آخر 10 مشاركات
368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          597. آثار على الرمال - قلوب عبير دار نحاس (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          245 - الصياد الأسير - ماري ليونز (الكاتـب : عنووود - )           »          236 - خطايا بريئة - آن ميثر (الكاتـب : Fairey Angel - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > شـرفـة الأعـضـاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أرَشّح قصة..
الثعبان الأسود 3 8.57%
حارس الموت يعزف لحن الحياة 32 91.43%
المصوتون: 35. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-13, 04:59 PM   #1

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي التحدى يعود من جديد


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التحدى يعود من جديد
بين قصتين مشاركتين



الثعبان الأسود

حارس الموت يعزف لحن الحياة






ننتظر أصواتكم و آرائكم..فأنتم الحكم



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 24-12-13 الساعة 05:33 PM
قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 24-12-13, 05:09 PM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

الثعبان الأسود

كانت أول مرة يسافر فيها , الطقس مطير وبارد بقسوة .. أنهي أوراقه ودخل الي ساحة الأنتظار فجلس علي أول مقعد قابله معلقا يديه علي صدره .
كان متدثرا بمعطف أسود طويل غطاه حتي قدميه وأزراره كلها مقفلة ورغم ذلك تسلل البرد اليه فكان يرتعد من شدته وقد تعجب بشدة عندما رأي في المطار أناس يرتدون ثيابا خفيفة ورغم ذلك يبدوا أنهم لا يشعرون بالبرد .
كان مسافرا للعمل بعد أن أنهي دراسته منذ ثلاثة سنوات قضاها علي المقهي .
جلس يفكر في المكان الذي هو ذاهب اليه .. كيف هي الشوارع هناك .. كيف هم الناس وهل تراهم يشبهون الناس هنا... تسللت اليه بعض حكايات أصدقائه الذين سافروا قبله ورجعوا يجرون أذيال الخيبة .. الحكاية تلو الحكاية تعبث في عقله .. القلق يتسرب الي قلبه .. الأنقباض يعصر صدره
أفاق علي صوت الميكروفون الذي يعلن عن حلول قيام رحلته فازداد اضطرابه وشعر أن بطنه غير مستقرة وأنفاسه تشق طريقها بصعوبة.
قبض علي يد حقيبته واتجه مسرعا الي الخارج متناسيا أمر الطائرة والسفر.
مد يده بعصبية في جيبه وأخرج الهاتف .. كانت أصابعه ترتعش وهو يضغط علي الأرقام.... جاءه صوت حائر... أنا قادم اليكِ.
كان المطر قد توقف ولكن بعض الرذاذ الخفيف ما زال يتردد في رقة
أخذها وجلسا علي أحد المقاعد المسقوفة في احدي الحدائق التي خلت من الزائرين بسبب سوء الطقس.
كانت الحديقة تنبض بالنضارة كأنها خرجت لتوها من استحمام بعدما غسلتها الأمطار أزالت الغبار المتسلل اليها من الخارج.
أمسكت يده في حنو .. لماذا تصمت هكذا .. أخبرني ماذا جري
أجابها علي مضض بصوت مرتخي....(لا أعلم) ..وعاد لصمته من جديد
.. لم تلح عليه .. سكتت كأنها تحاول أن تتذكر شيئا وبصوت دافيء ذكرته بأيام الحب الأولي .. ءاتذكر عندما التقينا أول مرة وكان ذلك في السنة الثانية من الجامعة لكنك لم تبح لي بحبك الا في السنة الرابعة وكانت أول قبلة بعد ذلك بسنتين .
كانت تريد أن تنتزع منه ابتسامة لكنها شعرت أنها تعيسة عندما فكرت فيما قالته للتو.. تغير لونها وخفت صوتها ثم تلاشي فشملهم الصمت تماما.
كانا يبدوان في هذه اللحظة كتمثالين من الجليد ينتظران الوقت حتي يذوبان ويتلاشيان الي الأبد .
رسم علي شفتيه ابتسامة خفيفة ووضع يدها الرقيقة بين كفيه.. قال لها سأروي لكِ شيئا عني فبدا عليها الأهتمام وأومأت برأسها أنها تستمع....
.. كنت وأنا صغير عندما أذهب الي الفراش لأنام يتملكني يقين أن بأسفل السرير يقبع ثعبان أسود مخيف ينتظرني حتي أنام لكي يزحف اليَّ ويقتلني
وفي كثير من الأحيان كانت بعض النقود تقع مني تحت السرير ومن شدة خوفي لا أجرؤ علي محاولة استعادتها وكنت افضل تناسي أمرها
كل ليلة أذهب فيها للفراش أحيط نفسي بالوسائد علي جوانب السرير وأتغطي بغطاء ثقيل حتي في الصيف ظنا مني أن هذا سيمنع الثعبان البغيض من الوصول اليَّ
أبي وأمي يسألاني عن هذه الأشياء الغريبة فأخبرهم أنني لا أستطيع النوم الا اذا فعلت ذلك , أما أمر الثعبان فما كنت لأخبر به أحد فكتمته في صدري وعانيت وحدي من الثعبان القابع تحت سريري
كان الخوف يطرد النوم حتي يغالبني التعب بعد صراع طويل فأنام رغما عني وأحلم بأشياء مروعة ومخيفة
ظللت علي هذه الحال حتي بلغت من العمر ما يكفي لكي أنظر تحت سريري وأكتشف أنه ليست هناك أية ثعابين سوداء...
بعد أن فرغ من قصته نظر كلاهما في عيني الآخر في لحظة صمت أنفجرت بعدها ضحكاتهم حتي غرقا فيه ... لمحت في عينيه حماسة غير معهودة... ولمح في عينيها الرضا
سكت الأثنان فجأة عندما وقف صبي أمامهما يبيع المثلجات ويعرض عليهما أن يشتريا منه فقالت الفتاة.... الا تنتظر وقت بيعها الا تري ان الشتاء لم يغادر بعد ... رد الصبي بثقة تدعو للدهشة .. المثلجات في الشتاء أفضل ... في الصيف تذوب بسرعة قبل أن تتمكني من اللحاق بها أما الآن فلكِ أن تستمتعين بها دون أن تخشي شيئا
أخرج الشاب بعض النقود وناولها للصبي وأخذ منه المثلجات وراحا يتذوقان في حرص شديد ...ضحكا معا ثم قاما تتشابك ايديهما وأستسلما للطريق الذي أحتضنهما كأنهما حديثي عهد بالحياة وأمامهما الكثير من الأشياء كي يكتشفاها سويا.

تمت


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 24-12-13, 05:17 PM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

حارس الموت يعزف لحن الحياة



هناك, في عالم الموت, أنى ينشر الظلام أجنحته لتئد كل أمل بالحياة, أنى ترى الرماد قد أصبح أكواما حتى تكونت متها الجبال, أنى تلبدت السماء بسرب من غمامات الأشجان, هنالك حيث تناثرت الأجداث في كل شبر من تلك الأرض البور و قد علتها بضع أخشاب يابسة عارية من ما يلقبونه أشجارا, و في أسفل أحداها, جلس حارس الموت حزينا كئيبا, يمسك بنايه كعادته يعزف أنغاما هادئة يحافظ بها على نومة أهل القبور, يعلم أن ما يفعله باطل, فهو ان عزف و ان لم يعزف لن يستفيق أحد من رقدته الأبدية, و لكنه يفعل ذلك بأي حال, فهو عمله طوال الألف سنة التي عاشها!

و يوما ما, ضاق صدره, لم يكن مثل حراس الموت العاديين, فقط يعزف اللحن الحزين الكئيب إلى ان ينتهي وجوده, كان يطمح إلى ما هو أعمق من ذلك, يريد أن يرى الشمس, أن يرى النور, أن يرى الحياة!

فكر طويلا و طويلا, ثم اتخذ قراره, آن له أن يخرج من هذا العالم, لذلك وقف أمام البوابة التي لم يجرؤ أحد على عبورها في يوم ما, البوابة التي تفصل بين العالمين, عالم الحياة و عالم الموت, أمسك نايه بقوة و هو ينظر إلى الوراء نظرة أخيرة قبل أن يجتاز البوابة قبل أن يحصل شيء يمنعه عن ذلك, و خرج من عالم و دخل آخر, و شتان ما بين العالمين!

أين هو الآن يا ترى؟ أهذه هي الجنة التي لطالما سمع عنها في الأساطير؟ كيف لا تكون كذلك و هي على هذا القدر من الجمال؟ تأمل المكان من حوله, روضة من رياض الجنة, بأزهارها المنثورة التي تتراقص على إيقاع النسيم, الشلال المتدفق بنغم يلذ للأسماع مشكلا من تحته بحيرة زلال مائها يعكس الصور بنقائها, أغمض عينيه مصغيا إلى صوت الأطيار تنشد من حوله أغاني الحياة التي لطالما تمنى الاستماع اليها

و فجأة تناهى إلى مسامعه صوت بكاء, توارى عن الأنظار و هو يستطلع بعينيه مصدر الصوت ليرى, و يا لهول ما رأى! كانا طفلين, طفلين صغيرين قد بانت ندوب غائرة على جسديهما اللذين لم تنجح ملابسهما الرثة في اخفائها, كاد قلبه أن يفطر لدى سماع صوتيهما لذا تقدم منهما ببطء محاولا قدر الامكان ألا يرعبهما لكن الطفلين رغم ذلك أجفلا من مظهره المخيف إلا أنهما سرعان ما اطمأنا إليه حالما ربت على رأسيهما الصغيرين و هو يسألهما:

- ما يبكي صغيريّ؟

نظر إليه الطفلان من بين دموعهما ثم أجابا بنبرة الشيخ اليائس من الحياة:

- أيا جدنا ... توفي والدنا منذ بضع سنوات, و كنا نعيش في فقر مدقع اشتد علينا بعد وفاته, تركنا نتخبط في البؤس و الحزن مع والدتنا التي لم تتحمل الوضع لذا تزوجت مجددا و رمتنا إلى عمنا ليتكفل برعايتنا و مذ أن غادرتنا ما وصلنا من أخبارها شيء ... و عمنا هذا أيها الشيخ رجل سكير عربيد لا ينفك يضربنا و يرغمنا على العمل آناء الليل و أطراف النهار حتى نجلب له المال لينفقه على سم زعاف يشتريه من عرق جباهنا و كد أيماننا, و اليوم عدنا له فارغي الأيدي ففعل بنا ما ترى!

ترقرقت عينا حارس الموت بالدموع إلى أن تشوشت الرؤية عن عينيه, فلم يفطن بذلك إلى مغادرة الطفلين, و فجأة أحس بقدميه تتيبسان و كم كانت صدمته عظيمة عندما رأى تحول لونهما إلى لون بني شبيه بلون الخشب, و سرعان ما أفاق من صدمته على صوت نحيب يماثل في ألمه صوت جرو مجروح, بصعوبة تحرك نحو الصوت ليجد أن مصدره امرأة, امرأة عجوز ترتدي رداء حقيرا و تبكي بلوعة قلب,تقدم ازاءها قائلا برفق:

- ما يبكيك سيدتي؟

ابتسمت العجوز بمرارة و قالت بسخرية:

- سيدتي! لم يدعني أحد ب"سيدتي" من قبلك!

تنهدت بحرقة قبل أن تبدأ بسرد حكايتها:

- اسمعني جيدا يا شيخنا ... لقد احترق قلبي من قبل بسفر أكبر أبنائي إلى بلاد بعيدة دون عودة... قلت لا بأس ... لدي ابني الثاني هو سندي و معيني على الحياة... لكن القدر قال كلمته و اختطف مني الموت ابني و هو في زهرة شبابه أثناء الحرب ... سليت النفس و قلت لدي ابنتي... و هي ان كانت متزوجة فلن تتخلى عن والدتها ... و كانت عند حسن ظني... اعتنت بي جيدا إلى أن ... إلى أن وافتها المنية هي و زوجها في حادث, تاركة في رقبتي أربعة أطفال ... أكبرهم في السابعة و أصغرهم لا يتجاوز عمره الأسبوع, و وجدتني مظطرة إلى أن أخرج إلى العمل رغم تقدمي في السن...

توقفت قليلا ثم تابعت كلامها و هي تعد على أصابعها:

- عملت خادمة في منازل الأثرياء ... مددت يدي إلى الناس و توسلتهم علّي أجد من يتكرم و لو بفتات خبز يابس أطعم به أولئك الأيتام ... بحثت في القمامة مطولا لربما و جدت بقايا طعام و إن كان فاسدا مما يخلفه الناس... تحملت الذل و الهوان في سبيل أن أؤمن لهم ما يضمن لهم حياتهم حتى يوم آخر ... إلى أن بلغ كبيرهم الثانية عشر ...

ثم أجهشت بالبكاء لتقول بعدها:

- لم يحتمل أن يرى اخوته يموتون جوعا يوما بعد يوم... خرج ليعمل بعد أن بلغ مني الكبر و انتهك الزمن من قوتي ما انتهك... طفل في الثانية عشر ... كان رجلنا و منقذنا من بطش الجوع و الفقر... يخرج قبل أن تشرق الشمس و يعود بعد أن يخيم الظلام لا يكاد يقوى حتى على الوقوف ليجد اخوته يجلسون أمام الباب منصتين لأي حركة قد تصدر كي ينطلقوا جميعا لاستقباله طمعا في أن يكون قد أحضر لهم شيئا يبعد عنهم شبح الجوع... الجميع كان يستغل حاجته ... يشغلونه في أحقر الأعمال و أصعبها التي لا تتلاءم مع سنه الصغير دون أن يعطوه حتى الأجر الذي يستحقه... و في ذات ليلة ...

صمتت و قد هاجمتها الذكريات المريرة ثم تابعت:

- و في ذات ليلة ... كان الأطفال يبكون من شدة الجوع ... و لم نكن نملك حتى قطعة من الخبز اليابس ... و لم يوفّـق الرجل الصغير في الحصول على الطعام ... لذلك توجه إلى صاحب القصر و هو العمدة الذي نسكن وراءه و توسله أن يعطيه بعض الأكل عله يكفكف به دموع اخوته ... و لكن السيد الثري صفعه على وجهه و طرده شر طردة ... خرج حينها و الدموع تكسو عينيه الذابلتين... و في طريقه نحو الخارج ... ألفى باب المطبخ مفتوحا ... قرر متابعة طريقه لكنه تذكر دموع اخوته و نحيبهم من أجل الطعام ... و فكر ... ان أخذ خبزة واحدة لن تنقص من عند السيد شيئا ... لذلك دخل المطبخ بخوف ... أخذ بعض الخبز و لكن ما ان هم بالخروج حتى أمسكت به يد الحارس و خلال ثوان التم الجميع حوله و قادوه إلى سيدهم الذي أمر بجلده خمسين جلدة أمام أهل القرية جميعهم حتى يكون عبرة لهم ...

ثم أخذت تبكي بنشيج يبكي القلب, و بعد أن هدأت قليلا تابعت:

- و جلدوه أمام الجميع ...تسمر أهل القرية شاخصين بأبصارهم يراقبون ما يحدث دون أن يتدخل أحد ليمنع ما يفعلونه ... بعضهم يقول يستحق أكثر مما يحدث له لأنه سارق ... و بعضهم ينظرون اليه باشمئزاز و قد علت على عيونهم نظرات الاحتقار ... و البعض الآخر يشيدون بعدل العمدة و حسن عقابه ... و نسوا أو تناسوا أنه طفل صغير يتيم .. نسوا تماما أنه في الثانية عشر من عمره ... نسوا تماما أن جسده الصغير الهزيل لا يتحمل هذا العذاب ... و من بعيد وقفت أشاهد ما يحدث أنا و الأطفال الذين أخذوا ببكاء طويل يطلبون أن يرحموا شقيقهم و عائلهم ... كنت أرى الدماء تتدفق من جسده مع أول ضربة ... مع كل صرخة كان يصرخها أشعر بأن قلبي قد اقتلع من مكانه ... و بعد أن انتهوا ... انفض الجمع و تركوه يتخبط في دمائه وحيدا ... ركضت اليه أنا و اخوته و أحطنا بجسده الصغير الذي كان على مشارف الموت ... أتعلم ماذا قال لي حينها؟ قال من بين أنفاسه المتقطعة «أنا آسف يا جدتي ... لم أجعلك تفخرين بي كما يجب... لقد خيبت ظنك و سرقت ... سامحيني يا جدتي ... أرجوك سامحيني» ...

أجهشت العجوز حينها بالبكاء و بكى معها حارس الموت, غطت وجهها بيديها ثم قالت بانهيار:

- مات بعدما قال كلماته تلك ... قتلوه ... قتلوا طفلا في الثانية عشر لأنه سرق كي يطعم اخوته الجياع ... قتلوه ... قتلوا الرجل الصغير الذي كنا ننتظر قدومه بفارغ الصبر كل ليلة طمعا في أن يكون قد أحضر ما نأكله ... قتلوا من كان معيلنا ... لقد كان طفلا ... كيف استطاعوا أن يفعلوا كل هذا بطفل؟ ألا يملكون أطفالا؟ ألا يعلمون معنى أن يحرم المرء من أعز انسان على قلبه؟ ألم يرتكب أحدهم جرما في حياته في سبيل أن يطعم أطفاله؟ أم أنهم ملائكة نزلوا من السماء؟ لقد حرم أن يعيش طفولته كباقي أترابه, من في سنه يلعبون و يمرحون و هو يعمل و يكد في سبيلنا ... أهكذا يكون جزاؤه؟ أن يقتل و يموت مذلولا مهانا ...أن تنتهي حياته التي لم تبدأ بعد؟ أوليس الموت بأرحم من كل هذا العذاب؟

و غادرت و لا تزال تبكي بكاء أم ملكوم امتدت يد الزمان لتطفئ بريق الحياة في أعين أطفالها ....

صمت حارس الموت و قد هطلت دموعه حتى أغرقت لحيته التي تكاد تلامس بطنه... أهذا هو عالم الحياة الذي لطالما حلم بدخوله؟ أهذه هي الحياة التي يحكى بأنها عالم الضياء و النور؟ أهذه هي الحياة التي يعم فيها العدل و السلام؟ أليس عالم الموت أشد عدلا منها؟

كم يود العودة ولكن الوقت قد فات, فها هو يثبت في الأرض و قد تحولت قدماه إلى جذور توغلت في أعماق الأرض و قد بدأ جذعه بالتحول إلى خشبة, و لم يبقى منه حرا سوى يديه التي تمسك احداهما بنايه, و في قمة يأسه رفع الآلة الموسيقية إلى شفتيه المنتفختين و هم بأن يعزف لحن الموت في عالم الحياة ... و قبل أن يفعل ذلك, لاح له من بعيد ظل شخصين تبين بعد ذلك أنهما ... فتاة و شاب!

كانا ممسكين بأيدي بعضهما و يسيران بصمت و قد علت شفاههما ابتسامة واسعة, اقتربا منه دون أن يفطنا إلى وجوده, و أمامه مباشرة وقفا متقابلين, أخذ هو يتأملهما بانبهار, لم ينبس أحدهما ببنت شفة فالصمت أبلغ من الكلام, وحدها لغة العيون من كانت تدور بينهما, كم أثرت به نظرات الفتى التي تعلقت بوجه الفتاة الحبيب, نظرات لم يستطع تفسيرها لأنه لم يرها من قبل في حياته, و كلما رفعت الفتاة عينيها تصطدم بعينيه التي تحملان لها من العشق ما لا يوصف فتعود لتنزل رأسها لتحمر وجنتاها بخجل لذيذ...

وسرق العاشقان من الزمان لحظات هي الدنيا و ما فيها ثم غادرا المكان متشابكي الأيدي دون ان يعلموا أنهم قد علقوا قلب حارس الموت في لحظتهم الحميمة تلك, و هناك أخذ يفكر, رغم ما يحتوي عليه هذا العالم من شرور’ إلا أن الحياة لا تزال جميلة, جميلة بفضل الحب!

أجل ... هذا هو الحب الذي ترويه الأساطير ... الحب الذي رآه في عيني الفتى العاشقتان ... في وجنتي الصبية المتوردتين حالما تلتقي نظراتها بنظرات حبيبها ... في تراقص الأزهار على ايقاع النسيم... في اللآلئ الجميلة التي ينثرها المطر على أوراق الشجر ... في كل عنصر من عناصر الحياة! نظر إلى نايه طويلا ثم أخذ يعزف لحن جديد لأول مرة في حياته ... لحن الحب ... لحن الأحلام ... لحن الأزهار ... لحن الحياة!

تحول بعد ذلك بالكامل إلى شجرة غريبة يابسة, و لكن رغم ذلك ظل النسيم يردد دوما سيمفونية الحياة التي عزفها حارس الموت!

ما الحياة الا وردة فاتنة، قد تجرحنا أحيانا بأشواكها الدامية، الا أننا لا نستطيع الاستغناء عن عبيرها الفواح الذي يملأ عالمنا و يضفي عليه رونقا أخاذا يميزه عن عالم الموت!


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 24-12-13, 07:37 PM   #4

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تم التصويت بالتوفيق


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





قديم 24-12-13, 08:03 PM   #5

kamilia rose

عضوة فعالة في القسم الطبي ومنتدى اسرة حواء

alkap ~
 
الصورة الرمزية kamilia rose

? العضوٌ??? » 309194
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 225
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » kamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond reputekamilia rose has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تم التصويت
بالتوفيق


kamilia rose غير متواجد حالياً  
قديم 24-12-13, 08:30 PM   #6

"شهرزاد زمانها"
 
الصورة الرمزية "شهرزاد زمانها"

? العضوٌ??? » 286308
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 509
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » "شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute"شهرزاد زمانها" has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
افتراضي

في الحقيقة القصتين جميلتين لكني شعرت بواحدة قريبة لي اكثر لدلك صوت لها اشكر اصحاب القصتين على هده السطور الرائعة التي تنبع من القلب

"شهرزاد زمانها" غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الجديدة اتمنى التشجيع
قديم 24-12-13, 09:06 PM   #7

nahe24

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية nahe24

? العضوٌ??? » 142458
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,256
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond reputenahe24 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

القصتين كانوا جميلااااااات لكن طبعا اتأثرت بواحدة اكثر من الاخرى تم التصويب وبالتوفيق

nahe24 غير متواجد حالياً  
التوقيع








قديم 24-12-13, 11:36 PM   #8

cherry 86

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية cherry 86

? العضوٌ??? » 291151
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,097
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » cherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond reputecherry 86 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الموضوع جميل والروايتين رائعين لكن روايه اثرت بى اكتر من التانيه .. تم التصويت

cherry 86 غير متواجد حالياً  
التوقيع

شكرآ كتييييييييير كارى على عروستى والتوقيع


هشااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااااام



قديم 24-12-13, 11:40 PM   #9

ذكريات الحب

نجم روايتي ومشرفة سابقة وشاعرة متألقة و عضوة فعالة في التراس المنتدى الأدبي و الفائزة بالمركز الاول في فزورة ومعلومةوقاصة بقلوب أحلام ومحررة بالجريدة الأدبية alkap ~

 
الصورة الرمزية ذكريات الحب

? العضوٌ??? » 266399
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,194
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond reputeذكريات الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
تتشابك خيوط الواقع بالخيال وتمتزج الحقيقة بالوهم فنفقد القدرة على التميز فلا صواب نميزه ولا خطأ تساوت الأمور لدينا والنتاج جنون مجرد جنون لا غير والسؤال الى متى سوف نستمر نحن البشر بالهرب من الواقع الى الخيال والى أي أي مدى سوف نغرق به
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمن ربي يحميكم من عيون ما بتصلي ولا بتسمي على النبي كلا القصتين رائع من حيث الصياغة والاسلوب السلس ومن حيث المضمون والمحتوى ولكل منهما بصمة كاتبه بها تشدنا منذ بداية القصة الى نهايتها تجعلنا نقف حائرين في اختيار القصة للتصويت ولهذا عذرا منكن قمت بالتصويت رغم انني كنت ارغب ان اقوم بالتصويت لكلا القصتين بالتوفيق لكلا الكاتبتين اتمنى لكن التوفيق والنجاح الدائم

اشكركن من أعماق القلب مشرفات قسم قصص من وحي الأعضاء على جميع الجهود المبذولة من قبلكن
اتمنى لكن المزيد من النجاح الدايم والتألق المستمر دمتن لنا


ذكريات الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع



[/QUOTE]





قديم 26-12-13, 08:26 AM   #10

زهر البيلسان

مشرفة منتدى القضية الفلسطينيـة وزهرة المنتدى السياحي وعضو فعال في منتدى صحة ورشاقة وقنبلة بحوث

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهر البيلسان

? العضوٌ??? » 142774
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 9,901
?  مُ?إني » غزة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » زهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond reputeزهر البيلسان has a reputation beyond repute
?? ??? ~
إذا لم يكن في الوصلِ رَوحٌ وراحةٌ .. هجرتُ وكان الهجرُ أشفى وأسلما”
افتراضي

تم التصويت
بالتوفيق ^^


زهر البيلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع
..كن قوياً ﻷجل كل أولئك الذين يرون فيك وطنا يسكنون إليه ..
موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
التحدى يعود من جديد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:09 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.