نبضة قلب - جانيت ديلي- روايات عبير الجديدة(كتابة/كاملة)**

[Just Faith]

نبضة قلب - جانيت ديلي- روايات عبير الجديدة

اسم الرواية :نبضة قلب

الكاتبة :جانيت ديلي

نبضة قلب

الملخص

.......................

منذ ستة سنوات فشل زواج ليليان من جورج المتسلط ,وهي الطفلة الدلوعة .

ولكن الان هل تستطيع ان تعود الى جلادها بعدهذه السنوات الطويلة,لالن تعود بالطبع ......ولكن .

انها بحاجة ماسة لماله لمساعدة والدتها المريضة ......

وهو يفرض عليها ان تعود زوجته ....عندها سيعود الالم والحب الدفين.

هل تستطيع السيطرة على هذا الرجال المتسلط ام تفشل

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[Just Faith]

نبضة قلب

الفصل الاول

.......................

وقفت ليليان امام المراة تسرح شعرها ,ثم نظرت جيدا في مقلتيها الحزينتين ,فلم تجد ذلك البريق المفعم بالطفولة الذي كان يتوجهما ....اين هي الان ؟......!!

ماذا حدث لتلك الفتاة الجميلة ؟التي كانت تضج بالحب والحيوية والحياة .

لما هذا الوهج الاسود حول عينيها والحزن الواضح فيهما ,هل تراه الالمام الحزن ,ام التفكير في المستقبل .

نهضت وهي ترتب بلوزتها البرتقالية اللون عندما سمعت صوت والدتها المتعجرف الضعيف .

_ليليان اين انت ؟"

_انا قادمة ياامي !!"

ثم اغلقت باب غرفتها بسرعة ونزلت الادراج حيث كانت والدتها جالسة على كرسيها المتنقل كالمعتاد .

_لقد تاخرت كثيرافي غرفتك".

_لقد ......لقد...اوهياامي انا لم اسرح شعري جيدا ".

_انا جائعة جدا هل نسيت اننا نفطر باكرادائما ".

_لاياامي انا اسفة ......ولكنني لم انم جيدا البارحة ".

_هيا اكاد اموت من الجوع ياصغيرة ".

_حالا......سيكون افطارك جاهزا "قالت ليليان عندما دخلت والدتها الى المطبخ وهي تدفع كرسيها بصعوبة وضعف.

كانت ليليان تراقبها من بعيد وهي تعلم مدى الالم الذي تعاني منه والدتها اندفعت خلفها تساعدها ولكن .....والدتها رفضت وقالت لها بقسوة :

__دعيني استطيع ان افعل هذا لوحدي ".

نظرت ليليان حولها بعينين حزينتين ....وتساءلت ؟....اين انجيلا الطباخة ؟.....اين بيتر السفرجي اين جاد الحارس ...اين الخدم .......اين الجمع ....واين هو والدها ......؟

اسئلة كثيرة كانت تعرف الاجابة عنها ولكن بالم كبير ....

والدها توفي اثر حادث عنيف مما سبب لوالدتها المرض المزمن ....وهذا ماجعلهم يفقدون ثروتهم كلها .....

والان هي مجبرة على اعالة والدتها المتسلطة المتعجرفة التي لاتستطيع ان تقتنع انهم اصبحوا فقراء ولايملكون سوى هذا المنزل الكبير .

دخلت ليليان الى المطبخ واعدت طعام الافطار لوالدتها التي كانت تنتظر .

_هيا ياامي الافطار جاهز ".

اقتربت والدتها من الطاولة بكبرياء وراحت تلتهم افطارها وهي تنظر الى وجه ليليان الحزين .

_ستذهبين الى عملك بالطبع كالعادة ".

_نعم ياامي ".

_وانا سابقى هنا بين هذه الجدران الكبيرة ".

_انا اسفة ياامي ".

_نعم اعلم لو كان والدك على قيد الحياة لما كان وضعنا على هذه الحال ".

_حاولي ان تنسي يجب ان تفكري بالحاضر ياامي ارجوك "قالتها بتوسل وكانها تقول لها كفى انت تسمعيني هذه الكلمات الاف المرات كل يوم .

عادت والدتها الى غرفتها التي كانت ماواها الاخير فهناك تستطيع ان تسترجع ذكرياتها بكل سهولة ولايستطيع احد ان يمنعها من فتح البوم الصور والبكاء والنحيب فترات طويلة من النهار .......

حتى ليليان ملت الالم وكرهت لبس الاسود وهي تحاول ان تخرج من حزنها ولكن والدتها لاتساعدها وتحطم معنوياتها دائما .

نظرت الى ارجاء المنزل وفكرت ان ماتحتاجه حقا هو خادمة تقوم بعملها بضع ساعات كل يوم ومربية لوالدتها تقوم على رعايتها .

لكنها كانت تعلم ان مواردها المالية لاتساعد على تحقيق ذلك ....وهي الفتاة الدلوعة المتعجرفة التي لاتعرف شيئا عن اعمال المنزل والطبخ والغسيل .....هاهي الان تعرف مساعدة نفسها بنفسها .

لم تعد هناك حاجة الى اخفاء الامر عن والدتها فهي متاكدة انها تعلم كل شيء عن وضعهما الاقتصادي وكبريائها هو الذي جعلها تحافظ على مظهر البيت فلا يشي بوضعها الاقتصادي المتردي .

وراقبت التقطب البادي على جبين ليليان الناعم قبل ان تسمعها ترد عليها بخفة وترو:

_نعم انه بدا مسرورا جدا منها وذلك ماثار اعصاب والدتي "وتنهدت ليليان متثاقلة وهي تجلس وراء المائدة المستديرة ثم اضافت قائلة :

_انها تشكو من الالم في اغلب الاحيان والدكتور هندرسون يقسم بانها تقرا كتب والدي الطبية لكي تخرج له منها باعراض مرضية ليشخصها "

_لكن كل شيء يبعث الرضى في هذه الليلة ؟"

_انه يشعر بانه طالما كان هناك شخص كفؤ ويعتمد عليه يبقى مع والدتي فان كل شيء سيكون على مايرام ".

_من باستطاعته ان يكون اكثر كفؤا من ممرضة

مرخصة "

قالت سوزان ذلك اما ليليان فانها نقرت باصبعها حافة كاسها بعصبية وقالت :

_انا غير مطمئنة الى ذلك ,لان والدتي لن تكون مرتاحة بوجود غرباء حولها ,اعتقد انه من الافضل ان نؤجل ذلك حتى وقت

اخر ".

_والان اصغي الي ليليان ,اننا لم نفم بشيء غير الكلام عن الحفلة الموسيقية منذ شهر وحتى الان لقد استقر قرارنا ادم قد اشترى البطاقات وكل شيء ,ولن تستطيعي التراجع !"

لمعت جذوات من نار زرقاء في عيني سوزانعندما ترددت ليليان في مواجهة تحديقها فيها واسندت احد مرفقيها على المائدة وحكت جبينها ثم قالت ليليان :

_انا اتوق الى حضور الحفلة الموسيقية لكني لا استطيع منع نفسي من القلق على والدتي ".

احتدت سوزان قائلة :

_عليك ان تبدئي بالقلق على نفسك على سبيل التغير ان اسوا غلطة اقترفتها هي عودتك الى دنغر عند مرض والدتك ,كان ينبغي ان تضعيها في دار لرعاية المسنين بدلا من ان تجهدي دماغك بالتفكير فيها والعناية بها بنفسك ,كم مرة خرجت من هذا البيت خلال الاشهر السبعة التي مرت عليك منذ عوتك اليها ؟وانا لااشير الى خروجك للذهاب الى الصيدلية او مخزن التجهيزات المنزلية ".

اجابت ليليان بهدوء :

_لاادري خرجت مرات قليلة ".

_انا اخبرك بالضبط ثلاث مرات !مرة لتناول العشاء معنا وثانية للتسوق معي ,وثالثة للذهاب للسينما ولاغير ذلك "ثم اخفت سوزان غضبها المتنامي واتكات الى جانب صديقتها ليليان "اذا لم تاخذي وقتا كافيا لاراحة نفسك والتمتع فانك ستصابين بانهيار عصبي ".

_لاتبالغي !"

_انا لست كذلك ,من الافضل لك ان تنتظري في المراة لتكتشفي بانك لست فلورنس نايتنجيل الشهيرة ,انك لست ممن لايمكن الاستغناء عنهن شخص اخر ممكن ان يرعى والدتك بنفس الكفاءة او سيكون ملائما مثلك تماما

..........نهاية الفصل الاول ..........

[Just Faith]

الفصل الثاني

.......................

توسع فم ليليان في ابتسامة :

_اه سوزان !لو كان بامكاني ان اكون عاقلة مثلك ,لما شعرت بالذنب الى الحد الذي انا فيه".

_انها والدتك هي التي تجعلك تشعرين بالذنب انها تدير حياتك كما فعلت دوما تلك السنوات الثلاث التي قضيتها في كولرادوسبرنكزقد اجبرتها على تغير اسلوبها فتستغل عاطفتك اتجاهها لتعيد وصل حبل سرتك بها ".

جعلت الكبرياء ذقن ليليان يتشنج وقالت :

_لاخيار لي لم يبق النقود التي اورثها لنا والدي ,كما ان والدتي تصر على تخفيض النفقات احتياطا للمستقبل ,قد تكون ليست من نوع الامهات التي......ارجوها ,ولكني لن اذلها ابدا باجبارها على ان تتقبل احسانا او صدقة من شخص اخر غيري ".

سالت سوزان بهدوء :

_والى متى ستدوم نقودك ؟".

_لايهم ذلك ".

هذا ماقالته ليليان ,ولم تستطع ان تسمح لنفسها بان بان تخبر صديقتها بان نقودها قد نفذت منذ اكثر من شهر ولا تزال تردها قوائم مااشترته لتسديدها ,والدخل الضئيل الذي استلمته والدتها بالاضافة الى الصك الذي تسلمته من جورج شهريا هما الشيئان الوحيدان الذان جعلاهما تستطيعان الاحتفاظ بطعام على المائدة وسقف فوق راسيهما .

_حسنا ,لايهم ذلك كما انه ليس من شاني وشكلت شفتا سوزان الحبيبتان المتقوستان خطا مشدودا ,واستندت على المائدة منحنية باتجاه ليليان "لكن يجب ان تاتي الى الحفلة الموسيقية الليلة ,ان فرصة عودة الموسيقى فويغت الى دنفر في المستقبل ضئيلة جدا لن ادعها تفوتك حتى لو اضطرت الى سحبك الى

هناك !"

كان فويغت عازف بيانو ممتازا واحد من اعجبت بهم ليليان لسنوات عديدة ,انها تعرف ان تضييع فرصة رؤيته وهو يعزف هي حماقة ,وفي السنوات العديدة الاخير كانت هناك مناسبات قليلة كان بامكانها المشاركة في اشياء استثنائية او غير اعتيادية وانتهى ذلك منذ ان تعلق وجودها بجورج ,وهزت راسها بسبب هذه الذكرى غير المرغوب بها .

قالت بهدوء :

_انا موافقة على الذهاب الى الحفلة الموسيقية ".

وتساءلت سوزان عن سبب ومضات الالم التي بدت في عيني ليليان الخضرواين وصلت السيدة فورسايث الممرضة في الساعة السادسة من ذلك المساء لكي يصبح باستطاعتها ان تساعد ليليان في اعداد عشاء والدتها وتنوب عنها عند غيابها في تلك الليلة ,وقد اقتنعت ليليان بان من الافضل عدم اخبار والدتها بذلك بصورة مبكرة لانها تعرف انها لن تحبذ الفكرة كانت محقة في ذلك ,اذ انها لما اخبرت الوالدة بذلك احكمت هذه الاخيرة القبض على يدي ليليان التي كانت جالسة على السرير قربها ,وبانت في وجه الوالدة الانثوي خطوط فظة .

قالت ليليان مهدئة :

_ستكونين في احسن حال ياوالدتي فالسيدة فروسايث ممرضة كفؤ ومتمرنة للعناية باناس في مثل حالتك ".

_لكنك ابنتي ماذا لو حدث لي شيء ما ,ماذا سيكون اذا مت ؟اريدك ان تكوني هنا معي ".

قالت السيدة فروسايث بصوت باعث على الراحة :

_لن يحدث لك شيء والحيوية الظاهرة عليك تبعد احتمال موتك هذه الليلة ".

وحالا غيرت السيدة سيونز والدة ليليان اسلوبها والقت براسها بتراخ على وسادتها واضطربت رموشها وهي ترنو الى ليليان متظاهرة بان قواها في فتور !.

قالت لوالدتها :

_ان السيدة فورسايث تعرف بالضبط كيف تتصل بي ,وسيكون باستطاعتي ان اعود الى البيت في دقائق قليلة اذا استدعت الضرورة وعلى اية حال ساعود الى البيت مباشرة بمجرد انتهاء الحفلة ".

انك لن تتسكعي عابثة مع تلك الفتاة صديقتك ,اليس كذلك ؟"

_لا ساعود مباشرة الى البيت كما وعدتك ".

اغلقت الام عينيها لتظهر لليليان بانها تقدم اقصى تضحية ممكنة من اجل ابنتها وذلك بالسماح لها بمغادرتها فب ساعة موت

امها !

التفتت ليليان عندما مست يد الممرضة احد كتفيها وسمعتها تهمس :

_ربما من الافضل ان تتركيها معي ".

هزت ليليان راسها وانسحبت من الغرفة .

قاومت ليليان ذلك الشعور القوي بالذنب الذي تجيد امها منها ان تاخذه بعين الاعتبار

ان المشكلة الوحيدة هي ان تتغلب على شعورها بالرثاء لنفسها وان لاتدع رغبتها في حضور الحفلة الموسيقية تموت ,هذه الحفلة التي طمحت اليها خلال خمس سنين تقريبا والتي صارت الان تشك فيما اذا كانت ستتمتع بها .

التوت شفتاها بمرارة لادراكها ذلك ,ياله من شيء منفر انها وهي في السادسة والعشرين من عمرها وهي التي كانت من نخبة مجتمع دنفر ومن اكثر الفتيات المحبوبات المرغوب فيهن جدا في الولاية نفسها الان كانها ناسك منعزل عن العالم ,مضطرة ان ترعى والدتها بينما السنوات تمضي ,هذه فكرة انانية ساخرة تجعلها تبدو وكانها لم تعد تشغل بالها بخطورة حالة امها ؟انها في الواقع مهتمة هذا ماقررته ليليان بحزن انها لن تمانع في رعاية امها .

حدقت ليليان الى صورتها في المراة وهي تمشط بلا مبالاة شعرها الطويل الغزير لقد عاد الى ذاكرتها وبصورة جيدة ذلك الصيف الذي كان عمرها فيه لايزيد عن 17عشر حيث بدات امها تصنعها كما تريد بل انها تسمع كلماتها بوضوح .

كانت السيدو سيمونز تدرس ابنتها بلا مبالاة ملكية او فخمة وهي تقول لها :

_انه لما يبعث على الشفقة انك لم ترثي شكلي ان الجمال هو ما يجعلك تتقدمين في العالم ياليليان لذا لاتخافي ابدا في استغلاله لتحصلي على ماتريدين ".

والنتيجة اصبحت ليليان اسرة وذات جمال صاعق اكثر من كل الفتيات المحيطات بها ,ومحبوبة اكثر مما راته في اعنف احلامها ,وصارت مصدر حسد الفتيات الاخريات اللواتي لم يعد باستطاعتهن ان يبقين صديقات لفتاة تشكل منافسة شديدة .

كلهن ماعدا سوزان التي كانت قد اعجبت بمظهرها ولم تنظر اليها كمصدر تهديد لسعادتها الخاصة في المستقبل ,واستلطفتها وقدمت لها المودة دائما ,وكان هناك شخص ثان هو ابوها بعينيه الباسمتين وشعره الرمادي ,الغزيرالشبيه بشعرها ,كان جراحا ذا امكانيات عظيمة خسره المجتمع بسقوط الطائرة التي كان هو احد ركابها قبل حوالي سنتين ,كان كل مايطمح اليه هو ان يهبها السعادة ,ولم يرغب ابدا في المتاجرة بها من اجل النجاح كما فعلت امها ,كانت قد اعجبت بجورج كثيرا وقد خاب امله عندما

.......نهاية الفصل الثاني ........

[Just Faith]

الفصل الثالث

......................

كانت فترة الاستراحة قد جاءت سريعة اكثر ممايجب الموسيقى الكلاسكية قد رفعت من معنوية ليليان فبدا وجهها اكثر تدفقا بالحيوية مما قد راته سوزان منذ عدة سنوات .

صارت ليليان ذات خطوات متلهفة وابتسامتها سخية وهي برفقة سوزان وزوجها ادم وهم يتجهون الى الفتحة المؤدية الى الردهة ,اومات ليليان براسها بسهولة عندما استماحت سوزان منها عذرا لتقصدالهاتف وتخابر للاطمئنان على ابنتها كرستين التي في الرابعة من عمرها كان شعورها بالرضى تاما الى حد انها لم تنزعجا عندما احتك بها كتف احدهم بخشونة ,ولما التفتت كان على وجهها تعبير بالمسامحة .

امال رجل ذو شعر اشقر راسه باتجاهها وقد انتشرت ابتسامة ببطء عبر وجهه الوسيم .

تنفس بنعومة وهتف:

"ليليان !".

_لويس ......لقد مرت سنوات طويلة ".

وسمحت له ان يبقي يدها في قبضته المنفعلة اما هو فقد طافت عيناه الفاتحتا الزرقة في وجهها كله وقال :

انك اكثر جمالا ممااتذكر اين كنت تختبئين اخر مرة سمعت عنك بانك كنت في كولرادو سبرنكز ".

ابتسمت وهي تدرس ملامحه القوية وقالت :

_لقد عدت الى دنفر منذ وقت قصير ".

قال لويس :

_انك قد تغيرت فيك هدوء لااذكر انه كان لديك ماذا حدث لتلك الفتاة الصغيرة الجريئة؟".

ضحكت ليليا ن وهي تسحب يدها بلطف وقالت :

_انني كبرت على مااعتقد !حدثني كيف معارفنا القدماء ؟لقد قرات في الجريدة بان ماري بث قد تزوجت ".

_معظمهم لم يكبر ابدا !اما ماري بث فانها قد تزوجت ,لكنها لم تتغير".

لم تكن ليليان مهتمة حقا بما يقوله كانت منشغلة بتجميع انطباعاتها عن هذا الرجل الجذاب انه لم يتغير في وجهه الصارم مايوحي لها بانها في سلام وامان .

ابتسامته بطيئة ومخلصة ,لايزال يحتفظ بجاذبية لاتقاوم ,انه كان دائما ذا قابلية على ان يكون مرحا بهيجا ومحبا للتسلية والمرح مثل معارفها الاخرين .

لم تنتبه عندما وجدته يرفع يده ويشير الى فتاة ماوراءها يريد ان تسمح لها بمصاحبتها .

قال :"انها اختي كاري وكانت قد تحدثت عنك قبل ايام انها ستكون مسرورة برؤيتك ".

ماتت الكلمات على شفتيه وهو يركز نظره على اناس كانوا وراء ليليان ودفعها فضولها الذي اثاره صمته المفاجئ تلتفت الى الوراء وفي الوقت نفسه سمعت كاري تقول ببهجة:"انظر يالويس الى من هناك !"

كانت ليليان قد شعرت بالنظرات العابرة التي تبودلت بين لويس واخته وبدا ان من استقطب انتباههما هو رجل اسمر طويل القامة كان يحدق الى ليليان ببرود وتعجرف وهو يسحب انفاسا من سيجارته برباطة جاش .

انسحب الدم من وجهها واخذ يضرب بصوت مرتفع في اذنيها وارتجفت ساقيها بدا الكل عاجزين عن الكلام الاهو الذي اخذت عيناه ترمشان باغراء وهو ينظر اليها والى الظلال التي تحت عينيها الساهيتين والشحوب الذي في خديها ,ثم قا ل لها اخيرا بهزء :

_لقد ذوي جمالك مبكرة وباعثة على الرثاء ".

التهب وجهها حالا بالغضب الشديد وقالت :

_انك لم تتغير ياجورج فانك مازلت عديم الرحمة بارد الدم ".

تجاهلت مااحدثه هجومها من صدمة للاخرين وكذلك فعل جورج بينما استمر تراشق النظرات الحادة المحدقة بينهما كان دخان سيجارته قد انزاح لم يبد وجهه وسيما لان ملامح ت وكانها حفرت بازميل ,اما فمه وفكه وذقنه فقد بدت كلها تعبير عن القسوة كان وجهه جامدا يوحي بانه قد نحت من صخر ,لكن مع ذلك كانت هناك حيوية واضحة في جسده الرجولي وكان يفرض بالاكراه جاذبية على الاخرين قال متسليا :

_ان لسانك حاد كما كان دائما "كانت طبقة صوته الحزينة باعثة على الرثاء ثم سال :

_ماذا تفعلين هنا ؟".

_انا لم اكن منتبهة الى ان هذه الحفلة الموسيقية هي خاصة بك ومن اجلك انت فقط!!"

وشعرت بارتياح ,وعين الرضى لانها رات منخريه يخفقان بسبب ردها الساخر ,ثم سمعت صوته ناعما مهددا وهو يقول :

_انك تعرفين جيدا باني لم اعن ذلك ".

_ان والدي ....ان والدتي تعيش هنا ام انك قد نسيت ؟".

_اني .....سمعت بموت ابيك ان ابي ايضا قد مات ومازالت ذكراه حارة ".

لم تكن قد سمعت بهذا الخبر كانت دائما معجبة بوالد جورج وقالت :

_انا اسفة لم اكن اعرف ذلك ".

_كان الامر مريرا وقاسيا بالنسبة لوالدينا فقد كانا يتمنيان ان يريا احفادهما "وانضمت شفتاه بقسوة "لكنك لم تريدي ان تحققي لهما تلك الامنية ".

ان افتراءه اثيم هذا قد جعل نفسها يضيق وصدرها يطوق وقالت :

_انك رجل قاس بصورة لاتصدق ".

قال جورج هازئا :

_لانني اردت ابنا وانت اردت الاستمتاع بوقتك ؟".

وجدت كاري قد تحركت نحوها ومدت يدها لتلمس ذراع ليليان واتجها نحو لويس ,وقبل ان تعتذر من ليليان من لويس واخته لتلحق بصديقتها سوزان وزوجها ادم فوجئت بيد تطوق احد ذراعها ولما نظرت صار اماهها وجه جورج البارد

قال لها :

"لقد سمعت ان اباك لم يحسن استثمار امواله واملاكه هل كنت تتمنين ان تحصلي مني على نقود لصرفها من اجل رعاية

والدتك ؟".

كانت السخرية المتعجرفة التي ارتسمت على وجهه قد اثارت ليليان فوجدت يدها ترتفع وبكل قوتها صفعت بكفها وجهه قائلة :

_اني سوف اتشرد في الشارع قبل ان اطلب منك اي شيء !".

..........نهاية الفصل الثالث.........

[Just Faith]

الفصل الرابع

..................

انفجر غيظه كالبركان وامسك بها بقبضته بكل عنف فسرى الخوف فيها وقد ادركت كم كانت هي ناجحة في تكديره .

انها ليست اول مرة تلمس هذا الجانب المتوحش منه ومع ذلك كان هذا مرعبا .

وتدخل لويس واضعا يده بتوتر عل ذراع جورج

وقال له :

"اتركها ".

حاول جورج السيطرة على غضبه كان صدره يرتفع وينخفض بسرعة رغم ان النيران المظامة في عينيه عادت ببطء الى هدوء لاتعبير فيه وخطا الى الوراء ليعدل من وضع ربطة عنقه وسترته التي هي جزء من ملابس سهرته .

جورج بقيت نظراته تنتقل من واحد الى اخر متحديا من قد يوبخه على افعاله ,ثم ودون ان تتغير ملامحه مضى مبتعدا عنهم ببطء .

رات ليليان بطرف عينيها ان لويس قد التفت اليها وكان في وجهه مايوحي بانه ممن يناصر قضيتها ولم تحتمل نظرات الرثاء في عيون الحاضرين ولم تطق دموعها الانتظار اكثر فنبعت في عينيها كانت ليليان قد غطت فمها بكفها لتخنق شهقاتها ومضت مبتعدة واذا كان البعض قد اراد اللحاق بها وتهدئتها فانه توقف عندما عرف ان فترة الاستراحة قد انتهت وبرنامج الحفلة سيواصل تقديمه .

ولما شاهدتها صديقتها سوزان في تلك الحالة احتضنتها وسالتها عما هناك اجابتها ليليان وعيناها المحمرتان تنظران الى وجه صديقتها المتلهفة :

_جورج انه هنا ,خلال فترة الاستراحة ...اه ياالهي "

تابعت :"انه كان قاسيا في صراحته ...يالاشياء الفظيعة التي قلناها سوزان انا لااستطيع البقاء هنا يجب ان اعود الى البيت ".

يظهر ان سوزان قد شرحت الموقف لزوجها ادم لانه تقبل اعتذار ليليان بنظرة عابرة تدل على الفهم فابتسمت له وتنهدت قائلة :

_لاادري ماالذي فعلته حتى استحققت صديقين مثلكما ".

قال ادم :

_على الاغلب ان السبب هو زواجك من رجل مثل جورج

ماكلود ".

_كنت اعتقد اني بعد ان انفصلت عنه لمدة خمس سنوات باني قد نسيت كل المرارة والبؤس "قالت ليليان ورسم الالم خطوطا عميقة في جبينها .

_لكننا عندما التقينا حتى لم يحيي احدنا الاخر كاثنين من المخلوقات البشرية المتمدنة "

قالت سوزان :

_اعتقد ان سوندرا شاهدت ماجرى بينكما بارتياح ضال ".

ارتسمت في مخيلة ليليان صورة سوندرا سكرتيرة جورج ذات الشعر البرتقالي المحمر وسالت بتشنج:

_هل ......هل كانت هناك ؟".

_رايتها في الردهة عندما كنت اتصل هاتفيا بالبيت لاطمئن على ابنتي كريستين ".

ضحكت ليليان بمرارة لاتصدق وقالت :

_يالجورج المسكين انه يستحقها !".

توقفت السيارة امام بيتها

قالت سوزان بلطف :

_انا متكدة بان الممرضة السيدة فورسايث لن تمانع في البقاء هذه الليلة بجانب والدتك اذا .......اذا كنت تشعرين بانك لست في حالة نفسية ملائمة للبقاء ......"

_لا لن يكون ذلك ضروري".

اقترح ادم بروح كريمة يتصف بها هو وزوجته قائلا :

_هل تودين ان تبقي معك سوزان طوال هذه الليلة ؟".

_افضل ان اكون وحدي ".

هذا مااجابت به ليليان ,ثم شكرتهما على عطفهما وفهمهما لها ,ثم اسرعت الى البيت لتخبر الممرضة بانهما في انتظارها ليوصلاها الى بيتها .

كان ذلك قبل ستة اعوام حيث التقت بجورج ماكلود لاول مرة ,كان قد حضر الى البيت صديقة لها ليتناقش في مسائل تتعلق بالعمل مع والديها ,تذكرت ليليان انها كانت ترتدي ثوبا طويلا يرف في الهواء وتوقفت فجاة حسنما راته واقفا في الردهة .

كان هناك شيء اخاذ يحبس الانفاس في الطريقة التي نظر بها اليها ,كانت نظرته راغبة فيها ومقدمة المديح لها .وبعد دقائق حضرت صديقتها واستطاعت ان تعرف منها بالضبط من يكون ,وفهمت انه يريد ان ينشئ معملا صناعيا واسعا في اوكلاهوما ,واقنعتها بان تدعوه لينضم الى جماعتها ,ودهشت مع ذلك قليلا عندما التحق بهم فيما بعد ,كان واضحا من البداية بانه لم يتلائم مع الجماعة المحبة للتسلية والمرح وبدا انه يمتلك ثقة بالنفس واخذ ينظر الى تحفياتهم الاثرية مسليا نفسه وبدا الذين قد دعتهم من جماعتهم كانهم اولاد صغار بالقياس الى شخصيته الرجولية الكفوءة ,ولقد ارتبكت عندما اكتشفت ان عينيه كانت بصراحة تتهكمان عليها وكانها تلعب لعبة فجة .

قال جورج :

_انا لايهمني هذا النوع من التسلية ".

وكانت نظراته تمتحن بانتقاد وجهها وجسدها بصورة محرجة

لها .

_انا ارغب في ان اكون معك وانت تريدين ان تكوني معي فهل استطيع ان اوصلك الى البيت ؟".

سرت فيها رعشة من الخوف لكنها رمت الحذر جانبا ووافقت على مصاحبتها له .

كان حبها له بدون حواجز وحدود ولايمكن نقضه ,وكان في كل لقاء لها معه بعد فراق تشعر بالخجل من نفسها لاندفاعها السريع بين ذراعيه مرة اخرى ,انها لن تنسى ابدا الليلة المثيرة للنشوة عندما طلب يدها اخيرا .

كانا جالسين في السيارة الواقفة امام البيت وليليان تحاول ان تسيطر على احاسيسها بعد ان ابعدها جورج عنه بقسوة .كانت قد عرفت الشعور المتعب بكونها لم تحقق الارتواء ,ونظرت عيناها الخضراوان اليه بتوسل ....وكالعادة بدا هو غير متاثر رغم انها تعلم انه راغب بها .......

_اما ان تكوني زوجتي .....او عشيقتي ياليليان "قال جورج وومضت عيناه السوادان في الظلام .

_واعتقد اني افضل ان تكوني اما لاطفالي ".

في ذلك الوقت لم يزعجها كون جورج لك يقل لها بانه يحبها وقد تجاوبت معه بكل الحماس الذي كان معبئا طوال اسابيع ,وعندما تعود بها الذاكرة الى تلك اللحظات تدرك ان جورج قد بدا متسليا من انفعالاتها تقريبا لكنها كانت في وقتها مندمجة فيه بصورة مبالغ فيها فلم تلحظ ذلك .

...........نهاية الفصل الرابع........

[Just Faith]

الفصل الخامس

........................

ورد الفعل عند والديها كان منقسما ,فابوها لاحظ السعادة في عينيها وقدم لها تبريكاته ,اما امها فرغم انها تعترض على الخطوبة لكنها عبرت عن شكوكها بقولها :

_حبيبتي ليليان "واظهرت الكثير م حنان الام .

_لقد اصبح عمرك عشرين عاما وجورج ماكلود اكبر منك باحدى عشرة سنة ,انا اعلم ان ذلك بفرق كبير لكنه هو يملك خبرة اكثر منك بكثير ......."

قالت ليليان وهي تضحك بمرح وبهجة :

_اه ياوالدتي ,ماذا يمكن ان يهم هذا ؟".

_انه رجل مدفوع بالطموح قد اعتاد على اعطاء الاوامر وعلى السيطرة على حياة الناس الذي يعملون معه ,ان السيطرة على الاخرين عموما اصبحت طبيعة ثانية له الم تلاحظي كيف انه لفك لتتلائمي مع خططه ,منسمع بعرس يحدث بعد اسبوعين من الخطوبة ؟ان هذا لم يحدث سابقا ".

_اهذا مايضايقك ياوالدتي ؟"قالت ليليان وهي تحتضن كتفي المراة المعارضة .

_انا لااهتم بعرس ادعو فيه الكثير من المعارف ان كل مااريده هو جورج ".

قالت السيدة سيمونز بعبوس :

_وهو يعرف ذلك لقد جعلت له اليد العليا وعاجلا سيحدد لك من هن صديقاتك ,وفي غضون اشهر قليلة سوف تصبحين حاملا ".

_طبعا كلانا يريد ان يكون له اطفال ".

وبدت حمرة الحياء على خدي ليليان وهي متاثرة جدا وهي تفكر بالعلاقة الحميمة التي ستكون بينهما وبين جورج وليس في مناقشة النتائج .

_ارى ان لاشيء ممااقوله يعني شيئا لك انك ممتلئة بانفعالاتك العمياء فلا تصغين الى صوت العقل ,ان جورج ماكلود عديم الرحمة ويحب التملك وقد اختار شخصا مثلك ليعطي لنفسه الاعتبار الذي لايريد ان يربحه باستحقاقه او

بعرق جبينه ".

_كيف امكنك ان تقولي هذا !".

كانت ليليان مروعة بسبب مهاجمة امها للرجل الذي ستتزوجه هي وقالت :

_انه يحبني زيرغب في الزواج مني ,وعائلته من الاثرياء والفتاة تعتبر محظوظة جدا اذا حصلت على رجل مثله ".

_كما قلت انت انه يحبك ".

قالت امها ذلك موافقة بنبرة جافة فيها سخرية اخافت ليليان ثم اضافت قائلة :

_انا لاارغب ان اقف في طريق زواجك رغم اني لا اوافق على رجلك لكن لاتدعيه يقف بينك وبين صديقاتك لاتدعيه يفصلك عن الحياة الاجتماعية التي تعرفينها وقبل ان ينجب منك اطفالا في العالم عليك ياليليان سيمونز ان تنتظري حتى تتاكدي من اي نوع من الرجال هذا الذي تزوجته ".

وحاولت كثيرا ان تبعد عن ذهنها تحذيرات امها لكنها كانت تعود اليه زاحفة ,وعندما كانت تتقبل اي تصريح من جورج بحبها تجد ليليان نفسها تمتحن كلماته وتحاول ان تتاكد من ان تعليقاته حول صديقاتها ليست مهينة .

كان يوم الزفاف قد حل بسرعة محققا لها ذروة احلامها واعقبه المبيت لمدة اسبوعين في كابينة لجورج في جبال روكي كان حنونا ومهذبا ومحبا كما تتمنى اية عروس ان يكون عليه عريسها .

وبسرعة مرت تلك الايام التي جربا فيها سحر الحب ثم عادا الى دنفر حيث اكتشفت ليليان كم ان الايام فارغة عندما يكون جورج في مكتبه وهي وحيدة في البيت انها حاولت ان تقنع بالاعتناء ببيتها الجديد مع الاستعانة بطباخة وخادمة لتقوم بالتنظيف ,وبستاني ليهتم بالمروج الخضراء والحدائق ولفترة من الزمن كانت الاماسي مع جورج قد عوضت عن شعورها بالوحدة في النهار وعادت ليليان تدريجيا الى الانجراف في صداقاتها مع المجموعة القديمة تقضي ظهيرة احد الايام تتسوق مع احداهن ,او تلعب التنس مع اخرى ولم يبد على جورج مايدل على اهتمامه او اعتراضه .

بالطبع خلال تلك الاوقات جرت مقابلة جرت مقابلة ليليان مع سوندرا السكرتيرة الخاصة لزوجها الحسناء ذات الشعر الاحمر ولاول مرة عرفت غصات الغيرة المحطمة للقلب بسبب هذه المراة التي تقضي من الساعات مع زوجها اكثر منها وهي زوجته وحينئذ بدات المحاججات القليلة ,وعندما تناقش ليليان نفسها تجد ان فجاجتها وهجماتها اساءت الى زواجها لقد بدات تستنكر متطلبات عمله وتلح على ان يقضي معها المزيد من الوقت وان ينفق على ملابسها مبالغ ضخمة معتقدة انها تشده الى جانبها ,لكن جورج لم يكن الا متسليا ومطالبا اياها بان تكبر وتنضج .

وبعد مرور اربعة شهور على زفافها شهور على زفافها قام جورج برحلة عمل وهذا اول افتراق بينهما رافقته ليليان الى المطار ,ووجدت ان سوندرا قد سبقتها الى هناك .

قالت سوندرا لجورج :

_لقد هيات المتاع وتذكرتي السفر ".

والتمعت عينا سوندرا بانتصار للحظة قصيرة وهي تنظر الى ليليان ,فانفجرت الاخيرة بغضب سائلة زوجها :

_هل ستذهب معك ؟".

لم تكن مهئية لرد الفعل لدى جورج ,ووجدته بسرعة يقبض بشدة على ذراعها ويدفعها الى ركن منعزل كان وجهه يشي بالغضب الذي حاول السيطرة عليه وقد جعلها ذلك تشعر بالجبن وقال :

_انا لن اصبر بعد اليوم على تظاهرك بالطفولة وغيرتك امام الناس ".

قالت ليليان وهي ترفض ان ينتصر عليها :

_اني لااثق فيها ".

_وانا اعتقد بانك لاتثقين بي ".

_ذلك محتمل "وارتجف ذقنها قبل ان تنفض راسها الى الوراء .

_انا متاكدة بانك ستتمتع بالرحلة ,لااشك بان سوندرا ستبذل كل جهدها لقد اخبرتني اكثر من مرة بانها كفؤ ولا يمكن الاستغناء عنها والان بدات ارى لماذا ذلك !".

ابتعدت عنه سائرة بتؤدة وشموخ وهي تتوقع من جورج ان ياتي راكضا نحوها ,لكنه لم يفعل ذلك وفي تلك الليلة نقلت حاجياته من غرفة نومهما الى الغرفة المخصصة للضيوف .

كانت تلك غلطة ,ماكانت لتقترفها لو انها عرفت زوجها بصورة افضل لانها جعلت جورج ينائ عنها عندما عاد ,ورغم اعتذارها المخلص بعد ايام قليلة لكنه بقي بعيدا عنها ,ان التغيير في علاقتهما قد اذى ليليان واربكها ,وصار جورج يعود من عمله الى البيت قبلها ويسمعها المزيد من الكلمات المريرة بسبب جولاتها وجاء صدى كلمات امها الى اذنيها فتمسكت به ,ورفضت التخلي عن اي من صداقاتها .

.........نهاية الفصل الخامس .........

[Just Faith]

الفصل السادس

..........................

كان الشتاء في ذلك اليوم قد جلب كثيرا من الثلوج ,فهو قد جلب ايضا اللامبالاة الجليدية الى بيتهما وبمجرد ان يدخل جورج من الباب .

كانت المحاججات الفظيعة قد انتهت ,ولكنها اكتشفت غما جديدا في البرود الذي حل محلها ثم جاء المساء الذي دعيا فيه الى حفلة عشاء مهمة تقيمها احدى صديقات ليليان وكان جورج قد حضر قبل دقائق من وقت ذهابهما.

_هل نسيت اننا مدعوان الليلة ؟"

اجابها بهزء وهو يتخطاها عابرا الى حيث الشراب وقال :

_مرحبا بعودتك الى البيت !".

وصب لنفسه شرابا قويا .

_المفروض ان نكون هناك خلال عشر دقائق".

ان الطريقة التي عاملها بها قد اثارت اعصابها فوق حدود الاحتمال وقال :

_اخبريهم هاتفيا باننا لن نحضر ".

_لااستطيع ان افعل ذلك !"

_انا قد قضيت نهارا مزعجا متعبا ,والحفلة اللعينة ليست بتلك الاهمية ".

قالت ليليان بتحكم :

_لان صديقاتي تقمن بها ,لذلك من الطبيعي انها ليست مهمة بالنسبة لك !"

_ان شراستك المستمرة اخذت تؤثر في اعصابي "وتوتر فك جورج اما ليليان فانها شحبت رغم تعاليها .

_انا لن اذهب الليلة للحفلة وهذا نهائي !".

_حسنا ولكني انا ذاهبة !".

_لو كنت مكانك لفكرت في ذلك قبل ان اعمله".

التفتت بحدة وقالت :

_هل هذا نوع من التهديد ؟".

_اعتقد بحدة وقالت :

_هل هذا نوع من التهديد ؟"

_اعتقد بان الاوان قد ان لتختاري :اما زوجك او اصدقاؤك ".

_هل هذا حلك للحفاظ على زواجنا ؟".

_كان الافضل لو اني قبلتك عشيقة بدلا من زوجة ".

لم يكن في صوت جورج اي انفعال ,وهي لم يعد في ذهنها اي شك بان الحب الذي يكنه لها قد ذهب ولما غادرت الغرفة كانت ساقاها المرتجفتان تقودانها بعيدا عنه .

زارت سوزان صديقتها في عصر اليوم التالي ,كان الاهتمام بليليان قد شغلها منذ ليلة البارحة ,وها هي تجد علامات السهر وعدم النوم مرتسمة على وجهها ,قالت عابسة :

_كان ينبغي ان تدعيني ابقى معك ليلة البارحة ".

_اذن لبقينا نتحدث الى مابعد منتصف الليل ,وبهذا كنت ايضا تبقين بدون نوم كاف ".

درستها سوزان بحذق وقالت :

_لقد عدت تعيشين في الكابوس ثانية وانك لم تنسيه

اليس كذلك ؟".

_لقد احببته مرة بعمق ولايستطيع الانسان ان يغلق على الذكريات السعيدة كلها ".

_والان وقد رايته مرة اخرى ,اما زلت تحبينه؟".

_لااحبه ".

كان في صوتها مايشي باحتجاج مع ومضة صغيرة من عدم التاكيد ظهرت في عينيها ,في ليلة البارحة قد اثر فيها جورج على حين غرة لذلك قلبها يدق بعنف على ضلوعها .

سالتها سوزان :

_الم يجر بينكما حديث حول انهاء الافتراق ,اقصد انك اخبرتني عندما افترقت عنه اول مرة بان جورج رفض ان يوافق على الطلاق".

_عند بداية زواجنا ,احببته الى درجة كبيرة حتى ان قلبي صار هو المتحكم براسي ".

وتابعت :

_كنت اشعر بالغيرة عند اية دقيقة يقضيها بعيدا عني سواء مع شركائه او لانغماسه في العمل وكل شيء حرمني منه ,لقد تصرفت كطفلة ,وانفقت النقود لاجذب الانتباه الى نفسي ,وكنت عن تعمد اذهب الى الحفلات بدونه

محاولة ان اثير غيرته وغالبا ماتساءلت فيما اذا كنت ابقى اكثر تفاهما معه لو اننا لم نتزوج ذلك اليوم ,لقد كنت متجاهلة اي فوقعة جوفاء كان زواجنا من البداية ".

_عما تتحدثين ؟".

_لم يحبني جورج ابدا ".

وغطت الدموع عينيها الخضراوين عندما واجهت بكرامة هادئة النظرات العابرة الجافلة لصديقها .

_لقد اخبرني بذلك انه يميل الي جسديا ويجدني مقبولة اجتماعيا لذلك كنت المرشحة الاساسية والمراة المرجوة عندما فكر ان يتخذ لنفسه زوجة ".

انفجرت سوزان قائلة بايجاز :

ياله من بارد الدم "ثم نظرت الى صديقتها بعينين متحديتين "لماذا اذن لم يوافق على الطلاق ؟".

_اعتقد انه اخبرني بانه قد بذل الكثير من اجل الزواج مني ولايريد ان يبذل المزيد من اجل ان يتخلص مني ".

وحاولت ان تجعل صوتها خفيف الوقع ولامباليا لكن الم تلك الذكرى كان عميقا .

_بدات اصرخ في وجهه ,باني لااريد نقوده ,وكل ما اريده هو ان اتحرر منه واذا لم يوافق على الطلاق فاني اقيم عليه دعوى لاحصل على مااريد "

وامالت ليليان راسها الى جانب لانها تذكرت الاهانة التي نالته من جورج ,عضت شفتها السفلى لتمنعها من الارتعاش بينما كانت سوزان تنتظر في صمت لتسمع باقي الكلام .

_لقد استدعى احد مهندسيه ودعاه للدخول الى الغرفة حيث كنا نحن ومازلت اذكر الهجة الباردة والمحسبوبة بدقة في صوت جورج وهو يسال الرجل ....فيما اذا كانت له اية علاقات معي خلال فترة زواجي منه ....واجاب الرجل بان له علاقة معي والتقى بي عدة مرات ".

اخذت سوزان نفسا عميقا حادا وهي تصغي

_ضحك جورج عندما خرج الرجل واخبرني بان ذلك هو الطلاق الوحيد الذي احصل عليه منه ,اخبرني بانه يستطيع ان يحصل على انواع الرجال فيشهدون بنفس الشيء واقترح علي بان اقتنع بالافتراق طالما ان هذا هو كل ماهو مهيئ لان يقدمه لي ".

_ولماذا لم تخبريني بهذا من قبل ؟انه يفسر اشياء كثيرة لم اكن افهمها من قبل "

وابتسمت سوزان بعاطفة عميقة لصديقتها

_عندما انفصلتما اول مرة كنت متعجبة من التغير الذي فيك ,بدوت وكانك فقدت كل الثقة في نفسك ,اعتقدت بانك ستصابين بانهيار عصبي ".

اعترفت بذلك ليليان قائلة :

.........نهاية الفصل السادس..........

[Just Faith]

الفصل السابع

....................

لولا ابي لاصبت به فعلا اتذكر انه دخل الى غرفتي ذات مساء ووجدني ابكي ,اخذني بين ذراعيه كما لو كنت طفلة وبدا يمسح دموعي ان ابي بالاضافة الى كونه رجلا هادئا كان ذا فلسفة في الحياة لن انسى ابدا ماقاله لي :

_قوس قزح ياتي بعد العاصفة لذلك ينبغي عليك ان تتحمليها اولا "والقت على سوزان نظرة عابرة مختزلة

_لذلك غادرت دنفر لكي ابدا حياتي وانتظر ان تمر العاصفة واعتقدت بانها قد مرت فعلا".

_حتى رايت جورج ثانية ".

_نعم في ليلة البارحة عدت منغمرة في قلب العاصفة "سمعتا رنين جرس وتبعه نداء واضح من ساكنة الغرفة الملاصقة فنهضت ليليان واقفة على قدميها ,بينما همست

سوزان :

_ظننت ان والدتك نائمة ".

_كانت ".

اشارت الى سوزان لكي تبقى مكانها وسارت مسرعة الى الباب المشترك الذي قد تركته مواربا

_ماذا هناك ياوالدتي ".

قالت ليليان ذلك وربتت على يد امها الرشيقة الممدودة اليها .

"سمعتك تتكلمين في الغرفة الاخرى "وطرفت عينا السيدة سيمونز الزرقاوين المستديرتان وهما تتساءلان

_انك كنت تتحدثين عن جورج انك لن تريه ثانية ليليان اليس كذلك ؟"

اجابت لتطمئن والدتها :

_لا بالطبع كل مافي الامر هو اني التقيت به مصادفة ليلة البارحة في حفلة الموسيقية ".

_انك لم تخبريه ...لم تخبريه بمشاكلنا ومصاعبنا !لم تذكري له كم اصبحنا فقراء انا لن احتمل معرفته بذلك ".

لقد عصرت بقوة قلب ليليان صرخة الكبرياء في صوت امها وقضمت شفتها السفلى قب ان تبتسم باطمئنان مقرر وقالت :

_انا لم اطلب منه شيئا ياوالدتي "

_حسنا استطيع ان استريح الان ".

كان ذلك القول بمثابة السماح لليليان بالخروج وكان باسلوب فيه فخامة ملكية معتادة من امها,ان ليليان غالبا ما تساءلت كم في ضعف امها من تمثيل وكم منه حقيقي .

كان صعبا ان تعرف ,ولكن مرض امها كان خطيرا على اية حال .

بعد يومين وجدت ليليان وقتا للاهتمام بقطع الاعشاب المنبثة بين الثيل رغم ان العرق قد بلل وجهها وجبينها بالاخص لكن ملامحها اظهرت ان اجهادها الجسدي قد خف كانت عملية التشذيب تتطلب تركيزا وهي في الايام القليلة الماضية كان دماغها مشغولا بالقلق على ضيقها المالي

سمعت صوت خطوات واثقة تنتقل على العشب فعدلت قليلا من جلوسها على ركبتيها مغطية بيدها عينيها لتلافي لمعان الشمس وللتعرف على الشخص القادم .

_حسنا لويس يالها من مفاجاة !".

ونهضت وخلعت قفازها ومدت يدها بدفء ابتسم لويس وعيناه تومضان لرؤيتهما التعبير المسرور في وجه ليليان وقال :

_لم اكن اعلم ان البستانيين اصبحوا على هذا النحو ".

كسرت حمرة الحياء خديها بسبب تحديقه المتوتر اليها وقالت :

_تفضل الى البيت اني اخشى بان ماراتديه لايليق بصحبتك لن استغرق الا دقيقة واحدة لاعدل من زينتي ".

_انك جميلة هناك توهج في خديك مؤثر بصورة خاصة ".

اتجها نحو البيت ووضع يدها بثبات في يده وقال :

_لم يكن باستطاعتي ان ابعدك عن تفكيري لذلك فكرت ان اوقف تلك المحاولة ".

"مداح ".

قالت ذلك وضحكت وهي تلق نظرة عابرة على وجهه القوي الذي يتوجه شعر اشقر يميل الى اللون القهوائي .

دافع لويس عن نفسه بقوله :

_انه لم يكن مدحا "ان الاخلاص الذي في عينيه جعل ليليان تتارجح .

_لم يكن باستطاعتي ان اخرج من ذهني لسنوات عديدة ولقد تاخرت في مصارحتي لك بشعوري الحقيقي نحوك لكن هذه المرة وقد وجدتك ثانية فانا اسبق اي شخص اخر قد تتاح له

الفرصة ".

_انك لاتعطي الفرصة للفتاة لتفكر ".

قالت ذلك وتوقفت عن المسير وهي تحدق بلويس في عجب .

قال لويس ذلك بهدوء وهو يراقب الدم يهرب من وجه ليليان :

_وجورج ماكلود لم يفعل ذلك ايضا ومع هذا فانك تزوجت منه ".

_انا لست متسرعة هذه المرة ولن اقترف نفس الغلطة

مرة اخرى ".

وسحبت يدها من يده فابتسم لويس تلك الابتسامة الهادئة الرصينة التي توحي دائما لليليان بالشعور بالامان وقال لها :

_انا فرح لاني اريدك ان تكوني متاكدة جدا من نفسك قبل ان تتزوجيني ".

حركت راسها بقوة كانها تحرر نفسها من الشبكة التي اخذت تنسج حولها وقالت :

_انك تبالغ في الاستعجال !لم ير احدنا الاخر لمدة خمس سنوات انك لن تستطيع ان تبدا بمعرفتي ولاانا كذلك بمستطيعة ".

_اذن فانا اقترح ان نتعارف مرة اخرى هل تتناولين الطعام معي هذا المساء ؟".

_ان والدتي متوعكة يالويس لايمكن ان اتركها وحيدة ولايمكن ان اضرب موعدا مع اي شخص ".

.......نهاية الفصل السابع......

[Just Faith]

الفصل الثامن

.................

قالت ذلك موضحة موقفها ,وقد رفعت ذقنها بكبرياء حينما لاحظت تحديقه المستمر.

"هل تمانعين اذا زرتك هنا في بيتك لاني لااريد ان تخذليني "ارتفعت بعجب وقالت :

_ماذا باستطاعتي ان اقول ؟لقد عرف احدنا الاخر لمدة طويلة وقد اعتبرتك دوما كصديق لي والان فجاة اجدك تريد تغييرذلك انك تربكني ".

_كصديق هل ممكن ان ازورك هنا في بعض الاماسي ؟".

_اني ارحب باصدقائي دائما ".

_ماذا لو قدمت لهذا الصديق شرابا باردا ؟".

لقد صار لويس جديا بصورة سريعة وكذلك بنفس الصورة تحول الى رجل بدون هم في قلبه الفرح.

وتبع ليليان الى المطبخ واراح نفسه عند المائدة لم يناقش اي شيء مهم وانما تحدث عن شؤون متعددة يتشابهان فيها او يتقارب رايهما فيها وشعرت ليليان بان المحادثة السابقة وكانها لم تحدث اطلاقا رغم انها تعلم بانها قد حدثت

بعد كارثة زواجها من جورج لم تعد تعرف مااذا كانت راغبة ان تكون متورطة مع اي شخص اخر الى ذلك الحد مرة اخرى لكن مما لاشك فيه ان لويس مرافق يبعث على السرور ,ويعتمد عليه .فبعد كل شيء انها ما زالت قانونيا متزوجة من جورج .

والان وقد صرح لويس بنواياه فالشيء الاكثر معقولية هو ان ينتظر ماسوف يحدث ,رغم انها كانت سابقا تمتعض بان تعترف بانها في الواقع تشعر بالوحدة وليس لها من سند غير امها العاجزة ولامن رفقة غيرها عدا الزريارات التي تقوم بها سوزان بالمناسبات وطالما ان لويس في هذا المسلك الطيف المؤدب فما الضرر في السماح له لان يزورها مرتين في الاسبوع ؟

في المساء التالي جاءها نداء هاتفي من سوزان وذكرت ليليان لها زيارة لويس وحدثتها عن نيته في ان يحضر الى بيتها يوم الجمعة انها لم تكن بالضبط تحاول ان تحصل على نصيحة لكنها كانت تحب الاستطلاع ومعرفة رد الفعل لدى صديقها .

وايدتها سوزان قائلة :

_ان لويس هو ماتحتاجينه تماما ,شخص صامد ويعتمد عليه ولايناكد ابدا او يتصور نفسه وسيما جدا ......."

_لقد جعلته يبدو كرجل قديم الطراز لااعتقد انه سيكون ممتنا لذلك انه في الواقع رجل وسيم تماما ,وكذلك كان دائما ".

_نعم ولكن هناك مايبعث فيه على الشعور بالامان وهذا بالضبط ماتحتاجينه الان ".

_لماذا تقولين هذا ؟"

_لان هذا هو شعوري "

_ان سبب مكالمتي الحقيقي هو اني دعوتك للغداء معي غدا ,لقد جاءت امي في هذا النهار وذكرت بانها تريد ان تتصل هاتفيا بوالدتك لكنها غير متاكدة هل ينبغي عليها ان تقوم بذلك ام لا لذلك تطوعت انا للقيام معها بزيارتكما عند الظهيرة ".

_لكني احب ان اذهب ......"

_بدون (لكن )رجاء ان امي كانت ممرضة لفترة طويلة وليس من المحتمل ان تفزع اذا ساءت حال والدتك وعدا ذلك فان وجود امي معها وهي التي ستلهيها بالاحاديث فان والدتك لن

تفتقدك !".

_لدي وصفة طبية يجب ان اشتريها اعتقد اني استطيع ذلك وانا خارج البيت ".

اراريت !انك عندما تريدين حقا ان تجدي عذرا فهناك دائما عذر جاهز "وضحكت سوزان ثم اكدت موعدها .

_سنكون عندكما غدا في الساعة الحادية عشرة والنصف ".

طلبت ليليان ماتريده من طعام خفيف وهي تاقي نظرة عابرة الى ماحولها ثم قالت :

_القهوة فيما بعد".

وكما توقعت فان سوزان قد اخذتها الى اكثر المطاعم في المدينة رونقا .

كانت هناك مصابيح انيقة معلقة في السقوف مع وفرة من اكاليل من الزهور فرشت الموائد الطويلة بالاغطية الحريرية البيضاء ,والكراسي مغطاة بالحرير الذهبي زادت المكان جلالا.

وضعت ليليان فوطتها فوق تنورتها اللطيفة التي بلون الزيتون وفتحت ازرار جاكيتتها فظهر جزء من بشرتها العاجية البيضاء وضحكت سوزان بتهكم وقالتلها بعد ذهاب الجرسون :

_هل تعتقدين بانهما مازالتا تناقشان حالة والديك ام انهما وصلتا في الحديث الى طفولتنا ؟".

وقالت ليليان وعيناها تومضان متسلية بينما هي ترتشف الماء المبرد في كاسها :

_ان لوالدتي اعراضا كثيرة للمرض ,ولابد انها قد استنفدت نصفها ,لكن اخبريني كيف حدث ان ادم لم يهتم بالغداء معك هذا اليوم ؟".

هناك اجتماع للمديرين في الشركة في هذا الصباح وكان متاكدا بانه سيستمر حتى وقت الغداء لذلك قمت انا بتلميع محفظة اوراقه وتاكدت من اختياره الملابس الملائمة قبل ان ارسل زوجي الشاب الاداري الى عرين الاسد".

ثم تغيرت شخصية سوزان الزئبقية بدون اية مقدمات من القهقهات المكبوتة نوعا ما الى اهتمام مشدود.

_حدثيني بالمزيد عن لويس ".

اعادت ليليان استعراض زيارة لويس لها وعانت كثيرا من انعطفات سوزان الماكرة ويبدو ان الاخيرة ماان تختفي روح الدعابة لديها حتى تتكدر وتعود الى المناكدة .

قدمت سوزان تلمحيا اخر عن ان لويس كحبيب للمستقبل فجعلت ليليان ترسل قهقهات مجلجلة وترسل شعرها الطويل الى الوراء مبعدة اياه عن وجهها ثم قالت :

_انه تجعلينني اشعر وكاني مازلت تلميذة ".

همست سوزان ونظراتها الى ماوراء كتفي صديقتها :

_ياللعنة لماذا حدث ان جاء الى هنا ؟".

القت ليليان نظرة من فوق كتفيها وعيناها الخضراوان تلمعان بمرح ,لترى الذي احدث رد فعل غاضب لدى سوزان ,فوجدت نفسها تحدق الى عيني جورج السوداوين ,اختفت ضحكتها كان في تحديقه اليها نوع من التنويم المغناطيسي فبقيت تنظر في اتجاهه رغم انها تريد ان تنظربعيدا عنه ولولا مالاحظته من امارات التحكم في وجهه لامنت بان في عينيه ومضات من المتعة ,لكن ذلك سخيف فان جورج لايمكن ان يكون مسورا لرؤيتها .

...........نهاية الفصل الثامن ..........

[Just Faith]

الفصل التاسع

.....................

وكان قد وصل بمحاذاة مائدتهما تقريبا عندما لاحظت من معه ,وبالاخص تلك ذات الشعر الاحمر والتي لم تحاول ان تخفي روح المعاداة في عينيها .

هتفت سوندرا وفي صوتها الاجش نبرة تهكم :

_يالها من مفاجاة ان نراك ثانية ".

بذلت ليليان جهودا كبيرة لتمنع غيرتها من الظهور ,لكنها كانت ترتجف وهي تراقب كف جورج -التي فيها خاتم الزواج الذهبي الذي اهدته اياه -وهي تلمس ذراع سوندرا

اقترح جورج على سوندرا:

_لماذا لاتذهبين الى مائدتنا وتخبري بوب وهاري بانني سالحق بهما بعد قليل ".

بعد ان غادرتهما سوندرا وهي تصاحب رجلين في ملابس العمل شعرت بان نظرات جورج تعود اليها محدثة مدا من الدفء تدفق خلالها .

بذلت جهدا كبيرا بهدوئها وهي تتلمس باصابعها حافة كاسها لكي تتيح ليديها العصبيتين شيئا تفعله وسالت :

_اتريد ان تحدثني عن شيء ما ؟"

_اعتدت ان لديك انت شيئا ماتريدين ان تحدثيني عنه ".

كان في لهجته المتهكمة شيء ماجعلها ترفع نظرها الى حيث وقف مخيما عليها واضاف:

_فبعد خمسة اعوام اراك مرتين في اسبوع واحد".

ردت عليه بمرارة :

_عليك ان تلحظ ذلك في تقويمك ,وتتمنى ان نجعلها خمسة اعوام اخرى ".

_اشك فيما اذا كانت خمسة اعوام اخرى تكفي لتجعل لسانك اقل حدة ".

اضاف :

"كان دائما هناك رد فعل عصبي فيما بيننا ".

وصرخت ليليان :

_لقد سبق ان اخبرتك باني لااريد اي شيء منك ,فلماذا لاتتركني وشاني !".

كادت احشاءها ان تتمزق ولم تكن تعلم كم ستسطيع الاحتمال دون ان تفضح العذاب الذي سببه لها جورج .

انها لاتكاد تستطيع ان تنظر الى بدلته الرمادية ذات الخياطة الممتازة وتمنع نفسها من تذكر صدره العريض الذي جعلته الشمس اسمر ولاان تنظر الى شعره دون ان تتذكر نعومته عندما كانت تمرر اصابع كفيها خلاله.

اشارت سوزان الى الجرسون وهي نافذة الصبر :

_ورقة الحساب من فضلك".

سخر منهكا جورج :

_لاتدعاني اجعلكما تغادران فاني اكره ان افكر باني عكرت عليكما وقت غداءكما ".

اجابته سوزان وهي تطوي فوطتها على المائدة بدقة مرسلة القوة الكاملة المحترقة بلا لهب التي في عينيها اتجاه جورج :

_اراهن بانك لم تستطع تعكير صفونا بتاتا ".

قالت ليليان :

_لقد حان الوقت لاعود الى والدتي ".

جورج لم يتخل عن السخرية التي في صوته ولاوميض المغري في عينيه وهو يقول :

_لابد ان والدتك تشعر بتحسن والا لما غادرتها فتاتها المطيعة لتتمتع بغداء عارض ".

_نعم صحتها في تحسن ".

نهضت سوزان من كرسيها في غضب صارم وقالت :

_لا داعي للكذب !"ثم التفتت الى جورج بروح انتقامية :

_ان والدتها مريضة وانا احتقر اسلوبك مع ليليان وتلميحك بقائها بجانب والدتها في وقت كهذا ,ليليان ليست مثلك ,انها لن تقصر في واجباتها ,انها تخلت عن عملها وعن كل شيء اخر لكي تعود الى هنا وتحاول ان تجعل اخر ايام والدتها اكثر راحة وانا لن اسكت عنك وانت تتعسف معها بهذه الطريقة !وبالتاكيد ان لديها من القلق مافيه الكفاية على نفقات المستشفى والتمريض ومصروفات البيت فلا حاجة بعد الى ان تعود انت الى حياتها لتقلبها راسا على عقب مرة اخرى !".

_انه لمؤثر حقا ان تندفعي للدفاع عن ليليان "وادار وجهه نحو ليليان واكمل قائلا :

_اي الهام جعلك تستطيعين ان تحصلي على وفاء مثل هذا ؟"

ردت عليه ليليان بهدوء وبرود:

_انها قابلية قد حصلت عليها حديثا لانها لم تكن لدي سابقا عندما كنت معك اليس كذلك ياجورج ؟".

_اذا كنت يوما غير وفي لك ,وانت لم تعرفي بصورة او اخرى فالسبب لايمكن ان يكون الا لان حياتي العائلية معك لم تكن باعثة على الرضى فهل تقولين الان ان عدم اخلاصي هو سبب

انفصالنا ؟".

وارتفع حاجبه الايمن فوق عينه وهو ينظر باعتناء الى ليليان متسليا

_ثم انا متاكد انك بعد خمسة اعوام تستطيعين ان تجدي سببا اكثر اصالة من ذلك ؟".

_خمسة اعوام وستة اشهر واربعة عشر يوما "وامسكت لسانها حالا لان قهقهات جورج صاحبت حيثها .

كان تعبير الانتصار باديا على وجه جورج وهو يقول :

_لقد ضبطت المدة !".

_الانسان دائما يتذكر مدة الزمن الذي يكون فيه حرا ومتخاصا من الطغاة المعتدين !".

كانت قد نجحت في ازعاجه اذ بدا ذلك في تصلب فكه .

_انا فرح لانك تحتفظين بذكريات مسرعة عن شيء ما "

كان الغضب في كل كلمة وهو يحني راسه بتشنج باتجاه سوزان ثم باتجاه ليليان ويكمل قوله :

_لن اؤخركما اكثر من ذلك من الواضح انكما تتلهفان لمغادرة المكان ".

راقبته ليليان وهو يخطو مبتعدا عنهما .بمزيج من الارتياح والحزن .

ان المناقشة الفظة مع جورج دائما تتركها ضعيفة وكما هو سابقا فانها تعلم بان لديها رغبة في ان تتبع كتفيه لكي تلمس ذراعه فتستطيع عيناها وشفتاها ان ترجوه طالبة الغفران وتشعر ثاني بناره وهو يحتضنها .

لكن فات اوان هذا قالت :

_حسنا ,ان ذلك قد نسق فرحة غدائنا المريحة ,وانك لن ترغبي في الخروج معي الى اي مكان بعد طالما هو يحضر لتكديرنا وكانه عملة رديئة ".

واخفت ليليان اشتياقها الذي شعرت به نحو جورج قبل لحظات وقالت :

_لم يكن باستطاعة اية واحدة منا ان تعرف بانه سيكون هنا وعدا ذلك فانا قد هربت بما فيه الكفاية وانا متعبة جدا بحيث لااستطيع المحاول مرة اخرى ".

_الاتزالين تحبينه ؟".

.........نهاية الفصل التاسع .........