27-10-17, 08:12 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| نظرة عتاب - بقلمى حبيت أن أشارككم بروايتى الثانية نظـرة عـتاب بقلمى ألقت ميسان نظرة أخيرة على الأوراق أمامها ثم جمعتها فى ملف واحد وأغلقته , مدت يدها التى تحمل الأوراق وناولتها للرجل الواقف أمامها والذى كان يبتسم لها بثقة " تفضل يا سيدى ... لم يتغير شئ , لا يمكننا إعطاءك التصريح " قالتها بجمود فماتت الابتسامة على شفتيه وحل محلها نظرة غضب حاول إخفاءها ببراعة يُحسد عليها وعاد لينظر إليها مبتسماً مرة أخرى : " ولمَ لا يا عزيزتى ؟ " عبست قليلا ً فى وجهه " أولاً أنا لست بعزيزتك , ثانياً لقد أوضحت لك السبب من قبل " ثم تظاهرت بالانشغال فى إنجاز عمل آخر ففهم هو الرسالة الموجهة إليه " سنتقابل ثانية " قالها قبل أن يغادر ثم تمهل قليلاً ليضيف " يا عزيزتى " وأطلق ضحكة ساخرة لفتت انتباه جميع الموجودين بالمكتب قبل أن يتجاوز الباب ليفتحه وينطلق إلى الخارج . وما كاد هذا الرجل يغادر حتى أطلقت ميسان تنهيدة ارتياح وهى تتأمل وجوه زملائها الذين يتطلعون إليها بفضول ولم تكن من عادتها الثرثرة فيما يخص شئون العمل , تجاهلت نظراتهم الفضولية كالعادة وقامت بلملمة حاجياتها فوالديها ينتظرانها بفارغ الصبر ليتناولوا معا طعام الغداء فهى قرة أعينهما ... الابنة الوحيدة ... والابنة الغالية ... التى تتحمل المسئولية منذ الصغر والتى تكد فى كل مراحل عمرها ... تفوق فى الدراسة ... وتميز فى الأخلاق .. وبر والديها ... ولكن يقع على عاتقها حمل كبير يثقل كاهلها نفضت كل تلك الأفكار الشاردة من رأسها وغادرت المكان بعد أن ألقت تحية السلام على الزملاء الذين كانوا يثرثرون قبل أن يعدوا حالهم للانصراف من هذه المصلحة الحكومية. عادت لتجد أمها قد أعدت السفرة فى انتظار وصولها طبعت قبلة مليئة بالحب والحنان على وجنتها وقالت بمرح: أنا أكاد أموت من الجوع ... كيف حال أبى اليوم ؟ بالمناسبة أين هو ؟ لم أره فى غرفة المعيشة كعادته يتابع نشرة الأخبار فى مثل هذا الوقت ! متعجبة رنت بنظرة تساؤل نحو أمها الصامتة ترددت الأم قبل أن تشيح بوجهها لئلا ترى ابنتها الدموع المتلألئة فى عينيها وقالت بصوت يفيض بالحزن: لقد اتصل به المحامى وطلب دفعة من النقود تحت الحساب لكى يستكمل الاجراءات ماذا ؟ دفعة أخرى ؟؟ ألا يشبع هذا الرجل ؟؟ هل أبى فى غرفته ؟ ولم تنتظر اجابة أمها فاندفعت تطرق باب غرفة والدها المغلق وهى تحاول تصنع المرح : أبى ... لقد وصلت اننا فى انتظارك بغرفة الطعام واتجهت الى غرفتها لاستبدال ملابسها وعندما اتجهت لغرفة الطعام كان والدها قد سبقهم الى هناك وجلس على المقعد على رأس الطاولة ولما رآها ابتسم حتى فاضت ابتسامته الى جوانب وجهه فقد كانت وحيدته المحبوبة التى يعشقها ويرى فيها كل آماله تتحقق واحدة تلو الأخرى قبلت يدى والدها بعاطفة ممزوجة بالاحترام والاجلال لهذا الرجل الذى رباها أفضل تربية وزرع فيها عزة النفس والقدرة على التحمل -" لا تشغل بالك يا أبى العزيز .. سنجد حلا لهذه المشكلة " -" كيف يا حبيبتى ؟ " - " لا أعرف ولكنك علمتنى معنى الثقة فى كرم الله وان فرجه لقريب " -" هل من جديد بالعمل ؟" ترددت الفتاة قليلا فوالدها مهموم بما فيه الكفاية ولا ينقصه الا مشاكل العمل -" لا كل شئ على ما يرام " كذبت عليه وربما لأول مرة فى حياتها كلها وابتسمت ابتسامة باهتة لم تصل الى شفتيها وغاب عنها أن والدها يعرفها حتى أكثر من نفسها فشعر بالقلق يتسلل الى قلبه خوفا على صغيرته من الحياة وصعوبة اختباراتها ولكنه عاد فطمأن نفسه الى انه احسن تربيتها ولا خشى عليها من اى شئ -" سأتدبر أمر المبلغ الذى يطلبه المحامى .. كم من الجنيهات يسد جوعه الى المال ؟ " -" يريد خمسة آلاف جنيه " شهقت قبل أن تستطيع منع نفسها فقد كانت تتصور أنه ربما طلب ألفا أو حتى ألفين كان من الممكن تدبرهما من زميلة فى العمل أو صديقة قريبة حتى يحين موعد صرف المرتب الشهرى الخاص بها وتستطيع رد الدين بسهولة ولكن خمسة ... آلاف ... انه مبلغ كبير ان معاش والدها ضئيل للغاية ولا يكاد يكفى شيئا وتعتمد الأسرة عليها كليا فى مصروفاتهم لتسيير المعيشة وتساءلت متى ؟؟ متى يربح والدها القضية التى أقامها ضد مجلس ادارة عمله السابق ؟ انها أملهم الكبير الذى يتنفسون لأجله لا بد من دفع المبلغ المالى الذى يطلبه المحامى لا بد هل من الممكن أن تتنازل من أجل والدها ولو قليلا ؟؟لا ليس قليلا ابدا ولكن هل سيرضى هو بذلك ؟ ولكن كيف سيعرف بذلك؟ انها حتما لن تجرؤ على اخباره بما يعتمل بداخلها وما تنوى على تنفيذه لن يقبل بذلك أن تقبل ابنته برشوة ضخمة من أجل التغاضى عن مخالفة صريحة واعطاء المقاول التصريح اللازم لهو عمل شائن وفاضح اذا عرف والدها فقط بما يدور فى رأسها الآن لن يتحمل الصدمة الهائلة يجب أن تفعل ذلك بسرية تامة وسرعة كبيرة حتى لا تتراجع عن قرارها كانت فى صراع شرس بين خيارين أحلاهما مر ... هل تبقى على مبادئها السامية التى عاشت فى وجدانها كلافتة تحذير باللون الأحمر تعصمها من مجرد التفكير بالخطأ ... أم تتنازل ولو لمرة واحدة لمصلحة أبيها .. ذلك الرجل العظيم الذى كان وما زال مثالا للشرف المجسّد على الأرض؟ ونظرت الى والدها وكأنما أحس بعذابها وعرف بما يدور فى ذهنها رأت نظرة غريبة جدا فى عينيه نظرة لم تستطع تحملها ولم تجرؤ بعدها على مجرد التفكير بالموضوع لقد كانت نظرة عتاب وحسمت ترددها للمرة الأخيرة وابتسمت ابتسامة ذات معنى ثم احتضنت أباها الذى احتواها بحنانه وحزمه فلم يعد هناك أى بادرة شك فى عقلها أو قلبها لن تخذل هذا الرجل مهما كلّفها الأمر ولن تخون مثلها العليا أبدا حتما ستجد الحل حلا لأزمتها الثائرة مع نفسها ومع البشر من حولها وحلا يرضى والدها ... ويرضيها. ********** | |||||||||||
10-11-17, 08:23 PM | #3 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| شكرا لك نور المحبوب على التعليق الرقيق وعلى المتابعة تحيتى وتقديرى لك | |||||||||||
10-11-17, 09:49 PM | #4 | ||||
نجم روايتي
| السلام عليكم اسلوب جميل جدا اعشق الروايات القصيرة فهي اكثر تحدي لاي كاتب حقيقي ف اسطر قليلة يستطيع التعبير عن معاني وافكار كتيرة او فكرة واحده ابجعتي ف ايصالها واتقنتيها لوهلة تخيلتها ستستسلم ولكن نظرة الاب العظيم المعاتبه اعطتها القوة لاتخاذ القرار الصعب بالمقاومة وعدم الاستسلام تحياتي لك ولاسلوبك الرائع وفقك الله | ||||
11-11-17, 03:36 AM | #5 | ||||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
غاليتى أصبح تواجدك مصدرا للطاقة المتفجرة التى تجدد من همتى للكتابة أكثر وأرى تعليقاتك المتميزة التى لا تصدر الا عن قارئة عتيدة ومتابعة جيدة أشكرك على تشريفك للقصة .. وأتمنى لك التوفيق | ||||||||||||
25-03-19, 12:02 AM | #7 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| أجمل تحية لمن نور صفحتى بمروره | |||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|