آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-09-17, 02:34 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 18-الدوامة -شارلوت لامب




الرواية رائعة ومنقولة للعلم ولينال كل حقه
شكرا لمن كتبها


18 - الدوامة - شارلوت لامب
المقــدمة :
الجراح تكون أكثر إيلامــاً ممن نحب .
جيني التي عذبتها ودمرتهــا خيانة زوجها لها , عانت الكثير من هذه
الآلام .
لكن . . . هل يخبو حبها له بعد انفصـــال خمس سنوات , أم يعود القدر
ليجمعهما من جديد ؟
وهل تتزوج من غرانت , الرجل اللطيف المحب , أم تعود لتشتعل بنار
الحب والغيرة مع روبرتو بوجود طفله الذي يذكـــرها بخيانته لــها ؟
إنها تحبه وتكرهه , فكيف يمكن أن يجتمع الحب والكراهية فــي قلب
واحد ؟







محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.

Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:47 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 ـ طوق من نـــار
رن جرس الهاتف بينما كانت جيني تضع اللمسة الأخيرة على
رسمها لزي جديد . . . وتأففت بنفاذ صبر . أكــثر ما يغيظها أن
يقاطعها أحد وهــي تعمل , مما يقطع عليها تركيزهــا .
ووضعت القلم بين أسنانها وسارت بسرعة إلى الهاتف .
ـ نعم . . ؟
ـ هل لــي أن أتحدث مع الآنســة جيني نيوهام ؟
في الصوت لكنة أجنبية , وشـــيء من التردد . بدا على وجه
جيني القلق والصدمــة . فقالت وهي تنزع القلم من فمها :
ـ هـي . من المتحدث .
ـ جيني ؟
ـ من يتكلــم ؟
ـ إيفا .
وسارعت المرأة لتضيف وكأنما خشيت أن تقفل جيني الخط :
ـ أنا مضطرة للاتصال بك . . إن روبرتو . . .
فقاطعتها جيني بخشونة :
ـ لن أتحدث عنه . . . لا الآن ولا أبداً . . . لقد قلت لك من
قبل إيفا . لا أريد جرح مشاعرك . . فانا اعرف أن قصدك الخير ,
ولكنــــي لم أعد أعير ابنك أي اهتمام . .
وردت إيفا بصوت مختنق بدا و كأنه البكــاء :
ـ لم تفهمي قصدي جيني .
فردت جيني ببرود :
ـ بل أفهم جيداً . . أوه . لا تبكـــي إيفا ! لا يجب أن تدعي
الأمر يكدرك . روبرتو لا يستحق ذلـك مطلقـــاً .
وعاد صوت البكاء أعمق من قبل , ومسحت جيني شعرها بيدٍ
مرتجفة :
ـ إيفا . بحق الله لا تبكــي ! أنا آسفــة .
وهمس الصوت المرتجف المخنوق .
ـ إنه يموت . . . يموت يا جيني .
وللحظــات وقفت جيني شاردة تنظر إلى السماء الرمادية . . .
وبدأ تأثير الصدمة يظهر , فتقلصت معدتها , واتسعت عيناها ,
وصــرخت غير مصدقة .
ـ مــاذا تعنين ؟
بالكـــاد استطاعت أن تلفظ الكلمات , فقد خرجت وكــأنها همسة
شبح من بين شفتيها الشاحبتين من شدة التأثر . وأصدرت إيفا نحيباً
جديداً وقالت :
ـ كان يقود سيارته عندما انزلقت وانقلبت به , إذ فوجـــئ
بصهريج زيت منقلب على الطريق . وكان هو أول الواصلين ولم
يلاحظ هذا إلا بعد فوات الأوان . . وأمضى المسعفون ساعتين
لإخراجه . إنه شديد الشحوب لفقدانه الكثير من الدم .
ـ اوه يا إلهــي ! هل هو فاقد الوعــي ؟
ـ لهذا أتصل بك . . لقد استعاد وعيه منذ لحظات وأول شــيء
تلفظ به هو اسمك .
ـ اسمي ؟
وأغمضت جيني عينيها بأسى . وتابعت إيفا الحديث بسرعة
وكــأنها تخاف من أن تقفل جيني الخط :
ـ سأل عنك , ومتى ستأتين . . . جيني إنه يعتقد أنك ما زلت
زوجته .
وطال الصمت بينهما , وأنفاس جيني تتقطع , والألم فــــي
عينيها . ثم ســألت بخشونة :
ـ لمَ تقولين هذا ؟
ـ إن الأمــر واضح . . لقد قال : أين جيني ؟ أين زوجتي ؟ فـــي
البداية ظننته يهلوس . . وبعد حين أدركت أنني مخطئة . . . جيني
لقد فقد ذاكرته , نسي أي شــيء حدث له خلال الخمس سنوات
الماضية . . نســـي أندرو . . . وعندما ذكرت اسمه أمامه لم يعرفه
فأصبت بالصدمة , إنني خائفة .
ـ وهل كان واعياً للحادثة .
ـ يقول الأطباء نعم . . . ولكن الإصابة في رأســه خطرة . لقد
أجروا له عملية عند وصوله المستشفى , ويقولون إنهم خفضوا من
الضغط على الدماغ . . ولكن من يعلم ؟
ورطبت جيني شفتيهــا :
ـ قلت . . قلت إنه يموت . هل هذا رأي الأطباء ؟
ـ أنت تعرفين الأطباء جيني , إنهم لا يعطون الجواب
الصحيح , ويراوغون دائماً . ولكنك ترين الأمــور بادية على
وجوههم , ينظرون إليك فتعرفين كل شـــيء بوضوح .
ـ ولكن ماذا قالوا ؟
ـ أوه . . . إنه ليس على ما يرام . . إنه مصاب بشكل خطير . .
كما قالوا لي , والآن قالوا إذا استطعت المجيء . . سيكون هذا
أفضـــل .
ـ إذا استطعت ؟
واتسعت عيناها , وأصبح اخضرارهما شديداً مقارنة مع بياض
بشرتها . . وعضت على شفتها وقال ببطء :
ـ إيفا . . لا يمكنني الحضور .
ـ إنه يسأل عنك طوال الوقت , يريد أن يعرف لِمَ لــم
تزوريه . أوه . . جيني . . ألا تستطيعين فهمي ؟ إنه يعتقد أنك كنت
معه في السيارة ساعة الحادثة , وأنك مُت , وأننا نخفي الخبر عنه .
راقبت جيني عصفوراً طار من على شجرة قريبة , فارداً جناحيه
دون صعوبة . يرتفع وينجرف مع الهواء الحار . . إنها لا تستطيع
التفكير بروبرتو سوى إنه قوي وشرس , ولا تستطيع أن تتصور بأنه
سيموت . فهو دائماً كان بالنسبة لها مفعم بالحياة . ثم تابعت إيفا :
ـ أعلم أن معاملته لك كانت سيئة .
الملاحظة جعلت شفتي جيني تلتويان بمرارة وقالت قبل أن
تستطيع منع نفسها :
ـ ما هذا التصريح المتأخــر !
ـ ولكنه يموت ! لا يمكنك رفض رؤيته . . جيني . . تعرفين أنه
لا يمكنك .
صحيح . . إنها تعرف , وهذا ما جعلها غاضبة , وقد غلف
الحزن نظراتها , وهــي تتطلع من النافذة , وتابعت إيفا بســرعة :
ـ ســأرسل لك سيارة . وكل ما عليك فعله أن تقفــي قرب سريره
لبضع لحظــات ليرى أنك سالمة . . وهذا لن يؤذيك يا جيني .
كان فــــي كلامها سخرية خفيفة , أدهشت جيني , فلطالما كانت
إيفا لطيفة معها . . فقالت بقلق :
ـ لا بأس .
فتنهدت إيفا ارتياحاً . أقفلت جيني الخط , وأخذت تحدق في
السماء . . المطر ينهمر , رذاذ خفيف ينقر الزجاج وكـــأنه
الأصــابع .
لم تر روبرتو منذ خمس سنوات . . ولقد عانت كثيراً لتتخلص
من ذكراه ولتمسح طيفه من عقلها الباطن . . كانت تحلم به ليلة بعد
ليلية ولسنوات . . كارهة نفسها لعدم قدرتها على السيطرة على
مخيلتهــا .
التقيا وكانت لا تزال صغيرة . . لا خبرة لها بالحياة . . وتقبلت
طابع شخصيته الأكبر سناً والأقوى دون أن تدرك حتى ما كان
يحدث لها . روبرتو , وبطرق كثيرة , كان يجعلها طيعة له . . يعيد
قولبتها وكأنه النحات يقولب الصلصال الطري . يتمتع بفرض
الغموض عليها . . ولقد مرت بنوع من الصراع الداخلي مع نفسها
عندما حاولت التخلص من سيطرته .
لقد كانا متناقضين . . . كان شديد السمرة بقدر ما هي شديدة
الشقار . . مسيطر على نفسه بينما هي متقلبة . . هو متصلب شرس
لا يلين بينما هي حساسة وسريعة العطب . . . ومن الجنون أصـــلاً
أنها انجذبت إليه . . ولكنها أصيبت بالدوار لوجوده كالفراشة أمام
الضوء الساطع , لا تهتم أن تحرق جناحيها . . و روبرتو اغتنم كل ما
فيها من ضعف ليتمسك بها دون رحمــة .
تستطيع أن ترفض الذهاب . . . بالطبع . . . و لكن إذا كان
يموت . . فهل تستطيع الرفض ؟ قد لا تستطيع مواجهة عالم هو
ليس فيه . حتى كراهيتها له تعطيها سبباً للحياة .
تخلصت من دائرة أفكارها المجنونة القاسية , ونظرت إلى
ثيابها . الملطخة بالدهان . . يجب أن تغير ثيابها وغطت رسومها ,
ثم دخلت الحمام , خلعت ملابسها واستحمت , ثم ارتدت فستاناً
صوفياً أخضــر اللون قاتماً .
عندما سمعت رنين جرس الباب كانت جاهزة , فتحت الباب
فإذا بها أمام شاب صغير خطا إلى الأمام وقال مقطباً :
ـ مرحبا جيني .
ـ هل أنت جوليان ؟
لم تستطع أن تصدق أنه ذلك الشاب اليافع أين الخمسة عشرة
سنة عندما قابلته آخر مرة . . . أين التصرفات الخرقاء , والبثور
والبشرة الناعمة , من هذا الشباب ذي الأعوام العشرين , الأنيق
الرقيق , بشعره الذي يصل إلى ياقة قميصه ؟ . . شبهه بأخيه أكثر
بروزاً الآن من ذي قبل . .
ـ كيف حالك جوليان ؟
ورد عليها بصوت خشن :
ـ أنا بخير .
كان دائماً متعلقاً بأخيه , فهم عائلة مترابطة . . الباستينو لهم
علاقة متينة منسوجة بدقة . ولقد وجدت جيني صعوبة كبيرة في
البداية في الانتساب لهذه العائلة . . وأحست في البداية بالمقاومة
لها . . والعدائية . . وحتى الغيرة . . وبالتدريج أحست أنها تلبس
ثوبهم , ولكن في النهاية لم تعد تستطيع الاحتمال .
وأخذ جوليان منها المعطف الذي تحمله وساعدها على
ارتدائه , وقال :
ـ السماء تمطر . . ولدي مظلة , سنضطر إلى الركض نحو
السيارة عندما نخرج .
كان قد مضى زمن طويل لم تركب جيني فيه سيارة فخمة كهذه
السيارة . ونظرت ساخرة إلى الفراش الأبيض المنجد , وإلى لوحة
العدادات اللماعة وكـــأنها صنعت لطائرة حربية .
وملس جوليان شعره الأسود إلى الخلف , واستدار لينظر إليها .
ـ تبدين أكثر جمالاً ممـــا أذكرك جيني .
كان في عينيه وميض إعجاب وهما تحومان حولها لتستقرا
قليلاً عند الساقين اللتين برزتا من تحت حافة الفستان . وكان يمكن
أن تجد اهتمامه الرجولي بها مثيراً لولا أنه ذكرها بأول لقاءٍ لها مع
أخيه . وســألته :
ـ كيف حاله وهل شاهدته ؟
ـ لقد رأيته . وماذا أستطيع أن أقول . . يبدو بحالة رهيبة . .
لقد أحسست بالدوار عندما وقفت قرب سريره وشاهدت عن كثب
ما حدث له . لطالما كان رجلاً قوياً , والآن قد أصبح حـطـــاماً .
فارتعدت جيني !
ـ أنا آسفـــة !
ـ هل أنت آسفــة حقاً ؟ أتســاءل .
فاتسعت عيناها :
ـ وماذا تعنـــي ؟
ـ أنت تكرهينه وأنا لا ألومك , فلديك أسبــابــك , ولكن
أرجوك , لا تدعـــي الحزن وأنت لا تشعرين به . لا بأس بذلك أمام
أمــي , فهي رقيقة القلب لتصدق بأنك لا زلت مهتمة . . أما أنا فلا
أطيق الكذب . فلو كنت مكان روبرتو , ولو كنت أموت , فلن
أرغب في أن تبكـــي قرب سريري .
فلمعت عيناها الخضراوان غضباً :
ـ لم أكن يوماً ممثلة بارعة لأدعي أي شـيء جوليانو . . فأنا
ذاهبة لأراه لأن والدتك توسلـت إلــي . . ولأجــل راحة نفســـي
قبلت . . إنها فكرة سخيفة أن أراه ثانية . لو أنه في وعيه لما فكرت
بالأمر . ولكن إيفا رجتني , وأنا مولعــة بأمك جداً .
كان لجوليانو بقية من الذوق ليخجل , فاحمر وجهه , ووضع يداً
معتذرة على ذراعها .
ـ جيني . . . أرجوك . . أنا آسف حقاً . أنها الصدمة لرؤيته
هكذا , جعلتني أعتقد أن لا شــــيء آمن , لاشــيء ثابت . . قد كان
دائماً صخرة العائلة . . الأقوى بيننا كلنا , كان بالنسبة لــي الأب منذ
وفاة والدي .
أجفل جيني لهذه الذكرى . . فهي لا تريد أن يذكرها أي شــيء
بأنطونيو باستينو . فقد كان عدوها منذ البداية , وآخر مرة رأته فيها
أهانـها بمرارة وأذلها . ولم يخفف موته بعد ذلك بأشهر من شعورها
بالكراهية له .
ـ ألا يجب أن نذهب الآن ؟
ـ أوه . . أجل . بالطبع .
بعد لحظات من انطلاقهما ســــألته :
ـ ماذا تفعل الآن جوليانو . . . أتعمــل في المؤسســة ؟
ـ بالطبع . . وما غيره ؟
فرددت بسخرية :
ـ وما غيره . .
ـ أعمـــل هنا في نيويورك .
ـ أوه . . لم أكن أعلم هذا . . منذ متى أنت هنا ؟
منذ سنة . أمضيت في لندن مع روبرتو ثم أرسلني إلى
هنا لأكتسب المزيد من الخبرة .
ـ وهل تعجبك السكنى في نيويورك ؟
ـ ليست مثل روما .
وابتسم . . فابتسمت بدورها :
ـ صحيح .
ـ أنا مشتاق للشمــــس .
ـ وهل ستعود إلى لندن أم ستقيم هنا ؟
فهز كتفيه :
ـ هذا عائد لقرار روبرتو . . إذا عــــاش .
وساد صمت متوتر , مرفق بأفكــار صامتة , ثم ردت عليه
بغضــــب :
ـ بالطبع سيعيش ! لا تستسلم جوليانو , فروبرتو لن يسمح لك
بهذا لو عرف . يجب أن تؤمن بأنه سيتحسن .
ـ ولكنك لا تصدقين هذا وإلا لما جئت .
بساطة رده صدمتها , ونظرت إلى الطريق متنهدة والدموع تنهمـر
من عينيها . إنه محق , إنها تتظاهر بالهدوء , لكن في الحقيقة . إنها
تشعر بالبؤس يملأ نفسها ولا تجرؤ على البوح به .
توقفت السيارة بهما خارج أبواب المستشفى الزجاجية , وخرج
ليساعدها على النزول واضعــاً ذراع تحت مرفقها , وقـــال :
ـ يجب أن أوقف السيارة بعيداً . انتظري هنا . . لن أتأخـــر .
صحيح أن المطر توقف ولكن السماء ما زالت مكفهــرة , وكأن
المزيد من المطر يتجمع تحت الغيوم , وعاد جوليان بسرعة ليمسك
بذراعها ثانية . . وسارا عبر المدخل المكتظ نحو مصعد فــــي
المؤخرة . ودخل وراءها جمهرة من الناس , وما أن توقف المصعد
حتى بدأ جوليان يشق طريقه معتذراً ليخرجا . ولحقت به جيني ,
قلبها يدق بقوة جعلتها تظن أن كل من كان قربها قد سمعه .
إنها لم تشاهد روبرتو منذ خمس سنوات .
ودخل بها جوليان إلى غرفة الانتظار . أحست بالقشعريرة . .
أسرعت إيفا راكضة نحوها , وذراعها مفتوحتان .
ـ جيني . . أوه يا عزيزتي !
وتعانقتا . . الخد على الخد , رأس إيفا الأسود أقصر من رأس
جيني الأشقر بقليل . كانت قد نسيت كم أن إيفا صغيرة الجسم ,
فبين ذراعيها بدت العجوز كالطفل لصغر بنيتها . وتراجعت جيني
عنها لتنظر إلى البشرة السمراء والعينين البنيتين اللتين تحملان
الحزن والألم . وبدت إيفا أكبر سناً , فمنذ خمس سنوات كانت
متوسطة العمر تمضي أوقاتاً طويلة أمام المرآة لتظهر أصغر سناً . أما
الآن فهي تبدو مسنة . لقد انقض الزمن عليها كالذئب , فحرمها من
حيويتها . وخسرت من وزنها , وتجور خداها , وأصبحت عيناها
أعمق تحت حاجبيها السوداوين الكثيفين . . . وقالت إيفا مرتجفة
محاولة الابتســام :
ـ كم اشتقت لك .
ـ وأنا كذلك .
ـ كم هي الحياة ساخرة . . أخيراً عدنا والتقينا . . ولكن
الأسبــاب مريعة !
ونظرت جيني إلى من حولها في الغرفة : آنا تعرفها , لم تتغير
أبداً ولا شعرة منها تغيرت . كانت تجلس منعزلة , إنها الفتاة الوحيدة
في العائلة . وجهها الممتلئ هادئ لا ينم عن شــيء وعيناها
السوداوان دون أي تعبير . إنها أكبر ببضع سنوات من روبرتو ,
ومتزوجة من مهندس ايطالي . . زواجها سعيد , ولديها اربعة
أولاد كما كانت تعرف آخر مرة . ثلاثة أبناء وبنت . ولكن الاولاد
بكل تأكيد لا يحملون اسم باستينو ولذلك لا حساب لهم , وآنا
تعرف هذا وتمتعض منه . كانت تكره جيني , لأنها لو حملت بأي
طفل فسيحمل اسم باستينو .
لويس كان يجلس قرب آنا . بدا سميناً و ضخماً . . كتفاه
العريضان يتناسبان تماماً مع سترته المفصلة بدقة على قياسه .
ولروبرتو علاقة تخلو من الود مع ابن عمه . فهو على كل الاحوال
باستينو . ابن أحد ثلاثة اشقاء , عملوا جاهدين لبناء إمبراطورية
باستينو . وباستمرار انتقال لويس الدائم من نيويورك إلى لندن ,
ومن لندن إلى روما , لم يكن عدواً لجيني . . بل على العكس فلقد
حاول عدة مرات إظهار إعجابه بطريقة سمجة اضطرت معها إلى
ردعه ببرود . . وها هو الآن يبتسم لها متمتماً بالتحية فردت عليه
تحيته بهدوء .
وجلس ولد صغير إلى جانب لويس , ويده في يده . عرفت من
هو وخفق قلبهـــا ألمــاً .
ولاحظت إيفا نظراتها إلى الصبي . . فقالت بنعومة :
ـ إنه أندرو .
انزلق الصبي من كرسيه ليأتيها راكضاً , ووضعت إيفا يدها على
رأسه الأسود , وأدارته نحو جيني :
ـ جيني هذا أندرو . . أندرو . . . هذه جيني .
وأحست جيني وهي تنظر إلى الطفل بالغضب والتأثر معاً . إنه
صورة عن أبيه . له عينا عائلة باستينو السوداوان المائلتان إلى
الأعلى , يحيط بهما رموش سوداء كثيفة ترتفع إلى فوق . . وشعر
أسود براق , أنف مستقيم متكبر , وجنتاه مرتفعتان . وحده فمه
الزهري الناعم الملــيء بالحداثة والرقة ذكرها بذلك الفم الذي كان
يجبرها يوماً على الاستسلام .
ـ مرحباً أندرو .
امتدت يده بأدب , وأمسكت بها . وأحست بالألم المفاجــئ
للسرور الذي أحست به لملمسها . . وتفحصتها عيناه . . وكأنه
يعرف كل شــيء عنها . . ولكن هل أخبروه بــشــيء بحق الله ؟
تقدمت آنا . . والامتعاض باد في كل حركاتها , وأدارته ثانية
لتعيده إلى المقعد , ونظرت إيفا لابنتها , وتنهدت . . ثم استدارت
إلى جيني وســألتها :
ـ هل ستدخلين الآن لرؤيته ؟
عند باب الغرفة توقفت والتفتت بقلق إلى جيني .
ـ ستكونين حــذرة . . ألن تفعلــي ؟ لا تدعيه يتكلم , ابتسمي له
فقط .
تبتسم ! وتنهدت بصمت , هل تعلم إيفا ما تطلب منها . . .
ومررت يدها إلى شعرها , وحملقت عينا إيفا بالخاتم الماسي الذي
لمع في يد جيني . . . فصاحت :
ـ لا يمكنك وضعه .
للحظات بدا عدم الفهم على جيني , ثم احمر وجهها ونظرت
إلى الخاتم الماسي في يدها . وتأوهت إيفا :
ـ لو شاهد هذا . . .
فقاطعتها جيني :
ـ ولكنني مخطوبة . . وسأتزوج قريباً .
وبدا الارتباك على إيفا , وأخذت شفتاها بالارتجاف .
ـ جيني . . أنت لا تفهمين . . إنه يعتقد أنك لا زلت زوجته .
ـ إنه مخطئ إذن .
ـ ولكن عليك أن تتظاهري لبضع دقائق . . ستسبب الحقيقة
صدمة قاسية له . . . وأي شــيء يمكن أن يقلب توازنه . . فهل
تستطيعين تحمل موته على ضميرك ؟
ـ أوه . . . يا إلهــي ! أنت تطلبين الكثير إيفا !
وببطء سحبت الخاتم من يدها وسألت :
ـ والآن . . ماذا ؟
فتحت إيفا حقيبة يدها , وببطء مدت راحة يدها المفتوحة
فأجفلت جيني مما رأته هناك :
ـ لا . . لن أفعــل !
ـ إنه يموت . . . ولن تتمكني من الرفض . لن اسمح لك .
وارتجفت جيني , ومدت يدها إلى الخاتم , خاتم زواجها
القديم , ووضعته في اصبعها . . إنه خاتم وراثي للعائلة . . إيطالي
قديم الصنع , له شكل أفعيان ملتفان , ولطالما أثار التعليقات بين
صديقاتها . منذ خمس سنوات خلعته ورمته عبر الغرفة إلى والده .
وانحنى أنطونيو يومها ليلتقطه , ويبتسم ببرود ويقول بلؤم :
ـ سيعود الآن ليكون في اليد المناسبة التي يجب أن تضعه لولا
أن تزوجك روبرتو .
أمسكت إيفا بذراع جيني لتضغط عليها :
ـ شكراً لك حبيبتي . هيا الآن . . إنه بانتظارك .
وأمسكت بيد جيني لتقودها إلى الداخل . . التفتت الممرضة
الجالسة عند الطاولة بفضول , وأخذ قلب جيني يخفق
بجنون , و بدأت تحس بالتعرق في يدها وعلى مؤخرة عنقها عند
أسفل الشعر .
وعلمت أنها تتعمد ملاحظة تفاصيل ما حوله كــي لا تنظر
مباشرة إلى عينيه السوداوين البارزتين من تحت الأربطة البيضاء .
ـ جيني !
صوته كالهمس . . أخف بكثير من أن يسمع . . تقدمت من
سريره .
ـ كنت خائفاً من أن تكوني قتلت في الحادث ويخفون الأمــر
عني .
ـ كنت مسافرة . . . وعدت فور سماعـــي بالخبر .
وتفحص وجهها بنظرته الساخرة المألوفة وتمتم :
ـ لا بد أنك ذعرت . ولكنني أرفض الموت . عندما أخفوا عني
أخبارك تساءلت اذا كنت ســأحتمل الحياة بدونك . . . ولكنني بعد
رؤيتك أنا مصمم على الخروج من هنا , حبيبتي .
والتفتت إلى إيفا , ثم عاودت النظر إليه , فرأته يقطب :
ـ ألن تقبليني جيني ؟
انحنت فوقه مرتجفة , وقلبها يضرب بصوت مرتفع , ولامست
خده بشفتيها . وكانت على وشك أن تستقيم , ولكن يده السليمة
أمسكت بها , ثم لامست وجهها . . ووقعت يده فجأة وأغمــض
عينيه .
وأخرجتها إيفا من الغرفة وذراعها حولها :
ـ إنه دائماً هكذا ! فجأة يصحو ثم فجأة يغيب . . . ولكن هذه
المرة أظنه سينام مرتاحاً لعلمه أنك سالمة . شكراً لك جيني .
ـ لا تشكريني . . بحق الله !
ـ أدرك أن الأمر كان محنة لك .
ـ محنة ؟ كان كالجحيم . . . مم تظنين أنــي مصنوعة ؟ من
حديد ؟ كنت مضطرة للوقوف هنا لتقبيله , وسماعه يناديني . . .
حبيبتي . يا إلهــي . . كم أحسست بالدوار . . . وأنت تشكريني ؟
وانتزعت الخاتم الذهبي الثقيل من إصبعها وأعادته لإيفا :
ـ خذي هذا . لا أريد أن تقع عيناي عليه ثانية . . أو على أي
واحد منكم !
اندفعت في طريقها متجاوزة إيفا , وخرجت راكضة من
المستشفى وكأنما الجن يلاحقها . . تنتحب صامتة . فــي موقف
السيارات توقفت , لم تكن تدري كيف تذهب . . . وفكرت
أخيراُ . . سيارة تاكسي . . يجب أن تحصل على تاكسي . واستدارت
نحو مكتب الاستعلامات لتستخدم الهاتف كي تطلب سيارة تاكسي .
ووجدت نفسها تواجه جوليان , الذي نظر إليها نظرة إشفاق غاضب
قائلاً :
ـ تبدين فظيعـــة .
ـ دعني وشـــأنــي جوليان . . أرجوك !
ـ لا تكونـــي سخيفة . . ســأوصلك .
وانتزعت ذراعها من يده .
ـ ألا تفهم ؟ لقد اكتفيت منكم ! أريد الذهاب لوحدي . . لقد
اكتفيت من عائلة باستينو . . ليوم واحد !
ضحكت بهستيريا وأكملــــــت :
ـ ماذا أقول ! ليوم واحد ! بل للعمـــر كله !
وقال بهدوء جعله يبدو أكثــــر نضجــاُ من سنه :
ـ أفهمـك . ولكنــــني لن اسمـــح لك بالذهاب وحــــدك , فحـــــالتك
بائسة . . . ولا يجب أن تتركي لوحدك جيني . لقد أمرتني إيفا أن
أبقى معك إلى أن تصلـــي شقتك .
وحاولت الخلاص منه , ولكنه لم يتكرها تفعل . . . وقادها
أخيراً إلى سيارته وادخلها إليها . . طريق العودة كانت أكثر صمتاً من
ساعة الذهاب . خــارج شقتها , نظر إليها وهو يطفــئ المحرك .
ـ جيني . . . أمــي ارادتني أن أقول لك . . .
فصاحت يائســة :
ـ لا أريد أن أسمع شيئاً .
فتحت الباب وخرجت قبل أن يتمكن من ملاحظة ما فعلت .
وخرج مستديراً أمام السيارة , ولكنها كانت قد اصبحت داخل المبنى
ووجدت مفتاحها ودخلت الشقة , اقفلت الباب , واتــكأت عليه . . .
تتنفس بعمق .
وبدأت الدموع تنهمر على وجههــا . . وقرع جوليان الباب
وناداها دون جدوى . . فهــي لن تستطيع التحرك حتى ولو
أرادت . . . وأخيراً سمعت وقع أقدامه تبتعد . . . . وببطء , انزلقت
على الأرض . . وغابت عن الوعـــي .
نهاية الفصل (( الأول )) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:49 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ـ أقوى من النسيان
وقف غرانت في غرفة عملها مائلاً رأسه ينظر إلى رسوم الأزياء
الملونة , بنظرات رصينة لطيفة .
ـ أنت تتحسنين كل يوم . . ولسوف تلمعين في عالم الأزياء
أكثر من دانــــي أتعلمين هذا ؟
ـ وهل يعلم دانــــي بذلك ؟
ضحكت ونظرات عينيها الخضراوين تتراقصان .
ـ بالطبع يعلم . إنه يعرف أكثر من أي منا , دائماً يقول إنك
ستصبحين رائعة .
واقترب غرانت ليحدق بالخطوط الــدقيقة واللمسات الناعمة
لرسم زي الفستان أمـــامه :
ـ يعجبني هذا . . غريب كيف يبدو متماسكاً عن بعد , ويزداد
غموضــاً عن قرب .
ـ ليس من المفترض أن تنظر إليه وأنفك فوقه .
واستدار لينظر إليها ضاحكاً , ثم تقدم ليحتضنها ولامس أنفه
خدها مداعباً :
ـ أنت لا تطاقين جيـــني .
ـ ومــاذا تعني ؟
ـ جميلة , ذكية . . وهذا ليس عـدلاً .
فضحكت :
ـ ليس عدلاً ولمن ؟
ـ لكل إناث الأرض .
ونظرت إليه بعاطفة , ومالت بطريقة كلها ثقة , ولفت ذراعيها
حول وسطــه . . وهمست :
ـ ولكننـــي أحبك .
وارتفع حاجباه :
ـ عندما أطريك ؟
ـ بل فـــي كل ثانية من اليوم .
ـ هذا ما أحب سماعه . . . والآن يجب أن أذهب . . . فلدي
زبون أقابله بعد قليل .
ـ أيجب أن تذهب ؟ لم أراك كثيراً هذا الأسبوع .
إنها بحاجة لرؤيته , وخاصة بعد زيارتها لروبرتو . . لم تكن قد
ذكرت شيئاً أمامه بخصوص الزيارة بعد , فقد وجدت صعوبة في
محاولة الشرح , والله يعلم أنها قصة بسيطة , ولكن أي ذكر لروبرتو
باستينو يجعل غرانت يغضب .
وقال لها بلطف :
ـ بعد أن نتزوج ستتغير الأمور . . . ستصبح مختلفـــة .
غرانت كان يحبها منذ سنوات طويلة , حتى وهي متزوجة من
روبرتو . وكانت دائماً تعرف هذا . فهو لم يبقِ الأمر سراً , ولكنها
لم تستجب له ســوى في السنة الأخيرة , إذ وجدت فيه الأمان الذي
تحتاجه .
قال لها وهو في طريقه إلى الباب :
ـ سيعود دانـــي من باريس بعد يومين .
ـ أعلم . . لقد أرسل لــي برقية . . لا بد أنها كلفته ثروة ! إنها
رسالة أكثر منها برقية .
فضحك غرانت :
ـ أعماله رائجة , وباع كل التصاميم .
ـ هذا يفسر الأمر . هل أبرق لك أيضاً ؟
ـ لا . . بل اتصل هاتفياً . . من هي لورين ؟
ـ لورين ؟ لا أدري . . . هل ذكرها لك ؟
ـ عدة مرات , ولكنني لم أفهم ما هي علاقتها به .
ـ أنت تعرف والدي العزيز . . . ربما تكون عارضة أزياء .
فابتسم غرانت :
ـ آسف لـلسؤال .
فلكمته :
ـ ولماذا ؟ أنا فتاة كبيرة الآن , والأيام التي كان يخبئ فيها
صديقاته عني قد ولت . أتساءل إذا كانت تعرف الطبخ . . أتذكر
لينا ؟ كان طبخها كالحلم .
ـ وكانت عارضة أزياء رائعة . . . تلك الأكتاف الرائعة . . .
وضحكا معــاً . . . وقالت له :
ـ أيها المحتال . . . كتفـيها هاه !
ففتح الباب وقال :
ـ أنسى دائماً أنك لا تتأثرين بشــــيء .
ـ بعد عيشي مع داني طوال حياتي ؟ كيف يمكن أن أتأثر من
شــــيء ؟
وقطب وجهه :
ـ ليس هناك شـيء من الغيرة في نفسك . . أليس كذلك جيني ؟
كلماته جعلتها تجفل واسودت عيناها . انحنى وقبلها على
خدها ثم رحل . عادت إلى غرفة عملها , ووقفت قرب النافذة
تتمتع بشمس الخريف الدافئة , لقد تغير الطقس في اليومين
الماضيين . وتوقف المطر والريح . وحدها الأشجار العارية سوى
من بضع ورقات كانت تذكرها بالخريف .
ليس هناك شــيء من الغيرة في نفسك ! إن معرفته بها قليلة !
وفكــرت بالمشاعر الوحشية الطاحنة التي عذبتها مرة . . وامتدت
يدها إلى معدتها وكأنمــا تلك المشاعر قد عادت لتعصرها ثانية .
وأغمضت عينيها وصرخت . . يا إلهــي ! وبدا صوتها غريباً , مغايراً ,
في الغرفة المشمسة .
لم تسمع شيئاً من عائلة باستينو منذ هروبها من المستشفى يوم
زارت روبرتو . . لا بد أنه استعاد عافيته , فهي لم تشاهد أي خبر
في الصحف عن موته . مجرد فقرة صغيرة تروي الحادثة وتقول إنه
مصـــاب .
حاولت مرة الاتصال بالمستشفى لتســأل عنه , وبالرغم من
امتداد يدها إلى الهاتف , إلا أنها تراجعت . . فلو أنه مات لأبلغت
بالأمــر . ولكن أحلامها كانت تفيض بذكــراه . كرامتها وحدها منعتها
من العودة إلى المستشفى لرؤيته ثانية , ولو للحظات , و لتسمع
صوته الأجش يقول (( حبيبتــي )) .
واستدارت غاضبة عن النافذة لتجلس وتبدأ العمل . . وأخذت
ترسم وجه فتاة ترتدي الزي الذي تصممه . . . ثم توقفت فجأة
لتنظر إلى الرسم بذهول . . قسمات وجه أندرو الطفولية أخذت
تبدو لها من خلال الرسم . فــأجفلت .
ومزقت الورقة من دفتر الرسم , وكادت تقطعها لولا رنين
جرس الباب الذي أوقفها فوضعتها من يدها وتوجهت لتفتحه .
ووقفت إيفا بلطف , وقساوة معاً . وجهها النحيل ملــــيء
بالتصميم . .
وتنهدت جيني :
ـ ماذا تريدين إيفا ؟
العينان السوداوان كانتا ثابتتين :
ـ ألا تريدين معرفة ما إذا كان قد مات أم بقــي حياً ؟
ـ لو أنه مات لعرفت . . . العالم كله كان سيعرف .
وهزت إيفا رأسهـــا :
ـ كيف يمكن لك أن تكونـــي قاسية ؟ إنه بحاجة لك . اذهبـــي
إليه . . لمَ ابتعدت ؟
رفعت جيني كلتا يديها لتمررهما على شعرها لتخرب تصفيفته
الناعمة :
ـ إيفا . . أشفقـــي علي لأجــل الله !
ـ كنت أتمنى أن لا أطلب هذا منك . . . ولكن روبرتو هو فــــي
المقام الأول عندي يا جيني .
ـ إنه هكــذا دائماً . . إنه الأول لدى الـجميع .
فحملقت إيفا بها بعينين واسعتين :
ـ ألهذا الدرجة مرارتك , لقد كان فاقد الوعي معظم الوقت منذ
أن زرتيه . . ولكنه استفاق الآن . . وهو يسأل عنك ثانية .
فشحب لون جيني واشتد بياضه :
ـ أتعنين أنه لم يسترجع ذاكرته بعد ؟
فهزت إيفا رأسها نفياً . . . فاستدارت جيني إلى الشقـــة :
ـ يا إلهــــي !
ولحقت بها إيفا , تنظــر من حولها بفضول , تلاحظ ترتيب غرفـــة
العمل , وكيفية تعليق رسومات الأزياء فوق الــحائط وعلى الرفوف .
ـ إذن . . هنا تعملين ! لقد بدأت تحققين النجاح . هكـــذا
سمعت . ولا بد أن والدك فخور بك .
ـ أجل . . إنه فخور بي . . إيفا . . لن أستطيع الذهاب . . إذا
كان قد أصبح بصحة أفضل . . فيجب إعلامه بالحقيقة .
ـ ونقتلــه !
ـ لن تقتله الحقيقة !
ـ لقد سمعت ما قاله . . بدونك لا يريد العيش .
واستدارت جيني على عقبيها , مرتجفة , عيناها مليئتين
بالاتهـــام :
ـ كلانا يعرف إنه عاش من دوني خمس سنوات . ولن يموت
الآن لمجد تذكره أننــي لم أعد زوجته .
ـ ولكنه لا يتذكر, وصدمة إبلاغه ذلك قد تحدث له ضرراً لا
يمكن إصلاحــه .
بالرغم من اضطرابها , ضحكت جيني :
ـ إنه أقوى من هذا . . . رأسه أقســى من الصلد .
ـ كان هكذا . . . ولكنه الآن ضعيف , هش , يتمسك بالحياة
بخيط رفيع , وأنا أرفض قطع ذلك الخيط بقولــي له ما يرفض
سمــاعه .
والتقت عيناهما . . فتنفست جيني بصعوبة :
ـ لا يريد أن يسمعه ؟ ماذا تعنين ؟
فتمتمت إيفا :
ـ أوه . . . جيني . . . أنت تعرفين بالضبط ما أعنــي . . . لقد
حصلت على رأي أخصائي نفسي بهذا الأمر . . روبرتو لم يفقد
ذاكرته فقط . . بل إن عقله الباطن يرفض أن يتذكــر .
وأخذت جيني تتحرك بقلق :
ـ ولماذا ؟ . . أعرف ما تحاولين عمله إيفا . . . ولكنك لن
تنجحي . . يجب أن تتقبلــي أنني و روبرتو قد انتهى أمرنا معاً ,
وهكذا كان منذ خمس سنوات . وحادثته لن تغير من الواقع شيئاً .
بعد ثلاثة أشهر ســأتزوج ثانية . وأنت تعرفين هذا .
وتجاهلت إيفا ملاحظتها وقالت بخشونة :
ـ روبرتو يحمي نفسه . . . هذا ما قاله الطبيب النفسي . . . إنه
يعرف أنه مريض وقد يموت . . . لذلك عاد إلى أيامه السعيدة
معك , وهذا يشعره بالأمان . ويعطيه سبباً ليعيش من أجلــه
ـ أتعرفين ما تقولين ؟ إنها ليست الحقيقة .
ـ يا عزيزتي . . أنا واثقة . . . روبرتو لم يفقد ذاكرته نهائياً , بل
فقد الجزء الأخير منذ فقدك . لقد أقفل عليها الباب . حــتى
أندرو . . ابنه . . . الذي يحبه . . . صدقيني . . . لا يذكره . ولا
يمكن له أن يرفض تذكــر ابنه للاشــيء . ومع ذلك ينظــــر إلى الولد
دون أحساس ويســأل : من هذا ؟
وعضت جيني شفتها .
ـ يا للولد المسكين ! وهل تألم لهــذا ؟
فتنهدت إيفا :
ـ لقد تكدر بالطبع . ولكنني أبعدته عن الجو , وشرحت له أن
إصابة أبيه جعلته يفقد ذاكرته , وأظنه فهم الأمر .
واستدارت جيني . . . تلف ذراعيها حول نفسها وكــأنها تكاد
تتجمد من البرد . . . وقالت :
ـ مهما يكــــن . . . لن أستطيع الذهاب .
وتقدمت إيفا من الطاولة , حيث ورقة الرسم المنزوعة من
الدفتر الكبير . . والتقطتها لـتنظــر إلى الرسم غير مصدقة :
ـ هذا عظيم . . . عظيم جداً . . . كــم أنت بارعة يا جيني !
فــاحمر وجه جيني .
ـ أوه . . . إنه مجرد خربشة من الذاكرة .
ـ ولكنك التقطت ملامح وجهه ببراعة . هل لــي أن أحتفظ بها ؟
ســأحافظ عليها كأنها كنز . . . جيني . . . أرجوك !
ـ بالطبع .
ـ شكــراً لك .
ونظرت إليها إيفا بعينين دامعتين :
ـ أرجوك اذهبي إليه . . أرجوك !
وتأكدت جيني أن لا مفــر لها . . وستبقى إيفا هنا إلى أن توافق
فقالت :
ـ أوه . . . حسناً .
وفي السيارة سألتهــا إيفا .
ـ مــاذا قال خطيبك عندما أخبرته عن روبرتو ؟
ـ لم أخبره بعد .
ـ ألا يعرف شيئاً عن حالته ؟
ـ أشك في أنه يعرف عن الحادثة أصلاً .
ـ وهل تظنيني سيمانع ؟
فضحكت ببرود :
ـ تعرفين جيداً أنه سيمانع , فأنا خطيبته , ومع ذلك أذهب
لأقف قرب فراش رجل آخــر وأتظاهر إننــي زوجته . . فماذا تتوقعين
منه ؟
ـ مما أذكره عنه , مع ما قلته , كــــان دائماً لطيفاً واسع المخيلة . . .
وبالطبع سيفهم .
توقفت السيارة خارج المستشفى , ولحقت جيني بإيفا إلى
الفناء الداخلـــي , ثم إلى المصعــد . . . خارج غرفة روبرتو توقفتا ,
ومدت إيفا يدها إلى جيني :
ـ الخاتم .
ارتجفت يد جيني وهي تأخذه . وفتحت إيفا الباب هامســة :
ـ ســـأنتظر في قاعة الانتظــــار .
بعد لحظـــات دخلت الغرفــــــة . . وكانت فارغـــــة وصامتة . .
والطيف الملفوف بالأربطــة فوق السرير لم يتحرك وهي تتقدم إليه .
ووقفت بهدوء إلى جانبه . . . ثم انحنت غير قادرة على مقـــاومة
إغراء يدفعهـــا , ولمست بشفتيها جبينه .
وعلى الفور امتدت يده لتلتف حول عنقها . فرفعت نظرهـــــــا
لترى أن جفنيه قد ارتدا عن عيني السوداوين , وهمــس :
ـ جيني . . . حبيبتي . . . أخيراً . . أين كنت ؟
وحاولت الابتعاد عنه دون جرح مشاعره , ولكــــــن يده كان لها
قوة غريبة ولم تتركهـــا . . فقالت :
ـ تبدو أفضـــل حالاً الآن .
ـ قبلينــــــــي ثانية . . . كنت نائماً . . هذا ليس عدلاً . . أريد أن
أكـــــــون مستيقظاً عندما تقبليني .
وقبلته بخفة , ولكن يده ضغطت على عنقهــا , وأبقت وجههـــــــــــا
قربه بينما كان يمرر فمه على خدهـــا .
لم تكن تتصور مطلقاً أنها ستشعر ثانية بهذه المشـــاعر معه .
وآلمها ذلك حتى أنها أرادت أن تهرب . وتخلصــــت من قبضته ,
ووقفت ويداها متشابكتان . . تتنفس وكــأنها كانت تركض .
وتحرك بقلق . . ولاحظت الألم في عينيه , وســألها :
ـ ما بك ؟
ـ يجب أن تبقــى دون حراك . . . فالتكدر لا ينفعك .
ـ ولكنني ســأتكدر أكثر لبرودك معــي . . تبدين أكبر سناً . . .
هل يجب أن تبقى هذه الستائر مسدلة فوق النافذة ؟ أريد أن
أراك . . . اقتربـــــــــي منـي .
واستدارت لتجر الكرسي وتجلس قرب السرير , مبقية رأسها
بعيداً . . لا بد أنه سيلاحظ التغيير عليها , فذاكرته تفتش عن الفتاة
ذات التسعة عشر سنة . وهي الآن امرأة في الرابعة والعشرين .
ـ لا يجب أن أبقى طويلاً .
ـ ولكنك وصـــلـــت لتوك . . ما الأمــر . . لماذا تبتعدين عنــــي
هكــذا ؟
فاستجمعت كل شجاعتها , ومالت إلى الأمـــام مبتسمة :
ـ آسفـــة لهذا . . . كنت قلقة عليك .
فانفجــرت أساريره :
ـ بالطبع ! يا عزيزتي المسكينة ! آسف لأنـــني سببت لك
التعاسة . أنت صغيرة على وضع كهذا . . . يا حبيبتي . والأمــر
صعب عليك . ولكن لست أدري ما حدث , ولا كيف حدث , كل
ما قالوه لــي إننــي حطمت السيارة .
وبدا مريضــاً , ضعيفاً , ولكن لم يبدُ أنه يموت . . إنه منطقــي ,
وواضح التفكير .
ـ لقد انسكب الزيت من صهريج , وتزحلقت السيارة فوقه .
فقطب :
ـ ومتى كان ذلك ؟ آخــر ما أذكــره هو رحلتنا إلى لندن . أذكـــر
عودتنا من مطار هيثرو . . وكنت معـــي في السيارة . . . يومها لم
لم تحصل حادثة أليس كذلك ؟
و أحـــســت بألم في حلقها , وابتعدت بصعوبة .
ـ لم أكن معك ســـاعة الحادثة .
ـ لا . . أمــي قالت هذا . . أذكر . . . لماذا تأخرت عن المجيء ؟
أين كنت ؟ مع داني كما أعتقد ؟ ومع صديقك العزيز غرانت ؟
ووقفت بقوة عن الكرســـي حتى كادت الكرسي تقع .
ـ يجب أن تنام الآن روبرتو . لقد وعدت الطبيب أن لا أبقى
أكثر من دقائق .
ـ أبقي هنا . . لم تردي على ســـؤالي . . هل كنت مع غرانت
كراولــي ؟
ـ لا . . . لم أكن معه . . . كنت مع أبـــي في باريس .
وبدت عليه الراحــــة :
ـ أوه . . . أنا آســف حبيبتي .
ـ والآن يجب أن أذهب .
فهمـــس :
ـ قبليني .
وقبلته . رغـــم إحـــســـاسهــا بالعـــذاب , وداعبت يــده شعرهـــا
الحريري . فارتجفت , ثم عاد إلى الاستقاء متنهداً , وبدا لها مرهقاً
حتى أن مشاعر الحنان لديها تحركت نحوه . فقالت له متوسلة :
ـ عــدني أن تنام الآن .
فابتسم وتمتم بصوت ضعيف :
ـ أعدك .
وقبل أن تتركـــه كان يغط في سبات عميق .
وكـــان مع إيفا رجــــل قصــيـــر ممتــلئ تبدو عليه الأهمــيــة . فابتسم
لها ومد يده :
ـ آه . . سيدة باستينو , سعيد جداً لمقابلتك .
فردت جيني بحدة وهي تنظر إلى إيفا :
ـ أن الآنســة نيوهام .
وقالت إيفا :
ـ هذا هو السيد كيلي , الأخصائي الذي سيتولــى معــالجة
روبرتو .
ونظرت إليه جيني دون اهتمام :
ـ هل أنت طبيب نفساني ؟
فرد بسرور :
ـ من بين عدة أشياء . . كيف وجدت زوجك ؟
فردت بحزم :
ـ نحن مطلقان .
فابتسم :
ـ ولكنه لا يعتقد هذا .
ـ مهما كان يظن . . فنحن مطلقان .
ـ قانونياً أجل . . . ولكن إذا لم يكن يتقبل الأمــر . . . فأنت
مجبرة .
ـ هذا مناف للعقـــل !
فابتسم بخبث :
ـ ولكنك هنا سيدة باستينو , وهذا يدل على أنك تتقبلين فكـــرة
ارتباطه بك .
بدت عليها الصدمـــة والشحوب .
ـ لقد جئت لآن أمــه توسلت إلي .
ـ وإن يكــن . . مهمــا كــان السبب الذي تبررين لنفسك به , فلقد
جئت . وهذا مــا يقول لــي إنك ملتزمــة به .
ووضعت جيني قبضتيها على جبينها :
ـ لا !
وأدار الرجل القصير ابتســـامته نحو إيفا :
ـ هل لــي أن أتحدث إلى السيدة باستينو على انفراد ؟
وأمسك بذراع جيني .
ـ هل تسمحين أن تأتـــي معي إلى مكتبي ؟
فقالت إيفا :
ـ ســـأنتظرك هنا عزيزتي .
وقدم لــها كرسياً أمام طاولته , وجلس مبتسماً :
ـ زوجك لا يذكــر الحادثة . . أتعرفين هذا ؟
ـ قال لـــي .
ـ وهل قال لـك آخـــر ما يتذكر ؟
ـ أجـــل .
ـ وهل تسمحين بقوله لــي ؟
فهزت كتفيها :
ـ لست أرى حقـــاً . . .
ـ أرجوك !
فــتـــنــهــدت :
ـ آخـــر ما يذكره رجوعنا من رحلـــة إلى لندن .
ـ ومتى كــان ذلك ؟
ـ منذ أكثر من خمـــس سنوات .
ـ وهل لهـــذا أي ميزة لــديــك ؟
وجمدت الابتســـامة على شفتيها . . ميزة ؟ . . أجــل . . إنها تذكر :
ـ بعد أيام من عودتنا تشاجرت معه وتركته وعدت إلى منزل
أبــي . . .
ولم تستطـع أن تكمــل , وارتجفت شفتاها , واندفعت الدموع
إلى عينيها .
ـ وبعدها . . .
ـ لم يكن مخلصــاً لـــي .
ـ وهل اكتشفت هذا بنفسك ؟
وهزت رأسها ايجابياً وهي تتذكر , لقد نامت عند والدها ليلة . .
ثم في الصباح اكتشفت خطأها , فأخذت سيارة تاكسي إلى منزلها
في الصباح الباكر , وبكل الحب والشوق ركضت لتصل إلى غرفة
نومها , غرفتهما , وفتحت الباب لتجمد وكأنها تلقت رصــاصة في
قلبها .
من على الوسادة قرب رأس روبرتو الأسود , رفعت جيسكا
رأسها ذي الشعر الأحمر مبتسمة , ولم تقل كلمة , بل تحولت
البسمة إلى ضحكة . . . وأخذت العينان السوداوان تسخران منها .
واستدارت جيني دون كلمة وخرجت من المنزل . . . فيما بعد
ذلك اليوم جاء روبرتو ليراها . ولكن والدها رفض السماح له
بالدخول . ومن غرفتها في منزل والدها سمعت الصراخ . . . وحاول
روبرتو اقتحام طريقه إلى الداخل . . . ووصل غرانت . . . وكانت
معركة قاسية , شهدت كل فصل منها وهي ترتجف وتحس بالسقم .
و معاً . . تمكن والدها و غرانت من طرده . وفي اليوم التالي كانت
جيني في طائرة متجهة إلى لندن للإقامة مع عمتها هناك . . . ومن
هناك أرسلت وكالة لمحاميها لإجراء الطلاق . وأرسل روبرتو عدة
رسائل لها . . لم تفتح أي منها . . . وعادت لتتم إجراءات الطلاق
في أمريكا . . . وبعد أسبوع تزوج روبرتو من جيسكا . وبعد الزواج
بثلاثة أسابيع ولدت له أبنها , أندرو . . الولد الذي وضع روبرتو
كل دمغات العائلة عليه , ولا مجال له لإنكــار بنوته .
ـ وهكذا تطلقتمــا ؟
ـ أجل .
ـ وهل رأيته منذ تركتـــه ؟
ـ لا . . .
ـ إنها قضية فتحت وأقفلت . . . أليس كذلك ؟
ـ صحيح ؟
ـ هيا الآن سيدة باستينو . . .
فصاحت بشراســة :
ـ لا تناديني بهذا الاســم !
ـ يا عزيزتي الشابة , وماذا في هذا الاسم ؟ لا يمكن الجدال
حول الأمر , فزوجك بكل مرارة نادم على الطلاق . ويرفض كل ما
مر به منذ يوم تركته . لقد أبعد تلك الفترة عن ذاكرته , لأنه فــي
حالته الحاضرة , عقله الباطن يعف أنه لا يستطيع مواجهة تلك
المرحلة من جديد . وإلى أن يستعيد عافيته سوف يستعيد ذاكرته .
ـ وماذا إذن ؟ لا أستطيع الاستمرار في الادعاء . فأنا مخطوبة
لـــرجل آخــر .
ـ هكذا عرفت . . . منذ متى أنتما مخـطوبان ؟
ـ منذ أكثر من أسبوع .
واتسعت عيناه بخبث .
ـ حقــاً ؟ هذا مثير للاهتمام !
وحـــدقت به جيني . . . لماذا يبتسم هكذا ؟
ـ هل أعلنت خطوبتكمـــا في الصحف ؟
ـ طبعــاً . . .
شهرة داني في عالم التصميم , وشهرة دار الأزياء التي يملكها
غرانت , جعلت نشر الأمــر محتماً . حتى أن عدة صحف نشرت
قصصاً صغيرة حول الأمــر .
ـ هل تذكرين تاريخ ظهور تلك القصص ؟
ـ يوم الخطوبة بالضبط . . . أوه . . . لا في اليوم التالي . . .
وتوقفت عن الكلام فجأة وحدقت بالرجل . . . ثم قالت ببطء :
ـ يوم . . حصلت . . الحادثة . . لــ روبرتو !
فابتسم , وبدا الرضى على وجهه .
ـ بالتحديد . . . هذا مــا كنت أرتاب فيه . . . وكما قلت قضية
فتحت وهي مقفلة . . . وواضحة جداً .
ـ بل أكثــــر من واضحة . . . وأنا لا أصدقها .
وضم يديه معاً وكأنه يصلي . . . وابتسم دون أن يخفي رضــاه :
ـ وهل لديك تفسير آخـــر ؟
فوقفت :
ـ ليس في الوقت الحاضر . . . ولكنـــني ســأفكــر بتفسير آخــر .
وانفجــر ضاحكــاً .
ـ افعلـــي هذا أرجوك سيدة باستينو .
فحملقت به غاضبة , وقالت بعد تفكيــر :
ـ ألم يتبادر إلى ذهنك لو أن ظهور خبر خطوبتي هو سبب
حادثة اصطدام سيارة روبرتو . . فقد يكون فقدان الذاكرة شيئاً
متعمداً ؟
فاتســعـــت ابتســـامته :
ـ بالطبع . . . ولكن ليس بالضــرورة كمــا تعنين أنت . فهو لا
يدعـــي سيدة باستينو . . لقد فقد الذاكرة حقاً للخمس سنوات
الماضية . لقد جاهد عقله بكل طاقته ليقفل الستارة عن الذكريات
المؤلمة لحماية نفسه . وكما قلت , عندما يستعيد عافيته الجسدية ,
سيسمــح عقله للذاكــرة أن تعود .
ـ وحتى ذلك الوقت ؟
فهــز كتفيه .
ـ يجب أن أصــــر على أن لا تحرريه من هذا الوهم إلى أن
أسمح أنا بذلك . فقد تكون الصدمة مؤذية جداً له .
وحدقـــت بالأرض تعض شفتيها :
ـ لن يموت . . . وأنا واثقة من هذا . لقد كـــان أقوى بكثير اليوم
عمــا شاهدته أول مرة .
ـ ولكن الصدمــة قد تقتل أي إنســـان وهو بصـحــة كــاملة ,
صدقيني ! وعندمـــا يصــاب شخص كــزوجــك سيكــون الخطــر مضاعفاً .
وأغمضــت جيني عينيها . . . وهمست بيــــأس :
ـ أوه . . . يا إلهــــي ! . . . لست أدري كـــم أستطيع أن أتحمــــل
بعــد .
* * *
نهاية الفصـــل (( الثانــي )) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:49 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3 ـ القلب الخائن
كان الخريف قد بدأ يولــي ممهداً لقدوم فصل الشتاء الذي
يبطــئ بنعومة متمثلاً بضباب صباحي , وطقس مكفهر بارد ,
وزخات من المطر . بقيت الحرارة مرتفعة أكثر من المعتاد , فترى
النساء والرجال يسيرون في نزهاتهم باللباس الصيفي الخفيف .
بالغرم من كل حكمتها , استمرت جيني بزيارة روبرتو في
المستشفى . . وكانت تمضي معه يوماً نصف ساعة جالسة قرب
سريره . . تمسك بيده . . تراقب النور الساطع في عينيه وهو
يتأملها . كان يمازحها بلطف , كما كان يفعل في الأشهــر الأولى
لزواجها . . مظهراً لها الحنان الدافئ . الذي تتذكره بحزن وأسـى .
تلك الأشهر الأولى كانت أكثر اللحظات سعادة فــي
حياتها . . فروبرتو مُحب مثير , حساس , يعــي تماماً براءتها . يحبها
ويحميها , وإن كان يجرفها معه في لجج رغبته الحارة , العقبة
الوحيدة التي كانت تعكــر صفو تلك السعادة التامة كان والد زوجهـــا
أنطونيو وعدائيته نحوها فهو لم يكن يخفي عن أحد رغبته في أن
يتزوج ابنه من ابنة عمه جيسكا .
بعد عودتهما من رحلة إلى لندن , كمحاولة يائسة لاستعادة
سعادتهما , عادت المشاكل حـــال وصولهما إلى نيويورك . فقد كان
موعد حفلة عيد ميلاد جيسكا ليلة وصولهما . . وكانت جيني حينها
متعبة من السفر , فآوت إلى الفراش باكراً , بينما بقي روبرتو ليحضر
الحفلــة .
لم تستيقظ جيني إلا بعد منتصف الليل على صوت موسيقى
منبعثاً من الأسفل . نهضت من فراشها ومن على فسحة السلم
تطلعت إلى المرآة الضخمة التي تعكس ما في الصالون الطويل ,
فشاهدت جيسكا , مغمضة العينين , تسبح مع الموسيقى بين ذراعي
روبرتو . فعادت إلى فراشها متوترة , والغيرة تنهشها . . . ولم تغط
في النوم إلا حوالي الرابعة صباحاً ولم يكن روبرتو قد عاد بعد إلى
فراشه . . . مع أن المنزل كان خالياً يسوده الصمت .
وكان هذا بالطبع سبباً لخلاف آخــر . وتدخل أنطونيو باستينو
بعنجهيته وكبريائه , مقطباً وجهه قائلاً لها :
ـ إذا كنت تغارين من جيسكا فاسألي نفسك عن السبب ! ألست
تغارين بسبب معرفتك أنها هي امرأة من طبقته , وليس مجرد فتاة
جميلة جاهلة نكـــرة .
عندهــا خلعت جيني خاتم الزواج من يدها لترميه له بينما ظل
روبرتو صامتاً لا يفوه بكلمة . وسارعت إلى منزل أبيها , معتقدة أن
لروبرتو نفس وجهة نظر أبيه , وأنه قد ندم على زواجه منها , لكنها
مع بزوغ أول شعاع لضوء الصباح سارعت إلى منزل باستينو
لمحاولة كسب ود زوجهــا , مهما يكن الثمن .
ما شاهدته يومها لم يكن ليفارق مخيلتها ليلاً ونهاراً ولأشهر
طويلة . . . روبرتو غافٍ في فراشه . . وإلى جانبه جيسكا يعلو
وجهها بسمه انتصــار .
لم تزل هذه الذكرى تحز في نفسها حتى هذه اللحظات . . لم
لم تستطع النسيان , كانت تعرف بالطبع , أن هناك الكثير من النساء
قبلها . . ولكنها آمنت بكــل سذاجــة , أن روبرتو بعد قســمه
بالإخلاص , لن يفعل ما قد يســــيء إليها .
لم تخبر غرانت بالأمر بعد . . بغريزتها أدركت أنه
سيغضب . . . وربما يمنعها من زيارة روبرتو . وهــي تعرف أنها لن
تستطيع أن تمتنع عن ذلــك .
هذا ووضعها النفسي السيء أثر في نتاج عملها , وبدا أنها
فقدت الدافع للعمل . كانت مضطرة لإجبار نفسها على التقاط أقــلام
التلوين , إذ إن يديها بدتا لها متخشبتان مترددتان .
وصــل غرانت بعد ظهر ذلك اليوم وهي تروح وتجــيء متنهدة
أمام رسوم تصميماتها , فوقف قربها مقطباً :
ـ هل هناك شـــــيء مــا ؟
فنظرت إليه متوترة :
ــ ولم تســأل ؟
فضحك مشيراً بإصبعه إلى الصورة :
ـ يا فتاتي العزيزة ! لم أعهدك خرقاء في عملك . . أرى أنك
هنا أعدت الرسم فوق الرسم أكثر من مرة . . . ومـع ذلك فهو لا
يزال سيئاً . . أليس كذلك ؟
ولم يكن هناك جدوى من الإنكار , فهو يعرف عن فن التصميم
الشــيء الكثير أكثر مما يعرفه كبار الرسامين . فقالت له بعد تردد :
ـ أظن أنه قد حان الوقت لأقول لك شيئاً . أجلس يا غرانت .
فنظر إليها متوتراً مقطباً وسألها مازحاً :
ـ وهل ســأحتاج إلى ما يعيدني إلى الصحو إن أغمي علي .
فضحكت جيني وأخبرته القصة بشكــل سريع بكل صراحة ,
وخشونة وشـــاهدت وجهه يتصــلــب ويسود , وبدأت الشعـــلات
الحمراء تغشى عينيه :
ـ يا للجحيم . . . لا بد أنك فقـــدت عـقــلــك . . أنت تزورنه
يومياً منذ أسابيع دون إعلامــي بالأمـر ؟ أتكذبين علي ؟ تغشيني ؟ لا
أستطيع أن أصــدق أنك فعلت هذا يا جيني !
فقالت بـــأسى :
ـ لم أكن أتصور أن الأمر سيستمر طويلاً . لقد أخبروني أول
الأمر بأنه سيموت فلم استطع الرفض ! ثم قال الأخصائي النفسي إن
هو اكتشف أمر طلاقنا قد يصاب بصدمة . . فكيف يمكن أن لا ألبي
طلبهم وألعب الدور المطلوب منــي ؟
ـ أخبريني بالأمــر على الأقل , كنت استطعت التعامل معهم .
هذا إن كنت راغبة في تدخلي , ولكن يبدو أنك لست راغبة . أليس
كذلك جيني ؟ أظن أنك تودين الذهاب لرؤيته , رؤية ذلك الوغد
الإيطالي السافل ! لم تتمكني أبداً من التخلص من ذكراه . . أليس
كذلك ؟ ظننت لفترة أنك نسيته تماماً . . . ولكن لحظة أشـــار لك
عدت زاحفــة إليه كالبلهاء وتركته يستغلك كمـــا كان يفعل من قبل .
ـ ولكنه مريض للغاية !
فضحك بخشونة :
ـ كم هذا مقــنــع !
ـ غرانت . . إنه مريــض ! كــان على شفـــير الــمــوت ! لو أنك
شــاهدته في اليوم الأول . . كم كان شاحباً ومتلاشياً كالأموات .
بالكاد كـــان يصدر حركة أو صوتــاً .
والتوت شفتا غرانت بتكشيرة غضب :
ـ إذاً أصبحت ملمة بكـــل ظروفه وجميع احتياجاته , أليس
كذلك ؟ لقد أجبرك على الحضــور . . ألم يفعل ؟
ـ غرانت , كان علي الذهاب , اللياقة تقتضي ذلك !
وأمسك كتفيها بكلتا يديه وهزها بعنف , فتصلب وجهها وهـــي
تنظر إليه مذهولة وعيناها الخضراوان شاخصتان وصــاح بها :
ـ أنت أردت الذهاب ! اعترفـــي بذلك !
واشتد غضبها , منه . . . وأصبحت شرسة . وفقدت السيطرة
على تفكيرها , فافلت لسانها وصاحت به .
ـ حسن جداً . . هذا ما أردته . . أردت رؤية ثانية . . . لأنــي
أحبه !
وقطعت الكلمات بصمت متوتر , وأغمضت عينيها لفترة
قصيرة . ثم نظرت بحزن إلى غرانت :
ـ آسفة يا غرانت . ليس الأمر بيدي . . . لم أرد ذلك . .
ولكن هذا هو الواقع . . . أنا مجنونة به .
فقال غرانت بوضوح وبرود :
ـ أجل . . . أجل . . أعرف هذا . هذا ما عرفته دوماً . كان
واضحاً منذ البداية . . نظرة واحدة منه أوقعتك في غرامه . . وكنت
غبياً إذ ظننت أنك قد شفيت من حبه .
أخفضت جيني رأسها باستسلام , وقد انتابها الندم المرير . ثم
سـحــبــت خــــاتـم الخطوبة من أصابعها وأعطته إياه :
ـ أنا آسفــــة جداً لهذه النهاية بيننا .
تنفس غرانت بحدة , ناظراً إلى الخاتم وكأنه يراه لأول مرة . . .
ثم تنهد :
ـ اسمعـــي يا عزيزتــي . أنا آســف لعدم سيطرتــي على أعصابــي .
فهل تستمعين إلى بهدوء للحظات ؟
ـ بالطبع . فحـــــبي لروبرتو لن يؤثر مطلقــاً على تعلقــي بك . ولم
يكن يوماً ليؤثر . . لقد تعارفنا منذ زمن طويل . . .
فابتسم وشعرت أنها آلمته بهذا الكلام أكثر مما أرضته :
ـ لا تعيدي إلى الخاتم الآن . أبقيه في الوقت الحاضر . ولا
تخبري أحداً أن علاقتنا قد انتهت .
وبدا عليها الارتباك وعدم الفهــــم :
ـ ولمــاذا ؟
ـ لأجـــل حمايتك . فأنا لا أثق بعائلة باستينو , كمــا لم أثق بهم
من قبل . ولا أصدق ادعاء روبرتو بفــقدان ذاكرته . . . إنه خنزير
ذكــــي .
ـ أوه غرانت ! أنت لم تره حقـــاً !
فابتســـــم بقلق :
ـ أوه . . أنا لا أشك فــي أنه مريض بعد حادث تحطم سيارته . .
ولكن ليس هناك من طريقه لمعرفة هذا الادعــاء بفــقدان ذاكرته كمــا
هــي الحال مع عظم مكســور مثلاً . ربمــا هو يحتال على الجميع .
ـ ولمــاذا يفـــــعل ؟
فهز كتفيه :
ـ لقد نجح . . . ! واستعادك , ألم يفعـــل ؟
فاحمـــر وجههـــا :
ـ لو كان يريدنــــي لحاول سابقاً أنسيت أن زوجته قد ماتت منذ
سنتين . . . ولم يحـــاول التقرب منـــي بعدها مطلقاً . . . فلماذا انتظر
هذا الوقت كلــه ؟
ـ ومن يعرف لماذا بحق الشيطان ؟ إنه خبيث مــاكر . . . رجــل
أعمال له تكتيكات ناجحة . جيني . . أنت تقرأين الصحف وتعرفين
كم عدد النساء اللواتـــي شوهد معهن . . . علاقاته بالنساء قذرة . .
هل هو من نوع الرجل الذي ترغبين فيه ؟ رجل لا يمكنك أن تثقــي
به ؟
وأحست جيني بالغثيان , ووضعت يدها على معدتها ,
وارتجفت شفتاها . . وهي تقول بصوت هامس :
ـ لا . . ليس هذا ما أريده . . لا . . بالطبع لا .
ـ إذن . . لمــــاذا ؟
ونظــرت إليه عاجـــزة .
ـ فـــي هذه اللحظات , لأنه يحتاجني !
فضحــك . . وصاحت غاضبة :
ـ إنه بحاجة لــي وطالما عرفت هذا فأنا لن أخيب أمله . لقـــد
حاولت , وكتمت مشاعري , ولكنني . الآن لم أعد اقدر . أنا ضعيفة
غبية , ربما . لكن لا حيلة لي حيال هذا الأمــر .
ـ حسناً . . ولكن , ولأجــل حمايتك استمري فـــي ارتداء
خاتمي . . وانتظري . . لا تلتزمــي مع هذه العائلة ثانية قبل أن تعرفي
حقيقة الموقف , ولا تعرضي نفسك لأي خداع ثانية .
ـ أنت رجــل رائع يا غرانت , وكنت أتمنى من الله لــــو أنني
أحببتك كمـــا أحببتنــــي .
فضحــك عميقـــاً :
ـ وكذلك أنا يا عزيزتي . فأنت جميلة , يا لأســف أن باستينو
هذا لم يقتل فـــي تلك الحادثة .
ـ غرانت . . . لا تقـــل مثل هذا ولو على سبيل المزاح .
ـ ولكني لا أمزح . لو لم تلتقي به لكنا تزوجنا منذ زمن
بعيد . . . وأنا واثق أنه سيرفسك على أسنانك مرة أخرى يومــاً ما .
وســأكون يومئذ بانتظـــارك .
واستدار ليغادر المنزل دون كلمة وداع . . . فوقفت مكانهــا . .
ترتجــف ضائعة بين رفضها لقوله وتصديقها له .
كانت الرباطات قــد أزيلت عن رأس روبرتو يوم زارته .
ضحكت وهي تنظر إلى خصل شعره الأســـود المبعثرة فوق جبينه .
ـ تبدو كــالطفــل . .
فرد بمرارة .
ـ بل أبدو كــــالأبله .
وأخــذ يتحدث عن مشاريعه , ممسكاً أصابعها في يده , يـــعــبث
بها ملاحظاً كيف تختفي في راحة يده الكبيرة .
ـ فكــــرت أن نذهب إلى ايطاليا .
واستوت فــي جلستها لتتحسس جسدها الذي تجمد من هول
المفاجـــأة .
ـ ايطاليا ؟
ـ نيويورك باردة في الشتاء , ولقد اشتقت إلى أجواء بلادي . .
يمكن إعادة فتح الفيلا وتهويتها في مدة قصيرة . . ويمكن أن نطير
إلى هناك فور مغادرتي المستشفى .
كــان قلبها يضرب كطبول الغاب , شفتاها جافتان من شدة
التوتر . . يجب أن يعــــرف . . . لن تستطيع السفر معه . . هذا أمر لا
يمكن التردد فيه .
وســـألها متعجباً :
ـ لمــاذا تصمتين ؟
ـ كنت أفكــر . السفــــر قد يكون متعباً لك . وسيصيبك بالإرهــــاق .
ـ هــــراء !
ونظــــر إليها بوجه ضاحك وابتسامة ســاخرة تذكرها جيداً ,
جعلتها تمسك أنفاسها وترتعش ثم همـــس :
ـ أعتقد أنك تشعرين بالخجل . . ربما لأن فراقنــــا قد طـــال ؟
فكــــرت بسرعة . . مــاذا يعني ؟ وأكمـــل برقة :
ـ هل نسيت وأنا مريض أنك امرأة متزوجــة , وأنك زوجــــتي ؟
ســأغير هذا الوضع قريباً يا حــــبي . . . وســأكون مسروراً بأن أذكــرك
بأنك ملكـــــي .
ودفعها الذعــر لمحاولــة جذب يدها من يده , ولكنه شد قبضته
على أصابعها , موجهاً نظرة حادة إلى وجههــا المضطرب .
ـ كنت أظن أن هذا التمنع اللذيذ قد ولى زمنه . . . ولكنني
أرى العكــــس .
اقترب منها , رفع راحة يدهــا وقبلها , ثم أحاطها بذراعه ملامســاً
بشرتها الزهرية , وأخذ يقبل باطن كفيها مرات ومرات .
أحست بقلبها يخفق خفقاً متلاحقاً ثم ضمها إليه بقوة فشعرت
أنه سيحطم عظــام صدرها , أبعدته عنها ونظرت إليه . . تكرهه . .
وتحبه فــي آن . وســـارعت إلى إبعاد نظراتها عنه عندما أحست بثقل
نظراته عليهـــا .
ـ ربما سنتمكن من السفر إلى ايطاليا فيما بعد , ولكــن ليس
الآن روبرتو .
سحبت يدهـــا من يده وتابعت :
ـ يجب أن اذهــــب الآن .
وســارعــت إلى الباب وعيـنــاه الغاضبتان تلاحقانها . وصـــاح
بحــدة :
ـ عــــودي إلى هنا جيني !
ولكنها تابعت جريها إلى الخــارج , متظـــاهرة بعدم سمـــاعه , وكـــل
جسدهــا ينتفض .
اتجهت من المستشفى إلى منزل باستينو مباشــرة لمقابلة إيفا .
فاستقبلها الخادم القديم الذي تعرفه جيداً . . ولم يكن في وجهه مــا
يدل على أنه من البشر . سمعته يقول بعد أن أدخلهــا إلى غرفة
الجلوس بصوت خال من أي تعبير :
ـ سيدتي . .. الآنســـــــــة نيوهام هنا !
وتقدمت إيفا لتقبلهــا .
ـ حبيبتي . . كم رائع أن أراك فــي هذا المنزل ثانية !
ولامست خدها بخد جيني التي ســارعت للتأوه .
ـ إيفا . . أتعلمين أن الطبيب سيسمـــح له بمغادرة المستشفى
قريباً ؟
ـ أجـــل . . . ما رأيك لو تتناولــيــن القهوة معـــي ؟ اجلســـي يا
حبيبتي .
ونظرت إليها جيني يائســـة :
ـ أصغــــي إلي إيفا . . روبرتو يريد السفر إلى ايطاليا !
ـ فكــرة رائعة ! أنا واثقة أنه سيتعافى بســرعة أكــبر هناك .
وبدا واضحــاُ أن إيفا لم تفهم معنى قولهـــا .
ـ عندما يصــل إلى المنزل , يجب أن تخبروه يا إيفا .
ـ نخبره مــاذا ؟
وجلست إيفا على الكرســـي بقربها ونظرت إليها ببراءة .
ـ أنت تعرفين ما أعنــي . . ! يجب إخباره بــأمـــر طلاقنا !
حينها أمسكت إيفا بيدها , ولامست خاتم الزواج الذي نسيت
أن تخلعــه عندما غادرت المستشفى :
ـ ولمــاذا ؟
فــأجفلت جيني :
ـ أنت تعرفين جيداً لمــاذا لا أستطيع الذهاب معه ! لأنــي لست
زوجته وعاجــلاً أم آجــلاً سيعي ذلك .
فقالت إيفا بنعومــة :
ـ طبعاً عاجلاً أم آجـــلاً . . . ولكن ليــس الآن يا جيني . . . ليس
بعد .
شهقت جيني . . . وحدقت بإيفا .
ـ ألا ترين أن هذا الوضع مستحيل بالنسبة لــي ؟ لـــم أعــــد قادرة
على الاحتمال . . وأنا أدعــــي كل يوم وأذهب إليه . . وأراه . .
وأكذب عليه !
فردت إيفا بهـــدوء :
ـ ولكنك بذلك تجعلينه سعيداً , يا عزيزتي سيكون الأمـــر أفضل
بكثير لو تركناه يستعيد ذاكرته بنفسه . . ألا تعتقدين هذا ؟ وبما أنه
بدأ يستعيد عافيته تدريجياً فلن يطول الأمر حتى يستعيد ذاكرته .
ـ ولكنـــني لا أستطيع السفر معه إلى ايطاليا ! لا أستطيع , إيفا !
أنا لست زوجته . . نحن لسنا متزوجين ! كيف يمكنــني السفر إلى
إيطاليا والعيش معه تحت سقف واحد ؟
فابتسمت بخبث :
ـ لا بأس يا عزيزتي . . وأي ضرر فــي هذا ؟ أتظنين أنه بكــــامل
عافيته ليطالبك بحــقــه الزوجـــي ؟
فــاحمر وجه جيني وهمست :
ـ ولو فعــــل ؟
ضحكت إيفا :
ـ لا أظن . . أنسيت كم هو مريض ؟ مثل هذه الأفكـــار لن تخطر
بباله يا عزيزتي قبل أسابيع طويلة ,وحتى ذلك الوقت لا بد أن
يكــون قد استعاد ذاكرته , كمـــا إنك بحاجة لإجــازة . . لقد مررت
بفترة عصبية . . وتبدين متعبة يا عزيزتــي !
ـ لا أقـــدر .
ـ وهل سيعترض خطيبك ؟
فوقفت غاضبة , فـــي نفس اللحظة التي دخــــل فيها الخادم . . .
فقالت :
القهوة . . عودي للجلوس يا عزيزتــي .
وبينما هما ترتشفان القهوة , قالت جيني لإيفا :
ـ يبدو أنك نسيت كم كان لدي من الأسباب لأكــرهه ! فزواجنا
كان محكوم عليه بالفشل . . وكـــان فراقنا محتماً .
فتغير وجــه إيفا :
ـ لا أريد مناقشة ما حدث . فــالزواج عــلاقة شخصية بحتة !
فضحكت جيني بسخرية , ونظــــرت إليها واضعة يديها على
خصرهـــا ووقفت قائلة :
ـ ولكن الطلاق ليس أمـــراً شخصياً إطــلاقاً . . أليس كذلك ؟
وأنت تعرفين تمــاماً لماذا تطلقنــــا .
ـ جيني أرجـــوك !
كانت جيني غاضبة بشدة أحســـت معها بعدم قدرتها على
التراجع . . . وأصبح وجهها شاحباً مائلاً للبياض وقالت بمرارة :
ـ لقد حدث ذلك فـــي هذا المنزل . . أتذكرين ؟ لقد دخـــلــــت
غرفــــتي ووجدته على فـــراشــــي مع عشيقته .
وبدت الصدمة على إيفا . . وشحب وجههـــا . .
ـ أنـــا . . أنــا آســفــــة . .
ـ آســـفة ؟
قالتها بسخرية وكــأنها تقصد الإهانة وأكملــــت :
ـ أيمكن أن تتصوري كيف كــان الأمــر بالنسبة لــي ؟
في نبرة صوتها , ألم غاضب , وجهها مشدود متشنج , مع
محــاولاتها الجاهدة للسيطرة على البؤس الذي يشتعل في داخلهــا .
وتمتمت إيفا :
ـ أوه . . يا عزيزتي .
ـ أيمكنك أن تنســــي ما حدث لو كنت أنتِ مكــانــــي ؟
أحست إيفا أن السؤال كــالخنجر المصوب إليها , فــأجابت
بصوت أجـــش :
ـ أنت لم تسمحــي لــ روبرتو أن يشرح لك حقيقة الوضع .
ـ يشرح لــي ؟ يشرح ماذا بحق الله ؟ مــاذا يمكنه أن يشرح إيفا ؟
أيشرح لــي لماذا أخذ جيسكا إلى فراشـــي ؟ لقد رأيتهما معاً . .
أتذكرين ؟ تلك الصورة لم تفارق مخيلـــتي قط منذ ذلك الوقت ,
عشت بعدهــا في جحيم . صدقيــني . ليس هناك عذر يبرر مــا
فعـــله .
وردت إيفا بصــوت مرتجف بائس وهــي تنظــر إليها بحزن :
ـ الأمــــور ليست دائماً كمــا تبدو .
فضحكــت جيني بمــرارة :
ـ ما حصــل كــان بسيطــاً إيفا . . واضــح كــوضوح الشمس .
فبــدا الألم فــي عيني إيفا :
ـ لا تتحدثي هكذا ! أكــره سمــاع ما تقولين .
ـ ولست أحب أن أقولـــه . ولكنــني لن أصغـــي إليك وأنت
تدافعين عن الشيطان . . عن روبرتو . . . لا شـــيء تفعلينه يمكن أن
يزيل أندرو من الصورة , ولا أنت تريدين هذا . . أعــرف أنك تحبين
الصــــبي . . إذ إنه ولد صغير طيب , ولكــن كل مرة أسمع اسمه فيها ,
أتذكــر واقع أن روبرتو أصبح أباه وهـــو في فراشـــي أنا مع أمه تلك
الليلة .
وســارت بخــــطى ثابتة نحو الباب وخرجت . . . تاركـــة إيفا
العجــوز تحدق بهـــا بعينين دامعتين
* * *
نهــاية الفصل (( الثالث )) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:50 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4 ـ تتــبع قلبهــا
نظــر دانيال نيوهام نحو ابنته بذهول وقال صراحة :
ـ إنه وقح . . وهذا أكيد . . جيني . . لا يمكن أن تفكــري بالسفر
معه إلى إيطاليا . . مرت سنوات لتتخلصي من آثار الكارثة الأخيرة
التي سببها لك , والأبله وحده يذهب بقدميه ليتلقى المزيد من
العقـــاب .
والتوى فمه وأكمـــل بسخرية :
ـ أو يكــون معقداً منحرفــاً . . أهذا ما أنت عليه جيني ؟ وهل
تتمتعين بالمعاملة التي كنت تتلقينها منه ؟
وشحب وجهها . . واتسعت عيناها ثم هزت رأسهـــا :
ـ بالطبع لا !
ـ لماذا إذن ؟ لمـــاذا تتركين هذا يحدث لك ثانية ؟
وضمت يديها إشــارة عجــز :
ـ لــم أكــن أنوي ترك الأمور تصل إلى هذا الحد . أول مرة
جرتــني إيفا للذهاب . ثم اعتقدت أنه سيموت . . فكيف يمكن أن
أرفـض يا دانــي , وهو على وشــك الموت ؟
فرقع والدها بلسانه , ودفع يده فــي شعره الخفيف المشعث .
ـ حسناً إنه لن يموت الآن . وإذا كان قوياً كفــاية للسفــر إلى
إيطاليا فهوى قوي بمـــا يكفــي ليعرف الحقيقة .
ولم تستطع إنكار هذا , فــأحنت رأسهـــا وتنهدت :
ـ إيفا تريده أن يسترجع ذاكرته بشكـــل طبيعي .
فبدت السخرية على وجهه :
ـ ولا يهم كم يطول الأمور ؟ هل ينوون إبعاد كـــل الصحف عنه ؟
والأمور العملية ؟ لأجل الله جيني , ألا يمكن أن تفهمي ما أقصد ؟
يجب أن يــعرف . . يجب أن يخجل من نفســه . . . ألن يطــرح
الأسئلــــة ؟
فاتسعت عيناها :
ـ الصحف ؟ أنا أقرأهــا له عندما أزوره .
فــابتسم ســاخراً :
ـ صحيح ؟ ألم يعلق أبداً على ما تقرأينه له ؟ ألم تظهر عليه
الدهشــة ؟ لقد تغير الكثير منذ خمس سنوات في العالم !
وجلست على مقعد وراءها وكأن ســاقيها لم تعودا تحملانها :
ـ فهمت مـــا تعنـي . . . وهذا لم يخطــر ببالــــي .
ـ نظرة واحدة لتاريخ صحيفة تجعله يتذكـــر . ألا تظنين أنه
سيســأل عن هوة خمس سنوات فــي ذاكرته ؟
نظــر إليها لحظــات بلطف وأكمــل :
ـ حبيبتي . . ألم تلاحظـــي كم تغيرت أنت خلال الخمس
سنوات . آخــر مرة شاهدك فيها كنت صغيرة . . . وأنت الآن امـرأة . .
تسريحــة شعرك , زينتك , ثيابك . لا بد أن يكــون كــل هذا غريب
عليه . . . ومع ذلك لم يعلق مطلقــاً ؟ أتصدقين هذا ؟
ذكـاء داني الحاد الدقيق كان دائماً يتفوق على ذكائها . إنه دائماً
يضع إصبعه على قلب المشكــلة , لا تمنعه قلة تعقلها التي تحد من
تفكيرها . وبتركيز دقيق فعل هذا الآن , وأحـــس على الفور بالتناقض
الذي كان يجب عليها هي أن تراه , ولكن تورطها العاطفي مع
روبرتو منعها من ذلك . بالطبع والدها على حق , من المستحيل أن
يكون روبرتو قد أمضى الستة أسابيع الماضية دون أن يتساءل, ولو
لمرة , عن هذه الهوة في ذاكــرته .
واتسعت عيناها الخضراوان , وســألت بصوت خفيف :
ـ ولِمَ يفعل هذا ؟
ـ لماذا ؟ أنت لست عمياء لهذه الدرجة جيني . أنت تعرفين
لماذا تماماً . . . إنه يريد استرجاعك .
فــاحمر وجهها , وأحست بأن قلبها نســي أن يدق عدة دقــات :
ـ هل لا يزال يحبني ؟
وحملقت بأبيها منتظرة الرد مقطوعة النفس . . . فتجهم وجه
داني :
ـ حب ؟ إنها ليست الكلمة التي قد يستخدمها . . إنه يريدك . . .
إنه رجل يحب التملك , ويدرك مدى قوته . وأنت هربت من بين
يديه . . . ولقد أدهشني يومها لأنه تركك بسهولة . . . يوم جاء إلى
هنا وراءك كان كالحيوان المجنون , واستلزم الأمر وجود غرانت
معي لإخراجــه . أمر واحد علق في ذهني حتى اليوم , وهو قوله
(( إنها لــي ! )) ولطالما ارتعشت كلما تذكرت كيف قالها . إنني لا أطيق
الرجال أمثاله , رجال ينظرون إلى المرأة كنوع من الممتلكات .
كلماته أعادت تدفق الذكريات المؤلمة المريرة التي مرت بها .
وتركها هذا غير قادرة على الكلام للحظات طويلة , تحدق في
الأرض . وعندما استعادت القدرة على النطق , قالت :
ـ مـــاذا ســأفعل ؟
والدها رباها بعد موت أمها . . . وكان مقربان من بعضهما
جداً . ورثت عنه موهبته , ذكــاءه , حبه للجمال . علمها كيف ترى
الجمال في أشياء لا علاقة لها بالجمال . فتح عينيها على الحياة
بكل ما فيها من تسامح . علمها أسس فلسفة هادئة لتبني عليها
نظرتها إلى الحياة . لم تشك لفترة طويلة , أن علاقته بالجميلات
من العارضات اللواتــي مررن في حياته , لها أكثر من الطابع
العملي . . وعندما كبرت لتفهم أنه يحب النساء , كانت قد توصلت
إلى مرحلة تقبلت فيها هذا الواقع دون أن تنزعج . . كمـــا تقبلت
تماماً لورين التي عاد بها معه من باريس , الصغيرة الحجم ,
الصريحة , الأمريكية الأصل , ذات الشعر الأحمر البني , والابتسامة
الواسعة . على الأقل تجيد الطبخ . . . ومع أنها على الأقل تبلغ
نصف عمره , فلديها إخـلاص وصدق جعلها محبوبة . . . وأجابها
داني بقطــع حبل أفكــارها :
ـ ماذا تفعلين ؟ افعلي ما يحلو لك . . ولكني أحذرك . . . إنه
يخدعك . وأنت تعرفين هذا . . . وإذا استمريت في مقابلته
فستتعرضين للألم مرة أخـــرى .
هذا أمــر ممكن . . . إنه يأمل بأن يتمكن من محو الماضــي . .
ومن الممكن أيضاً أنه يعتقد بقدرته على جعلها تقابله حتى يتسنى
لها نسيان ما حــصل . . . وبألم , أحست أن الأمر حقيقــي . . .
وشعرت بغضب يقطع أنفاسها . إذا كان كل هذا ادعاء منه , فهو
شرير خبيث , كذاب قذر .
أقنعت نفسها مئات المرات بأنها لن تذهب لزيارته ذلك
اليوم . . . ولكنها فـــي النهاية ذهبت , توبخ نفسها على ضعفها ,
وتتجادل مع نفسها في كل خطوة من الطريق . حتى وهي واقفة
خارج غرفته , ترددت . . . لقد تجاوزت ساعات زيارته المعتادة
بكثير , ولا تزال أمامها فرصة للرجوع , وهي تقف هناك . . سمعت
صوتاً غريباً في الداخل . . . آهة مخنوقة . إنه يتألم . . وفتحت
الباب على الفور , وعيناها تطيران إليه وشاهدت رأسه مدفوناً في
الوسادة . ولم يتحرك , تاركــاً وجهه مختبئاً عنهــا . فركضت نحوه ,
ولامست كتفه , وهمست :
ـ روبرتو . . . مــا بك ؟
بقــي جامداً للحظات . ثم , ودون أن يرفع رأسه تمتم :
ـ لا شـــيء . . رأســــــي . . .
فجلست قربه , تداعب خصلات شعره البادية من تحت
الرباط , وتدلك له مؤخرة عنقه :
ـ هل يؤلمك ؟ أأستدعــي لك الممرضة ؟
فتنهد :
ـ إنه أفضل الآن . . . استمــري فــي التدليك .
وأحست بعضــلات عنقه تسترخــي . وتنفس بعمق :
ـ آه . . . هذا رائع . . . لك يدان شافيتان يا جيني !
ارتفع الدم إلى وجهها وقد أدركت ما تفعل , وما تشعر . . . كل
نواياها السابقة تلاشت . . كيف يمكن أن تواجهه بعد هذا ؟
استدار ليتمدد على ظهره , ورفع عيناه إلى وجههـــا .
ـ لقد تأخــرت . . . ظننتك لن تأتــي .
ـ كنت أعمــــل .
ـ ترسمـــين ؟
كان وجهه هادئاً , لا قلق فيه , ولو أنه يمثل فهو ممثل
ممتاز . . ماذا لو كان داني و غرانت مخطئان ؟ ماذا لو أنه لا
يخدعها ؟ وهل تستطيع , أو هل تجرؤ , على إجباره ذاكرته على
العودة , لتصدمه وتسبب له نوعاً من الانهيار ؟ أتستطيع أن تعيش مع
ضميرها المعذب لو أضرت به ؟
ونظر إلى أصــابعه التي تمسك بالملاءة البيضاء , والهدوء بادٍ
على وجهه :
ـ هل ترين كراولي كثيراً ؟
فتنفست بحدة , ونظر إليها متسائلاً , فأجابته :
ـ أراه بين حين وآخـــر .
أدار وجهه عنها دون أن يرد . وجهه تعب , شاحب أشفق
قلبها عليه . . . وقالت :
ـ أنت تعب . . الأفضـــل أن أذهب لا تركك تستريح .
مد يده ليمسك بيدها وقال بلهجة لم يكن فيها رجــاء , بل أمر :
ـ ابقي . . . لقد قامت أمـــي بكل الترتيبات لسفرنا إلى ايطاليا .
فــأجفلت وشعر بها , وشد بأصابعه على يدها . . فقالت :
ـ روبرتو . . .
فتحت فمها لتقول إنها لن تذهب معه , لن تستطيع , لن
تستطيع الاستمرار بكل هذا الإدعاء . . . ولكنه قاطعها :
ـ ستكون الممرضة معنا , ولا حاجة لك للقلق علي . أظنهم
سيخدرونــي . . ولا يبدو أنهم مقتنعون بسفري . . ولكنني سئمت من
البقاء في هذه الغرفة , و أريد الإبتعاد عن جو المستشفى , أن أرتاح
في محيط أحبه , لقد سئمت من حياة المستشفى جيني . ستة أسابيع
وقت طويل ويكفــي . وأنا واثق من شفائــي بسرعة أكبر في ايطاليا .
ـ هل هي ممرضة ممن كن يعتنين بك هنا ؟
فضحك وأكمـــل كلامه والابتسامة على شفتيه :
ـ لا . . لقد حصلوا عليها من وكالة خارجية للتمريض ,
وجــاءت هذا الصباح لتتباحث مع الأطباء . . . انتظـــري حتى
تشاهديها . لم أكن أدري أن هناك ممرضات جميلات هكذا .
ـ وكيف تبدو ؟
لا فائدة من كتمان الأمــر . . . إنها تغار , لقد أحست بالعوارض
المألوفة للغيرة في معدتها . فقال ضاحكاً :
ـ إنها حمراء الشعر , ولها جسد كممثلات السينما . يجب أن
انتبه إلى ضغط الدم وهــي معــي .
لمعت عيناها بالغضب , ونظر متسلياً إلى وجهها الغاضب . .
ولكن ما حدث غير مزاجها . . فهو لو كان يذكر الماضي لما
حــاول المزاح وإثارة غيرتها هكذا . ولن تصدق أنه يستطيع فعل هذا
الآن لو أنه يتذكر ما حدث , لو أنه يتذكــر جيسكا , والطـــلاق .
قبل أن تتركــه بعشر دقائق . لم يكن قد عاد لذكر الرحلة ,
ولكنها كانت تعرف أن إرادتها تضعف , وســارت لمدة ساعة في
الجو البارد المثلج . أفكارها المشوشة منعتها من التفكير بتعقل .
يوم فاجأته في الفراش مع جيسكا . . فكرت بالانتقــام , على نفس
طريقة خيانته . فكانت تستطيع أن تستسلم لــ غرانت لولا أن والدها
أســرع بإرسالها إلى لندن .
ليلة سماعها بزواج روبرتو من جيسكا , ذهبت إلى حفلة
راقصة , وعادت إلى شقتها مع شاب , كادت تستسلم له لولا أنها
فــي اللحظة الأخيرة لم تستطع .
عندما التجأت أخيراً إلى غرانت , لم تكن تتوقع أن يكون لها
معه ذلك الشغف الذي عرفته من قبل . لم تكن قادرة فــي الواقع أن
تقدم له الكثير حتى ولو حاولت . صحبتها له عميقة , ولكنها فاترة
فيما لو قورنت بمشاعرها العنيفة تجاه روبرتو .
أخيراً , توصلت إلى قرار قاطع حول ذهابها معه وقدرتها على
تحمل بضعة أسابيع معه فــي ايطاليا لوحدهما .
ذهبت إلى منزل والدته , وجلست إيفا تمسك بيدها بحنان
تصغي بهدوء إليها وهي تحاول سرح مشاعرها المعقدة . وقالت إيفا
بهــدوء :
ـ تجعلين الأمــر يبدو معقداً جداً يا عزيزتــي . . . هناك سؤال
واحد عليك الإجابة عليه . . هل تريدين حــقــاً الذهاب معه ؟
فــتأوهت جيني :
ـ تعلمين جيداً أننــي أريد . . . إيفا . . . منذ سنتين عندما
اتصلت بي بعد موت جيسكا . . . لترتيب لقاء معه , هل كان يعرف
أنك تتصلين بــي ؟
ترددت إيفا بشكـــل ظاهر , واستطاعت جيني أن تلاحظ في
عينيها رغبتها بالكذب . . . ثم تنهدت تهز رأسها :
ـ لا . . . لم يكن يعرف . كان يرغب فــي رؤيتك , وعرفت
هذا . . كنت في أفكاره على الدوام , وكان هناك مئات من الأمور
الصغيرة تدل على ذلك . ولكنه كان يخاف . يخاف أن ترفضيه
بطريقة تعمق جرحه أكثر .
ـ جرحه ؟ أي جرح ؟ توحين لــي أحياناً بأنه كان بحاجة لمن
يشـفق عليه مني . مـــــا حدث كـــان فعـلـتــه وليــست فعلـــتي . . .
مجروح . . ؟ كنت يومها أود أن أراه يحترق بنار جهنم . . أكرهه يا
إيفا .
نظرت إليها إيفا بهدوء تهز رأسها وكأنها لا تصدق كلمة مما
تسمع . . . وأحست جيني أنها سئمت من كل شـيء . . . من نفسها ,
من روبرتو , من كل شــيء , وأكــملت :
ـ لقد بدا منذ شهــر أن كــل شــيء قد انتهى . . . لقد كرهته ,
لدرجة أنني كنت مستعدة لأمر من فوقه وهو جريح ينزف حتى
الموت دون أن أنظر إليه . . ولكن هذا الأسبوع الأخير نسف كل
شــيء , وأحياناً أشك في أنه يفعل هذا متعمداً , وبدأت أشك في أنه
فقد ذاكرته . . أظنه يلعب لعبة خبيثة معي .
ـ إذا كان يفعل هذا , هل سـتفهمين دوافعـه ؟
وأجفلت جيني . . . هل تعترف إيفا بالأمــر ؟
ـ وهل يفعــل ؟
ـ الأطباء يقولون لا . إنهم واثقون من أنه أغلق ذاكرته على
الماضي . . ولكن دعي هذا جانباً . . لو أنه يتظاهر فهل ستفهمين
حاجته للتستر قبل إعادة التقرب إليك , لأجل كبريائه ؟ روبرتو من
آل باستينو , وكبرياؤه لا يوصف . . . كان دوماً هكذا . وستكون
إهانة لرجولته لو اعترف بضعفه , وخاصة أمام امرأة . ألا يمكنك
الغفران له لأجـــل هذا ؟
ـ ولكنه داس على كرامــــتي . . فلماذا أسامحه لحماية كرامته ؟
ـ كرامة المرأة في أن تضحي . . . وكلانا يعرف هذا . . نحن لا
نعير كرامتنا الكثير من الاهتمام . . الرجــال هم من يقدسونها ,
يحاربون لأجلهــا , ومستعدون للموت في سبيلها . . . أما المرأة
فلديها التفكير العملي أكثر كــي لا تضحي بشعرة من أجل الكرامة .
ـ أنت تتحدثين عن الإيطاليين . . أما الرجال في أميركــا فلا
يتحدثون عن الموت لأجل الكرامة صدقيــني ؟
ـ الأميركيون ؟ ولكن نحن نتحدث عن روبرتو , زوجك ,
ابني . . .
ـ لم يعد زوجــــي !
ـ ولا حتى في قلبك ؟
ردت عليها جيني بنفس لهجتها الدرامية :
ـ عندما شاهدته مع جيسكا تحطم قلبي ! لفترة طويلة بقيت
أشعر بالفراغ وكأنني ميتة . وعندما شفيت أصبحت لدي الحكمة
الكافية كــي لا أفرط بقلبي ثانية . . . لا يا إيفا . . . روبرتو لم يعد
زوجي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .
ـ لماذا إذن الرغبة فــي السفر معه ؟
بدا الانتصـــار على إيفا وهي تسأل , وأحست جيني باحمرار
وجهها من الغضب فوقفت على قدميها وقالت بخشونة :
ـ لأنني حمقــاء . . . وهذا ما أنا عليه . . . وإلا لمــا فكرت
بالأمــر .
فابتسمت إيفا :
ـ ولكنك ستذهبين . . . أليس كذلك جيني ؟
ولم تستطع الرد , بل وافقت وقبضتاها مطبقتان وعلى وجهها
تتصارع مختلف المشاعر . . . وبعد لحظات طويلة أجابت :
ـ إذا ذهبت , فلت أريد تلك الممرضة الحمراء الشعر يا إيفا .
فاتسعت عينا إيفا :
ـ مــاذا ؟
ـ الممرضة التي استخدمتموها , يقول روبرتو عنها إنها صاعقة
الجمــال .
كانت وبكل طفولية قد أعمت الغيرة أبصارها . . . ونظرت إلى
إيفا وشفتها السفلى بارزة إلى الأمام كالأطفــال :
ـ استبدليها . . استخدمــي ممرضة مسنة . لن أتحمل أن يزعجــني
بمزاحة عنها ونحن هناك !
فضحكت إيفا مسرورة :
ـ وهل فعل هــذا ؟
ـ أوه . . ومتعمداً, مع أنه أظهر الأمــر وكأنه مزاح , ولكنــني لن
أتحمله .
فلمعت عينا إيفا :
ـ سأستخدم ممرضة تشبه التنين . . . أعدك .
ـ قبيحة مثل الخطيئة . هكــذا أفضل , ولأرى حينها كيف
سيتغزل بها !
ـ ســأختار أكبر وأقبح ممرضة لديهم .
وضحكت عالياً , ثم رافقت جيني إلى الباب , وقالت :
ـ وتدعين أنك لا تهتمين به ؟
ـ أتمنى هذا . ولكن هذا لا يعني أنني سامحته . . . لن أســامحه
أبداً .
بعد مرور أربعة أيام على هذا اللقاء , كانت جيني فــي طائرة
خاصة تملكها إمبراطورية باستينو , مع روبرتو وامــرأة في الخمسين
تعنى بالمريض .
ونظــر روبرتو إلى جيني :
ـ أعتقد أنه علي أن أشكرك على هذا الغول . . . أم إن هذا
عمــل أمــي ؟
رفعت جيني ذقنها متحدية :
ـ لست أدري عما تتكلم .
فابتسم لها ساخــراً :
ـ صحيح ؟
واضطربت الطائرة بحدة , فشهقت وسارع إلى تغطية يدها
بيده .
ـ لا تقلقــي . . . الطائرة تستدير لتدخل في المسار العالمي
للطيران .
بعد لحظات , انخفض جفناه , فقد بدأت الحبوب المنومة التي
أعطيت له قبل الإقلاع تعطي مفعولها وببطء استغرق في النوم .
حطت بهم الطائرة في مطار لشبونة للتزود بالوقود قبل متابعة
الطريق رأساً إلى نابولي . . . ومن ثم أقلعت إلى جزيرة صغيرة
مقابل خليج نابولي يملكها كبار الأغنياء في إيطاليا . شواطئ
الجزيرة الصخرية بدت واضحة المعالم والطائرة الخاصة الصغيرة
تدور حولها , ثم ظـهرت أمامهــم أنوار المــدرج الذي ستنزل فيه
الطائرة .
الفيلا , كانت تبعد بضعة أميال عن المطار , وجلس روبرتو
يحدق من النافذة متذكراً مرتع طفولته .
قاد جوزيبي السيارة بهم وهو يتحدث إلى روبرتو عن آخــر
أخبار الجزيرة وعائلاتها العريقة , ولكن جيني أحست بالنعاس ,
ولم تستيقظ إلا بعد توقف السيارة , لتجد نفسها ملتصقة بروبرتو ,
وذراعه عل كتفيها , وحرارة صدره تحت خدها . ساعد جوزيبي
روبرتو الذي أصر على السير نحو المدخل . . . وسار ببطء , يرتاح
بعد كل خطوة , ولكنـه أخيراً نجـــح في الوصـــول , ترافقه ابتسامة
جوزيبي واستحسانه . ولاقتهما زوجته ماريا , تعلو وجهها ابتسامة
السعادة وهي تبكي بكلمات الفرح , وتحتضن روبرتو , الذي عرفاه
منذ طفولته , وأخذت تقبل وجنتيه مراراً .
ماريا كانت لا تزال ترتدي السواد حزناً على أبنها الأكبر الذي
مات غرقاً في قارب صيده , ولا زالت حتى الآن تشعل له الشموع
في كنيسة الجزيرة الصغيرة . ابنها الآخر , الاندو , لديه بستان زيتون
في الجبال الداخلية للجزيرة . ويعيش مع زوجته وأولاده الأربعة في
منزل ابيض اللون داخل بستانه , ويزور أبويه يوم الأحد من كل
أسبوع , وســأل روبرتو عنه وتبسم لسماعه لهجة المرأة الفخورة
بابنها بالرغم من اختلافها الدائم معه .
وقفت جيني منتظرة أن تلاحظ ماريا وجودها , وتتساءل عن
ردة فعل المرأة المسنة عندما تراها . وأخيراً استدارت العينان
السوداوان إليها . . ولكن لم تظهر الدهشة على ماريا لرؤيتها بل
مدت ذراعيها بحرارة , فاندفعت جيني إليهما , وأخذتا تتبادلان
القبل .
بدا روبرتو شاحباً , فتدخلت الممرضة طالبة إليه أن يتوجه إلى
سريره . . . وقادتهم ماريا إلى الطابق العلوي . . . هذه الفيلا بناها
جد روبرتو منذ أربعين سنة , ومنذ ذلك الحين لم تلق إلا القليل
من التجديد . . . في طرازها القديم وغرفها الواسعة المرتفعة
السقوف , ونوافذها العالية والشرفات الواسعة المطلة على جزء كبير
من أرض الجزيرة .
أخيراً تُرك روبرتو لرعاية ممرضته , وانسحبت ماريا على
مضض تظهر بوضوح عدم رضاها على ترك مريضها المحبوب بين
يدي امرأة غريبة . لم تنجُ جيني من عدائية ماريا للغرباء بل قد
شملتها هي أيضاً فيما مضى . ولكنها كانت قد بدأت تلين قبل
الطلاق بقليل , وهي تبدو الآن متلهفة لجعل جيني تحس أنها في
بيتها . وأخيراً تركتها لوحدها في غرفتها , لتفاجأ بأن إيفا قد أعطت
تعليماتها الصارمة لجوزيبي وماريا بخصوصها . وترحيبهما المتوقع
لوجودها أبرز ذلك بوضوح .
تعبها الشديد الليلة منعها من إعطاء هذا الأمر أهمية كبرى .
فغطت في نوم سريع لحظة أغمضت عينيها , واستمرت هكذا طوال
ذلك الليل الدافـــئ الطويل .
عندما استيقظت , كان نور الصباح قوياً , واستلقت تصغــــي إلى
هدير أمواج البحر البعيد وهي تتكســر على أقدام الصخور . تتأمـــل
شمس الشتاء وشعاعها الذي يتراقص على جدران غرفتها . . إنها
تشعر براحة غريبة في هذا المكان المنعزل الهــادئ .
بدت لها كل الانفعالات والتوترات التي مرت بها فــي الأســابيع
الماضية وكــأنها ذكرى بعيدة . . . وأحست بقلبهــا يخفق بوعي
مفاجـــئ . . إنها الآن مع روبرتو لوحدهما تحت سقف واحد . . .
بعد خمس سنوات من الفراق .
* * *
نهاية الفصــل (( الرابع )) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:51 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5 ـ جزيرة المفـــاجــآت
لمدة يومين بعد وصولهما , أصرت الممرضة على ملازمة
روبرتو للفراش , فالرحلة كانت مرهقة له أكثر مما يبدو , وبالرغم
من إقراره بتعبه , فقد أصرت بعناد , وكان إصرارها محقاً إذ أن
جيني كلما ذهبت لزيارته تجده بين النوم واليقظة , فينظر إليها
مترنحاً من النعاس ويقول :
ـ يبدو أن السفر قد أنهك قواي . . . آسف يا جيني .
فتقف قرب سريره تمرر أصابعها على وجهه :
ـ لا بأس روبرتو . . . سوف تستعيد قوتك عما قريب .
بينما هو مستلق ومتعب , كانت تتجول في حدائق الفيلا وكأنها
تستعيد ذكرى ما مضى . . . كلما أطلت على منظر جديد كان
يذكرها بحدة بلحظات من الماضي , وكانت تتخيل نفسها كما كانت
منذ ستة سنوات . ومن نظراتها الناضجة الآن , استطاعت أن تدرك
كم كانت صغيرة , دون خبرة , دون أي معرفة بأخلاق الرجل الذي
تعيش معه , غير واثقة لا منه ولا من نفسها , شديدة الحساسية
ورقيقة . لذلك كانت هدفاً سهلاً لـ جيسكا , ولا عجب أن تلك الفتاة
الايطالية ضحكت عليها !
صباح اليوم الثالث , أصبح روبرتو بصحة جيدة سمحت له
بالوقوف مستنداً إلى الممرضة , وهو يصر بأنه قادر على الوقوف .
وكم كانت تتمنى أن تبقيه في فراشه لبضعة أيام أخرى لو
استطاعت , ولكن طباعه المستبدة تغلبت على عنادها خاصة بعد
استعادته لنشاطه . صاح بها وعيناه السوداوان شرستان :
ـ سوف أقف !
كانت جيني في غرفتها عندما سمعته يصرخ , واستدارت
لتنصت وشبح ابتسامة يتراقص على شفتيها . إنه روبرتو الذي
تذكره . لم تسمع هذه اللهجة في صوته منذ الحادثة .
خرجت لتدق باب غرفته , وتقدمت الممرضة لتفتح لها ,
والانزعاج بادٍ عليها , وهمست بغضب :
ـ إنه يتلاعب سيدة باستينو .
وكأنمــا روبرتو ولد صغير عنيد يلعب حيث لا يسمح له باللعب
وبحاجة إلى ضرب على قفاه . . آه كم تتمنى لو تفعل . لو أنها
تجــــرؤ .
وحدق روبرتو بهما وصـــاح :
ـ لِمَ كل هذا الهمس ؟ جيني تعــالي إلى هنا ! لن أسمح بالتــآمر
علي من خلف ظهــري !
فابتسمت جيني للممرضة , وكأنها تعتذر . . ثم تقدمت نحوه
وعيناه مثبتتان عليها . . . وأحست بالغضب للاهتمام الذي يظهر في
نظراته . . وأحست أكثر فأكثر برغبة في ضربه . وتجولت عيناه في
بلوزتها وسروالها الأســـود .
ـ لِمَ ترتدين هذه الملابــس ؟ أكره النساء اللواتــي يرتدين
الســــروال . . . اخلعيهـــــا .
فنظرت إليه ببـــرود وقد رفعت حاجباً واحداً :
ـ أعصابنا متوترة هذا الصباح . . . أليس كذلك أيتها الممرضـــة ؟
فردت الممرضــة بارتياح :
ـ نحن هكــذا دائماً كلما أحسسنا ببعض التحسن .
ونظــر إليهما روبرتو بغضب :
ـ لا تتحدثا عني هكذا ! وكــأني طفل . . . لأجل الله . . . ! لن
أحتمل هــذا !
فردت عليه جيني بعذوبة :
ـ إذن عليك الاستلقــاء والراحة . أنت لا زلت ضعيفــاً على
الوقوف .
فقال من بين أسنانــه :
ـ جيني . . . ســـأقف !
فهزت رأسها مبتسمة , وهي تعلم أن لا شـــيء يثير جنونه أكثــر
مما تفعــل :
ـ لا يا حبيبي . . . يجب أن تفعل ما تقولـــه الممرضــة .
وصــر على أسنانـه بصوت مسموع , وبرزت عظام فكيه . . وبدا
الحبور على الممرضة التي روعها من قبل بعصبيته , وقالت له :
ـ زوجتك محقة . . . سيد باستينو .
وأردفت جيني بصــوت ناعم خافت :
ـ الممرضة تعرف ما هو أفضــــل لك .
وبدا عليه السكــون , يداه ممدودتان إلى جانبيه وقبضتاه
مشدودتان . ثم تمتم :
ـ يا إله السمـــاوات !
واستدار ليستلقي على جانبه كــي لا يراهما . . كل حــركه فــي
جسده تنم عن الغضب . فغمزت الممرضــة لـ جيني وخرجت . ووقفت
جيني تنظر إلى الرأس الأسود . تراقب التوتر البارز على عضلات
عنقه من خلال تجاعيد شعـــــره :
ـ هل ستبقى مقطبــاً طوال اليوم ؟
فاستدار بحدة :
ـ ومن المقطــب ؟
فـسـخــرت منه وعيناها تضحكان :
ـ أوه . . . روبرتو . . . !
ـ لقد سئمت البقاء مقيداً في السرير . . . وفكرت بقضاء بضع
ساعات معاً .
شـــيء ما في طريقة كلامه جعلها تجفل , وتتراجع خطوة إلى
الوراء , وتندفع نبضاتها متسارعة . وبطريقة ما استطاعت أن تقول
ببرود :
ـ لا زلت مريــضــاً روبرتو . . . أعلم أن الأمــر صعب عليك ,
ولكن يجب أن تواجه الواقع . الرحلة كانت مرهقة لك . فــأعطِ
نفســك فرصة للراحــة .
ـ ابقــي معــــي إذن .
في لهجته دعــــوة أكثــر مما تعني الكــلمــات , فــأحسـت بالــحرارة
تشتــعــل داخــــل جسدهـــــا , فــأشــاحت بنظــرهــــا عنه .
ـ لــو بقيت معـك فلن تــرتاح . . ستستــمر في الكلام . . . يجب
أن تتعلم كــيف ترتاح . . . يجب أن تمــضــي ســاعات يومياً دون أن
تفعل شيئاً على الإطلاق .
فتمتم :
ـ هــذا يبدو مضجــراً للغاية .
فــاستدارت عنه متجهة إلى الباب :
ـ مهما يكن , هــذا ما يجب أن تفعله .
جلس روبرتو فوراً في فراشه , عيناه تلمعان , ورأسه مرتفع
بكبرياء :
ـ إلى أين أنت ذاهبة ؟
ـ ســأتمشى قليلاً . . أراك لاحقــاً .
ـ عــودي إلى هنــا !
ولكنها تجاهلته وتابعت طريقها , حيث التقت بالممرضــة التي
ابتسمت لها شاكرة فقالت لها جيني :
ـ راقبيه جيداً , فهو سيحاول الخلاص .
ـ لا تقلقي سيدة باستينو . . ســأفعل .
أحست جيني بلذة الانتصار , وخرجت من الفيلا عبر الحديقة
المتدرجة باتجاه البحر . وهبت ريح لاذعة لعبت بشعرها , وأعادت
اللون الزهري إلى خديها . . لقد أحست بسعادة ولذة أكبر في
إجباره على الطاعة , وأحست أنها قادرة على التعامل معه . . . إنه
رجل اعتاد على إصــدار الأوامر , أفسدته سنوات من الثراء
والسلطة , ومع أنه دللها فــي أول أشهر زواجهما , إلا أنها كانت
دائماً تشعر بأنها العبدة وهو السيد . لا يسمح لها أبداً بأن تنسى أنه
المتفوق عليها بكل ما فــي الكلمة من معنى . يعاملها بترفع حتى
وهو يحبها وكأنما هي قطة خائفة تائهة التقطها من الشارع وجاء بها
إلى بيته .
تعمدت جيني البقاء بعيدة عنه لما تبقى من اليوم , مع أنه
أرسل عدة رسائل مع ماريا تفيد بأنه يرغب في رؤيتها , إلا أنها
كانت تشكر المرأة , وتستدير مبتعدة تحت أنظارها الفضولية المليئة
بالدهشة والاستغراب .
آوت إلى الفراش باكراً بعد تأكيد الممرضة لها أنها أعطت
روبرتو دواءً منوماً , وأنه نام بسرعة . نزهتها الطويلة على الشاطئ
أتعبتها وغطت في النوم على الفور تقريباً .
في الصباح التالي كان روبرتو يقرأ جريدة إيطالية عندما وصـــلــت
إلى غرفته . ونظــر إليها ببرود كما نظرت إليه . وعلمت على الفور
أن تصرفاته تغيرت . وقال لها بصوت ملــيء بالشر :
ـ تعالي إلى هنا .
فردت متظاهرة بأنه لم تسمعه :
ـ ســأتمشى قليلاً على الساحل الصخـــري اليوم .
وقال لها وعيناه تضيقان بتهديد :
ـ تعالي إلى هنا , وإلا ســأنهض لآتــي بك .
فاستدارت تتظــاهر بالدهشة :
ـ مــا الأمــر َ؟ أتحس بالتوتر ثانية ؟ الممرضــة تقول أن هذه
علامات التعافــي . . . وســرعان ما ستشعر بالراحــة .
وكشــر عن أسنانه بوحشية وتمتم :
ـ يا إلهــي ! أنت ترغبين بالمشاكــل . . تعالي إلى هنا .
وتقدمت إلى السرير تحدق به . . هل تتخيل , أم إنها تشاهد
أمامها روبرتو القديم , تلك الشخصية القاسية , المتسلطة , القوية ,
التي لم تظهر منذ مرضــه ؟ وقالت بصوت خافت :
ـ لا تكلمني هــكــذا روبرتو .
ومد يده ليمسك بيدهـــا ويجرهـــــا لتجلس على الـــسرير , بحيث لا
يمكن لها أن تتخلص إلا إذا قاومت بعنف وآذته . فــصـــاحــت تتلوى
لتتجنب فمه الذي اقترب منها ليمر فوق خدهــا باحثاً . . .
ـ اتركـــــني !
ولكنه لم يرد , وتابع محــاولاته للسيطرة عليها وأحست بغضــــبه
لمقاومتها , وسمعت أنفــاسه المتحشــرجة , وحركات يديه عليها .
وأدارها إليه بالرغم من مقاومتها وعندما نظرت في عينيه عرفت . .
ســألته والذهــول في صوتها ونظراتها :
ـ أنت . . . تتذكــــر ؟
فابتسم ابتســامة متجهمة , ولم يرد . تصــاعد غضبها ليماثل
غضبه . غضب مرير محرق ســرى في شرايينها وكأنه النار في
الهشيم , وبرز في عينيها الخضراوين .
وأطبق فمه عليها قبل أن تستطيع الانسحاب , دون عاطفة ,
ودن اهتمام . إنه يظهر لها غضبه ويطلب منها الخضوع . ووضعت
يديها على صدره , محاولة صده رافضة أن تلين أمام قوته , وأخيراً
سمح لها بأن تبتعد . . . أخذت أنفاسها تتسارع وهــي ترتجف
ونظرت إلى عينيه الساخرتين .
ـ متى استعدت ذاكرتك ؟
ـ بعد ثانـــي زيارة لك إلى المستشفـــى .
وجمدت , تحدق به غير مصدقة , وجهها شديد الشحوب من
جراء الصدمة التي تلقتها ثم همست بخــشـونة :
ـ أيها الخنزير الكــاذب .
وقاومته لتترك السرير :
ـ اتركني ! لن أبقــى هنا بعد الآن . إني راحلة .
ـ سباحة كمــا أعتقد ؟
وســخــرت منها عيناه . . أوه يا إلهــي . . . بالتأكيد , كيف
سترحل ؟ وصاحت به :
ـ ســـأجد مركب صيد يوصني إلى نابولـي .
فرفع حاجباً واحداً :
ـ أتعتقدين هذا حقــاً ؟
ليس هناك رجل في كل الجزيرة يجرؤ على المخاطر بتلقي
غضب روبرتو باستينو . . . وكلاهما يعرف هذا . وتصاعد غضبها
بعد أن عرفت المأزق الذي رمت نفسها فيه . . . لقد ســارت بقدميها
إلى هذا الكمين وعيناها مفتوحتان .
ونظرت إليه بمرارة .
ـ ولِمَ كــذبت علي طوال هذه الأســـابيع ؟
ـ هل تعنين أنه لم يخطــر ببالك أنني استعدت ذاكرتي ؟
ـ لقد فكرت بهذا طبعاً .
ـ إذن ؟
ـ لم أكن أعتقد أنك ستكون خنزيراً قذراً هكذا . كـــان علي أن
أعرف , فهذا يتوافق مع أمثالك , ولكنني لا زلت أجد صعوبة في
التصديق أن هناك من بإمكانهم التصرف هكذا دون تردد أو خجل .
وأصابت الهدف . . . ضاقت عينا روبرتو و وأصبحتا كالبـركان
الثائر , واشتد فكاه , ولكنه استمر في الابتسام , وكأن كلامها مثل
الماء على ظهر بطة . وعندما عادت لمحاولة الخلاص منه شدها
إليه أكثر وقال بنعومة فائقة :
ـ لا . . لن تفعلـــي .
فقالت بقســوة وهي تنظــر إلى وجهه باحتقار .
ـ لا أطيق أن تلمســـني .
ارتجفت شفتاه , ولكنه استمر في الابتسام , وزاد ضغط يديه على
ظهرها , وأحست برغبة الأذية تغطيها تلك الابتسامة , وقالت , وهي
تتمنى لو أنهـــا تثق بمــا تقول :
ـ لن تستطيع استبقائي هنا رغمــاً عني .
ـ ألن أستطيع .
ـ ســأجد سبيلاً للهرب من الجزيرة !
فضحك عالياً :
ـ كما قلت لك . . بإمكانك السباحة , وأرجو أن تكون
سباحتك قد تحسنت . آخر مرة رأيتك في البحر كنت تعومين
كالـكـلب , ولم تستطيعي اجتياز مسافة قصيرة .
وكان الغضب قد استبد بها حتى لم تستطع أن تجيب ,
فأشاحت بوجهها عنه . وبعد لحظات قالت :
ـ لا بأس إذن . بإمكانك حجزي هنا . . ولكنك لن تجبرني
على رؤيتك .
وتمتم بكلمات إيطالية ثم قال :
ـ لا ؟ . . . وبعد كل هذه الأسابيع من اللطف والمحبة ؟ لقد
تمتعت حقاً بوجودك إلى جانبي كل يوم . . . حلوة مطيعة . بالكاد
تعرفت إليك . لقد ظننت حقاً أنك تغيرت !
ـ ولكنك كنت مخطئاً .
ـ هذا ما يبدو , لأسف . لقد أحببت تمثيلك المحتشم . .
حقاً . . كدت تخدعيني .
ـ كدت أخدعك ؟ وتقولها بأعصاب باردة ؟
ـ كان يجب أن تكونـــي ممثلة .
ـ أنا لست من صنفك , فتمثيلك متقن , لقد أحسـســت فعلاً
بالأسف عليك . لقد أقنعتني كمــا أقنعت أمك بأنك ستموت .
وظهرت الحدة في عينيها :
ـ ولكن هل هذا ما حدث حقاً ؟ أم أن إيفا كانت تشاركك ؟ هل
كانت تعلم بأنك تمثل ؟ أعتقد هذا !
وأحست بألم لا معنى له . . لقد كذبت عليها إيفا . وهذا
يؤلمها والجواب ظــاهر على وجهه . . .
ـ يا إلهي . . لم يكن بمقدوري تصديق هذا عنها . . . كيف
يمكن لها أن تفعل هذا بي؟
وتراجعت يداه عنها , وقال ببرود :
ـ لقد فعلت هذا لأجــلــي . وإذا كنت تريدين لوم أحد . .
فلوميــني أنا . فأنا منعتها من إخبارك بأنني استعدت ذاكرتي . . لقد
كانت معي عندما عاد كل شــيء إلى رأســي . وكانت ستقول لك لولا
أنــني توسلت إليها .
واستدار لينظــر عبر النـافــذة . . فــســألته , كــارهة نفسها لهذا
الســـؤال :
ـ لماذا ؟ لمــاذا أردت إخفاء الأمــر عني ؟ لماذا استمــريــت بالتمثيل
يوماً بعد يوم ؟
فهــز كتفيه ببطء :
ـ كــنت أتمتع بالأمور كــمـــا هي .
ـ لقد استغفلتــني . وكذلك إيفا . لطالما أفســدتك . . .
واحمــر وجههــا ذلاً . فضحك ضحكــة متوترة :
ـ أنــا ؟ . . أنت من أفــســدك الدلال يا جيني !
فـــحــدقت به غير مصدقة مــا تسمع :
ـ ومــاذا تعني بكلامك هــذا ؟
ـ لقد ترك لك والـــدك حرية العيش كما يحلو لك . كان لديك
الكثير من الحرية . . . فنــشــأت غير مبالية وعنيدة , أمــــام حاجات
ورغــبات الآخــرين .
ـ أنت تعـــني حـــاجــاتك . . ورغباتــك !
ـ كــنــت زوجــك !
ـ بل سجاني . كنت تمتلكــني كما تمتلك قطــة أعجبتك من
الشارع . . . أوه . . . لقد أعطيتــني الحرير والفرو والمساحيق التي
أرغب بها , ولكن لم يكن لـي مكان حقيقي في حياتك روبرتو .
كانت عائلتك تهمك أكثر منــي بكثير . لم أكــن سوى مجرد دمية
تمتلكهـــا .
تحركت لتقف , ولكن يداه أمسكتـــا بها , بقــوة لم تستطع
مقاومتها وجذبها هذه المرة فوقه حتى أصبح جسدها مستلقياً فوق
جســده , وقال بخشونة .
ـ دمية لها مخالب . لقد تركت مخالبك آثــاراً عل جســدي
مراراً .
ـ فقط عندما كنت تعاملــني بقسوة .
ـ ولكنك لم تكونـــي مستاءةً من قسوتــي . . . أليس كذلك ؟
فهمست بصوت كــالفحيح :
ـ أكـــرهك .
فاقترب منها :
ـ قد يتحول هذا إلى تحدٍ . . . ألم يخطــر ببالك هذا ؟ قد أجــد
حقدك ورفضك محفــزاً لـي أكثر من الإذعان .
ـ هذا يحدث مع متوحش يتمتع بأذية النساء .
أزعجــه هذا الكلام , وسمعت صوت تنفســه الحاد . واشتدت
قبضة يديه عليهــا , وحجزها بعنف :
ـ لا تجعليني أغضب , وإلا ستكتشفين كم أستطيع أن أكـــون
متوحشـــاً .
ـ لست بحــاجة إلى درس آخـــر . . فأنا أعرف .
صمت للحظــــات . . ثم تمتم :
ـ وهل كراولي متوحش يا جيني ؟
وأحســت بخديها يحترقان :
ـ غرانت ؟
ـ هل هو متوحش ؟ لطالمــا اعتبرته كلباً مدللاً أكثــر منه
رجلاً . . . فلا تقولــي إنك وجدته العاشق الملائم يا حلوتي ؟
فردت بصــوت متوتر :
ـ أنا أحب غرانت . . ولن أتحدث عنه معك .
ـ وهل تستخدمين مخالبك عليه ؟ أم إن الأمــور تجـــري بلطف
بينكما ؟
ـ أوه . . أخــرس ! غرانت رجــل صبور وكريــم و . . .
وقاطعها بلهجة فيها غضب غريب محــرق :
ـ صبور ؟ أوه . . أجــل . . . إنه هــكــذا . وسيبقى دائمــاً
موجوداً . . . ينتظرك أليس كــذلك ! حتى خــلال زواجنا . . كنت
تتسلليــن ســراً إليه .
ـ كنت أذهب لأســاعد أبــي في تصاميمه , وكــان غرانت يزوره
من وقــت لآخـــر .
فضحك بخــشــونة :
ـ تساعدين أباك . . كم أنت مقنعة بهــذا العذر !
وصــدمها هذا الكلام بقســوة , وارتفع غضبها , فنـظــرت إليه :
ـ صدق أو لا تصــدق . . . فأنا رســامة أزياء ممتازة . . . فاستبقِ
سخــريـتـك لنفسك . . فلقد بدأ اسمـــي يظهر فــي عالم الأزياء , واللعنة
علــيــك !
ـ أنت تعنين أن كراولي يصنع لك ذلك الاسم . . لقد قلت لـــي
مرة أن صاحب دار الأزياء هو من يصنع أو يحطم المصمم الفنان .
وهو يتأكــد من فع تصاميمك للتنفيذ كلما سنحت له الفرصــة . .
فأنت من صنعه فـــي عالم الأزياء .
فردت صــارخة :
ـ هذا كذب ! أنت تكــره الإقرار بأن المرأة يمكن أن تكـــون
ناجحة في أي شــيء .
ـ بالعكــس . . . فالمرأة ممتازة . . . لشـــيء وحد .
ـ أنت الخبير . . فلديك مـا يكفي منهن !
فرفــع رأسها إليه قبل أن تستطيع منعه :
ـ ليس ما يكفــي . . لا يا جيني .
وحدقا ببعضهما , ثم حاولت إرجــاع رأسها إلى الوراء ولكن
يده خلف عنقها منعتها , وعندما لامس فمه وجهها كــان في عناقه
نوايا عديدة . فقد جعلها عن قصــد تشعر بمــا يشعر به .
ولكنها لم تستجب , بل تمــاسكت متصلبة رغم أن أحــاسيسها
كانت تشتعل بحركاته المغرية . ورفع رأسه ليقول بلؤم :
ـ كراولي لم يعلمك الكثير .
ـ لقد علمني أن العلاقات العابرة تثير الاشمئزاز .
فــأجفل لكلامهــا الجارح , فاغتنمت الفرصــة لتتخلص منه
وتهرب خــارج الغرفة . ثم سعت إلى الحرية عند الــشــاطئ
والصخور , لتجد في تغريد الطيور , وهدير الأمواج , راحة النفس
التي تحتاجها .
إنها غلطتها . . لقد حذرها داني و غرانت . . . وكذلك حذرها
تفكيرها السليم . . . ولكنها وقعت في حبائل خداعه كالغبية , أطبق
عليها فخ ضعفها أمام الرجــل الذي يـجب أن تكــره .
وغطت وجهها بيديها . . أوه . . يا إله السمــاوات , كم دخلت
الفخ بكــل إرادتها , وكــأنها نعجة تساق للذبح . ليس هو من جعلها
تعمى عن الحقيقة , بل هي أرادت لنفسهــا هذا , وتعاونت معه
بصمت . . . وإيفا كذلك . . ولكن لا عجب فــي هذا بعد وضوح
رغبتها هي في ذلك .
مشت فوق الصخور تلوم نفسهــا . . ماذا ستفعل ؟ الطريقة
الوحيدة هي على متن قارب وما من أحد من الصيادين سيأخــذها
مهما عرضت عليه من ثمن . فـروبرتو رجل له نفوذ , ومصالح كبيرة
في إيطاليا . . . وستكون عاجزة عن القيام بأي عمل إذا ما استخـدم
هــذا النفوذ .
وتذكرت أن هناك ممراً بين الصخور يفضي إلى الطريق العام
ثم إلى الفيلا دون أن تضطر للعودة أدراجها من حيث أتت . وهكذا
استدارت لتسير عبره فوق الصخور الخشنة غير المستوية تحت
قدميها . . . هناك بضع سيارات في الجزيرة , ولكن أهل الجزيرة إما
يسيرون أو يستخدمون الحمير الصغيرة الحجم التي تتسلق الوعر
وكأنها المــاعز .
صوت محرك أجفلها حتى أنها للحظات جمدت من الدهشة .
ثم ركضت عبر الدغل المنخفض , تلوح , وتنظر إلى الطريق لترى
غيمة كثيفة من الغبار لا بد أنه ناتج عن مرور سيارة .
كانت السيارة مســرعة , فزادت هي من سرعة ركضها , خائفة
ألا يراها راكب السيارة , كانت تركز انتباهها بشدة , حتى أنها لم
تشــاهد الصخور البارزة أمامها إلا بعد فوات الأوان . واهتز جسدها
كله وهي ترتمي على معدتها فوق الصخور . وصرخت من قوة
السقطة , ثم لاذت بالصمت على أثر الألم الذي صدمها واستلقت
بين الشجيرات الصغيرة الشائكة , لا تحس بـــشــــيء سوى الألم في
عظامها .
ما هي إلا لحظات حتى شعرت بيدين ترفعانها عن الأرض ,
وتديران وجهها إلى فوق . ومرت يدان مرتبكتان بسرعة على
جسدها , تبحثان عن إجابات محتملة . وفتحت عينيها , تتأوه من
الألم , ليطل عليها وجه أسمــر يتوج رأسه شعر أشقــر ملون
بالغبار بعينيه الزرقاوين المتلألئتين المليئتين بالقلق .
ـ أنت بخير ؟
كان يركع إلى جانبها يسند رأسه بيده بعد أن تفحصها باحثاً
عن إصابات . . . ويتكلم الانكليزية . فأجابته غير واثقة :
ـ أجــل . . . هل أنت إنكليزي ؟
فــابتسم :
ـ بل أميركي . . . وأنت كذلك . . ما هذه الصدفة !
ـ وماذا تفعل هنا ؟
ـ ألتقط الصـــور .
وأحست فجأة أن يده الأخرى ترتاح على خصرها بطريقة
حميمة جعلت الاحمرار يعلو خديها البيضاويين . وحــاولت
الجلوس , فدارت الدنيا حولها . فقال لها بصوت مفعم بالاهتمام .
ـ هــاي . . لا يجب أن تتحركــي . . سقطتك كانت قوية .
فلفت جيني ذراعيها حول ركبتيها وأراحت رأسها عليهما ,
تتنفس ببطء وعمق . وتركها هكذا لبضع لحظات , وعندما توقف
الدوار . رفعت رأسها ببطء , فســألها مبتسماً :
ـ هل أنت أفضــل حالاً الآن ؟
فهزت رأسها وردت تأدباً :
ـ شكــــراً لك .
ـ لقد ظننت نفســـي أتخيل عندما خرجت نحوي راكضــة .
ـ وهذا يجعل منا أثان , فآخر شــيء كنت أتوقع رؤية هو
سيارة .
فضحـــك :
ـ هذا يوضح ما حصل . فالسيارات نادرة هنا . . أليس كذلك ؟
السيارة الوحيدة الأخرى هي لباستينو . ولكن , لا بد تعرفين هذا . .
فأين يمكن أن تقيمي في هذا الجزء من الجزيرة سوى في فيلتهم ؟
سمعت أنه هنا . . . لا بد أنك ممــرضته .
فــأجابت بسرعــة ودون تفكــير :
ـ ممرضــة ؟ . . . لا !
ـ لا . . ولكنك تقيمين في الفيلا التي يملكها أليس كذلك ؟
أوه . . أنا آسف لم أقصــد أن أطرح أسئلة ذات مغزى .
وفهمت جيني ما يجول في ذهنه . نظرته السريعة إلى يدها
اليسرى أوضحت أنه يفكر بوضعها , وأنه قرر أن روبرتو قد جاء
بإحدى عشيقاته معه . وبدا عليها الغضب . . . فتراجع الرجل إلى
الوراء لرؤيته بريق اخضرار عينيها . ووقفت . . . فتحرك لمساعدتها
بعد أن رآهــا تترنح . . وقال :
ـ ســأوصلك إلى الفيلا . . . أهذا مــا كنت ستطلبينه ؟
ـ أجل . . . شكــراً لك .
وســـار إلى جانبها نحو السيارة وعيناه تحدقان بها باهتمام . .
وقال لها بعد قليل :
ـ يجب أن نعرف عن أنفسنا . . أنا تومــاس مارشال .
ـ وأنا جيني نيوهام .
ـ جيني . . . اسم غير مألوف . . ولكنه يناسبك .
فتح لها باب الروفر . . فصعدت إليه , ثم انضم إليها . أدار
المحرك فانطلــقت السيارة , وســألته :
ـ مــاذا تفعل على الجزيرة ؟
ـ أنا عالم اجتماعات .
ـ يا إلهي !
ـ ولماذا يجيب الناس هكذا على نوع عملي , ما الخطـــأ في
دراسة الجنس البشري ؟
ـ أهذا ما تفعله هنا . . . تدرس أهــل الجزيرة ؟
ـ أجول في الجزر أدرس حياة الناس الاجتماعية , فأنا اخضر
لأطروحة التخرج , التي تتناول مجتمعات الجزر .
ـ يبدو الأمر مذهــلاً .
ـ هذا صحيح .
ـ وأين تقيم ؟
ـ فــي الفيلا .
ـ ماذا ؟ ولكنني لم أشاهدك هناك .
ـ آه . . هذا لأنني لم أكن موجوداً . لقد ذهبت إلى الجبال
لأزور ابن جوزيبي , الانرو . وبقيت هناك لبضع أيام للتعرف على
نمط حياته إنه شاب طيب , وقد اتفقت معه بشكــل جيد .
ـ وهل يعلم روبرتو أنك تقيم في الفيلا ؟
ـ لقد اتفقت معه منذ أشهــر . في الواقع هذه السيارة له . وهل
ظننت أنني ســأستخدم بيته كفنــــدق دون إذنه .
ـ آسفة . . . بالطبع لا . كل ما في الأمر أن أحداً لم يذكرك
لـي . ولم يكن لدي فكرة عن وجود غريب . وكم ستبقى هنــا ؟
ـ ليومين آخــرين .
عندها فقط خطرت فكرة لها , فتنفست بحدة , فالتفت تومــاس
مارشال متسائلاً , فبادرته بالسؤال :
ـ وكيف ستغــادر ؟
فضحك :
ـ بالمركب طبعاً . وســأذهب إلى محطتي التالية . . لقد رسمت
خط رحلتي منذ سنة . ولا يزال أمــامي رحلة طويلة .
ـ وهل سيأخذك أحد الصيادين ؟
ـ بل صديق في الواقع . إنه يعمل في (( سودينية )) ويملك مركباً .
وهو يحب الإبحــار إلى حد الجنون . . . سيأخــذني من هنا ويوصني
إلى محطتي التالية , ثم يغيب بضعة أيام قبل أن يعود ويلتقطني
ثانية .
ـ وهل هو أميركــــي ؟
ـ تقريبــاً .
ـ وماذا يعني هذا ؟
ـ لديه جواز سفر أميركــي , ولكنه لم يذهب إلى هناك منذ
سنوات طويلة . التقيته في اليونان منذ خمس سنوات ومنذ ذلك
الوقت سكن في إفريقيا , ثم الخليج العربي , وأخيراً في تركيا ,
قبل أن يستقـــر مؤخراً في سردينيا .
وتنفست جيني ببطء :
ـ وهل يمكن أن يأخذ معه راكباً ؟
فاستدار تومــاس إليها وحاجباه يرتفعان :
ـ أنتِ ؟
ـ أنا . . . أريد الهرب من الجزيرة .
ـ وهل يعرف باستينو ؟
ـ لا تقل له أرجوك . لا يجب أن يعرف . . ولكن يجب أن
أهرب من هنــا .
يأسها كــان واضحاً في صوتها , مما أوضح له الأمــر . فصفر :
ـ أوه . . فهمت . . لقد سمعت عنه أنه ذئب كــاسر . . . لماذا
جئت معه وأنت تعرفين هذا عنه ؟
ــ لابد أنــني فقدت عقلــي . أتساعدني ؟
كانت لهجتها شديدة الإقناع ولم يتردد :
ـ بالطبع , ويجب أن تسافري خـفيفة , دون حقائب , فالمركب
ليس كبيراً . كل ما يمكنك أخذه حقيبة صغيرة . وتعلمين أنك
يجب أن تعملي للمساعدة . . أتجيدين الطبخ ؟ فهذه مساعدة جيدة .
وأجابت بارتياح وحبور :
ـ أجيد الطبخ . . . شكــراً لك . لن تستطيع تصور كم أنا شاكرة
لك .
فضحك لهــا :
ـ هذا سيعلمك أن لا تسيري في أماكن خطرة . . . لا بد أن
أمك علمتك أن لا تتعاملي مع رجال من أمثال روبرتو باستينو ؟
ـ لم يكن لــي أم .
فلانت عيناه , ونظــر إليها بلطف :
ـ آسف . . . انسي ما قلته .
وصلا الفيلا , أوقف السيارة خارج الباب الرئيسي . . فنزلت
متصلبة تنفض الغبار عن ثيابها . وانفتح الباب , وحدقت ماريا
بهما , فابتسم لها توماس وقال :
ـ لقد عدت ثانية . الاندرو يرسل لكما حبه . . . ولدي أربع
قبلات لك من أحفــادك .
فابتسمت ماريا ابتسامة خفيفة . . . ثم تحولت عيناها السوداوان
إلى جيني .
ـ أين كنت ؟ لقد قلقنا عليك , قد غبت ســاعــات .
وتحركت جيني داخــل الباب وتوماس إلى جانبها :
ـ لقد ســرت طويلاً على الشاطئ .
ـ من الخطــر الابتعاد عن الفيلا سيدة باستينو .
كانت تستخدم الاسم متعمدة , وأحســت جيني أن توماس
أجفل . وسمعت صوت تنفسه العميق . وأعماها الغضب , فقالت
ببرود لاذع محــدقة إلى ماريا بتحدٍ .
ـ أنا لست السيدة باستينو .
وسمعت صوتاً بارداً من خــلــف ماريا يقول :
ـ ستعطين السيد مارشال فكــرة خاطئة عنك جيني .
وخفق قلبها لرؤية روبرتو يقف هناك . . . وتابع بسخرية :
ـ أحببت هذا أم كرهته , فلـدي صورة زفافنا تثبته . أمـا الباقــي
فأعطني قليلاً من الوقت بعد .
احمــر وجه توماس مارشال , وبدا عليه الغضب . ونظــرت إليه
جيني يائســة وهي تعرف تماماً ما يفكر به . قال وهو يفرك مؤخرة
عنقــه :
ـ عذراً . . فأنا بحاجــة لحمــام وحلاقــة ذقن .
صعـد السلم , واختفت ماريا , فنظرت جيني إلى روبرتو
بمــرارة :
ـ يا إلهـــي كم أكرهك !
وبدت القســوة على وجهه :
ـ حقــاً ؟ حسناً . . لـدي أخبار سارة لـك يا حبيبتــي . . . مــا
تشعرين به لــي هو بسيط جــداً بالنسبة لمـا أشعر به نحوك .
* * *
نهاية الفصل (( الخـامس )) . . .



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:54 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 ـ لــم يكن لهـا
فاجأها التصريح وحملقت به وفمها مفتوح , فـابتسم لها ابتسامة
باردة قــاسية :
ـ لقد فاجأك هذا . . . أليس كذلك ؟
أحست بردات فعل متضاربة من جراء ما سمعته , ألم , غضب
وحقــد متأجج .
ـ أنت تكرهني ؟ ولكنـني لست أنا من . . .
فقاطعها رافعاً حاجبيه السوداوين بتحدٍ ســاخر :
ـ ألم تكوني أنت . . . وهل مر وقت طويل , قبل أن تعطي
كراولي ما كان يرغب به منك ؟
اقترب منها , وفقدت الإحساس بمكان وجودهما . . . وقال لها
بهمــس كالفحيح :
ـ متى كان ذلك جيني ؟ تلك الليــــلة ؟ هل هربت من منزلـــي
لترتمــي بين أحضانه ؟
العجرفــة في عينيه الباردتين اخترقت تظاهرها بعدم الاكتراث .
فابتعدت عنه كطفل خائف مرتعب .
ـ ليس لك الحق لتسأل , و أنا لن أجيب عن أي سؤال . لماذا
كذبت على السيد مارشال ؟ أنا لست زوجتك , وسأخبره بأمر
الطـــلاق .
ـ أعرف أنك ستفعلين .
ـ بكــل تأكيد ســأفعل .
وحــاولت جذب ذراعيها من قبضته , إلا أن أصابعه اشتدت أكثر
على لحمها .
ـ ولكنك لن تفعلــي . . . لأنك لن ترينه ثانية . ســأطرده من
الجزيرة الليلة !
ـ لن تستطيع هــذا !
ولكنها تعرف أنه قادر . . سيأمر أي صياد بأخذه إلى أي مكان
وسيفعل دون تردد . ولن يستطيع توماس أن يعترض على أوامره .
ـ ألن أستطيع ؟ بل أستطيع فعل أكثر من هذا . . كلمة واحدة
مني في المكان المناسب وسيطير من إيطاليا كلها , وستذهب
دراسته إلى الجحيم . وسيجد نفســه غير مرغوب به أينما ذهب في
هذه المنطقة , وسيكون على أول طائرة عائدة إلى أميركا قبل أن
يعرف إلى أين هو ذاهب .
تمتمت بكــراهية وصوتها يرتجف :
ـ أيهــا الخنزير القذر .
وشــد يده بقسوة على ذراعها ليمنعها من الابتعاد , محدقـاً
بوجهها الغاضب :
ـ قد أكون أكـثر ميلاً للأذية . . . وتذكري هذا عندما تفكرين مرة
أخرى باستخدام ذكاءك للهرب جيني !
فصـــاحت :
ـ لست أدري عم تتكلــم .
ـ أوه . . بلى . تعرفين . . أنا لست غبياً . . . لحظة أن التقيت
بمارشال شــاهدت فيه سبيلاً لخلاصك .
ـ لن تستطيع منعه من أخــذي معه .
فضحك ضحكــة قبيحة :
ـ حاولــي . . . حـاولي فقط . ســأخرجك من المــوكـب في
ثانيتين .
ـ لن تستطيع حجــزي هنا رغماً عن إرادتي !
ـ إرادتك ؟
ابتسم بسخرية قاسية , وامتدت أصابعه إلى حنجرتها , يضغط
عليها , وبدأت نبضاتها تتسارع تحت أصــابعه .
ـ سنرى كم هي قوية هذه الإرادة . . هل نفعل هذا جيني ؟
ـ لا !
وشدها إليه , وغرز أصابعه في عنقها من خلف لتجبر رأسها
على الاقتراب منه , وأطبق عليها بقسوة , وضغط بقسوة عليها
فأخذت تتلوى وتدفعه عنها , ولكنها كانت عاجزة أمام قوته . . ومع
ذلك فقد فات أوان هذا . . فهناك شــيء ما في داخلها قد حدث .
كتلة جليدية عمرها خمس سنوات بدأت فجــأة بالذوبان , ومشاعر
طال نكرانها بدأت تنطلق من عقالها وأحس روبرتو بذوبانها ,
واستجاب عناقه لهذا الذوبان , وارتفعت ذراعاها حول عنقه ,
واندفعت أصابعها إلى شعــره الكث الأسود . وتصلب جسدهــا كله
ليلتصق به . . . وأخذت تتأوه وانفجرت شفتاها , فتمتم روبرتو
وهو يمرر يداه على ظهــرها مداعباً :
ـ يا إلهـــي !
وقع خطوات فرقتهما , فقفزا معاً إلى الخلف . ونظــر إليهما
توماس مارشال بحرج . . .
ـ أوه . . كم أن آســف . لست أدري مـا . . .
استعاد اتزانه . . . وابتســم :
ـ أوه سيد مارشال . . تفضل معنا لتناول القهوة . لا بد أنك
جئت طلباً للغــداء . ماريا ستحضره قريباً .
ـ شكــراً لك .
تأمل توماس بجيني مرتبكاً . فأشــاحت بوجهها عنه وهي تعلم
أنه يظنها كــاذبة . وقالت :
ـ يجب أن أذهب لأبدل ملابســي .
فقال روبرتو بصوت ضاحك , ونبرات صوته توحـــي بأنه
يتسلــى :
ـ افعلــي هذا يا حبيبتي !
ركضت إلى غرفتها , ووقفت تتأمل نفسها في المرآة , منتقده
نفسها , تشاهد بأسى ونفاذ صبر بشرتها المشتعلة بالحرارة وعينيها
المحمرتين . . . ماذا يحاول روبرتو أن يفعل بها ؟ لماذا جـاء بها إلى
هنا ليخدعها ويوقعها في الفخ , ويجعلها سجينته ؟ لقد اكتشفت أنها
لا زالت تذوب تحت وقع عناقه , وقبلاته .
ولكن عليها أن تجبر نفسها على تذكر أشياء أخرى , وأن
روبرتو يستجيب لكل النساء هكذا , إنها مجرد استجابة جسدية
لديه , ولن تتركه يستغلها ليرضي نفسه للحظات .
رفعت رأسها الأشقـــر بتصميم . . . ونزلت إلى الطابق الأرضــي ,
لتواجه نظرات روبرتو المعجب بها , ببرود دفعة إلى الابتســام .
ووضع فنجان القهوة من يده واستدار إلى توماس مارشال يقول
بفخـــر :
ـ زوجتي فنانة . . . وهي موهوبة جــداً .
ومرت عينا تومــاس فوقها , وسحبهما بســرعة :
ـ أوه . . حقاً ؟ هل هي محترفة أم . . . ؟
فانزعجت جيني للســؤال :
ـ أنا محترفة بكل ما في الكلمة من معنى سيد مارشال .
وتمتم روبرتو :
ـ جيني تحب أن تنظر إلى فنها بجدية . . أليس كــّلك جيني ؟
فالتفتت تواجهه بنظرة باردة متحدية إياه أن يسخر :
ـ أجل . . هذا صحيح !
فقال توماس بشكل أخرق . . محاولاً الاسترضــاء :
ـ وهل تدربت ؟ أعني هل ذهبت إلى كلية الفنون ؟
ـ أجــل . .
ســارعت لإخباره بشوق عن مدى تدريبها , وفي عينيها كل
الطموح الذي تشعر به . . وصــاح توماس فجأة , محدقــاً بها :
ـ يا إلهي ! هل أنت . . . لقد قلت إن اسمك نيوهام . . . هل
لك قرابة بدانييل نيوهام . . . مصمم الأزياء الشهير ؟
ـ إنه والدي .
فردد الشاب :
ـ إنه . . . إنه فنان رائع .
ـ أجل , فوالدي مصمم رائع . وأنا فخورة به .
وتدخل روبرتو ليقول ببرود :
ـ ولكن زوجتي أفضــل منه . . .
فردت نظرها إليه غير مصدقة . ولكنه لم ينظر إليها بل إلى
وجه توماس مارشال النحيل , وأكمل :
ـ . . . تعال وأنظر بنفسك .
وقاده تتبعهما جيني , إلى غرفة جلوس صغيرة تستخدمها إيفا ,
وأمام ذهولها أشار إلى رسم بالأسود والأبيض , لوجه طفل . . .
إنه أندرو . . . الرسم الذي أخذته إيفا منها يوم كانت في شقتها . .
لماذا ؟ لماذا يعلق الصورة هنا ؟ أمن أجل ولده أم من أجلها ؟
وأدار روبرتو رأسه إليها .
ـ أمــر مثير للاهتمام . . . أليس كذلك ؟
ربما يكون كلامه موجه إلى توماس , ولكنه في الواقع كان
يتحدث إليها . . . واستدار توماس مارشال وابتسم لها والإعجاب
بادٍ فــي عينيه .
ـ زوجك على حق . . . أنت فنانة جيدة . . . وإذا كنت فخورة
بأبيك , فلا شك أنه فخــور بك أكثر .
أطلت ماريا فجأة من الباب معلنة :
ـ الغــداء جـاهز .
وأضافت بالإيطالية أنه سيفسد إذا لم يتناولوه على الفور , ثم
أضافت بلهجة لاذعة أنه مجنون لخروجه من سريره , فهو ليس قوياً
كفاية . فرد عليها روبرتو بفظاظة بالإنكليزية : اخــرسي ! ولكن عيناه
كانتا تضحكان لها , متقبلاً أنها قلقة عليه . . . فقالت جيني :
ـ أظن أن عليك تناول عشاءك في الفراش . أعتقد أن الممرضة
هي من سمح لك بالخروج .
ـ سمحت لـــــي ؟ لن تستطيع تلك المــرأة أن تملــــي إرادتهـــا علي .
المرأة الوحيدة , التي تستطيع إجباري على الصعود إلى الفراش هي
أنت حبيبتي .
فاحترق وجههــا خجـلاً . . وغضبت منه , وهــي تدرك أن هناك
أكثر من زوج من الآذان تستمع وأن ماريا تبتسم , وأن توماس بدأ
وجهه يحمــر .
فقالت تستخدم مزاحـــه ضده :
ـ إذن ســأقول الكلمة الآن . . اذهب إلى فراشك روبرتو . .
ما كان يجب أن تخرج أصلاً .
فرفع حاجبيه مبتسماً :
ـ لوحدي ؟
فاستدارت غاضبة , محرجة , واتجهت نحو الباب دون كلمة .
غير قادرة على التفوه بشــيء قد يحدث انفجاراُ أمام ماريا
وتوماس . . . كيف يجرؤ على هذا الكلام . . كيف يجرؤ ؟
مرت ساعة الغداء ببطء . . وأحست بالأسى على توماس .
وتعمدت دفعه للكلام عن عمله . فاندفع بلهفة للشرح . . . ولم
يحدث خلال هذه الساعة أي تصادم بينها وبين روبرتو .
وبدأ الشحوب يظهر جلياً على روبرتو , وهم يقفون بعد الوجبة
فقالت له بجدية .
ـ يجب عليك أن تذهب إلى الفراش . تبدو مريضاً جداً
روبرتو .
لا بد أنه كان يشعر فعلاً بالضعف فقد هز كتفيه واعتذر ثم
تحــرك نحو السلم , قائلاً بحدة :
ـ تعالي معي جيني . أود الاستناد إلى ذراعك وأنا أصعد
السلم .
وصاحت به بعد أن وصــلا إلى غرفته وانهار فوق سريره :
ـ لماذا تركت فراشك بحق الشيطان ؟
فقالت الممرضة ببؤس :
ـ لقد قلت له هــذا .
واستلقى على الوسادة ويده تفك ربطة عنقه , جفناه نصف
مغمضتين , يحدق بها بابتسامة ســاخرة :
ـ لم تأتي إلي فجئت إليك .
ـ حسناً ستبقى الآن في الفراش لما تبقى من الوقت .
فقالت الممرضة :
ـ بالطبع يجب أن تبقى . وإذا رفضت نصيحتي سيد باستينو ,
فلا فائدة من بقائي هنا . كنت مريضاً جداً والراحة ضرورية لك .
ـ لا تفتعلي ضجة يا امرأة .
تركته جيني بين يدي الممرضة لتحضره للنوم , فســألها :
ـ أين أنت ذاهبة ؟
فوقفت عند الباب :
ـ أظن أننــي سأنام قليلاً . . . فتلك النزهة صباحاً أتعبتني .
فقالت الممرضة :
ـ هذا هو التعقل بعينه .
فأردف روبرتو سـاخراً :
ـ وهل بدأت تضعفين يا جيني ؟ مشوار صغير وأحسست
بالإرهــاق ؟
فردت بخشونة :
ـ هــذا صحيح .
وتسللت من الغرفة لتسمعـه يضحك وهي تقفل الباب . فــي
الواقع كانت مرهقة أكثر مما تصورت , فما أن أسدلت الستائر ,
واستلقت فـي الفراش حتى غطت في نوم عميق .
عندما استيقظت كانت الغرفة غارقة في ظلام حالك . لا يوفره
سوى الريف حيث لا أضواء صناعية فيه . . ناعسة , تحس بوجههـا
الحـار وشعرهـــا المشعث , نهضت من الفراش , وأضــاءت المصباح
قرب سريرها , فشعشعت غرفتها بأنوار ناعمــة .
نظرت إلى ساعتهــا , وأدركت بـــذهول أنهـا نامــت خمس سـاعات .
ولقد فات وقت العشــاء . . . أحست بالجــوع لدى تذكرهـــا الطعام .
فسرحت شعرها بسرعة , وتركته منسدلاً حول وجهها , ورشت على
بشرتها قليلاً من المـاء , وصبغت شفتيهــــا بقليل من أحمـــر الشفاه
الزهــري .
توقفت لحظة عند باب غرفة روبرتو , متسائلة ما إذا كــان قد نام
أم لا . . وأكملت المسير , لتفاجــأ به يفتح باب غرفته ويقف فــي
بيجامته الحريرية السوداء فوقها الروب الأسود . وسألها ممازحاً :
ـ استيقظت أخيراً ؟ اعتقدت أنك لن تستيقظــي .
ـ كنت تعبة .
ـ كنت تبدين كطفلة صغيرة متكورة على جانبيها .
خفق قلبها كــالرعد وقد عرفت أنه دخل غرفتها . . . وأغضبها
هذا , حتى احمرت وجنتاها , ولمعت عيناها الخضراوان وقالت :
ـ ابتعد عن غرفي روبرتو !
واختفى عن وجهه تعبير المزاح , وتحولت عينــــاه إلى
البرود . . . فأمسك بذراعها وجذبها إلى غرفته فصرخت وهي
تقاومه :
ـ اتركــني !
فتجاهلها :
ـ لقد تركت لك ماريا بعض الطعام هنا .
ـ ســـآكل في غرفة الطعام .
ـ ستأكلين حيث أقرر أنــا .
ـ اللعنة عليك , توقف عن دفعـــي هكذا !
أقفل الباب بقدمه , وتركها مستنداً إلى الباب :
ـ اجلســي وتناولــي عشاءك .
أعلنت معدتها الإنذار بأنها جائعة , فرفعت الغطاء الأبيض عن
الصينية . . رائحة الطعام لا تقاوم , ومع أنه بارد . فجلست وبدأت
تأكــل . واستدار روبرتو إلى فجوة في جدار غرفته وأدار الكهرباء
على إبريق القهوة . . . وما هي إلا دقائق حتى تصاعدت الرائحة
الذكية لتملأ الغرفة . وصب لنفسه ولها فنجانين من القهوة التركية
الثقيلة الخالية من السكر . فقالت له :
ـ إنها قوية عليك .
فرد عليها بتقطيبة .
ـ أنا كبير بما يكفي لأقرر ما هو صالح لي وما هو غير صالح .
لقد كان دائماً مدمناً على هذا النوع من القهوة الثقيلة . يحتسي
كوباً وراء كوب منها . . . فقالت :
ـ إنها مضرة لأعــصــابك !
ـ الإحباط هو الســـيء للأعصــاب .
ـ لن أصـغي إلى ترهات كهذه . . كيف تجرؤ على الحديث معي
بهذه اللهجة , خــاصة بعدما فعلت معــي ؟
ـ وماذا فعلت ؟
ـ تعرف جيداً ما أعنـــي !
وبدا على وجهه براءة الملائكة :
ـ أخبرينــي . . .
كادت تقذفه بالقهوة الساخنة , وأخذت يداها ترتجفان راغبة
في صفع ذلك الوجه البارد وقالت ساخـــرة :
ـ لا تتظـــاهر بأنك فقدت الذاكرة ثانية .
فضحك :
ـ ذاكرتي كــاملة . . وكيف حال ذاكرتك ؟
ـ أوه . . . كل التفاصيل فيها كنور الشمس . . . أتعتقد
أنني نسيت مقدار ذرة مما رأيته بعيـني ؟
ورد بخشــونة :
ـ لا . . . لا أعتقد أنك نسيت .
الاعتراف آلمها بوحشية وكأنه سيف يغرز في قلبها . . . لم
يكونا قد تحدثا عن الأمر من قبل . فهي لم تشاهده منذ مغادرتها
لغرفة نومها بعد أن شاهدت جيسكا بين ذراعيه , ونظرت إليه
بكراهية :
ـ وكيف يمكن لك أن تواجه الأمر بكل هذا البرود ؟ أكنت
تتوقع أن أتجاهل ما فعلت ؟ لو كنت أنت من دخل وشاهدني بين
ذراعي رجل آخـر . . . هل كنت ستقول (( آه . . . أن آسف )) وتعود
للخــروج ؟
و نطقت شعلة النار في عينيه قبل أن يتكلم .
ـ ألأنني لم أشاهدك مع كراولي , هل تظنين أن هذا أسهــــل
عـلي ؟
ـ ولكنــني لم . . .
ولم يفته معنى كلامهــا , فسأل بحدة :
ـ ألم تفعلــي ؟ كل هذه السنوات وأنت معه طوال الوقت ,
وتتوقعين أن أصـــدق أنكما بريئان .
ـ علاقتي معه ليست من شأنك . . . وعل كل الأحوال أنا
ســأتزوجه . أتذكر هذا كما أرجو ؟ نحن مخطوبان .
ارتدت شفتاه عن أسنانه مكشراً تكشيرة الغضب :
ـ أوه . . بل أذكر . . . فهذا ما كان يشغل بالي وأنا أقود
السيارة .
ـ عندما حصل الحادث ؟
ـ أجل عندما حصل الحادث ؟
فقالت له ساخرة :
ـ لسوء الحظ أنك لمــرة واحدة لم يكــــن تركيـزك الـــرائع يعمــــل .
علــمــت أنها تـمــــادت , وهـــي تلاحظ الشرر يتطاير من عينيـه . .
وقفت بسرعة ولكن متــأخـــرة , فقد قبض عليهــــا روبرتو بعنف ,
وعندما أطبق بفمه عليهـــا أحست بأنهـــا كانت تنتظر منه هذا مـنذ
دخلت غرفته , لقد تجاوزت مرحـلة الادعـــاء . . . أرادت أن تحـس
بجسده القاسي يجبرها على الالتصاق به . حتى إنها لم تقاومه وهو
يفعل , وتعانقا بجوع , والحرارة تكـاد تشعل جسديهما . وأدركت كم
تتلهف لأن تكون له ثانية . وسمعته يهمس في أذنها :
ـ قولــي لــي . . الحقيقة . . . هل أنت وكروالي . . ؟ هـــل
كنتمــــا . . . ؟
السؤال شتت مزاجها وكأنها تلقت صفعة . . وعــاد إليها
وعيها , فكرهت نفسها على الجنون الذي استولى على جسدها
وجعلها تنسى ما فعله روبرتو بها , وما سيفعل بكل سهولة
مستقبلاً . فشهقت , لتقاوم لتحرر نفسها :
ـ اتركنـــــي . . . !
ـ أجيبي أولاً !
فنظرت بمرارة إلى عينيه وصــاحت :
ـ أجل . . . أجــل !
وضربها , وكــادت الصفعة تطيح برأسها عن رقبتها , فحدقت به
مصدومة وفي أُذنيها طنين حــاد .
ـ أيها الخنزير !
فضربها ثانية , وقفزت الدموع من عينيها , وأخذت ترتجف ,
وذعرت فجأة , فقد ظهرت في عينيه غيرة متوحشة , وأصبح غريباً
تماماً عنها . . . بربري بدائي , عدواني قد يفعل أي شيء .
وقفت تنظر إليه بذعر , وكأنها حيوان خائف . كان ينظر إليها
وهو يتنفس بقوة وكأنه يفكر بما سيفعل تالياً , أو كأنه يكافح كي
يستعيد السيطرة على أعصابه . إنه يحاول السيطرة على مشاعره التي
تجعل دمه يغلي . . ثم قال بأنفاس متقطعة :
ـ لم أكن أنوي أن أراك ثانية .
ـ وأنا تمنيت من الله أن لا أراك .
فتنهد بخشونة . . ثم قال بعد صمت :
ـ صحيح . . لقد آلمنا بعضنا بعمق حتى أننا لن نستطيع أن
نغفر لبعضنــا .
وغلى دمها لكــلامه :
ـ آلمنا بعضنا ؟ ماذا فعلت أنا لك ؟ لقد ارتكبت الخيانة
الزوجية , ولست أن من ارتكبها روبرتو !
ـ لقد اعترفت لتوك أنك هربت من منزلي إلى ذراعي كراولي .
ـ لقد ذهبت إلى منزل والدي . . و غرانت لم يكن هناك .
ـ ولكنك رأيته تلك الليلة ؟
ـ لا !
ـ لا تكذبي علي . أعرف أنك فعلت هذا جيني . كنت فــي
فراشه تلك الليلة .
وصــاحت بغضب :
ـ لا !
ـ أيتها الكاذبة العينة ! لقد اعترف هو بهــذا .
واجتاحتها موجــات من الصدمة :
ـ عم تتحدث ؟ متى قال لك غرانت . . . ؟
ودفعها عنه ثم ســار إلى الطرف الآخر من الغرفة :
ـ لقد جئت إلى منزل أبيك في اليوم التالي . حينما أخبرني !
وأحست ببرودة الثلج . . . وتذكرت العراك الذي سمعته ,
وصوت غرانت الغاضب المرتفع , ولهجة روبرتو الخشنة المتسائلة ,
لقد كذب عليه غرانت . . ولكن لماذا ؟ أم إن عليها أن تكون شاكرة
لهذه الكذبة ؟ إنها تدرك الآن أن غرانت كان يحاول إنقاذ كبريائها ,
ويرد الصاع صاعين لـ روبرتو , بعد معرفته بأنها وجدت جيسكا في
فراشها
وتنهدت . . . تنهيدتها دفعت روبرتو للتحديق بها , ثم قال :
ـ كــان يجب أن أسـتــدعــي كراولي للــشهــــادة في محكـمة
طلاقنا . . . ولكن هذا كان سيعطي الصحف مادة فضائح إضافية
للنشــر .
ـ لقد كان لديهم مـا يكفــي لنشره عندما تزوجت جيسكا , خــاصة
أنها كانت على وشك أن تلد لك ابناً .
التوى فمه وعاد إليها متوتراً :
ـ لم يقــل لــي كراولي متى . . . فهل ذهبت إليه مباشــرة بعد أن
شــاهدتني . . .
عرفت بالطبع ما يعني , وسمعت لهجته المكبوتة فقالت ببرود :
ـ لست أنوي مناقشــة الأمر معك .
فــأمسكها بكتفيها وهزهـــا :
ـ أوه . . بحق الله ! الأمــر مهم لــي , ألا تفهمين , يجب أن
أعــرف ؟
فنظرت إليه ببرود وازدراء .
ـ غرورك بنفسك بحاجة ليعرف أنــني ذهبت إلى غرانت لأنــني
وجدتك غير مخلص لــي . . أليس كذلك ؟
ـ أيتهــا العاهر !
وردت وهي تكافح لتظهـــر البرود :
ـ على الأقل . . لم أحمــل بطفل لأثبت لك هذا .
فهمس بألم :
ـ أوه . . يا إلهي . . يا إلهـــي . . أكاد أقتلك !
ورفعت حاجبيها ببرود وتعالٍ :
ـ تكاد تقتلني ؟ لطالما نظــرت إلى كل شــيء من زاويتك
أنت . . ولكنني لم أكن لأتصور أنك أعمى لدرجة أن تلومني أنا
على فعلتك .
ودفعته في صدره وقالت ببرود وأدب :
ـ هل لــي أن أنصرف الآن ؟ أرجوك ؟ فهذا النقاش يضجرني .
فابتسم , وكانت الابتسامة سلاحاً بحد ذاتها . فقد أغضبتها
وأرسلت قشعريرة رعب فــي أوصالها , لتذكر على الفور أنها تحت
رحمته , ولا يوجد من تطلب العون منه .
وقال بنعومة , نعومة زائدة :
ـ لا . . حبيبتي . . لم أنته منك بعد .
فهمست بصوت خافت مذعور , وقد تخلت عن كل كبريائها :
ـ لو لمستني فـســأكرهك أكثر .
ضحك , وبدت الرغبة واضحة في نظراته . لم ينظـر إليها من
قبل هكذا . . صحيح أنه كان ينظر إليها دائماً برغبة , ولكن ممزوجة
بالحب . . أما الآن , فلم يكن هناك شـيء دافئ أو ناعم في تعبير
وجهه . . لم تشاهد مثل هذا التعبير على وجه رجل من قبل .
ولكنها أصبحت تعرفه الآن . . . إنها الشهوة . إنها كلمة قبيحة لشعور
أقبح . ولكن هذا ما شاهدته في وجهه . . في عينيه بريق شيطاني ,
غير إنساني , وفتحتا أنفه ابيضتا . فهمست :
ـ لا تفعل هذا ! أرجـوك !
وراقبت يداه تتحركان ببطء , ولم تكن تتمكن من الحراك , فقلبها
كان يضج في حنجرتها , وتسمرت في مكانها . وسمعته يقول :
ـ كان أمامك خمس سنوات لتتعلمي فيها كيف تسعدين
الرجل . أريد أن أعرف كم علمك كراولي في هذا المجال .
وأفلتت من الرعب الذي جمدها . . وصاحت به .
ـ أفضــل أن أموت .
ـ بإمكانك الموت بعد أن أنتهــي منك .
وأجبرها على الاستلقاء فوق السرير , ودفع ذراعيها فوق رأسها
حتى أصبحت عاجزة , مثبتة بفعل جسده . وأخذ يراقبها وهي هكذا
وكأنه يتمتع بإذلالها مـراقباً محاولات خلاصهــا .
وواجهت عقم مقاومتها فصاحت به من بين أسنانها :
ـ أوه . . . كم أكرهك !
ـ عظيم . . هذا يجعل الأمــر ألذ بالنسبة لـي .
وأطلق أحد ذراعيها , وأمسك بالبلوزة الحريرية , وتعالى صوت
تمزيق الحرير الرفيع وقالت بطفولية :
ـ لقد أفسدت فستاني .
فضحك وهمس :
ـ ســـأشتري لك آخر . . . يا حبيبتي .
وقاومت المشاعر التي بدأت تظهر كما قاومت تماماً يديه ,
حتى لم تعد تستطيع الادعاء بأن هذا لا يحصل لها , أو إنها تحلم
كمــا كانت تحلم من قبل .
وأخذ يتنفــس بصعوبة , وغطست جيني داخل أمواج الـرغبة التي
تدفقت من بحر ذكرياتها . . ومنذ اللحظة توقفت عن المقاومة
غير المتساوية .
واعترفت لنفسها أنها لم تعد تهتم حتى . فقد ذابت بنعومة بين
يديه , مع علمها الوثيق أنها تركب موجة قد تدمرها . ولكنها كذلك
تعرف , أنها عــادت بعد خمس سنوات إلى روبرتو روحاً وجســداً .
* * *


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:54 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:56 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 ـ لن أدخـــل سجنك
لم تشاهد جيني روبرتو لما تبقى من ذلك النهار , ولا زارته ,
فقد جرح مشاعرها بقوله إنها ستزحف إليه .
جلست في غرفتها تتسلى بمراجعة رسومها , لتكتشف أن خلفية
كل تصاميمها كانت مناظر تأثرت بها هنا , مرت من عينها إلى يدها
دون أن يتأثر عقلها بها , فقد وجدت في مناظر الجزيرة عاملاً
محــركاً لاتجــاه آخر في الرسـم . . . وهي تعلم أنها قادرة على
رسمها , بل أرادت أن ترسمها , فأصابعها كانت تتوق للرسم . كان
عقلها الباطن يسجل مناظر أحست بوجوب نقلها إلى لوحة .
اليوم الثاني كان براقاً وصافياً , والشمس قوية , والبحر متألق
هادئ بالرغم من وجود بضع موجات بيضاء تبدو في الأفق البعيد
وهي تقترب من الساحل , وطيور البحر قريبة من الأرض , وهذا
دائماً يعني أن طقساً سيئاً يختبئ خلف هذه المناظر .
عندما نزلت إلى الطابق الأرضي , كان روبرتو هناك , يقرأ
الصحف . قهوة بردت في الفنجان , وقطعة كرواسان تحمل قضمة
منه .
تنفست عميقاً ثم تقدمت نحوه , فرفع نظــره إليها , وسأل :
ـ أنمت جيداً ؟
ـ نعم شكــراً لك . . وأنت ؟
ولامست إبريق القهوة لتجده فاتراً , فرن الجرس :
ـ ستأتيك ماريا بغيره .
وعرفت ماريا ما هو المطلوب , فأحضرت معها إبريق قهوة
طازجة ونظرت إلى روبرتو ويديها على خصرها :
ـ هل قلت لهــا ؟
ـ اهتمــي بشؤونك !
فشخرت ماريا وضـاقت عيناها بالغضب :
ـ أليس هذا من شأني ؟ إذا ازدادت حالتك سوءاً فمن سيعتني
بك ؟
ونظرت إليه جيني بفضول :
ـ عم تتحدثان ؟
ـ لا تأبهي لها .
فقالت ماريا :
ـ الممرضة .
فرفع رأسه ونظر إليها بغضب :
ـ عودي إلى المطبخ .
فتابعت :
ـ سيطردها .
وزعق روبرتو :
ـ أخرجي من هنا !
وأصبح فجأة كالثور الهائج , تخنت رقبته بعضلات الغضب ,
وانتفخت أوداجه , واحمرت عيناه . فخرجت ماريا رافعة رأسها , ثم
قالت وهي تغلق الباب :
ـ إذا ذهبت , فستندم .
وما إن أقفل الباب حتى احتجت جيني :
ـ لا يمكنك طردها , روبرتو , كن متعقلاً !
تناول جريدته من جديد , وهزها , ثم بدأ القراءة . فقالت جيني
بتعقل :
ـ السبب الوحيد الذي جعلهم يسمحون لك بالمجيء إلى هنا
هو اصطحابك لممرضة . فلم تبعدها ؟ وما الفارق لو بقيت ؟
ـ إنها مزعجة !
ـ ولماذا ؟ ألأنها تجعلك ترتاح . أوه روبرتو . لا تكن أحمقاً !
ـ لأنها طالما هي هنا , لن تبقــي معي أنت طوال الليل .
ارتجفت بشــدة لهــذا . . . ولم تستطع إجابته , فأخفض
الصحيفة , وفي عينه تجهم وسخرية :
ـ هل ستفعلين ؟
فاحمر وجهها وأشاحت بنظرها عنه :
ـ هذا ليس بعذر . . .
ـ إنه عذر كاف لي . أريد أن أراك معــي عندما أستيقظ .
وأحست بالنار تسري في جسدها . ففي كلامه حنان ورقة ,
وإحساس مختلف عن الرغبة المتوحشة التي كان يظهرها لها , كان
فيه شــيء من حلاوة المزاح الذي كان بينهما قديماً . . . وسألته :
ـ ومتى ستذهب ؟
ـ اليوم .
ـ بالقارب ؟
فنظــر إليها بقلق :
ـ بالطائرة . . . ولكن إياك والتخطيط لتسلل فيها حبيبتي . . .
فأنت ستبقين هنا . . . أريدك معي طوال الوقت إلى أن تقلع
الطائرة . وأتأكد أنك لم تحتالي للدخول إليها .
وسـألته مقطبة :
ـ ولكن إذا لم تكن قد تعافيت تماماً فكيف لي أن أعرف ؟ لا
يعجبني هذا روبرتو . . أرجوك . على الأقل دعها هنا عدة أيام .
ـ لا . . . إنها تتدخل في حياتي كثيراً , وعلى كل لن نحتاجها ,
فأمــي قادمة .
ـ إيفا ! . . متى ؟
ـ اليوم . . أيسعدك هذا ؟
ـ أنت تعرف أنني أحب أمك .
فابتسم وأصبحت عيناه لطيفتان تذكرانها بعيني أمه المليئتان
بالدفء.
ـ أجل أعرف أنك تحبينها . وهذا ما كان يسعدني دوماً . وهي
تحبك , أكثر مما تحب آنا على ما أظن . فأختي وأمي لم تتفقا
يوماً . فآنا تحب أن ترمي بثقلها أينما كان . . و أمي أرق من أن
تحتمل هــذا .
فقطبت جيني :
ـ آنا لم تحبني يوماً .
ـ لا .
ـ كانت تكرهني لأنني .
ـ لأنك زوجتي . أعرف هذا . كانت دائماً تغار مني ونحن
صغار . كانت تتمنى لو تكون صبياً , الابن الوحيد للعائلة . فيها
تعطش كبير للسلطة والتملك , وزوجها المسكين مضطر للتحمل .
ولكنني لا أنوي مطلقاً السماح لها بالتدخل في حياتي .
وتنهدت مرتجفة :
ـ والدك كان يكرهــني أيضــــاً .
صمت للحظــات , ثم قال :
ـ أجل . . . كان يكرهك , وأنا آســف يا حبيبتي , ماذا أستطيع
أن أقول ؟ لم يكن يثق بك لأنك غريبة .
ـ كان يفضــل جيسكا .
فرد ببرود : (( أجل )) .
ـ وفي النهاية فعلت أنت مثله .
فســارع يلف خصرها بذراعه , ويقول متأثراً :
ـ لا . .
فقالت مرتابة :
ـ وماذا تعني بلا ؟ مــا هو السبب إذن ؟
فصمت , وبدت الحيرة والارتباك في تعابير وجهه . . . وتردد
مع أنه يرغب في الكلام . . . والتوى فمه . . فهمست :
ـ لا تتلاعب روبرتو .
وتخلصت منه بشــراســة وركضــت خارج الغرفة , أحضــرت
سترتها وخرجت من الفيلا لتسير فوق الصخور عند الشاطئ .
واستدارت مرة نحو الفيلا لتجد صورته من وراء الزجاج . . كان
ينظر إليها , يقرأ غضبها من تحركات جسدها , وأحست بتزايد
غضبها لشدة شفافيتها .
لم يعتذر , لم يــشــرح , حتى ولا أبدى نــدمــه عن أي شيء . لقد
استردها , وهــي رمت بكل كبريائها أدراج الرياح عندما همست له
أنها تحبه . . ولا بد أنه راضٍ عن نفسه الآن . لقد انتصر . . ولكن
ألا ينتصر دومــاً ؟
أول غلطة ارتكبتها كانت ذهابها إلى المستشفى . . كان يجب
أن تقول لإيفا إنها آسفــة ولن تستطيع الذهاب .. . ففي ذهابها إليه ,
اعترفت بضعفها نحوه , ولقد تمسك بهذا الضعف . وعرف كيف
يستغل الموقف , وتركها توقع بنفسها بعد أن أعد فخه . ولو أنها
حقاً كانت تكرهه لما ذهبت إليه , لما خلعت خاتم غرانت لتستعيد
خاتمه . لما قبلته , لمـا سمحت له بمناداتها حبيبتي . . . أجل هي
من سهلت الأمور له . . . وهذا اعتراف مرير .
كان عليها العودة إلى الفيلا أخيراً . . فأين لها أن تذهب ؟
والتقاها روبرتو عند الباب , يتفرس وجهها ويقرأ بسهولة كل ما
دار فــي رأسها من أفكــار , وقال لها :
ـ تبدين كــالأموات .
فرفعت رأسها الأشقــر بمرارة , وعيناها قاسيتان شديدتا التألق :
ـ شكــراً لك .
أحـست بنفسها كالجيش المهزوم , المتقهقر دون أمل , يواجه
المنتصر القاهر . . يكره نفسه وهو من غير دفاع .
ـ أنت بحاجة إلى شراب ساخن يعيد لك قواك .
ـ هذا تصريح مقصود لإظهــار ضعفي .
وابتسمت . . دخلا إلى غرفة الجلوس حيث كانت ماريا قد
حضرت إبريق شاي ساخن . . تناولت فنجاناً , شعرت بالدفء بعده
وعاد اللون إلى وجهها , ولكنها استمرت في شعورها بعار الهزيمة .
ولاحظ روبرتو هذا متجهماً .
بعد الغداء , جلسا معاً يستمعان إلى الموسيقى . . . وأحست
جيني بنعاس غريب , فتكورت إلى جانبه كالقطة . رأسها مشدود
إلى صدره بيده . . . ولطالما كان هذا ملاذاً لا يخيب بالنسبة لها .
عندما استيقظت , لم تجد روبرتو قربها فقد وقع رأسها بكل
لطف فوق الوسائد , والغرفة معتمة بنور بعد الظهر المتأخر . وفجأة
سمعت صوت الطائرة من بعيد , فنهضت بسرعة , ومن النافذة
أخذت تراقب الطائرة تدور في دوائر فوق الجزيرة قبل أن ترتفع
وتختفي في السماء الزرقاء . إذن لقد رحلت الممرضة , وستكون
إيفا هنا بعد لحظات .
وخرجت إلى الردهة , وفتح الباب الخارجي وتناهى إليها
صوت روبرتو يتحدث الإيطالية بسرعة , وفي نفس اللحظة دخلت
إيفا . صغيرة , مرتبة , قلقة العينين , ولرؤيتها جيني ابتسمت فوراً ,
ومدت ذراعيها :
ـ يا عزيزتي ! هل اندهشت لرؤيتي ؟ أنا المندهشة لوجودي هنا .
ولكن روبرتو اتخذ هذا القرار السريع . . . كانت رحلة متعبة . .
مررنا بعاصفة كهربائية فوق المحيط . وأخذنا نعلو ونهبط ككرة
مضرب . ولكن أندرو تمتع بكل لحظة من الرحلة , لقد ظن أنهم
يفعلون هذا لأجله . . .
اختفى صوتها عندما شحب وجه جيني , وضغطت بيدها على
قلبها وكأنها تتألم . . ثم همست :
ـ ألم تكوني على علم . أوه . . . جيني !
دخــل روبرتو من الباب , والصبي على كتفه , يضحكـان . عينا
الصبي كعينا أبيه , ويداه تداعبان شعره .
ونظــرت جيني إلى وجه روبرتو بوحشية :
ـ لعنة الله عليك !
ثم استدارت وركضت تصعد السلم , وأقفلت باب غرفتها .
وجاء إليها فيما بعد ليقرع الباب , ولكنها لم ترد . كانت مستلقية
في فراشهــــا ترتجف . يدها فوق فمها والغرفة ظلاماً . وصـــــاح
بها آمـــراً بحــدة :
ـ افتحــــي الباب !
في مكان ما من المنزل سمعت ضحكة الصبي , بابتهاج على
طريقة الأطفال . وكأنما أحد يزكزكه , وعضت جيني أصابعها
محدقة في الظلمة . . . وسمعت روبرتو يطلق تهديداً فارغاً :
ـ هل أكسـر الباب ؟ أنت تتصرفين كالأطفال وحق الله !
فردت بصــوت عميق أجـش :
ـ اذهب من هنا .
ومرت لحظـات صمت , وكأنما رنة صوتها أذهلته , ثم تكلم
بلهجة مختلفة , لطيفة , متملقة :
ـ كان يجب علي إخبارك . . . أعلم . كانت صدمة لك . وأعلم
هذا أيضاً ولكنني كنت أخشى أنك لو عرفت لحاولت الهرب في
الطــائرة .
وردت عليه بنفس اللهجة :
ـ كذاب ! ما كنت لتسمح لـي بالاقتراب منها .
وصدر صوته من بين شقي الباب , وبصوت ناعم :
ـ افتحي الباب . . . من السخف أن نتحدث معاً عبر باب
موصد . أتريدين أن يسمعنا من في المنزل ؟
ـ لست أهتم . . . فليسمعوا . . . ولماذا آبه للأمر ؟
ـ سيزعج هذا أمــي .
ـ أمك ؟ إنها تعرف حقيقة شعوري تجاه الصبي . هل قلت لها
إنني أصبحت الآن عشيقتك لا زوجتك, أم لا لزوم لأن تعرف ؟
هذا ما كنت تريده منذ البداية يا روبرتو . . أليس كذلك ؟ أنا لم أكن
يوماً بمستوى أن أكون من آل باستينو . . . ولكنت أغويتني أصــلاً
دون زواج مني لو استطعت . . . ولكن لدي أب يهتم بما يحصل
لي . وكان يحميني أكثر مما كنت تتصور فلم تجرؤ على نيل ما
تريده دون زواج . وكان يناسبك أكثر لو أن لا أب لــي .
كانت تصيح , صوتها شخن , مليء بالألم والغضب . . فتمتم
بصوت منخفض بالكاد سمعته :
ـ لا تقولي هذا .
ـ لا أقول الحقيقة ؟ لماذا جئت بي إلى هنا إذن ؟ هل أحسست
بحاجتك إلي ثانية ؟ صحيح روبرتو ؟ وهذه المرة لست مضطراً
لسخافة الزواج . . ما عليك سوى أن تمد يدك وتأخذني . . .
وتوقفت كلماتها الغاضبة , الشرسة , المريرة , وسط اختناقها
بالدموع . ودفنت وجهها بين يديها .
وضــرب بقبضتيه على الباب فاهتز :
ـ افتحــي الباب !
ولم ترفع رأسها . . . بل همست بخشونة :
ـ إذهب إلى الجحيم !
ســاد الصمت , وعرفت أنه ابتعد . وبقيت مستلقية كما هي
والعتمة تزداد كثافة . وتوقفت ضحكات الصبي . . وتساءلت ماذا
يفعل روبرتو الآن . وعلمت أنها تتصرف بغباء , ولكنها لم تكن
تستطيع منع نفسها . . . ما كان يجب أن يأتي بالصبي إلى هنا .
لم يكن غضبها بسبب أن الصبي هو ابن جيسكا بقدر ما كــان
يغضبها أكثر شدة شبهه بأبيه . ووجوده الآن هنا يجعل ما يجري
بينها وبين روبرتو مخزٍ . إنها علاقة ليس لها مكان في حياته
أندرو هو ابنه . . . باستينو . . . وهي مجرد عشيقة لروبرتو . إحدى
نسائه يستغلها مثلهن . . ومع الوقت ما من شك أنه سيصرفها كما
كان يصرفهن . وسينظر إليها اندرو ليوازيها بالأخريات اللواتي مررن
في حياة أبيه . وهذا ما تجده لا يحتمل .
وسمعت صوت روبرتو فجأة يصرخ :
ـ بعد نصف دقيقة ســأطلق النار على هذا القفل اللعين .
فجلست مجفلة في فراشها . . لا يمكن أن يعني ما يقول . . .
ولكنه يعني بالطبع . فلديه مجموعة جميلة من الأسلحة في مكتبته ,
ويعرف كيف يستخدمها جميعاً . إنه رامٍ من الطراز الأول .
منتحبة . . تقدمت لتفتح الباب , فدخـل كالعاصفة والمسدس
في يده , وفي عينيه الخطر , وقال متمتماً :
ـ أيتها الحمقــاء الحقيرة !
رمى المسدس إلى الطاولة , وأمســك بوجههــا بيد وأضـاء النور
بالأخرى . فأحست بالدوار يغشى بصرها . . . وشاهد روبرتو
الدموع على وجهها وآثار الألم . وقالت هامسة :
ـ ما كان يجب أن تأتــي به إلى هنا .
ـ وهل أسألك السمــاح له بالمجــيء ؟ وكيف يمكن أن يكون
ردك ؟ كنت ستصرين على الرحيل . أليس كذلك ؟ اعترفي ؟
ـ كمــا سأصــر الآن !
وأسمك بكتفيها :
ـ لن أتركك تذهبين أبداً . أنت لـــي .
ـ لقد قلت هذا لوالدي . . وتطلقنا . . ولم تقترب مني لخمس
سنوات .
ـ لأنني كنت أعتقد أنك تنامين مع كراولي .
وصدقته . . فعمق الغيرة في صوته كان مقنعاً . وأكمل :
ـ كنت أريد قتله . . وقتلك , ولكنك اختفيت , ثم قيل لي إنك
تطلبين الطلاق مني رسمياً . . ولو كنت وجدتك لسببت لك إصابة .
عندها كنت سأتركك .
ـ ألا زلت تعتقد أن علاقتك بجيسكا غير مهمة ؟ كل ما عندك
هو الاتهام , لا تدافع عن نفسك أبداً . . ترفض أن ترى أي خطـأ
فيما فعلته . . . أليس كذلك روبرتو ؟ كل ما يهمك من الأمر أن أحد
ممتلكاتك قد شرد منك ؟
إحدى يديه , تسللت إلى شعرها , وأخذت تلف خصــلات منه
حول أصابعه . . . وقال :
ـ ولكنه لم يشرد مني ثانية . . . لقد استعدتك , وســأحتفظ
بك .
ـ وهل تظن حقاً أنــني سأرضى بأن أكون في منزلة العشيقة في
نظر ابن جيسكا ؟
تأوه طويلاً :
ـ آه . . هذا هو الأمــر إذن .
ـ لن أقبل بهذا مطلقاً .
ورد ببرود :
ـ ولنفترض أننا متزوجان ؟ فمــا الفارق ؟
وشهقت بأنفاسها , وصمتت للحظات , ثم ردت بخشونة :
ـ لم تذكــر الزواج من قبل .
فالتوت شفتاه :
ـ لم يبدُ لـــي مهماً .
ـ أتصور هذا . فكــل ما كان في بالك أن تحصل علي . أليس
كــذلك ؟
وانحنى نحوهــا مبتسماً .
ـ لا شـــيء غيره . . . ولأسابيع بعد استردادي لذاكرتي . يا
حبيبتي !
ـ خنزير !
ـ وما كان رأيك بما حدث ؟ صدقاً الآن ؟
ـ كنت أود لـو أرميك في الزيت المغلــي .
ولكنها كانت تكذب وكلاهما يعرفان هذا .
ـ فكري الآن . . لو تزوجنا, فهل ستقبلين بأندرو كابن لــي ؟
ـ أجل . . سأقبل به . . ولكنني لن أتزوجك روبرتو , في مطلق
الأحوال . فأنا لا أثق بك . فهناك الكثير من النساء في حياتك ولن
أمر ثانية في تجربة رؤية امرأة أخرى في فراشــي يوماً من الأيام .
ـ لن يحصـــل هذا .
ـ تقول هذا الآن , ولكنك سرعان ما تغير رأيك . صدقتك فيما
مضى . . . وكنت صغيرة وحمقاء . . ولطـالمــا حذرني والدي
و غرانت . . .
فاحمرت عيناه :
ـ لا تذكري اسم كراوي أمامي . . . وإلا لن أكون مسؤولاً عما
سيحصــل !
ـ أنت لم تحب غرانت يومــاً !
فضحك ضحكة غاضبة وقال :
ـ أكــره رؤيته ويكره رؤيتي . وكلانا يعرف لماذا .
وردت بهدوء .
ـ لطالما كان طيباً معــي .
ـ بالطبع . . فهو رجل صبور . يعرف ما يريد , ومستعد للانتظار
على أمل الحصول عليه .
ـ أظنك تســـيء الحكم عليه .
ـ لا . . . بل أنت من أســأت الحكم عليه . . . ولكنك لن
تتزوجيه . . . وستتركيني أعيد له خاتمة بنفسي , لأضعه في حلقه .
ـ لا تتكلم هكذا ! أنت لا تنصف غرانت ! مهما كان شعورك
نحوه فهو من ألطف الرجال الذين عرفتهم .
ـ ولكنه أساء إلينا كثيراً . . ولا ندين له بشيء . . صدقيني .
أحــســت بالحرارة تؤلم خديها :
ـ ولكنه فعل هذا لأجلي . . . كان يحاول إنقاذ ماء وجهي . .
إنقاذ كبريائي . . وأظنه كان يحاول إيهامك بأنـني لا أهتم بما
فعلت .
ـ وهل تؤمنين بهذا حقاً ؟ لقد فعل هذا لأجل نفسه ! لقد شاهد
أمامه فرصة وتمسك بها , فرصة تفريقنا والفوز بك لنفسه .
ـ كنا سنفترق على كل الأحوال بعد الذي رأيته !
فهز رأســه ببرود وقال :
ـ لا جيني . . . فما رأيته لم يفرقنا . . بل كراولي هو الذي
فعـــل.
وأحست باليأس . . إلا يمكن له أن يرى الحقيقة ؟ ألا يمكن له
أن يفهم ؟ أكان أعمى لهذه الدرجة تجاه خيانته لها ؟ أيمكن أن
يعتقد حقاً بأنها كانت ستتجاهل خيانته ؟
ـ نحن نتكلم بلغتين مختلفتين . . . لن أستطيع تقبل أن للرجل
الحق في الخيانة الزوجية . . ربما فتاة من بلادك قد تهز كتفيها دون
اكتراث لشيء كهذا . ولكنني أنا لن أستطيع . ويجب أن تفهم هذا .
أنا لا أتحدث عن الأخلاقيات أو القوانين . . . أنا أتحدث عن
الحــب .
وتسللت يده بنعومة من ذراعيها إلى عنقها :
ـ الحــب .
فجذبــت نفسها منه :
ـ لا تفعل هذا ! . . . بإمكانك إجباري على التجاوب . . .
ولا أستطيع الإنكـار . . ولكنني لا أتكلم على التجاوب الجسدي . أنا
أتكلـــم على الثقة , والصدق , ولا أستطيع أن أثق بك في كليهمـــا ,
روبرتو . أتظن أنني أريد زواجاً أكون خلاله محتارة دوماً , أتسـاءل
في أي فراش أنت ؟ أي نوع من الحياة هذه ؟ سـأجن في وقت قصير
وهو كتفيه :
ـ حسناً . . . أصلحــي وجهك . مشطــــي شعرك . وانزلي إلى
الطابق الأرضي قبل أن تظن إيفا ولويس أنني أقتلك .
ـ لويس ؟ وماذا يفعل هنا ؟ لماذا جاء بحق الشيطان ؟ لا تقل لي
كذلك إن أختك آنا هنا ؟ وكذلك جوليان . . هل جاءت كل عائلتك
اللعينة ؟ ماذا جرى ؟ هل هو تجمع قبيلة بني باستينو ؟
فتحرك نحو الباب , ونظر إليها من فوق كتفه :
ـ لقد طلبت من لويس أن يأتــي .
ولسبب ما , أحست بلسعة قاسية لم تفهم سببها .
ـ لم تكــن حكيماً في قرارك هذا , روبرتو . فهو سيتساءل
بفضول . . . فلطالما كان معجباً بي .
فنظر إليها بحدة :
ـ إنه يعبث مع كل أنثى يلتقي بها يا عزيزتي . . . فلقد ولد وهو
منتهز للفــرص .
ـ ألم تندهش لســـماعك أنه غازلني ؟
فابتسم :
ـ ســأدهش أكثر لو سمعت أنه لم يفعل . أنت جميلة , ولم
يفتني أبداً إعجــابه بك .
وغضبت جيني للهجته , وقالت :
ـ ولكنك كنت واثقاً جــداً مني . . . أليس كذلك روبرتو ؟
فابتسم ابتسامة غريبة وقال :
ـ أنا أثق بك عزيزتي .
وترك الغرفة . . . تاركاً إياها ترتجف من جــراء رده .
* * *
نهاية الفصــل (( الثامن )) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-09-17, 06:57 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 ـ كذبة واحــدة تكفي
أخذت جيني وقتها لتستعد , وهي تشعر بالحرج لما حدث في
الساعة التي مرت , لهذا لم تكن متلهفة لمواجهة إيفا ولويس .
أمضت نصف ساعة قبل أن تترك غرفتها . . . وسارت ببطء تنزل
درجات السلم ووقفت في الردهة تصغي إلى الهمهمة الخافتة
المنبعثة من الصالون . . . وكان سهلاً عليها أن تميز صوت لويس
العميق البطيء . وكانت إيفا تضحك بنعومة , وتقول (( كم هــذا
سخيف )) عندما فتحت جيني الباب لتقف متحدية الجميع , رأسها
مرتفع بكبرياء , وعيناها تبرقان .
قالت إيفا بهدوء وكأن شيئاً لم يكن :
ـ ها أنت يا عزيزتي ! تعالي واجلســي قربي .
نظرت جيني حولها , فلم تجد أندرو . وفهمت إيفا تلك
النظرة . . . فقالت بصوت هادئ :
ـ أندرو نائم .
ـ آه . . فهمت .
وقطعت الغرفة شاعرة بوقع نظرات روبرتو عليها , تتجول من
صدرهـــا المرتفع تحت الفستان الحريري حتى ساقيهـــا الطويلتين
الناعمتيـن تحته . وجلست تضــع ساقاً فوق ساق . . . والتفتت إلى
لويس , الذي كان يركز بنظرة إعجاب عليها كذلك . . . فابتسمت له
جيني بإغراء :
ـ مرحباً لويس . . . ما الذي دفعك لترك النوادي الليلية في
نيويورك ؟
فرد مبتسماً :
ـ روبرتو . . ومن غيره ؟
ـ ومن غيره !
وسألها لويس وهو يقف :
ـ ماذا ستشربين ؟
ـ شراب الكرز مع الصودا .
فصب الكأس لها بينما راحت عيناه تتجولان على جسدها وهو
يقدمه لها وقال لها بصوت كمواء القط :
ـ لقد أصبحت أجمل من آخر مرة رأيتك فيها .
فنظرت إليه متفحصة , ورموشها ترتعش متعمدة , فهي تعلم أن
روبرتو ينظر إليهما .
ـ شكراً لك لويس .
فسألتها إيفا بسرعة , والقلق في صوتها :
ـ هل كنت ترسمين وأنت هنا ؟
فاستدارت جيني إليها مبتسمة :
ـ لقد رسمت بعض الرسوم . . ولكنني وجدت نفسي أرغب في
رسم لوحة لهذه المناظر . عندما أعود إلى منزلــي سأرســم لوحة
كبيرة تمثل منظر الأرض هنا ولدي عشرات الأفكار الأخرى .
ونظر لويس إلى ابن عمه , وســألها :
ـ وهل ستعودين قريباً ؟
قال روبرتو دون تردد , وهي يتكــئ إلى ظهر كرسيه والكأس
في يده :
ـ لا !
ولم تنظر إليه جيني , بل تجاهلته وردت إلى لويس :
ـ بأسرع وقت ممكن . يجب أن أعود إلى عملــي . . . فلقد
ضيعت الوقت الكثير هنا .
فعلق لويس :
ـ أنت تكتسبين شهرة في عالم الأزياء . . ولا بد أن هذا
يكسبك المال الآن . . لقد قرأت مقالة عنك في مجلة أميركية .
فقالت مبتسمة بخبث :
ـ أجل . . فقد أراني غرانت المقال .
فابتسم لويس ابتسامة غريبة . . وطافت عيناه فيها بطريقة لم
تعجبها , ثم تمتم بنعومة :
ـ آه . . خطيبك ! أيعلم بأنك هنا . . على فكــرة ؟
أحست جيني بالحرارة في كل جســدها , ولكنهـــا أجـابــت
بصراحة :
ـ أجل . . . يعرف .
ونظرت إلى لويس متحدية , تتحداه أن يقول كلمة أخــرى حول
الأمــر . ولكنه قال :
ـ لديه أفكار متحررة , لو كنت لــي , أظن أنــني ســأكون أكثر
تملكــاً .
فصــاح روبرتو من بين أسنانه :
ـ هذا يكــفي !
فكشر لويس بابتسامة له :
ـ هيا . . روبرتو . . لم تعد زوجتك , وهــي حرة في اختيار من
تريد . برضى كراولي أم بغير رضاه .
وصمت روبرتو لكن وجهه بقي متجهماً وعيناه تلمعان من شدة
الغضب . ثم قال للويس بحدة :
ـ أتريدني أن أقتلك ؟
واختفت البسمة عن وجه لويس :
ـ ألم تكتف منها بعد ؟ لقد حصلت عليها لمدة أسبوع . وأظن
هذا سبب مجيئك بي إلى هنا . . . كي آخذها منك , ولن تكون
المرة الأولى التي ترمي فيها إحدى نسائك علي للتخلص منها .
أليس كذلك .
أحست جيني بالإذلال يحرق وجهها . . . وقفزت على قدميها ,
فأمسك روبرتو بمعصمها , ليعيدها إلى كرسيها وكأنها طفلة :
ـ ابقي هنا .
وأطلقت في وجهه غضبها الحارق :
ـ وأستمع إليه ؟ ماذا تحاول أن تفعل معي روبرتو ؟ أهذا هو
سبب وجوده هنا ؟ هل ستسلمني إليه كلعبة تعبت منها ؟
وقال لويس , والبريق في عينيه جعلها تحس بالغثيان :
ـ لعبة جميلة جداً . قد لا تجدين هذا التبادل سيئاً جيني . وقد
أفاجئك .
وأخذ يتفحصها , والاحمرار يتصاعد من عنقها ليشعل وجهها .
ووقف روبرتو باسترخاء . ولكن لم يكن في وجهه أي شيء يدل
على الاسترخاء . تراجع لويس فجأة وقد امتلأ وجهه بالرعب . .
وأطبقت يدا روبرتو على عنقه . . . وقام لويس دون جدوى , يلعن
ويسعل , يداه لا تستطيعان زحزحة قبضة روبرتو عن عنقه , ثم طار
فجأة ليقع فوق الكرســي , وأخذ يشهق محاولاً التنفس , وجهه شديد
الاحمرار . . . وهو مستلقٍ في مكانه يتلمس عنقه بخوف .
حدق روبرتو به متجهماً ثم تمتم :
ـ أنت محظوظ لتركي إياك تتنفس . وما تركتك تتمادى معها إلا
لكــي تعرف أي نوع من الخنازير أنت .
والتفت إليها :
ـ لقد تركته يظن أن بإمكانه معاملتك كما اتفق , كــي تعرفي
حقيقته , وأنا آســف لأنه آلمك , جيني . لم يكن سهلاً علي
الاستماع إلى قذارته . صدقيني .
ومالت إيفا إلى الأمام ولمست ذراع جيني بكل لطف :
ـ أريد أن أخبرك قصـة .
فتمتمت جيني :
ـ لا أود سمــاع شــيء . . .
فقال روبرتو :
ـ يجب أن تسمعي . لقد جئت بهما إلى هنا كي تستمعي . فلو
أخبرتك أنا , لما صدقتني . . . استمعي لأمـي جيني .
فردت بغضب :
ـ لقد ثبت لــي أنها قد تكـذب إذا أردت أنت منها هذا .
ـ ولكنها لـن تكذب هذه المرة .
ـ وكيف أعرف ؟ لن أصدق كلمة تقولها بعد الآن .
فحدق بها ثم التفت إلى لويس وقال لها :
ـ راقبي وجهه وهي تتحدث . . . وستصدقين .
ونظرت إلى لويس لتشاهد الصدمة في وجهه , وكان ينظر إلى
ابن عمه , قسماته خائفة , مضطربة , يعلو وجنتيه الاحمرار .
وجلست جيني ببطء . . . نظرت نحو إيفا :
ـ حسناً ؟
فقالت إيفا :
ـ لست بحاجة لأقول لك , إن زوجي وقبل أن يلتقي بك روبرتو
بزمن طويل كان يحاول إجباره على الزواج من جيسكا . . . لقد كان
لا يستسيغ فكرة أن لا يتزوج ولده من إيطالية . ولم يكن يحب
فكرة استقلالية ابنه عنه . ولطالما أراد فرض إرادته على روبرتو ,
ولكن لروبرتو إرادة من فولاذ . فهو أصلب من أبيه , ولا ينحني أبداً
أمام أي كان . ولطالما تشاجرا بمرارة . . . وكان أنطونيو لا يخفي
الأمر عن أحد , وجيسكا كانت تعلم بأنه اختارها زوجة لروبرتو . . .
ولسوء الحظ كانت تواقة بشكل غريب للحصول على ما تريد .
وتكلم لويس , وعنقه يؤلمه من قبضة ابن عمه :
ـ لقد كانت ال***** الصغيرة مفتونة به .
فسأله روبرتو بصوت غريب :
ـ وهذا ما أزعجك . . . أليس كذلك ؟
ـ لقد كنت أشعر بالسقم عندما أشاهدها تتودد إليك , وكأنك
نوع من الآلهة , وأنت لا تأبه لها . . كان عليك أن تكون شهماً
أكثر .
ـ كمــا كنت أنت ؟ !
ـ لقد تركتك تدوس عليها , ظنت بأنك ستتزوجها في النهاية
حتى وهي تعلم بأنك تكرهها وعندما تزوجت جيني . . . شعرت
بالإحباط , وبدت كالحمقاء . وكنت قد حذرتها فلم تستمع إلي .
فتمتم روبرتو بنعومة :
ـ ولكنك كنت مستعداً لمواساتها ؟
فاحمر وجه لويس بعمق . ولم يرد , بل حدق بابن عمه الذي
تابع قائلاً :
ـ لقـــد لاحقتهـــا دون هـــوادة . وأمطرتهـــا بالغزل الذي وجدته فـــي
النهاية لا يقاوم . . . كم استغرق ذلك لويس ؟ ستة أشهر ؟ تسعة ؟ لم
تكن سهلة المنال , أليس كذلك ؟ كان عليك أن تعمل جاهداً لتحقق
أهدافك .
فشخــر لويس , وقد تصاعد غضبه :
ـ لا تزُه بنفسك ! لقد كانت ناضجة للقطاف بــعد أن أذللتهــا
بالزواج من أخرى . وهكذا وقعت في يدي كالتين الناضج .
وحدقت به جيني وذهنها يعمل بسرعة . . إذن كان لجيسكا
علاقة غرامية بلويس ؟ ولم يدهشها هذا . ولكنها لم تدر ما علاقة
هذا بما حصل فيما بعد وقال روبرتو بلهجة بارة كالجليد .
ـ أهكذا ستقص الأمــر على زوجتك ؟
فشهق لويس بحدة وارتباك , وتلاشى كل لون من وجهه وحدق
بروبرتو بعينين مشدوهتين :
ـ لا يمكنك ! لا يمكنك إخبارها ! سيقتلها هذا !
ـ كــان عليك أن تفكر بهذا قبل الآن .
ونظر لويس إلى إيفا , متوسلاً :
ـ إيفا . . . أنت تعرفين ما قد يفعل هذا بها ! لا يمكنك تركــه
يخبرها . لن تتحمل الصدمة !
وبرز الحزن والمرارة على وجه إيفا :
ـ المسكينة ! إنها تستحق أفضل من وغد مثلك .
ـ لأجل الله ! . . أنا رجل طبيعي , وهذا كل شــيء . أتظنين أنه
من السهل العيش مع امرأة أحبها ولا أستطيع لمسها ؟ أعلم إنني
كنت أعرف هذا الواقع منذ البداية . ولكنني أحببتها كثيراً , وأرادتها
زوجة لـي , مع إنني أعرف أن حالة قلبها تهدد بموتها في أيه
لحظة . . وكانت تعرف أن لــي علاقات , وتتجاهلها . . ولكن
جيسكا ؟ . . . لن تسامحني على هذا . . . سيقتلها الخبر .
خلال خمس سنوات , كانت جيني قد نسيت كل هذا , ولكنها
تذكرت الآن وارتعدت . كانت قد قابلت زوجته مرة واحدة . كانت
تمضي أوقاتها كلها في الفراش لمرض مزمن في قلبها . وتذكرت
جيني كذلك أن جيسكا كانت . . . شقيقتها .
كانت إيفا تنظر الآن إلى لويس بكل احتقار , وهزت كتفيها :
ـ كنت تعرف تماماً ما تفعله . . لقد أغويت شقيقة زوجتك عن
قصد ولا تحاول الإنكار . . . فلقد كنت تعرف أنها الخيانة التي لا
يمكن أن تغفرها لك .
ونظر إليها كالحيوان العالق في الفخ , وشفتاه مكشرتان عن
أسنانه . . . وصاح :
ـ الكلام سهل عليك . لن تتمكني من معرفة حقيقة الأمــر
بالنسبة لي .
ـ صحيح ؟ ولكن زوجتك كانت تعرف , وتعرف إنك ضعيف
الإرادة على حيــاة التقشف . . . ولم تتزوجك بسهولــة لويس , لقد
ناقشت العائلة الأمـر لفترة طويلة معهــا قبل أن تعطيك الرد . وكانت
تعـــرف تماماً أنك تريد الزواج منهــا لأجل حصتهـا من مال العائلة .
وصــاح بألم ظاهر في صوته :
ـ لا ! إنها لا تعرف هذا . . . لا يمكن !
ـ لقد فكرت بكل شيء , وكانت كل القرائن ضدك , ولكنها
كانت تحبك فقررت المخاطرة ومواجهة الألم الذي كانت تعلم إنك
ستسببه لها , كما تحملت بكل شجاعة الألم والخوف من حالتها
لسنوات .
وفجأة أحنى لويس وجهه بين يديه . وســاد الصــمــت في
الغرفة . . أشعل روبرتو سيكاراً , وأسند رأسه على الكرسي يدخن .
ونظره مثبت على رأس ابن عمى المنحني . وراقبته إيفا كذلك ,
وكأنهما نسيا وجود جيني . بعد دقائق , استوى لويس في جلسته ,
ووجهه شاحب وقال :
ـ أنا أحب زوجتي . . ولهذا كنت أريد . . . بل كان يجب أن
أحصــل . . . على جيسكا , لأنها تشبهها .
ولم تبدو الدهشة على إيفا لهذا الاعتراف . بل هــزت رأسهــا
وقالت :
ـ كانت جيسكا تعرف هذا . . لقد آلمتها . ولم تحاول إخفــاء
سبب رغبتك بها عنها . . أنت تقول إن روبرتو هو من جرح
كرامتها . . . ولكنه على الأقل لم يستخدمها كبديلة في الفراش عن
زوجته . . . شقيقتها .
فوقف عند النافذة :
ـ لماذا تفعلان هذا ؟ لمــاذا تعيدان الذكرى بعد خمس سنوات ؟
لماذا الانتظار خمس سنوات لتهديدي الآن بالكشف عن الأمر ؟
نظر روبرتو إلى طرف سيكاره المشتعل . . . وقال :
ـ أندرو .
فاستدار لويس بحدة وهو مقطب :
ـ ما شأنه ؟
ونظــر روبرتو إلى جيني بسرعة , ثم إلى إيفا بصمت , فســارع
لويس يسأل بقلق :
ـ حسنــاً ؟
فقالت إيفا ببرود :
ـ اجلــس يا لويس .
ـ أوه . . . لأجل الله !
فصــاح به روبرتو :
ـ اجلس !
فجلس ينتظر والغضب يملأ وجهه , فقالت إيفا :
ـ إنه ابنك .
فــحدق بها لويس بشراسة , ثم إلى روبرتو بعينين ضيقتين :
ـ أوه . . لا . . أنتما تكذبان ! . أتظنان أنـني لم اسألها عن هذا ؟
يا إلهــي . . . عندما أفكــر . . .
وأدار وجهه الوسيم نحو جيني , وعلت وجهه تكشيرة :
ـ آه . . . لقد فهمت . . . أنت تحاول تبرئة نفسك أمامها . أليس
كــذلـك ؟
فقالت جيني بخشونة :
ـ لن أستمع إلى أي شيء من هذا بعد الآن . . . إيفا أقدر لك
ما تحاولين فعله , ولكن , لأجل السماء , لا تكذبي حول ذلك
الصبي الصغير المسكين . لا أريده أن يتألم إيفا . . . أي نوع من
الوحوش تظنينني ؟
فقالت إيفا بهدوء :
ـ لدي الدليل .
وبدا أن لويس على وشك الاختناق . وســأل بيأس :
ـ أي دليل ؟
فردت ببرود :
ـ اعتراف جيسكا وسأريك إياه بعد لحظــات . فأنا لم أخبر
جيني بقصتي بعد فالزم الهدوء لويس , لأكمــل القصة .
والتفتت إلى جيني .
ـ ليلة تشاجرت مع روبرتو , وخرجــت إلى منزل أبيك . . .
حصل شجار حاد آخر بين روبرتو وأبيه . . . وأصيب بألم حاد في
رأسه حتى إنه اضطر إلى ابتلاع أكثر من حبة منوم . ووجدته في
مكتبه بعد منتصف الليل , فاستدعيت خادمان ليحملانه إلى فراشه .
ولم نستطع إيقاظه وكانت جيسكا في المنزل بالطبع . وخرجت من
غرفتها بملابس النوم لتعلق بشكــل لاذع على حالته , والشجار
بينكما . . . وكنت حادة معها . . . فعادت إلى غرفتها غاضبة .
وقاطعها روبرتو بصوت عميق :
ـ نمت كالميت طوال الليل . وعندما استيقظت وجدتها في
فراشــي .
فضحك لويس بخشونة :
ـ هنا تبدأ القصة الخرافية يا جيني .
ونظــر إليه روبرتو بغضب :
ـ اقفل فمك أو أقفله لك !
وعــاد إلى جيني :
ـ كان رأســي يضج كالطبول . . وأحـسـســت بالغثيان . . وآخــر
شيء كنت أرغب فيه هو النســاء . وخــاصة جيسكا . . يا إلهـي
جيني . . . كان بإمكاني الحصول عليها في أي وقت وبإشارة من
إصبعــي .
وشــاهد إجفالها فضحك :
ـ أعلم أن هذا كلام قاس . ولكن هذه هي الحقيقة . لقد
عرضت جيسكا نفسها علي على طبق من فضة عشرات المرات .
ولكنني لم أكن أهتم بها . . . وقلت لها يومها أن تخرج من
غرفتي . . . فضحكت . ثم قالت بأنك عدت ووجدتها في فراشي . .
كانت قدرت أنك قادمة من الخارج , فســارعت إلى غرفتنا واندست
في الفراش معــي . . . يا إلهي ! تلك ال***** ! كان يجب أن تري
وجهها وهي تخبرني بالأمر ! فنهضت من الفراش لأرتدي ملابسي
وأسرع للبحث عنك . ولم أتوقع أن يقابلني كراولي بتلك الكذبة .
كان محظوظاً أنني لم أقتله , ولكنه تمكن مع والدك من طردي
خارج المنزل .
أكملت إيفا القصة بعد أن توقف :
ـ عاد إلي يومها بحالة مريعة , وصدمت بما أخبرني به . .
ولكنني أصريت على رؤيتك بنفسي . . كنت أعلم أنك ستخبريني
الحقيقة . . وطلبت من روبرتو أن يتركك وشأنك إلى أن أراك .
وتعرفين ما حدث بعد ذلك اختفيت , ورفض والدك تمرير أي
رسالة لك . وقلت لوالدك الحقيقة حول ما حدث بين روبرتو
و جيسكا . . ولكنه لم يصغ إلــي .
وذهلت جيني :
ـ أخبرت والدي ؟ لم يقــل لــي كلمة عن الأمــر .
فرد روبرتو :
ـ لأنه لم يحــبي قط . . . كلانا كــان له أب خــلق المشاكـــل بيننا
بوجهات نظره ولأكن صريحاً , فإن والدك كان يتوق لمنع زواجك
مني .
وأكملت إيفا بنعومة :
ـ للإنصاف . . لم يصدق والدك قصتي . قال إنها قصــة لا يمكن
أن تصدق . وربما لم يخبرك لهذا السبب .
وقال روبرتو :
ـ كتبت لك . ولم تقرأي رسائلي , أليس كذلك ؟ لــم يكن سهلاً
علي تصديق أنك أحببت كراولي . . . ولكنني كنت آمـل أن يكون
ذلك للانتقام فقط . مجرد دواء ليشفي جراح كرامتك . وحاولت
الوصول إليك فرفضت , ولم أستطع أن أجد مكانك حتى تطلقنا .
ثم رأيت كراولي وقال لي بأنكما ستتزوجان .
ـ غرانت قال لك هذا ؟
ـ قال إنك مغرمة به , وصدقته . . وتركته وأنا أتمنى لو أستطيع
أن أخنقك بيدي .
ـ ولكنك تزوجت جيسكا .
ـ آه . . أجل . . . جيسكا . . لقد بدا عليها حتى ذلك الوقت
بوضوح عوارض الحمل . وعندما أصـــر والدي على معرفة والد
الطفل , قالت بأنه لــي .
فصــاح لويس :
ـ لقد كان ابنك . . . إنه يكذب جيني . . . إنه أبوه . . صدقاً . .
لقد نام معها تلك الليلة .
فصرخت إيفا بحدة :
ـ لا ! بالطبع أصــرت جيسكا على هذا . وأنت أصريت على
وجوب زواج روبرتو منها حال أن يصبح حراً .
وقال روبرتو :
ـ أما أنا فلقد كنت في مــزاج لم يسمح لـي بالاهتمــام بشـــيء . . .
ولكنــني كنت أكره جيسكا لما فعلته لنا . وقلت لها هذا . فهـددت أن
تقول الحقيقة لأختهــا عنهــــا وعن لويس إذا لم أتزوجها . عندهـــا
فهمت من هـــو والـــد الطفل وعندما أظهرت لها معرفتي , اعترفت
بكــل برود . . طبعاً ليس أمام والدي .
فشخــر لويس :
ـ كم هذا مقنع .
فرد عليه روبرتو :
ـ ماعدا أنني كنت احتطت للأمر .
ـ وأي احتياط ؟
ـ سجلت لها كل كلمة قالتها .
وســاد الصمت , وأحس لويس بالاختناق , ومرر أصــابعه على
شفتيه وكأنهما جفتا . وأكمــل روبرتو :
ـ وعندما علمت جيسكا أن لدي دليل على كذبها على أبي ,
غيرت لهجتها . . وأصيبت بالهستيريا , وهددت أن تجبر لويس على
الاعتراف بالطفل حتى ولو قتل هذا شقيقتها .
وتنهدت إيفا .
ـ كانت تعني ما تقول . كانت تغـار من شقيقتها وكانت تعلم
أنك لم ترغب بها إلا لأنها تشبهها . . وأظنها كانت تود أن تطلعها
على الأمر ورحبت بتلك الفرصة .
وقال روبرتو :
ـ لم أستطع تركها تفعل . كنت خسرت جيني على أي حال .
وهكذا تزوجت جيسكا لإعطاء أندرو اسمي . إنه دم آل باستينو في
كل الأحوال , وله حق بالاسم .
ووقف لويس ببطء :
ـ حتى ولو اعترفت جيسكا بهذا , فليس هناك دليل على أنه
ابني .
فقال روبرتو بهدوء :
ـ عندما ولد , كان بحاجة إلى نقل دم فوري , وأنت تعــرف
لمــاذا كما أعتقد يا لويس فئة دم (( أر إتش )) سلبي أليس كذلك ؟
ـ أجــل .
ـ وفئة دم جيسكا (( أر إتش )) إيجابي , وهذا له علاقة بدم القربى
والطفل الذي يحمله لا يمكن أن يعيش إلا إذا تغير دمه فوراً ,
وخــلال دقائق من ولادته .
فتنفس لويس بعمق :
ـ يا إلهــي !
ـ ولكن جيسكا لم تكن تعرف هذا , ولا الأطباء , الذين كانوا
يعتقدون أنني والد الطفل . وأن فئة دمي مماثلة لفئة دمها , وكانت
صدمة لهم عندما ولد الطفل بلون أزرق .
فقال لويس بصوت خفيف :
ـ إذن هو ابني . . . يا إلهي . . . ! إنه لـي . لماذا لم تخبرني من
قبل ؟ أنت تعرف أنــني كنت أجهل هذا الأمــر .
فنظر إليه روبرتو ببرود :
ـ لــم يكــن لك الحــــق بأن تعـرف . . . وحتى الآن كنت تنكـــره .
ـ هـــذا لأنـــني لم أكن أعــــرف . ولو عرفت لأسعدنـــي هذا ! أنت
تعرف أن زوجتي لا يمكن لها أن تنجب ولداً . والآن تقول لـــي أن
لدي ولد . وولد يحمل دم زوجتي ودمــي .
فنظرت إليه إيفا بغضب وقالت ببرود :
ـ ولكنك لن تتمكن أبداً من المطالبة به . . زوجتك يجب أن لا
تعرف .
بدا على لويس الذهول . . وأغمض عينيه وهو يقول :
ـ لقد نـسيـت وهذا عقـابي . . . إنه ابني . . . ولن أستطـيع
الاعتراف به .
وتوجه نحو الباب وقــال ساخراً :
ـ إنها أرواح الانتقــام . . دائماً تنتقم فــي آخر المطاف .
بعد أن ذهب , وقفت إيفا لتسير نحو الباب . . . تاركة روبرتو
يسند رأسه على ظهر كرسيه , يراقب جيني متفحصاً .
* * *
نهاية الفصل ما قبل الأخيــر (( التاسع )) . . .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.