نظر لها البقية حتى (مريم) فقالت:
- ستبيتين الليلة عندي وغدا نعرف ماذا سنفعل،فأنت لا تبدين بخير

كانت (مريم) تنظر لها متعجبة..
- لا تتعجبي..أنا وأختي نعيش وحدنا،تعالي معنا وسوف نتكلم فيما بعد

ذهبت (مريم) معها وهي لا تعرف كيف تشكرها..

كان البيت في شارع هادئ من شوارع مدينة نصر..فتحت (أسماء) الباب ودخلت ثم دخلت (مريم) خلفها..
- سأعطيك ثيابي لتغيريها بهذه وتنامي،فأنت تبدين مرهقة جدا،وغدا الجمعة سنجلس معا ونتحدث في كل شيء..

وافقت (مريم) دون أي كلمة أخرى،وبعد أن بدلت ثيابها ارتمت على الفراش وغطت في نوم عميق..



يتبع...................


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:26 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع

لم يتوصل (محمود) إلى أي خيط يمكن أن يدله على مكان أخته،فلم يرها أحد من أصدقائها في الكلية منذ الحادث..وعاد إلى (البلد) بخفي حنين..

أما (مي) فقد عرفت أن (مريم) قد تعرضت لأمر سيء،ربما كانت مخطوفة،وإلا فلماذا يسأل عنها أخوها في الجامعة؟ ..
ولم يكن بيدها شيئا لتفعله فدخلت إلى المدرج والقلق يكاد يقتلها..


* * *

استيقظت (مريم) قبيل صلاة الجمعة بقليل لتجد (أسماء) نائمة بجوارها..
لم تتحرك كي لا توقظها..وأدارت عينيها في الغرفة..

كانت غرفة جميلة ومرتبة،بها خزانة ملابس كبيرة وخوان للزينة ومكتب عليه بعض الكتب والأوراق،والفراش الذي تنامان عليه وقد كان كبيرا..
غرفة (مريم) كانت أبسط من هذه الغرفة بكثير..

تذكرت أهلها وسرت رجفة في جسدها..ماذا يفعلون الآن؟ هل يبحثون عنها؟ هل هم غاضبون؟ أم وجدوها فرصة للتخلص منها ومن عارها؟
- (مريم) ..أنت مستيقظة؟

انتبهت (مريم) على صوت (أسماء) التي تثاءبت في كسل..
- لقد استيقظت لتوي
- هل نمت جيدا؟
أومأت (مريم) برأسها إيجابا..
- لقد دخلت الغرفة بعدك بدقائق لأسألك إن كنت ستأكلين شيئا لكني وجدتك غارقة في النوم..لقد كنت متعبة جدا

ابتسمت (مريم) ..
- آسفة جدا لقد أزعجتكم
قالت (أسماء) مبتسمة وهي تنهض من مكانها:
- لا تقولي ذلك..
ثم أكملت وهي تخرج من الغرفة:
- سأغسل وجهي وأجهز طعام الإفطار
- انتظريني لأساعدك
- لا..لا داعي،ارتاحي أنت وأنا سأقوم بكل شيء
وخرجت من الغرفة..

بعد قليل كانت (مريم) على طاولة الإفطار..
- ما بك يا (مريم) ؟ مدي يدك وكلي..
كانت (مريم) تشعر بالحرج الشديد،فضحكت (أسماء) وصنعت شطيرة وأعطتها لـ (مريم) فأخذتها الأخيرة شاكرة..وسمعت صوت باب يفتح ثم يغلق..
- لقد قلت بالأمس أنك تعيشين مع أختك
- أجل
- ألن تأكل معنا؟
- بلى..يبدوا أنها دخلت إلى الحمام الآن

بعد لحظات جاءت فتاة ذات شعر أسود،تشبه (أسماء) كثيرا لكنها أجمل وأطول منها..
- صباح الخير

قالتها الفتاة وجلست إلى الطاولة..فردت (أسماء) :
- صباح النور

ثم وجهت كلامها إلى (مريم) :
- صباح الخير يا (مريم) ..أرجو أن تكوني قد نمت جيدا
- الحمد لله..

قالت (أسماء) :
- هذه (رانيا) ..أختي

هزت (مريم) رأسها..ثم قالت:
- أعرف أنني سببت لكما الضيق،ولكن..

قاطعتها (أسماء) :
- ألم أقل لك ألا تقولي هذا مرة أخرى؟ ..لو كنت مكاننا كنت ستفعلين ذلك ايضا أليس كذلك؟
قالت (مريم) :
- أجل

فقالت (رانيا) مازحة :
- لكن يجب أن تدفعي أجر هذه الليلة

ضحكت الفتيات الثلاث..

- هذه من المرات القلائل التي أستيقظ فيها يوم الجمعة متأخرة
نظرت لها (رانيا) بدهشة وقالت:
- لا بد أنك تمزحين..فهذه أول مرة أستيقظ فيها باكرا يوم الجمعة..

ثم استطردت قائلة:
- أظن أهل الريف يستيقظون باكرا كل يوم،وليس يوم الجمعة فقط

هزت (مريم) رأسها توافقها فيما قالت..

- صحيح..لقد أخبرتني (أسماء) بالأمس أنك من الغربية..فمن أي مدينة أنت؟
نظرت لهما (مريم) بعينين ملؤهما القلق ولم ترد..

- (مريم) ..هل أنت هاربة من أهلك؟

التفتت (مريم) إلى (رانيا) وقالت برعب..
- من قال هذا؟
- عيناك تقولان ذلك

خفضت (مريم) عينيها وقد تشابكت الأفكار في رأسها..
فسألت (أسماء) أختها:
- كيف عرفت ذلك؟
قالت (رانيا) :
- استنتجت ذلك وأنت تقصين علي بالأمس ما حدث..
غمغمت (أسماء) :
- لم يخطر ببالي شيء كهذا

قالت (مريم) في محاولة لإنهاء المناقشة:
- أنا لن أطيل الإقامة هنا..سأنهي فطوري وأذهب
قالت (أسماء) بدهشة:
- إلى أين؟
- إلى أي مكان
قالت (رانيا) :
- بإمكاننا مساعدتك إن أخبرتنا لم هربت؟

نظرت لها (مريم) وهي تشعر بحيرة..هل تخبرها؟ وإن أخبرتها فكيف ستساعدها؟ لكنها قررت..
- لنؤجل الحديث في هذا لما بعد الأكل

هزت (رانيا) رأسها موافقة..وبعد انتهاء الطعام أعدت (أسماء) القهوة السريعة للجميع، وناولت (مريم) كوبها فأخذته شاكرة وقالت:
- أنا من كفر الزيات..

التفتت الفتاتان إليها..
- وقد هربت أول أمس

اعتدلت (أسماء) في جلستها،بينما قامت (رانيا) وتناولت علبة للسجائر من على الطاولة ثم أشعلت لفافة ونفثت دخانها في الهواء..

نظرت إليها (مريم) بتعجب،ثم التفتت إلى (أسماء) فوجدتها تنتظر أن تسمع منها حكايتها.. إذن فـ (أسماء) معتادة على رؤية أختها وهي تدخن..

أخذت نفسا عميقا ثم حكت لهم القصة..وعندما فرغت سمعت صوت الآذان من المسجد القريب..لكن (أسماء) بادرتها وقد بدا على وجهها الغضب والضيق معا:
- ولماذا تنازلت عن المحضر؟
- لم يكن لدي خيار آخر..
- كيف تسمحين لشيء كهذا أن يحدث؟

قالت (رانيا) :
- هذا تصرف طبيعي منها يا (أسماء) ..كان أبوها يخشى من الفضيحة..ولا بد أن له شخصية مسيطرة..لهذا لم تستطع أن تخالفه
- أية فضيحة؟ لقد أضاعوا حقها
- كل الناس تفكر بهذا الشكل يا عزيزتي

ثم وجهت (رانيا) كلامها إلى (مريم) قائلة:
- لكن لماذا هربت من أهلك؟
- لقد أراد أبي أن يقتلني!!

صاحت (أسماء) مرة أخرى بغضب أكبر:
- يقتلك؟ ولكن..كيف..كيف..

بترت عبارتها ولم تدر ماذا تقول..إن هذا لهو الظلم بأبشع صوره..الحكم على الضحية بعقوبة المتهم الذي أطلقوا سراحه بأيديهم..

ساد الصمت للحظات..وكل فتاة منهم تفكر في شيء ما..

- اسمعي يا (مريم) ..

كانت هذه (رانيا) ..
- أنا و (أسماء) عشنا تجربة الوحدة قبل خمس سنوات..بعد وفاة والدتنا وزواج والد (أسماء) ..ولم يبق لنا إلا هذه الشقة التي تركتها لنا أمنا،ولحسن حظنا لم يستول أبو (أسماء) عليها،وإلا كنا في الشارع نتسول إلى الآن..
لهذا أنا أقدر وضعك جيدا..وعليه فإنك ستبقين معنا حتى تقرري ما هي خطوتك التالية..

وسكتت قليلا ثم قالت:
- وماذا بشأن الكلية؟ هل ستعاودين الذهاب إليها؟

ردت (مريم) بسرعة:
- بالطبع لن أعود؛لأن أهلي قد يذهبون إلى هناك من حين لآخر كي يتتبعوا أخباري..

ثم استطردت:
- لهذا فأنا أريدك أن تجدي لي عملا حتى لا أكون عالة عليكما..أي عمل..

وقبل أن ترد (رانيا) رن هاتف (مريم) ..



يتبع............


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-13, 01:30 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر

رن هاتف (مريم) ..فانتفضت من مكانها..من تراه يتصل؟
أحضرت (أسماء) الهاتف من الغرفة بعد أن تم شحنه..
- إنه والدك

صاحت (مريم) برعب:
- أغلقيه..أغلقيه بسرعة..
ارتبكت (أسماء) وقطعت الاتصال ثم أغلقت الهاتف..
- إذن..

نظرت الفتاتان إلى (رانيا) ..
- بما أنك قررت عدم العودة،فغيري شريحة الهاتف،كي لا يتمكن أحدهم من الوصول إليك
وافقت (مريم) على الفور،وشكرت (رانيا) على السماح لها بالبقاء في البيت..

بعد الغداء دخلت (رانيا) إلى غرفتها،وظلت (مريم) و (أسماء) تتحدثان في حجرة الجلوس..
- لقد نسيت أن أخبرك شيئا..اتصل (ياسر) بي البارحة ليعرف أخبارك،فأخبرته أنك تبيتين الليلة عندي..فأرسل سلامه لك..

هزت (مريم) رأسها..وفكرت ما العمل الذي يمكنها أن تلتحق به وهي بلا مؤهلات..
- (أسماء) ..لقد ذكرت (رانيا) والدك في الحديث..ألستما أختين؟
- بلى..ولكن من الأم فقط..

ثم استطردت:
- والد (رانيا) توفي وهي صغيرة،فتزوجت أمي من أبي وولدت أنا بعد (رانيا) بست سنوات..ثم توفيت والدتنا منذ خمس سنين..وتزوج أبي كما أخبرتك (رانيا)
- ولماذا لم يأخذكما للعيش معه؟

- لقد أخذنا،ولكن أبي كان رجلا أنانيا..تزوج أمي لأجل أموالها التي تركها لها والد (رانيا) ،ولم يكن يعاملنا إلا بكل قسوة..فقررت أمي أن تكتب هذه الشقة باسمي أنا و (رانيا) لأنها كانت تخاف أن يطردنا أبي للشارع إذا ماتت
- وكيف لها أن تعرف أنها ستموت قبله؟
- أمي كانت مريضة بالسرطان،وكانت تعرف أنها لن تعيش كثيرا

ران الصمت عليهما.. (أسماء) أيضا لها حكاية مؤسفة..
- ألم تترك والدتك أي أموال لكما؟
- بلى..لكن أبي استولى عليها كلها،ولم يكن يعرف عن هذه الشقة شيئا..وبعد مدة من وفاة أمنا،تشاجر أبي مع (رانيا) مشاجرة عنيفة،وظل يضربها حتى كسرت ذراعها،ولكنه لم يهتم فأخذتها إحدى جاراتنا إلى المستشفى،ولحسن الحظ لم يكن كسرا كاملا،كان شرخا فقط..

أما أنا،وبرغم أنني ابنته الفعلية،فلم تكن معاملته لي أفضل من معاملته لها..لكني كنت أتجنبه وأحاول ألا أغضبه كي لا يحدث لي ما حدث لأختي..وحتى بعد كسر ذراع (رانيا) لم يتوقف أبي عن التشاجر معها..

- ولماذا كانا دائمي الشجار هكذا؟
- لأنها رسبت في أول سنة في الجامعة،بسبب وفاة أمي،وأخبرها أنه ليس مسؤولا عنها ولن ينفق عليها قرشا واحدا لتكمل تعليمها،فقررت أن تعمل لتكمل دراستها،فكانت تذهب للكلية في الصباح وتذهب للعمل في المساء..لكنها كانت تتأخر أحيانا في عودتها من العمل،ولهذا كانت تقوم الدنيا ولا تقعد..حتى تزوج أبي من امرأة أخرى..

كانت تلك المرأة تفتعل الشجار معنا وتفتري علينا كذبا أمام أبي،وظلت تشكو لأبي أننا نعاملها بسوء..حتى أنها اتهمتني بسرقة خاتم ذهبي لها..أقسمت لأبي أني لم آخذه،لكنه لم يصدقني خاصة عندما وجده في خزانتي،وبالتأكيد زوجته هي من وضعته هناك، فضربني وعندما دافعت عني (رانيا) قام بطردنا من المنزل ونحن بثياب النوم..

قضينا تلك الليلة عند إحدى جاراتنا،وعدنا في اليوم التالي إليه..فسمح لنا بالدخول،وبعد ذلك بأسبوع،أخبرنا أنه حصل على عقد عمل في إحدى دول الخليج،وخيرنا بين الذهاب معه أو البقاء..لكننا رفضنا الذهاب معه،فلم يهتم لأمرنا وتركنا..

صمتت (أسماء) قليلا فقال (مريم) تستحثها لتكمل:
- وبعد؟

- وبعد..فقد قام بحركة دنيئة معنا..باع الشقة التي كنا نسكن فيها معه،ولم يكتف بذلك،بل أخذ أموالها ولم يعطنا منها قرشا..حينها عرفنا أن أمي كانت محقة عندما كتبت هذه الشقة باسمي أنا و (رانيا) ..

لقد ظن أبي أنه إن تركنا هكذا فسنركض خلفه،لكننا جئنا إلى هنا وأكملنا حياتنا دون الحاجة إليه،وهو لم يفكر يوما بالسؤال عنا..وربما يظن أننا متنا جوعا..

وصرنا وحيدتين لأن والد (رانيا) لم يكن له أقارب نعرفهم،وأقارب أمي لم يسألوا عنا بعد وفاتها،وبالطبع لم نكن نريد أن نذهب لأقارب أبي..

وتركت (رانيا) الكلية،لأنها لم تستطع أن تعمل وتدرس في نفس الوقت،خاصة أنها كانت تعود للبيت في أوقات متأخرة جدا..وكانت تريد تدبير مصاريفنا اليومية ومصاريف دراستي بعد أن رسبت أنا الأخرى في أول سنة بالمدرسة الثانوية،لكنها أصرت أن أكمل تعليمي..

شردت (مريم) للحظات.. (رانيا) إنسانة رائعة حقا،وليست سلبية مثلها،لم تستسلم للواقع كما فعلت هي،ولم تهرب رغم ما تعرضت له من إهانات وآلام..

وفجأة..واتتها فكرة..فقالت لـ (أسماء) :

- بالمناسبة..أين تعمل (رانيا) ؟

يتبع...................



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أميرة, للكاتبة, مجرمة, أندلسية, مكتملة, فصحى, ضحية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:49 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.