آخر 10 مشاركات
متجر زمرد: إحدى أفضل الوجهات للعناية بالبشرة عبر الإنترنت (الكاتـب : حماد - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          207 - ملاك في خطر - شارلوت لامب ... (الكاتـب : * فوفو * - )           »          212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-05-13, 05:39 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 حبيبة في أرض الحلم/الكاتبة منه فوزي،فصحى مبسطة مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية

حبيبة في أرض الحلم

لـ الكاتبة : منه فوزي



وهي باللغة الفصحى
قراءة ممتعة


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 11-10-13 الساعة 04:16 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 04:27 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(1) بلد الحلم


استيقظت حبيبة في الشقة الصغيرة التي تشاركها مع صديقتها الامريكية مكسيكية الاصل تيا في احد احياء مدينة (-----) الامريكية ، لم تكن تريد ان تستيقظ و كأن ثقل يجثو علي صدرها ، لم نكن تصدق ان المدة قرُبت علي الانتهاء و عليها العودة الي مصر. مدة الفيزا اوشكت علي الانتهاء و هي قد بداءت لتوها التأقلم علي الحياة هنا ، بل احبتها ! هنا هي حرة مستقلة و معتمدة علي نفسها ، فهي تعمل وتحصل علي راتب اسبوعي ، تشتري لنفسها ما تشاء و تستمتع بالحياة الحرة ، بالرغم من ان لها عدد محدود من الاصدقاء معظمهم من اجناس مختلفة و لكنهم يملؤون حياتها ضحكا و مرحا. زبائنها الدائمين في محل القهوة الشهير حيث تعمل صارت تعرفهم بالاسم و يعطونها بقشيشا كبيرا. كما انها تستمتع بحصص "فن الكتابة" حيث سجلت اسمها منذ ستة اشهرو تحضر بانتظام و قد بداءت في الكتابة بشكل لا بأس به ، بل هي اكثر مجموعتها تفوقا. لم عليها ترك كل هذا والعودة الي حيث لا يوجد وظائف و كل شيء غالي و حيث لا يوجد اي حرية ، الي حيث تتم معاملتها كمواطن درجة ثانية لمجرد انها انثي. ففي مصر ام الدنيا يكون الحال اما ان تمارس حريتها في مجلات الحياة المختلفة فتكون " دي أوية وملهاش حاكم" في نظر البعض او "دي منحرفة ومفيش حد يلمها" في نظر البعض الاخر، فتتحول الي في نهاية الامر الي " ياعني دي عاتس" في نظر الكل . او تكون الفتاة الصالحة التي تسمع كلام كل من حولها ثم تترقي فتكون الزوجة البائسة المكبوتة الموشكة علي الانفجار. لما عاليها العودة الي كل ذلك؟؟ هاهي هنا حرة طليقة ليس عليها اي رقيب و بالرغم من ذلك فهي لم ترتكب اي شيء مخل بدينها او تربيتها ، لديها اصدقاء من الذكور و لكن كلهم يكنون لها كل الحترام ، حتي من حاولوا التقرب منها عاطفيا صدتهم بلطف فتقبلوا بلطف وسلاسة. هي لم تحتسي الخمر ابدا علي الرغم ان ذلك هو شيء اساسي في حياة كل من حولها في تلك البلد الاجنبية. و علي الرغم من انها في وسط هذا المجتمع الغربي تعتبر غريبة العادات و الاطوار ، الا ان احدا لم يعلق اهمية علي ذلك واصدقائها يتقبلونها كما هي، علي عكس ما كانت لتواجه من ظنون و اتهامات و نبذ اذا ما حاولت ان تفعل اي شيء مختلف عن ما هو معتاد في بلدها ام الدنيا. لا...لا... هي لا يمكن ان تعود ابدا...
افاقت من افكارها علي صوت تيا زميلة السكن و صديقتها تقول بصوت مرح و انجليزية يغلبها الطابع اللاتيني اللذيذ: " صباح جميل"
فردت حبيبة بصوت نائم و كئابة : "لا يوجد ما هو جميل"
قفزت تيا فوقها علي السرير و جذبتها من يدها وقالت بحماس " لدي حل لمشاكلك! هيا انهضي يا كسولة "
بلفعل لم ترغب حبيبة في النهوض، فالنهوض معناه يوم جديد ، و يوم جديد معناه يوم اقل في الايام الباقية علي انتهاء مدة الفيزا...وتلك المجنونة التي تجلس فوقها ماذا تريد الان ... تقول وجدت الحل... اكيد ستقترح ان الحل في الخروج و التسلية مع شاب لطيف و وسيم و ربما ايضا اختارت ذلك الشاب بالفعل. هكذا هي تيا دائما ترغب بشدة ان تتعرف حبيبة الي شاب و تخرج معه بل احيانا كثيرة فاجأتها بشخص لكي تتعرف عليه و تظل تسرد لها اشعارفي محاسنه و جماله.
قالت حبيبة متململة :" تيا انا لست في حالة مزاجية جيدة"
تيا :" انتظري حتي تسمعي ! لقد قابلت ذلك الشخص ال.."
كما توقعت حبيبة بالضبط .. انه شخص!
فقالت مقاطعة وهي تدفعها من فوقها :" تياااا! لست بحاجة الي "شخص" الان!!"
تيا: " فقط استمعي! ذلك الشخص يعرف ناس يقبلون بالزواج من اناس اخرون مقابل المال، فقط ليحصلوا علي الجرين كارد، لذا فهو سيعثر لك علي شخص تدفعين له و يتزوجك زواج صوري تحصلي به علي الاقامة فتبقي هنا كما تشائي، و خمني ماذا ؟! سيأتي به مسلم ايضا! "
لم يكن رد فعل حبيبة كما توقعت تيا ، فهي لم تصرخ فرحا او تقفز عاليا كما تفعل عادة عندما تفرح، فقد كانت حبيبة تركز جيدا فيما سمعته ... زواج!... اتزوج!
مر في مخيلتها عدة افلام امريكية تناولت تلك الفكرة، كيف تزوج اشخاص بعضهم فقط من اجل حصول علي الجرين كارد، كانت دائما تدور في اطار كوميدي رومانسي... تري هل تصبح حياتها كفيلم كوميدي رومانسي ام ستنقلب الي دراما؟!
وماذا ستقول الي عمها في مصر؟ "عمي العزيز ، تزوجت في امريكا ... وداعا"؟! هو طبعا باي حال لم يكن ليأباه ولو ماتت حتي. فبعد وفاة ابيها وهي مازالت في المدرسة لم يكن يسال عنها هي وامها الا كل فترة طويلة ومن ترتيبات الله سبحانه و تعالي ان امها كانت تملك ميراثا كان كافيا للعيش حياة كريمة بل اقرب الي رغدة ، فلم يحتجن قط الي احد وخاصة الي عمها الوحيد . ولكن عندما توفت امها فجأة و هي كانت مازالت تدرس في الجامعة ، ظهر عمها فجأة واصبح وصيا عليها و علي اموالها و تحكم في حياتها ودس انفه في كل شؤونها بحجة انها يتيمة الان و بحاجة اليه ليدبر لها امور اموالها، ظلت تحت حكمه ثلاث سنوات حتي اصبحت 21 عاما، فاخذت ما تبقي من اموال امها ودبرت امورها لكي تسافرامريكا بحجة دراسة التسويق في جامعة هناك، وبالفعل رغم اعتراضات عمها و رغم انفه فرت من بلدها التي ليس لها فيها احد و اتجهت الي بلد الحلم علها تجد مستقبل مشرق وتحقق امال عريضة.
كل عبارا ت الافلام العربي القديمة من "امال عريضة " و "مستقبل مشرق "، محت علي ارض الواقع. فقد تركت دراسة التسويق بعد اول سيمستر، قالت لنفسها " ماحستش نفسي فيه" ، لم يكن لها اي اصدقاء، كما انها تركت الجامعة و بالتالي كان يجب ان تترك السكن الجامعي . وفوق كل ذلك هي حصلت علي فيزا لمدا عام فقط و هي مدة دراسة تلك الديبلومة .فهل ستعود زي خيبتها الي ام الدنيا المحروسة؟ قررت ان تمضي احلي ايام حياتها في تلك السنة قبل ان ترحل.
كان لابد لها ان تعمل و بالفعل عثرت علي عمل بسهولة في اشهر محل قهوة في المنطقة ، ثم اجرت تلك الشقة المشتركة مع تيا و عندما استقرت؛ قررت اخذ دروس في الادب و الكتابة . و اصبح لها اصدقاء و حياة سعيدة و سلسة بدون تعقيدات.
احبت حياتها هنا ، بالرغم من انها غير ما خططت له من البداية الا انها تعيش الحلم الان ، تلك الحياة التي طالما راتها في المسلسلات الجنبية وتمنتها . فهل تترك كل هذا و تعود؟! الي من ؟ الي عمها ؟ لا يوجد شخص واحد علي ارض مصر يهتم بعودتها. حتي ان تزوجت هنا لن تجد في مصر من يفرح لها او يغضب منها ، حتي عمها؛ هو غاضب في جميع الاحوال لسحبها لاموالها و سفرها رغم انفه ، كل ما يهمه هو اموالها .
نظرت حبيبة لتيا و جدتها مازالت تتحدث عن فكرتها بمنتهي الحماس و علي الرغم من ان حبيبة كانت غارقة في التفكير و لم تكن تستمع الانها قد قررت ان تنتبه ... تنتبه جيدا... لان ما يقال الان قد يكون املها الوحيد في البقاء في ارض الحلم امريكا ، فهي ستفعل ما يلزم حتي لا تعود... لن تعود الي مصر ابدأ.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 04:27 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(2) مو

محمد او "مو" كما يلطق عليه الجميع , شاب مصري ذو ملامح شرقية رجولية ، وسيم بشعره الاسود القصير و عيناه السوداء الجذاباتين ، بنيته ليست ضخمة و لكن عضلاته جسمه جميلة يتشابه فيها مع الافارقة الامريكان زملائه ، تستحق كل التعب الذي يبذله في التمرين في (الجيم)، به خفة دم المصريين التي يقولوون عنها. بالاضافة الي انه يعرف انه جذاب و كثيرا ما يستغل ذلك.
ولد و عاش في امريكا طوال حياته ، فوالده ايضا عاش هناك معظم حياته منذ ان كان يدرس، حيث قابل هناك زوجته والدة محمد المصرية/امريكية فتزوجا و انجبا محمد ربوه تربية شرقية الي حد كبير، وكانوا يقضوون الكثير من الاجازات في مصر وسط العائلة و الاهل ، له اصدقاء في مصر ويتحدث المصرية جيدا . فهو ليس امريكيا خالصا او مصريا خالصا ، بل خليطا مميزا من الاثنين ، تماما كأمه ورث جمالها و قوة شخصيتها ، وعن ابيه ورث ذكائه و خفة ظله، وشرقيته و حماشته التي ظلت موجودة حتي في امريكا.
محمد يحب البنات وهن يعشقنه ، يصاحب هذه او يواعد تلك و احيانا هذه و تلك معا في ذات الوقت.
حياته مقسمة بين عمله و الجيم و البنات، وربما اذا وجد وقت فراغا اهداه الي اصدقاءه الذكور.
رغم حبه لللبنات الا انه في لم يكن ليتزوج ابدا... فهو لا يريد الزواج من اجنبية ، لانه في اعماقه شرقي ولا يتقبل في اعماق اعماقه كل اخلاقهن. الا انه في نفس الوقت لا يريد واحدة من اهل بلده بلهاء!
نعم بلهاء ...كان يري الفتيات في مصر كل همها عريس... عريس كويس و جاهز و يستتها و يقعدها فالبيت هانم. كان يراهن سطحيات لا هم لهن في الدنيا غير "الزواج" بغض النظر عن شخصية هذا الانسان الذي سيتم معه هذا "الزواج" ، لم يكن لديهن اي فكر في الحياة او اهتمام بالرياضة او حتي هواية. لم يعرف قط في مصر التحدث مع اي فتاة ، لانه ان حاول التقرب من واحدة لفهم شخصيتها لربما التقا عقلاهما ، قلبت الموضوع الي " انت لازم تكون واضح ، انت عايز ايه بالظبط؟" او " متكلمنيش تاني غير لما تحدد انت ناوي علي ايه ناحيتي" و لربما تتطور الموضوع الي " انت لازم تقابل اهلي عشان تكلمهم في موضوعنا"! و يصبح ما يعتبره هو مجرد تعارف ، علاقة غير رسمية يجب ان تتحول فورا الي رسمية ، فيضطر للتراجع، فيُسب ويُلعن باقظع الشتأئم ، و يُحسبن ويُدعي عليه علي غرار " فين و عودك ليا، حسبي الله ونعم الوكيل فيك" او " منك لله سبتني بعد ماعلقتني بيك ".
لذلك هو لم و لن يفكر في الزواج ابدا كان سعيد بحياته هكذا. يسكن في المنزل الذي تركاه له ابوه وامه (رحمهما الله) مع صديقه زين و هو نصف لبناني نصف امريكي. لم يترك له اهله سوي هذا المنزل الجميل. كان يعمل مديرا بمطعم وجبات سريعة ( بارنيز) كان يشرف علي سير العمل والعاملين خلال ورديته . كان راتبه كاف ليعيش سعيدا. كان بالفعل سعيدا باصدقاءه و صديقاته، وخاصة صديقاته كان يعشق الفتايات، لقد واعد تقريبا معظم الاجناس الموجودة في البلد؛ الصينية والافريقية و اللاتينية و الايطالية . يقول دائما كل علاقة منهم كان لها مذاق خاص. اماغير الفتيات هوشاب رياضي يحب الركض حول منزله و المنازل المجاورة ، يذهب بصفة دائمة الي النادي الرياضي (الجيم)، كما يحب ايضا القراءة و كثيرا ما يذهب بكتاب الي الحديقة العامة ليستمتع بقرائته و قد يكون محظوظا ايضا و يتعرف الي فتاة جميلة هناك.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 04:29 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(3) اللقاء الاول

كان اليوم هو السبت و كانت عادة حبيبة و تيا كل سبت الذهاب الي احد المطاعم لتناول الغداء بصحبة الاصدقاء، الا ان اليوم ارادت تيا التحدث مع حبيبة حول الفكرة الرائعة التي راودتها علي انفراد . فاخذتها الي مطعم (بارنيز) حيث يقدمون هناك افضل (تشوكلت فادج) في المنطقة ، فهي تعتقد ان للشوكولاتة تاثير سحري علي العقل. و بالفعل دخلاتا الي المطعم و جلستا علي طاولة بجانب الزجاج المطل علي الشارع و بعد ان طلبتا الطعام شرعتا في الحديث.
تيا: " اقول لكي انا اثق في ذلك الرجل ، تلك وظيفته ! هو يقوم بتنسيق طالبي الجرين كارد و طالبي المال معا في زيجة!"
حبيبية: " ماذا لو كُشف امرنا ؟! مازال الامر غير قانوني"
تيا: "و مالذي سيكشف الامر؟! انت بالفعل ستتزوجي الرجل و ستعيشي معه في بيت واحد الي ان تحصلي علي الاقامة"
حبيبة: " وماذا اذا تبين ان الرجل الذي تزوجته مجنون او مريض نفسيا او سفاح؟؟!"
تيا: " انت التي ستختارينه، سوف تقومين بمقابلته قبل اي شىء...هيا ! وكأن لديك خيارا اخر!"
****
كان مو اثناء وردية عمله بالمطعم يقف عند البار يراقب سير العمل و يبدي ملحوظة او اثنين لاحد العاملين اذا تتطلب الامر، كما انه ايضا من نفس الموقع يراقب الفتيات في نفس ذات الوقت. فالمطعم مصدر رزقه في ماله و كذلك الي حد كبير في الفتيات. فلكم من مرة جلست فتاه علي البار ثم وجدها تحدثه او تطلب له مشروبا او تطلب منه ان يطلب لها مشروبا. كم مرة اعجبته فتاة فذهب الي طاولتها ليسألها عن رايها في الخدمة و الطعام فتجيبه بأنها رأت ما هو افضل و تدعوه للعشاء في اليوم التالي ليجرب ما رأت.
لذلك عندما وقعت عيناه علي حبيبة و تيا شعر ان اليوم حظه جيد، كان يراقبهما و ينظر بتمعن، تلك الجميلة تبدو لاتينية الاصل شعرها طويل بني و عيناها عسلية واسعة وتتمتع بجسد رائع ، غاية في الاثارة ، ولكنه قد جرب هذا النوع من الفتيات اكثر من مرة فلطالما شدته الفتيات اللاتينيات الجميلات، و لكنه اليوم تحت تأثير جاذبية من نوع اخر... تري ما جنسية تلك الفتاة الاخري بشعرها الاسود الداكن و بشرتها القمحية و عينها السوداء ، جسد ضئيل ولكن به انوثة طاغية ، ملامحها صغيرة بها مزيج غريب من الطفولة و الشراسة، مما جعل شكلها جذاب للغاية . هل هي هندية؟ ؟ لا هي عربية مما لاشك فية ربما مغربية او تونسية هم اقلية هنا ولم يجذبوه للدرجة قبل ذلك. و مما لا شك فيه ايضا ان تلك تجذبه بشدة ، حتي لو كانت سعودية سيذهب ليتحدث اليها مهما حدث.
انتظر حتي انهتا الطعام و اتجه اليهما ببطء و ثقة ، فهو يعلم دائما انطباع الفتيات عن الرجل الواثق في نفسه، وقف امام الطاولة و قال بلهجة امريكية مئصلة :" صباح الخير يا انساتي ، اسمي محمد ، وانا مدير الوردية ، هل لديكن اي تعليق علي الطعام او الخدمة"
نظرت له تيا بطرف عينها وقالت: " لا...شكرا"
اما حبيبة فلم ترد اصلا فقد كان قدومه اصلا مقاطعة لحوار مهم جدا. إلا انه لم يكتفي باجابة تيا ، فادار وجهه لحبيبة وقال موجها كلامه لها: "و ماذا عنك يا سيدتي؟"
فنظرت له حبيبة نظرة تحزيرية وقالت هي تتغط علي كل حرف :" لقد قلنا لا!"
ظن محمد ان حركته بدت مفهومة وان ما تفعله هو تقل بنات وهي تريد المزيد فقال: "حسنا... هل هناك شيء اخر استطيع تقديمه لكي ؟" ثم غمز بعينه غمزة ذات معني وقح.
فنظرت له حبيبة غير مصدقة ذلك الشيئ ، يقاطع موضعهم المهم و كمان بيعاكس.
فقالت بعصبيه ولكن بصوت خفيض: " اسمع... ارحل عن طاولتنا الان قبل ان انادي المدير!"
فرد بهدوء: " صغيرتي... انا المدير" وغمز مرة اخري.
هذه الرة لم تخفض صوتها و قالت :" والله (بالعربية)" واكملت بالانجليزية: " اذا لم تحرك مؤخرتك بعيدا ، سوف اتصل بالشرطة واتهمك بالتحرش!"
عندما قالت "والله" في وسط الكلام كانت تعلم انه سيفهم القسم لان اسمه محمد , وبذلك سيكون متأكد انها لا تمزح و انها ستطلب الشرطة فعلا.
الا ان الحلفان العربي اتي بنتيجة عكسية ، فعندما سمعه هو صاح فرحا بلهجة مصرية :" انتي عربية؟ انا كمان مصري ... بالحضن بأة ...داحنا طلعنا ولاد وطن عربي واحد" هو كان يظن انه ظريف و بل ولربما كانت لتظن حبيبة ايضا انه ظريف و تضحك معه لولا انها كانت في حالة مزاجية سيئة جدا نتيجة للضغط النفسي الذي تمر به. فهي لم تتقبل الدعابة عندما فتح زراعيا واقترب منها كأنه سيأخذها في احضانه قائلا بالحضن؛ قامت من مقعدها ودفعته للخلف قائلة بالعربي : " ابعد عني بقي ، انا ناقصاك!"
الا ان دفعتها المباغتة له افقدته بعض توازنه فرجع للخلف بضع خطوات ليسترجع توازنه فاصطدم بطاولة خلفه كان عليها كوب كبير من القهوة ، مما ادي الي اختلال توازن الكوب بدوره وسقوطه في حجر الزبون الجالس علي الطاولة، و من عويل الرجل ورجوعه بالكرسي سريعا للخلف نستنتج ان القهوة كانت مازالت ساخنة و قد احرقته بشدة في منطقة حساسة من جسده، كل هذا حدث في اقل من 5 ثوان.
وفورا اتجه محمد للعنايه بالرجل المحروق، اما تيا و حبيبة فقد تركتا الحساب علي الطاولة وقامتا بسرعة الي الخارج و هما منزعجات. ولكن ما ان ابتعتدا قليلا حتي انفجرتا من الضحك، فبرغم كل ما هم فيه الا ان منظر ذالك المصري و هو يرقص الباليه محاولا الا يقع ،ثم اصطدامه بالطاولة ، و بعدها صراخ ذلك الرجل القصير البدين كان مضحكا جدا.
وبعد ان فرغتا من الضحك قالت حبيبة فجأة :" حسنا يا تيا ... سأفعلها .. ولنر ما سيحدث. ذلك المصري ذكرني بكرهي الشديد للرجال الصريين الذين يعتقدون انهم لديهم الحق في فرض انفسهم علي كل امرأة، ظنا منهم انهم درجة اعلي من البشر، و ثقي بي مصر مليئة بأمثالهم ، لذ انا لا اريد العودة الي هناك"
وقفت تيا عن المشي وضمتها اليها بشدة و قالت :" اذن سنمضي في الامر ... وسنجد لك رجل لتتزوجيه يا فتاة "



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 04:30 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(4) بعد اللقاء...

في ردهة استقبال المستشفي جلس محمد وصاحب المطعم الذي يعمل به السيد بارني - لوكان في مصر لكان لقب بالحاج بارني الكبير صاحب محلات "بارني و اولاده" .كان السيد بارني يرمقه شزرا بنظرات كلها اتهام ولكنه لم يقل كلمة و احدة، كاد محمد ان يتحدث مدافعا عن نفسه؛ الا ان الطبيب عبر امامهم خارجا من حجرة الكشف و سيدة قصيرة و بدينة تحاول اللحاق به متحدثة اليه في قلق و لهفة. و بدورهما قام محمد والسيد بارني للحاق بالطبيب ، الذي استدار لهم مجيبا علي السيدة والتي مازالت تعيد سؤالها " ما مدي سوء الحالة؟؟؟" . كان رد الطبيب عبارة عن مجموعة من المصطلحات الطبية مما يفيد ان الرجل بالداخل الذي تم الكشف عليه الان؛ يعاني من اثر حرق كبير من الدرجة الاولي في منطقة حساسة و قد اصيبت تلك المنطقة بالعجز وانه محظوظ انه لم يمت نظرا لحساسية مكان الحرق! وهنا لا داعي لذكر ان الرجل الذي تحدث عنه الطبيب هو زبون المطعم و ان السيدة البدينة القلقة هي زوجته .
تلقت السيدة الخبر بهدوء ، ثم استدارت لمحمد ببط ورمقته بنظرة مرعبة ،توقع محمد ان تنقض عليه و تكيل له اللكمات ثم تلقيه ارضا و تجلس عليه فيصيح السيد بارني "1,2,3...لمس اكتااااف" ويرفع يدها عاليا. الا انها انزوت علي جنب و اخرجت هاتفها المحمول و اجرت اتصالا. لم يسمع محمد ولا السيد بيرني المكالمة و لم يعرفا انها اتصلت بمحامي العائلة و الذي هو تخصصه "التعويضات" و قد افادها المحامي انها ستحصل علي تعويض مؤكد قائلا بالحرف:"سيدتي ستحصلين علي اموال كثيرة من ذلك المتوحش الذي تسبب في ذلك الضرر الجسدي و النفسي ايضا لزوجك."
ردت عليه ساخرة قبل ان تنهي المكالمة:"لا اعرف موضوع الضرر الجسدي هذا ، الضرر موجود منذ زمن، ولكنه قد حان الوقت لاحصل علي تعويض عن صبري كل تلك السنين"
وفجأه اخفت ابتسامتها و استدارت لهم ، ثم توجهت الي محمد الذي شعر ان توقعاته كانت صحيحة هاهي اللكمة الاولي قادمة. ولكن مرة اخري قالت السيدة وهي تنظر له بوحشية قائلة :" ان زوجي كان ليموت! اننا سنوجه اتهاما!"

***

ذهبتا حبيبة و تيا الي ذلك الرجل الذي تعرفه تيا و المفترض منه انه سيجد لها زوجا .
استقبلهم بترحاب في شقته و التي هي مكتبه في نفس ذات الوقت ، و علي الفور بداء في عرض الصور الخاصة بالعرسان طبقا للمواصفات التي قد سبق طلبتها منه تيا هاتفيا.
كان رجل لذج ، من طريقته وشكله خمنت تيا انه يهودي ورغم انها عربية مصرية مسلمة الا ان حساسية اليهود لديها قد تلاشت تقريبا فهم حولها هنا بكثرة ، فمعظهم هنا لا يابهون بالسياسة بل بعض منهم يستنكر افعال الاسرائليين . بعد ان امضت وقت قليل في امريكا ادركت انها يجب ان تتعامل معهم لامحالة، ولكنها مازالت لا تثق بهم فرغم كل شيء هي لن تنسي التاريخ الطويل المليء بغدرهم . فكرت ان ترحل والا تثق به و لكنها عادت تقول لنفسها : وان يكن ، فهي يجب ان تتزوج رجل الان بغض النظر عن ديانة الخاطبة!. ثم فكرت ايضا انه نظرا لظروف تلك الزيجة العجيبة فيا حبذا لو ان تلك الخاطبة هي رجل يهودي فهم ماكريين و بارعيين في التحايل علي السلطات وثغرات القوانين. كما انها ستدفع له و بالتالي سيخدمها بعينيه ، هكذا تعلمت .
بداء السيد دايفيد الخاطبة في عرض صور العرسان الامريكان المسلمون علي شاشة لاب توب عريضة مع شرح لمواصفات كل صورة.
اول صورة : رجل ضخم ملتحي و يرتدي عمامة و جلباب ابيضان .
و كما التوقعات كان الشرح: هذا عليّ و هوايراني الاصل ، متدين جدا ويصلي دائما في الجامع و لا يقرب الخمر ابدا.متزوج من ثلاثة و يرغب في الزواج من الرابعة علي ان تكون مسلمة ملتزمة وقادرة علي دفع مبلغ كبير شهريا ليشتري "مستلزمات الجهاد في سبيل الله " و يتبرع بها للتنظيمات المؤمنة.
هلعت حبيبة من الشرح رغم كل توقعاتها عن الصورة كان الشرح اقوي من تصوراتها.
فصاحت في السيد خاطبة :"باللطبع لا يصلح!"
فقالت تيا موضحة للرجل كي لا يغضب من حبيبة " طبعا التدين شيء جميل و مطلوب، ولكنها تريده اقل تدينا"
فصاحت حبيبة " اي تدين؟؟ ، هذا متطرف! ، ارهابي! سيُلقي القبض علي معه"
زغرت لها تيا لكي تصمت. وقالت للرجل متصنعة اللطف " رجاءً ،ارينا صور اخري"
قال دايفيد بحماس و لزوجة "كما توقعت ، هو ليس مناسب لك، دعيني اريك شيئا اخر"
ثاني صورة: شخص يبدو عادي ، يرتدي حلق في احدي اذنيه (وهو امر شائع بين الشباب)، ملامحه جميلة و شعره اسود ناعم طويل حتي بعد اذنيه.
الشرح : هذا فهد ، من اصل خليجي، يريد الزواج من اي فتاة علي ان تدفع له مبلغ كبير يساعده في شراء الملهي الذي يحلم به. ليس لديه اي شروط سوي الا تتدخل في شؤنه و تبقي بعيدا عنه خاصة عند اقامة سهرات في المنزل، و هو بدوره لن يضايقها وان ارادت لن يتحث اليها فهي ليست من اهتماماته.
قالت حبيبة :"يعجبني جزء عدم التدخل في شؤن بعضنا البعض ، يبدوا هذا جيد حتي الان، و لكن عندي اسئلة"
دايفيد " تفضلي"
حبيبة: " ما موضوع السهرات ؟ اهو اجتماعي لهذه الدرجة؟ "
دايفيد:" لا يا عزيزتي ... انه راقص ستربتيز في ملهي للشواذ هذا عمله ، وا حينا يحضر العمل الي المنزل ، ان كنت تفهمين ما اقصد" ثم ضحك بصوت عالي علي نكته.
كادات حبيبة ان تتوجع للباب الا ان تيا امسكتها و ابقتها جالسة وهي تقول لدايفيد بهوادة كانها تحدث طفل صغير:" دايفيد استمع ... نحن نقدر حقا كل جهودك و نتائج بحثك عن الرجل المطلوب و لكن نحن بحاجة الي رجل مسلم معتدل ليس شاذا ذو حياة طبيعية ... فهمت؟"
صمت دايفيد لبرهة ثم عاد يقول وهو يهرش رأسه مفكرا:" حسنا لدي ذلك الشخص ... هو بالفعل مسلم و... غير شاذ .. و بحاجة شديدة الي المال..." ثم اكمل بسرعة وكأنه يلقي قنبلة و يبتعد عنها : " و هو مستعد فورا لتزوج اي سيدة مقابل ان تدفع له كفالة الخروج من السجن ... هو لص".
هذه المرة صاحت فيه تيا: " دايفيد! شخص طبيعي ..طبيعي! "
و همت بالنهوض مع حبيبة ، الا انه استوقفهم قائلا " حسنا .. حسنا .. انتظرا لدي بينات ذلك شخص و لكنه لم يرسل لي صورته بعد ولذلك لم اريه لكم لأن ملفه لدي غير كامل"
عادت تيا و جرت حبيبة في يدها و اجلستها و قالت :" الصورة غير مهمة يا دايفيد ، هذا زوج صوري، المهم ان يكون هناك معلومات كافية عنه ، اوليس كذلك يا حبيبة؟؟"
تململت حبيبة وقد بدت فاقدة الامل و قالت "بلي..."
فشرح لهم دايفيد ان وردت لديه حديثا بينات ذلك الشاب وهو بحاجة شديدة الي المال ، حيث تسبب عن دون قصد في اضرار جسدية ونفسية او شيئ من هذا القبيل طبقا لحكم المحكمة؛ حيث ان الشخص المضرور رفع دعوي تعويض علي مكان عمل ذلك الشاب و ربحها . فاجبره صاحب العمل علي دفع مبلغ التعويض و الا طرده ، و وافق حيث انه كان فعلا السبب في ضرر ذلك الرجل. و قدد قرر الشاب الزواج بهذه الطريقة لكي تدفع له الزوجة مبلغ التعويض. وهو مسلم معتدل ، لديه منزل واسع و كل شروطه ان تحترم الزوجه خصوصياته ولا تزعجه كما تتلتزم بنظام ونظافة المنزل .
وكأن الامل قد احيا من جديد في اعماق حبيبة ، ورغم ان مبلغ التعويض قض يقضي علي ما تبقي من ميراثها ، الا انها مستعدة لتنازل عن كل ما تملك فالاموال تفعل لها شيئا سوي حقد عائلة عمها وقريبها الوحيد عليها.
وافقت... وافقت حبيبة دون حتي ان تري صورة للعريس . وانصرفت هي و صديقتها بعد ان اتفقتا مع دايفيد علي العودة مرة اخري لمقابلة العريس شخصيا، و اذا وافقت نهائيا يتم كتابة اتفاقية الزواج ودفع النقود المتفق عليها.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 04:31 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


(5)
اللقاء الثاني !

جاء اليوم الموعود ، وقد جهزت حبيبة المبلغ المطلوب منها وارتد ملابسها وانتظرت تيا لتنتهي من زينتها. لم تتانق حبيبة في ملابسها فهي لا تهتم ، ليست ذاهبة هي للقاء شاب في موعد غرامي ، نعم هو الرجل الذي ستتزوجه ولكنه زواج صوري...تحصيل حاصل ... اي كلام يعني... ذلك الرجل يريد اموال وهي ستعطيها له ، فهو سيتزوجها علي اي حال حتي وان كانت تشبه محمد سعد في دور "أطاطا".
وصلتا في الموعد كان دايفيد "الخاطبة" في اتتظارهم مرحبا بهم و كعادته لزج و خبيث، لم يكن العريس المنتظر قد وصل بعد، فاجلسهم دايفيد و جلس معهم ليتجاذبوا اطراف الحديث .
سألته حبيبة عن مهنة العريس ، فاجابها انه يعمل مديرا في مطعم ما لا يذكر اسمه الان، فسألته تيا عن اسمه فاجابها ان اسمه "محمد" وهنا بدأت تيا ان تشعر بشئ مألوف ، فعادت تسال باهتمام :" قل لي مرة اخري ، ماذا قلت انه فعل لشخص ما ليدفع ذلك التعويض؟؟"
فرد دايفد :" علي ما اذكر كانت العبارة (اضرار جسدية و نفسية)"
فابدت تيا اهتمام اكبر قائلة: " لا، اقصد ما هو نوع الضرر بالتحديد؟"
قلب دايفيد شفتيه قائلا انه لا يعلم او ربما لا يذكر وعلي كل حال فالعريس قادم الان ليحكي لهم بالتفصيل ان ارادوا...ثم شرع يحكي عن ذاكرته الضعيفة و مسؤلياته الرهبية ..الا ان تيا قاطعته بسؤال اخر:"اكان ذلك الضرر هو حرق من مشروب ساخن او شيء من هذا القبيل؟؟"
رد دايفيد بغير ثقة محاولا التذكر:" نعم ،اعتقد شيء من هذا القبيل... علي ما اذكر"
فقالت حبيبة بصوت خفيض لتيا وقد ادركت ما ترمي اليه باسئلتها:"اتظنين انه ذلك الشاب المصري من مطعم (بارنيز)"
فردت تيا صوت خفيض ايضا:" حسنا ..هو اسمه محمد ، يعمل مديرا بمطعم، وقد حدثت له تلك الحادثة..ماذا تعتقدين؟!"
لم يكن بحاجة الي التسأل اكثر من هذا فقد دخل محمد شخصيا الي مكتب بسرعة قائلا :" اسف علي التأخير"
نظر لحبيبة و تيا و تسمر قليلا ثم قال :" انت هي العروس؟!!يال العدالة الشعرية...انت التي تتسبين في كل هذا ثم انت التي تدفعين الثمن ...حرفيا " وضحك بشدة.
فردت حبيبة بحدة:" ماذا تقصد بتتسببين في كل هذا؟؟"
فرد مبتسما في برود و بمصرية سليمة :" انتي زقتيني ، فخبط الترابيزة فالقهوة وقعت علي الراجل الغلبان فرفع عليا قضية تعويض...وانتي برضه اللي عايزة تتجوزيني و هتدفعيلي فلوس التعويض للراجل" ثم ضحك بشدة مرة اخري.
لم ترد حبيبة بالعربي لم تعرف لماذا و لكنها لا تريده ان يعرف من لهجتها انها مصرية
انتفضت حبيبة من مقعدهاقائلة :" لو لم تغازلني و تفرض نفسك علي من البداية ، لما كنت دفعتك ..لذا هو خطأك انت!"
ثم نظرت الي دايفيد وهي متجهة للباب و قالت:"انا لن اتزوج ذلك الشخص! امثاله من الرجال هم سبب حاجتي للزواج هنا الان من اجل عدم العودة الي مصر"
ثم ادركت انها قالت بلسانها امامه انها من مصر، فعادت و نظرت له وقالت بالمصري هذه المرة :" كلكوا فاكرين انكوا تقدروا تعملوا اللي انتو عايزينه...تتحكموا في حياة اي واحدة لمجرد ان لها اي علاقة بيكوا...او تفرضوا نفسكو علي اي واحدة لمجرد انها دخلت مزاجكوا زي مانت كده حاولت تفرض نفسك عليا... مهما سافرتوا ولا رحتوا هتفضلوا زي مانتوا اولاد واحفاد (سي السيد)!"
في اثناء وصلة الردح هذه كان محمد صامتا، ليس رهبة منها اواهتماما بما تقوله تلك المجنونة الهاربة من فيلم (انا حرة) ، بل لانه شعر بتهديد شديد عندما قالت انها لا تريد الزواج منه، وبالتالي لن تدفع مما يؤدي الي فقدانه وظيفته ولربما حبسه. فقرر انه سيجعلها تتزوجه مهما كان الثمن، فتراجع بشدة عن موقفه العدائي وقال بهدوء :" بصي يا بنتي، انا ولا سي السيد ولا هعاكسك ولا ليا دعوة بيكي من اساسه، واظن دي اصلا شروطي اللي بعتها لدايفيد قبل ما اقابلك ولا اعرف انتي مين...انا مجرد عايز واحدة تدفعلي فلوس التعويض و ليها عليا تسكن في البيت معايا معززة مكرمة في اوضه زي الفل ، لكن تقوللي اصرف عليا ولا ادفعلي مش عارفة ايه ... انا مش لاقي ااكل نفسي "
وقفت حبيبة تستمع في اهتمام و تيا و دايفيد مثل الاطرش في الزفة .
اكمل محمد كلامه قائلا وقد استشعر انه بداء يؤثر في حبيبة ايجابيا :" وكمان اللي هتجوزها سواء انتي او غيرك يعني ... ولا تقولي رحت فين وجيت منين.. انا عن نفسي مش هسألها رايحة فين ولا جاية منين ... فتسألني هي بتاع ايه؟ دا اذا قابلنا بعض اساسا"
وهنا شعر انه لمس الوتر الحساس لديها فقد بان علي وجهها شبح ابتسامة رضا وعادت لمقعدها وجلست ولكنها لم تقل كلمة واحدة.
فاكمل مرة اخري :" هتكوني مجرد "زميلة سكن" زيك زي زين صحبي، دا حتي زين انا وهو ساعات بنخرج او نكلم مع بعض...انا بأه ولا عايز اكلمك ولا تكلميني... عندك تلفزيون في اوضتك والبيت فيه حمامين... قلتي ايه؟"
ثم اقترب منها وانحني قليلا حيث هي جالسه ليواجهها مباشرة وقال بهدوء وعلي وجهه ابتسامة ساحرة:" وافقي بأه؟"
لم تعرف حببية لم قالت انها لن تتزوجه و لم اخذتها الجلالة واتجهت للباب ثم القت خطبة الردح العصماء وهي تعرف جيدا انها ستتزوجه حيث انه اخر امل لديها، هي يجب ان تتزوج رجل امريكي الان وهو افضل ما هو موجود. ربما اسفزها اتهامه لها انها سبب مصيبته وهي رأيها ان مصيبته تكمن في شخصيته...ولكن مالها هي و مال شخصيته هو الان امها الوحيد...ثم ما قاله عن حريه كل منهم كلام يعجبها ، وكانهم "زملاء سكن" ... هي كان لديها اكثر من فرصة سابقا للحصول علي غرفة او شقة مريحة تشاركها مع شباب ولكنها فضلت الفتيات ، واختارت الشقة مع تيا لهذا الغرض. علي الرغم من انه شي طبيعي بالنسبة للمجتمع هنا ان يستاجر شباب وفتيات شقق مشتركة معا وبالفعل لا يلتقيا الا مرورا في الشقة... وانها ايضا تعلم ان مفيش حد بيضحك علي حد في امريكا ويسقيه حاجة اصفرة، فالشاب هنا لا يقدم علي خطوة تجاة الفتاة الا وهو متأكد من رغبة الفتاة فيه، ويحترم كذلك عدم رغبتها، وبالتالي كان لا يوجد ما تخشاه من الاقامة مع شاب، الا ان ذلك ليس ما تعودت عليه واّثرت الفتيات.
اما الان فهي مستعدة للاقامه مع فريق كرة قدم كامل بالاحتياطي والجهاز الفني كزملاء سكن ان كان ذلك سيبقيها هنا، بالاضافة الي ان في حالة زواجها من محمد سيصبح زميل السكن هو زوجها ، فتشعرت بارتياح اكثر للفكرة حيث بهذه الطريقة لا يوجد شائبة في اقامتها معه تحت سقف واحد.
ثم انها لوكانت لتتزوج عن قصة حب ملتهبة وطويلة لما طلب منها حبيبها الموافقة علي الزواج بتلك النظرة و الابتسامة الساحرتان المرسومتان علي وجهه الوسيم الجذاب...انه وسيم بحق!... انتزعتها حبيبة من هيامها في ابتسامة محمد قائلة :"حبيبة ! ما رايك؟ اتمني ان يكون قد اقنعك...لم افهم ما قلتاه الا اني اري في وجهك انك ستقبلين"
نفضت حبيبة من راسها ذلك الانجذاب اللحظي وقالت بجدية :" حسنا ..اوافق ولكن يجب ان نضع بعضا من الشروط و انتم الشهود " واشارت لتيا و دايفيد.
شعر محمد بالارتياح الشديد لنجاحه في خطته وعودتها للموافقة علي الزواج، وقد ايد ما قالته حبيبة حيث انه لديه بضع نقاط يريد الاتفاق عليها.فاقترح دايفيد ان ياخذ كل منهم ورقة ويكتب طلباته او شروطه ليقراءها الاخر ثم تكتب في اوراق الزواج لاحقا. وبالفعل اخذا الورق وكتب كل منهما لوائحه وقوانينه و شروطه في المعيشة.

كانت ورقة حبيبة تنص علي الاتي:-

1-عدم المطالبة بأي حقوق زوجية (جنسية) لان ذلك زواج صوري فقط
2-عدم طلب المزيد من الاموال بعد سداد مبلغ التعويض
3-عدم التدخل او السؤال عن كل ما يخصني
4-عدم الافصاح عن مسألة الزواج الا امام الاشخاص المتفق عليهم
5-الموافقة علي استضافة اصدقاء في المنزل

وورقة محمد نصت علي الاتي:-
1-دفع مبلغ التعويض كاملا
2-عدم المطالبة بأي مصاريف
3-عدم التخل في اي خصوصيات
4-عدم اخبار اي من صديقاتي بزواجنا الا بعد سؤالي اولا
5-عدم استضافة اي اصدقاء ذكور بالمنزل

تبادلا الورق وكانت الشروط كلها متوافقة الا شرط الاستضافة... محمد كان قد قرأ اسرع فوصل اولا للشرط الاخير فرفع عينه عن الورقة وقال مستفهما ومحاولا ان يخفي استنكاره :" اي نوع من الاصدقاء؟؟"
لم تفهم تيا وكانت حبيبة مازالت تقراء بتركيز، فسالته تيا :" ماذا تعني؟؟"
فقال :" تريد استضافة اصدقاء في المنزل! اي نوع من الاصدقاء؟؟؟"
وهنا كانت حبيبة وصلت لاخر شرط من شروطه فركبها عفريت الحرية مرة اخري وصاحت :"اتمزح؟ّّّّ!!!! لا تسمح لي باحضار شباب للمنزل؟!! اذا كان غير مسموح لي باحضار شباب ؛ فانت غير مسموح لك لم باحضار اي فتيات!"
رد محمد بعصبية :" انه منزلي ! احضر فيه من اشاء!"
حبيبة :" لن يكون كذلك بعد ان ادفع الاموال واصبح زوجتك، سيكون منزلي انا ايضا!!"
قاطعتهم تيا موجهة كلامها الي محمد :"محمد اي اصدقاء شباب تقصد ؟ اتعني مجرد الاصدقاء ام الذين تواعدهم؟ لان حبيبة لم تأت ابدا باي شاب الي المنزل قط و اي شباب دخلوا الي منزلنا فاما هم من اواعدهم او اصدقائي انا من ضمن مجموعة اصدقائي الكبيرة و قد كنت استضيفهم بالبيت لانهم اصدقائي انا الي ان اصبحوا بالتالي اصدقاء حبيبة هي الاخري.. وهم مجرد اصدقاء ! واذا كان لديك اعتراض علي اولائك فانت مريض!"
حبيبة مستنكرة :" تيا ! انها مسألة مبدأ ... ليس من حقه اصلا ان يمنع او يسمح! ... ثم من قال اني لن أتي بشاب الي المنزل؟!! ماذا اذا واعدت احدهم؟"
قال محمد وقد تراجع قليلا عن عصبيته :"انا لا امانع في مجموعة من الاصدقاء في المنزل ، علي شرط الحفاظ علي هدوء و نظافة المنزل...ولكن لن اسمح بلقاءات غرامية في بيتي!"
قالت تيا مبتسمة :" اؤكد لك ان ذلك لن يحدث..."
ردعليها حبيبة مذهولة :" تيا! لا اكاد اصدقك ! ماذا عساك تقولين الان ؟! اني لن اسطيع مواعدة شخص؟!!!"
اجابتها تيا مهدئة لها :" لا يا حبيبتي ، انا اقصد ليس هذا من شيمك ... انت لن تحضري شاب الي البيت... فانت اذا رغبت في امسية رومانسة لدعوته للعشاء في مطعم راق علي ضوء الشموع"
تيا كانت محقة فهي بعد قضاء بضعة شهور كزملاء سكن و اصدقاء اصبحت تعرف حبيبة جيدا وبداءت تفهم تفكيرها و تقاليدها، لربما هي مختلفة عنها وعن عاداتها الا انها مازالت تحترم كل تصرفاتها التي تنبع من ثاقافتها العربية و دينها الاسلامي. لم تصادق حبيبة ابدا شاب بمعني الكلمة ، ربما اعجبت بأحدهم اعجاب من طرف واحد ، واحيانا كان اعجابا متبادلا بدون اي علاقة مجرد نظرات و تحيات ، وربما خرجت مع واحد او اثنين حيث دعوها لتناول القهوة والتحدث..اوعلي العشاء في مطعم ما ... ولكنها كانت تمنع نفسها من الاستمرار , حيث انها تعلم جيدا انهم ليسوا مثلها فكرا، والاهم دينا، وان اي علاقة مع احدهم لن يكون نهايتها الزواج. لذا فقد كانت تمتع نفسها باجواء العشاء الرومانسي ، ثم تعود وحيدة الي تيا تحكي لها كيف تركت الشاب الرائع دامع العنين متأثرا بجراح قلبه المكسور بعد انهت علاقتها به في اول موعد...فتصيح تيا لماذا يا بلهاء؟ ، فتقول لها حبيبة ان ذلك هو الصواب ... وتطمئنها و تطمئن نفسها بأن امريكا مليئة بكل اديان و جنسيات العالم، اكيد يوما ستلتقي بامير احلامها، بمن هو ملائم لها دينا و تفكيرا وعاداتا وكل ما ترغب...وتكون قصة حبهم الملتهبة وزواجهم الابدي مصدر اللهام كل الشعرء...ثم تبكي قليلا علي الشاب الرائع الذي قذفت به من النافذة قبل قليل...ثم تنام وهي تحلم بكل الخيارات المفتوحة امامها في حياتها الجديدة السعيدة. لم تكن تعرف حبيبة المسقبل وان قصة الحب و الزواج التي سيكتب فيها الاشعار ... ستصبح مجرد زواج صوري من شخص لتو قابلته.
اقتربت تيا من حبيبة وتحدثت همسا:" حبيبة، اقبلي... شروطه جيدة جدا ، وحتي ذلك الشرط الخاص باستضافة شباب هوشرط معقول... انت لم تفعليها ابدا! حسنا و ان اردت فافعليها دون علمه.."
لم تكن حبيبة بحاجة لنصيحة تيا فهي ستوافق منذ البداية الا ان مجرد فرض ذلك المغرور شرطا عليها استفزها، وكل مع فعلته هو مجرد بعبعة فارغة.
واخيرا قالت انها موافقة ...كما اعلن محمد موافقته لكل شروطها ووقع كل منهم علي طلبات الاخر من ضمن توقيعات كثيرة علي اوراق كثيرة...وبالفعل بمساعدة دايفيد تم تسجيل الزواج رسميا فاصبح زواج مدني معترف به ، بسلاسة و يسرتمت الاجراءات ؛الزواج المدني ، طلب الاقامة كزوجة لمواطن امريكي، وسداد مبلغ التعويض لم يكن هناك اي عوائق سوي مشكلة صغيرة.
ادارة شئون المهاجرين، تلك الادارة التي احد مهامها متابعة صحة ودقة المعلومات المقدمة من طالبي الجرين كارد فتبحث و تفتش وراءهم للتأكد من عدم و جود ما يجهلم غير مؤهلين للحصول عليها ، او الكشف عن اي غش او كذب في المعلومات المقدمة.
لذلك سوف تتابع تلك الادارة عن طريق مفتشيها زواج حبيبة و محمد للتأكد من هذا الزواج حقيقي وليس زائف وهدفه فقط الحصول علي الاقامة للزوجة. علي الرغم من ان زواجهم حقيقي علي الورق و مسجل بالفعل في سجلاتهم وان حبيبة بالفعل ستنتقل لتعيش مع محمد ، الا ان موظفي تلك الادارة هم سخفاء بزيارتهم المتكررة و اسئلتهم الكثيرة و تفتييشهم المستمر عن ادق الاشياء و التي قد يستنجون منها ما يدل علي الخديعة. لذلك كانت نصيحة دايفيد للعروسين الجدد ان يكتب كل منهما ادق التفاصيل عن نفسه علي غرار ؛ العادات اليومية ،اللون المفضل ، عدد معالق السكر في القهوة، اسم الحيوان الاليف الذي رباه في طفولته... اشياء تدل علي وجود علاقة و عشرة فعلا، ثم يعطيها للاخر لكي يحفظها في حال ان وجه لهم احد الموظفين اي سؤال من ذلك النوع.

اذا اعجبتكم فانتظروا الجزء التالي ...





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 04:32 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء 6 - بعد الزواج ... الاسبوع الاول !
استقرت حبيبة بعد ان نقلت كل اغراضها و متعلقاتها الي حجرتها الجديدة بمنزل محمد والتي كانت غرفة زين صديقه ، كانت حجرة كبيرة الي حد ما بها نافذة تتطل علي الحديقة ، بالفعل جميلة ومبهجة ، بل فضل كثيرا من حجرتها الصغيرة في منزل تيا. اما المنزل ككل فهو عبارة عن طابق واحد مطل علي حديقة متوسطة و حديقة خلفية صغيرة ، مساحته كبيرة به فقط غرقتان كبيرتان وبجوار كل غرفة حمام صغير خاص بها يفصل بين الغرف مساحة و اسعة بها المطبخ المفتوح امريكي الشكل و غرفة المعيشة التي تتكون من كنبة كبيرة مريحة مليئة بالوسائد واخري تشبهها ولكن اصغر قليلا وكرسي ضخم مريح ايضا وطاولة القهوة القصيرة وامامهم تلفاز بشاشة كبيرة مسطحة . وكل تلك المساحة مطلة عبرشباك زجاجي بعرض الحائط ومن الارض للسقف علي الحديقة الامامية. وكأن المنزل صورة من احدي المسلسلات الامريكة التي كانت تتابعها حبيبة وتقول لنفسها " بس لو اعيش في بيت بسيط و جميل كدة".اذن... فملخص الاحداث الحالية ؛ ان حبيبة تعيش كل احلامها التي تمنتها و لايعكر صفوها سوي تللك الزيجة العجيبة التي لم تكن علي البال والتي في نفس الوقت لولاها لما كانت استطاعت تحقيق كل هذا. كانت تامل ان تمشي الحياة كما هي مخطط لها، حيث تحصل علي الاقامة و حتي ان طالت المدة و ظلت تعيش في ذلك البيت الجميل فترة اطول فهي لن تمانع اطلاقا، كما انها تامل ان تسير الامور مع محمد كما تتمني ولا يلتقيا الا مروار كما قال والا تشعر بوجوده.

كانت لحظة وداع تيا لحبيبة مليئة بالمشاعر والدموع حيث بكت كلتاهما خاصة تيا ، اكدت لها حبيبة انهم مازلن اكثر من اخوات برغم اقامتها في بيت اخر وانهم سوف يرون بعض كل يوم حيث ان المسافة ليست بعيدة جدا بين البيتين. وبالفعل في الاسبوع الاول كانت تيا تأتي لحبيبة كل يوم ، اما تقضي معها بعض الوقت بالمنزل او تصحبها بالسيارة ليذهبا لمكان ما للخروج قليلا. اما زين صديق محمد فقد دبر لنفسة مكان سكن اخر حيث وجد زميل سكن جديد و يشترك معه في منزله.

لم تخبر حبيبة سوي بعض من اصدقاءها بمسئلة الزواج "عشان وقف الحال برضه" فهي مازال لديها امل في الزواج الحقيقي رغم كل شي ، فلا داعي ان تكون تلك الزيجة الوهمية المؤقتة سبب في تطفيش عريس محتمل.

علي عكس ما حدث مع تيا في الاسبوع الاول من الانتقال حيث كانت تراها يوميا ، هي تقريبا لم تري محمد سوي بضع مرات علي عتبة الباب ، هو داخلا و هي خارجة او العكس...تماما كما اكد لها انه سيحدث. مما زاد من شعورها بالاستقرار واحساسها بان الخطة التي رسمتها تنجح حقا... وكان سبب عدم التقائهم هو ان حبيبة تعمل صباحا و محمد وردية عمله تبدأ في المساء ، وبالتالي كانت تعود وهو خارجا او تخرج و هو مازال نائما وحتي يوم الاجازة قضته هي في الخارج مع تيا والاصدقاء طوال اليوم... احيانا كانت تجد اثاره في المطبخ ، كان منظم الي حد كبير ويعيد كل شيء الي مكانه ولكنها كانت احيانا تجد اثار اطعمة او ربما قهوة او سكر فكانت تمسحها ، وهي ايضا بدورها تعيد كل شيء مكانه و تنظفه. كان محمد يخصص في الثلاجة رف محدد لكل منهما حتي لا تختلط الاطعمة ، وكانت هي ملتزمة بكل انظمة المنزل التي وضعها هو، حيث وجدتها فعلا مفيدة وتساعد علي الاحساس بالاستقلال وكأنها تعيش وحدها كما انها بتلك الطريقة لا يوجد اي سبب يجعلها تحتاج للتواصل معه باي شكل من الاشكال ، ورغم ذلك فقد وضع لها علي الثلاجة نوتة صغيرة و قلم ، في حالة احتاج احدهما اخبار الاخر بأي شيء في عدم وجوده، غير انها لم تستخدم تلك النوتة ولا مرة و بالفعل كانت تشعر انها تعيش وحدها في ذلك المنزل الجميل، ولا يذكرها بذلك الزواج شيء سوي فتات الطعام التي تمسحها بعده احيانا او التحية المقتضبة التي يلقياها علي بعض اذا التقا مصادفة.

اتستطيع القول الان انها سعيدة؟؟ بالطبع نعم...اتسير الخطة كما يجب؟ ؟ هذا اكيد ... هل سيعكر صفو تلك السلاسة و اليسر شيْ؟؟ اجل !

كانت تسير في طريق العودة من اول يوم عمل من الاسبوع الثاني بعد الانتقال، وقرب البيت وجدت من يناديها... استدارت لتجده مو، كان يسير علي نفس الرصيف خلفها بمسافة ، عجبت لذلك و لكنها ابتسمت و انتظرته من باب الزوق حتي وصل اليها ، وسألته :"ماذا تفعل هنا ؟ لما لست في نائما او في عملك؟"

محمد:" لقد انتهيت... انا عائد لتوي "

حبيبة:" اوليست وردية عملك مسائية؟!!"

محمد:" اه ..نعم انت تقصدين الاسبوع الماضي ، الوردية يتغيرموعدها كل اسبوع... مالك المطعم يظن ان ذلك افضل للمطعم... لا يزن الامور بدقة... غبي!"

قالها وهو يكمل السير في الطريق نحو البيت، فلحقته حبيبة متسائلة:" ايعني ذلك انك سوف تعمل صباحا مثلي؟؟"

اجابها بدون ان ينظر لها :"اجل.."

فاكملت:" وانك ستكون بالبيت مساء؟ّّّ!!!"

فرد عليها باقتضاب و بالمصري:" دا اذا مكانش يضايقك!"

شعرت حبيبة بعدم ارتياح شديد...لقد كانت تظن ان عمله السائي هو مسألة ابدية ... ماذا ستفعل الان؟؟؟ سوف تخرج كل الايام التي سيتواجد هو بها في المنزل ...وستنام باكرا... كما ان لديها حصص الكتابة ستبقيها في الخارج لفترة ... فكرة رائعة.

فردت بالانجليزية:" لا...لا يضايقني اطلاقا"

لم تحب ان تتحدث معه بالمصري ، وكأن ذلك يؤكد ان هناك صلة بينهم او رابط ما... وهي لم ترغب في الاحساس بذلك ، او ربما في عقلها الباطن كانت تريد ان تتخلص من مصريتها او تحاول نسيانها.

اما محمد فبرغم انه لم يعجبه سؤالها عن تواجده بالمنزل وشعوره بانها مستاءة من ذلك واحساسه ان ذلك هو بيته هو "يعد فيه براحته"، فقد كان قد اخذ قراره منذ الصباح انه سيفعل اليوم عكس ما تفعل هي، فان خرجت بقي هو بالمنزل و ان بقت خرج هو مع اي من صديقاته او حتي ان اضطر مع اصدقاءه. سبب قراره في البداية كان انه لا يريد ان يضايقيها او يعكر صفوها كما وعدها ، ولكن الان بعد ان ابدت استياءها من وجوده ، احس انه "مش عايز يشوف وشها".

اكملا الطريق معا في صمت، بل كان هو يمد عنها قليلا و هي تتباطاء اكثر... اذا راءهم احد من بعيد لظن انهم شخصان غريبان عن بعض جمعهم رصيف واحد.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 05:31 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

الجزء السابع - الصدام


خرج محمد من الحمام نظيفا جميلا كالجديد بعد ان اخذ دشا سريع ، مازال شعره القصير مبلل مما اضاف علي شكلة ايحاء باللمعان. كان يعلم انه دائما يبدوا وسيما وهو مبلل. نظر في المراة بجوار الحمام ليؤكد لنفسه المعلومة ، بالفعل هو مغرور. ثم استدار ليجد حبيبة في المطبخ تعد شيئا ما له رائحة رائعة تشبه الفلفل الحلو الحار...ولكن مهلا ..ما كان رائعا بحق هو منظرها، برغم من انها تردي ملابس منزلية اقل من عادية مكونة من بنطلون رياضي كحلي بوسط منخفض وتردتدي فوقه فانلة رياضية ايضا بلا كم لبينة اللون، الا ان تلك البساطة جذبته بشدة ، كانت تتحرك بخفة في المطبخ وشعرها الاسود الطويل المعقوص خلف ظهرها يتحرك معها يمنا و يسارا...لكم اعجبته...ذلك الاحساس جعله يتراجع بسرعة ويذكر نفسه انه لا يجب ان ينظر اليها تلك النظرة، فهي اولا بنت بلده ، ثانيا زوجته يعني "علي اسمه" ولا يصح معها تلك السفالة التي ربما قد تحدث مع صديقاته المنحلات. ولكن شعوره ناحيتها كان مختلفا فهو منجذب لها انجذاب لا يتلخص في "مفاتن المراة " كما اعتاد هو .. بل هو يريد التحدث معها ، سماعها وهي تتكلم، رؤيتها وهي تتحرك. وجد نفسه واقفا امامها ويسألها: "هو انتي بتطبخي ايه؟"
اجفلت عندما تحدث فجأة فهي لم تشعر بوجوده ظانة انه في الحمام، لم ترفع عينها اليه و استمرت في تقليب الطعام علي الموقد وقالت بالانجليزية:"هذا دجاج علي الطريقة المكسيكية، اتريد بعضا منه؟" ثم رفعت عينها لتتلقي الرد ، الا انها تلقت شيئا اخر... ما هذا ... "ايه الحلاوة دي؟!" هكذا قال لسان حالها لنفسها... لقد صدمت بوسامته ، نعم هي كانت تعلم انه وسيم وانه جذاب وان ابتسامته ساحرة... "بس مش كده!" فانه الان وفي تلك اللحظة كإنه سقط من صفحات كتالوج اوسم الرجال ... علي رأي اللمبي "فاضله اتنين فولت و ينور". كانت منذ دقيقة قبل ان ترفع عينيها وتراه تشعر بالضيق منه ومن اسلوبه السخيف المتسلط و اعجابه بنفسه الذائد، الا انه الان يبدو لها لطيفا، جميلا لدرجة انها تريد ان تربت علي راسه قائلة "جود بوي". افاقها من هلاوسها صوته قائلا: " رائحته جيدة... سأتناول قليلا منه" وقفز جالسا علي الكرسي العالي الخاص بمنضدة الطعام.
غرفت له في طبق ووضعته امامه علي المنضدة العالية الملتسقة بباقي المطبخ ، بداء في الاكل بينما هي تغسل الاواني التي استخدمتها في الطهي ، وتلوم نفسها علي انبهارها بشكله وكانها طفلة مراهقة.
ثم وضعت لنفسها بعضا من الدجاج في طبق وصعدت علي الكرسي العالي المجاور له لتأكل وتفكر في الوضع الذي هم فيه الان ، فهي يجب ان تخرج... لا يجب ان تظل هنا ، هي الان تحضر له الطعام و تأكل معه ، وغدا سيشاهدان التلفاز معا! و بعد غد يستمتعان بمشهد الغروب معا في الحديقة! ماذا ينقص بعد ذلك؟ ان تنام في حجرته؟! ويصبح زواجهم حقيقي فتجد نفسها متورطة مع ذلك المغرور المصري المتصلت و حيث هو زوجها فيأمر و ينهي ويتسلط عليها "براحته بأه! مهو جوزها "... لما عرضت عليه بعض من طعامها ؟ لما؟ "كله من مراهقتك المتاخرة!" هكذا وبخت نفسها . نجحت تلك الافكار ان تعود بمشاعر الضيق من محمد مرة اخري الي قلبها. فكانت تسرع بتناول الطعام حتي تنتهي و تذهب.
اما محمد فكان مستمتعا بالطعام الطيب و ايضا بالنظر الي حبيبة... كان يدقق في ملامحها ووجهها وعيناها الشاردتان بعيدان كان يبدو عليها التفكير ، ايوجد احد يبدو بهذه الرقة و هو يفكر؟ لم لا يفتح معها اي حوار... سألها": الديك اي مخططات لليوم؟" ردت بسرعة محاولة الاتلتقي عيناهما :"اكيد" فسأل مرة اخري ليتأكد :" يعني هتخرجي ؟"
فهزت راسها مؤكدة و لم تحول عينيها عن منظر الحديقة خارج النافذة. بعد ان انتهيا من الطعام قامت في سرعة لمت الاطباق وغسلتهم وهي تقول لنفسها:" ابتدينا اهه..اديني بغسله طبقه بعد ما اكل دا حتي مفيش شكرا علي الاكل!" وكانه سمع ما برأسها فقد اطل برأسه من الحمام حيث كان يغسل يديه وقال :" سيبي طبقي انا هغسله...كل واحد يغسل حاجته" واكمل بالانجليزية :"كان الاكل رائعا حقا اشكرك" ابتسمت متعجبة من توارد الخواطر وقالت " لا مشكلة انه طبق واحد وقد انتهيت منه بالفعل" .
عندما اتصلت حبيبة بتيا ،اخبرتها تيا انها لم تنظف البيت منذ زمن و اليوم ستقضيه في التنظيف حيث قلبت البيت راسا علي عقب، كان هذا بمثابة صدمة لحبيبة حيث لم تعرف الي اين تذهب بالاضافة الي انها لم تستطع الاتصال بأي من اصدقائها الاخرين فهي يبدو انها فقدت فهرس الارقام الخاص بها اثناء الانتقال. في احباط دخلت الي حجرتها وقدد قررت المكوث فيها حتي تغيب عن وجه ذلك المغرور... فلتكن لليلة افلام التلفزيون اذا...
محمد كما هو معتاد ان يقضي معظم امسيات الاسبوع ذو الوردية الصباحية مع احدي صديقاته ، بالاضافة الي ان المنزل خالي الليلة ، فقد حاول الاتصال بـثلاثة من صديقاته الا انه تلقي الاعتذارات لاسباب مختلفة مصحوبة بوعود اللقاء في ليال اخري... ما هذا الحظ؟!! لا مفر الان من روئية اصدقاءه و بالفعل اتصل بزين ودعاه لقضاء امسية ذكورية بمنزله كالايام الخوالي قبل ان ينتقل، حيث يلعبان بلاي ستيشن ويشاهدان افلام الرعب . وافق زين علي الفور و اخبره انه سيحضر معه صديقه الايطالي طوني والذي هو زميله في السكن الجديد. وعلي الفور قام محمد بتجهيز كل متطلبات تلك السهرة من افلام رعب و اذرع تحكم البلاي ستيشن بالاضافة الي انه طلب بيتزا ثم افرغ محتوي كيس عملاق من المقرمشات في طبق عملاق ايضا . كل ذلك تم و محمد كان معتقدا ان حبيبة في حجرتها تستعد للخروج، جلس ينتظر خروجها فقد كان متشوقا لرؤيتها. الا ان انتظاره طال قليلا...لما لم تخرج الي الان؟ ... ان اصدقاءه علي وشك الوصول ... يريدها ان ترحل قبل ان يأتوا.
تردد قليلا ولكن في النهاية طرق باب حجرتها، فتحت له متسأله في حدة :" ماذا؟"
محمد:"الن تخرجي؟"
حبيبة:"لا ، اصدقائي مشغولون. ماذا تريد؟"
برغم ان رؤيتها بعثت فيه ذلك الشعور بالانجذاب وكان ليتمني الاتخرج ابدا بل تظل امام عينيه الي الابد ... الا انه غير مرتاح لوجودها في وجود اصدقائه ، لم يسطيع تفسير ذلك لنفسه ، ولكنه قال لها :" بس انتي قلتيلي انك خارجة ، انا عملت حسابي علي كدة"
توترت حبيبة بشدة وسالت بالمصري :" عملت حسابك ازاي؟؟؟ صحبتك جاية؟؟؟ طب..طب انا ممكن اروح في اي حتة ، هروح انضف مع تيا"
فقال لها مهدئا :" لا مش صاحبتي ، دا زين وواحد صاحبه"
حبيبة:" طيب انا مش هدايئكو في حاجة...انا هفضل في اوضتي " وعادت لتقول بالانجليزية:"سأبقي نفسي هنا...سأنام او اي شئ"
لم يعرف محمد ماذا يقول ، بم سيقنعها لتخرج...ليته لم يقل لها ان القادم ليس صديقته...حسنا فلتبقي في غرفتها، ولكنه لم يستطع ابعاد ذلك الشعور بعدم الراحة.
ان جلسة الشباب ممتعة فعلا، لم لا يفعل ذلك بصفة مستمرة ، فمنذ ان دخلا زين و طوني الي منزل محمد والضحك لم يتوقف وكذلك الاكل ... لم يتوقفوا لحظة عن حشر افواههم باي شيء قابل للاكل. واثناء لعبهم مبارة كرة قدم علي جهاز البلاي ستيشن ، دخل هدف في مرمي فريق طوني فاطلق سبة بصوت عالي، فاشار له زين ان يخفض صوته فتسائل طوني بغباء :"لم؟" كاد زين ان يشرع في حكاية ان محمد متزوج وان زوجته بالداخل ، الا ان محمد قد نظر له نظرة تحزيرة تسمي بـ"الزغر" جعلت زين يحول الحكاية في ثانية واحدة وقال :" ضيف محمد نائم بالداخل ، لا تكن سليط اللسان ومزعج" فوضع طوني يده علي فمه ضاحكا .
بالطبع كلنا نعرف لمَ لم يرغب محمد في ان يعرف طوني ان لديه زوجة؛ فطوني ايطالي وقد يكون لدية بنت خالة او بنت عم او حتي مجرد صديقة ايطالية مثلة و بالطبع ستكون جميلة و جذابة ككل الايطاليات ، وقد تشاء الظروف ان يتعرف محمد عليها في يو ما ، وساعتها لن يكون ظريفا ابدا ان تعرف ان له زوجة.
عندما دخل محمد الي المطبخ باحثا لهم عن شئ اخر ليأكلوه ، اراد طوني الذهاب للحمام فأشار له زين الي باب الحمام الاقرب ، لم يكن يعلم و هو يدله علي مكانه ان ذلك هو الحمام الخاص بحبيبة ، فعدما كان زين يسكن هنا لم يحددا هو و محمد حمام لكل واحد بل كان يدخلا الاقرب. كان موقع الحمام غير مرئي بالنسبة لمن في المطبخ فهو في زاوية تصعب روئيته من المطبخ وجزء من غرفة الجلوس.
وضع طوني يده علي مقبض الباب ليفاجاء بالباب يفتح من تلقاء نفسه و حبيبة خارجة من الحمام، فزعت عند رؤيته كما فزع هو وشرعا في الاعتزار لبعضهم البعض ثم الضحك.همت حبيبة بالتوجه لباب غرفتها الا ان طوني استوقفها قائلا:"اذن فانت الصديق النائم؟ هيا... انت لست مضطرة للدخول مرة اخري هيا انضمي لنا ...انا اسمي طوني"
فابتسمت قائلة:" وانا حبيبة... لا ...انا اريد قفط ان..."
فقاطعها :" لا تكوني تكوني محرجة منا، ليس لدينا مشكلة ...تستطيعين المكوث معنا، نحن نحظي بوقت ظريف ، لا داعي لبقائك في غرفتك ما دمت مستيقظة..."
كانت تحاول التحدث الا انه لم يعطيها فرصة و في نهاية كلامه جزبها من معصمها و اخذها الي حيث يجلس زين الذي سر جدا برؤيتها وسلم عليها بحرارة. لقد كانت هناك اكثر من فرصة ليتعرف زين عليها عن قرب اثناء كل الاجراءات السابقة للزواج، وجدها انسانة لطيفة وتستحق الاحترام، كان يساعدها و يعاونها شاعرا انها اخته الصغيرة فهي عربية مثله وتذكره بوطنه، كما انها صارت الان زوجه صديقة و اخيه، كم يتمني لو ان هذا الزواج كان حقيقا ويستمر للابد.
كان رد فعل محمد مختلف تماما فهو كان في المطبخ و فوجيء بوجودها بينهم وبمنظر طوني ممسكا بمعصمها. ويبدو ان بدا علي وجهه انه تضايق نظرت له حبيبة مشيرة بما معناة "طب وانا كنت اعمل ايه؟" ثم قالت لزين و طوني:" شباب..لقد سررت برؤيتكم جدا ... ولكني يجب ان انهي شيئا ما...."
قاطعها طوني ثانية وقال:" انهيها في وقت لاحق، الان تعالي واجلسي معنا" وجذبها لتجلس علي الكنبة، ومن وراء ظهرها اشار اليها و قال بشفتيه بلا صوت لمحمد الذي كان مازال في المطبخ "انها مثيرة!" .
لم يفهم محمد لما شعر بالدم يصعد الي راسه ؛ هل لانها زوجته؟ ولكنها ليست زوجته فعليا كما ان طوني لا يعلم انها زوجته ، فلا عيب في حقه. هل لانه هو نفسه معجب بها و يراها مثيرة هو ايضا فشعر بالغيرة؟ ولكنه لم يشعر بذلك من قبل بل علي العكس كلما اشاد اصدقائة بجمال وجاذبية او حتي مدي اغراء اي من صديقاته احس بالفخر و كأنه فاز بالميدالية الذهبية الاولمبية للصيد (لوكان هناك شيء كهذا) فهو لا يهتم بهن لدرجة ان يغار عليهم. ايكون السبب لانها مصرية مثله؟ هو مازال فيه العرق الشرقي...حمش وبيغير علي بنات بلده.ايً كان السبب... المهم الان ان جلسة حبيبة مع طوني اصبحت غير مريحة بالمرة بالنسبة له ، ناهيك عن وجودها في المنزل اساسا .
فنادي زين بالمطبخ وقال له بصوت خفيض:" خليه يسيبها تدخل اوضتها!"
زين:"ليش؟ خلييا معنا ... هيك الاعدة بتكون احلي"
رد محمد بحدة وبصوت خفيض:" انا مش مرتاح في وجودها وخلاص"
تعجب زين ثم قال:"كيف مابدك"
خرج زين اليهم وقال لحبيبة :"حبيبة ، لانريد ان نعطلك عن ذلك الشيء الذي كنت تفعلينه "
فهمت حبيبة التلميح و قامت شاعرة ان فرجها قد جاء فهي الاخري لم تكن مرتاحة لتواجدها معهم ولكنها لم تكن تريد احراج طوني. ولكن طوني امسك يديها ليجلسها ، وقال لزين :" لا تكن قليل الزوق! حبيبة ،يال جمال اسمك، فلتبقي معنا" نظرت حبيبة بشدة ليده الممسكة بيدها ، لقد زاد عن حده ذلك الايطالي ، نعم هي اعتادت ثقافة الغرب في التلامس و العناق و التقبيل بين النساء والرجال وتفهم ان هناك انواع منها مجرد تعبير عن مشاعر المعزة بين الاصدقاء وقد تتقبل احيانا قليلة جزء منها حين تكون علي ثقة ان ليس وراءها اي غرض اخر، ولكن هذا الطوني قد طالت يده اكثر مما تسمح هي وخاصة وهي اول مرة تقابله . نظرتها الثابتة ليديه جعلته يشعر بالحرج و افلت يدها فورا. لم تحب ان تزيد من احراجه فما قد حدث كان مرضيا لها فقالت:"لا يا طوني يجب ان انهي شيئا مهما للتو بداءت فيه...يجب ان اذهب..سعدت بلقائك... اراكم لاحقا يا شباب" وذهبت الي حجرتها.
لقد رأي محمد و زين ذلك المشهد السريع وتلك اللقطة الخاطفة حيث احرجت حبيبة طوني بمجرد نظرة واوقفته عند حده ثم عادت لتكون لطيفة معه بعدها، مما زاد اعجابهم بها عشرات الاضعاف فهم الاثنان اصلهم شرقي و يقدران تلك اللفتات .
اخيرا تخلص محمد من توتره و جاء ببعض بواقي الطعام وضعه وجلس بجوار زين علي الكنبة ، وجد طوني يقترب منه ويسأله عن حبيبة ، من هي ؟ من اين عرفها؟ كم ستبقي هنا؟ وظل يتحاكي عن جمالها وعن رقتها وعن شعرها الاسود و جسدها الرائع...ظلت محور حديثه حتي كاد محمد ان يقتلع عينه، ثم سأل طوني اهم سؤال والذي كان المفروض ان يبدأ به،هل هي مرتبطة؟ ومن دون كل الاكاذيب التي ظل محمد يسردها ردا علي اسئلة طوني ، كانت هذه اسرعهم واكثرهم طلاقة... اخبره محمد انها مرتبطة بصديق له مصري وانه سيغضب جدا اذا سمع هذا الكلام غير الائق عنها.
وبعدها ساد الصمت ، صُدم طوني بالاجابة وجلس صامتا يأكل البيتزا الي نهاية السهرة و محمد بعدها لم يتكلم الا قليلا ردا علي زين ، اما زين فكاد ينفجر وهو يكتم الضحك كلما نظر الي وجه طوني المبتئس ثم نظر الي محمد وعلي وجه علامات العصبية. انتهت الليلة بفوز زين في كل المباريات. فقام هو طوني ليخرجا عائدين للمنزل وخرج معهم محمد ليجلس علي سلم عتبة المنزل يشم الهواء البارد ويهديء اعصابه، الا ان طوني عاد للداخل مرة اخري بحجة الحمام ، ولكنه لم يتوجه للحمام بل عثر علي باب حجرة حبيبة وطرقه ، ذهلت حبيبة عندما فتحت ووجدته امامها، قالت:"طوني؟! ماذا هنالك؟"
طوني :" لم استطع ان ارحل قبل ان اراك مرة اخري، واريد ان اخبرك انك فتاة جذابة للغاية ولو لم تكوني مع حبيبك لكنت طلبت مواعدتك. لقد كانت من دواعي سروري مقابلتك" ثم امسك يدها وقبلها.
ولكنها نزعتها منه في سرعة متسائلة في داخلها"الواد ده اهبل؟" ولكنها انتبهت لشيئا ما قد قاله فسألت مستنكرة:" حبيبي؟؟ّ!"
طوني"نعم ... المصري"
حبيبة:" محمد؟!!!!"
طوني:"لا ، صديق محمد"
حبيبة :"زين؟ّ!"
فادرك طوني ان هناك شيئا غير مفهوم فسأل:" انتظري لحظة...انت لا حبيب لديك، اليس كذلك ؟ اذن فمحمد اخبرني كذبة؟"
حبيبة متعجبة:"محمد اخبرك ان لدي حبيبا؟!" لم تفهم لم فعل ذلك ولكنها ايضا لم تريد ان تفتح الباب امام طوني علي مصراعيه ، فأي كانت اسباب محمد فقد ادي لها خدمة.
فقالت :" اه نعم... حسنا... انا لدي فعلا حبيب... اقصد كان لدي... و ربما نعود لبعضنا البعض... انها قصة معقدة"
طوني بلهفة:"اذن فمازال هناك امل؟"
حبيبة مفكرة:" اجل...ان اخبرتني ماذا قال لك محمد عني بالضبط"
اخبرها طوني بالتفصيل عن حواره مع محمد فشكرته ووعدته انها عندما تستقر حياتها العاطفية وتقرر المواعدة سيكون هو اول شخص تفكر فيه.
كان بالنسبة لها ما سمعته غير مفهوما، لمَ لم يقل محمد لطوني انها زوجته؟ لنفترض انه لايريد ذلك فربما يطمع في اخت طوني او شيء كهذا، ولكن لم قال ان لديها حبيب غيور؟لم منع طوني من الحديث عنها؟لم منعه عنها اصلا بقوله انها مرتبطة بشخص اخر؟ ايكون السبب انه لا يردها ان تصبح حبيبة طوني فتدعوه الي المنزل؟ ولكنها وعدته انه حتي ان واعدت شخص ما لن تدعوه الي المنزل ابدا...لم تفهم ولذلك قررت سؤاله و معاتبته.
بحثت عنه وجدته خارج المنزل يجلس علي العتبة الخشبية وقفت خلفه وقالت بالمصري هذه المرة:"ليه قلت لطوني اني مرتبطة بواحد مصري صاحبك وانه بيغير عليا اوي؟ ليه وقف الحال ده؟"
رد عليها في برود يخفي تحته عصبية و توتر:"انتي كنتي بتتصنتي علينا بأه، وبعدين وقف حال ايه؟! طوني ايطالي ومسيحي، يعني عمرك ما هينفع تتجوزيه"
فردت عليه هي بهدوء مستفز:" اولا مش بتصنت عشان ده مش من طبعي، ده طوني هو اللي خبط عليا و حكالي ، ثانيا كان بينا اتفاق ان محدش يدخل في خصوصيات التاني"
وهنا بداء صوتها يعلو وفقدت السيطرة قليلا علي هدوءها فاكملت وهي منفعلة:" تدخل انت ليه في ايطالي ولا مسيحي انت مالك؟؟؟؟ ليه تقوله اني مرتبطة؟ افرض هو عاجبني؟ مش معقولة من اول يوم نقابل بعض في البيت تبوظ كل اتفاقنا عن الخصوصية"
رد هو بانفعال مماثل:" والله انتي اللي بوظتيها بخروجك من اوضتك اصلا... وانتي قلتيلوا ايه؟"
لم تفهم فقالت:" قلت لمين ايه ؟؟؟"
اجابها وكأنها غبية :"طوني! لما حكالك قلتيلوا ايه؟"
لم يكن سؤال في مكانه ؛ فهم قد تركوا تلك الجزئية من الحوار، وكان والعودة اليها امر غريب.
ولكن حبيبة اجابته:"محبتش اطلعك كداب قدام صحبك، قلتلوا انها قصة معقدة ولكن الان ليس لدي حبيب..."
صمت محمد ولم يرد ، فتحدث حبيبة مرة اخري محذرة:" محمد احنا مش في مصر! انسي خالص قصة اني عايشة في حماك و مسؤلة منك و الهبل ده"
واكملت بالانجليزية ضاغطة علي كل حرف:" نحن فقط زملاء سكن ، لسنا حتي اصدقاء!...اقول لك اذا عبثت بحياتي؛ سأعبث بحياتك!"*
لم يرد عليها فاعتبرت ان رسالتها وصلته ودخلت لتنام. اما هو فقط كان يشعر انه مخطيء ، هي عندها حق...فبأي حق يخبر شخصا غريبا عنها تفاصيل عن حياتها بالاضافة الي انها تفاصيل غير حقيقية...
ثم شرد ذهنه...وتسائل مع نفسه "اممكن فعلا ان تواعد طوني... "ده عبيط"، زين يحكي عن نوادره المضحكة فأموت ضحكا من سذاجته وغباءه... يكفي انه عاد و دخل لها ثانيا ليقول ذلك الكلام الساذج...يعني اذا كانت ستصبح هي حبيبة ذلك الاهبل فعلي الاقل انا اولي!... انا اذكي و اظرف واوسم منه... ثم انها مصرية مثلي... كما انها زوجتي انا.." ثم عاد ليلوم نفسه علي تفكيره فيها بتلك الطريقة مرة اخري ، لا يصح منه ذلك... فهي بنت بلده و تثق به ... ولانها بنت بلده فقد كان يحافظ عليها من طوني . اعجبته تلك الفكرة الاخيرة و اقنع نفسه بها حتي لا يشعر انه مخطيء.
دخل لينام وكان يفكر بها ...حبيبة ...كم هي جميلة ... تخيلها في امامه وقبل ان يلمسها ذهب في نوم عميق .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 05:33 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




استيقظت حبيبة قبل محمد بنصف ساعة و اغتسلت و ارتدت ملابسها، ثم اعدت افطارا لها في المطبخ مكون من بضع شطائر لذيذة... وجدت نفسها تعد كمية اكبر اليوم... ورغم حنقها علي محمد الا انها وجدت ان لا مانع ان تصنع له شطائر بالمرة معها، لربما صحا متأخرا ولم يلحق ان يعد افطاره لنفسه.
رأته خارجا من حجرته مكشكشا عينيه وحاجبيه ينظهر لها محاولا ان يراها في وسط الضوء الساطع القادم من النافذة العريضة، حيته في غير مبالاة قائلة:"صباح الخير" لم يرد عليها بل اشار بيده ملوحا، يبدوا انه من الاشخاص الذين لا يتكلمون فور الاستيقاظ...مشحي مترنحا للحمام شبه مغمض العنينين، ابتسمت وكادت تضحك من منظره وكأن عمره اربع سنوات. قالت له "لقد اعددت شطائر اضافية" ، قالتها ثم سحبت حقيبتها من علي المنضدة في سرعة وانطلقت خارجة الي عملها.
استفاق محمد قليلا بعد الحمام وتذكر انها ذكرت شيئا عن طعام ما ، فتوجه الي مطبخ و تناول في سرعة ما وجده من شطائر، كانت شهية وقد وجد ان ذلك لطيفا ...ان يعد احد لك طعام الافطار هو شيء حقا لطيف. ثم تذكر كيف اخطاء بحقها ليلة امس وبرغم ذلك اعدت له هي تلك الشطائر اللذيذة... هي فعلا جدعة. قرر ان يكتب لها علي النوتة المعلقة علي الثلاجة كلمة اعتزار وشكر. نعم كان محمد يعرف العربية المصرية جيدا، ولكن فقط عندما يتحدث اما الكتابة فكان شبه جاهلا ، يعرف الحروف ويستطيع كتابة اسمه الرباعي بالكامل ولكن ان يكتب جمل طويلة؛ كان ذلك صعبا عليه. ولكنه اراد ان تكون رسالته بالمصري علي سبيل اللطف...فليحاول...كتب التالي:
" انا اسيف... شوكران علـا ال اكل.
محمد احمد سليمان ابراهيم"
ولصقها علي الثلاجة ، وانصرف لعمله هو ايضا.
جاءه اتصال عندما وصل المطعم من ادارة شئون المهاجرين ، اخبرته الموظفة ان احد مفتشين الادارة سيقوم بزيارتهم اليوم مساء للتأكد من صحة المعلومات المقدمة منهم، واكدت عليه ان يتواجد هو وزوجته "طالبة الاقامة" في الموعد بمنزل الزوجية المسجل عنوانه لدي الادارة.
توتر محمد لتقيه المكالمة و برغم من انها شيء متوقع الا انه خشي ان ينكشف امرهم فيتعرضا للمسائلة القانونية كما سيتم ترحيل حبيبة الي مصر.
لم يكن لدي حبيبة هاتف محمول فاتصل بها في محل القهوة التي تعمل به و اخبرها ان تستاذن من العمل و تعود للمنزل كما سيفعل هو الان ليرتبا الاغراض و المنزل ليبدو كمنزل زوجين.
عندما سمعت حبيبة بالخبر جرت علي رفقيتها بالعمل نانسي ، وهي من ضمن الاشخاص الذين يعلمون بأمر الزواج الصوري، وطلبت منها الوقوف مكانها اثناء غيابها وشرحت لها الاسباب وقالت انها مرعوبة ان ينكشف امرهم. نصحتها نانسي بالهدوء فان التوتر هو ما يكشف كل شيء، ثم اشارت عليها انهم يجب ان يبدوا وكانهم يعشون في نفس الغرفة فلينقلا اغراضهم في حجرة واحدة... وكذلك الحمام، لا يوجد زوج وزوجة يستخدمان حمامان منفصلان... ثم يجب عليها وضع ملابس داخلية (لانجيري) في الدولاب وكأنهم عرسان جدد. كما يجب تذكر كل ما يحبه الاخر ويكرهه حيث ان اسئلة المفتش ستكون دقيقة جدا.
تذكرت حبيبة الورقة المفصلة التي كتباها قبل الزواج، وجدت كل شيء سهل تنفيذه ولديها متسع من الوقت اذا ذهبت الان...خرجت بعد ان استأذنت مديرها . وما ان خرجت حتي تذكرت شيئا... ملابس داخلية؟!! واجيب منين انا (لانجيري)؟ ليس لدي حتي كم قميص نوم واحد...ثم فكرت في نانسي زميلتها، نانسي تعمل راقصة في ملهي ليلي كوظيفة ثانية ليلية... من غيرها سيكون لديه اطنان من تلك النوعية من الملابس... فرجعت لها طالبة العون مرة اخري...اعطتها نانسي مفتاح بيتها حيث ان كلاتاهما لا يستطيعان ترك محل القهوة، فذهب حبيبة في عجالة الي هناك و يال الصدمة؟ ماهذا؟... ايرتدي شخص تلك الاشياء؟! لم تكن الملابس خليعة فقط بل وقحة! كيف لها ان تاخذ تلك الملابس وتنسبها لنفسها؟! ولكن لا وقت لديها للمواقف الفلسفية الان... يجب ان يقتنع الرجل انها ومحمد زوج وزوجة...هيا هتشوفوا فين تاني يعني..ثم دي امريكا بلد الحرية ..كل واحد يلبس اللي هوة عايزه... لملمت بعضهم و خرجت مسرعة.
عندما وصلت كان محمد موجود وقد اعاد توضيب المطبخ و الثلاجة بلا تقسيم الاشياء..ثم ساعدها في نقل متعلقاتها لحجرته و حمامه من فرشة الاسنان وفرشة الشعر و المستحضرات والاحذية...الي اخره، كما قاموا باخفاء غطاء سريرها واكتفوا بواحد . ثم قاموا بنقل محتويات دولابها ، واثناء تعليق حبيبة ملابس نانسي ، كان محمد سعيدا جدا وفخورا بوجود تلك الملابس بدولابه ، كان يريد ان يأخد لهم صورة وهم معلقون في دولابه هكذا، حتي انه رجا حبيبة الا ترجعهم الي صديقتها بل انه عرض عليها ان يدفع ثمنهم علي ان يظلوا هكذا بالدولاب. قالتله حبيبة انه مراهق وان لاوقت للمزاح الان...
ماذا بقي؟ نعم الكاميرا...خلع محمد المرأة من احدي حوائط المنزل البيضاء العريضة ووقفا امامه وقد ضبط الة التصوير الخاصة به علي التصوير الالي ، واخذا عدة لقطات تارة مبتسمين و تارة مخرجين السنتهم وقد احولت اعينهم وتارة اخري هو يحملها علي كتفه و هي تصرخ وهكذا...وكانا يبدلان ثيابهم كل بضع صور بثياب اخري.. ثم بعد ان انتهيا ادخل محمد الصور علي الحاسوب الخاص به وعن طريق برنامج الفوتوشوب ادخل علي الصور خلفيات مثل شاطيء البحر، برج ايفل، او حديقة خضراء...وكانهم كان لهم زكريات سعيدة في اماكن مختلفة، ومما ساعده علي ان تبدو الصور طبيعة ؛ هي الخلفية البيضاء والتي كان من السهل تغييرها ، كانت فكرة الحائط الابيض هي فكرة حبيبة ..ذكية هي تلك الفتاة. كما انها قد ابتاعت في طريقها للبيت بضعة براويز والبوم صور متوسط الحجم..وقامت بوضع الصور التي طبعها محمد في بروازين او ثلاثة والباقي في الالبوم، وعن قصد وضعت البراويز في اكثر الاماكن وضحا وبروزا.
رغم توتر موقفهم الا ان حبيبة استمتعت جدا بالوقت الذي امضته مع محمد في الترتيبات والتصوير... خاصة فقرة التصوير كانت حقا تضحك من قلبها علي دعباته... لكم هو مضحك وظريف عندما يكون علي سجيته ناسيا غروره و اهتمامه بنفسه . الا يكفي انه وسيم ...ظريف ايضا؟!
باقي من الوقت نصف ساعة علي موعد حضور المفتش، قضوها في توتر وصمت ، كل منهم ممسكا بقائمة الاخر يراجع فيها وكأنهم علي وشك دخول امتحان مادة الفزياء للصف الثالث الثانوي.
طرق الرجل الباب في موعده بالضبط فاستقبلوه بترحاب بينما كان هو جامد الوجه بلا تعبير كان رجل في اواخر الاربيعنات ذو شعر قد اندمج فيه الاسود مع الرمادي صانعا له هيبة ووقار ، طويل مما زاد من تللك الهيبة، يضع نظارة طبية يقبع وجهه كله خلفها مترقبا متربصا ليفتك بالمخادعين ، يرتدي معطف طويل يشبه رجال الـ اف بي اي كما لو كان خارجا لتوه من المسلسل البوليسي... سي. اس. اي. كان كل ذلك كاف لبث التوتر و الرهبة في قلب حبيبة... سألته ان كان يرغب في شرب القهوة ...لم يبتسم ولكن لم يكن فظا ايضا... اجابها بنعم ، ذهبت للمطبخ لتحضيره بينما كان يتفقد هو البيت و محمد يتبعه، كان يسجل سطورا في دفتر صغير في يده لم يستطع محمد قراءتها من مكانه.
بالفعل رأي الصور في البراويز وبالتالي عرض عليه محمد في سذاجة البوم الصور ، الا انه نظر له نظرة جانبية بامتعاض و لم يأخذه من يده بل اتجه الي الحمام... نظر عليه نظرة شاملة ثم فتح الخزانه التي فوق الحوض و رأي متعلقاتهم مرصوصة جنبا الي جنب...كل هذا و لم ينطق ببنت شفة مما زاد من توتر محمد ... كان الرجل "صامت و غامض" بلا اي تعبير او رد فعل علي ما يري... الي ان وصل للدولاب وفتحه ... بدا علي وجهه تعبير غريب عند رؤية ملابس نانسي الخليعة، حاول محمد ان يستشف من ذلك التعبير اي شيء و لكنه لم يفهم ...اكيد رجل وقور مثله احتقر تلك الملابس ، ماذا يظن بحبيبة الان ؟ غير مهم ... المهم ان يظن ان الزواج حقيقي! استدار الرجل لمحمد متحدثا بطريقة رسمية للغاية بعد ان عاد له الوجه الخشبي منذ متي عرفتما بعضكم البعض؟"
محمد:"منذ حوالي عام عندما حضرت حبيبة هنا للدراسة، وتزوجنا لتونا منذ اسبوع؟"
المفتش"ما هو لونها المفضل ؟"
محمد:" الوردي"
المفتش :" ما اسم امها؟ ومتي التقيتها اول مرة"
محمد:"لقد توفت، رحمها الله، قبل ان تاتي حبيبة الي هنا..كان اسمها سلوي"
اثناء ذلك الاستجواب كان الرجل يختلس نظرات جانبية لملابس نانسي ، وكان كلما فعل ذلك شعر محمد بالحرج حيث ان ذلك الرجل المحترم يظن الان ان زوجته هو ترتدي تلك الاشياء.
المفتش:"ما هو لون عين زوجتك؟"
كانت تلك المعلومة غير موجودة بالورقة التي حفظها عن ظهر قلب الا انه كان يعرف الاجابة جيدا
اجابه بابسامة واسعة:"سوداء...عيناها سوداء"
دخلت عليهم حبيبة ذات العيون السوداء حاملة القهوة في مج، شكرها المفتش في برود ثم افادهم انه بقي فقط ان يسأل حبيبة كما فعل مع محمد بضعة اسئلة علي انفراد ، ثم سيرحل بعدها وغالبا ما سيكرر الزيارة عدة مرات في ايام قادمة الي ان يصدر القرارمن الادارة بناء علي تقاريره سواء بالرفض او القبول.
خرج محمد من الحجرة امتثالا لتعليمات ذلك الرجل "الكُبّرة" ، فاغلق الرجل الباب ورائه وبداء يسال حبيبة في هدوء و رسمية كما كان يسأل محمد الا انه هذه المرة كان يتمشي يمينا و يسارا مثبتا اعينه علي الدولاب و ما فيه...كانت حبيبة متوترة كفاية علي ان تعبأ بذلك..
المفتش:"كيف التقيتما و متي؟"
حبيبة :"منذ عام ، عن طريق اصدقاء مشتركون"
المفتش :"ما هو اسم والدتك و ما لونك المفضل؟"
حبيبة: "سلوي، ولوني هو الوردي"
كان يقرب وجهه ونظاراته اكثر من الملابس المعلقة في الدولاب ، كان يفقد رزانته وتركيزة تدريجيا حتي انه بدأ يتعرق، واخرج منديلا لمسح قطرات العرق التي تكونت علي جبهته.
لاحظت حبيبة ذلك..يبدو ان ملابس نانسي لها تاثير عجيب علي الرجال ، يالهم من تافهين مراهقين ، حتي ذلك الرجل الرزين توتر و فقد تركيزة لمجرد التحديق بهم.
حاول الرجل تصنع الرزانه مرة اخري... تنحنح قليلا ثم سأل:" في اي يوم ولد زوجك؟"
كانت تجيبه الا انه لم يبد منصتا ، كان هائما في المصائب المعلقة امامه..
ثم يبدو ان الرجل لم يستطع تمالك نفسه من الفضول و الاثارة فقاطعها وهي ينظر لها بشدة من اعلي رأسها حتي اخمص قدميها :" اتلك الملابس لك؟ اترتدينهما حقا؟"
ذهلت من جرأته وسؤاله ولكنه اجابت في تردد:"اجل؟" وقالت في نفسها " يادي الفضايح، الله يحرقك يا نانسي"... تمتم بكلمة ما وهو مازال محدقا في الملابس، الا ان حبيبة سمعتها!...يا الهي لقد جن الرجل...كيف قال ذلك؟؟! االله يجازيكي يا نانسي! ..ثم جائت لها فكرة...
انتفضضت من مكانها تتظاهر بقمة الاستياء والغضب صارخة في الرجل بصوت عالي: "هل جننت يا رجل؟!! كيف تسألني سؤال كهذا؟؟؟؟!"
ثم جرت الي الباب و فتحته ونادت محمد صارخة:"محمد.محمد...هذا الرجل حاول التحرش بي لفظيا" نظر لها محمد من الخارج غير مصدق ما سمع ، كما ان يبدو عليها انها تتظاهر(اوفر جدا)، اشارت له بعينيها وكانها تقول "فقط جاريني"...فجري عليها ودخل الحجرة وعلي وجهه اعتي علامات الغضب وكأنه سيقتل الرجل..وفجأة لم يعرفا اين ذهبت هيبة الرجل ورزانته لقد تحول الي كتكوت مبلل لدرجة انهم ظنوا انه طوله قد قل بضعة سنتيمترات ، فقد تراجع الي ركن في الغرفة يجفف عرقة ويتعلثم في الكلام موضحا لمحمد:" لا انا لم اقصد ذلك؟؟ انا اسف..اسف حقا"
حبيبة:" لا تقصد؟؟ّ! وماذا تعني اذن بسؤالك عن شكلي في تلك الملابس؟"
لم يمثل محمد الذهول هذه المرة، فهو لم يصدق ان ذلك الرجل كبير السن "الكُبّرة" ، ذو الهيبة والطول يحاول معاكسة فتاة في عمر اولاده ويعلم انها متزوجة...ولكنه اكمل الدور المطلوب.. قبض علي ياقة معطف الرجل في يديه ودفعه ليسند ظهره للحائط وقال في غضب :" ماذا؟؟؟ الاتعلم انها زوجتي؟ الم تقل لك بياناتك عني اني رجل شرق اوسطي واتميز بالغيرة الشديدة علي الزوجه واني قد اقتل في سبيل ذلك؟"
حبيبة:" لا ياحبيبي...لا داعي لتلويث يديك...سوف نقدم شكوي... او لا... بل نقدم بلاغا بتهمة التحرش ونطلب تعويضا ، ولنري مدي تأثير ذلك علي مستقبله المهني والمالي...فهو سيموت من الجوع في جميع الاحوال"
قال الرجل مفزعا يرجوها:"لا ...لا داعي لذلك انا لم اقصد... لم اقصد ان تسمعيني..اعني لم اقصد ان اقول...اعني لم اقصد ما قلته...نعم لم اقصد ما قلته"
محمد:" حسنا لن نقدم بلاغا ولكن بشرط، لا اريد ان اري وجهك هذا مرة اخري والا قتلك!".
الرجل:"اجل. اجل. لن تراه ابدا"
حبيبة :"و ماذا عن التفتيش الدوري؟؟؟"
الرجل:"اطمائنا...سأملاء انا تقارير الزيارات بنفسي في موعدها بدون ان اتي للزيارة... وصدقاني سأكون امينا جدا..فانا الان متأكد مائة بالمائة انكم زوج وزوجة حقيقيون، فهي لو لم تكن زوجتك فعلا لما جعلتني اتبول في سروالي الان"
كاد محمد ان يضحك وهو ينظر له عاقدا حاجبه ومتصنع الغضب ولكنه قال:"حسنا انصرف الان، والا قتلتك" وافلت ياقة معطف الرجل الذي دس دفتره في جيبه وخرج مسرعا...ثم توقف علي العتبة الخارجية وقام بعدل معطفه و ثبت نظارته و عاد الا تعبير الي وجهه ثم وضع يديه في جيوب معطفه الطويل في الاطة و مشي بهدوء عبر الحديقة الي الشارع، بنفس الهيبة و الرزانة التي دخل بهم.
ما ان خرج حتي انفجر حبيبة و محمد من الضحك وظلا يضحكان حتي كاد قلبهما ان يتوقف وبعد ان انتهيا قالت حبيبة :" اتظن اني قد احصل علي الجرين كارد بتلك السهولة ؟"
محمد:"لا اعرف، قد تكوني محظوظة سنري ..في جميع الاحوال القرار يصدر بعد اكثر من زيارة مازال امامك مدة لتعرفي"
حبيبة:" ما اعظم هذه البلد... ارأيت كيف كان يرتعد خوفا ان نبلغ عنه بتهمة التحرش" ثم قالت بالمصري بانفعال:"لوكنا في مصر ولا كان همه ، حتي لو كان اغتصب واحدة ، ولا كان هيفرق معاه.. عارف ان البنت هي اللي هتسكت وتداري علي نفسها لتتفضح واهلها الرجالة يدبحوها...يعني مضغوط عليها من الناحيتين.."
محمد:" يووو..زعبلة القُلة رجع تاني...يادي حق المرأة الضائع اللي جاية تدوري عليه هنا"
سألته وكأن سؤالها ردا علي ما قاله من سخرية:" انا سمعت ان المغتصب هنا بياخد اعدام؟"
لم يرد ولكنه اراد تغير مجري الحوار لانه شعر بسحابة ضبابية سوداء قادمة من ناحيتها فقال:"سيبك انتي...لولا ملابس زميلتك في العمل لما تمكنا من فعل ذلك المسلسل العربي الهابط"
حبيبة:"اجل..هذا حقيقي..ذكرتني اني يجب ان اعيدهم لنانسي ...ولكن غدا ، لا استطيع اليوم "
محمد وهو ينظر للملابس المعلقة امامه:" هل نانسي صديقيك تلك جميلة؟ لاني حقا احاول تخيل شكلها في تلك الملابس الرائعه"
قامت حبيبة واغلقت درفة الدولاب وقالت:"انت فعلا مراهق...ثق بي ذلك اكثر ما وجدته احتشاما في ملابسها...ثم ان تخيل نانسي في تلك الملابس لهو امر مؤذي للعين...يال الرجل المسكين...نانسي تزن 95 كج "
قال محمد في مرارة داخلية لم يعرف سببها:"لم الرجل مسكين؟ هو لا يعرف نانسي ولا يعرف انها ملابسها ، لقد تخيلك انت فيهم..."
حبيبة وقد بدلت الوجه المبتسم باخر مستاء:" حسنا...هذه نهاية الحديث!"
وخرجت غاضبة.
ذهبت الي حمامه لتعيد اغراضها الي الحمام الخاص بها حتي تستحم وتقول لنفسها:" انا ايه اللي يقعدني اكلم اصلا مع واحد سافل ذي ده؟؟!!".
ماقاله محمد بالطبع لم يروق لحبيبة و لكنه لم يرق لمحمد نفسه ايضا ، كان يقوله نوع من التفكير بصوت عالي في شيء يضايقة، او تنفيث عن عصبية...هو شاء ام ابي يشعر بعدم ارتياح عندما ينظر لها اي رجل نظرة من ذلك النوع...غصب عنه... هو مازال في اعماقة شرقي حمش هكذا تربي كان يذكر غيرة ابوه الرهيبة علي امه... وجود فتاة في وضعها ؛ مصرية مثله ،لا احد لديها من اهلها، كما انها تعيش معه، ناهيك عن انها زوجته... يجعل ذلك منها شخص مسؤل منه.. ولا يقبل عليها اي شيء من ذلك النوع.
ولكن هي رافضة تماما لذلك، كما انها ليست كأمه وهو ليس كأبيه...علاقتهم مجرد زواج صوري ...زملاء سكن. هي تذكره بين كل كلمة و كلمة انهما ليسا في مصر وانه يجب ان ينسي فكرة (انا رجل و رجل تساوي السيطرة والحماية). عندها حق!... ماله هو ومال مسئولية زي دي...قال لنفسه " انا هبطل احرق دمي علي الحجات الهبلة دي..هعتبرها زي جودي او كارلا او اي واحدة بعرفها" كانت بالفعل صديقات محمد لا يمثلن اي شيء لديه سوي قضاء وقت لطيف... فان نظر لهم عشرات الاشخاص زاد ذلك من فخره، حيث يقال "انظر الي ذلك المحظوظ الوسيم الذي يمشي مع تلك الفاتنة" واذا تحدث اصدقائة عن مفاتن اي من صديقاته لم يأبه، فهو قد يتحدث عن صديقاتهم هو الاخر... بل لربما يجراين المقارانات ودائما هو يفوز..فاختياره من الفاتنات دائما محط اعجاب الجميع. لذا هو سينسي انها مصرية ويتعامل معها كاي زميلة سكن قد تتواجد معه.ارتاح كثيرا لما توصل له من قرار ودخل ليستحم.
حبيبة في تلك الاثناء كانت تعيد كل شيء مكانه في غرفته وتفكر في شيئ ضايقها بشدة...لم قالت لمحمد ان نانسي وزنها 95 كج؟ ...الحقيقة هي ان نانسي فتاة جميلة جدا، لديها جسم تحسدها عليه كل البنات، هي تعمل راقصة وتحصل علي تدريبات كافية تجعلها رشيقة جدا كما ان الطبيعة الربانية انعمت عليها بمفاتن انثوية طاغية...لما سالها محمد عن نانسي؛ هي لم ترد ولكنها بسذاجة وضعت له في وسط كلام لا معني له معلومة وزن نانسي الكبير...لمَ فعلت ذلك؟ هل خافت ان يطلب منها ان تعرفه بها ان قالت له انها فعلا جميلة؟؟؟و ما المشكلة في ذلك؟ هل تغار عليه؟؟ لا بالطبع لا ان الوضع فقط سيكون غربيا ومربكا إن تواعَد محمد و نانسي الذي هو المفروض زوجها هي...لم تعرف بالضبط ما التفسير المقنع ولكنها كانت هذه المرة مغتاظة من نفسها فعلا لسببين الاول لانها لا تجد سبب مقنع يجعلها تقول ذلك عن احدي زميلاتها المقربات وخاصة نانسي التي لطاملا وقفت بجانبها في مواقف شتي احدهم اليوم عندما استلمت العمل مكانها واعتطها مفتاح منزلها لتأخذ ما تشأ من الملابس. والثاني و الاهم ... كيف ستفسر الامر لمحمد عندما يري نانسي وهو احتمال وارد جدا فنانسي قد تاتي للمنزل وربما يأتي محمد الي العمل لاي سبب ...
كانت قد جاعت فقررت ترك الامر الان وان تأكل قبل ان تنام فذهبت لتحضير طعام لنفسها فقط! عندما استدارت لتاتي ببعض الطماطم من الثلاجة وجدت الورقة التي كتبها لها محمد صباحا... ضحكت بشدة علي هجاءه العجيب و خطه الاعجب ولكن اللفتة اثرت في نفسها ، حسنا قد يكون سافل و احيانا متسلط ولكنه رقيق...تحولت من مشاعر السخط تجاهه الي مشاعر الرضا عنه...وبالطبع كانت النتيجة ان وجد محمد طبقا لذيذا منتظره علي منضدة الطعام، ومعه رسالة بالانجليزية علي ورقة من النوتة:" لتاكدي من انك لن تستطيع قرائة العربية ، فمن يكتب بهذه الطريقة هو اكيد يقراء بها... كتبت بالانجليزية.. لاقول لك..اتمني لك عشاء شهيا...تصبح علي خير."
ابتسم محمد وهو يقراء الرسالة ثم انهمك يأكل في تلذذ ...وقال بدون صوت وهو يتأمل صورتهم في البرواز وهو يحملها وهي تصرخ ضاحة "تصبحين علي خير يا حلوتي"




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-05-13, 05:34 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




(9) زوجتي!

عادت حبيبة منهكة من الخارج، كان ضغط العمل اليوم اكثر من المعتاد، ارتمت علي الاريكة ذات الوسائد المريحة وخلعت حذائها ثم رفعت قدميها لتستمع باحساس الاستلقاء، كان يهون عليها الضغط طوال اليوم معرفتها بأن لديها فصل في دروس فن الكتابة مساء اليوم... كانت تستمتع جدا بتلك الدروس ... بكل كلمة تقال فيها كانت تحب ان يطلب منها مهام ككتابة موضوع فردي او مشترك، او بحث عن تاريخ كاتب معين في المراجع و الانترنت ، كانت تعود للبيت بعد الحصة منتشية وشاعرة بالرضا عن نفسها . لقد انهت احدي المهام المطلوبة منها لهذا الاسبوع ومتشوقة لتعرف تقييمها.نظرت علي اماكن البروايز التي بها صورهم معا لم تجدهم، يبدوا ان محمد اخفاهم في مكان ما خوفا من صديقاته.
دخل محمد بعدها بفترة قصير وجدها علي الكنبة فارتمي هو الاخر علي الكنبة المقابلة لها وايضا رفع قدميه ملقيا عليها التحية في صوت متقتع الانفاس..
حبيبة:"اكان يطاردك احدا؟ لم تلهث هكذا؟"
محمد:" كنت ...امارس... رياضة.. الجري"
حبيبة ساخرة:"يالك من رياضي!"
محمد:" تسخرين مني ، وانا لم ارك تفعلين اي شيء ذو اهمية غير مشاهدة التلفازعلي الاقل انا لدي ما يشغلني الرياضة...و لعلمك لقد قضيت امسيتي البارحة في الجيم"
حبيبة:" محمد انت لم تراني اصلا سوي يومين منذ ان انتقلت؛ امس و اول امس ، كيف تحكم علي شيء لم تراه"
محمد"الديك هواية اذن؟"
حبيبة:"اجل ..انا ادرس فن الكتابة...لدي فصل اليوم...كما اني احب ان اقراء"
كان ذلك بالنسبة لمحمد شيء عجيب ، فانطباعة الذي كونه عن المصريات جعله يتعجب من فتاة مصرية مهتمة بهواية غير فن الايقاع بعريس ولديها ثاقفة غير ثقافة صنية المكرونة بالبشاميل.
ان الاهتمام بشي هادف لهو امر رائع ولكن ان يقوم المرءبعمل الدراسات فيه ذلك اروع بكثير...ثم ان الكتابة بالذات لهي من اسمي الهويات خاصة لو الكاتب موهوب فهو كالرسام يرسم صورا خيالية وكالعازف يطرب الاذن بالكلمات المنسقة ذات الايقاع.
رغم ان محمد يبدو سطحيا ، محوره هو نفسه لا اهتمام له غير الفتيات... و اي نعم اخر صفتان قد تكونان صحيحتان الا انه ليس سطحيا...هو مثقف قراء عدد كبير جدا من الكتب منذ صغره ..كما عودته امه ...وله اراء في كل المجلات. فلذلك اثارت حبيبة اهتمامه ودهشته عندما اخبرته عن هوايتها. .. يعني حلوة وجدعة و كمان مثقفة؟!
فجأة احست حبيبة بغرابة الموقف بعد ان تسرب لها احساس محبب بالالفة نحو محمد وهم "مأنتخين " هكذا في غرفة المعيشة يتجاذابان اطراف الحديث...فقامت ولملمت خذائها ودخلت غرفتها... اما هو فقد اتاه اتصال من كارلا صديقته تدعوه للعشاء في منزلها ..فطلب منها ان تاتي هي فهو يفضل الا يخرج اليوم كما ان بيته خالي اليوم مساءاً.
****
حان موعد الفصل خرجت حبيبة متحمسة ماشية الي هناك تحمل في كتفها حقيبة اوراقها . وما ان خرجت من المنزل حتي اتت كارلا...كارلا كانت فاتنة! شقراء، جميلة، عودها فارع، تردتدي ما قل ودل. عندما رأت محمد صرخت كالاطفال في حماس:"موووووو" ثم امطرته بقبلاتها ...جلسا علي الكنبة واخبرته انها مشتاقة اليه...ثم ..ماحدث بعد ذلك مستنتج...
****
كان فصل الكتابة اليوم من امتع المرات التي حضرتها...لقد حصلت علي تقييم عالي...كما ان موضوع درس اليوم كان شيقا جدا بالنسبة لها...خرجت ككل فصل سعيدة منتشية...مشت علي مهلها الي البيت تستمتع بنسيم الليل البارد المنعش..ذكرها بمصر في الخريف قبل دخول الشتاء... .تذكرت امها، تذكرت جلستهم في تراس بيتهم الكبير(والذي باعه عمها سامحه لله) في تلك الامسيات تشربان الشاي المظبوط وتتحدثان في شتي المواضيع، كانت لتفخر بها جدا الان فهي رحمها الله كانت قارءة ممتازة ... كان ليعجبها ما تكتبه حبيبة، لكم اشتاقت لها... دمعت عيناها قليلا ولكنها مسحت الدموع وقررت.. احياءا لذكري امها ستشرب كوبا من الشاي المضبوط اياه في حديقة المنزل عندما تعود.
كانت ستائر المنزل مسدلة...عندما دخلت من باب الحديقة مما اضفي ظلام وكئابة علي الحديقة ، عجبت لذلك فهي اول مرة تراها هكذا. ما ان ما ان دلفت الي الداخل.. كادت تصرخ ذهولا...ولكنها وضعت يدها علي فمها وخرجت بسرعة بمنتهي الخفة مغلقة الباب خلفها برفق..."هل رأوني؟؟ لا اعتقد.. لم يبد عليهم انهم شعروا بشيء...لن ادخل الي هناك مرة اخري...اين اذهب الان؟...تيا ...سأوقظها... لا يهم، ولكنني لن اعود"...مشت في سرعة هذه المرة متجهة الي منزل تيا... حاولت اكثر من مرة طرد مشهد محمد و تلك الشقراء معا علي الكنبة ،لم تستطيع...كان تشعر بضيق شديد...
عندما طرقت باب تيا لم تصدق الاخري وهي تفتح الباب منزعجة وتنوي وهي شبه مغمضة ان تتعارك مع ذلك المزعج الذي يطرق بابها وهي نائمة... قفزت تيا فرحة وانقضت علي حبيبة لتحتضنها حضن قوي ثم ادخلتها متسائلة عن سبب الزيارة السعيدة في وقت كهذا... اخبرتها حبيبة ما رأت قائلة:"الا يعلم ذلك المستهتر اني سأعود؟...ماذا ظن؟ اني سأموت في الحصة؟!"
قالت لها تيا:"لربما لم يشعر بالوقت ... حسنا فلتنامي هنا الليلة ، فنحن لا نعلم كم سيستمر بقائها هناك"
حبيبة:" لكم كنت اتمني كوب الشاي في الحديقة..."
تيا :" اي كوب شاي؟!"
حبيبة ببؤس :" كنت سأصنع لنفسي كوب شاي لاشربه في الحديقة، كما كنت افعل مع امي قبل وفاتها"
تيا:" لدي الشاي ، ليس لدينا حديقة، انما الشباك يفي بالغرض...لنجد لكي ما ترتديه اولا يا فتاة.. لقد افتقدك حقا..هيا"
حبيبة:"وانا ايضا، ليس لي احد سواك ياتيا...انت الان بمثابة عائلتي"
ربتت تيا علي رأسها واحتضنتها.
كانت حنية تيا تفوق الوصف وخاصة مع حبيبة ، وبرغم من ان تيا اصغر من حبيبة بعام او اثنين الا ان تيا كانت تتصرف معها كامها... مما زاد تعلق حبيبة بها ومعزتها في قلبها
شربتا الشاي ، ثم سقطتا في النوما اثناء الحديث...
****
فجأة شعر محمد ان الوقت قد مر دون ان يشعر فدفع كارلا فجاءة قائلا في خضة :"حبيبة!"
ابتسمت كارلا وقالت"بل انت هو حبيبة"... لقد ظنت انه يقول لها "حبيبي" كما علمها بالمصري.
اوووف ...كان ذلك وشيكا لقد انقذه ظنها هذا من رد فعل عنيف جدا هو يعرفه واختبره قبل ذلك اكثر من مرة... فكارلا لا تفاهم لديها... مثال للمرأة الغيورة العصبية العنيفة كما قال الكتاب...
اقنعها انها يجب ان تنصرف لان صديق له سيأتي الان، ودعته وذهبت.
نظر الي الساعة وجدها الحادية عشر...اي فصل دراسي في الدنيا كان لينتهي الساعة التاسعة ... ثم ان حبيبة خرجت في السابعة تقريبا او قبلها قليلا...اي حصة تستمر كل هذا الوقت؟! تصور انها ربما تكون قد خرجت مع اي من اصدقائها .. فشعر بالخسارة لانه جعل كارلا تذهب من اجل عودة حبيبة و حبيبة لم تأت..لا كارا بقيت ولا حبيبة عادت...جلس في ملل يتابع فيلم في التلفاز. نظر في الساعة وجدها الثانية عشر وهي لم تعود، لم يكن من الطبيعي ان تستمر خروجتها مع اصداقئها اكثر من ذلك ، فلا يوجد اي مكان مفتوح الان سوي البارات، وايضا ليس من الطبيعي ان يذهب احد للتك البارات في وسط ايام الاسبوع... علي الاقل هو يعتقد انها ليست من طبيعة حبيبة...ثم انها تفضل النوم باكرا... لقد بداْ حقا يقلق عليها فهو يعلم انها تروح وتجيء مشيا علي الاقدام... ربما هاجمها احد افراد العصابات...او صدمتها سيارة، ولكن في هذه الحالة كان سيتلقي اتصالا من النجدة لان جواز سفرها وكل اوراقها الان مكتوب فيها انها زوجته...
سررت قشعريرة في جسده عنما رنت الكلمة في رأسه...زوجته!...لما هي زوجته لم تركها هكذا؟؟ لماذا لا يعلم اذن اين هي الي الان؟؟! لا يدري كيف يتصرف ...فزوجته قد تكون الان في مازق ما وهو جالس هنا لا يفعل شيئا...حسنا فليفكر...يتصل بتيا؟ لا.. تيا شخصية هستيرية وسيجن جنونها اذا كانت بالفعل لا تعرف مكانها... وستوتره و تصيبه بالجنون هو الاخر...سينتظر قليلا علها تاتي. الان الساعة الواحدة ولم تاتي! كان قد وصل قلقه الي درجة الجنون..رفع سماعة الهاتف واتصل بزين الذي كان نائما طبعا ..اخبره محمد ان حبيبة مفقودة كان يجب ان تعود منذ الساعة التاسعة ولكنها لم تظهر حتي الان...وهو لا يدري كيف يتصرف، صمت زين يفكر ثم قال:"انت مش إلتلا ما تجيب ايا (بوي فريند) تبعيتا عابيتك؟ اكيد هي راحتله وهتبيت عنده هونيك...يعني مافيها تكون بره بالشوارع كل هيدا الوقت اكيد باتية بشي مكان، واكيد هيدا المكان بيت صاحبها"
كاد محمد ان يصاب بذبحة صدرية وهو يستمع لكلام زين وانفجر فيه صارخا:"تبات عند مين يا ...... (لفظ بذيء)؟؟؟؟ مراتي انا..تبات عند واحد؟؟؟؟؟؟" واغلق الخط في وجه واضعا السماعة في عنف..وجلس علي الكرسي قلبة يدق بشدة...لم يدري ما هو الاحسن ان يعرف ان اصابها مكروها ام انها تمضي الليلة في بيت صاحبها... بحث عن رقم ما علي هاتفه المحمول واتصل به ظل يرن ويرن بلا اجابة ...اعاد المحاولة ثلاث مرات ..ثم فكر لمدة دقيقتان بعدهم خرج متوجها لمنزل تيا قائلا وهو يركب سيارته ، بصوت مسموع وكأنه فقد صوابة "يعني لازم ارحلك البيت.. ما تردي علي موبيلك انتي كمان!"
دلف بالسيارة الي موقف الانتظار اسفل العمارة التي تسكن بها تيا وصعد بالمصعد ثم وقف امام باب تيا تردد ولكنه طرقة ..ثم طرق ثانيا..لا رد فظل يطرق طويلا.. اخيرا فتحت تيا وهي في شبه غيبوبة وقالت بصوت مازال نائم وكأن محمد يزورها في الحلم:" هاي مو..اإنتهيت من الشقراء؟" تعجب كيف عرفت ثم وقرر سؤالها لاحقا...ما سأله كان:"هل لحبيبة صديق حميم؟"
ردت تيا من غيبوبتها :"لا..لمَ؟
محمد :"هي لم تعود منذ ان ذهبت لفصلها ، فظننت انها قد تكون لديها صديق وستمضي الليلة عنده...انا الان قلق جدا تري اين ذهبت؟؟"
ضحكت تيا بشدة كالسكاري مما استفز محمد وقالت :" الصديق الحميم الوحيد التي تمض هذه الليلة عنده هو انا ... و لمعلوماتك هي بالفعل عادت للمنزل ولكنك كنت مشغول جدا لتلاحظ عودتها، فقررت المبيت عندي الليلة "
محمد بلهفة:" اتعني انها بالداخل؟"
تيا : "اتريد ان تتأكد بنفسك؟!"
بداء يري محمد سخافة موقفه ... ويشعر بالاحراج الشديد قال لها في حرج شديد :" اشكرك يا تيا ..انا اسف حقا علي ازعاجك في مثل هذا الوقت...ولكني كنت قلق...اعني علي حبيبة...انا اسف بشدة...ساذهب انا الان...انا اسف مرة اخري..وداعا"
تيا وقد نامت غالبا وهو يتحدث :"الي اللقاء مو"
نزل في المصعد واتجه الي سيارته ناظرا في الارض من الاحراج ، رأي حذاءه، ود لو يخلعه ويضرب به نفسه...كان يشعر انه احمق.. كيف سمح لنفسه ان يذهب ليتا و يوقظها في تلك الساعة ليسألها ذلك السؤال السخيف؟؟ شعر انه اهبل واعبط حتي من طوني العبيط...لماذا لم يبداء مثلا بالاعتذار لها علي الازعاج ثم مجرد سؤالها ان كانت تعرف مكان حبيبة ...ولمَ اصلا يريد ان يعرف مكان حبيبة؟...الان تيا ستحكي لها وستلقي هي عليه مقالة من تسعة اعمدة عن حريتها الشخصية وتتطفله علي حياتها...ثم انه كيف ينسي نفسه مع كارلا كل هذا الوقت حتي تعود حبيبة وتراهم؟؟، تري ماذا رأت؟ اخفي وجهه بيده من كسفته من نفسه...ماذا ستظن به الان؟ نظر في الساعة وجد ان الوقت متـاخر جدا عن موعد نومه..ولديه عمل باكرا..كيف سيتيقظ؟ ... نظر حوله في ذلك الجراج الكبير، لايوجد احد غيره ،اسرع في خطاه نحو السيارة فقد يظهر له فرد من افراد العصابات الان ويسلبه كل ما يملك اذا لم يقتله. لم وضع نفسه في كل هذا العناء؟ حتي يطمأن عليها؟ وهي ولا علي بالها مخمودة في سابع نومة...
وصل المنزل في سلام.. ودخل فورا لينام...عادة بعد لقاءه باحدي صديقاته ..دائما يكمل اللقاء في الحلم...الا انه اليلة لم يحلم بكارلا بل كان حلمه بحبيبة، ولم يكن حلم من اياهم... بل رأها تقف تائهة في وسط حشد من الناس كبير جدا وهو يحاول الوصول اليها لينقذها... ينادي اسمها والناس تزداد من حولهم وتبعد المسافة بينهم ، يدفعهم ويحاول المرور من بينهم وكأنه يسبح عكس التيار... يقول لهم "ابتعدوا انها زوجتي!" والناس تزداد وتتكاثر وتضغط عليه ..وهو يقاوم ويقاوم الي ان وصل اليها امسكها...ضمها اليه ...لصقها في صدره حيث الامان .. باعدا عنها الناس... باعدا عنها كل ما يؤذيها ، وكل ما يخيفها..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
حبيبة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.