11-12-13, 07:21 PM | #21 | ||||
| خطابه في التاريخ : التاريخ , كم التاريخ , أي تاريخ , للتاريخ , دخل التاريخ , سجل التاريخ , فتحت أبواب التاريخ , غير وجه التاريخ , سيذكر التاريخ , صلح التاريخ , أكتشاف التاريخ , كتب التاريخ , دراسة التاريخ , حقيقة التاريخ , تاريخ وتاريخ , كل شيئا لأجل التاريخ , كل شيئا يخلد في التاريخ , كل شيئا يكتب في التاريخ , كل شيئا تاريخ في تاريخ . من منا لم يحبه , من منا لايتمنى دخوله , من منا لايريد أن يذكر فيه أسمه , من منا سيخترع المعاجز والبدع ليخلد شيئا فيه , أقله أنظر لتاريخنا الحديث , أرتكبوا فضائع وأهوالا لأجله , حروبا عالمية دمرت الأرض والبر والبحر , حولت المكان إلى لاشيء , مقابر جماعية , ثورات وأنقلابات , مؤامرات وجواسيس , حروبا باردة وأخرى ملتهبة , فقط من أجلك ياتاريخ , فعلوا كل جنون وهوس , أنتقاما ومقاومة , تحالفات ومصالح , هيروشيما ونجازاكي , أختراعات وأكتشافات , ملايين وملايين قتلوا ودفنوا تحت دفاترك ياتاريخ , لم ترحمهم أو تذرف دمعا عليهم أو تستر قبيحهم , خنتهم وفضحتهم , فما أرتكبوه لأجلك ياتاريخ , رحلوا جميعهم فماذا تبقى , عداك ياتاريخ , خدعتهم وغررت بهم وتلاعبت , من أجل ماذا , كي تكتب في صفحاتك تاريخهم ومافعلوه . لينين وثورته , غاندي وحكمته , ستالين وقبضته , هتلر وجنونه , تشرشل وحنكته , لوثر كينق وحلمه , صدام وديكتاتوريته , ماسوليني وفاشيته , مانديلا وسجنه , كندي ومقتله , القذافي وغرابته , من تبقى , قل لي من , ليت القائمة تنتهي قبل أن ننتهي . في هذا التاريخ حدث , في هذا التاريخ ولدت , في هذا التاريخ عشت , في هذا التاريخ مت , كل شيئا يتعلق بك ياتاريخ , أنت الرابح دائما ومن يضحك , جرائما أرتكبت بأسمك , أختراعات سجلت بأسمك , بطولات تحققت بأسمك , أوراقا طوت بأسمك , صفحات جديدة فتحت بأسمك , لاأعلم , أن كنت سأدخلها فائزا ومن معي أو خاسرا تخرجني من دفاترك , فالتاريخ يتلاعب به المنتصرون ويحرفون بداخله . سجلني معك ياتاريخ , فقد طمعت , كما طمع قبلي أقواما خلت , خدعت بعضهم وأسعدت آخرين , الحقيقة تبقى , بأنك لن تنتهي , ستظل مفتوحا وتكتب , ونحن راحلون لامحالة , كما خطى السابقين , تحدوك وخسروا , ماتوا فلم يعودوا ليقرأوا ماذا كتبت عنهم وخلدت , أنها القسوة بكل معانيها , ويحك ياتاريخ , من أجلك قضى على الجميع فمن يقضي عليك . | ||||
11-12-13, 07:22 PM | #22 | ||||
| قبل خطابه الأخير بلحظات : كانت القاعة مكتظة , ضجيجها يسمع من أميال , جموعا غفيرة , جماهير لاتعد , تنتظر (فرانك) لتلقي نظرتها الأخيرة عليه , البعض يهتف والبعض يصيح والبعض يصفق , وفئة ترفع لافتات ترتجيه عدم الرحيل , ملايين وملايين خلف الشاشات تشاهد وتسمع وتنتظر , ماذا سيقول رجلهم ومن أحبوه , فذاك آخر خطابا يلقيه , بعدها لن يسمعوا صوتا له ولا فلسفة ولا تناقض , قد قال مايجول بخلدهم وماتمنوه وأقشعر بدنهم . الجميع يظنه سيودعهم بخطبة نارية يشكرهم فيها لأنهم أحبوه وشجعوه ودعموه , البعض خانته تعابيره أعتقد بأنه سيعتذر للمجتمع ومن أخطأ بحقهم . أخذ يجول ويدور في القاعة وحولها بكل هدوء , ماأثار غرابة الجميع بملامحه التي لم يعهدوها عليه من قبل , خيم لحظتها صمتا رهيب على الجميع كأنهم يريدونه أن يتكلم ويقول ليعرفوا مابه , فعلى غير عادته بدى منكسر الظهر لايقوى على الحراك . جلس في وسط القاعة والحلبة , ممسكا ميكرفونه الذي تفنن به وتغزل , عزف عليه ألحان خطاباته , وسمفوانيات أدبية قالها , هزت وجدان من سمعها . بعد سكوت أخاف كل الحاضرين والمشاهدين , راح يودعهم بطريقته , فبدل أن يغادر سعيدا تغلبه دموع الفرح والوداع كان له رأيا آخر كالعادة , أرادها نهاية حزينة كما كان يحب ويقول دائما ومايؤمن به (أن النهايات الحزينة أفضل من السعيدة لأنها تخلد في القلوب وتعلق في الأذهان ولاتنسى , فواقعنا نهايته تعيسه ,لأننا سنموت كلنا يوم ما ونغادر الحياة) هذه كانت مبادئه . قام يسرد لهم قصة حياته البئيسة منذ طفولته حتى لحظته , ولما فعل وقال وحارب العالم بأسره , ربما الجميع يعرف حكايته وماجرى له , ولكن أحدا لم يسمعها من قبل بصوته هو , فماذا ولماذا وماالسبب وما الهدف .. فلنتابع | ||||
11-12-13, 07:24 PM | #23 | ||||
| خطابه الأخير : أنها لعبة القدر , مذ كنت في 13 من العمر وأنا أنتظر يوما كهذا , أيها الحشد , ومن يشاهدني ويسمع , أريدكم أن تمعنوا النظر فيا جيدا , وتستمعون بضميرا لما سأقول . أنا الشخص الوحيد في هذا العالم الذي تخطيت الجدار , لم يستطع أحد أن يفعل ذلك , ليس قبلي وليس بعدي , أخبروا عني قصصا تعدت الخرافة حدا , قالوا بأني خرجت من ألا مكان وأتيت من العدم , أحدثت صخبا سمع ضجيجه قعر المحيط , حتى أنني أصبحت مثلا يحتذى به , لكني لست مهتما بذلك . دعوني أخبركم حكاية الرجل (يشير إلى نفسه) الذي خرج من حلمه غاضبا وراح يشمل الجميع في شتائمه , ضاربا عرض الحائط كل الخطوط الحمراء , حيث كان يعود كل ليله إلى مخبأه الذي لم يعرف مكانا آخر غيره , يتقوقع على نفسه هناك , هارب من كل شيء , حتى الأموات في مقابرهم تلبد خشيت منهم , منزوي في تلك الظلمة الحالكة التي خلت من بصيص نورا عدى ذاك الخافت فوق رأسه , يتحاشى نظرات الناس الموجعة بنفس تلومه وضميرا يأنبه , يفكر في الأختفاء تارة , وتارة أخرى تراوده فكرة الهروب من هذا العالم الموحش , لكنه لم يفعل . ظل يعيش في ماضيه المؤلم التعيس بعد أن تركه الأحبة وحيدا , أنتحر أحدهم يلعن فقره , والباقين هربوا معه ينتقلون من مكان لغيره , يفرون بمشاعرهم التي ماسكنتها الطمأنينة مرة من واقعا لم يرحمهم , يمرون على الجميع والآخرون ينظرون إليهم بنظرات مختلطة فأناس باعوهم بسعر التراب وآخرون بكوا عليهم , والدته هي الأخرى توفيت تندب حظها النحس ومرارة الأيام التي عذبتها بمرض خبث أصابها وأوجعها وأرق جفونها , تركت ملقاة على الأرض دون شفقة من أحد أو حتى نظره , تصرخ وتصرخ عل صوتها يسمع دون جدوى أو فائدة , حتى الهواء توقف عنها رحمة بحالها , شقيقه الآخر تذكره القدر في ظهرا وقتئذ كانت الشمس تحرق بلهيبها كل من تجرأ عليها , فأصابته بحراراتها أنتقاما وقتلته في مكانه , ولم ترحم جلوسه على كرسي مافارقه لحظة ولادته . عاش يشتكي ضيم الفراق ليال وليال , يخفي كل أوجاعه بداخله كي لايراه أحدا أو ينظر في عينيه , ويكتشف شيئا أو أشياء وآلام تلبدت وأجبرته على العيش محاربا يخوض معارك عدة , يتما وتشرد , فقرا وتسول , ضياعا وقهر , ألما تآكله من الداخل , ومصائب توالت عليه. نظر في المرآة إلى نفسه فلم يعجبه ما رأى , ترك كل ذلك خلفه راغما , فلم يعد يتذمر أو ينتحب كلمة واحدة حفظها ويقولها دائما : إليا إلي ! يرددها لحظة غدرا أو مشكلة تختبره الحياة التي لم ينجح فيها أحد , الجميع خرج خاسرا يجر أذيال الخيبة معه عدى فئة قليلة وقليلة جدا . عرف بأنه سيكون على القمة وأعلى الهرم يوم ما سيأتي لامحالة , مكتوب قدر له أن يعيشه , كقصة حزينة خلدت بين أوراقها أرواحا عزيزة عليه تعذبت وعانت وفتكت بها الحياة مآس وأوجاع , دفنوا تحت ترابا سقوه بدموعهم وآلامهم , ليخرج منه أحدا يخبر العالم بما جرى , كيف عاشوا وماتوا , نكرة , لاذكرى لهم عدى الهموم والأحزان , بلا ضحكة أوحب أو عاطفة , قلوبهم ماشعرت بالراحة مرة , يلملمون جراحهم بأياديهم الجافة التي ما لامست النعيم قط . أجلس اليوم أمامكم والعالم بأسره يشاهدني , تجول بي الذاكرة إلى وقتا بعيدا مضى , وعدا قد قطعته على نفسي , بعد أن قضى مضجعي وأرق جفوني , أن ماحدث لهم لن يذهب أدراج الرياح أو يضيع وسط الزحام , لو كلفني ذلك حياتي وما أملك , أطحت كل من حاول الوقوف بطريقي , أزحت كل حجرة عثرتني , شققت الأرض شقا وخرجت منها . أنا (بول جاك) , أبن ذلك الأب , وصغير تلك الأم , ورفيق ذاك الأخ , كل مافعلته في حياتي لأجلهم هم , هم عائلتي , التي رحلت دون أن يعرفها أحد . هنا تنتهي حكايتي , بعد أن نفذت وعدي وما أثقل كاهلي سنين طويلة , وأيام ما كادت تمر لظلمتها . لكن قصتي لم تمت , بل ولدت لتبقى , ستخلدها أوراق الحياة القاسية وصفحات العمر التي أنطوت على ذاتها بعد أن كتبت فيها الشقاء والدموع والألم . كنت هنا معكم وبينكم وداخلكم ضيفا ثقيل أو خفيف لا أدري , لكم الحرية كيفما أردتم , فلا يهمني ذلك , على أية حال , أني راحلا الآن , قد أعود بعدها وقد لاأعود , وداعا للجميع , تذكروا فقط بأن (فرانك) مر من هنا . | ||||
11-12-13, 07:26 PM | #24 | ||||
| كانت تلك آخر خطاباته , أختفى بعدها ولم يسمع عنه شيئا أطلاقا , ولا أحد يعرف أين أستقرت به الأرض , كأنه رجع إلى سن ال13 ليبحث عن نفسه وذاته التي قتلت في تلك السنة الكئية , كسرابا ظهر فجأة وأختفى فجأة , بعد أن حقق حلمه , ونفذ وعده وأخبر العالم عن أسرته وأي بلاء ذاقته . حتى صديقته (كاترينا) لم يسمع عنها , وكأنهم خرجوا من العدم بالفعل , أخذ الناس يطلقون عليه أشاعات مرة أخرى بعضهم قال بأنه راح يجوب الجزر الخلابة ويستمتع بها ويهنأ بما تبقى من حياته رغم صغر سنه , آخرون بالغوا وقالوا بأنه أشتاق لحياة التشرد والضياع فتبرع بأمواله وكل مايملك كي يعيش كما كانت أسرته . النهاية : كل لديه أحلام كل لديه آلام , كل لديه حكمة وفلسفة وأدب , كل لديه مبادئ وقيم يسير عليها , كل لديه شجاعة وثورة وصوت داخله , كل لديه وكل لديه , لكن من يستطيع أن يوصل صوته ليسمع . (أصرخ يابني أصرخ , لعل صوتك يسمع) هذه كل القصة يافرانك | ||||
10-07-14, 01:47 PM | #25 | |||||||||||
نجم روايتي وقاصة بقصص من وحي الأعضاء وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة ومحرر لغوي بقسم وحي الخيال - مقيم التسالي - منسق المجلد الأول لوحي الخيال - م
| لا أعلم كيف اصفها كانت غريبة شعوري بقراءتهاكانت اغرب شكرا عليها | |||||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
المعتوه, خطاباته, فرانك, وأحاديثه |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|