آخر 10 مشاركات
السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          130 - كلمة السر لا - روبين دونالد (الكاتـب : عنووود - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          روايات بتحبوها كثير وانامعاكم (((دليل الروايات حسب الاحداث))) (الكاتـب : fabiola - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
[/TABLE1]

[TABLE1="width:100%;background-color:black;border:5px solid white;"]
[/TABLE1]


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 31-12-13 الساعة 11:11 AM
قديم 26-12-13, 10:09 AM   #1

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 زهرة اخر العمر الكاتبة / night breeze / مكتمله


[TABLE1="width:100%;background-color:black;border:5px solid white;"]





الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم حبايبي نقدم لكم باقة جميله بمناسبة انتهاء السنه الميلاديه

زهرة اخر العمر بقلم / نسيم الليل او night breeze

اتمنى تعجبكم


قراءة ممتعة

اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-13, 10:25 AM   #2

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا جميعاً...عدنا لكم برواية جميلة أتمنى أن تنال اعجابكم...." زهرة آخر العمر"
سأقوم بوضع فصل كامل كل يوم أربعاء......وقتاً ممتعاً....
الفصل الأول
" الاسفنجة الصفراء"..


" اوه يوهان....لاتبدو بأنك تستمع بوقتك!! ألا يمكنك الاسترخاء قليلاً حبيبي!! انها فقط حفلة عيد ميلاد الاولاد!!!"
تململ يوهان في مكانه...وقال بابتسامة خفيفة:" انني مستمتع حقاً جيني...فلا تشغلي بالك...!"
" لقد سألني عنك مارك وليزا طوال الوقت...انهما لا يرانك كثيراً...ويريدان التأكد من وجود خالهما الوحيد الذان يحبانه كثيراً في عيد ميلادهما!! وها أنت تجلس هنا بكل هدوء...ربما تفكر في مرضاك..أو في مؤتمر قمت بحضوره..او ندوة تفكر في مناقشتها!!"

ضحك يوهان طويلاً...مما أسعد جيني..فهو قلما يفعل ذلك!!
" لا تكوني سخيفة يا حبيبتي!! أنا لا أفكر بأي شيء مما ذكرت..! فاطمئني..والان لم لم أر هذان المحتالان منذ قدومي..أين يختفيان؟؟"
ضحكت جيني....:" أنت لا تعرف! انهما متحمسان جداً...لبدء فقرة الاسفنجة الصفراء...!! وهم يبحثان عنها منذ الآن....!!"
بدت ملامح الدهشة على وجه يوهان...:" الاسفنجة الصفراء؟؟ هل هي فقرة تعليم غسل الصحون؟؟"
ضحكت جيني أكثر:" أوه يوهان!! ماذا أقول...؟؟ انها أكثر افلام الكرتون انتشاراً في البلاد...والاولاد يحبونها كثيراً...أوه أخي!! أنت لا تعيش أبداً في هذا العالم...!! لست أدري كيف ستتزوج ويكون لك أولاد!!"

تبدلت ملامح يوهان فجأة....:" لا تبدأي الآن جيني!!"
جلست جيني الى جانب يوهان..وكأنها لم تقتنع بتحذير يوهان:" حقاً يوهان؟؟متى سيكون ذلك اليوم؟؟لقد أصبحت الآن في السادسة والثلاثين..وليس لديك عائلة...!! أتظن بأن والدي كانا ليفرحان بما أنت عليه ؟؟؟"
أجاب يوهان بنفاذ صبر:" جيني..! لا تقحمي والدينا في هذا الامر...كما أتمنى أن تنهي هذه المناقشة التي لا فائدة منها!!"
أيضاً لم تقتنع جيني:" ولكن قل لي...ألم تعجبك كاثرين؟؟ تلك الصهباء الفاتنة....ألا ترى كيف تنظر اليك؟؟؟؟ لم لا تعطها فرصة...انها جذابة وجميلة وطيبة القلب.....ومعجبة بك!! "
قال يوهان وهو يهب واقفاً:" أتساءل أين ذهب هذان الولدان!! ربما سأبحث عنهما بنفسي!!"
نهضت جيني وقد أعلنت الاستسلام:" حسناً..حسناً! لقد فهمت!! لن أتدخل بعد اليوم..! هل أنت راض الآن!!"
ابتسم يوهان وهو يعانق شقيقته الصغرى:" نعم...أنا كذلك أيتها العزيزة!!"
ابتسمت جيني وهي تنظر الى عيني يوهان المليئة بالحنان...فهي كل ما لديه في هذه الحياة!! يوهان والذي هو طبيب في مستشفى البلدة....ولديه عيادة خاصة به في مكان مرموق جداً من المدينة!! حرص أن تكون حياته كلها للمرضى, ولعائلة أخته فقط! كان يشعر بانه المسؤول عن جيني بعد وفاة والديه, وحتى بعد زواجها...وعامل أبناءها كما لو كانوا أبناءه...فأحبوه كثيراً وتعلقوا به...لقد كان مثلهم وقدوتهم في هذه الدنيا...! ومع هذا...لم يكن يستطيع يوهان أن يزورهم كثيراً....فقط في المناسبات الخاصة بالعائلة...وذلك بسبب زيادة ضغط العمل مابين المستشفى والعيادة, ولما كان يوهان طبيباً ماهراً ومحترفاً...رفع ذلك من أعداد المرضى الوافدين على عيادته وعلى المستشفى التي يعمل فيها... مما زاد من شهرته في عالم الطب..وذاع صيته في عالم الاغنياء والمشهورين....علماً بأن عائلته لم تكن أقل غنى أو نفوذ!!!
ولما كان لا يجد وقتاً للمواعدة والحفلات والتقاء الفتيات...خاصة في بداية مشواره المهني..., اعتاد العيش وحده...بدون أنثى....باستثناء مدبرة منزله بالطبع...والتي كانت امرأة لطيفة كبيرة في السن...تذكره كثيراً بوالدته....!!!
وقد فطنت جيني الى هذا الامر وأدركت أن شقيقها تسرقه الايام....وأنه لا يبدو راغباً في تأسيس أي عائلة....لهذا كثيراً ما حاولت دفعه لملاقاة الفتيات أو لجمعه باحداهن في بيتها وكأنها صدفة لاعلاقة لها بها....لكن الامور كانت دائماً تنتهي بعكس ما تشتهي!!
فلم يتعد الامر في كل مرة العلاقة العابرة.....وبرضى من الطرفين...مما يزيد من نفور وغرور يوهان....ومن يأس وحزن جيني!!!

كان يوهان يجبر كل النساء على الالتفات اليه أينما ذهب أو تحرك....لقد كان ذو شخصية مدمرة...مغرورة...باردة....لا تعرف المجاملات وخاصة للجنس الآخر!! كان جذاباً الى أبعد حد....!!
وبينما كان يحتضن التوأمين ويقدم لهما هدية عيد ميلادهما...علا صوت في المايكروفون...يقوم بتقديم فقرة الاسفنجة الصفراء.....ففتح كل من التوأمين عينيه...واتجها بسرعة الى حيث العرض...وهما يشدان يوهان...كانت ليزا تشده من يده...بينما مارك كان يشده من بنطاله...!!!
دهش يوهان من انجذاب الطفلين...لا بل جميع الاطفال المتواجدين في هذا الحفل الى الاسفنجة الصفراء!!! فأصبح لديه الفضول..ليرى بنفسه هذه الاسفنجة..وسبب تعلق الاطفال بها...!!!

وبعد قليل...فتحت الستائر...لتظهر الاسفنجة الصفراء أخيراً...وهي تمسك بالميكروفون وتغني للأولاد, الذين بدأوا يغنون معها ويرقصون واياها...وهم غير مصدقين بأن الاسفنجة الصفراء تقف أمامهم...!!!
نظر يوهان بفضول.....!! أطال النظر.....! ثم...لم يستطع ازاحة عينيه عن تلك الاسفنجة...بل عن ذلك الوجه الرائع الذي يظهر من فتحة دائرية في منتصف الاسفنجة!!
كانت ملامحها بريئة وطفولية الى أبعد حد...لكنها آسرة!!!! كانت تتحرك بالاسفنجة الكبيرة الصفراء وتغني بسعادة ونشاط...خاصة حينما ترى انفعال واستجابة الاطفال معها....كانت تهز رأسها بشقاوة وروعة...مع كلمات أغنيتها....مما يجعل خصلات شعرها الملتفة تتهدل على وجهها وهي تتحرك وترقص مع الاطفال...

"يا الهي!!! " قال لنفسه...
بدأ يوهان يستيقظ من أحلام يقظته على هز جيني لكتفه...,
" ما...ماذا؟؟ ماذا بكي؟؟؟؟" وهو ما يزال ينظر الى تلك الاسفنجة.....

قالت جيني بحنق:" يوهان؟؟ ما بك كأنك لا تسمعني.!.! "
أخيراً نظر اليها يوهان وحاول تمالك نفسه:" ماذا جيني...؟؟كنت أتابع فقرة الاسفنجة الصفراء!! فلقد أصابني أطفالك بالفضول لمعرفة ما يجذبهم!!"
ابتسمت جيني:" وهل أعجبتك أنت أيضاً؟؟"
عاد يوهان لشروده:" أوه..نعم!! أعجبتني كثيراً!!!"
استغربت جيني وعادت لتهز يوهان:" يوهان!!! مابك؟؟ ومن هي هذه التي أعجبتك!!"
قال وكأنما أفاق من أحلامه....:" عن ماذا تتكلمين الآن؟؟من هي هذه التي أعجبتني؟؟"
قالت بدهشة:" أنت قلت ذلك!"
قال يوهان بنبرة عدم تصديق:" أنا؟؟"
" لم أعد أفهمك أبداً يوهان!! على كل لقد انتهت تلك الفقرة الساحرة منذ دقائق...والاولاد ينتظرونك حتى يقوموا باطفاء الشموع!!!"
" أوه!! حسناً...حسناً....( وهو ينظر ناحية الاسفنجة....لقد هربت اذاً!!)..هيا بنا ؟؟!"
وبينما هما يسيران......" هل أصبحت أعياد الميلاد هذه الايام...تقوم على مثل هذه الافكار؟؟؟اسفنجة ناطقة؟؟لا أصدق!!" وهو يتبسم بسخرية....
" آه!! لم تعجبك اذاً! حسناً لا تحاول قول ذلك أبداً أمام أطفالي!! (وهي تضحك)..أو أطفال أي كان!!"
" ولماذا؟"
" ألم ترى بأم عينك كم هي مهمة ومحبوبة لدى جميع أطفال الحي!!"
قال يوهان باستغراب:" الاسفنجة!!"
ضحكت جيني طويلاً:" حسناً هم يحبون الاسفنجة..لكنهم يعشقون من هي بداخل الاسفنجة!!"
أطرق يوهان قليلاً وحاول اظهار اللامبالاة...." من تقصدين؟!"
" آه أخي!! رينيه!!! ومن غيرها!!"

آه...رينيه!! ما أجمله من اسم...!! انه يناسبها حقاً!!
أردفت جيني :"انها فتاة رائعة ومثالية...الجميع يحبها هنا...وهي تحي تقريباً معظم حفلات أعياد الميلاد!!."
"هل تعجبكي الى هذه الدرجة؟!"
أجابت جيني باستهجان:" ومن يمكنه أن لا يفعل ذلك؟! "
تساءل يوهان في نفسه:" أجل! من يمكنه أن لا يفعل ذلك!!!"
عادت جيني لايقاظه :" هيا بنا لاطفاء الشموع!!"
تابع السير الى جانب شقيقته..لكنه عقله كان ما زال يعمل ويفكر بتلك الاسفنجة الساحرة!!!


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-13, 10:30 AM   #3

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني
" بدون مقدمات!!"

أسرعت لتختبئ داخل غرفة جانبية في الحديقة كانت قد أرشدتها اليها جيني, لتبدل ثيابها بعد أن ركضت لفترة طويلة حتى لا يلحق بها الأولاد!! وحمدت الله على انشغالهم بتلك الكعكة اللذيذة.....
" آه..يا الهي!! الجو خانق هنا!!!"
بدأت تشد السوستة لفك البذلة الضخمة والخروج منها, ولكنها ببساطة...عالقة!!
" أوه..كلا!! لا يمكن هذا أبداً!!"
وهي تعود لتحاول من جديد....لكن..لا جدوى!!

" كيف سأخرج الآن من هذه الاسفنجة العملاقة!!"

" هل بإمكاني المساعدة؟؟"
جفلت رينيه والتفت بسرعة....آه! انه هو!! نفس الرجل المدمر الذي كاد يفقدني اتزاني على منصة العرض! هو ذاته!! ذات العيون الحادة....وذات الوجه الصارم....والشفاه المثيرة!! أه...!!لم ألحظ تلك الخطوط القاسية على جبينه وفكيه..!!!
يا الهي!! لابد أنه رياضي؟؟؟ اممم...لاشك!! ان عضلات صدره وأكتافه تقول ذلك!!

رفعت رأسها لتنظر اليه..لقد كان أطول منها قليلاً؟؟بل أكثر بقليل...!!!
" لقد علقت!!" وهي تلاحظ طيف ابتسامة....
بدت ملامحه أكثر رقة...:" هل تسمحين لي؟!" وهو يلتفت خلفها..ليفحص الامر عن كثب...
كانت رينيه متوترة الى أبعد حد....لكنها سمحت له بالطبع..., وبدأ بسحب السوستة...قائلاً
" سيكون مصير هذه السوستة الخراب.....أرجو أنكي تعلمين ذلك!!"
" آه...لا يهم أبداً....أريد الخروج وحسب...فالحر شديد هنا!!!"
" حسناً!!" وبنزعة خفيفة من أصابعه القوية....كان قد انتهى الامر...وتحررت رينيه...
" بامكانك الخروج الآن!!"
صاحت رينيه من الفرح والارتياح....ثم سحبت نفسها تدريجياً الى الخارج...كانت ترتدي بزة سوداء اللون ملاصقة لجسمها حتى يمكنها الحركة بحرية داخل الاسفنجة الكبيرة....
" أشكرك سيدي...جزيل الشكر!!" قالت ذلك وهي تمد يدها لتصافحه.....
تفحصها للحظة,.... بدا له من الوهلة الأولى...بانها ربما ما زالت تلميذة في سن الخامسة عشرة...لكن قوامها كان جميلاً الى أبعد حد...كانت بيضاء البشرة...ذات شعرأسود قصير ملتف يصل الى أكتافها...وعينين زرقاويين شديدتا الصفاء....تنذران بشقاوة وشيطنة صاحبتهما.....
رفع يده مصافحاً اياها.....وهو يضغط على أصابعها الرقيقة:" لا شكر على واجب...!!"
ابتسمت الفتاة...:"أنا رينيه..."
نظر اليها يوهان بتفحص..ثم أردف قائلاً" تشرفنا!!"
ولما انتظرت بمافيه الكفاية ليعرف عن نفسه....ولم يفعل!! أصابها الحنق....فسحبت يدها من راحته سريعاً.....وهي تهم بالمغادرة......
" أشكرك مجدداً! أرجو المعذرة...!"
هز كتفيه بلا مبالاة....والتفت ليذهب......., لكن رينيه لايمكن أن تسكت عن هذا...كيف بامكان هذا الشخص التعامل معها بكل هذا الغرور!!!!
عادت فنقرت ظهره باصبعها ....فالتفت مستغرباً....وما ان رآها...حتى اتسعت عيناه من الدهشة.....
" نعم؟ "

كان الغضب قد أخذ منها كل مأخذ...فاندفعت قائلة:" ربما لا يتوجب علي أن أقول ما سأقوله...! (توقفت فجأة وكأنها تراجع نفسها...لكن لسانها اللعين عاد للثرثرة)...
لكنك أكثر شخص متعجرف ومغرور رأيته في حياتي!!!( ثم ابتسمت براحة) طاب يومك سيدي!!!"

وهي تعود لرفع حقيبتها وتلتفت لتمضي في طريقها......تاركة اياه شارداً...متأملاً ما قالته للتو.....!هذه الاسفنجة الجذابة..قالت له...مالم يقله أي انسان طيلة حياته....قالت رأيها ببساطة وغادرت!!!
لم يستطع يوهان منع نفسه من الابتسام.....انها تحيره....وتثير فضوله الى أبعد حد!!!! وربما...ربما هذه المرة..سيلحق فضوله!!!

أما رينيه فبدت مرتاحة جداً, وما ان وصلت المنزل...حتى قبلت والدها..وصعدت لترتاح في غرفتها..... خلعت ثيابها وأخذت حماماً منعشاً...وما ان ارتمت على سريرها الناعم....حتى رن جرس الهاتف.....لم تجب....بعد أكثر من ثلاث رنات متواصلة...أخيراً توقف....ابتسمت رينيه لأنها ستنام أخيراً.....ولكن؟؟
" رينيه!!!! مكالمة ضرورية لكي حبيبتي!!!" علا صوت والدها من الطابق السفلي.....
" أوه! لا!!"...نهضت من سريرها......" حسناً أبي....!"
وما ان رفعت السماعة...." رينيه أيتها اللئيمة!!!"
" آه....جولي!! كان علي أن أعرف أنه أنتي....فمن غيركي بامكانه التمثيل على أبي المسكين...." مكالمة ضرورية"!! أيتها الماكرة!!!"
ضحكت جولي من اعماقها...:" سامحيني حبيبتي....ولكن كان علي أن أكلمكي....أعرف بأنكي متعبة من حفلة عيد الميلاد.....بالمناسبة كيف كانت؟؟؟"
" لا تبدلي الموضوع....قولي ماذا تريدين بسرعة..فأنا متعبة وأريد ان ارتاح قليلاً!!"
" لقد دعاني جيك للخروج الليلة...!"
" هذا عظيم!"
" وسوف...يحضر معه صديقه...بيتر...وهو يريد أن يدعوكي...ما رأيك؟"
" جولي؟؟؟ أنتي تعرفين أنني لا أستطيع!!"
" ولكن رينيه....فكري في الامر...لا يعقل أن تكرسي نفسك فقط للعمل والاهتمام بوالدك!!"
" لست أفعل هذا! تتكلمين وكأنكي لا تعرفين شيء!!!"
" حبيبتي لقد تغير الآن....وهو يتمنى لو يعتذر لكي عما بدر منه آخر مرة....أرجوكي رينيه....دعينا نستمتع بوقتنا..لقد مضى زمن على هذه القصة وآن لكي أن تنسي!!!"
" جولي!! أنا أكره بيتر...ولست مستعدة للخروج معه من أجلكي أو من أجل أي كان...انه شخص حقير ولا أظنه قد تغير قيد أنملة!! لا تغضبي مني صديقتي....جيك شخص ممتاز...وهو ليس كصديقه أبداً....ثم انني متعبة جداً من حفلة اليوم....لقد كانت مرهقة للأعصاب!!"
استحوذ على صوت جولي الفضول:" لماذا؟؟هل حصل شيء..؟؟ ما عدتي تخبرينني شيئاً أيتها المحتالة!! أم لم نعد أصدقاء!!"
" كيف تقولين ذلك؟؟تعرفين بأنكي صديقتي المفضلة مع أنكي..مجنونة بعض الشيء!!"وهي تضحك....
"رينيه!!!!!" صرخت جولي بحنق.....
" حسناً..حسناً! كل ما في الامر....هو أنني رأيت في الحفلة رجلاً!!(وصمتت قليلاً..ثم أردفت) آه يا جولي من ذلك الرجل!!! انه غريب..جذاب..غامض وقاسي!!!....باختصار..انه الرجل..الذي قد لا تجدينه الا في صفحات المجلات!!!"
وقبل أن تكمل..." آه...أيتها اللعينة!!! اذاً هذا هو سبب رفضك لبيتر....حسناً أخبريني ماذا حصل بينكما...وكيف هو؟؟؟ما اسمه ....وماذا يعمل؟؟!""
رفعت رينيه يدها الى رأسها:" جولي...جولي!!! سأكلمكي لاحقاً!! حينما تذهب الحمى عنكي...حسناً!!"
" لا رينيه!! لا تغلقي...انتظري...انتظ.."
وكانت قد وضعت السماعة الى مكانها....وعادت للنوم على سريرها المريح....
لكن ذكرى ذلك الرجل عادت لتطاردها.....تأففت والتفتت للناحية الاخرى..., لكن طيفه لم يفارقها......أمسكت وسادة صغيرة ودفنت رأسها تحتها...لكن ذلك لم ينفع أيضاً!!
ألقت بالوسادة بعنف وهي تشعر بالغضب من نفسها.....

" ياله من مغرور!!! لم يكلف نفسه عناء أخباري اسمه....!! لقد أشعرني بأنني تافهة كما لو كنت ألقي بنفسي عليه!!...ربما هذا طبيعي!! فشخصية آسرة كشخصيته...لابد وأنها اعتادت ذلك من كل النساء...."
ألقت بنفسها على سريرها وقالت بأسى....
" ولكنني لم أقصد ذلك! كنت فقط أريد أن أشكره....!! آه....أيها المجهول!! لكم تفقدني صوابي"
غضبت من نفسها...لأنها تفكر فيه....وهو بالتأكيد لا يذكرها حتى....أمسكت بغطاء سريرها ورفعته حتى غطت رأسها بأكمله.......


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-13, 10:35 AM   #4

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباحكم ورد وفل.....عدنالكم بفصول جديدة...أتمنى ان تستمتعوا...^_*
الفصل الثالث
" صدفة!"

رفع رأسه عن وسادته وهو يسب ويشتم..., من الذي يوقظه في هذه الساعة المتأخرة! كان قد جافاه النوم لهذه الليلة بسبب تلك الاسفنجة المزعجة...!!!!
فرك شعره بعصبيه..وأجاب على الهاتف متأففاً.....: " نعم!"

" دكتور يوهان؟"
" نعم؟"
" دكتور من فضلك...هناك حالة مستعجلة في الطوارئ!!"
" حسناً..حسناً....ومانوع الحالة؟؟!"
" انه مريض في الخامسة والستين, يعاني ذبحة صدرية حادة..!! أنا آسفة دكتور...ولكنك قلت؟؟"
قال مقاطعاً:" لا تعتذري...أنا قادم حالاً!!"
نهض بسرعة, وبلمح البصر كان في طريقه الى المستشفى....., وماهي الا لحظات حتى كان في يمشي في الرواق المؤدي الى غرفة العناية الحثيثة....وما ان لمحه الطبيب المقيم حتى سارع للانضمام اليه....
" أشكرك دكتور يوهان على حضورك!!"
" أخبرني كيف حال المريض!!"
" آه..ليست جيدة أبداً! ان قلبه متعب....!ولم نستطع أخذ الكثير من المعلومات عنه!!"
"ولماذا؟ ألا يوجد من يرافقه!!"
" لا يوجد الا ابنته!!"
" حسناً؟؟؟وماذا تنتظرون!!"
" انها منهارة تماماً.....يخيل الي بأنها ستلحق بأبيها في أي لحظة....حالتها يرثى لها!! مسكينة...تبدو فتاة صغيرة!!!"
" لم أطلب منك تقريراً عن حالتها النفسية....بل عن والدها!! أين هي؟؟ سأكلمها!!"
" انها ملتصقة بزجاج الغرفة...وكأنها تخاف أن تفارق والدها عينيها..!!"
نظر الدكتور يوهان الى الطبيب الاشقر...., ما زال عوده طرياً ومتأثراً بكل ما يجري حوله...لا بد أن هذه الفتاة قد أثرت فيه فعلاً!!
لكن ما ان وصل الى الغرفة...حتى استطاع أن يفهم السبب الذي منع الطبيب الشاب من انهاء عمله....مع ابنة المريض! انها تلك الاسفنجة الجذابة التي لم تفارق أحلامه لهذه الليلة...وكما استحوذت على عقله في دقائق وهو الطبيب المخضرم الذي لا تهز أجمل أنثى شعره منه!...فلن يكون صعباً عليها فعل ذلك مع هذا الأشقر الهش!!!
صاح الطبيب الشاب:" ها هي!!"
التفتت رينيه...ومع أنها دهشت لرؤية هذا الوجه...في هذا المكان بالذات...الا أنها لم تكن في حالة تسمح لها بالتفكير...فنظرت الى يوهان ودموعها تهطل يغزارة على وجهها.....
أحس يوهان بوجع في صدر...! لا يمكنه رؤيتها هكذا حزينة!!

تقدم منها ومد يده مصافحاً:" أنا الطبيب المسؤول هنا...دكتور يوهان كيلمر!!"
صافحته وهي تقول على عجل:" اذاً أنت من ستشرف على علاج أبي؟"
هز رأسه بالايجاب.....قائلا:" لا تخافي! سنفعل كل ما بوسعنا!!"
لم تفهم معنى جملته...." كل ما بوسعنا؟؟؟" هل يعني ذلك بأن والدها على حافة الموت...
وقبل أن تفهم منه...كان قد دخل الى غرفة والدها...وانخرط في العمل مع الاطباء والممرضين.........
عادت تراقب بصمت ودموعها تنساب أكثر..وشفتاها تلهج بالدعاء...., أحست بيد تربت على كتفها....., لم يكن ذلك الا الطبيب الشاب.....

" لا تقلقي....سيكون بخير!! أنا متأكد من ذلك!!!"
ابتسمت له بامتنان....ثم عادت تراقب ذلك المجهول....وهو يعمل بهدوء وثقة لم ترها في أحد غيره!!
وبعد مضي ساعتين......خرج الدكتور يوهان....وقد بدت آثار التعب واضحة على وجهه...عاجلته رينيه بالسؤال
:" كيف حاله الآن يا دكتور..؟؟هل هو بخير؟؟"
رفع يوهان عينيه اليها...وقال بحنان:" اطمئني!!"
لكنها لم تطمئن:" اذاً هل سيعيش!؟؟قل لي...لا تخفي عني شيء!!" والدموع تنساب من عينيها......
بحث في جيبه عن منديل وناولها اياه....قائلاً:" وضعه مستقر الآن....ولنأمل أن لا يصاب بنوبة أخرى.!.لكن قلبه متعب كما تعلمين!!"

" ماذا؟؟متع...متع..." وشحبت فجأة....وبدأت تترنح...لكنه أمسكها وأسندها الى صدره...
" آنسة ثومسون؟؟؟ هل أنتي بخير!!!"
رفعت رأسها ونظرت اليه باعياء....:" أنا؟؟ أنا لم أكن أعرف!! لم يخبرني...!ولكن لماذا؟؟ أوه أبي....!!"
وانخرطت في بكاء مرير, رق قلبه لحالها....فأمسكها وسار بها الى مكتبه...فتح الباب...وأجلسها على الكرسي...ومن ثم جلس قبالتها......
" هل أنتي بخير؟؟؟ أتشعرين بدوار؟؟"
" لا ...لا أنا بخير...! ولكنني كنت أفكر ...كم كنت أنانية...ولم أدرك حتى مرض أبي!!"
ثم عادت للبكاء من جديد.....تناول منديلاً وقدمه لها...قائلاً: " هل يمكنكي التوقف عن البكاء للحظة؟ فعلينا أن نتحدث...قد يفيدنا ذلك في علاج والدك؟"
مسحت رينيه دموعها بسرعة وهي تبتلع غصتها...ثم نظرت اليه......تنتظر سؤاله.
اعتدل في جلسته..:" هذا أفضل! أتعنين بأن والدكي لم يطلعكي على مرضه أبداً!!"
أجابت رينيه بالنفي....عاد للسؤال:" ألم تلاحظي عليه أي أعراض ..؟؟أعني...هل كان يشعر بالتعب حينما يقوم بأنشطة معينة...؟؟"
أجابت وهي تهز رأسها بالنفي ودموعها تنساب بغزارة:" أنا....؟لا أدري...! لست أذكر..آه..يا الهي!! كم كنت أنانية!!كيف لم ألحظ ذلك!! كيف؟؟"
" أرجوك أن تهدأي!! يبدو أن والدكي قد أخفى عنكي الامر ليجنبكي الالم والعذاب....انه رجل عظيم!! ولكن لا تقسي على نفسك....لقد فعل ما ظن أنه يصب في مصلحتكي!!"
ثارت رينيه وزاد حنقها من والدها الذي آثر اخفاء أمر مرضه الشديد عنها....ولما لم تكن تستطيع ان تثور في وجهه.....توجهت الى اول شخص في وجهها....ألا وهو يوهان....
" يصب في مصلحتي؟؟؟ هل يصب في مصلحتي أن لا أعلم شيئاً عن حالته؟؟؟كنت ربما أفدتكم بشيء...أي شيء....ولكنني لا أعرف شيئاً!!! لا أعرف شيئاً عن مرض أبي الخطير!!!"
قال يوهان بهدوء:" اهدأي من فضلك....!"
زادت من صراخها:" وأنت أيها المتعجرف لا تطلب مني أن أهدأ!!! أنت بالذات لا يمكنك ذلك!! فأنت رجل...واثق من نفسك ومغرور تكتفي بوحدتك...ولاتحتاج لأحد...لأنك أفضل من جميع الناس....أليس كذلك؟؟ أما أنا؟؟؟( وعادت للبكاء..) أنا أحتاجه...أحتاج أبي....لم يعد لي غيره في هذه الدنيا...انه كل مافي حياتي!! ( عادت نبرة الصراخ) وهل كان يظن أن موته سيصب في مصلحتي؟ ربما...ربما كان يريد ان يرتاح من مسؤوليتي....ربما كنت أتعبه؟؟ ( وكأنها تحدث نفسها) أجل لقد كنت فتاة شقية على الدوام...., ربما أكون أنا سبب ما هو فيه!! آه يا الهي!!"
وهي تدفن وجهها بين يديها وتجهش بالبكاء.......

نهض يوهان من مكانه واقترب منها....كان يريد أن يخفف عنها..فهي تقسو على نفسها كثيراً هذه الطفلة البلهاء.....لابد أن أباها أخفى عنها مرضه...لأنه لم يشأ أن يرى التعاسة والحزن يغزوان قلبها البريء!! فها هو لم يعرفها الا منذ بضع ساعات...ولا يستطيع تحمل رؤيتها بهذا الحزن,,,وكل هذه الدموع!!! انها لم تخلق لتحزن...!هذه الفتاة الشقية.. لم تخلق الا لتفرح وتضحك!!
كان يوهان يريد أن يرفع يديها عن وجهها ليمسح دموعها..لكنها دفعت بنفسها اليه..ملقية رأسها على صدره...ومتمسكة بخصره بقوة.....! كانت ما تزال تجهش بالبكاء......
ارتبك يوهان من تصرف رينيه...."هذه الطفلة المجنونة!! ما آخر تصرفاتها العفوية هذه!!!" قال لنفسه, ..لكنه لم يستطع أن يلف ذراعيه حولها..لقد كان كالصنم....يقف بلا حراك...وقد ضاع نفسه....وجف حلقه....ماذا تفعل له هذه الفتاة؟؟؟ كيف تبدل حاله بهذا الشكل المخيف!!!
بلع ريقه بصعوبة....وهو يسحبها من صدره....قائلاً بجمود

" آنسة ثومسون!! اهدأي من فضلك....ولا داعي للانفعال!!"
أوه أيها الغبي!! لم لا تقول ذلك لنفسك!! لو كانت رينيه مدركة قليلاً لما يحدث حولها, لكشفت تصرفاتك منذ اللحظة الاولى!!
مسحت رينيه دموعها وقالت بحزن:" أنا آسفة دكتور يوهان!! لا بد أنني قد تجاوزت الحدود معك!!فأنت لست مضطراً لسماع كل ذلك مني!!"
تنفس يوهان الصعداء, فهي لم تكن تقصد عناقه....بل الانفجار العارم للكلمات وسخطها الواضح لعدم معرفتها بمرض والدها......
عاد للجلوس الى مكتبه.....:" لا تهتمي لذلك!! يحدث هذا معظم الوقت!!"

نظرت اليه نظرة ذات مغزى...ثم عادت لتقول وهي تتأهب للخروج:" سوف أذهب لأرى أبي...أشكرك مرة ثانية!!"
قال بتوتر:" لاداعي لأن تشكريني...فهذا عملي!"
نظرت اليه رينيه...وقبل أن تخرج عادت لتلتفت اليه...وهي تقول بحرج:" أنا..آسفة بشأن ما قلته...أعني بأنني لا أعرفك حتى أطلق عليك الاحكام المسبقة...أرجوك اعذرني! ليست تلك عادتي!!"
" أفهم ذلك!"
" حسناً! سأذهب الان...عن اذنك!"
.ثم خرجت بهدوء..وأغلقت الباب.....
وما ان فعلت...حتى ضرب يوهان المكتب بقبضة يده...بعصبية ظاهرة....وهولا يدري ما سبب ذلك.......

كانت رينيه تجلس بالقرب من والدها...وهي ممسكة يده..وتحدق فيه غير مصدقة لكل ما حدث!! والدها مريض جداً وقلبه متعب....وهل يعني هذا بأنه لن يعيش طويلاً؟؟!!
" أوه!! أبي!!" همست بصوت باكي......
لكنها أحست بضغط أصابع والدها..., رفعت عينيها الباكيتين اليه...فوجدت أنه استيقظ أخيراً وينظر اليها والتعب واضح على ملامح وجهه....
" صغيرتي رينيه..." قال بصوت ضعيف لا يكاد يسمع....
ابتسمت رينيه رغماً عنها والدموع ما تزال عالقة على جفونها....
" مرحباً أيها الرجل الوسيم!! كيف حالك الآن؟"
ابتسم والدها بضعف..:" أنا بخير حبيبتي....لا تقلقي علي!!"
" أنا متأكدة من هذا!! أنت فقط تحتاج الى بعض الدلال!!"
" رينيه يا صغيرتي.....سامحيني!!"
تمالكت رينيه دموعها..." أرجوك أبي أن لا تتكلم....فالكلام يتعبك!!"
" ليس قبل أن تسامحيني!! أعرف....بأنهم قد أخبروكي!!"
" أبي!! (وكأنها كانت تهم بقول شيء..لكنها عدلت عن ذلك في اللحظة الاخيرة..)...أرجوك أن ترتاح الآن....سنتحدث عن كل ذلك فيما بعد..., اتفقنا!"
وهي تلمس وجهه بيدها الناعمه..." اتفقنا!"
" حسناً..سأذهب الآن لأرى الطبيب ..فلربما ظهرت نتائج الفحوصات...نم الآن وسأراك في الصباح...!"
وهي تقبل جبينه وتهم بالمغادرة....., لكنها توقفت فجأة...وقالت له:" وأنا أسامحك!"
ابتسم والدها براحة...ومن ثم أغمض عينيه وكأنه كان ينتظر كلمتها تلك حتى ينام قرير العين..مرتاح البال....
نظرت اليه مرة أخيرة....ثم خرجت وأقفلت الباب بهدوء.....
لم تكن ستذهب لمعرفة نتائج الفحوصات كما ادعت أمام والدها, فهي تعرف نتائج الفحوصات جيداً...لكنها كانت تبحث عن حجة لكي تخرج من الغرفة....!! لم تستطع احتمال منظر والدها بهذا الشكل....لقد شعرت للحظة بأنها ستنهار......
عادت للنظر اليه من الزجاج...., لكنها أحست بتعب وضعف شديدين يغزوان جسدها....فركت صدغيها قليلاً...ثم اتجهت الى ماكينة صنع القهوة...فهي الحل الوحيد للصداع والاجهاد الذين تعانيهما.....

وبينما هي كذلك...أحست بطيف شخص يقف الى جانبها...., ولم يطل صمته.....
" هل أنتي بخير؟؟"
نظرت الى مصدر الصوت....., ثم أجابت بتعب وهي تسحب الكوب وترفعه الى فمها لترشف منه رشفة....:" أجل...أشكرك!!"
" أنتي بحاجة الى الراحة....!"
ابتسمت وهي تمشي الى جانبه..:" هذا يعني بأن مظهري مزري الى درجة كبيرة...أشكرك!!"
ابتسم رغماً عنه..فروح الدعابة لا تفارق هذه الصغيرة مهما أثقلت الاحزان كتفيها....
" هل من جديد؟؟؟" تساءلت بيأس....
هز رأسه بالنفي....., وحين وصلا باب غرفته...وبينما هما يحدقان فيه بصمت عبر الزجاج.......
" تبدين متعبة جداً...أقترح أن ترتاحي قليلاً!"

" لا أنا بخير!!" وهي ترشف أخر قطرة من قهوتها....ومن ثم تلقيها في سلة المهملات...
" لستي بخير...ولا تجادليني!! "
قالت وهي تفرك عينيها....:" لن أترك أبي وحده!!"
عاد للابتسام....فمنظرها كان يشبه طفلة صغيرة تأخرت عن موعد نومها.....
" لا لن تتركيه!! تعالي معي!"
" الى أين؟"
ولكنه لم يجب...بل سحبها من ذراعها...حتى وصل غرفة مكتبه....فتح الباب وطلب منها الدخول.....
" يمكنكي الراحة هنا!! فسأكون مشغولاً مع المرضى لبعض الوقت!!"

أحست رينيه بالحرج...لكنها متعبة جداً...بل هي تحس نفسها ستسقط مغشياً عليها....فقبلت اقتراحه على مضض....وهي تشكره باحراج....
ومما سهل عليها الامر بأنه لم ينتظر ليعرف رأيها..بل دفعها الى الداخل مغلقاً الباب خلفها...ثم اتجه الى مرضاه...

كان يهيم على وجه في ارجاء المستشفى...لم يكن لديه أي مرضى ليشرف عليهم, لقد أنهى عمله منذ فترة...لكنه أراد أن يظل الى جانبها من دون أن يشعرها بذلك...!!
حاول أن يشغل نفسه بأعمال ومهام لم تكن على قائمة أعمال هذا الاسبوع, لكنه أعلن استسلامه بعد مرور ساعة واحدة...فأطرق عائداً الى مكتبه..وقد أعياه التعب والاجهاد...كانت ليلة لا مثيل لها!!
فتح باب المكتب بحذر...خشية ايقاظ رينيه!! لكنها كانت في سبات عميق....دخل على مهل ثم أغلق الباب....وقف أمامها...يحدق بصمت....فيه هموم وتعب العالم كله....ومع هذا..لا يستطيع الا أن يقف مشدوهاً أمام تلك اللوحة الرائعة.....
كانت رينيه متكورة في أحد الكراسي....وهي تضع يديها تحت رأسها وتنام بطمئنينة وسلام!!

" لن أسامح نفسي ان أيقظتها!!"
ومع هذا اقترب منها وحملها بهدوء...فدفعت بذراعيها متشبثة بعنقه...ومسندة رأسها على كتفه...وهي تتمتم بصوت منخفض..:" أبي!!"
بدا له الامر كالحلم....فهاهو يضمها الى صدره...ويحس بأنفاسها الدافئة على عنقه...., أراد التخلص على الفور من هذا الاحساس الخطير......فحملها ومن ثم وضعها على سرير الفحص..راقبها للحظات وهي تنام بطمأنينة!! كان ينظر الى أصابعه التي امتدت رغماً عنه..وكأنها تخص شخصاً آخر....وقبل أن تلمس وجنتها الناعمة بلحظة...استدرك نفسه وسحبها سريعاً....!.أسدل عليها الستارة ليعطيها الخصوصية....ومن ثم اتجه الى مكتبه وجلس براحة...كان ينظر الى سقف الغرفة...لكن عينيه تحولتا تدريجياً الى تلك الزاوية التي تنام فيها رينيه...أحس بجفونه ثقيلة...وشيئاً فشيئاً...راح في نوم عميق.....


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-13, 10:39 AM   #5

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباح الخير للجميع....
كيفكم يا حلوين؟؟؟؟عدنا بفصل أخر..أتمنى ان ينال اعجابكم..لا تبخلوا علينا بالردود!!^^

صلوا على رسول الله..........
بسم الله نبدأ

الفصل الرابع
" من جديد!!"

فتحت رينيه عينيها وهي تحس بألم شديد في رأسها, لكن ما ان نظرت الى سقف الغرفة..حتى عرفت بأنها ليست في غرفتها......., فنهضت على عجل...آه...ماهذه الستارة..أين أنا؟؟
انتعلت حذائها سريعاً ونهضت من مكانها..., فتحت الستارة بهدوء...لتجد أمامها يوهان وقد أسند رأسه الى الخلف وهو مستغرق في نوم عميق..., ابتسمت واقتربت منه قليلاً...أحنت رأسها الى الجنب وهي تتأمل ملامح وجهه القاسية....المتعبة!! كم تود لو أنها تتحسسها..., ومع أن الفكرة قد أجفلتها..الا أنها لم تمنعها عن ذلك....فامتدت أصابعها الرقيقة لتلمس خطوط التعب التي حفرت عميقاً على جانبي وجهه....وما ان فعلت ذلك..حتى رمش يوهان بعينيه قليلاً...فأبعدت أصابعها وقلبها يخفق بشدة....لكنها هدأت قليلاً...حينما أشاح وجهه الى الناحية الاخرى...وبدا وكأنه قد استغرق في النوم مجدداً...
فتنفست الصعداء....

التفتت لتخرج..ولكنها أحست بيد قوية تمسك معصمها....فذعرت وهي تعاود الالتفات...لتفاجئ بأن طبيبها المغرور يحدق بهابسخرية...وهو مايزال ممسكاً معصمها...
"أنا؟؟أنا؟؟....هل أيقظتك؟؟؟" تساءلت بتوتر وارتباك شديدين......
اعتدل في جلسته وهو يترك يدها....مما أزعجها...., وقال وهو يبعثر خصلات شعره الكثيفة...
" لا...لم أكن نائماً تماماً!! " ثم أردف وهو يعاود النظر اليها..:" هل نمتي جيداً؟؟"
" آه..أجل! أشكرك....لا أدري ما كان ليحصل لي لولا هذه الساعات القليلة التي نمتها!! أنت بطلي!!"
دفعته مرة أخرى للابتسام ......" أمازلتي تعيشين في عالم الابطال أيتها الصغيرة!!"
ومع أنها أحست بنبرة التكهم في صوته الا أنها رفضت أن تجعله ينجح في ذلك...فعادت للقول باسمة....
" ولم لا؟؟؟ فالابطال موجودون في كل مكان....وأنا حقاً أظنك أحدهم!!"
قال وهو ينهض...وقد بدا الحنق في صوته:" لست بطلاً أبداً....ما أنا الا مجرد طبيب...!! هيا الآن لنرى والدك!!"
قال ذلك وهو يشير لها بيده..., لم تدر لماذا هو متجهم ومكتئب هكذا؟؟ولماذا أغضبه أن يكون بطلها؟؟!! لقد كان مجرد تعبير منها...ولكنه أثر فيه بصورة سلبية بدرجة كبيرة كما هو واضح....ولكن لماذا؟؟؟
حملت حقيبتها وهي تدخل رأسها في حزامها بدون اكتراث....ثم فتحت الباب وخرجت...ولم تلحظ بان الطبيب يوهان قد أصبح بجانبها.....! وما ان وصلا غرفة والدها...حتى وجداه ما يزال نائماً....., فبدأ الدكتور يوهان بفحصه, وألقى نظرة على سجل المتابعة الخاص به....ثم توجه الى رينيه قائلاً
:" حالته ما تزال مستقرة..وهذا شيء حسن.., وان استمرت حالته على هذا المنوال...ربما يستطيع الخروج غداً أو بعد غد....على كل حال هذا سابق لأوانه...لننتظر ونرى..."
بدت الراحة على وجه رينيه...فابتسمت بسعادة..., مما أذاب كل الجليد في قلب يوهان, هي لا تعرف ماذا تفعل به ابتسامتها الرائعة! وهي لن تعرف أبداً..لأنه لا ينوي الافصاح عن اي شيء لها....! تباً....فهي تكاد تكون في عمر ابنته!!!
نفض عن رأسه هذه الافكار...., واعتذر منها لينصرف الى بيته...وهو يحث الخطى...حتى لا يضطر لملاقاتها أو لسماع صوتها!! وكلما أسرع مشيه ومغادرته للمستشفى كلما أسرع في اخراجها من حياته!!
لكن الطبيب الشاب المقيم استوقفه ليسأله عن بعض الملاحظات...ومع أنه استاء كثيراً لهذا , الا أنه لم يستطع رفض طلب هذا الطبيب المستجد...وماهي الا دقائق حتى انساق في الحديث الطبي عن حالات المرضى...واضعاً رينيه خلف ظهره!!
" أوه...أشكرك دكتور يوهان جزيل الشكر...وأنا آسف حقاً على تأخيرك!! لكنني كنت قد بدأت أجن مع هذا المريض....ولكنك حقاً أسعفتني....أنت حقاً بطلي!!"
بطلي؟؟ لماذا تتكرر هذه الكلمة على مسامعه كثيراً هذا اليوم؟ آه..رينيه!! عليه أن يسرع الآن...فاعتذر بسرعة من الطبيب الشاب...
" لا عليك...أراك لاحقاً!" وهو يدخل مسرعاً المصعد الكهربائي حتى ينزل الى المرآب...., لكن؟؟ ما ان انطلق بسيارته خارج المرآب...الا ولمحها هناك!! كان صوت في عقله يصرخ به " أكمل سيرك..ولاتلتفت للوراء...!!" عاود النظر اليها..كانت تركل عجل سيارتها بنفاذ صبر..
"آه..... تباً!...." قال ذلك متأففاً وهو يعود أدراجه اليها...., كانت قد فقدت الامل من سيارتها ذات الاطار المثقوب...
" تباً لكي أيتها الخردة!!!"
ثم اتجهت الى الرصيف لتوقف تاكسي..., لكنها فوجئت بسيارة سوداء رائعة تقف أمامها هي بالذات...
ومع أنها استغربت ذلك..الا أنها لم تكلف نفسها عناء النظر الى سائقها...فأشاحت بوجهها الى يمينها منتظرة ظهور تاكسي....

" آنسة ثومسون؟"
حسناً, لا يوجد الا شخص واحد يناديها بهذا الاسم وبهذه النبرة...نظرت بسرعة اليه...استغربت, ومع ذلك اقتربت من النافذة...
" أهلاً !!"
قال بجمود..:" اركبي...سأوصلكي!!"
لم تستطع اخفاء انزعاجها من الضيق الواضح في وجهه, فاعتذرت بأدب ..لكنه أصر على ذلك...بل انه قد هدد بحملها ووضعها عنوة في السيارة....
ضحكت من الفكرة..., " لا أظنك تفعل هذا!"

قال وقد بدأ يتحسن مزاجه:" أنتي لا تعرفينني بعد ياصغيرتي!!"
ضحكت رينيه..." حسناً..حسناً!! لاداع لذلك!!" قالت ذلك وهي تركب السيارة الى جانبه..., ومن ثم انطلق يوهان......
" أشكرك على تكبدك كل هذا العناء من أجلي...! فلم أكن سوا مصدر للازعاج لك منذ الامس!!!"
ظلت ملامح وجهه بنفس القساوة, ولكنه قال بتهذيب:" هذا واجبي آنسة ثومسون, وتأكدي بأن أي شخص آخر في مكاني, كان لفعل الشيء ذاته!!"
أصابها الحنق من كلماته القاسية, فآثرت السكوت....حتى تصل.....
" أليس هناك عنوان محدد؟؟ ...حيث تذهبين؟"
" أوه...آسفة!! لقد نسيت..." وقد أخذ منها الحرج كل مأخذ....فنظرت اليه...كان ينظر اليها ويبتسم بهدوء....ابتسمت هي الاخرى.....وأعطته العنوان.....
" أنتي تعيشين وحدك؟"
ابتسمت فهاهو أخيراً مهتم بالحديث معها..أو هكذا يبدو....:" أعيش مع أبي!! ليس لدي اخوة أو اخوات...."
" و...أمك؟"
" لقد توفيت وهي تقوم بانجابي!!"

" آه..أنا آسف حقاً!"
" لا تأسف!! فقد حدث ذلك منذ زمن بعيد!!"
" وماذا تفعلين في حياتك ....طبعاً الى جانب انتحالكي لشخصية الاسفنجة الصفراء!!" وهو يبتسم....
فابتسمت هي بدورها ثم قالت:" واذا قلت لك بأن انتحالي لشخصية الاسفنجة الصفراء كما تقول....هو كل ما افعله في حياتي فماذا سيكون رأيك؟"
قال باندهاش:" اذاً لابد أن ذلك....يعيد عليكي دخلاً جيداً!"
قالت بدون اكتراث:" ليس دائماً...ولكن هذا ما أحب عمله!!"
" أليست لديكي أحلام؟؟؟"
عادت للابتسام ثم قالت:" ومن منا ليس لديه أحلام!! ربما...أنت!"
قال بمكر:" ولم تظنين ذلك؟"
" أراهن بأنك قد حققت كل ما تريده...تبدو لي.....؟؟؟" ثم سكتت فجأة وكأنها استدركت نفسها....لكنه لم يتركها....
" كنتي تقولين؟؟؟ بأنني أبدو لكي؟؟؟؟؟"
قالت بارتباك والحمرة تعلو خدها:" حسناً....لا أظن بأن رجلاً مثلك.....قد يحتاج للأحلام...فأنت تبدو لي....كاملاً ...لا ينقصك شيء!!"
نظر اليها بدهشة...وكانت عيناه تومضان بشيء غريب...مما جعل رينيه تلعن نفسها على غبائها...واندفاعها لكنها عالجت الامر بحكمة
:" يبدو أن ذلك أرضى غرورك!!! أظن بأنه ينقصك القليل من التواضع!! "
" أترينني متكبراً؟؟؟؟؟صحيح...لقد سبق وقلتي لي ذلك....في حفلة التوأمين...ماذا كانت كلماتك بالضبط؟؟؟( هنا أصابها الاحراج والارتباك....)..آه أجل...أكبر متعجرف ومغرور رأيته في حياتي!! أليس كذلك؟!!!"
قالت في محاولة منها لتغيير الموضوع:" من أين تعرف السيد والسيدة بالتيمور؟؟؟"
" السيدة بالتيمور...تكون شقيقتي!!"
فتحت رينيه عينيها على اتساعهما وقالت بدهشة:" هذا لا يمكن!!!"
" وماهو الذي لا يمكن؟؟؟"
هاقد تورطت من جديد.....ألا يمكنها ابتلاع لسانها قليلاً...قليلاً فقط..حتى تحمي ماتبقى من ماء وجهها!!!
قالت بحرج:" كنت أعني بأنك لا تشبه السيدة جيني!!.."
ابتسم وقال بسخرية:" آه..الآن فهمت!! أنتي لاتقصدين بكلامك التشابه الخارجي وحسب!!....بل انتي تلمحين الى مدى تنافر شخصياتنا.....فجيني لطيفة..ورقيقة...ومحبوبة!! وأما أنا..؟؟ فلنسمع رأيكي ثانية؟؟"
ارتبكت أشد الارتباك..:" أنا آسفة..لم أقصد ذلك أبداً!"
قال بمكروفي عينيه وميض التسلية....خاصة حينما رأى الحمرة تعلو خديها..:" بل قصدتي ذلك بالضبط...لا تكوني جبانة الآن!! فشجاعتك اللامتناهية هي أول من أثار اهتمامي!!"
قالت وهي تنظر الى يديها المتكورتين في حضنها...وهي تحاول تجنب النظر الى عينيه:" أنا لست جبانة!!أنا فقط أحب مراعاة شعور الاخرين!!!"
" يالكي من ملاك صغير رقيق!!" قال بتهكم.....الا أنه كان يعني ذلك فعلاً.....
فقالت بتوتر:" هل يمكننا أن نغير الموضوع..من فضلك!!"
قال بابتسامة وهو يحاول منع نفسه من الانفجار ضحكاً:" كما تريدين...."
لكنه عاد ليقول بعد برهة...."هل ستعودين لاحقاً لرؤية والدكي؟"
" هذا مؤكد...كنت أريد فقط أن أعود الى البيت لأرتاح قليلاً وأبدل ثيابي ولأحمل بعض الحاجيات لأبي!!"
" بامكاني المرور لأخذك...ان..؟"
كانت تنظر اليه بدهشة....لم تتوقع منه هذا!!
" طالما سيارتك معطلة!!!"
" أوه!! هي ليست معطلة...بل عجلها مثقوب...سأعمل على استبداله...أرجوك لا تزعج نفسك!!"
وكانت قد وصلت بيتها...." ولكن شكراً جزيلاً لك على هذه البادرة اللطيفة!! وشكراً لك على ايصالي...لقد كنت عوناً كبيراً لي...!!"
قال بفتور:" على الرحب والسعة!"
كانت تهم بالنزول من السيارة, ولكنها توقفت فجأة والتفتت اليه...:" أتحب أن تتناول فنجاناً من القهوة..وربما بعض الفطائرالمحلاة!!"
قال بجمود:" كنت أرغب في ذلك....ولكنني متعب جداً!" وهو يتحاشى النظر في وجهها.....
كانت خيبة الامل جلية في صوتها....:" آه! آسفة...نسيت..بأنك كنت تعمل طوال الليل وتحتاج الى الراحة...اعذرني الآن!!"

نظر اليها..آلمته نبرة الحزن في صوتها....ولكنه يريد ان يبتعد وحسب!! وما ان أغلقت باب السيارة...حتى انطلق مسرعاً....ومبتعداً! وخلال ثوان كان قد اختفى عن الانظار!!!
هزت كتفيها بلا مبالاة...ودخلت المنزل....وهي تعد نفسها بنوم رائع على سريرها المريح لساعتين كاملتين قبل عودتها الى المستشفى.....
كان يطير كالمجنون في سيارته....., ماذا فعلت له هذه الفتاة ذات الاسفنجة!! آه..لو أنه لم يذهب الى عيد ميلاد التوأمين...لو أنه لم يرها وهي ترقص وتغني...وتضحك!!! والآن...ما السبيل الى ابعادها عن رأسه؟؟؟ انه بحاجة الى النوم.....نعم!! بعض النوم....كفيل بازاحتها عن أفكاره....ربما بعض القهوة أيضاً.....أو فطيرة محلاة!!
" اللعنة!!!" قالها بعصبية شديدة......,هاهي تعود لتغزو أفكاره من جديد....لماذا أصبحت حياته تتمحور حول كل ما تقوله وتفعله...لماذا لم يعد يفكر الا فيها وفي كلماتها وحركاتها!!
وقبل أن يطلق شتيمة أخرى....كان يقف على باب منزلها!!



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-13, 10:44 AM   #6

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
" كيف الخلاص؟"
قرع الجرس أكثر من مرة....وقبل أن يلتفت ليغادر وهو يلعن نفسه على اندفاعه وتهوره للانسياق وراء رغبة حمقاء كهذه...., فتح الباب,,,,وأطل منه وجه رينيه الناعس الرائع الجمال..., تساءل يوهان ان كانت تشبه ضياء الشمس....أم ندى الصباح....أم زهرة برتقال يانعة!!
كانت تقف هناك مرتدية شورتاً قطنياً ذو لون وردي....وقميصاً أبيض واسع وبأكمام طويلة...لا تظهر يديها منها...كان واضحاً بأنه يخص أباها......
أما هو, فكان كالابله ينظر اليها غير مصدق....بدءاً من أقدامها الصغيرة الحافية.....وانتهاءاً بخصلات شعرها الملتفة اللامعة......

" أنا...أنا آسف..هل أيقظتكي ؟!"
كان هذا واضحاً تماماً......, كانت رينيه تفرك عينيها بيديها الاثنتين...وهي تحاول طرد شبح النعاس من عينيها...وما لبثت أن قالت....:" آه...دكتور يوهان؟ ظننت انك غادرت...!( ولكنها تنبهت فجأة وقالت بذعر)...هل حدث لأبي سوء؟؟!"
أحسنت صنعاً دكتور يوهان!! فلا يكفي أنك أيقظتها من نومها وهي التي لم تنم الا لساعات قليلة ليلة الامس...بل أيضاً تفزعها وتخيفها بظهورك المفاجئ كطبيب لوالدها!!
أي حماقة سترتكب بعد؟؟؟

سارع للقول:" لا لا..أبداً! لا تخافي.....انما؟!"
تشجع وقال بعصبية..:" " كنت أتساءل ان كانت دعوتك...ما تزال قائمة!!"
ابتسمت رينيه ابتسامة واسعة..., وهي تفتح الباب ليدخل..:" طبعاً! تفضل!!"
لكن يوهان سريعاً ما شعر بالذنب, فلا بد أنها متعبة ولم تقم بدعوته الا من باب المجاملة...
ولماذا لم يستطع التفكير في هذا قبلاً!!لماذا يستمر بوضع نفسه في المواقف الحرجة..الواحد تلو الآخر....كل هذا بسببها!! نعم...هذه الفتاة التي تقف أمامه!! هي من غيرت حياته..وقلبت عالمه رأساً على عقب.....

" ربما علي الذهاب....فأنتي لم ترتاحي..وسوف..."
لكنها قاطعته وهي تشده من ذراعه...." لا تكن سخيفاً!! بل أنا أرحب بك كثيراً! أرجوك تفضل!!!"
لم يملك الا أن ينساق تحت تأثير سحرها ولمستها, حتى بدأ يتساءل....هل هناك من يمكنه قول "لا" لهذا الوجه البريء....؟؟؟؟ لا لا يمكن ذلك...وبالتالي لا يمكنه هو كذلك!! هو استطاع التعامل مع اغواء وفتنة الكثير من النساء خلال حياته...ولكنه غير محصن أبداً لكل هذه الجاذبية والدلال....! لا...انه غير مستعد بعد للتعامل مع أمثال رينيه...وهل لها مثيل؟؟؟ انها فريدة من نوعها...فهو لم ير لها شبيهاً من قبل.....
استيقظ من صراعاته على صوتها الناعم وهي تسأله ان كان يحب الحليب والسكر مع قهوته...,
" نعم...من فضلك!!"
علا صوتها من المطبخ:" هذا ممتاز....أنت تشربها مثلي تماماً!!!"
مع أنه يشربها خالية من أي اضافات....ما الذي حصل له الآن؟؟؟انها تشل قدرته على التفكير......
تثاءبت ..ثم بدأت تمط ذراعيها وظهرها لتطرد الكسل عنها....لكن أجفلها صوت من خلفها.....
" هل أساعدك.....(وهو ينظر اليها مشدوهاً!ثم تابع) في شيء؟؟"
تنبهت رينيه لنظراته...فنظرت بسرعة الى نفسها..ثم اعتذرت قائلة..
" أوه... آسفة على مظهري...؟؟لكنني....شعرت بالوحدة...لم اعتد النوم بعيداً عن أبي........فقمت بارتداء قميصه...أعرف أن هذا طفولي وسخيف!!! ولكنني؟؟"
" بل هذا شيء جميل..وحساس!! كما أنني أنا الذي ظهرت فجأة عند باب منزلك فأرجو ان تعذريني!!"
" أرجوك لا تقل هذا!"
قالت وهي تتنقل أمام ناظريه وتسخن بعض الفطائر المحلاة التي قامت بتحضيرها مسبقاً...
" أتعلم..بأنني لم أذق شيئاً منذ ظهر الامس؟؟ ولولا ظهورك الآن...لما تذكرت أن آكل أي شيء!!!"

جلس يوهان على كرسي قريب...وهو يقول بنبرة لطيفة:" ألا يوجد هناك أحد من أقاربك..يمكنه مساعدتك خلال مرض ابيكي؟؟"
هزت رأسها بالنفي:" أخبرتك أنه لايوجد سواي وأبي!!"
قال وعقله على بعد ألاف الاميال:" فهمت!"

ابتسمت رينيه وهي تناوله طبق الفطائر المحلاة:" لا تضخم الامور....!! ها أنا سآكل الآن..والفضل يرجع لك!!! ألم أقل لك بأنك بطلي!!!"
نظر اليها يوهان طويلاً..مما أربكها ثم مالبث أن قال:" أنتي فتاة شجاعة ..وأنا واثق بأن السيد ثومسون فخور بكي!!"
ضحكت رينيه وعادت لها روحها المرحة:" أشعر من كلامك بأنني جندي يحارب في الصف الاول من الجيش....أو كأنني معاقة..أو مازلت طفلة تبلل نفسها...؟؟"
ضحك يوهان حتى بانت أسنانه البيضاء..كأنها حبات اللؤلؤ.....مما سلب رينيه عقلها كلياً...
" هل أخبركي أحدهم كم أنتي مجنونة آنسة ثومسون؟؟" وهو يحاول كتم ضحكاته...
" أتظن بأن هذا اكتشاف خاص بك دكتور يوهان؟؟؟يؤسفني أن أخبرك...بأنه لايوجد هناك من لا يعرف ذلك.....! كان الامر مربكاً في البداية..بالطبع لهم وليس لي......!!لكنني أظنهم اعتادوا أخيراً على ذلك!! ان أبي متمسك بضرورة دفع كل مدخراته للاحمق الذي ينوي ان يتزوجني.....مع أنه أحياناً كثيرة..يشك بأن هذا الشخص هو موجود حقاً!"
قال يوهان وهو ينظر اليها متأملاً والابتسامة ما تزال مرسومة على ثغره المثير....
" أظن بأن هناك الآلاف وليس واحداً...سيتمنون لو تنظري اليهم....أنستي!"

سرحت بكلماته....أحقاً ما يقوله؟؟؟أيقصد ذلك؟؟ أم يحاول رفع معنوياتها!! أم أنه يحاول أن يكون فقط مهذباً!!
نظرت اليه ورأت أن أسلم حل هو الدعابة...كعادتها!! فقالت:" أرأيت؟؟يتمنون لو أنظر اليهم...!! النظر وليس الزواج!!! أنت الاخر متفق مع أبي في هذا الامر!! لا أحد يفهمني في هذا العالم؟؟ربما...علي التوجه للمريخ!! ما رأيك؟؟؟"
عاد يوهان للضحك من جديد قائلاً:" سأفكر وأخبرك رأيي لاحقاً!! والآن...تعالي وكلي شيئاً أيتها الاسفنجة المزعجة!!!"
ضحكت رينيه من قلبها....وهي تقدم له قهوته....وتجلس أمامه لتناول قهوتها.....
كانت تتكلم وتتكلم....محاولة كسر الرتابة والجمود في تصرفات يوهان....مما دفعه للشرود والتأمل في قسمات وجهها....تارة يحدق بعينيها الجميلتين اللتين بلون الفيروز النقي....وتارة في خصلات شعرها المتناثرة بعدم ترتيب....ومرة أخرى تتركز نظراته على تلك الشفتين الحمراوين....انهما تجذبانه الى أبعد حد....وتغريانه الى أقصى درجة...!

لاحظت رينيه بأنه يحدق في شفتيها....أحست بالحرج الشديد...فقالت محاولة التهرب...
" هل أملأ لك فنجانك؟؟"

وكأنه صحى من غفلته:" اي...نعم..نعم!"
ابتسمت ونهضت لتحضر المزيد من القهوة...عاد للنظر اليها ...كيف تمشي وكيف تتحرك...كيف ترفع أكمام قميصها المتهدل....كيف تتكسر ثنيات شعرها على جبينها وجانبي وجهها الناعم.....
انه يحس برغبة عارمة في عناقها....أه..لكم سيكون ذلك جميلاً ورائعاً......! لطالما شعر بحاجته هذه منذ أول مرة رآها فيها!....وها هو الآن يحس بأن جسدها يدعوه لمعانقتها! هذه الساحرة رينيه تدعوه لفعل ذلك بكل جاذبية وفتنة دون أن تدري!!! وهذا ما يزيد عذابه!! انها تتصرف على سجيتها لكنها تدير عقله كما لو كان ما يزال فتى أرعن....كل ذرة في جسمه تصرخ فيه طالبة الرحمة للحرارة التي تحرقه...
لم يستطع التحمل أكثر...فنهض فجأة..مما أجفلها......
" أنا..علي الذهاب الآن....أشكرك على القهوة والفطائر....انها حقاً لذيذة!! وداعاً!!"
وبسرعة انسل من كرسيه متجهاً نحو الباب......ولكن قبل أن يخرج.....توقف عند الباب...التفت اليها..لاحظ علامات الدهشة والضيق بادية على وجهها....لكنه عاد ففتح الباب وأغلقه خلفه بكل هدوء!!!



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-13, 10:51 AM   #7

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اذكروا الله......
الفصل السادس
" رجل غامض!!"

هاهي رينيه تخرج والدها من المستشفى, لقد تحسن وأصبح بصحة جيدة..لكنها باتت تعرف الآن بأنه لن يعيش طويلاً...أو كما قال الاطباء, لن يتجاوز الخمس سنوات ان كان محظوظاً!!!
لهذا عليها أن تبدأ بالاعتناء بوالدها أكثر, وتهتم بنفسها أقل...هكذا فكرت وقررت في نفسها!
لكن الجيران والاصدقاء قرروا اقامة احتفال بسيط لعودة السيد مايكل الى المنزل بصحة جيدة.!
كان الاحتفال بسيطاً جداً اقتصر على ستة اشخاص فقط بالاضافة الى رينيه ووالدها, فدأبت رينيه الى اعداد بعض الاطباق البسيطة التي كانت تستمع بطبخها..وأعدت طبقاً لا مثيل له من الحلوى!! كل ذلك من أجل أبيها...!!!كانت تريد أن تفرحه بأي وسيلة وتخرجه من جو المرض والكآبة التي أصبحت ملازمة له!!

وما ان وصل الضيوف وبدأت جلسة السمر والمرح, حتى بدأت تتعالى أصوات ضحكات السيد مايكل شيئاً فشيئاً مما أسعد رينيه..وجعل الدموع تنهمر من عينيها!! ولم يقطع عليها تأملاتها الا صوت قرع الباب...فأسرعت لتفتح...وما ان فعلت حتى ذهلت....فوقفت ساكنة بدون أي كلمة....
أحس هو بالصدمة عقدت لسانها...فبادر قائلاً بجمود:" مرحباً آنسة ثومبسون!"

بدأت تفيق من الصدمة:" أه...أهلاً..أهلاً دكتور يوهان!! آسفة حقاً..لكنني؟؟أوه تفضل أرجوك!!!"
ابتسم بتوتر وهو يقدم لها باقة رائعة من الزهور....
" آه أشكرك..انها جميلة حقاً!!" وهي تتنشقها بسعادة...بينما كان هو يراقبها بصمت والبسمة لا تفارق وجهه...." انها لا تساوي شيئاً الى جانب جمالك!!" قال لنفسه.وهو ينظر لها من رأسها الى أخمص قدميها بافتتان....كانت ترتدي فستاناً قصيراً من الدانتيل الابيض ذو أكمام طويلة ضيقة...
وقامت بعقص خصلات شعرها المجنونة لتتهدل على جانبي وجهها بنعومة ودلال....لقد كانت كالملاك الساحر....

ابتسمت وقالت بنعومة:" تفضل أرجوك سيسعد أبي للقائك!"
تقدم ودخل...وهي تغلق الباب خلفه...وما ان ظهر في الصالة...حتى هتف السيد مايكل عالياً باسمه...
" أوه!! دكتور يوهان.....مرحباً بك...لكم أنا سعيد لأنك لبيت دعوتي!!"
نظرت رينيه الى والدها بدهشة, (لبيت دعوتي؟) لكنها صمتت حين لاحظت الابتسامة في وجه يوهان....
" أشكرك...كان هذا من دواعي سروري!!ولكن لا تقل لي الآن...بأنك أكلت من هذه الكعكة؟؟!!"
ضحك الجميع...بينما قال السيد مايكل معقباً:" أوه..أرجوك أن تنسى مهنتك للوقت الحاضر فأنت هنا بصفتك صديق!!!"
" هذا حسن! وبصفتي كذلك....أريد أن أطمئن عليك!!!"
سارعت السيدة ليديا الى الاجابة وهي تبتسم:" لا تقلق ايها الطبيب....فلقد منعناه بصعوبة!! ولكنه حتماً لم يذق منها شيئاً....أؤكد لك!!"
وفي هذه اللحظة كانت رينيه تقدم له طبقاً من الكعكة...وكوباً من العصير...
" شكراً لك!" قالها وعينيه لا تفارقان عينيها.....
ثم جلست الى جانبه....وهي ما زالت تفكر بسر العلاقة الغامضة بينه وبين أبيها! فهي لم تره أبداً مذ كان في بيتها...حتى انها توجهت الى مكتبه أكثر من مره لتشكره...ولكنه لم يكن أبداً متواجداً!!! أيضاً حينما ذهبت لتصطحب والدها من المستشفى لم تره!! وقد بدا لها آخر مرة كئيباً متوتراً...وغاضباً..وهي لا تدري من ماذا؟؟ والان بكل بساطة..يظهر أمام باب منزلها..بل ويجلس الى جانبها!!! كم هي عجيبة هذه الدنيا!!!

مرالوقت سريعاً....كانت سهرة ممتعة بحق للجميع....خاصة ليوهان الذي نادراً ما يستجيب للدعوات والسهرات التي يتلقاها...ولم يفهم لماذا قبل الدعوة هذه المرة!!
استأذن السيد مايكل للذهاب للراحة, وبدأ الضيوف بالانصراف واحداً تلو الآخر...حتى انتهى المطاف برينيه ويوهان وحدهما في الصالون......
لم يكن يشعر برغبة في المغادرة, ومع هذا وجد نفسه مجبراً على فعل ذلك....فقال وهو ينهض :" أظن بأنه علي الذهاب الآن!!"

قالت رينيه وهي تشعر برغبته تلك..والتي هي نفس رغبتها:" أ لديك عمل في المستشفى؟!"
أجاب بجمود:" لا! ولكن؟"
ابتسمت أكثر وقالت:" بامكاني اعداد القهوة ان رغبت؟!"
تردد قليلاً ثم قال..:" لا أريد ازعاجكي!"
فهزت رأسها نفياً وخصلات شعرها تهتز معها بدلال...:" أبداً! بل في الحقيقة ستسدي لي معروفاً ..فأنت ستحتسي قهوتك وتقوم بتسليتي...بينما أقوم أنا بغسل الصحون!"
فقطب جبينه وقال بحدة:" ألا يمكن لهذا أن ينتظر حتى الغد؟؟أنتي متعبة وكمية الصحون كبيرة!!"
ابتسمت رينيه لاهتمامه بها وأردفت:" لا استطيع تركها حتى الصباح فيصعب علي غسلها حينها وسأبذل جهداً مضاعفاً, ثم ان ذلك لن يستغرق وقتاً طويلاً...لكنني سأحضر القهوة أولاً! تفضل بالجلوس!!"
وهي تتجه الى المطبخ, لكنها جفلت حينما سمعت صوته خلفها...." في هذه الحال!!"
نظرت اليه...كان يرفع أكمام قميصه ويثنيها للأعلى...,
" ماذا تفعل؟" سألته رينيه بدهشة.....
أجاب وهو يقترب منها..:" سأساعدك! وسنشرب القهوة حينما ننتهي!!"
ضحكت رينيه...:" لا يمكنني أن أتخيلك وأنت ترتدي المريلة!!(وهي تكتم ضحكة).... وتقوم بغسل الصحون!!...." وحينما تشكلت الصورة في مخيلتها وعلى رأسه تظهر قبعة من القماش لتكمل صورة مدبرة المنزل!!.....انفجرت ضاحكة... مما أثلج صدر يوهان...فراحت الابتسامة ترتسم شيئاً فشيئاً على ثغره...
" ولم الدهشة؟"

اقتربت منه وأمسكت يديه لترفعهما من الحوض المليئ بالصابون والاواني....لكنها ما ان فعلت ذلك حتى توتر يوهان بشدة...فسحب يديه بسرعة...وهو يزمجر بغضب..فابتعدت مذعورة؟؟؟؟؟لم تفهم ماذا فعلت!!أما هو؟؟فتبدلت ملامحه وقست بشكل مخيف......والسبب ؟؟حركات رينيه الغبية والمثيرة....!!
أجفلت رينيه من تصرف يوهان..فبادرت معتذرة وهي تظن بأنه يكره لمستها....
" أنا؟...أنا آسفة حقاً...لم أقصد أن أزعجك...كنت فقط!"
لكنه قاطعها وهو يحاول الامساك بزمام الامور ثانية...:" اسمعي آنسة ثومسون!! سأقوم باسداء نصيحة اليكي..! عليكي أن تكفي عن التعامل مع الاخرين بهذه العفوية..؟؟لا تتصرف الشابات على هذا النحو؟؟؟"
قالت باستغراب:" وماذا فعلت...حتى أستحق كل هذا التوبيخ؟؟؟"
بدت ملامح الغضب على وجه يوهان...كيف يستطيع ان يشرح لها ذلك!! كيف يخبرها بأن لا تكون محببة هكذا؟ كيف يخبرها ان تتوقف عن لمسه حتى وان كان من غير قصد....اللعنة ! فهي لا تعرف ماذا فعلت به لمستها هذه...لقد أشعلت نيران صدره حتى ما عاد من السهل اخمادها او حتى السيطرة عليها!!!
كيف يخبرها...أنها تدفعه الى فعل اكثر الامور جنوناً في حياته! انها تدفعه الى خطر...كان قد تعامل معه قبلاً ورماه طي النسيان!!! انها تدفعه الى الانسياق وراء رغباته ومشاعره.....؟؟أيعقل هذا؟؟؟ كيف يرغب بطفلة؟ نعم...اللعنة على تلك البراءة...فهي ما تزال طفلة!!! وتتصرف على هذا النحو....دون ان تفكر في العواقب!!
على الاقل انه يجبر نفسه على التماسك....او هكذا يحاول ان يقنع نفسه...لكن؟؟؟لم يدر لم جالت في مخيلته صورة رينيه وهي ترمي بنفسها في أحضان شاب لعوب..مخادع!!لأو تقوم بامساك يده لسبب ما؟؟أتراه يقدر على امساك نفسه ومنعها من التهور مثلك يوهان؟؟؟ أم...سيينساق وراء شهواته ورغباته...مصطحباً رينيه معه.....لتدفع الثمن وحدها في نهاية المطاف!!!

رفع يده الى جبهته بعصبيه...وكأنه يريد ان يخنق تلك الافكار السوداء قبل خروجها الى حيز الضوء.....لا..لايمكن ان يسمح بذلك!!
أفاق على صوتها الرقيق:" أنا...آسفة ان كنت سببت لك اي ضيق...!أنا حقاً لم اقصد ذلك!"
أجاب بجمود:" انسي الامر.....هيا بنا نبدأ العمل..حتى أستطيع الذهاب..فقد تأخر الوقت!!"
لم تصدق رينيه أذنيها...ءالى هذه الدرجة هو مستعجل على تركها؟ وفيما بقاؤه اذن من البداية ان كان يكره رفقتها؟ دفعها ذلك للغضب وباتخاذ موقع الدفاع...فقالت بتلقائية....
" لست مضطراً دكتور يوهان للبقاء والمساعدة ان كنت في عجلة من أمرك! أخبرتك بأنني أستطيع تدبر الامر,,,فأرجوك لا تجعلني أعطلك!!"
" قلت بأنني سأساعدك....فهيا ولا تكثري الكلام!!"
ومع أنها أحست بحنق شديد اثر كلماته الاستفزازية..ونبرته الآمرة......إلا أنها اتجهت الى الحوض...وقالت بحدة..:" سأغسل الصحون ...وأنت تقوم بتجفيفها!!"
ابتسم رغماً عنه...ولكنه أخفى ذلك بمهارة....وقال بصوت هادئ:" يناسبني ذلك!"
" حسناً!"
وبدآ العمل ولم ينتهيا قبل مرور ساعة من الزمن....لكن يوهان لم يقبل بتناول القهوة بعد ذلك...وطلب من رينيه تأجيل الدعوة الى وقت آخر...وسيسعده أن يلبيها...

وبينما كانت تقف على عتبة الباب لتودعه....نظر اليها...وقد تسلل شعاع القمر الفضي ليضيء وجهها الناعم ويزيد بهاؤه...وأخذت نسائم الليل العليلة تداعب شعرها وتبعثره ..
وجد نفسه غير قادر على ازاحة عينيه عنها..مع انه يرغب بذلك بشدة...مما جعل الدم يندفع الى وجهها..فبدأت اكثر جمالاً ورونقاً.....
" أنا...لم أر في حياتي كلها...من هي تشبهكي! انكي تدفعين المرء الى عدم الاكتفاء من النظر اليكي!!"

نظرت رينيه اليه بحيره وقلبها يخفق بشدة....لكم يعذبها هذا الرجل..ويسيطر على تفكيرها...لكنه يتصرف بغرابة...ولن تستطيع التنبؤ أبداً بما يجول في خاطره.....
ومع هذا...ابتسمت بسعادة وقالت..:"سأقترح عليك شيئاً وارجو أن لا تخذلني؟"
أجاب بهزة من رأسه ليشجعها على الكلام....
" سأناديك..يوهان..وستناديني رينيه منذ الآن فصاعداً....أيمكننا ذلك؟!"
دهش منها...وظهر ذلك على وجهه...ومالبث أن قال بجفاء:" أرى بأنكي فتاة عنيدة...ولا تتقبلين النصح أبداً!؟ "
بهتت رينيه ..فهي لم تتوقع جواباً كهذا أبداً....
لكن يوهان أردف قائلاً:" لا يجدر بكي فعل كل ما يخطر في بالك!! لا يمكنك القيام بكل ماترغبين به دون التفكير في العواقب!! ...أنتي لست فتاة صغيرة!!"
أجابت بحنق:" أعرف ذلك! ولست أدري ما سبب حساسيتك المفرطة تجاه الاشياء..؟؟ان لم ترغب بنزع الالقاب حسناً فليكن لكنني لست بحاجة الى موعظة الآن!!!"
بدأت الآن علامات الاستهزاء ترتسم على وجهه وقال بمرار
:" موعظة؟ حسن هذا منطقي جداً نظراً الى الفارق العمري الكبير بيننا..فإنني حقاً أصلح لدور الواعظ..وماذا غير ذلك؟"
كادت رينيه أن تنهار..لقد اتجهت الامور الى عكس ما تريد..لم تقصد أبداً أن تلمح الى قضية العمر...لقد زادت الامور تعقيداً...وأحست بأنها في دوامة....فحاولت اصلاح ما تبقى...
" لا ..لا... يوهان...لم أكن أقصد ...!" قالت وهي تهز رأسها غير مصدقة لما يحدث....
لكنه قاطعها قائلاً:" دكتور يوهان من فضلك! وأرجو أن تدخلي المنزل الآن..فالجو بارد..والوقت متأخر...!!"
لكنها لم تنصع لأوامره بل اقتربت منه وأمسكت كم قميصه لتوقفه...:" أرجوك...توقف!"
التفت اليها وبريق الغضب يلمع في عينيه....:" قلت لكي ادخلي المنزل الآن...أيتها الصغيرة!"
وهو يدفعها باتجاه المنزل....

فصرخت بحنق:" أنا لست صغيرة! وأنت لست مسناً....فتوقف عن فعل ذلك!!"
نظر اليها بجمود:" أتوقف عن فعل ماذا؟!"
فرت الكلمات منها...انه يهزأ بها وبمشاعرها....انه يتعمد احراجها واذلالها!! انه يريدها ان تكرهه...وتبتعد عنه!!! ولكن هذا غير ممكن!! انه فارس أحلامها..الذي طالما حلمت به!! لن تدعه يتركها ....فهو لها....وهي له!! ولن تفهم غير هذا الكلام!!!
لكنه لما رآها على هذا الحال من الحيرة..التفت ليذهب....

" يوهان؟"
أوقفته نبرة صوتها الرقيق المتألم.....لم يستطع تجاهل ندائها لاسمه بهذه الطريقة....فتوقف
لكنه لم يلتفت اليها ولم يكلمها....وكأنه ينتظر ان تقول ما تريده...

لم تعرف رينيه ماذا تريد ان تقول...لكنها لم تشأ ان يتركها هكذا...بهذه الافكار في رأسه...
:" أرجوك...لا تذهب!"
" توقفي عن هذا!" وقد تملكه غضب شديد....لكنه لم يثنها عن المتابعة....
" أرجوك! ابق للحظة بعد!! " وقد انسابت دمعة على خدها........وهي تشعر بأن احلامها تتحطم أمامها!!!
التفت اليها وقد خارت قواه..وهو؟؟ أيستطيع مقاومتها؟؟؟كان يحاول جذب نفسه عنها بكل قوته...حاول وحاول!!لكنه ما ان رأى دمعها...حتى انهارت كل حصون الدفاع... اقترب منها حتى لم يعد يفصلهما شيء...وقال بغضب:" لم هذه الدموع الآن؟" وهو يمسحها بيده...لكنها أغمضت عينيها اثر لمسته لبشرتها مما أثار الاحاسيس والخيالات مرة أخرى ليوهان...
أحاط وجهها بيديه القويتين....ففتحت رينيه عينيها دهشة وقلبها يخفق بجنون.....

:" رينيه؟!...أيتها الاسفنجة المزعجة الجذابة!!! ليتني لم أذهب الى تلك الحفلة التي قلبت حياتي رأساً على عقب!!"
لم تصدق رينيه ماسمعته للتو....هل يمكن لهذا الرجل الجذاب الرائع بكل المقاييس أن..يحبها؟؟ لكنه لم يقل شيئاً عن الحب....اذاً ما معنى هذا؟؟ هي...قلبت حياته رأسهاً على عقب؟؟أهي مهمة عنده الى هذا الحد؟؟؟لقد نعتها بالاسفنجة الجذابة؟؟فهل يجدها كذلك؟؟ومع أن من الواضح بأن هذا الحال لا يعجبه...ولكن لماذا؟؟أتراه متزوج؟؟ام لديه خطيبة؟؟؟أو حتى صديقة؟؟؟"
كانت تنتظر قبلته والنظرة الى شفتيه المغريتين تحرق عينيها...وبدا لها للحظة بأنه على وشك تحقيق حلمها...لكن يبدو أن رشده قد عاد اليه في اللحظة الاخيرة فانتفض من هذا الموقف المحرج...وهو يدفعها عنه...ويقول بانزعاج واضح..
:" هذا سخف!! ولست مستعداً لتحطيم قلب مراهقة....لست من النوع الذي تتوقعينه يا صغيرتي...لن يعجبكي أبداً ما قد تعرفينه داخل هذا الرجل الذي يسحركي!! لن تحبي الظلمة ولا الثلج.....وهذا ما أنا عليه بالضبط!!!"
وهو يعود ليلتفت الى سيارته ...
لكنها صرخت بجنون..وقد تبددت أخر خيوط العقل في كلامها مع تصريحها الاخير..:" وما أدراك بأنني لن أحبها؟؟؟"

توقف قليلاً...وكأنه يفكر فيما قالته....واما هي فراح قلبها يدق بجنون.....لكنه هدأ...ولم يهدأ بالها حينما عاد لمتابعة طريقه الى سيارته بدون اكتراث...وماهي الا لحظات حتى غاب عن الانظار!!!


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-13, 10:57 AM   #8

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا......عدنا من جديد ^^
صلوا على رسول الله.....ولنبدأ
الفصل السابع
" طفلة مدللة!"

أمضت رينيه ليلة بائسة مريرة...ومع أنها استيقظت في وقت متأخر الا أن الصداع في رأسها كان شديداً....نفضت عنها الغطاء...ونهضت بكسل الى الحمام....وما ان نظرت الى نفسها في المرآة...حتى راعها منظرها....
" هذا جميل جداً!! ماذا سيقول أبي الآن؟أوه... !!!"
وهي تفتح الصنبور وتعدل درجة حرارة المياه...وبعد ان اغتسلت وارتدت ثيابها...
سرحت شعرها واضافت بعض الزينة لوجهها حتى تخفي آثار البكاء والسهر طيلة الليل...وتمحو الهالات السوداء تحت عينيها.....وظنت أنها نجحت....

اتجهت الى غرفة أبيها لكنه لم يكن هناك....نزلت الدرج وهي تنادي باسمه....لكنها سمعت صوتاً تعرفه جيداً ينبعث من غرفة الجلوس الى جانب صوت أبيها.....
نزلت بحذر...وما ان وصلت حتى تجمد الدم في عروقها....., لكنه ما ان لمحها حتى قال بصوت رقيق....

" صباح الخير يا انسة ثومسون.."
لكن رقته اللامتناهية بعد قسوته أمس أثارت فيها غضباً جارفاً..فقالت بقسوة كبيرة لم تعرفها في نفسها....
" ماذا تفعل هنا؟!"
" رينيه!!" ناداها والدها دهشاً....
لكنها لم تتوقف...فقد أعماها الغضب..:" لم أكن أعلم بأنك على هذا القدر من الوقاحة....لتعود الى هذا المنزل مرة أخرى!! اخرج حالاً!!" وهي تشير باصبعها الى الخارج.....
جن جنون السيد مايكل :" رينيه!!هل جننتي؟؟ما هذا الذي تقولينه؟؟"
استدارت رينيه الى ابيها قائلة:" أبي أنت لا تعرف شيئاً...تفضل دكتور.... يوهان خارجاً (وهي تشدد على دكتور) لا أريد أن اراك بعد اليوم!!"
" رينيه!!! يبدو لي أنني لم أحسن تربيتك!! لقد أخجلتني حقاً يا فتاة...!!"
قاطعته رينيه:" ولكن يا أبي؟"
قاطعها بدوره:" لا أريد أن أسمع منكي أية كلمة!! اصعدي حالاً الى غرفتك.....!!"
نظرت رينيه الى يوهان بحنق... ثم مالبثت أن أسرعت تصعد السلم الى غرفتها كل درجتين معاً.....وهي تكاد تنفجر!! فتحت الباب ثم أغلقته بعنف.....
تنهد السيد مايكل طويلاً:" لم أعد أفهم هذه الفتاة!! لم تكن أبداً بهذه الوقاحة....الجميع يحبها ويحترمها...وهي طيبة الى ابعد حد....!! آه يا الهي!!انها غلطتي ولاشك!! لقد أفسدتها بدلالي وحبي غير المحدود!! ولكن ماذا افعل؟؟ان كنت لها الاب والام والاخ والاخت وكل شيء؟؟؟كنت ارغب ان اعوضها عن كل ذلك!! كنت اظن بأنني أعوضها عن كل ماينقصها ولم أعلم أنني أفسدها وأجعلها انانية!!! آه يالهي!!! كيف ستحيا من بعدي!!"
وهنا تدخل يوهان محاولاً تهدئة السيد مايكل:" ارجوك ان تهدأ! هذا غير مفيد لصحتك!!"
قال السيد مايكل بعصبية وعلامات التعب اصبحت بادية على وجهه:" وأنت؟؟ألم اقل لك ان تترك نصائح الطبيب خارجاً؟؟؟؟"
ابتسم يوهان بهدوء وعاد للقول:" حسناً أنا اقول لك ذلك كصديق!! ولأنه ليس هناك من داع لكل ما تفعله بنفسك!"
" ألم ترى بعينك ماذا حدث منذ قليل؟؟؟أهذه هي ابنتي؟؟لست أصدق ما فعلته للتو!!لا يمكن أن تكون هذه رينيه!!"
" أنا متأكد من أن لديها اسبابها!!! هل تسمح لي بالصعود لأكلمها؟؟"
" آه دكتور يوهان....أخاف أن تزعجك بكلامها؟!!فحينما تكون غاضبة تصبح لاذعة اللسان حقاً!!"
ابتسم يوهان مرة أخرى وقال مطمئناً:" لا عليك! أنا أعرف كيف أتدبر أموري معها!"
قال وكأنه مغلوب على امره:" تفضل ان كنت تصر....ولكن لا تقل بأنني لم أحذرك!"
" لا تقلق!"
بينما كانت ملقية بنفسها على سريرها بشكل عكسي....وقد تقاطع ذراعيها ودفنت رأسها بينهما..وهي تبكي بحرقة...
دق الباب ....ولما لم تجب....فتح الباب ثم عاد للاغلاق......سمعت صوت خطوات تقترب منها..لكنها لم تتحرك...وأحست به يجلس بجانبها على سريرها...ويتحسس شعرها بحنان........

" أنا آسفة أبي عما حدث في الاسفل!! لم اقصد ان افعل ذلك!!لا أدري ماذا حصل لي!! صدقني ابي!!"
وهي تجهش بالبكاء من جديد......
" أصدقكي يا صغيرتي!"
رفعت رأسها بذعر وما ان رأته حتى صدمت فبدأت بمسح دموعها بعصبية وهمت بالوقوف...ولكنه جذبها من ذراعها....وأجلسها الى جانبه كانت ثائرة حانقة عليه..ومع هذا كان له تأثير المغناطيس عليها فأطاعت..لكنها ما لبثت ان قالت وهي تنظر اليه بحقد....
" ماذا...ماذا جئت تفعل هنا؟؟ألا يكفيك ما حدث في الاسفل؟؟؟هذه أول مرة يصرخ فيها ابي في وجهي...ويعنفني بهذا الشكل!! وكل هذا بسببك!!"
وهي تنهض من مكانها وتذرع الغرفة بخطواتها..ثم تعود وتقول له......" ألا يكفيك ما فعلته بي حتى الآن؟؟؟ألم تطلب مني تركك وشأنك؟؟؟ألم توضح بأنني طفلة صغيرة بلهاء..لا تصلح لشيء؟؟؟فماذا تريد مني الآن؟؟؟ ماذا تريد؟؟؟؟؟"وهي تبكي بحرقة.......
فما كان منه الا أن نهض من مكانه..واقترب منها..وهي لا تكف عن ذرف الدموع.....ثم ضمها اليه بحنان....قائلاً
" اهدأي....."
لكنها حاولت مقاومته وهاجت ثائرة....أيظنها لعبة بين يديه..؟؟؟انه يفعل بها مايحلو له...يتحكم بها كيف يشاء..وهي لن تسمح بذلك....
قالت صائحة:" دعني وشأني....اتركني ايها المغرور!!"
ولكنه لم يفعل....بل أخذ يمسح على شعرها بهدوء وحنان...كما لو كان والدها.....ومع كل مقاومتها ورفضها الا أنها رضخت في النهاية لارادته وهي خائرة القوى...فأسندت رأسها الى صدره وهي تلهث...وقلبها يخفق بشدة فقد أضناها التعب.....
قالت باعياء وعينيها شبه مغمضتين:" لست أفهمك! انك تحيرني!!!"
شعر يوهان بجسمها يثقل..ويترنح...فعرف في الحال..بأنها على وشك الاغماء...فمالبث ان حملها سريعاً بين ذراعيه...ووضعها بلطف على سريرها....
نادى بصوت خافت:" رينيه؟؟؟هل أنتي بخير؟؟"
كانت عينيها ترمشان بسرعة....وقالت وهي شبه نائمة:" أنا...متعبة!"
...رفع خصلة من شعرها الناعم الكثيف عن وجهها...."نامي يا صغيرتي...نامي وخلي عنكي كل الاحزان!"
نظر اليها نظرة اخيرة....ثم خرج وأغلق الباب خلفه....................
ولما استيقظت وكان ذلك بعد ساعة تقريباً.....نهضت من مكانها...وهي تشعر بالكسل والخمول...وماهي الا لحظات حتى عادت لها اخر الذكريات....صحيح؟؟لقد كان يوهان هنا...معها في غرفتها؟؟أم كانت تحلم...فما عادت تفرق بين الحلم والحقيقة؟؟؟؟ آخر ما تتذكره هو عناقه الحنون لها...وبعدها....فراغ أبيض!! لم لا تتذكر ماذا حدث بعد ذلك؟؟؟؟؟كيف انتهى بها الامر نائمة على سريرها؟؟؟؟هل يعقل أن يوهان كان في غرفتها...وهي بكل بساطة استسلمت للنوم؟؟؟أي جنون هذا..أو غباء؟؟؟
فتحت باب غرفتها..ونزلت للطابق السفلي....فوجدت والدها يقلب بمحطات التلفاز.....لكنه ما ان رآها حتى أطفأه..ونظر اليها عابساً......وكأنه كان ينتظرها!!
عرفت رينيه بأن هناك محاضرة أخلاقية...على وشك البدء...ولن تكون أبداً سهلة!!!!!
فسارعت الى الاعتذار...:

" أبي..!! أنا..." ولكنه قاطعها......
" سوف تقتلينني أيتها الفتاة قبل أواني....ما الذي حدث لكي هذا الصباح بحق السماء؟؟"
" أبي؟؟ أنا أعتذر...لم أقصد أن..."
وقاطعها ثانية..:" ليس أنا من عليكي الاعتذار اليه....بل هو ذاك الطبيب الشهم....الذي كلف نفسه عناء الاهتمام بنا.....حتى وان اضطر الى تحمل لسانك واهاناتك الطفولية....!!متى ستكبرين رينيه؟؟؟ها؟؟؟أخبريني بالله عليكي؟؟"
قالت رينيه بحنق:" أهو من طلب منك قول ذلك لي؟؟فأنا لا أصدق بأن الصدفة وحدها هي من دفعتكما الى استخدام نفس الكلمات ؟؟؟"
" اذاً هو على حق ولا شك!!! ولكنه لم يخرج حتى جعلني أعده بأن لا أوبخك ولا أزعجك أبداً!! "
قالت رينيه بحيرة:" هو قال ذلك؟؟؟؟"
أجاب السيد مايكل بحنق:" وهل سأكذب عليكي؟؟؟بل انه قال بأنكي فتاة طيبة...ومهذبة....لكنه يعزو سوء تصرفك اتجاهه..الى احساسك بالتعب والتوتر...جراء..مرضي!! فهل هذا صحيح؟؟؟"
" أوه..أبي!!"
نظر اليها السيد مايكل بتساؤل:" لا...ليس الامر كذلك أبداً!!هناك ما تخفينه رينيه؟؟لن تستطيعي الكذب على والدكي العجوز!!"
اقتربت رينيه من والدها....والدموع في عينيها.....وما ان لاحظ ذلك...حتى تنهد طويلاً..وفتح ذراعيه لها....
" آه يا صغيرتي.....لقد ظننت أن هذا اليوم لن يأتي أبداً!!" وهي تضع رأسها في حضنه وتعانقه باكية......
" متى حدث ذلك؟"
قالت من بين الدموع:" حدث ماذا؟"
" حبيبتي قلبي مريض حقاً..لكنه غير عاجز عن الاحساس...كما أنني لست أعمى..."
" أوه أبي!!" وهي تعود لنحيبها المحزن.....
" ألا يبادلكي المشاعر؟!" قالها بأسى...وهو يرى لوعة صغيرته الوحيدة على حبها الضائع...
" انه يراني صغيرة....!! لكنني أعلم بأنه يحبني!!"
" حسناً...حسناً هذا خبر جيد....سيدرك حاجته اليكي مع الوقت...وسترين!!"
رفعت رأسها الى ابيها وقد لاح في عينيها الدامعتين بريق أمل....." أتظن هذا يا أبي؟ أتظن بأنه ..يحبني!!"
قال بابتسامة حانية وهو يمسح دموعها:" ومن يمكنه أن لا يحب ملاكي الصغير!!"
" آه أبي....أنت تقول ذلك..لأنني ابنتك!!" وهي تنهض عن الارض وتمسح دموعها....
" هذا صحيح! ولكنني واثق كذلك بأنه يحبكي...فقط عليكي أن تكوني صبورة...حتى يكتشف ذلك بنفسه!!"
" لكنه طلب مني بالامس فقط أن أبتعد عنه!!"
" وفي الصباح كان على باب بيتك!!!"
بدأ عقل رينيه يعمل بسرعة...ثم قالت بدهشة :" أتعني أنه حضر اليوم من أجلي؟؟"
قال وهو ينهض ويتجه الى المطبخ:" هذا ما كنت أحاول قوله منذ الصباح!! والآن تعالي وحضري الفطور لأبيكي المسكين..فلم آكل شيئاً لشدة حيرتي من تصرفاتك!! .وامسحي هذه الدموع..فهي غالية علي....!!"
" أوه أبي...كم أحبك!!" وهي تبتسم بسعادة و تمسح اخر الدموع المنسابة على وجنتيها وتعانق أباها الذي لم يستطع أن يمنع دمعة صغيرة من الانسياب!
وبعد حديث مطول بين رينيه ووالدها اكتشفت أن يوهان كان يزور والدها يومياً اثناء اقامته في المستشفى وبأنه سأل عنها مرات عدة....وبأنهما أصبحا صديقين..لهذا قام والدها بدعوته الى السهرة اللطيفة التي كانت ليلة الامس...ومما أكد للسيد مايكل اهتمامه برينيه هو حضور يوهان وتلبيته للدعوة.!!!
ومما لاشك فيه...أن حديث والدها قد دفعها الى الاحساس بتأنيب الضمير ومع هذا لم ترد الاعتراف بخطأها...ان كان يحبها فسيأتي اليها...لقد قال لها كلاماً جارحاً أيضاً وعاملها بازدراء وتعالي...فلابد أن يعتذر اليها أولاً! لهذا لم تجد نفسها تمانع أبداً حينما عرضت عليها جولي الخروج هذه الليلة والاستمتاع كما الايام الماضية....وبما أنها ستكون سهرة فتيات فقط....ووالدها ألح عليها كثيراً في الذهاب خاصة بعد ملاحظته لمزاجها السيء هذه الفترة.....وافقت رينيه على ذلك..بعد أن تأكدت من بقاء السيدة ليديا و زوجها بوب برفقة والدها......

Sorry for being late...but iam really sick..( any way..here is the part...enjoy!!
وعلى فكرة لا أحل...أي شخص يقوم بنقل اي رواية من رواياتي بدون ذكر اسمي....ولن أسامحه أبداً..!!


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-13, 11:02 AM   #9

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
" مارد المصباح!"

ومما لاشك فيه...أن حديث والدها قد دفعها الى الاحساس بتأنيب الضمير ومع هذا لم ترد الاعتراف بخطأها...ان كان يحبها فسيأتي اليها...لقد قال لها كلاماً جارحاً أيضاً وعاملها بازدراء وتعالي...فلابد أن يعتذر اليها أولاً! لهذا لم تجد نفسها تمانع أبداً حينما عرضت عليها جولي الخروج هذه الليلة والاستمتاع كما الايام الماضية....وبما أنها ستكون سهرة فتيات فقط....ووالدها ألح عليها كثيراً في الذهاب خاصة بعد ملاحظته لمزاجها السيء هذه الفترة.....وافقت رينيه على ذلك..بعد أن تأكدت من بقاء السيدة ليديا و زوجها بوب برفقة والدها......
" آه جولي...لكم أنا محتاجة الى هذه السهرة الهادئة...!" قالت رينيه وهي تجلس على كرسيها في أحد المقاهي الهادئة البعيدة عن ازعاج وازدحام العاصمة.....
ابتسمت جولي وهي تجلس في الكرسي المواجه لها...:" هذا صحيح...كما أنها ليلة جميلة رائعة...ستنسيكي كل همومك!!!"
" أوه جولي!! لو أنكي تعلمين!!" قالت رينيه بتنهيدة.....
" اذاً أخبريني أيتها اللئيمة....ما آخر أخبارك مع هذا الطبيب الجليدي؟!"
ابتسمت رينيه رغماً عنها..." جولي! "
" حسناً..حسناً!!لم أقصد الاهانة....لكن اعلمي أنه لا يناسبك! انه يكبركي بكثير يا عزيزتي!!"
" أنا لا أهتم!! أترين؟ انني ربما...؟"
شهقت جولي:" لا!! لا تقولي ذلك!!!"
علت الحمرة وجنتي رينيه....فأردفت جولي :" ولكن هذا جنون رينيه؟؟؟الرجل لا يشعر بشي نحوك!! لم أعرفكي هكذا مندفعة في مشاعرك!!!"
قالت رينيه بسخط:" أنتي الآن تتحدثين مثله!! "
ضحكت جولي وقالت:" حسناً بامكاننا معالجة ذلك...سننسيكي اياه!!"
نظرت رينيه الى جولي بحيرة..:" سننسيكي اياه؟؟ من أنتم؟؟ثم من قال لكي بأنني أود نسيانه...جولي؟!!أشتم رائحة مؤامرة!!"
ابتسمت جولي بحرج...لكن قبل أن تنبس بكلمة....لمحت رينيه شابان وسيمان يدخلان المقهى ويتجهان نحوهما.....
تصاعد الغضب الى وجه رينيه...:" جولي!!!لقد خدعتني!! أخبرتكي أنني لا اريد رؤيته!!!"
حاولت جولي تهدئة رينيه ولكن عبثاً:" أرجوكي رينيه ....أعطه فرصة أخيرة...أنا متأكدة أنكي ستسامحينه....سينسيكي ذلك الطبيب المتحجر!!!"
حملقت رينيه بجولي بعينين غير مصدقتين:" آه...من فضلك..!لا تبدأي الآن بتلك المقارنة المقرفة!!! "
أردفت جولي بصوت خافت:" حسناً حسناً...لكن أرجوك ابقي لدقائق...دقائق فقط ونغادر معاً ....من فضلك رينيه...لا تحرجيني مع جيك!!"
صمتت رينيه وهي تنظر بشزر الى جولي...التي نهضت ترحب بجيك وبيتر....وماهي الا دقائق حتى كان بيتر يجلس الى جانب رينيه وجيك الى جانب جولي.......
تمالكت رينيه نفسها قليلاً...فهي لم ترغب باجتذاب الانظار اليها أو اثارة فضيحة...ستجلس قليلاً ثم تنسحب بهدوء....كما وعدتها جولي!!

لكن ما زاد الطين بلة....هو ذلك الشخص الذي دخل المقهى فجأة وبصحبته طفلين صغيرين..يطلبان الايس كريم.....
" حسناً..حسناً....سآخذ قهوة ونتجه الى بائع الايس كريم...اهدآ الآن!!" قال ذلك والبسمة تعلو وجهه.....فسحرت رينيه ووجدت نفسها تنظر بدون وعي اليه وتراقبه...حتى صحت من شرودها على هز ذراعها ...وهي تحس بأنفاس كريهة معبقة برائحة السجائر...فانزعجت كثيراً ونظرت.....فاذا بها ترى بيتر وقد أحاطها بذراعه ووجهه قريب جداً منها.....
" ماذا تفعل؟" وهي تنتفض منه......

قال وقد بدا الانزعاج على وجهه:" مابكي حبيبتي؟؟؟ كنت أسألكي بماذا تسرحين!! لم أنتي عصبية!!"
قالت بحدة:" أنا لست حبيبتك!!!" لكنها لاحظت أن صوتها كان مرتفعاً قليلاً..فنظرت باتجاه يوهان....حتى صعقت ...كان ينظر لها بعينين ضيقتين...مليئتين بالكره والغضب...ثم ما لبث أن جذب الطفلين وخرج مسرعاً..تاركاً الموظف ينادي عليه ليأخذ قهوته...!
" آه لا!!!" وهي تضع يديها على رأسها.......
" ما الأمر حبيبتي؟ لم أنتي عصبية هكذا اليوم؟؟ألم تشتاقي الي ولو قليلاً!!"
انتفضت رينيه بغضب...ونظرت لجولي التي كانت تراقب رينيه بعينين متوسلتين....ثم التفتت الى بيتر وقالت بصوت هادئ ممزوج بالغضب....:" أخبرتك أنني لست حبيبتك...ولم أشتق اليك أبداً...وان كنت عصبية المزاج...فذلك لأنني لا أطيق وجودك قربي...."
قالت ذلك وهي تهم بالنهوض...لكن بيتر أمسك ذراعها مجبراً اياها على الجلوس.....
مما دفع جيك للتدخل:" بيتر!!ليس هذا ما اتفقنا عليه!!أهكذا تثبت لرينيه مدى ندمك؟؟"

شعر بيتر بالاحراج.....فترك ذراع رينيه على مضض....وأما هي فكانت قد بدأت تغلي من الغضب كمرجل نار.......
بادر بيتر باحراج:" اعذريني رينيه!! لم أكن أقصد....لكنني أحبكي...أحبكي ومشتاق اليكي...وأنتي ترفضين حتى الاستماع الي!!فهل هذا عدل؟؟؟"

نظرت اليه رينيه...لم تشعر بانه تغير قيد أنملة....ولكنها من أجل جولي وجيك...ستنتظر قليلاً....لكنها لن ترجع اليه مهما قال او فعل...
قالت بتنهيدة:" حسناً....أنا أسمعك!"

انفرجت أسارير الجميع..باستثناء صاحبة الشأن....لم تعرف لم كانت تحس بانقباض قلبها؟؟؟ربما ما كان عليها اعادة التفكير في موضوع بيتر أو اعطاؤه اي امل!! ولكنها ستستمع فقط...وستقول له في نهاية الامر...انها لم تعد معجبة به!!!
ومما زاد من انزعاجها...هو مغادرة جولي وجيك الى طاولة أخرى....حتى يعطياهما الخصوصية......
ولما كانت رينيه تود ان تقتل جولي على فعلتها هذه...الا أنها رضخت للأمر الواقع....
وبدأ بيتر الكلام....وتلك الابتسامة الصفراء لا تفارقه.....كان يتكلم ويتكلم....ولم تكن رينيه تسمع شيئاً!! لقد كان عقلها في مكان ما....بعيد عن هنا....!!مع ذلك الشخص الذي ربما أساء الظن بها...ولكن كيف ستقول له بأن بيتر لا يعني لها شيئاً؟؟؟يالها من واهمة, ومغفلة كبيرة!!!
أتظن بأن يوهان يهتم لأمرها حتى يغضب ان رآها مع أحد الشبان؟؟ويغار عليها؟؟؟؟لقد جننتي رينيه حقاً!!!ولكن؟؟ماذا كانت تعني تلك النظرات الغاضبة الشيطانية؟؟؟إن لم يكن لهذا السبب..فلماذا اذاً؟؟؟؟؟

ولما تنبهت من شرودها....وجدت بيتر قد أصبح ملاصقاً لها....ويده القذره تعبث بخصلات شعرها...بينما كان فمه ملاصقاً لأذنها...وهو يهمس لها بكلمات قد تعجب اي فتاة...ولكنها بالتأكيد لن تعجبها هي......
انتفضت من هذا الموقف المقرف.....مما أثار غضب بيتر...فقال غاضباً:" وماذا الآن؟؟هل سنستمر طوال الليل نلعب لعبة القط والفأر؟؟؟؟لقد بدأ هذا الامر يبعث على السأم!!"

نظرت اليه رينيه وقالت بسخرية:" أتعلم؟هذه أول مرة تكون محقاً!! "
قالت ذلك ثم أمسكت حقيبتها ونهضت..لكن قبل ان تهم بالذهاب....أمسك بيتر يدها قائلاً بلهجة تهديد:" رينيه!! لن أقبل أن ترفضيني ثانية!"

نفضت يدها وقالت بغضب ظاهر:" لا تلمسني!"
وخرجت مغتاظة....ولكنه لم يتركها...
أمسك جيك ذراعه:" بيتر! هذا يكفي! اتركها وشأنها!!"

لكن بيتر ابتسم بمكر وقال مهدئاً جيك وجولي:" لا تقلقا....سيعود كلانا الى هنا...ولكن بعد أن نسوي أمورنا! انتظرانا!"
وخرج مسرعاً للحاق بها...كانت ما تزال تمشي على رصيف المقهى...وهي تبحث عن سيارة أجرة....لكن الحظ لم يحالفها....
" الى أين؟ لم ننته بعد؟"

التفتت بذعر...لتجد بيتر يقف خلفها وعلامات الشر ظاهرة على وجهه.....لكنها لم تشأ ان تجعله يلاحظ خوفها...فقالت بصوت حاولت ان تظهره عديم الاكتراث.....
" لقد انتهينا منذ زمن بيتر....فكف عن ملاحقتي!!"
وهنا جذبها من ذراعها بقوة اليه..." اتركني أيها الحقير...!!اتركني!!" وهي تضربه بيديها وترفسه بقدميها...ولكن دون جدوى....لقد كان أقوى منها......
" لن أترككي قبل أن نتفاهم يا حلوتي!!"
بدأ الخوف يغزو قلبها...." أنا أكرهك هل تفهم؟؟! لن نتفاهم أبداً....فاتركني بسلام!!"
قال وهو يمرر اصبعه على جانب وجهها...:" آه....هل حبيبتي خائفة الآن!!"
" اتركني...اتركني!!" وهي تحاول الافلات من قبضته....ونجحت فعلاً..ولكن ليس بقوتها...بل من الشبح الطويل الضخم...الذي بدا خلف بيتر...فألقاه أرضاً....
نظرت الى بيتر ..كان يتلوى من الالم.....والدم ينزف من فمه....وهو ينظر برعب الى يوهان........
جذبها يوهان من ذراعها وحمل حقيبتها وهو يهم بالابتعاد بها..لكنه توقف فجأة....واستدار قائلاً
:" ان فكرت بالاقتراب منها مرة أخرى.....سأحطم...؟؟! أتعلم؟ سأجعلها مفاجأة لك!!!"

ثم عاد للالتفات وهو يسحبها خلفه....وما ان وصلا سيارته حتى فتح لها الباب...فجلست وهي ما تزال ترتعد......أغلق الباب بحدة....وجلس خلف المقود....وانطلق مسرعاً بدون أن يتكلم أي كلمة......
نظرت اليه.....كانت خائفة من التكلم معه......لكنها تشجعت وقالت:" أش..أشكرك...لقد أنقذتني!"
نظر اليها بغضب مشوب بالاستهزاء.....ثم تابع سيره......
أصابها الحنق للتكبر والعجب الذي يصيبه..حسناً لقد أنقذها وهي مدينة له...لكن ماهي ضرورة هذا التكبر والاستعلاء؟؟؟ آثرت الصمت حتى لا تحرج نفسها أكثر.....
وما ان وصل بيتها....حتى توقف ونظره مسمر أمامه.....نظرت اليه..." أترغب في أن تتناول فنجان قهوة...؟؟سيكون أبي سعيداً بذلك!"

نظر اليها:" كل ما أرغبه هو أن تكفي عن توريط نفسكي بالمشاكل!! واهتمي بوالدك..بدلاً من ذلك!"
اتسعت عيناها غير مصدقة....كيف يجرؤ على اتهامها باهمال والدها ..والسعي وراء رغباتها والمشاكل ؟؟الى ماذا يلمح الآن....
قالت بغضب واضح" ولكن؟؟؟لم أطلب منك المساعدة!!! أنت من تدخلت!!"
نظر اليها باستهزاء:" كان يهم بسحبك الى أحد الزقاق...وحقاً بدوتي لي قوية ولا تقهرين..؟؟!! لكنني أتساءل لم لا زلت ترتجفين حتى الآن؟!!! "
كانت حقاً ما تزال ترتجف....لكنها لم تستطع اجابته...فقالت وهي تحاول فتح الباب الذي بدا عالقاً أو مغلقاً لسبب ما...." المرة القادمة ان رأيتني أقتل....لا تزعج نفسك بي!!حسناً؟"
نظر اليها بغضب:" انكي فتاة عنيدة....تستحقين الصفع على مؤخرتك كما الاطفال!!!"
" أنا كالاطفال؟؟؟حسناً..وماذا تكون أنت؟؟؟لم لا تعترف بأنك غاضب لأنك رأيتني مع بيتر؟؟؟؟"
تحرك عرق في فكه....ولكنه اكتفى بالنظر امامه والصمت......
شعرت رينيه بأنها انتصرت ولو قليلاً..فأكملت برقة:" ولكنه ليس صديقي ولا يهمني في شيء!!! حسناً لقد كان في السابق....لكنه؟؟اتضح لي بأنه ....؟"

نظراليها وقال بغضب:" هل آذاكي هذا الحقير؟؟؟"
ومع أن خوفه عليها أسعدها كثيراً لكنها قالت بحنق:" وهل تظنني عاجزة الى هذا الحد حتى أتركه يؤذيني؟؟؟لا ...كان على وشك فعل ذلك....لكنني تخلصت منه في الوقت المناسب!!"
تنهد طويلاً...ثم قال بتعب:" انكي متهورة الى أبعد حد.....حتى أنني لست آمن عليكي من نفسكي!!!"
ضحكت رغماً عنها.....فقال بعصبية:" أتجدين هذا مسلياً أيتها المجنونة؟؟؟؟ماهي آخر تصرفاتك هذه؟؟؟متى ستكفين عن جر نفسكي للمشاكل؟؟ "
قالت وهي ترفع يدها الى جبينها وتغلق عينيها.." هاقد عدنا من جديد!" ثم عادت للنظر اليه وقالت وهي تخرج من السيارة وتصفق الباب خلفها بشدة..." سأتوقف عن ذلك....حينما تتوقف عن التظاهر بأنك تمثال حجري!!!!"
كان يحاول بشتى الطرق السيطرة على قلبه الهائج.....لكن اتهامها الاخير...بدا وكأنه الشعرة التي قصمت ظهر البعير..!!.التفت اليها بغضب...فتبدلت ملامح وجهها المهتاجة فوراً الى القلق والارتياع..أتراها بالغت في اثارته؟؟هي لن تتعلم أبداً متى يتوجب عليها ان تصمت...وتمسك لسانها اللعين...لقد قال لها والدها دوماً بأن ذلك سيوقعها في ورطة كبيرة...في يوم ما..مماقد يعطيها الدرس الذي عجز هو عن تعليمها اياه!!.
بدا أن يوهان يفكر كثيراً حتى لا يتهور...!!....حسناً!!هي ليست بحاجة سوا لدرس صغير......حتى تقتنع وتكف عن مطاردته!!! هذا ما توصل اليه عقله بعد طول تفكير....لقد سئم من كبح عواطفه ومشاعره...فليطلق لها العنان مرة....!!كما أنه سئم افتتان هذه الفتاة المجنونة به.....عليه ان يدفعها لكرهه..علها تبتعد عنه وتفكر ملياً في المرة القادمة قبل التعلق بالرجل الخاطئ.
هل كان يظن بأنه يحميها من نفسها..؟؟؟جائز!!....انها متهورة وتحتاج الى بعض الردع!
وهل كان يظن بأنه يحميها من نفسه؟؟؟بل كان واثقاً من هذا! كان مقتنعاً بأنه بات غير قادر على التحكم بنفسه دائماً......, ببساطة...هو لم يعد يستطيع!!!!!
خرج من السيارة واتجه اليها.....ولما أصبح بالقرب منها بدت ملامحه اكثر استرخاءاً وأكثر استهزاءاً كذلك......أما هي...فكان قلبها يدق بلا رحمة.....
تحسس جانب وجهها الناعم بأصابعه الدافئة فابتلعت رينيه ريقها بصعوبة وأغمضت عينيها وبدا لها بأنها ستتوقف عن التنفس ......
ثم مرر اصبعه على شفتيها.....ولهيب الشوق يشتعل في عينيه......فتحت عينيها وقلبها يكاد يسقط تحت قدميها........

قال بصوت بارد كالثلج:" أواثقة أنتي من كلامك؟؟؟"
بالكاد خرج صوتها ....ومع ذلك....قالت بتحدي:" بالطبع أنا واثقة!"
بدا لها الآن أشبه بوحش....كاسر يستعد للانقضاض عليها في عتمة الليل....بدت عينيه..اكثر قسوة وتوحشاً....وبدا فمه الجذاب الآن...أكثر اثارة.
...فتراجعت خطوة الى الوراء....ولكنه أمسكها من ذراعيها بوحشية...وقال وعلى فمه ابتسامة شيطانية....

" كلا يا صغيرتي!!لم يعد هناك مجال للتراجع....!!!"
ثم عاد وهمس في أذنها باثارة وهي تشعر بأنفاسه الدافئة على عنقها..
:" ما كان عليكي ايقاظ المارد!!"
قال ذلك..ثم جذبها من ذراعيها بقسوة ...وضمها اليه بشدة....كادت تكسر عظامها....
أطلقت رينيه تأوهاً صغيراً...لكن يوهان لم يحفل بذلك...بل استمر في عناقه القاسي والمتطلب.....
" أرجوك يوهان..توقف!! أنت تؤلمني!!"

لكنه لم يفعل....حاولت مقاومته..ولكنها لم تزده الا عناداً واصراراً...فشدها اليه أكثر...ولما وجدت نفسها بلا حول ولا قوة....طفرت الدموع من عينيها وكأنها قطرات المطر....
ابتعد عنها فجأة...وحدق بوجهها بنظرات قاسية...وقال بوحشية:" أيعجبكي هذا؟؟أرأيتي كيف أن الدم الملتهب مازال يمشي في عروقي؟؟أيروقكي هذا المارد المتعطش...أم تفضلين تمثالكي الحجري؟؟أجيبيني الآن!!" وهو يهزها بشدة....

ازدادت دموع رينيه:" أنا..أكرهك!!" لم تكن تظن بأنها ستقول له ذلك في يوم من الايام...ولكن ما فعله بها..كان في غاية القسوة والوحشية...ولن تستطيع ان تغفر له ذلك أبداً!!
رقت ملامح وجهه قليلاً...لكنه استمر بذات النبرة الجافة:" وهذا ما كنت أظنه! هيا ادخلي الى البيت وأغلقي الباب!"
استمرت حالة الذهول والحزن..هي لا تصدق ان بامكانه أن يكون بهذه القسوة؟؟لا يمكن أن تكون قد أخطأت!!كانت تعلم بأن يوهان هو رجلها..وبأنه يحمل كل تلك الصفات النبيلة التي تتمناها في فارس احلامها...لا!!لا يمكن هذا!! لا يعقل ان تتحطم كل احلامها في لحظة!!! ..فظلت مسمرة في مكانها...لا تستطيع التصديق بأن الامر انتهى عند هذا الحد.....
فعاود القول بلهجة تهديد وبصوت اشبه الى الصراخ:" هل ستدخلين؟؟أم نقوم بانهاء ما بدأناه؟؟وبالمناسبة...سيكون ذلك في شقتي!!!"

جفلت من كلماته اللئيمة....فهرعت بسرعة الى المنزل....ودموعها لا تكف عن النزول...ولما أغلقت الباب.....
زفر زفرة طويلة.....وضع يديه في جيبيه...وهو يحدق الى السماء...ثم نظر الى القمر...
تذكر حبيبة قلبه...وضوء القمر الفضي يرسم عينها...ثم ابتسم بمرار....
لقد أرعبها حقاً...لقد كانت ترتجف بين ذراعيه..كورقة شجر في مهب الريح...بينما شحب وجهها الجميل..وتموجت عيناها الفيروزيتان بالدموع..وبدتا كالزجاج المكسور!!

لقد أخافها فعلاً وحقق غايته..ولكن؟؟ ماذا لو لم تكن هذه هي غايته؟؟؟؟؟
لقد قارب على فقدان عقله حينما ضمها بين ذراعيه....شعر بأنه حقق أغلى أمنياته..شعر بأنه ملك الدنيا ومافيها.....قام بذلك لتكرهه وقد نجح في ذلك....لكنه خسر نفسه وقلبه لها...بسبب حمقه...وغبائه...اذ ظن أنه قادر على معالجة امر طفلة.....!!
لقد كان مخطئاً..فقد تغلغلت هذه الطفلة في جميع مسام جلده....وجرت في جسمه مجرى الدم...فأنى له نسيانها؟؟؟؟

أطرق عائداً الى سيارته....
وماهي الا دقائق حتى غاب عن الانظار....


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-13, 11:04 AM   #10

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا فانزاتي....رح انزل هلأ فصل جديد...بدل بكرة...بتمنى يعجبكم!!!
ملاحظة: بعرف أنه قصير...بس مرة هيك ومرة هيك....ف بليز لا تضغطوا علي يا حلوين....
بسم الله نبدأ.......

الفصل التاسع
" رجل حياتي!"

كانت مستلقية على سريرها...تفكر في أحداث الليلة الماضية..وتشعر بأسى كبير...ولم يوقظها من أحزانها سوا صوت والدها...من أسفل الدرج....
" جولي هنا!"
استشاطت رينيه غضباً...أتقوى على المجيئ الى هنا..بعد كل ما فعلته؟؟؟لقد خانت صداقتها..وفضلت جيك عليها....ولكنها لم ترد ان تلفت نظر والدها الى شيء..فآثرت الصمت...وما ان قرع الباب....حتى نهضت لتفتح.....فأطل وجه جولي البائس...
نظرت اليها رينيه بغل...وتركتها واقفة على عتبة الباب....ولم تدعها للدخول....وعادت تستلقي على سريرها....
دخلت جولي وأغلقت الباب خلفها ثم جلست قبالة رينيه...وقالت بحرج وحزن....

" رينيه أرجوكي سامحيني....لم أكن أعرف أن هذا سيحدث!!"
لكن رينيه استمرت في تقليب صفحات مجلة قديمة....متظاهرة بالقراءة...ولم تجب....
بدأت الدموع تطفر من عيني جولي...واقتربت من رينيه قائلة بصوت حزين

: رينيه..أقسم لكي بأنني لم أقصد ذلك....وهل أرغب في ايذائك؟؟ألست صديقتك العزيزة؟؟ أيمكنني أن افعل ذلك ان شككت للحظة بأنه سيؤذيكي!! "
رق قلب رينيه فجلست على سريرها ونظرت الى جولي قائلة:" كفي عن البكاء!"
لكن جولي انفجرت باكية...مما دفع رينيه الى عناقها وتهدئتها.....فتشبثت جولي بها وهي تصيح...." سامحيني رينيه...أرجوكي...لم أستطع النوم ليلة البارحة...لم أكن أعرف أنه.."
قاطعتها رينيه:" اشش اهدأي أيتها البلهاء طبعاً أسامحكي فأنتي صديقتي المفضلة بل انتي بمثابة شقيقتي وتعرفين ذلك فلماذا كل هذا البكاء الآن؟؟؟ لقد غضبت منكي وحسب لأنكي لم تحترمي قراري!!"
رفعت جولي رأسها ونظرت الى رينيه قائلة:" أنتي محقة...لكنني آسفة..وكذلك جيك..طلب أن أنقل أسفه لكي...لم نكن نظن بأن بيتر قد ...؟"
" اهدأي الآن....لم يحدث شيء..لقد أنقذت في الوقت المناسب!!"
مسحت جولي دموعها بسرعة..وقالت مبتسمة:" صحيح!! من هو ذاك البطل؟؟"
ابتسمت رينيه وهي تتذكر ملامح يوهان...حتى تورد خديها:" انه..انه الطبيب المتحجر!!"
اتسعت عينا جولي من الدهشة:" ماذا؟ ولكن..أكان يطاردكي أم ماذا؟؟؟كيف عرف مكانكي؟؟"
أجابت رينيه بحيرة:" لقد دخل ليبتاع كوب قهوة مع طفلين......ولا أظن أنه كان يعلم عني شيئاً...الى أن بدأ بيتر حركاته المقرفة...فانتبه لوجودي...ولحظتها تمنيت لو انشقت الارض وابتلعتني....لقد نظر الي بطريقة؟؟؟لن أنسها مهما حييت....ثم انسل خارجاً والغضب يعمي عينيه...!!"
" ومن هما هذين الطفلين؟؟هل هما أولاده؟؟!"
" لا..لا ...فهما أبناء السيد والسيدة بالتيمور والتي هي شقيقته..لقد كنت في حفلة عيد ميلادهما مؤخراً...والتقيت يوهان هناك!!"
" ولكن رينيه؟؟كيف حصلتي عليه...؟؟انه جذاب..ورائع...آه..؟!!! انه رجل بمعنى الكلمة...الرجل التي قد تضحي الفتاة بحياتها لأجل لحظة الى جانبه...!!آه رينيه...انه ساحر وفاتن....!!"
نظرت اليها رينيه بدهشة:" هل ستقعين الآن صريعة هواه!!! ألم تقولي أنتي بأنه طبيب متحجر لا يملك أحاسيس؟؟؟"
" كان ذلك قبل أن أراه...! ولكن؟؟ كيف خلصكي من بيتر..وقد رأيته يخرج للتو مع الاطفال؟؟"
" لا أدري!! ربما اصطحب الطفلين للبيت..وعاد مسرعاً! المهم انه كان هناك وحده...وكان قد أوصلني بسيارته ولم يكن معه أحد!!"
" وتقولين بأنه لا يملك أحاسيس؟؟ "
عادت الدهشة الى رينيه:" ءأنا التي قلت ذلك أيتها المتلونة؟؟!"
" لقد عاد من أجلك أيتها الغبية...وبسرعة البرق!!!"
عاد عقل رينيه للتفكير لكنها عادت تقول بيأس:" لست أفهمه جولي! تصرفاته تفاجئني...لكن كلماته قاسية وجارحة الى أبعد حد!! لا أعرف ماذا أفعل معه!! انه لا يذهب من تفكيري....أحبه جولي...أحبه كثيراً...لكنني لست متأكدة أبداً من مشاعره نحوي!! أشعر بأنه يريد دفعي عنه بأي وسيلة....حتى..وان كان..؟؟التحرش بي؟"
صرخت جولي بذعر:" ماذا؟؟؟هل حاول التحرش بكي؟"
أطرقت رينيه..ثم عاد لتقول:" لقد نعته بالتمثال الحجري...(وهنا حاولت جولي ان تمنع نفسها من الضحك...)..فأراد أن يؤكد لي بأنه شيطان لعين متعطش للشهوة.....جولي كفي عن هذا....أتظنين ما أقوله مضحكاً؟؟؟"
وهنا انفجرت جولي من الضحك...: " آه يا عزيزتي....لقد استخدمتي كلمة ليست في محلها ابداً...لهذا نالك ما تستحقين!!"
" جولي ايتها الخبيثة!! ألم يكن هذا رأيك؟؟؟"
" وأنتي ايتها المجنونة؟؟تنساقين وراء كلماتي بدون تفكير؟؟؟أنا اعترف انني قلت ذلك...لكن بناءاً على كلامك ووصفك للموقف....وكان ذلك قبل أن أراه....وهذا كفيل بتغيير كل شيء عزيزتي!! آه رينيه حبيبتي....متى ستنضجين؟؟؟"
صرخت رينيه بحنق:" كرري ذلك مرة أخرى....وأقسم أنني سأقتلك!!"
ضحكت جولي..وقالت مهدأة...:" حسناً..حسناً لا تثوري!! فلنعد الى موضوعنا....والى طبيبك المتحجر...آه...أقصد..شيطانك المتعطش للدم....(وهي تبتسم رغماً عنها..)..ها؟ماذا حدث بعد ذلك؟؟ماذا فعل حتى يقنعك بذلك؟؟والافضل لكي أن لا تحذفي شيئاً رينيه..أريد التفاصيل المملة!!!"
أخبرتها رينيه بما حدث...ثم جلست على حافة النافذة...تحدق الى الشارع بوجوم.....
ثم قالت بأسى:" كان يريدني أن أكرهه جولي!! أعرف هذا...كان يدفعني لذلك...وكنت أشعر بذلك لحظتها....لكنني اكتشفت بأنني مخطئة!! أنا أحبه جولي...ولست أستطيع كرهه أبداً...أعرف بأنني غبية...ولكن ماذا أفعل ان كنت قد تعلقت به الى أبعد حد!!! أتعلمين؟؟ أتساءل رغماً عني......كيف حاله؟؟كل صباح....وكل مساء!!!..أتساءل...ماذا يفعل الآن؟؟ان لم يكن في المستشفى او العيادة بين مرضاه....فماذا يفعل اذاً؟؟؟هل هو جالس يقرأ الجريدة..او كتاباً علمياً؟؟ كيف يمضي وقت فراغه؟؟؟؟ومع من؟؟؟لابد من وجود أخريات؟؟!!ألا تظنين؟؟رجل كيوهان....أيعقل أن يمضي وقته بمفرده؟؟؟

آه جولي.....في قلبي أنين لا يسمعه أحد!! سأجن جولي...سأجن!!
لكن أكثر ما يؤلمني...هي ساعات الليل المظلمة....الباردة...!! لم يعد باستطاعتي النوم.....وكل هذا بسببه!!! أتعلمين...؟عندما تقعين في الحب...لايعود بامكانك النوم مجدداً.....لأن الحقيقة قد أصبحت أخيراً...أجمل الاحلام!!!
أصبحت كل الليالي موحشة....وأنا أتخيله راقداً في سريره الواسع وحده...لا..لا..بل أنا لا أظن بأنه يعيش كناسك!! هذا النوع لا يمكن أن ينام في سريره وحده....لابد أن النساء يتهافتن عليه....لقد رأيت ذلك جيداً في حفلة عيد ميلاد التوأمين!!
... ان لم يكن هذا هو الحب جولي؟؟؟فماذا هو؟؟ يا الهي!! ماذا يحدث لي؟؟هل بدأت أجن؟؟؟"

كانت جولي تستمتع الى صديقتها وهي تدرك ألمها....لكنها عادت تقول بمرح:" حسناً صديقتي...أؤكد لكي بأنكي لم تبدأي بالجنون....لأنكي مجنونة أصلاً منذ؟؟؟؟منذ أن عرفتكي!!"
نظرت اليها رينيه بحنق..ثم رمتها بوسادة ناعمة كانت تستند اليها....." أنتي لا تحتملين!!"
قالت جولي وهي تضحك:" لم أكمل بعد أيتها العاشقة!!"
أشاحت رينيه نظرها عنها قائلة بلا اكتراث:" ان كنتي ستستمرين بسخريتكي الرائعة..فلا تتعبي نفسكي!!"
" عزيزتي..أنا أفهمكي...وأفهم مشاعركي!! ولكنكي تعذبين نفسكي هكذا؟؟لايجب ان تفكري فيه كثيراً بهذا الشكل؟؟لأنه..ان لم يكن مقدراً لكما أن؟؟"
" لا تكملي جولي.... أرجوك...أنا أعرف هذا..لكنني لا اقوى على سماعه منكي !!"
حكت جولي رأسها وهي مستغرقة في التفكير, ثم لمعت عيناها وقالت بحماس:" لا يوجد الا حل واحد لمثل هذه الحالة!!!"
نظرت اليها رينيه كأنها تستنجد, فأردفت جولي:" الازعاج والاصرار!!!"
ظهرت الحيرة على وجه رينيه...." لم أفهم!!!"
اقتربت جولي من رينيه وعيناها تشعان بالحماس:" عليكي أن تظهري أمامه باستمرار...لا تتركي له فرصة ليضعك على الرف! أصري على زيارته وامضاء بعض الوقت معه.."
أطرقت رينيه:" ولكن؟؟ قد يرفضني....أو يطردني!! قد يسمعني مالا أطيق سماعه!! أو قد يحاول ان يرعبني مرة أخرى!!فما العمل؟؟!!"
" هو يرغب فقط في ارعابكي...لكنه لن يتمادى الى الحد الذي تخشينه..لهذا!! أثبتي له كم أنتي مندفعة في حبه..وبأنكي لا تخشين شيئاً الى جانبه..بل عالعكس...عليه ان يعرف كم أنتي تثقين به!!!"
" لا أعرف جولي؟؟"
أمسكت جولي يدها وقالت بحنان:" عزيزتي رينيه...هل يوهان هو رجل حياتكي؟"
ابتسمت رينيه وقالت وهي تتطلع الى الأفق:" آه!!انه هو!!...ولا أحد غيره!"
" اذاً عليكي أن تتحملي ضريبة حبه!! فهل أنتي مستعدة للقتال من أجله؟؟؟"
نظرت رينيه الى جولي وظهرت في عينيها علامات الاصرار والارادة:" أنا مستعدة!"
ابتسمت جولي:" اذاً سنعمل على البدء منذ الغد!!"
قالت رينيه وهي تشعر بالفرح العارم :" ماذا سنفعل غداً؟"
أجابت جولي بفخر ومكر:" ستقومين بالهجوم على الطبيب المتحجر...وعلى أرضه!"
صرخت رينيه:" ماذا؟؟"


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مكتمله, breeze, العمر, الكاتبة, night, زهرة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:51 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.