لعبة الجحيم الفصل الأول استيقظت ذلك اليوم ككل يوم , استيقظت بكسل كانت الساعة حينها السابعة صباحاً ؛ مما يعني بقاء ساعة على موعد العمل , كان كل شيءٍ يسير بشكلٍ طبيعي , قمت من مضجعي إلى صنبور المياه و قمت بغسل وجهي لكي أستعيد نشاطي الذي أخمده النوم و أعددت بعض القهوة و شربتها ثم لبست ملابس العمل و خرجت إلى موقف الحافلات لكي أستقل حافلة توصلني لعملي ككل يوم , و أتت الحافلة و دخلت بها , و كانت الساعة حينئذ السابعة و النصف صباحاً , كانت الحافلة شبه فارغة وذلك بسبب أن منزلي يقع على أطراف المدينة إذ قليلٌ ساكنيها , فجلست في المقعد الذي يجاور النافذة حيث أستمتع و الريح تلاعب وجهي من خلال النافذة أثر حركة الحافلة السريعة نسبياً , ثم توقفت الحافلة لتستقل راكباً آخر , و كانت إمرأة لكنها بدت أجنبية إذ توحي ملامح وجها الصارم بذلك , و جلست بالمقعد الذي بجواري و قد أستغربت ذلك علماً بأنه يوجد الكثير من المقاعدة الخالية لما أختارت الجلوس بجانبي لا أعلم , لكن لم يكن بالشيء المهم مقارنةً بالحقيبة السوداء التي كانت بيدها , حيث كانت مهتمة بها بشكل ملحوظ جداً , ثم حينماً أقتربت من مكان عملي إذا أوقفت تلك السيدة الحافلة لكي تخرج منها , لكن ياللعجب تركت تلك الحقيبة ! فقمت مسرعاً قبل أن تتحرك الحافلة مرةً أخرى لكي أنادي عليها لتأخذ حقيبتها لكن حينما نزلت مباشرة كانت هناك دراجة يقودها شخص على رأس خوذة ركبت السيدة خلفه و أنطلق مسرعاً , حينها علمت أن ترك هذه الحقيبة كان أمراً مقصوداً , ولكن لم أفهم لماذا تركتها , ذهبت إلى سائق الحافلة و هي توشك أن تعود للحركة و قلت له : تلك السيدة تركت هذه الحقيبة هنا , خذها لعلها تعود و تسأل عنها . فرد بسخرية : لم تعد تنطلي علينا تلك الألاعيب عد مكانك , ليس لدي وقت من أجلك . و في الحقيقة لم استغرب إجابته فهناك الكثير من المحتالين في بلدتنا و حدث كثيراً أن يترك شخص شيء في مكانٍ ما ثم يشكوا للشرطة ويقول أنهم أخذوها بالقوة ,عدت مكاني إلى أن وصلت إلى عملي و ذهبت للعمل و قد كانت تلك الحقيبة معي , في الحقيقة فكرت في أن أتركها في الحافلة لكن خفت أن يغضب ذلك السائق فلا يقبل أن أركب حافلته مرةً أخرى و هي الحافلة الوحيدة التي تأتي في الساعة السابعة صباحاً فمنزلي كما ذكرت على أطراف المدينة , دخلت على عملي على الساعة الثامنة و كان أول من أراه هو مديري أحمد الذي رحب بي و أثنى علي لوصولي دائماً على الموعد , ثم ذهبت لمكتبي و كنت أعمل محاسباً في شركة صغيرة و كان بجانبي زملائي بالعمل و منهم صديقي العزيز إبراهيم الذي درست أنا و هو في نفس المدرسة و في نفس الجامعة و عملنا في نفس الشركة و لم تكن بيننا أسرار فأنا أخبره عن كل أموري و هو بالمثل , سلمت عليه في العمل و قلت له أني أريد أن نذهب سوياً لتناول الغداء في معطم لأنه يوجد أمر أريد الكلام معك فيه و رد قائلاً : على الرحب و السعة و لكن الحساب عليك . قلت له: ليست مشكلة يا صديقي . و حين انتهاء موعد العمل الساعة الثانية ظهراً ذهبت مع إبراهيم إلى مطعم جيد بجوار منزله و كانت معي تلك الحقيبة السوداء التي ما زلت لم أفتحها , دخلنا إلى المطعم و طلبنا بعض الدجاج و جلسنا بإنتظاره في المطعم و قلت أنا : هناك موضوع غريب يا صديقي أريد أن أكلمك فيه . قال : قبل ذلك ما بال هذه الحقيبة لم أرك يوماً تحمل حقائب معك , و ايضاً هذه الحقيبة باهظة الثمن يبيعها والدي في بقالته بـ 200 دينار . قلت منصدماً : ماذا ؟ لماذا هي كذلك ؟ فرد علي : هل أنت مجنون أتحمل حقيبة لا تعلم ثمنها !! تبدو و كأنك سارق . قلت : كفاك مزاحاً هذه الحقيبة هي ما أريد التكلم عنه , فاليوم في الحافلة .... وقلت له ما حصل بالتفصيل . فأخذ يضحك بشكلٍ فاضح و قال : ما حدث معك كالأفلام . ثم قاطعه صوت العامل بالمطعم و هو يقدم إلينا الدجاج بعد طول إنتظار و أكمل إبراهيم و قد بدأ بتناول الدجاج : ما قلته لي فعلاً مضحك أشعر و لو أن شخصاً غيرك قال لي هذا ما صدقته لكني أعلم جديتك في الكلام , عموماً لماذا لم تفتحها لربما وجدت بها متفجرات كالقصص الخيالية و عاد يضحك و قد ملئ فاه بالطعام , فرددت : كفاك سخرية لا تجعلني أندم لكلامي معك , أنا أردت فتحها في وجود شخص آخر , حينما ننهي الطعام سنذهب لمنزلك - لأنه قريب - و نفتحها و نعلم ما بها . رد قائلاً : حسناً . و فعلاً ذهبنا إلى منزله بعد أنتهائنا من النقاش الذي فتحه صديقي مع مالك المطعم أحتجاجاً على سعر الطعام علماً بأني أنا من دفعت ثمنه !! فعلاً إبراهيم مزعج , كانت الساعة حينها الثالثة و الأربعون دقيقة ,دخلنا منزله الذي يسكن به هو و أخيه المحامي سامر , و كان أخيه ما زال في العمل حينها و جلست على الأريكة و وضعت الحقيبة أمامي على المنضدة و أنظر إليها و أقول في نفسي ما الذي أوصلك لي , و بعد قليل عاد إبراهيم من غرفته التي ذهب إليها ليبدل ملابسه و جلس بجانبي و قال : هيا أفتحها . فمسكتها و نظرت إليها و إذا هي عليها رقم سري يجب وضعه لفتح الحقيبة يتكون من ثلاث خانات حينها قلت له : هناك رقم سري ماذا نفعل . قال إبراهيم : عادةً يكون الرقم السري الأساسي للحقائب هو 999 جرب ذلك . ففعلت و لكن لم تفتح فقلت : لا خاطئ , ماذا يمكن أن يكون ؟ فرد علي : أنتظر سأكلم أبي هاتفياً و أساله عنها و أباه أسماعيل رجل في الخمسينات من عمره لديه متجر في مدينة أخرى يسكن بها هو و زوجته و أخوان إبراهيم الصغار و متجره يبيع الحقائب , و فعلاً إتصل إبراهيم بوالده و دار بينهما الحديث التالي إبراهيم : مرحباً يا والدي كيف حالك ؟ . رد أباه : أهلا يا إبراهيم , أنا بخير و الحمد لله , أنت كيف حالك يا بني ؟ . رد إبراهيم : أنا بخير يا والدي لكن أريد أن أسألك سؤالاً . رد أباه : تفضل يا حبيبي . قال إبراهيم : أنا مع صديقي و لدينا حقيبة من نوع كذا و كذا و عليها كلمة سر و لا أعلم ما الرقم السري الأساسي لها هل تعلمه يا أبي ؟ . رد أباه : مبروك لك هذه الحقيبة الجيدة و رقمها الأساسي أعتقد أنه 765 . فقال إبراهيم شكراً لك يا أبي . رد اباه العفو يا بني . و أنتهت المكالمة و قال لي إبراهيم جرب هذا الرقم 765 . ففعلت مباشرة و فعلاً فتح القفل فأخذت الحقيبة و فتحتها و قلبي يخفق بشدة , ياللمفاجئة أنصدمت فعلاً كان في داخلها ورقة , أخذتها لأقرئها و كان مكتوب عليها : "حظك السعيد أنتهى , أهلاً بك في الجحيم" جمبع الحقوق محفوظة © شريف مصطفى
|