شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   سيدة القصر المظلم *مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t292831.html)

CFA 18-11-13 09:54 PM

سيدة القصر المظلم *مكتملة *
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

هاذي ثاني روايه انشرها في هذا المنتدى المبدع اتمنى ان اسمع تعليقات الجميع ..
روايتي الاولى كانت ليتني استطيع الكذب .. ولم اسمع اراء الكثير ولكن اتمنى هنا اسمع التشجيع منكم واراكم ومسااعدتكم لي بخبرتكم السابقه .. واتنمى تعجبكم ..



سيدة القصر المظلم ..

الفصل الاول :
غيوم سوداء ..

تصف فصل الشتاء .. لم يتوقف المطرعن الهطول .. جميع من في البلده حزينون بها .. اما القصر .. فلقد كان الجميع فيه معتادا على اجواء الحزن .. فلم يكن هنالك اي فرق لسيدة القصر..لطالما اعتادت على الظلمه و الهدوء و البروده .. .
هنا تبدآ قصة القصر المظلم .. .
لقد كان هنالك قصرا يقع في شمال انجلترا في بلدة ايدينبرا تحديدا .. في غايه الكبر .. لطالما كان محورا لحديث جميع الناس في هذه البلده .. في هذه الثلاث سنوات الاخيره ..اصبح القصر وكانه بيتا للاشباح .. مخيفا جدا .. وكانه مهجورا .. سمعوا بآن هنالك سيده تعيش فيه وهي السيده ايزي .. لم يعرف احدا عمرها او شكلها او هيئتها .. لقد كانت مجرد اسم بالنسبه للجميع .. حاول كثيرا من الصحفين الالتقاء بها ولكنها لم تسمح بذللك .. وايضا لقد راقبو القصر لفترات طويله لكي يستطيعون ان يعرفوا ما قصة هذه السيده العجوز .. لم يستطيع اي احدا ان يعلم .. لقد كان الخدم يخروجون من القصر كثيرا ولكنهم لم يجيبو على اي من تسآولات الصاحفين .لقد كانو متحفظين جدا من هذه الناحيه ولقد قال الكثيرون من الصحفين انه من المؤكد ان هذه السيده تهددهم ان اخرجو اي معلومات خاصه بها او بالقصر ..
وطوال هذه الثلاث سنين والاقاويل لم تتوقف عن هذا القصر المخيف ولا السيده المرعبه التي تسكن به .. ولا حتى الصحف .. لقد كان القصر في قمه الفخامه .. ولكنه للاسف مهمل للغايه .. لقد كانت فروع العشب تغطي جدرانه الحجريه .. والثلج محى ما تبقى من الوان للاشجار والزهور الموجوده ... اصبحت الحديقه مكونه من مساحه بيضاء صافيه .. تغطي كل ما تحتها بكثف .. وكانها مهمله لسنوات ..
.
كان هنالك رجل اعمال كبير يدعى دايفيد سبنسر .. من اثرى رجال العالم .. يعمل في مجال الطب لقد كان طبيبا بارعا جدا .. وايضا لقد كان رجل محبا جدا وحنون و يتفهم مشاعر الاخرين ومن اجمل صفاته انه دبلوماسي ايضا ، لقد كان الجميع يحبه ويحترمه ويقدره .. ويوجد لديه ابنه واحده .. اسمها الايزا .. لطالما مكث في هذا القصر وكان مفعما بالحيويه والجمال .. لقد كانت الازهار الملونه في جميع انحاء القصر والعشب الاخضر و البحيره المليئه بالاسمالك المدهشه .. و هنالك ايضا الحظيره يوجد بها الكثير الحيوانات .. لقد كان القصر خياليا من شده جماله .. لقدتوفيت زوجة السيد ديفيد في ولادتها لابنتها الايزا .. وبعدها لم يتزوج ديفيد ابدا ،،لقد كرس وقته لعمله و ابنته والاهتمام بالقصر.. لقد كانت الايزا فتاة جميله جدا منذ صغرها .. تحب اللعب والضحك والمزاح تخرج كثرا و تفعل الكثير من الحفلات في القصر ... لطالما اشتهر هذا القصر الراقي بآحتفلاتها الجميله والتي لم يستطع احدا من عدم حضورها ..والكثير من الشبان يآتون متعطشين لرؤيه الايزا .. الفتاة الحسناء ..لقد كان . لديها الكثير من الاصدقاء و المحبين والمعجبين ايضا ..
عندما بلغت السيده الايزا الخامسه والعشرون من عمرها توفي والدها ديفيد .. ولم يسمع احدا بها .. قيل بانها انتقلت من هذا القصر بعد ان عرضته للبيع لمده طويله .. و ايضا من الممكن ان تكون قد انتقلت للعيش في فرنسا لطالما تمنت الذهاب اليها ..اشتاق لها الجميع .. والجميع حاول جاهدا بان يتواصل معها ولكن يبدو بانها تريد الابتعاد عن كل ما يخص هذه البلده لتستطيع المضي قدما ..احزنهم ذلك كثيرا فالطالما كانت الانسه الايزا تبعث الطاقه الايجابيه الى الجميع من حيث ابتسامتها الخلابه و قلبها الحنون .. واحتفالاتها الشهيره ولكن ما احزنهم بشده وجعلهم يتعجبون ليلا ونهارا هوا بيعها للقصر .. لطالما احبت الايزا هذا القصر حيث انها ولدت به .. لقد كان موطنها الوحيد و منزلها االوحيد و ملجئها الوحيد .. لم يتخيل احدا بانها ستستطيع التخلي عنه بكل هذه السهوله .. وايضا ان لم يكن مهما بالنسبة لها لقد كان مهما بالنسبة لوالدها .. هل حقا لم تهتم لامره؟.. لقد ارادت ان تحقق احلامها في باريس ونست واجباتها اتجاه والدها المسكين؟..لقد ترك لها هذا القصر العريق .. يحمل اجيالا واجيال .. وبكل هذه السهوله تتخلى عنه لامرآه عجوز تعيش داخله وحيده .. ! وما احزن الجميع ان القصر لم يعد القصر ! .. لقد تحول الى منزل اشباح .. منذ مكوث هذه السيده العجوز اصبح القصر مهملا للغايه ومخيفا جدا ..

لقد كانت تجلس في غرفتها على كرسيها بقرب النافذه .. تقرآ الصحف بصوت مستاء ..
** في الاسبوع الماضي ترقب احد الصاحفين القصر المظلم لساعات طويله واخبرنا بانه رآى ظلا لامرآه عجوز قصيره ذات شعر اشعث ابيض اللون ..لقد كانت مخيفه جدا و تنظر اليه بنظرات مرعبه ..!
ردت بصوتها الناعم
حقا !!! اذا لماذا لم يلتقط لها صوره !!
دخلت السيده جوانيت و اقتربت منها
ماذا بك الايزا؟
- انظري الى هذه الخرافات ! انهم يستمرون في هذا !! امرآه عجوز ذات شعر اشعث !! حقا !! يالهي ..
- ولكنك يا جوانيت لا تواجهينهم !!! يجب عليك الخروج من هذه البقعه والنظر الى العالم مره اخره والتعامل معهم .. تحبسين نفسك في هذا القصر منذ ثلاث سنين ! انظري كيف اصبح وكيف اصبحتي انتي ايضا .. لقد ذبلتم !
التقت عينيها الحزينتان بعين جوانيت خادمتها وهي مليئه بالدمع والهالات السوداء تحيط بها .. وقالت كالعاده بكل هدوء وجفاء
لا اريد التحدث في هذا مجددا يا جوانيت ..
- لا .. سنتحدث عن هذا الان !! انظري الى نفسك يا الايزا .. انتي فتاة شابه ! يجب عليك الخروج و قضاء وقتا ممتعا ..
التفت الايزا بعينيها الواسعه .. مليئه بالحزن والدمع و الالم .. وقالت بصوتها المبحوح
- هل تظنين انه من السهل علي نسيان ابي؟
- لا .. جميعنا لم ولن ننساه ! ولكن ذللك لا يمنع في ان تعيشي حياتك
لا اريد حياة خاليه من ابي ...الا تفهمين ذلك !!!.
-لا يوجد حياة اخرى لديك !!! هذه حياتك يجب عليك تقبل الامر .. اسمعيني جيدا يا الايزا ! لا تفعلي هذا بنفسك .. هذه هي الحياة .. وسيآتي اليوم الذي لا اكون فيه بجانبك ..ماذا ستفعلين حينها ؟؟؟ اخبريني؟؟ هل ...
لم تدعها تكمل وكانها اشتعلت نارا
- توقفــــــي جوانيت !! لا تقولي هذا !! لا اريد سماع هذا !!!
- لا تكوني طفله يا الايزا !! انتي تعرفين بان هذه هي االحياة !!
- لا!!! اعرف تماما ما هي الحياة يا جوانيت .. يبدو بانك نسيتي مع من تتحدثين ! .. لقد خسرت امي عندما كنت طفله لم اشعر بحنان الام ولم اشعر بالانتماء اليها .. ولم .. ولم اشعر .. بآي مشاعرا اتجاهها .. لا اعرفها .. للقد كان ابي .. امي وابي و كل عالمي ... انتي تعلمين جيدا ماذا كان بالنسبة لي .. وبعدها .. وبعدها خسرته .. خسرت. ابي !! والان تتكلمين عن نفسك !!! اياك والتحدث بهذا الهراء يا جوانيت !!! اياك ! !
اقتربت منها جوانيت وضمتها بقوه بعد ان شعرت بآن صوتها اختفى
انا لا اريد ان اجرحك او ان ازيد الامك .. ولكن عزيزتي يجب عليك تقبل الامر .. نحن لسنا خالدين ..
سقطت على الارض باكيه
اعلم ذللك جيدا .. ولكن ابـ ـ ـ ي .. جوانيــ ـت ابيـ ـ ـ ـي هو كل ما املــ ـ ـك في هذه الحياة .. والان خسـ ـ رتـ ـه !
اعلم حبيبتي اعلم .. اهدئي ارجوكي ..
- كيف لي ان انساه يا جوانيت كيف !! .. ارجـ ـ ـوكي اريـ ـ د الحـ ـ ل ! اريـ ـ د الدواء !!!! لا استطيـ ـع التحمل !!! اقسم لك انني اتمزق من الداخل
مسكتها جوانيت وساعدتها على الجلوس ..
- هيا اهدئى ..
جلبت لها كاسا من الماء ..
هيا امسحي دموعك هذه .. انتي فتاة عاقله .. سترجعين الى طبيعتك الان ..
رفعت رآسها بحزن بعد ان مسحت دمعها وقالت وهي خاليه من التعابير .
هذه هي طبيعتي جوانيت ..الم تعتادي بعد؟
و خرجت من غرفتها مسرعه ..
خرجت الى الحديقه لتستنشق بعض الهواء ..
لقد كان البرد شديدا ..
نزلت دمعتها وهي تنظر الى السماء ..
- يالهي ..
لقد كان الثلج يغطي الحديقه باكملها ..
جلست على الكرسي .. تنظر الى الثلج وهو يتساقط عليها ..
لم تسمع صوت الاقدام التي اتجهت اليها .. ولكن ايقظها حديثه لها بصوته الحنون
- الى ماذا تنظرين
- اه لقد اخفتني ...
- انا متآسف ،،
جلس روبن ابن جوانيت بجانبها
تبدين شاحبه كالعاده ..
ابتسمت ابتسامه حزينه وقالت
- شكرا لك ..
ولكنك جميله كالعاده...
لقد كانت الايزا حقا جميله والجميع يتفق على ذللك منذ صغرها .. والان عندما كبرت فمن المستحيل ان لا تعجب اي رجلا لقد كانت من الجميلات في هذه البلده .. بيضاء اللون و شعرها اسود داكن وعيناها كبيرتان كعينان الغزال .. ورمشها الاسود الكثيف .. وحاجبيها العريضتين .. وايضا شفاتيها .. لقد كانت حمراء .. لطالما اطلق عليها والدها مسمى سنو وايت .. ليست طويله او قصيره القامه لقد كان طولها معتدل .. كانت في قمه الانوثه يميزها خصرها النحيل .. ومع ذلك كانت سيدة في الازياء .. لطالما تحدث الجميع عن ازياءها الملونه والمزركشه والتي تجعلها تبدو جريئه جدا .. عكس الان تماما ... لقد اصبحت ازياءها كئيبه .. تعكس على عينيها الحزينه .. واختفت الوانها الزاهيه اصبحت كالمسنين ترتدي الالوان الغامقه .. وحتى مجوهراتها .. اصبحت تحب الاحجار الداكنه ..
لقد كان روبن ينظر اليها بطريقه غريبه ..
- ماذا بك؟
- ماذا؟
- اعني .. لا تبدو على ما يرام
- في الحقيقه .. لقد اتيت للتحدث معك ..
- ما الامر روبن ؟
اطلق زفره طويله .. تبوح بالهم ..
نظر اليها بعينيه الحزينتين وهوا ينظر الى زهرته الزاهيه تذبل امامه وهوا عاجزا عن المساعده

- اه.. كيف يمكنني ان اجعلك الايزا القديمه ؟
- هل هذا هو الموضوع ؟
توقفت الايزا وهي غاضبه
- توقفي .. انا حقا اريد المساعده
المساعدة؟..هل طلبت منك المساعدة؟؟.. انا بخير شكرا لك
مشت الايزا ولكنه مسك يدها بقوه وقال
- توقفي !
- ماذا تريد يا روبن !!
- انا احبك ..
نظرت اليه لدقائق .. لم تكن تعرف ماذا يعني .. ولكنه كان مبتسما وكانه يعنيها حقا ..
ماذا؟
انا احبك .. منذ زمن طويل ولكن .. ولكن لم تكن لي الشجاعه لاخبارك .. لطالما احببت ضحكاتك .. رقصك .. ابتسامتك .. وجهك المرح ..
ذبلت عينيها .. .و شحب وجهها مجددا .. ارتفعت عينيها الامعه ..
انك لا تحبني .. انت تحب من كنت عليه في الماضي ! .. انا الان مختلفه يا روبن انظر الي .. جميعكم تحاولون تغيري ولكن لن تستطيعوا .. هذه انا يا روبن
لا هذه ليست انتي .. انا اعرفك منذ الصغر يا الايزا .. هل نسيتي اننا ترعرعنا سويا !!
- لا لم انسى ذللك ! ولكن اخبرتك يا روبن انا لن اتغير الان !! لقد كنت انسانه مختلفه والان اختلفت الحياة !
- مالذي يجعلك تقولين هذا !! لماذا !! اخبريني سببا مقنعا لهذا التغير !!
- الالــم يستطيع ان يغير كل شي .. ولقد فعل ذللك معي ..
بآمكانك التغير للافضل !! ولكنك تجرين نفسك للاوراء !!! هذه ليست حياة التي تعيشينها وراء الجدران !! مختبئه في هذا القصر المظلم وكانك دراكولا !!! انظري الى الصحف !! في كل صحيفه في هذه السنوات تكون قصه جديده عن هذا القصر المخيف ! القصر المرعب ! القصر المسكون ! القصر المظلم! القصر المهجور ! هل هذاا ماكان عليه عندما كان العم ديفيد هنا !!لا .. انهم حتى لا يعرفون انك هنا !! انك مازلتي تعيشين في هذا القصر .. انظري الى كل هذه الاشعات المنتشره في كل انحاء البلده ! يوما تكونين فيه مصاصة دماء ! ويوما عجوز شعثاء الشعر .. ويوما شبح ! ما ادراني ماذا ايضا كتب عنك !! انا احبك حقا احبك .. واريد ان استرجعك !!
روبن .. انا اسفه جدا ولكن انت تستحق فتاة افضل مني ! ..
اراد ان يقاطعها ولكنها لم تسمح له اكملت بكل ثقه
- انني لا افكر في الارتباط ابدا .. وايضا انا لن اتغير يا روبن لا تحاول ارجوك .. انت بمثابة اخ بالنسبه لي ..
تغيرت ملامحه جدا بعد سماعه كلمت اخ .. حاول السيطره على مشاعره الغاضبه .. كره نفسه .. ياله من ابله .. من المفترض ان يعلم بحدوث ذلك .. هذا متوقع .. مالذي كان يتخيله .. ان تقبله وترتمي في احضانه .. لا ..معها حق .. انها ليست الايزا التي احبها .. انها انسانه مختلفه .. تسيطر على الايزا .. تحبسها في الداخل* .. لابآس .. ساتقبل رفضها لي بكل ارياحيه .. ولكن لن اتوقف عن محاولة تغيريها ومساعدتها ابدا .. اعلم جيدا يا الايزا انك لا ترالين بالداخل ...بداخل هذا الجسد المرعب* ... نظر اليها بحزن وقال
- .. هل اطمع ان طلبت منك ان لا تتغيرين معي بعد ما سمعتيه ..
ابتسمت له بشحوب
لا يا روبن .. لن اتغير ! ..
ولكن ارجوكي يا الايزا ..
لا تكمل !.. صدقني هذا لن يفيد ..
.......................
مرت الايام والايزا لم تتغير .. لم تجف عيناها من الدمع ولم يتوقف قلبها من الحزن .. تبكي في كل يوم وتحزن عندما تفرح باي شي .. لم تستطع الايزا ان تنسى والدها ابدا ..
دخلت جوانيت الى غرفتها واحضرت لها القهوه ..
صباح الخير عزيزتي ..
- صباح الخير امي ..
كيف تشعرين
- بخير ..
- جيد .. تبدين نشيطه اليوم
ابتسمت جوانيت ارادت ان ترفع معنوياتها ..
- اريد التحدث معك ..
- ماذا عزيزتي ..
- تفضلي بالجلوس ..

لقد قررت قرار..
- ماهو ؟ ..
لقد كانت عين الايزا تحكي كلاما غير مفهوم .. وتظهر رموزا عجزت جوانيت عن فهمها.. هذا ما احزنها لطالما حاولت ان تفهمها ولكنها فشلت في جميع محاولالتها .. لقد كانت الايزا متوتره جدا .. نظرت جوانيت الى يديها وهي متشابكه .. و لم تستطع التوقف عن تحريك قدميها ... رفعت عينيها الجاحظه وقالت بصوت متقطع بعد ان نظرت اليها بهدوء
سافتح الوصيه غدا
ماذا؟؟ حقا؟؟؟؟
لقد كانت كالنقبله على جوانيت .. لم تستطع تصديقها .. هل يعقل؟ لقد ظننت بانها نست امرها تماما بعد ان قررت ان لا تقرآها ابدا .. يالها من مفاجئه لقد كانت الايزا ترفض التحدث عنها رفضا باتا .. والان ها قد جا الوقت لكشف بعض الاسرار .. لقد كانت جوانيت سعيده بهذه الخطوه الجريئه من الايزا ولكنها ايضا قلقه بشآنها .. مالذي جعلها تتذكر الوصية الان؟ .. هل تنوي فعل شيئا بالقصر؟ هل من الممكن انها تريد التخلي عنه والهرب؟.. يالهي .. اختلطت جميع الافكار السيئه في رآس جوانيت .. بعد ان قضبت حاجبيها وابعدت هذه الافكار السيئه عنها حاولت تمالك اعصابها المتداخله ..وقالت
- جيد عزيزتي .. كان يجب عليك اتخاذ هذا القرار منذ زمن .. ولكن لا بآس .. من الجيد انك ستفعلينه الان ..
لماذا لا تجعلين المحامي ياتي اليوم ..؟..انا حقا اريد ان اعلم... مالذي كتبه السيد دايفيد ..
حسنا .. لابآس ..اتصلي بالمحامي جاك .
حسنا..
طلبت رقم السيد جاك و اعطت السماعه للايزا .
مسكت الايزا السماعه ويداها ترتجف .. تكاد تسقط رعبا من ما قررت .. هل هذا هوا القرار الصائب؟..اتمنى هذا ...
- مرحبا سيد جاك
- مرحبا عزيزتي ..
-اسفه على ازعاجك ..
- لا بآس .. ماذا اردتي؟
- ..اردت ان ... هل انت منشغل اليوم ؟..اعني .. اردت ان اقرآ الوصيه اليوم اذا استطعت .هل يمكنك القدوم؟..
..ماذا؟؟..
لم تكن ردة فعل السيد جاك غير متوقعه .. انه في حالة صدمه من ما سمعه الان .. لقد توقع ايضا بانها نستها تماما .. ها هي الان تفتح جروح الماضي مره اخرى .. تذكر جاك لقائه الاول مع الايزا في جنازة دايفيد .. لقد كانت مخيفه .. شاحبة اللون .. تحيط عينيها الهالات السوداء .. التي ابرزت جحوظ عينها وشدة احمرارها وكانها تنزف دما وليس دمعا ... تذكر حديثه القصير معها عن الوصيه بعد ان صرخت في وجهه و اخرجته من المنزل .. ورفضت ان تقرآ الوصيه واخبرته بانها لن تقراءها ابدا .. وان لا يعود مجددا الى هنا .. حاول ابعاد الذكريات السيئه عن راسه بعد سماع صوتها على الهاتف ولكن صورتها المخيفه لم تفارق خياله .. لقد حزن كثيرا عندما نظر اليها وهي بهذا الحال .. لا تستطيع حمل نفسها من الارهاق والجهد ..وما احزنه مجددا هوا صوتها المريض .. يبدو بانها لم تتغير ابدا .. لقد كان صوتها كالمره السابقه .. وكانه يتحدث معها في الجنازه .. نفس الحزن .. نفس التعب .. نفس الارهاق .. نعم انه صوت الايزا .. مر الصمت وهوا يحاول التركيز في ما قالته ..
. اعني ... انتي مستعده الان .. لقد كنت بانتظار هذه المكالمه منذ زمن بعيد .. نعم بالتاكيد .. سآكون في القصر الساعه الرابعه هل هذا مناسب؟
- بالطبع ..
- حسنا اذا .. اراك اليوم ..
-. ساكون بانتظارك ..
اقفلت الخط ويداها ترتجف من الخوف .. لقد كانت متوتره جدا .. خرجت من غرفتها وهي تنظر الي القصر بحزن وتمعن .. اليوم هو اليوم الموعود .. ستفتح الورقه المقفله لسنين .. .. حزنت جدا ولكنها كانت مصره على هذا القرار ايضا .

روابط فصول الرواية ...

الفصل الاول ...بنفس المشاركة
الفصل الثانى
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل 5,6,7,8
الفصل 9الى 20 والاخير

ROGINA HANNA 19-11-13 09:50 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

rola2065 20-11-13 08:47 PM

بداية حزينة لشابة فى مقتبل العمر خسارة ليست بالهينة لكنها تسمح لها بالسيطرة على حياتها فهل تكون بالوصية الامل الذى يعيد لها الحياة من جديد
بانتظار القادم وبالتوفيق الك

Hebat Allah 20-11-13 09:13 PM

بداية راائعه ومميزه .............

سيدة القصر المظلم ...

أكثر شئ جدبني اسم ... لأنو بحب من صغري قصص تتكلم عن سيدة القصر ...


من متابعين ان شاء الله

ندى الفجر 20-11-13 11:19 PM

بداية رائع عزيزتى
استمتعت بها جدا

وفى انتظار الفصول القادم


بنت أرض الكنانه 21-11-13 03:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

suzaneeid 21-11-13 01:33 PM

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

tan 25-11-13 04:43 PM

wowwwwwwwwwww nice

CFA 23-12-13 07:21 PM

اسفه على التاخير ولكن حصلتلي بعض الظروف .. شكرا لكل التعليقات الجميله الي تفتح النفس !

CFA 23-12-13 07:24 PM

(هدوءا قبل هبوب العاصفه ..الفصل الثاني)
**الوصيه **

خرجت الايزا للافطار في الحديقه وبعدها قرآت بعضا من الكتب في المكتبه والصحف كالعاده وذهبت الى غرفتها ..

لقد كان هذا جدول يومها تقريبا ..
دخل روبن وقال
الايزا .. السيد جاك ينتظرك بالاسفل ..هيا بنا ..
- هيا ..
شعرت بان نبضات قلبها تسمع من شدة سرعتها .. اتسعت عينيها وهي تخرج من الباب .. تنتظر روئية الرجل المسن .. ذات الشعر الابيض .. لقد شعرت بالاحراج عندما تذكرت طريقة معاملتها معه في الجنازه .. لقد كانت في غاية الانهيار لذلك لم تشعر بذلك ابدا .. نظرت الى يديها التي لا تكاد تتوقف عن الارتجاف .. لقد تعرقت بالكامل .. حركتها قليلا .. وعدلت ربطة شعرها الغزير .. واخذت نفسا عميقا وعينيها مغلقه .. ها قد وصلت ..لقد حان الوقت
ا .. دخلت الى غرفة الجلوس
مرحبا سيد جاك ..
- اهلا بك ..
تفضل بالجلوس ..
جلس الجميع..
لقد كانت الايزا تشعر بان قلبها سوف يتوقف .. اخرج السيد جاك الورقه من الملف .. و فتحها بكل هدوء .. نظر الى السيده الايزا وقال
- حسنا سابدآ
توتر روبن وايضا جوانيت .. لقد كان الصمت يعم في غرفة الجلوس .كل ما يسمعونه كان صوت طي الورق بين يدين جاك .. و اخراجه من الملف الموجود امامه .. .
تكلم جاك بكل هدوء و جديه
- اكتب هذه الحروف وقلبي يتقطع شوقا لكم منذ الان .. دمعي يتساقط رغما عني وانا انطق بهذه الحروف .. وبمجرد التخيل بانني لن اكون معكم في اليوم الذي ستقراونها .. يمكنني الشعور بما تشعرون به الان .. ولكن اتمنى ان تعلموا انني ساكون افضل .. ساكون بخير بعيدا عن هذا المرض الذي تغلغل في جسدي ... واهلكني .. حالي يزداد سوءا .. لذلك علمت بانه يجب علي البدء بالكتابه ... لاكون مطمئنا بعد الان . .. انا دايفيد سبنسر اقر بان هذه الوصيه يجب ان تنفذ مهما كانت الظروف ... لم اتمنى ان ياتي هذا اليوم .. الذي افقدكم فيه . وكل ما يتبقى مني هذه الورقه .. تخبركم بما اشعر .. ارجو منكم مسامحتي على كل اللحظات التي احزنتكم بها او جرحتكم من غير قصد .. لطالما احببتكم جميعا .. . اولا اريد ان اخبر ابنتي العزيزه الايزا .بانني اسف .. اسف كثيرا .واريدها . ان تعلم بانها لطالما كانت اعز ما املك .. واجمل ما ارى في هذه الدنيا .. احبك يا ابنتي .. كوني قويه ..واعلمي انني دائما هنا ..ساظل معك .. في السماء .. تحدثي معي وساسمعك وتآكدي بانني ساكون بجانبك دائما .. ثانيا ..سيده جوانيت وابني روبن .. اريد منكم الاهتمام بالايزا .. واكمال مالم استطع اكماله معها .. شكرا لكونكم مصدر سعاده في قلوبنا .. لقد اكملتم الفجوه التي بداخلي ..لطالما كنا عائله سعيده جدا .. اختي العزيزه فكتوريا .. ارجو منك ان تاتي لقضاء العطل هنا في القصر مع الايزا .... اكمل جاك والايزا تشهق بكاءا تحاول ان تمسك نفسها ... ولكن يبدو بان الجرح ازداد عمقا .. والحياة بالنسبة لها بعد سماع هذه الرساله ازدادت ظلمه في عينيها .. لقد شعر والدها بانه سيذهب قريبا لذلك قرر الكتابه .. اغلقت عينيها وهي تضع يدها على رآسها تحاول نسيان ابتسامته المذهله .. تحاول ابعاد كل ما يؤلمها ولكن يبدو بان ذلك مستحيل .. يبدو بانها فقدت سعادتها معه .. ودفنتها بجانبه .. لذلك لن يشعر قلبها بالراحه بعد الان ولا بالسعاده .. سيظل ينتظر اللحظه التي يلحق بها ديفيد .. اللحظه التي ستراه مجددا .. اللحظه التي تمنت قدومها الان ...
اكمل السيد جاك وهو محاولا ان يتماسك .. لم يعلم الجميع مدى حبهم للسيد ديفيد الا بعد فقدانه .. لقد سبب فجوه كبيره في قلوب الجميع ..

والان سابدآ بتقسيم ممتلاكتي .. جميع ممتلاكتي لابنتي الايزا اما المنزل الريفي فهو لروبن .. لطالما احببته يا روبن انه ملكك وملك جوانيت الان .. واما الشركات فهي ايضا للايزا ولكن اتمنى ان يكون المسؤول عنها السيد جاك ..والان السيد كارلوس وابنتي الايزا .. هذا القصر قطعة من قلبي .. الجميع يعلم كم عانيت لاخذ هذا القصر من اخوتي .. لانني اعلم جيدا بانني ساحتفظ به مثلما فعل ابي .. و الان .. اريد ان اكون سعيدا وواثقا من حدوث ذلك بعدي .. لذلك لن اجد غيرك يا الايزا .. ابنتي الوحيده .. ملاكي الصغير .
بكت الايزا ووضعت يدها على وجهها لتغطيه .. لقد كانت تشعر بان الارض تنهار من حولها .. ما هذا الشعور ؟؟؟ ما هذا الالم الذي يخترق قلبها ؟؟ ما هذه الظلمه ...شهقت الايزا وهي حزينه وتصرخ بداخلها .. انا اسفه يا ابي ... اسفه ... لقد خيبت ظنك .. انا اسفه لانني اهملت القصر .. ولكن ... لا استطيع .. لقد ... لقد ...حاولت حاولت الاهتمام به بقدر ما امكنني ... ولكن لا هذا لن .. لن يفيد ... لن استطيع يا ابي ... يبدو بانك كنت تعلم ... انني ساخيب ظنك ..
.وايضا كارلوس .. صديقي العزيز .. لقد ساعدتي كثيرا .. وكنت صديقا وابن واخ بالنسبه لي .وايضا منافسا قويا لي .. هذا لن يكفي ..ولن ويعوض عن ما فعلته لي .. ولكن هذا ما استطيع فعله .. اعطائك قطعه من قلبي مثلما اعطيتني قطعه من قلبك .. سنكون متعادلان .. اتمنى ان تعتني بالقصر وبالايزا وبالجميع ..
لقد كانت الايزا في داخل نوبه من البكاء هي وجوانيت اما روبن فكانت دعيناه منتفختين وحمراء اللون .. لقد كان مسيطرا على نفسه.. ولكن بعد ان سمعت هذا الايزا انفجرت مندهشه
- مــــاذا؟ ... سيسكن.... معي .....رجلا غريب؟! من هو .....هذا الرجل ا.....لذي احبه ابي ......لهذه الدرجه !
- لا اعلم عن الوصيه يا ابنتي .. انا مندهش بقدرك ..سوف اكمل ..
- وايضا كارلوس سوف تكون مديرا للمشفى الخاص بي .. اتمنى ان تصنع له فرعا جديدا .. هذا كل شي .. اشكركم جميعا لاهتمامكم بوصيتي واتمنى منكم تنفيذها ... انتهيت..
لقد كانت الايزا منهاره بكاءا .. وجوانيت تحاول تهدئتها ..وعينيها مليئه بالدمع ..
- تقدم جاك و ضمها بقوه
- توقفي عزيزتي .. لقد قرآتي الوصيه والدك يحبك وهو دائما معك .. ولا يريد منك ان تكوني حزينه ابدا .. اهدئي ..
- احبه جدا .. لقد اشتقت لكلامه معي .. طريقته ....في الكتابه ......جعلتني .....اتذكره كثيرا .. لقد اشتقت له ..
- لا بآس .. لا بآس .. اهدئي ستكونين بخير ..
مسحت دمعها وحاولت التماسك .. لم تكن الايزا تحب ان تبوح بمشاعرها لاحد .. لذا استعادت قوتها و قالت
- اريد منك.... ان ....تنفذ هذه ...الوصيه ..
- حسنا ..
فقال روبن بتعجب
من يكون السيد كارلوس؟
فردت بهدوء
- اتذكره قليلا .. لقد كان يتحدث عنه ابي كثيرا .. بانه رجل ناجح ومخلص و ينافس ابي في عمله دائما .. لا ادري .. ولكن لماذا نصف القصر؟
- نعم انه صديقه في العمل .. لقد كان يتحدث عنه دائما .. ولكن لم يخبرني قط بانه سيورثه اي شي .. لهذا فانا مندهش بقدركم ...
لا بآس .. سيد جاك ...هل يمكنك التواصل معه؟
- نعم بالتكيد ..
- وايضا ...تواصل مع .....عمتي ارجوك ..
حسنا لا بآس ..
خرجت من غرفة الجلوس وتوجهة الى غرفتها مسرعه ودموعها منهمره على خديها ..
اقفلت الباب وسقطت على الارض باكيه .. لم تستطع الصمود ابدا لقد كان قلبها منفطرا جدا .. لقد شعرت بانها تسمع والدها يتحدث عندما قرآ جاك الوصيه ..طريقة كتابته .. حنانه حتى في الكتابه لقد كانت طريقته واضحه .. مميزه جدا .. حزنت عندما رآت خط يده .. توقيعه كل هذا .. جعلها تشعر بانه موجود .. تمنت لو انها قرآتها عندما توفي .. لقد مرت 3 سنين .. والان شعرت بان جرحهها اصبح جديدا مره اخره ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،.
استيقظت صباحا وهي تشعر بالدوار .. لقد كانت قد شربت الكثير من النبيذ لقد كان يوما متعبا للجميع .. ، اخذت حماما سريعا وبعدها خرجت ،
دخلت الى الغرفه الرئيسيه وطلبت قهوتها كالعاده لتقرآ الصحف .. دخلت السيده جوانيت وهي شاحبه وقالت
لقد وصل السيد كارلوس.
.. حقا؟ حسنا دعيه يدخل.
وضعت قهوتها وتوقفت .. لقد كانت الايزا ترتدي ثوبا اسودا ضيقا ..طويلا .. ولديه اكمام متوسطه الطول ..
وشعرها الاسود المتموج منسدلا على كتفيها .. ولقد كانت ترتدي مجوهراتها .
تحمست الايزا لروئيته كثيرا .. من الحمال ان يكون صديقا عاديا بالنسبة لوالدها .. يبدو بانه يمتلك مكانة خاصه في قلبه .. نصف القصر !! هذا مالم تتوقعه ابدا ! ... .
دخل السيدان ..
شعرت الايزا بشعور غريب عندما دخل السيد كارلوس .. ونظر الى عيناها بعيناه الحادتين .. لقد كان مندهشا جدا ..وهي ايضا لقد كانت كالصدمة بالنسبة لها لقد ظنت الايزا ان السيد كارلوس رجلا عجوزا ..ولكن يبدو انه العكس .. لقد كان شابا في الثلاثين من عمره في قمه جماله .. لقد كان حاد الوجه .. اسمر اللون .. حاجبيه عريضين .. عيناه مرسومتان .. ذهبية اللون .. شعره بني غزير .. طويل القامه .. مفتول العضلات .. و اما الرجل الذي معه فقد كان متوسط القامه و اسمر اللون .. ويشبه السيد كارلوس قليلا ولكن السيد كارلوس يفوقه جمالا ورجوله ..
رفع السيد يده وقال
- مرحبا انا السيد ايفيان .. وهذا اخي السيد كارلوس
لقد كان كارلوس ينظر اليها وكانه ينظر الى شبح .. رفعت يدها ولكنه كان في عالما اخر ..
ضربه ايفيان على يديه فاستيقظ من احلامه ومسك يدها
احست برعشه غريبه عندما لمس يدها .. ابتعدت وقالت
- تفضلى .
لم يبعد نظره عنها .. طوال الجلسه ..
لقد كانت متوتره جدا ..وهما ايضا .. نظرا الى المراءه التي تقف امامهم تبدو وكانها فردا من عائلة ادامز .. وهي عائلة الدراكولا الشهيره .. لقد كانت تقف بتصلب وتنظر لهم بكل غرور .. واحدى حاجبيها يرتفع من غير ان يتغير وجهها الشاحب ..
- انا .. انا السيده الايزا سبنسر ..
- مرحبا سيدتي .. لطالما اعجبنا هذا القصر المخيف
نظر كارلوس الى ايفيان بعد ان قالها باستهزاء وقال بعضب
انه ليس مخيف .. ولكنه يحتاج الى تعديلات بسيطه ...
لم تجبهم الايزا على اراءهم التي طروحها .. مشت بكل هدوء ..ودخلى وجلسى في غرفة الجلوس .. قدمت جوانيت القهوه وبعض الكيك .
.- اذا .. هل اخبركم السيد جاك عن الوصايه ؟
فرد السيد كارلوس
- نعم.. انا حقا اسف ..لقد كان رجلا رائعا ..
- شكرا لك ..
- لقد اخبرني جاك .. في الحقيقه لقد ذهلت عند سماعي للاخبر ..
- نعم انا ايضا
قالتها ببروء تام بعد ان اخفضت صوتها ولكنه سمعها و تعجب وكانها لا تريده ان يحصل على حصته من الورث .. ولكنه لم يهتم .. اكمل حديثهم في الوصايه و ماذا سيحدث ان عاش هنا .. قالت الايزا بهدوء
- هل ستعيشان فيه لوحدكما؟
فرد السيد كارلوس بكل جديه
- لا .. سآحول قسمي الى مشفى صغير ..
ماذا؟
- .. نعم ..
نظرت اليه وعينيه تتحول من العين الساحره الناعسه السوداء الى العين الجاحظه المليئه بالقلق ..
- ولكن .. انه منزل .. كيف
- .. اظن بانه ملكي .. ولطالما اردت ان اقيم مشفى صغيرا ..
لم تجبه ...
نظر الى نظراتها الحزينه وتعجب
هل يمكنك ان تاخذيني في نزهه في القصر؟
لقد كانت الايزا غاضبه منه .. هل هو مجنون؟ لقد قرآ الوصيه .. لقد كان والدها يتحدث عن هذا القصر طويلا .. ولقد وصاه على ان يهتم به جيدا .. والان وبكل برود يخبرها بانه يريد ان يحول نصفه مشفى هل هو مجنون .. لقد كان القلق يعتريها وهي تقضب حاجبيها بعد سماع جملته .. لقد كان كل ما تبقى من والدها والان سيهدم نصفه ويجعله مشفى .. ! قالت وهي غاضبه
- انا اسفه لا املك الوقت .. جوانيت ستهتم بكم ؟
بالتاكيد .. تفضلى
مشت جوانيت في القصر وهي تعرف به .. لقد تعب ايفيان من السير اما كارلوس لقد كان غارقا في عينيها الحزينه التي جذبته..وكآنها ملاك يرتدي اللون الاسود بدلا من الابيض .. قاطعه ايفيان وهو يتحلطم وقال وهم يتبعون جوانيت بهدوء في الممر الخاص بالغرف
- لقد تعبت .. هذا القصر لا يتنهي.. انه في غايه الكبر
- نعم انه كذللك .. لا بآس يمكنك الرجوع الى غرفة الجلوس.. اصر السيد دايفيد على فرش القصر كاملا .. ولم يترك به رقعه فارغه .. مع اننا نعيش فيه وحدنا .. ولكنه اصر بانه لن يترك القصر فارغا .. وبعد وفاته اقفلت السيده الايزا اكثر من نصفه ...
تعجب ايفيان وهو يمشي في هذا الممر الطويل المظلم .. تضيئه قليلا النوافذ الكبيره التي غطتها الستائر الحمراء الغامقه .. تخلل الضوء من نصف الستائر التي كانت من الشيفون الذهبي .. وبعد ان توقف وقال
- هل تمزح معي .. ساضيع في هذا القصر المخيف ..
توقف عن التصرف كالمراهقين يا ايفيان ! .. عد هيا فانك تشتت انتباهي وتخجلني امام السيده جوانيت !
حسنا .. اتمنى ان لا تمتص دمائك هذه المرآه ...
- اغرب عن وجهي
ابتسم كارلوس وتقدم بجانبها
- لقد ارهق ايفيان لذلك ذهب ليستريح ..
نظرت اليه وهي مبتسمه و اومت برآسها ..
هل يمكنني سؤالك بعضا من الاسئله؟
- بالطبع
-.. هنالك الكثير من الاشاعات عن هذا القصر .. اعني .. في هذه السنين الاخيره.. لماذا تحول القصر هكذا ؟ عندما اتيت في جنازه السيد دايفيد ..لم يكن كذلك ؟
-نظرت الى الارض وهي حزينه جدا ..
- نعم .. بعدها تغيرت الانسه الايزا .. ولم تعد مهتمه بالقصر .. ومنعتنا من الاهتمام به .. ارادت ان يتغير لتكف عن التذكر .. وحتي الان وهي تعاني في كل ليله من الكوابيس .. و ايضا لقد رائيتها كيف تبدو .. شاحبه ..حزينه .. لم اراها تضحك في هذه السنين ....وايضا لم تخرج من القصر .. ابدا
اندهش جدا وتوقف قائلا
مــــاذا؟؟؟ لمـــــدة ثلاث سنــــين وهي هنا ؟
- نعم ..
- يالهــــي
الم تفكري بان تجلبي لها طبيبا نفسيا .. من الممكن ان تكون في حاجه له
- نعم حاولت .. ولكنها ترفض التحدث مع اي احد ..
- .. انا اسف ..
- اتمنى ان تتغير ..
حاولت حاولت كثيرا ولكن لم نسطع
ولكنها في غايه الجمال .. لماذا.. اعني لم تتزوج او لم تكن على علاقه؟ ..
لا .. لقد كانت السيده اجتماعيه جدا ..
نعم اتذكر ذللك .. لقد حضرت حفلا منذ خمس سنوات او اربعه لا اتذكر .. ولكن لقد كانت مشعه .. لم تتوقف عن الرقص ابدا .. و ازيائها .. لم تكن ترتدي كذللك ..لا ادري .. لقد تغيرت كثيرا
- نعم .. كثيرا ..
- ولكنها لازالت جميله
التفت جوانيت تنظر اليه متعجبه .. لم تستطع اخفاء ابتسامتها ولكنها لم تجبه ..
-ماهذا؟
مكتب
- هل يمكنني روئيته؟
- ليس الان ..
مشت جوانيت بسرعه .. لم يفهم السبب ..ولكنه لحقها
- هل انتي بخير؟
- نعم ..في الحقيقه انه مكتب السيد دايفيد .. لم تفتحه الايزا ابدا .. بعد وفاته ...تفضل هذه غرفتك
يبدو انها مصره على ان تجعل القصر مهجورا ..
ابتسم كارلوس وكان يعنيها مزحه ولكنه لم يرى اي تجاوب لذا حاول ان يكمل بجديه
.. حسنا ..شكرا لك سيده جوانيت....

مشت جوانيت ودخلت غرفتها ..
لقد كانت تشعر بالسعاده من غير ان تفهم السبب.
.
خرجت الايزا من غرفتها وهي تشعر بالدوار .. اخذت معطفها المصنوع من فرو الذئب ..
وخرجت للحديقه والثلج يتساقط ..
مسحت الكرسي من الثلج بيديها الناعمتين و جلست ... ظلت الايزا تنظر الى السماء ..
* .. لقد اخبرتني ان اتحدث معك كلما شعرت بالضيق .. ها انا اتحدث بكل حزن .. وقلبي يتقطع شوقا لك يا ابي .. لم اعد افهم لماذا .. لماذا جعلت هذا الرجل ياخذ نصف القصر .. هل علمت بانني سوف اهمله .هل علمت بانني لن اكون مثلما تمنيت؟؟.. . اتمنى يا ابي ان لا تكون غاضبا مني .. انا اسفه .. ولكن ... عندما احاول الاهتمام به .. اتذكرك كثيرا ... ولا استطيع .. اكمال ما كنت افعله .. عندما اسقي الزهور اتذكرك عندما كنت تبتسم لي وانت سعيد بما زرعته .. اتذكر ..عندما كنت ارى عيناك اللمعتان تشرق في داخلي ... لم اتوقع بانها ستغرب يوما للابد .. هل حقا تسمعني .. اشعر بان الزمن توقف ..وكان هنالك ساعه في حياتي و.. لم تعد تعمل ..اشعر بانني توقفت عن الشعور بآي شي غير الحزن .. وكان العالم توقف..اظن بان ساعتي توقفت عن التحرك بعدك .. .
قاطعها صوته الاجش ..
- من الممكن اصلاحها ..
التفت في فزع عندما رائته بجانبها .. ياله من شبح مخيف .. ..
- لقد افزعتي .. لم اشعر بقدومك
- ..نعم ذللك لانكِ في عالما اخر .
لم تجبه .. بل قالت بكل جديه
- ماذا تريد؟
- هل هذه طريقتك في استقبال الظيوف؟
نظرت اليه وهي قاضبه حاجبيها بكل غضب ...
- لا اظن انك ظيفا بعد الان ! فانت مالك نصف هذا القصر .
- امم ..
جلس بجانبها و اطلق زفره طويله ..
- يبدو باننا سنواجه بعض المشاكل في التعامل مع بعض.. .
- لذا لن نضطر الى التعامل مع بعض ! يمكنك تجنبي وانا سافعل هذا .. لا تخاف فمن السهل تجنبي !
توقفت وهي غاضبه فمسك يدها بقوه وشدها لتجلس مجددا
- هل هذه الطريقه التي سنعيش بها مع بعضنا ؟
- هل انت مجنون !!!! ابعد يديك عني ! لا اسمح لك بان تمسكني هكذا !
- اسمعي يا الايزا .. لقد عرفت اباك جيدا .. لقد كان رجلا رائعا .. في الحقيقه لم اتوقع اي صعوبه في التعامل معك .. لقد كنا انا ووالدك على اتفاق دائم ..
ابتسم لها بدفء واكمل،
لطالما كان اقوى منافسا لي .. هذا لا يعني انني اعتبره منافسا لي .. لقد كان ابرع مني .. ولكنه كان يشعرني دائما بانني منافسا له ..
قاطعته والدمع في عينها كالعاده
- مالذي تحاول قوله؟..
شعر بانه في صدمه .. انها حقا عصبيه ويصعب التعامل معها ..
احاول ان اكون صديقا بدلا من ان اكون عدوا ،،
- لا تخف يا سيد كارلوس .. فانت لست عدوا ! ولكنك ايضا لن تكون صديقا ..
توقفت وذهبت مسرعه الى الداخل ..
نظر اليها وهو يشعر بالتعجب ..وقال
- لا بآس .. احب خوض المغامرات...
وبعد ساعه من دخولها دخل الى القصر جلست في غرفة الجلوس .. لقد كانت تشرب قهوتها .. نظرت اليه ببرود بعينيها المتلئلئه ..
ابتسم لها
- واخذ الهاتف ..
- مرحبا .. كيف حالك سيد ماركيس .. انا بخير شكرا .. اردت ان اتحدث معك عن البناء .. اردت ان اجعل قسمي مشفى .. لا بآس انه لا يحتاج الى الكثير من التغيرات فهنالك العديد من الغرف .. ومن الممكن عدم هدمها ..فهي مناسبه لان تكون مكاتب او غرف للمرضى .. نعم انها مناسبه جدا .. نعم في غايه الفخامه .. ضحك قليلا وهو ينظر اليها وقال .. لا بآس يمكنني التحمل ..
شعرت الايزا بالغيض منه وكانه يتحدث عنها ..خرجت من الغرفه مسرعه وهي غاضبه جدا .
لقد كان الخدم معتادا عليها وهي تمشي بسرعه في الممرات وتطرق برجلها الارض بكل قوه وكانها في الجيش وتصفع باب غرفتها بكل قوتها مما يجعل جميع من في القصر يرتعب .. .


الساعة الآن 09:51 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.