آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )           »          247- حب رخيص-كيت ولكر (مدبولي) عدد جديد (الكاتـب : Gege86 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          💕💕 حكايا القلوب..بين الزحام والناس💕💕فعالية جديدة*قصص قصيرة*(الموسم الأول كامل) (الكاتـب : اسفة - )           »          أول شتاء من دونك -سلسلة قصص قصيرة- بأقلام نخبةكاتبات قلوب [حصرياً ]كاملة &الروابط* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-02-24, 12:55 PM   #1

ليآآآن

? العضوٌ??? » 488011
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ليآآآن is on a distinguished road
افتراضي مُـعـانـاة!.. بـقـلـم آنـامـل ذهبـيـة ✨


" مُـقدمـة"


المُعاناة أنواع وأشكال، موجودة في باطن كُل أمرئٍ ينبض قلبهُ في هذه الحياة..
وللأسف ولأننا نَتنفس، فلن تنفك من زيارتنا دائمًا ويالها من ضِيفٍ ثقيلٍ على القلب ومهما حاولتَ طَردها فهي عديمة كرامة تتمسك بكَ كتمسك الغريق بالقشة..
وفي هَذِه الرواية سَتجد جُرعات مُكثفة من المُعاناة، لن نرحم أي بطل، كل لحظة سعيدة ستنقلب إلى أُخرى بائسة خالية من الحياة، لذلك أذا كُنت يا عزيزي القارئ تُريد رواية كما وَصفتُ فهذا هو مُبتغاكْ، أما لو وددتَ رواية رومانسية مليئة بالحُب والسَعادة ولا تمُتُ للواقعيةِ بِصلة فآسفة لا أعتقد أنكِ سَترغب بقراءة هذه..
ويا تُرى.. هل سيجد أبطالنا راحة من بأسِهم الذي يكادُ يفتُك بهِم، أم أن الراحة الوحيدة لهم ستكون الموت؟!..


ليآآآن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-24, 01:20 PM   #2

ليآآآن

? العضوٌ??? » 488011
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » ليآآآن is on a distinguished road
افتراضي

~*مُـعـانـاة *~
"الـفـصـ1ـل"
"مُـجـرد تَـعـرِيـف"

1

عَنْ أَنَسٍ وأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَجَرَ ( في لفظ : نَهَى) عَنْ الشُّرْبِ قَائِمًا . أخرجه مسلم
....

السكون يسود الأرجاء، ولا يُسمع سوى صوت آذان الفجر مُناديًا للمُصلين، وقد أيقظ تِلك التي تلونت عيناها باللون الأحمر بسبب بكائها ليلة البارحة، وجميع أجزاء جسدها تؤلمها وبشدة بسبب ذلك الوحش الذي بالغ في ضربها بسبب تافه -في وجهة نظرها-، أستقامت تنظم سريرها وتؤدي صلاتها لتخرج من الغُرفة لأيقاظ تيم ليصلي رُغم أنه يتوانى أحيانًا ألا أن صفعتين من شقيقها الأكبر يوسف توفي بالغرض..

لكن ما لم تتوقعه أنها ستجد ذلك الوحش المُسمى بيوسف أمام وجهها مُباشرةً، شهقت بفزع لكن طمأنها وجود والدتها معهما، لن يستطيع أن يستفرد بها، تبدل ذُعرها لأبتسامة ساخرة كادت تشق وجهها..

لحظات حتى وأدت بسمتها بتِلك النظرة النارية منه، يبدو أنه لم يُشفي غليله بعد ومازال يتوعد لها!، تجاهلته وأتجهت لغرفة تيم مُقررةً تفريغ حنقها كلهُ عليه، فبدأت بضربه في رأسه بعُنف حتى فتح عينيه برُعب ظنًا منه أنها لص أو ما شابه، لكن ما أن وجدها ورد حتى غمغم بصوت ساخر رخيم بسبب نومه الثقيل:
_لقد حلمتُ أن يوسف قد ضربكِ، لقد كان حلمًا رائعًا خاصةً وأنا أشاهدكِ تبكيـ..

صرخت في وجهه بعصبية قد تمكنت منها:
_أخِرس!، لا تدعني أصفعك في وجهك المُربع هذا!.

بادلها الصراخ شاتمًا بأكثر شيء هي تكرهه:
_ولا تدعيني أشّدُ شعركِ القصير الخشن هذا، حتى شعر يوسف أنعم منه..

لقد جمع بين أكثر شيئين تمقتهما في هذه الحياة وهما مدح يوسف وشتم شعرها!، لذلك لم تتردد ولا لحظة واحدة بصفعه بقوة على وجهه، نظر إليها مؤقتًا يرمقها بنظرات غريبة، ثم بدأ الصراخ والبكاء بصوت عالي حتى يُسمع من بالخارج وهرول حيث يقبع يوسف ليخبره بما فعلت فهو يقول منذ البارحة بأنه ينتظر سببًا واحدًا يجعله يضربها وهاقد وجده..

وفي الخارج كان يداعب أخيه الصغير ذو الثلاث سنوات، في الحقيقة لم تكن مداعبته تِلك ألا لمصلحة! فقد كان الصغير لديه حلوى مصاصة وكانت من النوع المفضل لديه، كان يتحدث بنبرة تشبه نبرة الصغير قائلًا:
_الولد الرائع يذهب خطوتين للأمام.

فيفعل الطفل كما قال ليكون رائعًا في نظره.

_الولد الرائع يمد يده اليمين للأعلى.

وقد كانت يده اليُمنى هي من تحمل الحلوى ولم يستوعب الصغير مخطط الكبير، ففعل مثلما قال ببراءة لينقض يوسف عليها ويضعها في فمه مُتلذذًا تحت بُكاء شقيقه مُحمد الذي لم يهتم له، وفي لحظات كان تيم يخرج من الحُجرة باكيًا وورد تعرج خلفه مُحاولةً الوصول إليه ومنعهُ عمّا سيفعله ولكن بلا جدوى، فتِلك الأصابة في قدميها تجعله أسرع منها.

وصل تيم إلى يوسف ووجهه مُبلل بالدموع التي كان يخرجها بالقوة، وشكى لهُ ما فعلته ورد به صارخًا:
_لقد صفعتني بلا سبب، وأيضًا قالت لي أن من المُستحيل أن يكون يوسف أجمل مني وأن أنفكَ الكبير يجعلُكَ تُشبه الحِمار!.

كان قولهُ أشبه بِتفجير قُنبلة نووية بداخله!، وأستدار لتِلك التي كانت تجلس خلف أمها وتبكي من الرُعب، أمسك شعرها وشدهُ بوحشية قائلًا بتحذير:
_من الذي يشبه الحمار؟!.
_أنا لم أقل شيئًا، أن تيم يكذب!.

وتابعت مُحاولةً قلب الطاولة عليه:
_لقد قلتُ له أن يوسف أجمل رجل في الأُسرة، لكن قال لي هل هو رجُل أصلًا؟.

صرخ تيم يُدافع عن نفسه:
_لا لقد قلت أنكَ أرجل رجل وهي قالت...

وظل الوضع هكذا كلاهُما يحاولان أيقاع الآخر، بينما وقف يوسف بينهُما حائرًا، من يصدق الآن؟، وكان الحُل الوحيد هو نهرهُما وأبعادهُما عنه ومُتابعة مص حلواه لا مبالي بما يحدُث حوله.

مُجرد عائِلة مجنونة تتكون من ستة أفراد أحدهم مفقود، أكبرهُم يوسف ذو الـ 18 عامًا والذي يُنهي آخر سنة لهُ في الثانوية حاليًا، وورد الأبنة المتوسطة والمؤنث الوحيد في المنزل بعد أمها وهي في ربيعها السادس عشر، أما تيم فهو يبلغ عشر سنوات وآخرهُم مُحمد طفل العائلة.

ولولا وفاة والدهم لكانت الأسرة مُكتملة، لكن يمكننا قول أن يوسف أستطاع تأدية دور الأب وبِجدارة رُغم صُغر سِنه، لكن في هذه القصة نحن لا نهتم سوى بورد الأخت المُتمردة التي تجلب المشاكل لنفسها لا غير، رُبما سنلقي نظرة على الإخوة الآخرين، ربما؟..


*_*_*_*_*_*_*_*_*_*_*

كانت تركض بسُرعة كبيرة هاربةً من تلك المجنونة التي تلاحقها، وفي ذات الوقت تضع مرطب الشفاه على شفتيها وتنظر للمرآة قائلةً كلمات أثارت غيظ التي بخلفها:
_أرأيتِ؟! أنها جميلٌ بي ليس مثلكِ تظهرين كأنكِ شربتِ زيتًا..

ولسوء حظِها تعرقلت ووقعت على الأرض بسبب تلك الطاولة اللعينة، وأنقضت المجنونة كما لقبتها عليها تخربش كل جزء في جسدها تقع عينها وتصرخ بغضب وتهديد:
_لا تلمسي أشيائي مُجددًا!.

توسعت عينا الأُخرى بعصبية ثُم هدرت وهي تمسك قمصيها:
_وقميص من هذا؟! أليس قميصي أنا؟ أذا كنتِ لا تريدين أن يأخذ أحد أشيائك فلا تأخذي أشيائه، والآن أخلعي قميصي، أخلعيه!.

ربّعتْ الثانية يديها تقول بأستفزاز:
_لا..
_سمر.. واحد، أثنان..

بدأت تعد مُرسلةً أشارة تحذيرية واضحة إليها لكي تخلع القميص، بينما التي تُدعى سمر لم تكترث، وعندما لم تجد جدوى من هذا التحذير قالت مُنهيةً العد:
_ثلاثة..

أنقضت عليها وبدأت تخلع منها القميص قصرًا، ولم تفلح مقاومات سمر بسبب حجم نور الكبير بالرُغم أنها حرفيًا هي الأكبر، وفي نهاية المطاف وقفت سمر وكانت لحسن حظها ترتدي قميصًا آخر تحت الأول لِبرودة الجو، لكن ذلك لم يمنع أثارة غيظها وصرخت وهي ترمي بعض الوسادات عليها بعصبية:
_اللعنة عليكِ، اللعنة عليك!!..

صدحت ضحكات نور الشامتة وأخرجت لسانها تستفزها، ثُم تمتمت:
_لا تحاولي أن تستفزيني مجددًا..

وبالرُغم من أنهُ قميص مُقطّع قبيح المنظر كان باللون الأسود وتحول إلى الرمادي من كثرة الغسيل؛ ألا أنها لن تتركها تأخذهُ أبدًا ولو كان مُجرد قطعة مادامها أنانية لهذه الدرجة.

لو كان للأنانية أسم آخر فسيكون "سمر"! والتي بالرُغم من عمرها الكبير -والذي هو تقريبًا 29- ولكن عقلها كعقل شخص عمره سنتين لا أكثر..

ونور صاحبة الستة عشر عامًا قد يكون تفكيرها سليم أكثر منها وهي من تحمل مسؤولية المنزل على عاتقها في غياب أمها والتي تعلم بالطبع أن سمر شخص لا يُمكن الأتكال عليه.

*_*_*_*_*_*_*_*_*_*

في الساعة التاسعة صباحًا كانت نهاية الحصة الثانية في الصف الأول من الثانوية، وبعد خروج الأستاذة بثانية بالضبط أصبح الفصل في حالة هرج ومرج؛ فقد تجد ثلاثة فتيات أمام السبورة يسكبنّ المياه -والتي من المُفترض أن ينظفنّ السبورة بها- على بعضهنّ ويتراقصن كالمجانين، وفي أول الكراسي فتاة تجلس على الطاولة تحكي للآخريات قصة بكُل أنفعال وتحرك يديها بعشوائية مع أحداث القصة، وفي ظل كل ذلك تجلس ورد وترسم في طاولتها رسومات عشوائية، وأغلبها كانت عن موضوع واحد وهو "الرجال هُم خدم للنساء، على الرجال أن يعملوا ويتعبوا ويخدموا النساء، اللعنة على الرجال"، وجوارها رسمت رجلًا يقبل قدم فتاة ويتوسل إليها بأن ترحمه وعلى ثُغرها أبتسامة مُتشفية فالرسم هو أفضل وسيلة لتنفيس غضبها رُغم أنها لم تكن بالمُحترفة.

أمامها تجلس الطالبة مَلك، تِلك المَغرُورة المُتعجرفة التي لا ترى في الدنيا سواها، تضع قدمًا على الأخرى على الطاولة وتتكئ على الكرسي بحيث يتدلى شعرها على طاولة ورد، وكانت ورد تنظر إليه بِنظرات غامضة، هي تريد أن تفعل شيئًا به لكن لا تعلم ما هو، ناعم وطويل تصففه تصفيفة مُمتازة ليست كخاصتها مجرد كعكة للأعلى، ولونهُ بني صافٍ من أي لون آخر، بدا رائعًا ومُذهلًا!، تتمنى لو كانت تتملك مثله و...

ثوانٍ حتى شعرت ملك بشيء دافئ يتدفق في رأسها، فتحت عينبها بتعجُب وتلمست شعرها لتجدهُ شيء أبيض اللون، شمتهُ ووجدت رائحته نتنة للغاية، لحظات حتى أستوعبت ما هذا، لتقفز من مقعدها بجنون تقول بهستيريا:
_ما هذا؟!! من الذي فعل هذا؟؟!!..

أما ورد فكانت تنظر لها بقرف وشفقة، فهي رأت منظر الحَمامة وهي تدخل من النافذة وترمي ما رَمت على رأس تلك المسكينة، أتلك عين منها أم ماذا؟! لا لا هي بالطبع لن تفعل لقد قالت "ما شاء الله"، أو رُبما لم تفعل!..

تزامن ذلك الحدث مع دخول الأستاذ لبدء الحصة، وقد رأى فتاة تقفز هُنا وهناك بجنون بينما الباقيات يسكبن المياه على رأسها من بعيد حتى لا يلمسنها، عقد حاجبيه بأستغراب وذهب ناحيتهن وهو يلوح بسوطه في الهواء فأن كان شيئًا سخيفًا فلن يتردد بضرب كل منهنّ ثلاثة ضربات.

بينما عند الفتيات لازالت ملك في حالتها الجنونية تلك، تحمل الأسفجنة ماسحة السبورة وتمسحها في رأسها حتى تحول لون شعرها للأبيض، وتبللت ملابسها من المياه، سُحقًا أن اليوم يبدو سيئًا من البداية! وما زاده سوءً هو شعورها بضربة قوية في ظهرها تُقسِم أنها حطمت عظامه! تزحلقت على الأرض لفترة لتقع على حافة الطاولة مُخلفةً جرح عميق في جبينها تنزف منهُ الدماء بغزارة، وورد تضع يدها على فمها مصدومة، أحقًا كلماتها لديها مفعول كبير هكذا!!.

تجمعت المدرسة بأكملها في فصلهم، ليس للأطمئنان على ملك بل لشعورهم بالفضول، وجميع المعلمين يدخلون أيديهم في جرح ملك رُغم أن ذلك مُضر للغاية، وبينما الجميع منشغل بأمر ملك تنسحب طالبة ببطء ولم يلاحظ أحد لها، مُتجهةً إلى مكتب معين من المكاتب ودلفت إليه بعد أن سمح له من في الداخل بالدخول، كانت الأستاذة رؤى جالسة تصحح بعض أوراق الأمتحانات غير مُهتمة لمن دخل، جلست الفتاة على أحدى المقاعد وقالت في ترجي:
_أستاذة أرجوكِ، لدي كلام أريد أن أقوله..

رفعت المُعلمة رؤى رأسها حتى تعلم بأنها تصغي إليها، فتابعت بنبرة باكية مُتوسلة:
_يقول أبي أنه لن يدعني أكمل دراستي فأنني فاشلة فيها، أرجوك أخبريه بأنني لستُ كذلك وأقنعيه، رُبما غبية لكنني سأحاول أصلاح ذلك أُقسِمُ لكِ، أرجوكِ يا أستاذة..

شدّها كلام الطالبة وبشدة، فمُعظم الفتيات يحدث لهنّ هذا، وهي تريد أن يتعلمنّ بالطبع ولذلك طلبت رقم والدها لكي تتصل به وتقنعه..

وبينما رؤى مُنشغلة في كتابة الرقم في ورقة ما لكي تسجله في هاتفها بعدما تتفرغ، كانت الفتاة تسحب الهاتف من الطاولة ببطء وهدوء ووضعتهُ في جيبها، أستقامت وشكرت رؤى بأمتنان مُصطنع:
_شكرًا لكِ، لولاكِ لم أكن أعرف ما سأفعله حقًا، شكرًا...

وعندما خرجت تحولت أبتسامتها الودودة إلى أبتسامة خبيثة وماكرة تتوعد بها لتِلك الأمرأة بلأسوء..

*_*_*_*_*_*_*_*_*_*

في منتصف النهار حيث كانت الشمس تتوسط السماء، كانت تسير تحت تلك الحرارة الحارقة التي من الممكن أن تسلق بيضًا، وكان ذلك البيت الخامس الذي تخرج منه خالية اليدين فجميعهُم يرفضون عملها فلا أحد سيثق بها ولا أحد مجبورٌ على ذلك، ولو لم يوافق أصحاب أولئك المنزل الذي تتجه إليه فستعود إلى بيتها بخُفيّ حُنين..

طرقت الباب عِدة طرقات مُتتالية، بعد دقائق فتح طفل يبدو في الخامسة من عمره قائلًا بتعجُب:
_من أنتِ؟!.

جاوبت بحنان مُصطنع:
_أين أُمك يا صغير؟ أذهب ونادي أُمك.

أماء الطفل سريعًا وذهب، بعد لحظات جائت أمراءة في عقدها الرابع تنظر إليها بتفحص وسألتها عمّا تريد، فنبَست بأبتسامة:
_ألديكم شيء تريدون تنظفيه؟، ملابس أو أواني ويمكنني حتى مسح وكنس الأرضية، يمكنني القيام بأي عمل تحتاجينه وبسعر رخيص لا تقلقي.
_وكيف أضمن أنكِ لستِ لصة ستخدريننا وتسرقيننا؟.

تنهدت بضيق من السؤال الذي يُطرح لها في كُل مرة، فقالت بترجي مُتمسكة بآخر أمل لها:
_أجلبي المصحف وسأقسم لكِ أنني لستُ كذلك!، أرجوكِ أُقسِم أنني لن أفعل شيئًا..

طالعتها من الأعلى للأسفل بنظرة مُحتقِرة، لتهتف بحِدة:
_لا!.

وأغلقت الباب بقسوة في وجهها، بصقت رهف على الباب وهي تغمغم بغيظ:
_تبًا لأمثالك..

عادت إلى المنزل بعدما قطعت مسافة حي كامل بقدميها، رمت جسدها على السرير المُتحطِم بأرهاق بان على وجهها، قبل أن ترتاح وجدت أمها تقف على رأسها قائلةً بخيبة أمل:
_هذا اليوم الثالث وأنتِ لا تجلبين أي مال، ألا تعلمين أن والدكِ لا يمكنه العمل يوميًا؟! أنا لم أولدكِ لتكوني بلا فائدة هكذا، أنظري إلى كل من في عمرك وماذا يفعلونه، جميعهم يدرسون في الجامعة الآن وأنتِ تنامين على السرير هكذا كالعالة، حتى أسمكِ لا تعرفين كيف تكتبينه...

تابعت ثرثرتها حتى شعرت بالصُداع من حديثها، دائمًا ما تقول كلامها هذا عندما تأتي بلا نقود، كانت في البداية تتأثر من كلماتها لكنها تعودت لذلك لم تهتم..

صوت طرق الباب أسكتها، ولحظات حتى فُتح الباب بواسطة شقيقها الصغير، ولم يكن خلفه ألا خالتها التي تزورهم مرة كل خمس دقائق وكأنها لا تملك شيء تفعله غير زيارتهم، سمعتها تصيح بحماس لأمها:
_لدي خبر رائع لك!، ستموتين من الفرحة!..

تحمست والدتها لتذهب ويجلسنّ بعيدًا حتى يتحدثنّ بأنفراد، رُغم أنها شعرت بالفضول ألا أن شعور النعاس والتعب تغلب عليه، وغطت في نوم عميق بعيد عن ثرثرة أمها أو مصدر أزعاج آخر..
_________________________
_


ليآآآن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.