آخر 10 مشاركات
حَمَائِمُ ثائرة! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          جدائلكِ في حلمي (3) .. *مميزة و مكتملة* سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] بسمة مدفونة في خيالي ، لـ ضاقت انفاسي (الكاتـب : Topaz. - )           »          منحوسة (125) للكاتبة: Day Leclaire (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )           »          من هو الإسرائيلي رون آراد الذي حذر أبو عبيدة من تكرار مصيره؟ (الكاتـب : اسفة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-14, 10:05 PM   #21

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(بعثـــــرة روح )
التـــــــــــــــــــــا ســـــــــــــــع عشـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــر....
/ انوار /
مستحيل الساعه طافت الخمس... قربت الشمس تطلع.....وماجد ما وصل... لا فيه شي اكيد فيه شي.... يارب يارب استر....
جاها صوت من وراهـــا : انـــوار!!
التفتت للصوت بفزع : آ آآ عمتي

قربت منها ام فهد بقلق وهي تعدل شيلتها: في شي يمه...ليش نازله هالحزه
بلعت انوار ريقها .. وحركت ايدها بعشوائيه: ماجد عمتي مارجع من طلع... قلبي يبي يوقف من الخوف
همست بوجل: يارب سترك ...وين قال رايح
هزت راسها : ماقال ولا تكلم... بس..طلع بعد ما كلم نواف
تنهدت وقالت تطمنها: خلاص اجل اكيد عند بيت بوفيصل
انوار بانفرج: تهقين يمه ؟اكلم بيت عمتي؟
: لا يا انوار شوفي الساعه كم اخاف نرعبهم او....
: لا يمه اكيد قاعدين ع الصلاه ...اكيد ... انا اطلب رهف واسالها
هزت ام فهد راسها واتجهت انوار للتلفون
: الوو
رد عليها صوت مبحوح : الو
انوار بتردد: ..احلام..انتي قاعده
صرخت احلام: انوااااااار... شلونها رهف...
انوار : رهف؟
احلام : أي أي...طمنينا عليها انوار شلونها
انوار : احلام... اشفيج شنو صار.. شفيها رهف
احلام : ماجد... اخذها مع امي.... ما تدرين
انوار : لا لا ... لحظه...ماجد جاكم..
هزت احلام راسها: أي كان هنيه... واخذ رهف وامي
انوار صرخت: وين
احلام بعبـــــرهـ وهي تتذكر حالة رهف: المـ ــ ـسـ ـتشـ ـفى
انوار : احلام فهميني اشفيها رهف شنو صاير
.
اخذت ام فهد السماعه من انوار وافزعها الحديث اللي سمعته...
.

ام فهد تشد قبضتها على السماعه : احلام يمه شنو صاير
احلام : عمتي احنا بروحنا... رهف تعبت واخذوها المستشفى...وعمي بوحمود امسكوه...ونواف مو عندنا...خايفين عمتي
/ مقر عمر /
شد قبضته على ذراع نواف ودزه في الغرفه باخر الممر
صرخ نواف بالم: فــــــــــــهد
فهد : اششششش تبي تفضحنا... عمر اسمي عمر...
قفل فهد الباب
ومسك نواف رجله بوجع..: على فكره تراني مصاب اذا ماعندك خبر
فهد ياشرله يقعد: لا عندي ... اقعد استريح..../ وتوجه فهد لقنفه يمين الغرفه قعد عليها
توسعت عيون نواف يستوعب: فــــهـــ .... عمــــــــــر تراني مو قادر اصبر دقيقه بعد وانت قاعــ.....
قاطعه فهد : تقدر...
ودفع بجسمه لقدام وبنظره جــاده لنواف : بتنطـــر.... وغصبا عليك..
صرخ نواف عاقد حواجبـــه: عمـــــــــــــــــر
قام فهد صوبه بغضب : تحسب اني بطلعك ...(عقد حواجبه ) انت مجنون تطلع بمنع التجول؟ لا ومصاب بعد؟
نواف مسح على شعرهـ بتوتر..ضاقت الدنيا فيه وافكار توديه وتجيبه :
فهـد يطمنه : نواف ... اهدى شوي...السرعه ما عمرها حلت موضوع...الا اورثته الندامه
ضيق نواف عيونه بقلق واضح وهو يطالع فهــد
مسك فهد كتفه ..وابعده نواف بغضب هامس : اهــــــــــلي...اهلي يا فهد
فهد: واهلـــي... والا في فرق بيني وبينك ؟!!
...
سكت نواف

وساعده فهـــد انه يقعــــد..
فهــد: اسمعني يا خوي... طلعتك ... تزيد الوضع سوء وما تحله...الطريق مسدود وحضر التجول قائم واطراف المنطقه مازالت مطوقه .. فكر معاي... فكر معاي بشي عقلاني
هز نواف راسه: ماقدر....... كل شي مسكر /واشار باصبعه لراسه / هذا ...مقفل... مقفل يا فهد ما عاد يتحمل شي ابد..
فهــد بثقه: ندبرها ... ندبرها ان شاءالله.....
/ المستشفى /
صافح ماجد الدكتور بامتنان وشكر...
ماجد: مشكور دكتور الله يعطيك العافيه
الدكتور: العفو ماسوينا الا الواجب...
ماجد: نقدر نشوفها الحين
الدكتور: أي تقدر كان ودنا نخليها تحت عيونا.. بس انت عارف الوضع...ما عاد فيه امان ...
هز ماجد راسه باسى : أي عارف... الله كريم...
: اذا رجعت لها الحاله على طول جيبوها ..بلا تاخير..
هز ماجد راسه : ان شاءالله...اممم دكتور فيه لها علاج او ...
الدكتور: للاسف... اللي عندنا نستخدمه للحالات العاجله... وخاصه هالوقت تكثر عندنا مثل هـ الحالات الانهيار والصدمات العصبيه والنفسيه..
ماجد: ع العموم ما تقصر دكتور ...كفيت ووفيت
الدكتور: فمان الله
إنصرف الدكتور وتقدمت ام فيصل بتعب واضح وارهاق ونفس متقطع..: ها بشر يا ولدي
ماجد : الحمدلله .. الحمدلله على كل حال يا عمه ...
العمه بقلق : يعنـــي؟!!
ماجد: نقدر ناخذهــا...
تنهدت براحه : الحمدلله ... الله يبشرك...يا ماجد الله يبشرك... ها ادخل لها
هز ماجد راسه وهو سرحان بامور وافكار غزت راســـه وادوشته لدرجة الانفجار....
الكلام اللي قالتــه عمته كبير... وموجــع..
رهف بنت مساعد...مساعد عمه...معقول كل هالسنين ومحد لمح او عرف..
معقول التكتم على هالخبــر..وصل لهالدرجه... خمس(تعش ) سنه ..
مسح وجهه بتوتر.. وضيق ...وهو يذكر الافكار اللي دسوها براس رهف على عمها مساعد..عشان تتركه وتكرهه..وتتحسن حالها بعد ما تعبت عليـــه لما سافر..وثانيه بعد ما مات...

يالله شي ما يدخل العقل...
يعني حبها له وتعلقها فيه شي فطري طبيعي بنت لابوها ...واحنا لمناها عليه...وانتزعناه منها..بالقوهـ
آخ
الله يرحم حالج يا بنت عمي...

آخ يا مساعد...الله يرحمك....
ما كان ذنبـــه الا انه صاحب قلب وحق وكرامــه
أحب...وانظلم...وانتقم...

بعثــرة روح "
تلفتت حولها ودارت نظراتها تتفحص المكان....الهدوء ... الريحه اللي انتشرت فيه..الهمسات القريبه .. والحركه الغير اعتياديه كلها تزيد من التوتر اللي سكن جسمها
شدت قبضتها على اللحاف الابيض.. واثنت ركبها متكوره على نفسهــا..

رفعت نظرها للمتشحه بالسواد اللي دخلت من الباب ...
تعلقت نظراتها الخايفه بذيك النظرات الحزينه المنكسره...من هالانسانه قدامها..
رفعت ام فيصل برقعها ..مع شبح ابتسامه راسمته على شفاهها ...وعيونها تنزف الدمع اللي فاضح حزنهـا

شدت رهف قبضتها ع اللحاف اكثر ... زادت من تكورها .. توسعت عيونها زادت دقات قلبها تسارعت انفاسها...بلعت ريقها و.....
صرخت
: برآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآ
/ مقر عمر /
سكر عمر سماعة التلفون وعيون نواف تبتلعه..
نواف : ها..

عمر: اطمن.. المنطقه الحين آمنه.. كانت فيه حملة تفتيش...البارحه..لكن الحين كل شي هادي..
نواف: زين ليش ما يردون على التلفون؟
عمر: الخطوط فيها خلل تشبك وتقطع... لا تشيل هم يا نواف ... انا دزيت واحد من الشباب يطمن عليهم... لا تحاتي..
فز نواف قايم: يالله قم تحرك...والا خلني اروح ما ظل عندي صبر
/ السعوديه / بيت بو بــدر /
دخل يعدل قترته والهم اكل منه كثير... عيونه الغايره وجهه الحزين جسمه اللي نحل...
باس راس ابوه وقعـــــــد...

: شلونك يالغالي..
ابوه : نحمدالله...شلونك انت... وشلون بنت عمتك..
: الحمد لله..
ابوه : معزم يا بدر
هز بدر راسه : ان شاءالله..
رغم الحزن والالم ..همس له : الله يوفقك ويحفظك ...
ابتسم له: ولا يحرمني منك يالغالي..
: زوجتك درت؟
: لا يبه..للحين...
: متى على الله تروح؟
:بعد ثلاث ايام..
: ومتى ناوي تقولها؟
: بعد ما نرجع من العمــــره
ابوه باستغراب : العمرهـ ؟
هز بدر راسه: .. بعد شوي ان شاءالله ماشين...باخذها للحرم ونقعد يومين هناك لعل يطمن قلبها وتهدى نفسها...
: زين تسوى يا ولدي... ونعم الراي
بدر فز قايم: تآمر على شي يالغالي
ابو بدر: سلامتك ياولدي... ما وصيك.. دربالك على زوجتك وعلى نفسك..
: لا تشيل هم..
: اصبر عليها ياولـــدي... وطول بالك ...
: لا توصي يالغالي.....
: الله يحفظك ويبارك فيك..

/ بيت حمود... /
تمددت ساره على السرير.. بقرب ريم تنومها .. وصقر يلعب لعبة الاتاري ...عطاها له مشاري ولد بوسعود...هديه...مشاري عمره 6 سنوات .. ويحب هالاتاري حيل .. لكن من عرف ان صقر واهله تركوا بيتهم واغراضهم وانهم تعرضوا للموت....حاول انه يقدم العون والمساعده..حب يجبر قلب صقر ولو كان هالشي يكلفه لعبته الحبيبه..
:صقر يوقف اللعبه ويلتفت لامه : ماما...
ساره: همممممم
: ماما متى نروح بيتنا..

تنهدت ساره واصابعها تلعب بشعر ريما: ان شاءالله .. ان شاء الله قريب يا صقر قول يارب ..
صقر ببراءة الاطفال : يارب... / سكت وكمل /ماما عصفوري الحين جوعان...ما عطيته اكل ولا ماي...
تامل عيون امه الدامعـــه...ولما ما لقى منها جواب...لف صوب التلفزيون يكمل لعبته..
تمتمت ساره لريم بصوت هادي تطبطب عليها بحنان لعل النوم يغزو جفونها..

لولواش..لولواش...يابنيتي لولواش
نامِي نُومْــتِن هنيه نُومْتِ الغزلان في البريه
نامِي نُومْــتِن هنيه نُومْتِ الغزلان في البريه
نامي ولج ربٍ لا ينــآم
نامي ولج ربٍ لا ينـــآم...

لُــولُــوَاش..لولواش..
/

فتح الباب ونادى باعلى صوته : سارهـ ... سارهـ ...
وصلها صوته.. سحبت جسمها بحذر .. وغطت ريم...
طلعت وهي تهمس : هلا وغلا
ابتسم وفتح ادينه لمها وباس جبينها: ابشرج
رفعت راسها وتوسعت عيونها ونظراتها عانقت نظراته ...: قـــــــــول
توسعت ابتسامته...وقال بحماس: انقبلت..

لا هذا اخر ما توقعته...مستحيل....لا.... كشت الابتسامه... وتغيرت ملامحها....سحبت نفسها منه تحاول تخفي الدموع اللي غزت عيونها...
سحبها له ورفع راسها...: افا..توقعت بتفرحين لي..
: سكتت..وفاضت دموعها
: ليش هالدموع زين؟
علت شهقاتها وضمها له يهديها
: سارونه ...فديتج بس ..
: لا تروح .لا تتركنا ...تكفى يا حمود..
: ساره انت اللي تقولين هالكلام....
: لا تروح...
: لو مارحت يا ساره...لو ما تحركت.... مالي وجه ادخل الديره بعدها...
: زادت دموعها ...: مابي افقدك..

وهمس باذنها بحب
: اللي كاتبه ربج يصير...

/ سيارة عمــــــــر /
نظرات سريعه اختلسها عمــر لنواف اللي باين عليه التوتر والقلق .. كان عاقد حواجبه واصابع ايده احاطت ذقنه .. بحركة تدل على السرحان ..والتفكير العميق...
قطع فهــد الصمت بكلمات.....
:نواف شنو اخباركم... اخبار اهلي بعدي...
همس بعد صمت: الحمدلله على كل حال.../ والتفت له / ضايعين .. بضياع الديرهـ كلنا ضايعين..يا فهـــد
فهد: امــــــي
نواف : صلبه... الله يصبرها ...
.فهد كانت اخبار اهله عنده اول باول.. واتصالاته ماشيه.... لكنه باسئلته يحاول يطلع نواف من الجو اللي هو فيه .. لا يقتل نفسه بالتفكير ...
فهد: خواتــي... ومنال..
تنهد نواف وباختصار : كلهم بخيـــــــر...حتى جيرانا واهل منطقتنا ...والمناطق المجاوره كلهم بخير ويسلمون عليك...
ضحك فهــــــد
وهمس نواف : بـــس..!
فهـــــد كشت ابتسامته واقلقته نبرة صوت نواف : بس!!
نواف : ياسر... قلبي ماكلني عليه يا فهد..
فهد: ليش..شنو فيه؟
التفت له نواف بجديه وقلق واضح..: طلع من الديرهـ للسعوديه يوصل امانه .. بس...ما جت منه اخبار..ولا حتى عند المجموعه... اللي ذبحتهم انا بالاسئله وما ألقى منهم جواب...
توسعت عيون فهد صدمه هالشي ما وصله خبر عنه ولا درى فيه.. شلون.. ومتى ...وليش ... : سال مفزوع : متــــــــــــى؟؟؟!!!
نواف يجمع ذاكرته :من يومين ..
فهـــــــــــــــــد : أي مجموعه ؟ لا تقول الجهـاد؟
نواف : الا هي.....قبل المداهمه كلمتهم وطلبوا مني نسخ من الملفات اللي عندهـ.....يرسلونها مره ثانيه.. قلبي مقبوض يا فهد...ومابي اصدق...
تذكر فهد الاخبار اللي وصلته عن نشاط المجموعه... وعن الشباب اللي طلعوا بالملفات... اخبار... شغلات...ما جمع خيوطها....ما قدر يتذكرها..لكنها ... بجملتها ما تطمن... ما تطمن ابد..
فهد بانزعاج: ليش ما قلت يا نواف ليش
نواف : هذا انا قلت لك .. شنو اللي تقدر عليـــه؟ ....اذا تقدر على شي رَيِحني.. وسوَه
سكت فهـــــــد... وبادله نواف السكوت...والتوتر واضح على كل منهم ....
من حركة اصابع فهد على السكان بعشوائيه
الى اهتزاز رجــــــــل نواف بعصبيه
فهد: راح أقطك على بيتكم واطلع مشوار ضروري...
التفت له نواف: وين ... ما تتحرك خطوه بدوني..
فهد : مو وقتـــه...يا نواف..خلنا نختصر الوقت..
نواف باصرار: وين
فهــد: .. بسوي اتصالات مهمه...وضروريه .. ما ارتاح قبل ما اطمن على اخوي..
/ عند بيت بوفيصل /
وقف السياره والتفت لعمته بعيونه الناعسه المرهقه...
ماجد: انطركم في السيارهـ
ام فيصل : ادخل يا ماجد لا تقعد بروحك..
ماجد : لا يالغاليه.. بس عجلوا انتم ولا تجيبون معاكم شي ..
هزت راسها: ان شاء الله...
نزلت ام فيصل على عجل...وادخلت داخل...
انفتح الباب ونطوا امل واحلام وام حمود بوجهها
واول ما شافوها صرخت احلام بفرحه : يمــــــــــه
نزلوا هيفاء وعبير ومها اللي كانوا يتسمعون من فوق الدرج..
نزلوا على عجل ونظراتهم تلتهم ام فيصل وتنتظر جواب..

احلام تساعدها..وعبير تمسك ايدها الثانيه لحد ما جلست
ام فيصل تلتقط انفاسها : يالله بسرعه.. ماجد ينطرنا بره

احلام : ماجد...وين ....ورهف
ام فيصل بتعب واضح: بعدين بعدين...البسوا عبيكم ويالله لازم نطلع من البيت..
عبير: وين نروح
ام فيصل: لبيت ماجد...بسرعه يالله ما فيني نفس اتكلم
انتشروا البنات...عدا ام حمود وبناتها
ام فيصل تلتفت لها : شلونج يا ام حمود
ام حمود تمسح دموعها اللي ما وقفت : شلون البنت؟
هزت راسها بتنهيدهـ : الحمدلله..قدر الله...
ام حمود: طمنيني عليها
ام فيصل: بخير بخير يام حمود لا تشيلين همها...
ام حمود: الحمدلله..
ام فيصل: وانتي يام حمود... تروحين معانا..
ام حمود : لا يام فيصل انا ماطلع من هنيه
ام فيصل باعتراض: وشلون تظلين بروحج
ام حمود باصرار : ما اطلع لين يجي بو حمود
ام فيصل : يام حمود قعدتج هنيه خطر عليج وعلى البنات ما تدرين باي ساعه يجون مره ثانيه
: لا يام فيصل والله ما تحركت من هنيه...لين يجي بو حمود
ام فيصل: لاحو ولا قوة الا بالله...
ارجعوا اجتمعوا البنات والبسوا جاهزين يطلعون...
ام فيصل لبناتها وبنات حمود: روحوا انتوا مع ماجد..وانا بقعد مع ام حمود..
عبير باعتراض: لا يمه مانروح بدونج:
ام فيصل: اسمعي الكلام يا عبير
هيفـاء بعبره: لا يمه الله يخليج..
ام فيصل :يا بنات .. احنا لاحقين فيكم ان شاءالله..ما يصير الليل الا تلاقونا عندكم ...
اعترضت هيفاء ومعاها عبير...وهمست احلام
: ليش يمه خلينا مع بعض
: بنرد نجتمع يا احلام... ما يجي اللي الا واحنا كلنا في بيت ماجد ...

هزت احلام راسها ومسحت دمعتها
ام فيصل يالله توكلوا على الله...
امل بتردد: عمتي خليني معاكم..
ام حمود: لا يا امل روحي انتي ومها معاهم..احنا لاحقين فيكم ان شاءالله
امل : بس امي
ام فيصل تطمنها: انا معاها..ونواف جاي ان شاءالله لا تحاتين يمج
مها قربت من امها : انا ما اتحرك الا مع امي
ام فيصل: مها مو وقته يالله تحركي
تشبثت بذراع امها: ما اتحرك لو على قص رقبتي ما اتحرك
ام حمود: روحي يا مها قعدتج ماهي نافعه..روحي يمج
مها: لا يمه لا يعني لا والله ما اتحرك من هنيه الا معاج...
ام فيصل : خلاص يا احلام توكلوا على الله...تاخرتوا على الولد...
وصلتهم ام فيصل عند الباب.وهي توصيهم ..وتدعي لهم..
: دربالكم على نفسكم..احلام دربالج على خواتج..
هزت احلام راسها..
وارتمت هيفاء بحضن امها...لمتها وهي تدافع الدموع اللي ما وقفت اليوم
وحاشرت عبير هيفاء بحضن امها...واحلام تراقب من قريب...بصمت .. وحزن .. والم

ودعت امل عمتها وهي تهمس ببكا : ما اوصيج على امي
ام فيصل تطمنها: لا تحاتين ..يا بنتي اختي وبعيوني
/ سيارة ماجد /
سلموا ..البنات..
ورد ماجد السلام..
وانحشروا كلهم ورا..
انتظر لحظات قبل ما تكلمه احلام : امي ماراح تجي يا ماجد ..
: رفع نظره للمرايه اللي قدام بصدمه : ليش؟
احلام: ام حمود مو راضيه تتحرك بدون عمي...وامي ظلت معاها
تنهد ماجد وهز راسه: لا حول ولا قوة الا بالله...
( حرك السيارهـ )

كانت السيارهـ هاديه الا من شريط سورة البقره للشيخ الشريم
وشهقات من قلوب مكلومه وحزينه ومفجوعه..تنطلق
أحيان...وتنكتم احيان ثانيـــه..

بعــد مشــوار صــامت...
همست احلام بتردد : مـ اجـ ـد...
وصله صوتها الضعيف...مد ايده وطى صوت المسجل شوي ورد عليها: سمي
احلام : رهف شلونها
سكت ماجد شوي..وهز راسه..الحمدلله...
احلام وخوفها دفعها لمواصلة الكلام : وينها فيه
ماجد: بالمستشفى...بقطكم...واخذ امي نروح لها
احلام : حالتها خطره
ماجد: نتفاءل خير يا مَـــرَة اخوي..(زوجة اخوي)
/
آه...خنجــر ثالثـــــــــ يطعنها ما تتحمل...

طعنــة دخول الجيش واسر عمها
طعنـــه خبر رهف ومساعد اللي للحين ما شفت فضولها منه..رغم اللي قالته مها لهم بالغرفــــه من الكلام اللي سمعته بين نواف وامه...

والحيـــــن ياسر...آه اسمـــه...بس اسمـــه يوجع بهاللحظات..
ليش تجيب سيرته..يا ماجد...ليش انا ناقصه...

<< ليش انتي نسيتي يا احلام عشان تتذكرين؟!
>> لآ بس ع الاقل أقنع نفسي بالنسيـان
آه يا ياسر
آه..يا قلبي....وينك فيه....

انقطـــع الحديـــث..
وعلا ماجد على صوت القرآن....
ورجعت الشهقات تشق الصمت من جديد....

/ سيارة عمـــر عند بيت بو فيصل /
نواف : انطــرك تطمني...
فهد بهمس: ان شاءالله... عندك سياره والا اتركها لك
نواف: لا لا خذها عندي سيارة فيصـ .... وعمي ..
فهد: اجل توكل على الله
نواف قبل ما ينزل: فهد.. دربالك على نفسك..
فهد : الله الحافظ...
نواف : فمان الله...
نزلت بعجل وخطوات سريعه على الدرج تسابق الدقايق والثواني..
التقطت انفاسها وارخت حجابها وفتحت باب الممر..راسمه على وجهها ملامح الحزن والالم والخوف
شهقت : نواف << ونزل فيضان دموع من عيونها
تراجع منفجع مصدوم ...توسعت عيونه ..بصدمه
كملت صياحها : نواف الحقنا ...الحقنا يا ولد عمي مالنا غيرك...
اصدمه الموقف اذبحته الكلمات....مها..وصياح ودموع ... نسى حتى عمه بو حمود .. وراح بـاله وتفكيره على طول لامه وخواته ....
هم انه يدفعها يشدها بعنف عن الباب اللي حبسته بجسمها وسندت عليه ظهرها ..هم يدفعها ويدخل عشان يطمن على اهله....بلع ريقه تلفت يمين شمال ... البيت هادي وساكن الا من وجودها...
صرخ : امي وين
اشرت بيدها : داخل .. مافيها شي..كلهم مافيهم شي كلهم بخير .هئ... بس .. بس انا هئ .. احنا..هئ..ابوي ابوي هئ هئ
تنهد وتذكر أسر عمه بوحمود...تذكرصوت مها نفس الصوت اللي سمعه يستنجد فيه...اشفق...وهز راســه : ادخلي.. ادخلي يا مها ونتفاهم داخل
زادت شهقاتها : تكفى نواف رجع ابوي ..تكفى انت سندنا الحين و مالنا غيرك
هز راسه وتنهد باستغفار .. يصير خير يصير خير يابنت عمي ادخلي .. ونادي امي.....هزت راسها ومسحت دموعها بشكل مأساوي وحزين...
فتحت الباب ودخلت تنادي بصوتها المبحوح: عمتي.. عمتي..
ثواني وصلها صوت ام فيصل يرافقه طيفها من بعيد لين قربت بجسدها المنهك بالحمل الثقيل اللي صار على كتافها...
لمحت طيف نواف .. وحست بهموم الدنيا تنزاح عنها...ابتسمت هاتفه باسمـــه
: نـــــــــــــواف
ابتسم وقرب منها .. باس راسها... ولما شاف دموعها ضمها لصدره اللي وجعه بقوه
: افا يالغاليه.. كله ولا دموعج... عسى ما شر..
كانت مها قريبـــه... تراقب الوضع بوجل وخوف.. خايفه ان عمتها تقوله شي يقلبه...او يخرب المخطط اللي رسمته من ساعات...
اركضت لامهــا وخبرتها بقدوم نواف...لعله عنده حل لابوها..
نادته ام حمود بعد ما لبست عباتها وبرقعها..ورفعت ام فيصل راسها من صدرهـ واشرت له يدخل..
مشى ورى امــــه اللي سبقته للصالــــه ...
تنحنح .. دخل وسلــم . بصوت واضح .... وردوا عليه السلام ... والاصوات المبحوحه من امه وام حمود تُنبئ عن صياح سابق وبجي حاد...
جلس بقرب امه ..وعلى شمالــه .. مها بقرب امها
نواف: افا يام حمود... عمي ما عليه الا العافيــــه... لا تشيلين هم..
ام حمود من بين شهقاتها: شلون وهم خذوه قدامنا وما قدرنا نسوي شي... حاسه اني ماراح اشوفه بعد
نواف : عمتــي اذكري الله
صاحت مها وغطت وجهها بدينها : لا يمه.. انا اموت لو صار ببوي شي.. لا تقولين يمه فيني ولا فيه....مالنا غيره ... وين نروح...
نواف : مها.. اذكري الله انتي بعد... عمي ما عليه الا العافيه..
مها بين دموعها وشهقاتها: لو شفتهم يا نواف شلون دخلوا... وفتشوا البيت .. والا شلون جروه معاهم ... واحنا مابيدنا شي.....
نواف نزل راسه وشد على قبضة ادينه... مجرد انه يتخيل رجال كلموا اهله يشعل النار بصدره فكيف بجنود ما يخافون الله وجيش ما يعرف الرحمه ولا الحُرمه
سأل: متى كان؟!!
مها تمسح دموعها: الليل.. طفت الكهربا...ورجعت شبت لكنهم حوطوا المنطقه ودخــلوا البيوت..
نواف: قالوا شي ؟ اسالوا عن شي
ام فيصل بوجع : سالوا عن فيصل
التفت لامه بصدمه ...تاملها بصمت لحظات يسترجع ذاك الاسم...
فيصل
فيصل
صورتــه ضحكتــه
شد على قبضته .. بعد ما اخذ نفس ...يخفي صدمته وألــــمــــــه.....
ونزل راســــه يخفي عيونه اللي تلونت بالحمـــــــار... مجرد اسمـــه يعيد فتح الجرح.. وينثر عليه الملح....

ســاد صمت لحظات.. قبل ما يرفع راسه ويتلفت بفزع
: وين البنات؟

ام فيصل تمسح دموعها: راحوا مع ماجـــد لبيته
عقد حواجبه: ماجد...كان عندكم
دارت عيون مها بخوف...وانقبض قلبها وقلب ام حمود..تدري شنو يصير لو درى نواف باللي صار بين مها ورهف...
وردت ام فيصل : أي واخذ خواتك عندهم...
نواف: زين سوى .. وليش مارحتوا معاهم؟
ام فيصل : عمتك ام حمود ما رضت تطلع من غير عمك...
التفت لام حمود اللي ارتفعت شهقاتها وفاضت دموعها....واحضنتها بنتها
نواف : يام حمود ... لج مني وعد... اذا مو اليوم باجر عمي بوحمود عندج...وقدامج
ام حمود ترفع راسها: ياليت يا نواف ياليت
هز راسه بثقة: خذيها مني كلمه.. وماثنيها باذن الله..
شدت ام فيصل على ايده... والتفت نواف لها : يمه البنات كلهم بخيــــــــــر؟
التقت نظرات مها بنظرات ام فيصل...
صمـــــــــــــــــت... امتزج بضياع الاحرف والكلمات...سرحان قطعه صوته الشاك
: ام فيصل؟
بلعت ريقها..وهزت راسها : كلهم بخير...
اطلقت مها انفاسها المحبوسه براحه.. ورجع الدم يتدفق بعروقها ...
فز قايم : خلاص اجمعوا اغراضكم وخلونا نلحق فيهم...
ام حمود : بس
رد: والا ما تثقين بنواف ...
رفعت ام حمود ادينها تدعي: عسى عين امك ما تبجيك يا ولدي
طلـــــــع...نواف والحقتـــه ام فيصل.بعد ما شهقت شافته يعرج...
: نواف اشفيها رجلك؟
: انتبه لعرجته.. والتفت لامه بابتسامه : مافيها شـــي...
قربت منه : نواف لا تجذب
: يالغاليه ما فيها الا العافيــه...يالله اخلصي وعجلي عمتي..
: وين رايح..
: ابي شغلات من المكتب...يمه في شي؟!
تعلقت نظراتها الخايفه فيه...وابلعت ريقها.....
....ظلت مها مع امها واعتراض على الخروج من البيت
مها: يمه تكفين لا نطلع.. وين نروح لناس ما نعرفهم
امها: يا مها مهو وقت نعرف وما نعرف.. الناس الحين بمصيبه محد يفكر هالتفكير
مها: انا ماني متحركه الا مع ابوي
امها بغضب: مها
مها: ماراح اترك هالبيت ...ولا راح اروح بيتها...
رفعت امها اصبعها تهدد لكن مها استعطفتها ..
: يمه .. ابوي ...ابوي يمكن يرجع هنيـــه.... يمكن الحين يرجع والا بعد شوي ... وما يلقى احد...
/ المستشفى /
" بعثــرة روح "
مسك ايد امه قبل ما تدخـــــل : يمه ما وصيج..
: لا تخاف يا ماجد...لا تخاف...
سمت بسم الله ودخلـــت..
فزت اول ما سمعت صوت الباب....تسارعت انفاسها .. وزادت دقات قلبها
تنتظر الجــأي..

وصلها صوت عمتها المضطرب: رهف
همست وماسمع صوتها غيرها: برآآ
ام فهد تقرب: يمـــه رهف..انا عمتج...
تمتمت بصوت واطي اقرب للهمس: برآآآ
قربت ام فهد منها وهي تهمس بحنان ..
: عيوني انتي .. روحي .. رهوفه بنتي.
طالعتها رهف بعيونها..الحايره...الخايفه... المضطربه..
قربت ام فهد تأملتها بحنان ومسحت على شعرها: رهوفه...اشتقت لج ..
حركت شفاهها الجافه وابعدت ايد عمتها عن شعرها: مابي احد
توسعت عيون ام فهد..وانصدمت بردها...رغم انها فاهمه الوضع .. وماجد حطها تحت الامر الواقع
لكن رهف اخر من تتوقع تتصرف معاها جذي...رهف عمرها ما كشرت بوجه احد..ولا رفعت صوتها بوجه احد

استعطفتها: حتى انا؟!...انا امج...
صرخت رهف بهستيريا
: لااااا مووووووو امـــــــي....

: حاولت تهديها : رهف...
دفعتها بشراسه وعنف :لااااا ... مابي...مآآبي....مابي احد ...اطلعوا بره..
ابعدوا عنـي......ابعدوا عني.....

ام فهد من بين شهقاتها: ليش يمه.. ليش ...
صرخت بهستيريا : كلكم جذابين... كلكم ... وزادت شهقاتها...ما ابيكم...اكرهكم
وسدت اذونها : برآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
/ بيت بوفيصل /
مشت بانتصار بعد ماقنعت امها انها تظل في البيت...
وبجذي تظل عمتها....والاهم نواف...
ماراح يقدر يخليهم بروحهم...

قربت من باب المكتبه بعد ما سمعت اصواتهم فيه..رتبت شكلها وحجابها .. ودخلت.. لكن انصدمت باللي تشوفه..
رفعت ام فيصل راسها وشافت مها عيون ام فيصل الفايضه بالدموع..
: آآ عمتي...
التفتت مها لنواف اللي حاضن راسه بيده..وفز اول ما سمع صوتها..

ام فيصل اشرت لها براسها تطلع...
لكنها مو مستوعبه الامر للحين....
بلعت مها ريقها .. وهي تشوف نواف يقرب منها وعيونه تشتعل نار..
مها : نــ .. عــ ..
قامت ام فيصل وامسكته من ايده
ام فيصل: نواف لا احلفك بالله... احلفك بالله يا نواف ...لا...
دفع امه .. وتراجعت مها بخوف...والدموع نزلت... لكن .. هالمرهـ حقيقيه..
ارجعت امه مسكته .. وتعلقت فيه وهي تشاهق
: نـــــــوآف
صرخ : يمـــــــــــــه...اطلعي...م نهـا
ام فيصل: لا يانواف...تراهي ما تحلك بنت عمك...ما يصير تلمسها ...انت رجال يا نواف ما تلطخ ايدك في حُرمه..
صك على اسنانه بقوهـ .. واشتعلت عيونها نــار .... وصــدره يرتفع وينزل بقوه .. ومها تحس الموت منها قاب قوسين او ادني
ضربه وحده منه بحالته هذي يمكن تنزلها سابع ارض
ام فيصل: نواف اذكر الله يا نواف .. اذكر الله ...
تعالى صياحها مستنجده: عمـــــــتي..
تُــــــــــفُـــــــــــ ـــــو
تـــــــــفـــــــو
تــفــــــو
شهقــــــــــات متواليــــــــــــــــه
ام فيصل
مها
ام حمود .
اللي لحقت صياحهم...
رفع اصبعه بوجهها ...اللي غطته بدينها ....بعد ما علمت عليه رسالة نواف..
نواف: والله لولا انج حرمه..ولولا هيبة الشيبه اللي ما يندرى بحاله ..ولولا احترامي للي واقفه وراج....و.. وراي لانتي اليــــوم وانعالي يا مها واحد ... اكرمكم الله
صرخت وارتمت بحضن امها ..
: انا في السيــــاره..
سبقهم بخطوات ما يحس فيها انه يمشيها على الارض..
والتفت بقهر للي صرخت بامها : ماراح اتحرك من هنيــــه..
صرخ باعلى صوته وجحظت عيونه نار : انتي آآخر وحده تتكلمين
/بيت ماجد /
تحسبت الجده بصوت عالي من قوة قهرها وألمها
: حسبي الله ونعم الوكيل ... حسبي الله ونعم الوكيل....

مسحت احلام دموعها : والله لو شفتي شكلها والا شلون طاحت.. جدتي تعور القلب
ضمت الجده راسها بدينها...تحاول تفكر .. تحل هالمصيبه اللي جت بوقت مو متوقع...ابد..
رفعت راسها : نواف وينه؟ وينه فيه
هزت احلام راسها: مادري... اكيد في العيادهـ....بس ما رد اول ما اتصلنا عليه
الجده بجديه: نواف وياسر... لازم اشوفهم يا احلام..لازم يمس
احلام بعبرهـ: ياسر...
الجده: يــاسر صارله يومين ما شفته...مدري وينه فيه..ماغيره يقدر يقنعها ..ما غيره وغير نواف....
/ بغرفة منال /
شهقوا مع بعض.....
منال – انوار – مريم
منال : عبير انتي شتقولين
عبير : والله هذا اللي صار...
انوار : الله اكبر... شنو هذا.... يالله وين احنا فيه...مستحيل مستحيل اصدق
منال بانفعال وتوتر: اسكتي اسكتي يا انوار شوي خلينا نفهم والتفتت لعبير
: كملي عبير كملي
عبير: هذا الي صار... مها سمعت امي تكلم نواف.. وامي ما كانت تدري ان مها تتسمع لها ..
انوار: شنو سمعت عيدي .. عيدي خليني استوعب شي...
عبير : سمعت منها سر عمره خمس تعش سنه... محد كان يدري عنه غير امي وجدتي وخالي بوياسر الله يرحمه..
انوار: شلون شلون محد درى ولا احد حس... ياربي مو معقوله...مستحيل اصدق
منال بغضب : انوار اسكتي خلينا نسمع والا اطلعي بره
فزت انوار قايمه : أي ابطلع ... لان هذا كله جذب...جذب ومستحيل اصدقه
واضح انه من انسانه مريضه ..ومقهوره << كانت تقصد مها..

نزلت امل راسها .. بضيق .. مهما كان.. فـ مها اختها...
طلعت انوار وسكرت الباب وراها بقوه
/ الصــالــه /
احلام: جدتي...ليش كل هذا صار... ليش خشيتوا على رهف ابوها...وخشيتوا علينا كل هالسنين..
تنهدت الجده وهي تمسح بقايا دموع بوجهها: لجل امور كثيره يا احلام...كثيره.يمس..خوف عليها...خوف منها...والا نسيتي مساعد الله يرحمه

هزت راسها: ما نسيته....ولا نسيت الاكاذيب اللي دسيناها بسببكم بعقل رهف عنه..

: كان لمصلحتها يا احلام...والا نسيتي انها وصلت الموت بعد فراقـــه
شهقت احلام: والحين وصلته مره ثانيه... والله العالم شنو يصير بعدها
الجده: بس يا احلام بس
انوار بصدمـــه: يعني صج...
التفتوا لها..احلام وجدتها...كانت نازله على الدرج...
انوار توقف بنص الدرج شاده قبضتها على السور: صج اللي سمعتـــه...صج يا احلام؟ صج يمـــه؟
الجده: اذكري الله ونزلي...
انوار ما زالت بصدمتها..تكمل: رهف بنت مساعد؟....كل هالسنين.وهي بنت عبدالعزيز...ومساعد عمها...شلون..يعني انا بنت عمها..ومنال مو اختها..
ليش ليش كل هذا؟....فهمونا ليش....

الجده : انوار..
اشرت انوار على نفسها : وانا...ومنال...بنات منو؟.... مو بعيد نكون بنات عمي صالح...والا
صرخت الجده: انوووووووووار....
طلعت انوار تركض على الدرج بصياح لغرفتها....
نزلوا البنات ...ومازالوا في الصدمـــه
وانخرطت احلام في بكا عميق ..ضمتها الجده لها تهديها..
قعدت هيفاء على الدرج...خارت قواها
واحظنت امل عبير...تهدي عليها
وتسندت مريم على الطوفه...تسند ضعفها

وهمست الجده بالم: يالله انك ترحم حالنا...يالله انك تلطف فينا...

/ المستشفى /
" بعثرة روح "
سابقت خطواته انفاسه.. رغم اصابته رغم ألم الجرح الا ان الجرح اللي بقلبه اكبر والم قلبه اعظم
شق صفوف المراجعيــن والمرضى...
تلفت يدور على اثر يدله او طيف يعرفه...
توقف لما سمع صوت ماجد يناديه : نواف
التفت يدوره .. والمحه جاي من ممر طويل متجه له
تحرك نواف صوبه وهمس بقلق وخوف : وينها..
ماجد: مع أمي
نواف: شلونها
: صعبه.. صعبه حالتها يا نواف...
بلع نواف ريقه واشاح في بصره عن ماجد..وتقدم بخطواته في الممر
اللي حس بطوله...وبضيقه...وبكآبته..وظل مته..
خفف سرعته لما لمحها...
بين عمتها وبين الممرضه...
كانت تصارع.. ماتبي تتحرك...
ثيابها... شكلها....صراخها...
حجابها اللي يرتخي وترجعه الممرضه بيدها...

قرب بذهول وصدمـــه
لمحته رهف...بين دموعها..وانينها...
تعلقت نظراتها بعيونه...
ونظراته بعيونها
تجمدت خطواتها وانكتمت انفاسها توسعت عيونها وفتحت حلقها تبي تصرخ تستغيث لكن شهقت باكبر فرحه
نواف..
تحررت من ادين عمتها والممرضه....
واسرعت له..

وسط ذهول عمتها....ماجد......وسط ذهول نواف نفســــه...
توسعت عيونه....لقربهـــا ... وفتح ادينه اللي لمتها بقوه....
وحنان.... والم.....
ضاعت شهقاتها بصدره....
وانينها بقلبـــــه
طوقته بادينها الضعيفه
وتمتمت بكلمات...اخرها

: تكفى لا تخليني......
/ مقــر عمـــــر /
حاول قد ما يقدر يسيطر على الخوف اللي سكن صدرهـ
والتوتر اللي سرى بجسمــه

هذا خامس اتصـــال يجرونه ...وما في جديد
المصير مجهــول...
ما بقى قدامهم الا آخر امل....المصدر الرئيسي.. والمسؤول عن المنظمه...مو سهل انك توصلـــه او تتعرف عليـــه مهما كان..
فالسريه مطلوبه..بهالامور...
رن التلفون ...
ورفـــع السماعه بشغف وتوتر وقلق
سكت ينطر الاجابه قبل ما يســال....
لكــــــــن
ما جاه جواب...
همس عمـــر: الو
صمت
فتح عمر حلقه يعيد النداء : أ.....
ووصلته الاجـــابه
: ابشــــــــرك الملفات وصلت...والمعلومات بامان


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-14, 10:45 AM   #22

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجزء العشـــرون
// زوبعـــات المــاضي //
بوياسر : .../ تنهد بقهر /القضية سكرناها من ثلاث سنين .. والخبيث رجع وفتحها...
مســاعد ينفث الدخان بعد ما سحبه من سيجارته : عارفه الخبيث...ولا راح يسكره ... وبين كل فتره والثانيه يفتح الملفات ونسكته بكم ألف

بوياسر : خلينا نعطيه ونفتك من شرهـ بس
مساعد : لا يا عبدالعزيز المرات اللي طافت تصرفت بشورك بس هالمــرهـ انا اللي راح اسكر هالموضوع وبطريقتي...
بوياسر : مساعد لا تكفى الله يخليك يكفي اللي جانا منه..ومن خالك..
مساعد باصرار: والله ما راح اتركـــه يا عبدالعزيز... ماراح اتركه لين آخذ بثار بدريه...وابرد النار اللي بجوفي...
بوياسر بغضب : مو هي اللي أنكرتك...ووقفت معاه!!
سحب بقهر من السيجاره ونفثه بقهر اكبر : يكفي إني ما وفيت بوعدي لها وحميتها منه....
/ وركز نظراته بالطفله الدبدوبه بشعرها الاسود المموج وعيونها السود وغمازاتها الناعمه .. جايه تركض صوبه وضحكاتها تسبقها /
/ طفى السيجاره وفتح ادينه لها... وارتمت بحضنه بشوق...وعانقت رقبته بدينها الصغيره/
همس مساعد وهو ضامها لصدره بقوه: يكفي انها ارسلت لي احلى هديه بالدنيا...(وضيق عيونه بالم ) وكانت حياتها السبب...
تنهد بوياسر وهو يتذكر البنت الصغيره قبل ثلاث سنوات اللي جت مع مرسال .. ورساله...
عرف بعدها من مساعد انها بنته..وبنت بدريه...وامنته على حياتها...ووصته عليها .. وحذرته من زوج امها وخالها ...

كتموا لحظتها الامر وتستروا عليه.. وما عرف بهالشي الا مساعد وبوياسر ...
وماهي الا ايام حتى سمعوا بخبر وفاة بدريـــه...الخبر اللي حرك المارد بروح مساعد وعقله وقلبه...
بوياسر يسحب منه رهف ويبوسها..: والبنت؟
مساعد يتاملها بالم...وحزن: نكمل اللي اتفقنــا عليـــه...
توسعت عيون بو ياسر... وهمس مساعد : ماني ولد دنيــا يا خوي... ايامي معدودهـ ... وحياتها معاي حكم بالموت ولو تاخر التنفيذ....
// بيــــــت ماجـــــــد //
/ الصالـــه /
مسحت ام فيصل دموعها بعد ما شرحت اللي صار ...
وكملت ام فهــد اللي صارلهم بالمستشفى..
الجده تحاول تستوعب: يعني؟
ام فهد: مارضت تجي معاي... قامت تصارخ وتصيح...زين الله رحمنا بنواف
ام فيصل بقلق: والحين وينهم فيه ... وين راحوا..
ام فهد : الحقونا... تلقينهم في الطريق.....
فزت الجده قايمه... وامنعتها ام فهد..
: مو الحين...يمه .. خلي نواف يكلمها ويهديها...راح تقتنع منه...
الجده: لا حول ولا قوة الا بالله....
قبــــل 15 سنــه
/ بيت بو ياسر /
* بوياسر مع الجدهـ *
بهمس يناسب سكون الليــل والجلسـه الشبـه سرية اللي محتوية الجده وولدها بو ياسـر في الصــالـه..
الجده : انت ما قصرت ياولدي..اللي عليك سويته وزود...هالولد اللي مهوب راضي يجيبها بر.. من مصيبةٍ للثانيه...
مسح بوياسر وجهه بتعب وردد بهمس : اخوي يالغاليه اخوي... ووصية الغالي الله يرحمه...
الجده : وانت كفيت ووفيت.... وما عليك قصور...لا تظن يا عبدالعزيز اني اقول هالكلام لانه ولد آمنـه...لاآ .. تراه بحضني من عمره ثمان سنين...
بوياسر :..انا وكلت اكبر محامي له... وزوج امها هالحقير.. نشوف اذا نقدر نسد حلقه بكم الف...
الجــده بتحســر : حسبي الله عليه ونعم الوكيـــل... /سكتت / ورفعت راسهـا بخوف وقلق / انتبه لنفسك يا ولدي...هذا انسان ما يخاف ربه...ولا يحسب حساب لعقابه...
بوياسر : الله ما يرضى بالظلم ...ومثل ما انسجن الخال النصاب خمس تعش سنه مصير هالحقير يلحقه باذن الله
تنهدت الجــده بالم : الله كريم.... الله كريم يا ولدي..
.../ بوياسر بحيرهـ /: اللي يقهر ... انها تحبه وتبيه ... ليش أنكَرَت.. ليش وقُفَت مع زوج امها ؟ واتهمت مساعد ..بهالتهمه...
الجده بحزن : .ياما حذرناهـ ... ونصحناهـ ... لكنه عنيد ..هالولد عنيد...
انتشـــــــر الخبــر في الجريــده بما ان مسـاعد له مركزه .. ومكانتـــه..الاجتماعيــه.... استغلهـا زوج ام بدريه ... وشهر فيه من خلالهـا...
صرخت ام فيصل : بعد كل المشاكل اللي جرجرنا فيها وراه توصل فيه تهمة خطف واعتداء...
ام فهد تهديها : ام فيصل .. انتي تصدقين هالكلام عن مساعد...
: مو مهم اصدقه والا لأ .... المهم الحين .. المحكمه ... ماراح تعتمد على شهادتي وشهادتج...
ام فهـد بتوجع :.. والله مسكين هالولد... من مصيبه للثانيـــه
ام فيصل بحرقــة : منو جابها له؟.... مو هو اللي يركض ورى المشاكل والمصايب../ صفقت كف بكف/ يالله ارحمنا واستر علينا...
ام فهد: لا حول ولا قوة الا بالله...
ام فيصل بقهـر : والحين...خاطف البنت .. ومتزوجها من ورى اهلها... الناس شنو تقول عنا...وين نودي وجوهنا من خلق الله وين
الجده همست بعد صمت : شيخه لا تكبرينها وهي ما تحتاج... مساعد متزوجها على سنة الله ورسوله...
ام فيصل : ومنو يصدق..يا يمــه .منو...
الجده بثقه رغم الالم اللي يعتصر قلبها : الله يشهد...واحنا لزرم نصدقه..
ام فيصل بغيض: عشان ولدنا لزوم نصدقه؟ تعالي فهمي الناس وقوليهم..وين عقد الزواج وين الشهود . / مسكت راسها بالم./ آه ياربي خلت الديره الا من هالبدريه...
الجــده رغم انها مو مؤيده افعال مساعد...لكنها فاهمته...وعارفتــه عـدل.. مو هو نسخة زوجها الله يرحمه؟...ولنفس السبب اللي تزوج فيه ضاري " الجد" من آمنه " ام مساعد " تزوج مسـاعد من بدريه...
همست الجده : وعـــد......ووعد الحر دين يا شيخه...
// بيـــت مــاجـــــد //
وقف السياره...بقرب السور الاخضر اللي محوط المزرعه... قدام البيت الكبير ..طفى المحرك...وسحب المفتاح ...وقبل ما يفتح باب السياره...
سكــن ثواني ثم التفت لها . ...قاعده على يمينه .بصمت. مثل وضعها من فتره .. ساكته...منزله راسها .. ومشبكه ادينها بحضنها....
عطاها ابوها دينار مستانسه فيه...ومن الفرحه عزمت مريم اختها عليه
وطلعوا بالخفاء للبقالــه براس الشارع..
اشتروا بسرعه حلويات بفك وكتكات وآروا وعصير وعلوج..
وحاولوا انهم يرجعــون قبل ما يحس فيهم أحد..

تباطأت خطواتها...وهي تشوف ذاك الجمع من البنات وحواليهم الصبيان يلوحون بالعصي والصخر ...بشكل تهديد
كانت بينهم ذيك البنت سميره.. وقحه سليطة لسان ... كانت رهف دايم تشكيها لمساعد ويأدبها ...
واقف يمها اخوها سلمان اللي كان يخاف يطلع من البيت بسبة مساعد ..

طالعتها رهف بعيون متجمده فيها الدموع....
ونار تشب بجوفها....لنظرات السخريه اللي تشوفها بعيونهم...
والكلمات الجارحه اللي يطلقونها..

سحبت مريم ايدها بخوف : يالله رهف..خليهم يولون...
ماالتفتت لها رهف ..ونظراتها متعلقه بذيك العيون الساخره...

ودها تذبحها تقطعها تشرب من دمها..
شدت على الجيس اللي بيدها وكملت طريقها للبيت..

وقفها سلمان يصرخ باعلى صوته : يا بنت اخو مســاعد.عفوا المجرم السفاح...
الكل :هههههههههههههههههههههههه� �ه
رفعت رهف نظرها لاخو البنت تافخ صدره ونافخ ريشه هََـــه الحين مسوي فيها رجال..؟
سميره : ..عمج اللي تتفاخرين فيه طلع مجرم. نصاب..سفاح قاتل يا بنت اخو مساعد ..
تعالت الضحكات حولها من البنات...واغلبهن خوات هالبنت وبنات عمها..
شدت رهف على قبضتها واسنانها وبكل قوتها مسكت دموعها لا تطيح..
سحبتها مريم من ايدها : يالله رهف ما عليج منهم...
تحركت رهف..ووقفها سلمان بالعصا اللي مدها قدامها..
على وين...للحين ما صفينا حسابنا...
طالعته وتوسعت عيونها السوده ... وسط صياح مريم...وضحك اللي حوله...
سلمان : غريبه ما قلتي (ويقلد صوتها ) والله لنادي عمي مساعد....
رهف: ارتجفت شفايفها...وارتخت قبضتها...
كمل بسخريه : ...آه اسف نسيت انه الحين خايس بالسجن ...
تسارعت انفاسها...وتدافعت الدموع في عيونها...
استمر الحديث الساخر......وبقت رهف على حالها...صامته....ساكته....
ما تقدر ترد...تحس بضعف....لاول مره تحس بالضعف عن الدفاع عن بطلها...اسطورتها

لكن
شلون...وصورة مساعد بعيونها...وعقلها....مثل ما يقولون بالفعل
مو هذا اللي عرفته من اهلها ؟ ماطلع مسافر...ولا راح يرد
مساعد قاتل...

اسرعت مريم متفلته تطلب النجده..من ديوانيتهم القريبه..
قال سلمان ملتفت للبنات : منو يبي يبرد حرته
سميره اول المجيبات : انا انا...
قهقه سلمان : بس مو قبلي....رفع حاجبه .مركز نظراته الحاده برهف وحرك العصا يضرب فيها راحة ايده يخوفها
همست رهف : لو انه موجود ما تجرأت تطلع من باب غرفتك .... وقف حركته مصدوم / .وكملت رهف يالجبان
توسعت عيونه..واندفع الدم بوجهه...
وسط صمت الكـــل..
صرخت : جبآآآآآآآآآآآآآن...
رفع ايده بغضب وغمضت عيونها بخوف....لكنها رجعت فتحتهم لما سمعت صراخ ياسر..يتبعه نواف..وماجد..
اركضت لياسر اخوها...واحتمت بظهرهـ...
انحنى لها يشوفها ...يطمن عليها واندفع نواف بغضب وغيض يفجره بسلمان....
والحقه ياسر بعد ما تاكد من سلامة رهف ..وانطلقت نيرانه لسلمان واللي معاه...
ولحقهم ماجد يفرق بينهم...ويفك النزاع...
طـــــــــــآآآآآآآآآآخ.... .....طــــــــــــآآآآآ آآآآآآآآآآآخ
رفع ياســـر ايدهـ لخده اللي طبع فيه كف ابوهـ
واكتفى نـــواف .. بانزال راســــــه بعد الكف اللي حصله هو الثاني...
وانحشرت هي بالزاويــه وعيونها تراقب بحذر وخوف المعركـــه..بين شهقه ودمعه
بو ياسر : والله ثم والله لو سمعت واحد منكم .. عادها ما يلوم الا نفســــــه
وصرخ باعلى صوته : مفهوووم
ياسر : يرضيك يبه اللي يقولونه عن عمـــــــــــــي...
رفع اصبعه يهدد : مالك دخـــــــــــــل
نــــواف : اللي يسب خالي يسبنـــا
التفت له بو ياســــر
وكمل نواف بجرأهـ : ماراح اسكت واللي يقول حرف ارد له بعشـــــــــــــر ولو على قص رقبتــــــــــــي...
صرخ فيه : نـــــــــــــــــــــــو اف
نــواف : هذا مساعد يا خالي
بوياسر : يستاهل اللي جـــاه كله من أيـــــده
نواف: لانه رجـــــــــــال...
زم بوياسر شفايفه ....ورفع ايده بغضب لتطبع الكف الثاني على خد نواف...
احمرت عيونه وهمس متراجع : لوتخليت عنه يا خالي ولو كلكم تخليتوا ... فانا لا...
التفت بوياسر لياسر اللي همس ممسك بيد نواف: ولا أنــــــــــــــا..
صرخ فيهم بقوه وغضب ووجع قلب لانهم جوا على الجرح : برآآآآآآآآآآآآ
ماكان ليخذل اخوه
مو هو اللي يتخلى عنه
محد وقف معاه كثره
لكن
الحدود اللي ماقدر يرسمها لمساعد ويحافظ فيها على حياته ..لازم يرسمها لعياله وعيال خوانه
خسر واحد
مايبي يخسر غيره

سحب هواء...واكتمه بصدره ثواني ثم طلعه من صدره بهدوء
نواف بهمس : يالله يا رهف...
التفتت له وانتبهت انهم وصلـــوا ...ابعدت نظراتها عنه...حركتهم يمين يسار .بهروب...ضعف... ورجعت نظرها لتحت ... من ركبوا السياره وهي ماحطت عيونها بعيونه....شبكت اصابعها بقوه.....ودها تتكلم... تقول....تطلب منه طلب...لكن خنجر الحقيقة اللي ألقتها مها مازال مغروس ....
همس : ماراح اخليـج راح كون معاج يمج.../ سكت./ يرضيج؟!
حست براحه بامان ...ومدت ايدها المرتجفه فتحت الباب...ونزلت....
ولو انها ماردت عليه لكنه عارف انها تبي هالشي...
عارف الشعور المؤلم اللي يكتسحها الحين...عارف مقدار الانكسار والذل اللي يعتريها بهالوقت....

// بغـــرفــه فيــهـا البنـــات //
انوار بغيض : ودي اذبحها... ودي اقطعها باسناني....يالله ميته قهررررر
احلام : بسج يا انوار...والله كلامج لايودي ولا يجيب...خلينا بالمهم..
انوار: أي مهم يا احلام..اي مهم بعد المصيبه اللي جابتها بنت عمج مهوي لنا....
منال تهدي الوضع : اشش فشله اذا مو عشانها عشان اختها وامها...والله ما يستاهلون

تنهدت انوار بغضب وكتفت ادينها على صدرها..
واردفت احلام : تراهي بنت عمي غصب مو طيب...يعني ما اخترتها...بعدين خلاص اللي صار صار مانقدر نقدمه ولا ناخره..
انوار : استغفر الله....والحين...شنو الحل..
منال : اهم شي ما نحسس رهف ان في شي تغير مازالت اختنا ( والتفتت للبنات ) ومازالت بنت خالكم...
سحبتها انوار من الحوش....ومن قمة اندماجها باللعب...اطلقت صرخاتها
: لاااااااااا بلعب.....بلعب

سحبتها من ايدها بلطف للصاله....واشرت لها تقعد
هزت رهف راسها بملل : مالي خلق
انوار تفتح الكتاب : باجر عليج اختبار ولازم تدرسين..
رهف بعبرهـ : حافظــــــــــــــه
انوار : ميخالف اراجع لج واتاكد...
قعدت رهف بضيق : اوووف
انوار :يالله نبدأ 5 × 1 =
رهف وعيونها على الحوش الباين من الدريشه والبنات اللي يلعبون : خمســــــه
: 5×2 =
على اعصابها : عشــــــــره
انوار : 5 × 4 =
رهف متمدده على القنفـــه....واصبعها يرسم الجواب بالهواء : عشرين
انوار: 5×5 =
رهف بنفس وضعيتها : خمســـه وعشرين
انوار رفعت حاجبها بخبث: 5×3 =
رهف بتملل :ثلاثيـــــــن
انوار: ثلاثين بعينج....
التفتت لها رهف وبعدها استوعبت الخطأ وان انوار اكتشفت لعبتها....قامت تضحك....: هههههههه
انوار تهددها...حافظتهم بالترتيب ها....
انفجرت رهف بالضحك....وشاركتها انوار...
قلبت انوار الصفحات ..وسط ضحكها مع رهف .../بس كشت ابتسامتها وعقدت حواجبها مستغربه
: كان خط رهف.. معلمه على كل صفحات الدفتر الاخيرهـ بـــ
: اكرهك يا مساعد اكرهك ...اكرهك ....ما احبك...ما احبك...اكرهك...
بلعت انوار ريقهــــا ... وهي تشفق على حال اختها اللي كانت متعلقه بعمها وراسمه له صورة البطل..الهمام.. وفجاه طلع من حياتها...
ملطخ باكاذيب وكلام زور بس لاجل تنساه وتبعد عنه
ماكانت تحب هالتصرف منهم..
لكن التعذر بسلامتها...والخوف من انتكاستها...
التفتت رهف لانوار : خلصنــا
انوار بلعثمه : آ... لـ ...اي أي خلاص...روحي ..
انوار بهمس : حسبي الله ونعم الوكيل...
// مقـــــر عمـــــــــر //
خالد : بشـر لقيته؟...
عمر يسكر التلفون: لا يا خالد..محد يرد على تلفون البيت... ارسلت لهم وائل يطمنا...واذا مارد خبر بطلع بنفسي اشوف اللي صاير
خالد يقعد: لا حول ولا قوة الا بالله... نواف مو من عادته ما يتصل او يطمنا عليــــه
عمر بقهر: وانا قايل له اني برجع له...يعني ما يكون اللي منعه الا شي كبير
خالد : اطمن مافيه الا الخير ان شاء الله... اطمن يا عمر...
عمر يتنهد : الله كريم ... شلون اهلك تطمنت عليهم ؟!!
خالد : الحمدلله .. الوالد واخوي ثامر قايمين بالواجب ..بلغني ثامر. احتمال انهم ينتقلون من البيت هالفتره...
عمر: عسى ما شر...
خالد: بهالاوضاع ما تتطمن لشي...وما في امان... لازم نضيع اثرنا كل فتره وفتره.. خاصة ان اخوي مفقود وما منه خبر لحد الحين....
عمر: اخوك؟
هز راسه: أي اخوي وليــد ...
عمــر :متى وشلون فقدتوه ... ؟
خالد :.. فقدنا الاتصال فيه من اول يوم بالغزو...طلع قبل الفجر للداوم ..و ما سمعنا بعدها منه اي خبر....
عمر : شنـو وظيفتـه ؟؟
خالد: طيــار
عمر: عطني معلومات عنه... وابشر بالخير ان شاءالله
توسعت عيونه فرح : صج تقدر يا عمر
هز راسه : قول ان شاء الله
خالد بحماس: ان شاءالله.... ياليت يا عمر والله انك تقدم اكبر خدمه ...خاصه للعجوز اللي ما غمضت لها عين..
عمر وعوره قلبه لما تذكر حال امه ومنال : ما يصير الا الخير باذن الله.....
خالد : عمر!!
عمر رفع راسه ووقف عن الكتابه: سم
خالد : سم الله عدوك......شلـــــــون تعرفت على نواف؟....
تجمدت ملامح عمر.... واردف خالد باعتذار : اسف ان كان فيها فضول.. بس انا رفيج نواف من عمر من ايام الدراسه.. ما عمره جاب لي طاريك او اسمك...وأحسكم الحين تعرفون بعض اكثر من اخوان؟..
سكت عمــر لحظات.. ثم رد باستدراك : لك حق تستغرب.........
<< طـــــــق طـــــــــــــــــق...>>
التفت عمر للبـــاب... ومثله خالد
/ المزرعــــه /
كبيره وواسعه طول وعرض...اكتست ارضها بالعشب الاخضر المصفــر من قلت الماي والرعايه.....وامتلت نواحيها بانواع الاشجار الذابلـه ... من نخل وسدر وغيره...
وشقت ارضها اخاديد الماي الجافه هنيه وهناك وبين النخل والشجر...
شد قبضته على ايدها وسحبها برفق وسط المزرعــــه ....وانقادت معاه بصمت...
قطعوا مســــافه على العشب الميت..الذابل ... الشبيه بروحها بهاللحظات
مشوا حتى وصلوا للديـرفه / الارجوحه / اللي تتوسط المزرعه...بكرسي كبير مريح وفاخر..مقلم بالازرق والابيض وفوقها مظله بحجم الكرسي مزينه
اطرافها بحركة الموج والهدب الابيض

اشر لها نواف بيده ...وقعدت.....
و... قعــد يمهــا
صمـــــت
ســـرحــــــان
ما يقطعه الا صوت اهتزاز الديرفه...واصوات الرصاص البعيد...بين حين وحين...وأصوات السيارات الماره بين فتره والثانية بالشارع الرئيسي.....اللي يطل عليه البيت...
تضيع الحروف..فضلا عن الكلمات بمثل هالمواقف ... من وين يبدا الواحد وبشنو يتكلم....موقف صعب ..والموضوع اصعب...
همست : بوحمود ... رجع ؟
التفت لها .. كأنه اصدمه سؤالها...هي باي حال وتسال عن عمه بعد.....
هز راسه : بيرجع ان شاءالله بيرجع...
همست وعيونها بالارض: أي تكفه...لا تخليهم يؤذونه
نواف: يخسون ماراح يحوشون منه شعره....
رجع الصمــت
وتحركت الديرفه...حركتها .تشبه تحرك الافكار براسهم...واحوالهم بالدنيا مابين صعود ونزول...وتقدم وتاخر...وتباطئ وتسارع
صحه ومرض...حياة وموت....ماضي وحاضر....حب وكره .. تضحيه وخيانه...
كل هــ الامور الانسان فيها متارجح مابين هذي وتلك....

وقف تارجحها برجله اللي ثبتها على الارض... يهييء الجو للحديث الجاد وعم السكون المكان
انحنى بجسمه لقدام...وتنهد.بمراره..عقبها همس
: ما تبين تعرفين شي؟
اكتفت بهز راسها / بالنفي / اللي لمحه بطرف عينه...
قال: خوف ...والا... تنزهـ
همست بالم : لـ ثنين..
نواف بطولة بال : ليش
/ المدرســـــه /
سرحانه باللي شافته امس بالصندوق....اكيد ما كانت الجده تسمح لها بفتحه... لكنها استغلت طلعتها من البيت لبيت عمتها ... ودخلت غرفة الجده .. كانت تدور البوم الصور اللي اخذته منها ..او تكتفي بصوره وحده لو لقت له... تبي تشوف ولو رسمه..ولو صورة بلا مشاعر ولا احاسيس... اشتاقت له صار.. ممنوع عليها تذكر اسمــه او تسال عنه ولا عاد ينطري ذكره في البيت مثل اول.. سافــــر.. وطول الرجعــه.. ويا خوفها ما يرجـــع... كان كل مره يوعدها انه ما يطول... الا هالمرهـ .. اشتاقت له اشتاقت له موت...موت....
اخيرا لقت صورة ..توسعت ابتسامتها وضمتها لصدرها بشوق...
رجعت تتاملها... كانت صفحه قديمه حيل من جريده مسفطه ..توسطتها صورته..وخبر بالخط العريض مكتوب فوق الصورة.....حرفته حتى قرته...لكنها ما فهمته...

وصلتها صرخــه باسمها : رهـــــــــــــــــــــــ ـــــــــف ..
: فزت رهف ودارت بنظراتها المفزوعه بوجوه الطالبات ...حتى تعلقت بنظرات الابله الغاضبه ...قدامها...
الابلــه : وبعدين معاج ؟ بشنو سرحانه يارهف...؟
بلعت رهف ريقها...وتوسعت عيونها اللي برقت بالدمع ... وهزت راسها بالنفي...
هزت الابله راسها وابتعدت عنها وهي تقول : انتبهي... انتبهي يا رهف ...
شبكت رهف ادينها بحضنها...ونزلت راسها..لتتحرر خصلات شعرها المموج على وجهها ... والافكار تدور براسها مو راضيه توقف.. مو راضيه تهدأ... امواج مضطربه.. واعاصير...وبرق ورعد...براسها...
رفعت راسها مع رفع اصبعها فوق...والمحتها الابلــــه...من بين البنات.. بنعومتها وشعرها القصير المزين بوردتين على الجانبين.. وعيونها الواسعه..اللي تخفي كثير وكثير...وانحفرت على خدودها غمازتيــن حلوين لكن اختفى عملهم من الاسابيع الماضيه...فقلما يظهرون....
قطعت الابله شرحها .. وهزت راسها بابتسامه ..: نعم رهف..
رمشت بتوتر...وقامت وقفت على رجولها بأدب ../ بلعت ريقها بقلق وهمست بصوت واطي متردد : ابله.. شنو معنى خطف واعتـــــــــداء!!
شهقت كم بنت ... وتوسعت عيون الابلـــه بصدمه...وظل الصمت .....والسكــــــــــــــوت هو الجواب....
تنهدت وردت : انت تعرف ليش...
سكت لحظات قبل ما يرد.....
نواف : تدرين..يا رهف اكبر شرف حصلج بحياتج كلها ... ان مساعد ابوج
مال حلقها بسخريه : هَــــــــــــــــــــهْ
عقد حواجبه كاتم غضبه : انتي اخر انسانه توقعتها تتنكر له وتنسى اللي سواه عشانها نسيتي يا رهف نسيتي كل شي سواه لج...
همست بعبرهـ : خذلني...
رد منفعل: الا دفع حياته عشانج... حرم نفسه من كلمة يبه... عشان حياتج....ماتدرين اشكثر كان يتمنى يسمع هالكلمه ويحلم فيها
والله لو كنت ادري بذيك الساعه انج بنته ماردني اني افضح السر واكشف الورق الا ربي...

قاومت دمعه وهي تسال : متى دريت
رجع بظهره متسند : قبل ايام.../
مها توقف قدامها : هي انتي..
رفعــت رهف حاجبها باستنكار؟
كملت مها بغضب : اذا مو خايفه على عمرج خافي على غيرج...هذا مو بيتج ... كافي انهم لفوج ابيتهم وزوجوج ولدهم..ما كنتي تحلمين بهالشي
توسعت عيون رهف..بصــدمـــه...
وصرخت احلام : مهآآآ...
كمل : مو مهم... بس المهم انج تفهمين السالفه عدل وما تظلميــ...
قاطعته : مابي افهم شي... خلاص...
التفت صوبها : لا تفهمين وغصبن عنج
ردت بعبره : نوآاف؟!
تدارك غضبه وهمس : رهف... مساعد مو محتاج انج تعترفين فيه او لا..... مساعد اشرف واطهر من الكلام اللي نسبوه له... واكبر من التفاهات اللي رموه فيها...
امتلت عيونها بالدموع : ليش ما اعترف فيني...مافي اكبر سبب يغفر له اللي سواه.. .......دارت بعيونها ودموعها سالت على خدها : شلون احط عيوني بعيونهم....شلون اعيش بينهم مثل اول .../ وتحشرج صوتها حتى انبح / شلون احط عيوني بعيونك انت يا نواف
سحبها بعنف صوبه...وعيونه متوسعه غضب ..كلتها نظراته واحرقتها انفاسه....
: .والله ثم والله ان سمعتج تقولين هالكلام مره ثانيه ... ما تلومين الا نفسج....
شهقت وتساقطت دموعها: مو هي الحقيقه...
ارتخت قبضته على ذراعها وهمس: لو كل العالم بصوب...ومساعد بروحه بصوب....بوقف معاه....وانا مغمض....
ردت تشاهق وتبجي : حتى لو كان ...
حط سبابته على شفاتها لا تكمل ..: اشك بنفسي اني اسويها.....ومساعد لا......
ارتجفت شفتها...وتدافعت الدموع من عيونها....بحراره وغزاره...
>>>: نــــــواف...
التفت نواف صوب الصوت...عدلت رهف حجابها ونزلت راسها حتى دفنته بصدرها
ماجد : جدتي تنطركم....
التفت لها نواف... وهزت راسها بعنف...وتدافع شلال الدموع اللي ما وقف من عيونها.
رجع نواف طالع ماجد وقال : عندنا مشوار... وبعده راجعين...
ماجد مستغرب: ويـــن هالحـــزه.... وبهالظروف احد عنده مشاوير؟!
نواف قام : ماراح نتاخر...بلغ جدتي ...
مــد ايده لرهف اللي تعلقت فيها... وقامت معاهـ..
ماجد بصدمه من موقفهم وتصرفهم: نـــــوآاف
رفع حاجبه : ما تثق يا ماجد!!
هز راســه باعتذار: لا شدعوهـ ... بس
نواف بثقه: ماراح نتاخر...اطمن... وثق...
هز راسه .. ورد بحيره : ننطركم...
// مقـــــــــــر عمــــر //
<< طـــــــق طـــــــــــــــــق...>>
التفت عمر للبـــاب... ومثله خالد
عمر : تفضل
دخل جاسم..وتوقفت خطواته لما شاف خالد بالمكتب....
عمر يطمنه: تفضل جاسم حياك..
قام خالد يستأذن .... وقعده عمر : اقعد خالد ... انت منــا....منت غريب
قعد خالد وعرفه على جاسم وعرف جاسم عليه ....
بعــدها التفت عمر لجاسم : ها بشـــر؟!!
جاسم : الحمدلله وصلت الكميه المطلوبه والمعدات... كل شي تمام لحد الحين
عمر براحه : الحمدلله....الحمدلله......وينه م فيه؟!!
جاسم : موزعه...منها بمزارعنا.... ومنها بالمقبره....يبقى علينا بس نقلها...
عمر : وهذا الاصعب والاهم....
// زمـزم * بــــدر //
في الطــريق لمكـــه المكرمــه..
ظلام الليل وبرودة جــو ... وسكون وهدوء يخالف الاضطراب والنزاع اللي بصدورهم....

ترددت قبل ما تهمس باسمــه : بدر
: عيونه
ذآبت خجل وضاعت الكلمات منها... ورجعت للسكوت
شقت ضحكاته الهاديه الصمت..وقال بحنان : قولي يا زمزم... شنو بغيتي ..
زمزم بخجل : ممكن اطلب طلب
بدر: بس طلب ؟! ... آمـــــــــري أمـــــــــــر
ابتسمت غصب عنها....وهمست : عادي نروح للحدود...
عقد حواجبه وخطف لها نظرة استغراب : الحـــــــدود...؟!!
هزت راسها وكملت بعبرهـ : يمكن اشوف اهلي أو أي أحد منهم ...او أى احد...حتى لو من جيرانا.... والا من منطقتنا... والا من الديرهـ .كلها ..بس فيه ريحة اهلي...
آلمتــه كلماتها وعورت قلبه يآ إنها ..طالعه من قلبها....مسكينـــه ... يا كثر الالم والحزن اللي تعيشه ... وما تعبر عنه الا بالدموع..والآهـ ... لو بيده شي يسعدها ويريحها ما منعه انه يسويه لها ويقدمه لها الا ان يشاء الله...
همس : مــــــــالج لـــــــــــــــوا....
توسعت عيونها وانفرجت اساريرها... ورقص قلبها فرحـــه... ... كانها راح تلقى اهلها ينتظرونها هناك...او انها راحيه تستقبلهم وتكون بانتظارهم ......
: فديتك والله...
ابتسم بدر لعفويتها... خفف السرعه ولف السياره بالاتجاه المعاكس...باتجــــــاه " الحدود "
// بيـــــت ماجــــد //
مسحت دموعها.. وشهقاتها ما بين الطلوع والنزول...
تقدمت بخطوات متردده...حتى لمحت طيفها بآخر الغرفــــه...كعادتها...فوق سجادتها...
التفتت الجده لصوت الخطوات وتوسعت عيونها مو مصدقه..
قامت من مصلاها .بصدمه..بفرحه..بذهول..
وتوقفت خطوات رهف
...فتحت الجده ادينها...تبي تضمها.....
رفعت رهف نظراتها المنكسره .. لتعانق نظرات جدتها الطيبه الحنونه......
مهما كان شعور الغضب اللي تحسه صوبها...... فهناك شعور ثاني يشدها...وبعنف ... لذاك الحضن...
اللي مازال.. يمثل لها الحنان الدفئ...والامان اللي طالما لقته فيه...
: هلا فيتس هلا ببنتي...هلا بغلاتي ودنيتي...
صمت.... هذا اللي صدر من رهف هذي اللحظات
الجده :...قربي يمس.....قربي...
لكن رجولها ثابتــه... ما تتحرك خطوه زياده... صراع بين الماضي والحاضر.. نزاع بين روحها وقلبها...
همست الجده فاقده الامل...وبضعف وحشرجه: رهــــــــــــــف <<< ونزلت ادينها بخيبه
حركت رهف هدبهــا.. ورمشت اكثر من مرهـ.... تطرد شعور الضعف اللي اعتراها...والافكار المؤلمه اللي براسها
رمشت..ورمشـت...ورمشت
و.....اسقطت.. دمعه ..و..... دمعه ... و..... دمعه ..... مع كل رمشـــــــه
نزلت دموعها تنساب على خدها... بهدوء... مثل الهدوء اللي عـــم جو الغرفــــــه...في هذي اللحظات...
نزلت رهف راسها تخفي ضعفها انكسارها ودموعها.......... واخترق مسامعها انين وشهقات .. مكتومه...
رفعت راسها ..بفزع....
وانتفضت لما شافت دموع جدتها..تنزل على خدها ... وعيونها القويه بان فيها الانكسار....
توسعت عيون رهف... وآلمها قلبها .....بلعت ريقها الناشف...
ورطبت شفايفها الجافه وحركتهم لتهمس بضعف وصوت مبحوح.. : يمــــــــــــــه..
زادت دموع جدتها وانطلقت شهقاتها مع انطلاق رهف لحضنها ...
ضمتها الجده بقوه.. والم...وشوق وندم....
ورهف ضمت جدتها ..بعطش وجوع لحنانها .... وارتمت بالحضن اللي طالما كان ملجأها بعد الله....
مكان .. وزمن ... ولحظات... ما كانت تتسع لاحرف ولا للكلمات...
عناق...حنان...مشـاعر ... احاسيس عبر عنها الصمت ونبض القلب و الانفاس

في الزاويه كان موجود ..يراقب الوضع بحذر واهتمام....


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-14, 11:01 AM   #23

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجـــــــــــــــــــــز ء 21
// انفجـــآر الصمــــت //
الجده بصدمه : . قتلــــــــــه؟؟!!
بوياسر قط قتـرته من على راسه بتعب والقى بجسمه المنهك على القنفه: كان دفاع عـــ.
ام فيصل بخوف وصدمه: أي دفاع وهو اللي رايح برجوله لهم...
بوياسر ونظراته بالارض : يبي يطمن على خـ .....
ام فيصل : مهوب ملزوم بها..بدريه وراحت الله يرحمها..وامها عندها زوجها ...وهو المسؤول عنها ... لمتى يفهم.....لمتى
الجده تمسك راسها من الصدمه
ام فيصل مو اقل منها صدمه : و... ماتت!!
بوياسر.. هز راســـه بالايجاب...
الجده توسعت عيونها وتطيح على القنفه : حسبي الله ونعم الوكيل... حسبي الله ونعم الوكيل
حطت راسها على فخذ جدتها... ومسحت الجده على شعرها بكل حنان.... وبين دمعه وهمسه خذتها جدتها لماضي اغلقت نافذته بقوه وتناسته وجاهدت نفسها تمحي كل ذكرى لها فيه......
سحب نفســــه بهدوء بعد ما تبادل مع جدته نظراته....وطمنته بهزة راسها..
تنهدت الجده بداخلها : وشريط حياة مساعد قدامها.. من يوم جاهم وعمره ثمان سنين بعد وصية زوجها "ابوعبدالعزيز" اللي وصى بوياسر عليـه وحمله المسؤليه...
حلمين كانوا يراودون مساعد ويعيش لتحقيقهم
الاول : انه ياخذ بحقه وثاره من خاله... اللي اكل حلاله وحلال امه وذاقه انواع العذاب النفسي والجسدي..
الحلم الثاني
انه يحرر بدريه من العذاب اللي هي فيه وتعانيه من زوج امها ..

/ الصـــــالـــــه /
توسعت عيونها بخوف : الملفات ... لـ .. نـــ .. في شي؟!!
هز راسه يطمنها : لا يا احلام ما في الا كل خير... انا محتاجهم ضروري
بلعت ريقها وحاولت تجمع تركيزها وذاكرتها اللي حست انها فقدتها : بالسقف..داخـل فتحـة الديكور من الزوايه..خشيتهم فيها
همس بارتياح: زيـن../ وانتبه لملامحها الخايفه والمرتبكه / قرص خدها وابتسم : لا تحاتين ماكو الا الخير...
هزت راسها بشك...
نواف : شلون امي ...قاعــدهـ
احلام : خليتها متمدده ..اناديها لك؟!
نواف يعدل قترهـ : لا .. بس دربالج عليها
احلام تهز راسها وبهمس وشرود : لا توصي... .
احلام بتردد : نـــــواف!
عــارف اللي تبي تقولـه وحاس فيه : سمي
احلام بعبــرهـ : يـــآســــر............................ ........... ..قاطعها
: قلت لج مافيه الا الخير.../ تعلقت عيونهم وبكل منها خوف اكبر من الثاني / همس : ادعيله بس
/ بيت بوفيصل /
قلب الاوراق وتاكد من سلامتهم...
سكر الملف وتلفت حوله...البيت هادئ بشكل رهيب.. ما تعود فيه على الهدوء...
طلع من الصاله للمطبخ يحس بجوع وعطش... مايدري متى آخر مره اكل او شرب فيها...
فتح الثلاجه وخاب ظنــه ما لقى الا بطل ماي ونص مو كامل...زفــر بخيبه وهمس يعــزي بنفسه : ينفع لا؟ ...
وقبــل ما يرفعه لحلقـــه ... ابتســم ...

تذكر انه نفس الماي اللي شربت منه رهف لما جابها هنيه ...
بسمل وشرب ..على ثلاث دفعات ..حتى ارتوت عروقه...
/ رن التلفون...في الصالـــه/
وتـوجـه لـه بخطــوات سريعـه قبـل لا ينقطع الاتصــال
نواف : الو..
: ويييييييييييييييييييييييي ييينك
بعد السماعه بانزعاج وردها: أذونــي مستر خالد
: وينك قلبنا الدنيا عليك...انت ما تحس
رد يقلب الاوراق : ابشرك فقدت هالشي
: لا رايق حدك...اقول
سكـر الملف : سم واخلص مشغول
: لا والله ... احلف بس... تعال بسرعه ...
: جاي بس عندي شغله مهمه اخلصها قبل
خالد مستغرب: تدري كم الساعه الحين؟!
تلفت نواف حواليه وانصدم ان الساعه قريب الفجر..
: خلاص جاي جاي...
خالد : دربالك على نفسك
نواف يتمسخر : ان شاء الله يـــمه...
خالد: اقلب جهك..لا تتاخر
نواف : ههههههه فمان الله...
سكــر التلفون .. وتلاشت الابتسامه لما اثبتت نظراته على ذاك البرواز البني الصغير اللي يضم صورة اثنين بالكاد تفرق بينهم...بالدشداشه والقتره..واحد مبتسم من قلب وعيونه تلمع بفرحه والثاني نظراته ضيقه حاده وراسم على وجهه ابتسامه هاديه وكأنه مغتصبها...
كلولوليش كلولوليش.....
كانت الاصوات ترج البيت. ... ضحك...فرحـــه....
البنات مرتبشات اللي تنظف واللي تبخر واللي تزين البيت والثانيه نفسها...
الكل يبارك لفيصل تخرجـــه....من كلية الضباط...ولنواف بملجتـــه...واليوم العشا على شرفهم
مسكت ام فيصل المبخر وهي تيبب ( كلولوليش ) بخرت نواف ...وعقب تجي لفيصل
فيصل : احم احم انا الكبير يالغاليه
نواف يحرك الدخون بيده : وانا المعرس
فيصل رافع حاجبه : امحق معرس ... هذا بالله عليكم شكل واحد مالج
سكر نواف زرار ثوبه الفوقي : اجل؟..
فيصل بحماس: شوفني بس بيوم ملجتي ..
بعد نواف صوب المرايه المثبته بالطوف يعدل قترته ..: ترقص مثلا؟
فيصل : الا اقحص واطبع آثاري بشارع المسيله وافجر تواير السياره الاربعه....واحد ورا الثاني وراهـ الثالث وراهـ الرابع... آآآخ بس الله يجيب ذاك اليوم
ام فيصل بخرعه : بسم الله عليك.. اجل تحلم اخطب لك....
الكل ضحك على شكل فيصل المصدوم : ههههههههههههههههه
فيصل يقرب من أمه بصدمه : لا يمه ..../ باس راسها/ ..... لا خلاص اسف اوعدج اوعدج اصير مثل هذا /اشر لنواف/ ماد بوزي شبرين
الكل : هههههههههههههههههههههه
نواف بغيض رافع حاجبه : جب بس جب...
تنهـــد ورجع الصوره .....بعد ما طبع قبلة حنين وشوق ملتهب لصاحبها....
/ عنــد حــدود السعـــوديه والكويت /
نزل بـــــدر من وقت وبقت بروحها في السياره....
المكان مزدحم بالسيارات ... اللي ينتظر واللي يسال واللي يستقبل .....الاب – الاخ – الزوج – الام

ثكالى ومكلومين..... ينتظرون بارقة امل... ونسمة فجر تدل على قرب الصباح....
فتحت الباب ونزلت...تلفتت ما لقته قريب...سارت بخطواتها المتردده.....اللي صارت اقوى كلما خطت خطوه بعد خطوه.....
رفعت طبقه من غشوتها لا تطيح....واتركت الثانيه نازله على وجهها..
توقفت خطواتها... هناك حيث النهايه ... رفعت راسها وخذت نفس عميق...عميق....ملت رئتينها منه ... لعلها تلتقط فيه ريحة اهلها وطنها امها واخوانها .....
نزلت دمعه لمجرد تفكيرها ان الهواء اللي دخل صدرها يحمل انفاسهم.....

: اختي تنطرين احد....
: التفتت للحرمه اللي مسكت كتفها بحنان
// انطـــر؟ ياليت ياليت لو ادري انهم جايين والله لوقف على رجولي وانطرهم يوم اثنين اسبوع بس يجون بس اشوفهم ياليت اقدر اعبر وادخل حدود ديرتي والله ما امانع امشي امشي على رجولي بس ارجع بس اشوفهم يالله هذي امنيتي هذا حلمي هذا طلبي يالله اشتقت لج يمه اشتقت لحضنج لضحكتج لسوالفج للصبر الي استمده من قوتج وايمانج وينج يمه وينك فهد وينك ياسر جدتي مريومه منول انوار رهف..
شنـــو صــــار فيكـم //

انفجرت زمزم بالبجي...وغطت وجهها بدينها من ورا الغطـا اللي ابتل بدموعها وشهقاتها تعلى وتعلى...
: اذكري الله ياختي... قولي لا اله الا الله
زمزم : ........................
بعــدت الحرمه لما شافت الرجال يقرب من زمـزم بخطواته السريعه وعلى وجهه الخوف ...
مسكها بـدر من كتفها وقلبه بيوقف من الخوف عليها ...
ما كان يشوف شي من وجهها لكن عارف هالشهقات والصياح وراه دموع ....ومو أي دموع...

مسكها من ايدها وحط الثانيه على ظهرها...وابعدها حتى صاروا بزاويه
همس بقلق: زمزم... حبيبتي فيج شي..شفتي شي

:بعـد لحظــات اختنق فيها بدر وضاقت انفاسه ينطر منها الجواب ويعيد مثل السؤال....
هزت راسها بالنفي وشهقاتها مازالت
تاكد وقتها انها...دموع الشوق..والفقد...والالم..
شد على ايدها..يطمنها...والتفت للجموع حولهم...ناس رايح وناس جايه
دموع فرح بالاجتماع...ودموع متوجعه ومفجوعه
هذا التقى بابوهـ فرحان
وهذا عيونه تدور تحاول تلتقط طيف احبابه لعل يجمعهم المكان
وهذا واقف عند صاحب الملفات والكشوفات وقلبه ينبض بقوه لعله يشوف اسم اهله اخوانه ..
شـد قبضتــه على ايدها .. وسند ظهرها بيده الثانيه واخذها لدورة المياه ...عقله ما كان معاهـ سرحان... مشغــول .. متالم....بحـال اهلــه وديـرتــه بعــد الامـن والامــان... بعــد اللمـــه والجَمعَـه...شنـــو صـــار حـالهــم
هناك وقفته الحرمــه ....
: عنك اخوي...
انتبه انه ممنوع دخول الرجال ..
تردد... لكنها طمنته بكلماتها...ولهجتها الكويتيه...
: لا تخاف اطمن يا خوي... انا ممرضه وبنت ديرتها....
حس براحه وهز راسه .. وسلمها زمزم بعــد ما همس باذنها انه قريب...
دخلتها من باب المسجد الخارجي ...من صوب النساء....ومنه لدورة الميـــــاهـ ...
كــان فيــه حريــم كثــار... قاعــدين في المسجــد وحوشــه
اللي تصـلــي واللي تواسـي الثـانيــه واللي لامــه طفلهـا لصدرها...
واللي حواليهــا بناتها الصغار والدموع ما جفت من عيونهم..
خــايفيـن مـفجـوعيــن....هـذا حــال الكــل
ساعدتها الحرمه على رفع غطاها عن وجهها ...
وكشت ملامح الحرمه وعورها قلبها لصغر سن هالبنت ولوجهها المحمر وخشمها المنتفخ من الصياح وعيونها الغايره ...وسيل الدموع اللي مازال يتدفق ...

اغتصبت الحرمه ابتسامه : انا نــورهـ بنت ديرتج..
بصمت سالت دموع زمزم...
: وانتي..شنو اسمج
ردت بصوت مبحوح من البجي : زمـ ـ ـزم
ابتسمت واشارت براسها لبرهـ : زوجج؟
: هزت زمزم راسها وعيونها ما وقفت دموع....
نوره: الله يخليكم لبعض..
: زادت شهقات زمزم ...
همست لها بحنان: زمزم حبيبتي لا تفكرين بالنعم اللي راحت....فكري باللي للحينها عندج.....زوجج مبين عليه طيب وحنون....وهذي نعمه يا اختي..
مازالت شهقات زمزم وعيونها تدمع...
ساعدتها وغسلت وجهها بالماي ... لعله يطفي من جمر هالدموع اللي حرقت خدها وخطت اثارها على ذاك الوجه الناعم...
سحبتها لبــرهـ وطالعتها بنظره حنان: يالله يا زمزم قولى لا اله الا الله
سكتت زمزم تجمع الحروف وترطب ريجها الناشف : لا اله الا الله....
نوره: احتسبي اجر مصيبتج يا قلبي....وربي يعوضج خير ويجبر بكسرج ... احتسبي يا زمزم
زمزم بضعف: حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها....
احضنتها نوره .. وضمتها بقوه...شفتيني انا القويـه..قدامج... تراني فقدت ابوي استشهد هو يدافع عن ارضه....واخوي وهو يدافع عن عرضه.. واحنا طالعين مع زوجي فقدنا عمي مع عايلته ما ندري اخبارهم....ولا اخبار اهلي اللي كانوا معاهم ../ انفلتت منها شهقه وبعدتها عنها / .. وبان وجه نوره اللي امتلى بالدمع..الصامت....
نوره: حرموني من ارضي واهلي .. ونذرت نفسي هنيـــه مع زوجي.. نساعد..ونخدم...بنات وعيال ديرتنا.. نواسيهم..باللي نقدر عليه...شوفوني انا هنيه.. وزوجي بمسجد الرجال.. ما نرجع للبيت الا كم ساعه..
// انصدمت زمزم من قوة هالبنت.. وشجاعتها...رغم ان مصيبتها كبيره الا انها صنعت منها سلم ترتقي فيه ما تنزل.....اشكثر عطتها قوه..ودافع...وامل
همست نوره روحي توضي خلينا نصلي وتطلعين لزوجج تلقينه يحاتيج...
هزت زمزم راسها ... وهدت نفسها وانفاسها ...
همست : ان شــآء الله
/ بيت بو فيصل /
ما كان باقي شي على صلاة الفجر ..دخل يتوضى ويستعد للصلاة...
: ياولدي انا ما ندمت بعمري على شي كثر ندمي على ردي لك
: ما صار الا الخير .. قِسمه يا عمي....
: بس انا بصلح هالخطا
توسعت عيون نواف وانلجم لسانه
: انا مـــــــوافـــــــــق
: بس...
: بس شنو
: انا متــــــــ
: ولما كلمتني كنت متزوج...
: أي بس
: رفضتك...وشرطت انك ما تجيني الا لما تطلقها...اذا رجعتوا من سفركم...وانا غلطت وبصحح غلطتي..
نواف ....." صمـــــــــــــــــــــــ ــــــــت "
:الشرع حلل اربع وما راح القى مثلك يا نواف رجال ينشد فيه الظهر ...وَأَمنَه على بيتي
تنهــــــــد نـــواف وأفكار توديه وتجيبه....وهمــوم زاد حملها على كتافــه...
المهم عنــدهـ الحين يطلع عمه من السجن...وباي ثمن....اليوم راح للمخفــر ... وكلمهم...دوخـــوه من واحـد للثــاني..
مرهـ ينكــرون وجود عمه... ومرهـ يثبتـون...ومرهـ يقولون انه سارق والا يلزقون فيه أي تهمه ولازم ينسجن...المهم انه اتفق معاهم اخيرا على فديه...
اكيد الفلوس تعمل عمايلها معاهم...لازم يدبر لهم المبلغ ... اللي عندهـ الحين 200 دينار...بس ما تسوي شي...قدام الخمسة آلاف اللي طلبوها
تلفت يشوف التلفزيون...والفيديو...وبغرف ة احلام تلفزيون وفيديو وغرفته بعد ... لازم ينزلهم للسوق يبيعهم..او ينفعون يكونون بدل الفلوس...

آآه طلعها من قلبه...
ياسر بصوب..واهله بصوب..وعمه بوحمود بصوب...ورهف بصوب...
مسك ايدها الاشبه بيد طفله .. لعب باصابها الصغيره والناعمه
: تدريـــن
رفعت راسها ليشرق صبح وجهها الطفولي رغم الدموع اللي تركت اثر جروحها على خدودها المحمرهـ
: إنـي كنت اغار
توسعت عيونها ليزيد هو غرق في بحرهم.....
: اغار منج لان مساعد يفضلج علينا
انطلقت ضحكات عفويه منها..../ وابتسم
اسكتت بخجل....وانحني طبع قبله بين عيونها بحنان.....: نطلع الحين....
كشت ملامحها .. وعقد حواجبه بطريقه مضحكه ...ضحكت غصب عنها...
وفز قايم ...وقومها
همست: لحظه
سكت نواف ينطرها تكمل كلامها
: قبــل ابي شي من السطح...
عقد حواجبه : شي؟!
هزت راسها وهي تمسح دموعها بظهر كفها
ابتسم : شنــــــــــو
: الكاميرهـ
رفـع السمـــاعه ودق ارقام بخفه وسرعه
لحظات وجــاه الرد : الو
بيت ماجد /
ام فهد : الو
: السلام عليكم
ام فهد: وعليكم السلام ... هلا بولدي..
: بالمهلي ...شلونج عمتي..
ام فهد: الحمدلله ..الحمدلله ...يا نواف
زاغت عيونه للساعه وتوسعت صدمه ../طق جبهته بخفه لغباءه ..
: لا يكــون قعدتكم من النوم؟
ام فهد: لا والله قاعدين...من يجيه نوم.....
: هممم .. امي قاعدهـ
ام فهد: أي تبيها..
: ورهف!!
التفتت لغرفة الجده :لا نايمه من جت ما طلعت...بغيت شي..يمه؟!
نواف : لا بس. . شربت الدوا اللي جبته لها او لا
: أي يمه :: / تنهدت / والا ما ظنها نامت هالكثر..
:أهـا.. عمتي ما عليج امر .سلمي على امي..وقوليلها اذا تاخرت لا تحاتي
: الله يسلمك من الشر... تبي تكلمها؟!
: لا مستعجل
: بحفظ الله
/ بيــت حمود /
اكتفت انها تراقبــــــــــــــــــــ ـه....يـلاعــب صقـــر .ترســــــــــم ملامحــــــــــه بصمــــــــــــت....وألــــ ــــــــــــــم.....
حسبي الله على من كـــــــــان السبب... حسبي الله على من فرقنــــــا وشتتنــــــــا حسبي الله على من كان السبب في كل دمعــــة حبيب انفجع بحبيبه...ام اب اخ ولد بنت زوج زوجه اهل وطن حسبنا الله ونعم الوكيل..

كان يختلس نظرات لها... يعرف بشنو تفكر...يعرف بشنو سرحانه..عارف مقدار المها ووجعها.
غربه...ووحده....ومصير مجهول.....
لكن ما يبي يتكلم بالموضوع ما يبي يفتحه معاها... يكفي انهيارها المره اللي طافت....يكفي الضعف اللي هزه لما شاف صياحها ودموعها
ما يبي يضعف... ما يبي يتراجع....
الحين محتاج لكل قوه ممكن انها تقوي عزمه وتدفعه لقدام...

نَزل صقر على الارض ... وتوجه لريم بسريرها ... مسح على شعرها... بحنين وشوق لها قبل ما يفارقها ...يشتاق لشقاوتها لضحكها.يشتاق لدلعها لما ترتمي بحضنه والا تلمه
تنهد وفي باله ما يدور غير سؤال؟ .... هل راح يرجع ...ويشوف كل هذا مره ثانيه..لزوجته وبيته واهله ..يحضن ريم...ويلاعب صقر...وبعدها يصحبهم لمدارسهم..ويفتخر بنجاحهم وشهايدهم ....يزف ريم لزوجها...ويزف صقر لزوجته....ويشوف عيالهم..واحفاده ... ام انه الوداع الاخير.....
حرك ايده على وجهها البريء .. باس خدها وخدها الثاني وجبينها وتحركت ريم بانزعاج تهز راسها....ابتسم على ملامحها اللي انعفست وكشت لكنها ارجعت ابتسمت...ورجع باسها براسها...

التفت للصامته بالخلف...
نظراتها اختفت ورا الدموع.... ما يشوف بعيونها الا انعكاس صورتــــــه....
سال الله القوه...واغتصب ابتسامه.....اندفعت على اثرها صيحاتها وشهقاتها...
ضمـــها له..لتفرغ شحنات غضبها منه والمها وحنينها وخوفها بصدرهـ

/
هناك في الزاويه
عيونه الصغيره ...دامعه ..باكيه . وشهقات امه المكلومه..تطعن بصدره الصغير
بكى بصمت ونظراته ترسم منظر الوداع القاسي المؤلم .....اللي ماراح ينساه ولو صار عمره مليون........

/ الــمسجـــد /
/ صلاة الفجــر /
اسرع بخطــاهـ وهو مقهـــور انقفل باب " الحمام " اكرمكم الله وبالغصيبه يالله انفتح اول مره تصير هالحركه..
نافخ بغيض وزاد سرعة خطواته يمديهم الحين بالركعه الاخيرهـ...

ارجع يا ولدي.../ كلمات تحذير قالها الشايب بوسعد اللي قابل نواف في الشارع بعد ما صافحه نواف وسلم عليه...
نواف : ليش ؟ عسى ما شر؟
بوسعد: الجيش مطوق المسجد ..قطعوا صلاتنا وخذوا منه الشباب والشياب ماخافوا الله ولا راعوا حرمة بيته ..
نواف بصدمه: لا حول ولا قوة الا بالله
بوسعد: ارجع ياولدي لا تفطر قلب امك عليك..
هز راسه وفي باله يروح يشوف اللي صار..: ان شاءالله يا بوسعد...انت دربالك على نفسك..
قاطعتهم صرخة واحد من الشباب : يابوسعـــد
التفت بوسعد لصاحب الصوت ومثله نواف
قرب الشاب وصافحهم : شلونك نواف
نواف :ياهلا محمد الحمد لله بشر عنك والاهل
محمد : الحمدلــلــه... تعالوا في بيتنا ابوي يؤم المصلين فيه..
نواف + بوسعد : الله يبارك فيه
محمد : وفيكم...انا ببلغ الجيران وجايكم..
هز نواف راسه ..وتراجع عن قراره الاولي او اخره لبعد الصلاة .. ومسك ايد بو سعد يساعده يوصل لبيت أبو محمد
/بيــت حمــــــود /
ساره تصيح بالم ..وحزن ...فراق زوجها وابو عيالها..
فراق ما تدري ان كان بعده لقاء او لا
فراق يطول والا يقصر....
بنات بوسعود قاعدات يمها يواسونها ويخففون عليها..كانوا لها نعم الاهل والخوات...

همست سعاد تقطع الصمت والشهقات : جيبي جيبي ريم عنك يالغلا
مدت ساره لها ريم وانخرطت في بكاء طويل..

احضنتها دانه: اذكري الله يا ساره.. اذكري ربك ياأختي
: بموت يا سعاد بموت يا دانه مو قادره اتحمل..مو قادره
سعاد تضم ريم اللي صرخت بفزع : لا اله الا الله ..
وساره تمسك صدرها من الالم وبصوت مبحوح متوجع: حسبي الله حسبي الله ونعم الوكيل..
/ في الحوش../
واقف صقر عند باب الملحق وعيونه متعلقه بالفرآغ... قرب منه مشاري ولد بوسعود وهو يشوف الحزن بعيون رفيجه اللي ما صارله من شهر تعرف عليه
وقف بقربه.. والثاني ما التفت له..ولا تكلم بكلمه ...

مشاري: ماتبي تلعب اتاري
هز صقر راسه بالنفي..
مشاري : ليش
بعبره: ابي ابوي...
مشاري : ابوك الحين يجي
هز راسه بالم : لا ماراح يجي
مشاري: ليش
صقر بعبره: سـدام راح يذبحه
مشاري يهز راسه : لا ابوك بطل هو اللي راح يذبح صدام
صقر بخوف: بس هم عندهم مسدس
مشاري بحماس : وابوك راح يعطيه الملك فهد اكبر مسدس ويرمي فيه صدام وجيشه
برقت عيون صقر بفرحه وامــل : صــــــــج
مشاري ابتسم : واللــــــــه
/ بيت بو فيصل /
اول ما خلص الصلاة ..انطلق للمسجــد يطمن على اللي صار فيه..
هــدوء وسكـــون يلف اركــانه ...
دخـلــه بحـــذر...
كان فاضي.. وما فيه الا بقايا...وآثار
بقايا تكسير... تحطيم...بعثرة أغراض..آثار دم..ورصاص..
مصاحف ممزقه...وصفوف المصلين فارغه..والسجاد مطوي..
رفع المصاحف من الأرض....وحطها على الرف ولسانه يردد بألم
" حسبنا الله ونعم الوكيل "

رجع بعــدها للبيت...وعقله للحينه يسترجع ذاك المنظر .. وقلبــه يعورهـ بقــوهـ / شلون قدروا شلون ../
قال تعالى: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم } (البقرة:114)
تباطأت خطــواته...وضيق عيــونه يركز باللي..عند البيت..
بلع ريقه...وحرك رجوله..ومازالت نظراته عند ذاك الشي
عند الباب..

مازالت خطواته تقرب اكثر...وحيرته تزيد اكبر...وريقــه يجف حتى ماعاد قادر يبلع .. او يتنفس..
قــرب
/ النــاس متجمعـــه عنــــــده/
بعــدهم وقرب
قرب
وبعـــدوا عنــــــــه
شهقــــه قـــــويه اطلقها ...اهتزت لها عظام صدرهـ وارتجفت لها رجوله اللي خانته وطاح على الارض
رفع الغطـــــا كلــــه يتــأكـــد
وركــــــــــــــــز....
وركــــــــــــــــز....
وركــــــــــــــــز.......... ..........
و........
لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااا
/ بيت ماجد /
: لااااااااااااااا لااا مو صج مو صج....ما اصدق لااااا
ام فيصل: اذكري الله يام حمود ....اذكري الله ..
: لااااااااا لاااااااااااااا.....يا نوااااااااااااف ليش يا نواااااف ليش......
طلعـــت رهف تركــض مفجــوعه على الصيـــاح..
شــافت المنــظـــر....ارتجفت رجولها...
تسندت على الباب...

واكتفت بالصمـــــت تراقب اللي صاير
ام فهد تصبرها: قولي انا لله وانا اليه راجعون ...اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها
سحب نفســــــــه...بهـــــــدو� �......بخلاف النار والاعصــــــار اللي بداخلــــــــه...
الحقته امه الحقته احلام..
والحقوهـ عبير وهيفاء بنظراتهم الموجوعه المفزوعه..

وصياح ام حمود ... ومها وانين امل يهز اركان البيت...
الجده ام فهد ...ما كانوا اقل الم ولا اقل وجع منهم....
وانوار ومريم فوق يهدون على منال ويبلغوها بالخبر بهدوء حتى لا تنفجع ويصير فيها والا في اللي في بطنها شي..
ام فهد تحاول بام حمود تشربها ماي وتذكرها بالله..
ومثلها عبير مع مهـــــا
وهيفـــاء مع امـــــــــل...
هنـــــــــــــــــــــــ ـــــــاك عنـــــــــــــــــــــــ د البـــــــــــــــــــــا ب.....الفـــــــاصـــــــ ـــــــــل بينه وبينهم
باس راس امه...وعيونه حبست فيضان من الدموع لا ينهد ويفيض
ومسك ايد احلام ..يشد عليها بقوه....
طالعته ام فيصل وقلبها بيوقف من الخوف...تعرف نظراته....تعرف اللي وراها وماتبي تصدق بظنها....ما تبي تصدق
طلب من احلام تنادي خواته...

" لحظــــــــــــــــــات صامته عبرت اكثر من الكلام"
ضم امه بقوه وانفجرت بالصياح بحضنه ... لمها اكثر وانهمرت دموعه مثلها...
خلاص ... مابقى فيه قوه...ما عاد قادر يتحمل اكثر...
ولا ظلت فيه قوه للسكوت اكثر.....

سلم على راس خواته....اللي ما كان حالهم احسن من حالـــــــــــــــه....
: مسح على راس عبير وضم هيفاء بذراعه اليمين...
همس بجديه ممزوجه بالالم : اعتمدتوا علي من صغركم...ادري اني قصرت بحقكم..وقصرت وايد...لكن يشهد الله اني سويت اللي اقدر عليه....والله يشهد انكم بناتي قبل لا تكونون خواتي....
// ارتفعت شهقاتهم بترقب مؤلم وجارح //
: اللي ابيه منكم الحين... انكم ما تخيبون ظني...جا الوقت اللي اعتمد فيه عليكم..
تعالت شهقاتهم.. شلون لا...وهو اللي بقالهم في هالدنيا...شلون لا ..وهو مو أي واحد... هذا اخوهم وابوهم....الصدر اللي ضمهم..وحماهم...والجأوا له بمشاكلهم واحزانهم وافراحهم بعد الله
لمحها .. شاف صورتها .. هناك في مكان بعيد...كانت واقفه بصمت تراقبه بنظراتها...
تعلقت نظراتهم برهه .. وبسرعه صـــد بنظراته عنها.... ما يبيها تكشفه .. ما يبيها تشوف سقوط الغلاف عن حقيقته ...عن ضعفه...... وانكساره ... وهو كان مَـثَـل القوه والشجاعه عندها
مـا يبــي
يشوف نظراتها تعاتبه وتستهين فيه.... وعدها واخلف.....وعدها بسلامة عمه واخلف .. وعدها انه يبقى معاها يحميها ... وهذا هو راح يخلف...
. ما يتحمل .....يطيح من عينها...من عينها هي بالذات...
يبي يظل لاخر لحظه مثل الصوره اللي تحملها له في خيالها...

مشى بخطوات سريعه ... للباب الخارجي ...بعد ما تحرر من امـه وخواتــه
مشى وكل خطوه يخطيها يعــرف انهــا تقـــوده ربمــا للا عــــوده....للــوداع ....
: نـــ ــ ـوآآ ف...
التفت بدون شعـــــــــور لصـاحبـة الصــوت ...وشافها ورآهـ ...
هالمره ما شال نظره عن نظرها كانت نظراتها قويه..بعكس نظراته....كانت ثابته بعكس خطواته....شامخه بعكس انكساره
غريبه
غريبه
لا مو غريبه.... الغريبه لو ما كانت جذي.....قوته..... نظرته ... شموخه...تحديه .....حتى افكارهـ زرعها فيها..." مساعد "....
سألته وهي متاكده من الجواب : رايــــــــــــح؟!
أخذ نفس .. يقوي ضعفه..ويخفيه...وهز راسه..هامس: رايـــح
بلعت ريقها وسالته: تطول؟!!
" مايدري ليش تذكر سؤاله لابوهـ ... كان دايم بهالصيغه ...رايح؟ تطول ؟ هل هو سؤال الخايف المصطنع القوه؟...والا سؤال الضعيف لِمِثَآل القوه والامان بحياته؟"
: تــطــول ؟!!
رد بشتات: يمكن....يمكن يا رهف
نزلت راسها لحظات تجمع كلماتها لا تخونها...ورجعت رفعته : طول ... بس ارجــع......
غمض عيونه حس كلماتها خنجر في الصميم غمضهم بـألـم ووجــع.... ورجع فتحهم على كلماتها المهزوزهـ
: ارجع تكفى انـك ترجع
هز راسه بهمس : ان شاءالله..ان شاءالله
: توعدني؟!
مال حلقه بسخريه : للحين تثقين بوعـودي؟!
هزت راسها بايجـــاب
توسعت عيونه صدمه من كلامها ....
رددت: اوعدني
/ سكـــــــت /
قالت : اوعدني نواف ...اوعـدني..
همس : اوعدج. اوعدج...باذن الله ....
ابتسمت... وهمست : سلم على ياسر..اخوي...
توسعت عيونه صدمه...
تابعت : ماشفته..اشتقت له....بس اكيد انت تعرف مكانه....صح
جمدته الصدمه.. وهز راسه بالايجاب ...وللحينه مو مستوعب كلماتها...
فتـــــــره صمــت تعلقت فيها النظرات اللي أحيآآن تتكلم اكثر وتعبر افضل من الكلمات والحروف ......و...
و
ونـــزلــت دمــوعهــا اخيرا.....
هز راسه وقرب منها مسك وجهها بحنان ومسح دموعها :لا يا رهف لا خليج قويه الحين اعتمادي عليج بعد الله انتي سبب قوتي بعده
عشان ديرتي وامي وخواتي وعشانج انتي انتي يا بنت مساعد راح ارجع ...

ارتمت بصدرهـ واختلطت اهاتها باهاته........
/ بيت ماجـــد /
قريب الفجـــر
تاكد من انوار ان الكل موجود تحت...بعد ما رتبت كل شي....
طلع ماجد واعطاه الاشارهـ
تقلبت بالسرير... مو جايها نوم...وين يجيها...والمصيبه تجر اختها...
اعتدلت في قعدتها.. ونظراتها على سرير انوار... غريبه ما صعدت لها اليوم...ولا مريم...
ضيقت نظراتها تشوف الساعه المعلقه على الطوف تبي تعرف الوقت..وتحولت بسرعه ..للباب. تركز بذاك الطيف اللي اقترب منها..بوسط الظلام ...
همست : انوار..؟
مــافي رد...
همست مره ثانيه : مريم؟
مــافي رد
رمشت بتتابع... وتملكها الخوف... تبي تصرخ ... حاولت تقوم ... تهب من مكانها... شي ما ألجم لسانها...وضيع كلامها
هــــــــــــــــــ شهقه اطلقتها ... واحبست اللي بعدها بيدها..
هو
هو
لا لا لا
لا شبهه...هذا .ضعيــــف ... اسمر......ملتحي......لا مو هو....مو هو
/ توسعـت ابتسامته ...لنظراتها المصدومه /
ابتسامته هي... وربي هي.....
همــــس برفـق : حُـبِـــي...
: فـــــــــهــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــد
توسعت ابتسامته وتعالت شهقاتها وهي بين ايديه صرخت عاتبت ضربته ورجعت احضنته بجت وضحكت ورجعت صاحت وعقبها ابتسمت وضحكت..
همست بضعف: ليش...!!
فهد : منال انا ما جيت استقي منج ضعف وتردد... انا ابي قوه حماس ابيج تسقيني شجاعه.... الشجاعه اللي شفتها.. وحبيتها فيج..من صغرج
اكتمت شهقه وطلعت ثانيه : بس....
ضم راسها لصدره: منول... تدرين اشكثر مشتاق لامي مشتاق لحضنها...لملامحها اللي فقدتها...لصوتها لحنانها ...مشتاق لخواتي..لجدتي...
/ رفع راسها لوجهه /
بس اخترتج انتي من بينهم...انتي وبس... تدرين ليش...
منال تبجي: ...............................
مسح دموعها باصابعه: لاني عارف اني بضعف لو شفتهم...بعكسج انتي...فلا تخيبين ظني
هزت راسها بقوه ومسحت دموعها...اخر ما تبيه انها تخيب ظنه
ركز نظراته في عيونها....
وابتسمت من بين دموعها الصامته....
ابتسم.. غمضت عيونهاعلى ابتسامته ... طبع قبله بين عيونها
ونزل لبطنها....تمتم وهمس بكلمات ما سمعتهم....لكنها تعرف انه كان يكلم ولده.....
مسح على ولـدهـ بحنان وطبع قبله طويله على بطنها
عضت شفايفها بقوه وهي تستغيث بقلبها يالله صبرني.....
حبســـت شهقــاتهـــــا
دمـــوعـهــــا
صرخـاتهـــــــا
انـينــهـــــا
بــ ابـتســــــامـــه مـزيـفـــــــه...
مــا لبثــت الا انهــا انمحــت بــاختفــاء طيفـه وانفجـر شـــلال الدمـــوع
/ مقــر عمــــــر /
تك
تك
تك

صــوت ضربات القلم على طاولة عمر......
رفــــع راســـــــــه وعيــــونـــــه بلـــــــــــــون الـــــــــــدم....
مرر نظـراته المتوجعه بنظرات الكل...واحد بعد واحد بعد واحد .... لدرجة ان الوجع والالم انتقل لهم...واحد بعد الثاني....
.
ركز نظراته اكثـــر بنواف اللي منزل راسه وحاضنه بدينه وجسمه ينتفض....مبين انه يصيح وبصمت....

موت بوحمود اوجعه....هزه.......لانه وعـــد ....وحس انه أخلف بالوعد...
وعد عمته- بنات عمه –وعد رهف وامه - وعدهم برجعة عمه سالـــم...رغم انه بذل وسعه....ومشى بالسبب...

لكنهم غدروا فيــه...العدوا غدر فيه ... شلون وهم شيمتهم الغدر والخيانه وعدوه واخلفوا....عطوه الامان واغدروا.....حلفوا واكذبوا...
كان يجمع لهم المبلغ اللي طلبــوه ليش اقتلوه ليش؟
هل متعتهم القتل والدم والتشويه
هل وناستهم بالتعذيب والتنكيل
هل يفرحون اذا رملوا ويتموا واهتكوا عرض..

خالد يتالم من الم رفيجه واخوه .. والعبرات تنتقل له...ويحس فيها بصدره قبل لا ينطقها نواف
يعرفه ويفهمه وحاس باللي يحس فيه ... نواف عنده كل شي ولا انه يخلف بوعد....

وده يكلمه...يقوله ...يهون عليــــــــــــه
قرب من نواف اكثر وقال كلمات طلعت من قلبه ما رتبها ولا سنعها ...لا طلعت من قلبه لقلب نواف : يانواف هذا مكتوب ....هذا قدره وما تقدر تغيره لو جمعت قوة العالم كله.....يكفي انه شهيد ...هذا اكبر شرف لك وله...
حان الوقت.....واعلن المذيع عن الكلمه المنتظــــرهـ ...
سكت الكل.....

واستمــــــــــــــــــــ ــــــــع....بإنصـــــات
ولهفـــــــــــــــــــه وشـــــــــــــــــــوق ..... لصــــــــــوت صاحبهــــــــــــــــــا.. ...
لذاك الصوت الحنون الدافي.....
ذاك الصوت المتوجع....صوت الاب...الوالد.......اللي ما نساهم ولا تخلى عنهم.....حتى باصعب الظروف
الصوت اللي عاشوا معاه الامان والسلام وسقاهم الحب الحنان..
انبعث الصوت من الراديـــــــــــــــــو مباشر.....
ليصيب بسهام عبــــــــراته قلوبهم المتوجعـــــــــــــــه
ويشعل في هممهم القوة والحماس
/بيت ماجد /
تسندت رهف بظهرها على الطوفه..واثنت ركبها لصدرها...واحظنتهم تجمع شتاتها والمها وحزنها..
وبقربها احلام..محاوطتها بذراعها اليمين..
على السرير..اعتدلت منال بقعدتها مغطيه رجولها باللحاف..ما سكتت عن البجي من الصبح ولا وقفت دموعها..
وبقربها من اليمين مريومه...
ومن الصوب الثاني انوار. ..

واثنيناتهم سرحانين بكلمات ماجد الاخيره لكل منهم...
وتحت السرير.. تسندوا عليه عبير وهيفاء...
الكل جالس بصمت..
يترقب...بارقة الامل... جرعة الشجاعه...اللي راح تحملها لهم كلمة الشيخ ..
اميرهم... امير دولة الكويت...

والراديو يتوسط المجلس تنطلق منه الاغاني الوطنيه ...لحين موعد الكلمه
/سيارة بدر الى مكــه/
موجة الراديو على نفس القنــاة.....اللي يترقبها الكل..
ما تنسمع الا صوت الانفاس...

وضربات القلب المشتاقه المتلهفه لذاك الصوت وذيك النبرهـ
وكلهم ثقة ويقين انها راح تحمـــل فيها شي غير عادي...
/ بيت ابو بدر /
ام بدر وابو بدر
حصه وليلى...
الكل تجمع حول التلفزيون... ينتظرون اللحظه الحاسمه..
ينتظرون الكلمه المرتقبه...

ينتظرون كلمة امير دولتهم .. ووطنهم ....امير الكويت ..في الامم المتحده
// كلمة الشيخ جابر الاحمد الصباح في الامم المتحده 1990//
(( و في ختام كلمتي هذى اسمحوا لي يا سيادة الرئيس ان اغتنم هذه المناسبه لاخاطب اهلي وعشيرتي ابناء الكويت الاوفياء
ومن على هذا المنبر العتيق منبر الحق والعدل منبر الاشاء والامل مؤكدا لهم
ان الله ناصرنا بفضل سواعدهم وعزيمتهم وبفضل منظمة الامم المتحده وبمناصرة الاصدقاء والاشقاء وجميع الخيرين في العالم
وأن خروج الغزاة آتٍ لا ريب فيه بأذن الله العلي القدير وسنعود الى كويتنا كما عهدناها دار امن وامان
وواحةٍ أصيلةٍ وارثة الظلال يستظل تحتها كل الطيبين والشرفاء من الكويتين واخوانهم المقيمين ))

ثم يقف امير دولة الكويت ليصفق الجميع لمده طويله وتنهال الدموع دموع الرجل الشامخ الذى يعاني مع معاناة اهله و داره من غدر جارهـ
انهالت الدمـوع بصمــت من الكل .الكـل بلا استثنــاء..
وتوقدت الهمم ... تحرك الجمر تحت الرماد وارتفع الدخان معلن بداية ضـــوء قــريـــب...
وفجــــر جـــديـــــد

// مقر عمر //
عمر: اليوم تسريح..... سلموا على اهلكم...وصوهم ووصوا عليهم....اللي راح يرجع من باجر.....لا يعد نفسه راح يطلع أبد......الا ان يشاء الله
نواف خالد وائل ماجد حسن نادر جاسم و... و....و...........
الكــــــــــــل....
وقتهــــــــــــــا أدرك انها لحظة الصفـــــــــــــــــــــ ــــــــــــر
// بيت ماجد //
شهقت بصدمه : انحاشت؟!!
ردت ام فيصل : شلون ومتى ....
عبير: مادري مادري يمه كاتبه رساله وهذي رسالتها ...
جت انوار تركض : مالقيتهـــــــآ
والتفتـــوا لهيفــآء اللي جت من الصوب الثاني
: مــالقيـتهــــــــــــا
طاحت الجده على القنفه : يآآالله رحمتك...
اقتلوني مزقوني .. أغرقوني في دمائي
لن تعيشوا فوق أرضي .. لن تطيروا في سمائي
أنتم رجس وفسق .. أنتم سر البلائي
أنتم كفر و غدر .. نهجكم حجب الضيائي
سمكم ما زال يسري .. كأفاع في خفائي
حقدكم يبدو لعيني .. حقد رقطاء العرائي
قتلكم فيه شفائي .. لن تعيشوا في صفائي
جيشكم أضحى غثاءً .. أو قريبا من غثائي
جيشكم أمسى كريها .. ريحه كالخنفسائي
جيشكم أضحى ذليلا .. لم يعد فيه فدائي
جيشكم راض ٍ بظلم .. من غباء أو ريائي
يوم حاربتم شعوبا .. دينها رمز العطائي
يوم هاجمتم بيوتا .. قد أقيمت للدعائي
يا سيوف الله هبوا .. من سبات لضيائي
لقنوا الباغين درسا واطلقوهم للفنائي


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-14, 11:16 AM   #24

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجـــــــزء الثاني والعشرون
// بــدآيــة النهــآيــة //
/ المقر /
أقسمنا يا وطنى بأنا راجعون*** وعلى طريق الله إنا سائرون
تالله انا قد حلفنا لا لن نهون*** تالله انا قد حلفنا لا لن نهون

يا موطنى انا على الاسلام سرنا ***فلتشهدوا يا اخوتى انا مضينا
حتى تعود كُويتُنا إلينا ***وتعود هذى الارض رغم الغاصبين
انا عقدنا العزم ان تحيا بلادى ***ولقد اجبنا حينما نادى المنادى
يا مسلمون كويتنا تنادى*** لبيك انا قد نهضنا انا قادمون

خارج الغرفه اصوات الشباب مرتفعه... اللي يتكلم بجديه واللي يضحك لينسى همه واللي ينشد بصوت حزين يعور القلب والا حماسي يبعث في النفس القوه والنشاط
"داخل الغرفه ..."
فهد : تدرون انا بعد اقل من اسبوع بننتقل للمزرعه...
نواف كعادته ان فكر او توتر يدخن...وقاعد يمين فهد... وماجد يستمع له بانصات قاعد شماله...
وكلهم في حلقه صغيره...شبه مغلقه...والصوت فيها همس

كمل فهد: يعني صعبه علينا نجي نطمن على اهلنا بين فتره وفتره...راح تكون عندنا مهمات كبيره وكثيره..
نواف : المشكله انهم يكونون بخطر من دخولنا العمليات...تعرف الاستخبارات والجواسيس
فهد أيده: صادق يا نواف..
ماجد : والحل
نواف يلتفت لماجد وماجد يطالعه ... لحظات وصرخ ماجد: لا تقول...اعرف هالنظره..
ابتسم نواف وسحب من السيجاره..
فهد : شنو يا ماجد
ماجد : اعرفه راح يقول ابق عند اهلك / والتفت لنواف : ليش ما تظل انت يا الحنون

مازالت ابتسامة نواف مرسومه على من عصبية ماجد.../ كان دايم هو وياسر يوهقون ماجد بهالمسؤوليه.../
ياسر
ياسر
تردد الاسم براسه....بقوه والم ... تنهد نواف يقاوم وسحب اكبر كميه من الدخان..
فهد: لا محد راح يبق...احنا محتاجين لكل مقاوم...
نواف: والحل
فهد: طفي اول هالسيجاره تراها لعبت باعصابي..
نواف : تكفى يابوبندر كل ما اولع وحده قلت طفيها ... واحنا بازمه وتعرف احصل عليه بطلعة الروح...
" ابو بندر يآهـ ... والله اثرت فيه هالكلمه... فعلا راح يصير ابو....راح يكون له ولد..ولد يشيل اسمه ويشوفه بحظنه ويلاعبه؟..من قال ؟...يمكن الموت يكون اسرع لك يافهد من شوفته...؟ "
هز فهد راسه وكمل : الحل... انا نطلع اهلنا المملكه....
ماجد : بس الطريق مو امان...
صرخ نواف : مستحيل.../ وفز قايم بغضب/ انت عارف خطورة الطريق... وينه ياسر وينه ها....
التفت ماجد لنواف ينطره يكمل....
وتكلم فهد بهدوء يعكس حكمته وعكس النار اللي بصدرهـ : نواف اقعد واهدآ شوي...
سحبه ماجد من ايده وقعد ...تنهد باستغفار ورجع ظهره لورا واخذ نفس عميق...
فهد : جتني اخبار موثوقه.. انه بعد كم يوم راح ينفتح خط نويصيب...
ماجد مستغرب : نويصيب ؟ من جد؟
نواف : الذيب ما يهرول عبث؟
فهد يهز راسه : أي عارف.... بس المهم انا نستفيد من هالطريق ..
ماجد: شنو السبب اللي يفتحون فيه هالخط وهو اسهل خط للسعوديه؟
فهد بحيره: والله مادري يا ماجد يمكن استعطاف للراي العام او...
نواف: جواسيس

التفت فهد لنواف اللي قال : جواسيس يطلعونهم .. مع الاهالي... على انهم من الشعب ومنحاشين من الغزو....
ويجيبولهم الاخبار.. اسهل طريقه لتجسس العدو.....

توسعت عيون فهد يستوعب كلام نواف ...وهمس باعجاب: ما ظنتي غيرها يا بوفيصل..جبتها والله...
ماجد: والله انهم مو هينيين
نواف يسحب من السيجارهـ بثقه: ولا احنا
فهد : لازم نبلغ الجهات بهالشي...لازم يكون عندهم خبر. باسرع وقت.
/ مكه /
طافت بالحرم وسعت بالصفا والمروه.. وشربت من ماي زمزم....ودعت ربها طول قعدتها في بيته الحرام....ومع كل صلاة في كل سجود انه يجمعها باهلها ..ويحرر بلدها وينصر شعبها وحكومتها...ويدحر الظلام...ويخزيهم ...ويلبسهم لباس الذل والعار...
كان عندها يقين بانها راح تجتمع قريب باهلها وتشوفهم... يقين تولد من حسن ظنها بربها...وقوة ايمانها فيه..

التفتت لحرمه بعيده عنها شوي بآخر الصف اللي وراها .. لكن حالتها تعور القلب...تصيح من فترهـ من جت للحرم .. واللي حولها يهدونها ويغسلونها بماي زمزم ويجبرونها تشرب...تحاول تتكشف ويغطونها... عور قلبها هالمنظر... انكسرت قوتها عنده....
سمعت اللي يمها تهمس : اللهم آجرها في مصيبتها واخلف لها خيرا منها

التفتت لها زمزم وهمست ...: والله تعور القلب.
الحرمه : الله يعينها .. انتي كويتيه؟!

هزت زمزم راسها : أي كويتيه
مدت الحرمه ايدها صافحتها وشدت على كفها: ياهلابك ياختي...الله يعينكم ويجبر بخاطركم ويحرر بلدكم وينصركم على من ظلمكم
ابتسمت زمزم من قلبها لهالانسانه اللي حاسه بمعاناتهم وما نستهم من دعاها: اللهم امين / واشرت براسها للحرمه / شنو فيها

الحرمه :هي مثلك برضو كويتيه ..طلعوهم الجنود من بيتهم تحت السلاح...وطفوا عليهم الكهربا وطلعوا من البيت بعجل...طلعت عيالها الثلاثه وسحبت فيهم الاخير من فراشه ... وطلعت.. وسط الضجه والخوف اركبوا السياره وانطلقوا للسعوديه...
ولما وصلت للحدود .. انتبهت انه اللي بيدها فراش مي ولدها.

شهقت زمزم وحطت ايدها على حلقها : يالله
نزلت دموعها...وشاركتها الحرمه دموع....وكل منهم تتصور الموقف...يالله رهيييب صعب...تركت طفلها الصغير في البيت بروحه.. وهي تظن انه هذا اللي ضامته لصدرها بقوه وحنان.... وتنصدم لما توصل لبر الامان....انها مجرد بطانيه....وصغيرها اكتوى بالنيران..
يصيح بروحه.... ويناجيها.....يبي امه وابوه يبي اخوانه يبي حليب جوعان...والا الغطا لانه بردان....يبي من يخلصه من ادين العدوان...
هو اسير... أي صار اسير دامه طاح بيد الحقير...

آآه الله يرحم حاله ... ويلطف بحال امه....
ما كانتت تصيح اعتراض ولا تتكشف سخط...
لا هي ... رفع عنها القلم..... الام المكلومه ... فقدت عقلها خلاص...فقدته مع صغيرها....

لو العيون لي بكت جابت عيون
والله لأبكي لين أشاهد
عيونـــــــــــك

مشت بخطوات هاديه وبين ادينها صحن الشوربه حتى قربت من ذاك الجسد المتمدد على الارض .. واللي اشرف على الموت... من شدة الالم والحزن... خمس ايام مرت .. لا اكل ولا شرب اللهم الماي....وبعد كلام امل والجده ..وام فهد ومعاهم احلام ... اكتفت باكل التمر.. مع الماي... مو لشي بس انهم نصحوها وبينوا لها ان فعلها اعتراض على القدر..وهي ماتبي تغضب ربها ولا قصدها تعترض على قضاءه ..
ابتسمت بعد ما تلقت نظرة الترحيب من ام حمود.. واثنت ركبها جالسه على الارض حطت الصحن...وانحنت بآست رآسها وبعيونها نظرة اسف واعتذار..
رهف: انا اسفه..
: لا تقولين جذي يا بنتي... انتي مالج ذنب باللي صار.. قدر ربج والحمدلله على كل حال..
: يعني مسامحتني...
: اسامحج على شي ما سويتيه...الا انتي اللي تسامحينا... تسامحين مها... تراهي طيبه وقلبها ابيض بس
: ماعليه ياعمتي..مها مثل اختي...
قربت منها الشوربه : ابيج تشربين هذي انا مسويتها بنفسي..
وقبل لا تفتح ام حمود حلقها بالاعتراض تكلمت امل اللي توهي داخله
امل : وهي تقدر تطوف شي مسويته رهف...
ابتسمت رهف باحراج...وفزت قامت
امل : نواف وماجد تحت..
هزت رهف رآسها واستعجلت بالطلعه... عازمه الكل على عشاها..واجتهدت تطبخ بمساعدة احلام وعمتها ام فهد ....استقلت وجود نواف وماجد.....اللي خبروهم بقدومهم من البارحه لتعلن عن اللي تبي

ماجد كان يطل عليهم بين كل يومين ثلاثه يطمن عليهم بعكس نواف...اللي ما رجع من طلع...الا هالمرهـ
اسرعت رهف لغرفتها تلبس حجابها قبل ما تنزل...
وتوقفت خطواتها وهي تشوف ذيك الانسانه متربعه على السرير ..
واول ما شافت رهف فزت قايمه وعقدت حواجبها بشكل يدل على الانزعاج والغضب

دخلت رهف متجاهله وجودها
مها: خير.. تقتلين القتيل وتمشين بجنازته..
رهف سحبت حجابها من الشماعه ..وحطته على راسها...وهي تطالع في المنظره

مها: اكلمج انا يابنت مساعد
لفت رهف صوبها ورفعت اصبعها بتهديد : حطي ايدج فوق راسج لما تجيبين اسمه
رفعت مها حاجبها باستهزاء: ياسلام...اخر زمن... حتى المجرمين صار لهم صيت
رهف بغضب: احترمي ابوج اللي توهـ اندفن
مها : قصدج اللي انتي قتلتيه ...
رهف: قلبج المريض اللي يقول هالكلام..
مها : اسمعي هي كلمة حق بقولها...واذا عندج كرامه راح تفهمينها

.................................................
.................................................. ................

رهف: اطلعي برهـ
مها: انتي مفروضه يا بنت مساعد مفروضه على الكل .................................................. ....
رهف: اطلعي بره
مها بسخريه ممزوجه بغيض وغضب: ادري انج عله وممسوحه كرامتج...وما استبعد انج عارفه ان نواف ما يبيج بس لازقه فيه
رهف وعيونها حمرت...: اطلعي بـ...والا تدرين... انا اللي بطلع..
مسكتها مها من ايدها ...والتفتت لها رهف...بنظره حاقده
مها بهدوء : لحظه..
ترآجعت مها للسرير وشالت من عليه اوراق..رفعتهم توريهم رهف.( اقريهم عدل ).ورجعت رمتهم بقوة مره ثانيه عليه
وتقدمت خطوات حتى الصقت فيها: نواف كان خطيبي...ولعلمج خطبني بعد ما ملج عليج لانه مغصوب..ومايبيج... بس خاله وجدتج غصبوه .. بس عشان يفتكون منج ومن مصايبج....
طلعت مها...ورهف بدوامه..كلامها...كان سجاجين مو كلام...ماتدري ليش لامس فيها الجرح....ليش تحسه صح...لا لا مستحيل .. الا نواف ما ينجبر على شي...
تحركت بخطواتها للسرير...شالت ورقه واثنين وثلاث.. ماتدري بايهم تبدا..
قرت بداية الاولى...وانتقلت لنص الثانيه...واخر الثالثه
رجعت للاولى وطاحت الثانيه والثالثه من ايدها المرتعشه..

قرت
وقرت
وقرت
واختلط الحبر بالدموع...والحروف سهام تنغرس ببطء في قلبها الصغير..
طلعت شهقه ... واتبعتها الثانيه... بكت بصوت ما قدرت تمنعه... وخرت من السرير للارض..
وراسنها مسند على حافته ... بجت كل شي بحياتها.. كل شي.. طفولتها هويتها ابوها امها ... بجت نواف الامل اللي تعلقت فيه وكبر بقلبها .. النور اللي كانت تتامل بريقه والفجر اللي كانت تترقب بزوغه

كل شي بحياتها كذبه
كل شي..

حياتها مسرح الكل اتقن دوره فيه واتقن التمثيل...
حتى انت يا نواف...
حتى انت...
لا انت غير.. كل شي فيك غير لا..
>>>> : رهــــف..
طالعتها رهف واكتمت شهقاتها بيدها
قربت هيفاء منها بخوف ... اشفيج رهف..
هزت رهف راسها ومسحت دموعها...وشفاتها ترجف تبي تصيح
هيفاء بقلق : رهف: ليش تبجين
هزت راسها.. ما تبي تتكلم...وهيفاء احترمت سكوتها رغم حالتها قبل شوي كانت غير...عكس الحين بالمرهـ
هيفاء: نواف ينطرج تحت..
حركت رهف وجهها ولفته بقوه للصوب الثاني ماتبي اسمه... كانت تبي تنطق انها ماراح تنزل ما تبي تشوفه ما تبيه..
" لا يارهف... مو انتي اللي تشغلينه عن امر اهم منج ومن قصتج ومن مها...نواف مقدم على امر انتي اعلم الناس فيه بعد الله...نسيتي مكالمته لج كل يوم...لج انتي مو لغيرج...بشنو تفسرين هالشي.....ليش اختارج انتي يكلمها ويشكيلها.... لو مايبيج ماعاد مجبور..هه .غبيه انتي يا رهف شفقان عليج شفقه ....لا لا...لاني زوجته ... هــه زوجته بالغصب...بالغصب...لا..لا."
.. التفتت لهيفاء وهمست : لحظه
هيفاء بابتسامه ..: امري
قامت رهف... فتحت كذا درج لحد ما لقت اللي تبي..
اخذت الدفتر والقلم ... خطت كلمات سريعه ما راجعتها بعد ما خلصت...وكانها خايفه تضعف وتتردد..
سفطت الورقه بعنايه...وعطتها لهيفاء.. : عطيها لنواف .. ضروري
بلعت هيفاء ريقها وكانهي حاسه بمصيبه
شدت رهف على ادين هيفاء: اثق فيج...

هيفاء : ماراح تنزلين
رهف: بلى بس انتي تعطينه الرساله... بعد ما يطلع وبدون ما احد يدري

هزت هيفاء راسها بالايجاب...وعدلت رهف حجابها ونزلت مع هيفاء تحت..
حطـوا العشــآ اللي ما خلا من التعليقات على رهف والمناسبه
وتجمع فيه الكل... عدا ام حمود وبناتها ...

ماجد يطالع الاكل ويطالع انوار : شنو المناسبه يا بنت عمي
: ابتسمت : ولا شي...

ماجد بضحك : اجل مدوختني بقائمة الطلبات من قبل ثلاث ايام وما خليت جمعيه مارزيت فيسي فيها عشان ولا شي
الكل هههههههههههههههههههه

مريم لاخوها ماجد : المناسبه هنيه ../ تاشر على رهف اللي ذابت ملابسها....لما التفت لها الكل ودعت على مريم..
اجد يضرب نواف بعكسه : اجل عند زوجتك فشلتنا يالصامت..
الكل ههههههههههههههههههههه

: قولي يا رهف ..
انحرجت بزياده وزاد عبثها باصابع ادينها...
عبير : انا اقول ... صار عمرها 15 ....
رفع نواف راسه لرهف وهزت راسها باحراج
نواف : شنو المناسبه يا رهف ... والا سر؟...
رهف : لا مو سر...اممم مناسبة .. المناسبة ..مولدي...مولدي الثاني....
// الكل منتظر تفسير عبر عنه بالسكوت .....والترقب......//
كملت رهف " انا قبل 15 سنه انولدت بنت عبدالعزيز ... وكان لي الشرف....والحين احتفل بمولدي الثاني الحقيقي...وانا فيه بنت مساعد بن ضاري
ألجمت كلماتها ألسنتهم...ودارت عيونهم. في بعض....حتى اللقمه وقفت قبل ما توصل لحلقهم....
التفتت رهف لجدتها ...وهمست : جدتي...منو مساعد ضاري الـ *******
كانت الجده تدري من قبل بالمناسبه ... وكانت تدري بان رهف ماراح ترضى يظل اسم ابوها ملطخ بعد ما عرفت الحقيقه منها ومن نواف
كانت عارفه بهاليوم راح يجي لكن ما توقعته قريب.....
تنهدت الجده وتكلمت بصوت هادي وشجن..: ولدي اللي ما جبته...ولدي اللي قصرت وقصرنا بحقه واسال ربي يسامحنا فيه ويغفر لنا....مساعد الشهم...الشجاع .. ما اثناه عن مطالبة الحق عقبات...هو السبب بعد الله بكل الخير اللي حنا فيه.... هو اللي رجع حق جدكم بعد ما اغتصبه خاله جليل
بعد وفاة امه بالمرض اللي ما كلف خاله نفسه يصرف عليها من حلالها ويعالجها ... ظل عند خالته الارمله اللي ربته مع بنتها بدريه تحت حكم خاله .. وفرقهم الخال بتزويج خالته من كاظم الظالم السكير.....وخذت بدريه معاها...وارسل لنا مساعد..
كان يحب خالته مثل امه حتى قبل ما توصيه بدريه عليها...كانت ترعاه من صغره لمرض امه...وحب بدريه من صغره وحمل نفسه دين ان كبر يحررهم من خاله وظلمه ويحفظ لهم حقهم من الورث ويرجع حقه...

كمل نواف : جاهد بحرب اكتوبر والعراق وكان يتمنى الشهاده ... لكن ربي كاتب له يموت بارضه بين اهله برصاص الغدر والظلم......
افتتحوا العشا رغم ان نفوسهم انسدت..لكن مجامله لرهف... وتعويض لها عن كل اللي عانته ...وراح تعانيه...
ما طولت قعدت نواف وماجد.. خاصه انهم جايين بمهمه وان بدى غير هذا.....اعقب العشا اجتماع خاص لنواف وماجد بالجده وام فهد وام فيصل.......
صعدت بعدها رهف ... وتعذرت بالتعب...
والبنات جهزوا لنواف وماجد الاكل والاغراض اللي يحتاجونها...وخاصه من اكل رهف اللي فقدت حلاوته...وضاعت فرحتها فيه من كلام مها
همست ام فهد لماجد اللي قام للباب : شلون ياسر... وينه فيه
ماجد: آ بخير.. بخير... بس مشغول ... ويسلم عليكم كلكم..
ام فهد: الله يسلمه ... وصيه يمه يجي لزوم نشوفه
ماجد: ان شاءالله قريب..ان شاءالله يمه...توصون على شي
ام فهد: سلامتك
ماجد: مع السلامه

ياجروحي مابقى لـى مـن عنـا وقتـي طريقـه
غيـر جـرح ٍ يحتظنـي فـي دهاليـزالقصيـده
وين ناسي وين ربعي آه همـى مااطيقـه
جار وقتي وين صبري خايـف ٍ صبـري يزيـده
آه منكم آه منهم آه منى كل طعناتي عميقه
راح عمري بين همي مالقـى قلبـي عضيـده

قاعده في مصلاها...صلت الشفع والوتر وقعدت تسبح وتستغفر... وقرت قرآن لين هدت نفسها واطمنت..
سكرت المصحف وحطته على الطاوله....وقامت شايله ثوب الصلاة....و

: شهقت..
وتوسعت عيونها...
كان قاعد على السرير.... ويقلب بالاوراق....
حست الدنيا دآرت فيها...ورجعت بخطوات مضطربه لورا.. حتى استندت على الكبت...
رفع راسه : تقبل اللـه
بلعت ريقها وضاعت الكلمات منها....
اشر لها براسه تجي يمه
هزت راسها بلا... /حركه لا اراديه طلعت منها...
رفع حواجبه مستنكر...تنهد ورفع لها الرسايل : منو عطاج اياهم
ردت: اللي ارسلت هم لها ...
نواف: مها
بسخريه: هه
عفس الاوراق بيده وشد قبضته عليهم...وقام صوبها
الصقت ظهرها بالكبت...وحست بالارض تدور وبانفاسها تضيق....لكنها ارتاحت لما شافته يتجه للباب..
اطلقت انفاسها براحه...
ثواني ورجعت لها الرهبه لما شافته يسكر الباب ويرجع يتجه صوبها
: متى تتوقعيني كتبتهم
: مايهم
: لا يهم....
: نواف خلاص... كل شي واضح وانتهى...وانا مو..مو..

رفع راسها وطالع بعيونها بحده : هذا ظنج فيني... هذا ظنج يا رهف...مو انا الي يخلي الحلال ويعشق الحرام...مو انا اللي ينغصب على شي ويتصنع غيرهـ....
قالت بغضب : وخطبتها بعد الملجه....وكنت تبيها
قال مشدد على كلمتها: كنت.. كنت...
رهف تحاول تتحرر منه: نواف ... تكفى خلاص... تعبت من المسرحيات والتمثيل... صدقني ما راح اعاتبك بعد ولا ازعل...انا اللي خربت حياتك..انا الدخيله ...ولك ولها كل الحق انها تكرهني
ماجد ينادي من تحت / " نواااااااااااااااااااااف "
منك أنا مدري وش الذي صـــار
بس أدري انك صـــرت تعنيــني
أحــــن لك وأشتـــاقلـك وأغــار
وأموت لـــو لــحظــة تجافــيني
وين ابتدي وكيف ابتدي ؟ محتار!
احــساســي الــي لك يناديــني
مــاعــاد اتـــمنــــــى ولا اخـــتار
دامني لقيتـــك *انـت* تكفيــني

حرك باصابعه خصله لورا اذنها وهمس : لو كنت ما ابيج ما يجبرني عليج شي؟
ولو كنت ابيها ما يمنعني عنها شي.... أي شي>> شدد عليها

ازدادت سرعة انفاسها اللي اختلطت بانفاسه الحارهـ
اللي ابيج تعرفينه...انج دخلتي هنيه " اشر على راسه ".....وراح تظلين هنيه.." اشر على قلبه "..وسخافات مها ... وسخافاتج ماراح تغير شي..
سالت دمعتها....وتاملها بصمت...تشق طريقها على خدها .... تاملها كانه يبي يعرف ويقرى اسبابها...
العين عافت نظرة الغير
لرضاك
كله علشان احتري
نظرتي فيك
دامك سكنت بداخل القلب
,يرعاك,
هذا خفوقي وانشده
كيف يغليك؟
قلبي واعرفه بالغلا
كم تمناك
مدري على كثر الغلا
وين اوديــــك..

ماجد >>>>>>>>>>>: ياااا نواااااااااف ...
مسح دمعتها بيدهـ اللي تبعتها دمعه ودموع ..وهمس.: اثق فيج...يا رهف ... اثق فيج فــــــــــــــــ "ثقي فيني"
هزت راسها.../ .واغتصب نواف ابتسامه... قبل ما يطبع قبله على خدها.....ويطلع ...
خرت للارض وظهرها لاصق بالكبت ... ودموعها فاضت...وشهقاتها اللي اكمتها طلعت ...
هالمره ماتدري بسبب هالبجي والدموع...هل هي.فرحه هل هي حزن ....ماتدري

/ المقـــر /
الشباب مجتمعين حول السفره ... صار لهم فتره ما كلوا مثل هالاكل..اغلب اكلهم كان تمر وماي ..يسد الجوع ويقويهم..رغم هذا مازادهم هالتقشف الا اصرار وعزيمه على الاستمرار ....
كانت تعليقاتهم وضحكاتهم ... يسرقونها من الوقت عشان يروحون عن نفسهم...يحاولون كثر ما يقدرون ان معنوياتهم ومعنويات اخوانهم تكون عاليه لابعد حد...
طلع خالد من مكتب فهد وهو يهمس : الحمدلله. .الحمدلله ...تلفت يدور رفيق عمره اخوه وصديقه...دوره و ماشافه..
.والتفت لماجد اللي قاعد على السفره مع الشباب..: ماشفت نواف

ماجد يشرب من الماي وبعد ما نزل الكوب هز راسه : شفته طلع صوب الحوش مع نادر..
هز خالد راسه وراح صوب الحوش...
الفرحه مو سايعته بعد ما بشره فهد بسلامة اخوه...مو بس سلامته الا ببطولته وشجاعته كان منقذ طياره كويتيه ومطلعها بره بثاني ايام الغزو..
الحمدلله الحمدلله....كان يرددها بفرحه كبيره..

وصل لباب الحوش الخلفي...
... تباطأت خطواته.. ..كشت ابتسامته ..... حتى وقف عن الحركه....
عرف ذاك الصوت الشجي...الحزين....اللي يسحب انغامه من وجعه وآلامـــــــه

كان قاعد بروحه... بوسط الحوش...يتامل السما ...ويناجي آلامه ..
أخي سوف تبكي عليك العيون *** وتسأل عنك دموع المئين
فإن جف دمعي سيبكي الغمام *** يرصع قبرك بالياسمين
أخي إن قضيتَ ستحيا بنا *** كأن لم يمرَ عليك الفنا
فتمرح مهما احتوتك القيود *** وتنعمُ بالحب ما بيننا
أخي ستُنير الدماء الظلام *** ونزرعه رحمة وسلام
فيا سحب غطي شعاع الهلال *** سيشرق بعدك بدر التمام
اخي اننا ما اسانا الظنون بروح(ن) قوي وجسم ضئيل
فماذا تروم لديك الخطوب *** وماذا يضيرك كيد السنين
أخي ما يئسنا ولن نيأسا *** وما طال في القلب لبث الأسى
وما حل افئدة المؤمنين *** سوى املٌ في الجنان رسى
اخي انني ما رضيت الهوان *** وما اخترت الا طريق الجنان
طريق الهداية درب امتحان *** وما قدر الله يمضي لآن
أخي فانتظر ولنعش في غدي *** سينبثق الأمل السرمدي
فإن فرقتنا سنين الحياة .. *** فإنآ مع النصر في موعد
فإن فرقتنا سنين الحياة .. *** فإنآ مع النصر في موعد

سحب خالد ادراجـــه ... ورجع للداخل بصمت...ووجع
" مســآء "
/ بيت بوفيصل /
متحلقين حول الجده ..اللي خبرتهم بالخبر المزعج....المؤلم ....اللي انجبروا عليه...
الجده : ها يام حمود شنو قلتي؟
ام حمود: مالي قول بعد اللي قلتيه يام عبدالعزيز...شوركم وهداية الله

رهف : لا مستحيل ليش..
الجده : ماعاد المكان آمن يا رهف
رهف : بس
الجده: خلاص قررنا.. وانتهى ..

رهف : شلون نفضي لهم المكان..يمه .هذا اللي يبونه
الجده: شبابنا خير وبركه... محدن طالع بشبابه يا بنتي محدن طالع بغير الحريم..
مريم تحاو تثنيهم عن القرار: بس مو الطريق يخوف
الجده: لا ان شاءالله طريق امن ... وشـــارع ماهوب بـر وتراب
انوار: والله نموت ونندفن بارضنا خير من طلعتنا ..ولو فيها سلامتنا
الجده: ياليت وقف على الموت يا انوار...ياليت.يمس..والا ماسمعتي عن اللي يسوونه في البنات...مافرق عندهم العمر هي حرمه والا طفله ..جرايم تشيب لها الراس يا انوار
احلام تستوعب: يعني..خلاص
الجده: جهزوا اغراضكم..اليوم والا باتسر.الفجر ماشين باذن الله ..
/ فوق /
صعدت احلام وراها... لقتها ممده على بطنها وحاظنه راسها بذراعها وتشاهق
قربت منها وقعدت يمها...تنهدت بصمت تجمع كلماتها اللي هي مو مقتنعه باغلبها لكن .. ماباليد حيله...شي مجبورين عليه... مراعاة أمان الاغلب.... مسحت احلام بحنان على شعر رهف وهمست
: ليش البجي

ردت بصوت باجي: مابي اطلع
احلام بقلبها " ولا انا بس... "
تنهدت احلام وهمست: ليش زين عاجبتج القعده هنيه حاطين ادينا على قلوبنا باي ساعه ممكن يدخلون علينا...ويبهدلونا ...وعارفه انتي الباقي....
رهف : تبجــــــــــي
احلام: رهف احنا بطلعتنا نساعدهم... نساعد المقاومه ..
رفعت رهف راسها وطالعتها بعيون مغورقه بالدموع
احلام : لا تظنين اني بطلع وخايفه على روحي.. لا والله لو قطعوني قطع صغيره ما همني...بس عشان نساعدهم
رهف من بين شهقاتها ..: نساعدهم بالنحشه
احلام: أي... ماراح ينشغلون علينا....ولا راح يتشتتون بينا وبين عملياتهم....هم شايلين هموم يارهف .. همنا هم البلد وهم اخوانهم وعملياتهم خلينا نخفف عنهم...
رهف: بس هم احنا نقدر نقاوم
احلام : وتظيعين وراج ارواح.... وبعدين اذا طلعنا بنساعد بعد...ماراح نقعد ونسكت..
هزت راسها ونزلت دموعها : ابي اقاوم هنيه
شهقت احلام وسدت حلق رهف : اشش يارهف... والله انه كلنا نروح ضحيه عمليه وحده منج... انتي حسبالج ماودي اجاهد؟ ..والا حسبالج ما اعرف اقاوم؟... بس اهلي.... اهلي كاسرين ظهري...يا رهف
: ليش
احلام: لانهم لو مسكوني والا عرفوا عني خبر وراقبوني .... البيت كله راح يطيح بين ادينهم ساعتها ما يعرفون الحرمه من الرجال...وانتي سمعتي عن تعذيبهم...
همست رهف : لو علي ما همني تعذيبهم لي.. بس
احلام تهز راسها : عفيه عليج .. بس جدتج عماتج بنات عمج ....كلهم راح يكونون ضحايا...
سكـــــــــتت رهــــــــف
وبعد هالصمت سألتها احلام: خلاص..اتفقنا
رهف سرحانه وتفكر
احلام تلعب بخشمها : خلاص فوفه اتفقنا
التفتت لها رهف...وتعلقت نظراتها بعيون احلام....ثواني ...وهزت راسها بالموافقه ..ابتسمت احلام واحضنتها بقوهـ....
/ الفجر /
[] ويـن أنـــت []
ياللي ما بقى غير ذكراك
ياللي على فرقاك
* روحي علـــيله *

متىْ تعودْ ؟؟
وترجعْ الآبتسآمهْ
الصبرْ مهمآ طآلْ لهْ وقتْ وحدودْ
عنديْ عتآبْ ودمعتينْ وملآمهْ
وعنديْ املْ اذا غآبْ بيعودْ

توسعت عيونها...الصقت وجهها بالدريشه...
تتاكد من اللي..تشوفه.
اشهقت وتوسعت ابتسامتها..معقول اللي تشوفه...معقول

هو
لا
بلى هو
هو
هو

: ياسر.
ياسر
ياآآآآآآآآسر
/تحت/
في الحوش... قدام الباب الخارجي للصاله... قبل الباب الرئيسي بامتار...
هلا تكلم سولف و انا اسمعك
يا حلو نبراتك و يا حلو صوتك
يتبعك هاجوسي و انا قبله اتبعك
ما بين ضحكاتك و لذة سكوتك

ابتسم وهو يلعب باصابعها البارده : ماعرفت اني مجنون الا هاليومين تدرين
توسعت ابتسامتها وطلعت منها ضحكه عفويه..
فهد : دووم هالضحكه يارب
كشت ابتسامتها...ونزلت راسها لتحت.
عرف انها اللحظات اللي يتهرب منها مثل ماهي تتهرب.. لحظة الوداع اصعب لحظه على الانسان خاصه ان كان وداع غالي..
منال بهمس: فهد
رد بحنان: عيونه
منال : تكفى خليني هنيه مابي اطلع
رفع اصبعه بوجهها : اششش انتِ اول من يركب السيارهـ
ردت باعتراض : مابي اطلع بقعد هنيه في بلادي...بقعد يمك..هنيه حتى لو كنت بعيد احس بقربك
: راح تحسين بقربي..داايم يا غلاي.. لاني هنيه../ اشر على قلبها...وانا احسج فيج دايم بقربي لانج هنيه / اشر على قلبه..
شدت على قبضتها تفرغ فيها حزنها والمها اللي ماتبي فهد يشوفه ... وان كان اصلا يحس فيه قبل ما تنطق به
فهد: خليني اشوف ابتسامتج
منال منزله راسها وماردت... تخاف تفضحها عيونها
فهد : الله يالبخيله..
: ابتسمت
فهد : فديتها والله..../سكت / يالله غلاي انا تاخرت لازم امشي..
عضت على شفاتها بدون لا تنطق
لف عليها الشال اللي لابسته وهمس: ادخلي لا تمرضين...
هزت راسها بالايجاب
ورد قال: قلت لج اني مجنون والا شلون اطلعج بهالجو وانتي تعبانه...هز راسه غضبان من نفسه واستغفر.....استغفر الله
ومنال سحبت هواء وكتمته بصدرها خايفه لا تطلعه وتطلع معاه شهقه او تنزل من حرارته دمعه
" خايف عليها من البرد..ونسمة الليل... وهو رايح للجحيم برجليه "

حط ايده على بطنها والثانيه ورا راسها وقربها ليهمس باذنها : استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
ابتعد عنها ...راقبته حتى اختفى... وهمست لطيفه ... بحروف ارتوت من دم قلبها ودموعها وانين شهقاتها
: استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه..

جف القلم واتبعثرت كل الأوراق
وارخت عيوني للموادع نبع ماها
حتى انكتب بالدمع عالخد بشتاق
الخد صفحه والهدب ريشه بدواها

/ فوق /
في غيابك حزن هالعالم سكني
و انكسر قلبي و ضاعت امنياته
غيبتك زادت بجرح(ن) ممتحني
و اثر بقلبي و زود في شتاته
تدري وش حالي بعد ما رحت عني؟
كني اللي منتظر لحظة وفاته!

عبير: بسم اللـــه عليج احلام..
تقرب هيفاء بالماي.. وتعطيه عبير اللي تسقي منه احلام بدفعات..
شربت احلام الماي... ورفعت ايدها المرتجفه تمسح العرق المتصبب من جبينها ووجهها...
عبير: شفيه ياسر؟
بلعت احلام ريقها وتلفتت للي حولها
وجوهـ مرعوبه .. خايفه..وكان صرخات احلام نذير واعلان للخطر..

سالت دمعتها لما كررت عبير سؤالها بهمس .. ونبره هاديه..حركت فيها شجونها وحنينها وخوفها..
هيفاء همست باسمها: احلام...وقربت قعدت قدامها..
وقتها انفجرت احلام بالصياح...مو لسؤالهم ولا تجمعهم حواليها ولا لشي الا لانها ادركت ان اللي شافته كان حلم...حلم.... وياسر للحينه غايب مارجع..مارجع ..

حضنتها عبير وهي تهديها وصوتها كله عبرات : حلم يا حلومتي حلم...ما عليج منه اذكري الله ولا تهتمين فيه
شهقت احلام وقلبها حوى حسرة الدنيا كلها وآلمها...وهيفاء تطالعها بخوف وعيونها المغورقه بالدموع تترقب هدوء احلام ...
لكن اللي عقب هالهدوء انفجار ثاني اشد واعنف
تعآل شوف فـ بعد? شو صآر فينيـ?
تعبت اسألَ طيوف? وأنآجي? ،،
تعبت أقـول بعآليـ? آلصوت وين? ؟!
وين? يآ ياسر منيتيـ? بس ألآقي? ،،

" الصبــــح "
اجمعـــوا الاغراض... وتزهبـــــوا للرحيل... ما تفصلهم الا ساعات او اقل على ترك البيت ثم الوطن...شعور مؤلم ومحزن...
خاصه ان كان كل بيت ترك منه من يقوم بمكانه ..ومن كل بيت هناك من ارتوت الارض بدمائه..اللي يطلع من ارضه مجبور...ومكسور....

لعل بيوم ينكتب له العوده... شامخ رافع الراس...مسرور
يشوف ارضه ويرتمي فيها.. يضم احبابه لصدره واهله في ديوانه ... ويصافح اقرانه وجيرانه

شهقت ام فهد بصدمه : انحاشت؟!!
ردت ام فيصل : شلون ومتى ....
عبير: مادري مادري يمه كاتبه رساله وهذي رسالتها ...
جت انوار تركض : مالقيتهـــــــآ
والتفتـــوا لهيفــآء اللي جت من الصوب الثاني
: مــالقيـتهــــــــــــا
طاحت الجده على القنفه : يآآالله رحمتك...
فتحت باب السياره الخلفي وركبت .. التقطت انفاسها .. والتفتت للي يمها .. لحظات..وتوسعت ابتسامتها ..
: دلووووووول
احضنتها دلال بشوق .. ولهفـــه...: اشتقت لج يالخايسه اشتقت لج موت..
: شلونج رهف..؟
: التفتت رهف لصاحبة الصوت وكانت اللي تسوق السياره .....همست : الحمدلله
دلال : هذي شيخه..عضوه فعاله ... ههههه
شيخه : كلمتني عنج دلال... بس صراحه ماتوقعتج بهالعمر.....
:توسعت عيون رهف ونظراتها تنتقل من دلال لشيخه..
شيخه تفسر كلامها: يعني من اللي سمعته من دلال عطيتج عمر اكبر...
هزت رهف راسها.. وشيخه تخطف لها النظرات من المنظره الاماميه..
شيخه : اهني فيج روح الوطنيه يا رهف..
توسعت ابتسامة رهف.. واردفت شيخه
: انتي متاكده يارهف من اللي سويتيه..
رهف بثقه: كل التاكيد..
شيخه : لنا قعده... الا قولي قعدات ان شاءاللـــه...
همست وهي تشد على ايد دلال وتتابع بنظرها اخر صوره لبيتها واهلها ...منطقتهم وشارعهم....: ان شاءالله
//المزرعــــــه//
كان التدريب من لحظات الفجر الاولى الى اول شعاع ينطلق من الشمس للارض...
الكل منتشر بالمكان ..صوب ضم مجموعه تصوب بالاسلحه الصامته على اهداف من لوحات منصوبه ...
ومجموعه تتدرب على حركات الفر والكر..
ومجموعة تدريبها على الاقتحام والمداهمه...
وبزاويــه قريبــه.. بنفس المكان.. بمقربه من الكل
واقف فهد.. تنتقل نظراته الموجهه بين هذا وذاك...مع توجيه او تحذير يعطيه لجاسم اللي يبادر بتوصيله للشباب في المجموعات..
نواف كان مع مجموعة الهروله... يهرولون...وهم يرددون بنشاط وهمه رغم قلة الاكل والشرب ..
زلزل .. زلزل جنود الفدا عرش الباطل دمر وزلزل
زلزل .. زلزل جنود الفدا عرش الباطل دمر وزلزل
اهتف بهم ونادي .. هل من منازل ؟؟؟؟
اهتف بهم ونادي .. هل من منازل ؟؟؟؟
فحب الشهادة للقلب نازل .. فحب الشهادة للقلب نازل
اين المنازل ؟؟ اين المنازل ؟؟ فنحن جنود ابطال البواسل
اين المنازل ؟؟ اين المنازل ؟؟ فنحن جنود ابطال البواسل
لا نخشى الردى .. لا .. لا .. لا نخشى العدى
لا نخشى الردى .. لا .. لا .. لا نخشى العدى
فحب الشهادة للقلب نازل .. فحب الشهادة للقلب نازل
زلزل .. زلزل جنود الفدا عرش الباطل دمر وزلزل
زلزل .. زلزل جنود الفدا عرش الباطل دمر وزلزل
اهتف بهم ونادي .. هل من منازل ؟؟؟؟
اهتف بهم ونادي .. هل من منازل ؟؟؟؟
فحب الشهادة للقلب نازل .. فحب الشهادة للقلب نازل

انضم نواف لفهد وجاسم... قال بانفاس متقطعه: السلام
جاسم يضحك : وعليكم.. شكلك مو رياضي يا نواف
نواف يمسح على شعره المبلل من الماي بعد ماغسل فيه وجهه وشعره : حرام عليك .. صارلي فوق العشر ساعات أي رياضي بعد
فهد : هذي مضار التدخين
رفع نواف حاجبه وسحب سيجاره من جيب البنطلون .. وقبل مايحطها بحلقه اخذها فهد منه...
محتاجينك هالفترهـ ... خلنا ننهي مهمتنا وبعدين اعطيك بدل الوحده عشر..
ضحك جاسم
ورد نواف مستنكر : يا سلام..
فهد : اللي مستغرب منه انك دكتور.. وعارف بمضار هالسم...شلون بس تشربه
>>> السلام عليكم
التفتوا كلهم للصوت وكان عبدالله المسؤول عن البوابه
جاسم + نواف : وعليكم السلام
فهد : وعليكم السلام خير يا عبيد

: رائد عبدالهادي وصل
فهد: تمام... دخله المكتب
عبدالله : ان شاءالله
التفت فهد لنواف : هذا مرسالنا ... مرسال مهم بينا وبين منظمتنا بره
نواف : انشاءالله عنده اخبار طيبه
:
فهد: ان شاءالله تعال معانا يا نواف

هز راسه ولحقهم بعد ما طفى السيجاره ...
" مازال التدريب قائم...في المزرعه "
والاناشيد الحماسيه ..
اللي تلحنها زقزقة العصافير ونسيم الفجر العليل...

داخل مبنى المزرعه
صافحه فهد وصافحه جاسم ...وقبل مايعرفه على نواف
نطق رائد باسمه : دكتور نواف
صمت نواف يحاول يستوعب هالشخص...شكله رسمه اسمه... لكن ماعرفه...
نواف يصافحه : أي د. نواف..تشرفنا..
رائد : والله انا اللي لي الشرف..لولا الله ثم انت كان اخوي راح فيها...
نواف : الفضل لله يا خوي
رائد: عرفتني؟
نواف: للاسف لا
رائد: اخوي جاك بيوم وفيه الزايده ومنعوه الجيش يدخل العمليات
ابتسم: عرفته عرفته .. شلونه الحين
رائد: الحمدلله باحسن حال...
نواف: الحمدلله
جاسم : احم احم .... احنا موجودين
ههههههههههههههههههههههههه ه
فهد ياشر لهم يقعدون : تفضلوا..
قعد الكل متوزع عالقنفات... وبدى رائد الحديث
: اليوم بعد ساعه عندي طلعه يا عمر
فهد: الله يوفقك ويحفظك.. وحنا بعد عندنا تحذير مهم توصله معاك
رائد : أبشر .. تم
فهد: مافي مستجدات اخبار
: بلى مطلوب تقرير عن الحاله والاوضاع ومستعجل
جاسم بصدمه : الحين
رائد : للاسف أي
فهد : مستحيل شلون نكتب تقرير مفصل بساعه او اقل؟ ...
رائد: حتى لو تجمل الاحداث يا عمر بس عبر عن الحاله برساله حتى توصل للعالم
فهد: للاسف يا رائد ماقدر اوعدك....تعرف التقارير متى ننجزها وتبيلها وقت
رائد: بس ضروري طالبينه مني قبل ساعه وجيتكم ابلغكم
تنهد فهد والتفت لجاسم اللي هز راسه بمعنى مستحيل يخلص
نواف: انا اخلصه
:: التفتو له
نواف: انا اكتبه ...
فهد : بساعه؟؟؟
نواف: بعشر دقايق...
فهد : نواف؟
نواف: والله من جد...
وفز قايم قدام استنكارهم... واخذ من المكتبه ورقه وقلم..
بسم الله الرحمن الرحيم......
كتبنـا بالـدم الغالـي بيانـا لنخبـر مــن نـحـب بـمـا دهـانـا
وننقـل صـورة عنـا اليكـم تـرون بـهـا الحـرائـق والدخـانـا
تـرون مدامـع الاطفـال دمـا يجمدهـا الجليـد علـى لحانـا
تــرون نسـاءنـا متلفـعـات بحسرتـهـن ينـشـدن الحـنـانـا
ترون شيوخنا عجزت خطاهم فما هربوا ولاوجدوا الامانا
تـرون بيوتنـا صـارت قبـورا وتـحـت ركامـهـا دفـنـوا رؤانــا
احبـتـنـا اعـاديـنـا قـسـاة فلاتعـجـبـوا مـمــا اعـتـرانـا
امـاوالله مانخشـى عـدوا يظـل بـرغـم قسـوتـه جبـانـا*
زرعنـا للبطولـه جانحيهـا فطـارت نحـونـا نحـمـي حمـانـا
وذوبنـا الجليـد بهـا وسـرنـا تـغـرد تـحـت ارجلـنـا خطـانـا
بطولتـنـا غذونـاهـا يقيـنـا واسرجـنـا لجولتـهـا الحـصـانـا
سقيناهـا الـدعـاء ومامللـنـا ننـاشـد مــن بقـدرتـه عفـانـا

احبتنا لنا حق عليكم** ومن عرف الحقوق رعـى وصانـا
اقمنا حجة الاسـلام فيكـم واحيينـا الجهـاد علـى شرانـا
بذلنا النفس للمولى وطرنا باجنحـة الرضـى لمـا دعانـا
وسوف نلقن الباغين درسا يعيد الى المـوده مـن جفانـا
سنذهب بالجهاد طغاة حرب ونمنحهم اذا صدقوا الأمان .

// مستشفى / المملكه //
طرقات على الباب..
خلته يتعدل في قعدته...دخل عليه ذاك الوجه السمح اللي تعود ..على شوفته من ايام...
: السلام عليكم
: وعليكم السلام
: لاباس طهور
: الله يبارك فيك
: صافحه .. واشر له طارق يقعد على الكرسي القريب ...
فايز : شلونك اليوم ان شاءالله احسن..
طارق : الحمدلله.... وسكت ... ما في اخبار....
مسح فايز على وجهه وتنهد.. الله كريم...ما نياس من روح الله....
نزل طارق راسه وقلبه يعتصر الم وحزن..
فايز: ادري انه مو سهل عليك يا طارق انك تعيد اللي صار... لكن انت تدري ان مصلحه فوق مصلحه...وياسر ضحى بعمره عشان يوصل الامانه... واحنا واجبنا نعثر عليه..سواء كان حي او ....

ماكان طارق يبيه يكمل..الكلمه .. فقاطعه : شنو اللي تبي تعرفه..
فايز: اللي صار...
هز طارق راسه... وانتبه للمسجل الصغير اللي بيد فايز..
: راح اسجل المحادثه..

طارق هز راسه وتعدل زود في قعدته...سحب هواء ونزل راسه .. يسترجع اكثر المواقف الم وجراح....
: اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
طارق : نــط يا ياسر نط....
التفت له..ياسر بنظرات زادت اصرار طارق على قراره ... : نط الحيييييييييييييين...
1
2
3

دووووب دوووباااااااااااااااا..

الم الم شديد حس فيه بذراعه..وشمس حارقه ضربت بوجهه...فوق لهيب النار والدخان الخانق...
كح كح ..

تذكر ياسر.. دار بنظراته يدورهـ ... اشياء متناثرهـ ... ورماد.... ورصاص....وو ... شافه..ممدد هناك... زحف له...مقاوم الم ذراعه اللي ما تجرأ يشوف جرحها لكن من دشداشته اللي تحولت للون الاحمر خمن ان الجرح عميق ... حيل..
قرب من ياسر بعد تعب ومشقه وهمس باسمه: ياسر.. ياسر ....... /ونظراته الحذره تتفحص المكان...
حركه بيده السليمه..: ياسر ياسر.
هممم ... اصدر تاوهات قبل ما يفتح عيونه ....وانتبه طارق للجرح الكبير برجل ياسر..وثاني بصدره : ياسر ..ياسر اصحى اصحي ياخوي..
سحب الملف من حضن ياسر ..
ياسر بضعف: الملف.
: موجود.. بس قوم انت قوم لا يوصلونا..
: الملف.. طارق الملف
: ياسر انت عليك بنفسك الحين.. حياتك ...
: مو مهم... المهم يوصل الملف... طارق طلبتك
: آمر ياخوي
: اخذ الملف واسرع لهم... تلقاهم عند الحدود...اكيد هم ينطرونا الحين...اسرع لهم..
: مجنون...قوم انت معاي ما..
: طارق..ماجذب عليك ولا تجذب علي...مشي ماراح اقدر...وايدك ما تساعدك تساعدني...ولو بقينا لحظه زياده ... اثنينا مع المعلومات بنضيع..
: من صجج اخليك والله انكــ.....
: تكفى يا طارق... مو عشاني... عشان ديرتك...وطنك...هالمعلومات مهمه ... الحق فيها ياطارق
: ماقدر وانت يا ياسر
: انطر مساعدتك... ان وصلت لهم بسرعه دليهم على مكاني...
: يجون؟
: اكيد... اكيد هم يدورونا بس مو عارفين الطريق...

تعلقت نظراتهم لحظه....نظرات تعبر عن صرآع يعيشه القلب والعقل....وسباق مع الوقت بدقايقه وثوانيه....
: جيب كحلي..يا طارق ... اسمه حامد...وكلمة السر " الجهاد "
توجع بعد ما اخرج هالكلمات ... والقي براسه على حرارة الارض....

شال طارق ثوبه سفطه وحطه تحت راس ياسر عن حرارة الارض...
تامله لحظات .. وانحنى باس جبينه : راجع لك..راجع يا ياسر
بابتسامه تصارع الالم: توكل على الله...

فايز: كم من الوقت لما وصلت السعوديه
طارق: مادري.. لكن تقريبا ربع نص ساعه... ماكانت مسافه كبيره كنا " كمل بعبره الم "كنا قراب..حيل

فايز..: ومنو استقبلك...
طارق: اثنين ... نفس السياره اللي اعطاني ياسر اوصافها .. واسم واحد منهم...." حامد "
بلغتهم باللي صار...واحد منهم اخذ الملفات والثاني طلب مني اركب معاه وادليه على مكان ياسر...

وغمض عيونه ...بالم
فايز مو اقل منه حزن : كمل يا طارق ...
: ماقدرنا نوصل... الرمي كان شديد... وتصدوا لنا من كل الجهات...
فايز : طلبتوا مسانده

طارق: أي طلبنا... وعلى ما وصلت... رجعنا لياسر... بس ...
فايز: بس...؟!!!
/ معسكـــــر المتطوعين في المملكه /
ضمه بقوة... وكانه شايف ابوه او اخوه
كل واحد منهم مو سايعته الفرحه ... فرحة مثل فرحة لقى الاهل والرجعه للبلاد...
لما تكون بغربه...فاي واحد من ديرتك يحسسك بالقرب منها من اهلها ... يطفي شي من الحنين والشوق لها..

بدر بسعاده كبيره : شلونك يا بو صقر شلونك يا خوي...
حمود بسعاده مماثله: الحمدللـه يا بدر..الحمدلله . بشرني عنك وعن الاهل...
بدر: الحمدلله ...يا خوي ..ابشرك .. كلهم بخير....الا قولي متى طلعت انت يا حمود...بشر عسى بيت عمك وبيت عمتي معاك
حمود بالم: زوجتي وعيالي معاي... بس ابوي وامي وخواتي مادري عنهم يا بدر
بدر بحزن : لاحول ولا قوة الا بالله... ما طلعوا معاك
حمود : لا والله .. يابدر ... ماكانوا بالديره ... قصة طويله... وصلنا الموت والله كتب لنا عمر..
بدر يلف ذراعه على كتف حمود : تعال تعال اقعد ... وكلمني عن كل شي صار...
بدمائي سأسطر مجداً ..... وأسير على درب الثار
وأصوغ بآهاتي شعراً .... أعلوا أسموا كالأقمار
وأضمد جرحي بيقيني .... فعروقي دمـها فــوار
وبنــور القرآن أُقـاتـل .... وبسـيفٍ مـاض ٍ بتـــار
سأنال رقاب الأشرار

الوقت آخر الليل...خفت فيه حركة المواطنين...لمتع التجول .. وهذا اللي يبونه ..حياة اهلهم تهمهم وما يبون يأذنوهم..
عند ذيك السيطرة...واللي تلمح منهم السداري الفسفوريه من مسافه...
تجمع عدد من جيوش العدوا... حاملين سلاحهم...منهم من يراقب الثاني يسولف والثالث يدخن سرحان..

تباطأت السياره حتى وقفت في المكان المقصود...
التفتت نواف للي يمه : جاهز
هز خالد راسه بالايجاب...
...ثبت نواف السكان بعد ماربطه على لا يلف يمين ولا شمال / وطالع خالد

يالله الحين: نزل خالد..
و
نزل نواف بعد ما حط الحجر الثقيل على دواسة البانزين ونط قبل ما تنطلق السياره بسرعه رهيبه باتجاه السيطره..
وبخطوات سريعه اركضوا واحتموا ورا ذيك الاشجار بمسافه ...
ارتفعت اصوات الرصاص من العدو باتجاه السياره المنطلقه صوبهم كالبرق ....
واحد
اثنين
ثلاث
دوبــ دوووووووووووبـــآآآآآآآآآ آآآآآآآآ
نواف يطالع خالد تتوسع ابتسامتهم وواحد يضرب كف الثاني : هيــآآآآآآآآآ
/ معسكر السعوديه /
متحلقين الشباب حول النار المشعلينها بالمخيم...
فيهم الكويتي واخوهم السعودي والاماراتي والبحريني والقطري والعماني الكل متطوع بالمعسكر... مرخص روحه ودمه لاجل نصرة الحق ورفع الظلم عن المظلوم .....
بما ان التدريب للحينه ما بدا فكانوا ماخذين راحتهم بالقعده والتعرف ...
سيف الاماراتي يحرك اللحم على الفحم ...ويساعده عبدالرحمن القطري
ومتعب السعودي يصب القهوه..

وبدر وحمود وضاري وراشد وغيرهم من الشباب اللي وان اختلفت اسمائهم وهوياتهم الا ان قلبهم ودمهم واحد...
حمود يضحك: يالله يا بدر اعرفك من ايام المدرسه عليك صوت مو صاحي
بدر : اذكر الله
حمود : لا اله الا الله يالله انشد.
بدر: شنو تبون تسمعون
الشباب :اي شي من قلبك...قريب من احساسك هاللحظه عشان نحس فيه
هز بدر راسه.. ورفع نظره للسماء...يوقد احساسه منها... بسحرها وجمالها وقمرها المستنير وصورة اهله واحبابه وارض موطنه وترابه تنرسم قدامه...
لحظات هدوء...والشباب يترقبون
فيهم الجالس وفيهم الواقف وفيهم المتمدد يتامل السما ويناجي النجوم...
صدح بالمكان صوت بدر.......
" يحرك الاشجان والذكريات "
وين ايامنا وين ... وين قضيناها .... راحت بغمضة عين يا ما احلى ذكراها
ابكي على الاحباب دمعي على الخدين ... والله يا اصحاب ايامكم ما انساها .
حن الفؤاد وذاب من فرقة الاحباب والغربه يا اصحاب مرة وما اقساها
يا واسع الرحمات اجمعنا في الجنات وقلوبنا بالخيرات باركها وارعاها
وين ايامنا وين ... وين قضيناها .... راحت بغمضة عين يا ما احلى ذكراها

يا كويت بلاد الخير ... المولى حاميها
مواكب الجهاد ...الهادي بانيها
أميرنا جابر .عن دينه ما تخلّى
كل الجنود باعوا ...أرواحهم لله

وين ايامنا وين ... وين قضيناها .... راحت بغمضة عين يا ما احلى ذكراها
ابكي على الاحباب دمعي على الخدين ... والله يا اصحاب ايامكم ما انساها .
حن الفؤاد وذاب من فرقة الاحباب والغربه يا اصحاب مرة وما اقساها
يا واسع الرحمات اجمعنا في الجنات وقلوبنا بالخيرات باركها وارعاها

/ بيت ماجد /
ماجد بحيرهـ ... يدور مره داخل البيت ومره خارجه...مر الوقت وتاخر على الموعد....
حزم امره اخيرا ونادى فيهم ..: يالله اركبوا السياره ...بسرعه
انوار: ورهف
ماجد : مافي وقت..يا انوار . تاخرنا.....
انوار : شلون نخليها هنيه؟
" الكل خايف ومرتبك ومترقب "
ماجد : انا باقي ونواف...ما عليكم لا تشيلون همها متى ما لقيناها ... نرسلها وراكم
الجده : لا انا ما اتحرك الا مع بنتي
ام فهد: ولا انا
ماجد بنرفزه : يمه جده... ان ما تحركنا الحين بتصير بدل رهف عشرهـ... خلونا نطلع.. ومصيرنا نلقاها وين تروح يعني..
: صمـــــــــــت
ماجد : يالله توكلوا على الله...
طلعــــوا بخطوات ودآع ...محتفظين باخــر الامال.. والاحلام ... والذكريات اللي جمعتهم بهذا المكان.. وبهالارض....
طلعوا يجرون آلامهم واحزانهم... ودعواتهم للي بقوا صامدين...واللي اندفن تحت التراب...

عند الحدود... كان الترقب الطويل .. والصبر بدا ينفذ
خالد : مو جنه ماجد تاخر
نواف يضيق عيونه يطالع اخر الطريق: الا تاخر مو جنه... بس مو من عادته...
خالد : الله يسهل...
نواف : اهلك جاهزين...
خالد : أي كلهم حاضرين ...واتفقنا وفهمتهم على كل شي
نواف : وفرح
خالد : موجوده...مع الوالده......
نواف :... امممم ما اوصيك يا خالد... لا تشوفها رهف على الاقل لما يوصلون السعوديه...
خالد: لا تشيل هم... وصيتهم وحرصت عليهم...
الخطه ان ابو خالد يطلع باهل نواف وماجد يعني يسوق سيارتهم ... واخو خالد يطلع باهله...لان اللي عرفوه ان كل عايله ما يسمحون يطلع معاها الا رجال واحد بس وان كانوا اثنين او ثلاث على طول مصير الباقين الاسر...
اخو خالد كان وده يبقى... ويقاوم....لكنه مضطر يطلع ... لانه مريض بالكلى... وزاد تعبه وخاصه مع انعدام المستشفيات والعلاج...
وشجعه خالد انه لما يتعالج يقدر ينضم لقوات التحالف... ويخدم بلاده ووطنه....

/ بيت ماجد /
عند الباب
كان واقف ينتظر خروجه... بشماغه الاحمر ودشداشته البيضه..
قابله ماجد باستنكار ...: نعم
الرجال : السلام عليكم
ماجد بتحفظ: وعليكم السلام ...
مد الرجال ايده ... وصافحه ماجد
الرجال : الاخ ماجد؟
ماجد باستغراب : منو معاي
الرجال : عندكم بنت اسمها رهف مساعد الضاري عمرها خمس تعش ؟
ماجد بلع ريقه... والجده من خلفه شهقت ... وام فهد ومنال وانوار مو احسن حال ..
التفت ماجد لانوار : اركبوا السياره...
انوار : شنو فيها
ماجد : اركبوا بسرعه...
اركبوا بخوف وترقب...
كل اللي يشوفونه من جامت السياره الرجال يتكلم وملامح ماجد ما تبشر بخير...
واخيرا مدله جيس... تفحصه ماجد بشكل سريع... ورد صافح الرجال اللي راح .. وماجد جا صوب السياره
واول ما فتح الباب : ها يمه بشر
ماجد مارد عليهم......
حرك السياره وانطلق بصمت
: ماجد يمه وينها؟
: مارد
: ماجد... وينها اختي .. وينها فيه.....
: يمه ياولدي قول ريح قلوبنا ... قول يمك .. قول

شال الجيس وحذفه بحضن انوار...تعرفين هالملابس؟
كان ينتقل بنظراته بين الشارع ... وبين انوار اللي انعكست صورتها بالمنظره
انوار بقلق : اي ملابس رهف....
زاد من سرعة السياره وكانه يفرق حرته فيها...
انوار: وينها يا ماجد....
: وينها يا ماجد
: وينها
وينها
وينها
مــــــــــــــآآآآآآآآآآ تــــــــــــــــــــــــ ــــت
لااااااااااا ... لاااااااااااااا
رهـــــــآآآآآآآآآآآآآف
تعالت الصيحات ... انوار منال... ام فهد الجده ... هيفاء وعبير واحلام...
الكل الكل حتى ام حمود.....
شون ومتى وكيف...

اسأله ما يملك احد منهم جوابها
وصل للحدود...اخيرا..ومازالت شهقات وصيحات اهله بالسياره...
خبر مو متوقع... صدمه هزتهم...فاجعه الحقتهم...
مابين شهقة منال وصياح انوار... وتحسبات الجده وام فهد...

//كانت هناك نفس.. توسعت ابتسامتها وغرقت بعالمها الاسود بخبث نواياها//
خالد براحه : هذا ماجد وصل...
نواف يزفر بضيق : زين ما بقى...
قرب نواف من السيارهـ ,,, ورفع نظارته الشمسيه....ينتظر نزول ماجد..
لحظات ونزل ماجد .. يجر خطاه... وملامحه ما تبشر بخير ابد...
نواف بريبه: عسى ماشر يا ماجد؟
تعلقت عيون ماجد بنواف...عرف وقتها ان في شي... وشي جايد بعد...
بسرعه التفت للسياره...وكان العله فيها...
ورجع التفت لماجد..
: شنو فيه

اتقلت نظرات ماجد بين نواف وخالد.. وكانه يطلب النجده منه...
تقدم خالد واصطف بقرب نواف..

نواف : تكلم يا ماجد اخلص
ماجد : نواف انت مؤمن صح؟
بضيق الدنيا كلها صرخ : اخلص
قدم له الجيس : تعرف هالاغراض
اخذهم..نواف وطالعهم...كانوا يخصون بنت... لكن منو....ما يعرف....
رفع راسه لماجد اللي همس
: زوجتك

توسعت عيون نواااف وهو يسمع
" عظم الله اجرك "
" عظم الله اجرك "
"عظم الله اجرك "

حارت دموعي في عيوني وصديت
وأرمشت مابيها تبين وطاحت
وعقبه برق في العين براق واسقيت
خدي ووناتي بصدري تلاحت
وأنا أحسب إني في فراقه تشافيت
وان عبرتي من مدخل الزاد زاحت
اللي يحسب إني على البعد سجيت
والا ان عيوني للرقاد استباحت
ياليتني من قبل لا أحبه اقفيت
والا ان دروبي عن دروبه تناحت
أهون علي من البكا والتناهيت
وأشلا من سدودٍ على الناس باحت
عرفت كيف الحي يفرق عن الميت
وعرفت قيمة نعمتي يوم راحت

" محمد بن فطيس "


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-14, 11:37 AM   #25

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البــــــــــارت 23
أنفــــــآس الآنيــــــــــــــــــــ ـــــن
أوجعيني يا جراحي أوجعيني
لا تراعي من بكائي وأنيني
أوجعيني واضربي في كل قطر
بقتيل أو طريد أو سجين
أوجعيني إنني رغم مصابي
غافل مازلت لم يعرق جبيني
أوجعيني لم أعد أخشاك إني
بت أهواك إذا ما تهتويني
إمنعي طيري من التحليق هاتي
كل ما عندك من جور السنين
وأري عيني أصناف المآسي
كرري المشهد واستبكي عيوني
مزقي قلبي بأنواع البلايا
واجعلي الهم رفيقي وقريني
روعي طفلي بما أوتيتِ حتى
تقتلي الرحمة في القلب الحزين
واخدشي عرضي فإن العرض غالٍ
أتمنى دونه لو تذبحيني
أثقلي قيدي إذا ما شئتِ عسفا
واستحلي موطني دوسي عريني
أوجعيني إنني أزداد بأسا
كلما أمعنت في تسفيه ديني
أوجعيني كل جرح منك بحر
من عذاب والأسى فيه سفيني
أوجعيني رب جرح ثاب هما
فسما بالنفس عن عيش المجون
ولتطيشي رب طيش عاد رشدا
فارتقى بالروح عن وحل وطين
ربما يفضي إلى العليا هبوط
ويجئ الموت بالفتح المبين
يا جراحي ربما أقضي ولكن
أنت كالقطرة في بحر يقيني

/ بيت ماجد /
عند الباب
كان واقف ينتظر خروجه... بشماغه الاحمر ودشداشته البيضه..
قابله ماجد باستنكار ...: نعم
الرجال : السلام عليكم
ماجد بتحفظ: وعليكم السلام ...
مد الرجال ايده ... وصافحه ماجد
الرجال : الاخ ماجد؟
ماجد باستغراب : منو معاي
الرجال : عندكم بنت اسمها رهف مساعد ال...... عمرها خمس تعش ؟
ماجد بلع ريقه... والجده من خلفه شهقت ... وام فهد ومنال وانوار مو احسن حال ..
التفت ماجد لانوار : اركبوا السياره...
انوار : شنو فيها
ماجد : اركبوا بسرعه...
اركبوا بخوف وترقب...
كل اللي يشوفونه من جامت السياره الرجال يتكلم وملامح ماجد ما تبشر بخير...
واخيرا مدله جيس... تفحصه ماجد بشكل سريع... ورد صافح الرجال اللي راح .. وماجد جا صوب السياره
واول ما فتح الباب : ها يمه بشر
ماجد مارد عليهم......
حرك السياره وانطلق بصمت
: ماجد يمه وينها؟
: مارد
: ماجد... وينها اختي .. وينها فيه.....
: يمه ياولدي قول ريح قلوبنا ... قول يمك .. قول
شال الجيس وحذفه بحضن انوار...تعرفين هالملابس؟
كان ينتقل بنظراته بين الشارع ... وبين انوار اللي انعكست صورتها بالمنظره
انوار بقلق : اي ملابس رهف....
زاد من سرعة السياره وكانه يفرق حرته فيها...
انوار: وينها يا ماجد....
: وينها يا ماجد
: وينها
وينها
وينها
مـــــــــــــآآآآآآآآآآت ــــــــــــــــــــــــ ــــت
لااااااااااا ...
لاااااااااااااا
رهـــــــآآآآآآآآآآآآآف
لاااااااااااااااااا
تعالت الصيحات ... انوار منال... ام فهد الجده ... هيفاء وعبير واحلام...
الكل الكل حتى ام حمود.....

شلــــون ومتى وكيف...
اسئله ما يملك احد منهم جوابها
وصل للحدود...اخيرا..ومازالت شهقات وصيحات اهله بالسياره...
خبر مو متوقع... صدمه هزتهم...فاجعه الحقتهم...
مابين شهقة منال وصياح انوار... وتحسبات الجده وام فهد...
//كانت هناك نفس.. توسعت ابتسامتها وغرقت بعالمها الاسود بخبث نواياها//
خالد براحه : هذا ماجد وصل...
نواف يزفر بضيق : زين ما بقى...
قرب نواف من السيارهـ ,,, ورفع نظارته الشمسيه....ينتظر نزول ماجد..
لحظات ونزل ماجد .. يجر خطاه... وملامحه ما تبشر بخير ابد...
نواف بريبه: عسى ماشر يا ماجد؟
تعلقت عيون ماجد بنواف...عرف وقتها ان في شي... وشي جايد بعد...
بسرعه التفت للسياره...وكأن العله فيها...
ورجع التفت لماجد..
: شنو فيه

انتقلت نظرات ماجد بين نواف وخالد.. وكانه يطلب النجده منه...
تقدم خالد واصطف بقرب نواف..

نواف : تكلم يا ماجد اخلص
ماجد : نواف انت مؤمن صح؟
بضيق الدنيا كلها صرخ : اخلص
قدم له الجيس : تعرف هالاغراض
اخذهم..نواف وطالعهم...كانوا يخصون بنت... لكن منو....ما يعرف....
رفع راسه لماجد اللي همس
: زوجتك

توسعت عيون نواااف وهو يسمع
" عظم الله اجرك "
" عظم الله اجرك "
"عظم الله اجرك "
ماجد : الله يرحمها يانواف ...
توسعت عيون نواف وهي ترتفع بنظراتها من الجيس اللي يحتوى ملابسها..... وريحة عطرها... عطرها اللي عرفه وانكره انكره بقوه واستنكره ... كذب على نفسه وكذب قلبه وتجاهل الصوت اللي صاح فيه انها هي ...تعلقت عيونه ونظراته المصدومه .. لماجد الحاير المرتبك الحزين... وكـأن هذي اللحظات شريط يمر ببطئ شديد ...
ماجد بصوت حزين متهدج : قعدوا اليوم الصبح مالقوها...ولما وصلت دورتها بالمنطقه وكل مكان قريب ممكن توصله ما كان لها اي اثر ../ سكت ثانيه وكمل / .. قبل مانطلع لقيت مرسال عند الباب باغراضها وملابسها...
حدق فيه نواف ... وبصمـت ... ما تكلم ولا سال ولا تحركت حتى نظراته عن ماجد .....
كان يعيد بداخله الكلمات اقصد الطعنات اللي تلقاها منه يعيدها مرة واثنين وثلاث حتى يستوعبها .عقله المصدوم

تذكرت رسالتها امس بالليل مع هيفاء تطلب منه ينساها ويختار اللي اختارها قلبه
تذكر لما صعد لها وعرف سبب رسالتها كانت رسايله لمها قبل زواجه
تذكر الرساله اللي خطها لها البارح بشعوره ودم قلبه وكل حرف فيها يعبر عنه وعن احساسه...

نطق اخيرا بصوت مرتجف بين الشك والتكذيب وبين الم الواقع الحزين
: وينها ؟!!
ماجد بارتباك وتوتر : مادري
نواف: منو هالرجال
ماجد : مادري .. ماقال اسمه .. او يمكن انا ما سالته بس ..
نواف بغضب : شلون ما تساله ياماجد..شلون ... يجيبلك اخبار اهلك وما تساله ليش
ماجد : مافكرت بشي يا نواف ما ..فكرت بشي من قال اسمها وشفت اغراضها...
صرخ نواف: .. وصدقته خلاص .. لا اسم ولا معرفه ..
ماجد: الرجال كويتي وقالي اسمها كامل..
نواف : مو كافي..
ماجد : اسمها اللي ما يعرفه غيرنا...
نواف بغضب : مو كـ ....انقطع صوته وتوسعت عيونه لما استوعب مقصده... حس بنغزات مؤلمه بصدره..اللي ضاق عليه فماصار مجال حتى للنفس....
تدخل خالد ومسك ذراع وكتف نواف .. : اذكر الله اذكر الله يانواف
التفت له نواف والغضب مبين بوجهه المحمر وعيونه المتوسعه ... همس خالد باذنه

: قول لا اله الا الله
همس فيها .. وارتخت ملامحه المشدوده ... وفرغ هالغضب بالجيس اللي شد قبضته عليه وانفاسه الحاره المتسارعه ترجع تندفع بقوه وتحرك صدره بقوه رهيبه.. . . مسح على صدره ..وفتح ازرار ثوبه يوسع للهواء يدخل هو يردد اسم ربه ويسترجع ...لعل الله يمده بالقوه اللي بالفعل يحتاجها الحين...يحس بضعف بانكسار بفراااغ كبير بداخله .. فراغ يدوي فيه اصوات مثل اصوات الريح لما تعصف بصحراء خاويه ..
ماجد ..: اسف يا نواف .. سويت كل اللي اقدر عليه.. من الصبح وانا افتر ... ماخليت مكان ما ظل احد ما سالته ...اسف ان قصرت

طالعه نواف وزفر وتمنى كل نفس حار طلع منه يطفي ولو شوي من النار المشتعله بجوفه .. /
مسك كتف ماجد وهمس : انا اللي اسف ... انت ما قصرت يا ماجد...كفيت ووفيت .. كفيت ووفيت ...ياخوي
خالد يشد على ايده ويطبطب على كتفه : عظم الله اجرك شهداء باذن الله...وشنو احسن من الشهاده
موجعه
وجهة رحيلك

والتناهيد الشـقيه
وضيقة الصدر ! !
وحنينكــ ،،
من شعوري
" أدمعهـ "

لبس نظارته يخفي سحب الحزن السوده اللي اعتلتها....والمطر المالح اللي على وشك النزول....
ماجد : اهلك في السياره ... اذا حاب تطمنهم عليك ...او تتطمن عليهم..
هز نواف راسه واشر بيده : خلونا نخلص شغلنا ما في وقت ...
ادار ظهره ومشى وسط نظرات خالد وماجد وثامر اخو خالد اللي انضم لهم للتو....
لميت جرحي واحتضنته وغادرت
ما للوداع بخاطـري غير تجريح
ودي ولكن انصدمت وتصبرت
واقفيت اشد اخطاي بالغصب لا اطيح
ما هو جفا .. انا وفـي ما تغيرت
عقب الوداع .. فراق ما هو بتلميـح
ياليتني دمعـة فراق وتبخرت
لا( احساس) لا ( وجدان) لا (قلب يصيح)

/ المعسكر في السعوديه /
بـدر يمسح شعره بالمنشفه بعد ما غسله يبرد عليه من تدريب اليوم ساعات تحت الشمس وان دخلوا الحين باول الشتا لكن حر الشمس مازال في النهار....وبالليل تهب النسمات البارده
: السلام
التفت بدر لباب الخيمه واتسعت ابتسامته لما لمح ذاك الوجه: هلا وعليكم السلام ياحيالله بوصقر
حمود: بالمهلي.....
بدر يبعد المنشفه عن وجهه ويتامل وجه حمود: عسى ماشر...فيك شي
حمود : لا ابد../ يمسح على شعره بتوتر / توني كلمت الاهل...
بدر بابتسامه : افا وجذي شكلك.... لو انا مكلمهم جان تلاقي الضحكه من الاذن للاذن
ابتسم حمود وردت اختفت ابتسامته بثواني ... فرك ادينه بتوتر : ام صقر تعبانه
بدر عقد حواجبه : لا تقول... عسى مهوب جايد تعبها
قرب حمود وقعد ع السرير الحديدي اللي مثله خمس في نفس المخيم ونظرات بدر تراقبه : مادري يا بدر... بس كلمني صقر ..مافهمت منه شي.. كل اللي فهمته ان امه بالمستشفى...كان خايف ومرتبك..اعرفه لما يكون مخبــي شي...
بدر يصبره: لا تحاتي مافي الا الخير ان شاءاللـــه...وكل امرك للـــه...
حمود : ونعم باللـــه ... / رفع راسه لبدر/ ماكلمت اهلك؟
بدر بتحسر : لا بعد ماجا وقت مكالمتي...ادعيلنا...
حمود بخبث : آسف
بدر بصدمه: هب يا وجهك...
توسعت ابتسامة حمود لما حذف عليه بدر المنشفه وصدها بيده
// الحدود طريق نويصيب//
كانت السيارات باعداد كبيره وهائلة... صافه مثل طابور المدرســـه...الكل فــار بحياة اهله واطفاله...
ماهمه نفسه كثر اهله وديرته...

كان دور ماجد ونواف وخالد والشباب ينبهون السيارات اللي فيها اكثر من شاب...
المضطر منهم للطلعه يوزعونه واللي مو مضطر ينصحونه بالرجعه ... لان قانون العدو ما يطلع من السياره اكثر من رجال واحد مع كل عايله...والا مصيره الاسر او الموت ان عارض....

كانت العوايل حيل متفاهمه... وزعت اهلها واستقبلت اخوانهم من عيال ديرتهم...ومنهم اللي رجع وفضل يبقى في ديرته ..
ارتفعت صيحات الام وهي تطالع عيالها الثلاث.. كانوا شباب بين 14 – 15 – 17....ماكان عندها غيرهم شباب وطفله اربع سنوات هي وجدتهم في السياره ...
نواف وماجد يتكلمون مع الشاب 17 سنه اكبرهم اسمه عامر...
عامر باسى : واللـه لولا وصيت ابوي ماتركت ديرتي ولا تحركت../.بس / والتفت لامه وجدته واخته الصغيره... ابوي وصاني عليهم .. قبل مايروح ...
ماجد : وينه الوالد
عامر : مادري يا ماجد .. ماندري عنه خبر من طلع ...صارله 3 شهور ...والله العالم وين اراضيه
ماجد : الله يرجعه بالسلامه ان شاءالله ..
عامر: اخوي باسل مريض بالسكر والدوا اللي عندنا ما ظن يكفي يومين ومضطر انه يطلع واخوي رائد بعده صغير الاعتماد بعد الله علي انا...
ربت نواف على كتفه : كفو يا عامر امك واهلك برقبتك ... وتراهم امانه وانت قدها ان شاءالله
عامر بحماس : ع العموم انا افكر اني ارجع بس اطمن عليهم
نواف بتحذير: اذا فيه خطوره لا تحاول..تقدر تخدم من هناك...هم محتاجينكم يا اهل الديره انتم اخبر بمداخلها ومخارجها..
عامر : والحين شنو الحل معاهم
نواف يمسح على شعره والشمس زادت حدتها بهالوقت ...: نوزعكم ...خلك انت مع اهلك واخوانك يتوزعون...
وصلهم صوت ام عامر من السياره : وين اوديهم ... وين اروح وما اطالع بعد ربي الا هم..حسبي الله ونعم الوكيل...
ماجد يصبرها : لا تخافين اختي... ان شاءالله بنلقى حل وما تطلعين الا هم معاج ..
ام عامر بامتنان : الله يبارك فيكم ياخواني...الله يبارك فيكم..
خالد واخوه ثامر نفس المهمه ... اشتغلوا عليها بجهد مضاعف وتعب...
الاهل كانوا بالسياره.. يراقبون من خلال الجام سير الامور.. بين شهقه وبين دمعه وبين مواساة وتصبر..
كانت حالتهم صعبه... بين الهجره .. وبين خبر رهف ... وبين اللي منتظرهم قدام..
ثــلاث سيطرات .. لازم يعدونها قبل لا يطلعون من حدود الكويت..وسيطره اشد من اللي قبلها...
/ السعودية / الرياض ، بيت بوسعود /
رأيته مطرقا يبكي فأبكاني
وهاجَ منْ قلبيَ المكلومِ أشجاني
في زهرةِ العمرِ إلاّ أنّ دهرَك لا
يرعى الشـيوخ ولا يَرثي لِصِبيانِ
بكى فكادتْ لهُ نفسي تذوبُ أسـى
كأنّ رامِيَـه بالسّـهمِ أصْـماني
دنــوتُ منـهُ أحاكيـهِ وأسألُـهُ
علّي أواسي جراحَ المثقَلِ العانـي

بندر ولد بوسعود برابع ثانوي : افا يابو صقير وش له هالزعل ..
رفع صقر راسه لبندر ولد ابو سعود... ونظراته اشبه ماتكون رسايل حاره تحرق من يقرآها...وتلهب فؤادهـ
كشت ابتسامة بندر..وقرب من صقر بخطوات هاديه حتى قعد بقربه على درج الباب الخارجي..
وسكت ثواني يرتب الكلمات قبل لا ينطقها...والتفت لصقر اللي منزل راسه بضيق الدنيا كلــه...
: صقر.. كم عمرك..
طالعه صقر بنظرات متعجبه ويمكن مستهينه سؤاله كانه يقوله انت وين وانا وين...يالله يانظرات هالطفل ... تقول انها نظرات رجال عمره فوق الاربعين سنه...وين براءة طفولته وين بسمه الطفوله...وين العفويه والضحكه واللعب اللي يشغل الاطفال بمثل عمره..

بندر: ماشاءالله عليك مبين عليك رجال وقوي بعد
هز صقر راسه مصطنع القوه واعجبه الحماس اللي بثه بندر بنفسه
بندر: اكيد ابوك ماخلاك الا انه واثق انك رجال ويعتمد عليك ...صح يا صقر
: هز صقر راسه بالايجاب بدون لا يتكلم
بندر: ليش متضايق... شنو اللي مكدرك يا صقر
: رجعت الكآبه لوجه صقر وتغيرت ملامحه وهو يلتفت بنظراته للداخل ويرجع يطالع ببندر
بندر فهم قصده : اهلك؟!
: هز صقر راسه بصمت
بندر يمسك ايد صقر ويبتسم له: لا تخاف.. توني راجع من الطبيب ويقول امك بالف خير بس تبي تنام عندهم شوي عشان المزعجه ريما ما تزعجها
توسعت عيون صقر فرحه وهو يسمع كلام بندر اللي ريحه وده يصدقه بس صرخات امه مازالت ترن باذنه وانينها مازال يسمعه ومشهد تلويها ع الارض وتالمها مازال قدام عينـــه
رمش بعيونه الحزينه يمحي ذاك المشهد الاليـــــــــم اللي ينعاد ويتكرر قدامه كل لحظه.
صيحة امه... سقوطها على الارض...الدم ....استغاثتها فيه.... خطواته المرتبكه وجسمه المرتعش ولسانه اللي انعقد وهو يستغيث في بنات ابو سعود وام سعود يساعدون امه.... هرولتهم ... ودخولهم البيت وفزعهم من المشهد .. وحده ارفعتها والثانيه تصحيها والثالثه تدور على عبايتها... لبسوها بسرعه ... وشالـــوها ... وما بقى الا آثارها... وصرخات ريما المخترعه...
رمش بعيونه بالم... ونزلت دمعــــه تغسل أنينه وحزنه....
/بعد فتره ..حدود نويصيب /
كان قاعد على مقدمة السياره ينتظر المهمه الجايه بعد ساعات... سرحان في هالناس...وهده التعب...التعب النفسي اشد من تعب الجسم...قاعد يطالع السيارات والناس المهاجره غصب عنها مو طيب... مهاجره باهلها وعرضها بطفالها ومرضاها...
دخل ايده بجيبه وسحب الورقه اللي سهر عليها يخط فيها اعتذاره واحاسيسه وعزم يعطيها اياها اليوم قبل رحيلها ...
فتحها وتامل حروفها...

شي غريب شفته بعينك لما قلتلي الوداع..
شفت دمعه .....شفت حيره ..... شفت معنى للضياع .
شفت ان الشك جالك ...وابتدأ يخيم عليك .
شك يقولك ان قلبي خفت اشواقه اليك...
وان حبي كان سراب... وان ما ضينا عذاب ...
وان اخلاصي لحبك عمره ما يفضل شباب...
شيل وابعد هالدموع .... حبي لك فوق الظنــــون.
حب ما منه رجوع... حب تفداه العيون ...
بس اقوال العواذل حركت فيك الشجووووون.
اوهموك اني نسيتك وبهواهم خدعووووك.
الحقيقه ان حبي فجره دايم مايغيب
مهما قالو لاتصدق انت لي اغلى حبيب ...
خلي يا منور ظلامي ...كيف تظن اني اخووون .
انت داري عن سهادي ولهفتي دايم عليك ..

كان الرحيل الثاني ... اسرع لها من الاول...
غمض عيونه بالم...وشد بقوته على الورقه حتى بلت... وتعفست ... عفسها بزياده وكانه يفرغ شحنات ألمه فيها..
عفسها اكثر واكثر ... وحذفها بعيد عنه..
خلاص ماعاد لها فايده .... خلاص انتهى كل شي...
انتهى كل شي ..
انتهى كل شي
رفع ايده وطالع الساعه بمعصمه ماباقي وقت .. تنهد... رفع راسه ولمح ذيك الحرمه تقرب منه...ولما قربت اكثر قام واعتدل بوقفته... قربت ولما صارت قدامه رفعت غطاها..لتبان ذيك العيون الحزينه والملامح الكئيبه
همس وشال نظاراته : احلام
: عظم الله اجرك ياخوي ....قالتها بالم قالتها بحشرجه وصوت ضعيف مقطع من البجي .. حروفها كانت خنجـر انغرس بنفس مكان الجرح القديم ليزيده الم ....
مسح ع راسها بقوه مايدري مصدرها... .. ومسك ايدها المرتجفه..بدينه الثنتين .: اجرنا واجرج ...
كملت بصوت باجي: ما اصدق.. ما اصدق يا نواف انها .. انها خلاص راحت...ما اصدق
نواف : صامت...
كملت ببجي اكثر: كل شي صار بسرعه..بسرعه.. طلعت بعد الفجر.. وماتت وجانا الخبر الصبح باسمها وملابسها...شنو اكثر من هالسرعه ...
زاد يقين نواف بظنه او امله اللي سكن قلبه....ومسح دموعها ورد بصوت هادي كسير... : اللي مقدره ربنا علينا يصير ... ولو بطرفة عين....ومالنا الا الرضا يا احلام
استغربت من قوته... من صبره ... هل هو فعلا متاثر ويكابر او ان رهف ما كانت تعني له شي؟؟
سالته بصوتها المبحوح : نواف.. انت زعلان..
زعلان
زعلان
زعلان
: تعلقت نظراته المصدومه بنظراتها المتسائله ..وزادت دموعها لصمته..
سمعت باليتيم اللي قدام عينة تموت امة
يناظر ولا يقدر يبرر دمعت الشفقان
يصرخ خذي روحي بس خليك يايمة
وتموت ويعاني مع الذكري الم واحزان
كان احساسي احساسة وما همني همة
هو القدر اخذ امة وانا فاقد اعز انسان

=================
: يالله لا تتاخرين... روحي اركبي شوفي السيارات تتحرك..
: فتحت حلقها تتكلم / وسبقها
: دربالج على امي و خواتي... اثق فيج يا احلام ....
هزت راسها : دربالك على نفسك..
هز راسه ... وابتسم لها رغم الالم.. يمكن تكون اخر صوره تحملها اخته له... فلابد يكون مثل ماكان... قوي صلب ولو على حساب قلبه المكسور..
مدت له ورقه مسفطه بعنايه .. وقبل لا يسال قالت : هذي رسالتها اللي كتبتها قبل ما تروح ....
بلع ريقه وسحبها منها ... حضنها بكفه وشد عليها بقوه بدون لا يفتحها او يشوف شنو فيها....احكم قبضته عليها وايده الثانيه متمسكه بكف احلام ...

همست قبل لا تروح : .مافي اخبار عن ياسر
جر نفس قوي... وهز راسه بالنفي رافقت حركته دمعه سالت من عينها على خدها...
رفعت نفسها ع اطراف اصابعها وباست خده : استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه يا خوي..
تحررت ايدها من ايده ...نزلت غطاها وساقتها خطواتها المكلومه للسياره اللي بدت تتحرك ببطء خلف طابور السيارات
على الله.. يا " زمن " وشعاد باقي لي معك خافي؟ !
وانا كلي [ بقايا هم ] وجرحٍ (توّ) ما ابريتهـ !!
تصور .. فرحتي فرحه .. { عقيمٍ } بشّر بـ " لافي "
لا عدت ليله والغربال ما جاني وتحفيتهــ !!
وتخيل.. هم هالدنيا خفوقي ‘‘ حضنه الدافي ،،
لا فارق هالحشا لحظه ..
تباطاني .. وتباطيتهـ !!

/ مِشْـــــــــــــــــــــ رِف /
و الله ، غيابهـ ماني قادر أطيقهـ
الله " اييسر لا أموت .. بـ غيابهـ !
ودي بـ قربهـ
بس !
بعده حقيقهـ
شلون بـ أنكر / هم أو قسوة عذابهـ !
و دي بشوفهـ
حتى !
لو بس دقيقهـ
ودي أشم عطره / و ألمس ثيابهـ !

تسابقت خطواتها الفرحانه للي قاعده هناك في الزاويه ضامه رجولها لصدرها ونظراتها مركزه بالارض ما غيرتها
قربت..وكشت ابتسامتها : تبجين
رفعت بدور نظراتها المكسوره وثواني حتى استوعبت سؤال اللي قدامها وملامحها الخايفه هزت راسها ومسحت الدمعه اللي فضحتها : لا / وفركت عيونها / بس عيوني تحرقني مادري من شنو
نزلت منيره لمستواها والصقت وجهها بوجه الثانيه : عيني بعينج
وطالعتها بتركيز وهي تعرف ان عيون بدور ما تاخذ منهم لا حق ولا باطل من اتساعهم اللوزي وشدة سوادهم من تركز فيهم تغرق وتضيع ما يقرآهم غيره وماقـدر على الابحار فيهم الا مركبه توسعت ابتسامة منيره لابتسامة بدور وارتفعت ضحكاتهم ....
قعدت منيره قبالها ومدت لها الورقه : تفضلي ...
سحبتها بيدها ورمشت بتوتر وهي تمرر نظراتها على المكتوب في الورقه ..
رجعت سحبتها منيره وهي تاشر بسبابتها على المكتوب وتشرح لها

/ حدود النويصيب/
تعلقت عيونه بالسيارة للحظات قبل ما تنطق شفاته باللي يختلج صدره : قلبي مو مطمن
ماجد: اذكر الله مافيه الا العافيه
نواف: ما اوصيك ... يا ماجد
ماجد: اطمن اطمن ما ارجع لين اوصلهم ...
نواف: يالله فمان الله ...
رجعت نظراته للسياره اللي فيها اهله امه خواته وجدته وعماته ..صعب الفرآق مهما كان...صعب الفرآق
إلا يمه : شلون قلبج ؟ .. قولي وشلون الاماني ؟ جمعة أخواني ومكاني .. وضحكتي لمه اتناثر من على وجه الصواني .. والعيون اللي تراقب غيبتي بوجه الثواني ..
كل ما ادخل تقول : يا بعد زولي وطولي ..يا بعد ريحة جدودي ..
إنت إنت يا صقر النشامى .. لا تأخر خااصه في وقت الغدا .. لا تخاف الجوع أنا أمك .. في ضلوعي قلت أخبيلك غدا .. هذا قلبج ما بكيته .. أدري لو أبكي كسرته ..

الصبر يا يمه مسلم .. بس هذا الذل كافر .. يكفي يا يمه تحضن وجهك بقلب المحاجر يكفي عيونج تراقب زولي من فوق المخاطر
دشي يمه .. دشي يمه .. راااح يا يمــه أتــأخر .. وراح أنام بلا غدا ..
وهذا صوتج ما محيته .. من على أبواب المدارس .. وانا فوقي الف طلقه والف حارس ..
هذا خوفج ما نسيته .. يفتح جفون الدفاتر .. واتصفح من رموشج صفوة سيوف وخناجر ..

* الشاعر/ سالم سيار
تنهد ولبس نظارته متوجه بعدها للسياره في المهمه الجايه..
خالد من بعيد ياشر: نواف لحظه
التفت نواف لخالد اللي جاه يسرع بخطواته ...
خالد قرب منه: لحظه بروح معاك
نواف باعتراض: لا وين.. خلك يمكن يحتاجك ماجد او
قاطعه خالد : ثامر موجود وعامر هب يساعد والشباب والشياب مو مقصرين شوفهم هناك..
التفت وشاف الكل هاب من سيارته يساعد الثاني....كانوا على قلب واحد ومشاعر وحده رغم الالم والحزن اللي يعتصر قلوبهم...
ابعد نواف نظراته وتحرك لسيارته .. فهم خالد موافقته واتبعه للسياره والهم اللي بصدر نواف يحسه بصدره ويؤلمه...
/ السيطره الاولى /
فرضت عليهم لازم ينزلون خمسه منهم .... ويرجعون مشي...حاولوا يرجعون كلهم لكن الامر كان اجباري مافيه خيار...
رفض ثامر بقوه يتخلى عن احد منهم وكلهم امانـــه...
لكن شنو الحل لما تكون انت بنفسك تحت حكم ظالم وسيطرته... يقدر يتمرد ويصرخ ويضرب لكن شنو الثمن...اكثر من عشرين روح ...من عايلته والعوايل اللي معاه....
افترشت الناس الطرقات منو يقدر يخلي اهله؟....وشلون يخلونهم ومالهم احد...لاهم قادرين يردون ولا قادرين يطلعون كلهم مع بعض...؟ يبدو ان تفريق العوايل وتشتيتهم وابقاء الحسره واللوعه بقلوب الاهالي متعة هالعدو ولذته...
نزلوا من السياره قعدوا على جانب الطريق ..
لازم يحسمون الامر بعجل مافي وقت والا يصير الاختيار عشوائي
همست ام فهد وهي تتوسط الجلسه الارضيه : ام فيصل انت وام حمود لكم احد تطلعون له وتطلعون فيه.. انتم الاحق .. اما انا مالي غير مريوم وبتقعد معاي اللي يصيرلي يصيرلها .....انا وبنتي راجعين
ام فيصل : لا يام فهد انا مالي لزوم اطلع ولدي باقي هنيه.. خلي مريم تطلع مع خواتها
مريم : لا ياخالتي فديتج انا ماطلع من دون امي... ولا اتحرك خطوه من غيرها هي وجدتي...
انوار :ولا انا طالعه بقعد مع زوجي واخوي ... مالي غيرهم بعد الله
منال : ولا انا... زوجي واخوي وجدتي وعمتي..
ام حمود: انت حامل يامنال
منال تحط ايدها على بطنها : الحافظ الله ياخاله ..
بدت الناس تتحرك والسيارات...وانقضت المهله
وانتفضوا من مكانهم على عجل...
الجده : توكلي على الله يا شيخه انتي وبناتس وام حمود وبناتها
ام فيصل بعبره : لا يمه شلون اخليكم روحي مو اعز من روحكم
الجده بحزم : توكلي على الله يا شيخه وان ربتس كتب لنا نلتقي بنلتقي ...
مع موعد زوال الشمس...كان موعد الرحيل
موعد هاجت فيه الاشجان اللي ما وقفت من 2-8 الى هذا اليوم...واختلطت الصيحات بالشهقات ...والدموع بقبلات الوداع
تشبثت شيخه بامها....
واحلام بانوار...واحلام تتمنى تبقى معاهم وما تطلع... تتمنى انها هي اللي بقت ومنال او انوار والا مريوم الا طلعوا...
ولمت امل منال.. وترجتها تطلع بدالها عشانها وعشان البيبي لكن منال مصره تبقى وارفضت تطلع ...
وعبير وهيفاء احضنوا مريوم...وهي توصيهم يسلمون على زمزم ان التقوا فيها او شافوها..
وام حمود لمت ام فهد..اللي بعد وصتها على بنتها ان شافتها وانها تطمنها عليهم ...
الكل اكسره الحزن والهم...محد يتحمل هاللحظات المره الثقيله...
تقدم منهم ثامر ووقف على بعد مسافه وراسه في الارض ... يحس بالخجل بالالم بالخذلان.... وهو مابيده شي.... هل يخسر خمس مع احتمال سلامتهم
والا يخسر كل اللي معاه....ماكان قادر على المخاطره..
قال وهو يمسح على راسه : اعذروني .. اعذريني يمه ..واعذريني ياخاله...والله حاولت معاهم حتى بالفلوس والاكل حتى ... ذهب اهلي تبرعوا فيه يفدونكم..بس..
الجده : ماقصرت ياولدي ... عزالله انك بيضتها جعل عين امك ما تبكيك...
ثامر: تآمرون على شي...
الجده : سلامتك ياولدي.... اهلنا امانه عندكم
ثامر : لا توصين يمه اللي يصير لنا يصير لهم...وترا ماجد ماراح يتحرك اكيد تلقونه قداكم ...
هذي الكلمات...وتلك العناقات ..والدموع كانت اختصار لوحة غروب غير مكتملـــــــه....
انطلقت السياره بام فيصل وبناتها وام حمود وبناتها
وسارت اقدام ام فهد ومنال ... والجده يسندونها انوار ومريم ....راجعين ادراجهم على طريق بلادهم....
ما كانوا بروحهم كثير مثلهم.. رجعوا كبار بالسن وحريم وبنات واطفال... افترقوا عن عوايلهم وارجعوا....
" عبروا المغادرين نقطة التفتيش الثانيه وكانت تفتيش دقيق سلبوا منهم اغراضهم اكلهم فلوسهم ذهبهم وما طلعوهم الا بثيابهم "
" اما اللي رجعـوا ادرآجهــم فبعد مسافه قطعوها مشـي...."
همست ام فهد : منال يمه تعبانه
منال بنفس متقطع : لا يالغاليه
ام فهد بقلق: ليش تشاهقين

منال: ولا شي.. لاتحاتين فديتج
قالت كلماتها تطمن عمتها ودخلت ايدها تحت غطاها تمسح دموعها اللي تنهمر بلا توقف
هي مو زعلانه لرجعتها لا بالعكس ولا واحد فيهم زعلان لهالشي الرجعه كانت حلم وتحقق...لكن اللي زعلهم الفراق...صعب الفراق وصعب الوداع ...خاصه بوقت وظروف ماتدري ان كنت راح تلتقي فيهم بعدين او لا...
وقت وزمن ماتضمن فيه الحياة للساعه ..ولا حتى الدقيقه الجايه..

/ السيطرة الثالثـــه /
صفت السيــآرآت بقــرب بعضهــآ البعــض..
حتــى زآد عددهــآ على الستيــن سيـــآرهـ..

آمــروهـم ما يتحـركــون خطــوه الا بعــد الصــآفـره والاشــآرهـ
امتثلــوا الآهـــآلــي لآمرهــم مجبــريــن

واصطفت السيــآرآت مثــل مــآ قــآلــوا
ووقفــــــوآ بــلآ حــــرآك..
ينتظــرون ويتـــرقبـــون الصفـــآره
لينطلقــــــون بعيـــــد لحيـــث الآمـــان
وآحـــد
آثنـــــــآن
ثـــــلآث
انطلقـــت الصـــآفـــره
وانطلقـــت معـــاهـــآ طلقـــآت الرصـــاص العشــوآئيــــه على العــــوآيـــل
واختلطــــت اصـــوآت الاسلحــــة بصيحــآت النســـآء والاطفـــآل ومحـــركــآت السيـآرآت واحتكـــآك الاطـــآرآت بالاسفـــلــت
/ الحدود البريه الكويتيه /
في ذاك المبنى من الطابوق والطين بتدرجات اللون الرمادي ..باهت مثل طعم الحياة اللي دنسوها بوجودهم وباحقادهم وشرهم
رفع الجندي عواد الخوذه الخضراء اللي يحمي فيها راسه ... وتناول بطل الماي كته على وجهه بفوضويه وصب الباقي في حلقه لاخر قطره... ومسح حلقه بمعصمه ونظراته للجندي اللي قاعد وملصق الراديوا باذنه ..
عواد: شنهي الاخبار
حرك الجندي الثاني ايده يعني اسكت لحظه...
ظل عواد يترقبه... ثواني .. الى ان ابعد جوده الراديو عن اذنه...يهز راسه ويتنهد
عواد : اكو شي جديد
جوده : بعد كمن يوم راح يجتمع هذا اللي مدري شسمه خافير مع سيدي الريس على مود يشوف شنهو يصير
: وكم باقى على المهله؟!
: مو هوايه... هيجي اقل من اسبوعين..
: تلفت عواد وقرب من جوده وهمس : تتوقع من صُدُق تصير الحرب

جوده يستهزء : لا عاد بوش يلعب..
عواد بغضب : لعـ ....... على هيجي خُلقه...جا وين ننطي ويهنا يابا....احنا وَيِــــــــه حَرُب...كلها كم رصاصه وتخلص اسلحتنا ...
جوده: لا عاد تتوقع تعيش انت بعد...
عواد : اشتقصد؟
جوده : اقصد يومنا قرب...
عواد بغضب : انجب فال الله ولا فالك...
جوده : مو حتى القوه المسانده إلنا اسحبوها مابقى الا نحنا وكم واحد بسلاح رشاش وكم دبابه ومدفع شتصخم بيهم يا عواد تصخ بيهم
سكت عواد وهو يفرك ذقنه بحيره وتوتر....ولوى بوزه ونظراته ركزت على جوده اللي عرف ان عواد ناوي على شي...
المعسكر على الحدود السعوديه /
اعلن عن اجتمــآع مهم...
الكل اجتمع في الساحه.. اعدآد كبيره من المتطوعين ... افترشوا الساحه يترقبون كلمة المسؤول ... والخبر المهم اللي جمعهم عليه...
همس بدر لحمود : شنو تتوقع ..يابوصقر
حمود بعد تفكير ثواني : ماظنه يتعدى اخبار الديره
: احلف... ادري يا عبقري .. بس شنو تتوقع الخبر..
التفت له حمود وقرى الحماس بعيونه : قصدك الحـ ......

بدر : تتوقع؟!
حمود : جان زين... تدري انه شي مو سهل .. بس كل يوم يعدي .. نحسه يضيع من عمرنا ..من عمر ديرتنا واهلنا.. ودنا نخلص من هالشي بسرعه ...
كان بدر يوافقه الراي .. ويأيده ... لكنه رفع حواجبه يمثل الصدمه : ما الومك مكلم اهلك ومطمن لا يابوي خلني اكلمهم وبعدين يصير اللي يصير .
توسعت ابتسامة حمود ....وانقطع الصوت لما تكلم الضابط المسؤول
" كان الاجتماع عن اخر الاخبار والتطورات ...وبث روح الحماس في المتطوعين وان التدريب راح يكثف هالفتره "
انتهى الاجتماع بعد امل انزرع في النفوس ... وثقة بالله بان النصر بات قريب....
همس بدر : يالله قم ؟
تنهد حمود وهز رآسه يالله ... وقف وضيق عيونه يهمس : مو.. مــو كـأنـــــه .
التفت بدر لوين نظرات حمود ... وركز بالاشخاص الموجودين...: منو؟!
/ سيـــــــآرة نواف /
كان خالد يتكلم ونواف بعالم ثاني لكن ما اشعره انه مو منتبه له .... كان يهز راسه بين فتره وفتره واذا ساله خالد قال صح والمفروض واظن جذي...
خالد كان يدري ان نواف مو معاه بس مع هذا ماحب يسكت حتى ما يفكر نواف اكثر...ويتعمق بآلامه واحزانه..
كل ما تسكر جرح بحياته ينفتح جرح ثاني ليلهب الجرح الاول معاه...

توقفت السياره عند نقطة تفتيش..
وطبعا الهويات اللي يمشون فيها الحين كلها مزوره ... وبين فتره وفتره يغيرونها تحسبا لاي فتنه او خيانه...
نواف يسال خالد: هويتك عندك؟
هز خالد رآسه وطلعه من جيبه يجهزها..
دقايق وصلهم الدور وفتح نواف الدريشه
الجندي : الهويه
اعطاه نواف هويته وهوية خالد
طالعهم الجندي ورفع راسه يطالع نواف وخالد ...: منو فيكم نواف؟
نواف: انا
: ركز الجندي فيه وفي الصورة وقلب الهويه ...: انت مدرس؟
نواف : أي مدرس...
الجندي ياخذ الهوية الثانيه : وينه خالد؟
: انا خالد
: عقد الجندي حواجبه وهو يطالع فيه : انت حلاق؟
كتم نواف ابتسامه انطلقت غصب عليه...
ورد خالد بثقه: أي انا حلاق ..
الجندي : خوش ... هاكم هواياكم ...
انطلق نواف وانطلقت كلماته اللي ماقدر يكبتها : الله يقطع ابليسك ياخويلد حلاق ..
خالد: شرايك ما انفع
هز راسه مبتسم: الا تنفع له اكثر من دكتور
خالد: ...بس لا يكثر..
رفع نواف حاجبه وتذكر شي : اقول خويلد جبت طاري وليد والا..
خالد: وليد اخوي أي جبته ..
: التفت له نواف وكانه مو مصدق : لقيتوه؟
ابتسم خالد وبحماس : لقاه عمر... بالسعوديه....وبخير....
عقد نواف جبينه متعجب : ليش ماقلت لي ؟
خالد بتردد : كنت .".تنهد " بس ماجت فرصه..يعني انت...
نواف بعتاب: آيا الخايس تظن اني ماراح افرحلك لو كان عندي ظروف / التفت له بابتسامه / ...في اخو مايفرح لاخوه.
وكمل : الحمدلله على سلامته ...

ابتسم خالد باعجاب: الله يسلمك يابوفيصل
/ معسكر حدود السعـوديــه /
صافحه بحراره.. وبعد عانقه بشوق وفرحه : ماصدق يا طارق ... انت طارق صح انت طارق
بادله طارق الفرحه والشوق : والله ولا اني مصدق ياحمود اني اشوفك او التقيك...

بعدوا عن بعض وادينهم مازالت متصافحه : شلونك يا طارق عساك بخير بشر عنك
: الله يبارك فيك الحمدلله ..بشر عنك
: الحمدلله ياخوي ... شكلك تعبان وضعفان ..
: سالفه طويله اقولها لك...الا ما قلت لقيت الوالد ..ويسلم عليك
: احلف
: افا... هههه ...
: هههههههه والله مو قصدي بس من الفرحه .. مو مصدق ... لقيته شفته شلونه ياطارق شخباره

: بخير وصحه وما عليه الا العافيه..
: ليش ماطلع معاك
: ماكان يبي يطلع .. كلمته واقنعته خاصه اني كنت في مهمه... بس تعرفه ابوك نسخة خويه ابوي راسهم يابس
: ههههههه صدقت.../ والتفت لبدر القاعد بمكانه / تعال تعال اعرفك على خويي...

/ بيت ماجد /
مشط شعره المبلل على عجل .. مركز بانعكاس صورتها بالمرآيه..تحط اغراضه وملابسه في جنطه ..كانت بين فترة والثانيه ترفع اصابعها تمسح دمعها اللي سال على خدها...
وقفت حركته ثواني قبل ما تلتفت صوبه وتنتبه له
قال : لا تكثرين ثوبين بس
انوار : صمــــــــــــت

اكد كلامه بصوت هادي ما يعكر الهدوء حولهم : صج نواره لا تكثرين مافيني حيل اشيلهم ...
همست : ومنو يغسلهم لك اذا توسخوا ؟
ماجد يلتفت لها : لا تحاتين تعلمنا نسوي كل شي...
انوار : صمــــــــــــــــــت

همست : ماجد ...
نطرها تكمـــل
: خلاص يعني ..رهف .. / تحشرج صوتها....ونزلت دموعها اللي ماقدرت توقفها..
تنهـــد بداخلــه وهذا اكثر سؤال تهرب منه من وصلوا ... واكثر لحظه تحاشاها..
توسعت ابتسامته الحزينه... وابتسمت هي له بحزن اكبر وشفاة مرتجفه
" اصعب اللحظـــــــــات...واصعب المواقف ...وقمة الحزن .... انك تبتسم وسط دموعك "

..... اشر لها وقربت منه بعد ماحطت الثوب في الجنطه..
مسك وجهها بدينه ومرر ابهامه على جانب وجهها بحنان ومسح دموعها اللي تتدافع : نواره... اقدر اعتمد عليج بعد الله
: تاملته بصمت/ مرات يكون الصمت الخيار الاقوى والوحيد لان بهالمواقف تنكسر الكلمات وتتلاشى الحروف

كرر بهمس : اقدر يا نوارتي اقدر ؟
هزت رآسهــا...بصمت...
: تدرين اني رآح اتاخر... ويمكن واجد مو شوي .... ويمكن يصعب علي اجي اطمن عليكم مثل اول
هزت راسها وهمست : عارفه
: انا اقدر اقعد عندكم ونواف مثل الشي وكل واحد من الشباب يسوي مثلنا ونحميكم...بس لمتى؟... مصير الشر يوصلنا...مصيرنا نتناقص واحد ورا الثاني...لان الامان اللي نوفره لكم ناقص.. ناقص وما يكمل الا بامان الديره كلها...
اشهقت ومسحت دموعها اللي سالت
ماجد: ابي اروح وانا مطمن..
انوار: اطمن يا ماجد ... الله الحافظ..وما راح يصير الا المكتوب..
ماجد : ما تطلعون ... ولا تفتحون الباب لاي احد ... ورقم جيرانا بيت بو احمد كتبت لج أي شي تحتاجونه او تبونه اتصلي فيه ماراح يقصر
: لا تحاتي يا ماجد... خلاص اطمن ... مايصير الا الخير ان شاءاللـــه...
: بعد خصله ورا اذنها تاملها لثواني وهمس : محتاجه شي
باكبر ابتسامة حزن انرسمت على وجهها ... همست : ابي سلامتك..
/ في غرفه بالدور الارضي /
تمددت منال ورفعت الغطا لصدرها ورجعت راسها بتعب على المخده شنو بقى هذا بلدهم رآح وابوهم مات تركوا بيتهم وعايلتهم تشتت زوجها بصوب واخوها بصوب وعمتها وبناتها بصوب ورهف رهف اختها الصغيره وينها؟ صج ما شافتها لا رهف قالوا ماتت لا مستحيل شلون تموت استغفر الله لا بس مستحيل تروح وتخليهم يعني خلاص ماراح تشوفها؟ رهف راحت راحت مثل ماراح ابوها ومثل ماراح فيصل ومثل بوناصر وبناته راحت مثل شهد...
شهد ! شهد ! يعني الحين شافتها التقتها قالت لها اللي اذبحوج اذبحوني اللي انحروج انحروني اللي حرموج من الحياة هم نفسهم اللي حرموني.....

: منـــــــــــــــول ...
غمضت منال عيونها....
ام فهد : منول نايمه ..؟
ظلت منال مغمضه عيونها... وسالت دمعه من طرف عينها وصلت لاذنها...
دمعه المحتها ام فهد رغم الظلام...واكتمت شهقتها بيدها.....سالت دموع ام فهد .. تشارك دموع منال الصامته....
وقربت بهدوء وإيد فيها العصير والثانيه على حلقها كاتمه شهقاتها
حطت العصير على الكوميدينو يم منال... وسحبت خطواتها لتنطلق شهقاتها خارج الغرفــــــــــــــــــــ ــــــــــه...
/ غرفة الجده /
الجده قاعده على السرير ومريم راكعه تحتها...وقدامها حوض الماي والملح مغطسه رجول جدتها وتهمزهم ... وكل منهم سرحانه بعالمها الرمادي المظلم ..
كل منهم تفكر باللي جاي وباللي راح يصير مع انه صعب... صعب تتنبأ بالاوضاع ... او باللي رآح يصير...

خاصة ان كان من وحوش مالهم كلمه ولا عهد ولا بقلوبهم رحمه هذا ان كان لهم قلب...
مريم استرجعت لحظات الحدود وكلمات الجندي لذيك الام اللي تصيح ولدها الصغير اللي افترق عنها بسياره ثانيه ..
وقاعده تترجاه حتى انها قربت تبوس ايده يطلعها وراه... خاصه انه طفل رضيع ويرضع منها ..
ورد عليها الحقير ...: هذول اخوانه
ردت بشغف لعله يرحمها : أي
رد بخبث : اسلمي عليهم لا الحين يلحقونه....

رفعت ايدها ومسحت دمعتها..
بنفس الوقت الجده سرحـآنه ... بطفلتها ببنتها ببنت ولدها رهف...
راحت مثل ماراح ابوها.... والذنب اللي ركبها بوفاة مساعد رجع لها الحين...ويمكن بحجم اكبر.....
تحس انها قصرت مع مساعد ... وقصرت مع رهف....
همست بدآخلهآ

لقيت ابوج يارهف لقيتي امج الحين...اجتمع شملكم؟.... رحتوا ... وكلكم متوا مظلومين ...
سحبت الجده رجولها وهي تهمس لمريم : ربي يستر عليتس ويحميتس يا بنتي ..
مريم : خليني اهمزهم يمه
الجده: لابس يمتس بمددهم على فراشي
قامت مريم وساعدت جدتها تتمدد على السرير .... وغطتها....... وقبل لا تتحرك نادتها : مريم
التفتت : سمي يمه
الجده : ابيس بشغله مهمه ..
مريم : آمري يالغاليه
الجده: عندس دفتر وقلم
عقدت حواجبها : دفتر وقلم؟

الجده: ايه
ردت : يمكن ../ فكرت اكثر / يمكن
الجده : جيبيه وتعالي ..بسرعه
هزت رآسها : ان شـآء الله .
/ المزرعـــه /
قام من الكرسي....والدنيا ضاقت فيه واسودت بعينه ..لما عرف ان اهله رجعوا ...
لف براسه للدريشه وهمس : قدر الله وما شاء فعل...
ماجد: فيه خبر ثاني
فهد : تكلم ياماجد
ماجد بلع ريقه: وسكت
وعرف فهد ان الخبـر اشد من الاول ... وانقبض قلبــــــــه ذكر الله وحاول يصبر نفسه قبل ما يسمعه من اخوه....
ماجد : بنت عمي رهف
: التفت له فهد وعيونه توسعت بصدمه يعرفها من صغرها ويعرف استهتارها وعرف اكثر جنونها لما عرف انها بنت عمه مساعد
همس بقلق: اشفيها
ماجد : عظم الله اجرك

توسعت عيونه صدمه : لا حول ولاقوة الا بالله ....لا حول ولاقوة الا بالله / مسح على وجهه وردد بتصبير/ انا لله وانا اليه راجعون ... انا لله وانا اليه راجعون
عم صمت ... وساد الهدوء لثواني...
كان صمت لاستيعاب الصدمه والمصيبه
سال بعدها فهد : ونواف ؟!
ماجد بحزن : درى
هز فهد راسه وهمس: الله يعينه ويصبره ... وينه فيه
ماجد : راح بالمهمه مع خالد ... تدري الفجر موعدها وراحوا يتجهزون لها...
ردد فهد من قلبه: الله يصبره ..... الله يصبره ....
>>>>>>> ضربات على الباب..
فهد : ادخل جاسم
: دخل جاسم ولمح الوجوه البائسه الحزينه... تنحنح وسلم : السلام عليكم
: وعليكم السلام
: عمر ثواني وتبدأ نشرة الاخبار...

هز فهد راسه وطالع ماجد : يالله جايين...يا جاسم..
/ الحدود الكويتيــــــــــــــه البريـــه /
اتخذ مجلس الأمن قراراً يجيز استخدام القوة اذا لم ينسحب العراق من الكويت بحلول 15 يناير 1991.
29 نوفمبر 1990
رفض العراق المهلة ويصف القرار بأنه (غير مشروع وباطل) .

30 نوفمبر 1990
ادانت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة العراق الانتهاكات حقوق الإنسان ضد الشعب الكويتي ورعايا دول ثالثه تتبنى الجمعية 144 صوت ضد صوت واحد قرارا من عشر نقاط يدين الممارسات المتزايدة والمستمرة لقوات الاحتلال من تعذيب واعتقال واعدا مات واختطاف بالإضافة الى عمليات النهب المنظمة للبنية التحتية وكذلك الأحوال المعيشية المتزايدة الصعوبة في الكويت المحتلة
18 ديسمبر 1990
اجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ( الدوحــة ) واتفقوا على وضع ترتيبات أمنية ودفاعية شاملة من شأنها أن تضمن الأمن القومي .. وشدد القادة على ضرورة الانسحاب الكامل من الكويت والغير مشروط وعودة الحكومة الشرعية .

25 ديسمبر 1990
عقد وزير الخارجية الأمريكي ( جيمس بيكر) ووزير الخارجية العراقية محادثات في جنيف على مدى 6 ساعات وفي مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الأمريكي بعد المحادثات قال: (( للأسف … لم أسمع أي شي يوحي لي بوجود مرونة لدى العراق حيال الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي )) .

في مؤتمر جنيف رفض طارق عزيز قبول رسالة من الرئيس بوش الى صدام .
سيداتي سادتي كان هذا مجمل الاحداث خلال الشهور الماضيه...استعرضناها لكم في موجز لاهم الاخبار
الى ان نلتقي ثانيه ...

نذكركم بالخبر المهم..وانه في
9 يناير 1991
سيجتمع الأمين العام (خافير بيريز ديكويار) مع صدام حسين لإجراء محادثات اعتبرت بشكل واسع على أنها الفرصة الأخيرة لتجنب الحرب. . . .

نتلرككم في حفظ الله ورعايته...ولتبقى الكويت حره ابيه
هنا الكويت....
عواد بهمس : مايبيلها يا جوده ... والله انا ننطحن طحن بقدامهم..
جوده : وشنهو فكرك يا عواد
عواد بهمس : ننهزم
جوده بخوف : اششش اسكت تريد تقتلنا
عواد بغضب: مو لو ما انقتلنا منهم ننقتل من ذولاك...
جوده : شنسوي يعني وين ننطي ويهنا
: ../ تلفت عواد حوله وردب همس / انا مجهز كل شي .. جيت معاي والا سويتها بروحي....
جوده : قلي ياخوي قلي
همس له عواد بكلمات باذنه توسعت على اثرها عيون جوده ..بعد عن عواد وبلع ريقه ونظراته تتفحص المكان بخوف
عواد: ها اشقلت؟
جوده بخوف واضح: والله لو يسمعك الضابط هسه ليقطعنك وصل وصل ..
عواد: واشدراه...يالخبل..... راح نشرد ومحد راح يدري بينا
جوده: صمـــــــت وتفكير
عواد: جوده انا قلتلك اني اقدر اطلع برويحاتي... بس على مود اريدك ويايا ... اخاف عليك وانته مثل اخويه واكثر
جوده : واذا عرف...الضـ ...
عواد بثقه : ماراح يعرف ... خلها علي
بلع جوده ريقه وتلمس رقبته بيده المرتجفه
: متى؟!
عواد : الفجر قبل زام الضابط

/ مستشفــــى في الريآض /
تمتمت بصوت مبحوح وجسم مهدود من التعب : ريمـ ـ ـأ.
قربت سعاد منها غطتها بهدوء وهي تتاملها بصمت...
وجه شاحب جسم منهك شعر مبعثر عيون غايره والدمع جاف على زواياها ...ارتجفت شفاة سعاد حزن على حال ساره وكتمت شهقاتها باصابعها....

: ريمــ ـ ـأ صقـ ـ ـ
سعاد : اششش ... نامي ياروحي ... ارتاحي ولا تفكرين بحد ...
: صقـ ـ ـ
طبطبت عليها بحنان : كلهم بخير كلهم بخير... نامي ياسوسو .. نامي يا قلبي
انقطع صوتها وغمضت عيونها من اثر المخدر ...واستسلمت لنوم .... تطاردها فيه الكوابيس والاحلام...
طرقات على الباب ... انتبهت لها سعاد من سرحانها ... واسرعت بخطواتها له تفتحه قبل ما تصحى ساره على الطق
افتحت الباب بعد مانزلت غطاها : بندر
: السلام عليكم
: ياهلا اخوي وعليكم السلام...
بندر: هذي اغراض من امي ودانه...
سعاد: الله يعطيك العافيه
بندر: ناقصكم شي
سعاد: لا سلامتكم... بس وصي دانه على صقر وريما
بندر يطمنها: ما عليهم صقر عندي مع مشاري... وريما مع دانه ...

سعاد: الله يبارك فيكم
بندر يوصيها : اذا احتجتوا أي شي اتصلي... وامي تقولك الصباح عندك ان شاءالله
سعاد : ان شاءالله
بندر: مع السلامه
سعاد : بحفظ الله..
/ بيت ماجد /
الجده متمدده على سريرها تمتم بكلمات طلبت من مريم تسجيلها بالحرف الواحد
مريم باشفاق : يمه انتي تعبتي
الجده بتعب : خليتي اكمل يمس
مريم تعترض وتسكر الدفتر : لايمه .. انتي لازم ترتاحين الحين والدفتر بخشه عندي ... وباجر باذن الله اوعدج انا نكمل..
ماطولت الجده ثواني حتى رآحت بالنوم من التعب والارهاق النفسي والجسدي..
غطتها مريم....وباست جبينها بحب..... تاملتها لحظات قبل ما تنتقل نظراتها للدفتر اللي بيدها....و" قصة مســاعد "
/عمــــآره سكنيــــه /
مع نفحات الفجر الاولى... قبل انشقاق الزراق وتراجع الظلام ..وقفوا السياره بمسافط العمـــآره....
ثواني وطرقات على الدريشه من صوب نواف
التفتوا له وابتسموا لابتسامته..
فتح نواف الباب ونزل يصافحه... ومثله خالد نزل وصافحه
وايل : شلونكم شباب
نواف : الحمدلله بشر عنكم ان شاءالله مستعدين
وايل : كل شي تمام...متوكلين على الله
خالد ونواف : ونعم باللـــه...
خالد : وين الشباب
وايل: بمواقعهم...ومن صوبكم
نواف : جيكنا على مواقعهم والطريق كل شي تمام حسب الخطه
وايل : حلو نتوكل على الله
خالد ونواف: توكلنا على الله..
/ الحددود السعوديه الكويتيه من طريق نويصيب /
استنفار وحركه غير طبيعيه...
اسعاف سيارات شرطه طوارئ
ضحايا بالعشرآت وفزع وبجي وخوف ...
انقلتهم سيارات الاسعاف حتى عجزت عن استيعاب العدد .... وشاركت السيارات المدنيه بالمساعده واسعافهم
جرحى مصابين قتلى
كانت حصلية الاهالي والاسر الخارجين من حدود النويصيب الكويتيه الى السعوديه
/ مخفر للشرطــه ، الكويت /
توزعة السيارات حوالين المخفر بمسافات مختلفه...كل اثنين مع بعض ووقف باص مواصلات بالقرب...
الكل مركز بساعته... ينتظر الوقت الموعود..
هذه تعتبر اكبر عمليه واخطرها...تعتمد على تحرير الاسرى...والاستيلاء على الاسلحه...ووثائق مهمه بحق الاسرى والعمليات والخطط العسكريه للعدو

/ الحدود السعوديه البريــــــــــــــــــــ ــه /
دقائق الفجــــــــــــــــــر الاولــــــــى...
حرس الحدود...كالعاده يقظه ... تراقب عن كثب الاوضاع والتحركات العراقيه على الحدود....
والجيش من افراد ومتطعين يصلون الفجر خلف امامهم ...
سلم الامام : السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم رحمة الله ...
من على برج المراقبه همس احدهم وهو يركز في المنظار والصوره اللي يشوفها ... وتتوسع عيونه بصدمه : ايش...ايش هذا .ايش هذا....وصرخ باعلى صوته إنـــــــــــــذآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآررررررر رررررررر
استنفــآر ... وسرع وتنظيم ... ثواني دقايق الكل على اهبة الاستعداد..
بمواقعهم.......
باسلحتهم ..
بعدتهم ..
وبعتادهم...
اصطفــوا بمواقعه بانتظام... يعدون انفاسهم مثل عدهم للثواني والدقايق ....موجهين اسلاحهم ... وكل تركيزهم بالصوره والهدف اللي قدامهم.....واسمعاهم متعلقه تنتظر الاشارهـ الحمرآ.....
/ المخفــــــــــــــــــــ ر، الكويت /
آن الاوآن.....
وانطلقوا من سيارآتهم بخفه.... فوج بعد فوج .... احتموا بالجدرآن والظلام وان كان فيه زرقه ...لكن تو الشمس ما اشرقت..
مثل ما خططوا عدد العدو في هالوقت قليل... ووقت تبديل دورية ...يعني الموجودين قلة وبعدهم ما اكتملوا..
دخلت اول دفعه ...واشتبكت مع الموجودين .. في الممرات باستخدام الاسلحه الصامته....
والدفعه الثانيه استلمت العدوا من النوافذ ... حتى مايكون لهم مفر
غير الثالثه اللي حرصت على قطع وسائل الاتصال....وحرست الابواب لا يطلع منهم احد ويبلغ او يطلب مساعده..
نص ساعه تقريبا
كانت كفيله بقتل من قتل... واسر من اسر من الاعداء
وانتشرت فرقه في المخفر حررت الاسرى وانطلقت فيهم الى باص المواصلات مع الاسرى من فريق العدو...
واخري جمعت الوثائق والمستندات وانطلقت الى المزرعه...
والاخيره جمعت الاسلحه والذخائر .. وتكفلت بحرق المخفـــــر لاخفاء الادله والجثث....
العملية استغرقت ساعه ...
/ مشــــــرف /
تسارعت خطواتها قدامهن .... بشجاعه وحمآس...مو مهتمه للتعليقات من البنات وراها....
علقت منيره : ندري انج شجاعه يالعصله انطري شوي
بدور بغيض: قال رشيقه يعني
حركت هديل ايدها بلا مبالاه ..
وتكلمت سلمى بنفس متقطع : مال الوجع انطري انقطعت انفاسي...
التفتت لها هديل وهي تضحك : ماشاءالله ياخت سلمى هذا وتونا ما وصلنا لراس الشارع...
سلمى بنفس متقطع : انا غلطانه يوم اني طلعت معاج...
كملت هديل طريقها :اسرعي تحركي يمكن تخفين شوي
سلمى بقهر: وجع
ضحكت بدور وهي تاشر على بطنها : لولا البيبي لكنت سبقتج يالعصلآ.....
زادت ضحكات البنات... وتوقفت خطواتهن عند مفرق الطريق....
منيره : هديل عن الجنون ودربالج على بدور ...والبيبي
مدت هديل ايدها لبدور و شبكت اصابعها .. باصابع بدور : بعيوني ...
سلمى : نلقاكم في البيت ان شاءالله
نزلن البنات غطاهن : ان شاءاللـــه...
منيره تاكد : سيده على البيت لا يمين ولا يسار
ردن : ان شاء الله
همست بدور : شوي شوي ترا ما اشوف من هالغطا
هديل : ارفعيه
بدور : احلفي
هديل : ارفعي طبقه
بدور توقف : أي لحظه ... والله شكلي بجي على وجهي....
هديل : لا لا تكفين كلشي ولا البيبي
بدور رفعت طبقه من غطاها : ههههههههه هدلوه والله انج مو صاحيه
هديل تكمل طريقها مع بدور: من زمان
بدور: ادري .....وانقطع كلامها / هديل شوفي جندي /
هديل بهمس: اشش ما عليج لا تتكلمين ....
مشوا بصمت حتى مروا من عنده ... التفت لهم وهو يشوف اشكالهم وحده بطنها كبير والثانيه ماسكه ايدها تمشيها
الجندي : الله يساعدكم
بلعت بدور ريقها ... وردت هديل : الله يساعدك
الجندي: تريدون مساعده عيني ...
هديل : لا شكرا ... / واشرت على ثالث بيت / هذا بيتنا
الجندي : ها ... لعاد سرعي لا تولد الحرمه
اكتمت هديل ضحكتها : ان شاءالله
بمجرد ما اعطاهم الجندي ظهره رفعت بدور الغطا وتفلت عليه بكل قهر الدنيا اللي يشتعل بصدرها وشدت هديل على ايدها بقوه..
كمل الجندي طريقه مو حاس باللي صار .... وكملوا طريقهم ... بخلاف الطريق اللي قالوا للجندي عنه ...
منيره وسلمى ماسكات بعض
والايد الثانيه من كل وحده ممسكه بجيس فيه خبز حار..
مروا على تجمع من الجنود
توقفت خطوات سلمي وانفاسها ما تسعفها من المشي ومن الخوف والتوتر ....
همست منيره : قولي " يسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السمــآء وهو السميع العليم..."

رددت سلمي الدعاء اكثر من مره لعلها تطمئن
وانطلقت خطواتهم المرتبكه ... وانفاسهم تضيق شي فشي .... بمجرد شعورهم ان هالانجاس يراقبونهم....
جندي : لحظه لحظه عيني شنهو عندجن...
انعقد لسان سلمى وماقدرت تنطق .. وتكلمت منيره : خبز
الجندي يقرب : والله اشوف بالله ..
دست منيره جيسها بينها وبين سلمى... ورفعت له جيس سلمى
طالعه وتفحصه وقال : انطينا منه كل واحد فرد خبزه... اخوانج جواعا...
منيره : اخذ اللي تبي منه
الجندي فرحان : مشكوره مشكوره عيني...
مازالت ايد سلمى متشبثه بذراع منيره وترتجف من الخوف... والجنود يتلاقطون الخبز باكبر مجاعه تشمئز منها النفوس....
رجع لها الجيس فيه خبزتين بس من خمس تعش خبزه...
اخذته وانطلقت بسرعه لتوقفها كلماته : لحظه
التفتت له وقلبها طاح في بطنها وسلمى مو احسن حال منها
قال : ينطيج العافيه خيه...
هزت راسها من ورا غطاها ... وهمست : سم ان شاءالله...
واسرعن بخطواتهن الى حيث الهدف....
قالت سلمى : تخيلي عطيناهم الخبز اللي فيه المنشورآت
منيره بغضب وانفاسها متسارعه : فال الله ولا فالج... صمت دهرا نطق كفرا ... اقول اسكتي احسن

سلمى وحست براحه اخيرا لما ابتعدوا عن الجنود واطلقت ضحكاتها على كلمات منيره : ههههههههه..
/ بيت بوياسر /
أروح لمكانٍ خابره .. خابره ياتيه
أسوق القدم صوبه وهي مالها حاجة
***
مكانٍ نزيه وأول مواجهي له فيه
وأنا خابرٍ ما رجل مثله بدواجة
***
لعل وعسى ما حدني للمجي يدعيه
وأشوفه وأنا ما ودي أسبب إحراجه
***
يحب الجريح آخر دروب اللقى ويجيه
وتحب القدم جية مكانٍ أول مواجه

" بن فطيس"
وقف السياره والتفت لخالد : حياك..
خالد : لا بظل هنيه وانت لا تتاخر
نواف : اقول انزل بس لا تكثر
خالد مصر : انزل انت وانا بلحقك ...
سحب نواف المفتاح وفتح الباب ونزل ....وقبل لا يسكره ... توقف شوي بتفكير مشوش... رمى بعدها المفتاح على خالد : خذ خله عندك
بسط خالد ادينه والتقط المفتاح : خذ رآحتك...
مشـــــــــــــرف/
اطلقت هديل صرخاتها مع لهثاتها ...
هيه يا هبله اول مره اشوف حامل تركض...
بدور : أي انا
هديل : الحمدلله والشكر...
بدور : يالله بسرعه
هديل : هيه وقفي لا يشوفج احد تفضحينا كل هذا شوق للبيت..
بدور ماسكه بطنها: يالله ما باقي شي
هديل تقرب منها بخطوات كبيره : هههههه ما باقي شي وتولدين ...
بدور اشهقت : الله يـ .../ وطقتها على كتفها / واسرعت بخطواتها
هديل : حاسبي ولدج لا يطيح
بدور تلمح البيت وتتوسع ابتسامتها: اسم الله عليه ...
هديل تحاول تلحق خطوات بدور: هههههههه انقطعت انفاسي يعني انتي صرتي اخف مني الحين
بدور تخفف خطواتها : تستاهلين شاده حيلج من الاول .....مصدقه عمرج رشيقه...
/ بيت بوياسر /
فتح الباب الخارجي بالمفتاح اللي عنده... ومشى بخطوات ثقيله ... اثقل مما يمكن احدكم يتصور... شلون لا... وكل شي في هالبيت كل مكان يشهد موقف يشهد ضحكه يشهد دمعه ويشهد فرحه ... طفوله ... وصبـآ .... وشباب....
تنهد وهو يسحب خطوآتــــه ... وهو يردد : الله يرحمكم... ويرحمنا ....
توجه لغرفة جدته... فتحها بالمفتاح ... ودخل ...فتح النور وزين انه فتح ...
مازالت ريحة جدته في الغرفه...
استنشقها بعمق ... وهو يفكر انها الحين بارض السعوديه مع اهله واهل بيت عمه وخاله...
قرب من الدرج اللي وصفته له الجده....قعد ع الارض... وفتحه طلع من داخله صندوق ... فتحه وفاضت منه الاورآق والمستندآت اللي مبين عليها القدم....لونها رقتها هشاشتها...
قلبهم على عجل ومسك بوحده منهم ... رفعها لعيونه ...كانت شهادة ميلاد قرا الاسم بلوعه ومراره وحزن : رهف مساعد ضاري ...
ضمها لصدره بقوه لثواني ..... والتقط بالثانيه صورة طفله بالابيض والاسود ..... وابتسم غصب عنه.... لكن الابتسامه تلاشت لما اقتحم افكاره شبح الواقع المر....


[ دخيلك ]
راجع حسابك ..
غيابك ساقني للموت ..
.. دخيلك ..
ماهو وقت
الفرفشه والمزح والتمثيل
رحيلك..
هز وجداني
وبنى في داخلي تابوت
فراقــك ياغــلآآ الغالين
قسم بالله يهد الحيل
وش الفايدهـ إذا قالوا
{ توفى بلا صدى أو صوت}
تعآآل وعجل الجيه
ترى مااستحمل التأجيل

توقفت حركته وعقد حواجبه للصوت اللي سمعه....ركز شوي ....و انقطع الصوت ....لكن ..ثواني و رجع اسمعه
نادي : خالد؟
: مافي رد...............
عقد جبينه ... وفض الاوراق من حضنه وقام بخطوات سريعه لخارج الغرفه
: خالــــــــ .........

: اهلا وسهلا ....
توقفت خطوات نواف وهو يسمع الصوت من خلفه .... ويحس بحلق المسدس براسه من ورآ وصوت حركة فتح الامان ترن باذونه...
جك جك
جك جك
جك جك
...............................................


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-14, 11:48 AM   #26

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجزء الرابع والعشرون
// خيــــــــــــــــوط //
الخيط الاول :
/ الحدود السعوديه البريــــــــــــــــــــ ــه /
من جهـــة الصحــــرآء...
دقائق الفجــــــــــــــــــر الاولــــــــى...
حرس الحدود...كالعاده يقظه ... تراقب عن كثب الاوضاع والتحركات العراقيه على الحدود....
والجيش من افراد ومتطوعين يصلون الفجر خلف امامهم ...
سلم الامام : السلام عليكم ورحمة الله ، السلاآآم عليكم رحمة الله ...
من على برج المراقبه همس احدهم وهو يركز في المنظار والصوره اللي يشوفها ...

وتتوسع عيونه بصدمه : ايش...ايش هذا .ايش هذا....وصرخ باعلى صوته
إنـــــــــــــذآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآررررررر رررررررر
استنفــآر ... وسرعة وتنظيم ... ثواني دقايق الكل على اهبة الاستعداد..
بمواقعهم.......
باسلحتهم ..
بعدتهم ..
وبعتادهم...
اصطفــوا بمواقعهم بانتظام... يعدون انفاسهم مثل عدهم للثواني
والدقايق ....موجهين اسلاحهم ... وكل تركيزهم بالصوره والهدف اللي
قدامهم.....واسمعاهم متعلقه تنتظر الاشارهـ الحمرآ.....
قربت الصوره لذاك الجيب الاخضر ...
اللي يقترب منهم بجنون واحتدت النظرات...وتسارعت الانفاس....
والصافره الحمرا على وشك انها تنطلق...
1
2
3
وقفــــــــــــــــــــــ ــــــــوااااا
رُفِعت الرايه البيضا من السياره ... وامتدت الايدي من النوافذ تعلن استسلامها
وخلوها من الاسلحه.....
أمرٌ بوقف اطلاق النار صدر...لكن الحذر واجب...والخطر مازال يحدق...
انطلقت صوب الجيب فرقة وقوة استكشافيه ما يقارب 40 جندي من المشاة العسكريه
وجهوا اسلحتهم عن قرب واحاطوا بالسيارة التي بدا فيها اكثر من شخص....
صرخ القائد باصحاب السياره ..: انزلــوا بســرعـه وادينكم مرفوعه لفوق ياللـــه.....
بلع احدهم ريقه...وقال بصوت ضعيف مهزوز: لنـ ــ ـا الامـ ـ ـ ـان؟!!
حدق فيهم القــائد... والقاعده على اتصال معــاه ...
شاورهم واعطـــوه الامــر.....
بين الترقب المخيف والمصير المجهول وجفاف الريق والانفاس المتسارعه..
صرخ القائد فيهم ...: انـزلـوا ولكم الامان
ثواني لحظـــات ..
نزل جوده ..رافع ادينه لفوق...
وثواني بعده نزل عواد بمثل حركته....
وبسرعة البرق التفوا العسكريين حولهم... قيدوهم... واخذوهم حيث المقر والقاعده...
انتبـه القائـد للباقي اللي في السياره..
ماتحرك منهم احد.....
وكانوا ياشرون بحركات غريبـه .....
قربوا منهم جنود المشاة بحذر وقرب القائد منهم اكثر.... وما ان فتح القائد
عليهم الباب
اسرعوا الجنود بتوجيه السلاح عليهم بحذر لترتفع صرخاتهممن السياره
: احنا كويتين...احنا اسرى وفينا جرحى ومصابين ....مانقدر نتحرك......
الخيط الثاني :
/ الحددود السعوديه الكويتيه من طريق نويصيب /
الخفجي..
اختلطت اصوات الرصاص باصوات العويل والصياح واحتكاك اطارات السيارات
بالشارع الاسفلتي...
ثواني دقائق لحظات ساعات....
وارتفعت درجه الطوارئ ع الحدود....سيارات الاسعاف تنقل...
والسيارات المدنيه شاركت...
مراسل لاحد القنوات المحليه ...
نزل المايك بعد مارفعه لحلقه.وكان على وشك التحدث...وتاهت نظراته المفجوعه
بين الناس المفزوعه وبين المناظر العظيمه اللي يشوفها....
صاح زميله ينبهه : علي... علي...
التفت له... وعيونه ضايع فيها التركيز.....
ورجع ركز نظراته على الضحايا...والكارثه...
زميله بتوتر: علي احنا على الهواء... تكلم يا علي...
بلع علي ريقه ... اول مره يمر عليهم مثل هالمناظر الداميه...
وهالوحشيه واللاانسانيه....
رفع نظراته المكسوره للكاميرا...
ونطق بعد الاشاره بثواني... لما استجمع شجاعته ليحرر كلماته...
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مراسلكم علي الــ....... من قناة *******
انا الان على الحدود السعوديه الكويتيه ... منطقة الخفجي بالتحديد...
(.... وتحركت الكاميرا لتصوير المناظر ...)
علي يكمل كلامه ونبرة الحزن طاغيه : والصور المنقوله لكم اكبر دليل على
بشاعة الحدث.....
>> جاه سؤال من المذيع : علي الــ....... مالذي تراه ...
وكيف تصف لنا الاجواء عندكم<<
علي بتوتر مبين بنبرة صوته: نعم اخي صالح.هنا...
استنفار وحركه غير طبيعيه...
اسعاف سيارات شرطه وطوارئ
ضحايا بالعشرآت وفزع وخوف ...
سيارات الاسعاف نقلت اعداد هائله من المصابين والجرحى حتى عجزت عن استيعاب
العدد .... وشاركت السيارات المدنيه بالمساعده واسعافهم....وننتظر
المسانده من القوه الجويه....
وكما نشاهد امامنا... مناظر يدمى لها القلب....وتبكي لها العين...
جرحى مصابين قتلى
وهي كما يبدو..ضريبة الخروج
وحصلية الاهالي والعائلات الخارجين من حدود النويصيب الكويتيه الى السعوديه
و........................
// صمــــــت //
والكاميرا تتنقل بين الجرحى والسيارات المثقوبه
بالرصاص واخرى محروقه بمن فيها...
ثياب واغطيه منثوره.....
احذيه ولعب اطفال....واغذيه مبعثره هنا وهناك.. ..
ومن صوره لاخرى اشد واصعب منها .....الى ان توقفت الكاميرا عنـــد....
رضاعة طفل سقطت على الارض...اعوجت وانحنت وتغير شكلها من الحراره
ومازال فيها بقايا حليب......
همس علي بالم : اين صاحبها يا ترى؟!
نزلت دمعه من عينه ... ومن عين زميله حامل الكاميرا...
والمذيع صالح امام شاشة التلفاز...
لحظات صعبه لا يمكن انها تصدق.... ومناظر بشعه ...ومؤلمه...
.صياح وعويل واستغاثات
حذف علي المايك بعيد عنه وشمر عن ذراعه ودخل بنخوه في زمرة الناس
لمساعدة الاهالي المكلومين....
وثواني يلحقه زميله ... غير آبهين بهم النقل والبث...
وقفت سيارتهم ..اخيراً..وسط حشد من الناس والسيارات ...ناس مفزوعه تصارخ
وثانيه مجروحه تنزف وغيرها فقدت اهلها تصيح ...ورغم ان الدنيا مازالت نهار
الا انها بعيون الكل اظلمت....
ارتفعت صرخاتهم باسامي بعض يطمنون على بعضهم...
امل..
يمه ...
هيفاء ...
عبير
يمه احلام .....
: آآآآآآآهـ.......
التفتوا للتاوهات..
وكان مصدرها الكرسي الثالث خلفهم...
اللي يحمل هيفاء و عبير و مها...
اصرخت ام فيصل : يمه هيفـــــآء...
قفزت احلام لها وسط صيحات عبير بقربها ...وابعدت عنها احلام الغطاء...
وانتبهت انها ماسكه خاصرتها وتئن بصوت ضعيف وشبه غايبه عن الوعي...
ارتفعت صيحات امها وعبير خوف عليها.....
وارتفعت صيحات ام حمود على مها ...في الكرسي الخلفي بقرب هيفاء اللي
ارخت ذراعينها ومال راسها ... وما ترد على صرخاتهم ...
مدت عبير ايدها لمها تحركها وانفجعت بالدم اللي غرق ادينها ...
صرخت وصرخوا معاها ...مهــــــــآآآآآ
صرخ ثامر اللي فتح الباب بعجل : لحد يحركها...لحد يحركها...
وركض بسرعه صوب الاسعاف...
وانزلت بعده احلام وتبعتها امل بسرعه يطلبون النجده....
نزل الكل من السياره... مفجوع خايف ... مايدري لوين يروح او لمن يتجه ..
وساعات قليله حضرت بعدها المسانده الجويه للحالات الطارئه...
شالوا مها وهيفاء ورافقتهم احلام وام حمود .....وثامر اللي شايل بنت
صغيره سال الدم من راسها....
والباقي توزع بين سيارات الاسعاف والشرطه والسيارات المدنيه...
ما توقف لسان ام حمود عن الدعاء وصوتها عن الصياح والشهقات وهي تشوف
بنتها ممدده ماتدري هي حيه والا ميته...
وهيفاء تئن وهي غايبه عن الوعي واحلام تقرا عليها وترقيها وتدعي
ربها من كل قلبها انه يحفظها ومها وكل المصابين
وثامر بين نار اهله ونار الطفله فرح الامانه اللي حاملها بين اديه..
اصابتها خطره بخطورة اصابة مها وهيفاء...اندفعت بقوه من المقعد الخلفي لتظهر
من الجام الامامي ... رغم ان امه كانت ممسكه فيها لكن قدر الله ...راسها وجهها
كله شظايا ومايبين من الدم ... صراخها وهستيريتها كانت السبب بتفلتها من
ام خالد واصابتها ... ماتطمن على اهله عدل كل اللي عرفه انهم بخير...
تركهم وسط صدمته بفرح امانة خالد اللي وصاهم عليها..فوق انها طفله فوق
انها يتيمه فوق انها وصيه وامانه...
من فتره طويله الطياره محلقه فيهم في الجو...
ومثل ما الطياره محلقه بين السماء الارض... جذي كانت ارواحهم...
معلقه ...وجذي كانت احلامهم وحياتهم وحتى انفاسهم......معلقه بين لاهي
نازله ولاهي طالعه......
امتلت مستوصفات الشرقيه بالجرحى والمصابين.... غير مستشفيات الرياض ....
اللي انتقلت لها الحالات الحرجه والصعبه...
امتلات الاجنحه والممرات بالناس... واختلطت اصوات عجلات الاسره والعربات
بالانين والتأوهات....
ناس مفزوعه تركض وثانيه تصيح .. وثالثه تدور على اهلها...
ورابعه شلتها الصدمه ووقفت عاجزه عن التعبير ...واخرى افترشت الارض
ومزقها العويل...
هناك في احدى الغرف....
اللي شهدت احدى المآسي والعبرآت....
الان وفي هاللحظات ... سكنت الانفاس ... وسادها السكون بعض الشي....
ابرة مخدر كانت اجباريه لتهدأ من اعصاب ام فيصل...
وايات قرانيه تلتها امل ... وهي ضامه عبير لصدرها... كانت كفيله
بانها تسكن النفوس وتطمن القلوب وتهدي شهقاتها.....
رغم ان مصاب امل كبير... لكن املها بالله اكبر....
حاولت كثر ماتقدر تخفف عن عمتها وعبير ... وحتى عن الموجودين حواليهم
لعل الله يخفف عليهم مصابهم....
صحيح ان دموعها ما وقفت ...وجرحها عميق على مصاب اختها الوحيده ...
لكن قلبها مادخله اليأس.....
مستشفى الرياض..
استقبلهم الطاقم الطبي بدرجة عاليه من الاستنفار.. ونقلوا الجرحى
بعجاله من الطياره الى داخل المستشفى
الحقت ام حمود بنتها .. واحلام الحقت هيفاء... وثامر يتبعهم مع فرح...

من الساحه الى الممر الطويل الى غرفة الجراحه.....
هذا كان الخط الفاصل لهم....وتوقفت خطواتهم عنده....
فارقت فيها ايد احلام كف اختها هيفاء....
وفارقت فيه مها حضن امها اللي انكبت عليها وبالغصب شالوها ....
وادخلت فرح غربه جديده من غربتها اللي بدت فيها من فقدها لاهلها.....
لحظات راقبوا فيها فراق الاحبه للمجهول... وبقيت معهم اطيافهم
تنتظر لحظة اللقاء والعوده
و......
أُغلــق الباب......
و.....
بدأ الوقت الحرج....
الخيط الثالث:
/ مشــــــــــــرف /
دفعت الباب الخارجي بيدها وشالت الغطاء بايدها الثانيه وهي تتافف
بدور : وه وه مت مت من التعب...
واسبقتها هديل داخل البيت تصرخ باســم شيخـــه تبشرها برجعتهم...
هديل : شَيـــوخ .....شيوخاآآ...
ثواني واستقبلتهم شيخه بابتسامتها ...
: هلا واللـه ... حمدلله ع السلامه...
هديل : الله يسلمج
التفتت شيخه لبدور بابتسامه حذره : بشري بدور
هزت بدور راسها وايدها ارتفعت لبطنها: كل شي تمام...
توسعت ابتسامة شيخه واشهقت بفرحه : الله يبشرج باللي يسرج والله كفو كفو والله يا بدو...
هديل بغيض طفولي : انا ساعدتها ...
التفتت لها شيخه وارجعت مدت ايدها لبدور تصحبها للمكتب
وهي تهمس : عسى ما اذتج هديل ...
انفلتت ضحكات هاديه من بدور ... واتبعتهم صرخات هديل :
شيــــــــخــــــــــــــ ــــــــــــه
الخيط الرابع :
/ بيت بوياسر /
تصلبت خطواته مع اول كلمه اطلقها المصوب بلكنته العراقيه الواضحه
: اهلا وسهلا...
وحرك الامان مع صرخة اطلقها ليفزعه
: منو انتا...
كان يمدي نواف انه يلمح اللي وراه بانعكاس صورتهم في المنظره اللي قدامه
على بعد امتار ..
يشوفه بدون ملامح لكن ميز زيه العسكري مع اثنين مثله ...
والكل مصوب اسلحته صوبه..
صرخ الضابط : منو انتا
نواف ببرود .. : مو اعرف انت منو بالاول ....
صرخ الضابط : ايا جلــــــ*** ..... وبحركه سريعه
ضرب ظهر نواف بخلفيه سلاحه .وبقوه....
اختل منها توازن نواف وتهاوى ع الارض مقدم ادينه لتلامس الارض قبله
ورفع صدره ليحمي وجهه من الارتطام.. ..ولف بسرعه صوبهم يميز اشكالهم....
نزل الضابط سلاحه حتى صار بين عيون نواف ....: تتشاقى ويانا يا جلـ ****
نواف ونظراته البارده تحرق وجه ذاك الضابط ...
: انت سالت ..وانا جاوبت.... منو انتم؟ ... وشلون دخلتوا؟
صرخ الضابط واطلق رصاصه فوق راس نواف وما حركت فيه شعره
: ولك نحنا نسال هنانا .. وانت تجاوب مثل الجلـ ***
رفع نواف حواجبه باستنكار متعمد : ليش؟!!
الضابط بغيض وغضب : نحنا اسيادك..
مال حلق نواف بابتسامه والتفت ع جنب وتفل (بصق ) بحركه سريعه
حصل بعدها على ضربه قويه الصقته بالارض..
ومالبث ثواني حتى انقضوا عليه الاثنين اللي ورا الضابط...
ورفعوه من ذراعينه ...والدم سال من حلقه وخشمه....

وقابله الضابط وجها لوجه ورفع السلاح لراسه...
: انتا ياسر.....
نواف : صمت
الضابط : تحجى لا هسه اثور براسك واتوطى ببطنك....
نواف رفع حاجبه : شنو اللي جابكم هنيه....؟
الجندي المتشبث بذراع نواف: ولك والله كلمه منك بعد وألطخ الارض بدمك
الضابط للجندي :انتا انطم انتا...وروح باوع اش بيها الغرفه....اللي طلع منها
نواف ونظراته الحاده متركزه بعيون الضابط وهمس : جليل صح ؟!!...
انتفض الجندي بمكانه...والتفت بحركه سريعه للي معاه وللضابط....اللي صرخ فيه
: يالله تحرك يا ثــــــو********
انطلق الجندي للغرفه بفزع مطبق الاوامر
وتحرر ذراع نواف الايمن.... وردت نظراته تتعلق بنظرات الضابط المتوتر...
.اللي ثبت سلاحه صوب نواف ..
الضابط : شنو تعرف عن جليل...
نواف تفل ع الارض : خسيس خاين منحط..
تحرر ذراع نواف الثاني ليتلقى ضربه في بطنه من الضابط
وثانيه على ظهره من الجندي اللي يمه..
انحنى ثواني... غمض عيونه بقوه....ورجع انتصب بشموخ مقاوم الالم..
" مايدري ليش حاس باللذه...رغم الالم...رغم الوجع...
يمكن لانه يبي ينسى الم اكبر من هالالم...ويمكن انه يبي يعاقب نفسه
بذنب ما ارتكبه....او انه يحس باللذه لانه عنده معلومات..
.يستشعر فيها حاجة الانذال لها ..وبيده يذلهم ويحرق اعصابهم ويتمتع بهذا...
وصله صوت الضابط الحقير..: خوش سهلت علينا المهمه....
توقفت نظرات نواف لما همس الضابط : وينها بنـ ...
قاطعه تقدم الجندي اللي كان بداخل الغرفه ومعاه بعض الاوراق....
اعطاهم للضابط اللي قلبهم وتفحصهم بتركيز....
واسلحة الجنديين على صدر وراس نواف.....
توسعت عيون نواف....لما...
لمحها.....شافها.....
.شاف صورتها....بيده...بيد ذاك الحقير النذل الخسيس.......
ثار الدم بعروقه.... تسارعت دقات قلبه حتى بغى يطلع من صدره...
زغللت عيونه من حرارة انفاسه اللي تصاعدت من لهيب دمه ...
ما حس هالاحساس والمسدس مصوب لراسه ..
ولا لما انطق وانضرب وطاح بالارض ولا وهو بين شفا حفره من الموت...
لكن هيا لا.... كل شي عندها يوقف.... لا يمسك صورتها...لا يشوفها.....
لا ينطق حتى باسمها....
الخيط الخامس :
"مركز الجليب"
ممر طويل مظلم رغم الليتات الموزعه فيه .. لكن ظلام القلوب
وشر النفوس ينعكس وبقوه ع المكان..
مشى وضاح بخطوات سريعه حتى وقف عند باب الغرفه الاخيره
رتب هندامه وطرق الباب بحذر
ثواني وجاه الصوت الاجش : ادخل
: فتح الباب وعلى وجهه ابتسامة انتصار وتقدم ليقابل ذاك الوجه
العبوس القاسي
ادى وضاح التحيه العسكريه : الله يساعدك سيدي
رد عليه الضابط بلا اهتمام وهو يقلب في الاوراق : الله يساعدك....
وضاح : عندي إلك بشاره سيدي ...
: رفع الضابط راسه من الاوراق... وبرقت عيونه وكانه قرا بملامح وضاح اللي يبي...
دوى صوته الاجش في الغرفه : لقيتوها...
حط وضاح الملف ع الطاوله وتمتم بنشوه : ماتت...
كشت ملامح ذاك القاسي لتزداد قسوه ... وغيض : شلون
وضاح : ماتت سيدي... هذا الملف .. بيه احصاء لاسماء المتوفين ...
واسمها مدروج بينهم...سيدي
الضابط بشك: متاكد
وضاح بثقه : كل التاكيد سيدي... هذي مصادر موثوقه ...
من ملفات الكويتين نفسهم...
سحب الضابط الملف ودارت عيونه بين الاسماء بحذر وتركيز ليلمح اسمها بينهم ...
توقفت نظراته ...
مع انفاسه يتاكد من اللي يشوفه...ثانيه اثنين ثلاث ...
ثواني... دقايق ....من الصمت الحذر المهول.......
دوت بعدها ضحكات الضابط الخبيثه في الغرفه....
وارتسمت على وجهه اكبر ابتسامه مكر ...ابتسم على اثرها الجندي اللي يقابله ...
سكر الضابط الملف وقعد براحه على الكرسي يحركه يمين ويسار....
: بوياسر...وبعده رهف....والباقي ياسر..
ضحك وضاح بخبث : والاخير امره سهل... جتنا قبل لحظات اخبار
انه اسير على الحدود بس باقي نتاكد.....
فز الضابط صوبه وعقد حواجبه : شتقول ؟!!
وضاح اللي سمعته سيدي...اكو اسير على الحدود ... احتمال كبير انه يكون ياسر...
الضابط : شلون عرفت؟
وضاح : توه واصلنا ضابط الحدود من هناك...وصدفه شاف الصور اللي عندي
وطابقها مع الاسير اللي عندهم..
زادت ملامح الضابط حده واشر له باصبعه : كلف مجموعه باسرع وقت تروح
اتجيبه ...بسرعه فاآآهم
وضاح: أي سيدي أي... هسه بتصل بيهم وكلها يوم والا اثنين بالجثير وهوه قدامك....
الضابط بعصبيه: يوووووووووم بس يووووووووم واحد
وضاح : على امرك سيدي على امرك.....
رفع الضابط حاجبه بانتصار .. ومال حلقه باخبث ابتسامه ...
وارتفعت ايده تمسد شواربه : والله وسكرنا ملفك يا مساعد....
الخيط السادس :
/مشــــــــرف/
تتامل بسرحان صورتها المنعكسه في المنظره... وتنعشها قطرات الماي البارده
المتساقطه من شعرها على وجهها ...
ماكانت تتصور ان شعرها يمكن يوصل هالحد.... كانت جدتها دايم تصر عليها
ما تقصه...لكنها تعاند..
. او بالاحرى تحس الشعر الطويل يقيد حركتها....مثل ما تقول دايم
ماتدري متى اخر مره انتبهت لطوله... او متى طال ووصل لهالحد ...
تنهدت...وقاطعتها صرخة هديل..
: وااااااااااو .... بدور ولدتِي!..
التفتت لها بدور باشمئزاز ... وصرخت : وع وع وع ... هديل وربي لوعتِ جبدي...
هديل : كم الف؟
بدور : جب .. وربي انج فضيحه...

هديل بابتسامه تحرك ادينها بالهواء : عادي واحنا اشماخذين من هالدنيا...
بدور : ما وصلوا منيره وسلمى...
هديل تقعد ع السرير الحديدي ونظراتها على بدور
: لا للحين.... (وتاملتها بصمت) ... ماشاءالله شعرج حلو...
ابتسمت بدور ولفته بعشوائيه : يمكن اقصه...
هديل : لا حرام عليج والله يهبل
اشفيها ...
منال : جدتي غصب حطت الحنه بدينها وتبي تمسحه.....
اخذها مساعد من ايد منال...
وتاملها باعجاب.. بسط ايدها يشوف نقش الحنه اللي زينها ...
وشعرها اللي تعدى كتوفها وتوسطه تاج ليموني
بلون نفنوفها النافش .....والكحله بعيونها زادتهم بريق وغموض.....
باس ادينها وهو يشمهم بقوه وضمها لصدره لحظات وهو يمسح ع ظهرها بحنان ...
حتى توقفت شهقاتها ...
ولما هدت...
بعدها عن صدره وتاملها بحنان كبير ...: افا اكو اميره تبجي بيوم العيد ؟
سالت دموعها.....ودغدغها مساعد حتى ارتفعت ضحكاتها...
مسح ع شعرها ... وهو يهمس باعجاب : ياحلات اميرتي... فديت روحها
وقلبها ...وقرص خدودها حتى ابتسمت ...
وابتسم لابتسامتها ...واصابعه تعبث بشعرها
: أي جذي الواحد يحس انج بنت...لا تقصينه
والتفت لنواف الواقف خلفه يتاملهم : شرايك نواف
انتبه نواف من سرحانه بنقش الحنه اللي بدينها .. وكتف ادينه
ومط شفايفه بغرور...: مو لايق...
كشت ابتسامتها وضحك مساعد ..وفز قايم وهو شايلها ع كتافه
: اشوفك باجر تجي تخطبها
نواف باستنكار وعيونه بدينها اللي طوقت رقبة مساعد
: وع لو اخر وحده بالدنيا...
رفعت بدور ادينها بسطتهم وتاملتهم بحنين مؤلم واشواق قديمه
همست بوجع : ودي بحنه ..
رفعت هديل حواجبها مستنكره : حنه ؟!
هزت بدور راسها وعيونها تبرق من الدموع اللي انحبست فيهم
ضحكت هديل مستغربه من طلبها وقالت ساخره منها : الحمدلله والشكر...
خيط السابع :
/ بيت بوياسر /
دوت صرخه في البيت وهزت جدرانه
: نــــــــــــــــــوآآآآآ آآآف....
انقض بعدها نواف على الضابط اللي قدامه بركله... وضربه .....
وبنفس الثواني دوى في المكان طلقه اسقطت الجندي اللي صوب على نواف ...الارض...
وفر الجندي الثاني للغرفه يحتمي فيها.....
....واشتعلت بعدها الطلقات بينه... والمجهول اللي ينطلق من صوبه اكثر
من طلق ناري...
كانت الصرخات التحذيريه تنطلق بدون توقف.. باسم نواف ...
اللي دخل في صراع مع الضابط ... وضرب هستيري... وكل هم الضابط انه
يمسك بسلاحه اللي سقط منه على الارض..
ومن صوب ثاني المعركه مع الجندي اللي احتمى باحد الغرف مازالت قائمه ....
وكل خوف خالد ان الجندي يصوب ع نواف المنشغل مع الضابط....
ثواني... دقايق....لحظات...
وارتفعت اصوات الطلقات الناريه مع الصرخات اللي يكررها الصدى ...
خاطر خالد بحياته واقتحم عليه الغرفه
واطلق سيل من النار على الجندي اللي اندفع من قوتها للخلف
وارتطم بقوه بالجدار...........وطاح على الارض جثه هامده..
وانطلق طلق ثاني ... من الصاله افزعه ..
صرخ خالد برعب : نوااااف
وركض صوب الصاله.....

كان الطلق من نواف على الضابط اللي التصق بالارض....
رمى نواف السلاح ...وانحنى للضابط ورفعه من قميصه باشمئزاز... وغرغرته تعلا معلنه طلوع روحه...
كان يبي يساله يستفسر منه يعرف اكثر عن جليل ومخططاته ......لكن الموت اقرب ...ا
تركه نواف ودفعه بقوه حتى ارتطم راسه بالارض... والتفت للاوراق اللي تناثرت....
جمعها وسط صرخات خالد اللي ما ميزها من قوة الموقف.....
عقله ما كان معاه..عقله بمكان ثاني ...
فز وانتبه لما حس كف خالد على كتفه : نواف
هز راسه يطمنه : بخير يا خالد بخير
خالد : الحمدلله ... يالله قم...
: نزلت نظرات نواف للاوراق ... وتحولت للضابط اللي اشخصت عيونه فوق....
.معلنه انتهاء حياته.......ورجع طالع خالد..اللي ساعده يوقف ...
نواف : مافي وقت خلنا نطلع بسرعه ...
خالد : والجثث؟؟
: التفت نواف للمخزن ..دس الاوراق بجيبه بعشوائيه .وانحنى يسحب
الضابط لها .....: نحطهم هنيه مؤقت ...
... وافقه خالد الراي وساعده بسحب الجندي للمخزن .....
ورجع نواف سحب الثالث ومسح خالد اثار الدم...وجمع الاسلحه ...
همس نواف : خالد
قرب خالد منه : سم..
نواف مسح وجهه بتعب: ناخذ ملابسهم ...تظن نحتاجها...
خالد بعد تفكير سريع..: ايه ايه ناخذهم توكل على الله..
دقايق وعلى السريع ... جردوهم من ملابسهم وهواياهم...
رموهم فوق بعض في المخزن وقفلوا عليهم ....
نواف : ... يالله نطلع ثواني بعد ونلقى ربعهم هنيه ....
اسرعوا بخطواتهم .. لخارج البيت....
ركبوا السياره ... على عجل... وتحركت فيهم بعيد عن بيت بو ياسر....
.وكلما بعدوا عن المكان كلما التقطوا انفاسهم وتنفسوا الصعداء...
الخيط الثامن :
/ مشــــــرف /
وزعوا كميه من الفلوس بظروف... وكل ظرف مكتوب عليه اسم العايله
اللي راح يسلم لها...
هديل توزع الفلوس بالظروف ... ومثلها بدور....ومنيره تكتب على
الظروف الاسامي هي وسلمى..وقدامهم الكشوفات..وبعدها رتبوهم
في صندوق عشان يوزعونهم باجر...
قامت سلمى تتنهد بتعب : بجهز العشا...
فزت هديل : ببشر شيوخ انا خلصنا...
تلفتت بدور وهمست بحذر : منيره .
منيره ومندمجه بالكتابه: همممم
بدور : تهقين اهلي وصلوا السعوديه...؟؟
رفعت منيره معصمها وطالعت الساعه : يوووه منذ مبطي ... ههههههههههه
بدور براحه: ههههههه ياريت... يارب يكونون بخير...
منيره تطالعها رافعه حاجبها : المحاتاه بس لاهلج....والا ..؟
عقدت حواجبها وهمست : منيره ...
حطت ايدها على خدها : همممممممم
بدور تلعب باصابعها بتوتر : تهقين صدقوا .......
هزت راسها : اظن ..... ليش لا
رمشت بدور : يعني بسرعه....
منيره بحزن : كل شي هالايام يمشي بسرعه....
بدور تبلع ريقها : اخاف لما سمعوا الخبر كنسلوا الطلعه وردوا ...
هزت منيره راسها بتاكيد : لالا ماسمعتيه اشقال ... ركبوا السياره
وانتظرهم 4 ساعات ومارجعوا....
عضت بدور شفايفها بقلق.....
وكملت منيره ترطب الجو : موتج الحين يمديه صار رسمي...
توسعت عيون بدور.....
ومدت منيره ايدها لايد بدور وشدت عليها : صدقيني بدو..
" موتج شجعهم ع الرحيل....."

الخيط التاسع :
/في الطريق.../
خالد : حمدلله ع سلامتك
نواف : الله يسلمك....
" يمكن هذي المحادثه الاولى بينهم اللي اخترقت الصمت ...."
نواف : شلون عرفت..
خالد: سمعت الطلقه...
هز نواف راسه يعني فهم....
ولما رجع الصمت..كمل خالد...
وقبلها مر علي جابر ... وقف عندي لما عرفني.... سال عنك... وعن ياسر
والشباب .. وقال انه في ناس دايم يجون يسالون عن بوياسر وياسر ...و...
التفت له نواف ولمح التردد بعيونه : و..
خالد يضيع الموضوع .. ولما سمعت الطلق شكيت بالامر... اندفعت لداخل البيت
ولما شفتك بينهم من الدريشه...
ماعرفت شنو اسوي احس فقدت كل تركيزي كنت بركض صوبهم ......
وتذكرت السلاح في السياره.... رجعت اخذته ودخلت عليكم..
نواف : مادخلوا من الباب اجل ؟
خالد : لا الظاهر انهم يترقبون داخل من فتره...
هز نواف راسه ... وتنهد بعمق..... : خالد
خالد : سم
نواف : وقف
رفع خالد حواجبه باستنكار ونظراته مابين الشارع ونواف ....
ردد نواف كلامه: وقف
خالد باستنكار : نـــــــواف!!
مسح على وجهه بتوتر ..وهمس بضعف :.. اجذب على نفسي لو قلت اقدر اصبر اكثر...
بلع خالد ريقه وهو عارف قصد رفيقه عدل.....
.نواف ونظراته بالفراغ: . اعرف انها حيه وربي حيه ...متاكد مليون بالميه .
.. وادري انها رغبتها ...بــــس
ورجع مسح على شعره بتوتر اكبر ...وفتح ازرة قميصه بس ماقدر اصبر وانا
اعرف انها ممكن تكون بخطر..
الخيط العـاشــر :
/ مشــــــــرف /
تمددت منيره بفراشها وهي تهمس لبدور اللي قعدت يمها
: شلون اول عمليه لج
بدور بحماس : حلوه .. مو خطيره مثل ما تصورت
منيره : لا لا تو الناس ... هذي استفتاحيه يا حلوه
بدور بحماس اكبر : ياريت
فزت منيره عاقده حواجبها : ياريت؟!
بدور ترمش : يعني يجي بعدها الدسم..
هزت منيره راسها باستخفاف ورجعت تمددت ع السرير : والله انج .....
بدور وترجع تلف شعرها اللي تبطل : يالله احنا ماجينا نلعب...نبي نخلص بسرعه...
منيره تهمس بجديه : بدور ..ترا في مثلنا وايد.... يعني احنا وغيرنا وغيرنا
الكل قايم على قدم وساق .... شي في الشرق وشي في الغرب وغيرهم في الشمال
رمشت بدور تستوعب كلام منيره : الله يعطيهم العافيه.....
ابتسمت منيره توضح قصدها : يعني لا تشيلين هم... مايضيع حق وراه مطالب...
توسعت ابتسامة بدور وبرقت عيونها بحماس اكبر : وين رحتوا اليوم...
صمتت منيره... ولما كشت ابتسامة بدور .... تكلمت منيره باعتذار
: ترا مايحق لي اتكلم .. والله اني اثق فيج واعرفج اكثر من نفسي.. بس هذي الاوامر...
بدور بخوف : ليش انا عادي اقولج؟
منيره تمسك ايدها بابتسامه : لانج للحين تحت الملاحظه... وكل شي تسوينه لنا علم فيه ....
تهدج صوت بدور بعبره: يعني ما يثقون فيني
منيره تهز راسها وتشد على ايدها: لا لا... يا قلبي...بس لازم لازم يختبرونج
انتي وكل من ينضم للمجموعه..(وسكتت ثواني وكملت )
وانتي قدها يا " وحركت شفايفها بدون صوت " بنـ ـت مسـ ـاعـ ـد
توسعت ابتسامة بدور وحست الحماس رجع لها من جديد....
وهمست منيره وهي تتغطى : يالله نامي ورانا يوم حافل.....
الخيط الحادي عشر :
/ بيت ماجد /
اعطتها حبة الضغط بيد وقربت لها قلاص الماي بالايد الثانيه
مريم : سمي
الجده : سم الله عدوتس
مريم ترفع ادينها بالدعاء : امين امين امين ...
الجده : عندتس شغل
مريم : امري يالغاليه.. ماعندي شي... توني صليت العشا
الجده : قفلتوا الابواب يمتس
مريم : أي يمه قفلناهم...
الجده تاشر يمها : اجل اجلسي..
ابتسمت مريم تقاوم الحزن المرسوم على وجوه الكل وقعدت بقرب جدتها : هذي قعده..
الجده :مافي اخبار عن بنتي.....
عقدت مريم حواجبها تستفسر....والحقتها جدتها بالطعنه
: رهف ...
توسعت عيون مريم .. حتى انحجبت عنها الرؤيه من كثر الدموع....

الجده بالم : وين الدفتر...
فزت مريم قامت وهي تقاوم دموعها : ابشري دقايق...
ماتدر ليش الكل مثلها مو مصدق ان رهف راحت...ليش .. هل لانها فعلا حيه...
او لانها غاليه...او يمكن لانهم ماشافوها مثل ابوها وفيصل واهل بوناصر.....
آه يارهف ..وشلون ننساج..
آه يارهف ياليتج ما طلعتي ولا رحتي.... ليش عاندتي شفتي شلون اخرت العناد...
مدري ابجيج...والا اهنيج....مدري اليوم نبجي عليج وباجر منو يبجي علينا ..

ماندري يا رهف يمكن اللي راح امس احسن من اللي بقى اليوم ..
كثر ما يقدرون كانوا يقاومون الالم والدموع ويمثلون القوه .
عشان جدتهم الضعيفه...اللي مهما حاولت تصطنع القوه وتمثل الصمود
ففيها شرخ عميق وكسر كبير.... صعب انه ينجبر....
:" آه.... آآه..."
توقفت خطوات مريم عند الغرفة اللي تصعد منها الاهات ....
طلت فيها بخوف وحذر... وجسمها رجف واقشعر من صوت الانين...
وكتمت شهقاتها على انوار اللي تصيح وهي حاضنه ملابس اختها رهف
سالت دموع مريم بقوه واسرعت بخطواتها صب غرفتها...ومرت ع غرفة منال...
سمعت صوت امها مع صوت منال... كان همس ما يخلو من الالـم والاهات..
وحده تهدي على الثانيه...وكل منهم بقلبها جرح وحزن اكبر من الثانيه....
منال خايفه على عمتها ...من الصدمات المتتاليه ... ولدها وزوجها وبنتها
اللي فارقتها للغربه وبنتها الثانيه اللي سمعت خبر موتها....مو هين اللي قاعد يصير
مو هين عليها ولا على الكل .. ولا على منال نفسها....
فقدت ابوها...وزوجها بساحة الخطر...وفقدت اختها بطرفة عين
..واخوها ياسر ماتدري مصيره وماشافته من دهر ...مايوصلهم الا
سلامه ....وقلبها قابضها عليه....
تنهدت غصب عنها ونزلت دمعتها بتمرد : آه يا ياسر..آه ياختي ...
وانفجروا الثنتين بدموع حاره... واهات موجعه ما وقفت من ذاك اليوم......
انفجرت معاهم دموع مريم وشهقاتها.... واسرعت بخطواتها لغرفتها....
صاحت وصاحت وصاحت لين جفت دموعها وفرغت آهاتها........
ومازال بداخلها الضعف...
مسحت دموعها ... وغسلت وجهها....واخذت الدفتر لجدتها....
نزلت الدرج.... ووصلت غرفة الجده ..
طقت الباب ع الخفيف..
مره
ومره
ومره
وجاها عقب صوت الجده الضعيف : ادخلي يا مريم...
دخلت وعلى شفايفها شبح ابتسامه....
تلاشت واختفت لما شافت دموع جدتها ... وخشمها الاحمر....
مريم بفزع: يمه؟!!
اشرت لها جدتها براسها تقرب وكانها ما تبي تتكلم...
احترمت مريم صمتها... وقربت قعدت يمها ...
تنهدت الجده وبداخلها الف آه وآه وآه....
وهمست بضعف والم : اقري...
مريم ما فهمت : سمي يمه
الجده : اقري اللي كتبتيه ...
هزت مريم راسها بطاعه : ان شاءالله ...
مساعد ولد آمنه واخو بوياسر من ابوه
عاش طفولته بعد وفاة امه وعمره سنتين مع خالته امينه وبنتها بدريه
وخاله جليل...
انسان جشع طماع يحب الفلوس ويبيع كل شي عشانها...
وبعد ست سنوات ارغم جليل ام بدريه على الزواج من كاظم.. مثل طبعه
واخلاقه العفنه... وفرق شملهم ..
واضطر جليل...بعد ما اكل حلال مساعد وثروته...انه يرسله لاهل ابوه
( بيت بوياسر واخوانه)..
واللي انصدموا بوجوده كلهم... الا بوياسر.. فكان عنده خبر من ابوه اللي
اطلعه على زواجه من امنه وعلى اخوه مساعد
...ووصاه عليها وعليه قبل ما يموت...
و كان بوياسر يدز له المصروف وحقه من الورث بالسر وبشكل مستمر
ودائم وبزياده خاصه لما
ماتت ام مساعد وتحمل الخال جليل المسؤوليه زادت طلباته بالصرف
والمصاريف واللي بالحقيقه كان ياخذها
له وما يصرف منها فلس ...
عاش مساعد بعد ما ارسله خاله عند زوجة ابوه (ام عبدالعزيز)
وبين اخوانه وعند بوياسر اللي رباه مثل ولده...
وكبر مساعد وكبر معاه هم الوعد اللي قطعه على نفسه حتى اثقلــه..
وصار لازم تحقيقه..
/ الانتقام من خاله وتحرير بدريه من زوج امها/ بدريه اللي تربت معاه
من الصغر.. ووعدها انه يرجع
وياخذها... معاه... خاصه في الزيارات اللي ما قطعها لهم وكان يختلسها
لخالته وبدريه بدون لا يدري كاظم
ولا جليل ....والمساعدات اللي يرسلها لهم بين فترهـ وفترهـ
مرت السنوات
ومسك مساعد نصيب كبير في الشركه بعد ماباعه بوياسر حصته ...وصار له
مركز في السوق لعب مساعد ببرود.. حتى اخذ ثار ابوه من خاله.. خسره بالسوق وخلاه على الحديد وبعدها رماه بالسجن بوثائق
ومستندات نصب واحتيال وانحكم على الخال السجن خمس(تعش) سنه...
وبدا بمشوارهـ الثاني.. وتحقيق وعده ..لبدريه
تقدم لبدريه لكن زوج امها ( كاظم) رفض... حقد وبغض لمساعد خاصه
ان كاظم شريك لخال مساعد جليل
بالتجاره وتاثر حيل بخسارته...
حاول مساعد مرة وعشر .. باسلوب العرض والتهديد وكل الاسلحه
لكن كاظم كان رافض..حتى بعد توسط
بوياسر عنده....
فمـا كان عنــده الا خيـــار واحد بس...
الخيط الثاني عشـر :
/ المزرعه /
الفجر..
دخل خالد والتعب باين عليه... كانوا الشباب مابين الصاحي والنايم...
ومابين اللي متحمس ويشرح لزميله ومابين اللي سرحان باحزانه وهمومه....
خالد: السلام عليكم...
الكل رد بترحيب : وعليكم السلام ..
ماجد وتوه جاي من الممر : حياك بووليد ...
خالد يلتفت صوبه : الله يحييك
ماجد يتلفت : وينه نواف...ماجا معاك
نواف : السلام عليكم...واتبعه سعال جاف ...
ماجد مازح :اوووف ليتني طاري مليون ...
>>>>>>>>>>>>
ام فيصل بقلق : يمه فيصل وينه نواف .وينه اخوك تاخر....
نواف توه داخل : السلام عليكم
فيصل يضحك : ليتج طاريه مليون يمه
ام فيصل بابتسامه شوق : يخسى المليون عند ولدي
>>>>>>>>>>>>>
انتبه نواف لسؤال ماجد لهم: اكلتوا شي....
وقبل لا يرد نواف .... اسبقه خالد وهو ماسك بطنه : شنو عندك؟
توجه ماجد لطاوله في الزاويه : تعالوا حياكم...لا يطوفكم
ألحقه خالد مبتسم ...لا يكون بس طبخك والا طبخ نادر..
ماجد: لا لا ابشر بالخير طبخ بيت يعدل مزاجك..
رفع خالد حواجبه بدهشه اول ما كشف ماجد الغطا عن الصحن : احلف؟!
ضحك ماجد وهو يشوف عيون خالد تطلع لبرآ ......
ماجد: سم سم ...
التفت خالد لنواف : قرب يابوفيصل ... لا يطوفك نص عمرك ...
ونزل الصحن بالارض..كان عيش (ارز) ودجاج ومرق دقوس...واجتمعوا حواليه بعض الشباب..
رجع خالد ينادي نواف : نواف..حياك..
نواف يهز راسه ويمسح على شعره بتعب: بالعافيه مالي نفس
وتوجه للقنفه الخشبيه انسدح عليها..
قام خالد ونفض ايده : خلاص ولا انا لي نفس
ماجد بضيق : نواف اشفيك...
التفت نواف لخالد اللي قام وعلامات الاستفهام على وجه ماجد
نواف يسحب علبة السيجاير من جيب البنطلون ويكلم خالد بحده
: خالد تعشى وقم .. وعن الدلع...
خالد : ماراح اكل شي الا لما تاكل ... سمه اللي تسميه
........: نوآآاف
فز نواف لما سمع نبرة الصوت ...: عمر..
عمر يطالعه بنظرات مشفقه: حمدلله ع السلامه وين الغيبـه ؟!
رجع نواف السجاير لجيبه : الله يسلمك....( وسكت..) وبقلبه يدور الكلام
وتنحجز المواجع والاهات...شقولك...يا فهد شقولك يا ولد خالي ..اني لفيت
الكويت ادور عليها ..اني احترق من داخلي واتكوى...
اني جربت القوه وفشلت اني مثلت الشموخ وانكسرت ...اني خايف...
.خايف ومشـ ( ثم همس ) عمر ..
عمر يهز راسه: سم
نواف : سم الله عدوك... بغيتك في خدمه ..
فهم عمر انه يبيه على انفراد..والتفت لخالد اللي نظراته ما بين نواف وعمر...
عمر : تعشا وانا ماني نايم انطرك ...
وقف نواف وتقدم بخطواته ووقفته كلمات عمر
: تعشا " وركز على حروفها " .. وعقب تعال ...
حديث متنوع تناولوه ... وهم ع العشا .. من العمليات اللي سووها واللي راح يسوونها...
وما همه الا انه يروح يكلم عمر بموضوع شاغل باله ومشتت تركيزه...
حتى ان ايده ما خالطت ادينهم في الصحن.......
فز قايم بعد ما همس : الحمدلله...
الكل لاحظ انه ما اكل شي... لكن محد يقدر يجبره اكثر... وهم عارفين مصابه ...
طرق نواف ع الباب ...وافتحه بعدها...لكنه مالقى احد..وقبل لا يتراجع
لمح عمر من دريشة المكتب في المزرعه...
طلع نواف من الباب الخلفي....وقطع مسافه قصيره حتى وصل مكان عمر
الجالس على الارض ويتعبث فيها بعود رفيع من خشب...
نواف: السلام عليكم...
عمر يرفع راسه له: وعليكم السلام.. حياك بوفيصل
قعد نواف بقربه ع الارض..يتلمس برودتها لعلها توصل البروده لقلبه المشتعل...
: الله يحييك...
صمت... ساد لثواني...
رجع نواف ظهره متسند على ادينه ...ورفع راسه للسمـاء...يتمنى له صدر
براحبتها وقلب بقوتها ...وسحب نفس عميق من الهواء...يجدد الطاقه
اللي انعدمت فيه...
عمر يكسر الصمت :شلون يومك...
رد نواف ومازالت عيونه متعلقه بالسماء : كنت في بيتكم...
عمر : بيتنا..؟!!
نواف : الاحمدي..
عقد عمر حواجبه دهشه : في شي؟!
التفت له نواف : وصتني جدتي على اوراق مهمه.....وكنت هناك
مع خالد ....ولقيت مراسيل من جليل..
توسعت عيون عمر وهو مو فاهم الالغاز اللي يلقيها عليه نواف : جليل ؟!
هز راسه : خال مساعد...
عمر بقلق: انت متاكد...؟؟
هز نواف راسه بصمت...
عمر : اشصار واشسويتوا ....
تنهد نواف : اللي صار طويل... بس النهايه انا قتلناهم...
ارتاحت اعصاب عمر .. : كفوا..والجثث..؟
نواف : بدايه حطيناهم في المخزن.... وبعدها رجعنا لما شفنا الوضع مستقر..
. شلناهم في مكان بعيد عن الاهالي...
عمر بقلق: جليل ماراح يسكت...
نواف : عارف... وعارف انه موجود الحين ... والله يستر من اللي يخطط عليه...
تنهد عمر بحزن : اللي يبيهم راحوا...
خنقت نواف العبره... وحس بكبر الغصه بحلقه حتى ضاق نفسه وارتفعت ايده
لرقبته يتحسسها..
ولما رجع الصمت
قال عمر : هذا اللي كنت تبي تقوله...
: سكت نواف ماقدر يتكلم... ضاع الكلام عنده...
وتكلم عمر : كنت ابيك في مهمه اليوم ... ولما تاخرت وكلتها لغيرك....
عندنا مثلها باجر .. تقدر عليها
بلع ريقه وهز راسه: سم
: في مقر مساند لنا زاد نشاطه في الاخير... جمع لنا كمية اموال ووزع منشورات
وعنده اخبار جدا مهمه.. بلغونا انهم محتاجين اسلحه واغذيه ومستندات مهمه
توصل منا لهم ومنهم لنا ...
نواف يهز راسه : صار... متى ؟
عمر: باجر ... الظهر..ان شاءالله
نواف : والمكان؟
عمر يركز في الجرح بشفاة نواف والدم الناشف فيها
عمر : من شنو؟
مسح نواف عليه بابهامه بلا مبالاة : لا تهتم..
عمر بضيق : منهم...؟
نواف عاقد حواجبه : لايكون تحسبني اختك الصغيره وانا مادري؟
تنهد عمر بهمس : الله يرحمها..
بس
بس
بس
كافي يافهد كافي كافي....
فز عمر قايم ....
ووقفه سؤال نواف : والمكان ؟
عمر: ايه مشرف...
نواف بسرحان : تـم ..


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-14, 11:57 AM   #27

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجــــــزء 25
~ تشـابك خيــوط ورعشة خفــــوق ~

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
/ مستشفى الرياض.../
في ذاك المبنى الكبير.... اللي اكتض بالناس .... واكثرت فيه الحركه على غير عادته....
بين الانين الصامت اللي يهز الوجدان والاركان وبين ايات القرآن الكريم
اللي تصدح من اجهزة المذياع فتطمن القلوب وتسكنها .... كان ذاك مستشفى الرياض...
ام حمود افترشت الارض جالسه ... متستره بعباتها وبرقعها ..تشوف اهتزاز
ونفضت جسدها بين شهقه وصيحه مكتومه ... وبين دعوة ودمعه حاره..
واحلام مو احسن حال منها.... فضلت انها توقف على رجولها طول هالفتره...
وكانها تحس انها لو ظلت واقفه يجيها الخبر اسهل واسرع وتسمعه قبل الجالس ...
ما رفعت غطاها عن وجهها اللي ابتل بالدموع الصامته ولسانها مابين
استغفار ودعاء واستغاثه ورجاء...
وثامر مازال بين ناريين... نار اهله ... ونار الامانه اللي عنده....
فوق فرح فوق احلام فوق ام حمود وهيفاء ومها كلهم مسؤوليته الحين ....
ما قدر يستقر بمكان من الثقل اللي على كتفه... يمشي بخطواته
المتوترة مابين مكان الاستقبال وبين غرفة الجراحه .... لعله يشوف احد من اهله
ويطمن قلبه عليهم....

طالت الفتره... وعدت الساعات الثقيله .... ومافي شي يطمنهم للحين....وكل فتره والثانيه ..
يغزو المستشفى فوج من الجرحى والمصابين بمختلف اعمارهم واجناسهم.....
ويشيعهم صياح وعويل اهاليهم واحبتهم ... وينتهي فيهم المطاف لغرفة الجراحه
او العناية الفائقه .... وما هي الا ثواني وينسبون الى قائمة الاحياء الاموات
حتى يصدق عليهم واحد من اللقبين
وقف ثامر اخيرا بعد الطريق اللي قطعه رايح جاي ... وقف في زاوية الممر الطويل
وسند ظهره على الجدار بتعب وارهاق...تامل هالناس المكلومه اهل ديرته
المشتتين ...الضايعين ...المحزونين هذا بعد العز والامان اللي كانوا فيه .... مسح
وجهه بالم وتنهد بصوت موجوع طالب من الله الرحمه ..." يالله رحمتك فينا "
: السلام عليكم
انتبهت احلام للصوت وفتحت عيونها لتسيل مع فتحهم الدموع المحجوره فيهم...
البنت: كيف حالك ياختي ؟
: هزت احلام راسها ... ومسحت دموعها من تحت الغطاء....
مسكت البنت كتف احلام بلطف تهدي عليها: شده وتزول ان شاءالله ... خلوا املكم بربنا كبير
: واكتفت احلام بهز راسها ... وهي تتامل هالبنت اللي قدامها ...
بعباتها وغطاها .. ولهجتها الي تدل انها سعوديه...
البنت وكانهي قرت استفهامات احلام وقالت : معكِ اختك سعاد ... مين لك داخل ...
واشارت لغرفة العمليات براسها..
صمت تخلله ازيز الانين ...وتبعه صوت مبحوح حزين : اختي...
وقبل لا ترد عليها سعاد ... كملت احلام بصوتها الضعيف المهزوز والمبحوح اللي
ينغرس بالقلب مثل الخنجر الحاد ...تتخلله شهقات طالعه من اعماق قلبها ...
: اختي ... وبنت عمي...... وطفله يتيمه فقدت كل اهلها واحلفوا الا يلحقونها اياهم....
استشهد اخوي وفقدنا الثاني وقتلوا خالي .....وافترقنا عن اهلنا ... واختي بين الحياة والموت....
سعاد من اسمعت هالفاجعه انعقد لسانها ... وما قدرت تعبر... فكيف باللي طايح
فيها ويعانيها....
نزلت دموع سعاد وهي تهمس شادة على ايد احلام بقوة : عسى ربي يقر عيونكم
بشوفتهم ويقومهم بالسلامه يارب ويلبسهم لباس الصحه والعافيه... ويصبر قلوبكم
وينزل عليها السكينه ....
زادت شهقات احلام...وما قدرت سعاد تمنع نفسها انها تحظنها...
صدقيني يا أختي.....؟
همست : احلام
: صدقيني يا احلام ربي ارحم فيهم منكم هما بين ادين ربنا وما ينخاف عليهم ادعيلهم يا احلام ادعيلهم هذا اللي محتاجينه بهالوقت ..
مسحت احلام دموعها من تحت الغطاء...ولسانها وقلبها ماوقف عن الدعاء..
سعاد وهي تشد على ايدها : امك محتاجه لك الحين..
ارتفعت شهقات احلام ....وفهمت سعاد من كلمات احلام المتقطعه ان اللي معاها
عمتها مو امها وانهم افترقوا عن بعض وما تدري عنهم شي...
الم سعاد ماكان اقل من تالم احلام ووجعها... حست ان اللي داخل غرفة الجراحه
هم خواتها...وان اللي افترقت عنهم اهلها...
خطوات سريعه خطتها سعاد لغرفة مريضتها...دخلت بهدوء وطلعت من الدرج كم عصير وفاكهه
حطتهم في جيس ولفت بتطلع لاحلام وعمتها....وقفها صوت سارهـ
: سعاد ...وين رايحه
مسحت سعاد دموعها اللي فضحتها وردت بصوت مرتجف من البكا : شوي وراجعه لا تحاتين
اعتدلت الثانيه في قعدتها بالم وهمست بقلق : سعاد بالله عليج عيالي فيهم شي
سعاد بصوت متقطع: لاوالله...بخير وعافيه .. بس
ساره بخوف: بس ... بس شنو ياسعاد ...
سعاد: صمـــــت ودموع
ساره بهلع: سعاد قلبي مايتحمل شنو فيه وين رايحه شنو صار ( وانفجرت ساره بالبجي والشهيق )
قربت منها سعاد .. رمت الجيس ع السرير وضمت راس ساره لصدرها اللي يرتفع وينزل من الصياح
سعاد: وربي انهم بخير ومافيهم الا العافيه ... وربي مافيهم الا العافيه يا ساره
بعدت ساره عن صدرها تشاهق: ليش تبجين ... وليش طالعه وانتي بهالشكل ...
مسحت سعاد دموعها وردت بصوت مبحوح : قابلت عايله كويتيه توهم واصلين... وانفجعت لحالهم
اشهقت ساره : كويتيه....
وللتو جمعت سعاد الخيوط... وربطت الموضوع صح... واندمت انها قالت لساره وهي
بهالوضع اكيد أي واحد مكان ساره يبي يتخيلهم اهله وينفجع ويخاف ويحاتي...
حركت سعاد ايدها بعشوائيه: لا لا هم بخير... بخير بــ س..
بعدتها ساره وقامت بتمشي.
ورجعتها سعاد بصياح : ساره يا غبيه بتموتين عمرك انتي ...
صرخت ساره: ابعدي يا سعاد بشوفهم...ابعدي بشوفهم يمكن شافوا اهلنا او سمعوا عنهم شي ....
سعاد تصيح: ساره يابعدي ... اقعدي وانا اجيبهم لحد عندك...واللي يستر عليك استري علينا
انتي مريضه وموب زينه لك الحركه حلفتك بالله انك ترجعي الحين....
ثواني تصادمت فيهم نظرات ساره المنهاره بنظرات الرجاء والخوف من سعاد....
شعور يصارع الثاني ...لحد ما اقتنعت ساره وارجعت خطواتها لسريرها ...
اقعدت على حافته منزله راسها ودمعتها سالت وهمست بضعف : وعدتيني
سعاد: وانا عند وعدي... بس مابغيك تتحركي من هنا...ولا خطوه ..
ابلعت ساره ريقها ورددت سعاد التهديد رافعه اصبعها: ولا خطوه يا ساره مهما تاخرت عنك
هزت ساره راسها...بالايجاب
وانحنت سعاد قبلت راسها بحنان وخذت الجيس وطلعت ..
/ المزرعه /
صباحا...
حركة استنفار شبيهه بحركة اول يوم دراسي... ضجه واصوات منها ضاحك
ومنها جاد ومنها بين هذا وذاك..
صرخ فيهم ماجد بامر: شباب كل واحد يشيل فراشه يالله ....
هدت الاصوات والتفتوا صوب ماجد ....اللي كمل : وقعدوا معاكم النايمين ... ورانا اشغال .....
وما ان خلص كلامه حتى ارجعوا للي كانوا عليه...هز ماجد راسه وتوجه
لجاسم اللي ينطره باخر الصاله....
نادر يتنازع مع حسن الفوطه ويتسابقون ع الحمام " اكرمكم الله "....
لما طلع منه نواف...ينشف شعره
وبصوب ثاني من نفس الصاله الواسعه ماجد ينصت لحديث جاد من جاسم....
وفي الزاوية ع القنفه وائل مع خالد يراجعون مهمتهم الجايه من النشرة اللي يتصفحونها بيدهم...
: نواااف
التفت نواف لخالد اللي اشر له صوب الممر : عمر سال عنك قبل شوي..
هز نواف راسه " بانه سمع وفهم " ورجع ينشف شعره:...
طلع للمزرعه ... وتخطاها للسياره اللي غطاها الندى...
فتح الباب وركب فيها ... تارك الباب مفتوح ورجله اليسار بره ثابته على الارض...
طلع المشط من الدرج بعد ماميل جسمه ليفتحه... ورجع اعتدل يمشط شعره....
ويطالع بمراية السياره الامامه....
لفت نظره الصوت الناتج عن ارتطام شي طاح من الدرج لارضية السياره..
نزل بنظراته لتحت... وارتخت ملامحه وايده حتى وقفت عن التمشيط....
رمش بتتابع وعقد حواجبه....ورجع بسطهم وغمض عيونه وهو يسحب نفس عميق..
انحنى للمذكره الوردية....
والتقطها من الارض كانها طفل صغير ...
ظل ثواني يتاملها... ومسح بابهامه على غلافها اللي تصدرته صورتها وهي طفله..
مايدري عن الشعور اللي اجتاحه بذاك اليوم ... وشلون تجرا وصعد ودخل غرفتها...
والاكثر من هذا فتش ... وفتح ادراج....ماكان يدور عن شي معين....
مايدري بالضبط عن شنو كان يدور....
لكن هالمذكرهـ ... اروت شي من العطش اللي فيه....اروت ذره مو اكثر...
فتحها ... وتامل خطها... كلماتها .. نزفها....جراحها...فرحها ... كان يتساءل
منو شاركج فيه يا رهف؟
منو شاركج كل هالشاعر ... وهالاحاسيس اللي نزفتيها هنيه....لهالدرجه انتي
بخيله واحتفظتي فيها لنفسج؟.... او انه فيه احد ..... بمجرد ما فكر بهالشي
عقد حواجبه...وفتح الصفحه هروب ..
طاحت عيونه على " نواف الوحش "
ابتسم غصب عنه.....اشكثر خوفها وهددها على هالكلمه....واكثر كان يضحك
لما خواته يطرون هالشي قدامه ... خوفها منه ... كرهها له ..تحديها
وكبرياءها وشموخها قدامه المغلف بالقوة المبطن بالضعف
" نواف الوحش "
يااهـ يالله انه مشتاق لها .... مشتاق لابعد حد....
معقوله هالشعور ؟حقيقي.والا خيال؟.." مشتاق ؟" ....
شلون ومتى احتلت هالمكانه بقلبي؟
شلون افقدتني السيطره على نفسي....
وربي لو سمعت هالشي من اقرب الناس لي لكذبته
شد قبضته على المذكره ... وقلبه ينبض وينبض وينبض بـ " اسرتيني يابنت مساعد "
مشــــــــــــــــرف
منيره: بدور... بدور.... يالله قومي ...اووووف
قربت منها منيره وهمست باذنها : رهف ....
فزت قامت ... وهزت منيره راسها ....: ماشاءالله عليج شاطره ...يالله قومي ..
فركت رهف عيونها بتكاسل...: آهـ ... نعسانه تكفين بنام..
منيره بصدمه: احلفي؟..." وارتفع صوتها " قومي يالله بسرعه..
رهف من تحت اللحاف: خمس دقايق
قربت منيره وسحبت اللحاف بقوه : ولا ثواني... بس شاطره تصدعين راسي انتي وهديلو طول الليل
رهف : هههههههههههه
تكتفت منيره عاقده حواجبها : أي الحين تضحكين.... ورفعت اصبعها تهدد
والله لولا سلطان النوم لقمت دست ببطونكم.... شنو اللي مسهركم طول الليل ها؟!
زادت ضحكات رهف..... وقبل لا تصارخ منيره ... دخلت هديل بصراخها..
هديل : بدور روعه روعه الشريط وربي روعه...
توسعت عيون رهف واشهقت ونظراتها ع الكاميرا بيد هديل: هيييه جيبيها ...
متى اخذتيها يالحراميه..
نططت هديل بمكانها وهي تحرك الكاميرا بيدها رافعتها لفوق : هي هي تبينها تعالي اخذيـ ...
وقبل لا تكمل سحبتها منيره من ايدها
منيره تتفحصها : شنو هذا ؟ .... شنو فيها ؟
رهف توقف ع السرير: لا منيره جيبيها
هديل تحرش منيره وترقص حواجبها: يطوفج نص عمرج
رهف تمد ايدها وتصارخ : منيره جيبيها ...
منيره تخش الكاميرا وراها ترفع ايدها الثانيه بوجه رهف : لحظه لحظه.... بدور فهميني شنو فيها؟
رهف تنزل من السريرتقرب من منيره اكثر : جيبيها وانا اقولج...
منيره تتراجع لوراء: احلفي
رهف تضرب الارض برجلها : منيره
منيره مصره: احلفي
هديل بخبث طفولي : بدور اشفيج ... عادي والله لا تخافين
رهف بغيض تتخصر: ما اخاف من احد...
منيره : يالله تكلمي....
هديل تسرع بخطواتها للباب وترتفع ضحكاتها: انا طالعه .......
وتلاحقها نظرات وتهديدات رهف : اوريج وربي ما اقولج شي ابد ...
ترجع هديل تطل بوجهها من الباب: ههههههه اشدعوه قلتيلي انا شفتج ....
: توسعت ابتسامة رهف ونظراتها تتابع هديل اللي ترقص حواجبها ..
وما ان اختفت صورة هديل التفتت رهف لمنيره بملامحها الجاده...
منيره : تكلمي
ابلعت رهف ريقها ...وانطقت بتوتر ملحوظ : امس لما نمتي ... ماجاني نوم....
فـ .. اممم ..صعدت السطح.... و..
منيره تستحثها بترقب :و.........؟؟؟؟؟؟
ركزت نظراتها بعيون منيره تشوف ردت فعلها : وصورت ....
توسعت عيون منيره صدمه.... وزادت صدمتها لما كملت رهف ....وهي تلعب
بخصل شعرها المتناثر على وجهها بعشوائيه...
امممم وبعدين طلعت برآ ..
صرخت منيره : برآ ؟!!
اشهقت رهف ورفعت اصبعها لفمها : اووووووش....." وكملت بهمس " أي برآ
مدت منيره ايدها تلمس جبهة رهف : حبيبتي بدوانتي مسخنه
بعدت رهف ايدها : يوه منيره ... لا مو مسخنه... اذا قعدت جذي ساكته
وافكر اكيد بسخن ..وامرض واموت
منيره بغضب : الا انتي تدورين الموت برجولج.... رهف انتي صاحيه
رهف تسكر حلق منيره وتتلفت حولها: اششششش اسمي بدور تبين تفضحينا
بعدت منيره ايد رهف وكملت بغيض: لا والله ؟ احلفي بس ؟ بس هذا اللي مطبقته ياختي ؟
رهف تتوجه للسرير تقعد على حافته: لو على ما طبقته ....بس خايفه على.....
منيره: نواف
رفعت راسها وردت بحده: وماجد وياسر وفهد لا تحصرين ...
سحبت منيره نفس وقربت اقعدت يمها : وين رحتي؟
: رجعت الابتسامه تتوسع على شفايف رهف ...والنظرهـ الساحره بعيونها....
ماقدرت منيره الا تجاريها الابتسامه رغم غضبها منها
منيره بابتسامه: وين .....واشسويتي
شغلت رهف الكاميرا وقصرت ع الصوت : شوفي...
كانت الصورة مظلمه...ومن مرتفع ... وزوم على الشارع الرئيسي في مكان
السيطرة العراقيه .... ثواني من الصمت وضح فيه صوت رهف وهي تهمس ... باليوم
والتاريخ والساعه.....وتسرد حالة الشارع بهالوقت.... ووظيفة هالسيطره....
وامنيتها بزوالها من هالمكان...الا من الكويت كلها.......واذكرت بشجن ايام
اول لما كانت تمر بهالشارع وشنو كان فيه وشلون كان ...وتشرح كل حركه تصير من
الجنود والسيارات اللي تمر عليهم...
انقطعت الصورة ......
~ثواني~
لترجع صوره بمكان ثاني...اشهقت منيره : حسبي الله على عدوج ... وين كنتي
رهف بحماس: شوفي شوفي
رجعت نظراتها لشاشة الكاميرا.... مو مبين بالصورة ... الا الطريق وهو ينقطع
بخطوات رهف الحذره وما ينسمع الا احتكاك خطواتها بالشارع اللي تقطعه ....
وانفاسها وصوت ضعيف منها يهمس باسم المكان والشارع....
منيره ودقات قلبها تزيد تسال وعيونها بالصوره : وين حاطه الكاميرا
رهف بحماس : بيدي .....ومطلعه العدسه من كم العبايه
رفعت منيره نظراتها لرهف وحواجبها لفوق : مجنونه ... وربي مجنونه
ابتسمت رهف : بحب الكويت
منيرة : يالله رحمتك...( وعلا صوتها بشهقه ) شنو تسوين....
وقفت الكاميرا قريب من محول كهرباء .... وتسكرت ... ولما اشتغلت كان المحول
مرشوش بصبغ الرش ومكتوب عليه عبارات حماسية وطنيه
تعيش الكويت ... يعيش الامير.... يسقط الاحتلال يسقط صدام .... الكويت حره ابيه ......
عاش بابا جابر عاش بابا سعد....احبج يالكويت ....وطني
الكويت ....

ارتفعت ايد منيره لصدرها بخوف ورهبه : يالله رحمتك
>>> طق طق طق ......<<<< البـــــــآب
/ المزرعـــه /
~ مكتب عمـر ~
: صباح الخير
: صباح النور ياهلا نواف
قرب وقعد ع الكرسي وقام عمر قعد ع الكرسي اللي قباله يفصل بينهم
طاوله خشبيه صغيره عليها قلاصين جاي...
اخذ عمر قلاص ورشف منه يقرى ملامح نواف : مستعد
نواف بترقب : بحول الله ...هات اللي عندك...
سحب عمر الملف من الطاوله ورفعه لنواف ... وقبل ما تمتد له يد نواف
رجع عمر سحبه بعيد ...وهمس
: في شي قبل ...
نواف مستغرب : سم...
عمر بجديه ولهجة تحذير : قبل مانبدا يا نواف ...ابي منك وعد الاحمدي
ما تقرب صوبها هالفتره
عقد نواف حواجبه ... وقبل ما يسال كمل عمر
: تدري جليل ماراح يسكت ... والبيت راح يكون مراقب.... صحيح انهم ماتوا
لكن ماتدري ان كان فيه عيون ثانيه له...
: هز نواف راسه متفهم كلام عمر.....سكت ثواني قبل ما يرد
نواف : صار....وكمل بجديه : نبدا الحين؟!
عمر يمد له الملف : أي نبدا ...بس اشرب الجاي لا يبرد....على ما يجون الشباب...
/ مشرف /
طق طق......
بسرعه سحبت رهف الكاميرا وسكرتها
وحده من البنات: صباح الخير
رهف ومنيره : صباح الخير
البنت : بدور ... شيخه تبيج في المكتب...
رهف : الحين؟
البنت : أي الحين ...
هزت رهف راسها... وانتقلت نظراتها لمنيره اللي همست
: ماظن انهم غافلين عن اللي صار
صمتت رهف لثواني ....ثم هزت اكتافها غير مباليه ... وفزت قايمه ....
: بغسل وجهي واشوفها....
" مكتب شيخه "
رهف : صباح الخير
رفعت شيخه راسها عن الاوراق وابتسمت : صباح الورد ادخلي يا بدور...
تنفست رهف الصعداء.... ع الاقل وجه شيخه لحد الان يبشر بخير....
قربت رهف .. واول ما قعدت جاها سؤال شيخه : وين كنتي البارحه
تتابع رمش رهف... ابلعت ريقها وردت بثقه : ماظن يخفى عليكم
سكرت شيخه الملف وهزت راسها : حلو.....ممتاز يا رهف وكان المفروض تعطينا خبر ... صح
نزلت راسها وردت : ماراح يعجبكم....
شيخه بهدوء: من قال؟
رفعت رهف راسها وتوسعت عيونها بصمت.....
كملت شيخه : من قال انه ما يعجبنا ؟..... الا عجبنا ... وعجبنا....
رهف بفرحه: صج
شيخه : كان عمل بسيط .... لكن اللي عجبنا بحق روحج يا رهف ( وعلقت ) احب اناديج باسمج لما نكون مع بعض
هزت رهف راسها بالموافقه....
شيخه : رهف راح نكلفج اليوم في مهمه.... ولولا ثقتي بانج قدها ما فكرت حتى اني اذكرها قدامج
هزت راسها بحماس : ان شاءالله قدها...
شيخه باسلوب تحذير: العمليه صعبه... وتبي قوة قلب..ولقيت هالشيئين عندج... وعند منيره
هزت راسها بحماس .... وحركت ادينها تربط شعرها اللي انفتح .....
شيخه : انا اخترتج انتي ومنيرهـ ومسؤوله باختياري قدام ام ناصر( المسؤوله الكبيره ) ....
رهف بثقه وروح حماسيه : وما يخيب ظنج باذن الله ...
شيخه : هذا عشمي فيكم.... واقولج من الحين .... يمديج الاعتذار... ومايكون أي شي بحقج......لكن ان وافقتي لازم تكونين قدها...
رهف : قدها قدها ياشيخه
شيخه : كفو يا رهف... والله انج تكبرين بعيني ....

/ المزرعه /
خالد وماجد وحسن ونواف
بقرف طالع خالد البدله العسكريه وتافف ..... جاه صوت ماجد يصبره ... : الصبر زين.....
هز خالد راسه .... وطلع ماجد عنهم بعد ما اعطاهم الثياب مغسوله ونظيفه ...
خالد يرمي اللبس بقوه : مادري شلون بصبر اكرهها واكرهم ...
واكره كل شي ينسب لهم.. شلون البسها والنار تشب فيني من اشوفها ....
نواف يتنهد : : تهون يا بووليد... كل شي يهون لاجل مطلبنا......
حسن بتاييد لنواف : صدقت يا بوفيصل كل شي يهون لاجل الكويت
لحظات واجتمعوا في مكتب عمر .. بعد ما البسوا اللبس العسكري
وصورا فيه صور فوريه ...
مد عمر البطاقه لنواف : تفضل اسامه
وتحت صدمه واندهاش نواف ..... مد عمر البطاقه الثانيه لخالد: وهذي لك عدنان
والثالثه لحسن : وهذي لك يا عباس
التفت نواف لخالد اللي التفت له بنفس اللحظه .... وانفجر خالد بالضحك...
عكس نواف اللي رفع حاجبه ووجه سؤاله لعمر
نواف : ومنو اسامه وعدنان وعباس؟
عمر بثقه : انت وخالد وحسن...
رفع نواف البطاقه يتامل الاسم والصوره...كانت الصورة صورته لكن
المعلومات الباقيه كلها غير حقيقيه...
/ في الطريق لمشرف.../
خالد بامل: ماباقي شي ع المهله....كلها كم يوم ويجينا الفرج باذن الله....
نواف: هذا وقتنا الحين مهمتنا اصعب من أي وقت راح...لازم نشد قبضتنا ونضيق عليهم ...
خالد: وهذا اللي صاير... ما سمعت عن الجنود اللي قاعدين يستسلمون
على الحدود ... وحتى اللي بداخل المناطق ياكثر اللي استسلموا منهم....
نواف: اكيد يا خالد.... ظلم واستباحة حرمات وزهق ارواح وقتال بغير وجه حق
( تنهد )...نهايتهم معروفه طال الزمن او قصر.....
حسن يشاركهم الحديث: تظنون صدام راح ينسحب او تقوم الحرب
نواف: اللي متاكد منه.... ان الحريه صارت قريبه .... واقرب مما نتصور
خالد: اتمنى الحرب يا نواف ولا انه ينسحب ويسلَم بعد ما سوى اللي سواه
حسن بتاييد لخالد: أي والله معاك حق
نواف: سواء قامت الحرب... والا استسلم.... ما في جندي دخل لكويت ويطلع منها
سالم..... باذن الله اما مقتول او اسير...
حسن وخالد: امين...
مشـــــــــــــــــــرف
منيره بتوتر : بدور يالله ... مافي وقت.....
انفتح باب الحمام وطلعت بدور وباين عليها التعب
منيره بقلق: بدور فيج شي
هزت راسها واشرت لمنيره لا تقرب: لا لا مافيني شي
منيره تقرب منها وتمسح على شعرها بخوف: ليش وجهج اصفر..و...
رهف تحاول تسند طولها: منيره مافيني شي...يالله.. يالله مابقى وقت
منيره: لحظه شلون تطلعين جذي....شوفي شكلـ ....
سحبت رهف شيلتها من الكبت : لا تكبرين السالفه ... مافيني شي....
منيره: بكلم شيخه
لفت عليها رهف بتهديد : اذبحج ..
منيره: احلفي
رهف: يالله ما في وقت ...ادخلي وخلصي ...
دخلت منيره... والقت رهف بجسمها ع السرير وهي تتقرفص من الالم
: آآه مو وقته مو وقته ......
حاولت تمد طولها وتوصل ايدها للدرج طلعت منه الحبوب وابلعتهم بدون ماي...
بس تتمنى يخف الالم عنها شوي..لحظات بس تخلص اللي عليها يارب يارب لا تخذلني ..
ماتدري ليش تحس بضعف...ضعف لكن مو خوف...لا ضعف وحنين وشوق ليش هالشعور
يقتحمها وهالوقت بالذات ليش ... سالت دمعه ومسحتها بسرعه
لما وصلها صوت منيره
: شنو فيج ....
اعتدلت رهف بقعدتها : خلصتي
منيره بقلق : أي..
رهف تحاول تقوم : يالله لا نتاخر
منيره : رهف انتي مو عاجبتي ... ماكنتي جذي الصبح... شنو فيج وربي قلبي قابضني
ابتسمت رهف وهي تلف شيلتها : لا تحاتين يا منور... مغص خفيف ....
سكتت منيره تستوعب شوي : لا تقولين الـ ....
دخلت هديل بصوتها المزعج : يالله شباب يالله احنا عند الباب...
مسكت رهف عباتها والتفتت لمنيره : انا طالعـه ......
/ مشرف.../
/ عند الاشارهـ الحمراء .../
خالد يتكلم... وحسن يشاركه الحديث ...
ونواف بعالم ثاني تجمدت نظراته وزادت نبضاته لذاك المشهد ... هناك...
في ذاك المكان.....بذاك الشارع ...
/ مفترق الشارع /
سلمى مع التنبيهات: لا تتاخرون مثل ما وصتنا شيخه قبل الساعه 2 احنا في البيت..خلاص ؟؟!!
رهف: خلاص ابشري ...
هديل بضجر: فهمنا
منيره: تم
سلمى: أي شي يصير .....
وقاطعتها هديل: يوووه تكسرت رجولنا واحنا واقفين لمتى يا سلمى ؟
دزتها رهف من كتفها : مصدقه عمرج اشوف حاطه راسج براس اللي اكبر منج ...يالله ارجعي للبيت
عقدت هديل حواجبها : احلفي
رهف بابتسامه مكتومه على شكل هديل المصدوم: وجع دوختي راسنا...
اشهقت هديل تمثل الصدمه وانفجرت رهف بالضحك مع سلمى ومنيره ..
رهف : وربي انها اكبر ممثله...
هديل : اقول بس غطي خشتج لا يجونا يمشون على ادينهم مو رجولهم
رهف تصارخ : وجع هديلووو...
هديل تغيضها: خلي واحد منهم بس يشوف وجهج..... وهذا وجهي ان طلعتي سالمه
اشهقت رهف واطلقت رجولها وراها تلحقها.. وانحاشت هديل اللي عرفت
شلون تستفزها.....
رهف تصارخ : يآآ جبآنه ....
لوحت لها هديل من مسافه تستفزها.... تاملتها رهف وحركت ايدها
برسالة تهديد بمعنى ( اوريج )
وغطت وجهها وهي تلتفت لمنيره بعد ما سبقتهم هديل بخطواتها وضحكها
وثواني لحقتها سلمى ليفترقون في هذا المكان....
" عند الاشاره الخضراء "
: نواف .... نواف ...
: نواااف
حرك خالد ذراعه ينبهه : نواف يالله ....شبت الاشاره....
من غير لايلتفت نواف صوبه قال: خالد كمل عني واسبقوني
خالد بصدمه: شنو؟
: فتح نواف الباب ونزل والحقه خالد من الباب الثاني ....
خالد من بعيد : نواف اشفيك اشصاير في شي...
نواف يصرخ فيه ليسمعه : اسبقني يا خالد .... وكمل يمشي بخطوات سريعه
عبر الشارع المقابل وتخطى السيارات المندفعه....متجه لذاك المكان اللي
لمح طيفها فيه..... هي هي متاكد....مستحيل يشك فيها... هي رهف...
رهف ...شافها... كانت هناك... لا هنيه...
زادت خطواته... وزادت معاها انفاسه .... وصل المكان اللي تفرقوا من كانوا فيه من لحظات...

بلع ريقه ... وقاوم انفاسه المقطوعه ... وصدره يرتفع وينخفض من قوة
لهاثه.....يبي يناديها... يصرخ باسمها.... ياربي شافها
ان جذبت عينه قلبه مستحيل يجذب.....
: مجنون وربي مجنون يا معفن...
ما التفت للصوت اللي يصارخ عليه بحرقة اعصابه...
كمل خالد بغضب: انت ناسي اللبس اللي عليك....افرض لو واحد من المقاومه صوب عليك و....
ونواف ...... مازالت عيونه متعلقه بذاك الفجر البعيد.............وهو
يسترجع الصوره .... ضحكتها....عفوية حركتها ....خطواتها الجريئه قدامهم....
سحب نفس عميق ووده يدخل كل ذرات الهواء بهالمكان بصدره لعل الهواء اللي لامس
رئتينها وفارق احشاءها يدخل ويسكن في احشاءه .. لعل قلبه يحتضن نسمة هوا
داعبت وجنتها...او كانت شاهده على ضحكتها ....
خالد : نواااف..

نواف يرجع بخطواته بانكسار : مشينـــــــا.....
هز خالد راسه ومشى معاه للسياره اللي قربها من المكان..........
وتنهد بقوه لما سمع تمتمت نواف : وربي اني شفتها.......
~ صعب انك تواجه حقيقه بشبه خيال
صعب انك تحاول اقناع من يملك شاهد ودليل .... على شي مالك من اثبات عليه الا نبضك واحساسك...~

شقت صدره صيحة قلبه واطلقها بذل واستسلام لربه : يآلله
مسك قبضة الباب وشد قبضته لثواني قبل ما يفتحه والتفت لخالد اللي خلفه...
همس: طلبتك ياخالد
زادت نبضات قلب خالد وخوفه: سم وانا خوك
نواف ضيق عيونه يخفي المشاعر اللي تتفجر فيها: اسبقني انت وحسن ...
بلع خالد ريقه امسكه من ايده اللي تعوره.... سحب نفس عميق ثم اطلقه مع هزت راسه
: بالله عليك ما تخاطر...
توسعت ابتسامة نواف......وشد بقبضته على كتف خالد....
/ ساحة مشرف /
منيره : لا تخافين امس وزعنا المنشورات والكل صار عنده علم وراح يكون على حذر.....
رهف : واذا المنشور طاح بيد العراقيين....
سكتت منيره ثواني وبقلبها قلق ... وردت بعدها بهمس ان شاءالله ما يطيح
يا رهف....قولي امين ....
رهف من قلبها وخطواتها تلاحق خطوات منيره: امين....امين
منيره تشد على ايدها: شلون بطنج؟
ارتفعت ايد رهف الثانيه لبطنها: الحمدلله لا تحاتين....
منيره تضحك: وقلبج؟
اسكتت رهف ثواني ... وردت بتنهيده: ماحس فيه
منيره ما استوعبت : شنو؟
تنهدت رهف : ماحس فيه...صار لي فتره ماحس بنبضه ولا دقاته .... مادري ان كان بعده في مكانه او لا....
(مستشفى، الشرقيه )
صافح الدكتور بحراره وفرحه : الله يبشرك بالخير الله يبشرك بالخير يادكتور...
الدكتور: الفضل لله اولا واخير ... والشاب قوي ماشاءالله تبارك الله عليه .. عنده
قوة عجيبه للصمود والتحدي.... لولا الله سبحانه ثم قوة ارادته
ماكان تحمل يوم مع هالالم ..
تدخل طارق والقلق ممزوج بالفرح بملامحه : يعني هو الحين سليم ... مافيه شي...يعني الحمدلله هو بخير
ابتسم الدكتور ابتسامة اطمئنان وهو مدرك لخوفهم وقلقهم : الحمدلله باحسن حال ...
تطمنا من مخاوفنا من التسمم في الدم من الجروح ومن حالة الذاكره
والحاله النفسيه....والحمدلله ماباقي غير التغذيه وامرها سهل
طارق والدموع بعيونه: يارب لك الحمد... يارب لك الحمد يارب لك الحمد ....
( كان يحس بالمسؤوليه تجاه هالانسان ... والذنب بغير سبب ... غير مشاعر الاخوه
المتعمقه في القلوب والوطنيه اللي غذت وزادت هالمشاعر الصادقه الشفافه....)
اطلق حمود تنهيده قويه بعد ما غادر الدكتور...والتفت لطارق
: خلك عنده على ما اخلص الاجراءات والبيانات
هز طارق راسه وفي قلبه : وانا اقدر افارقه بعد ما لقيته ؟
دخل طارق الغرفه... وكمل حمود لمكتب الرسيبشين يكمل الاجراءات والبيانات ....
وصله صوت قوي جهوري من مسافه : حمود ..يابوصقر .. بشر ياخوي بشر
التفت له حمود ... ووقف خطواته ينطره يقرب ...
صافحه وليد وبعيونه الف مليون سؤال : ها بشر ... بشر ياخوي؟
حمود وملامح البشاره على وجهه : بخير بخير يا وليد اطمن...بخير
ارتخت ملامح وليد ... واطلق تنهيده بـ : الحمدلك يارب ..الحمدلك يارب .....
كان الفرق مبين على حالة حمود النفسيه ... للحين بعيون وليد منظر حمود وهو
مصدوم ويصارخ باسم ياسر.. وشاركه طارق الصراخ....
فزعهم خوفهم.... والشاب ملطخ بدمه... وشكله انه فارق الحياة من زمن....
وشلون شالوه من سيارة الاعداء ... ونقلوه بطائره طبيه ... مع الاسرى
والمصابين اللي معاه... كان اسوأهم حال .
وعرف بعد هذا انه قريب لحمود ... وصديق لطارق... الصديق اللي اسهر عيونه
وادمى قلبه وهو يحس بالذنب لانه تخلى عنه ...
والادهى والامر لما عرف وليد انه المصاب ولد خال نواف ... وصديق اخوه خالد....
وصله صوت حمود : طارق معاه الحين والدكتور طمنا عليه ... تقدر تشوفه في الغرفه 76
هز وليد راسه ... وطبطب على كتف حمود يشكره ويهنيه ....وتوجه للغرفه ....
اشهقت وارتفعت ايدها تسد حلقها بخوف بصدمه مو مصدقه...مسحيل ...
معقول ...يارب يارب...
عبير بقلق: امل..اشفيج صارلي ساعه اناديج ؟
امل على حالها... ماتحركت ولا تكلمت ماغير عيونها شاخصه من ورا الغطاء ....
ودموعها جفت وتحجرت بعيونها من الصدمه
: امل ...
: امل
هزتها عبير بعنف من كتفها يا خوفها لا تكون البنت انجلطت او صار فيها شي
: امآآآآآآآآآآآل..
التفت لها .امل.. واصبعها ياشر على ذاك العسكري .... الواقف قدام الرسيبشين .......
التفتت عبير له...ضيقت عيونها وركزت اكثر.......ثانيه اثنين ثلاثه ..
واشهقت بقوه : ح م ــود....
زادت صيحات امل لما تاكدت.....وصرخت عبير بدون شعور :
حمـــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــود.....
التفت حمود للصيحه ... حتى طاحت الاوراق من ايده....
صوت حرمه خرق مسامعه.... ارتجفت له اوصاله..... ماجا في باله الا زوجته
ساره ... مايعرف غيرها هنيه....وكونها هنيه يعني فيها او بعياله شي...
دارت عيونه ونظراته تحاول تتصيد مصدر الصوت ذاك.....ناس مزدحمه..
.مرضي ... زوار...ممرضين دكاتره .....اشكال واجناس..
شافها تقترب منه ...وتزداد خطواتها ... وتقصر المسافه بينها وبينه ...
وتصاحبها ثانيه بنفس السرعه لكنها وراها بخطوات......
صرخت الاولى : حمود ... اخوي حمود....
توسعت عيون حمود مع ادينه ليضم ذاك الجسد الضعيف المنهك المتهاوي اللي ارتمى
فيه بدون مقدمات.......
ضمها بقوه لما تاكد من هويتها....وعيونه مو مصدقه وعقله ما يجمع اللي يصير
.... همس ليتاكد اكثر: امل...
ضمته بقوة وهي تصيح : الحمدلله على سلامتك ياحمود ... الف الحمدلله على سلامتك ياخوي....
مليون سؤال وسؤال يدور براسه.... لكنه ما يبي يبعدها عنه... ولا يبيها تترك صدره...
يخاف يكون حلم ويصحى منه... يخاف يفقدها..... يخاف ويخاف ويخاف..
طوقها اكثر بذراعه والدموع تجمعت بعيونه من شهقاتها
معقوله ... معقوله .... ياسر ... وامل بيوم واحد... معقوله
يارب كم انتَ كريم يارب ...يارب لك الحمد يارب
امل
الحين وهاللحظه نهاية القوة عندها..... كانت هي مصدر القوة لاهلها ولام فيصل ولعبير ..
لكنها الحين تحس انها اضعف مخلوق.... ماتبي تبعد عن اخوها... عن الصدر اللي
لمها..... واللي يحميها ويدافع عنها....
تحس الحين بقوة السند اللي فقدوها من زمن... تحس بالامان.... بالسكن والايوا
ماشبعت منه...ولا من حنانه...ولا من الامان اللي زرعه في صدرها بصورته
وصوته اللي اخترق خلايا الضعف فيها...فانعشتها
....كانت... طفله... في احضان ابوها....
عبير واقفه وراها وشهيقها يرتفع وينخفض.....تتصور لو انه اخوها نواف....
او حتى فيصل.....ترتمي بحضنه....حتى يبعثر الخوف اللي سكنها ... وهز اوصالها
وتشعب فيها......زادت شهقاتها ......وصورة هيفاء قدامها والا امها طريحة
الفراش وابر التخدير....
على كثر فرحتها بسلامة ولد عمها ... واجتماعه باهله..... على كثر الحنين
اللي هزها لاخوانها وجمعت اهلها....
/ داخل غرفة76 ../
حط ايده بحذر على راسه وهو يهمس : لاباس طهور ان شاءالله...
رد طارق القريب من ياسر : الحمدلله ياوليد... الحمدلله اللي جمعنا فيه سالم...
وليد بهمس : صحى ؟
طارق : لا بعد.... بس تمتم بكلمات .... ورجع نام....
: خير ان شاءالله خير....
: آآ ...مــ آآ
التفتوا له بحذر ولهفه وشوق...
همس بعد ما فتح عيونه بتثاقل : مــآآآ ..ي.....
/ مستشفى الرياض /
تعلقت عيونهم المتفوخه من الصياح والسهر.....بعيون الدكتور ومساعده
اللي طلعوا من الغرفه....
قامت ام حمود بتهاوي من الارض... وساعدتها سعاد اللي اسرعت لها..وسندتها
وشدت احلام قبضتها وتسندت بيدها الثانيه على الطوفه تنتظر الخبر الفاصل
وقرب ثامر من بعيد بخطواته السريعه المرتبكه المتوتره بجسمه الهلكان وايده
على خاصرته يقاوم الالم والتعب والاعياء..
ثامر : بشر دكتور..
الكل منقطعه انفاسه......وشاخصه عيونه ....وينتظر رد الدكتور...
" حمدلله على سلامتهم "
مشـــــــــــــــرف

قالت منيره بحماس : هذا المكان وصلنا.....
تلفتت رهف حولها تستشف الوضع من ورا الغطا... المكان اشبه بسوق حرهـ
مكتظ بالناس... خاصه العسكريين منهم......منتشرين في كل مكان ...ضجيج
واصوات مرتفعه وخطوات عشوائيه ومهمه صعبه مسكت بطنها وابلعت ريقها
والحقت منيره اللي سبقتها لداخله..


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-14, 12:09 PM   #28

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ّ البارت السادس والعشرون ّ
" ساحة اللقــاء "
قالت منيره بحماس : هذا المكان وصلنا.....
تلفتت رهف حولها ...تستشف الوضع من ورا الغطا
المكان اشبه بسوق حرهـ مكتظ بالناس... خاصه العسكريين منهم......منتشرين
في كل مكان ضجيج واصوات مرتفعه وخطوات عشوائيه ومهمه صعبه مسكت بطنها
وابلعت ريقها والحقت منيره اللي سبقتها
قربوا من بنات جالسات على صندوقين صغار..وقدامهم ملابس وقماش .. نفس المكان ونفس الجهة الموصوفه
كانت لهم لقاءات سابقه ومهمات مشتركه تعرفها منيره..
واول ماوصولوا
سلمت منيره : السلام عليكم
ردوا : وعليكم السلام
منيره رفعت الغطا : الله يعطيكم العافيه
البنات وتعرفوا عليها : الله يعافيكم يارب...
منيره: شلون الوضع؟
البنات : كل شي تمام.. فزت هدى من مكانها واشرت لهم يقربون
: حياكم تفضلوا
قامت بعدها اسيل وتكلمت : يالله الحين دوركم
هدى : احنا شوي وراجعين حطوا بالكم يامنيره
منيره: لا تحاتون بحفظ الله
" الكل اليوم مسؤول وعنده هم...والكل يعيش اهم لحظات حياته لانه بينجز مهمه
تكون سبب بعد الله في عودة ارضهم وديارهم ونصرة اهلهم مهما اختلفت الادوار
ومهما قلت او اكثرت ... يكفي مساهمته ومشاركته...لكل منهم ولكل منا دور في
الحياة .. لنفسه واهله ووطنه ودينه ...ما لازم نستقله او نستحقره او نتجاهله
يمكن كلنا نعرف قصة الحجر الصغير اللي كان جزء من جبل كبير يسد النهر عن اهالي
القريه ..وبيوم هالحجر صابه اكتئاب واستقل حجمه ودوره قدام الحجر الكبير ...
واستمر بتفكيره لين قرر ينتحر...وفعلا انتحر الحجر ورمى نفسه من الجبل
للنهر..؟شنو صار؟...اللي صار ان الجبل تاثر...ومكان هالحجر الصغير اخل بتوازن
الجبل الكبير وصار الماي يدخل من مكانه ...لين تهاوى الجبل وسقط..."
مازالت نظراتها تحتوى المكان وترسم الصوره بعيونها... اقشعر جسمها غضب
لمجرد انها تشوفهم وماتقدر تبرد قلبها فيهم..
همست منيره : اقعدي يا بدور.....
التفتت رهف صوبها وثواني لتستوعب كلماتها القليله لان عقلها مشغول بامور كثيره...
هزت راسها وقعدت يمها على ذاك الصندوق الخشبي الصغير...
رهف : الحين شلون يعرفونا من كل هالناس....
منيره : يعرفونا... لا تخافين بيعرفونا اكيد....
رهف : شلون
منيره : لهم اتصالات ومراسلات ... ويمكن الحين نص الموجودين منهم
ابتسمت رهف بمجرد ان تتخيل ان شباب ديرتها فعلا حواليهم وقراب منهم ....
وصلها صوت منيره بهمس : تعرفين وين الملفات
ابتسمت من تحت الغطاء : اكيد .. ههه ملفوفه بالاقشمه قدامنا...
ضحكت منيره وعدلت جلستها بحيث تتابع الاحداث حواليها....
وشاركتها رهف المتابعه
" باعه افترشوا المكان... اغلبهم مو كويتين لكن مو كلهم...وجنود ملوا بعددهم الساحه الواسعه...
فرادى وجماعات...اسلحتهم على اكتافهم وضحكاتهم المثيره للاشمئزاز ضاق فيها المكان ..."
" هناك بعيد عن الساحه "
لفت نظره طابور حول المخبز.... وتزاحم الناس عنده ... وتتدافع النساء
قرب صوبهم وعيونه تتفحص المكان وتْحَلِل الوضع....
عقد حواجبة وضيق عيونه من تحت نظارته السوده وماعجبه تذمر البنت من طول انتظارها
هديل بغضب : الديره ديرتنا والارض ارضنا واحنااللي بناخذ اول واللي مو عاجبه يطق راسه بالطوف...
شدت سلمى على ذراعها وهمست لها بكلمات حتى صرخت هديل : خل يولون والله ماخاف
الا من اللي خلقني ...والله لو اني جايه مع بدور احسن لي منج ...
صرخت بنت من الطرف الثاني : احنا اللي ناخذ اول وديرتكم ههه ضحكتيني ياماما ...هذا كان زمان ... ديرتكم خلاص بح يا حبيبتي
صرخت هديل : حبج برص ان شاءالله وتحركت بغضب صوب البنت
شدتها سلمى صوبها بقوه
وصرخت فيها هديل : يوووه خليني اوريهم بنات الـ ....
لهجت البنت الثايره (هديل ) مبينه انها كويتيه عكس البنت الثانيه من الطرف الثاني...
قرب نواف وصرخ بصوته الجهوري حتى يسمعونه : شنو فيه....
التفتت له هديل وبنفس درجة الصوت العاليه : انت مالك شغل ... هذي ديرتنا وبكيفنا
~ سلمى بيغمى عليها ~...
ونواف لو مو مستوعب ومسيطر على اعصابه لكانت رقبة هديل بين اديه....
لكن كلماتها الاخيره خلته يستوعب الامر وتذكر لبسه والشخصية اللي متنكر فيها الحين....
تكلمت بنت الطرف الثاني والابتسامه شقت وجهها شادة ظهرها بهالضابط اللي ظنته بصوبها
: فدوه لهالطول خيي ... هالعوبه تريد تاخذ مكاني (وكملت بدلع ) وطولت لسانها عليا...
تامل نواف اللي قدامه ( هديل ) دون قصد منه.... واول ما انتبه تدارك نفسه وصد عنها
تذكره فيها... جرأتها شجاعتها جنونها.....
سلمي بخوف : خلاص ياهديل تكفين اسكتي خلينا نرجع
التفت نواف للبنت بالطرف الثاني مع مجموعتها الفرحانه بوجوده
ونظرات الاستفزاز اللي يطلقونها لهديل عقد نواف حواجبه وزجرهم بعنف
: ارجعوا لوراء...
طلعت عيون البنت لقدام.والتفتت لمجموعتها المصدومات مثلها.....ا
رجعت طالعت نواف والصدمه بعيونها ....وشلت حتى لسانها عن الاستفسار
سحب نواف المسدس من حزامه وجهه صوب البنت ومجموعتها وقال مشدد على حروف
كلماته : ارجعوا لوراء ... (وصرخ) يالله بسرعه
خانتها رجولها حتى عن الحركه....وتحركوا مجموعتها بعيد عنها من الخوف...
بينما توسعت ابتسامة هديل ... اللي ماكانت اقل صدمه منها.... لكنها ما
مانعت هالمساعده دام بصالحها وبردت قلبها
قربت هديل ودفعت البنت عن الطابور....ووقفت مكانها بثبات بدون لا تلتفت لنواف ولا تشكره ...
~ يالله كم تشبهها؟ ~
حسن بتوتر : ماوصل نواف
خالد : بيوصل ان شاءالله يوصل لا تحاتي باقي وقت
تنهد حسن وعيونه تلتقط الاوضاع حولهم
خالد : اقول خلنا نبدي بالسهل ... ونستلم الملفات اول...
هز حسن راسه .. مثل ما تقول....تعرفهم أي صوب
خالد : صاحبات القماش... بس تاكد قبل من كلمة السر
حرك حسن الكاب وانطلقت خطواته صوب البنات صاحبات القماش...
همست منيره بلهجة تحذير : بدور جندي جاي صوبنا
ركزت بدور نظراتها فيه بتوتر: ايه اشوفه....
اعتدلوا بجلستهم ينتظرونه وهو متجه صوبهم بخطوات ثابته..... انتظار وترقب وصمت حذر حتى وصل
حسن : السلام عليكم..
ردوا بصوت واحد: وعليكم السلام
حسن : بكم هـ الخام...؟
رهف: كل شي وله سعره
حسن تلفت حوله ورجع قال بهمس: مطلوبي " القصر الاحمر؟
التفتت رهف لمنيره ...وكانهم تنفسوا الصعداء لانه نطق بكلمة السر..
.وتطمنت قلوبهم .... وردت رهف بحماس : موجود
حسن : حلو... عجلوا فيه...
( اللهجه وحدها كانت كفيله تطمن قلوبهم... لكن كلمة السر اكثر امان .... )
همس ونزل بجسمه شبه جالس : ناقصكم شي محتاجين شي
منيره براحه: ما تقصرون والله
حسن يتفحص القماش " وقال بهمس: اللي طلبتوه بيوصلكم ان شاءالله عن قريب..
رهف بامتنان وفخر فيهم تحس من فرحتها الارض مو شايلتها: الله يقويكم...
تناولت منيره الملفات الملفوفه بقطع القماش بعنايه ...
وعطتهم لرهف اللي حطتم بالجيس وعطتهم حسن ...بدعوات صادقه اخفتها لهم في قلبها...
حسن ياخذ منها الجيس : دربالكم على نفسكم وكونوا حذرات
رهف ومنيره : ان شاءالله
" وهاهي او شراره بقلب العدو....واول قطرة غيث لاهل الكويت اللهم اجعله خير "
قام حسن وابتعد بخطواته بعيد...وبيده الملفات اللي تحصي اعداد الاسرى في المناطق والشهداء وصورهم والاهالي المكلومين والمحتاجين..واسماء الخونه والمنافقين اظافة لملفات قدروا المجموعه يستولون عليها من بعض المؤسسات والوزارات والسجون والبنوك....وكانت تعني لهم الكثير "
التفتت رهف لمنيره
اللي همست لها قاطعه حلمها الوطني: والحين المهمه الثانيه...والاصعب...
رفعت رهف الغطا فوق راسها وحركت الهواء بيدها صوب وجهها : الله يقوينا ...
منيره بابتسامة : امين...
همس بقلق : بشر؟
هز نواف راسه بالنفي... وارتفعت ايده لنظاراته السوده يتاكد من وجودها على عيونه لتخفي ما فيها لا تفضحه..
خالد بهمس : الله كريم
نواف وعيونه تدور في المكان بحذر : كم الساعه ؟
رفع خالد معصمه وطالع الساعه : وحده
نواف يلتفت له : شوي ونبدأ ...
خالد باستدراك : ترا الملفات استلمها حسن وطلع فيها للسياره
نواف براحه : الحمدلله ... لحد الحين تمام...
خالد: شوف الجنود يتزايدون مثل ما توقعنا.....
نواف يسحب سيجاره : الله لايخيب املنا يا خالد... هذه بتكون اقوى ضربه لهم....واقوى دافع لنا...
خالد يتامله : دامنا مع الحق مانشيل هم يا نواف...
" مهما كان تنكرهم بالزي... لكن بعد الحذر واجب...لان الشكل بعد يدل ع
الهويه..والاغلب ان هالجنود يعرفون بعض عدل...واللهجه يبيلها تمرس حتى
تجيدها...لذا كان اعتزالهم عن جماعة الجنود واجب...الا عند الضروره "
حسن يتقدم صوبهم : السلام عليكم..
خالد ونواف : وعليكم السلام .
رمى نواف السيجاره على الارض.وهمس.: راقبوا الوضع
" وابتدت اول مهمه "
كمل تنبيهاته : اذا تاخرت عن خمس دقايق نزلوا العصير والاغراض للبنات .. ولا تنسون الحذر
حسن : لا تحاتي
خالد ونظرات قلقه: نواف دربالك على نفسك
نواف يطبطب على كتفه: الله الحافظ...
تركيز وتوتر... ووقت يمضي بسرعه وما يسعف .....
شبك نواف واير بالثاني...وثالث بالرابع بمهاره مثل ما تعلموا عليها في المزرعه....لو اخطأ بشي بسيط يكون الثمن غالي...
هالسياره لقادة الاعداء... وحسب الخطه انهم راح يرجعون فيها بعد خمس دقايق
الى مركزهم ...

وتفخيخ السياره بالشكل الصحيح وتوقيت الانفجار بالوقت المناسب..

راح تنفجر السياره بالقاده بعد وصولهم المركز او المعسكر اللي يحتوي على
العسكر والجنود....وتحقق الهدف المنشود منها..
اخيرا انتهى من تضبيط الساعه اللي جمعوها من الغسالات والالات الالكترونيه رفع
راسه واطلق تنهيده بالحمدلله.... بعد نص ساعه من الحين.... راح تصير السياره كرة من اللهب....
بخطوات مختلفه في السرعه والتأني .. نزلوا الشباب العصير والماي شايلينه صوب
البنات..منيره وبدور وانضموا لهم هدى واسيل من دقايق ..
نزل خالد كرتون العصير عندهم بعد ماسلم..: السلام عليكم
البنات : وعليكم السلام
خالد : الله يعطيكم العافيه..
البنات : الله يعافيك اخوي..
نزلت رهف غطاها بقلق وتراجعت وراهم...
حست بقلبها يخفق يدق بقوه... شافت هالوجه من قبل (خالد)... لكن وين... ليش
قلبها انتفض لما شافته... منو يكون....جيرانهم؟ رفيج اخوانها؟ ماتدري... بس تحس
شافته ... وتعرفه.....منو يكون.... منو؟
وصل حسن ..ونزل صندوقين ماي...وجيس كيك
ورجع خالد واستقبله نواف بصندوقين عصير... اخذهم خالد وابتسم له فرحان
بسلامته...ساله بنظراته ...وهز نواف راسه بالايجاب وان كل شي تمام
خالد بهمس :الحمد الله ....توه يحس بروحه اسكنت... نواف اخ واكثر بالنسبه
له...اخذ الكراتين ورجع للبنات بخطوات اكثر ثبات من سابقاتها شلون لا
وقلبه تطمن ع الصديق...
همس خالد للبنات مع اخر صندوق نزله للارض : حاولوا تخلصون بعشرين دقيقه
او نص ساعه كاقصى حد
رتبوا البنات الكراتين ع صوب وشدوا الهمه في الشغل...
وردت منيره عليه بثقه: باذن الله لا تشيلون هم ...
ارفعت رهف غطاها وانثنت ترتب الصناديق وظهرها لهم مازال قلبها ينتفض
ويدق يدق.... "يالله استر"...هذي كلمتها..

تركهم نواف لوجهته ....
حيث المكان المتفق عليه ....لازم يتاكد من الامور... لازم يتاكد ان كل شي مثل ما خططوا له...
الحين القادة ينسحبون من المكان ويركبون السياره المقصوده ...
ويبدا توزيع العصير والماي والكيك من الجهة المتفقه معاهم ...وينشغل فيه الجنود
وينسحبون الاهالي الموجودين اللي تم تحذيرهم بالمنشورات..
بعدها ينتظرون الشباب قدوم الاسرى المقرر اعدامهم في هالساحه ومراقبة اوضاع
الجنود اللي راح يكون السم سرى في جسمهم وتضعف قوتهم حتى عن الدفاع عن انفسهم....
ويصير الاشتباك معاهم..مع مجموعه من الشباب مسانده لهم راح تكون موجوده بعد نص ساعه...
وينطلقون بعدها حسن وخالد بشاحنة الاسلحه للمزرعه....ومحد راح يشك فيهم لانهم بزي عسكري...
والاسرى ينطلق فيهم نواف للمزرعه وبعد محد راح يشك فيه ...
تهافتوا الجنود على الكيك والعصير اللي يوزعونه رهف ومنيره.والبنات اللي معاهم...
" وكان بمناسبة عودة الفرع للاصل مثل ماكان يردد المجانين...."
لكن من مصلحتهم مجاراتهم... المهم النتيجه....
\\~ راقبهم من بعيد.....~ \\
همست رهف : منيره كم الساعه
منيره ترفع معصمها: وحده وعشر...
رهف تفز قايمه : مافي وقت ماراح نوقف وننطرهم يجون... خلينا ننتشر ونوزع على اكبر عدد
منيره ترفع راسها لرهف الواقفه : بس!
رهف تاشر بيدها لمنيره عشان تعطيها كرتون : يالله منور مافي وقت..
منيره توقف : خلاص اللي تشوفينه حتى انا بوزع
انحنت رهف بالم ... ماخفى على منيره اللي صرخت باسمها : بدور!
~ هوى قلبه من الخوف ~
صرخت منيره : بدور ..

ردت رهف انتصبت بصعوبه وابتسمت : مافي شي... مغص وخف ...
منيره بقلق: بدور انتـ
رهف تهز راسها بضيق: منيره مافي وقت بعدين نتفاهم ...
منيره تمسك ايدها : اجي معاج!
رهف تعترض : لا روحي بجهة وانا بجهه ... نبي نوزع اكثر...
هزت منيره راسها مجبره... وتاملت رهف ثواني قبل لا تطبع قبله على خدها الملتهب..
وشدت على ايدها.: بالله عليج دربالج على نفسج
نزلت رهف غطاها وانحنت تشيل الكرتون : القاج في البيت لا انطرج ولا تنطريني مثل ماقالت شيخه
منيره بهمس: بدور تكفين اتركي جنونج واللي يستر عليج
رهف تبعد بخطواتها : ان شاءالله ان شاءالله ... اشوفج على خير...
التفتت منيره لهدى واسيل : بقوم اوزع العصير نستغل الوقت...ماباقي شي ..
فزت هدى .. وانا بعد صاجه ماباقي وقت
اسيل : اقوم معاكم
هدى : لا خليج انتي هنيه مانقدر نشيل كل الكراتين ... نروح ونرجع لج ....
هزت اسيل راسها : الله معاكم
الوقت يداهم الكل.... والثواني كالانفاس اللي تطلع وما ترجع....
الكل يتحرك على قدم وساق...
كل همها توزع اللي بيدها... وينتشر السم بجبودهم وما يبقى منهم الصاحي ....
ينتشر باجسامهم مثل ما انشروا سمومهم فينا
وتتفرق باحشاءهم مثل ما فرقونا...
واحد واثنين وخمسه وعشره... الكل ياخذ وياكل ويشرب محتفل وفرحان...
وضحكهم خناجر تطعن بقلبها.... يذكرها بارضها اللي ما نستها... بصرخات
اهلها.. بابوها..او خالها....وولد عمتها ..بابوحمود ... بالرصاص والضجيج
اللي اخترق سكونهم ودمر قلوبهم وهتك استارهم "
اشهقت بصمت توقفت خطواتها وتراجعت خطوه...
انتصب واقف قدامها..بطوله الفارع وملامحه اللي ما ميزتها من توترها وارتباكها
انتزعت برعشه عصير من الكرتون وقدمته له...
ورجعت طلعت كيكه لعله تغريه ويبتعد...
مدت ايدها...
واشهقت لما قبض على ايدها وسحبها له...
صرخت ولف ذراعه باحكام على فمها...
طاح الكرتون ... وتناثر العصير والكيك.....
وتسارعت انفاسها مع دموعها....
كانت مسافه قصيره لورا الشاحنات والسيارات والاشجار الذابله اللي تحيط بالساحه....
توقف.........ووقفت خطواتها معاه
لف جسمها بقـوه صوبه..............
والتقت عيونها من ورا غطاها بظلام عيونه المحمية بنظارته........
اشهقت... ونظراتها تتهرب منه تطالع حولها لعل منقذ يجيها...
مسكها من كتوفها بقوه...ونفضها واطلق عليها كلمات ...رغم همسه فيها الا ان
قوة نبرته اخافتها ماركزت بكلماته ولا حروفه..رغم اصراره انها تسمع له
ما شغلها الا لبسه العسكري واختطافه لها لهالمكان كله يوحي بشي...وشي
جايد...ارتفعت شهقاتها...واصرخت لما
امتدت ايده بعنف وشال غطاها.......
وبانت دموعها .....المغرقه وجهها...
انتفضت بقوه
تاملها....التهمها بنظراته......وزادت شهقاتها.....
شال النظاره........وبانت عيونه المحمره
وتوسعت عيونها ونظراتها غصب عنها تعانق نظراته.... صدمه..... خوف........فرحه ......الم......
صمت....................
وصمت
وصمت
وطــــــــآآآآآآآآآآآآآآآ آآخ
كف طبعه نواف على خدها ....................
اشهقت من قوته وتحرك وجهها على صوب.... نزل حجابها..... وعانقت خدها خصلات شعرها ...
لف وجهها بقوه صوبه واحكم قبضته على فكها
وصدرها يرتفع وينزل من خوفها منه... من الالم اللي غزا جسمها...
ارتعشت رجولها ...تبي تتهاوى ..حس بضعفها....
لا مستحيل تفلت من ايده بعد مره
مستحيل
زاد ارتجافها... ورعشتها...
همست بتهدج : نواف
اطلق وجهها من كفه ...وتعلقت نظراتها الضعيفه فيه.....
همست : نواف
انتفض قلبه.... وتناسى حرته....وانتقامه وتاديبه...
لانت ملامحه وارتخت نظراته واعصار المشاعر يعلن خروجه باي لحظه رفع حجابها
ومسح دموعها باصابعه اللي ابعثت القوه فيها......
وهمس بكلمات تطمنها وتهديها.....
وقبل لا تفتح فمها.....
التهمها بقوة ذراعه اللي لفها حولها ...حتى صارت قطعه منه..................
الشرقيه
احتضنها بقوه.... وفرغت بدورها شحنات الالم والحزن بصدره.... ماكان اقوى منها ...
ولا احسن حال... لكن اصطنعها بهاللحظه...وان خانته دموع بلت شعر لحيته القصيره
اللي انتثرت بذقنه باهمال....
همس لها بكلمات وهو احوج مايكون لها : اصبري ياعمه اصبري وتصبري مابعد الصبر الا الفرج
شهقت عمته الممدده ع السرير الابيض واللي اكل منها الهم والغم مأكله .... :
وشلون يابوك وشلون اصبر ومن وين يجي الصبر من وين يجي الصبر يا ياسر
رمش بعيونه يمنع دموعه المتمرده لا تنزل ... وارخى ملامحه بابتسامه اصطنعها على
وجهه الذابل ومسح دموعها بدينه : افا يالغاليه .. الصبر من الله فديتج...
محنا اول ناس ننصاب بهالمصايب ولا اخرهم... فوضي امرج لله وادعيه مايقدر على رفع الضر غيره
رفعت ادينها تدعي ... وتمتمت بكلمات من بين شهقاتها : يالله يارب يارحيم ارفع
عنا يالله ضاقت علينا وعندك الفرج يالله ياجامع الناس ليوم لاريب فيه اجمعنا
بديرتنا وبعيالنا واهلنا واحبابنا
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: إني لا أحمل همّ الإجابة ولكن همّ الدعاء،
فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه - ذكره في اقتضاء الصراط المستقيم (2/706)
>.لما تدعي دعاء من قلبك خالص لربك قاطع كل امل بغيره..فتاكد ان الاجابه واقعه
صمتت ام فيصل لحظات تدعي بقلبها .. بعدها تداركت الوضع ورجعت نظراتها تتفحص ياسر ،
هزيل مسمر .. عيون محمره ومنتفخه وغايره وذقن مهمل ...
وبجامه واسعه ضايع فيها جسده النحيل مو على قياسه ..
اشهقت وايدها تتمرر برهبه على ملامح ولد اخوها : ياسر... انت وين كنت؟ ...
من وين جاي... شلون وصلت !!.. ياسر ... وين نواف..
مسك ايدها وباسها بعمق لعل الطمأنينه تسري من انفاسه لقلبها وتهدي ارتجافها ورعشتها
: شوي شوي علي يالغاليه......
بادرت بسؤاله : شلون وصلت ..؟
رد عليها شاد بقبضته على ايدها الحره من انبوب التغذيه : الله قدر ولطف.... الله قدر نجتمع بدون موعد ...
هزت راسها مو مستوعبه: بس انت........
كمل يوضح لها بهمس : انا كنت من فتره طالع من الديره للسعودية....فتره طويله بس ماعطيتكم خبر....
هزت راسها بسرحان...
وتامل ياسر بوجع ملامح وجهها الحزين ...
الحين بس.... ادركت غيبته الطويله وتهرب نواف وماجد عن الكلام عنه .. الحين
استوعبت دموع احلام الصامته وشهقاتها كل ماجابوا طاري ياسر.....الحين فهمت كل
هالغموض حوله وحول غيابه اتضحت الصوره لام فيصل واستوعبت ذاك ... الحزن اللي
اسر ولدها وبنتها عليه طول ذيك الفتره...
همست بتهدج : ليش ضعفان يمه...( مررت اصابعها المرتجفه على ملامحه الذابله )
ماتاكل زين ....ليش مهمل روحك يا نظر عيني ....( وسالت دمعه دافيه على خدها ......
( مرات تصير لنا امور صعبه لكنها حقيقة رحمه... لانها تشغلنا عن مصائب اكبر )
يقول الله سبحانه وتعالى
(فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
سورة آل عمران (153)

قد يحدث للإنسان مصيبة أو غمّ ثم يأتي بعده غمّ آخر فينسيه السابق ، وقد تكون من نعم الله ، ./ من كلام بن القيم
رفع ايده لايدها اللي استقرت على خده الايسر...نزلها وباسها بحنان الولد لامه
: الا يالغاليه آكل ..لا تشيلين همي ... المهم انج تقوين عمرج وتقومين بالسلامه...
ردت بعبره : شفت هيفاء...واحلام.....وانخرطت بالبجي
" هوى قلبه من سمع اسمها .هو اصلا مانساها لاجل يذكرها... شاغله بعدها عنه وعن اهلها ...
انفجع لما سمع بالخبر...ابد ماراح يرضى بهالشي ولاراح يتحمل ... كلها ساعات
ويكون عندها ويطمن عليها وعلى اختها ...هو المسؤول عنهم وهم صاروا بذمته "
همس بعد سرحان اسرقه لعالمها: بخير بخير يالغاليه... قال لي حمود عنهم ..وبعد شوي طالع لهم باذن الله
فزت شادة على ايده : اروح معاكم ....
ياسر بلعثمه: لا لــ
ام فيصل : سالتك بالله ماتردني يا ياسر...
كلمها بلين يشرح لها الموضوع : يالغاليه... انا طالع الحين والوقت متاخر ويادوب
نوصل مادري كم يطول الوقت والا الطريق شلون صاير....خليني اوصل واطمن
عليهم ... ولج علي اول ما اوصل اني اتصل اطمنج ...
همست من بين شهقاتها : بس بشوفها
ياسر يبتسم : تشوفينها ان شاءالله ..وتشوفينهم يالغاليه ... بس الحين انتي
تعبانه وما تقدرين على الطريق ... ارتاحي اليوم وباجر باذن الله تلقيني عندج
واذا احلام وهيفاء مو معاي .. اخذج لهم انتي وعبير
سكتت ام فيصل تقلب الكلمات وتحاول تقنع نفسها بشي مو راضيه فيه تبي تروح
وتشوف بناتها ...تبي تشوف هيفاء وتطمن عليها ... وتشوف احلام مدري اشصار عليها.......
قاطعها صوت ياسر: والا مو واثقه فيني؟
بلعت ريقها ومسحت دموعها: الا ... الا يا ياسر.... بس توعد تطمني...
هز راسه وبنبره واثقه : اوعدج....يالغاليه... بس ها ما اوصيج على عمرج مابي اطيح بلسان نواف واحلام
ابتسمت على طاريهم... ومامنعت الابتسامه دمعه سالت على خدها.... واخرى برقت بعينه....
صرخ فيه حمود : انت مجنون ... بالغصب وافقنا تقوم من سريرك لغرفة عمتك والحين تبي تطلع للرياض..
عقد ياسر جبينه بالم يحاول يقعد على الكرسي متجنب السرير : شوف ياحمود انا
طالع طالع ان ماكان في سيارتك اللهم كثر سيارات الاجره...
توسعت عيون حمود بصدمه: ياسر انت صاحي!!
ياسر يمسد جبينه: اظنك سمعت الدكتور عقلي مابه شي...
حمود بغضب: صرت اشك...!!
ياسر بضيق : حمود واللي يرحم والـ.........
طرقات ع الباب ... بعدها دخل طارق بيده جيس الادويه وبعض الاوراق والتحاليل
والاشعات وراه عامل شايل الدشداشه على طولها مغلفه بجيس شفاف ..
قدمه لياسر بابتسامه: هذا علاجك
واخذ من العامل الدشداشه بعد ما اعطاه اجره والتفت لياسر اللي فز قايم بانشراح : وهذا طلبك يا شيخ
بادله ياسر الابتسامه واخذها منه : لاهنت يا بوي
حمود يقاطع حديثهم : انتم من صجكم ؟؟.... وانت ياطارق تعينه على ضره؟
حرك طارق اكتافه وادينه بدليل لاحول ولاقوة ...
بدل ياسر ملابسه مو آبه للحديث والعتاب بين حمود وطارق وبعد ما خلص وجه
نظراته لحمود: توصلني والا اشوف لي احد
قرب منه حمود يحاول يقنعه بالحسنى : انت من صجك يا ياسر..
ياسر يسكر ازرة ثوبه : اخلص توصلني والا ...
قاطعه حمود : قول لا اله الا الله يا خوي....
ياسر بنفاذ صبر: حمود..
حمود : قول لا اله الا الله.....ورددها مرتين
تنهد ياسر وردد: لا اله الا الله
حمود يبدا اقتراحه بهدوء : انا رايح الحين واوصل الصبح باذن الله واول ما اوصل
راح اشوف بنات بوفيصل قبل اهلي اذا تبي.. ولك مني اول ما القاهم اطمنكم
عليهم ...واذا تبي تكلمهم بعد
ظل ياسر صامت.....وتباشر حمود وطارق بالخير...
همس حمود براحه : واش قلت يا ياسر؟
ياسر رافع حاجبه المجروح آخره من الحادث: خلصت؟
طالعه حمود بنظرات تعجب وحيره...
كمل ياسر : توصلني والا اشوف غيرك...
تنهد حمود وهز راسه .....راسه يابس وعنيد...اكيد والا ما وصل هنيه اصلا ...
نسخه من نواف ولد عمته... خلاص فقد الامل باقناعه راكب راسه الا يروح ولو
يقعد يحاول معاه اكثر يضيه الوقت ولا ياخذ منه حق ولا باطل لا حول ولا قوة الا بالله ...
همس حمود بمحاوله اخيره : ما تثق فيني ...يا ياسر؟ تراهم بنات عمي مثل ماهم بنات عمتك
رد ياسربحنق كابت الالم اللي يسكن ضلوعه: بنت عمتي وزجتي...زوجتي ياحمود ولو كنت
مكاني ماظنك ترضى باقل من هذا... والا مالي حق يا بوصقر؟
عض حمود على شفاته... ذكره بشي يمكن غفل عنه... احلام فعلا زوجته... الحين فهم
كل هالخوف والمحاتاة اللي يعيشها ياسر.... الحين بس يفهم شعوره...ويتفهم
مشاعره ...و يقدر ثقل المسؤوليه اللي على اكتافه لانه ببساطه يعيش نفس الوضع....
رد حمود باختصار متوجه للكرسي يجلس عليه : اخلص
ارتخت ملامح ياسر وكان متوقع منه الرفض... لكنه ايا كان ماراح يتنازل عن قراره....
طارق باستدراك: تدرون وليد لقى ابوه واهله
ياسر بفرحه : احلف
طارق : أي والله سبحان الله كانوا مع الاهالي الطالعين من خط نويصيب..
حمود بقلق: عسى ماصابهم شي
طارق : لا الحمدلله .. يقول انهم بخير اصابات خفيفه... بس اخوه افترق عنهم في مستشفى الرياض...

طرقات على الباب ودخل وليد ... ماقدر الا يطمن على ياسر قبل لا
يطلع...وابتسم لما شافه جالس على الكرسي... بدشداشه رماديه وشماغ على كتفه ...
وليد: ماشاء الله عيني عليك بارده حسبتك المعرس مو المريض...
ضحك الكل .... والتقت نظرات ياسر بحمود اللي رد : اذبحه ان فكر يتزوج على بنت العم
توسعت ابتسامة ياسر والتفت لوليد مستدرك : قرة عينك يالوليد
الوليد بابتسامه : بشوفة نبيك واحبابك يا ياسر...
حمود : وشلون الاهل عسى ماجاهم شر
وليد يلتفت صوبه: الشر مايجيك.... الحمدلله كلهم بخير اصابات خفيفه ... بقى
اخوي ثامر يقولون بمستشفى الرياض بطمن عليه...
ياسر : خلك عند اهلك... واحنا طالعين للرياض انا وحمود وان شاءالله نطمنك عليه...
رفع حمود حاجبه ونظراته الساخره على ياسر وكانه يقوله " علم نفسك اول تحاتي
حال الناس وما تهمك صحتك"
عبير بحيره : ما سألج عنه ؟
همست تجفف دموعها المتساقطه : قلت له مع امي ومها بمستشفى الرياض...(اشهقت وانفجرت بالبجي)

ماقدرت اقوله .. ماقدرت ...ياعبير ما قدرت...
لوت عبير عليها تهديها : خيره يا امل خيره ... خليه يسمع من امج احسن ... يمكن
وقتها تخف عليه الصدمه ويتحكم بشعوره لما يحس بضعفها وضعف ألمها ..
تمتمت امل بكلمات من بين شهقاتها : الله يربط على قلبونا ويصبرنا ويطمنا على المها وهيفاء..
عبير : امين امين يالله امين....
صمت مشبع بالدموع الصامته... قبل ما تقطعه عبير وتلتفت لامل بسؤال
: مو قلتي بتروحين مع حمود للرياض؟
هزت امل راسها ..وردت تمسح دموعها : كنت... بس حمود قالي ابقى معاكم وباجر باذن الله يرجع ياخذنا كلنا
هزت عبير راسها متفهمه...
وبعد صمت يسير تكلمت عبير بفرحه: والله فرحت بشوفة ياسر... احسه عن نواف ورهف
وجدتي وام فهد ومريم وزمزم ومنال وانوار و....
ضحكت امل وهي تمسح دموعها ما خليتي احد
ضحكت عبير وردت بطفوليه : أي والله احس لما شفته شفتهم كلهم....(واشرت على صدرها ) واحس بعزوه...
امل باستغراب: واخوي حمود؟
عبير: والنعم والله بولد العم ... بس ياسر زيادة على انه ولد خالي زوج اختي بعد
فهمتي يعني قريب اكثر ... وتنهدت الحمدلله
يارب لك الحمد ... اشكثر احلام محتاجته الحين ....يارب لك الحمد
الرياض...
احضنت عمتها بجسدها الضعيف ... كل منهم محتاجه لقوة .. وكل منهم مزقها الالم والحزن وانهك قواها الفراق....
ام حمود من بين دموعها : شلونج ياساره...شلون حمود وريم وصقر...وشلونج يا
بنتي .... عسى ما فيج شر ..وهـ ياقلبي والله ماني مصدقه ...
ردت سارة ارتمت بحضنها تشاهق وتبجي ماهي مصدقه عيونها... تحس انها تحلم..
تتخيل... مو مصدقه ان عمتها قدامها... والتقت فيها بدون تخطيط ولا بحث ولا
تفكير... يالله كم انت رحيم ولطيف بعبادك....
لما بلغ فيهم الضعف مبلغه... وسدت الابواب ...وضاقت فيهم الدنيا....يعلمهم
ربي ان رحمته ما تضيق..واوسع من هالكون كله... وقادر على كل شي...ماخاب من
رجاه وتوكل عليه...
سالتها ام حمود عن صقر وريم وقلبها يعتصر خوفا من فاجعه ثالثه ورابعه وعاشره
وطمنتها سعاد بانهم في بيتهم وعند اهلها وماعليهم شر...وسالتها عن حمود للمره الخامسه او السادسه
وردت ساره من بين شهقاتها : انه انضم للجيش ويجيهم على حسب اجازاته...
تطمن قلب ام حمود وهمست بالحمد لله ...
قربت منها سعاد الماي ....ورشفت منه ام حمود... وكان اول شي يدخل جوفها من الحادثه
تبادلوا احاديث قصيره تغمرها مشاعر الشوق والحنن والشجن...
بعد وقت...
رجعت ام حمود لغرفة بنتها واصرت سعاد ترافقها...
رجع الصمت لغرفة ساره... وتمددت بصعوبه على السرير.....
تتمنى عندها الصحه والقوه لاجل توقف مع عمتها ماتدري كم تحتاج لاجل تستعيد عافيتها ويستقر وضع الجنين بداخلها
اسحبت نفس عميق.... وصورة عيالها ريما وصقر وزوجها حمود واهله بوحمود ام حمود
ومها وامل وكل صديقاتها واهلها واحبابها ... ديرتها وشوارعها ومناظرها تطوف
قدامها كانه شريط يمشي ببطء ويثير فيها الشوق والحنين اللي عمره ما طفى ....
حوالي السرير الممدده عليه " مها "... وهي بعالم ثاني غير عالمهم... تخرم جسدها
بالابر والانابيب وجهاز تخطيط القلب مركون على جانبها اليمين ... يشق الصمت
والهمسات بطنينه...
سعاد تهدي ام حمود: مابها شر ان شاءالله ياخاله.. وهذا ثامر ماقصر كلم الدكتور
وطمنا عليها... وانا بكلم اخواني يجون يكلمونه حتى يطمن قلبك ..بس هدي نفسك يالغاليه
مسحت دموعها من تحت البرقع وتمتمت شاكره: ماتقصرين يابنتي... والله ماقصرتي يا سعاد
سعاد : حق وواجب يا خاله... ان ماوقفت معك ومع خواتي اجل وش له اوقف؟
ام حمود بامتنان: الله يبارك فيكم من اخوان وجيران ... ونعم الجيره والله
وقفت سعاد بابتسامه وانحنت باست راس ام حمود : بقوم اطمن على ساره.. تراها تحاتي وكل شوي الا تقوم اعرفها ماتهتم بنفسها ذي البنت...شوي وارجع لك يالغاليه....
ام حمود بقلب الام : خليج معاها يا سعاد... ساره ضعيفه وتحتاجج يمها....
هزت سعاد راسها وردت وهي تنزل غطاها: ان شاء الله يا خاله لا تشيلين همها
ام حمود توقفها : سعاد؟
توقفت والتفتت لها: لبيه
ام حمود بتردد : ابي اشوف صقر وريما مشتاقة لشوفتهم...
ابتسمت سعاد: ابشري الصباح اكلم اهلي يجيبونهم ....
ام حمود براحه : الله يبارك فيج يابنتي
لما تكون باشد حالات الضعف والالم والخوف والانكسار...
تتمنى لحظتها وجود غالي... ترمى براسك على صدره يضمك حتى يطرد برد ضلوعك ويمتص شحنات القلق والخوف
تلقى باحزانك وهمومك والامك على صدره...ويكفكف دموعك حتى تنحسر وتجف ... ويهمس
لك بحروف صادقه عذبه.. تدخل قلبك بحراره وتتعمق فيه بلذه وتستقر فيه براحه
حتى تنتزع منه برد الجفا والم الشقا..
كل هالمشاعر والاحاسيس المؤلمه تعيشها هاللحظه ...لكن اللي تتمناه بعيد.....شلون يوصل؟
دمعه حاره تشق طريقها على خدها الناعم لتترك اثرها فيه كسابقاتها... والبرد
يهز عظامها الضعيفه مالها من يدفيها...اصعب شعور واقسى الالم انك تعاني
وبصمت ... وحده وخوف وضياع...
شغلت نفسها بترتيب الفراش على ما توصل هيفاء من غرفة الاشعه....
ماتبي تفضى وتقعد تفكر... كرهت التفكير كله...وقفت عقلها عن هالخدمه مؤقتا.......
قبل شوي تطمنت على فرح... مازالت تحت الاجهزه لكن حالتها مستقره....وتطمنت
على عمتها ومها..والتقت بساره.....الحمدلله لابد من وجود رحمات بين المصايب والابتلاءات ..
فتحت عيونها بوسعهم للي واقف عند باب الغرفه بدشداشته الرماديه وشماغه
الابيض تجمدت نظراتها وتاهت في معالمه...انعقد لسانها من الصدمه... وشدت قبضتها
على اللحاف اللي بين ادينها وانتصبت بوقفتها.. معقوله اللي تشوفه؟...معقوله
والا حلم؟؟....لا حلم حلم مثل الاحلام اللي كانت تشوفها دايم... لا لا مو
حلم...انا صاحيه ما احلم...لا يالخبله حلم شوفيه هذا شبح طيفه مو هو...
نظراته معلقه فيها... تتفحصها... تلتهمها.... شكلها منهك تعبان
مهدود ...عيونها منتفخه من البجي ... وخشمها محمر ... وجسمها ضعفان ويرتعش
من الخوف....يالله شلون تغيرت
للحين مو مصدقه..اللي تشوفه...
مستحيل.... مستحيل ... قلبها استنفر وضرب بقوه حسته بيشق صدرها ويطلع من
قوة ضرباته ... ارمشت بعيونها تصدق الصوره الي تشوفها... مازال واقف
يتاملها بدون لا يغير نظراته ...... ارمشت مرات ومرات حتى تحررت دمعه صدقت
الصورة اللي قدامها......
همس بصوته اللي انتشلها من الغياب ورجعها للواقع: ما اشتقتي لي.؟؟
تغيرت تعبيرات وجهها واختلطت ضحكتها بشهقاتها.... وطلعت حروفها بعفويه بلعثمه
مخربطه ما رتبتها : ي ا سر .ا ن ت لا . يا سر ..
ابتسم ابتسامه واسعه... كانت كإبرة الحيــاة لروحها...
اشهقت بقوه وكانها رجعت من عالم الصدمه : ياسر
فتح ادينه وهمس : عيونه...
رمت اللحاف ع الارض واسرعت له تسبقها اشواقها وحنينها...... ارتمت طالبه
الامان...... وضمها بكل شوق وحنان....
اشهقت مره واثنين وثلاث...
وضمها اكثر معتذر عن طول الغياب وعن المها ووحدتها وغربتها وكل شي اصابها.....
زادت شهقاتها وهمس يهديها : اششش .... بس خلاص ياروحي خلاص
تمتمت بعتاب: ليش خليتني ... ليش يا ياسر انت وعدتني ترجع وعدتني يا ياسر
همس بنبره هاديه وحنونه: وهذا انا عند وعدي يا روحي
شهقت : راح تتركني
ضربها بخفه على راسها: لا يالخبله ماراح اخليج
ابعدت عنه وضحكت بخجل ...وفتحت حلقها تتكلم
لكن اصبعه سبقها على شفاهها: اششش ... انسي كل شي الحين.... لا تفكرين باي شي دام اني معاج....
حست ببروده تطفي سخونتها..
صوته يغزو مسامعها يهمس باسمها اكثر من مره...
ينتزعها من الغياب وينتشلها بحنان من اللامكان اللي هي فيه
فتحت عيونها بثقل ليصدق الصوت الصوره
حركت شفايفها باسمه بدون صوت: نواف...
سحب ذراعه من تحت راسها وسحبها بحذرمن كتوفها ليسندها على صدره ، صب من الماي
اللي اعطاه خالد على اطراف اصابعه ورشه على وجهها كذا مره
حركت راسها بتضجر... وادرك انها وعت...
همس بقلق: رهف انتي بخير..
ما ردت فضلت الصمت....
همس وهو يدس بعض قطرات الماي بحلقها: شوي بس رهف الحين تجي السياره واطلعج من هنيه....
سكرت عيونها ما استوعبت كلماته

رفع راسه لما لمح سيارته تقرب منهم...رحمة ان خالد كان يتبعه وقدر يستنجد
فيه...لف العباة على جسمها باحكام... ونزل طبقه من غطاها وما ان قربت
السياره اكثر... حتى وقف وحملها كطفله بين ادينه ...
نزل خالد وتنحى مبتعد الخطوات ..لكنه تكلم بصوت مسموع لنواف
خالد: لا تشيل هم .. خل بالك من اهلك
رد نواف باعتراض: دقايق وراجع ...خلوا كل شي على وضعه..
مافي وقت للجدال رد خالد باستسلام : اللي تشوفه
قاد سيارته بجنون حتى وقف بقوه قدام ذاك الدكان الصغير ....
نزل بخطوات سريعه تارك الباب مفتوح خلفه ..
وماهي الا لحظات رجع بخطوات اسرع .. ركب السياره وتمتم بكلمات ينعت فيها غباءه انه ترك الباب مفتوح
بداخلها شعور غريب... شي يدفعها للضحك... وشي للخوف والرهبه من
تصرفاته.... تحسه مزيج شخصيات طفل صغير ...اب حنون... وحش مجنون وخطير.....تعترف رغم انها عجزت تفهم هالانسان لكنه يعجبها
وصلها صوته اللي يتخلله نبرة جافه تدل على الغضب
: رهف...
اعتدلت بجلستها ... وبدون لا تلتفت له : نعم
حست بثقل الجيس بحجرها وتبعه صوته الآمر : اشربي يالله
شالت الجيس من حضنها وحطته يمها : مابي
رد بحنق: بلا دلع !!
ردت بتنرفز: مابي نواف اتركني بحالي مااابي
قالتها وهي تتوقع بعد هالكلمات يجي اجلها ويجيب راسها او تنضرب او ينفجر فيها باسلوب من اساليبه....
ماتدري ليش تعشق عناده رغم خوفها الرهيب منه...يمكن تبي تثبت لنفسها القوة؟
شدت اعصابها وارخت سمعها وضيقت عيونها تنتظر العقاب منه.....
لكن ماصار هالشي...
" مرات الصمت يكون اقوى عقاب نفسي "
التفتت له بطرف عينها من تحت الغطا... لتصدم بقوة نظراته اللي تلتهمها بغضب....
ارتجفت من قوتهم وصدت بسرعه للناحية الثانيه...
وانفاسها تتسارع ...
فتح العصير وقربه منها : اشربي
اصرت على عنادها : قلت مابي مو غصب
همس مشدد على كلماته: للحين ما وصلت الغصب... الا( سكت وغير نبرته للتهديد) اذا تبين تجربينه
حست بيده تمسك ايدها.. التفتت بفزع صوبه... حط العصير بيدها وشد قبضته على قبضتها عليه...
قال: اشربي ... خلينا نتفاهم...كلامنا يطول ومابيج تطيحين بنص الكلام...
تدري انه يسخر منها... ويقصد طيحتها قبل لحظات... وصراخها من الالم...
واستفراغها لـ لا شي لانها اصلا ما كلت شي ... اجتمعت عليها الالام والصدمه والخوف.....
وصلها صوته: ارفعي الغطاء ... محد قريب...
نزلت راسها لـ قبضته المحتضنه ايدها... وفهم قصدها.. حرر ايدها من قبضته.... ورفعت غطاها....
انتظرها تشرب ... ولما طولت ما شربت هز راسه ومسك ايدها الماسكه العصير ورفعها لحلقها ..: اشربي بس...
ارشفت قليل مجبره....وابعدته عنها بلوعه...
همس بخوف مخفيه: من شنو العوار!!
احمر وجهها بمجرد انها تتخيل تقوله السبب اووووف....
كرر سؤاله
وضاعت كل الاجابات والاعذار قدامها....
نواف بقلق: رهف فيج شي... من شنو العوار وين تحسين فيه
يالله تمنت الارض تبلعها... اكيد بيكشفها اذا وضحت شي مو دكتور؟
ردت بسرعه تتهرب :برد يمكن برد...
سألها يطمن: بشنو تحسين
حركت رهف ايدها بتوتر : ولا شي... ورجعت حطتها على بطنها بتوتر اكبر يعني مغص وخلاص الحين ماحس بشي...
نواف بشك: اكيد
هزت راسها بالايجاب...: أي اكيد
رفع العصير لـ حلقها بصمت...وارشفت منه رشفتين
" طالع الساعه اللي ما غابت عن نظراته وتنهد بتعب "
اعتدل بجلسته وحرك السياره : بوديج لبيت قريب... عندي شغل ضروري....بعده ارجع اخذج
صرخت بصدمه: وين؟!!
رد بثقه: معاي...( والتفت لها رافع حاجبه ) والا عندج مانع؟
بلعت ريقها ... وشدة قبضتها على العصير اللي بيدها حتى انسكبت قطرات على عباتها
كمل بغيض : الزوجه السنعه ما تتحرك لمكان قبل ما تقول لزوجها والا انتي مفاهيمج غير يا رهف؟...(خطف لها نظره )
ماتدري ليش تحس بالهواء انعدم... وريقها جف حتى صار خشب....
بلعت ريقها وعيا يسلك بلعومها سحبت نفس بصعوبه وصوته مهيمن ع الجو
نواف : ليش ما تتعلمين من منال وانوار؟ .....
ردت باندفاع : ماسويت شي غلط؟
رد بغضب : كل شي سويتيه غلط يا رهف..... كل شي
التفتت له بغضب...لكن ملامحه الجاده طيرت كل الكلمات اللي كانت بتفجرهم بوجهه : مـ آآ لـ آآ
رفع حاجبه والقى نظرة ساخره كاشفه لها لضعفها وخوفها منه ...
اجمعت كلماتها بقوه : انا ادافع عن وطن مثلك انت وياسر وفهد وماجد والا عشاني بنت
رد : عشانج متزوجه...وامرج بيد زوجج
هزت راسها : ماراح تمنعني
رد بهدوء يحرقها : منو قال....؟!!
ردت بخبث: ما اظنك أناني؟؟؟؟
" صابته بمقتل.... عارف انه مايجيب اجله الا هي "
رد مسيطر على انفعالاته: لنا كلام ثاني وقريب ان شاءاالله... ولا تضنين اني
بفوت لج اللي صار......(ورفع سبابته يهدد)
ولا تفكرين مجرد تفكير انج تعيدين اللي سويته وربي يا رهف وربي مايحصلج طيب...فاهمه
تنهدت وتكتفت بضيق
وصدحت صرختــه :فاهمـــــه؟!!
التفتت له بدون شعور ... لوت شفايفها تحبس كلماتها بقوه ...
وحتى لا تفضح عيونها ضعفها نزلت غطاها وفضلت الصمت...
وقفت السياره عند البيت المقصود ماتدري بيت منو والا منو اهله ومنو فيه؟؟
لاحظت حركه غريبه ايقضتها من تساؤلاتها التفتت له وشافته ينزع قميصه
اشهقت : نواف
رد : لا تطالعين اذا مو عاجبج
صح كان لابس فانيله تحت بس مجرد الحركه وليش وشحقه شوشت الصوره عندها واثارت رعبها
لفت صوب اليمين وقلبها يدق بقوه وانفاسها تتسارع تحس مكانها غلط ونواف مجنون ....
ظلت متجمده ما حركت عيونها.لين سمعت صوت فتحت الباب ... مع صوته نازل
نواف : لا تتحركين خليني اتاكد
نزل وراقبته من الجام كان لابس دشداشه .. بدون شماغ... انتقلت نظراتها
للكرسي ما شافت الا القميص ... يعني لبس الدشداشه فوق البنطلون ...!!
طرق الباب ... ثواني لتطلع له حرمه كبيره في السن... كلمها لدقايق قبل لايرجع للسياره...
رجع بخطوات ثقيله ركب وسكر الباب بدون لا يتكلم...
توقعت رهف انها ماراح تنزل وانه غير رايه او في شي تغير بالخطه.... لكنه سرعان ما خيب ظنها
نواف : بتنزلين عند ام احمد.... تطمني ولا تخافين ... ماراح اطول...
هزت راسها بالايجاب وبدون استيعاب ...
اعطاها الجيس اللي فيه اغراض البقاله : اخذيه معاج يمكن تحتاجينه...
انا وصيت ام احمد عليج وبتحط لج الحين الغداء
امسكت منه الجيس وهزت راسها بصمت وكانها تبي تتهرب منه
اكشفي
توسعت عيونها مو مستوعبه طلبه ورفعت راسها بصدمه وصمت
هز راسه بملل من صمتها....ومد ايدينه ليرفع غطاها...
طالعته باستغراب .. وتاملها وملايين من الكلمات تتضارب بداخله...
ما يعرف باي شي يبدا... وباي شي ينتهي....
يخاف يغلظ اسلوبه... وتكون هذي اللحظات صورة الخاتمه له!!
ويخاف يلين وترجع لجنونها وهو يدرك ان خوفها منه من اسباب عقلانها
تنهد وهو يحرك ابهامه على خدها اللي انضرب....
عقدت حواجبها واسأله غريبه تدور براسها... فيه شي.. تحس في عنده كلام
مثل ما عندها... بس هي مو قويه مثله... تدري غلطت لكن ماعندها الشجاعه
تعترف...تدري انها تحب وجوده وبنفس الوقت تهابه وانه شي كبير بحياتها وانها تحس
بشعور واحساس غريب معاه بس تقاوم هالشعور وتتجاهله...
: آآســـــف
اصدمتها كلمته والجمتها....... آآآآخر ما تتوقع منه اعتذار....
توسعت عيونها بصدمه...
كمل ونظراته تتجنبها: ادري اني غبي.... ومجنون..... ومتهور...
(ورفع نظراته لها) لكنج مو احسن مني......
رمشت بعيونها تقاوم اغماءات تغزوها من شعور غبي تحس فيه
مسك فكها يثبت وجهها صوبه وضيق عيونه: لا تعانديني يارهف.....
اكره ما علي اني اطلع من طوري واتصرف بشي ما احبه وما ابيه......
" بلعت ريقها "
كمل : ومحد يقدر يطلعني منه ......... الا ...
التفت للعجوز الواقفه عند الباب ...ورجع نظراته لرهف عنده كلام مطول
واسأله اطول لكن الوقت ما يسعفه ابد
همس....: لنا كلام طويل...... بس بوقته...(حرر وجهها من قبضته ) انزلي الحين
هزت راسها بدون اعتراض تبي الهروب منه نزلت غطاها...
وهمت تنزل
شــد على ايدها كانه خايف يفقدها ... : ماتبين تقولين شي...!!
صمتت ثواني ترسم ملامحه بصمت قبل لا تهز راسها بالنفي.....
حرك راسه سامح لها بالنزول... واول ما فتحت الباب نازله...
مــد ايده
ومسك ايدها وسحبها بقوه: رهـــــــــآآف....


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-14, 12:24 PM   #29

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجزء السابع والعشرون
" غصـة انتظــآر "
نواف بهمس : لنا كلام طويل...... بس بوقته...(حرر وجهها من قبضته )
انزلي الحين
هزت راسها بدون اعتراض تبي الهروب منه نزلت غطاها...
وهمت تنزل
شد على ايدها كانه خايف يفقدها ... : ماتبين تقولين شي...!!
صمتت ثواني ترسم ملامحه بصمت قبل لا تهز راسها بالنفي.....
حرك راسه سامح لها بالنزول... واول ما فتحت الباب نازله...
مــد ايده ومسك ايدها وسحبها بقوه: رهـــــــــآآف....
دارات بدوامه عنيفه.... وصفرت اذونها بصوت مزعج جدا جدا حكمت
الضغط على عيونها من شدة الانزعاج
وهي تحس بانها تهبط بسرعه عاليه من الدور الخمسين الى سابع ارض حتى اظلمت الدنيا
وصلها صوته الخايف وكلماته لكن من دوامه بعيده.....
نزل بسرعة ......وشالها ضمها لصدره والخوف تعسكر بقلبه..... دخل البيت
بخطوات سريعة مضطربه بعد ما فسحت له أم احمد المكان
أرشدته لقفنه في الصالة... مددها عليها...وأنفاسه تتسارع بخوف وقلق...
ما يدري لحد الحين شنو فيها..
وليش طاحت وشنو أصابها
رفع غطاها ومسح على وجهها بايده لعله يمتص منها الالم اللي تحس فيه
ولسانه يردد آيات لعلها تطمن قلبه وقلبها
افكار تقتحم عقله تزيد من خوفه ووساوسه...
ادرك بهالوقت قدر ضعف المراه ولو اصطنعت القوه...ياه شلون هي ضعيفه
ومهما يكون تحتاج من يسندها ويداريها
غزت عقله صورة خواته .. امه ...جدته...فكر لو وحده فيهم طاحت
مثلها...واحتاجت من ينتشلها ويوقف يمها ...منو راح يكون؟!!....
زادت دقات قلبه ...واندفع الدم الحار بعروقه
ورحمه من الله قاطع افكاره الهدامه صوت ام احمد من ورا العباة والغطا...
ومعاها غرشة العطر...
اخذ العطر بسرعه
رش على كفه اليمين كذا رشه وقربها من انف رهف بعد ان رفع راسها بذراعه اليسار ...
ثواني وتحركت ملامح رهف بانزعاج.... وابعدت راسها للصوب الثاني
تركها لين هدت ... ولف وجهها بلطف صوبه وشممها مره ثانيه وقتها فزت بصيحه ...
: آآآآآآآآآآهـ
قربها منه وضم راسها لصدره يهديها : اشششش...
" ياه اشكثر يعشق هالمجنونه "
ام احمد : نواف خلها عنك انا وندى نطلعها للسرير..
رد نواف وذراعين رهف النحيله متعلقه برقبته بدون شعور
: الله لايهينكم يام احمد.. اذا تسوين لي درب... انا بطلعها...
دايم يعجبها هالشاب بقوته وتحمله المسؤوليه وخدمته للكل ... ما يختلف عن ولدها
احمد اللي انقطعت اخباره من ثلاث شهور...وراح يكون لنواف وربعه بعد الله الفضل
في رجعته ...قريب ان شاءالله...لانه احد الاسرى المحكوم عليهم بالاعدام في ساحة
مشرف اليوم...
همست له بعد ما وسعت له طريق : يالله يمه الدرب قدامك
شكرها ورفع رهف المتعلقه فيه سلفا...صعدت ام احمد قدامه وصعد يتبعها وكل شوي
يطلع نواف صوت حمحمه ينبه انه موجود لا تطلع وحده من البنات وهي ما تدري
مددها ع السرير .. ومعه في الغرفه ام احمد وبنتها ندى .. اللي احرصوا على
العباة واللبس الشرعي...
ندى : شنو تحتاج دكتور
كانت ندى تراقب نواف من ورا غطاها...وفيها تساؤلات غريبه...
: فحص نواف للبنت كان بخوف محب عاشق خوف اكبر من خوف دكتور على مجرد مريضه
اول مره تلاحظ هالخوف على وجهه ...ومبين ان حالة البنت مو خطره دام مافيها
جروح او اصابه
وقدام انينها الضعيف همس نواف لندى : عطيني مخدر ..
ندى : خلاص دكتور لا تشيل هم توكل على الله وانا اعطيها ..
رد متجاهل مساعدتها : حضري لي كيس مغذي مع الابره .. وعجلي الله لا يهينج...
اول مره تصيبه هالحاله... اكيد تقربله ... اكيد تعني له كثير...لولا وثوقها
بنواف لتوقعت توقعات شينه...
البنت صغيره...اكيد اخته.. أي مره صادف مقابلتها لاخته نست اسمها كانت جاية
المستشفى مع امها واخوه فيصل بزيها المدرسي... بس ماتذكر ملامحها عدل...
بس وين امها ...ويـ
قاطعها صوته الغاضب : ندى ــآآ
ارتعشت بخوف: اسفه دكتور تفضل...
اخذ العده منها ... ومسح على ايد رهف بلطف... وسمى قبل ما يغرس الابره بكفها النحيفه...
نزت وحس نزتها بقلبه ... كمل غرسها.. الى ان تم ..
لصق عليها الشريط....
تاملها بصمت ورفع ايدها لفمه وقبلها بهدوء..
وافضى ابرة المخدر في داخل الكيس...بعد ان علقه على الشمعه ..
ورجع تطمن على انها غفت..مسح على شعرها...
وطبع قبله على جبينها المتعرق...
لحظات قبل ما يغادر الغرفه مع ام احمد ...
: في شي ناقص
: سلامتك يمه ...دربالكم على ارواحكم...
همس وهو عند الباب : امانه عندج يا ام احمد
هزت راسها: ابشر ولا تخاف...بنتي واكثر
همس براحه: الله يقر عينج بشوفة احمد قريب
فاضت عيونها بدموع حاره: امين..الله يسمع منك يانواف اللهم امين...
مشى بخطواته ...وتوقف يطالع لورا... وكانه حاس انه تارك جزء كبير منه خلفه...
تنهد بقوه... وكمل لخارج البيت...
فتحت عيونها ...بتثاقل...
نادت باسماء... مختلفه من بينهم اسمه...
اتجهت صوبها بخطواتها المتثاقله: الحمدلله على سلامتج يمه
طالعت رهف العجوز باستغراب ...ودققت في ملامحها ... وفي ملامح الغرفه اللي تؤويها
.وفي الابراة المغروزه في كفها المتصله في انبوب رفيع ينتهي بكيس مملوء بسائل شفاف
معلق على شمعه معدنيه بقرب سريرها
فزت واعتدلت بجلستها رمشت بتتابع تستوعب المكان والسبب اللي جابها هنيه
قربت العجوز منها صحن شوربه يتصاعد منه الدخان
: حمدلله على سلامتج يا رهف..
توسعت عيونها : وتعرف اسمي بعد؟
: انا ام احمد....واشارت للبنت اللي دخلت للتو( وهذي بنتي ندى ممرضه في مستشفى ***) ....
اكيد كلمج عنا نواف..( وابتسمت بحنان )
همست رهف وكان الاسم حبل النجاة لها: نواف وينه؟
ابتسمت ام احمد مدركه خوفها : جاي ان شاءالله جاي...قولي يارب
سلمت عليها ندى وهي تتفحص الانبوب بيدها والمغذي ...
ندى بابتسامه : الحين تمام... الحمدلله على سلامتج...
رهف : الله يسلمج...
ندى : يالله اشربي شوربة الوالده تراها ما تتعوض (وغمزت بعينها )
ام احمد قايمه: ندى خليج يمها وانا بلف على البنات اطمن عليهم
هزت ندى راسها... لكن ثواني واسرعت لامها ...
همست لها بكلمات وهي مرافقتها للباب : يمه قلتي لنواف عندنا نقص في الادويه و....
قاطعتها ام احمد: ماكان مناسب يمه.... خليه يوصل على خير وان شاء نقوله
همست ندى بسرحان: ان شاءالله...
والتفتت للصوت الضعيف اللي قاطع سرحانها بهمس : منو جابني ؟ شلون وصلت هنيه؟
ابتسمت ندى لها: دكتور نواف... كنتِ تعبانه حيل...وهو قلقان عليج ( وابتسمت )
وقربت منها تطمنها ...: كان عندج هبوط في الضغط..بسبب سوء تغذيه والام حاده
في البطن واغمي عليج...
بلعت رهف ريقها...
تسربت لذاكرتها الذكرى... وانزاحت حجب الدخان...
تذكرت كل شي... الحين...لكن الصورة مقطوعه باخر مشهد لهم في السياره..
رفعت راسها بهمس: وين نواف؟
ندى : طلع بمشوار ويرجع ان شاءالله... لا تخافين انتي بايدي امينه...
هزت رهف راسها...واتبعتها ندى سؤال : دايم تحسين بالالم وقتها ؟؟
توسعت عيون رهف واحمر وجهها خجل ...
: شلون عرفتي؟؟؟
ندى: هههههههه ... انا ممرضه.. يعني شبه دكتوره ...
ما كان خجلها من ندى...كثر ما كان منه ... تصوروا يعرف؟؟؟..
ندى : يالله اشربي الشوربه تراهي مفيده وحلوه ... بتعوضج املاح فقدتيها...
شكرتها رهف... وبداخلها فضول تعرف عن هالعالم الصغير في هذا البيت... ندى ممرضه
وامها قبل شوي قالت انه في بنات وراح تطمن عليهم...وندى تقول نقص
ادويه....يعني اقرب مايكون انه مسـ
قاطعها كلام ندى
: تصدقين اهنيج على اخو مثل نواف
طلعت عيون رهف بصدمه وبداخلها تقول " نعم اخو؟؟؟ "
كملت ندى : انت اصغر وحده مو؟؟؟ باين عليج اموره فديتج ..وباين من خوفه ...
والا نواف ماتطوف عليه مثل حالتج وما يعرفها
( ابتسمت رهف للابتسامه اللي اطلقتها لها ندى .....)
رهف : تعرفين نواف
ندى بثقه : اكيد...
رهف : من متى
احمر وجه ندى وهي تسترجع الذكرى .... كنت ادرس ميداني في نفس المستشفى اللي فيها نواف....
ولما نزل تعييني كان في مستشفى ثاني....والحمدلله القدر جمعنا ... صج ظروف مو حلوه...
لكن صار لنا هدف ووظيفه مشتركه

رددت رهف بقلبها اللي يغلي : ياسلام...!!
ندى بحماس: كلميني عن نفسج...وعن بيتكم ...اخذي راحتج ...اعتبرينا خوات واكثر...
رهف تتاملها : ماعندي شي مهم... لكن عندج اشياء اهم...
ندى باستغراب: مثل
رهف : عن هالمكان وشنو فيه ...و...
ندى : ماتعرفين ... ماقالج نواف
فتحت رهف حلقها تتكلم ... وردت اسكتت ثم اطلقت كلماتها : يعني مستشفى وجرحى و...
ابتسمت ندى براحه: أي هنيه شبه مستشفى...هالبيت يجمع دار العجزة اللي كانت تشرف عليه امي... ودار الايتام ... يساعدنا بالاشراف عليهم نواف واذا غاب اشرف بداله خالد وعندنا كم بنت منهم ممرضات وغيرهم احنا دربناهم على التمريض....ونساعد المرضى والجرحى خاصه المصابين بالعمليات ...
ابتسمت رهف من قلبها : الله يعطيكم العافيه البيت فيه كل هذول
ندى : الله يعافيج ...اعدادهم مو كثيره.. لكن يحتاجون عنايه.. مالهم مكان بعد
ما استحلت دورهم ومستشفياتهم ... وين يروحون
رهف : الله يعينهم... شلون جمعتوهم
ندى : شباب وبنات الديره ما قصروا... مازالت تجينا اعداد بين فتره وفترهشرايج تساعدينا
رهف بحماس: الله ياريت ..
ندى : شنو المانع؟
رهف بلعثمه: آآ ... بـ ..
ندى : اا على اهلج انا اكلم نواف
لوت رهف بوزها تكتم كلماتها اللي لو طلعت تكسر الدنيا ...وتهمس بداخلها بغضب " ورجعنا على نواف "
رهف بخبث : احسج حيل ماخذه عليه
حمر وجه ندى : منو؟؟؟
رهف تركز بعيونها : نواف
ندى بخجل الدنيا كله : آآآ زميل عمل ...
هزت رهف راسها : اها...( سكتت ثواني قبل ما تقول ) تراه متزوج
ضحكت ندى : حلوه
رهف بجديه : ماجذب... صج متزوج
توسعت عيون ندى بصدمه: مم متى؟؟؟؟
رهف بانتصار : من فتره....(وكملت بابتسامه ) فديته يحب زوجته ويموت فيها ....
بحسره والم همست ندى: يابختها... (ورفعت صوتها المتهدج : الله يهنيهم يارب
رهف ترمش بعيونها: امين
الوقت يمر ببطء شديد... هذا الفجر بيطلع... ونواف ما بين...يارب ما
يكون صار فيهم شي...ماتقدر تسكت اكثر... لازم تتحرك..لازم تتصرف
تحس بصوت الثواني خناجر تنغرس بصدرها...
سكرت المصحف...وقامت من سجادتها للدريشه... مابقى شي وتشرق الشمس....
قال انه ما راح يطول... وهذا خامس يوم وما منه خبــر...
خوف عميق غزا قلبها وهز ضلوعها..وارتجف له جسدها النحيل..
همست " يارب انك تحميه "
السعوديه
" بعد يوم من لقاهم "
طلعت ساره من غرفة حمود اللي درى بوفاة ابوه من ساعات ..وانهار من شدة
الخبر بشكل ما توقعوه ...
همست ام حمود : شلونه يمه
ساره وتقعد بصعوبه للثقل اللي في بطنها : الحمدلله يمه احسن.... يقول برتاح شوي قبل لا اطلع للمعسكر....
امل بضيق : ماتوقعت حمود ينهار بهالشكل
ساره بعبره كاتمتها : غالي علينا كلنا يا امل ... كان ابوه واخوه وصديقه...
مسحت ام حمود دموعها اللي انهمرت وقلبها اللي انعصر مازالت تعاني وان اخفت
ألمها: الله يرحمه ويغفر له...كسرنا غيابه ...
امل تخفف من حدة الجو : الله يرحمه يالغاليه ويجبر قلوبنا برجعة مهاوي ورجعة ديرتنا ...
الكل : اللهم امين
" بعد خمس ايام "
المستشفى......
هيفاء تراقب بصمت اختها احلام اللي تلف بالغرفة ترتبها وتجمع اغراضهم وسط
سرحانها من ساعه ...
هيفاء بحماس : حلومه متى اطلع ...
احلام انتبهت لصوت هيفاء : هلا ؟؟؟
هيفاء : متى اطلع ... زهقت مليت
احلام : ههههه (وبابتسامه ) صبرت ايام ومنتِ قادره على دقايق
هيفاء تمسك رقبتها: احس بضيقه بطلع من هالجو الكئيب بحس اني فعلا صاحيه ومافيني شي...
تقرب احلام منها وتمسح على شعرها : الله يقوج يارب... ياسر تحت يخلص الاوراق
والاجراءات بس ينتهي منها نطلع ان شاءالله ....
هيفاء : ومها؟؟؟
احلام بابتسامه: بتطلع ان شاءالله حالتها احسن من اول بكثير
هيفاء براحه : الحمدلله ...
احلام تشد على ايدها : الحمدلله يا هيفاء الحمدلله رحمته فينا كبيره
هزت هيفاء راسها وقلبها ينبض بالحمد والشكر لله رب العالمين
همست احلام بعد ما احكمت الغطا على هيفاء وقبلت جبينها " بطلع امر على امل
ومها وان شاءالله قبل ما ارجع يكون ياسر واصل وعنده الاوراق "
هزت هيفاء راسها وتمددت على السرير براحه... خاصه انها راح تفارقه بعد دقايق
او لحظات معدوده... وتلتقي اهلها....وتجتمع فيهم
فتحت احلام الباب ودارت نظراتها من تحت غطاها تدوره .... قلبها يحاتيه تدري
بمقدار الالم اللي يشيله بصدره ....
تدري بمعنى انك تكون محل اعتماد الكل وتصطنع القوة وتتحمل الالم لاجل غيرك يرتاح
ويتسند عليك ......
تدري بهالشعور وقساوته لانها جربته قبل لا تلتقي بياسر ويمتص عنها كل ذاك الالم والهم....
كل ماتذكرت انه كان اسير يكاد قلبها يوقف من الخوف... يالله لك الحمد ...تهمس
فيها كل ماشافته او سمعت صوته...
مشت بخطوات تايهه وهي
تحس بالعبرة والضيق كل ما تذكرت المحادثة اللي دارت بين امها وياسر قبل ايام
قدام اصراره لمعرفة احوال اهله وشلون انفصلوا وشنو صار....وحال واحد واحد منهم ......
كانت تتمنى ان امها خففت الوطأه على ياسر...اللي ما تحسه تعافى للحين ومحتاج
راحه نفسيه وجسميه....
تتذكر ملامحه وهو يستقبل الصواعق من حقيقة اللي صار.....خاصة عن رهف ...خبر
موتها.... وخبر حقيقة هويتها....طاحت دموعها خوف عليه....ومشاركة له بالالم
والحزن اللي يرفض يبينه لهم رغم وضوحه....
تلمست كرسي قريب من مقاعد النساء الفارغه بهالوقت ... ورمت بثقل جسمها عليه
ورجولها خانتها عن المسير....
رمشت بعيونها اكثر من مره.... وشلال الدموع يابي الا ان ينفجر...وصورة انكسار
ياسر المغلفه بالشموخ تابى تفارقها.....
وانينه اللي اخترق مسامعها امس بالليل يابى يفارقها....
غطت وجهها بكفينها من تحت الغطاء....وانفجرت ببكاء عنيف ...وانهمرت الدموع
تغسل الم كبتته من ذاك اليوم الاليم....
ياسر خلص الاوراق من فتره
لكنه بحاجة لخلوه.... يكون بروحه....يرتب اوراق حياته اللي اختبصت وتبعثرت....معقوله....اللي سمعه حلم او فلم او فعلا علم؟
طلع لخارج المستشفى....يحتاج لمكان ما يحده حدود ولا يوقف بينه وبين الافق حاجز....
محتاج يمشي باوسع مكان ..ويطالع ابعد مدى لعل صدرة يتوسع بوسعه
توقف ثواني عن الكلام يسترجع شريط الذكريات ... وكأن اقوال ام فيصل تحط
النقاط على الحروف وتوصل الشريط المقطوع من حياته....
همس ياسر بصدمه : رهف بنت مساعد.... يعني مو اختي ..
هزت ام فيصل راسها بالايجاب
دارت نظراته بالفراغ مو مستوعب : بس ...بس شلون كنت ...ليش انا
ردت ام فيصل فاهمه قصده وخوفه : امك ارضعتها يابوي ...لا تخاف ... انت محرم لها غير عيال بوصالح الله يرحمه...
ياسر ويحس انه مو قادر يستوعب الكلمات : امي ...؟؟؟؟؟؟
ام فيصل : أي ياولدي.... وسردت تفاصيل قصة اليمه
".مساعد اعطاها لبوياسر خوف عليها....كان وقتها امك فقدت مولودها اللي
انتظرته سنين....ولقت في رهف العوض "
كان المولود تعبان واضطرت تبقى معاه فترة طويله في المستشفى وبهالفتره كان ابوك
يجيب لامك رهف ترضعها بالسر ويرجعها لابوها اللي ما اطلع حد على خبرها...الا بوياسر وام ياسر...
ومرت الايام.. وحالة المولود في تدهور حتى مهد لهم الدكتور احتمال خبر وفاته القريب
وفعلا ربي ماكتب للمولود عمر... وجا في بال بوياسر رهف خاصة ان مشكلة ابوها
مساعد ما انحلت بل تعقدت بعد وفاة امها ....
وقتها كلم بوياسر امك عنها اللي لقت فيها العوض وقدمتها للناس على انها بنتها وامك الوحيده اللي كانت تشارك ابوك السر الى وقت وفاتها
" ياسر رغم صغر سنه بذاك الوقت الا ان ملازمته الشبه دائمه لمساعد مكنته من معرفة اخباره كان يعرف بزواج مساعد...ويعرف بالتهمه اللي ألقيت عليه بخطف بدريه وانفصاله الاجباري عنها بسبب تهديد خالها وزوج امها لها ....
يتذكر كلام مساعد لابوه .. وشلون يشكي له.... يتذكر لما انسجن مساعد للمرة
الثانية بتهمة قتل خالته ام بدريه وزوجها...والصحيح انه خالته استنجدت فيه
من زوجها السكران ... ولما وصل وسمع صرخاتها كسر الباب وحاول ينقذها وتشابك
مع زوجها ودفعه بقوة ليطيح على الارض لافظ انفاسه .....يتذكر اليوم اللي صدر
حكم الادانه لمساعد ... وشلون انقلبت حياتهم واسودت الدنيا بعيونهم...وبعد
محاكم ومرافعات وسجن سنه.... صدر حكم البراءة بحق مساعد كانت الفرحه مو سايعه
الكل.....يتذكر يوم راحوا يطلعونه من السجن
بوياسر وبوصالح وفهد ونواف وياسر يتوسطهم مساعد وصدى ضحكاتهم تحوم
فوقهم .....لكن فجاه هدت الاصوات وتبعثرت الضحكات ...وساد الصمت .....
واظلمت الدنيا ومساعد يتفلت من ادينهم ويطيح من بينهم غارق في دمه...باثر
طلق ناري من مجهول .....احظنه بوياسر وهو يصيح...واول مره يشوف ابوه
يصيح .... انتشروا الشرطه والناس في البحث عن القاتل...ولحظات ولفظ مساعد
انفاسه بعد كلمات همس فيها باذن بوياسر لحظات مؤلمه للكل الا لمساعد اللي ضاق
طعم الراحة اخيرا.........كل التهم اشارت ان القاتل الخال....لكن الحكم عليه
كان السجن مدى الحياة "
كل هذا محفور بذاكرته وما نساه.....يعيشه كل لحظه كانه صار اليوم مو
امس ....لكن ابد ما تصور ان رهف ممكن تكون بنت مساعد ...ولو انه مو بعيد ...."
همس لعمته معترض: استغفر الله ... يالله رحمتك ......بس كل شي صار غلط
ياعمه...شلون مافكرتوا بالنسب وانتسابها لغير ابوها في الشرع ......وحتى اسمها ...
ام فيصل : نواف بيصلح كل شي كلم جدتك بهالموضوع... بس..(سكتت)
ياسر بحيره: بس؟!!
احلام بعبره: يمه ( وهزت راسها برجاء انها ما تقول )
ياسر : شنو فيه ؟؟ .....
ولما ساد الصمت التفت لاحلام اللي سالت دموعها على خدها وادرك انه شي اكبر من
اللي سمعه ......سيطرت عليه الوساوس والافكار همس بضيق يقطع انفاسه : شنو فيه
>> صمت...<<
وتحت صرخة انفعال منه : احلاااااام.........
تكلمت ام فيصل ... بتفاصيل اخر يوم جمعهم برهف... وصوتها يتهدج ويتكسر
مــــــآآآتت
صوت هرن سياره...
ارجعه للواقع .... وسحبه من اعماق الذكرى الاليمه ...
انتبه ياسر للمكان اللي وصل له....ورفع ايده يطالع الوقت....
عقد جبينه منصدم مرت ساعه من طلع
اطلق زفره
تنهد ومسح عيونه اللي جمعت اكبر قدر من الدموع...يحس بقلبه ينعصر ... يحس بالم مكبوت يرفض انه
يطلع الا مع صيحه يطلقها من اعماق قلبه تهز العالم كله ....
صيحه تحمل اسمها ( رهف ) لعل صوته يوصلها
يتمنى انه ضمها قبل لا يفارقها او سمع اخر كلماتها او اعطاها المجال انه تتكلم
باللي فيها ....مشتاق لها..
مشتاق لدلوعته اشتاق لعنادها .... مو مصدق اللي سمعه ... مو مصدق انه ماراح
يشوفها ولا يلتقي فيها
ما يقدر يصدق ان رهف راحت وماراح ترجع .... راحت منهم بطرفة عين ......
.
...(وعاد ادراجه مرتدي رداء القوة اللي اخلعه من لحظات) ...

( زمزم )
مازالت تحت وقع الخبر اللي وصله لها بدر من صديقه حمود في المعسكر .....
ترددت خطواتها مابين الكبت (دولاب ) وبين الباب ... تفتح باب من الكبت وتسكر
ثاني وتدور بالغرفه بهستيريا وشعور غريب
واحساس اغرب يلازمها تحس بانها فوق الارض.... طير في السماء ..سحابه
تحلق ....ذرة هواء .....تحس انها تعيش حلم مو واقع....
أي تحلم ..ومو مصدقة اللي يصير..معقوله...معقوله ان......
فتح بدر الباب وانصدم من منظرها ...: زمزم..!!
التفتت له وهي تفرك باصابعها من التوتر ........
بدر يتاملها بقلق : ليش ما لبستِ !!
رمشت زمزم بعيونها بتوتر......وراقبته وهو يسكر الباب ويقرب منها
زمزم : بدر انت متاكد ان ....
ابتسم وقتها وارتخت ملامحه الشاده ..
يعرف انها مرتبكه مو مصدقه وخايفه شعور طبيعي يسيطر عليك لما تسمع خبر
انتظرته مده وحلمت فيه ...
قربها منه وملامح هاديه مرتسمه على وجهه...
بعد خصله من شعرها ورا اذنها وهمس بحب : أي متاكد يالشيخه.....
( وقرص خشمها ) فاضحكت
وتوسعت ابتسامته لضحكتها اللي طالما انتظرها وحلم فيها ... ضحكه طالعه من
قلبها الفرحان
مسح على خدها وقال بهمس خايف لا يحطم فرحتها : بس مثل ما قلت لج يا عمري... بس
عمتج ام فيصل وبناتها وياسر...
قاطعته تهز راسها : ادري ادري...(وبعدت الخصلة اللي طاحت على وجهها ) : المهم انهم بخير...
ابتسم وطبع قبله على خدها: بخير ... بس عجلي خلينا نلحق عليهم اكيد ينطرونا من وقت
هزت راسها بأروع ابتسامه صادقه يشوفها تنور وجهها من تزوجها .....
صحيح زمزم ماراح تشوف من اهلها الا ياسر ....لكن لما تتمنى حصول شي ويطول انتظارك ....
حتى تفقد الامل فيه
وقتها لو حصلت على نص هالشي او ربعه راح يعني لك الكثير ويكون سبب في سعادتك وفرحتك
لقاءها مع عمتها وبناتها وياسر راح يكون العوض لها عن اهلها في
هالغربه ...يكفي انهم من ريحتهم واخر من اجتمع فيهم على ارض الوطن ....
( بيت بوسعود
جمع حمود وياسر واهلهم )

في هالساعه... في هالوقت ... في هاليوم ...كل شي غير
تحس من تدخل البيت فيه حيوية وبهجه...وان كانت مو كاملـــه...
ضجيج الاطفال مرتفع ...ريما وصقر وفرح ومشاري ولد بوسعود كلهم يلعبون في الحوش ..
وعبيروامل وهيفاء ومها واحلام وسعاد ودانه قاعدين على الفرشه اللي توسطت ذاك الحوش
و قدامهم الجاي والقهوة يراقبون الجهال ويسولفون ...
فزت احلام بعد ماهمست لها فرح بكلمات...
تاملت احلام فرح اللي تقرب صوبها اشكثر تحمد ربها ان حالتها تحسنت وان كانت
كوابيس الليل ما تفارقها لكنها احسن حال من قبل "
فتحت احلام ذراعها لفرح اللي ارتمت فيه وهمست فرح لها بكلمات فزت احلام بعدها قايمه "
ومشت بخطوات ثابته حتى وقفت عند الطوفه اللي تحجز الديوانيه عن الحوش
والغرف ... بعد مالفت شيلتها وغطت فيها وجهها .....
راقبته يلاعب ريما وهي تطلق ضحكاتها بين اديه..
ماتدري ليش طاحت دمعتها... تحس بان قوتها ضعفت كثير....يمكن هو السبب... ما
تتحمل انها تشوفه يعاني ولا تقدر تساعده والا تخفف عنه... شلون وهو كل ماشافها
يصطنع القوة...واذا خلى بنفسه شافت عيونه تعزف لحن الصمت...
همست مسيطرة على توازن صوتها : ياسر
التفت صوبها ونزل ريما اللي راحت تركض صوب الجهال ...
: عيونه
" ابتسمت غصب عنها... "
قرب منها وسند ايده ع الطوفه حاجزها في زاويتها
تاملها وهو مايشوف منها الا السواد وهمس: شلونج الحين
انعصر قلبها... يسالها والمفروض هي اللي تساله.... يالله كم تكابر يا ياسر....
همست بصعوبه: الحمدلله ....
عقد حواجبه وكانه كشفها من نبرة صوتها.... مد ايده وابعد اللفه عن وجهها.... وبان المستور
رفع حاجبه : ليش الدموع؟؟؟
هزت راسها وهي تقاوم دموع اكبر لا تتفجر
رفع حواجبه مستنكر
وردت تتدارك مطلقه ضحكات هاديه: فرحانه
مسح دموعها بيده: دوووم ان شاءالله..(سكت ورد ابتسم ). فرحيني معاج....
احلام ترمش بعيونها تحجز دموعها المتمرده : الخبر اللي قلته ..
توسعت عيونه والتفت حوله : قلتي لاحد؟
هزت راسها: لا ما قلت...مفاجاه مثل ما قلت لي...
ركز نظراته بعيونها يتاملها بصمت وتوسعت ابتسامته وقرص خشمها : شطوره ...
( وابتسمت له )
" الحوش "
ضحك واحاديث متفرعه واصوات عاليه ..وضحكات عفويه
حركة كثيره.....وابتسامات صادقه
فجاه كل شي يتوقف.....وتعلو الكل الدهشه
ويسود الصمت..وينتشر الهدوء....
تجمعوا الاطفال بزاويه
وفزوا البنات من مكانهم وحده ورا الثانيه...وعيونهم متعلقه باحلام اللي تمسح
دموعها وتصطحب معاها بنت ...
انكشفت هويتها .بعد ما قربت ورفعت غطاها....
" زمزااااااااااااااام "
بلا مقدمات ... كانت الدموع اول من استقبلها.... واول شعور يصدر من الكل .....
صرخات منهم باسمها.... وصرخات منها باساميهم....
وطلعت على اثرها ام فيصل وام حمود وساره ..وانطلق الكل يلمها ويحضنها ....
واجتمعت القلوب قبل الاجساد ودارت احاديث الشوق والحنين....وارتوت القلوب باحاديث الخلان ...
ما فارقوها البنات ....من حديث لاخر.... مره ضحك ومره جد ومره شجون ... وسط
تحذيرات من ياسر وام فيصل انهم ما يخبرونها بكل تفاصيل الحادث
ولا عن رهف الى ان يحين ذاك الوقت بعد لم الشمل في ارض الوطن ....
" غصة انتظـآر "
الوقت يمر ببطء شديد... هذا الفجر بيطلع... ونواف ما بين...يارب ما
يكون صار فيهم شي...ماتقدر تسكت اكثر... لازم تتحرك..لازم تتصرف
تحس بصوت الثواني خناجر تنغرس بصدرها...
سكرت المصحف...وقامت من سجادتها للدريشه... مابقى شي وتشرق الشمس....
قال انه ما راح يطول... وهذا خامس يوم وما منه خبــر...
خــوف عميـــق غــزا قلبهــا وهـز ضلوعهــا..وارتجــف لــه جسـدها النحيــل..
همســت بألم وضعف " يـآرب آنـك تحميــه "
تنهدت بصمت... واطلقت رجولها تطمن على المرضى من البنات مثل ما مرت الايام
الماضيه...تقضيها بالمساعده وتشغل عقلها عن التفكير...
فتحت الباب بهدوء ... كان الكل نايم.... تفحصتهم بنظرات عابره تتطمن
عليهم....وارتسمت عليها ابتسامه لما التقت عيونها بعيون ام احمد اللي قامت
للتو من سجادتها بعد دعاء طويل تضرعت فيه للباري عز وجل انه "يحفظ ولدها وديرتها واهل ديرتها .."
حركت رهف شفايفها بهمس لا تزعج المرضى : صباح الخير
توسعت ابتسامة ام احمد رغم الدموع الغاسله وجهها : صباح النور والقلب المسرور
"وهـ بس .. من وين يجي السرور لهالقلب المكلوم المشتعل يام احمد....من وين !! "
همست رهف مفرغه ألمها بقبضة الباب: محتاجه شي ؟
هزت ام احمد راسها وردت بهمس مماثل: سلامتج يمه..ارتاحي شوي نحتاجج بالشغل قبل الضحى
هزت راسها وارجعت بخطواتها لتغلق الباب بهدوء مثل مادخلت...
الضحى كالعادة...يبدا الروتين للتغيير للمرضى وتجهيز فطورهم ومواعيد العلاج
وغيرها من هالشغلات اللي يحتاجون فيها كل ايد عامله ممكن تساعد...
رغم انها خمس ايام والقلب فيها مو مرتاح والعقل مشغول بوساوس وافكار الا انها
تعلمت كثير من ام احمد وندى والمرضى وحتى الاطفال الايتام....حلو انك تقدم
وتساعد وتشرك نفسك بالعمل الجماعي ولو كان اللي تقدمه قليل... يكفي انك
تكون سبب في راحة انسان او رسم الابتسامه على وجهٍ حزين...
سارت بخطواتها .. تبي شي تشغل نفسها فيه...
دايم الهدوء والوحده تكون سبب في اثارة الشجون... وتقليب المواجع ... ومساحة
رطبه للافكار والوساوس...
ردت تفكر بصمت ....ليش مارجع؟
حتى ام احمد كل ما سالتها عن نواف وين راح وليش تاخر قالت الله اعلم...ومثلها ندى
يكونون يعرفون وما يقولون لي؟
" ياه وربي الانتظار احتضار وموت بالبطئ......."
حاولت كذا مره انها تطلع من البيت تروح للمركز لشيخه ودلال تسالهم يساعدونها
وهذا الحل الوحيد الي بيدها...
لكن كلمته ترن باذنها... " الزوجه السنعه ما تطلع مكان قبل ما تستأذن من زوجها ؟ "
وبعدين تنطر بعد؟ ... والا تروووح ؟؟؟؟؟
يووووه ما تقدر تصبر اكثر...ماتقدر تكتف ادينها وتنطر........تحس انها تعيش
داخل صندوق خشبي مظلم ويعصرها من جميع الجهات
تنهدت وهي تفتح باب غرفة الاطفال الايتـام
مازال الوقت مبجر لقعدتهم... كانوا غاطيين بالنوم...
تحسهم اقرب الناس لها وافهمهم لشعورها..
قضت معاهم وقت مع البنات المتطوعات ... يدرسونهم ويحفظونهم ايات ...ويقصون لهم القصص ويلاعبونهم...
مساكين انحرموا من الاهل ومن الامان والوطن لكن ربنا رحيم هيأ وسخر لهم طاقات
من عباده يتكفل فيهم ويحميهم
دارت عليهم تغطي هذا وتعدل نومة هذاك.... فيهم من البراءه ما يخطف الانسان غصبا لعالمهم...
رجعت صورته تتمثل قدامها .. انقبض قلبها وغمضت عيونها بقوه : يارب استر
اعرف انه مجنون واهبل ومتهور...يارب استر
" ليش هالشعور يجتاحها... ليش تحس بالهشي المزعج المؤلم.... غريبه يا رهف مو انتي
اللي ما تبينه وتبين تكونين حره... وخططت للهروب وعشت فتره بعالم غريب واسم
جديد ليش الحين ما تبين هالغربه؟ ليش تحسين بالخوف والوحده؟ ليش ليش الحين تبينه ؟
هزت راسها وكانها تتكلم مع شخص بداخلها : لا لا ...انا بس احاتيه ...لانه ولد عمتي...و..و..و خايفه لايكون صابه شي..و..
قاطعها الصوت اللي في داخلها بسؤال : واذا صابه شي؟
سكتت رهف ؟؟
ردد الصوت السؤال : واذا صابه شي يارهف ؟
واذا
واذا
واذا
وصلها صوت ندى المصدومه: رهف تبجين ؟
رفعت رهف راسها لندى اللي تتاملها بقلق...ماتدري كم مضى من الوقت وشلون
دخلت ندى ومتى وقفت قدامها او حتى شنو قالت لها من شوي ؟؟
ندى وادركت ان رهف ما سمعت سؤالها..مبين انها بعالم ثاني....كررت سؤالها وهي تجلس قبالها : ليش الدموع؟
استوعبت رهف السؤال ورفعت اصابعها بتردد تتلمس خدها... وكانها مو مصدقه
كلمات ندى او انها ما تبي تصدقها ... يكفي النزاع اللي تعيشه
بداخلها....مررت اصابعها على خدها الملتهب.........وتلمست البلل فيه ادركت
انها فعلا كانت تصيح ....طاحت دمعه وحبست بعدها دموع ......
ندى بخوف : رهف في شي؟
بلعت رهف ريقها وقاومت العبره بصعوبه وهي تنطق بالحروف : لا بس ...
ندى تستدرجها وعيونها بعيون رهف : بس؟
رهف تغمض عيونها: اش تقت لـ ...اشت قت لاهـ لــــــــــي
هلوس وتمتم بكلمات......
كانت استبشار لهم ..وامل بحجم السما....
مافهموا معنى كلماته...ولا معنى الحروف اللي تخرج منه مبعثره...
لكن يكفي انه حي........
تمتم ... وتمتم .... وتمتم ....
ومن بين هذا كله....
نادى باسمها...
همس فيه بدون وعي منه... وسط عمق الالم... ومن اعماق المجهول اللي يسكنه
: ر.آ.. هـ .. آ ... ف.........
القي بثقل جسمه اليمين على عكازته...
وانتصب شبه واقف
شبر الغرفه روحه ورجعه وتوتر وغضب عظيم يتفجر بداخله
مازال مشهد الحادثه في مخيلته ... الا يشوفه ينعاد قدامه وان كان مبتور
باخر صوره قبل اصابته..
صرخ بقهر : غبي غبي...
جاسم دخل للتو : عمر!!
التفت له فهد وعيونه تنتظر أي بادره بملامحه تبشر بخير او عكسه...
ولما طال صمت جاسم.....تكلم فهد يساله
فهد: بشر!!
تنهد جاسم وقرب منه يعاتب: المفروض انك تريح جسمـ ...
قاطعه بغضب: بستين داهيه انا...بمليون مصيبه مايهم .. المهم هم .. بشر يا جاسم
" لما تكون مسؤول ... وراع .... يكون الالم مضاعف "
اشر جاسم على سرير عمر الساكن طرف الغرفه وتوجه له قبله
قعد ورفع راسه لعمر اللي مازال مكانه....
جاسم بجديه: تعال اقعد ياعمر... السالفه طويله ..
" الصباح "
كان لقاء حار.... بين ام احمد وندى واحمد...
" رهـف "
من الطابق العلوي...كانت قاعده على احدى عتبات الدرج ...ضامه رجولها لصدرها ...
شاركتهم شهقاتهم وعبراتهم وفرحتهم من مكانها وبالخفاء.....
استمعت
لصوت احمد اللي تخنقه العبره يهدي على امه واخته ويطمنهم على احواله .....وام
احمد ككل ام .. تساله عن صحته ونفسه واكله وشربه ...بردان ؟؟ عطشان ؟؟
وجوعان ؟؟؟ يشكي من شي؟؟؟ آذوه ...ضربوه ....وووووو؟؟؟
واحمد يرد بصوت تعلوه نبرة الهدوء والحنان.....
كانت تتمنى انه يذكر شي عن نواف....
خبرتها ندى ان احمد كان اسير ...وان نواف ومجموعته انطلقوا بمهمه لاطلاق سراحه مع باقي الاسرى...
يعني رجعة احمد تبشر بخير....وان المهمه نجحت....وان نواف بخير بس...بس...ما رجع ؟!! ليـ .....
: نــواف و......
"جذبها اسمه... نطق فيه احمد اخيرا......"
ارعت سمعها له.....
لكن اصواتهم صارت بعده همس.... حاولت رهف تسمع تركز تلقط شي من كلماتهم....
عقدت حواجبها...نزلت راسها ... كتمت انفاسها ... لكن عم الهدوء ....

هدووء قاتل ...تسارعت انفاسها ... وانقبض قلبها...هزت راسها بجنون ..سكرت
اذونها بهيجان ماتبي تسمع خلاص خلاص ....

وشهقات ام احمد ودعواتها تهز كل عرق في قلبها هز.....
فزت قايمه متسنده على سور السلم.....
حاولت تكبت ... تصمد....تصبر.....تتحمل....
لكن كل هذا ...كون قنبله ..ما لبثت ان تفجرت
بصرخه الم ووجع هزت اركان البيت.......
صرخت بعنف وهي تدفع ندى عنها : ابعدي يا ندى ابعدي عني ... اتركيني اتركيني
تعلقت فيها ندى وشدة على كتوفها تثبتها وتهديها : رهف بالله عليج
اهدي ....الله يخليج اهدي خليني افهمج ...
طالعتها رهف بعيون مشتعله.... : يالله فهميني ؟؟
وركزت نظراتها بعيون ندى المحمره...: وينه.......!!
ندى : صمـــــــــــت
رهف ونظراتها تلتهم ندى : وين نواف يا ندى!!
ندى : صمــــــــت
سالت بعدها دمعه من ندى تعبر عن كل الوساوس والمخاوف اللي تعصف بقلب وعقل رهف من خمس ايام .....
واتبعتها دمعه ... ودمعه ....ودمعه....
وانفلتت من ندى شهقه....والقت بجسمها جالسه على السرير ... متهربه من رهف
ونظراتها عاجزه عن الرد ... عاجزه عن التوضيح او البوح.....
اتبعتها رهف بنظراتها....يعني صدقت احاسيسها مخاوفها وساوسها .....
قربت من الكرسي ...وارخت جسمها وجفنها..... لتسيل على خدها ...
دمعه.....حاره ..... يتيمه.....
تعلن بداية النهايه......
منزل في الرميثيه
جاسم : الحمدلله الاسرى كلهم سالمين...ومثل ما خططنا هم حاليا في بيت القرين....
عمر بتنهد : الحمد لله...( سكت ورفع نظراته لجاسم بتردد ) ونواف.. وخالد؟؟
جاسم بضيق : للحين يا عمر ما بان شي .... اللي عرفناه من حسن انهم لما قربوا
للمزرعه حذروهم الشباب انه في اشتباكات بينا وبين العدو .. وعطوهم
التوجيهات....وقتها غيروا وجهتهم راجعين مع سيارات الاسرى و شاحنة الاسلحه..
حبسهم نواف في مكان مؤقت لحد ما قدر يدبر لهم باص.. وركبوا فيه الاسرى حتى ما
يشك فيهم العدو.... واعطى نواف لحسن وخالد والشباب امر ينطلقون لمركزنا
الثاني في القرين بعد ما اعطاهم اللبس العسكري..
" عمر يستمع بإنصات ....وعلامات وجهه تتفاعل مع حديث جاسم بين الامل والخوف "
جاسم يكمل : انطلق حسن والشباب بالاسرى للقرين ورجع نواف ...ورجع معاه خالد متخفي لان نواف رفض مرافقته
وبهالوقت اللي دخلوا فيه او نفترض انهم وصلوا فيه المزرعه كنا احنا طلعنا منها
والظاهر انهم اشتبكوا مع القوات الباقيه هناك.....
او ماندري شنو اللي صار بالضبط...

مسح فهد وجهه بالم وحسره ...:آخ بس لو تاخرنا شوي..........
جاسم يقاطعه بنبره هاديه : عمر قدر الله ياخوي.... وتدري انا نطرنا الى ان
جانا خبر من الشباب ان نواف واللي معاه صار عندهم علم ودروا بالاشتباك
وغادروا للقرين مثل ما خططنا ...مادريناهم يرجعون
هز فهد راسه ومسح جبينه بتوتر : غبي ومتهور اعرفه... كان لازم اعرف انه ماراح يتركنا ...وراح يرجع...
جاسم بتفاؤل : ماجد ووائل يتحرون مكانهم وان شاءالله نعرفه قريب...
تنهد فهد بضيق : ان شاءالله ... وسأل عن رعيته المسؤول عنها: والاسرى منو يشرف عليهم ؟
جاسم : نادر وحسن انتقلوا للمركز عندهم ووزعنا الشباب بينا وبينهم .... تدري الاسرى فيهم جرحى ومرضى وما قصروا الشباب قاموا باللازم...
عمر : وشاحنة الاسلحه؟
جاسم :وزعنا الاسلحه بين سيارات واشخاص ومراكز...وان شاءالله تنجمع قريب
عمر : عندنا اسرى من العدو؟
جاسم : اكيد ..تآمرنا بشي صوبهم؟
عمر يهز راسه بجديه : اجمع لي منهم كل الاماكن اللي فيها اسرى كويتيين ووين ممكن ياخذونهم... واهم شي السجون القريبه من المزرعه
توسعت عيون جاسم وهو يسمع اوامر عمر.....ولما خلص همس بصدمه : عمر انت تظن انهم ..........
لمعت عيون فهد بحزن : ما اظن يا جاسم..... ليته ظن ليته ........( تنهد بالم ).... نواف ما يغيب هالغيبه يا جاسم...الا.اذا.....
حط جاسم كفه على كتف عمر يهديه : ابشر باللي تبي.... وان شاءالله ما عليهم الا العافيه....
عمر: لا توقفون البحث يا جاسم...ولا يشغلكم البحث عن مسؤولياتنا
هز جاسم راسه : ابشر... تآمر على شي؟
عمر هز راسه بالنفي ..عقب تذكر : ايه يا جاسم بغيت من الشباب اللي عنده خبره بالتكنولوجيا ...الالكترونيات والحاسب
جاسم مستغرب : خير؟
عمر : خير...خير باذن الله.......................................... ( وابتسم )
ابتسم جاسم لابتسامة عمر واستبشر خير يعرف عمر ويعرف معنى هالنظره عدل...
تمتم جاسم بفرحه : باذن الله ....
في ذاك المكان المغلق الضيق المظلم الكئيب ..هدوء مقيت اشبه بسكون المقابر... صمت
الا من صرير الابواب الحديديه بين فتره وفتره ......ومن همسات بالكاد تسمع اختلطت بشخير النايمين وانينهم

ضحك بهمس : وربي لو تشوف وجهك ما تعرفه
: أي مشكلة الغيره ... انا مزيون بكل احوالي
: مشكلة الثقه
: تعال ياهبل ليش انت هنيه
: لان الاهبل صديقي هنيه
: لا صج شلون جيت
: هههههه مو اقولك خبل... انا وانت شرفنا بنفس اليوم واللحظه
اعتدل نواف بصعوبه بجلسته : احلف
وسحب نفسه بصعوبه وساعده خالد يسند ظهره على الطوفه ...
نواف يعقد حواجبه : اتذكر كان فيه اشتباك في المزرعه...افترقنا ورجعت انا لها
عشان عمر والشباب ...هذا آخر ما اتذكره (سكت ثواني قبل ما تطلع صورة
الرجال الشايب والحرمه العجوز قدامه) .....( تمتم نواف ) .شفت الجندي يجلد
الشايب وزوجته تصيح... مارحمها ...والجنود الباقي مكتفين ولدهم ... ومسكرين
عيونه ( كان نواف يتكلم ونظراته سرحانه بالفراغ وكان المشهد ينعاد قدامه )
صرخات الام للحين تطعن في صدري ياخالد... والطلقات اللي اهدرت دم الولد للحين
تتفجر براسي وصرخة الشايب وهو يترجاهم ما قدر اوصف شلون كسرني منظرها قبل
ما يكسره ....... ما قدرت اتحمل ياخالد... كان ممكن انفذ بجلدي واطلع....بس
ما قدرت ..... تخيلتها امي... عمتي ... و....... " التفت لخالد "...بس ما شفتك ؟
خالد تنهد: أي المشكله انا اللي شفتك كنت اراقبك... وشفتهم لما خذوك السياره ..وسكروا عيونك....
نواف رفع حاجبه: ولحقتني
هز خالد راسه : اها
نواف : وامسكوك معاي
خالد : برافوا عليك ( ابتسم )
نواف بغيض : وربي انك اكبر اهبل شفته بحياتي
خالد : شكرا... غيرك كان قال اصدق صديق واعز اخ
نواف بغضب : وربي ودي ادوس في بطنك
خالد يبتسم بسخريه: اصلب نفسك واحتفظ بطاقتك للجلسه الجايه
نواف وتذكر الالم : جعل ربي يشلهم وينتقم منهم.... كسروا ضلوعي...
خالد بجديه : نواف ليش نصيبك اكبر من نصيبنا ؟....حتى الموجودين هنيه استنكروا هالشي محد صار له مثلك...معروف ان الشغل السنع بناكله بعد ما ينقلونا للمركز الكبير ....
سكت نواف يتذكر الوجه القبيح اللي شافه واللي مازادته السنين الا خبث وبشاعه ومكر....
همس : شفته....
خالد باستغراب : منو
نواف يضيق عيونه من الالم... ( والتفت لخالد ) جليل .. قاتل خالي مساعد... شفته لابس بدله عسكريه... ورتبة ضابط....
خالد بصدمه : عرفك؟؟؟؟
هز نواف راسه : ما عرفني... بس انا ماتحملت من شفته... واول ما تاكدت من اسمه .....
توسعت عيون خالد : لا تقول اشتبكت معاه؟
نواف ساخر : لا بست راسه ؟.... اكيد ما يبيلها دست في بطنه تفلت بوجهه المعفن... مادري بالضبط شنو اللي سلم منه ...بس وربي مابردت حرتي فيه للحين....
خالد بصدمه : نواف وربي انت مجنون... واشصار
توسعت ابتسامة نواف ثواني قبل ما يهمس بانتصار: هذا اللي اذكرهـ ....
خالد : ومن يومها وانت بغيبوبه !!
تحرك نواف يعدل جلسته وتأوهـ من الالم : تقدر تقول...
خالد والدم يغلي في دمه صرخ : نواف ...
نواف ينبهه : اششششششش
خالد يلتفت حوله الكل نايم .... ورد يهمس لنواف : تدري عقوبة فعلتك الغبيه ؟
نواف يعض شفاته من الالم : مايهم يا خالد... اش بقى نخاف عليه
خالد : اش بقى !! واهلك .. ديرتك ... احنا ... زوجتك يانواف
نواف وكان احد ضربه على راسه : زوجتي...اووف شلون نسيتها ...
خالد وقاهره تجاهل نواف لحياته : احلف... انت من جيت وتهلوس فيها ما ظل احد بالسجن الا وعرف اسمها
نواف عاقد حواجبه : بس لا يكثر....... وارجعت ملامح القلق والتوتر لوجهه وانغمس بالتفكير ......
خالد : اشفيك.؟؟.. تراها بخير انت المسجون يالشيخ
نواف يلتفت له : ما تعرفها... مجنونه هالبنت يا خالد .....نزل راسه ثواني مضيق عيونه من الالم ( ورجع....طالع فيه) ... كم صار لنا؟؟؟
خالد يتذكر : خمس ايام داخلين السادس
تنهد نواف وتمتم بهمس ماسمعه غيره : اشهد انها وصلت الرياض
خالد : نواف خلنا بالجد.... تكفى امسك نفسك
نواف : يصير خير بس انت لا تتعرف علي ولا تذكر لاي احد هنيه انك تعرفني ( وشدد على كلماته ) أي احد حتى لو كويتي...
خالد عاقد حواجبه : اش ناوي عليه ؟
نواف بابتسامه توجع : مو اكثر من اللي سويته هه ........وهمس بالم : حسبالك جليل يسكت؟
خالد وقلبه مقبوض : اش قصدك ؟؟
نواف تنهد وهو يطالع السقف المهتري : اكيد ناوي يتلذذ فيني .بس خله يعرف هويتي صح..
خالد بخوف عليه: نواف
نواف بهمس وعيونه ع البوابه : امانتك زوجتي....
" الجندي يفتح البوابه : نــــــــــــــــــــــــ ـــوآآف ..
خالد بخوف الدنيا كله مسك ايده : نواف
نواف يحاول يقوم وساعده خالد .واقف معاه. وسمع همسه له : بس عليك توصلها لماجد... وهو يتصرف ...
خالد يراقبه وهو يطلع بخطوات ثقيله من البوابه اللي دوى صريرها في المكان وتقفلت بعده ... راقبه يبعد لين اختفى
تكلم من بين ضروسه بغضب : غبي لو ناوي اطلع بدونك ما رميت نفسي بين اديهم...

ضمتها بقوه وطبطبت على ظهرها تهديها... صارلها فتره من جتهم على هالحال
فتحت هديل الباب والتقت نظراتها بنظرات منيره الحزينه وبدور بحضنها...
حركت هديل راسها بصمت تسال منيره بنظراتها ان جد شي مع بدور المنهاره ...
وهزت منيره راسها بأسى.. انه ما في شي جديد
انسحبت هديل بهدوء مثل ما دخلت ودموعها بعيونها
" انطروها بخوف وقلق خمس ايام....ما بين بحث ودعاء ووساوس واخيرا رجعت... لكن
رجعت مو مثل ما تمنوا .. رجعت منهاره...جسد بلا روح...بقايا جراح ماعرفوا سببها.. همهم يعرفون الي صار لها واللي هزها وبعثرها وقتل روحها المتفاءله ....يعرفون سبب هالالم يمكن بيدهم بعد الله يعالجزنه ".
بعد لحظات من تفريغ الشحنات والالم...
بعدتها منيره عن حضنها راسمه على وجهها ابتسامه : تدرين عاد يالخبله اني نذرت من اشوفج بخير( عددت بصابعها ) اصلي عشر ركعات واصوم اسبوع واختم القران واتصدق بخمسين دينار وجايتني بعد كل هذا تصيحين ما ينعرف منج حق ولا باطل...
اختلطت شهقات رهف بضحكتها على اسلوب منيره وحركاتها القاصده فيها تضحكها
ارتاحت منيره شوي...ومسكت ايد رهف البارده : تقولين لي شنو اللي صار؟
ارجعت دموعها تجمعت بعيونها وطاحت بلا استئذان
منيره بحنان : رهف.... بدور.....حبيبتي تكلمي يا قلبي....( وبهمس حذر .).احد آذاج.!!..في شي صارلج !! تكلمي يا حياتي انا اختج صديقتج دلول ... فضفضي لا تكتمين ... احد تعرض لج!!
هزت راسها بالنفي .. وهالشي مبدئيا كان مثل الماي البـــارد الثلج اللي انصب على قلب منيره وغسل حرارة مخاوفها وهمست براحه : الحمدلله ... الحمدلله
مسحت رهف دموعها بالكلينيكس اللي عطتها اياه منيره
منيره تستدرجها : شنو اللي صار وليش هالدموع !!
فتحت رهف فمها بصعوبه لتطلع الحروف المخنوقه فيه
وشجعتها منيره بنظرات الثقه اللي تطالعها فيها ....
: نـ ......نـ ـ ـ و آ فـ ...
انقبض قلب منيره وتوسعت عيونها ما تعرف نواف غير زوجها .. همست بقلق : شنو فيه !!
رهف تسحب نفس...وتسكت ثواني تسيطر على كلماتها اكثر : مفقــود...مختفي من خمس ايام والكل يدورهـ...
منيره بشبه راحه: بس؟؟ .. ياختي يمكن يكون منخش عنده مهمه ....في مكان او....
هزت رهف راسها بثقه ويقين: لا يا منور.... نواف فيه شي... ....وسرحت بكلماتها : قال انه راح يرجع وما رجع و....
طالعتها منيره تنطرها تكمل...
رهف : و.. مدري...احس.....( ايدها ع صدرها ) احس بشي صاده...احس فيه منور...اكره هالشعور...اكرهه....
اكره شي يتحكم فيني...اكره اني افقد السيطره على نفسي وقلبي اللي بداخل صدري..... منيره احس فيه...... شعور مؤلم يامنيره... شي مالي سيطره عليه يامنور.....

منيره تسمع لها ولبعثرة كلماتها.....رغم انها شبه الغاز الا ان منيره فاهمه الشي اللي تبي توصله لها رهف وان ما احسنت فيه التعبير.... هزت راسها بانصات مع كل كلمه قالتها رهف وكل شعور صرحت فيه......
سالتها منيره بنبره هاديه : زين رهف ... شلون اجتمعتي معاه وين شفتيه وشلون عرفتي ان فيه شي... انتي رجعتي بيتكم؟
طالعتها رهف بعيون ذابله وهزت راسها بالنفي .....
شدة منيره على ايدها : اقول خلي كل هذا الحين ... خلينا نقوم نصلي ركعتين وندعي وبعدها تقولين لي على كل شي صار
هزت رهف راسها....وقامت بمساعدة منيره تتوضأ وتصلي لعل قلبها يهدأ ويطمن ونفسها تستقر...شلون لا وبذكر الله تطمئن القلوب
انتظـآر ترقب... حذر...توتر....آمال...وامنيات تتوقف على كلمات تُرسل وتُبعث من الطرف الثاني لهم...ينتظرونها من ساعات...
قطع الصمت رنين الالــــه ...
وتوجهت انظارهم لها بشغف... ممزوج بالخوف والفرحه
سحب عمر الفاكس ... قراهـ بتدبر وهدوء ....ونظرات اللي حواليه تلتهمه بفضول وصمت ..
قراه عمر مره واثنين وتوسعت ابتسامته الممزوجه بالحذر والتفاؤل والقلق

ماجد : بشر ؟
عمر بابتسامه افتقدوها من ايام : ضاقت ثم وسعت
" الواحد بهالظروف وده يفرح... وده يستبشر وده شي من السرور يشارك كومة الاحزان اللي بصدره "
جاسم : تكلم يا عمر قول
طالع عمر بالشباب حوله...ماجد حسن نادر جاسم وائل...وعيونهم تنتظر بشغف ذاك الفرح اللي عنده
تنحنح عمر وتكلم : استعدوا ووزعوا نفسكم حسب الخطه " سي " والاغذيه في المخازن كلها تتوزع وباسرع وقت مع منشورات راح اطلعكم عليها باخر اليوم
ثواني يستوعبون الامر .... يعرفون عدل معنى هالخطه ومتى خططوا لاستخدامها
ماجد : خلاص يا عمر.... يعني خلاص انت متاكد
عمر بفرحه لمعت بعيونه : باذن الله يا ماجد....( سكت ثواني وهمس ) بس باقي...
جاسم فهم قصده : بداية الغيث قطره...كلها كم ساعه ويكون الخبر الاكيد عندنا يا عمر.....
ماجد وفهم : استبشر خير....
عمر : الله كريم... يالله شباب مهماتكم
فزوا قايمين واصواتهم اختلطت بالجد والفرح والبشرى والامل ... بخلاف الروح والصوره المنكسره اللي دخلوا فيها الغرفه من لحظات .... وبخلاف الياس اللي كان مسيطر عليهم قبل ساعات... سبحان الله الفرج بين طرفة عين وانتباهتها ..
" شيخــه ونظراتها تتفحص رغبة رهف الجاده "
: متاكده انتي قدها يا رهف ؟! المهمه تبي مخاطره ...ودقه ...و...
رهف بثقه وشغف : متاكده متاكده وربي متاكده تكفين يا شيخه
هزت راسها موافقه : خلاص من صوبي تم ..... بس تراني مضطره اعطي بياناتج الحقيقيه للمجموعه...
رهف بحماس : مايهم المهم محد يقوم فيها غيري
هزت شيخه راسها : خلاص .... انطري مني الخبر الاكيد ...وكوني مستعده
هزت رهف راسها ... وهمست متساءله : راح ابقى هنيــه...
شيخه : لا افضل ترجعين لآم احمد مثل ما قلت لج... خلي منيره ترافقج....تراهم تابعين لنا...ونقدر نوصلج بسرعه
رهف بقلق : بس
شيخه تبتسم لها : توكلي على الله يا رهف.... اشغلي نفسج بمساعدتهم يمكن ربي يكتب لج الفرج بفرحه ترسمينها على وجه يتيم او مريض
هزت رهف راسها وامسحت دمعه طاحت من عينها وابتسمت : ان شاءالله
توسعت عيونه وهو يقرا الاسم مر واثنين وثلاث: انت متاكد من الاسم؟
جاسم : اكيد هذا اللي وصلني....في شي؟
غمض عمر عيونه ثواني مايدري الم فرحه حزن قلق ... سكت ثواني قبل ما ينطق
حاول وقتها جاسم يستوعب استغراب عمر وصدمته والنظره اللي تغيرت بعيونه ....
جاه صوت عمر الآمر ...
: آبيهآ هنيـه.....
توسعت عيون جاسم صدمه.... ليتبع امر عمر....امر ثاني منه ....
........ آليـوووم قبل بـــــآجر.....
وشدد على حروف كلمته الاخيره : وبســــرعه


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-01-14, 12:37 PM   #30

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الجزء الثامن والعشرون
" أعاصيـــر "
مازالت شهقاتها تخترق مسامعها... حاولت تتقلب وتتجاهل....مرات الواحد يتصيد
هالفرص ليختلي بنفسه ويفضي اللي بقلبه.....
ما تبي تقاطع تفريغها لشحناتها .... لكن قلبها يالمها ما تتحمل تسمع اكثر وتسكت......
رفعت راسها وشافتها تهتز بخفه تحت فراشها.....
هزت راسها بالم وقربت منها
: مها..
اكتمت مها انفاسها وعبراتها متظاهره بالنوم... لكن قاطعها همس امل
: ادري انج قاعده وتصيحين..... اقعدي كلميني
مها بحشرجه : بنام
امل تحركها بيدها: قومي كلميني
تعدلت مها بقعدتها .... وعيونها كلها دموع .....
امل تتاملها بحنان : ليش هالدموع ؟ .....
مها بغصه: مافي شي
امل تمسح دموع اختها بشبه ابتسامه: علي!! تجذبين على يا مها؟
زادت شهقاتها .... واحضنتها امل بقوه .......صاحت مها...من كل قلبها وشاركتها
امل الدموع الصامته ....بدون ما تقاطعها......كانت مستمعه جيده لشهقات اختها
وانينها طبطبت على ظهرها بحنان ومسحت على شعرها برحمه الاخت والام
...الى ان هدت مها... واسكنت شهقاتها
بعدتها امل عنها وهمست لها بحنان وهي تمسح دموعها : مافي احد منا ما يخطي
يا مها... كلنا نخطي ...لكن العيب انا نستمر بالخطأ
ارجعت شهقات مها على الخفيف لكنها اهدى من الاول....
امل : انسي اللي فات... وابدي صفحه جديده... نبي مهاوي الحلوه المتفاءله
.اشتقنالها اشتقنا لمها الطيبه الحنونه .....انا متاكده انها مازالت موجوده .....
(اشرت لصدر مها) موجوده هنيه بداخلج تبي بس من يحركها عشان تطلع..
همست مها بصوت متحشرج : محد منكم فهمني.....كلكم تخليتوا عني.... محد حس بالجرح اللي سكني
امل تهز راسها وتجاريها بالحديث : كلنا فهمناج وحسينا فيج لكن لكل شي حدود يامها لكل شي بهالدنيا حد ما يصير نتجاوزه مهما سبب لنا الاستسلام من الـم وحزن.....
مها بحزن : يعني انا غلطانه لما دافعت عن حقي
امل : لو كان حقج...كلنا وقفنا معاج ...ودافعنا عنج .....
مها : بس نواف كان لي
امل تهز راسها بالايجاب : كان وقلتيها كان ( شدة على ايدها ) مها كل شي بهالدنيا قسمه ونصيب واللي يقسم الارزاق ربنا الكريم بحكمته وعلمه احنا اللي خلينا نواف قسمتج وانتي قسمته لكن ربنا له قسمه ثانيه لانه اعلم واحكم منا كلنا
مها ودموعها تنهمر : بس ...... هالشي مو بيدي
امل : ولا بيد احد يا مها لكن تقدرين تتغلبين عليه انت اقوى من هالضعف اللي لبستيه واطيب من هالشر اللي تلبسج...
اشهقت مره واثنين ومن بين شهقاتها اعلنت ضعفها : والله مو بيدي مو بيدي يا امل مو بيدي ياناس انا دافعت عن شي حسيته ملكي
حسيت اني احق الناس فيه....شي كبرت عليه ... وبنيت عليه احلام ...
امل : والحين !!
مها : مو قادره اتحكم بنفسي..... احس بغضب بالم بندم ..... مو قادره اتحمل كل هالاشياء اللي تعصف فيني.....من يوم الحادث
امل : شوفي يا مها ان كان نواف من نصيبج ماراح تفرقكم اكبر قوة بالارض وان
ماكان نصيبج ماراح تجمعكم اكبر قوة بالدنيا كلها
مسحت دموعها وهمست بضعف وقلة حيله : شسوي !!
امل بابتسامة ثقه : فوضي امرج لله واحسني الظن فيه هو وحده قادر ان يبرد قلبج ويمسح عليه ويعوضج خير عن كل ما فقدتي...
مها بالم : وهذا ( اشرت على قلبها ) منو يقنعه
امل : يقنعه ويصلحه اللي خلقه .... واللي يحول بينه وبينج .... بس لازم تبذلين مجهود ... وتتعبين شوي
مها بهمس : شلون !!
امل : اول شي تتوبين من كل شي سويتيه وتستغفرين ربج وتعزمين انج ماترجعين للي كنتي عليه يا مها.......وتنسين كل شي صار .... وتبدين حياة جديده ....
مها: تهقين الفعل سهل مثل الكلام
امل بابتسامة ثقه : باذن الله ...
مها : شلون انسى شي سكن بداخلي كل هالسنوات .....
امل : اشغلي نفسج... فكري بامور تنفعين فيها نفسج وغيرج.... صدقيني يا مها
لما تصدقين مع ربج بهالامور ربي راح يصدقج بالجزاء ..... وراح يعوضج
باحسن من اللي فقدتيه..... بشي ما تتصورينه ولا تحلمين فيه
مها وابتسامة خوف وفرح : صج؟؟
امل : الا صج ونص ومليون .... بس ثقي بالله .... ثم فيني يا مها.... ثقي باختج ....
مها: ورهف؟؟؟
تنهدت امل بحزن : الله يرحمها ...
مها بعبره : شلون تسامحني........
امل وحاسه بشعور مها ... الانسان الحي ممكن انك تتسامح منه وتعتذر منه وتطيب قلبه عليك لكن الميت شلون تلتقي فيه وشلون تحاكيه دون مواقف الحشر؟
همست امل : الله كريم..... الله كريم يا مها ....ادعيلها واستغفري لها وتصدقي عنها ورحمة ربج واسعه....
مها : واذا ما سامحتني ....
امل : قلت لج احسني الظن بربج.... واصدقي لجوئج له.... وكل ابواب الفرج بتنفتح لج يا مها......
" سكتت مها تستوعب هالحوار والكلام اللي دار فيه......"
همست بضعف : مشكوره ... شكرا اموله
ابتسمت امل وقربت منها باست خدها وهي تهمس لها : يالله قومي صلي ...
تهدا نفسج ويطمئن قلبج ....
شبه متمدده على جانبها اليسار ومتسنده على ذراعها الايسر... تلعب بخصلات
شعر رهوف ....المتمدده يمها ومعطيتها ظهرها
هذا صمت... بعد عاصفه دوت من ساعات... تخللتها ريح صبا وريح دبور.....
فرغت فيه دلال شحناتها وكل ما حمل صدرها عن اهلها.... عن طفلها .... عن
زوجها اللي ما تدري مكانه الحين....
ماتدري دلال ليش حست هالوقت مناسب لفترح الجراح.... واعادة تطهيرها وتنظيفها وخياطتها.....
وما تدري رهف ليش حست ان كلام واعترافات وفضفضة دلال ان هو الا تمهيد للي بعدها....
وفعلاً...
وقعت الواقعـــه... الحقيقـــه المره.....الموجعــه ....
" كلمتها عن عايلة بوناصر....وبناته.....واللي صار لهم ....."
مرت ساعات على هالوضع هدت فيه ثورت شجون كل منهم ......وساد
الصمت... وتوقفت الحركه الا من اصابع دلال اللي تتخلل شعر رهف وتعبث فيه...
رهف بصوت مبحوح ضعيف: دلول
دلال بهمس: هممممممممم
رهف : مشتاقه
دلال بشبه ابتسامه: لمنو فديتج
رهف بهمس ضعيف: البحر....
نزلت دمعه صامته من رهف وهي على وضعها وشاركتها دلال الدمعه رغم كل
منهم ما تشوف وجه الثانيه
دلال تقاوم العبره: واشمعنى البحر
جاها رد رهف بعد انتظار ....وصوت مهموس متقطع : مدري... بس مشتاقه له.... مشتاقه .....
انقطع صوتها... ولما استمرت لحظات الصمت انقبض قلب دلال.... تحركت
بخوف وطلت بهدوء بوجه رهف المنتفخ من الصياح والدموع .... تاملتها
بصمت وتاكدت انها استسلمت لنوم اجباري سلبها لعالمه ودنياه.....
تلمست جبينها تطمن اكثر... تنهدت بالم وهي تمسح دمعه حارده مازالت تشق طريقها بخد رهف...
رتبت الملابس في جنطه صغيره لمنال.... والثانيه تراقبها بصمت...
تعدلت بجلستها على سريرها... وعيونها ما بين انوار ومريم .... اللي يحوسون
في غرفتها ويشيلون ويحطون في الاغراض
منال : ممكن افهم شنو صاير؟
التفتت لها مريم....وارتسمت على وجهها ابتسامه : صباح الخير..قعدتي!!
هزت راسها وعيونها تنتقل لانواراللي قالت وهي مندمجه بشغلها
: صح النوم صباح الخير ياحلوه .....
منال تعدل شعرها المبعثر : صباح النور.... شنو صاير...؟؟
قربت منها مريم بعد ماتركت اللي بيدها وقعدت بقربها ع السرير : نجمع لج
اغراض مهمه تحتاجينها...لانا راح ننزل تحت
منال باستغراب: تحت !!
هزت مريم راسها بحماس: راح ننام في السرداب اليوم؟
منال : ليش شنو فيه ؟ لحظات ( قبل ما تتوسع ابتساتها الحذره) .احلفو.....
ضحكت مريم .... وقربت منهم انوار متحمسه للموضوع :
وتكلمت بحماس : ماجد كان هنيه مع ربعه ...
مريم تكمل بحماس مماثل : و جاب لنا اغراض يا كثرها يا منول ..مافي شي ما
جابه.... معلبات وخبز وشموع ومصابيح يدويه ....وكلها حطيناها في السرداب...
التفتت منال لانوار ومسكت ايدها : قرة عينج
توسعت ابتسامة انوار وهي تهمس : بشوفة نبيج... تدرين عليج توصيات
خاصه....( وغمزت لها )
تغيرت ملامح منال.... ومافي بعقلها غيره.... معقوله انوار تقصده...والا خيالها راح بعيد ...
التفتت انوار لمريم : يالله مريوم شوفي امي وجدتي اذا محتاجات شي
هزت مريوم راسها بحماس وانطلقت لامها تساعدها...
والتفتت انوار لمنال : هذي لج ( عطتها ورقه )
منال بتردد : لي ...انا !!
هزت انوار راسها بابتسامه حنان لاختها.....وقامت بعدها تترك لها مساحه حره
تعيشها مع مشاعر وُئِدت في
بداية ظهورها للحياة واغتصبت في زهرة شبابها .....وانحرمت منها وهي باشد
الحاجة لها...كما هي انوار تماما...
فتحت منال الرساله.... وعيونها تتلقط أول الأسطر وآخرها ووسطه وكأنها خايفه
تضيع منها الحروف او تختفي....
ما بين دموعها الصامته اللي تتساقط بهدوء.....ونظراتها اللي تلتهم حروفه بشوق
توسعت ابتسامتها وهي تقرأ حروفه اللي تنبض باشواقه وحنينه وحبه ...
توقفت عند جمله ..كررتها اكثر من مرهـ ...حتى تستوعب ما فيها
"{ صيري شاطره واسمعي الكلام ... منوله شدي حليج هانت ياقلبي هانت....
كلها ايام...اسابيع.......تفصلنا يالغاليه...
منوله بدا العد التنازلي........دعواتج......... أحبـج " }
انفلتت منها شهقه وهي تضم الرساله لصدرها.....وتدعي ربها انه يحميه ويحرسه
وكل الشباب اللي معاه..لحظات سقت فيها دموعها حروفه لترويها ...لحظات ممزوجه
بالفرح والالم..بالسعاده والحزن...بالحلو والمر
اطلقت آهه قويه من حركه عنيفة لطفلها في بطنها .....
نزلت راسها له وكانها تشوفه ويشوفها.... همست بحب والم : حتى انت ياروح
ماما اشتقت له.... اشتقت لبابا ....اشتقت لابوك يا روحي ..
انفلتت شهقه...وانزلت دمعه...وهي تتلمس بطنها وتكلم طفلها:
ادعي ربنا يرجعه لنا...لي ولك ولجداتك سالم ....ادعي ربك ...ادعي ربك لابوك
لاجل تشوفه ..ويشوفك .ويلمك...ويضمك ...ادعي ربك يماما ادعيه .....
نزلـوا الشباب ياسر وحمود وبدر الاغراض من السياره الى نص الحوش...
وشاركوا البنات باخذ الاغراض داخل البيت...
همس ياسر لاحلام تشوف له درب.... ووسعوا البنات لدخوله...
دخل بعد ما تنحنح ... سلم على عمته وسالها ان كانت تبي شي او محتاجه شي
والح عليها بالسؤال
ام فيصل : سلامتك يمه سلامتك... بس دربالك على نفسك يا ياسر....
ياسر: لاتوصين يالغاليه...وانتم بعد ..دربالكم على روحكم ..
: لاتشيل همنا يمه....ما علينا الا العافيه ...المهم انت ...
هز راسه مبتسم وقرب باس راسها...: اجل فمان الله
احضنته.عمته...وانفجرت بالصياح ... غمض عيونه... يستمد القوه من ربه..
اصعب ما على الرجال يشوف دموع المره... خاصه ان كانت كبيره في السن وبمكانه امه ...
: افا عليج يالغاليه... تراني قريب...وكل يوم بتصل عليكم مره واثنين..وكاني
موجود بينكم ...الخوف عليكم مو علي.... انا رجال وادبر اموري
ابتعدت عنه ...ماسحه دموعها بطرف شيلتها....وهمست كاتمه عبرتها : فمان الله
يالغالي...... بحفظ الله ياوليدي....
لاحظها لما طلعت.... انتهى من سلام عمته.... ولحقها....
كانت تمشي بخطوات سريع صوب البنات..
سحب ايدها فتراجعت بخطواتها صوبه
ياسر: وين وين
احلام وعيونها لتحت...ماتقدر ترفعها وتطالعه..
ياسر : ماتبين تسلمين !!
هزت احلام راسها بالنفي...
ابتسم عارف شعورها وخوفها ....ما حاول يزعجها ... عارف انها ما تبي تفضح دموعها وحزنها....
ياسر : اي شي تحتاجونه بلغوني راح اتصل عليكم كل يوم باذن الله مره او اكثر....
هزت راسها ونظراتها للارض : ان شاء الله .. لاتشيل همنا ودربالك على نفسك
ياسر : لاتوصين...راح اجي بين يوم ويومين اطمن عليكم
هزت راسها .: ان شاءالله
ياسر بتاكيد: محتاجه شي !!
ردت بعبره : سلامتك........
ترك ايدها ...اللي سرعان ما حست بالبروده تكتسحها من تركها ....
همس : الله يسلمج ....
و تحرك بخطواته ...لكن...وقفه صوتها المتحشرج : يآسر
التفت لها من مكانه وعيونه بعيونها...
" النظرات بريد القلب واصدق ناقل للمشاعر والعيون انعكاس لصورة نبضات القلب ......"
همست : دربالك على نفسك .... تكفى
ابتسم وهز راسه بالايجاب....وكمل خطواته للخارج...
انفلتت منها شهقه سدتها بيدها: استودعك الله يا ياسر (وارتجف قلبها لما لمعت صورة اخوها قدامها) .وانت يانواف ( اشهقت ونزلت دمعه وهمست) .... بحفظ الله يالغالين ...
تَذَكْرْتِكْـ وُ أَنَآ آلطْيِرْ آلجِرِيِحْ مْفَآرِقْ آلخْلآنْ ..
وُنَآرْ آلبُعْدْ وُفْرَآقْكْ تَعَلْى أَقْصْى شَرَآيِنِيِ ..
أَنَآ أَدْرِيِبِكْـ سَرَآبْ مَآ تِطْفِيِ لَهْفْة آلظَمْيْآنْ ..
تْذْكْرْتِكْـ عَذَآبْ وُلَوُ نِسْيْتْكْـ مَنْتْ نَآسِيِنِي .. }~

بنام .. ياتنهيدهـ ~ الصدر تكفين...!! فكّي أزارير .. التعب ~ وارحميني...!!
اصدر تنهيده قويه من الضربه اللي تلقاها في بطنه ثواني واعتدل واطلق بعدها ابتسامه
نواف يتوسط جنديين يمينه وشماله وجليل الـ .. قدامه على بعد امتار
نواف بتساؤل : واذا عرفت منو انا راح ترتاح؟
جليل بشبه امل توسعت عيونه: اكيد
توسعت ابتسامة نواف بخبث وشدد على حروف كلماته : وهذا اللي ما ابيه .....
ضربه ثانيه وثالثه ورابعه تحرر بعدها من قبضة الجنود وايد جليل وسقط متهاوي على الارض...
الجندي : سيدي اشماله تحرق اعصابك خلني افجر راسه قدامك
: لا بعد....هذا ما يستاهل الراحه ....خلني اشبع بيه
: بس راسه يابس
: وانا اكثر منه
توقف قبل لا ينطق بكلمات تعتبر انجاز منه في فهم شخصية نواف
: هذا انسان ما همته روحه......بس راح يهمه غيره....اريد تحريات مكثفه
وتجيبولي اعز الناس اله ....
الجندي بتردد: تدري سيدي ان المعلومات كلها انمسحت من الاجهزه،
و....الكشوفات انسرقت ماعاد باقى شي نتحرى بيه هوية الكويتيين
صرخ صرخه دوت بالغرفه: لعنـ ......( ورجع قصر صوته بتحدي ) بس اجيبه اجيبه وانا جليل...شيــلوهـ
كن الفضا في غيبته ضاق مسعاه..........
................وكني غريقٍ ينتظر له سفينه

نزلت الدرج بخطوات سريعه ...ووراها دلال تجاريها السرعه وتعدل بحجابها
وقفوا على اول درجه من السلم النازل للصاله ...
رهف بفرحه : هديل ....سلمى .....
اتجهت لهم واتجهوا لها ....
احضنتها هديل بقوه ... وانتقلت من حضنها لحضن سلمى .....وسلمت بعدها
منيره عليهم........
طالعتهم رهف بقلق وتساؤل : بشروا ؟
...وابتسمت لها سلمى : يالله بدو ... شيوخ تنطرج ...
توسعت ابتسامة رهف اكيد وافقوا على المهمه ... بينما انقبض قلب منيره خوف
وقلق عليها ...
هزت رهف راسها وبحماس... : لحظه اجيب عباتي وارجع ....
منيره تتبعها : لحظه لحظه وانا بعد ....
وطلعوا يركضون للطابق العلوي ...رهف بحماس الدنيا كله..ودلال بخوف العالم كله ..
صحيح انه مقيد جسد.... لكنه حر الروح.... اقل ما يقدر يثبت فيه حريته هو انه
ما ينصاع لهم... ولا ينزل راسه....
توسعت ابتسامته وهو يتذكر ملامح جليل الغاضبه ...تساءل بداخله كم راح تطول
يا جليل لحد ما تعرف منو نواف ؟
وصله صوت خالد المستهزئ : ضحكنا معاك؟
رفع نواف نظراته لخالد: امور خاصه
خالد يمثل الصدمه: احلف
( ابتسم نواف )

خالد : شنو صار لك مع جليل
نواف بحماس : اخ طافتك ملامحه..... وربي موته من القهر
خالد بغضب : وهو موتك من الضرب
نواف بغيض: اقول لا يكثر
خالد بعصبيه: بعرف بس شنو تستفيد ...
نواف : كثير.... كثير يا خالد ...واولهم راحة هذا ( اشر على قلبه )
تنهد خالد والتفتوا للبوابه اللي انفتحت....والقى منها الجندي بفتات الخبز اليابس
ورجع سكرها...لكنه ظل يراقب ونظراته تدور في الاشخاص الموجودين
عقد نواف جبينه...وتحامل على نفسه وضرب خالد في بطنه
انحنى خالد بالم ....وعيونه ترتفع لنواف مو فاهم تصرفه
نواف : يابن الـ .... ان عدت هالكلام ما تلوم الا نفسك فاهم..
خالد مو مستوعب....
قام نواف ومعاه خالد...
ضربه نواف للمرة الثانيه ومسك وجهه راسم ملامح غضب لكنه همس له
: طقني.. بسرعه
بسرعه
بسرعه
بسرعه
دفعه خالد وطاح نواف على الارض...
وكل هذا تحت نظرات الجندي اللي توسعت ابتسامته ...
متجمعين حول الكمبيوتر المكتبي... ونادر يلعب فيه بمهارهـ ..... وجاسم يقرا
المعلومات المكتوبه ... ويصير النقاش بعد كل فقره..
هالمعلومات وصلتهم ..من الخاراج... وهي معلومات سريه تخبرهم بالمراحل
القادمه.... والاعمال اللي راح يقومون فيها بدقه وحذر....
اجتمع فيهم عمر...شرح لهم المرحله الجايه ... واللي هي اهم واخطر المراحل...
ويترتب عليها امور كثيره....
قسمهم مجاميع ... وكل مجموعه راح تكون مسؤوله عن شي....وطبعا مع
تحرير الاسرى كثر عددهم لله الحمد .....
اظافه ان كل المراكز راح تتحد مع بعضها لتقوم بهذه المهمات ....
استمعوا له بانصات ...وبدا عمر
كانت بيده ورقه ... يقرا اللي فيها ونظراته تدور بين ربعه يفهمهم ويوضح لهم .....
" راح تكون عندنا مجاميع واقسام .... مثل ماقلت ان الخطه سي معناها اتحاد
المراكز مع بعضها ..... كل مراكز المقاومه راح تكون وحده ..
وصلتنا بياناتهم ونشاطاتهم ... وراح نقسهم حسب قدراتهم ....عندنا اقسام مهمه
يندرج تحتها مجموعة اعمال ... وراح اكلف منكم من يراس كل مجموعه ...
ادري ان الشغل راح يكون كبير ... لكنكم قدها .... "
" ابتسموا برضا ..... وحماس .....
وكمل عمر : عندنا باذن الله ست اقسام
قسم يهتم بالمنشورات اللي تهز العدو وتضعف من همته وعزمه وتنشر الخوف
والاشاعات بصفوفهم
قسم يتحرى ويسجل اماكن العدو بدقه... واللي اكيد راح تتغير وتتجدد حرص من
العدو على ان لا ينكشف ...
قسم مسؤول عن البرمجه وهو الاخطر والاهم .... راح يقومون بتغيير برمجة
اسلحه العدو خاصه اللي نشرها في المناطق
الصحراويه من صواريخ ومضادات للصواريخ ومدافع وراجمات...
وقسم اخر راح يهتم بنقل المعلومات للقاعدة في الخارج ...أول بأول
وآخر مهمته الاسرى من العدو... لان الغالب على الظن انهم راح يكثرون
واخر قسم مهمتهم المساعدات الانسانيه والاجتماعيه والتحذير والتوجيه .....
................................قاطعه طرقات الباب ودخل ماجد
ماجد: السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
تعلقت عيون عمر فيه .... ورد بخيفه : وعليكم السلام ..... بشر يا ماجد ...؟
طالعه ماجد و هز راسه بالايجاب.....
قرب من ماجد بعد ما اعطى جاسم يكمل عنه الشرح : وين ؟؟؟؟
اخذ فهد زاوية مع ماجد
والشباب بالناحية الثانيه باندماج بتعليمات المهمات
فهد : تكلم....وينه ؟
ماجد : سجن الجليب...
فهد ويحس ان الامر ما وقف عند هالشي .. تساءل بقلق : ايه ؟؟
ماجد يمسح وجهه بتوتر : ضابط السجن.....جليل
كف قوي على وجه فهد.... هذا نفسه الكف اللي تلقاه نواف من قبل وتلقاه ماجد قبل حين
فهد بصدمه: جليل الـ ***
هز ماجد راسه بالايجاب.....
وصفق فهد بدينه : لاحول ولا قوة الا بالله..... لاحول ولا قوة الا بالله ......

ظل يرددها ويرددها وعقله عاجز عن استيعاب هالمصيبه....
رجع طالع ماجد : عرفه ؟؟ عرف نواف ؟؟؟
ماجد : ماجتنا معلومات كافيه....لكن الخوف يافهد ان نواف يعرف جليل.....
(صح كلام ماجد صحيح ... الخوف مو من جليل يعرف نواف لانه ماراح يذكر
ملامحه .... لكن الخوف من نواف وتهوره خاصه ان صورة جليل مستحيل
تنمحي من عقولهم...)
فهد بتنهيده : يالله رحمتك....والحين ؟
ماجد بهمس: فهد اذا تبي المداهمه من اليوم تصير ...
فهد بضيق وقلة حيله: ما نقدر يا ماجد... انت سمعت الاوامر اللي جتنا بالتزام
الهدوء الساعات الجايه.... مانقدر نخطي أي خطوة عنف الحين
ماجد : وبعدين ...
فهد يضغط راسه بدينه : احس عقلي وقف.....( فز قايم ) بقوم اصلي ركعتين... عسى ربي يفتح علينا..
ماجد : نعم الراي ...
التفت فهد لماجد وتذكر شي ...سال بهمس: ورهف ؟
ماجد : موجوده.... مثل ما وصلك
فهد : اطلع جيبها هنيه
: فهــ
قاطعه : جيبها ياماجد... لي كلام مع بنت مساعد ....
شدة دلول على ايدها.... رفضت تتخلى عنها ولو كان اللي جايها ولد عمها
وبحسبة اخوها...خاصة ان رهف تناديهم اخواني...كانت دايم تفتخر فيهم...
ما سكتت شهقات رهف طول الطريق... نار نظرات ماجد ونار خوفها على نواف
ونار اللي جاي وماتعرفه شنو ..كل هالنيران تحرقها من كل صوب ..
طرقات على الباب...
نزلت دلال غطاها....وفزت قايمه....
ووقفت معاها رهف اللي يرفرف قلبها مثل الطير المذبوح خوف والم وامل
توسعت عيونها وهي تشوفه قدامها.....جف حلقها وابلعت ريقها اكثر من مره
يمكن ترطبه ....
: شلونج ... رهف ...
تاكدت منه .... فعلا هو .... اشهقت وتراجعت لورا..... وزغللت الصوره
قدامها....على كثر فرحتها بشوفته
وسلامته على كثر خوفها منه ....
: فـ هـ ـ ـ د ....
حاول قد ما يقدر يسيطر على اعصابه
ولاحظ خوفها توترها .....همس لها : اقعدي .....
.ولما ما تحركت ... رد كلمها واشر ع الكرسي القريب : اقعدي لنا كلام طويل ...
استقرت دلال في الزاويه تاركه المجال لرهف وولد عمها وزوج اختها بالكلام
والتصفية ....
فهد بعتاب: ليش يا رهف ... ليش سويتي جذي ؟؟..
رهف بحشرجه رغم تصنعها الثبات : توقعتك تكون اخر من يسال عن السبب يا فهد؟
رفع حاجبه مستغرب :انا !! ليش ؟؟
بلعت ريقها وكملت: لان سببي هو نفسه سببك .... السبب اللي طلعت انت من
اجله يافهد... هو نفسه السبب اللي طلعت من اجله
" لسانها الطويل هو لسانها لو طاح فيه ما يخلص ... مازالت حجتها قويه وتطيح دايم على الجرح "
فهد بامر : راح تقعدين هنيـه ...
توسعت عيونها : والمهمـــه ؟
بجديه : انسيها
هوى قلبها : شلون ؟ ...لا تكفى فهد تكفى....
هز راسه وقال بامر : مستحيل شيليها من راسج ....
تجمعت الدموع بعيونها : تكفي فهد ... ليش.... ليش لا .......
حاول ينهي الموضوع : لا رهف وبس ....خلاص انتهى
فزت قايمه : لا والله ما انتهى.... ( ورفعت اصبعها السبابه ) فهد وربي ان ما
خليتني اسويها قدامك لاروح من وراك
رفع حاجبه بدهشه : تهددين !!
ابلعت ريقها ورجعت قعدت بخوف وردت بهمس : لا.... اترجاك تكفي تكفي
ياولد عمي تكفى
مازال معترض وبشده : رهف انتي مو فاهمه شي
ردت : فاهمه اللي يكفي يخليني اقوم فيها
" دلال خايفه على رهف ماتدري لمتى فهد يمسك اعصابه رهف معاها حق وهم بعد فهد ...تحسه قريب يطلع من طوره خايفه عليها خايفه تضطر فهد يسوي لها شي "
فهد : همج نواف .... وهمنا مثل همج ...... ماهو رخيص عندنا يارهف... ولد
عمتي واخوي واكثر
نزلت دمعتها بضعف : شنو راح تسوي
تنهد بشبه راحه : نكلف احد غيرج
ردت بانفعال : ليش اشمعنى ... ليش غيري أي وانا لا؟ هذي مو انانيه ....تخاف
علي وغيري لا

فهد بانفعال شديد صرخ فيها : غيرج اهون منج يا بنت مساعد
توسعت عيون رهف بصدمه ..
" وارتجفت دلال من صرخته...."
كمل فهد بغضب : جليل خال ابوج هو ضابط السجن ..... جليل قاتل ابوج هو المسؤول عنه .....جليل اللي ماخلى ارض مادورج فيها ومازال هو السجان اخرتها اخليج تروحين له برجولج يا رهف ......
مازالت الدهشه على وجهها ...اطلقت حروف بلعثمه : خال ..... جلـ يـ ل
....خال ...(.اشهقت .)......ونواف
فهد بقلة حيره : الله كريم....
فزت رهف وقامت من كرسيها اسرعت صوبه وطاحت تحت رجوله : تكفى
ياخوي تكفي ثق فيني
فهد بعوار قلب : رهف بس افهميني ...
سالت دموعها وجرحها يتسع.... " لو صار بنواف شي اكيد راح يكون بسببها اكيد
جليل مسكه عشانها اكيد يبي يكمل مشوار انتقامه
صاحت..: تكفى يا فهد ....
قام مبتعد عنها وهو عارف الحاله الهستيريا اللي صابتها ...
اسرعت لها دلال تضمها..
واطلقت رهف صرخاتها تتبعه وهي بوضعها قاعده على الارض ودلال ضامتها
: وربي ماراح اسامحك يا فهد ... ماراح اسامحك ما اسامحك ولا اسامح نفسي.....ان صار فيه شي ..
الكل نال نصيبه اليوم.... تعذيب وحشي... خالي من الرحمه ...بعيد عن الانسانيـــه...
اليوم يعلن نهايـة البعض وعن قرب النهايـه للبعض الاخر..
آه وونين هنيه وهناك...
بهالوضع... بعض الاشخاص يستمدون قوتهم من غيرهم... يتناسون ألم هم
لما يشوفون الم غيرهم....
كل همهم انهم يخففون عن اللي حولهم..
نواف مثخن بجراحه .. ومو اقل منه خالد ... لكنهم انشغلوا بمساعدة غيرهم من الاسرى...
جمعوا غتره من هذا وفانيله من هذاك واستخدموها ضمادات للجروح .. وكمادات
للحراره....بالماي القليل الشبه
معدوم والقذر اللي بمتناول ايدهم
من بين الجرحى والاسرى ذاك الشاب... اللي كان يخط بتعب ومشقه نقوش
على الطوف بحديده صغيره بيده
قرب منه نواف ...... ولمس جبينه ...كانت حرارته مرتفعه.... طالعه الشاب
بنظرات مودع...
وجمع نواف باسه وهو يهمس له : ماعليك الا العافيه
نظراته مو ثابته بمكان واحد.... تدور وكانها تلقط شي بالفراغ.....
: امـ ..امــ ... ي...
غورقت عيون نواف بالدموع وهو يرفع راس الشاب بيده : امك؟
هز الشاب راسه براحه .... ان نواف فهمه ....واشر على الطوف ....بيده المرتجفه...
انتقلت نظرات نواف للطوف ...ما كانت كلمه او اثنين..... كانت كلمات ...
الظاهر انه خطها من اول يوم دخوله للسجن....كلمات وكلمات واسمه الكامل
.....وختمها بـ .... سامحيني يمه .....
شهق...
ونزلت دموع نواف..... ساد الصمت الا من شهقات وانين خافت اجباري من الجرحى.....
همس نواف : مشاري... قول اشهد ان لا اله الا الله ...
طالعه مشاري بنظرات هاديه .... تشبه نظرات تامل السماء بليلة بدر وهي
صافيه....ونظرات تامل البحر حزة شروق بروح متفائله ....
كرر نواف..الشهاده.على مشاري....
ودمعت عيون رجال في ذاك الوقت...... اللي نطقها الشاب ولفظ بعدها انفاسه
بهدوء لتسلم الروح لباريها..............
قاعد على الكرسي مرتفق...ومغطي وجهه بدينه...
اول مره يحس بهالتردد والحيره...
يكن لان الامر له اكثر من طرف واكثر من جهة...
اهله...وطنه...مابين الواجب ... والمسؤوليه ...وبين امانة اهله وحبه وخوفه عليهم
ماجد : مثل ما قلت لك يافهد.....رجعها لبيتنا لامي وخواتها وجدتي...
سحب نفس قوي : لا ياماجد ... مو وقته الحين..... انفجعوا مره مانبيها تصير مرتين...
ماجد عاقد حواجبه: اشقصدك... توافقها ع المهمه ...
همس فهد بحيره : رهف متهوره يا ماجد.... ان راحت عندهم ماراح يقدرون
يسيطرون عليها ...
ماجد بحيره اكثر: والحل ؟؟
فهد يهز راسه: مادري يا ماجد.....للاسف مادري.. اخاف يجي الوقت اللي يجبرنا على موافقتها
توسعت عيون ماجد: من صجك ؟
هز فهد راسه بتعب: اخاف يا ماجد اخاف .......
الساعه قريب منتصف الليــــل...
غريب وجود هالعاملـــه في مثل هالوقت ....سارت بخطى مرتبكه...
وبيدها سطل والثانيه قطعة قماش... ونظرات خايفه مضطربه...
قربت من سجنهم ... وما كان فيه صاحي الا هو......
وشلون يجيه النوم والقلب مشتعل نار......رغم انه دكتور وشاف حالات ووفيات..... لكن حالات هالاشهر غير.....
موت مصحوب بقهر... بكبت ... بالم ..... يمكن مريض المستشفى يتوفى وهو يعني اهله اكثر من أي دكتور ولو تاثر فيه..لانه انسان
لكن هالحالات....كل حاله تموت على ايد الغدر... تعنيه...تعني كل كويتي
...وكل مسلم....... مثلهم كالجسد اذا
انتزع منه عضو مهما صغر يتالم... واذا اشتكى عضو سهرت سائر الاعضاء
عليه بالسهر والحمى ...مثل الشجرة لما ينتزع فرع من فروعها وبقوه
ووحشيه....
همست : بس بس نواف...
توسعت عيونه... يحاول يركز بملامحها...... مو قادر من شدة الظلام في
الزنزانه ..والممرات...
اشرت له يقرب....
فز قام وقرب بحذر....ما شاف وجهها لانها متلثمه
طلعت له ورقه صغيره من حزام ربطته في وسطها...واعطتها له
وقبل لا يسال..... اختفت وسط الظلام.......................
مازال تحت تاثير الموقف... كان اشبه بحلم....ولولا الورقه اللي بيده... لاقسم انه حلم....
راقب بنظراته الممرات.... كانت شبه فارغه.... الا من سماع دوي خفيف لاقدام
حرس الجنود بمسافه بعيده عنهم..
التفت للزنزانه.... الكل نايم... ما كان نوم راحه... لكنه نوم اجباري.... نفاذ
قوة.... ارهاق... الم وتعب
مرات يندهش من القوة اللي عنده... شلون يتحمل اكثر من غيره؟

تذكر الورقه... رجع ادراجه .... وفتحها.....
توسعت عيــــــــــــونه .........
هـــــــــوى قلبــه
همس بصدمه : يآلله ..........................................
واصلوا سهرهم من امس الفجر نزلوا الاغراض السرداب لصقوا الشبابيك باللاصق
وحطوا متاريس الرمل اللي جابهم ماجد الصبح
على الدرايش وخزنوا كمية من الماي والاكل وجهزوا المصابيح والشموع
نامت الجده بعد ما صلت ودعت ..ومثلها ام فهد ...
بعد فترة ..
تمددت منال على الفراش الارضي بقرب جدتها وام فهد...تحس حيلها انهد خلاص ما فيها قوة....
تمددت انوار بقربها ....وهي تكلمها بهمس
انوار :... قلت لج ترتاحين ليش اجهدتي نفسج..
منال تمسد بطنها من التعب : ماسويت شي... خليني اكون نافعه لاحد ...
انوار بحب : الله يعطيج العافيه
منال ابتسمت : الله يعافيج ... ( سكتت ثواني ) تتوقعين راح تصير الحرب ؟
انوار تعقد جبينها : مادري منول... بس ان شاء الله خير ...
منال بهمس: ونعيش؟؟
رمشت انوار بعيونها : ان شاءالله .. ان شاءالله ونتحرر ونطرد الخونه
منال تكمل احلامها : ونرجع مثل قبل؟ ... مع بعض ما نخاف على احد ولا نخاف من احد ؟
انوار تكمل والامنيات اسرقتها لعالمها : نضحك ونفرح وننام مطمئنين ونطلع
ونرجع ننسى الخوف ونروح للجامعه ونكمل دراستنا ..
وصلت مريم ورمت بجسمها بقربهم ضامه الراديوا لصدرها وتطلق انفاسها بقوه تعبر عن تعبها ....
اعتدلت انوار والتفتت لها : يالله شغليه
واتبعتها منال : يالله شغليه ..
مريوم تتعدل بجلستها : لحظه لحظه اضبط الموجه بس....
قرا الورقه مرة واثنيـن ....
عاد المشهد اكثر من مره في خياله .... معقول تكون؟!....هز راسه وفند كل
الافكار اللي تغزو خلايا عقله ...
همس بسخريه من نفسه " ههه حتى في السجن يا نواف ..."
ورجع قراهـا بحذر.....
" الدنيا فيها مطر...والاكيد انها تمطر بعد الفجر ، اول ما تسمع الرعد دبر
مظله قبل ماتشوف الغيث ترا بعده برق وصواعق "
تعرف شعور المربوط بساق شجره....ومعلق في احد اغصانها حجر كبير...
والحجر متدلي فوق راس هالشخص بالضبط....والخيط ضعيف ويتمزع كل دقيقه شوي
فالحال ان هالشخص اما يجي شخص اخر وينقذه...او يطيح الحجر فوق راسه ويقتله...
هذا حال فهد .....من اصدر قرارهـ
ماكان فيه وقت ....لا يخطط ولا يأجل ... ولا يغامر....
نواف وخالد راح ينقلون لسجون خارج الكويت مع اول ساعات الصبح...
وهناك راح يفقدون أي اتصال فيهم... هذا ان بقوا على قيد الحياة...
صحيح انه عارف مكانهم وهذا نص المشوار لكن مهو قادر يسوي شي ! يحس
ادينه مقيده! مو قادر يتصرف لا يهجم ولا يداهم ولا يبعث فدائيين
هذي الاوامر.... الهدف من هالهدنه ان يغلب على ظن العدو انه فاز وظفر
ويتراخى هالفتره حتى تجيه الضربه التي تقسم ظهره
الكل وقف نشاطه وبدت الامور شبه طبيعيه بين الصوبين
والحقيقه انها النار اللي تحت الرماد
شنو يسوي وشنو بيده....نار تحرقه من كل جهه ....نار القريب ونار الوطن
ماكان عنده الا يستنجد بعد الله بالقاعده...بعد ما اشار عليه جاسم بالفكره ويطلب المساعده...
وفعلا تمت الاتصالات ...ووصلوا الى خطه واتفاق....
لكن ... شلون يوصل نواف؟
منو يقدر يوصله... ويتعرف عليه وبثواني قصيره ...عشان يبلغه الرساله...
منو غيرها؟
ماكان سهل عليه يقرر..... لكنه مخير بين امرين احلاهما مر وعلقم ...
كل ثانيه تمر كانت اشبه بورقة شجر اذا طاحت ما ترجع ...
رفع راسه عن المصحف..
وتعلقت عيونه المحمره بماجد ......اللي اطلق له ابتسامه تعبر عن الجواب اللي
ينتظره فهد بفارغ الصبر
فهد وقلبه يتراقص فرح وقلق : رجعت؟
ماجد مبتسم : وسالمه ... وتمت المهمه
... خر فهد ساجد لله...وارتفع منه انين مصحوب بالشكر والحمد لله رب العالمين...
يالله لك الحمد يالله لك الحمد ...
قرب صوب خالد وحركه : خالد...
فتح عيونه بفزع : صار شي؟
همس : بغيت ساعتك...
توسعت عيونه غضب : نعم
: اششش عطني ساعتك ...
طالعه خالد بنظرات استخفاف
ودفع نواف كتفه بهمس: بلا هالنظرات الغبيه... عندي لك بشاره
فز خالد من مكانه باستبشار كبير وعيونه بعيون نواف اللي تشع امل...
خالد بهمس : احلف .... بشر
رفع نواف حاجبه وبسط كفه: الساعه اول...
قربت دلال منها وهي تلاحظها من جت وهي تصلي وتدعي ما حبت تقاطعها لكن
قلبها مشتعل تبي تعرف شنو صار وشنو شافت وانجحت المهمه او لا
همست رهف من سجادة الصلاة اللي قاعده عليها: حاسه فيه شي ...
دلال: تفاءلي بالخير....اكيد في مهمه جايه بالطريق ..اكيد هالعمليه تمهيد للي بعده
رهف : احس قلبي على كثر ماهو فرحان مقبوض
همست بتوجس: شفتيه !!
صمتت رهف ثواني عقب هزت راسها بالايجاب...وسالت دمعه هاديه
دلال بابتسامه : ارتحتي ؟
اطلقت رهف تنهيده: زاد خوفي.... يا دلول
دلال بقلق: ليش؟!!
ردت رهف وصورته بخيالها : تعبان.... تعبان حيل ...
~ آن الاوان ~
فز خالد قايم صوب الباب الحديدي .. مسك بقضبانه وصرخ : ياجندي ... يا عسكري...
لحظات صمت ومافي احد.........
زادت صرخات خالد وارتفع صوته
وسمع بعدها صوت خطوات الجندي تقرب...ويسبقه ضوء مصباحه
التفت خالد لنواف وللموجودين وغمز....
وبسرعه تمدد الكل يمثل النوم....
الجندي وبنظرات استخفاف يحرك الضوء على وجه خالد وبيده عود يعبث باسنانه : اشعندك !!
خالد بفزع: ابوصالح حرارته مرتفعه وشكله يحتضر
طالعه الجندي بنظرات ريبه .... واصطنع خالد الخوف والقلق
خالد :الحق شوفه... بس شوفه تراه رجال كبير وتعبان....
التفت الجندى وراهـ بتوتر ينطر مسانده من ربعه... وبعد تردد وضغط من خالد فتح الزنزانه ...
دخل يسبقه ضوء المصباح حركه على الجميع وتاكد من نومهم
ومشى مع خالد لابوصالح ...قرب منه وانحنى عليه يتاكد ..
فز نواف بخفه ولف من وراه بحذر وسد حلقه ورفعه...
ضربه خالد في بطنه
ولف نواف رقبته بقوه لحد ماارتخى جسمه وطاح لافظ انفاسه...ومكتومه شهقاته
اخذوا الشباب المفاتيح وقفلوا السجن بسرعه وهدوء ... وسحبوا الباقي الجندي
للزاويه وغطوه واحتفظوا بسلاحه والمصباح وارجعوا لمواضعهم مثل ما كانوا ......
بس هالمره قلوبهم ترفرف من الفرح والسعاده لشعاع الامل اللي بثه نواف فيهم ...
همس بوصالح همسة الاب الناصح
: الزموا الاستغفار ياعيال جعل ربي يعمي عيونهم ويفرق شملهم وتسهل مهمتنا ويكون فرجنا
امل ومها وساره وعبير واحلام..
انتشروا في البيت... واللي في الصاله واللي في الغرفه..واللي منهد حيله من التعب وخطفه النوم..
جهزوا الغرفه اللي وصاهم عليها حمود ... وجابلهم ياسر الاغراض من كم يوم..
لصقوا الشبابيك... وجهزوا المصابيح والكمامات تحسب لاي عمل انتقامي من العدوا واي غازات سامه يطلقها صوبهم
" في الغرفه..."
همست عبير بضيق وعيونها مرتفعه لاحلام فوق الدرج : الحين احنا هنيه وخايفين على
نفسنا ما بالج باللي داخل الكويت ؟
همست احلام بعقلانيه : مو خوف يا عبير ...
عبير تعطيها اللاصق : اجل شنو تسمينه ؟
احلام تلصق الشباك باللاصق على شكل " اكس " : عندنا امانه ... لازم نحافظ عليها ..
عبير تعقد حواجبها : امانه !!
احلام تنزل من الدرج : الجهال ... امانه يا عبير... سلامتهم امانه ...
علت صرخات امل من صوب الصاله : احلام عبير الحقوا ...
اسرعوا لها بقلق... والتقطت عيونهم صورة وصوت بالتلفزيون يدل من هيئة المذيع انها اخبار
قربت احلام اكثر ورجعت عبير تصحي هيفاء .
تسحبت ساره من عيالها .. ورافقتها مها ...وقعدوا بهدوء
تسمروا قدام التلفزيون ...وقلوبهم تدق بقوة مترقبه بخوف وقلق اعلان الخبر......
فزت من مكانها واسرعت للدريشه الصقت وجهها فيها تشوف شنو اللي صار.....
اصوات انفجارات ..... قويه ... وسيارات اسعاف ... واطلاق رصاص ......
السماء اشتعلت حمار...والدنيا ولعت نار..
همست بخوف : دلـول .. دلــول الحقي
فزت دلال صوب رهف وقلبها يدق طبول ....
طرقات ع الباب تبعها انقطاع في الكهرباء.....
" شهقات فزع طبيعيه انطلقت منهم وتشابكت ادينهم "
ووصلهم صوت ماجد من ورا الباب : رهف ...رهف
رهف ترفع صوتها : ماجد انا هنيه...
دخل منزل راسه وصلهم ضوء خافت من صوبه ...
وقدروا يلمحون طيفه المظلم
رمى عليهم مصباح يدوى دحرجه بالارض صوبهم : هذا ليت اخذوه البسوا
حجابكم واطلعوا بسرعه انا ناطركم
ردوا مع بعض : ان شاءالله...
اسرعت دلال لبست حجابها ولفت عباتها وغطاها...
ولفت رهف حجابها وعباتها... واسرعوا لماجد عند الباب
انطلق بخطواته ...يسبقه ضوء المصباح اللي عنده ...ويعجل رهف ودلال بكلماته .....
تسارعت خطواتهن وراه.... ونزلوا الدرج قاطعين الممر بعده ...
البيت مظلم شبه هادي...وصوت الانفجارات قوي...ودوي طيارات اقوى..

اسرعت رهف بخطواتها وقربت منه همست : ماجد شنو فيه..!!
رد بدون لا يلتفت: عساه الفرج يا رهف قولي آمين
سكتت ثواني لكنها عجزت تستوعب رددت وهي تجاريه بخطواته : امين امين ...
وصلوا لغرفة تتوسط البيت.. واسعه ... شبه فارغه الا من سجاد وقنفتين كبار...
ماجد : اقعدوا هنيه ...المكان امن لكم ....وهذي مصابيح يدويه خلوها بيدكم لا تتركونها مهما صار...
رهف بنفاذ صبر: ماجد شنو صار؟
ماجد : الحرب ..الحرب...يا رهف
توسعت عيون رهف ....وجمله تنكتب قدامها بالخط العريض
" الدنيا فيها مطر...والاكيد انها تمطر بعد الفجر ، اول ما تسمع الرعد دبر مظله قبل ماتشوف الغيث ترا بعده برق وصواعق "
همست بخوف : ونواف !
ماجد : قريب يكون هنيه ... قولي يارب
توسعت ابتسامتها .....
وابتسم ماجد وطلع من الغرفه ...
التفتت رهف لدلال اللي ارتفعت شهقاتها ... فرح خوف امل ...
وضموا بعض وسط اصوات الانفجارات وشهقات الخوف ودموع الفرح...
همست رهف : "
الحين فهمتها يا فهد ... الحين فهمتها ....
مع دوي الانفجار...طفت الكهرباء...
فزوا من اماكنهم بمصباح الجندي المقتول ...
فتحوا البوابه وانطلقوا بخطواتهم للباب اللي احلموا فيه من ايام واسابيع وبعضهم من شهور.....
نار فوق العدوا ... ونار من قدامه وخلفه من افراد المقاومه...
توقف نواف لما وصلهم للبوابه : خالد اطلع معاهم .. انا عندي مهمه..
حس باحد شد ذراعه والتفت له
: لحظه .. حتى انا فيني حره ابي ابردها.
توسعت عيون نواف : فــ عمـــر ؟
فهد : خالد اطلع للسيارات تنتظركم واسبقونا
والتفت لنواف شابك ايده بيده : تعال معاي...
اركضوا صوب الغرفه الرئيسيه ... بالمصابيح اليدويه
وسلاح مع فهد وسلاح مع نواف ...
والجنود بحالة فزع واستنفار ما همتهم الا ارواحهم وسلامتهم...
محد مهتم بالثاني كل من يصرخ اللهم نفسي اللهم نفسي...
قربوا من الغرفه ..اللي تدوي صرخاته واستغاثته فيها
التفت فهد لنواف... وهز نواف راســه بالايجـاب ...
سحب الاثنين نفس طويل ....
ورفس فهد الباب بقوه..
ليظهر ذاك الوجـــه اللي غاب عنهم سنين...
لكنه باقي في القلب كجمرة ...يزيد اشتعالها من غليان الدم وهيجانه
شاف فيه معاناة خاله مساعد... آلامه قهره ..تشرده وضياعه..
وعقب كل هذا صورته اللي ما فارقت ذهنه غرقان بدمه..
معاناة
خاله بو ياسر... والمرض اللي صابه وفتت كبده كله قهر منه وبسببه..
ومن قبله جده ...
رهف
وكذبه عاشتها وتجرعت مرارتها ... وحرمانها من ابوها وامها وابسط حقوقها
اللي هي هويتها.....
وفوق كل هذا
خيانته للدوله اللي استضافته ولمته وعدته واحد من عيالها
بداية الاشتباك مع فهد...اللي اسقط منه سلاحه واصابه في يده قبل ما يصوب ناحيتهم...
تالم جليل ونزف دمه بغزاره...
قفل فهد الباب...تارك المجال لنواف...
وجليل تحت الصدمه ...
صدمته بشوفة نواف طليق اكبر الم من جرحه اللي ينزف ...
كل خطوه من خطوات نواف صوب جليل ... تعني دنو اجل الثاني
تراجع جليل بخطواته لحد ما التصق بالطوف...
ونواف يقرب ببطء منه... وكانه يتلذذ بنظرات الرعب اللي تتفجر من عيون المجرم وارتجاف اوصاله..
تحرك جليل مثل المجنون ... ومثل الغريق اللي يدور قشه يتعلق فيها..
ومن غير مقدمات اول ضربه يتلاقها جليل تدفعه بقوه للخلف ليرتطم راسه بالجدار لكنه يرجع ينتصب يدور مخرج ومهرب..
اعطاه نواف الثانيه والثالثه والعاشره متفرقه بين بطنه وخاصرته وصدره ووجهه
مفرغ كل شحنات الغضب والالم والقهر والآه...
الى ان خارت قوى جليل وما عاد يوقف على رجوله....
ونزف من حلقه وخشمه ضاقت انفاسه وصار يلتقطها بصعوبه..وادينه ترتفع وتبحث بالفراغ عن شي
يسنده ويقومه من الارض..
شد نواف قبضته على قميصه ورفعه ...همس نواف ونظراته الملتهبه تلتهمه
عرفتي يا جليل.... عرفت منو نواف ؟.....
نواف ولد اخت مساعد.....ولد اخت بوياسر ....زوج رهف بنت مساعد
صدمه ورا صدمه ورا صدمه شلت لسان جليل عن النطق..توسعت عيونه باكبر
صدمه بحياته مو مصدق اللي يسمع
" همس نواف " ماسمعت المثل " بشر القاتل بالقتل ؟
ترجاه بنظرات خايفه مرعوبه ....
وكمل نواف رش الملح على الجرح : تذكر مساعد؟ بدريه ؟ امها ؟ بوياسر ؟ رهف ؟
تذكر ضحاياك اللي ابتسمت على جراحهم ورقصت على الآمهم؟
ارتجفت اوصال جليل وهز راسه بندم بحسره بتمسك بالحياة
تحركت قبضة نواف لتفجر قوتها بوجه جليل
وصرخ : هذا لمساعد
وثلاث بعدها اشد واقوى صرخ في كل وحده منهم
وهذا لزوجته
وهذا لبنته
وهذا للكويت يالخاين...
تلوى تحته يصارع وينازع
وتحرك بعدها فهد مسك ايد نواف وشد عليها
فهد : لا تلطخ ايدك فيه اكثر
تلاقط نواف انفاسه..
وسحب فهد سلاحه... واطلق منه رصاصات اعلنت فيها اسدال الستار على حياة
ظالم من الظلام ...ليقابل رب الارض والسماء ويلقى عنده ابشع جزاء...


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القلوب, القنا, الكاتبة, خواطر, عذبه, وخفق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.