آخر 10 مشاركات
شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أحب أن أعرف رأيكم بالشخصي والصريح بموضوع الرواية القادمة
جزء ثاني خاص بيوسف ومعتز وعمر 634 60.73%
رواية جديدة منفصلة كليا 290 27.78%
الخيار الأول أو الثاني لا فرق 77 7.38%
لا شئ مما ذكر 43 4.12%
المصوتون: 1044. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree378Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-11-13, 05:45 PM   #601

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي


[size="5"]بنات مساء الخير
الفصل راح ينزل الآن
احبان اذكركم ان موضوع اخوة غزل لاحمدواخوته
الغيت لاسباب شرحناها
ارجو ان لا تنسوني من التقييمات اذا اعجبكم الفصل

مشكورات سلفا

نيب
[/size ]


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 23-11-13, 05:47 PM   #602

Rain78

? العضوٌ??? » 280063
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 110
?  نُقآطِيْ » Rain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond reputeRain78 has a reputation beyond repute
افتراضي

انا جييييت ... مش بينا هالربع ساعة نيفو
وينك ..؟


Rain78 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-13, 05:47 PM   #603

دنيازادة

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة

alkap ~
 
الصورة الرمزية دنيازادة

? العضوٌ??? » 263614
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 6,235
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » دنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond reputeدنيازادة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
نحن بين رحلة حضور وغياب، ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع اثراً جميلاً فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها...
Bravo

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن :
11 ( الأعضاء 9 والزوار 2)
دنيازادة, ‏جين ايير, ‏bambolina+, ‏زهور ساكورا, ‏هادي الروح, ‏yoda5+, ‏بسمه أمل, ‏عشقي لديار الخير


مساء الورد والفل والياسمين صبايا
طمنيني حبيبتي بامبو كيفهم ابطالنا
ان شاالله وصلت طيارة كرم واحمد على مطار الملكة علياء بالسلامة
:heeheeh:
يا ربي كتير متشوقه للفصل
يا ترى مين اللهو الخفي إلي عمل العمله السودا بغزل
وسراب آآآآآآآه يا قلبي من صغرها ملوعه بعذاب الحب
بانتظارك غاليتي بشغف


دنيازادة غير متواجد حالياً  
التوقيع


❤ مواويل الوجد ❤ https://www.rewity.com/forum/t486242.html

هيمنة الصولجان ج٢سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t436486.html
توجان الشركسيةج١سلسلة أحباب الروح مكتملةومميزة https://www.rewity.com/forum/t393647.html
كوابيس قلب وإرهاب حب مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/forum/t285859.html
هلوســات مكتملة ومميزة https://www.rewity.com/vb/t214816.html
زمــن الفــرح مميزة https://www.rewity.com/vb/t293352.html
رد مع اقتباس
قديم 23-11-13, 05:49 PM   #604

فاطمة راضي

مشرفة المنتدى العام

alkap ~
 
الصورة الرمزية فاطمة راضي

? العضوٌ??? » 248669
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,531
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond reputeفاطمة راضي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 17 والزوار 5)
‏فاطمة راضي, ‏MaNiiLa, ‏دنيازادة+, ‏bambolina+, ‏Rain78, ‏زهرة الكاميليا4+, ‏منيتي رضاك, ‏انثى الهوى+, ‏مرمر1, ‏اخر رد, ‏ماريمارر, ‏جين ايير, ‏زهور ساكورا, ‏yoda5, ‏بسمه أمل, ‏عشقي لديار الخير


فاطمة راضي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-11-13, 05:50 PM   #605

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الثاااني


عودة الابن الضال

أعلن كابتن الطائرة بدء الهبوط في مطار الملكة علياء الدولي في عمان وظهرت إشارات و جوب ربط الأحزمة، تنفس كرم الصعداء وأيقظ شقيقه الذي أمضى ثلثي الرحلة نائما بعد ليلة طويلة أمضاها منهيا أموره ومستكملا أوراقه بالمستشفى التي عمل وأكمل اختصاصه فيها كجراح أطفال. هز كرم كتف شقيقه عندما لم يستجيب لندائه
فتح أحمد عينيه وسأل محركا رقبته بحركة دائرية متألما من طريقة نومه غير المريحة وسأل: شو وصلنا أخيرا؟!
أجابه أحمد ساخرا: آاه وصلنا بسرعة صح؟
نظر له أحمد بطرف عينه قائلا: بتتمسخر حضرتك يعني؟ طول الليل ما نمت قلت بدل ما أقعد وجهي بوجهك عشرين ساعة خليني أنام و أريح بدني أحسن!
قال كرم بوقاحة وهو يربط حزام الأمان: ما أنا كمان ما نمت طول الليل وهيني قاعد قدامك طبيعي!
رفع أحمد حاجبيه قائلا: والله أنا مضيت ليلي بشتغل وبلف بالمستشفى مش زي حضرتك اللي قضيت طولة الليل بأحضان الله أعلم ميييين من طقم النسوان تبعك!
قهقه كرم بصوته الرجولي بخشونته الجذابة جالبا أنظار العديد من المسافرين خاصة العنصر الأنثوي منهم قائلا: والله هاد شغل و هاد شغل.. بعدين ترى أنا بعجبك!
ابتسم احمد ملتفتا حوله وطلب من أخيه أن يخفض صوته لألا يفضحهم!
بعد مضي قليلا من الوقت هبطت الطائرة بشكل كللي وبدأ الجميع بفك أحزمة الأمان وساد الهرج والمرج بين الركاب الذين تيبست أجسادهم من طول جلوسهم على مقاعدهم. أخذ أحمد و كرم أغراضهم وتوجهوا نحو بوابات الخروج. نظر أحمد نحو المضيفة الباسمة التي تهنئهم بوصولهم سالمين لأرض الوطن فلاحظ نظراتها المعجبة وابتسامتها المبالغة نحو أخيه كرم الذي أعطاها غمزة وقحة وهو يدرس تفاصيلها الأنثوية الباهتة.
هز احمد رأسه يمينا ويسارا وخطواتهم تضرب أرض الممر الذي يصل بين الطائرة وأرض المطار موبخا أخاه: يا زلمة أنت ما بتستحي! هيك الواحد بيتطلع عينك كنت عينك! حبيبي أنت هسة مش بأميركا يعني بدك تراعي نظراتك و كلامك!
ابتسم كرم مجيبا: أنت شفتها اتدايقت ولا زعلت يعني؟! أصلا من أول الرحلة وهي بتستعرض قدامي نفسها بس أأشرلها بس أنا اللي ما إلي مزاج.. بيني وبينك ما عبت عيني.. ناااشفة!
حوقل أحمد يائسا من كرم الذي كان أشعل سيجاره بشغف شديد بعد امتناعه عن التدخين طوال مدة الرحلة وقال متذمرا: نفسي أعرف بس شو بعجبهم فيك... يا زلمة فش فيك اشي حلو... والله بتنفع بأفلام الإجرام
رفع كرم حاجبيه قائلا: والله الرجولة مش حلاوة.... بعدين تعال لهون شايف حالك يعني أنت بشوية الوسامة اللي الله أعطاك إياها؟! ولا عقولة البنات التافهة ... كيوووت
قهقه أحمد وأجاب أخاه قائلا: قصر ذيل يا أزعر!
خرج احمد وكرم لقاعة استقبال المسافرين حال أن ختموا جوازاتهم واستلموا أمتعتهم وبدؤوا البحث عن من ينتظرهم ليقلهم لبيتهم
التفت كليهما نحو صوت أخيهم يوسف ينادي عليهما بلهفة، أسرعوا نحوه وسلموا عليه وعلى ابن عمتهم مجد الذي رافقه وكان النصيب الأكبر من الأحضان والأشواق لكرم الذي كانت غيبته أطول بكثير من غيبة احمد الذي كان يزروهم سنويا.
ساعة أمضاها الأربعة شباب بالسيارة متحدثين عن آخر إخبار العائلة و أخبارهم.. من مجد الذي رزقه الله بابنته "سارة" بعد عام من الزواج إلى يوسف الذي تخرج العام الماضي ويعمل الآن موظفا في احد البنوك، عمر الصغير الذي سيؤدي امتحانات الثانوية العامة بعد فترة وجيزة، فأخبار سراب الشقية السمراء التي ستنهي قريبا عامها الثالث كطالبة في كلية الآداب قسم لغات... تحدثوا كثيرا وكثيرا لكن موضوعان لم يتطرقوا إليهما لا من قريب ولا من بعيد وكأنهم لا يريدون أن يفسدوا فرحة الملقى .. مرض والدهم المستفحل والذي هو السبب الأساسي لقدومهم و.... غزل!



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-04-16 الساعة 11:22 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 23-11-13, 05:53 PM   #606

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

تقف منذ أكثر من ساعة أمام خزانتها تحاول أن تجد ما يليق لارتدائه لهذه المناسبة، لا يسمع في غرفتها الطفولية المليئة بالدببة والأرانب المحشوة سوى همهمات متذمرة مثل " هاي البلوزة مسمنتني" " هاد اللون مسمرني" " هاد الفستان ببيني صغيرة" وأخيرا بعد إفراغ جميع محتويات خزانتها وقع اختيارها على فستان نمري اللون فرنسي الطول التصق على انحناءات جسدها الواضحة المعالم بشكل معتدل لتزيدها إغراءا! بعد حوالي ساعة كانت سراب تنهي طلاء أظافرها بإتقان مأخوذ من إحدى مجلات الموضة ووقفت لتقيم هيئتها العامة .. ألقت على نفسها نظرة راضية ..ناعمة وأنيقة وبعيدة عن البساطة التي هي جزء أساسي من شخصيتها العفوية ..زفرت بقوة وهمست " قمة الأنوثة والإغراء .. أشوف يا دكتور أنا ولا انت" وألقت لصورتها قبلة تبتسم متعمدة إبراز غمازتيها الجذابتين اللتين لطالما أحبهما أحمد وهي تخرج من غرفتها متمايلة بطريقة مفتعلة لم تعتدها وهي تذكر نفسها " الله يستر بس ما تنسي حالك يا سراب و تبدي تمشي زي العسكر قدام الزلمة ساعتها لا منك ولا من حلاوتك" وما إن أنهت سراب جملتها حتى التوت قدمها بكعبها العالي تحت جسدها صارخة بألم و دموعها ترسم خطين أسودين على وجهها المليح لاعنة سوء حظها!

أغلق أبو كرم الكتاب الكريم حال أن أنهى قراءة سورة الكهف التي تأخر فيها بسبب أوجاعه التي لازمته منذ صلاة الفجر وحتى ما بعد صلاة الظهر رغم إصراره على الذهاب للمسجد وتأدية صلاة الجمعة جماعة مع ولديه يوسف و عمر، قبّل المصحف ووضعه على الكوميديون بجانبه وهو يستغفر الله ويحمده، لا يستطيع أن يتخيل لحظة اللقاء.. أرهقه كثرة تفكيره بها طوال الليل فما نام إلا سويعات قليلة! شوقه لولديه يقتله وخاصة لكرم! زفر الهواء مهمهما لنفسه " آاااه يا ابني يا كرم.. قال قلبي على ولدي انفطر وقلب ولدي عليّ حجر! غلطنا والله بعرف غلطنا وظلمناك بس مهما كان بضل أبوك! ياما تعبت وشقيت عشانك وعشان إخوانك! الله يصلحك ويهديك يا كرم... الله يرضى عليك وعلى إخوانك"
خرج من غرفته بعد أن رتب هندامه واستعد لاستقبال ضيوفه الذين سيحضرون لوليمة الغداء التي حضروا لها اليوم بمناسبة قدوم كرم و أحمد من أميركا، نظر لساعته ونفخ الهواء مفكرا "لسة باقيلهم بالراحة ساعة ليوصلوا!! يا ريت لو العمر بمر علينا هيك بطيء!"
دخل المطبخ بطلته المهيبة راسما على وجهه ابتسامته الدافئة المعهودة التي يختص بها شريكة عمره أم أحمد و قرة عينه غزل، حال أن رأته زوجته حتى شهقت قائلة: الله يسامحك شو اللي خلاك تصحى من هلأ .. اليوم سهرتنا طويلة وأنت ما نمت الليلة من الوجع
نظر إليها بدفء و أجاب: ليش أنا نمت عشان أصحى! والله النوم ما اجاني ولا لحظة .. روحي راح تطلع على ما أشوفهم
تقدمت منه غزل مقبلة يده معترضة: بعيد الشر عنك بابا والله ازا بترجع بتحكي هيك لأزعل منك وما أحكي معك طول اليوم
ربت أبو كرم على شعرها بحنان و لمحة حزينة مرت بعينيه سرعان ما أزاحها رافضا الانصياع لأفكار كئيبة في هذا اليوم السعيد، تقدم من فرن الغاز يرفع كل أغطية القدور مستنشقا الروائح الطيبة التي تصدر منها ليقول ممازحا: يا عيني يا عيني شو هالروائح الحلوة اللي بتفتح النفس... كل هالأكل عشان أحمد و كرم ... كنك مفكرتيهم جايين من مجاعة يا أم أحمد!
أجابته أم أحمد باسمة بفرح: ولا كتير ولا اشي اللي ما بيروح عالغدا بيتاكل بالسهرة! بعدين هم صحيح مش جايين من مجاعة بس محرومين من أكل البيت خاصة بعد ما أحمد الله يصلحه ويهديه طلق دلال
جلس أبو كرم على كرسي قائلا: مش لو عملتيلك أكلة منسف مرتبة أريحلك من كل هالطبيخ خاصة انو ما شاءالله هم التنين عند المناسف بينسوا حالهم
وضحت أم أحمد ضاحكة: جاي دور المنسف لا تقلق بس اليوم حبيت أعمللهم تشكيلة مرتبة، ما أنت عارف أحمد الله يرضى عليه بموت بأكلة المسخن و كرم الله يصلحو ويهديه روح قلبه المحاشي و ورق العنب وقلت طنجرة ملوخية بتلين معدتهم الناشفة من الأكل الجاهز
سكتت ونظرت إلى غزل التي أنهت تحضير الأطباق والسلطات و جهزت كل ما يلزم قائلة لها: يلا حبيبتي الله يرضى عليك ما ضل اشي روحي غيري أواعيك وجهزي حالك شوي وبيبدوا الضيوف ييجوا وبيوصلوا الشباب من المطار
تحركت غزل التي لم يكن في نيتها تغيير بنطلونها الجينز وبلوزتها السوداء بتباطؤ لتخرج من المطبخ متمتمة بصوتها ذو البحة المثيرة: رايحة أصحي عمر!
لم تكن أم احمد غافلة عن صمت غزل المطبق منذ استيقظت ولا عن ملامحها الكئيبة الشاحبة ولا الحزن الساكن في عينيها منذ أسبوع ولكنها فضلت عدم التعليق وإبداء أية ملاحظة لأنها ببساطة لم تعرف ما عليها أن تقول وكيف تطمئنها فبعد كل شي هي ليست جاهلة بنية كرم وعلى دراية تامة أن نية التصالح مع زوجته كما أوهمهم ليست صادقة و إنما تخدير لأعصاب والده وإطلاق سراح لغضبه الملجوم


دخلت غزل غرفتها وأغلقت الباب وراءها بإحكام بعد أن أيقظت عمر وبدلا من التوجه للحمام أو خزانة الملابس أو حتى المرآة جرت نفسها جرا نحو سريرها و رمت نفسها عليه دافنة وجهها في وسادتها العابقة بعطرها الناعم المفضل.. سحبت نفسا مرتعشا و أخرجته متقطعا مجروحا مصاحبا لدموع مكبوتة منذ أسبوع ... أسبوع متجاهلة قدومه مانعة نفسها قهرا من التفكير فيه وفي طلبه.." لا تكزبي عحالك... مش طلب إنما أمر" انفجرت باكية بصوت مخنوق في الوسادة هامسة بصوت مرتعش " يا ويلك يا غزل ياااا ويييلك.... رجعت للذل وسواد الوجه... راسك اللي ما رجعت ترفعيه إلا بعد وين و وين راح ترجعي توطيه وغصب عنك... رجع اللي راح يكسر نفسك ..." حضنت غزل نفسها بقوة لتوقف رجفة جسدها مغمضة عينيها بقوة علها تتناسى الكارثة التي حلت عليها منذ أسبوع... منذ أن اتصل أحمد مبشرا أمه أن كرم اقتنع أخيرا بضرورة الحضور ولكن حال أن أنهت أمها مكالمتها علمت غزل من نظراتها الهاربة وتجهم وجهها أن احمد لم يكن مبشرا إنما منذرا!! كرم قادم وسيطلب من والدها حال وصولة استعادة زوجته ليصلح الأخطاء القديمة .. ولكن أخطاء من ؟ خطأها أم خطأه؟ أم خطأهم؟ من أخطأ بحق من؟هي أخطأت بحقه عندما رضيت بالزواج منه؟ أم هو اخطأ بحقها عندما تركها عرضة لطعنات الألسن حين تركها بعد ثلاثة أيام من الزواج؟ أم هم أخطئوا عندما أجبروه على الزواج منها لستر الفضيحة؟ كرم لم يهن عليه أن يتركها متخبطة في الجهل فأرسل لها رسالة نصية على جوالها لينوّرها.. ألا ليته لم يفعل! "بتفهمي أبوي انو النا فترة بنتواصل عالنت...بكفيك أربع سنين دايرة عحل شعرك.. حضري حالك تعدي نجوم الضهر يا مدام يا .... محترمة!!!"
رفعت غزل كفيها المرتعشتين لتمسح دموعها حال أن سمعت أصوات اصطفاف سيارات وإغلاق أبواب وجلبة هتافات وبكاء.... قفزت من على سريرها ركضا لتتأكد من قفل الباب واتجهت للحمام لتغسل وجهها وتتوضأ علّ الماء الذي يطهر بدنها يتغلغل ليطهر روحها المنكوبة!! ارتدت ملابس الصلاة وأدت صلاة العصر مطيلة في سجودها ترجو رحمة الله التي لا ترجوها من عبيده!


خرج كرم من السيارة التي اصطفت في كراج منزلهم يداري عن أخواه وابن عمته لهفة لحضن دافيء حواه صغيرا يتيم الروح و لحضن آخر احتوي ضعفه وعجزه ليكون له سندا... حضن خالته زوجة والده التي اتخذته بكرا لها..أسبغت عليه حبا و حنانا لم يجده في عقر -حضن أمه التي حوته في رحمها- و حضن والده الذي كان له دوما سندا و حاميا ... كان له دوما حاجز صد لكل مشكلة أوقع نفسه بها طفلا ... مراهقا وشابا!! أحباه و احتوياه بكل عقده وما أكثرها ..حتى ... تلك الليلة!!
و عند هذه الفكرة احتدم صراع عنيف في نفس كرم بين جذب و صد .. شوق وقهر!! تخاذلت خطواته في ذات اللحظة التي فتح فيها باب بيتهم الذي دحر منه منذ أربع سنوات كما دحر ابليس من الجنة .. خُسِِِفَ كما خسف ابليس لأسفل سافلين، لكن الشيطان اللعين عرف ذنبه لكن ما ذنبك أنت يا كرم، وبأي ذنب عوقبت!!! وعند هذه الفكرة شاهد والده يقف بشعره الأشيب شاهقا شامخا كما عرفه دوما يناظره بلهفة بعينين رطبتين بدموع غير مسكوبة.. دموع!! ماذا فعلت بك الدنيا يا ناصر؟ أأنت ناصر.. أبو كرم الذي يهتز العالم من حولك وتبقى ثابتا راسخا كشجرة معمرة منذ آلاف السنين غارزة جذورها بالأرض لا يزحزحها شيء؟ عندما رأى كرم تلك اللمعة في عيني والده نشبت نارا في عروقه أول ما نشبت في قلبه آكله كل ما فيه من غل وحقد على هذا الرجل الصامد أمامه متكللا بعنفوانه الذي لا يقلل منه ولو قليلا ذلك الحنان اللامع والمنبثق من عينيه.. استمرت تلك النار بالزحف حتى أحرقت حلقه الذي اختنق بما فيه من أنفاس تجاهد حتى تنجوا من الاحتراق!!
وقف كرم عاجزا عن تحريك ساقيه ليس تكبرا إنما إكبارا.. ولكنه حال أن رأى تقدم والده منه متحاملا على ضعفه وتعبه وشوقه حتى تحرك بخطوات ثابته قوية آخذا والديه بين ذراعيه بكل ألم وقهر و مرارة السنين الماضية .. فجأة وجد كل المشاعر السوداء بداخله تترجم لكلمة واحدة ... اشتياق! فجأة عادا طفل ووالده من جديد... طفل يلجأ لحضن والده ليشعر بالأمان والمقدرة ... لكن عندما أبعد أبو كرم رأس ابنه عن كتفه ليضعه أمام وجهه متجرعا تفاصيله علّه يروي ولو قدرا ضئيلا من عطش قديم ليغص فيه غير قادر على ابتلاع تلك الجرعة دون أن يتسبب لنفسه بالأذى لشدة لهفته عليها ... أحس كرم بسكين مؤلمة تحز روحه حزا شاعرا فجأة أن الأدوار قلبت ... فجأة كرم أصبح هو الأب وهو السند وهو الأمان .. ووالده طفلا صغيرا متشبثا بأذياله... ألم .. ألم ويا له من ألم.. رفع كرم كف والده نابذا الصورة متنشقا عبيرها مقبلا إياها قبلات وقبلات متلاحقة ليأخذه من جديد بين ذراعية مستشعرا عظامه .. نعم عظامه... فذلك الأب ضخم الجثة لم يبقى منه سوى كومة عظااام وما أصعب ألم الرجال العظام!! صوت حنون ضاحك مختلط بالدموع قاطع صمتهم .. نعم صمتهم... فهناك مواقف بالدنيا تخجل فيها الكلمات!!!


وقفت غزل عند شباك غرفتها مزيحة الستارة قليلا تشاهد خالتها تبعد كرم عن والده آخذة إياه بأحضانها ساكبة نهرا من الدموع.. فمها يتحرك ويتحرك بكلمات لا تسمعها غزل ولكن تستطيع أن تحزرها... شاهدت كرم يقبل كفاها ويحضنها ويمسح دموعها.. شاهدتها تضربه بخفة على صدره محمرة الوجه ضاحكة بشدة فعرفت غزل انه يناكفها بوقاحة مخجلة كما اعتاد دوما أن يفعل... تبسمت غزل وهي ترى أحمد يتقدم منهم مدعيا الغضب... بالتأكيد لعدم اهتمامهم به حتى الآن! تعرف غزل يقينا أنه لم يغضب حقا ولكنه بتفهمه وقدرته الهائلة على امتصاص كل الشحنات السلبية من حوله أراد أن يكسر من حدة اللقاء! رأتهم يغمرونه بدفئهم كما فعلو مع أخيه ولكن بألم أقل! اتسعت ابتسامتها وهي تشاهد عمر خارجا من باب المطبخ كطلقة الرصاص قافزا على أحمد الذي غمره بحضنه بكل حنان.. ثم استدار وأحتضن كرم بقليل من التوتر والتردد والجمود!! تشتت الشمل باصطفاف سيارة عند باب البيت الرئيسي لتنزل منها زوجة مجد تليها أم مجد راكضة كطفلة صغيرة رامية نفسها بحضن كرم الذي حملها ليلف بها بضحكات مجلجلة مترافقة مع صرخات عمتها مدعية الغضب.. تلاهت غزل عن هذه الصورة مستغربة تأخر سراب لتجد عمها ممسكا بيد سراب وخصرها مركزا إياها عليه بينما هي تمشي ببطء و ... عرج !!! تبسمت غزل بتفكه تمسح خدها الذي امتلأ بدموع هطلت دون أن تشعر بها وأمسكت الستارة لتغلقها عندما شاهدت كرم يرفع رأسه بحدة عنيفة ينظر إلى نافذتها مركزا عينيه.. عليها!!! ارتجفت غزل وتراجعت خطوات خائفة حتى هوت على الأرض مرتكزة على سريرها تحضن جسدها المختض جزعا بسبب تلك النظرة المتوعدة!





bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 23-11-13, 05:53 PM   #607

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

جذب منظر أبو مجد وهو يسند سراب بعرجتها الواضحة أنظارهم جميعا قاطعا مزاحهم، ترك مجد الحقيبة التي كان ينقلها لبيت خاله و ركض نحوهم يسند أخته الدامعة العينين مستفسرا بجزع، شرحت لهم أم مجد كيف أن ابنتها لوت كاحلها قبل قدومهم مباشرة، أحمد المهتم كعادته دوما بكل من حوله اهتماما نابعا من شخصه كانسان أولا وكطبيب ثانيا نظر لها نظرة قلق ليسأل: أخدتوها عالمستشفى تعرفوا مدى الضرر اللي صاب الكاحل؟
أجابه أبو مجد بعد أن أنهى سلامه على الجميع و هنّأ نسيبه و زوجته بسلامة أولاده: ما رضيت، مع أنو أصرينا عليها بس عبث عقولة ما في شي وهي عيونها مليانة دموع من كتر الوجع
نظر إليها أحمد متمليا وجهها محمرة العينين عاقدة الحاجبين تزم شفتيها بطريقة تخبئ غمازتيها اللتين تضيفان لها شقاوة محببة بذات الطريقة الطفولية التي رافقتها منذ الصغر وكأنه يبحث عن أي دليل قد يساعده لمعرفة عمق ألمها غافلا عن نبضات قلبها الصاخبة ليعلق: الله يسامحك هي هاي الأمور فيها مكابرة! يلا عالعموم هلأ بشوفلك إياه بس ندخل عالبيت
سراب التي كانت في عالم آخر حملتها إليه نبضات قلبها الهادرة بفوضى لا إيقاع محدد لها منذ وقعت أنظارها على من أحرق قلبها بلظى الشوق منذ فهمت الذكر و الأنثى! غيمة بألوان هي خليط بين الأحمر و البرتقالي غشيت عينيها حجبت عنها الرؤيا، صخب النبضات المتقافزة من جانبها الأيسر إلى اذنيها مشوشا عليها إدراك ما تلفظه تلك الشفتين اللتين تتسببان بضخ كم هائل من الدماء في جسدها كله... الشرايين والجسد... القلب والنبض.. الدم والعينين والسمع... مصطلحات كلها تندرج عادة في حصص الأحياء ولكن سراب لا تجد لهم تفسيرا في حالتها إلا في دروس الكيمياء!!!!!
بضبابيتها تلك..لم تعرف كيف أصبحت داخل بيت خالها مسنودة بذراع أخيها.. وفجأة من بين الغيوم وصلتها كلماته الساخرة تهمس بصوته الكريه لتعيد نبضاتها لوتيرتها المملة ولتتقشع تلك الغيوم بألوانها النارية: عأساس ما رضيتِ تروحي عالمستشفى كتير ملهوفة علينا بدك تشوفينا... حمد لله عالسلامة ماسمعنا.. صدق المثل من شاف حبابه نسي صحابه .. ولا شوووو؟!
نظرت سراب لكرم الذي استغل انشغال الجميع بالكلام والسلام ليقف قريبا من مقعدها باثّا في أذنيها سمّه لتجيبه بنبرة باردة ونظرة متعالية: والله حسب معلوماتي أحبابي اللي أنا بعدني ما عرفتهم ما شفتهم (لتنظر نحوه نظرة مستهينة ذات معنى وتكمل) بس الأكييد أنو أصحابي مش هون!
ليضحك كرم بصوت منخفض مستهزئ قائلا: راح أحاول أتصرف بشهامة وما أأشرلك عليهم وإذا حبيتي في يوم تطلبِ المساعدة من صديق .. إياك تتصليلي!
سراب التي ما عادت قادرة على امتصاص دهشتها ولا السيطرة على نبضات قلبها متسائلة بينها وبين نفسها " هاد شو بخبص! معقول عارف؟ لا لا من وين بدّو يعرف يعني؟ معقول أحمد حاكيله اشي! لا لا مستحيل أحمد يكون بهالنذالة"، نفضت عنها هذه الفكرة شحذت نفسها لتهمس قائلة: لا اتطمن لو بدّي أموت و ما في حد غيرك يساعدني ما راح ألجألك!
قرّب كرم رأسه من رأسها قليلا هامسا: لساتك نمرودة ولسانك طويل عالعموم بكرة بنشوف ( ونظر بطرف عينيه لأحمد الذي كان يقترب منهم في تلك اللحظة ليقول بصوت مرتفع قليلا) والله وكبرنا و صرنا مزز
سراب التي اعتقدت أن كرم يهزأ منها لفت رأسها بحدة ترد عليه عندما رأت أحمد الذي وقف بجوارهم لتصمت مشيحة ببصرها عنهما محمرّة الوجنتين، داعبها أحمد قائلا: شو ما في حمدلله عالسلامة يا أحمد؟ ولا انتِ زيهم كلهم ما عبّروني بس شافوا السيد كرم!!
سراب تفاجأت بكلام أحمد فهمست بتلعثم غريب تماما عن شخصيتها المنطلقة: حمد لله عسلامتك أحمد ( لتقول بغيظ لكرم عندما سمعت ضحكته الكريهة) شو بشوف لهلأ ما سألت عن المدام!
نظر لها كرم بحدة وانتفض واقفا ليسأل بصوت مرتفع قاطعا على الجميع أحاديثهم: يَمّا وين غزل؟


غزل بعد أن هدأت قليلا خرجت من غرفتها بحجابها الأسود وبلوزتها السوداء الفضفاضة الطويلة مغطية ردفيها وفخديها المتشحتين بجينز ثلجي الزراق تمشي بالممر المؤدي إلى غرفة المعيشة ومنها إلى غرفة الضيوف عندما رأت كرم بجاذبيته الوحشية يقترب منها بتأنٍ مقصود مرتديا بنطلونا أسود وقميص رصاصي تسبقه رائحته العطرة كما دائما! لطالما كان أنيقا جذابا و مخيفا في عينيها، توقفت رغما عنها خائفة من الاقتراب أكثر، حال أن وصل إليها أخفضت رأسها غير قادرة على مواجهة نظراته عالمة ما ستراه فيهما، شعرت أنفاسه المنعشة رغم اختلاطها برائحة السجائر تلفح رأسها قبل أن تسمعه يقول بصوته الفخم الرجولي: في ست محترمة بيوصل جوزها بعد غيبة طويلة ما بتكون باستقباله؟
غزل التي كان ارتعاشها الداخلي قد بدأ يسيطر عليها خارجيا همهت باجابة لم تكن واضحة أبدا لأذني كرم فقال: كنو البسّة ماكلتلك لسانك و أنا بأميركا؟! عيدي ما سمعت
حاولت غزل أن تجلي حلقها وهمست: كنت أصلّي
رفع كرم حاجبيه قائلا: آآآآآه كنت تصلّي .. طيب تقبل الله.. وبعدين؟
تحشرج صوت غزل سائلة: شو بعدين؟
ارتفع صوت كرم قليلا بغيظ: وحدة جوزها كان مسافر يعني هيك بتهلّي فيه؟
همست غزل: حمد لله على سلامتك
كرم الذي كان يحاول أن يسيطر على كل الصور والخيالات المتلاحقة برأسه خوفا من أن ينفجر في وججها على مسمع و مرآى من الجميع قرر أن بنفس عن نفسه بتلاعب: حمد لله عسلامتك وبس!! ما في أحضان أشواق أو أضعف الايمان... بوسة!!!
غزل تفاجأت بكلام كرم ليس لأنها لم تعتده منه سابقا فهو لطالما كان بتلاعب بها مستغلا خجلها الشديد منه حتى تنفجر به غاضبة متعللا أنه يحب أن يراها فاقدة لأعصابها ولكن منذ الكارثة التي حلت عليها منذ أربع سنوات وخلال ثلاثة أيام الزواج اعتبرها كأنها كرسي أو طاولة ...لا.... فهي لم تصل لتلك القيمة.... كانت و كأنها... لم تكن!!
غضب كرم من صمتها لينفجر فيها: مالك نزل عليك سهم الله؟ لما أكون أحكي معك بترفعي راسك وبتجاوبيني مش بتتركيني أحكي مع حالي!
ندم....ندم تآكل كرم ما أن رفعت وجهها... ليتها لم تفعل ... ليتها لم تفعل!! سهم قاتل اخترق قلبه كاسرا ذلك القفل الصديء مرسل من تلك العينين الخضراوتين... المتسربلتين ببراءة لطالما استفزت رجولته.. براءة مشروخة... هكذا ذكر كرم نفسه منتزعا نفسه من تلك الفوضى العارمة التي لطالما أثارتها في حياته... رجولته و .. قلبه، استفز كرم ذاكرته لتجلب صورا حاول طمرها لأربع سنوات دون أي نجاح يذكر لتعيد نفسها بشريط الذاكرة ليلة بعد ليلة بعد ليلة حتى ما عادت عيناه تعرفان للنوم معنى... أين إذا هذه الصور عندما أحتاجها؟! لماذا تتقهقر الآن أمام هذه الفتنة الطفولية التي لطالما وسمت بقلبه بنيران شعرها العسلي وعينيها الملائكية و وجهها الطفولي... فتنة لم تكن لك و طفولة استبيحت... وبراءة ملكها غيرك!!! وفجأة تلاشى الحجاب في خياله المعذب ناثرا خصلات شعرها العسلية بفوضوية عابثة..... غادرت عينيها البراءة مخلفة وراءها فراغا كسيرا.... حبتا الكرز الشهي تحولتا لشفتين مكدومتين بجراح دامية وتعرى النحر والجسد من ستره الواهي ليتوشى بتلك البقع الحمراء الداكنة التي خلفتها شفاه همجية وأصابع وحشية!! نار سوداء حارقة شبت في الروح والجسد اندلعت من كرم لتلسع بلهيبها غزل عبر شفتاه المسمومة: شو بحكي مع حالي أنا؟! ولا ليكون بدك تعمليلي مستحية ومن حركات البنات اللي ما بتلبقلك.... ترى إذا انك ناسية بحب أذكرك انو أنت من زمااان بطلت بنت فما في داعي تمثلي علي هالحركات.... ولا ناسية إني شفت بعيني!!
شهقت غزل بحدة شاعرة بروحها تتفتت لألف قطعة وقطعة وتهمس بصوت مخنوق بالدموع التي بللت رمشيها مانعة إياها قسرا أن تنسكب أمامه: حرام عليك... والله حرام...
كرم الذي أراد أن يلسعها بنيران حقده السوداء أكمل بوحشية: بعدين تعالي لهون عأساس منهارة ومتعقدة وفيلم هندي طويل عريض حكالي إياه أحمد لدرجة إني كنت راح أعيط بصراحة...هيّك عين الله عليك شايفك ما فيك اشي ومبسوطة و أمورك تمام التمام!!
غزل مصدومة بشدة بذلك القاسي عديم الرحمة المسمّى زوجها الذي يعايرها بإنسانية خادعة تستر بها عذرية منحورة شهقت كمن ينازع الروح حين لمحت أحمد متجها نحوها بدفئه الحاني.
شاهدها كرم تركض لأحمد الذي أتى باحثا عنهما مدركا أن كرم لن يفوت فرصة دون أن يجرحها و يهينها ناسفا مجهود عامين كاملين لزما غزل لتعود لصورتها شبه الآدمية لما كانت عليه سابقا.
بقلب نازف محطم وحقد يغلي بعينيه راقبها كرم تدفن رأسها بعضد شقيقه تلفه بكلتي ذراعيها كطوق نجاة بينما أحمد يهدهدها ويوسيها بكلمات لم يكن يسمعها ويهتم ما تكون، شاهدها تتشبث به فيما غيرة سوداء حادة طعنت في روحه... نعم يغار ولطالما كان يغار عليها من كل ما حولها.. أرادها في قمقم بعيدا عن مدرستها.. كتبها.. صديقاتها.. أخوانه ... كل شيء كل شيء...لتأتيه بالنهاية تلك الطعنة بخنجرها الصدئ النتن تحزه بغير احتراف فلا هو ميت ولا هو حي... إنما يتعذب مستجديا الموت فلا يجده!!!


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 23-11-13, 05:54 PM   #608

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

انتهى الفصل الثااني قراءة ممتعة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 19 والزوار 7)
‏bambolina, ‏MaNiiLa, ‏دنيازادة+, ‏كاردينيا73+, ‏قايد الغيد, ‏Rain78, ‏زهرة الكاميليا4+, ‏انثى الهوى+, ‏زهور ساكورا, ‏فاطمة راضي+, ‏monica g, ‏اخر رد, ‏منيتي رضاك, ‏مرمر1, ‏ماريمارر, ‏جين ايير, ‏yoda5, ‏بسمه أمل


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 23-11-13, 06:04 PM   #609

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 22 والزوار 3) ‏كاردينيا73, ‏bambolina+, ‏salima89, ‏زهرة الكاميليا4+, ‏جودي الحب, ‏نداء الحق+, ‏انثى الهوى, ‏flomina22, ‏ماريمارر, ‏monica g, ‏MaNiiLa, ‏دنيازادة+, ‏قايد الغيد, ‏Rain78, ‏زهور ساكورا, ‏فاطمة راضي, ‏اخر رد, ‏منيتي رضاك, ‏مرمر1, ‏جين ايير, ‏yoda5

مساء الورد
راجعة بتعليق ان شاء الله


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-11-13, 06:08 PM   #610

Zhala 97

نجم روايتي و شاعرة متالقة في المنتدى الادبي و الفائزة في مسابقة من القائل؟؟و الفائزة المركز الثالث في فزورة ومعلومة وحكواتي روايتي وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية ومركز ثان

alkap ~
 
الصورة الرمزية Zhala 97

? العضوٌ??? » 286228
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,282
?  مُ?إني » ف? قـلـوبـڪم ♥
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Zhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond reputeZhala 97 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
♥ .. ومــا خابــت قلــوبٌ اودعــت البـــاري امانيــها .. ♥
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 21 والزوار 6) ‏ژاڵـــﮧ, ‏Rain78, ‏ayman_barya, ‏salima89+, ‏جودي الحب, ‏نداء الحق, ‏انثى الهوى, ‏flomina22, ‏ماريمارر, ‏MaNiiLa, ‏دنيازادة+, ‏قايد الغيد, ‏زهور ساكورا, ‏فاطمة راضي+, ‏اخر رد, ‏منيتي رضاك, ‏مرمر1, ‏جين ايير, ‏yoda5

مساء الورد والفل ...
انا جيــــــــــت ..
سوري عالتأخير ... كنت اتعشى .. ^^


Zhala 97 غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الكميلة كبرياء معشوقتي
الفصل الخامس السبت القادم إن شاء الله
دينو ألف قبلة لعيونك ع التصميم الكميل


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عيون، النوم، bambolina، روايتي،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.