05-11-18, 08:16 AM | #1 | |||||
| هـــذا الـــشــارع الــمــظــلــم أزاح ( ماجد ) الملاءة التى تغطى الجثمان ، وتقدم ( سليم ) ليلقى نظرة على صاحبها ، وظهرت علامات الرعب على وجهه ، وكاد يفقد الوعى نظر له ( سليم ) وقال : نعم ، لقد كان صديقى ، إسمه ( ثابت ) قال ( ماجد ) : بعد تحرياتنا عنه علمنا كل شئ ، ولكن ماذا كان يفعل صديقك داخل ذلك الشارع المحظور ؟! قال ( سليم ) : لقد كان يريد التحقق مما يسمعه من الناس ، وإنه لا وجود لأرواح شريرة قال ( ماجد ) : كيف تعرف إنه صديقك ؟! ، على الرغم من أن الهيكل العظمى مشوه بالكامل ! ************** ســـــلـــســــلـــــــة ( حــــكــــــايـــــــات ) قــــصــــــــص قـــــــصــــــــــة ( هــــــــــذا الـــــــشــــــــارع الــــمــــــظـــــــــــ لــــــم ) نــــــــوع الــــقـــــصــــــــة ( رعـــــــــــب ، غـــــمـــــــوض ) تــــألـــيـــــــــف ( عــــبــــدالـــنــــاصــ ــر أغـــــــــــــــا ) ( كـــــــــــاتـــــــــــ ــب الـــــــــــظـــــــــــ ـــــــــلام ) *********** 1 ( القاهرة ) العام ( 2015 ) الآن إنه الظلام ، حيث لا مفر من غموضه ولياليه الساحرة ، وقد أطل القمر بوسامته المشعة كان الجو حارا جدا هذا الصيف ، الساعة الآن 40 : 1 مساءا ، وسط هذا السكون ، تقدم شابان قاصدين مسكنهم القريب من البنايات الشامخة ، كان تقدمهم مسرعا ، فلقد كان العمل مرهقا هذا اليوم القائظ ، وقد بلل العرق ثيابهم ، كأنها أمطار أغرقتهم قال ( ثابت ) : تبا لهذا الحر القائظ ، وكأن جهنم قد فتحت جحيمها علينا قال ( سليم ) : أذكر (الله) عز وجل ياصديقى ، عندما يكون الجو حارا بهذا الشكل ، فأنه بالفعل من لهيب نار جهنم ، إنها غاضبة من أفعال البشر مسح ( ثابت ) عرقه بمنديله وقال : أفعال بعض البشر ، وليس كلهم يارفيقى العزيز قال ( سليم ) : لا فارق ، فاللعنة تصيب الجميع ، ليرحمنا ( الله ) وصلا فى تلك اللحظة إلى تفرعات عديدة ، كان من بينها شارع مظلم كئيب ، توقفا أمامه نظر ( ثابت ) إلى الشارع المظلم وقال : هذا الشارع يثير حيرتى ، هل سمعت الحكايات الخرافية التى عنه ؟ جذبه ( سليم ) من ذراعه وقال بقلق : لقد وقعت فيه عدة جرائم والقاتل مجهول ، هيا بنا لا أشعر بالأرتياح لهذا المكان أبعد ( ثابت ) يده عن ذراعه وقال : ما رأيك أن ندخله ، ونحاول معرفة ما يدور هناك ؟ شعر ( سليم ) بالقلق والخوف وقال : لا تكن متهورا ، هيا بنا من هنا ، الوقت متأخر ونحن متعبون تقدم ( ثابت ) نحو الشارع المظلم وقال : إنها فرصتى ، الفضول بداخلى سوف يقتلنى ، الكثيرون قد عجزوا فى تفسير حوادث القتل الشنيعة التى تحدث داخله ، حتى قال البعض إنه من فعل العفاريت ، التى تختطف أرواح الناس هتف ( سليم ) بتوتر : تعال ياأحمق ، هذا ليس من شأننا توغل ( ثابت ) داخل الشارع المظلم ، وشعر بقشعريرة فى جسده قال ( ثابت ) : إذهب أنت إلى السكن ، وسوف ألحق بك بعد قليل ثم أختفى جسده داخل الشارع المظلم ، وسمع ( سليم ) صوت خطواته البطيئة وهى تبتعد ، فحاول أن يتقدم خلف صديقه ، ولكن جرس الخوف أرتفع بداخله أكثر فتوقف ، ومن ثم أتخذ طريقه إلى السكن قال ( سليم ) : سامحنى ياصديقى ، لست شجاعا مثلك ، ولكن تنقصك الحكمة ، فأنت متهور ************ توغل ( ثابت ) داخل الشارع المظلم ، وقد بدأ الخوف داخله يتصاعد أكثر ، كلما تقدم نحو ما يخشاه الناس لكنه لا يصدق ما يسمعه من الناس ، بأن هناك أرواحا شريرة ، هى التى تختطف أرواح البشر وتترك خلفها عظامهم المتحللة ، سوف يكشف الأمر بالتأكيد ، هذا ما قاله لنفسه أثناء تقدمه فجأة توقف وشاهد نهاية الشارع المسدودة بحائط عال ، خلفه عمود إنارة يضئ المكان تأمل ( ثابت ) ببصره المكان ، فلم يجد شيئا مريبا ، سوى جدران البنايات الضخمة ، التى تسد الشارع من الجانبين ، وبعض العظام المتحللة وسط قمامة فاسدة همس ( ثابت ) : لا يوجد شئ مخيف هنا ، ولكن هذه العظام ! تقدم نحو بقايا العظام يدقق النظر فيها ، وصدره يعلو ويهبط من الخوف ، واللهاث العنيف يكاد يخطف أنفاسه ، شئ غامض يجذبه بعدم الرجوع ، شعور عجيب بداخله قال ( ثابت ) : إنها مجرد بقايا عظام ، ربما هى عظام قوارض أو .... لم يكمل جملته ، فقد لاحظ شيئا ما تغطيه بعض الأتربة ، شئ صغير مستدير ، فمد يده بمنديله يمسح عنه التراب ، وتراجع بخوف شديد لقد كان ما شاهده هو جمجمة ، جمجمة بشرية متآكلة كانت تغطيها الأتربة والطين يكسوها شاهد فى الركن البعيد للشارع المسدود ، أشياء محترقة وبقايا عظام صغيرة تراجع أكثر عندما شاهد تلك الأشياء التى ظهرت ببطء من داخل جدران البنايات ، وتقدمت نحوه وهى تطلق أصواتا مزعجة ، ما بين الزمجرة والفحيح ، وعيونها المشتعلة كالنار ترمقه بغل وجوع هتف ( ثابت ) : مستحيل ، لا يمكن أن تكونوا حقيقيون ؟! تراجع للخلف لينطلق هاربا ، ولكن تلك الأشياء حاصرته فى دائرة ، وتحركت أسرع منه هاجمته تلك الأشياء بكل شراسة ، وصرخ ( ثابت ) لمرة أخيرة فى حياته ********* 2 وقف ( سليم ) فى المشرحة ومعه طبيب كهل والرائد ( ماجد ) ، تقدم ( ماجد ) نحو جثة مغطاة داخل ثلاجة حفظ الموتى قال ( ماجد ) : هل تعرف هذا الشاب ؟ أزاح ( ماجد ) الملاءة التى تغطى الجثمان ، وتقدم ( سليم ) ليلقى نظرة على صاحبها ، وظهرت علامات الرعب على وجهه ، وكاد يفقد الوعى نظر له ( سليم ) وقال : نعم ، لقد كان صديقى ، إسمه ( ثابت ) قال ( ماجد ) : بعد تحرياتنا عنه علمنا كل شئ ، ولكن ماذا كان يفعل صديقك داخل ذلك الشارع المحظور ؟! قال ( سليم ) : لقد كان يريد التحقق مما يسمعه من الناس ، وإنه لا وجود لأرواح شريرة قال ( ماجد ) : كيف تعرف إنه صديقك ؟! ، على الرغم من أن الهيكل العظمى مشوه بالكامل ! نظر ( سليم ) إلى جثمان صديقه الراحل ودمعت عيناه وهو يتأمل الجثمان المشوه بحزن ، لم يكن جثمان معروف ، ولكنه هيكل عظمى كامل بدون أعضاءه وبدون جلد يغطيه ، كان أمام هيكل عظمى مشوه ، وعلى أطرافه نهشت أشياء لحمه وألتهمته بالكامل ، وتركت فقط هيكله العظمى مع جزء من الوجه ، وعين واحدة تحدق فيهم برعب قال ( سليم ) بحزن : هذه السلسلة التى حول رقبته ، لقد كان يرتديها دائما قال ( ماجد ) بتأثر : لقد تركناها حتى يمكنك التعرف عليه ، إنها الوسيلة الوحيدة ، كى يمكنك التعرف على جثمان صديقك شعر ( سليم ) بالتوتر وقال : ولكن من فعل به هذا ياسيدى ، أهى الأرواح الشريرة ؟! نظر ( ماجد ) إلى الجثة وقال : لا ندرى بعد ، لقد وجدته دورية الشرطة بالنهار ، داخل الشارع المريب ، ولا وجود لمن فعل به هذا ، ولكننى أرسلت أفضل رجلين أمن ، لمعرفة ما يحدث هناك ، لقد تفاقم الأمر إلى حد لا يمكن تحمله ، فأما أن نكشف اللغز ، أو سوف نموت جميعا ************ أستلم ( ماجد ) تقرير ضباطه ، وبعد قراءة دقيقة ، وضعه على مكتبه وهو شارد الذهن قال ( ماجد ) بدهشة : من كان يمكنه أن يتصور ذلك ؟! قال النقيب ( عادل ) : بعد فحصنا الدقيق لمكان الحادث ، وجدنا عظام قطط ماتت منذ فترة طويلة ، والغريب إنها ماتت محترقة ، كانت هناك عظام لم تتحلل بعد ، يبدو أن صقيع الشتاء السابق ، قد حفظ بعضا منها قال النقيب ( صالح ) : وبعد أن سألنا الجيران ، الذين يقيمون بجوار هذا الشارع ، قالت لنا سيدة عجوزة ، إنه كان هناك منذ عام ، مجموعة من الشبان الملاعين ، كانوا يأتون ليلا ، ويسهرون داخل هذا الشارع ، وكانوا يتعاطون المخدرات ويحتسون الخمر ، وفى ليلة من الليالى ، قام هؤلاء الشبان بأشعال النار فى مجموعة من القطط وتركوهم جميعا يموتون قال النقيب ( عادل ) : وهذا يفسر حوادث القتل ليلا ، لكل من يدخل هذا الشارع ، بعد موت تلك القطط بهذه الوسيلة البشعة ، كانت تخرج أشباحها للإنتقام من البشر ، أو من الذين يدخلون هذا الشارع بالذات ، وتلتهم جثثهم تاركة عظامهم ، وتلك السيدة العجوزة ، كانت ترى كل هذا من خلف زجاج نافذة غرفتها ليلا ، ولا تتكلم ، ولكن بعد تحرياتنا وسؤال الجميع ، أجابتنا السيدة العجوزة قال ( ماجد ) : إنها قضية غريبة ، يجب أن نجد حل لتلك المشكلة ! ************ فى تلك الليلة بعد منتصف الليل ، وصل شاب وفتاة غرباء عن المدينة ، وتوقفوا بسيارتهم أمام ذلك الشارع المظلم ، وهبط من السيارة شاب وفتاة عابثان قالت ( تينا ) : هذا الشارع مناسب لقضاء ليلتنا فيه أمسك صديقها ( بيتر ) يدها وقال بمرح : هيا بنا ياجميلتى وتقدموا نحو الشارع المظلم ، ولاحظوا وجود يافتة كتب عليها ، ( ممنوع دخول هذا الشارع ) أشارت ( تينا ) بيدها تجاه اليافتة وقالت : ولكنه ممنوع الدخول لهنا ! أبتسم ( بيتر ) وقال : وهذا يجعل ليلتنا أكثر أمانا ، مع وجود يافتة هنا ، لن يزعجنا أى شخص قالت ( تينا ) مبتسمة : هذا أفضل ، كيف لم أفكر فى ذلك ؟! قال ( بيتر ) بسخرية : دعى خوفك بعيدا وركزى معى ، مادمت معك لا تخشى شيئا منحته ( تينا ) أبتسامة جذابة ، وتوغلوا داخل الشارع المظلم *************** كان ( بيتر ) و ( تينا ) يقضون وقتا ممتعا داخل الشارع ويتبادلون القبلات ، فجأة لاحظ ( بيتر ) تلك الأشياء التى تخرج من داخل الجدران ، أشياء نصف مادية ونصف شفافة لقد كانت قطط عديدة ، العشرات منها ، عيونها تشتعل نارا ، وأجسادها شبحية ، وأصواتها مرعبة صرخت ( تينا ) وحاولت الهرب ، ولكنها تعثرت وسقطت أرضا ، أما ( بيتر ) فقد أستطاع الجرى بكل قوته ، ومن خلفه تعالت صرخات عشيقته ( تينا ) صرخت ( تينا ) برعب : لا تتركنى هنا ! لكن ( بيتر ) المذعور نظر بخوف للموقف الرهيب وقال : سامحينى يا ( تينا ) ثم أنطلق يهرب مبتعدا عنها ، وصرخت ( تينا ) ، والقطط الشبحية تقترب منها ، حتى حاصرتها تماما وأنقضت عليها ، ونهشت جسدها ووجهها ، وصرخت ( تينا ) صرخاتها الأخيرة ************ 3 أنطلق ( بيتر ) يجرى بكل سرعته ، كان يلهث بشدة بسبب الرعب والخوف والقلق هذه الأشياء الشبحية ما هى ؟! من أين جاءت ؟! أسئلة كثيرة مرت بعقله ، كل ما يهمه الأن هو أن يخرج حيا من ذلك الشارع الصامت جاءت فى خياله صورة ( تينا ) الفاتنة شعر بالندم لإنه تركها ، لكنه كان مضطر لذلك يمكنه أن يجد صديقة أخرى غير ( تينا ) المهم أن يخرج من هنا حيا ظهر الطريق الرئيسى المظلم أمامه ، وشعر بالأمل داخل قلبه ، ثم خرج للطريق الأسفلتى منطلقا نحو سيارته الحديثة ، حيث تركها على الجانب الآخر من الطريق أثناء جريه وسط الطريق ، سطع فى وجهه ضوء قوى أغشى بصره ، وسمع صوت سيارة مسرعة من النوع ناقلة البضائع إتسعت عيناى ( بيتر ) وشاهد السيارة المسرعة تنطلق نحوه ، وأطلق ( بيتر ) صرخة مفزعة صدمته السيارة المسرعة بقوة ، ودهسته بعجلاتها ، وواصلت السيارة إنطلاقها ، دون أن تتوقف كان قائد السيارة نصف واعى ، كاد النوم يغلبه ، لكنه شعر بشئ صدمه بسيارته ، فأنتبه للطريق قال السائق الكسول : يبدو أننى دهست كلب ، أو حيوانا ما ، أو حتى قط ، يجب أن أكون حريصا أكثر ، حتى لا أقتل إنسان ثم تناول من جواره زجاجة بيبسى ، وواصل طريقه بنفس السرعة ، حيث أن الطريق أمامه خال ************ داخل ذلك الشارع المظلم ، تجمعت القطط الشبحية فى صف مستقيم جوار بعضهما ، وعيونهما المشتعلة كاللهب ، تنظر إلى الشارع المظلم الطويل ، حيث يأتى لها الطعام ، البشر وأى شئ لكنهم لن ينتظروا قدوم الطعام ، سوف يخرجون بأنفسهم للبحث عنه ، سيخرجون للمدينة ، التى سوف تصبح لهم وحدهم فى بطء مستفز ، تقدمت فصيلة القطط كى تصل لنهاية الشارع ، وإبتلعها الظلام تألقت عيون القطط بشراسة ،عندما ظهرت معالم الطريق من بعيد ، وهم يتقدمون بلهفة متوحشة للغاية ، إنها ليلة فصيلة القطط الوحشية ************* الـــــــــــنـــــــهـــ ــــــــــــايـــــــــــ ــــــة ************ الـــــــقـــــــصـــــــ ــة الــــــــقـــــــــــادم ــــــــــــة ( الـــــــفـــــــتـــــــ ــــــــاة الـــــــمـــــــهـــــــ ــــــــــرج ) | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|