آخر 10 مشاركات
قساوة الحب - أروع القصص والمغامرات** (الكاتـب : فرح - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          عاشق ليل لا ينتهى *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : malksaif - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          485 - قلب يحتضن الجراح - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          5 - الرجل السراب - جانيت ديلي - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : gasmin - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-13, 10:09 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 لا يأس مع الحياة / للكاتبة أميرة الورد ، فصحى مكتملة





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية تحمل حكمة ألا وهي

........ لا يأس مع الحياة..........

للكاتبة / أميرة الورد



قراة ممتعة للجميع



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 14-10-15 الساعة 10:27 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 10:12 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





........ لا يأس مع الحياة..........


الفصل الاول


بندر:هيا يا أم فيصل هل أنت مستعدة ستصل طائرة فيصل بعد ساعتين




عائشة:وكيف لا أكون مستعدة لم تنم لي عين منذ ليلة البارحة وأنا أنتظر هذه اللحظة التي يعود فيها ابني فيصل ومعه شهادة الدكتوراه في هندسة الكومبيوتر من أمريكا




بندر:معك حق يا أم فيصل أين البنات أخشى أن نتأخر بسببهم


وجاء صوت ناعم من الخلف كان صوت سما التي تبلغ من العمر أربعة عشر عاما في الصف الثاني متوسط


نحن جاهزون يا أبي


بندر: حسنا وأين حبيبتي لجين؟


ردت سما بغيظ: طفلتك المدللة مع وسن لتختار لها أجمل بدله ليراها فيصل بأحسن صورة ، آه من هذه المدللة إنها في الصف الرابع الابتدائي وما زالت تتصرف كطفلة لا تستطيع حتى اختيار ملابسها




قاطعتها عائشة: كفى يا سما لقد كبرت على الغيرة والدلال .. بالمناسبة أين راكان وأسامة؟


سما: أسامة ينتظركم في سيارته مع راكان؟


بندر: ماذا؟؟ راكان هل سيذهب معنا ؟كلا لن يحصل ذلك هل جن هذا الفتى بسرعة يا سما قولي له أن يجلس في غرفته ويذاكر فهو في الصف الثالث ثانوي ولابد أن لا ينشغل بشيء سوى الدراسة.




نظرت سما إلى أمها تريد منها أن تنقذ الموقف وقالت : أمي هل أفعل ذلك؟


فقالت عائشة: كلا يا صغيرتي ، سامحك الله يا بندر وهل هو آله تعمل طوال الوقت من حق راكان أن يفرح معنا بعودة أخيه ثم إن الساعة الآن تعدت العاشرة بالله عليك أخبرني من يستطيع أن يذاكر في هذا الوقت.




رد بندر بغيظ وقد احمر وجهه: حسنا لكن لن يسلم من يدي إذا لم يحقق نتيجة




قاطعته عائشة: إنشاء الله سيحقق والآن هيا بنا إلى المطار




وسن:أبي.. أمي لقد اتصلت أختي دانه وطلبت مني أن أخبركم بأن زوجها لن يتمكن من الحضور لأن عنده مناوبة اليوم وقالت لي قولي لوالدي بأن يأخذني أنا وابنتي ديم في طريقه لنستقبل فيصل معكم في المطار




نظر بندر إلى الساعة وقال:مازال لدينا متسع من الوقت لننطلق الآن سننقسم إلى نصفين نصف سيركب مع أسامة والنصف الآخر معي، من سيركب معي؟




توقف بندر منتظر الإجابة لكن البنات الثلاث كانوا ينظرون إلى بعضهم البعض ثم جاء صوت لجين الصغيرة: سنركب جميعنا مع أسامة يا أبي




ابتسم بندر وقال : حسنا ولكن إذا وصل فيصل فسيركب في سيارتي وأنتم في سيارة أسامة.




لم يعجب الفتيات ما قرره والدهم وقالوا: لم لا نركب في سيارتك السوبر يا أبي فهي تسعنا جميعا ما رأيك؟




قالت عائشة: ونعم الاقتراح هيا بنا بسرعة




وسار الجميع باتجاه السيارة السوبر ففهم أسامة و راكان ما يصبوا إليه والدهما فخرجا من السيارة واتجها إلى السوبر


وبمجرد ما إن فتح بندر الكراج إلا وجد أربع سيارات بانتظاره الأولى وهي الأفخم سيارة الجد أحمد ويرافقه أبنائه الثلاثة صالح و سلطان و نايف أما السيارات الثلاثة المتبقية فهي سيارات أبناءهم فالكل يحب فيصل وينتظر عودته بفارغ الصبر والكل يريد أن يعد شيء مميز بمناسبة عودة فيصل الغالي وانطلق الجميع إلى المطار بعد أن أخذوا دانه وابنتها في طريقهم.


وفي المطار وقف الجميع في صالة الانتظار و أخيرا تم الإعلان عن وصول الطائرة وبدأ الركاب بالنزول من الطائرة كان معظم الركاب أجانب كانت عائشة تنظر في وجه كل شخص يمر وتنادي فيصل


التفت إليها أسامة وقال: أمي هل نسيت وجه فيصل ؟


ردت عائشة: أنسى روحي ولا أنساه هل جننت يا أسامة؟


ابتسم أسامة: كلا يا أمي لكن لم يمر أحد بجانبك إلا وقلت فيصل؟


ضحكت دانه: معك حق يا أسامة ألهذا الحد أنت مشتاقة إليه؟


زفرت عائشة : كيف لا أشتاق إليه إنه فيصل الغالي أخيرا ستعود يا روح والدتك


وفجأة قال بندر : فيصل هذا هو ابني فيصل انظري يا عائشة إنه فيصل


التفت الجميع إذا بفيصل يسير بخطى ثابتة لم يتغير كثيرا مازال يتمتع بملامحه الحادة الدقيقة إلا أن شعره البني الناعم أصبح يلامس كتفه كان سرحان وأيقظه صراخ أهله نظر إليهم ولم يتمالك نفسه وأخذ يركض كالطفل وارتمى في حضن والدته و والده ومن ثم أخوانه وأخواته كان يضحك ضحكة هستيرية ويقول:لقد تغيرتم جميعا لم أعرفكم




وجاء ابن عمه سعود وهو أقرب أبناء عم فيصل إليه وحضنه بقوة وقال : أخيرا عدت يا ابن العم


وجاء بعدها أبناء عمه وأعمامه والكل يحمد ويشكر الله على عودة فيصل بالسلامة


وبينما فيصل يرحب وقع نظره على عينا جده كان وجه جده أحمر وينظر إلى فيصل و عيناه غارقتان بالدمع




ترك فيصل الجميع وسار باتجاه جده وقال: ما شاء الله تبدو أصغر من والدي يا جدي


ابتسم الجد:أخيرا عدت يا دكتور تعال يا بني كم اشتقت إليك.


وتعانقا عناقا حارا ومن ثم قال بندر: هيا يا فيصل لنذهب إلى البيت


وحينما خرج من المطار وقف أمام السيارة وقبل أن يركب قال بأعلى صوته: أحلى تحية للمملكة العربية السعودية.


فصفر أبناء عمه وصفقوا وقاموا بعمل سيمفونية بمزامير السيارات وانطلق الجميع وبعدها افترقوا في الطريق.





وفي السيارة جلس فيصل في الخلف بجانب أخوته وأخذ ينعش ذاكرته فقال: إذا أخبرني يا أسامه أين وصلت في دراستك


فرد أسامة: أنا الآن في السنة الثالثة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في قسم الهندسة الكهربائية.


فيصل: ما شاء الله والله كبرت يا أسامة وأنت يا وسن ما هي أخر أخبارك ؟


وسن: أنا الآن في سنة أولى هندسة ديكور في جامعة الملك فيصل


فيصل: ما شاء الله يا أبو فيصل أصبح أولادك مهندسين .


ضحك بندر وقال: الحمد لله إنشاء الله راكان يتبعكم هذه السنة ويرفع راسي مع أني غير متفائل


فيصل: من المؤكد أنه سيرفع رأسك لكن لا تثقل عليه يا أبي




خالي ..خالي كيف حالك لماذا لم تسأل عني . كان هذا هو صوت ديم التي تبلغ من العمر سبع سنوات


فضحك فيصل:أوه صغيرتي ديم وكيف أنساك لقد اشتريت هديه خصيصا لك


جاء صوت لجين غاضبا: ماذا وهل نسيت أختك لجين يا فيصل


قاطعتها عائشة: يكفي لا ترهقوا فيصل فهو متعب الآن


تنهد فيصل ثم فتح النافذة وقال: أنت الوحيدة التي تفهمني يا أمي.آه كم اشتقت لهواء الشرقية المنعش


أسامة: فيصل إذا سمحت أغلق النافذة الجو حار ورطب و...


قاطعه فيصل: حرام عليك يا أسامه دعني أعيش اللحظة ، أمي أبناءك يضايقوني


صرخت عائشة : دعوا ابني يرتاح هل تفهمون؟


وجاءت صرخة أخرى من بندر: أقسم بالله بأني سأنزل أي أحد يضايق فيصل من السيارة وأجعله يعود إلى البيت مشيا على الأقدام


صمت الجميع ثم قال راكان: لا تضايقوا فيصل و إلا سيتبرأ والداي منكم .


ولم يتوقف فيصل عن الكلام حتى وصلوا البيت .




استيقظ فيصل على صوت ديم:خالي ..خالي هيا استيقظ أريد أن ألعب معك


ضحك فيصل بصوت خافت وقال:ديم عزيزتي أغلقي الباب أريد أن أنام


جاء صوت آخر كان صوت لجين: فيصل هل صليت الظهر؟


فرد فيصل :لا


فقالت: إذا لم تصلي العصر والمغرب أليس كذلك؟


فتح فيصل عيناه في دهشة وقال: معقول كيف لم يوقظني أحد؟! سامحكم الله




ثم قام بسرعة واتجه إلى الحمام بينما خرجت الصغيرتان لتبلغان الجميع باستيقاظ فيصل.


وما هي إلا دقائق حتى نزل فيصل وشارك الجميع في الجلسة وقال: السلام عليكم جميعا.


هلل الجميع: وعليكم السلام تعال اجلس هنا يا فيصل


نظر فيصل حوله وقال: أين راكان لماذا لا يشاركنا هذه الجلسة العائلية؟


نظر بندر وفي وجهه علامات الجدية:راكان منشغل بالدراسة لا أريده أن يضيع وقته إنها المرحلة


التي تحدد المصير كما تعلم


تنهدت سما وقالت :آه من ثالث ثانوي إنشاء الله أن تتغير الأحوال قبل أن أكبر


ضحكت وسن وقالت:يا حبيبتي ثالث ثانوي كأس مر الطعم ستشربينه يوما ما كما شربناه


ضحك فيصل: ما هذا الرعب حرام عليكم ثالث ثانوي سنه لا تختلف عن باقي السنوات سأذهب لأرى راكان ولا تضغط عليه كثيرا يا أبي و إلا سيكره الدراسة


عائشة: معك حق يا فيصل لقد قلت له ذلك مرارا وتكرارا.




ثم سار فيصل باتجاه غرفة راكان فوجده يكتب على الطاولة ولم ينتبه أن فيصل خلفه ، فاستغل فيصل هذه الفرصة ليقرأ ما يكتبه على الطاولة ، وكان ما كتب: اليوم سيلعب الأهلي ضد الهلال الساعة السابعة مساء .


ضحك فيصل وقال: يبدو أنك مشغول بالدراسة يا أخي هل تريد مساعدة في حل مسألة رياضية.


ارتبك راكان وتغيرت ملامح وجهه ووقف بسرعة وقال: فيصل سامحك الله كنت أعتقد أنك أبي الحمد لله كنت سأفقد عقلي


نظر إليه فيصل: ألهذا الحد تخشى أبي يا راكان


فتح راكان درج مكتبته وأخرج ممحاة ومحا ما كتبه وقال: المشكلة يا فيصل أن والدي لا يؤمن أن لكل شخص قدرات لقد أجبرني على دخول القسم العلمي مع أني لا أطيق الرياضيات ولا الكيمياء ولا الفيزياء ولا حتى الأحياء وفوق كل هذا يريدني أن أحصل على أعلى الدرجات حتى أدخل في النهاية قسم لا أحبه وأكمل بعدها حياتي وحدي وأنا غير راضي عن نفسي لأني من البداية لم أختار ما يناسب رغباتي و ميولي.


جلس فيصل على السرير وقال: إن سنحت لك الفرصة أن تختار فأين سترى نفسك


أغمض راكان عيناه وقال: أريد أن أكون مخرج سينمائي مشهور


ضحك فيصل وقال : راكان لا تفكر هكذا نحن في السعودية ولسنا في هوليوود يا حبيبي ، صدقني الأقسام العلمية مجالاتها كثيرة تستطيع أن تصبح مدرس أو مهندس أو طيار أو حتى طبيب من يعلم


ضحك راكان ضحكة سخرية: طبيب ؟!! أنا طبيب حتى في الحلم لا يمكن أن أصدق أن أكون طبيب .


استنكر فيصل: ما المشكلة طبيب لماذا تستهين بقدراتك يا راكان؟


وقف راكان وقال: فيصل أرجوك أنهي الحديث لا أريد أن يسمعك والدي وإلا سيعطينني بحر من النصائح الروتينية هيا لنشارك الجميع في الجلسة


وقف فيصل وقال: كما تشاء هيا بنا.




سار فيصل يرافقه راكان إلى غرفة الجلوس ،جلس فيصل بجانب دانه وجلس راكان كعادته دائما بجانب أسامه.




ضحكت عائشة وقالت: أخيرا أبنائي حولي ،آه كم اشتقت لهذه الجلسة الحمد لله أنك عدت يا فيصل.


ابتسم فيصل: ولن أفارقك أبدا حتى تملي مني.


عائشة:لا يمكن أن أمل منك يا حبيبي


كشرت لجين وقالت: فيصل سيأخذ كل الحنان ولن تدلليني بعد اليوم أليس كذلك يا أمي؟


ضحك بندر: نحن نحبكم جميعا يا صغيرتي ولكننا سعداء بعودة أخيك ألست سعيدة بعودته؟


وقفت لجين وحضنت فيصل: بلى سعيدة جدا أنا أحبه كثيرا


نظرت سما إلى لجين: لا داعي لحركات الأطفال هذه يا لجين ابتعدي عن فيصل


قاطعها فيصل: وهل شكيت لكي يا محامية الأسرة .


ثم نظر فيصل إلى لجين وقال: وأنا اشتقت لكي يا روحي


نظرت عائشة إلى فيصل وقالت: أوه عزيزي فيصل يجب أن تذهب إلى الحلاق لتقص شعرك الطويل فلقد لامس كتفيك يا بني .


وكن مستعدا سيأتي أعمامك بعد صلاة العشاء وسيتناولون وجبة العشاء معنا بمناسبة عودتك بالسلامة.


تأفف فيصل وقال: ماذا ؟! أنا غير مستعد ..أنا متعب من السفر كان المفروض أن تخبروني إن كنت مستعدا أم لا.


غضب بندر وقال: ألا تخجل من نفسك سيأتون تقديرا لك ولي وتتذمر شباب آخر زمن .


تفاجأ فيصل من ردة فعل والده وقال: أنا آسف لم أكن أقصد أعدك بأني سأكون مستعدا.


وقف أسامه وقال: إذا هيا بنا يا فيصل إلى الحلاق وأنت يا راكان لما لا ترافقنا فأنت لم تحلق منذ فترة


ضحك راكان: أنا محكوم علي بالسجن لمدة عام حتى ينتهي كابوس ثالث ثانوي


صرخت عائشة :أعوذ بالله بسم الله عليك اذهب معهم يا بني.


ابتسم بندر: اذهب معهم يا راكان فمظهرك بالفعل يستحق الرثاء.




وغادر الجميع وانشغلت عائشة والبنات بتجهيز الشاي والقهوة والمكسرات وما إلى ذلك من تجهيزات ، وبعد ذلك عاد بندر وأولاده من المسجد بعد أن أدوا صلاة العشاء ، وارتدى فيصل الثوب والغترة والعقال ، وما إن رأته والدته حتى قالت:منذ زمن لم أرك بالثوب تبدو كأمير بل إنك أجمل من الأمراء بالثوب.


ضحك فيصل: أنت تبالغين كثيرا يا أمي.


أردفت عائشة: أبالغ ؟! إن لم تصدقني أسأل والدك ، بندر انظر إلى فيصل ألا يبدو كعريس هذه الليلة


ابتسم بندر: وهو كذلك


لم تريح هذه الكلمة فيصل ثم قال: ماذا تقصد يا أبي؟


كان بندر يعطر ثوبه وقال : اليوم سأخطب لك ابنة عمك سارة ،إنها أجمل بنات عمك هذا غير أنها متعلمة ومثقفة.


توجه فيصل إلى والده وقال: ماذا؟! أنا لست مستعدا الآن ، أرجوك إن أردت أن تفتح هذا الموضوع فلا تفتحه اليوم أرجوك يا أبي


تعجب بندر وقال : حسنا كما تريد ولكن لنا حديث بعد أن يذهب أعمامك.


تنهد فيصل وقال: كما تريد يا أبي




وفي تمام الساعة التاسعة كان بيت بندر يضج بالفوضى فالأطفال يلعبون بالخارج ، والكبار قد علت ضحكاتهم في الداخل . وبعد العشاء استأذن فيصل النساء بالدخول ليسلم على جدته فهو لم يرها منذ وصوله.


فصرخت دانه قائلة: يا بنات سيدخل فيصل ليسلم على جدتي أرجو منكم تغطية وجوهكم.




وبعدها دخل فيصل وسلم على الجميع ثم عانق جدته وقبلها وقال: كيف حالك يا جدتي؟


أمسكت الجدة برأس فيصل وقبلت جبينه: أنا بخير الحمد لله على سلامتك يا فيصل.


وبعدها هم فيصل بالخروج لكن المفاجأة أن سارة ابنة عمه كانت في المطبخ ولم تكن تعلم أنه في المجلس ولم تكن ترتدي عباءة ،فالتفت فيصل إليها وبسرعة أدار ظهره وقال: أنا آسف يا ....


ابتسمت زوجة عمه وقالت: هذه سارة ابنة عمك هل نسيتها، يا سارة سلمي على ابن عمك.


وقفت سارة خلف الباب و قالت: كيف حالك يا ابن عمي؟




نظر إليها فيصل باحتقار وقال: بخير يا سارة


وانطلق بعدها بسرعة لكن سارة استوقفته وقالت: فيصل حمدا لله على سلامتك


التفت فيصل ونظر إلى زوجة عمه كانت في قمة السعادة ثم نظر إلى سارة وقال: الله يسلمك جزاك الله خيرا.




عاد فيصل وأكمل الجلسة مع أعمامه وجده يمازح هذا ويضحك مع هذا إلى أن غادر الجميع بعد منتصف الليل.


كان فيصل متعب وقبل أن يدخل غرفته استوقفه والده وقال : تعال يا فيصل أنا وأمك نريد أن نتحدث إليك.


تغيرت ملامحه كان يعلم جيدا ماذا يريد والده ، اتجه إلى غرفة والده كان بندر جالس على الكرسي ثم أتت عائشة وجلست بجانبه .


كان الوضع غير مريح بالنسبة لفيصل، ناداه والده قائلا: تعال يا فيصل اجلس.


فجلس فيصل واسترسل والده بالحديث قائلا: إلى متى يا فيصل ستظل بلا زواج أختك دانه أصغر منك ولديها طفلة، وأنت الآن عمرك تسعة وعشرين سنه ألا تفكر بالزواج يا بني؟


ابتسم فيصل وقال: بالطبع أفكر لكن لا أريد أن أتزوج سارة.


نظر بندر إلى فيصل وقال:منذ أن أنهيت البكالوريوس وأنا ألح عليك بالزواج وأنت تتهرب يا فيصل صارحني ماذا يدور في فكرك يا بني إن كنت لا تريد أن تتزوج ابنة عمك فلن أجبرك على الزواج منها وستبحث والدتك عن أجمل البنات لتكون زوجة لك.


سكت فيصل وأراد أن يتحدث لكنه تردد قليلا ثم استجمع شجاعته وقال: الأمر معقد يا أبي.


نظر إليه بندر وقال: لا تفكر بأي شيء ،إن كنت تفكر بالمال فأنا مستعد من الريال إلى المليون


استوقفه فيصل وقال: أنا لا أحمل هم المال يا أبي ، كل ما في الأمر أني أحب وأريد أن أتزوج من اختارها قلبي


صعق بندر وقال: ماذا تحب؟!! هل هي عربية .


صمت فيصل ثم قال : كلا ليست عربية ولكنها مسلمة، أنا أحب روز ابنة خالتي.


وقف بندر غاضبا بينما ظلت عائشة جالسة ولم تعقب على كلام ولدها وقال: ولكنها فرنسية!!


أردف فيصل : أمي فرنسية كذلك يا أبي ولقد تزوجتها رغم معارضة الجميع لك.


ضحك بندر وقال: أنت لا تعلم كم تعبت أنا ووالدتك حتى يستمر زواجنا ليس لديك أي علم كم مرة كدنا أن ننفصل ثم أنك هل تعتقد أنها ستتزوجك وأن والدها سيوافق.


وقف فيصل ونظر إلى عيني والده وقال:أنا أعلم أنها تحبني ووالدها وخالتي وحتى أخوها يعلم أنني أحبها وهي تحبني وسألته إن كان سيعترض لو طلبت يدها للزواج فقال بأنه سيكون سعيد بذلك.


احمر وجه بندر من الغضب وأمسك بثوب فيصل من الأمام وأسنده على الجدار وقال: هل حصل بينكما شيء؟


فقال فيصل وهو يحاول أن يبعد يد والده: أقسم بالله أني لم ألمسها فقط كنت أراسلها وبعلم أهلها صدقني.


أمسك بندر برقبة فيصل وقال: لكنك لن تتزوجها.


صرخ فيصل: بل سأفعل


نظر بندر إلى فيصل وخلع نظارته، وخشيت عائشة من أن يحصل شيء فقالت: أرجوك يا عزيزي كفى لنتحدث معه في النهار.


في صوت خافت رد بندر: عائشة دعينا وحدنا .


قاطعه فيصل: لا تكبر الموضوع يا أبي


صرخ بندر: أنت تصمت، عائشة دعينا لوحدنا.


خرجت عائشة بسرعة وهي تدعي أن تسير الأمور على خير.


أمسك بندر بيد فيصل و أجلسه علي الكرسي وقال :لا تكن عنيدا يا فيصل صدقني الحب الناضج الحقيقي هو الحب الذي يأتي بعد الزواج.


ضحك فيصل: وهل تظن بأني سأجد هذا الحب مع سارة يا أبي،كلا لن يحصل ذلك لن أتزوج غير روز يا أبي


صرخ بندر : فيصل هل جننت؟! إذا كنت عنيد لهذا الحد فاسمعني جيدا غدا سأخطب لك سارة وستوافق رغما عنك ، لقد أعطيتك الفرصة لتختار ولكنك لم تستفيد من هذه الفرصة ،وحاول أن تعارضني وسترى ما سيحصل.


وقف فيصل وخرج مسرعا وقبل أن يفتح الباب استوقفه والده وقال: لا تكن متهورا يا دكتور وصدقني بأنك ستعيش ملكا مع سارة.


ابتسم فيصل وخرج مسرعا وأغلق باب غرفته ، لحقت به والدته وطرقت الباب لكنه لم يفتح ،عادت بعدها إلى غرفتها فوجدت بندر رافعا يده إلى السماء ويقول: يا رب أنت وحدك من يعلم كم أحب هذا الفتى وأنني لا أريد إلا أن أراه سعيدا فاكتب له السعادة مع سارة يا رب.


التفت بندر فوجد عائشة غارقة في دموعها، وقف بندر وأمسك بيدها ومسح دموعها وقال: لقد اتخذت القرار الصحيح أليس كذلك؟


صمتت عائشة وقالت :آمل أن يكون ذلك



..................................................

يتبع>>>>>>>>>>>>




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 14-10-15 الساعة 10:28 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 10:13 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني


بندر: كم الساعة يا بنات؟
وسن:الساعة الآن الرابعة عصرا لماذا تسأل يا أبي؟
بندر:لجين حبيبتي اذهبي وأيقظي فيصل للصلاة.
قامت لجين بسرعة ،وما هي إلا دقائق حتى عادت لجين وقالت : إنه مستيقظ قال بأنه سيصلي العصر وسيأتي حالا
دخل فيصل الصالة وسلم سلاما باردا على الجميع ،كان هادئا جدا لدرجة الجمود.
نظر بندر إلى فيصل وقال: جهز نفسك سنذهب بعد صلاة العشاء لخطبة سارة ، باركوا لفيصل يا بنات
صرخ البنات وأمسكوا بيد فيصل :ألف مبروك..ألف مبروك يا أخي أخيرا ستتزوج يا دكتور
كانت ردة فعل فيصل باردة واكتفى بقول: شكرا
سكت كل من في الصالة من ردة فعل فيصل،وفجأة رن الهاتف قفزت لجين كعادتها لترد على الهاتف
وقالت:ألو.. أوه أهلا روز كيف حالتك وكيف حال خالتي
قفز فيصل من مكانه من أول ما سمع اسمها اتجه إلى الهاتف وقال: أعطني السماعة يا لجين.
وضع فيصل سماعة الهاتف في أذنه وقال: ألو .. روز أنا فيصل .. اشتقت إليك.
صعق بندر مما سمع والتفت إلى فيصل فوجد وجه فيصل الأبيض الشاحب قد تلون بالدم الأحمر،
سكت فيصل قليلا ثم قال: وأنا كذلك...حسنا إلى اللقاء شكرا لاتصالك.
أغلق فيصل السماعة فوجد كل من في البيت ينظر إليه ،أراد فيصل تغيير الموضوع فقال:أنا جائع هل تناولتم الغداء؟
ضحكت عائشة: وهل هذا معقول بالطبع كنا ننتظرك تعال لتشاركنا
أكمل بندر: اغسل يدك وكن عاقلا يا فيصل
ضحك فيصل: وهل تراني مجنون يا أبي
نظر بندر إلى فيصل: أسأل نفسك
وسن: دعه يا أبي فاليوم هذا مميز بالنسبة لفيصل
نظر إلى والده وقال: مميز جدا
وفي الليل استعد فيصل لخطبة ابنة عمه، وفي منزل عمه كان العم نايف سعيد جدا يهلل ويرحب بفيصل لكن فيصل كان فكره بعيد ،كان يفكر بالمكالمة بمحبوبته روز الحسناء ، استيقظ فيصل من أحلامه الوردية على صوت والده وهو يقول : خير البر عاجله وأنا من رأي أن نعجل في الملكة يا أخي
ضحك نايف:معك حق نحن مستعدين الخميس القادم هل يناسبكم الموعد
ابتسم بندر: يناسبنا جدا، لا تعلم كيف أن فيصل متحرق لهذا الزواج إن كان عليه يريد أن يتزوج اليوم أليس كذلك يا فيصل؟
بحلق فيصل عيناه ثم التفت إلى عمه وقال:خذ وقتك أنا لست مستعجل يا عمي
رمق بندر فيصل بنظرة حادة وقال:نستأذنكم يا أخي وسيكون موعدنا الخميس القادم بإمكانكم إعلان الخطوبة الآن.
صعق فيصل وقال: ماذا أنا..... .
ثم نظر إلى والده ولم يكمل وقال: على بركة الله.
وفي البيت نزل فيصل مسرعا من السيارة ودخل غرفته ولحق به والده وقال:ألف مبروك يا فيصل
ابتسم فيصل وقال : الله يبارك فيك .
تبعه بندر وهو يقول: سأتصل بجدك في فرنسا ليحضروا الملكة
ابتسم فيصل وقال بصوت خافت: ليتني لم أعد.
وما إن مر يومان على إعلان الخطوبة حتى أتى أهل عائشة من فرنسا وحينما علم فيصل بمجيئهم أتى بسرعة لاستقبالهم من المطار، كانوا جميعهم مصدومين فالكل يعلم أن فيصل يريد أن يتزوج روز لكنهم أقروا بالأمر الواقع وحينما وصلوا البيت هللوا وباركوا لبندر وأولهم روز ، لم تكن روز تغطي وجهها و كانت تتمتع بملامح حادة وعيون زرقاء ، كانت تنظر إلى فيصل وكأنها تسأله لماذا؟
لم يتجرأ فيصل حتى على الحديث معها ولا حتى مع خالته.
كانوا متعبين جدا استسلموا للنوم بسرعة في بيت بندر ،وفي الصباح استيقظ فيصل كان يعلم أن روز تحب أن تجلس في الحديقة كعادتها ، فتح فيصل الباب الخارجي فوجدها فعلا في الحديقة كانت واضعة شال أحمر على رأسها وحينما رأت فيصل قالت: لم تنسى هذا الوقت؟!
ضحك فيصل:أنساه هل جننت لا يمكن أن أنساه
نظرت إليه وعيناها غارقتان بالدموع: لقد نسيتني يا فيصل .. سوف تتزوج غيري.. لقد أخلفت وعدك
أمسك فيصل بيدها وقال: روز أرجوك كفى لا تثقلي علي .. كل ما أريدك أن تعرفينه هو أني أحبك اليوم وغدا ولآخر يوم من عمري سأظل أحبك.. لم أنساك ولن أنساك..لكن أحيانا تكون الظروف أقوى مني ومنك كما حصل معي الآن لا أستطيع أن أعصي أمر والدي فهو والدي يا روز.
ابتسمت روز: كنت أعلم أنك لم تتغير..أحترم رغبة والدك لعله أحكم منك فقد جرب الوضع قبلك ، لكن هل لي بطلب أخير
شعر فيصل بسعادة وقال: حبيبتي روز تأمر لكن أرجوك لا تقولي أنه الطلب الأخير فا من شيء يسعدني إلا تنفيذ طلباتك.
نظرت إليه وقالت: بل هو الطلب الأخير إن كنت تحبني فلا تتزوج سارة ابنة عمك ولا تسألني عن السبب فإن أردت أن تتزوج فتزوج من خارج العائلة أرجوك.
صمت فيصل ثم قال: لكي ما تريدين يا حسنائي الجميلة
ضحكت روز ثم قالت:سأشتاق إليك يا فيصل.
نظر إليها وقال: آه كم أحبك سأظل أذكر حبك الطاهر ما حييت وداعا يا روز
ظل فيصل و روز ثابتين كأن عيناهما بحاجة لبعض الوقت حتى تستوعب الصدمة ، استيقظ فيصل من حلم عطر دام أكثر من سبع سنوات وأعطى روز ظهره وولى مدبرا ، استوقفته روز قائلة : فيصل هناك شيء أريد أن أفعله
التفت إليها فوجدها تركض تجاهه وأمسكت بيده بقوة وقالت: عدني بأنك لن تناسني.
هم بإبعاد يدها لكنه بدون لا يدري ضغط على يدها وقال: لن أنساك ما حييت.
في هذه اللحظة خرج بندر من البيت كعادته ليذهب إلى الدوام فوجد فيصل ممسك بيدك روز فقال : فيصل ماذا تفعل؟
حينما لمحت روز زوج خالتها تركت يد فيصل و أسرعت إلى الداخل، بينما فيصل لم يستطع أن يجد الكلمات التي تشرح موقفه اقترب من والده وقال:أبي دعني أشرح لك أرجوك
صرخ بندر: فيصل كفى لقد حذرتك ألف مرة من تصرفاتك الطائشة ، ألا تخجل من نفسك يا دكتور، عموما لدي تصرف آخر معك لقد تأخرت عن الدوام سأعود بعد صلاة العصر اغرب عن وجهي.
سار فيصل مطأطأ رأسه لم يكن يريد أن يراه والده في مثل هذا الموقف وقبل أن يدخل جاءه صوت والده الغاضب يناديه التفت إليه ورأسه ما زال على الأرض فقال له والده: لا تحسب أن هذا الموقف سيمضي على خير لن تنجو من فعلتك.
ثم أغلق بندر باب السيارة وفتح الكراج ومشى ، أما فيصل دخل البيت فوجدها تنظر إليه خائفة وقالت بصوت متقطع: فيصل أنا آسفة.
ابتسم فيصل وقال : الخطأ ليس خطأك بل خطأي أنا.. ولكني كنت محتاج لهذه اللحظة حتى أرتاح وأخيرا ارتحت ، عودي إلى فراشك يا روز وكأن شيء لم يحدث.
سارت روز مسرعة حتى اختفت ، أما فيصل فدخل غرفة أسامة الذي كان يراجع دروسه فقال له : أنا آسف إن قطعت عليك مذاكرتك لكن ألسنا في عطلة الربيع.
أغلق أسامه المحاضرة وقال: بلى نحن كذلك لكننا سنداوم بعد أسبوعين وأخشى أن أنسى المعلومات.
ابتسم فيصل وقال: أحسنت يا أخي يا ليت راكان يتعلم منك ، بالمناسبة أسامه هل لي أن أستعير جوالك؟
أخرج أسامه جواله من جيبه وقال: طبعا ، تفضل لكن لا بد أن تشتري جوال حتى تكلم خطيبتك سارة بعد أن يعقد قرانكما
أمسك فيصل بالجوال وقال: لكنني لن أتزوجها و لا تسأل لماذا ، كل ما أريده الآن أن أتحدث إلى جدي
استنكر أسامه وقال: خير إنشاء الله عموما هذا هو رقم جوال جدي لكنني أعتقد أنه الآن في الشركة
لم يلق فيصل أي اهتمام إن كان جده بالدوام أم لا ، اتصل بجده وقال: ألو جدي أريد رؤيتك حالا... أنا متعب جدا يا جدي ... ماذا حسنا سيوصلني أسامه إلى الشركة الآن مع السلامة.
أغلق السماعة ثم التفت إلى أسامه وقال: أنا أنتظرك في السيارة لا تتأخر.
وفي الشركة كان الجد أحمد بانتظار فيصل واستقبله استقبالا حارا حينما رآه وقال له :تفصل يا بني لنتحدث.
التفت فيصل إلى أسامه وقال: اذهب يا أسامة سأعود مع جدي.
ذهب أسامة والجد ينظر إلى فيصل، دخلا المكتب جلس الجد على كرسي مكتبه وطلب من فيصل الجلوس وطلب من السكرتير بأن لا تستقبل أحد هذا اليوم،خلع الجد نظارته وقال: خير يا بني ماذا حصل؟
نظر إلى جده وقال: أنا احترم إصرارك أنت ووالدي على أن أتزوج من سعودية ذات أهل ونسب، وأنا أقر بأن سارة تنطبق عليها المواصفات هذا غير أنها ابنة عمي لكن.....لكنني لا أريد أن أتزوجها . أرجوك يا جدي أنت وحدك من يستطيع تغيير رأي أبي أنا مستعد أن أتزوج بأي امرأة سوى سارة لا أريد أن أتزوج أي امرأة من عائلتنا أرجوك يا جدي
صمت الجد قليلا ثم قال: ولكن تم إعلان الخطوبة والكل يعلم بأنه سيتم عقد قرانكما يوم الخميس هل تريد أن تحرج أهلك يا بني.
نظر فيصل إلى جده وقال: ولكنها حياتي يا جدي .. أنا وحدي من سيعيش معها أم أنك تريدني أن أتزوجها وتسمع بعد أيام بخبر طلاقي منها هل تريد أن يحصل ذلك لأحفادك يا جدي.. هل تريدني أن أعيش حياتي حزينا يا جدي
أردف الجد: بالطبع لا يرضيني يا فيصل أنت لا تعلم كم أعزك إن كنت لا تريد لهذا الزواج أن يتم وترى بأنك ستكون سعيد لو تفا رقتما فلك ذلك وأنا أول من يمد يده لك ولكن هل أنت متأكد أنك لا تريدها ؟
ابتسم فيصل وعاد الأمل إلى روحه الميتة وقال: متأكد تماما يا جدي
نظر الجد إلى فيصل نظرة ريبة ثم قال: لكنك ستفكر بالزواج بامرأة سعودية ذات أهل ونسب أليس كذلك؟
وقف فيصل وأمسك بيد جده وقال: هو كذلك يا جدي ، سأتزوج من تختارها أمي لي وستكون راضيا إنشاء الله
أمسك الجد سماعة الهاتف ووضعها على أذنه وقال: إذا سأتصل بعمك نايف وأخبره بأن يأتي إلى بيت بندر بعد صلاة العصر.
وبالفعل كلم الجد نايف وبندر وأخبرهم بأنه يريد أن يجتمع بهم بعد صلاة العصر، ساور الشك بندر وشعر بأن فيصل له علاقة بالموضوع فاستأذن من العمل وحينما وصل البيت وجد أسامه و وسن يشاهدون التلفاز في صالة الجلوس وقال: أين فيصل؟
أطفأ أسامة التلفاز وقال: أبي عدت مبكرا، فيصل طلب مني هذا الصباح أن أوصله إلى شركة جدي وأخبرني أنه سيعود معه
أطبق بندر يداه وقال: تحتمي بجدك يا فيصل سأريك
وبعد صلاة العصر وصل الجد ومعه فيصل والعم نايف رحب بندر بالجميع وظل يبحلق في عيني في فيصل وهو يقول بصوت خافت: ما الذي قلته لجدك يا مجنون؟
نظر إلى والده: قلت له ما أردت قوله لك لكنك لم تعطني الفرصة.
سكت الجميع وقال الجد: أنا جمعتكم اليوم لأخبركم بعدم رغبة فيصل بالزواج من ابنة عمه لقد كان محرجا من عمه وأخبرني بأنه يكن لسارة كل الاحترام والتقدير لكنه لا يريد أن يتزوج من داخل العائلة فهو يشعر بأن سارة بمثابة أخت له وليست زوجة أرجوكم احترموا وجهة نظره ولا تضغطوا عليه هل سمعت يا بندر وسيتزوج من نختارها له أليس كذلك يا فيصل؟
سكت فيصل وقال: هو كذلك يا جدي.
ثم وقف فيصل وقبل رأس عمه وقال : سامحني يا عماه أرجوك.
تغير وجه عمه وقال والغضب يكاد يحرقه: سارة جميلة والكل يتمناها والزواج قسمه ونصيب.
ثم خرج مسرعا أما بندر فكان مصدوما مما حصل.
وجه بندر نظرة غضب إلى فيصل أراد أن يوبخه لكن الجد تدخل وقال: إياك أن تفتح الموضوع مرة ثانية وإلا أنا من سيغضب يا بندر.
كتم بندر غضبه وقال : لك ذلك يا أبي وسامحك الله يا فيصل على ما فعلت.
كانت عائشة والبنات وأهل عائشة في صالة الجلوس يترقبون ما يمكن أن يحصل ، وكانت لجين الصغيرة تراقب ما يحدث من نافذة الصالة الكبيرة وفجأة قالت: أمي انظري عمي نايف خرج مسرعا و يبدو غاضبا جدا يا ترى ماذا حصل؟
وضعت عائشة يدها على قلبها وقالت: إذا فعلت ما تريد يا فيصل ، ويلي لو كبر الموضوع أكثر.
كانت روز تراقب خالتها خائفة مما حصل وقالت: لا تقلقي يا خالتي كل الأمور ستعود كما كانت.
رفعت عائشة بصرها إلى روز الحسناء وقالت: هل تحدثت إلى فيصل يا روز
تصاعدت الدماء إلى رأسها وقالت: كلا..أنا.. أنا
لم تكمل روز وقفت عائشة وأمسكت بيد روز وقالت:لقد فعلت يا روز أليس كذلك؟
سكتت روز وأومأت برأسها إقرارا بما فعلت .
اتسعت حدقتا عائشة وقالت: ماذا قلت له يا روز؟





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 10:14 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث


رفعت رأسها وقالت : أني سأسامحه إذا لم يتزوج سارة وتزوج من غيرها
لطمت عائشة وجهها وقالت: ويلي هل جننت يا روز هل تقدرين الخطأ الذي ارتكبته لقد فرقت بين الأهل بين بندر و نايف .. هل تعلمين كم يعز بندر آخاه ويحبه .. هل فكرتي قبل أن تقولي ما قلتي؟
صرخت روز: وهل فكرتي كم جرحني خبر خطبة فيصل.. هل فكرتي بسعادة فيصل.. هل تعلمين كم هو متألم لأنه لا يستطيع أن يتزوج من أحب ولماذا من أجل عادات وتقاليد فرضها المجتمع لا غير .. أنا أحب فيصل يا خالتي ومن حقي أن أدافع عن حبنا .. أنا أعلم بأنه لن يكون لي في يوم من الأيام لكنني لا أريده أن يتزوج سارة .. سارة بالذات
وإن سألت لماذا فالسبب هو أن سارة كانت تحب فيصل وتتودد له كثيرا وكانت تعلم بأني أحبه وكانت تقول لي بأن فيصل لن يتزوجني لأني ليس لي أصل ولا نسب ولقد تحديتها بأنه إن لم يتزوجني فيصل فلن يتزوجها وأخيرا ربحت التحدي.
صعق كل من في الصالة حتى والدتها التي كان لديها علم بكل ما حصل ولكنها لم تكن تتوقع أن روز الرقيقة بأن ترفع صوتها وتقول كل ما في قلبها بلا خوف ولا خجل.
ساد الصمت في صالة الجلوس حتى اقتحم هذا الصمت طرقات الباب كان فيصل ومعه والده ، وقفت عائشة مضطربة وقالت : ماذا حصل يا بندر؟
نظر بندر إلى فيصل وقال: لقد تم فسخ خطوبة فيصل وسارة ، لولا أنه احتمى بوالدي لعرفت كيف أتصرف معه سامحك الله يا فيصل..سامحك الله.
سار بندر مسرعا إلى الأعلى أما فيصل فنظر إلى الجميع وقال: لم أكن أريد أن تسوء الأمور لهذا الحد .
ثم نظر إلى روز وقال: لكنني فعلت ما يجب أن أفعله وأنا مرتاح.
ثم لحق بوالده ، سار اليوم بطيئا وفي اليوم التالي غادر أهل عائشة وعادوا إلى فرنسا مثل ما أتوا ، أما فيصل فقام من نومه مع آذان الفجر واتجه إلى غرفة والده ، كان والده يتوضأ وحينما خرج وجد فيصل وقال: فيصل ماذا تفعل؟
أمسك فيصل بيد والده وقبلها ثم قال: أرجوك سامحني ..لقد أحرجتك .. وتصرفت كمراهق ..و تسببت في
خلاف بينك وبين عمي نايف .. أرجوك سامحني يا أبي لم أستطع النوم وأنا أعلم أنك غاضب مني ..أرجوك يا أبي اضربني لكن لا تغضب علي
ثم لم يستطع فيصل الكلام ووضع رأسه على كتف والده.. أمسك بندر برأس فيصل وقال: لا تبكي يا بني .. أنت لا تعلم كم أحبك وكل همي أن أراك سعيد .. لا تبكي يا بني .. أنا لست غاضبا منك أنا من أجبرك على هذا الزواج وكان من حقك الرفض...هيا يا فيصل توضأ وتعال معي لنصلي في المسجد.
ابتسم فيصل وقال: هيا بنا.
أما نايف فلم يذهب للدوام ولم يخبر أحد ما حصل ، وحينما سألته زوجته ما بك قال: أين سارة؟
استغربت زوجته وقال: إنها في غرفتها سأخبرها أنك تريدها.
جاءت سارة وجلة مع والدتها وجلسوا ينتظرون من نايف أن يجرعهم هذا الخبر المحزن، نظر نايف إلى سارة وقال: لقد كنت في بيت بندر أمس وكان والدي موجود وأخبرنا بأن فيصل ليس لديه رغبة بالزواج منك ،وأنت فتاة عاقلة يا ابنتي وتعلمين أن الزواج قسمة ونصيب وإنشاء الله سيرزقك الله برجل أفضل من فيصل ألف مره
وقفت سارة وقالت: لا..مستحيل.. فيصل سيتزوجني هذا الخميس لقد اشتريت الفستان وجهزت كل شيء، مستحيل أن يتركني يا أبي مستحيل.
دار رأس سارة ثم وقعت مغشيا عليها على الأرض ،أسرع نايف ونقلها للمستشفى وذهب معه ابنه سعود وزوجته،وفي المستشفى اتصل نايف بإخوانه بندر وصالح وسلطان وما هي إلا دقائق حتى وصلوا المستشفى ..و لحق فيصل بوالده وحينما رأته زوجة عمة قالت: حسبي الله على كل ظالم.
نظر إليها فيصل بحنق وقال:عمي هل ما حصل لها كان بسببي؟
ابتسم نايف وقال: هذا قضاء الله وقدره.. أنت تعلم أن البنات حساسات بعض الشيء.
أمسك سعود بكتف فيصل وقال:لست السبب يا ابن العم الزواج قسمه ونصيب.
وفي هذه اللحظة خرج الدكتور وقال: الحمد لله لقد استردت وعيها لكنها لا تريد الكلام مع أحد .
ثم نظر الدكتور إلى نايف وقال: أنت والدها؟
فقال : نعم
سكت الدكتور وقال: إذا من هو فيصل؟
صعق فيصل وقال: أنا يا دكتور؟
فقال الدكتور: هل أنت زوجها
تنفس فيصل وقال:كلا أنا ابن عمها
نظر الدكتور إلى فيصل وقال:لقد ظلت تردد اسمك مرارا حينما كانت فاقدة الوعي .
احمر وجه فيصل ونظر إلى أعمامه بخجل، في هذه اللحظة خرجت أم سعود من الغرفة وكانت تبكي وتقول:ألحقني يا دكتور بنتي لا ترد علي.
وجه الدكتور نظره إلى فيصل وقال: كلمها يا فيصل لعلها تصحو
نظر فيصل إلى عمه وقال: كلا مستحيل لماذا أنا بالذات أنا...
قاطعه عمه:أرجوك يا فيصل
طرق فيصل باب الغرفة ثم دخل وقال: سارة..أنا فيصل..أرجوك استيقظي يا سارة
فتحت سارة عيناها وقالت: لماذا يا فيصل؟
ابتسم فيصل وقال: القدر..القدر يا بنت العم هو من أراد ذلك هيا قومي ولا تفجعي والديك عليك يا سارة .
جلست سارة وقالت :سأفعل ذلك من أجلك
نظر إليها فيصل وقال: صدقيني أنا لا أستحقك ستجدين من يقدرك أفضل مني...أنت مثل أختي يا سارة..افهميني
نظرت سارة إليه بعد أن وقفت على رجليها وقالت: سأنساك يا فيصل لكنني لن أنسى أنك جرحتني برفضك لي.
خرجت سارة و كأن شيء لم يكن وقالت: أنا بخير آسفة إن تسببت بإزعاجكم هيا بنا يا أبي.
أمسك فيصل بيد والده وقال: هيا بنا يا أبي سارة بخير ألست كذلك يا سارة؟
ابتسمت سارة ابتسامة ممزوجة بالدموع: نعم يا فيصل أنا بخير.
وفي البيت دخل بندر يرافقه فيصل وكانت عائشة والبنات في انتظارهم وحينما سألوهم ماذا حصل .كان جواب بندر: اطمأنوا سارة بخير ولقد غادرت المستشفى معنا.
التفت فيصل إلى وسن وقال: أين أسامة و راكان؟
فردت وسن: إنهما في غرفة أسامه يشاهدون دوري أبطال أوربا.
ضحك فيصل: أوه..حقا؟!..إذا لماذا لم يشاهدونها هنا في الصالة؟
كانت سما تشاهد التلفاز التفتت إلى فيصل وقالت: يا سلام ونحن ما ذنبنا حتى نشاهد هذه المباراة نحن كذلك نريد أن نشاهد أفلام ومسلسلات إن كنت تريد مشاهدة المباراة فاصعد إلى غرفة أسامه وشاهد المباراة معهم.
ضحك فيصل: سأصعد يا عمتي سما آسف على إزعاجك.
صعد فيصل فوجد أسامه و راكان يتبادلان أطراف الحديث فقال:هل انتهت المباراة ؟
فرد راكان: كلا لكن انتهى الشوط الأول بالتعادل صفر صفر .
اقترب فيصل وجلس بجانبهما وأخبرهما بما حصل في المستشفى فانخرط كل من أسامة و راكان بالضحك،ثم نظر أسامه إلى فيصل وقال: ما السر الذي يجعل البنات ينجذبن إليك يا فيصل أرجوك أن تعطيني الوصفة يا دكتور.
ضحك فيصل وقال: أنت تبالغ يا أسامه
أكمل راكان: يبالغ؟!! انظر ماذا حصل لابنة عمك لأنك رفضت أن تتزوجها.. ولا تنسى خادمتنا صالحة يا أسامه.
تفاجأ فيصل وقالت: صالحة.؟؟! ماذا بها هذه الأخرى؟!
نظر أسامة إلى فيصل وقال: بعد فترة من سفرك يا فيصل دخلت والدتي غرفة صالحة .. كانت تبحث عن خيط وإبرة وحينما فتحت الدرج وجدت صورك قد ملأت الدرج فأخذت والدتي الصور وبدأت تفتش تحت السرير وفي الدواليب فوجدت أكثر من عشرين صورة لك .. وأعطتها لوالدي وبمجرد ما إن رأى والدي الصور حتى أصر على تسفيرها ولكنها ترجت أمي مرارا وتكرارا بأن يؤجلوا سفرها لحين عودتك لكن طبعا لم يتحقق مناها وسافرت قبل أن تكحل عينها برؤية الحبيب الغائب.
استغرب فيصل وقال: من أين حصلت على صوري؟
فأردف راكان: منذ فترة أخبرتنا والدتي بأن ألبوم صورك قد اختفى مع أنها متأكدة من أنها وضعته على طاولتها ولم تحركه ، وحينما وجدنا صورك عندها اتضح لنا بأن جميعها صور ُأخِذت من ألبومك.
ضحك فيصل وقال بغرور: يا إلهي ماذا أفعل الجمال نعمة وهذه ضريبة الجمال.
فقال راكان مازحا:هل صدقت نفسك يا توم كروز..فلنغلق هذا الموضوع وإلا سأتقيأ.
نظر أسامه إلى التلفاز وقال: راكان هذه الأغنية التي مكثنا طول الليل نرقص عليها حينما فاز المنتخب ارفع من صوت الأغنية.
علا صوت الأغنية وقام راكان وأسامة بالرقص وأمسكا بيد فيصل وقالا: هيا يا رجل ارقص معنا أليس لديك وطنية؟
ضحك فيصل وقال: هل تعني أن الوطنية لا تكون إلا بالرقص ونِعم الوطنية.
أوقف راكان فيصل وقال: هيا ارقص يا دكتور.. لن يهز الرقص كرامتك.
ورقص فيصل مع أخوته وعلا صوت الموسيقى الصاخبة حتى بدت تهز جدران البيت، كان الثلاثة يرقصون بلا إحساس، وفجأة دخل بندر وصرخ صرخة كانت كفيلة بأن تجعل راكان يقفز كالأرنب ويطفأ التلفاز، وقف بندر وقال: خير إنشاء الله هل جننتم ؟.. لقد أيقظتم الجيران بهذه الموسيقى الصاخبة وأنت يا راكان ليتك بارع بالمذاكرة مثل براعتك بالرقص هذا بدل من أن تذاكر فأنت في ثالث ثانوي والامتحانات على الأبواب ...وأنت يا أسامه انظر إلى نفسك بالمرآة هل هذا شكل مهندس كهربائي محترم... وأنت يا دكتور ماذا تفعل مع هؤلاء المجانين..عموما لدي خبر مفرح لك ستبدأ دوامك بعد أسبوعين في أكبر شركة في الجبيل وبراتب أمريكي ماذا تريد أكثر من ذلك؟
ابتسم فيصل وقال: حقا أشكرك يا أبي .
ثم قبل فيصل رأس والده فقال بندر: لا داعي للشكر فأنت ولدي كل ما أريده أن أظل أفخر بك اليوم وغدا وكل يوم .
وحينما سمعت عائشة الخبر قالت: الحمد لله سامحك الله يا بندر لماذا لم تخبرني ؟
نظر إليها بندر وقال: أوه عزيزتي عائشة كنت سأخبرك هذا الصباح بمجرد ما إن وصلني الخبر لكنني انشغلت بما حصل لابنة أخي.
ضحكت عائشة وقالت: الآن ليس لديك عذر سنتعشى في المطعم ما رأيكم يا شباب؟
فصفق الجميع وقالوا: موافقون طبعا.
أمسك بندر بكتف فيصل وقال: فيصل مجتهد وذكي ويستحق هذه العزيمة هيا بنا .
تناولت عائلة بندر عشائهم في مطعم فاخر جدا ،وبعدها عادوا إلى البيت واتجه كل شخص إلى غرفته أما فيصل فظل مستيقظا يفكر بالعمل ،كان سعيد جدا فأخيرا سيكون لديه عمل براتب أكثر من ممتاز.. الآن حقا سيفكر فيصل بالزواج.



..

ركب فيصل سيارته الفخمة التي اشتراها له جده بمناسبة عمله الجديد،واتجه إلى الشركة وحينما وصل استقبله السكرتير وقال له : دكتور فيصل بندر المدير ينتظرك تفضل بالدخول.
وحينما دخل فيصل وقف المدير وصافحه وقال له: تفضل لقد كنا ننتظرك فالشركة بحاجة لشخص متمكن في مثل تخصصك سيأتي الآن الأخ محمد وسيرشدك لمكان مكتبك.. زملاءك في العمل جميعهم سعوديين ولكن رئيس القسم بريطاني .. طبعا لا مشكلة لديك فمن المؤكد أنك تتحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة .
ضحك فيصل وقال: أنا أتحدث بثلاث لغات غير العربية.فأنا أتحدث بالإنجليزية والفرنسية والأسبانية.
تفاجأ المدير وقال : حقا من أين تعلمت هذه اللغات؟ ..أنا لا أتكلم عن الإنجليزية فهذا طبيعي لأنك درست في أمريكا ولكن من أين تعلمت الفرنسية والأسبانية؟
ابتسم فيصل وقال: لقد عشت أوائل عمري في فرنسا فوالدتي من مدينة بوردو الفرنسية والتي لا تبعد كثيرا عن أسبانيا ،وكنا مع كل صيف نزور أسبانيا للسياحة من جهة ولتعلم اللغة الأسبانية من جهة أخرى.
ضحك وقال: عظيم جدا يبدو أن شركتنا محظوظة لعملك بها.
ابتسم فيصل وقال: بل أنا المحظوظ لمعرفتي بكم.
طرق الباب الأخ محمد، وأوصل فيصل إلى مكتبه ، وبالفعل كان مكتبه فخم وبجواره ثلاث مكاتب لا تقل فخامة عن مكتبه وحينما دخل سلم على زملائه الجدد ،وقفوا جميعهم فقال أحدهم :وعليكم السلام .. الدكتور فيصل أليس كذلك... دعنا نتعرف أولا أنا اسمي فهد وهذا تركي أما هذا فهو سلطان.
صافحهم فيصل وقال: سررت بمعرفتكم.
ثم جلس على مكتبه فقال له تركي: نحن جميعنا متزوجين ومن المنطقة الشرقية ماذا عنك؟
ابتسم فيصل وقال: أنا كذلك من المنطقة الشرقية لكنني لم أتزوج بعد.
نظر إليه فهد وقال:ماذا غير متزوج؟!! هل أنت من الأشخاص الذين يريدون البقاء بلا زواج؟
أردف فيصل: كلا.. كلا أنا أريد أن أتزوج .. لكن كنت مشغولا بالدراسات العليا قليلا أما الآن فأنا مستعد وأنا في انتظار من تختارها والدتي.
ضحك سلطان:قل لوالدتك أن تعثر على الفتاة بسرعة لأنك تبدو ملهوفا على الزواج.
ضحك فيصل: معك حق يا أخي.
وما هو إلا أسبوع واحد حتى أصبحت علاقة فيصل قوية جدا بزملائه حتى أصبحوا أخوان.
كان لوجود هؤلاء الأصدقاء أثر كبير في حياة فيصل فبعد أن كان يفكر بالعودة لأمريكا بسبب المشاكل التي حصلت أصبح لا يقوى على مفارقة الشرقية ، وهم كذلك أحبوا فيصل كثيرا ففيصل صاحب روح مرحة لا يمل أحد من مرافقته أبدا، ولقد قوت العلاقة أكثر بين فيصل وفهد وأصبح كاتم أسراره.
وفي يوم من الأيام خرج فيصل مع فهد ليتعشوا سويا لكن فيصل لم يكن كعادته كان متضايق جدا، وحينما سأله فهد عن سبب حزنه فقال له: ما زالت أمي تبحث عن زوجة لي ولم تجد وكأن نساء العالم قد اختفوا فجأة حينما علموا بأني أريد الزواج بواحدة منهن، أنت لا تعلم يا فهد كم هو شعور مؤلم حينما أرى سلطان لديه طفلان وتركي لديه ثلاثة أطفال وأنت لديك طفلة حتى أختي دانه والتي تصغرني بثلاث سنوات لديها طفلة وأنا لم أتزوج حتى الآن.
سكت فهد ثم قال: وإن قلت لك بأني وجدت عروسك.
نظر إليه فيصل وقال: ومن هي يا أخي.
ابتسم فهد وقال: بالرغم من أنه لم يمضي على معرفتي بك سوى شهور معدودة ، لكن والله يعلم بمعزتك عندي .. فما رأيك أن تصبح نسيبي؟
نظر إليه فيصل وقال: ماذا ؟!
ابتسم فهد : أختي شهد لقد تخرجت العام الماضي من هندسة ديكور ، وأنا لا أعرضها عليك لعيب فيها بل على العكس فشهد فتاة رائعة ولكنني أحببتك وأرى بأنك أنت الشخص الذي يستحقها فما رأيك؟
تردد فيصل ثم قال: هل لي أن أراها قبل أن أتقدم لخطبتها وبدون علمها.
نظر إليه فهد وقال: حسنا سأحاول ..وإن لم يحصل نصيب فإنسَ ما دار بيننا واعتبر نفسي نسيته.
ابتسم فيصل وقال: لا أعلم ماذا أقول لكن هل أستطيع رؤيتها غدا؟
فكر فهد: حسنا ما رأيك بأن تشرب القهوة في بيتنا وبعدها سأجعلك تراها دون أن تعلم.
أمسك فيصل بيد فهد وقال: إذا موعدنا غدا في بيتكم إنشاء الله.
وفي اليوم التالي عاد فيصل من الدوام شارد الذهن يفكر بما قد يحصل اليوم، لم يأكل إلا قليل من الطعام ، ثم طلب من والدته أن توقظه من النوم مع آذان المغرب .
وفي المغرب أيقظته والدته اتجه بعدها إلى الحمام و توضأ ، وصلى المغرب في المسجد ثم اتجه إلى شقة فهد ، وركب فهد معه السيارة إلى أن وصلوا إلى منزل والد فهد .
كان البيت كبير وله حديقة جميلة جدا ، دخل فهد وقال: تفضل يا فيصل من هنا.
جلس فيصل مع فهد في المجلس الفخم ، وما هي إلا دقائق حتى دخل والد فهد "علي " ورحب بفيصل وشاركهم الجلسة ، لم يشعر فيصل بالكلفة مع العم علي .. كما أن العم علي ارتاح لفيصل كثيرا ، ففيصل يتمتع بروح مرحة وأسلوب مميز يجذب الجميع ، وفجأة وقف العم علي وقال: اعذروني يا أبنائي سأذهب إلى المعرض فلدي اجتماع الآن أستأذنكم .. فرصة سعيدة يا دكتور فيصل.
ابتسم فيصل وقال: أنا الأسعد يا عمي .
ذهب العم علي إلى المعرض ،وفي هذه اللحظة التفت فهد إلى فيصل وقال: هيا إلى الداخل هل تريد أن ترى شهد ؟
نظر إليه فيصل وقال: كلا لا أريد أن أراها.. سأخطبها دون أن أراها .. فيكفي أنها أختك وأن العم علي الطيب والدها.
سكت فهد قليلا ثم قال:كما تشاء.. ولكن دعني أفرجك على منزلنا من الداخل فشهد هي من صممه.
ابتسم فيصل وقال: أوه حقا .. سأكون مسرورا بذلك.
دخل فهد بينما وقف فيصل خلف الباب ثم ناداه فهد وقال: تعال ادخل لا يوجد أحد.
دخل فيصل وانبهر بجمال البيت والتناسق المتناهي في ألوانه ..أخذ يتلفت في كل مكان بالبيت فوجد لوح رائعة تزين كل حائط في البيت كانت جميعها تحمل نفس التوقيع ... ففال فيصل: لوح رائعة من هو صاحب اليد السحرية الذي رسم هذه اللوح؟
ضحك فهد: ومن غيرها رسامة العائلة شهد .... تعال يا فيصل وشاهد هذه اللوحة لقد ظلت أكثر من تسع شهور وهي ترسمها .
اقترب فيصل وقال: يا للروعة إنها مرسومة بحجر الفسيفساء أليس كذلك ؟ ... هل لديها غرفة خاصة تفجر فيها مواهبها الفذة.
أمسك فهد بيد فيصل وقال : بالطبع لديها ورشة..تعال لأريك ورشتها .
سار فيصل مع فهد إلى ورشة شهد ، كانت هناك كريستالات متدلية من الباب .. لم يبهر ذلك فيصل بقدر ما أبهره السجادة فكانت عبارة عن ريش ناعم أبيض حتى أنه هم بخلع حذائه حتى لا تتسخ السجادة هذا غير الجدران المطلية باللون الزهري الزاهي ورائحة العطر التي تملأ المكان ... كانت علب الألوان بمختلف أنواعها الشمعية والمائية والزيتية في كل مكان في الغرفة .
فتح فهد أحدى الدواليب وبدأ يفتش وقال: سأريك حجر الفسيفساء يا فيصل.. المجنونة دفعت الكثير من أجل هذا الحجر.
ضحك فيصل ثم نظر إلى لوحة لم تجف ألوانها بعد ووضع أصبعه عليها فاتسخت يده بالألوان.. علم فيصل بأن شهد قد تأتي في أي لحظة لتكمل اللوحة ، وقبل أن يقول لفهد أنه يريد الخروج كانت المفاجأة هي دخول شهد.. لم تكن تعلم أن فيصل خلفها .. كانت ترتدي فستان قصير جميل.. وكان شعرها الأسود الناعم متدلي على كتفيها... جاء صوتها الناعم: فهد كم مرة أخبرتك أن لا تعبث بأغراضي
كان فهد ما زال منشغلا بالبحث فقال: أخبريني أين تضعين حجر الفسيفساء؟
صرخت شهد: كف عن العبث بأغراضي.. ماذا تريد بحجر الفسيفساء؟ هل ستريه زوجتك؟
أردف فهد: بل لأريه فيصل
أدارت ظهرها وقالت: ومن هو فيصل؟
والمفاجأة أنها وجدت فيصل أمامها... نظر فيصل إليها.. لم تكن تضع أي ماكياج على وجهها برغم ذلك كانت شديدة الجمال والنعومة... ابتسم لها فيصل وقال: أنا فيصل.
تفاجئت شهد وخرجت مسرعة ، أما فيصل فظل واقفا كالتمثال لم يتحرك . التفت إليه فهد وقال : آسف لم أكن أعلم أنها ستأتي إلى هنا..والآن بما أنك رأيتها قل لي ما رأيك بها؟
لم يجب بل ظل صامتا، نظر إليه فهد وقال: إن لم تكن تريدها فمثل ما....
وقبل أن يكمل قاطعه فيصل: فهد كم رقم هاتف منزلكم؟
ضحك فهد وقال : حسنا هذا هو الرقم سجل عندك.
سجل فيصل الرقم وقال: عظيم .. كم الساعة الآن..أوه مازال الوقت مبكرا .. إذا كن مستعدا ستتصل
بكم والدتي الليلة
ضحك فهد: لا تستعجل يا رجل هل تعتقد أن والدتك ستوافق أن تخطبها لك الليلة؟
ضحك فيصل وقال: سترى بنفسك.. سلام يا صديقي.
سار فيصل بعدها بسرعة البرق إلى البيت . كانت والدته جالسة مع والده في غرفة الجلوس أمسك فيصل بيدها
وقال :أمي أريد أن أقول لك شيء مهم
رفعت عائشة سماعة الهاتف وقالت : حسنا ولكن دعني أجري هذا الاتصال لقد وجدت لك فتاة جميلة..
أغلق فيصل السماعة وقال :لا أريدها يا أمي .. أريد أن أتزوج شهد أخت زميلي فهد علي إنها من عائلة طيبة ولقد تخرجت العام الماضي من هندسة الديكور هذا يعني أنها مناسبة لي من كل الجوانب ..
نظرت إليه عائشة وعلامات التعجب في وجهها : ما شاء الله من أعطاك هذه المعلومات المفصلة؟..تبدو وكأنك رأيتها
وأضاف بندر: لا تحرجيه يا عائشة.. عموما بالفعل أنها من عائلة طيبة جدا..حسنا يا فيصل في الغد إنشاء الله أطلب من فهد في الدوام أن يعطيك رقم منزلهم حتى تتصل عليهم والدتك ونرى رأيهم..ثم لماذا أنت طائر على الزواج اهدأ قليلا.
لكن فيصل لم يهدأ بل أمسك بسماعة الهاتف واتصل بالرقم وقال: تفضلي يا أمي إنه يرن اطلبي أم فهد وأخبريها بأننا نريد طلب يد كريمتهم شهد.
ابتسم بندر وقال: يبدو أنك قد رتبت كل شيء يا فيصل ..أليس كذلك يا عائشة؟
وقبل أن تتكلم عائشة وضع فيصل سماعة الهاتف على أذنها فقالت:ألو...أهلا السلام عليكم أم فهد موجودة... أوه أهلا أنا أم الدكتور فيصل زميل ابنك بالدوام... .هذا من ذوقك يا حبيبتي... في الحقيقة سمعت بأن لديك فتاة جميلة اسمها...
فأكمل فيصل: شهد ..شهد يا أمي
فقالت عائشة وهي تنظر إلى فيصل بريبة : شهد ..أريد أن أخطبها لابني الدكتور فيصل .. على راحتكم يا حبيبتي خذوا وقتكم وفكروا على مهلكم …
قاطعها فيصل: لماذا .. لماذا يا أمي قولي لهم أن لا يتأخروا في الرد
فأشارت إليه عائشة أن اصمت وقالت: بإذنه تعالى وإن أردت أي استفسار عن فيصل فلا تخجلي واسألي من تريدين عن فيصل أنا لا أمدحه لأنه ابني ولكنه بالفعل قمة في الأدب والأخلاق وصدقيني إن حصل نصيب فلن نجعل ابنتك تحتاج لأي شيء...... خير إنشاء الله نحن في انتظارك مع السلامة.
أخذ فيصل سماعة الهاتف من والدته وأغلقها ثم قال: ماذا قالت؟
ضحكت عائشة وقالت: لا جديد أنا أمدح في ابني وهي تمدح في ابنتها.
نظر بندر إلى فيصل وقال : تعال أيها الشقي وأخبرني كيف قررت بهذه السرعة؟
ضحك فيصل:هناك أمور كثيرة تحدث بسرعة لكن صدقني أنا متأكد بأني لن أندم
فكرت عائشة ثم قالت: لقد قلت لي بأنها تخرجت من قسم هندسة ديكور العام الماضي أليس كذلك.. إذا من المؤكد أن أختك وسن تعرفها.
نادت عائشة:يا بنات تعالوا أريد أن أتحدث إليكم.
جاء البنات الثلاث فقالت وسن: خير إنشاء الله يا أمي
أكمل بندر: كل خير إنشاء الله ... وسن هل تعرفين فتاة تخرجت العام الماضي من هندسة ديكور اسمها شهد علي
أردفت وسن: طبعا ومن لا يعرفها لقد حصلت على درع من الأميرة جواهر حينما تخرجت لتفوقها.
ابتسمت عائشة وقالت: وما رأيك فيها ..أعني أخلاقها..شكلها..
نظرت وسن إلى فيصل وقالت : آآآآه فهمت ... إنها صاحبة أخلاق عالية ....تحب مساعدة الآخرين ولا يمل أبدا من يصاحبها إضافة إلى ذلك فهي جميلة يعني تشبهني .
ضحك فيصل: يا واثقة لا تقارني نفسك بها فشهد أجمل منك ألف مرة لقد رأيتها كانت...
لم يكمل فيصل وحينما شعر بأنه سيكشف أمره قال: أقصد ... أقصد رأيت لوحاتها الرائعة التي تدل على جمال صاحبها.
نظر إليه بندر وقال: الله يستر منك يا فيصل.. أنت مصيبة
وفجأة رن جوال فيصل ، كان فهد على الخط فقال له: ألو أهلا فهد .... قلت لك بأني سأفعلها... ها أخبرني كيف الوضع عندكم .... أوه حقا لكن هذا رأي من؟....أمك وأنا ما شأني بأمك هل سأتزوجها؟...أنا أقصد رأيها هي... حقا؟! اقسم بالله العظيم.
ضحك بعدها فيصل واحمر وجهه وأغلق الخط فوجد الكل يرمقه بنظرات شك وريبة فقال:تصبحون على خير.. أعتقد أن الجماعة قالوا لك بأنهم سيردون عليك بعد يومين أليس كذلك يا أمي ؟
نظرت إليه أمه وقالت: أنت أعلم و كيف عرفت أنهم قالوا أن الرد سيكون بعد يومين؟
ضحك فيصل وقال: الدنيا صغيرة والأخبار فيها تعرف بسهولة تصبحون على خير.
جاء صوت بندر: فيصل ما رأي شهد فيك؟
احمر وجه فيصل : وما أدراني أنا.. سأذهب للنوم قبل أن تحشروني بالأسئلة.
وبعد مرور يومين ... عاد فيصل من الدوام مرهقا وجلس في غرفته ، وفي هذه الأثناء دخلت عليه
والدته وقالت: فيصل حبيبي.. جهز نفسك هذا الخميس إنشاء الله سنزور الجماعة.
كان فيصل تعب جدا فتح فيصل عينه ببطء وقال: أي جماعة يا أمي؟
ضحكت عائشة: وهل نسيت ؟ لقد اتصلت والدة شهد وأخبرتني بموافقتهم ، وأنهم يريدونك أن تأتي وتتحدث مع والدها ليتعرف عليك ،وسنذهب نحن معك لنرى الفتاة ولتراها أنت كذلك.
ضحك فيصل وقال: ولماذا أراها ؟
استغربت عائشة : ألا تريد أن ترى من ستكون قريبا زوجتك؟
أردف فيصل :أعرف ذلك ولكني رأيتها.... أقصد أني رأيتها في.....
قاطعته عائشة وقالت: في لوحاتها الرائعة التي تدل على جمال صاحبها... أليس كذلك؟
ابتسم فيصل : هو ذلك يا أمي... ما شاء الله عليك أنت بارعة في قراءة الأفكار.
ضحكت عائشة: حسنا يا مفضوح أنت متعب الآن سأتركك لتنام وسأوقظك مع آذان المغرب كالعادة.
وفجأة طرقت لجين الباب وقالت: فيصل هل حقا ستتزوج أم ستفعل مثلما ما فعلت مع سارة.
ضحك فيصل وقال: سارة والدي من اختارها ولست أنا ..أما شهد فأنا من اختارها ولن أغير رأي مهما حصل...
اقتربت لجين من فيصل ومسحت على رأسه وقالت : أنا أحبك كثيرا يا فيصل أريد أن أنام بجانبك هل أستطيع؟
أمسكت عائشة بيد لجين وقالت: كلا يا لجين دعي فيصل يرتاح ... عليك أن تنهي مذاكرتك أولا وبعدها
افعلي ما شئت.
غضبت لجين وقالت: أمي اليوم الأربعاء .. لا أحد يذاكر في يوم الأربعاء إنه يوم العطلة
ضحك فيصل وقال: لا بأس يا أمي دعيها تنام بجانبي لن تزعجني أليس كذلك يا لجين؟
أطلقت لجين ضحكة وبسرعة جلست بجانب فيصل وقالت : لن أزعجك ؟
خرجت بعدها عائشة ..أما لجين فالتفتت إلى فيصل وقالت: فيصل أرجوك احكي لي حكاية لم أسمعها من قبل.
مسح فيصل على شعر لجين الأشقر وقال: أنا لا أجيد رواية الحكايات فلما لا تقولين لي أنت حكاية.
ضحكت لجين وقالت : حسنا كان يا ما كان في قديم الزمان .. كانت هناك أميرة حسناء... كانت تشبه الفراشات.. كلما مرت على زهرة تفتحت .. وفي يوم من الأيام قطفت الأميرة زهرة جميلة وقالت لها : يا زهرتي الصغيرة أنا.. أنا الأميرة .. ابتسمت الزهرة وقالت:أهلا أهلا بك شرفت يا.....
توقفت لجين وقالت: فيصل هل تعرف هذه القصة؟
لكن فيصل لم يجاوب التفتت لجين إلى فيصل فوجدته غارقا في النوم فأخذت البطانية وغطت فيصل ثم قبلت جبين فيصل وخرجت.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 10:14 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع


--------------------------------------------------------------------------------







وفي اليوم التالي كان اليوم الموعود الذي لطالما حلم به فيصل... لبس ثوبه الجديد وتبخر وتعطر ،ثم توجه إلى غرفة والدته كانت هي الأخرى تلبس وتتزين وتتعطر ..طرق فيصل فقالت له: تفضل يا عزيزي.
دخل فيصل فوجد فستان أسود راقي قد وضعته والدته على السرير فقال لها: هل هذا الفستان الذي سترتدينه اليوم
كانت عائشة تسرح شعرها الأشقر الناعم ،التفت إلى فيصل وقالت: نعم ما رأيك؟
ابتسم فيصل وقال: فستان رائع جدا لكن سيكون أجمل لو ارتديتِ ذهبك الأبيض.
فتحت عائشة صندوق المجوهرات وقالت: كلا لن أرتدي ذهب أبيض بل سأرتدي هذا العقد انظر إليه.
نظر إليه فيصل وقال:رائع ..إنه ألماس أليس كذلك؟
ابتسمت عائشة: نعم إنه ألماس .. لقد اشتراه لي والدك في عيد زواجنا الأخير..تعال وساعدني في ارتدائه.
ضحك فيصل وأغلق العقد وهو يقول: ما هذا التطور أخيرا أصبح والدي يعترف بعيد زواجكم.
ارتدت عائشة الخاتم الألماس وقالت: لقد كنت غاضبه منه قبل عيد زواجنا بثلاثة أيام تقريبا لأنه لم يجعلني أسافر فرنسا هذا العام لأزور أهلي ، وأراد أن يراضيني فاقترحت دانه على والدها أن يشتري لي هدية تعادل تكلفة الرحلة إلى فرنسا بمناسبة عيد زواجنا ،فلم يجد حلا سوى أن يشتري لي هذا العقد ويحتفل ولأول مرة في حياته بعيد زواجنا.
ضحك فيصل: إذا اغضبي عليه مرة في كل سنه إذا اقترب موعد عيد زواجكم ، وسيضطر لشراء هدية لك ليراضيك..
وفجأة جاء صوت بندر: يا عريس كن في حالك ولا تحرض أمك علي..
ابتسم فيصل بخبث وقالت: أنا أرى يا أمي أن من حقك ما دام أعطاك السنة الماضية فلا بد أن يعطيك هذه السنة ولا تتنازلي عن حقك.
أمسك بندر بكتف فيصل وقال: كف يا فيصل فوالدتك عاقلة ولن تطلب مني أي أشيء أليس كذلك يا روحي؟
ابتسمت عائشة وقالت: لا أريد شيء سوى سلامتك.
نظر فيصل إلى والده يمازحه وقال: لماذا يا أمي لا تريدين شيء فهذا من حقك لا تخجلي فوالدي سيلبي طلباتك .. هذه فرصتك ماذا تريدين ذهب.. مجوهرات ..سيارة
ضحك بندر وقال: وأنت ما شأنك قالت لك أنها لا تريد شيء سوى سلامتي، وكف عن الكلام سنتأخر على الجماعة .
أما وسن فلبست أجمل ما عندها وكأنها هي العروس، نظرت إلى فيصل وقالت: سنرى من هو الأجمل أنا أم شهد
ضحك فيصل وقال: لا تتعبي نفسك أنت جميلة بالمساحيق التي تضعينها على وجهك أما شهد فهي فجمالها طبيعي.
نظرت إليه بسخرية:وكيف عرفت أن جمالها طبيعي هل رأيتها... لا تكمل يا فيصل أنا أقول لك لقد رأيتها في لوحاتها الرائعة التي تدل على جمال صاحبتها.. حفظناها من كثر ما تكررها.
نظر فيصل إلى والدته وقالت: أمي هل من الضروري وجود وسن معنا أنا أتشاءم من وجهها.
غضبت وسن وقالت: لماذا بومة؟! سأذهب رغما عن أنفك.
وفجأة دق الجرس كانت دانه وابنتها ديم .. دخلت دانه وسلمت على فيصل وقالت: كيف الحال يا عريس .
ثم نظرت إلى وسن وقالت: هل ستذهبين معنا؟
فنظر إليها فيصل وقال: مع الأسف.
سكتت دانه ثم قالت: و ديم من سيدير باله عليها.
أمسكت عائشة بيد ديم وقالت: سما ولجين وأسامة و راكان كلهم بالبيت ماذا سيحصل لها.. هيا بنا تأخرنا.
وفي بيت الجماعة استقبل العم علي فيصل ووالده بندر وقال:حياكم الله تفضلوا من هنا.
دخل الرجال المجلس الخارجي بينما ذهب النساء إلى الداخل، دخلت عائشة مع البنات ونظرت إلى وسن وقالت:إذا هذه اللوحات التي رآها فيصل.
نظرت دانه إلى اللوح وقالت: اللوحات في غاية الروعة
ابتسمت عائشة وقالت بلهجة جدية: لا يهم اللوحات المهم هي ..فيصل سيتزوجها هي وليست اللوحات.
جلسوا في غرفة الجلوس ثم دخلت أم فهد مع ابنتها.. انبهرت عائشة بجمال شهد وقالت في نفسها: أحسنت الاختيار يا بني.
حيتهم أم فهد وقالت: حياكم الله ..لقد تشرفت بمعرفتكم..هذه ابنتي المدللة شهد.
نظرت إليها عائشة وقالت: ما شاء الله..الله يستر عليها.
أما في مجلس الرجال فكان فيصل مرتاح جدا..كان يتحدث بكل طلاقة.. أعجب العم علي بشخصية فيصل ، كما ارتاح بندر لعائلة العم علي كثيرا ، وبينما هم جالسين حتى خرج العم علي ثم عاد بعد دقائق وقال: هيا يا ابني فيصل تعال معي لترى العروس.
ارتبك فيصل ونظر إلى والده ،فقال له بندر : ما بك هل أنت مرتبك ؟
ابتسم ثم وقف بسرعة ولحق بوالدها ، دخل فيصل الغرفة وجلس ثم دخلت عليه شهد لم يستطع فيصل الجريء أن ينظر حتى في عينيها ،جلست هي على الكرسي المجاور له.. نظر إليها فيصل وقال: السلام عليكم.. أنا فيصل بندر لقد عدت من أمريكا بعد أن حصلت على الدكتوراه في هندسة الكومبيوتر وأنا في بيتكم لأتم نصف ديني إنشاء الله.
احمر وجه العم علي وهو يحاول أن يكتم ضحكته ثم ابتعد قليلا ليفسح لفيصل أن يتحدث مع شهد، وبمجرد ما إن رأى فيصل أن العم علي قد ابتعد نظر إلى شهد وقال: هل أكملت اللوحة؟
ابتسمت شهد وقالت:لم ألمسها منذ أن رأيتك.
نظر إليها فيصل وقال: كلا يا شهد يجب أن تكملي اللوحة ..أنا آسف لأني لمستها لم أكن أعلم أنها لم تجف بعد.
ابتسمت شهد وقبل أن تتكلم دخل والدها فارتبكت وقال: أنا شهد علي لقد تخرجت من قسم هندسة ديكور وأنا هنا ل.... ل...
ضحك فيصل وقال: لتكملي نصف دينك.
نظرت إليه شهد ولم تملك نفسها من الضحك ، فضحكت ثم أشارت إلى والدها بيديها لتخرج.
فهم العم علي ما أرادته ابنته ،ونظر إلى فيصل وقال: هل نظرت إليها أم أنك تريد النظر مرة أخرى.
نظر فيصل إلى شهد ثم ابتسم وقال:أجل رأيتها... ما شاء الله تبارك الرحمن.
وقفت شهد وقد احمر وجهها خجلا وخرجت مسرعة حتى أنها كادت أن تقع ، التفت العم علي إلى فيصل
وقال: ما رأيك؟
ابتسم فيصل وأنزل رأسه وقال: الله يكتب بما فيه الخير.
ثم وقف فيصل وخرج مع العم علي إلى المجلس وقبل أن يدخلوا المجلس جاء صوت أم فهد تنادي زوجها، التفت العم علي إلى فيصل وقال: تفضل عن إذنك قليلا.
ثم ذهب كانت العمة أم فهد تنتظره خلف الباب قالت له:ما رأيك في الشاب؟
ضحك العم علي: ونعم الأدب والأخلاق... الله يكتب بما فيه الخير.. أخبريني ما رأي أم فيصل بشهد هل لاحظتِ شيئا
ابتسمت العمة أم فهد وقالت: ما شاء الله على أم فيصل محترمة وأنيقة ... وأظنها أعجبت بشهد..لكن أخبرني أنت ما هو شعور فيصل حينما رآها..هل لاحظت شيئا؟
نظر إليها وقال: كان في قمة السعادة لم يتكلم ولكني قرأت ذلك في عينيه... هيا يا أم فهد عودي إلى الجماعة لقد نسينا أنفسنا وتركناهم.
بعد أن شرب بندر القهوة اتصل بزوجته وأخبرها بأنه ينتظرها في السيارة مع فيصل.
فقال العم علي: ما زال الوقت مبكرا..اجلسوا قليلا فجلستكم لا تمل أبدا.
ابتسم بندر وقال: الأيام قادمة يا أخي ..وسنجلس معكم كثيرا حتى تملوا منا.
فقال العم علي: أنتم لا يمل منكم أبدا..حياكم الله في أي وقت.
وفي البيت كان فيصل كالطير يغني ويرقص ،فغدا سيذهب لإجراء فحص ما قبل الزواج... لم ينم فيصل في تلك الليلة .. اتصل بالمدير وأخبره بأنه سيذهب غدا لإجراء فحص ما قبل الزواج .. هنئه المدير ودعا الله أن تتم الأمور على خير.
وفي اليوم التالي مر فيصل مع والدته على بيت العم علي فخرجت شهد مع فهد ،وركبت شهد سيارة فهد.. أما فيصل نزل من السيارة وسلم على فهد وقال: ما الذي تفعله يا فهد ألم تقل لي أنك ستذهب إلى البحرين؟.
ضحك فهد وقال: البحرين موجودة لن تطير أستطيع أن أذهب إليها في أي وقت..ثم أن شهد طلبت مني أن أكون معها.
ظهرت نتائج التحليل والحمد لله كانت النتائج مفرحة ، أسرع بندر واتصل بوالده وأخبره بما حصل ، وفرح الجد من كل قلبه فهذا حبيبه فيصل من جهة إضافة إلى معرفته الشخصية بالعم علي ، فهناك كثير من العلاقات المشتركة بين شركة الجد أحمد وشركة العم علي .اتصل الجد بدوره على فيصل وبارك له وباركت له جدته كذلك، واتفقوا أن تكون الملكة الأربعاء القادم... بناء على رغبة فيصل الذي لم يقوى على الانتظار أكثر من أسبوع.
وتم لفيصل ما أراد ،فاليوم هو يوم الأربعاء كان هذا اليوم أسعد يوم بالنسبة لفيصل ... اتصل به جده جمال من فرنسا واعتذر له لعدم قدرته على المجيء بسبب ظروف جدته الصحية المتدهورة ،ووعده بأنه سيحضر زواجه إنشاء الله.
أغلق فيصل الخط وما هي إلا دقائق حتى رن الجوال مرة أخرى..رد فيصل دون أن يلاحظ الرقم.. كان صوت ناعم لفتاة... سكت فيصل وقال: ألو... نعم من المتصل؟؟
كانت المفاجأة أنها روز: أهلا فيصل أنا روز هل نسيت صوتي ..عموما يحق لك ذلك يا عريس ..أنا سعيدة جدا لأجلك... أشكرك على كل ما فعلته لي .. وأسأل ربي أن يبارك لكما.
تلعثم فيصل ودار رأسه وكأن صوت روز الناعم قد أعاد له شريط الماضي قال لها: شكرا لك.. أنا سعيد لاتصالك..
سكت فيصل ثم قال بعد تردد: روز .. هل أنت غاضبة ... ستسامحينني أليس كذلك.؟
ردت روز: طبعا يا فيصل سأسامحك..أنا لست غاضبة .... وستصلك أخبار سارة عني عما قريب...فيصل أرجوك إياك أن تفكر بتقليب ذكريات الماضي.. فالماضي مات والمستقبل قادم عروسك تنتظرك عدني بأنك ستسعدها.
سكت فيصل ثم قال: أعدك.
ثم أغلق الخط كاد أن يبكي لكنه تذكر كلماتها(إياك أن تقلب ذكريات الماضي) وقال: سأفعل يا روز.
ذهب فيصل إلى الحلاق مع أسامة و راكان ،وطلب فيصل من الحلاق أن يضبط شكله وأخبره بأن اليوم هو يوم عقد قرانه ،فتوصى الحلاق بفيصل وبالفعل قام بواجبه على أكمل وجه وبشهادة أخويه .
أما في بيت العم نايف فلم يتجرأ والد سارة على إخبارها إلا في يوم الملكة ،فحينما استيقظت سارة من النوم جلس بجانبها والدها وقال: استعدي يا ابنتي فاليوم سنذهب إلى بيت عمك بندر.
نظرت إليه سارة وقالت: وما السبب هل هناك مناسبة ما؟!!
وقف والدها ثم أعطاها ظهره وقال: اليوم سيتزوج فيصل ابن عمك.
وخرج مسرعا دون أن يرى ردة فعل ابنته،واتجه إلى صالة الجلوس وجلس مع ابنه الكبير سعود وزوجته،وفجأة جاءت سارة لم تستحم ولم تغير ملابسها وقالت: لن أذهب يا أبي إن ذهبت سأموت ..أرجوك يا أبي لا تؤلمني أكثر
نظر إليها وقال:بل ستذهبين و ستشاركين الجميع الفرحة وستختارين باقة ورد لتكون هدية لابن عمك حتى نظهر لهم بأننا لسنا مهتمين يا ابنتي..هل هذا واضح؟
صرخت سارة: كلا... لن أذهب... هل جننتم تريدونني أن أرقص وأغني لا بل وأحضر باقة ورد أيضا بمناسبة ماذا...بمناسبة زواج حبيبي .... الذي أحببته منذ أن فتحت عيناي على هذه الدنيا...
صرخ سعود وأمسك بكتف سارة بقوة: يكفي ألا تخجلين من نفسك...فيصل ليس زوجك و لا خطيبك حتى تقولي علنا أمامنا أنك تحبيه ... هل نسيت الأدب والأخلاق يا سارة...
وقف نايف و أمسك بيد ولده وقال: كفى يا سعود اترك أختك... فسارة فتاة عاقلة وستتجاوز هذه الصدمة
أليس كذلك يا ابنتي.؟
نظرت سارة والدموع في عينيها إلى والدها وقالت: ربما سأتجاوزها يوم ما لكن سيظل فيصل هو...هو حياتي..
صرخ نايف بقوة وقال: أليس لديك كرامة ... فيصل هذا الذي تتحدثين عنه هو من ترجى جده ليفسخ الخطبة..أفيقي من أحلامك .. فيصل ليس لك ولن يكون هل فهمتي؟ وستذهبين معنا وسيكون حسابي عسير معك
لو خالفت أمري هل سمعتي ؟
بكت سارة ثم قالت بصوت متقطع: أمرك يا أبي.
و ذهبت مسرعة، ثم رفعت أم سعود يدها وقالت: حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا فيصل... الله لا يوفقك في حياتك...
صرخ نايف: اصمتي...لا تدعين على ابن أخي يا امرأة فهو عزيز علي.
فقالت غاضبة: واضح أنه يعزك كما تعزه والدليل ما فعله معك يا نايف أم أنك نسيت؟
فقال سعود: أمي أرجوك يكفي..حصل ما حصل لكن يبقى فيصل ابن عمنا ومن لحمنا ودمنا وسنفرح لفرحه .
نظرت إلى ولدها وقالت: ومن يشهد لفيصل غيرك يا سعود..أنا لا أعلم لماذا تدافع عنهم رغم كل ما حصل أنها ليست المرة الأولى التي يرفضوننا فيها ..هل نسيت يا سعود أنهم رفضوك حينما تقدمت لخطبة دانه..أنهم مغرورين
صرخ نايف: يكفي يا امرأة سعود الآن متزوج وسعيد مع زوجته ..لا تخلطي الأوراق ولا تقلبي ذكريات الماضي.
وفي المساء كان بيت بندر يضج بالموسيقى ،وفجأة رن هاتف المنزل فأجابت لجين:ألو..أبي..هل...
أسرعت عائشة وأخذت السماعة من لجين وقالت: ألو...أهلا بندر...هل انتهى عقد قرانهما؟.. الحمد لله ألف مبروك.
كان الجميع يناظر فقالت الجدة: هل تم عقد القران؟
ضحكت عائشة: نعم وسيأتون بعد قليل.
هلل وبارك الجميع لعائشة ،ومن ثم رقصوا على الأغاني ..كانت سارة أكثر من رقص في الحفلة ..كانت تريد أن تبين أنها سعيدة لفيصل ،جلست سارة بجانب والدتها التي بادرت بسؤال عائشة عن شهد: أوصفي لي البنت كيف شكلها..أعني عيناها..أنفها ..فمها..شعرها...
ابتسمت عائشة ثم قالت: والله العظيم أنها أجمل فتاة رأتها عيناي لم أجد في وجهها عيبا..
أكملت دانه: لا تصدقي يا زوجة عمي كيف كان حال فيصل ليلة البارحة؟
رفعت سارة عيناها وقالت: كيف كان حاله؟
ابتسمت دانه وقالت:لم يعد إلى البيت إلا بعد منتصف الليل ... كان يحمل بيده كيسه حينما عاد وهل تعلمين ماذا كان في الكيس.... كان فيها ساعة ألماس بمبلغ وقدره .. قال بأنه سيهديها لشهد بعد أن يعقد قرانهما...
أكملت وسن: هذا غير أنه أصبح مطرب زمانه لقد ظل يغني على شهد طول الليل وحينما قلنا لوالدي بأن فيصل أزعجنا وأننا نريد أن ننام قال لنا دعوه وشأنه إذا لم يفرح اليوم فمتى سيفرح..
احمر وجه سارة ،كانت تبتسم وهي تحترق من الداخل فجأة صرخت لجين: أمي فيصل وصل ومعه أعمامي ويريدون أن يسلموا على جدتي.
وقفت عائشة وارتدت العباءة وتبعها كل من في الصالة، وجهزت وسن البخور ،وأما دانه فجهزت الطبول ،أما سما فأمسكت بالكاميرا الفيديو لتسجل هذا اليوم السعيد.
فتحت لجين الباب وقالت : هيا ادخلوا
دخل الرجال وفي مقدمتهم فيصل مع جده ..ضجت الصالة بأصوات الطبول،أما فيصل فظهر في هذا اليوم أشد وسامة من ذي قبل ...رقص فيصل مع أخوانه وأبناء عمه بعد أن سلم على جدته و والدته وأخواته .
كانت سارة تحترق وهي ترى فيصل في غاية السعادة خاصة حينما سألته جدته هل رأيت العروس ..وجاء رده:رأيتها يا جدتي ... أنها أجمل نساء الدنيا..ستحبينها كثيرا يا جدتي.
كانت سما تسجل فيصل وهو يتكلم وما إن سمعته يقول ذلك لجدته حتى قالت وهي تمازح فيصل وتضع الكاميرا على وجهه: فيصل أخبرني هل هناك كلمة تريد إهدائها لشهد؟
ابتسم فيصل وهو يهم بالخروج وقال: أعدك بأني سأجعلك أسعد امرأة في العالم.
لم تحتمل سارة أكثر من ذلك ولقد لاحظت ذلك والدتها التي وقفت وقالت: ألف مبروك يا فيصل عن إذنك لابد أن نعود إلى البيت فسارة مريضة وتريد أن ترتاح.
التفت فيصل إلى سارة وقال: سلامات يا سارة .. بالمناسبة سمعت أن هذا الورد منك شكرا لك..
ابتسمت سارة وقد ذبلت عيناها : أنت تستحق أكثر.
نظر إليها فيصل وقال: أنت تبدين متعبة .. هل تريدينني أن أوصلك إلى المنزل؟
وقبل أن تعارض زوجة عمه جاء صوت سارة:أجل أريد ذلك.
وقفت عائشة وقالت: السهرة ما زالت في أولها... لكن لن نثقل عليك ما دمت متعبة.
وقفت سارة بسرعة وتبعتها والدتها ثم قالت: هيا يا فيصل.
وخرج فيصل فوجد سعود ابن عمه فقال له:أين ستذهب يا عريس؟
ضحك فيصل وقال: سارة متعبة بعض الشيء سأوصلها إلى البيت، بعدها سأذهب لرؤية فهد.
ابتسم سعود وهو ينظر إلى أخته بغضب وقال:لا تتعب نفسك يا عريس سأوصلها بنفسي، وأنت اذهب لرؤية
شهد ..اطمأن لقد قلت لهم بأنني سأذهب معك لمشوار صغير..هيا اذهب لعروسك هذه فرصتك.
ضحك فيصل وقال: أنت أكثر شخص تفهمني عموما شكرا لك تصبحين على خير يا بنت عمي..مع السلامة.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 10:15 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس


--------------------------------------------------------------------------------






انشغلت والدة فيصل بتجهيز حفل زفاف فيصل ،وتم تحديد يوم الزفاف وكان في أوائل أيام عيد الأضحى،ولم تمضي أسابيع بعد ملكة فيصل حتى تزوجت سارة برجل مطلق لكنه غني جدا والمهم بالنسبة لسارة أنه أغنى من فيصل،ولقد اختارت سارة بأن يكون موعد زفافها قبل إجازة عيد الأضحى أي قبل زواج فيصل بأسبوعين كان هدفها هو أن لا تحضر حفل زفاف فيصل.
أما في يوم زفاف فيصل فكان بالفعل عرس خيالي من كل النواحي... الكوشة.. الطاولات... البوفيه..كل شيء..
وكانت شهد أجمل عروس..كان فستانها جميل وفخم جداً والكل أشار إلى ذلك...دخل فيصل وبجانبه جده وخلفه أعمامه ووالده...الكل رقص جده و أخوانه ووالده، وحينما خرج فيصل مع عروسه لمح عينان تراقبانه ..كانت عينا روز ..انقبض قلب فيصل حينما رآها.. طلب من زوجته أن تسلم على جدته الفرنسية قبل أن يخرج ،وسلم عليها ثم وقعت عيناه على روز ابتسم وبادلته الابتسام ولم يجرؤ إلى النظر أكثر من ذلك فهو اليوم عريس و زوجته الحسناء بجانبه..خرج العروسين وبعدها بدأ النساء بالرقص من جديد ، وانتهى الحفل الرائع الذي ظل الناس يتحدثون فيه إلى اليوم.
قضى فيصل شهر العسل في أستراليا رغم إعراض شهد فكانت تريد أن تزور فرنسا لكن فيصل أخبرها بأنه في كل سنة يزور فرنسا وأنه سيأخذها في عطلة الصيف إلى باريس.
عاش فيصل أجمل أيام حياته، ومر الشهر كالبرق ... عاد فيصل بعدها من شهر العسل وسكن في شقة فاخرة بالبندرية،وبمساعدة جده تمكن فيصل من أن يفتح محل لزوجته شهد لتعرض فيها لوحاتها الرائعة التي سحرت فيصل،كما خصص لها غرفة خاصة لترسم لوحاتها، وبعدها تعرض في المحل.
وفي يوم من الأيام عاد فيصل من الدوام متعبا فأخذ ينادي: شهد حبيبتي أين أنت؟
دخلت شهد ابتسمت وأمسكت بيده وقالت: تعال يا فيصل سأريك شيئاً
ثم جعلت يقف أمام لوحة في صالة الجلوس وقالت : ما رأيك في اللوحة؟
ابتسم فيصل: كالعادة رائعة ..أنا متأكد بأنها ستباع في أول يوم نعرضها في المحل
ضحكت شهد: هذه ليست للبيع.
نظر إليها فيصل وقال: ما المانع؟
أمسكت بيده وقالت: انظر جيدا يا عزيزي هل تذكرك بشيء؟
دقق فيصل باللوحة ثم قال:إنها اللوحة أليس كذلك.. متى أكملتها؟
نظرت شهد إلى اللوحة وقالت:منذ أن عدت من السفر...بالله عليك يا فيصل أخبرني ..أليست أجمل لوحة رأيتها في حياتك؟
قبل فيصل يدها وقال: أنت أجمل من اللوحة يا شهد.
ابتسمت ثم قالت: ما رأيك أن نتناول العشاء في مطعم فاخر.
نظر إليها فيصل وقال:عزيزتي هل نسيت اليوم سنتعشى في بيت والدي .
قطبت وجهها قليلا ثم قالت: لكن ما رأيك لو ذهبنا غدا إلى الشاليه مع أمي وأخواتي وفهد وزوجته و ابنته.
ضحك فيصل وقال: عظيم جدا لكن اتصلي بهم ليستعدوا يا شهد.
ضحكت وقالت: أمرك يا حبيبي.
وفي بيت بندر تناولوا العشاء ثم جلسوا بعدها جلسة عائلية وفجأة بدأ البنات يتحدثن عن البحر والشاليهات ،فترجوا والدهم أن يأخذهم للشاليه فقال: أنا مشغول يا بنات بالعمل كما تعلمون دعوا فيصل يأخذكم.
قاطعته شهد: نحن بالفعل سنذهب للشاليه لكن لا يمكن لكم مرافقتنا..
ضحكت يا عائشة: لا تزعجوا العرسان يا بنات.
ضحكت شهد: لا الأمر ليس كذلك .. لكن أهلي سيأتون معي وسيذهب أخي فهد وزوجته وابنته كذلك و لا أعتقد أن البنات يعجبهم ذلك.
نظر بندر إلى فيصل بغضب وقال : فيصل تعال أريد أن أقول لك شيئا
دخل الغرفة فأمسك بيد فيصل وقال:كيف تقدم أهل زوجتك على أهلك... لقد كان البنات يريدون الجلوس معك لأنك غبت عنهم منذ أن تزوجت والآن أجد أنك قدمت أهل زوجتك على أهلك... يا فيصل أنت لا تعلم كيف أن أخواتك متعلقات بك.
نظر فيصل إلى والده وقال:أنا لم أكن أقصد...
قاطعه والده وقال: يكفي يا بني ما حصل قد حصل عليك الآن أن تفكر كيف ترضيهم.
رجع فيصل إلى غرفة الجلوس وجلس بجانب وسن بدل من أن يجلس بجانب زوجته ثم نظر إلى لجين وأراد أن يداعبها فقال: لجين حبيبتي كيف أخبار الرياضيات معك.
نظرت لجين في حنق إلى فيصل وقالت: الحمد لله حتى وإن احتجت إلى شيء فراكان وأسامة لا يقصرون مثل غيرهم.
آلمت هذه الكلمة فيصل ثم التفت إلى سما وقال:أليس لديك تعليق يا محامية العائلة.
نظر إليه سما وقالت: أنا أوافق لجين على ما قالت.
أخرج فيصل جواله من جيبه واتصل بفهد بعدما رأى تعليقات أخواته ثم قال: ألو ..فهد..هل عمتي بجانبك...عظيم إذا أريدك أن تعتذر من الكل فأنا لا أستطيع أن آخذكم معي إلى الشاليه غدا لأني سأصطحب أخواتي معي...سلم على عمتي مع السلامة..
وبمجرد ما إن أقفل فيصل سماعة الهاتف حتى قفزت لجين على حضن فيصل وقالت: هل ستأخذنا حقا إلى الشاليه يا فيصل.
ابتسم فيصل وقال: أجل يا عزيزتي هل أنت سعيدة يا روحي؟
حضنت لجين فيصل وقالت: أجل.. كنت أعلم أنك لم تتغير وستظل تحبنا إلى الأبد.
حضنها فيصل وقبل رأسها وقال: طبعا سأظل أحبكم إلى الأبد فأنتم أعز ما أملك .
وقفت سما وجلست بجانب فيصل وقالت: هل سنبات في الشاليه يا فيصل؟
نظر إليها فيصل وقال: إن كنتم تريدون أن نبات ليلة في الشاليه فلكم ذلك.
أمسكت سما بيد فيصل بقوة وقالت: بالطبع نريد ذلك... أنت أفضل أخ في الدنيا.
كانت سعادة فيصل لا توصف وهو يرى أخواته حوله سعداء بما قال .. نظر إلى والده..كان بندر يبتسم لفيصل وكأنه يقول أحسنت صنعا،وأما شهد فقد كانت تحترق غيضا وهي ترى اهتمام ودلال فيصل لأخواته وكأنها ليست موجودة،وقد زاد غضبها حينما أحضرت وسن لوحة جميلة قامت برسمها وقالت: ما رأيك يا فيصل في هذه اللوحة؟
أمسك فيصل باللوحة وقال: أيتها الشقية لم أكن أعلم أنك موهوبة.
ضحكت وسن وقالت: هل أعجبتك حقا؟
ابتسم وقال: كيف لا تعجبني.. حتى أنها أجمل من لوحات شهد .. ما رأيك يا شهد؟
نظرت إليه بحنق وقالت: جميلة بالنسبة لمستواك حاليا لكنك بحاجة لمزيد من الوقت حتى تصبحي رسامة مثلي.
تغير وجه وسن وقالت: يعني أنها لم تعجبك أليس كذلك؟
ابتسمت شهد وقالت: كلا ..صدقيني لوحتك لا بأس بها .
قاطعها فيصل وقالت: حرام عليك يا شهد ... أنها تشبه لوحاتك تماما .. هل لي بطلب يا وسن أريد أن أعرض لوحتك في المحل ..أنا متأكد تماما بأنها ستجذب الناس إلى المحل.
نظرت وسن إلى اللوحة وقالت: بالطبع لا مانع لدي..سأكون في غاية السعادة لو عرضتها... شكرا لك.
وانتهت السهرة في بيت بندر ،وبعدها خرج فيصل وزوجته وركبا السيارة ،وبمجرد ما إن تحركت السيارة
حتى قالت شهد: كيف تقرر كل شيء بدون أخذ رأيي ..ألست زوجتك ونصفك الآخر أم ماذا؟
ضحك فيصل وقال: لم أقوى على رؤية وجه أخواتي وهن غاضبات مني.
فرّكت شهد يدها بغضب وقالت: ألا تلاحظ أنك تبالغ في دلالهم وكأنهم أطفال صغار...لم تنظر إلى نفسك وأنت تدلل هذه وتضحك مع هذه وتداعب هذه وكأنني لست موجودة..
سكت فيصل وقال: شهد..هل تغارين من أخواتي؟
نظرت إليه وقالت: أخبرني هل تحبني يا فيصل؟
ابتسم وقال: طبعا أحبك .. وهل عندك شك في ذلك؟
سكتت ثم قالت: من تحب أكثر أنا أم أخواتك؟
هز فيصل رأسه وقال: ما بك يا شهد أنا أحبك كحب الزوج لزوجته وأحبهم كحب الأخ لأخته... زوجات آخر
زمن ..أنا أذكر في السابق أن الزوجة تغار من بنات عم زوجها لا من أخواته..
قاطعته وقالت: المشكلة أن ليس هذا هو ما أغاظني.. ما أغاظني هو والدك لقد كنت مقتنع بأن غدا سنذهب مع أهلي وفجأة ناداك، وبعدها اتصلت بأخي وأخبرته أنه لا يمكنك أن تذهب معهم والسبب أخواتك المدللات ..أنا متأكدة بأن والدك هذا هو سبب المشكلة من الأصل..
صرخ فيصل بقوة وقال: شهد...إياك أن تكرري ذلك هل سمعتي؟
بعدها ساد الصمت في السيارة إلى أن وصلوا شقتهم، وفي الشقة دخلت شهد الغرفة وانخرطت في البكاء فهذه المرة الأولى التي يرفع فيصل صوته عليها، أما فيصل فجلس في الصالة وبدأ يفكر وأحس بتأنيب الضمير، بعدها توجه فيصل إلى الغرفة فوجد شهد تبكي اقترب منها وحضنها ثم قال:أنا آسف يا شهد ...لقد أخطأت كان من المفروض أن آخذ رأيك.. لا تبكي أرجوك سامحيني..والآن هيا جهزي نفسك وأعدي حقيبتك واستعدي للرحلة غدا.
نظرت إليه وقالت:أرجوك افهمني يا فيصل ..أنا لا أريد الذهاب..اذهب أنت وأخواتك ،وأنا سأذهب إلى بيت أهلي وإن عدتم فمر على بيتنا وخذني من هناك..أرجوك يا قلبي أنا هكذا سأكون سعيدة.
سكت فيصل ثم قال:إن كان ذلك سيجعلك سعيدة فعلى راحتك..المهم أن لا أرى هذا الوجه الجميل
حزين..أريدك دائما مبتسمة.
ابتسمت شهد: لن تصرخ علي مرة أخرى أليس كذلك؟
مسح فيصل على رأسها وقال:لن أفعل،ولكن إياك أن تفعلي أي شيء دون إخباري..اتفقنا؟
ضحكت شهد وقالت: اتفقنا.
وفي اليوم التالي أوصل فيصل زوجته إلى بيت أهلها، ثم توجه إلى بيت والده..كانت والدته تنتظره
وحينما رأته قالت:أهلا بك يا حبيبي...أين شهد يا فيصل؟
سكت فيصل ثم قال: شهد لن تأتي معنا.
تعجبت عائشة وقالت: لماذا هل أصابها مكروه.
وجاء صوت بندر من الخلف: وهل تعتقدين أنها ستأتي بعدما كسر كلمتها.
نظر فيصل إلى والده وسلم عليه ثم قال: سامحك الله يا أبي كل ما في الأمر أن شهد متعبة و والدتها مريضة فطلبت مني أن تجلس لتعتني بوالدتها.
ضحك بندر ثم قال: لم نفهم شهد هي المتعبة أم أن والدتها هي المتعبة... عموما سلامتها وسلامة والدتها كذلك.
أراد فيصل أن يغير محور الحديث الذي وضعه في موقف محرج فقال بصوت عالي: يا بنات هيا سنتأخر.
ثم صعد الطابق العلوي فوجد البنات مستعدات، وتوجه بعدها فيصل إلى غرفة راكان، فوجد أسامة يتحدث مع راكان فقال لهم: هيا يا شباب جهزوا أنفسكم سنذهب إلى الشاليه
نظر إليه أسامه وقال: وماذا عن زوجتك..من المؤكد أنها لن ترتاح بوجودنا.
ضحك فيصل وقال: زوجتي مريضة لن تستطيع الذهاب معنا.
صفق أسامة وقال: أوه آسف لم أكن أقصد سلامتها...سأجهز حقيبتي.
أما راكان فجلس على الكرسي وفتح كتاب الكيمياء ،ثم قال: ولكن لدي اختبار كيمياء هذا السبت.
نظر إليه فيصل ثم قال: لكن اليوم الخميس ... مازال لديك يوم الجمعة بطوله وعرضه...هيا يا راكان ..إن كنت تخشى والدي فأنا سأتفاهم معه لا تقلق.
أغلق راكان كتاب الكيمياء ثم وضعه في حقيبته وقال: حسنا سأذهب معكم ،وسأحضر معي كتاب الكيمياء لأراجع في الشاليه..
ضحك أسامة وقال: لتراجع في الشاليه أضحكتني يا راكان ولكن أتمنى أن تفاجئني وتفعل ذلك حقا.
لم يسمع راكان ما قاله أسامة أو بالأحرى لم يبد له اعتبارا ،بل انشغل بالبحث عن البلاي ستيشن
وهو يقول: أين وضعت الأسلاك.
لكن جاء صوت دانه من الخلف: لا يا راكان ..هل نسيت ما قلته..لقد أقسمت لوالدي بأنك لن تلعب بهذه الألعاب طيلة ثالث ثانوي.
ضحك فيصل وقال: معك حق..إنها مضيعة للوقت.. بالمناسبة من أحضرك إلى هنا؟
ابتسمت وقالت:السائق..كما تعلم زوجي لديه مناوبة في المستشفى اليوم فاستأذنت منه بأن أرافقكم إلى الشاليه وأحضرت ديم كذلك إنها مع والدي في الصالة.... صحيح سمعت أن زوجتك مريضة سلامتها..
ابتسم فيصل وقال: الله يسلمك وحياك الله أنت وابنتك.
وانطلق فيصل في سوبر والده الساعة العاشر صباحاً ،وفي الطريق مر فيصل على مجمع الراشد
وتناولوا الفطور ،وبعدها انطلقوا إلى الشاليه.
وفي الشاليه استمتع فيصل متعة كان يفتقدها منذ فترة غير قصيرة،وفي الليل ذهب الأطفال للعب مع الخادمة،وتولت سما و وسن تقطيع السلطة استعدادا للعشاء ،بينما تولت دانه تتبيل الدجاج ...أما الشواء فتولاه فيصل و أسامة ،وأما راكان فاكتفى بتصوير الأحداث ،وحينما انتهى الشواء أرسل فيصل راكان لينادي الصغار ليتناولوا العشاء.
وبعد ما انتهوا أمسكت سما بيد فيصل وقالت: فيصل أرجوك لما لا نمشي بجانب البحر فالجو خيالي.
نظر إلى الجميع وقال: ما رأيكم.
فقال راكان: معها حق لنذهب هيا بنا جميعا... لكن قبل أن تخرجوا سأحضر الطبلة لنطبل ونرقص.
صفقت ديم: مرحى..مرحى يعيش خالي راكان.
وبالفعل جلسوا بجانب البحر ،وبينما هم يرقصون فجأة لمح فيصل زميله فهد، وقبل أن يتكلم
قال له أسامة: فيصل انظر هذا نسيبك فهد ماذا يفعل هنا ..هيا بنا لنسلم عليه.
وقف فيصل مستنكرا وجود فهد وسلم عليه ثم قال: كيف حالك يا نسيبي ما الذي تفعله هنا؟
ضحك فهد وقال: أنت تعلم كم أن شهد عنيده لقد أصرت أن نذهب للشاليه اليوم.
نظر راكان متعجبا إلى فيصل ثم قال لفهد: هل تحسنت صحتها؟
ضحك فهد مستنكرا وقال: شهد بخير والحمد لله لم يصبها مكروه أبدا .
قاطعه فيصل وقال: هل شهد هنا يا فهد؟
رد فهد: أجل إنها مع الأهل ...انظر إليها إنها هناك.
نظر فيصل إلى فهد غاضبا: كيف تخرج معكم بدون أن تخبرني؟
فأجاب فهد: لكنها لم تخرج مع غريب أنا أخوها يا فيصل.
قاطعه فيصل: فهد أرجوك أنت تعلم ماذا أعني ؟
أدرك راكان وأسامة أن فيصل محرج بعض الشيء فانسحبوا بخفة، لكن فيصل
كان يشتعل نارا أمسكه فهد وقال:الخطأ خطأي كان المفروض أن أستأذن منك.
نظر إليه فيصل وقال: كلا يا أخي ليس خطأك بل خطأها لقد قلت لها ليلة البارحة بأنها إن أرادت أن تذهب لأي مكان أن تخبرني لكنها عنيده لا تخشى أحد حتى زوجها.
أمسكه فهد وقال: فيصل أرجوك اهدأ من أجلي.
أدار فيصل ظهره وسار بسرعة ثم التفت إليه وقال:قل لها أن تأتي لشاليهنا حالا ..طبعا تعرف شاليهنا؟!.
قاطعه فهد: ولكن أخوتك يا فيصل....
صرخ فيصل: لا تنسى أنها قبل أن تكون أختك هي زوجتي.. لن تكون أشد حرصا مني عليها.
ثم ذهب بسرعة على الشاليه وما هي إلا دقائق حتى أتت شهد كانت ترتجف خوفا ودموعها تملأ عيناها لكن ذلك لن يشفع لها ففيصل مشتعلا إلى حد الانفجار. نظر إليها فيصل ثم أشار لها أن تجلس وقال: لقد أخبرتك أن تستأذني مني إن أردت الذهاب إلى أي مكان.. حصل ذلك أم لم يحصل؟
قالت وهي ترتجف: حصل أنا آسفة لم أكن...
قاطعها فيصل: اسكتي لا أريد أن أسمع مبررات ..لقد جعلتِ أخوتي ينظرون إلي بنظرة ريبة.. هل تعلمين ماذا أنا في نظرهم بسببك .؟..أنا كذاب هل أنت سعيدة... ماذا أفعل بك.. ستعودين الآن من حيث أتيت هل سمعتني .. ستعودين بلا نقاش وسأنسى كل شيء حصل وسأعتبرها المرة الأخيرة يا شهد هذه المرة رفعت صوتي عليك.. لكن المرة القادمة قد أرفع يدي هل هذا واضح؟
وقفت شهد وحضنت وهي تبكي وقالت: أرجوك سامحني أنا مخطئة ... لا تغضب.
أبعدها فيصل وقال: حسنا يا شهد سأسامحك هذه المرة لكن لا أريدك أن تبقي ولا دقيقة واحدة في الشاليه مفهوم؟
أومأت برأسها إيجابا ثم أوصلها إلى شاليه فهد ،وتأسف من فهد وقال: اعذرني يا أخي لكني شعرت ببعض
الإحراج أمام أخوتي..اعذرني إن رفعت صوتي عليك .
أمسك فهد بيد فيصل وقال:أقدر شعورك يا فيصل ...لا تحمل هما فقد نسيت الموضوع.
وبعدها عاد فيصل إلى الشاليه ،ووجد أخوته بانتظاره ..لم يتجرأ أي من الموجودين عن سؤاله عما حصل...نظر إليهم فيصل وابتسم ثم قال: ما بكم يا جماعة تنظرون إلي هكذا.. هل نحن هنا لنجلس في الشاليه ونقابل بعضنا...هيا بنا يا شباب لنكمل سهرتنا إلى الفجر.
وقف راكان ثم قال: أمرك يا باشا .
وبدأت السهرة التي أنست فيصل ما حصل اليوم..و لم تكد الساعة تقارب الواحدة حتى نعس الجميع وناموا.
وفي الصباح استعد الجميع للرحيل وقاموا بترتيب حقائبهم ووضعوها في السيارة.. وقبل أن ينطلقوا اقترحت سما اقتراح وقالت: فيصل ما رأيك بأن نجلس قليلا عند البحر قبل أن نرحل.
فكر فيصل ثم قال: ما رأيكم يا شباب؟
نظر إليها أسامة وقال:أنت مجنونة؟؟ هل تريدنا أن نخرج وهذه الشمس الحارقة تكاد تحرق أجسادنا؟
أخرجت دانه كريم وقال: هذا كريم ضد الشمس والآن ليس لديكم عذر هيا بنا لنخرج.
فتح فيصل باب الشاليه وقال: ما دمتم مصممين ..إذا هيا بنا.
وبالفعل حصل ما أرادت سما وجلسوا تحت مظلة أمام البحر ،وأخذوا يتبادلون أطراف الحديث ..أما راكان فجلس في المظلة المجاورة لهم وفتح كتاب الكيمياء بدأ يذاكر ،وفجأة جاء مجموعة من الصبية المتهورين الذين كانوا يسيرون بجانب الشاطئ ولم يصدقوا أن يروا أحدا ليتحرشوا به ،فاقترب أحدهم من راكان وقال: ماذا تفعل أيها الطفل هل أنت ضائع.. أنت في البحر ولست في المدرسة.
ضحك من معه على كلام هذا الفتى،ثم اقترب من راكان وأخذ الكتاب من يده وقال: ماذا لدينا هنا...معادلة تحضير غاز النيتروجين..معادلة تحضير غاز النشادر..
كان يفتح صفحات الكتاب بقوة حتى تمزقت بعض الصفحات،وقف راكان وأخذ كتابه من يد الفتى وقال: أعطني الكتاب.. صحيح تربية شوارع.
غضب الفتى وأراد تأديب راكان على الكلمة وقال:سأريك أيها الطفل جراء كلامك هذا.
رفع يده وأراد أن يسدد لكمة قوية في وجه راكان لكن فيصل أمسك بيده ودفعه بقوة على الأرض ثم أدار ظهره إلى راكان وقال: هل أنت بخير..هيا بنا لنبتعد من هنا.
وقف الفتى الطائش بعد أن أسقطه فيصل وأمسك بصخرة كبيرة وجدها بجانبه ورماها بقوة على فيصل ،فضربت رأسه من الخلف..بعدها وقع فيصل على الأرض وأغمي عليه، وبدأت الدماء تسيل من رأسه كالسيل العارم.
ارتاع الصبية فهربوا بسرعة،أما أسامة و راكان فحملا فيصل ونقلاه إلى السيارة ،وانطلق بعدها أسامة بأقصى بسرعة، أما البنات فكانوا يولون وهم يشاهدون الدماء قد أغرقت ثيابه وظلوا ينادونه لكنه كان كالميت لا يتحرك، وحينما وصلوا المستشفى نزل أسامة و راكان حاملين فيصل ونزلت معهم دانه بينما بقيت سما و وسن في السيارة ليهدئا من روع الصغار.
وبمجرد ما إن دخلوا حتى وجدوا زوج دانه (مساعد) في الطوارئ قالت له: مساعد ألحقنا..فيصل سيموت يا مساعد.
هدئها مساعد ثم قال: لا تقلقي سيكون بخير.
ثم ذهب مساعد،وبعدها بخمس دقائق عاد مساعد وقال: الحمد لله الجرح سطحي لكنه عريض.. إنه بخير الآن.
نظر إليه راكان وقال: هل سينام هنا؟
ضحك مساعد: كلا إنه بخير ويستطيع أن يذهب معكم حالما يسترد وعيه.
وما هي إلا دقائق حتى خرج فيصل،فقاموا جميعهم وأحاطوا بهم وقالوا: فيصل هل أنت بخير.
فقال: أنا بخير..هيا بنا تأخرنا عن البيت ..لقد وعدت والدي بأن سأوصلكم قبل الظهر.. بالمناسبة شكرا لك يا دكتور.
ضحك مساعد: هذا واجبي يا نسيبي .. المهم أخبرني كيف حصل هذا؟
ابتسم فيصل وقال: قصة طويلة سأحكيها لك في وقت لاحق.
وبعدها ركب فيصل السيارة وانطلقوا،ثم جاء صوت ديم البريء: خالي أنت لن تموت أليس كذلك.
ضحك فيصل وقال: أنا بخير يا حبيبة خالي.. والدك هو من عالجني ..لننطلق إلى البيت بسرعة يا أسامة لقد تأخرنا.
وحينما وصلوا البيت كان بندر وعائشة بانتظارهم فقال بندر:تأخرتم يا أولاد ما الذي حصل.
ابتسم فيصل وهو يحاول إخفاء الضمادة الطبية وقال: لاشيء ها قد وصلنا يا أبي.
صرخ بندر وقال: ماذا حصل لرأسك يا بني؟
فأجابت لجين:لقد تشاجر راكان مع مجموعة الصبية وبعدها تدخل فيصل وأبعدهم،ثم أخذ أحدهم صخرة كبيرة وضربها برأس فيصل وبعدها خر مغشيا عليه وبدأت الدماء تسيل من رأسه بلا توقف حتى حسبناه أنه مات..
قاطعها فيصل: لجين كفى أنا بخير الآن.
أمسك بندر بكتف راكان وقال: ما الذي فعلته بأخيك أيها الطائش.
وهم أن يضربه لكن أمسك فيصل بيد والده وقال:أرجوك يا أبي الخطأ ليس خطأ راكان..أنا بخير.
تركه بندر بعدها ركض راكان وصعد إلى غرفته،ولحق به فيصل لكن والده أوقفه وقال: فيصل أرجوك ارتدي قبعة هذا المساء لأن جدك، سيأتي وأنت تعلم كم يحبك جدك ويخاف عليك.
وضع فيصل يده على رأسه وقال: أمرك يا أبي.
ثم انصرف فيصل متجهاً إلى غرفة راكان ،وحينما وصل غرفته طرق الباب ثم دخل ودخل معه أسامة
فوجدا راكان يبكي ،فقال له فيصل: أنت رجل يا راكان والرجال لا يبكون إلا في وقت الشدائد..هيا امسح دموعك.
نظر إليه راكان ومسح دموعه ثم قال: لقد تعبت يا فيصل... الكل ينظر إلي وكأنني أنا السبب فيما حصل لك..و أبي دائما ينظر إلي على أني الفتى الطائش المتهور الذي لا تهمه مصلحته ولا مصلحة من حوله.
أمسك فيصل بكتف راكان وقال: كلا يا راكان صدقني إن أبي يفخر بك كما يفخر بنا.
ضحك راكان ضحكة سخرية ثم قال: أبي لا يفخر إلا بك يا فيصل ولا يحب أي منا بقدر ما يحبك ..
قاطعه أسامه: حرام عليك يا راكان ..أبي يحبنا ويفخر بنا..هل نسيت حينما حصل لك حادث سير العام الماضي ..لم يستطع والدي أن ينام ساعتها وظل يدعوا الله طول الليل أن يجعلك تقوم بالسلامة.
سكت راكان ثم قال: معك حق لكن منذ أن دخلت ثالث ثانوي وهو يقسو علي وقد حرمني حتى من أن أخرج مع زملائي حتى البلاي ستيشن الذي كان متنفسي الوحيد حرمني منه..أكاد أختنق يا فيصل.
ابتسم فيصل وقال: اهدأ يا أخي ستخرج مع أصدقائك وستفعل كل ما تريده عما قريب فالامتحانات النهائية على الأبواب.. لا تفكر بشيء الآن..كل ما عليك أن تشد على نفسك وتستعد لاختبار الغد...مفهوم؟
شهق راكان ثم قال: أوه يا إلهي لقد نسيت كتابي في البحر..أنا أحمق ..أنا غبي.. كيف نسيته ..كيف سأذاكر الآن..
أمسكه أسامه وقال: لا تقلق يا راكان اتصل بأحد زملائك واطلب منه الكتاب وستنحل المشكلة.. أو لا داعي لذلك فأنا ما زلت أحتفظ بكتبي كمرجع لي سأحضرها حالا...لا تكبر الموضوع.
صرخ راكان: لكني لا أعرف أن أذاكر إلا من كتابي فأنا أدون ملاحظات الأستاذ باستمرار في كتابي.
قاطعه فيصل: لا ترفع صوتك يا راكان للضرورة أحكام ومؤازرة لك سنذاكر أنا وأسامة معك وسنساعدك بقدر ما نستطيع..أليس كذلك يا أسامة.
تردد أسامه ثم قال: هو كذلك يا أخي.. ولا تبكي هكذا مرة أخرى فالبكاء للنساء والأطفال فقط.
وما هي إلا دقائق حتى عاد أسامه وبيده كتابه أعطاه لفيصل وقال: هيا يا دكتور لنبدأ.
ضحك وقال: على بركة الله.
كانت معلومات فيصل في الكيمياء قوية جدا..وكان يقول ويضيف معلومات ليست موجودة في الكتاب..كما أن الملاحظات الموجودة في كتاب أسامة كانت تقريبا مشابهة لتلك التي دونها راكان على كتابه بل تكاد تكون نفسها،واستطاعوا أن ينهوا مذاكرة الكيمياء في أقل من ساعتين،وبعدها أخذ فيصل يقلب كتاب أسامة فوجد صفحة كتب عليها: سأظل أحبك يا مرجانه إلى الأبد.
ضحك فيصل وقال: ومن مرجانه هذه التي ستظل تحبها إلى الأبد يا سيد العشاق.. كيف لم تخبرنا عنها؟
تغير وجه أسامة وسحب الكتاب ثم قال: وما شأنك من تكون..أرجوك كن في حالك يا أخي.
نظر إليه راكان وقال: وما شأنه كيف تقول هذا يا أسامة..لحظة لا تقل لي أنها تلك الفتاة التي رأيتها في الحلم.
ضحك فيصل وقال: ماذا في الحلم..ولم في تجد في الحلم اسم غير مرجانه لتحبها .
صرخ أسامة وقال: فيصل رجاء لا تسخر من اسمها فهو اسم جميل على الأقل إنه أجمل من اسم شهد.
ضحك فيصل وقال: هل جننت يا حبيبي .. هل تقارن اسم شهد بمرجانه أنت بالفعل عديم الذوق.
تغير وجه أسامة وقال: ولكنها لم تزرني منذ زمن طويل.. لقد وعدتني بأنه ستزورني لكنها لم تفعل.
نظر إليه فيصل وقال: من التي وعدتك؟
تنهد أسامه وقال: مرجانه.
تعجب فيصل وقال: وأين تزورك ؟
أغمض أسامة عيناه وقال: في الحلم..في الحلم يا أخي..أين أنت يا مرجانه قلبي.
وقف فيصل وقال: أنت ترعبني يا أسامة..تحتاج لرؤية طبيب نفسي حالا حالتك مزرية.
ضحك راكان وقال: ومتى آخر مرة زارتك؟
رد أسامة: قبل أن نذهب إلى الشاليه بيومين.
نظر إليه فيصل بخوف وقال: وهل تحدثت معها وماذا قالت لك؟
ابتسم أسامه وقال:نعم تحدثت معها عنك.
شهق فيصل وقال: بسم الله الرحمن الرحيم... وماذا قالت؟
نظر إليه أسامه وفتح عيناه بقوة: لقد أخبرتها بأنك أخي وصديقي المخلص وأعجبت بك وقالت بأنها تريد أن تزورك لتسلم عليك ،ولقد أصررت عليها بأن تأتيك بعباءتها السوداء الطويلة فأنا أغار عليها.
تلعثم فيصل وقال: قل لها لا تتعب نفسها فقد وصلني سلامها منك...يبدو أنني لن أنام الليلة..
ابتسم راكان وقال:وكيف سيعرف أنها هي مرجانه.
نظر أسامة إلى فيصل بنظرة مرعبة وقالت بصوت خافت: إنها لا تأتي إلا في منتصف الليل وحينما تأتي تقول بصوت متحشرج مرجان جنان .
انفتح الباب فجأة،فصرخ راكان: إنها مرجانه يا فيصل.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 10:16 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس


وقف فيصل مفزوعا وصرخ كالطفل الذي رأى كابوسا،ثم التفت خلفه فوجد ديم الصغيرة في وجهه وقالت: خالي فيصل..جدي أحمد يريد رؤيتك...هل أنت بخير؟
والتفت فيصل فوجد راكان وأسامة لا يستطيعان الوقوف من الضحك ، ثم قال راكان وهو يحاول أن يمسك
ضحكته :ديم حبيبتي هل تعرفين مرجانه؟
ضحكت ديم: طبعا أعرفها ..لقد كان خالي أسامة يحبها كثيرا،ولقد حزن كثيرا حينما ماتت حتى أن لم يتمكن من المذاكرة ذلك اليوم.
نظر إليها فيصل وقال: ماتت؟! ما هذه العائلة المجنونة..وأنت أين رأيتها هل زارتك في المنام لتسلم عليك؟
لم تفهم ديم ما عناه خالها لكنها ردت بكل براءة: لم أرها بالحلم بل رأيتها في الحقيقة إنها قطة خالي أسامة التي صدمها بسيارته حينما كان عائدا من المدرسة ،وبكى عليها كثيرا حتى أنه كتب على كتبه من الخلف سأظل أحبك يا مرجانه إلى الأبد.
التفت فيصل إلى راكان وأسامة وهما غارقين في الضحك، فقال أسامة : ما رأيك في هذا المقلب...لم أكن
أعلم أنك جبان يا فيصل.
صرخ فيصل: وهل تسمي هذا مقلبا كاد يطير عقلي...وكيف تآمرتم علي؟
ابتسم أسامة وفال: لقد غمز لي راكان حينما كنت تقرأ ما كتب على الكتاب ففعلنا ما أردناه..ما رأيك فينا نصلح أن نكون ممثلين ماهرين.
خرج فيصل وهو يقول: بل مهرجين محتالين في سيرك متحرك..هذا جزاء شفقتي عليك يا راكان..بالفعل جزيتني خير جزاء .




انشغلت والدة فيصل بتجهيز حفل زفاف فيصل ،وتم تحديد يوم الزفاف وكان في أوائل أيام عيد الأضحى،ولم تمضي أسابيع بعد ملكة فيصل حتى تزوجت سارة برجل مطلق لكنه غني جدا والمهم بالنسبة لسارة أنه أغنى من فيصل،ولقد اختارت سارة بأن يكون موعد زفافها قبل إجازة عيد الأضحى أي قبل زواج فيصل بأسبوعين كان هدفها هو أن لا تحضر حفل زفاف فيصل.
أما في يوم زفاف فيصل فكان بالفعل عرس خيالي من كل النواحي... الكوشة.. الطاولات... البوفيه..كل شيء..
وكانت شهد أجمل عروس..كان فستانها جميل وفخم جداً والكل أشار إلى ذلك...دخل فيصل وبجانبه جده وخلفه أعمامه ووالده...الكل رقص جده و أخوانه ووالده، وحينما خرج فيصل مع عروسه لمح عينان تراقبانه ..كانت عينا روز ..انقبض قلب فيصل حينما رآها.. طلب من زوجته أن تسلم على جدته الفرنسية قبل أن يخرج ،وسلم عليها ثم وقعت عيناه على روز ابتسم وبادلته الابتسام ولم يجرؤ إلى النظر أكثر من ذلك فهو اليوم عريس و زوجته الحسناء بجانبه..خرج العروسين وبعدها بدأ النساء بالرقص من جديد ، وانتهى الحفل الرائع الذي ظل الناس يتحدثون فيه إلى اليوم.
قضى فيصل شهر العسل في أستراليا رغم إعراض شهد فكانت تريد أن تزور فرنسا لكن فيصل أخبرها بأنه في كل سنة يزور فرنسا وأنه سيأخذها في عطلة الصيف إلى باريس.
عاش فيصل أجمل أيام حياته، ومر الشهر كالبرق ... عاد فيصل بعدها من شهر العسل وسكن في شقة فاخرة بالبندرية،وبمساعدة جده تمكن فيصل من أن يفتح محل لزوجته شهد لتعرض فيها لوحاتها الرائعة التي سحرت فيصل،كما خصص لها غرفة خاصة لترسم لوحاتها، وبعدها تعرض في المحل.
وفي يوم من الأيام عاد فيصل من الدوام متعبا فأخذ ينادي: شهد حبيبتي أين أنت؟
دخلت شهد ابتسمت وأمسكت بيده وقالت: تعال يا فيصل سأريك شيئاً
ثم جعلت يقف أمام لوحة في صالة الجلوس وقالت : ما رأيك في اللوحة؟
ابتسم فيصل: كالعادة رائعة ..أنا متأكد بأنها ستباع في أول يوم نعرضها في المحل
ضحكت شهد: هذه ليست للبيع.
نظر إليها فيصل وقال: ما المانع؟
أمسكت بيده وقالت: انظر جيدا يا عزيزي هل تذكرك بشيء؟
دقق فيصل باللوحة ثم قال:إنها اللوحة أليس كذلك.. متى أكملتها؟
نظرت شهد إلى اللوحة وقالت:منذ أن عدت من السفر...بالله عليك يا فيصل أخبرني ..أليست أجمل لوحة رأيتها في حياتك؟
قبل فيصل يدها وقال: أنت أجمل من اللوحة يا شهد.
ابتسمت ثم قالت: ما رأيك أن نتناول العشاء في مطعم فاخر.
نظر إليها فيصل وقال:عزيزتي هل نسيت اليوم سنتعشى في بيت والدي .
قطبت وجهها قليلا ثم قالت: لكن ما رأيك لو ذهبنا غدا إلى الشاليه مع أمي وأخواتي وفهد وزوجته و ابنته.
ضحك فيصل وقال: عظيم جدا لكن اتصلي بهم ليستعدوا يا شهد.
ضحكت وقالت: أمرك يا حبيبي.
وفي بيت بندر تناولوا العشاء ثم جلسوا بعدها جلسة عائلية وفجأة بدأ البنات يتحدثن عن البحر والشاليهات ،فترجوا والدهم أن يأخذهم للشاليه فقال: أنا مشغول يا بنات بالعمل كما تعلمون دعوا فيصل يأخذكم.
قاطعته شهد: نحن بالفعل سنذهب للشاليه لكن لا يمكن لكم مرافقتنا..
ضحكت يا عائشة: لا تزعجوا العرسان يا بنات.
ضحكت شهد: لا الأمر ليس كذلك .. لكن أهلي سيأتون معي وسيذهب أخي فهد وزوجته وابنته كذلك و لا أعتقد أن البنات يعجبهم ذلك.
نظر بندر إلى فيصل بغضب وقال : فيصل تعال أريد أن أقول لك شيئا
دخل الغرفة فأمسك بيد فيصل وقال:كيف تقدم أهل زوجتك على أهلك... لقد كان البنات يريدون الجلوس معك لأنك غبت عنهم منذ أن تزوجت والآن أجد أنك قدمت أهل زوجتك على أهلك... يا فيصل أنت لا تعلم كيف أن أخواتك متعلقات بك.
نظر فيصل إلى والده وقال:أنا لم أكن أقصد...
قاطعه والده وقال: يكفي يا بني ما حصل قد حصل عليك الآن أن تفكر كيف ترضيهم.
رجع فيصل إلى غرفة الجلوس وجلس بجانب وسن بدل من أن يجلس بجانب زوجته ثم نظر إلى لجين وأراد أن يداعبها فقال: لجين حبيبتي كيف أخبار الرياضيات معك.
نظرت لجين في حنق إلى فيصل وقالت: الحمد لله حتى وإن احتجت إلى شيء فراكان وأسامة لا يقصرون مثل غيرهم.
آلمت هذه الكلمة فيصل ثم التفت إلى سما وقال:أليس لديك تعليق يا محامية العائلة.
نظر إليه سما وقالت: أنا أوافق لجين على ما قالت.
أخرج فيصل جواله من جيبه واتصل بفهد بعدما رأى تعليقات أخواته ثم قال: ألو ..فهد..هل عمتي بجانبك...عظيم إذا أريدك أن تعتذر من الكل فأنا لا أستطيع أن آخذكم معي إلى الشاليه غدا لأني سأصطحب أخواتي معي...سلم على عمتي مع السلامة..
وبمجرد ما إن أقفل فيصل سماعة الهاتف حتى قفزت لجين على حضن فيصل وقالت: هل ستأخذنا حقا إلى الشاليه يا فيصل.
ابتسم فيصل وقال: أجل يا عزيزتي هل أنت سعيدة يا روحي؟
حضنت لجين فيصل وقالت: أجل.. كنت أعلم أنك لم تتغير وستظل تحبنا إلى الأبد.
حضنها فيصل وقبل رأسها وقال: طبعا سأظل أحبكم إلى الأبد فأنتم أعز ما أملك .
وقفت سما وجلست بجانب فيصل وقالت: هل سنبات في الشاليه يا فيصل؟
نظر إليها فيصل وقال: إن كنتم تريدون أن نبات ليلة في الشاليه فلكم ذلك.
أمسكت سما بيد فيصل بقوة وقالت: بالطبع نريد ذلك... أنت أفضل أخ في الدنيا.
كانت سعادة فيصل لا توصف وهو يرى أخواته حوله سعداء بما قال .. نظر إلى والده..كان بندر يبتسم لفيصل وكأنه يقول أحسنت صنعا،وأما شهد فقد كانت تحترق غيضا وهي ترى اهتمام ودلال فيصل لأخواته وكأنها ليست موجودة،وقد زاد غضبها حينما أحضرت وسن لوحة جميلة قامت برسمها وقالت: ما رأيك يا فيصل في هذه اللوحة؟
أمسك فيصل باللوحة وقال: أيتها الشقية لم أكن أعلم أنك موهوبة.
ضحكت وسن وقالت: هل أعجبتك حقا؟
ابتسم وقال: كيف لا تعجبني.. حتى أنها أجمل من لوحات شهد .. ما رأيك يا شهد؟
نظرت إليه بحنق وقالت: جميلة بالنسبة لمستواك حاليا لكنك بحاجة لمزيد من الوقت حتى تصبحي رسامة مثلي.
تغير وجه وسن وقالت: يعني أنها لم تعجبك أليس كذلك؟
ابتسمت شهد وقالت: كلا ..صدقيني لوحتك لا بأس بها .
قاطعها فيصل وقالت: حرام عليك يا شهد ... أنها تشبه لوحاتك تماما .. هل لي بطلب يا وسن أريد أن أعرض لوحتك في المحل ..أنا متأكد تماما بأنها ستجذب الناس إلى المحل.
نظرت وسن إلى اللوحة وقالت: بالطبع لا مانع لدي..سأكون في غاية السعادة لو عرضتها... شكرا لك.
وانتهت السهرة في بيت بندر ،وبعدها خرج فيصل وزوجته وركبا السيارة ،وبمجرد ما إن تحركت السيارة
حتى قالت شهد: كيف تقرر كل شيء بدون أخذ رأيي ..ألست زوجتك ونصفك الآخر أم ماذا؟
ضحك فيصل وقال: لم أقوى على رؤية وجه أخواتي وهن غاضبات مني.
فرّكت شهد يدها بغضب وقالت: ألا تلاحظ أنك تبالغ في دلالهم وكأنهم أطفال صغار...لم تنظر إلى نفسك وأنت تدلل هذه وتضحك مع هذه وتداعب هذه وكأنني لست موجودة..
سكت فيصل وقال: شهد..هل تغارين من أخواتي؟
نظرت إليه وقالت: أخبرني هل تحبني يا فيصل؟
ابتسم وقال: طبعا أحبك .. وهل عندك شك في ذلك؟
سكتت ثم قالت: من تحب أكثر أنا أم أخواتك؟
هز فيصل رأسه وقال: ما بك يا شهد أنا أحبك كحب الزوج لزوجته وأحبهم كحب الأخ لأخته... زوجات آخر
زمن ..أنا أذكر في السابق أن الزوجة تغار من بنات عم زوجها لا من أخواته..
قاطعته وقالت: المشكلة أن ليس هذا هو ما أغاظني.. ما أغاظني هو والدك لقد كنت مقتنع بأن غدا سنذهب مع أهلي وفجأة ناداك، وبعدها اتصلت بأخي وأخبرته أنه لا يمكنك أن تذهب معهم والسبب أخواتك المدللات ..أنا متأكدة بأن والدك هذا هو سبب المشكلة من الأصل..
صرخ فيصل بقوة وقال: شهد...إياك أن تكرري ذلك هل سمعتي؟
بعدها ساد الصمت في السيارة إلى أن وصلوا شقتهم، وفي الشقة دخلت شهد الغرفة وانخرطت في البكاء فهذه المرة الأولى التي يرفع فيصل صوته عليها، أما فيصل فجلس في الصالة وبدأ يفكر وأحس بتأنيب الضمير، بعدها توجه فيصل إلى الغرفة فوجد شهد تبكي اقترب منها وحضنها ثم قال:أنا آسف يا شهد ...لقد أخطأت كان من المفروض أن آخذ رأيك.. لا تبكي أرجوك سامحيني..والآن هيا جهزي نفسك وأعدي حقيبتك واستعدي للرحلة غدا.
نظرت إليه وقالت:أرجوك افهمني يا فيصل ..أنا لا أريد الذهاب..اذهب أنت وأخواتك ،وأنا سأذهب إلى بيت أهلي وإن عدتم فمر على بيتنا وخذني من هناك..أرجوك يا قلبي أنا هكذا سأكون سعيدة.
سكت فيصل ثم قال:إن كان ذلك سيجعلك سعيدة فعلى راحتك..المهم أن لا أرى هذا الوجه الجميل
حزين..أريدك دائما مبتسمة.
ابتسمت شهد: لن تصرخ علي مرة أخرى أليس كذلك؟
مسح فيصل على رأسها وقال:لن أفعل،ولكن إياك أن تفعلي أي شيء دون إخباري..اتفقنا؟
ضحكت شهد وقالت: اتفقنا.
وفي اليوم التالي أوصل فيصل زوجته إلى بيت أهلها، ثم توجه إلى بيت والده..كانت والدته تنتظره
وحينما رأته قالت:أهلا بك يا حبيبي...أين شهد يا فيصل؟
سكت فيصل ثم قال: شهد لن تأتي معنا.
تعجبت عائشة وقالت: لماذا هل أصابها مكروه.
وجاء صوت بندر من الخلف: وهل تعتقدين أنها ستأتي بعدما كسر كلمتها.
نظر فيصل إلى والده وسلم عليه ثم قال: سامحك الله يا أبي كل ما في الأمر أن شهد متعبة و والدتها مريضة فطلبت مني أن تجلس لتعتني بوالدتها.
ضحك بندر ثم قال: لم نفهم شهد هي المتعبة أم أن والدتها هي المتعبة... عموما سلامتها وسلامة والدتها كذلك.
أراد فيصل أن يغير محور الحديث الذي وضعه في موقف محرج فقال بصوت عالي: يا بنات هيا سنتأخر.
ثم صعد الطابق العلوي فوجد البنات مستعدات، وتوجه بعدها فيصل إلى غرفة راكان، فوجد أسامة يتحدث مع راكان فقال لهم: هيا يا شباب جهزوا أنفسكم سنذهب إلى الشاليه
نظر إليه أسامه وقال: وماذا عن زوجتك..من المؤكد أنها لن ترتاح بوجودنا.
ضحك فيصل وقال: زوجتي مريضة لن تستطيع الذهاب معنا.
صفق أسامة وقال: أوه آسف لم أكن أقصد سلامتها...سأجهز حقيبتي.
أما راكان فجلس على الكرسي وفتح كتاب الكيمياء ،ثم قال: ولكن لدي اختبار كيمياء هذا السبت.
نظر إليه فيصل ثم قال: لكن اليوم الخميس ... مازال لديك يوم الجمعة بطوله وعرضه...هيا يا راكان ..إن كنت تخشى والدي فأنا سأتفاهم معه لا تقلق.
أغلق راكان كتاب الكيمياء ثم وضعه في حقيبته وقال: حسنا سأذهب معكم ،وسأحضر معي كتاب الكيمياء لأراجع في الشاليه..
ضحك أسامة وقال: لتراجع في الشاليه أضحكتني يا راكان ولكن أتمنى أن تفاجئني وتفعل ذلك حقا.
لم يسمع راكان ما قاله أسامة أو بالأحرى لم يبد له اعتبارا ،بل انشغل بالبحث عن البلاي ستيشن
وهو يقول: أين وضعت الأسلاك.
لكن جاء صوت دانه من الخلف: لا يا راكان ..هل نسيت ما قلته..لقد أقسمت لوالدي بأنك لن تلعب بهذه الألعاب طيلة ثالث ثانوي.
ضحك فيصل وقال: معك حق..إنها مضيعة للوقت.. بالمناسبة من أحضرك إلى هنا؟
ابتسمت وقالت:السائق..كما تعلم زوجي لديه مناوبة في المستشفى اليوم فاستأذنت منه بأن أرافقكم إلى الشاليه وأحضرت ديم كذلك إنها مع والدي في الصالة.... صحيح سمعت أن زوجتك مريضة سلامتها..
ابتسم فيصل وقال: الله يسلمك وحياك الله أنت وابنتك.
وانطلق فيصل في سوبر والده الساعة العاشر صباحاً ،وفي الطريق مر فيصل على مجمع الراشد
وتناولوا الفطور ،وبعدها انطلقوا إلى الشاليه.
وفي الشاليه استمتع فيصل متعة كان يفتقدها منذ فترة غير قصيرة،وفي الليل ذهب الأطفال للعب مع الخادمة،وتولت سما و وسن تقطيع السلطة استعدادا للعشاء ،بينما تولت دانه تتبيل الدجاج ...أما الشواء فتولاه فيصل و أسامة ،وأما راكان فاكتفى بتصوير الأحداث ،وحينما انتهى الشواء أرسل فيصل راكان لينادي الصغار ليتناولوا العشاء.
وبعد ما انتهوا أمسكت سما بيد فيصل وقالت: فيصل أرجوك لما لا نمشي بجانب البحر فالجو خيالي.
نظر إلى الجميع وقال: ما رأيكم.
فقال راكان: معها حق لنذهب هيا بنا جميعا... لكن قبل أن تخرجوا سأحضر الطبلة لنطبل ونرقص.
صفقت ديم: مرحى..مرحى يعيش خالي راكان.
وبالفعل جلسوا بجانب البحر ،وبينما هم يرقصون فجأة لمح فيصل زميله فهد، وقبل أن يتكلم
قال له أسامة: فيصل انظر هذا نسيبك فهد ماذا يفعل هنا ..هيا بنا لنسلم عليه.
وقف فيصل مستنكرا وجود فهد وسلم عليه ثم قال: كيف حالك يا نسيبي ما الذي تفعله هنا؟
ضحك فهد وقال: أنت تعلم كم أن شهد عنيده لقد أصرت أن نذهب للشاليه اليوم.
نظر راكان متعجبا إلى فيصل ثم قال لفهد: هل تحسنت صحتها؟
ضحك فهد مستنكرا وقال: شهد بخير والحمد لله لم يصبها مكروه أبدا .
قاطعه فيصل وقال: هل شهد هنا يا فهد؟
رد فهد: أجل إنها مع الأهل ...انظر إليها إنها هناك.
نظر فيصل إلى فهد غاضبا: كيف تخرج معكم بدون أن تخبرني؟
فأجاب فهد: لكنها لم تخرج مع غريب أنا أخوها يا فيصل.
قاطعه فيصل: فهد أرجوك أنت تعلم ماذا أعني ؟
أدرك راكان وأسامة أن فيصل محرج بعض الشيء فانسحبوا بخفة، لكن فيصل
كان يشتعل نارا أمسكه فهد وقال:الخطأ خطأي كان المفروض أن أستأذن منك.
نظر إليه فيصل وقال: كلا يا أخي ليس خطأك بل خطأها لقد قلت لها ليلة البارحة بأنها إن أرادت أن تذهب لأي مكان أن تخبرني لكنها عنيده لا تخشى أحد حتى زوجها.
أمسكه فهد وقال: فيصل أرجوك اهدأ من أجلي.
أدار فيصل ظهره وسار بسرعة ثم التفت إليه وقال:قل لها أن تأتي لشاليهنا حالا ..طبعا تعرف شاليهنا؟!.
قاطعه فهد: ولكن أخوتك يا فيصل....
صرخ فيصل: لا تنسى أنها قبل أن تكون أختك هي زوجتي.. لن تكون أشد حرصا مني عليها.
ثم ذهب بسرعة على الشاليه وما هي إلا دقائق حتى أتت شهد كانت ترتجف خوفا ودموعها تملأ عيناها لكن ذلك لن يشفع لها ففيصل مشتعلا إلى حد الانفجار. نظر إليها فيصل ثم أشار لها أن تجلس وقال: لقد أخبرتك أن تستأذني مني إن أردت الذهاب إلى أي مكان.. حصل ذلك أم لم يحصل؟
قالت وهي ترتجف: حصل أنا آسفة لم أكن...
قاطعها فيصل: اسكتي لا أريد أن أسمع مبررات ..لقد جعلتِ أخوتي ينظرون إلي بنظرة ريبة.. هل تعلمين ماذا أنا في نظرهم بسببك .؟..أنا كذاب هل أنت سعيدة... ماذا أفعل بك.. ستعودين الآن من حيث أتيت هل سمعتني .. ستعودين بلا نقاش وسأنسى كل شيء حصل وسأعتبرها المرة الأخيرة يا شهد هذه المرة رفعت صوتي عليك.. لكن المرة القادمة قد أرفع يدي هل هذا واضح؟
وقفت شهد وحضنت وهي تبكي وقالت: أرجوك سامحني أنا مخطئة ... لا تغضب.
أبعدها فيصل وقال: حسنا يا شهد سأسامحك هذه المرة لكن لا أريدك أن تبقي ولا دقيقة واحدة في الشاليه مفهوم؟
أومأت برأسها إيجابا ثم أوصلها إلى شاليه فهد ،وتأسف من فهد وقال: اعذرني يا أخي لكني شعرت ببعض
الإحراج أمام أخوتي..اعذرني إن رفعت صوتي عليك .
أمسك فهد بيد فيصل وقال:أقدر شعورك يا فيصل ...لا تحمل هما فقد نسيت الموضوع.
وبعدها عاد فيصل إلى الشاليه ،ووجد أخوته بانتظاره ..لم يتجرأ أي من الموجودين عن سؤاله عما حصل...نظر إليهم فيصل وابتسم ثم قال: ما بكم يا جماعة تنظرون إلي هكذا.. هل نحن هنا لنجلس في الشاليه ونقابل بعضنا...هيا بنا يا شباب لنكمل سهرتنا إلى الفجر.
وقف راكان ثم قال: أمرك يا باشا .
وبدأت السهرة التي أنست فيصل ما حصل اليوم..و لم تكد الساعة تقارب الواحدة حتى نعس الجميع وناموا.
وفي الصباح استعد الجميع للرحيل وقاموا بترتيب حقائبهم ووضعوها في السيارة.. وقبل أن ينطلقوا اقترحت سما اقتراح وقالت: فيصل ما رأيك بأن نجلس قليلا عند البحر قبل أن نرحل.
فكر فيصل ثم قال: ما رأيكم يا شباب؟
نظر إليها أسامة وقال:أنت مجنونة؟؟ هل تريدنا أن نخرج وهذه الشمس الحارقة تكاد تحرق أجسادنا؟
أخرجت دانه كريم وقال: هذا كريم ضد الشمس والآن ليس لديكم عذر هيا بنا لنخرج.
فتح فيصل باب الشاليه وقال: ما دمتم مصممين ..إذا هيا بنا.
وبالفعل حصل ما أرادت سما وجلسوا تحت مظلة أمام البحر ،وأخذوا يتبادلون أطراف الحديث ..أما راكان فجلس في المظلة المجاورة لهم وفتح كتاب الكيمياء بدأ يذاكر ،وفجأة جاء مجموعة من الصبية المتهورين الذين كانوا يسيرون بجانب الشاطئ ولم يصدقوا أن يروا أحدا ليتحرشوا به ،فاقترب أحدهم من راكان وقال: ماذا تفعل أيها الطفل هل أنت ضائع.. أنت في البحر ولست في المدرسة.
ضحك من معه على كلام هذا الفتى،ثم اقترب من راكان وأخذ الكتاب من يده وقال: ماذا لدينا هنا...معادلة تحضير غاز النيتروجين..معادلة تحضير غاز النشادر..
كان يفتح صفحات الكتاب بقوة حتى تمزقت بعض الصفحات،وقف راكان وأخذ كتابه من يد الفتى وقال: أعطني الكتاب.. صحيح تربية شوارع.
غضب الفتى وأراد تأديب راكان على الكلمة وقال:سأريك أيها الطفل جراء كلامك هذا.
رفع يده وأراد أن يسدد لكمة قوية في وجه راكان لكن فيصل أمسك بيده ودفعه بقوة على الأرض ثم أدار ظهره إلى راكان وقال: هل أنت بخير..هيا بنا لنبتعد من هنا.
وقف الفتى الطائش بعد أن أسقطه فيصل وأمسك بصخرة كبيرة وجدها بجانبه ورماها بقوة على فيصل ،فضربت رأسه من الخلف..بعدها وقع فيصل على الأرض وأغمي عليه، وبدأت الدماء تسيل من رأسه كالسيل العارم.
ارتاع الصبية فهربوا بسرعة،أما أسامة و راكان فحملا فيصل ونقلاه إلى السيارة ،وانطلق بعدها أسامة بأقصى بسرعة، أما البنات فكانوا يولون وهم يشاهدون الدماء قد أغرقت ثيابه وظلوا ينادونه لكنه كان كالميت لا يتحرك، وحينما وصلوا المستشفى نزل أسامة و راكان حاملين فيصل ونزلت معهم دانه بينما بقيت سما و وسن في السيارة ليهدئا من روع الصغار.
وبمجرد ما إن دخلوا حتى وجدوا زوج دانه (مساعد) في الطوارئ قالت له: مساعد ألحقنا..فيصل سيموت يا مساعد.
هدئها مساعد ثم قال: لا تقلقي سيكون بخير.
ثم ذهب مساعد،وبعدها بخمس دقائق عاد مساعد وقال: الحمد لله الجرح سطحي لكنه عريض.. إنه بخير الآن.
نظر إليه راكان وقال: هل سينام هنا؟
ضحك مساعد: كلا إنه بخير ويستطيع أن يذهب معكم حالما يسترد وعيه.
وما هي إلا دقائق حتى خرج فيصل،فقاموا جميعهم وأحاطوا بهم وقالوا: فيصل هل أنت بخير.
فقال: أنا بخير..هيا بنا تأخرنا عن البيت ..لقد وعدت والدي بأن سأوصلكم قبل الظهر.. بالمناسبة شكرا لك يا دكتور.
ضحك مساعد: هذا واجبي يا نسيبي .. المهم أخبرني كيف حصل هذا؟
ابتسم فيصل وقال: قصة طويلة سأحكيها لك في وقت لاحق.
وبعدها ركب فيصل السيارة وانطلقوا،ثم جاء صوت ديم البريء: خالي أنت لن تموت أليس كذلك.
ضحك فيصل وقال: أنا بخير يا حبيبة خالي.. والدك هو من عالجني ..لننطلق إلى البيت بسرعة يا أسامة لقد تأخرنا.
وحينما وصلوا البيت كان بندر وعائشة بانتظارهم فقال بندر:تأخرتم يا أولاد ما الذي حصل.
ابتسم فيصل وهو يحاول إخفاء الضمادة الطبية وقال: لاشيء ها قد وصلنا يا أبي.
صرخ بندر وقال: ماذا حصل لرأسك يا بني؟
فأجابت لجين:لقد تشاجر راكان مع مجموعة الصبية وبعدها تدخل فيصل وأبعدهم،ثم أخذ أحدهم صخرة كبيرة وضربها برأس فيصل وبعدها خر مغشيا عليه وبدأت الدماء تسيل من رأسه بلا توقف حتى حسبناه أنه مات..
قاطعها فيصل: لجين كفى أنا بخير الآن.
أمسك بندر بكتف راكان وقال: ما الذي فعلته بأخيك أيها الطائش.
وهم أن يضربه لكن أمسك فيصل بيد والده وقال:أرجوك يا أبي الخطأ ليس خطأ راكان..أنا بخير.
تركه بندر بعدها ركض راكان وصعد إلى غرفته،ولحق به فيصل لكن والده أوقفه وقال: فيصل أرجوك ارتدي قبعة هذا المساء لأن جدك، سيأتي وأنت تعلم كم يحبك جدك ويخاف عليك.
وضع فيصل يده على رأسه وقال: أمرك يا أبي.
ثم انصرف فيصل متجهاً إلى غرفة راكان ،وحينما وصل غرفته طرق الباب ثم دخل ودخل معه أسامة
فوجدا راكان يبكي ،فقال له فيصل: أنت رجل يا راكان والرجال لا يبكون إلا في وقت الشدائد..هيا امسح دموعك.
نظر إليه راكان ومسح دموعه ثم قال: لقد تعبت يا فيصل... الكل ينظر إلي وكأنني أنا السبب فيما حصل لك..و أبي دائما ينظر إلي على أني الفتى الطائش المتهور الذي لا تهمه مصلحته ولا مصلحة من حوله.
أمسك فيصل بكتف راكان وقال: كلا يا راكان صدقني إن أبي يفخر بك كما يفخر بنا.
ضحك راكان ضحكة سخرية ثم قال: أبي لا يفخر إلا بك يا فيصل ولا يحب أي منا بقدر ما يحبك ..
قاطعه أسامه: حرام عليك يا راكان ..أبي يحبنا ويفخر بنا..هل نسيت حينما حصل لك حادث سير العام الماضي ..لم يستطع والدي أن ينام ساعتها وظل يدعوا الله طول الليل أن يجعلك تقوم بالسلامة.
سكت راكان ثم قال: معك حق لكن منذ أن دخلت ثالث ثانوي وهو يقسو علي وقد حرمني حتى من أن أخرج مع زملائي حتى البلاي ستيشن الذي كان متنفسي الوحيد حرمني منه..أكاد أختنق يا فيصل.
ابتسم فيصل وقال: اهدأ يا أخي ستخرج مع أصدقائك وستفعل كل ما تريده عما قريب فالامتحانات النهائية على الأبواب.. لا تفكر بشيء الآن..كل ما عليك أن تشد على نفسك وتستعد لاختبار الغد...مفهوم؟
شهق راكان ثم قال: أوه يا إلهي لقد نسيت كتابي في البحر..أنا أحمق ..أنا غبي.. كيف نسيته ..كيف سأذاكر الآن..
أمسكه أسامه وقال: لا تقلق يا راكان اتصل بأحد زملائك واطلب منه الكتاب وستنحل المشكلة.. أو لا داعي لذلك فأنا ما زلت أحتفظ بكتبي كمرجع لي سأحضرها حالا...لا تكبر الموضوع.
صرخ راكان: لكني لا أعرف أن أذاكر إلا من كتابي فأنا أدون ملاحظات الأستاذ باستمرار في كتابي.
قاطعه فيصل: لا ترفع صوتك يا راكان للضرورة أحكام ومؤازرة لك سنذاكر أنا وأسامة معك وسنساعدك بقدر ما نستطيع..أليس كذلك يا أسامة.
تردد أسامه ثم قال: هو كذلك يا أخي.. ولا تبكي هكذا مرة أخرى فالبكاء للنساء والأطفال فقط.
وما هي إلا دقائق حتى عاد أسامه وبيده كتابه أعطاه لفيصل وقال: هيا يا دكتور لنبدأ.
ضحك وقال: على بركة الله.
كانت معلومات فيصل في الكيمياء قوية جدا..وكان يقول ويضيف معلومات ليست موجودة في الكتاب..كما أن الملاحظات الموجودة في كتاب أسامة كانت تقريبا مشابهة لتلك التي دونها راكان على كتابه بل تكاد تكون نفسها،واستطاعوا أن ينهوا مذاكرة الكيمياء في أقل من ساعتين،وبعدها أخذ فيصل يقلب كتاب أسامة فوجد صفحة كتب عليها: سأظل أحبك يا مرجانه إلى الأبد.
ضحك فيصل وقال: ومن مرجانه هذه التي ستظل تحبها إلى الأبد يا سيد العشاق.. كيف لم تخبرنا عنها؟
تغير وجه أسامة وسحب الكتاب ثم قال: وما شأنك من تكون..أرجوك كن في حالك يا أخي.
نظر إليه راكان وقال: وما شأنه كيف تقول هذا يا أسامة..لحظة لا تقل لي أنها تلك الفتاة التي رأيتها في الحلم.
ضحك فيصل وقال: ماذا في الحلم..ولم في تجد في الحلم اسم غير مرجانه لتحبها .
صرخ أسامة وقال: فيصل رجاء لا تسخر من اسمها فهو اسم جميل على الأقل إنه أجمل من اسم شهد.
ضحك فيصل وقال: هل جننت يا حبيبي .. هل تقارن اسم شهد بمرجانه أنت بالفعل عديم الذوق.
تغير وجه أسامة وقال: ولكنها لم تزرني منذ زمن طويل.. لقد وعدتني بأنه ستزورني لكنها لم تفعل.
نظر إليه فيصل وقال: من التي وعدتك؟
تنهد أسامه وقال: مرجانه.
تعجب فيصل وقال: وأين تزورك ؟
أغمض أسامة عيناه وقال: في الحلم..في الحلم يا أخي..أين أنت يا مرجانه قلبي.
وقف فيصل وقال: أنت ترعبني يا أسامة..تحتاج لرؤية طبيب نفسي حالا حالتك مزرية.
ضحك راكان وقال: ومتى آخر مرة زارتك؟
رد أسامة: قبل أن نذهب إلى الشاليه بيومين.
نظر إليه فيصل بخوف وقال: وهل تحدثت معها وماذا قالت لك؟
ابتسم أسامه وقال:نعم تحدثت معها عنك.
شهق فيصل وقال: بسم الله الرحمن الرحيم... وماذا قالت؟
نظر إليه أسامه وفتح عيناه بقوة: لقد أخبرتها بأنك أخي وصديقي المخلص وأعجبت بك وقالت بأنها تريد أن تزورك لتسلم عليك ،ولقد أصررت عليها بأن تأتيك بعباءتها السوداء الطويلة فأنا أغار عليها.
تلعثم فيصل وقال: قل لها لا تتعب نفسها فقد وصلني سلامها منك...يبدو أنني لن أنام الليلة..
ابتسم راكان وقال:وكيف سيعرف أنها هي مرجانه.
نظر أسامة إلى فيصل بنظرة مرعبة وقالت بصوت خافت: إنها لا تأتي إلا في منتصف الليل وحينما تأتي تقول بصوت متحشرج مرجان جنان .
انفتح الباب فجأة،فصرخ راكان: إنها مرجانه يا فيصل.
وقف فيصل مفزوعا وصرخ كالطفل الذي رأى كابوسا،ثم التفت خلفه فوجد ديم الصغيرة في وجهه وقالت: خالي فيصل..جدي أحمد يريد رؤيتك...هل أنت بخير؟
والتفت فيصل فوجد راكان وأسامة لا يستطيعان الوقوف من الضحك ، ثم قال راكان وهو يحاول أن يمسك
ضحكته :ديم حبيبتي هل تعرفين مرجانه؟
ضحكت ديم: طبعا أعرفها ..لقد كان خالي أسامة يحبها كثيرا،ولقد حزن كثيرا حينما ماتت حتى أن لم يتمكن من المذاكرة ذلك اليوم.
نظر إليها فيصل وقال: ماتت؟! ما هذه العائلة المجنونة..وأنت أين رأيتها هل زارتك في المنام لتسلم عليك؟
لم تفهم ديم ما عناه خالها لكنها ردت بكل براءة: لم أرها بالحلم بل رأيتها في الحقيقة إنها قطة خالي أسامة التي صدمها بسيارته حينما كان عائدا من المدرسة ،وبكى عليها كثيرا حتى أنه كتب على كتبه من الخلف سأظل أحبك يا مرجانه إلى الأبد.
التفت فيصل إلى راكان وأسامة وهما غارقين في الضحك، فقال أسامة : ما رأيك في هذا المقلب...لم أكن
أعلم أنك جبان يا فيصل.
صرخ فيصل: وهل تسمي هذا مقلبا كاد يطير عقلي...وكيف تآمرتم علي؟
ابتسم أسامة وفال: لقد غمز لي راكان حينما كنت تقرأ ما كتب على الكتاب ففعلنا ما أردناه..ما رأيك فينا نصلح أن نكون ممثلين ماهرين.
خرج فيصل وهو يقول: بل مهرجين محتالين في سيرك متحرك..هذا جزاء شفقتي عليك يا راكان..بالفعل جزيتني خير جزاء .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 10:17 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع


كان فيصل غاضب جدا لدرجة أنه نسى أن يرتدي القبعة كما أوصاه جده. دخل فيصل الصالة فوجد جده وجدته بانتظاره، بينما والده كان ينظر إليه بحنق كيف نسى أن يغطي رأسه،وسلم فيصل على الجميع بعدها تذكر القبعة لكن الوقت كان متأخر،فقال له جده: كيف تذهب إلى الشاليه دون أن تخبرني لأذهب معكم.
اطمأن فيصل بأن جده لم يرى الضمادة خلف رأسه،فأسرعت والدته وأحضرت قبعة كانت قد جهزتها ليرتديها فيصل ووضعتها على رأس فيصل،وأومأ فيصل برأسه شكرا لوالدته وقال: سامحني يا جدي فنحن لم نقرر إلا في وقت متأخر..أعدك بأن نذهب سويا يا جدي.
نظرت الجدة إلى فيصل وقالت: سامحك الله يا بني تريد أن تأخذ جدك وتتركني.
وقف فيصل ثم جلس بقربها وقبل رأسها ثم قال:وهل أجرأ على ذلك يا سيدتي..أنا رهن إشارتك متى ما قلت هيا لنذهب سنذهب ،وهل لدي أغلى منكما.
ضحك الجد وقال: في الحقيقة نحن هنا اليوم لنخبرك بأننا سنذهب إلى مكة لذلك نريدك أن تذهب معنا أنت وزوجتك الأربعاء القادم وسنعود يوم الجمعة ما رأيك؟
ابتسم فيصل وقال: ومن لا يريد زيارة بيت الله..بالطبع سأذهب لكن سأسأل زوجتي أولا إذا لم يضايقكم ذلك.
رد الجد: طبعا لا يضايقنا فهي زوجتك ونصف الثاني ويجب أن تستشيرها في كل شيء...انظر إلي يا ولدي بعد كل هذا العمر ما زلت لا أستطيع أن أشك خيط بإبرة بدون رضا جدتك.
ضحكت الجدة: وأنا لم أجرأ أن أعارضه فهو زوجي.
ابتسم فيصل ثم أخرج جواله واتصل بشهد وقال: ألو....شهد....أنا بخير..آسف لم آتي لأخذك يا عزيزتي سآتي لأخذك بعد قليل...شهد ما رأيك أن نذهب الأربعاء مع جدي وجدتي إلى مكة...كلا لن نتأخر سنعود في الجمعة...
أمسك الجد بيد فيصل وقال: أخبرها بأننا سنحجز جناح ملكي لكما في فندق دار التوحيد.
ابتسم فيصل لجده وأكمل: هل سمعتي...كما تشائين مع السلامة يا قلبي..
نظر فيصل إلى جده وقال: إذا الأربعاء القادم سنكون في مكة لكن أولا لابد أن اتصل بالشركة وأقول لهم بأني لن أتمكن من حضور ذلك اليوم.
أردف الجد:لا تحمل هم .هذا أمر سهل وأستطيع تدبيره لك بنفسي...ولا تنسى لن تدفع شيء فتكاليف الرحلة من تذاكر طائرة أو فندق على حسابي.
قّبل فيصل رأس جده وقال: أنت تخجلني يا جدي بكرمك... الله لا يحرمني منكم.
وبعدها تناولوا العشاء ثم ذهبوا، وذهب فيصل كذلك وأخذ زوجته من بيت أهله وانطلقوا إلى شقتهم.
دخل فيصل وشهد الشقة، وخلع القبعة شهقت شهد وأمسكت برأسه: ماذا حصل؟ لماذا لم تخبرني؟
سار فيصل دون أن يعير للأمر أي اهتمام ،وفتح باب الثلاجة ثم أخرج قارورة ماء و قال:لم أشأ إخافتك وأنا بخير كل ما حصل أنني تشاجرت مع مجموعة الشباب و لا تسألي ما سبب المشاجرة فالأمر انتهى... المهم علي أن أشتري إحرام استعداد للعمرة الأربعاء القادم .
شهد: معك حق يا فيصل وأنا أيضا علي تجهيز حقيبة وأضع فيها الثياب.
ضحك فيصل: هل تريدين تجهيزها من الآن؟
ابتسمت ثم اتجهت إلى الغرفة وأخرجت الحقيبة وقالت بصوت عالي: وما المانع لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.
وقبل أن يسافروا بيوم واحد اقترح فيصل تناول العشاء في بيت أهله ،ووافقت شهد على مضض إذ أنها كانت تريد أن تقضي هذه الليلة في بيت أهلها لكن فيصل وعدها بأنه سيأخذها غدا لتسلم عليهم قبل أن يسافروا.
وفي بيت والده حضر العشاء زوج أخته مساعد ،فقال فيصل مازحا:أخيرا رأيناك يا دكتور.
ابتسم مساعد وقال: أنت تعلم بأن الجراحين أمثالي وقتهم من ذهب وليسوا مرتاحين مثلك.
ضحك أسامة:ومن ضربك على يدك وقال لك كن جراحا.
نظر مساعد إلى أسامة وقال: الجراحة قسم ممتع..كله نشاط وحركة...
وأكمل فيصل:ودماء وسكاكين فعلا قسم ممتع.
غضب مساعد وقال: على الأقل تخصصي مفهوم لأنه متعلق بالناس وحياتهم لا بالكومبيوتر يا عزيزي.
أغلق بندر هذا الموضوع بقوله: كفى يا شباب..ما دام كل شخص سعيد بما اختار فلا يأبى بتعليقات من حوله المهم رأيه هو.
سكت الجميع وقالوا: معك حق.
أما في مجلس النساء فانشغلت عائشة بتحضير العشاء،وجلس البنات مع شهد وأما الصغار لجين و ديم فانشغلتا باللعب في الحديقة.جلست دانه بجانب شهد وقالت: يا بختكم ستذهبون غدا إلى مكة.
ابتسمت شهد:الحمد لله.
سألت دانه: هل حزمتم الحقائب؟..وماذا سترتدين هناك ؟..وهل ستغطين وجهك أم ستكشفينه أثناء العمرة؟
نظرت شهد إلى دانه وقالت:طبعا حزمنا الحقائب منذ أسبوع..لكن هل لي أن أسألك سؤال أنت لم تكملي دراستك بعد الثانوية أليس كذلك؟
استغربت دانه وقالت: لا لم أكمل.. فلقد تزوجت في سن مبكر بعض الشيء..لكن ما المناسبة؟
ابتسمت شهد وقالت: سبحان الله البنات اللاتي لم يكملوا تعليمهن لهن نفس التفكير السطحي..يحبون التدخل فيما لا يعنيهم..وما شأنك أنت فيما أرتدي وإن كنت سأغطي وجهي أم أكشفه.
غضبت دانه وقالت:ماذا تقصدين باللاتي لم يكملوا تعليمهن هل ترينني جاهلة...أنا مثقفة ولقد تخرجت من الثانوية العامة بمجموع عالي ولو أكملت دراستي لأصبحتِ تعملين عندي يا مدام شهد...
ضحكت شهد بسخرية وقالت:يا مدام دانه الماضي مات واندثرت أيامه... المهم هو اليوم.
أمسكت دانه أعصابها وقال:أنا أكبر منك بسنه يا شهد أي ماضٍ تتكلمين عني وكأنني قد بلغت الأربعين.
تفاجئت شهد وقال:غير معقول تبدين في الثلاثينات...يبدو أن جلستك الطويلة بالبيت قد زودت عمرك.
لم تملك دانه أعصابها فقالت:أنت كذلك كنت ستكونين في البيت لولا أن أخي ساعدك لتعرضي لوحاتك التي لا تدل على مشاعر صادقة مع الأسف ،وإنشاء الله بمجرد ما إن تتخرج وسن حتى نعرض لوحاتها في المحل وأنا متأكدة ساعتها بأنها هي من سيسرق الأضواء منك.
غضبت شهد وقال:أولا أنا موهوبة وأنا أؤمن بموهبتي ولا وسن ولا غيرها تستطيع حتى أن تفكر أن تقارن نفسها بي.
نظرت سما إليها وقالت:اسمحي لي يا شهد فرسم وسن أجمل من رسمك خاصة في الآونة وسن ازدادت
تألقا وبشهادة فيصل.
اشتعلت شهد غيضا وقالت: بصراحة يا وسن لا تغضبي لوحك ليست بالمستوى المطلوب ولا تدل على أي معنى.
نظرت إليها دانه وقالت: يا غبية هل تعتقدين أنك ستثبطين همتها هكذا...بالعكس أنت هكذا تبينين أنك
تغارين منها أكثر .
صرخت شهد: أنا غبية يا دانه...الغبية أنت يا جاهلة.
وقفت دانه غاضبة وقالت: أنا جاهلة...تشتمينا وأنت في بيتنا فعلا وقاحة.
ضحكت شهد بسخرية وقالت: بيتك..لا يا روحي هذا بيت زوجي فيصل.
سمعت عائشة صوت الصراخ فخرجت مسرعة من المطبخ وقالت:خير يا بنات .. مال أصواتكم قد علت.
أمسكت دانه بعباءتها وقالت :زوجة أخي يا أمي تقول عني غبية وجاهلة.
قاطعتها شهد: بل هي من قالت عني غبية يا خالتي.
وجاء صوت البنات: كلا يا أمي شهد هي المخطئة.
غضبت شهد وقالت: طبعا ستدافعون عنها فهي أختكم وأنا الغريبة.
صرخت عائشة وقالت: كفى يا بنات ألا تحترمون وجودي هنا....ومن قال لك يا شهد أنك غريبة أنت ابنتنا وهم المخطئون...هيا يا دانه اعتذري من زوجة أخيك.
ارتدت دانه عباءتها وقالت: كلا لن اعتذر أبدا يا أمي لهذه الأفعى.
صرخت عائشة: دانه..صحيح أني لم أعرف أن أربيك..أهكذا تحرجينا أمام شهد.
كانت دانه في غاية غضبها أمسكت الجوال واتصلت بزوجها وقالت: ألو..مساعد...هيا لنخرج الآن... لا تسأل لما أنا متضايقة..أريد أن أعود إلى بيتي لقد ارتديت عباءتي وسأنتظرك في السيارة إياك أن تتأخر فأعصابي لا تتحمل.
نظرت إليها والدتها وقالت: إلى أين يا دانه..لم نتناول العشاء بعد.
نادت دانه ابنتها وقالت: بالعافية يكفي وجود شهد ستفتح نفسكم على الأكل...هيا يا ديم والدك ينتظر.
فجأة دخل فيصل فزعا وقال: ماذا حدث يا دانه هل أنت بخير؟
صرخت سما : وكيف ستكون بخير و زوجتك لا تكف عن نعتها بالجاهلة .
وجه فيصل أنظاره إلى شهد: هل هذا صحيح؟
قاطعته والدته: فيصل الموضوع سخيف ... البنات يصنعون شيء من لا شيء...لكنهم أخوات أنا متأكدة من أنهم سيتصالحون لا تعير للموضوع أي اهتمام.
غضبت سما: زوجتك لا تطاق ولا يمكن أن تكون أختنا.
بكت شهد وقالت: وأنا كذلك أريد أن أذهب...أخواتك لا يحبوني...
أمسك فيصل بيد زوجته ثم التفت إلى سما وقال:أعيدي ما قلتي .
كان عينا فيصل تشتعل شرار، نظرت إليه سما بوجل ولم تستطع أن تتكلم ثم التفت إلى دانه التي كانت تهم بالخروج وكأنها تريد منها إنقاذ الموقف،ففهمت دانه نظرات أختها فقالت: فيصل عزيزي دعني أشرح لك زوجتك هي من ابتدأ وقالت لي غبية وجاهلة و....
صرخ فيصل صرخة كانت كفيلة أن تهز من في الصالة وقال: ألا تخجلين من نفسك على تصرفات الأطفال
هذه .... أنت أصبحت أم يا دانه ...هيا اخلعي عباءتك قبل أن يأتي والدي لأنه لو أتى أنت تعلمين ماذا سيفعل بك وبكم أنتم كذلك يا آنسات هل هذا واضح أم أنت بحاجة لمزيد من التوضيح؟
مرت لحظة صمت سريعة بعدها خلعت دانه عباءتها واتصلت بزوجها وأخبرته بأنها ستجلس قليلا إلى ما بعد العشاء.
بينما أمسك فيصل زوجته وقال لها: اعتذري من دانه يا شهد.
اقتربت شهد من دانه ثم قالت:أنا آسفة يا أختي.
ابتسمت دانه بغضب وقالت: لا عليك نحن أخوات والأخت لا تحمل في قلبها على أختها.
وبعدها بادر الجميع بالأسف من أم فيصل على ما حدث.
وحينما انتهت السهرة وعاد فيصل وشهد إلى الشقة وقال: إياك أن تخطئي في حق أي واحدة من أخواتي وإلا أقسم بالله لن تسلمي من غضبي...
نظرت إليه شهد وقالت:ولكن هي من قالت عني غبية وأن وسن ستحل مكاني في المحل.
وضع فيصل يده على رأسه وقال: كفى ..إنك تثيرين غضبي لا تنسي يا مدام أنك نعتها بالجاهلة ..لقد حاولت أن أكتم غيظي أمام أخواتي حتى لا أحرجك أمامهم..وأقسم بالله لو أسأت إلى أي واحدة منهن فلن أسامحك وخصوصا دانه .
سكتت شهد ثم قالت: لكنك لم تدافع عني أمامهم بل أحرجتني ووقفت بصف دانه ضدي.
نظر إليها فيصل وقال: بل وقفت إلى جانبك حتى أنني صرخت على دانه و أسأت إليها.
قالت شهد وهي تمسح ماكياجها غاضبة: ولماذا يهمك أمر دانه كثيرا ثم أنني لم أسيء إليها ..لقد غضبت مني لأني عنها جاهلة فقط لا غير.
نظر إليها فيصل وقال: فقط لا غير؟!..لقد قلت عنها جاهلة وتريدينها أن تسكت..ثم إن دانه ذكية جيدا لكن هناك ظروف خاصة حدتها عن تكملة دراستها.
فقالت شهد بسخرية: وما هي الظروف إنشاء الله؟
فقال فيصل: لأن أبي لم يكن يريدها أن تتزوج سعود لأنه لم يكن غنيا ذلك الوقت لذلك زوجها بمساعد الذي سافر معها إلى كندا ليكمل دراسته.
سكتت شهد ثم قالت: لكن الزواج ليس سبب كافي يجعلها تتخلى عن الدراسة..إلا إذا كانت هي أصلا إنسانة بلا طموح.
غضب فيصل وقال: أختي ليست بلا طموح يا شهد..عن إذنك.
وقف فيصل ثم فتح الدولاب وأخرج بطانية واتجه إلى الصالة،استوقفته شهد وقالت: إلى أين أنت ذاهب.
أكمل طريقه دون أن يلتفت إليها وقال: سأنام لوحدي في الصالة .
نظرت إليه وقالت: هل غضبت مني أنا آسفة.
ألقى فيصل جسده المرهق على الأريكة وغطى وجهه بالبطانية وقال: لا تنسي أن توقظيني لصلاة
الفجر يا امرأة..أريد أن أنام ولو لليلة واحدة دون أن تثيري غضبي بمواضيعك السخيفة



أيقظت شهد فيصل وقالت: هيا يا حبيبي لقد اتصل جدك وقال كن مستعدا لأننا سنذهب إلى المطار بعدة صلاة الظهر.
أبعد البطانية عن وجهه وقال بصوت ناعس: كم الساعة الآن؟
فقالت: إنه السابعة والنصف يا عزيزي.
سكت فيصل ثم قال: صباحا؟؟
ضحكت شهد وقالت: لا مساءً ..طبعا صباحاً يا روحي..
غطى وجهه مرة أخرى وقال: أيقظيني بعد ساعتين فأنا مرهق.
أبعدت شهد البطانية عن فيصل وقالت: أوه..فيصل كفاك كسلا..لقد وعدتني أن نذهب إلى بيت أهلي ونسلم عليهم.
أغمض فيصل عيناه وقال: أوه لقد نسيت..حسنا اتصلي بسائقكم أخبريه أن يأتي إلى هنا ويوصلك وأنا سألحقك.
لم تعلق شهد على ما قاله فيصل،ولقد استغرب فيصل من سكوتها ففتح عيناه فوجدها في غاية غضبها وقالت:لماذا لا تدلنني يا فيصل كما تدلل أخواتك ..لو كانت دانه أو سما أو لجين هي من طلب منك ذلك لسعيت لمساعدتها حتى لو كنت على فراش الموت... يا ليتني كنت أختك.
نظر إليها فيصل مندهشا وقال: أنت زوجتي يا مجنونة...وإن لم أدللك فمن سأدلل....لكن ارحميني من هذه الغيرة ولا تقارني نفسك بهم فأنتي زوجتي وهم أخواتي افهمي هذا يا امرأة..والآن سأستحم وبعدها سنذهب إلى بيت أهلك.
ضحكت شهد وقالت: إذا هيا بسرعة.
وبعدها انطلقوا إلى بيت والدها ،وجلست معهم حتى الساعة الحادية عشر،بعدها عادوا إلى الشقة وارتدى فيصل إحرامه وصلى الظهر ثم انطلقوا إلى المطار.
وفي المطار ظل فيصل يشكو من الآم في رقبته وظهره فسأله جده: ما بك يا بني هل وقعت من الدرج.
فقال فيصل وهو يضع يده على رأسه:كلا لم أقع...كل ما في الأمر أني قضيت ليلة البارحة على الأريكة.
نظر إليه جده وقال: هل قضيت ليلة البارحة على الأريكة؟ وأين زوجتك؟
سكت فيصل ونظر إلى زوجته ثم قال:زوجتي...آه تقصد شهد زوجتي.
نظر إليه الجد وقال: وهل لديك زوجة غيرها..طبعا أقصد شهد.
لم يعرف فيصل ماذا يقول لذلك قال: لقد..لقد كانت مصابة بالزكام فخشيت أن تنتقل إلي العدوة.
نظر إليه الجد بارتياب وقال: هل تنام على الأريكة لأن زوجتك مصابه بالزكام؟
سكت فيصل ثم قال لجده: أنت لا تصدقني أليس كذلك ... ماذا تريدني أن أقول تشاجرنا؟!..أجل تشاجرنا.
ضحكت الجدة وقالت :نعلم ذلك...لقد تشاجرت شهد مع دانه أليس كذلك؟
تغير وجه فيصل وقال:من أخبركم؟
ابتسم الجد:راكان لقد اتصل بي ليسلم علي وأخبرنا بكل شيء بالتفصيل،ولقد أعطيناه عهدا بأننا لن نخبرك لكننا لا نستطيع أن نخفي عليك شيء.
قبض فيصل يده بقوة وقال:راكان الأحمق سأريه...
أمسكت الجدة بيد فيصل وقالت: إياك أن تقترب منه إن كنت تحبني...وأنت يا شهد لا تحزني لما حصل البارحة فدانه ابنتنا ونعرفها هي طيبة وتحب الناس لكن إذا غضبت لا تعرف أحدا.
ابتسم الجد وقال: جدتك محقة يا ابنتي فالحياة لا تخلو من المشاكل لكنها سرعان ما تختفي وتبقى السعادة ..هل تعلمين متى تختفي يا ابنتي حينما ننسى ونسامح ونحب.
قبلت شهد رأس جدها وقالت: أنت طيب يا جدي.
وفجأة اتصل راكان بفيصل لم يشأ فيصل أن يكلمه لكنه رد على مضض وقال: أهلا راكان...ماذا تريد؟......أوه راكان أنت تعلم بأني سأسافر مع جدي...وإن كان عليك اختبار وزارة رياضيات يوم السبت..ماذا تريدني أن أفعل هل تريدني أن أذاكر لك؟....نعم؟! صباح الخير يا راكان هل أنت مجنون الآن استوعبت بأنك لم تستوعب سوى الفصل الأول والأخير والخامس..وماذا يقي في المنهج لم تعرفه... أوه راكان لا أريد أن أكلمك الآن أخشى أن يرتفع ضغطي مع السلامة.
وفي البيت ظل راكان كالجندي يسهر طول الليل والنهار ولا ينام إلا ساعة أو اثنتين ،وكان يترجى أسامة أن يساعده لكن أسامه هو الآخر مشغول بمذاكرته،وكان يخشى من مواجهة والده الذي حرمه حتى من الاتصال بالهاتف على زملاءه،وفي يوم الخميس اتصل راكان بفيصل وقال له: عمرة مقبولة يا أخي...كيف حالك..أنا.....
وانخرط راكان بالبكاء فجاءه صوت فيصل: راكان كم مره أخبرتك أن البكاء للنساء والأطفال...دموع الرجال ثمينة لا تهدر إلا لأمر عظيم.
مسح راكان دموعه وقال: لن أنجح بالاختبار يا فيصل ...أين أنت يا فيصل ...من سيساعدني غيرك...
فرد فيصل:اهدأ يا راكان ولا تضيع الوقت أكثر...افتح الكتاب مرة أخرى واقرأ بتمعن وركز على الأمثلة...
قاطعه راكان:وأسئلة الوزارة لقد قرأتها ولم أعرف حل سوى سؤال أو سؤالين.
سكت فيصل وقال: لا تقل لي أن هذه أول مره تقرأها.
أجاب راكان: أجل يا فيصل.
فقال: إذا أغلقها ولا تقرأها ...واكتفي بمذاكرة الكتاب وما تكتبه مع الأستاذ...و ضع في بالك أن اختبار الوزارة ليست طلسم سحري يصعب فهمه وحله إنها مجرد اختبار لا يختلف عن بقية الاختبارات....والآن هيا لا تضيع وقتك وابدأ من جديد..
ابتسم راكان وقال: حسنا...سأحاول من جديد...شكرا لك يا أخي العزيز.
وبعدها ابتدأ راكان المذاكرة من جديد صحيح أنه لم يفهم كل شيء ولكنه فهم معظم الفصول وظل طول يوم الخميس يذاكر حتى ساعة متأخرة ...بعدها استيقظ الساعة السابعة صباحا وصلى الفجر ثم استحم وأكمل مذاكرته.
استيقظت عائشة كعادتها في يوم الجمعة مبكرا وأعدت الفطور لبندر والأولاد ثم طلبت من الخادمة أن تناديهم على الفطور فجاءها صوت بندر:يا ميري ناديهم جميعا إلا راكان فهو بحاجة إلى كل دقيقة.
صرخت عائشة: حرام عليك يا بندر...فهو لم يرى أخوته ولم يكلم أحدا سوى أخاه فيصل ...سيصاب بعقدة نفسية.
نظر إليها بندر وقال:حسنا يا ميري نادي راكان كذلك....لكن إن لم يحصل على درجات عالية فأنت السبب.
وضعت عائشة الأطباق على الطاولة: حسنا أنا السبب.. المهم أن لا أرى ابني يتعذب..سيشنق نفسه إن ظل هكذا.
جاء راكان كان وجهه أصفر وهالات سوداء حول عينه وبالكاد يستطيع أن يأكل...لم ينظر إلى أخوته حتى لا يتألم..كان يخشى نظرات الشفقة التي كانوا يرمونها لراكان.
وفي العصر عاد فيصل من مكة وأوصل زوجته إلى البيت وبعدها اتجه إلى بيت والده...سلم فيصل على الجميع وبعدها اتجه إلى غرفة راكان فقالت له والدته:عمرة مقبولة.. إلى أين أنت ذاهب؟
فقال فيصل:منا ومنك صالح الأعمال..سأذهب إلى غرفة راكان يا أمي.
فقالت: ولكنه ليس هنا...لقد اقترح والدك بأن يذاكر في الغرفة الصغيرة في السطح حتى لا يسمع أصواتنا.
ضحك فيصل وقال: ولماذا تعذيب....سأذهب إليه...حرام عليكم ..مسكين يا راكان ..الحمد لله أني درست الثانوية في فرنسا.
صعد فيصل إلى غرفة راكان فوجده يقلب صفحات كتاب الرياضيات ولم ينتبه حتى بدخول فيصل إلى أن قال:راكان كيف حالك يا أخي.
وقف راكان وحضن فيصل وقال: أخيرا عدت...لقد كدت أختنق يا فيصل...أين كنت يا فيصل..عمرة مقبولة
ضحك فيصل وقال: منا ومنك صالح الأعمال هل انتهيت؟
ابتسم وقال: أجل لكن هناك بعض المسائل على التكامل لم أفهمها.
جلس فيصل على الكرسي وقال:أرني إياها ولنفكر سويا.
وفي أقل من ساعتين تمكن راكان من فهم الدرس،بعدها طلب فيصل من راكان أن يبدل ملابسه ليذهبوا إلى البحر..لم يفكر راكان إذا كان بإمكانه الذهاب أو لا...فقد كان يثق بفيصل كثيرا ويعلم أنه الوحيد الذي يفهمه.
نزل راكان وفيصل من الدرج فوجد والدته بانتظاره فقالت له: إلى أين يا فيصل؟ والدك منع راكان من الخروج من البيت.
أكمل فيصل طريقه وفتح الباب وقال:إذا أتى أبي فقولي له أن فيصل أصر على أن يخرج مع راكان...هيا يا راكان..
عاد راكان من البحر في تمام الساعة التاسعة مساء،كان يبدو مسرورا اتجه إلى غرفته ونام مرتاحا.
وابتدأت العطلة الصيفية بحلاوتها ومتعتها،والكل سعيد بقدومها إلا راكان الذي ظل يشاهد في كل ليلة فيلم مرعب بطله وزارة التربية والتعليم.
وفي يوم من أيام العطلة اتصل صديق راكان وأخبره أن عمه يعمل في الوزارة وبإمكانه أن يعطيه النتيجة لو أعطاه رقم الجلوس أو رقم السجل المدني،فأعطاه راكان رقم الجلوس الخاص به وأخبره صديقه بأنه سيتصل عليه هذا المساء ليعطيه النتيجة. كانت لجين تستمع إلى المكالمة بتركيز بعدها ذهبت إلى والدتها وأخبرتها.
وفي المساء دخل راكان صالة الجلوس فوجد أن الكل يرقبونه ،فقالت له والدته: ألم يتصل صديقك بعد؟
سكت راكان وقال: أي صديق يا أمي؟
أردفت: صديقك الذي أخذ رقم جلوسك حتى يخبرك عن النتيجة.
اندهش راكان وقال: ومن قال لكم؟
توجهت الأنظار إلى لجين،فركضت وارتمت في حضن والدتها وقالت: أنا آسفة ...أنا من أخبرهم ...لقد سمعتك وأنت تكلم صديقك...
وقبل أن يعاتب راكان الصغيرة،رن جواله ...نظر إلى الرقم فوجده رقم صديقه...وقف راكان من الخوف،فقال له أسامة: من المتصل لابد أن صديقك هيا أجب يا راكان.
وضع راكان السماعة في أذنه وقال: ألو..أهلا طارق...ماذا...هل أنت متأكد....حسنا..حسنا إلى اللقاء.
لم يستطع راكان النظر في عيونهم وخرج بسرعة وركب السيارة،ولحق به أسامه وبسرعة فتح باب السيارة وركب بالكرسي المجاور لراكان.
بعدها انطلقا إلى شقة فيصل...أسرع راكان إلى باب الشقة وبدأ بدق الجرس بقوة..فتح فيصل
باب الشقة وقال:من...راكان ماذا بك..هل أنت بخير...وجهك يقول أنك عرفت النتيجة...تفضل..لنتحدث في الداخل.
دخل راكان مع أسامة،وجلس على الأريكة وقال:بعد كل هذا التعب والجد والاجتهاد...حرمت نفسي من كل شيء..حتى من رؤية أصدقائي أو أخوتي...عشت سنه كاملة مقيد..وفي النهاية تعبي ذهب مع الريح...بعد كل التعب أحصل على نسبة ثمانية وسبعين.
تفاجأ أسامة وفيصل،فقال فيصل: غير معقول...راكان هذا غير معقول..لقد كنت أراك وأنت تذاكر لقد كنت ممتاز جدا في المذاكرة...كيف حصل هذا؟
وقف راكان وقال: لا أدري..لا أدري...أرجوك فيصل لا تخبر والدي وإلا سيقتلني.
نظر إليه فيصل وقال: هل جننت لابد أن نخيره إنها نتائج الثانوية العامة يا حبيبي...من الأفضل أن نخبره الآن قبل أن يرى النتيجة في الجريدة.
وضع راكان يده على رأسه وقال: ويلي...هل سيضعونها في الجرائد أيضاً...لماذا...للفضائح...لا حول ولا قوة إلا بالله.
أمسك أسامة بكتف راكان وقال: أنا عندي حل...ما رأيكم أن نؤجل الموضوع إلى ما بعد الغد..ساعتها ستكون النتائج قد ظهرت بالكومبيوتر قبل أن تعلن في الجرائد...وسنفكر في الأيام القادمة كيف سنوصل الخبر لوالدي..أما والدتي فسنقول لها أنك نجحت لكن لم يخبرك كم النسبة..وإن سألت لماذا خرجت بسرعة من البيت ولم تخبرهم النتيجة فقل لها لأنك كنت تريد أن يكون فيصل أول من تخبره بنجاحك.
ضحك فيصل وقال:أيها المحتال الكبير من أين تأتي بهذه الحيل؟
ابتسم أسامة وقال: الدنيا علمتني يا فيصل.
نظر فيصل إلى راكان وقال: لا تقلق...سآتي إلى بيتنا حينما تظهر النتائج في الإنترنت وسأكون بجانبك وسنخبر والدي والله يستر من ردة فعله.
ابتسم راكان:شكرا لك يا أخي...شكرا لك يا أسامة...أما أنا فلن أسامح نفسي على هذه النسبة.
صرخ فيصل وقال: إنه القدر يا راكان...لا تثقل على نفسك... وادعي ربك فإنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
رفع راكان يده إلى السماء وقال وهو يبكي: ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين...ربي إني مسني وأنت أرحم الراحمين.
لم يوقف فيصل بكاء أخيه كعادته بل اقترب منه وأمسك بكتفه فارتمى راكان في حضن فيصل وقال: أنا لم أقصر يا فيصل...صدقني لم أقصر.
وفي اليوم التالي جاء فيصل وزوجته كعادتهم ليتناولوا العشاء في بيت والده،وحينما وصلوا دخلت شهد إلى صالة الجلوس بينما رافق فيصل أخوته إلى مجلس الرجال حيث كان بندر يشاهد دوري كأس خادم الحرمين،وسلم فيصل على والده ،وفجأة انطفأ التلفاز ثم قام بندر ليصلحه وقال: لابد أن السلك قد وقع ...
وبينما بندر مشغول في تركيب الأسلاك ،قال فيصل بصوت خافت لراكان: لابد أن يعلم والدي نسبتك اليوم...سأمهد الموضوع.
أمسك راكان بيد فيصل وقال: كلا أرجوك لا تفعل.
نظر أسامة إلى راكان ثم إلى والده الذي بدا منشغلا بالتلفاز: يجب أن نخبره الآن..لأنه سيتعشى الآن وينام وغدا سينسى لكن إن أخبرناه غدا في الصباح سيظل غاضبا عليك طوال اليوم.
ثم التفت بندر إلى أولاده وقال: ما بالكم يا أولاد عن ماذا تتحدثون؟
أردف فيصل:نتوقع نسبة راكان يا أبي.
ابتسم الأب وقال:أنا أتوقع أن راكان سيحصل على نسبة ثمانية وثمانين فما فوق.
تغير وجه راكان وشعر بأن روحه تكاد أن تخرج من جسده،فقال أسامة:وإن حصل على نسبة أقل فلن تغضب أليس كذلك؟
نظر بندر إلى ابنه راكان وقال: لن أغضب إن حصل على جيدا جدا فما فوق...لكن يا ويله لو حصل على نسبة أقل من ذلك.
فقال فيصل: ولكن يا أبي في النهاية كلنا يعلم أن راكان لم يقصر وأنه مجتهد...وإن حصل على نسبة أقل من جيد جدا فقدر الله وما شاء فعل.
نظر بندر إلى التلفاز وقال:لكل حادث حديث...لا تستبق الأحداث يا فيصل....
وبينما فيصل يهم بإخبار والده الحقيقة المرة إلا انتهت المباراة بخسارة الفريق الذي يشجعه بندر فغضب كثيرا وتعكر مزاجه فلم يجرأ فيصل على إخباره.
وبعد العشاء أوصل فيصل زوجته إلى بيت أهلها لتزور أختها التي عادت للتو من سفر طويل ،وترجت أم فهد فيصل على أن يسمح لزوجته للنوم في بيتهم فوافق فيصل على مضض،ثم اتصل فيصل بوالدته وأخبرها بأنه سيقضي الليلة معهم.
وفي الصباح استيقظ فيصل من النوم فوجد العائلة مازالت كلها مستيقظة فقال لهم: متى استيقظتم؟
ضحكت سما وقالت: نحن لم ننم من الأصل يا فيصل لم تنتهي سهرتنا بعد.
ابتسم فيصل وقال: تسهرون بالليل وتنامون في النهار أمركم عجيب...لستم من البشر.
نظرت إليه سما وقالت: أنت الغريب يا فيصل فهذه عادة الناس في العطلة...وليسوا مثلك حتى في يوم الخميس الذي يرتاح فيه الناس تستيقظ مبكرا.
جلس فيصل مع أخوته وقال: الاستيقاظ مبكرا راحة للبدن وصحة....أوه لا أدري أين وضعت مفاتيح سيارتي؟
أجاب راكان: إنها على طاولتي يا فيصل.
توجه فيصل إلى غرفة راكان فوجد كومبيوتره المحمول مفتوح ومازال الاتصال بشبكة الإنترنت لم ينفصل،فجاء لفيصل الفضول ودخل على موقع وزارة التربية والتعليم ،فوجد الصفحة الرئيسية كتب عليها نتائج الثانوية العامة لهذا العام للقسمين الأدبي والعلمي، ثم اختار فيصل القسم العلمي فوجد خانتين الأولى كتب عليها اسم الطالب الرباعي والخانة الثانية كانت رقم السجل المدني،وأدخل فيصل اسم راكان كاملا ...لكنه لم يكن يعرف رقم السجل المدني الخاص براكان والمسجل في بطاقة الأحوال المدنية،وبدأ فيصل يبحث عن هذه البطاقة في أدراج راكان وأخيرا وجد محفظة راكان وفتحها وأخرج البطاقة المدنية...وكانت المفاجأة أنه وجد والده أمامه مباشرة فقال:ماذا تفعل ببطاقة راكان...هل ظهرت النتائج...أعطني إياها سأدخل الرقم بنفسي.
صعق فيصل حينما رأى والده،وأعطاه البطاقة ببطء،وفي هذه اللحظة دخل راكان الغرفة فوجد والده ممسك بالبطاقة وقال له: لقد ظهرت النتائج يا راكان...لنرى ماذا حصدت مع نهاية المشوار...
تغير وجه راكان ونظر إلى أسامة الذي كان يقف خلفه فحاول أسامة بحيله المعتادة أن يشغل والده فصرخ: أبي.....أبي لجين وقعت من الدرج وهي تتألم.
سمعت لجين ما قاله أخاها وفهمت المطلوب فألقت بجسدها على الأرض وقالت: أي...بابا..أنا أتألم...رجلي تؤلمني
خاف بندر حينما سمع صوت حبيبته المدللة تبكي فأسرع للخروج ،وبسرعة أخذ فيصل البطاقة من يد والده،وأقفل أسامة الباب مع خروجه وقال:ما الذي تفعله يا فيصل..هل جننت لقد اتفقنا على إخباره بعد صلاة الظهر؟
سكت فيصل وقال: وما أدراني أنه خلفي ..كنت فقط أريد أن أتأكد من نسبة راكان إن كانت صحيحة أم لا....
ضحك أسامه بسخرية:وهل تظنها خاطئة .. يا مجنون..
ثم فتح بندر الباب بقوة وقال: ماذا تنتظر يا فيصل ألم تدخل النتيجة بعد..
ابتسم فيصل وقال: سأدخلها الآن لكن كيف حال لجين؟
ضحك بندر: إنها بخير...كل ما تريده مزيد من الدلال والحنان...هيا يا فيصل أدخل الرقم..
كان راكان واقف بجانب الباب استعداد للهروب.
أدخل فيصل الرقم ببطء ثم ضغط على زر إظهار النتيجة،وكانت المفاجأة أن ظهر اسم راكان بندر أحمد ..النسبة ستة وتسعون...
صرخ الجميع وهتفوا الحمد لله،والتفت فيصل إلى راكان وقال: كنت أعلم أن نسبتك غير صحيحة يا أخي.
راكان لم يملك نفسه وسجد على الأرض شكرا لله تعالى ،وفي هذه اللحظة حضن بندر راكان وقال له: كنت أعلم أنك سترفع رأسي يا راكان....والآن أخبرني ماذا ستختار..
ابتسم راكان وقال: سأختار كلية الطب.
فرح الأب وقال: حقا يا راكان لقد أفرحتني..
ضحك راكان: كلا أنا أمزح وهل أنا مجنون...في الحقيقة سأدخل كلية التجارة وحينما أتخرج سأساعد أبي وجدي في عملهم.
ابتسم الأب وقال: عظيم...كما أن جدك لديه معارف كثر في الكلية.
هللت عائشة وباركت ،ثم قالت لبندر: الحمد لله اليوم مليء بالأخبار السعيدة ...لقد اتصلت بي أختي وأخبرتني بأن ابنتها ستتزوج.
صعق فيصل ثم قال: روز ستتزوج؟!!
نظرت إليه الأم باستنكار: كلا لينا من سيتزوج يا فيصل.
هدأ فيصل وقال: ألف مبروك ومتى سيكون الحفل؟
فأجابت: في أخر العطلة .
فكر فيصل وقال: إذا سأحاول أن أرتب لي إجازة من الآن.
ضحك راكان وقال: لنرجع إلى محور حديثنا...هل سيضعون النسب في الجرائد.
فقالت سما: كلا و لا حتى التقدير...سيضعون أسماء الناجحين فقط..بسبب شكوى الأهالي عليهم لوضعهم
النسب في السنة الماضية.
حزن راكان وقال: خسارة ..كنت أتمنى أن يضعوها.
نظر إليه أسامة وقال:لا أعتقد أن هذا هو رأيك ليلة البارحة ..لقد كنت تدعي طول الليل أن لا تظهر النسب والمجموع، والآن أجاب الله دعاءك.
قاطعه راكان: يكفي..يكفي..لا تذكرني بما حصل ليلة البارحة...لقد كان كابوس وانتهى.
ضحك فيصل: لم ينتهي بعد...قبل أن تسجل نفسك بالكلية.
وقف بندر وقال: لا تقلق فدخول كلية التجارة أسهل ألف مرة من دخول كلية الطب أو الهندسة...المهم هيا استعدوا يا شباب سنتاول الغداء في المطعم بمناسبة نجاح راكان...
قاطعه فيصل وقال: هذه المرة على حسابي يا أبي.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 10:18 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن


09تم قبول راكان في كلية التجارة كما وعده والده ...بعدها تفرغ بندر لعمله وحياته الخاصة حيث سافر بعد يومين من قبول راكان إلى قبرص ليحضر اجتماع مهم هناك ،ووعد عائشة بأن السفرة لن تستغرق أكثر من أسبوع وأنه سيتصل بها بمجرد وصوله قبرص .
ومر أسبوع دون أن يتصل بندر حتى اتصال واحد ليطمئن عائشة المسكينة التي لم تنم الليل والنهار تفكر فيه..لذلك قررت الاتصال بسكرتير بندر منصور،واتصلت به وقالت: ألو ...منصور كيف حالك...أخبرني متى ستعودون من قبرص ...لقد تأخرتم كثيرا.
استغرب منصور وقال: أنا لم أسافر قبرص مع عمي بندر..لأنه أخبرني بأنه سيعقد صفقة مهمة و لا يحتاج لوجودي معه...لكن لا تقلقي سأتصل بالمطار...وأسألهم إن وصلت رحلته أم لا فأنا لدي رقم رحلته...
وبعد دقائق اتصل منصور بأم فيصل وقال: لقد اتصلت بالمطار، وأخبرني بأن بندر أحمد قد وصل منذ يومين ..
صرخت عائشة: ماذا.؟!..حسنا شكرا لك يا ابني ...مع السلامة.
وبعدها اتصلت عائشة بفيصل وقالت: فيصل..ألحقني يا بني...والدك لقد اختفى ..يقول منصور أنه وصل منذ يومين وهو لم يتصل منذ أن سافر...أنا متأكدة أنه ليس بخير...قلبي يقول لي ذلك..
هدئها فيصل وقال: أمي اهدئي أرجوك...حسنا لا تبكي سأمر على بيتنا بعد الدوام ...مع السلامة.
وبعد الدوام اتجه فيصل إلى شقته وتناول الغداء مع زوجته،وبينما هم يتناولون الغداء قالت شهد: فيصل..حبيبي..أريدك أن تأخذني إلى المكتبة..أريد شراء ألوان زيتية...ولوح...وفلين..
قاطعها فيصل: أنا آسف يا شهد فلقد اتصلت بي والدتي وهي تريدني أن آتيها فورا..اتصلي بسائق أهلك ودعيه يأخذك.
وقفت شهد ولم تكمل غدائها وقالت: ألا تشعر بي...لقد سئمت وأنا أطلب سائق أهلي ليأخذني حتى أن أخواتي أصبحن يقلن لي أين زوجك لما لا يأخذك بنفسه هل هو مشغول....نعم مشغول ..بماذا؟..بخدمة أهله..لقد سمحت لك أن تغيب عني طول الليل لتدرس راكان ... ولم ينتهي الأمر بل امتد إلى ما بعد الاختبارات ...لم تسألني يوما إذا كنت متضايقة أم لا ،والآن أحتاجك في أمر سخيف وتردني...حسنا لا تتعب نفسك سأتصل بالسائق...فالمهم بالنسبة لك راحة أهلك و رضاهم عليك...اذهب إليهم و راضيهم ...و لا تسأل عن راحتي لأني لا أعتقد أنها تهمك.
وقف فيصل وقال: أنا آسف يا حبيبتي..لا تغضبي أرجوك...أهم شيء عندي هو راحتك..واطلبي مني أي طلب وسأنفذه لك الآن.
سكتت شهد وقالت:حسنا...أريدك أن تأخذني إلى المكتبة...وبعدها نتمشى قليلا على الكورنيش..بعدها توصلني إلى الشقة ،وتذهب أنت لرؤية والدتك.
ابتسم فيصل وقال: كما تأمرين يا سيدتي الجميلة.
وبعدها انطلق فيصل وشهد إلى المكتبة واتجهت هي إلى ركن مستلزمات الرسم بينما اتجه هو إلى الكتب وبدأ يقرأ وأخذهم الوقت...بعدها خرجوا وجلسوا قليلا على الكورنيش واشترى لها ذرة وبليلة وبدأ يأكلان وفي الأخير أوصلها إلى البيت بعد أن نال رضاها، لكنه نسي أمر والدته.
اتجه إلى بيتهم كانت والدته شبه منهارة بمجرد ما إن رأت فيصل قالت: أين كنت لقد قلقت عليك...لما لم تتصل بي
اقترب فيصل منها وقبل يدها ورأسها وقال: أنا آسف لقد نسيت ...كنت مع شهد في المكتبة.
صرخت عائشة: في المكتبة؟!!..والدك لا نعلم أين هو وأنت تتمشى مع زوجتك.
أمسك فيصل بكتف أمه وقال:اهدئي يا أمي....ماذا سيكون حصل له لا سمح الله؟
سكتت عائشة ثم قالت:ربما اختطف؟
ابتسم فيصل وقال: ولما يخطفونه أمير أم وزير..حتى يختطفونه؟
غضبت عائشة وقالت: هل تسخر مني يا فيصل...أنا أعلم والدك جيدا إنه لا يقوى على مفارقتي فلما لا يتصل الآن أنا متأكدة بأنه حصل له مكروه.
وضع فيصل يده على رأسه وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله..أمي أرجوك اهدئي ...حسنا سأتصل بجميع المستشفيات لأرى إن حصل له مكروه حقا أم لا...
جلست عائشة منهارة وقالت: ويلي عليك يا زوجي الغالي...أين أنت...سأموت بدونك يا بندر.
اتصل فيصل بجميع المستشفيات وبلغوه بأن والده غير مسجل في لائحة المرضى،وبعدها اتصل فيصل بأعمامه وجده وقال لهم بأنه قد بدأ يقلق فعلا على والده فجواله مغلق ولا يعرف أي شيء عنه....وابتدءوا جميعهم بالبحث عنه في كل مكان حتى في الشاليه واتصل فيصل بجميع أصدقاءه و لا أخبار جديدة وكأن الأرض انشقت وبلعته.
ومرت أسابيع على اختفاء بندر..كان القلق مسيطر على عائلة بندر كاملة،وفي يوم طلبت عائشة من فيصل أن يحضر لها بعض مستلزمات البيت من السوبر ماركت،وأصر البنات على مرافقته فوافق فيصل،وحينما هموا بالخروج وجدوا أسامة و راكان كانا في الحديقة وبمجرد ما إن رأوا فيصل يركب سيارته مع البنات حتى رافقوهم .
وفي السوبر ماركت افترقوا ذهب البنات إلى ركن الحلويات والمثلجات بينما قام الشباب بوضع المتطلبات التي طلبتها والدتهم في العربة ،وحينما انتهوا اتصل فيصل بوسن وقال: أين أنتم؟
فقالت وسن: فيصل أرجوك امنحنا عشر دقائق فقط وبعدها ستجدنا أمامك.
كان فيصل قد أصابه التعب إذ أنه لم يرتاح طول اليوم وهو يفكر بوالده ،فوجد جلسة معروضة للبيع مكونة من طاولة وأربع كراسي فجلس على إحدى الكراسي وتبعه راكان وأسامة.
وفجأة التفت راكان إلى الخلف ثم هز كتف أسامة وقال: انظر إلى الفتاة الواقفة خلفك...إنها جميلة.
نظر إليها ثم همس: إنها حقا جميلة... لا تبدو لي سعودية..أعتقد أنها سورية.
ضرب فيصل يده على الطاولة وقال: بلا قلة أدب أنتما الاثنان...ألا تخجلان من أنفسكما ماذا لو رأتكم لجين؟
نظر إليها أسامة من جديد وقال: إنها متجه نحونا لعلها تريد شتمنا بسبب نظراتنا لها.
وقف فيصل وقال: ماذا...إذا لنهرب بسرعة.
ولكن قبل أن يهربوا كانت أمامهم تحدثت باللهجة السورية وقالت : إنها طاولة ممتازة...بندر حبيبي تعال وانظر إليها..إنها مناسبة.
وكانت المفاجأة جاء صوت بندر: قلت لك يا روحي سأشتري لك طاولة من مفروشات المطلق أو العبد الواحد أو الدليجان وليس من سوبر ماركت.
صعق فيصل حينما سمع صوت والده لكنه لم يصدق إلا حينما رآه واقفا بجانب الفتاة السورية الجميلة، وقد أمسك بيدها،وقد صعق بندر حينما رأى فيصل وأبناءه.
بحلق فيصل في عيني والده وقال: من هذه يا أبي؟
تغير وجه بندر وقال: ألا تريد أن تسلم على أبيك يا فيصل.
نظر إليه فيصل بغضب وقال: ليس قبل أن أعرف من هذه التي تناديك بحبيبي...
سكت بندر ولم يرد ،فأجابت هي بكل كبرياء: أنا زوجته،ونحن الآن في شهر العسل ولا نريد أن يضايقنا أحد.
ظل فيصل مبحلق في عيني والده وقال: أنا آسف إن ضايقناك في شهر العسل يا عريس....هيا يا شباب لنذهب إلى البيت فوالدتي تنتظرنا.
ثم ساروا جميعا بعدها التفت فيصل إلى والده وقال: أرجوك لا تتحرك من مكانك حتى نخرج... فالبنات وبالذات لجين متحرقات لرؤيتك ويحلمن الليل والنهار بك...لا تجعلهم يروك حتى لا تموت أحلامهم الجميلة...عن إذنك يا أبي..



ظل فيصل و راكان وأسامة ساكتين في السيارة لم يتكلموا كلمة واحدة...بينما البنات فتعالت ضحكاتهم في السيارة.
دخل فيصل البيت فوجد والدته تصلي العشاء ..أدخل الأغراض المطبخ وساعده راكان وأسامة...
بعدها قال فيصل: اسمعوني يا شباب ...أغلقوا الموضوع...ولا أريد أن يعرف أي أحد عن هذا الموضوع اتفقنا ؟!
فقالوا: اتفقنا.
عاد فيصل إلى الصالة فوجد والدته تفكر،اقترب منها وقبل رأسها وقال: فيما تفكر أجمل أم في الدنيا.
ابتسمت والدته وقالت: أفكر بالماضي الجميل...يوم أن كنا أنا ووالدك شبابا...لم يهمنا العادات والتقاليد كنا نعلم أن حبنا أقوى من كل شيء...لقد تخليت عن أشياء كثيرة من أجل والدك..لقد تخليت عن وطني وأسرتي وعملي و عن كل شيء و رغم كل هذا لست نادمه...هل تعلم لماذا...لأنك حينما تحب بقوة ستضحي بكل شيء من أجل أن يستمر هذا الحب...كنت ولا زلت وسأظل أضحي من أجل والدك ... أنا متأكدة أني لم أغب عن باله أبدا كما هو لم
يغب عن بالي أبدا.
تألم فيصل كثيرا وشعر بطعنه في قلبه وقال : أمي ..أنت عاطفية كثيرا..
أمسكت عائشة برأس فيصل وقالت: هل تعلم أنت تشبهه كثيرا..حينما أراك أشعر بأني أرى والدك فيطمئن قلبي.
قبل فيصل يدها واحمرت عيناه وقال:أمي..كوني قوية أرجوك حاولي أن تسيطري على عواطفك...اصمدي أمام المستقبل..عديني أرجوك.
نظرت إليه بخوف وقالت: هل حصل مكروه لوالدك يا فيصل؟
أمسك فيصل برأس أمه وقال: أمي انظر إلي..أبي بخير..هل فهمتي بخير..المهم الآن أن تكوني أنت بخير..
ابتسمت عائشة وقالت: أنا بخير ما دمت أرى وجهك الجميل كل يوم.
عاد فيصل إلى البيت مرهقا جدا...كانت شهد ترسم فجلس يراقبها وقال: أنا متعب يا شهد..أكاد أختنق.
وضعت شهد يدها على رأسه وقالت: ماذا حصل...هل حصل لوالدك شيء.
نظر إليها فيصل وقال: لقد رأيته اليوم في السوبر ماركت يا شهد...ويا ليتني لم أراه...
استغربت شهد وقالت:و لماذا.؟
وضع فيصل يده على رأسه وقال بصوت متألم:لماذا يا أبي..إنها بعمر بناتك...لما تزوجتها..ويلي عليك يا أمي..لقد كدت تفقدين عقلك بسببه وهو غارق في العسل مع السورية...ولكن لما الآن يا أبي...لما تزوجتها بعد هذا العمر
صعقت شهد وقالت: ماذا...عمي تزوج...غير معقول...مسكينة يا عمتي عائشة...ولكن لماذا...صحيح أنها كبرت في السن لكن والله العظيم إنها أجمل من بناتها بكثير ،وعمي يحبها كثيرا.
نظر إليها فيصل وقال: الوقحة...أكيد أنها خدعته بضحكاتها ودلالها.
سكتت شهد وقالت: هل رأيتها يا فيصل؟
أومأ برأسه إيجابا، فقالت:وهل هي شابة جميلة؟
رفع فيصل بصره في اللوحة التي كانت شهد ترسمها وقال: إنها شابة وجميلة جدا.
نظرت إليه وقالت: وماذا سنفعل الآن؟
تنفس فيصل وقال: لا أعلم ...لم أستطع إخبارها...لا أقوى على رؤية دموع أمي...لأني لو رأيتها سأقتل أبي و زوجته.
هدئت شهد فيصل وقالت: اهدأ يا عزيزي...أنت مرهق لما لا تأخذ حماما ساخنا وتنام والصباح رباح.
ابتسم فيصل وقال: معك حق فأنا متعب جدا...



وفي اليوم التالي أوصل فيصل شهد إلى بيتهم من الصباح الباكر وانطلق إلى الدوام بعد أن اتصل بدانة وأخبرها عن زواج أبيها وترجاها أن لا تخبر أحدا ،وطلب منها أن تجلس بجانب أمها المسكينة.
وفي آخر الدوام خرج فيصل بسيارته الفخمة ،وفجأة وجد حادث مروري مروع نزل بعدها من السيارة ليطمئن على من في السيارة فوجدهم جميعا جثث ووجد أشلائهم متناثرة في كل مكان هذا غير الدماء التي أغرقت الشارع...لم يستطع فيصل أن يمسك نفسه وشعر بغثيان ودوار في رأسه..ولم يستطع الوقوف فأسند نفسه على سيارته وأنزل رأسه وبدأ يتنفس بصعوبة وكأنه مخنوق...التفت مرة أخرى إلى الجثث المتناثرة كانت عبارة عن عائلة أب و أم وثلاثة أولاد وبنت واحدة و رضيع وخادمة...وفجأة جاءت سيارة مسرعة كادت تصدم سيارة فيصل ووقف بجانب الحادث ثم نزل وأخذ يصرخ: أبي...أمي...أخوتي...كلا...لن ترحلوا دفعة واحدة..لا تتركوني وحيد..ويلي ..ويلي.
ابتعد فيصل عن المكان وهو مخنوق وكأنهم أهله هو وليسوا أهل هذا الشاب.
وحينما وصل البيت لم يكن يريد أن يراه أحد فجلس على الكرسي الهزاز في الحديقة المواجه لحوض السباحة وبدأ يفكر فيما حصل،ولم ينتبه لوجوده إلا أخته دانه التي خرجت وجلست بجانبه وقالت: ما بك يا فيصل؟
لم ينظر إليها فيصل بل ظل محدقا بحوض السباحة وقال: الدنيا..الدنيا...يا أختي ترعبني كثيرا...أحيانا تشعر بأن أكثر الناس هماً...لكن فجأة تجد بأن هناك من هو أكثر هما منك...بالأمس لم أنم الليل وأنا أفكر بأمي وشعورها حينما
تعلم .. لكن اليوم حينما رأيت الجثث المتناثرة في كل مكان وذلك الشاب الذي ارتمى على الجثث يريدهم فقط أن يتنفسوا..أن يسمع صوتهم..لكن..الذي يذهب لا يعود...تخيلت نفسي مكان هذا الشاب الذي فقد أهله دفعة واحدة..ماذا كنت سأفعل..أدركت ساعتها نعمة الأهل...إن ما حصل اليوم هو رسالة من ربي لينبهني لهذه النعمة التي يجب أن أسعى جاهدا لحمايتها لأنها لو ضاعت قد لا تعود أبدا.
وحضن أخته طويلا وبكت هي وقالت: الله لا يفرقنا يا أخي .
بعدها جاءت شهد وقالت: أنت هنا...لما لم تدخل؟..هل تريد أن نتناول الغداء هنا.
ابتسمت دانه وقالت: فكرة جميلة يا شهد..أنت عبقرية ..سأخبر الخادمة أنه تحضره هنا حالا.
وبالفعل تناولوا الغداء في الحديقة...كان الجو جميل...فاقترح أسامة أن يستحموا في بركة السباحة فوافق راكان وفيصل و ديم ولجين أما الباقي فاعتذروا واكتفوا بمشاهدتهم وهم يستحموا ويغطسوا.
و بينما هم يستحمون وقفت دانه وقالت: يا شباب لنرى من هو الأسرع فيكم ...هيا لنرى من سيربح السباق.
ضحك راكان وقال: سنلعب ولكن أولا ابعدي ابنتك وإلا ستغرق.
أسرعت دانه وأبعدت ابنتها وأبعد فيصل لجين وقال: لا تحرجوا أنفسكم فأنا سباح ماهر.
ضحك أسامة ضحكة سخرية وقال: لنرى أيها السباح الماهر...أرنا ما عندك.
وابتدأ السباق وتعالت أصوات البنات بالتشجيع ولكن السباق لم يكمل ،وذلك بسبب دخول بندر المفاجئ مع زوجته الشابة الجميلة.
وقفت عائشة من هول الصدمة خرج فيصل بسرعة من الماء وقال لها في أذنها:أنا آسف.. إنها زوجته يا أمي أرجوك كوني قوية..كما وعدتني.
نظر إليهم جميعا وقال: كيف حالكم يا أولاد...هذه زوجتي سهير..وستعيش معنا في البيت.
صرخت عائشة: أين يا بندر؟
نظر إليها وقال : في الطابق العلوي ..يا عائشة.
نظرت إليه باشمئزاز وقالت:سينتقل فيصل و زوجته للعيش معنا في الطابق العلوي.
بحلق فيصل عيناه ثم نظر إلى زوجته فقالت: أجل سنسكن في الطابق العلوي يا عماه...حتى نكون بالقرب
من أمي عائشة.
شعر فيصل بسعادة لا توصف حينما سمع ما قالت ثم التفت إليها وابتسم ابتسامة شكر.
ضحك بندر وقال: حقا؟؟..أنا سعيد لسماع ذلك...لا مشكلة فملحق الضيوف جميل وهادئ ما رأيك يا سهير؟.
ابتسمت وقالت: المهم أن أكون معك.
احتقرتها دانه وقالت: ولكن هذا الملحق قد بنياناه ليكون سكنا مريحا لأهل أمي.
ابتسم والدها وقال:كان لأهل أمك...واليوم هو بيتك يا سهير.
ضحكت سهير ثم طلب من السائق أن ينقل الحقائب الموجودة في السيارة إلى الملحق،وبعدها نظر إلى البنات
وقال:ألم تشتاقوا إلي ؟
نظروا إليهم جميعا وقالوا: ليتك لم تعد يا أبي.
وانتقل فيصل و زوجته من اليوم التالي إلى الطابق العلوي في بيتهم ، كان الانتقال سريع هدفه أن يكون بجانب والدته،وفي نفس اليوم انتشر الخبر في كل مكان وأتى جميع الجيران ليواسوا عائشة ..لم تتحمل عائشة أن يرى الناس عائشة الفرنسية الجميلة القوية مكسورة .
لم تكن تريد استقبالهم لولا أن شهد قالت لها: لابد أن تري الناس أنه هو من خسرك وليس أنت من خسره...لابد أن يعلم الكل أن عائشة قوية لا يهزها شيء،وعليك أن تظهري أمامهم بكامل زينتك وتضحكي ولا تعلقي على الموضوع نهائيا وسنساعدك يا أمي ...أليس كذلك يا بنات؟
ابتسموا البنات وقالوا: هو كذلك يا شهد ..
وبالفعل ظهرت لهم بكامل زينتها حتى أن الناس لم يفرقوا بينها وبين ابنتها دانه،وكانت تضحك مع الجميع حتى أن الناس نسوا سبب وجودهم في بيتها وكانوا كلما فتحوا الموضوع جاءهم رد شهد أو دانه السريع الذي
أسكتهم حتى رحلوا.
وفي مجلس الرجال طلب الجد من الجميع بالخروج ليتحدث مع ابنه بندر،وحينما رحل الجميع
قال له: لقد كنت مجنون منذ صغرك يا بندر لكن ليس إلى هذه الدرجة.
قطب بندر وجهه وقال: وهل فعلت جريمة...لقد تزوجت على سنة الله ورسوله.
صرخ الجد: إنها بعمر ابنتك دانه يا بندر....لماذا..لماذا فعلت ذلك بعائشة.
أنزل رأسه وقال: أنا أحب عائشة يا أبي..ولكنها كبرت وأنا ما زلت في شبابي.
أردف الجد: وأمك كذلك كبرت ووهنت...مع ذلك لم أفكر أن أتزوج غيرها...هل تعلم لماذا؟..لأنني حينما أنظر إلى المرأة لا أنظر إليها كجسد مثلك بل أنظر إليها كروح حلوة...فالجسد لابد أن يأتي يوم ويبلى أما الروح فتبقى مدى الحياة جميلة.
نظر إلى والده وقال: لا تنظر إلي هكذا إني أحبها وهي تحبني.
ضحك الجد وقال: لا تنسى أنك جد يا بندر وحفيدتك دخلت المدرسة كذلك...دع هذا كله في جهة...ولنتحدث عن الماضي حينما أتيتني في شبابك بعد أن تزوجت من عائشة...قلت لي بأنك ستتحدى العالم بمن فيه من أجلها ولن تتخلى عنها أبدا،ومن أجل هذا الحب سامحتك على زواجك من أجنبية...أنا لا أستطيع تصور كيف تتخلى عن عائشة بعد أن تركت أهلها ووطنها وعملها من أجلك.
قاطعه بندر: يكفي يا أبي..سهير كذلك تركت أهلها ووطنها وعملها من أجلي.
نظر إليه الجد وقال: أنت أناني يا بندر..أناني...وسيأتي يوم وستعود إلى رشدك وأولادك وستندم عدد شعر رأسك
على ما فعلته لعائشة.
وخرج دون أن يكلم أحد كان يحدث نفسه ويقول: عنيد...سيندم عما قريب وسترون.
دخل بعدها بندر إلى الملحق أو بيت سهير بمعنى أصح،بينما دخل فيصل وأخوته الصالة ليجدوا والدتهم في كامل زينتها ..كانت تضحك مع البنات وكأن شيء لم يحصل.
اقترب فيصل من أمه وبدأ ينظر إليها وقال:يكفي يا أمي...يكفي.
سكتت عائشة ثم نظرت إليه وقالت: أنا متألمة يا فيصل..هل تصدق ما حصل..هل تصدق أن والدك لم يعد يريدني..
لم يجعلها فيصل تكمل كلامها وحضنها بقوة وبكت بكاء حار في حضنه..تألم الجميع وهم يرون دموع أمهم الحنون،وفجأة دخل بندر...نظر إليه أبناءه باحتقار...كانت علامات الجدية تظهر على وجهه
وقال: دعونا لوحدنا يا أولاد.
انصاع الأولاد لطلب والدهم،وصعدوا جميعهم إلى الأعلى.بقيت عائشة مع بندر في الصالة .
نظر إليها وقال:أنا آسف يا عائشة..
نظرت إليه وقالت: كيف فعلت هذا...كنت أظنك تحبني كما أحبك..
اقترب منها وقال: أوه..عائشة أرجوك...افهميني أنا أحبك..
ضحكت وقالت: واضح والدليل هو أنك حينما عدت من سفرك عدت إلينا عريسا يا بندر.
أنزل رأسه وقال: معك حق لكنني تزوجت وانتهى الموضوع..ويجب أن تكيفي نفسك على وضعك الحالي.
صرخت عائشة:لقد تركت وطني وأهلي وكل من أحبهم من أجلك ...لقد أتيت إلى السعودية رغم أني أعلم أن أهلك غير راضين عن زواجنا...كانوا يتصلون بي كل يوم ويشتمونني...وطعنوني في أعز ما أملك..في شرفي..في شرفي يا بندر...ولقد صبرت...هل تعلم لماذا..من أجلك..لقد أعطيتك قلبي لتحميه من طعنات الدهر..واليوم أنت من طعنه بسكين قتل كل لحظة حلوة عشتها معك...ماذا فعلت بقلبي يا بندر..ماذا فعلت..
كاد بندر أن يبكي وقال: عائشة لا تحملي نفسك فوق طاقتها...سامحيني إن لم يكن من أجلي فمن أجل الأولاد يا عائشة.
نظرت إليه بحقد وقالت: ليس الآن يا بندر ..قد أسامحك يوما ما من أجلهم..لكن سيبقى ما فعلته جرح عميق في علاقتنا ولن يزول هذا الجرح إلى أن أموت.
حاول أن يحضنها لكنها أبعدته وقالت: لا تلمسني...ابتعد عني..لا أريد أن أراك.
أمسك بيدها وقال: عائشة ..أرجوك قلبي يؤلمني حينما أراك هكذا.
أبعدت يدها وقالت: أوه..حقا...إذا اذهب لعروسك الجميلة لتداويه..فعائشة كبرت ولم تعد تنفعك.
نظر إليها وقال: عائشة..أرجوك..لا تقولي هذا فأنت مازلت شابة..
صرخت وقالت: إذا لما تزوجتها..هل قصرت في حقك...أعطيتك كل ما تريد...و ربيت أولادك أحسن تربية..جعلتك تعيش أمير زمانك..أهذا جزائي؟
صرخ هو الآخر: كفى يا عائشة...أنا أعلم أنك لم تقصري..لكن تذكري بأن الدين أحل لي أن أتزوج أربع.
ابتسمت وقالت: معك حق..إذا ماذا تنتظر اذهب إليها وأنا دعني مع أولادي.
نظر إليها وقال:سأذهب...لكن أريدك أن تعلمي بأني سأظل على أمل أن تسامحيني لآخر يوم من عمري.
أعطته عائشة ظهرها وقالت: بندر...أرجوك أنا متعبة بما فيه الكفاية..اذهب إلى عروسك ودعني غارقة في همومي.
سار بندر ببطء وهو ينظر إليها ..لم يكن يصدق أن التي كان يتحدث معها للتو هي عائشة التي أحب والتي كان يحلم بإسعادها إلى الأبد.ثم دخل إلى بيت سهير التي أنسته بجمالها ودلالها ما حدث سواء مع جده أو أولاده
أو مع حبه الأول عائشة.


اليوم هو يوم الجمعة استيقظ فيصل باكرا ليحضر خطبة الجمعة ،ولم يجد سيارة والده وبعدها علم من السائق(مرتضى) أن والده قد خرج باكرا لحضور اجتماع مهم هذا الصباح.
وبعد أن عاد فيصل من الصلاة اتصل به ابن عمه سعود وقال: أهلا يا فيصل ..كيف حالك؟
ضحك فيصل: أنا بخير..يا ابن العم ..أي خدمة؟!
فأجاب سعود: سنذهب إلى البر..هل تستطيع العناية بشهلاء حالما أعود؟
رد فيصل: آه..تقصد الفرس...طبعا ..طبعا لا مشكلة.
ضحك سعود وقال: إذا فأنا أنتظرك في الخارج ..هيا تعال وخذها.
ابتسم فيصل وقال: يبدو أنك رتبت لكل شيء يا ابن العم...حسنا سأخرج..مع السلامة.
خرج فيصل ووجد سعود يخرج شهلاء من الشاحنة ..ساعده على إخراجها وقال: هل ستتأخر يا سعود؟
مسح على الفرس وقال: كلا..لن أتأخر سأعود هذا المساء وسآخذها...اعتني بها جيدا.
أمسك فيصل بمربط الفرس وقال: لا تقلق سأعتني بها...كن مطمئنا.
دخل فيصل البيت وكانت زوجة والده ترمقه من نافذة غرفتها،وأما فيصل لم يشعر بها..بعدها وضعت الفرس رأسها على كتف فيصل فقال لها: هل تريدين أن نلهو؟...إذا هيا بنا.
ركب فيصل على ظهر الفرس وأخذ يعدو في حديقتهم الواسعة..كان شعره البني الناعم الكثيف يطير في الهواء
وفجأة توقف فيصل حينما رأى زوجة والده أمامه بملابس قصيرة..ألقت عليه التحية وقالت: مرحبا..لم أكن أعلم أنك تجيد ركوب الخيل.
نزل فيصل من الفرس وأمسك بمربطها واقترب من سهير وقال: ما هذه الثياب القصيرة ألا تخجلين من نفسك؟
ابتسمت وقالت: لا تنسى أني زوجة أبيك..هذا يعني بأنه يجوز لي أن أكشف عنك.
نظر إليها باحتقار وقال: لكن لا أعتقد أن الدين أباح لك أن تكشفي عن السائق الذي قد يأتي في أي لحظة ليسقي الحديقة.
ثم أدار فيصل ظهره وهم بالابتعاد لكنها استوقفته وقالت: هل تخشى علي يا فيصل من السائق؟
التفت إليها وقال: بل أخشى على السائق منك .
وفي هذه اللحظة دخلت دانه مع ابنتها ديم وحينما شاهدت سهير قالت: ماذا تفعلين أيتها الأفعى ؟ وما هذه الملابس القصيرة؟
نظرت إليها وقالت: هذا بيتي ولا يحق لأحد فرض رأيه علي.
غضبت دانه وقال: ولكن يجب أن تعلمي بأننا شعب محافظ له عاداته وتقاليده ،ويجب عليك احترام هذه العادات وإلا عودي إلى البيئة التي أتيت منها...انظري إلى نفسك تبدين غير محترمة...
صرخت سهير وقالت: أنا غير محترمة...حسنا سأخبر والدك حينما يأتي.
غضبت دانه وقالت: هل تهدديني ..أنا لست خائفة منك..يا....
صرخ فيصل: يكفي...لا تقللي من مستواك يا دانه وتحدثي هذه الأشكال..كنت أعلم والدي مخطئ حينما اختارها.
نظرت ديم إلى خالها وقالت: خالي...أريد أن أركب على الحصان.
ضحك فيصل وقال: هيا يا سندريلا.
أمسكت والدتها بيدها وقالت : كلا...لن تركبي...ستقعين.
نظر إليها فيصل وقال: لا تقلقي لن تقع...ما رأيك أن تركبي على الحصان وتمسكيها بنفسك.
سكتت دانه ثم قالت: كلا لا أريد...حسنا بإمكانك الركوب...لكن أرجوك يا فيصل امشي ببطء
وبعدها ركب فيصل ووضع ابنة أخته في حضنه وسار في بادئ الأمر ببطء وبعدها انطلق بسرعة ليغيظ دانه.
وحينما وصل عند الباب طلب فيصل من سائقهم مرتضى أن يعتني بالفرس ،ثم دخل البيت كان يبدو على وجه دانه الإعياء والتعب..نظر إليها فيصل وقال: هل أنت مريضة يا دانه...تعالي واجلسي هنا..
جلست دانه ثم قالت: هناك خبر أخفيته عنكم..منذ أسبوع بسبب غياب أبي ثم زواجه المفاجئ...في الحقيقة أنا حامل.
تفاجأ فيصل: أوه..حقا...ألف مبروك...الحمد لله...
ابتسمت دانه وقالت:الله يبارك فيك..الشكر لله ثم للدكتورة ليلى إنها حقا رائعة...أنا أنصح شهد للذهاب إليها ؟
ضحك فيصل وقال: ما زال الوقت مبكرا...لم يمضي على زواجنا سوى بضعة أشهر.. بالمناسبة أخبريني هل أمي تعلم أنك حامل يا دانه.
.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-13, 10:19 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع


فأجابت: كلا...أنت ثاني شخص أخبره بعد زوجي مساعد...
وقف فيصل وقال بأعلى صوته: أمي...وسن..سما..أسامة...راكان.. .يا أهل البيت تعالوا بسرعة.
أمسكت دانه بفيصل وقالت: ماذا تفعل أيها المجنون..؟
نظر إليها فيصل وقال: سأبشرهم بهذا الخبر الجميل...الكل لابد أن يعلم.
وجاء الجميع مرعوبين ...نظروا إلى فيصل وقالوا: ماذا هناك..؟
أمسك فيصل بدانة وقال: كل خير...تعالوا واجلسوا هنا..سأخبركم خبر جميل..
جلسوا وهم ينظرون إلى فيصل باستنكار فقال: أمي..باركي لدانة فهي حامل يا أمي.
صفق البنات وفرحوا كثيرا حينما سمعوا هذا الخبر،وأما عائشة فبكت وقالت: هذا أجمل خبر سمعته في حياتي..إنشاء الله أن يفرحني ربي بحملك يا شهد .
نظرت شهد إلى فيصل وقالت: إنشاء الله يا أمي عائشة سنملأ البيت لك أطفالا.
أمسك فيصل بيد زوجته شهد وقال: أنا سعيد بأنك أصبحت تنادين والدتي بأمي.
ابتسمت شهد وقالت: أمك يا فيصل أمي...
وفي هذه اللحظة دخل بندر فانسحبت عائشة بسرعة إلى الطابق العلوي...همت لجين أن تلحق والدتها لكن والدها أوقفها وقال: لجين تعالي هنا...اليوم يا أولاد سنتناول الغداء كعائلة وستكون معنا سهير...أريدكم جميعا أن تكونوا موجودين..هل هذا واضح ؟
غضبت سما وقالت: كلا يا أبي..لا أريد أن أكل مع هذه الحقيرة.
نظر بندر إلى سما بغضب لدرجة أنه كاد أن يضربها وقال: ستأكلون جميعا...وليحاول أي منكم مخالفتي وسيرى ما سيحصل له..
وفي الغداء جاءت سهير الجميلة وجلست بجانب بندر على طاولة الغداء،ولم يكن أحد من البنات يريد أن يجلس على الكرسي المجاور لها مما جعل دانه تتبرع وتجلس ابنتها ديم بجانب سهير..كادت ديم أن تبكي لكنها رضخت للأمر الواقع وقبل أن يجلس فيصل قال له والده: فيصل تعال ..واجلس بجانبي.
جلس فيصل بجانب والده ،وبدأت سهير تدلل بندر بالطعام وكأنه طفل صغير،وكان المنظر سيء للغاية بالنسبة لأولاده..كانت تحاول إغاظتهم لتبين لهم أنها تفهم والدهم أكثر منهم.
وبينما هم يتناولون الغداء قالت سهير وهي تضع اللقمة في فم بندر: بندر حبيبي..إن لم يكن لديك مانع اليوم ستأتي أمي وأختي وأخي ليطمئنوا.. وأريدك أن تأخذهم من المطار.
ابتسم بندر وقال: أهلا بهم في أي وقت.
كانت دانه تقشر البرتقال بالسكين ،وحينما سمعت ما قالته وما هو رد أباها كادت أن تقتلهما وقالت في غيظ: وأين سينامون يا مدام سهير.
أمسكت سهير بكتف بندر وقالت لتغيظها أكثر: في بيتي يا دانه..هل لديك مانع ؟
ثم نظرت سهير إلى ديم وقبلتها على خدها ثم قالت: هل أمك دائما هكذا تحب الكلام.
ضحك بندر وقال: أجل...إنها كذلك.
غضبت دانه ،وأشار إليها فيصل أن تهدأ..فمسكت غضبها وقالت: الحمد لله لقد شبعت.
وبعدها قاموا جميعا ولم يبقى إلا بندر و زوجته سهير.
لحق فيصل بدانة ليهدئها فوجدها تقول لابنتها: أخبريني في أي خد قبلتك هذا ..أم هذا؟
فأشارت ابنتها إلى الخد الأيمن فأخذت دانه الصابون وبدأت تدعك خدها بقوة،فقالت ديم: أمي أنت تؤلمينني.
فقالت دانه وهي ما تزال تدعك: اصبري يا روحي..
ضحك فيصل وقال: ماذا تفعلين يا مجنونة...كل هذا لأنها قبلت ابنتك.
صرخت دانه وقالت: أكرهها ..أكرهها..هل رأيتها كيف تدلل والدي كطفل صغير..إنها مقززة سأقتلها يا فيصل.
ضحك فيصل وقال: على رسلك يا قمر..لا تنسي أنك حامل..لا داعي للعصبية
وفجأة جاء أسامة ونيران الغضب تشتعل من رأسه وقال: لقد جن أبوكم ...بعد أن تزوج تلك الغبية.
ابتسمت دانه وقالت: ما بك أنت الآخر؟
قال أسامه وهو يغسل يده: حضرته سيذهب ليتناول العشاء مع زوجته،ويريدني أن أستقبل أهل زوجته في المطار وأوصلهم إلى البيت بنفسي.
نظر إليه فيصل باستنكار وقال: معقول؟!!..ولما لا يذهب مرتضى ليأخذهم.
أغلق أسامة صنبور الماء ومسح يده وقال: وهذا ما قلته له فقال لي أنه ليس من اللائق أن يستقبل السائق ضيوفنا ونحن موجودين.
صرخت دانه وقالت: أرأيت ما فعلته الأفعى بعقل أبي...آه..يا ليت لدي حزام ناسف حتى أعطيه كهدية لها بمناسبة زواجها.
وفي هذه اللحظة أتت سهير نظرت إليهم بازدراء وقالت: سأجعل بندر ينسى حتى أسمائكم.
ابتسم فيصل وقال:جربي ذلك وسترين من هو فيصل بالنسبة لبندر.
غضبت سهير وقالت: سنرى.
وفي هذه اللحظة أتى بندر..فقالت سهير بدلال: حبيبي بندر..هل نسيت ما وعدتني به؟
ابتسم بندر وقال: أنا آسف إن نسيت شيء..ذكريني يا روحي ماذا نسيت؟
نظرت سهير إلى فيصل وقالت لتغيظه: أريد جوال جديد وحاسب محمول وساعة ألماس هل ترضى بأن تبقى يد زوجتك الجميلة بدون زينة تليق بها يا بندر.
كتم فيصل غيظه ثم نظر إلى أخته دانه التي لم تحتمل وقالت باستهزاء: وهل تعرفين كيف تستخدمين الحاسب المحمول أم أنك تعرفين اسمه فقط.
فقال بندر: دانه ..احترمي زوجة أبيك ولا تقلقي يا سهير طلباتك أوامر ومن الغد سيكون لديك كل شيء تريدينه.
لم يحتمل فيصل وهم بالابتعاد فأوقفه والده وقال: فيصل اذهب مع سهير اشتري لها حاسب محمول دون أن تبالي بالسعر.
نظر إليه فيصل وقال: أنا؟!!
ابتسمت سهير وقالت: ألم تسمع والدك ..أجل أنت ستأخذني لشراء ما أريد وهل هناك مشكلة؟
نظر إليها بغيظ وقال: حتى لو قطعتني إلى قطع يا أبي لن أشتري لها حاسب محمول ..أنا لا أعمل عندها..هل تظنني مرتضى حتى تفرض أوامرها علي.
ذهب فيصل إلى المطبخ فوجد وسن تساعد ميري في غسل الأطباق..فأخذ السكين ثم فتح الثلاجة وأخرج قطعة كيك ثم وضعها على الطاولة ونظر إلى قطعة الكيك بحنق ..وفجأة ثار وغرز السكين بالكيك وقال: سأقتلها تلك الحقيرة.
نظرت إليه وسن وهي تنشف الأطباق وقالت: فيصل هل أنت بخير وعن من تتحدث؟
نظر إليها وهو ما يزال ممسك بالسكين: سأرتكب فيها جريمة قتل..ترديني أن أكون سائقها ..لا و تريدني أن أختار لها حاسب محمول.. بنت ال...
دخل بندر وقال: أكمل يا فيصل..لا تنسى أن من تتحدث عنها زوجة أبيك .
نظر إليه وقال: وأنا الدكتور فيصل أم أنك نسيت..لو كانت واحدة من أخواتي لقبلت بأن أوصلها إلى أي مكان تريده لكن هذه لن أوصلها إلا لمكان واحد فقط..هل تعلم ما هو.. المطار لتعود إلى الحثالة التي أتت منها بلا عودة.
غضب بندر وقال: احترم نفسك يا ولد. ..إن طولت لسانك مرة أخرى على زوجتي قصصته لك عموما سأعذرك هذه المرة فأنت لم تتقبل الوضع بعد.
ابتعد بندر ورحل مع زوجته فقال فيصل بصوت خافت: ولن أتقبله أبدا.


وفي الليل سار بندر وزوجته ليتناولوا العشاء في إحدى المطاعم الفاخرة كما وعدها،وأما أسامة فجلس مع أخوته في الحديقة قبل أن ينطلق لإحضار ضيوف مدام سهير،وبينما هم جالسين حتى دق الجرس ابن عمهم سعود الذي أتى ليأخذ الفرس شهلاء .
فكر أسامة ثم قال لسعود: بأي سيارة أتيت؟
ضحك سعود: وماذا تتوقع بالمرسيدس ؟!...طبعا بالشاحنة فأين يمكنني أن أضع شهلاء؟
ابتسم أسامة وقال: هل يمكن لي أن أستعير الشاحنة منك هذا اليوم.
نظر فيصل إلى أسامة وقال: لا تقل لي أنك تريد أن تأخذهم بالشاحنة؟
صفق راكان وقال: فكرة رائعة..أنت عبقري يا أسامة.
سأل سعود: ما الأمر ؟ مالكم تتحدثون بالألغاز..
ابتسم فيصل وقال: لاشيء يا ابن العم..كل ما في الأمر أن أبي وكل لأسامة عمل وهو أن يقوم باستقبال أهل زوجته من المطار .
ضحك سعود وقال: حقا؟...إذا سأترك الشاحنة لكم وبعد أن تعود من مهتك الرسمية يا أسامة عليك أن تعيد الفرس إلي.
أخذ أسامة المفتاح وقال: أمرك يا ابن العم..سلام.
وانطلق بعدها أسامة إلى المطار بالشاحنة ،وجلس بجانبه راكان حتى يضطرون للجلوس بالخلف مع العلف.
تعمد أسامة و راكان التأخير عن الموعد واستقبلوهم استقبال بارد حتى أنهم لم يميزوا وجوهم ،ولقد تفاجئوا كثيرا حينما رأوا الشاحنة وتفاجئوا أكثر حينما فتح راكان الباب الخلفي للشاحنة وقال: تفضلوا..أهلا بكم في بلدكم الثاني.
نظرت أم سهير إلى أسامة وقال: ما هذه الشاحنة ..هل قالوا لك بأنك ستستقبل أغنام حتى تأتي بهذه السيارة؟
ابتسم راكان وقال بصوت خافت: أصبت أيتها العجوز الشمطاء.
ضحك أسامة وقال: هذه سيارتنا إن أعجبتكم يا أهلا وسهلا وإن لم تعجبكم فهذه سيارات الأجرة قد ملأت المطار.
ركبت أم سهير وقالت غاضبة: وهل يعقل أن نرجع بسيارة أجرة ..أمرنا لله..سامحك الله يا سهير.
وحينما وصلوا البيت كان سعود وفيصل في انتظارهم..أخذ الفرس وبعدها ركب الشاحنة وانطلق إلى البيت،بينما هم تفاجئوا حينما رأوا البيت والحديقة الكبيرة وبركة السباحة التي تتوسط البيت ،كانوا ينظرون إلى أسامة و راكان بغضب وكأنهم يقولون في نفسهم: كل هذا الخير وتستقبلونا بشاحنة .
خصوصا أنهم بعد وصولهم اتجه أسامة إلى سيارته الفخمة وقال بصوت عالي: سيارتي العزيزة..اشتقت إليك.
أما فيصل فكان ينظر إليهم بحقد، تقدم الأخ ومد يده ليسلم على فيصل لكن فيصل تظاهر أنه لم يراها وقال: تفضلوا إلى البيت..سيأتي والدي بعد قليل.
وفي هذه اللحظة دخل بندر مع زوجته التي رحبت فيهم كثيرا ولم يكن ترحابها أقل من ترحاب بندر الذي فتح لهم باب بيت سهير الصغير وقال: تفضلوا...هل تناولتم العشاء.
نظر أخوها إلى فيصل وقال: أجل...لا تتعبوا أنفسكم.
وقبل أن يدخل والده قال فيصل : أبي ...أريدك في موضوع مهم.
تركهم بندر وهو يقول: تفضلوا ...عن إذنكم سأعود بعد قليل.
نظرت سهير إلى فيصل بحقد ثم دخلت مع أهلها، وأما فيصل فدخل مع والده المنزل وقال: ألم تعد تشتاق لابنك..أم أن زوجتك الجديدة قد أنستك فيصل.
ابتسم والده وقال: أريدك أن تعلم شيء يا ابني بأن حبي لأي امرأة في العالم لا يعادل حبي لك ...أنت أعز أولادي.
نظر إليه فيصل وقال:إذا لماذا لم تتصل بي و تطمئنني يا أبي..لقد كنت قلقا عليك.
نظر إليه وقال: أنا آسف يا بني...أنا خجل من نفسي.
نظر إليه فيصل وقال: لست وحدي الغاضب يا أبي..أخوتي كذلك غاضبين وبالذات لجين أنت تعلم كم تحبك يا أبي ولقد خذلتها.
أنزل رأسه وقال: معك حق يا بني..حتى دانه يبدو أنها غضبت مني على الغداء.
ابتسم فيصل وقال: لا عليك..فدانه حامل وأنت أعلم مني كيف تكون نفسية المرأة مع الحمل.
صرخ بندر فرحا وقال: ماذا تقول..دانه حامل..أخيرا بعد سنين طوال أخيرا حملت..الحمد لله..أين هي؟
ضحك فيصل وقال: إنها فوق وما زالت غاضبة منك ..أنا من رأي أن تقضي الليلة هنا لتراضيها وتراضي البنات ما رأيك يا أبي؟
ابتسم وقال: معك حق..سأتصل بسهير وأخبرها.
وقبل أن يخرج جواله أمسك فيصل بيد والده وقال: كلا لا تتصل هنا بل اتصل أمامهم لتبين لهم أنك فضلتهم عليها.
وبالفعل صعد بندر مع فيصل إلى الأعلى حيث كان الجميع ،استغربت عائشة حينما رأته لكنها لم تقم من مكانها كما فعلت في تلك المرة بل ظلت ساكتة..اقترب الأب من دانه وحضنها بقوة وقال: ألف مبروك يا حبيبتي ..يجب أن تعتني بنفسك..أريد أن أرى حفيدي الثاني بصحة جيدة.
ابتسمت دانه وقالت: حاضر.
ثم نظر إلى فيصل وقال:سأقضي الليلة هنا مع أولادي الحلوين..فلم أعد أطيق فراقكم.
قفزت لجين في حضن والدها وقال: كنت أعلم أنك مشتاق إلي يا أبي.
فرحوا الأولاد كثيرا خصوصا بعد أن كلمها أمامهم واتضح أنها غاضبة من تصرفه،لكن بندر لم يبدي أي اهتمام أغلق الهاتف وقال: المهم أن أكون معكم يا شباب.
وفي اليوم التالي عاد فيصل من الدوام متعبا فوجد سهير بانتظاره وقالت له: فيصل أرجوك..تعال إلى هنا..لا أعلم ماذا حصل للمكيف إنه حار جدا.
دخل فيصل البيت وتوجه إلى المكيف وقال: ما دمت لا تجيدين استخدام المكيف المركزي فلا تعبثي به..كدت تتلفينه.
ابتسمت سهير وقالت: لست أنا من فعل ذلك..إنها أختي سحر.
التفت فيصل فوجد سحر لم تكن بجمال سهير لكنها جذابة أكثر.نظرت إليه وقالت: أنا آسفة يا دكتور.
التفت فيصل إلى المكيف بعد أن ضبط درجة الحرارة وقال: لا تعبثي بأي شيء إذا كنت تجهلينه يا آنسه.
وفجأة جاء صوت عجوز خشن خرجت من المطبخ الصغير وقالت: ما دمتم في هذا العز...إذا لما أحضرنا أولئك الحمقى بالشاحنة وجعلونا نجلس مع العلف.
نظر إليها فيصل بغرور: نحن نعطي كل شخص بالقدر الذي يستحقه..سلام.
وقبل أن يخرج ناداه أخوها عدنان وقال: أنتم عديمي الأخلاق...وسترون في يوم ما أن كل هذا العز سيكون لأختي سهير.
ضحك فيصل بسخرية وقال: ليس وأنا موجود..سترى كيف سأجعل أختك تعود إلى بلدها مثلما أتت ..
وحينما خرج فيصل ،قالت سهير: أنا أخشى فيصل كثيرا،ولقد قال لي بندر حينما سألته من أقرب الناس إليك فقال ابني فيصل هو أملي الكبير في هذه الحياة و لا أطيق أن أراه يتألم.
نظرت إليها الأم وقالت: يجب أن تأخذي مكانه.
ابتسمت وقالت: كلا لن أستطيع ولو بعد مليون سنة..لقد رأيت ما فعل ليلة البارحة بمجرد أن تحدث معه حتى جعله ينام معهم ويتركني وحدي وأنا عروس.
ابتسمت سحر وقالت: لكن إن أوقعته في شباكي ..سأجعله كالخاتم في إصبعي.
نظرت إليها سهير وقالت: لن تستطيعي..ففيصل قوي يستطيع أن يسيطر على عواطفه..ولن تأخذي معه لا حق ولا باطل.
وحينما دخل فيصل البيت وجد شهد في انتظاره غاضبة وقالت: ماذا كنت تفعل عند سهير..
ضحك فيصل وقال: الحمقاء كادت حرق المكيف.
نظرت إليه غاضبة وقالت: وهل رأيت أختها سحر.
ابتسم فيصل وقال: طبعا رأيتها..ما المشكلة؟
قالت وهي ممسكة أعصابها: وهل كانت تضع حجاب على رأسها؟
نظر إليها في ريب وقال: كلا..ما الذي ترمين إليه؟
اشتعلت شهد غيضا وقالت: يا سلام ولم تكن ترتدي حجاب..شيء جميل..اسمعي جيدا يا فيصل لا أريدك أن تتكلم أو حتى ترى هذه الفتاة نهائيا.
ضحك وقال: هل تغارين علي ؟
فأجابت: طبعا أغار، وما الذي يضمن لي أن لا تكون مثل أبيك وتتزوج أختها؟
ضحك فيصل وقال: أنا أتزوجها؟ ..لقد رأيت ما حصل لأمي ولا يمكن لي أن أفعل ذلك بك.
ابتسمت شهد وقالت: أنا أثق بك يا روحي..لكنني أعلم جيدا كيف تفكر سهير..لقد أحضرت أختها لتضرب عصفورين في حجر ..أولا سيتسنى لها أن تأخذ من أبيك ما تريد في غيابك..وثانيا ستتمتع أختها بالنعيم..خصوصا لو علمت أن الشركة مكتوبة باسمك.
نظر إليها وقال: معك حق يا شهد...لكن مناهم لا تستطيع أي امرأة في الدنيا إغواء فيصل .
ضحكت وقالت: أنا واثقة منك يا فيصل.
بعدها أتى راكان وقال: كيف حالك يا فيصل..كيف حالك يا زوجة أخي..اليوم سيعلب المنتخب ضد
أوزبكستان ..ضمن تصفيات كأس أسيا.
ضحك فيصل وقال:حقا؟..من ستبدأ المباراة؟...
ابتسم راكان وقال:بعد صلاة العصر مباشرة.
وبعدها جاءت كل من وسن وسما بأعلام خضراء وأساور خضراء كتب عليها بالأبيض أنا سعودي،وكن مرتديات ملابس بلونين أخضر وأبيض حتى ديم ولجين كن كذلك.
ضحك فيصل وقال: ما هذه الوطنية؟
ابتسمت لجين وهي تربط شعرها بشريطه خضراء وقالت : لابد أن نقف مع المنتخب.
قدمت وسن علم المملكة وقالت : ضعه على كتفك يا فيصل..وأنت كذلك يا راكان..
وضع فيصل العلم على كتفه وقال: أنتن متحمسات للمباراة أكثر منا نحن الرجال.
نظرت إليه سما وهي تضع الأسوار في يد شهد: نحن لا نتحمس إلا إذا لعب المنتخب.
نزل أسامة فوجد كل من الصالة مرتدي أخضر وأبيض فقال:اليوم ليس اليوم الوطني يا شباب..ما هذه الثياب؟
أمسكت وسن بالعلم الأخير المتبقي ووضعته على كتف أسامة وقالت: سيلعب المنتخب اليوم بعد صلاة العصر.
ضحك أسامة وقال: أوه حقا؟!..ما شاء الله عليكم ..بنات آخر زمن أصبحوا يعرفون أخبار كرة القدم أحسن منا .
فقال فيصل: تشجيع البنات غير شكل ..الحمد لله أن وجود مشجعات في الصفوف السعودية ممنوع وإلا خسرنا الجمهور واللاعبين.
ابتسمت شهد وقالت: ماذا تعني؟
فقال فيصل: لو سمحوا بدخول المشجعات لترك الجمهور التشجيع ليتفرجوا على البنات هذا غير أن اللاعبين ستظل عيونهم مبحلقة بالبنات وبذلك سنخسر.
ضحك أسامة وقال: معك حق يا فيصل..فالشعب السعودي مجنون.


وابتدأت المباراة...وبينما هم جالسين دخلت سهير وأهلها وقالت: بندر حبيبي لما لم تخبرني ..أنك أتيت.
كان بندر مشغول بالمباراة وقال: إنه المنتخب يا سهير..
نظر فيصل إلى سحر ليتحقق مما قالته زوجته فوجد بأنها فعلا تريد إغوائه فهي لم تنزل بصرها عنه مما جعله
يغير مكانه وأعطاها ظهره.
وانتهت المباراة بفوز منتخبنا الوطني على أوزبكستان وتأهله للتصفيات.فرح الأولاد ورقصوا مع أبيهم بمناسبة الفوز،ولم يفكر بندر حتى أن ينظر إلى سهير، وكأنه قد بدأ يشعر بندمه على ما فعل وأن سعادته الحقيقة مع أولاده.
نظر فيصل إلى سهير بسخرية وقال: أبي..بمناسبة هذا الخبر الجميل..سيكون العشاء على حسابي
ضحك بندر وقال: إنشاء الله...ثم أخرج من جيبه نقود ووضعها في يد زوجته وقال: اطلبي من أي مطعم تريدينه وأنا سأذهب مع الأولاد.
أخذت النقود وهي مندهشة،وقالت: لكن..لقد وعدتني أن نذهب...
قاطعها: لقد أخبرتك من قبل..بإمكاني أن أرد طلب أي أحد في هذه الدنيا إلا فيصل.
خرجت سهير وهي تكاد تشتعل غضبا ،و رأت فيصل يضحك مع أخوانه ويتحدثون عن الأهداف.. فقال راكان: بطل المباراة هو مالك معاذ كان هدفه خيالي.
ابتسم أسامة وقال: هذا لأنك أهلاوي ...فبطل المباراة الحقيقي ياسر القحطاني.
نظر إليه راكان وقال: هذا لأنك هلالي.
ابتسم فيصل وقال: كفوا عن ذلك..ففي النهاية الذي فاز هو المنتخب السعودي..لا الهلال ولا الأهلي.
اقتربت زوجة والده ترافقها أختها من فيصل وقال: هيه..أنت..كيف تعزم أهلك.. وأهلي ضيوفك لا تعزمهم..ألا تكف من تصرفاتك السخيفة هذه؟
ابتسم فيصل وقال: كلا..أهلك ليسوا ضيوفي..وإن كانوا كذلك فهم ضيوف غير مرغوب فيهم في بيتنا..من الأفضل أن تبحثي عن مكان آخر ليسكنوا فيه قبل أن أجعل والدي يفعل ذلك رغما عنك.
نظرت إليه بحقد وقالت: ستندم كثيرا على ما قلت..هيا بنا يا سحر
ابتسم فيصل باستخفاف وقال: سنرى من سيندم يا زوجة أبي.
كانت شهد تراقب فيصل وهو يتحدث مع سهير وسحر ثم خرجت بعد أن رأتها تبتعد وقالت: فيصل ما الذي كانت تقوله تلك الانتهازية؟
ضحك فيصل وقال: الانتهازية؟!..من أين أتيت بهذه الكلمة ..عموما لا جديد لقد غضبت سهير لأني لم أدعو أهلها.
فقالت شهد: ولماذا تدعو أهلها هم ليسوا سعوديين..المهم قل لي هل تحدثت سحر إليك؟
ابتسم فيصل وقال ليغيظها: أجل ولقد قالت لي أن اللون الأخضر يناسبني جدا.
غضبت شهد وقالت: وماذا قلت لها؟
ابتسم فيصل وقال: قلت لها هذا من ذوقك.
اشتعلت نيران الغيرة في نفس شهد وقالت: سأقتلها تلك الحقيرة..تريد أن تسرق زوجي مني ثم كيف ترد عليها .. كان عليك أن تقول هذا ليس من شأنك أو أن تقول لها بلا قلة أدب أو أن تقول...
ضحك أسامة وقال: بالراحة عليه يا زوجة أخي لم أكن أعلم أنك غيورة ..عموما لأطمئنك سحر لم تتحدث مع فيصل مطلقا لقد قال ذلك ليغيظك.
ابتسم راكان وقال: لكنها في الحقيقة كانت فقط تنظر إلى فيصل نظرات غير مريحة يا زوجة أخي.
ضحك فيصل وقال: حرام عليك يا راكان لا تظلم الفتاة ..كانت شاردة الذهن ولم تكن تنظر إلي .
صرخت شهد وقالت: وتدافع عنها أيضا..يا سلام والله يا فيصل أخشى أن تكون مثل أبيك ..لكنني لن أفعل مثلما فعلت أمك عائشة.
ابتسم فيصل وقال: وماذا ستفعلين؟
نظرت إليه وقالت: سأقطعك بالسكين قطعة قطعة.. وسأجعل الناس ليس لهم حديث إلا عن السيدة التي قتلت زوجها بالسكين لأنه تزوج عليها..وسيضعون صورتك بالجريدة وأنت مقطع إلى أشلاء.
ضحك فيصل وقال: وهل أجرؤ على فعل ذلك بعد هذا الكلام الدموي..يبدو أنك متأثرة بالأفلام المصرية كثيرا.
ابتسمت وقالت: أحسنت..رجال أخر زمن لا يأتون إلا بالعين الحمراء..ومن اليوم لا أريدك أن تتحدث إلى سحر.
فقال فيصل:افهمي يا مجنونة..أنا لا أطيق سهير ولا أختها ولا يمكن أن يحصل أي شيء من الذي تفكرين به .
ابتسم راكان وقال: لا تقلقي يا شهد ففيصل يحب نفسه كثيرا ولا أظنه سيفكر بها حتى لمجرد التفكير بعد أن سمع مسلسل ريا وسكينة التي هددته به للتو.
خرج بندر وقال: هيا يا فيصل لنذهب إلى المطعم أم أنك غيرت رأيك.
ضحك فيصل وقال: أغير رأيي بالطبع لا..حسنا يا راكان اذهب إلى أمي وقل لها أننا ننتظرها.
وفي هذه اللحظة خرجت لجين وقالت: لا تتعب نفسك يا راكان أمي لا تريد الذهاب.
نظر بندر إلى فيصل ..فقال فيصل: على راحتها هيا بنا يا جماعة.
خرجت وسن وهي ترتدي نقابها وتقول: نريد أن نأكل في مطعم على الكورنيش.
ابتسم فيصل وقال: ولماذا بالتحديد على الكورنيش؟
فأجابت عنها سما التي خرجت خلفها مباشرة وقالت: لأن اليوم فاز المنتخب هذا يعني أن الشباب الآن يرقصون في الكورنيش ..ونريد أن نراهم.
نظر إليها في تعجب وقال: تريدين أن تري من؟!
سكتت سما ونظرت إلى وسن فقالت لجين: نريد أن نرى الشباب يا فيصل وهم يرقصون.
اقترب فيصل من لجين وقال: ترين الشباب يا لجين ؟!.حسنا يا عزيزتي من أجلك أنت فأنت حبيبتي المدللة.
ثم نظر فيصل إلى سما ووسن وقال:أسامة..راكان..خذوا بالكم من البنات ..الله يستر من بنات هذا الزمن .
وعادوا في المساء مسرورين والكل يغني ويرقص للمنتخب..وبعدها استأذن بندر أبناءه وذهب إلى بيت سهير.


دق فيصل باب الغرفة وقال: أمي ..هل أستطيع أن أدخل؟
فجاء صوت عائشة :طبعا يا بني..تفضل.
دخل فيصل فوجد والدته غارقة في حزنها..فقال لها: إلى متى ستظلين هكذا يا أمي؟
ابتسمت عائشة وهي تحدق بسريرها وقالت: لم يعد لي مكان هنا..أريد أن أعود إلى فرنسا.
اقترب فيصل منها وقال: لن تفعلي ذلك يا أمي..فالسعودية وطنك الذي عشت فيه أجمل أيام عمرك.
سقطت دمعه من عيناها وقالت: عمري؟!..عمري كله عشته بعيده عن أهلي...من أجل حلم ....لكن لم يبقى من العمر إلا القليل والأحلام طارت مع مهب الريح ..
أمسك فيصل بيدها وقال: أرجوك لا تتحدثي هكذا يا أمي..كل شيء سيعود كما كان وسيعود أبي إليك أعدك بذلك.
ابتسمت عائشة وقالت: كلا يا فيصل لن أسامح والدك أبدا...ولماذا أسامحه من الأصل.
نظر إليها فيصل وقال: من أجل أن يستمر حبكم يا أمي..لقد عشت طول عمرك وأنت تسعين في الحفاظ عليه..هل ستتركينه يموت اليوم...لابد أن تدافعي عن حبك بكل ما ملكت من قوة..
نظرت إليه وقالت: ماذا تريدني أن أفعل؟
ابتسم وقال: سامحي أبي يا أمي...إن لم يكن من أجل حبكم فمن أجلي ومن أجل أخوتي...ألا نستحق التضحية.
بكت عائشة وقالت: كفى أرجوك يا فيصل لا تضغط علي أكثر أرجوك..
قاطعها فيصل وقال:هل ستسامحينه يا أمي ؟
سكتت ثم قالت: لكنه جرحني يا فيصل..لقد كدت أموت خوفا عليه حينما اختفى وهو غارقا بالعسل كيف أسامحه؟
وضع فيصل يده على فمها وقال: من أجل فيصل يا أمي..أرجوك سامحيه..
سكتت عائشة ثم قالت: سأسامحه من أجلك..ومن أجل البنات فهم بحاجة إلى أن يكون والدهم بجانبهم.
وقف فيصل وقال: حقا؟!!..إذا أريدك عروس في هذه الليلة اتفقنا..
ابتسمت وقالت: أجل...لكن لا تجبر والدك إن كان لا يريد أن يجلس معي هل هذا مفهوم؟..
خرج فيصل وهو يقول : أمرك يا سيدتي..والآن سأتركك لتجهزي نفسك..
توجه فيصل إلى صالة الجلوس وقال: لقد أقنعت أمي يا شباب..والآن جاء دورك يا لجين..هل أنت مستعدة؟
وقفت لجين وقالت: طبعا.
توجهت لجين إلى الملحق وطرقت الباب..فتحت الباب والدة سهير وقالت : ماذا تريدين؟
ابتسمت لجين وقال: أريد أن أرى أبي .
نظرت إليها العجوز وقالت: إنه مشغول الآن ..يمكنك الحديث معه غدا.
همت العجوز أن تغلق الباب لكن لجين أمسكت الباب وقالت : لا يمكنك منعي من رؤية أبي ..ابتعدي عن طريقي..
أبعدت لجين العجوز ودخلت،ووجدت والدها جالسا بجانب سهير ..يضحك معها ويداعبها...
نظر بندر إلى لجين وقال: ما بك يا حبيبتي..هل أنت بخير؟
سكتت لجين ثم قالت: أنا بخير لكنني اشتقت إليك..لكن يبدو أنك لم تشتاق إلي.
انسكبت دمعة على خد لجين الصغيرة ،ولم يتحمل بندر رؤية دموعها فوقف وحضنها بقوة ثم قال: وكيف لا أشتاق إليك يا روحي..أنت حبيبة والدك..أليس كذلك؟
نظرت لجين إلى أبيها بنظرة لم يتحملها وقالت: ستذهب معي أليس كذلك..لن تترك لجين صغيرتك المدللة تذهب وحدها إلى البيت.
ابتسم بندر وقال:طبعا يا حبيبتي سأذهب معك.
نظرت إليه سهير وقالت: بندر إلى أين أنت ذاهب؟!..لقد وعدتني أن نسهر الليلة سويا.
وقف بندر وحمل لجين على ظهره وقال: سأجلس مع الأولاد وسأعود بعد قليل لن أتأخر.
دخل بندر مع لجين البيت فوجد الجميع ،ووقع بصره على عائشة التي لم تهرب كعادتها وتترك له المكان..سلم بندر على أولاده وصعق حينما جاءه صوت عائشة الدافئ قائلا: كيف حالك يا بندر؟
التفت بندر إليها وقال: أنا بخير ما دمت راضية عني..
ابتسمت ولم تعلق..أمسكت وسن بيدي والدها ووضعتها فوق يدي والدتها وقالت: هناك مفاجأة لأحلى أب وأم في الدنيا.
ثم التفت وسن إلى سما وقالت: هيا يا سما هل أنت جاهزة؟
أشارت سما بيدها وقالت: أنا جاهزة ..ولكن عليكما أن تجلسا هنا ..
ابتسم بندر وقال: ما بكم يا أولاد..ومن رتب كل هذا؟
وجاء صوت لجين: إنها فكرة فيصل يا أبي.
جلست عائشة وقالت: الله يحفظكم لي يا أحبابي.
صفقت سما وقالت: أرجو الانتباه...بمناسبة هذا اليوم..لقد اشترينا أنا و وسن باقة ورد إلى أبي وأمي .
ابتسمت عائشة وقالت: شكرا لكم يا روحي لماذا أتعبتم أنفسكم..وجودكم بجانبنا يكفي.
وقف راكان وبيده كيس ثم قال : أما أنا يا جماعة فقد اشتريت هذا العطر لأمي..وهذا لأبي.
ثم وقف أسامة وقال: أما أنا فقد أعددت لكم هدية خاصة...أرجو من الجميع الوقوف والتوجه إلى حوض السباحة.
سأل بندر: ولماذا يا أسامة؟
قال فيصل مازحا: لقد اشترى أسامة سمكتين ووضعهما في حوض السباحة واحدة لأمي وواحدة لأبي.
فقال غاضبا: لا تكن سخيفا يا فيصل...هيا بنا.
وحينما وصلوا كانت المفاجأة عشاء فاخر بجانب حوض السباحة.
نظر فيصل إلى أسامة في دهشة وقال: من أين لك النقود حتى تجهز هذه العشاء الفاخر.
ابتسم أسامة وقال:أنا طالب جامعي وأستلم مكافأة من الجامعة كل شهر..أنا لست بحاجة أحد ليصرف علي.
همس فيصل في أذنه وقال: أحسنت صنعا يا أخي..انظر إليهما إنهما سعيدان بما فعلناه لهم.
هز راكان كتف فيصل وقال بصوت خافت: انظر خلفك...إنها زوجة أبيك تنظر إلينا من نافذة غرفتها.
نظر فيصل إليها وابتسم ابتسامة النصر وأشار بيده لها ليغيظها..لكنها ابتعدت بسرعة عن النافذة .
وبعد العشاء استعد بندر للمغادرة لكن عائشة أمسكت بيده وقالت: ما رأيك أن تقضي الليلة هنا فأنا مشتاقة إليك..أولست كذلك؟
كاد يطير عقل بندر من الفرح وقال: حقا؟..تريدين ذلك؟.
ابتسمت عائشة وقالت: إلا إذا كنت أنت لا تريد ف....
قاطعها بندر: طبعا أريد..هذه الليلة أسعد ليلة في حياتي..شكرا لكم يا أولاد...وشكرا لك يا فيصل.
وبعدها دخلوا وذهبوا جميعا للنوم وفجأة رن الهاتف ثم ردت شهد وقالت:ألو...نعم..ماذا تريدين؟.
ثم أعطت سماعة الهاتف إلى فيصل وقالت: إنها زوجة أبيك تسأل عن والدك..تعال وكلمها.
أخذ فيصل السماعة من زوجته وقال: ألو..أهلا سهير..
فردت : أهلا فيصل..أين والدك؟..لقد تأخر فأنا أنتظره منذ ساعة.
ضحك فيصل وقال: لا تنتظريه أكثر فأبي نائم الآن مع زوجته التي يحب.
صرخت سهير : ولماذا لم يخبرني بذلك؟..لقد جعلني أنتظره وبعد كل هذا الانتظار ينام دون أن يفكر أن يتصل بي ويعتذر..
ضحك فيصل بسخرية وقال بأعصاب باردة:يبدو أنه نساك حينما رأى أمي لدرجة لم تجعله يفكر حتى أن يتصل بك.
قالت سهير بحقد: سأنتقم منك يا فيصل وسأجعلك تندم على كل كلمة وسترى...إلى اللقاء.
قاطعها فيصل وقال: قبل أن تغلقي الخط أحب أن أقول لك أن هذه الليلة لن تكون الليلة الوحيدة التي تنامين فيها وحدك فقد تنامين كذلك ليالٍ طويلة..اعتبري هذا وعد مني يا زوجة أبي.
وأغلق فيصل الخط ..نظرت إلى أمها وقالت: لابد أن يموت فيصل...سيهدم كل ما بنيناه يا أمي.
ابتسمت العجوز وقالت: سنرى ما يمكن أن نفعله ..لا تقلقي.
اقتربت من أمها وقالت: هل سنتخلص من فيصل يا أمي.
ابتسمت العجوز وقالت: أجل يا حبيبة أمك.
أمسكت بيدها وقالت: متى؟
ضحكت العجوز وقال: لا تستبقي الأحداث يا ابنتي..قريبا لن يكون هناك فيصل





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحياة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.