أوراق الخريف / للكاتبة إنسانة ، قطرية مكتملة

[لامارا]

	بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقدم لكم رواية الخـــ اوراق ـــريف !؟!؟ للكاتبة / انسانة قراءة ممتعة لكم جميعاً.......

[لامارا]

مقدمة تعريف ....

اوراق الخريف ... احيانا تسقط الاوراق لتعري الشجر ... وتجرد الكون من لمسات الربيع ... معلنتا بديكتاتورية الطبيعة ابتداء فصل .. وانسحاب الربيع !!! احيانا تكون حياة أحدنا كالفصول الاربع باستثناء فصل الربيع !! واحيانا تخطأ فصول الحياة دورت الطبيعة فيسبق احدها الاخر وقد يلغي الاقوى الاضعف فيها كسمكات المحيط !!

" اوراق الخريف "

رواية من نسج انسانه بخيوط من خيال الواقع او واقع الحياة ... هي حتما كسواها من المحاولات لا تخلو من الاخطاء " الادبية ،اللغوية والضمنية " رغم قصورها هي الاقرب لي كانسانه واتمنى ان تكون كذالك لكم ....

[لامارا]

" ذكرى اوراق الخريف "

*** الرجاء من الركاب الكرام إلتزام مقاعدهم وربط احزمة الامان استعدادا للاقلاع ***
وبعد ما يقرب ال 15 دقيقة بدأ الترحيب طاقم الطائرة المكون من ..... الى ان تمنى المتحدث لنا رحلة سعيدة انطلاقا من الدوحة الى نيويورك ***

" لم اشعر ابدا بالبرد وانا قابعة في مقعدي بجانب النافذة الصغيرة ويد عمتي حنان تحيطني بدفئ وحب , عمتي حنان لا بد ان تكون هي اةل ابطال قصتي فهي ملكة حياتي ورفيقة دربي وزهرة الامل في نفسي هي أمي الثانية ، حنان تلك الشقيقة الوسطى لابي عبدالله كانت هي دوما لساني الناطق لرغباتي ورغبات شقيقتي منال ومنى ... وها هي اليوم قد تخلت عن كل شيء ووقفت بحدة ودون تردد امام الجميع لتعلن عن حلم طفولتي , لن انسى ابدا فرحتها لنجاحي بتوفق ضمتني اليها باكية بحرقة ... اول مرة في حياتي اراها تبكي دون التستر بظلام الليل و بغطاء الصلاة ... بكت بنحيب ثار جدل جميع العمات ... وحدها جدتي سارة ادركت ان نحيب ابنتها لم يكن سوى مزيج من فرحة وذكرى وحنينها للوالدة آمال ... ومن بين دموعها سالتني عمتي حنان عن هدية النجاح ... ترددت كثيرا قبل ان اعلن لها عن رغبتي الصادقة في السفر للخارج ... كانت امريكا هي حلم طفولتي .. لم اعلن عن رغبتي قط ... كانت بالنسبة لمن هي في ظروفي مجرد حلم لا يحق له الا ان يظل امنية مستحيلة المنال ...

اذكر انني اخطأت يوما وزللت في كلامي .. امام خالتي عائشة " التي هي شقيقة امي آمال والتي احتلت فيما بعد لدى والدي منصب امي "
" اخطات حينما لمحت لها عن رغبتي في السفر الى الخارج لاتمام دراستي , كانت هذه المرة اكثر شراسة عن ذي قبل حيث اشاحت لي بكلتا يديها :: شنو !!؟؟ من متى بناتنه يسافرون برع بعد ... والله هاي آخرة دلع ابوج لج ... يا فرحة عمتج فيج ونعمة التربية ... روحي بشري ابوج قولي له انج تبين تسوين مثل عمتج حنان وتسافرين تدرسين برع بعد ... كل حب ويطلع على بذرة " لا اعلم كيف تناست الخالة عائشة انها كذالك سافرت الى الاردن لاتمام دراستها بعد ان فشلت بالالتحاق بجامعات قطر .. وانها كانت اكثر تحررا من اي فتاة في العائلة , وان الجميع استهجن فكرة ارتباطها بابي المتحفظ لتحررها !!

هي كانت بتلك السوقية التي بدت فيها بكلماتها لكنني يومها بكيت من ترورتها وتعمدها الاساءة لعمتي حنان ... ومن اجل العمة حنان فقط فضلت ان أوئد فكرة سفري في مهدها ... خشيت ان تثار المزيد من المكائد للعمة حنان بسببي ...

كنت انا ( امل ) وشقيقتي منال ومنى السبب الرئيسي للعديد من مشاكل وآلام العمة حنان و معظم خلافاتها مع الوالد عبدالله والخالة عائشة ... كانت تتحمل دوما ودون ضجر عبء نصرتنا وتحقيق سعادتنا المغتظبة في غابة كالتي تعولها خالتي عائشة والجدة منيرة وعماتي العظام .......

جمدت العمة حنان في مكانها بعد ان اعلنت لها عن حلمي في السفر ... اقشعر بدنها النحيل واشاحت بوجهها المرهق فلتقت نظراتها المشبعة بالفرح والألم والغصة وبنظرات عماتي من حولها المليئة بالسخرية والتشفي وعلت وجوههم ابتسامة مكر ... انزوت العمة على نفسها باحد زوايا مملكتها الصغيرة تكفكف دموعها سابحة في الذكريات ....... ندمت حينها عن اعلان رغبتي ... كم انا انانية كيف لي بعد ارهاق كل تلك السنين ان اكافأها بالرحيل والسفر ... تدافعت الى ذهني سيل من الذكريات دوووووووووون ترتيب ,,,,,,,

تذكرت نفسي وانا في الخامسة واختي منال في الثالثة ومنى لم تتعدى الثانية ... كنا بصدد التجهيز لرحلة يوم الجمعة انا ووالدتي آمال واخي فالح , فقد اعتدنا عليها في نهاية كل اسبوع يكافؤنا الوالد برحلة او نزهه تمنحنا طاقة المرح لبداية اسبوع دراسي جديد , انتهت الوالدة من التجهيزات وانتظرت عودة الوالد عبدالله من صلاة الجمعة , عاد ابي بشوشا كعادته تسابقنا اليه انا وفالح تدافعنا لنال شرف تقبيل الوالد اولا سبقني فالح لكني بدهاء ادعيت السقوط فعاد ببراءة ليعينني على النهوض ...فنهضت على عجل وقفزت بحجر ابي لاعلن فوزي باول قبلة .... تعالت الضحكات وعلى بكاء فالح المغدور حضرت الوالدة على عجل " شفيكم ؟؟ شصار شفيه فلوح يصيح ؟؟" حكى لها ابي ما حدث ابتسمت الوالدة واحتضنت ابنها فالح وهي تقول :" صدقني هالبنت طالعة عليك شيطانه , وفلوح فديته علي طيب ينقص عليه " رد الوالد بابتسامة ذات معنى وضمني الى صدرة واردف :" اوكي يا ام فالح يا الطيبة يله لمي عيالج وركبوا السيارة , خمس دقايق ابدل واجي " هنا ردت الوالدة بشئ من الجديه :" بو فالح منال ومنى مسخنين , بنخليهم عند عمتهم حنان وامي سارة علشان ما تزيد عليهم السخونه مع تغير الجو " و اردفت " انا كلمت حنان قالت انها ما بتطلع اليوم ولا مناوبة " رد عبدالله بابتسامة خبيثة :" زين , بس ليش ما اتلتي بامج منيرة علشان تخلي اليهال عندها " ردت آمال ببراءة :" تدري امي ما فيها شدة يهال ولا تحب تتحمل مسؤولية " !!

استقر الجميع بالسيارة واحتللت انا المقعد الخلفي واخي فالح المقعد الاخير بجانب منال ومنى استعدادا لنقلهم لمنزل الجدة (سارة ) والدة عبدالله والعمة حنان (24سنة ، الشقيقة الوسطى لابي حديثة التخرج من جامعة طب الاسنان بالرياض ، استقرت منذ اشهر قليلة فقط بالدوحة ) توقف الوالد امام منزل الجدة سارة لوحت الى منال ومنى مودعتا اياهما وكذالك فعلت الوالدة .... بعدها لا أذكر من ذاك اليوم شيئا سوى بقايا من صور مبعثرة لامي آمال واخي فالح وابي وهو يصرخ " آمااااااااااااااااااااااا ااال " ...

افقدت بعد عدة ايام من تلك الحادثة على صوت الوالد عبدالله , كنت اشعر الالم في جميع اجزاء جسدي لكنه تركز بذراعي الايمن وانا اراه مرفوعا ومحاطا بالجبن الابيض ... لم اكف عن البكاء رغم محاولات والدي المتعددة الا حينما رايت العمة حنان بابتسامتها المغبطة ... كان بريق عيناها يخفي الكثييييير لي ... كانت تحمل بيدها اليمنى منال وبالاخرى منى .... فرحت حينما رايتها حتى انني لم اعد اشعر بالالم .. وبأمل لا يخلو من قلق سأتها :" اين امي وفالح ؟؟!!"
ان شاء الله هالجزء يعجبكم , ادري طويل بس لاني كتبته تو وتراني بتاخر بنزل كل اسبوع جزءين او يمكن جزء علشان احبكهها صح اوكي

مع خالص حبي

انسانه

[لامارا]

لا احتفظ من تلك الايام سوى بالقليل من الذكريات المظببة ، فقد كانت العمة حريصة كل الحرص على الا تزرع في نفوسنا الالم واليتم صغارا ... كانت تبعدنا عن نظرات الشفقة من حولنا ...كان نبضها المسموع بالامومة كفيلا ان يحمينا من احساس الحرمان باليتم ... " في ايام العزاء كانت تحملنا العمة في الصباح الباكر ونحن نيام الى منزل عمتي ( مها الشقيقة الكبرى لوالدي ) بعيدا عن بيت جدي فالح والجدة منيرة حيث كانت مراسم العزاء ........ كانت اسرة الجدة منيرة تتكون من جدي " عمر والد أمي " والاخ الاكبر " ناصر " تتلية والدتي آمال والابن " أحمد " والخالة " عائشة والتي فيما بعد باتت زوجة ابي " والصغرى شريفة ..... كانت اسرة غريبة الطباع ، قلة عددها كثير المشاكل مضمحلة المشاعر .... كانت قسوة الجدة منيرة تنعكس على جميع ابناءها .. الوحيد الذي لم ينل حظة الوافر من تلك الوراثة .. كان نصيبة من الطيبة التي ورثها من الجد عمر تفووق تلك التي اكتسبها من الجدة منيرة ...... " الخالة عائشة " 21 ربيعا كانت تبدو اكبر من ذالك بكثير ... تعمل باحدى الشركات الخاصة سطحية التفكير غريبة الاهتمامات كثيرة الشكوى كان شغلها الشاغل هو الانترنت الموضه و الازياء واحيانا السنما والفنانات .!! استهجن الجميع فكرة اختيار ابي ان تحل هي محل الوالدة آمال بعد وفاتها ... لكن اصرار ابي وترحيب الجدة منيرة بالموضوع جمد جميع المحاولات المحبطة التي كادت ان تشكل انقلاب على الوالد عبدالله .......

يومها لم ادرك السبب الحقيقي لذاك الزواج الغير متكافئ حتى بالنسبة لطفلة السابعة !! لكن فيما بعد ادركت انها الطريقة الوحيدة التي كانت ستغفر لابي ذنبة بحادث الوالدة آمال وحرمان الجدة من ابنتها في سن مبكر !!!!!!!!؟ ... كانت تضحية الوالد طريقة غريبة للتكفير عن ذنب لم يكن له يد به سوى انه لم يقرأ ابراج ذاك اليوم " يوم الحادث " ويلزم المنزل !!

طباع خالتي عائشة لم تكن السيئة الوحيدة فيها بل كانت لا تنجب " ذاك ما اكتشفته الجدة حديثا " وذاك ما دفم الجدة لتلك الزيجة ورضاها بابي زوجا لابنتها !!كانت شروط الخالة عائشة كثيررررررررررررة تتضمن بيت مستقل وسيارة ومهر وقدرة وحفل ضخم وشهر عسل بماليزيا .. وطبعا لم تنسى ان تشترط الخصوصية في شهر العسل خلوا مني وشقيقتي !!!! وكان لها كل ما طلبت !!

انا وشقيقتاي اعتدنا على العمة حنان فقد غمرتنا بالحب والرعاية والحنان .. لم اشعر يوما ما بانني " يتيمة " حتى ان منال ومنى كن ينادينها ب" ماما " احيانا .... عاد ابي من شهر العسل .... فضلنا انا وشقيقتاي العمة حنان والجدة سارة فقد اعتدنا على وضعنا الحالي لكن !!! بدا ابي متزمتا براية متمسكا بنا واصر على نقلنا الى منزل نا حيث امنا الثانية الخالة " عائشة " !!!

لم نشعر ابدا بالسعادة لدى الخالة ... ولم تحاول هي ابدا الاهتمام بنا او اشعارنا بالحب حتى بدافع كونها " شقيقة الوالدة " .. لم نكن يوما ما احد اهتماماتها المتعددة ... لم امثل انا وشقيقتاي اسم لجمعية خيرية لتسجل به الخالة اسمها فيه رياءا !!! ولم نكن يوما ما دارا للازياء او مجمعا تجاريا لننال من وقتها الثمين نصيب !! كنا في منزل الوالد برعاية الخادمة جولي التي كانت الطف بكثير من الخالة عائشة معنا وكان عزاءنا الوحيد هو اطلالت الوالد " عبدالله " بابتسامته المكسورة بعد عناء العمل وضغط الوظيفة ... ادرك ابي متاخرا جدا , رغم تفنن الخالة امامه بتمثيل دور الام الحنون الرقيقة حتى انا نفسي كان يذهلني تناقضها ولم ادرك يومها انه " دهاء ومكر زوجة اب " ؟؟

بعد شهر عدت مع شقيقتاي الى العمة " حنان " لحيث الام الحقيقية التي لم اشعر يوما ما انها " ليس امي " كان شرط الوالد ان لا تصرح العمة حنان انها من يرعانا ليحتفظ الوالد بصورته الرائعة امام الجميع ولألا يتجرأ احد و يصرح انه بسبب " زوجة الاب " وحتما لان ابي ادرك انه لا يمكن ان يرعى ثلاث فتيات وحيدا دون " ام " ..

[لامارا]

" نعم احيانا يؤلمني نفس الواقع ...... لكنه هو الواقع رغم ايلامه "

مرت الايام سريعة بروتينها اليومي ... دوام المدرسة الابتدائية وتلتها مرحلة المراهقة انتهاءا ب مرحلة الثانوية العامة حيث الاعتماد على النفس وبناء المستقبل ... كانت ايام سعيدة في اغلبها لم يشوهها سوى انني بدأت رغما عن العمة " حنان " ادرك هوية العلاقات من حولنا رايت الحب وتعلمت كيف اشعر به وأشعر من حولي بحبي .. تعلمت الصدق مدركة انه احيانا يعري صاحبة بنفس الدرجة التي يزين بها الكذب ممارسه ... مررت رغما عني بالوان الطبيعة ... وتناقضات البشر ... توقفت مرارا لالتقط انفاسي بعد درس قاسي أخسر او أكسب فيه صديق ...... تعلمت بفن كيف أميز بين ما اسمع وما أرى !!! فلم تعد اذني تسمع الا ما ترى وتصدق ....!!!! علمتني العمة " حنان " الكثير !! ولم تعلمني امور اكثر ....... أخطأت كثيرااااااا العمة حينما طمست السواد متمثلا ب " الكره , الحقد , الخداع , الاهانه والخيانه " حاولت ان ترينا العالم بلون البياض النقاء ,الحب والامانه " كدت اصدق ان العالم من حولنا بتلك المثالية التي ارادت عمتي ان تحينا به لولا تناقضات عديده ......!!! لم تتمكن العمة من طمسها !!

العمة " حنان " نقطة الامل الوحيدة في حياتي وشقيقتاي منال ومنى ... كنا ننفصل عنا باوقات معدودة جدا هي فترات عملها والسويعات القليلة التي كان يجبرنا فيها الوالد على المكوث مع الخالة عائشة !! التي لم تتجاوز ساعتين في الاسبوع !!

احيانا كثيرة كنت اشفق على الوالد , كنت اشعر انه رافض للوضع الحالي .... احيانا اتخيله زائرا باعلى صوته معلنا رفضة ,كرهه واستحالة استمراريته بالوضع الحالي ....... كنت اخشى عليه في كثير من الاحيان المرض ... خلته ارض خصبة لترعرع اي فيروس او داء مزمن بسهوله فهو قد فقد عنصر المقاومة ولم يعد يملك مناعة تمكنه من المواجهة ... بات ضعيفا مترهلا من الداخل رغم صلابة عودة الخارجي !!!

[لامارا]

العمة " حنان " : اي تخصص ترغبين في دراسته بالخارج !!؟؟؟ بهذا التساؤل عادت عمتي من رحلة الذكريات العميقة التي حملتها انا مشقة الارتحال فيها بعد اعلان رغبتي بالسفر ... سؤالها صدم الواقع فيني ترددت كثيرا قبل ان ارد ظننتها لوهلة غير جادة بسؤالها او انها تسخر مني على غير عادة !!! اقتربت مني بلطف وكفها الايمن على كتفي الايسر وربتت بابتسامة فجرت فيني طاقة الشجاعة التي ظننت لوهلة انها انعدمت من قاموسي ... امام الجميع عماتي , ابي وجدتي منيرة والخالة عائشة ... اعلنت لاول مرة عن جدية طلبي ذاك واستدرت بابتسامة عريضة وبنبرة رجاء لا يمكن للعمة ان لا تدركها حتى من لمعان عيني " شرايج عمتي !!" ابتسمت بصدق وتجاهلت نظرات الاستنكار من حولها ممزوجة بامتعاض الوالد عبدالله ... اقتربت مني اكثر واردفت بحزم :" لا يا بنت الغالية , ما بخليج تعانين من الغربة الي عانيتها , لا يا الغالية ما بتعانين ابد ما دام عمتج حنان بنت فالح عايشة " هي في الحقيقة عنت كل كلمة ذكرتها في خطابها ذاك , كان ردها نهائي غير قابل لنقاش العمات او جدال الخالة عائشة او حتى اعتراض الوالد " عبدالله "

بعد ايام معدودة كانت العمة قد جهزت كل شيء للسفر والالتحاق بالجامعة ... واتفقت مع جدتي سارة ان تعتني بمنال ومنى الى ان تضمن لهم الالتحاق بالمدارس قريبة من جامعتي هناك بنيويورك ... لم تحزن منال ومنى كثيرا فقد اعتادت العمة على تنفيذ وعودها دوما معنا وكان وعدها لهما ان الاجراءات لن تطيل اكثر من اسبوع وحجزت لهما التذاكر على ذاك الاعتبار ...

قبل اسبوع من السفر لاحظت تغير جذري في سلوكيات العمة ... كانت اكثر حزنا من ذي قبل .. كثيرة السرحان مضطربة الفكر .. احيانا كنت ارى دموعها تنساب على خديها حتى دوووووووون ان تشعر هي بذالك ... لم ارها ابدا بتلك الصورة من قبل , حتى حينما توفت الوالدة " آمال " كانت تستتر بالليل لتبكي و بقيام الليل لتصبر .. انهارت امامي مرة وهي تتناقش مع عمتي حصة ( عمتي حصة هي شقيقة والدى كذالك اكبر من حنان واصغر من عبدالله , كانت وحنان قبل ان تنتقل الى حياتها الزوجية صديقات اكثر من اخوات ) باتت منذ سنوات في منئ عن المشاعر والاحاسيس كان هاجس الماديات والشكليات هو شغلها الاوحد ... باتت ابعد ما تكون عن حنان لم تتمكن العمة حنان من مواكبة تيار العولمة متمثلا في التناقض و التخلي عن المبادئ لتحذو حذوهم ولتستمر الحياة ... باتت عكس التيار , ادركت انها لربما تكون وحيده لكن ابدا لم تدفعها الوحدة ان تخسر قيمها !!!؟؟ " كانت انسانه في زمن البشر " ....... يومها لم ادرك سبب انهيار العمة لكن ابدا لن انسى دموعها الغزيرة يومها هي نفسها فشلت ان تكفكفها حتى حينما اكتشفت صدفة انني اخترقت جدار السرية ووصلت اليها ... احتضنتني بقوة ... وكانها تستمد مني قوتها !!!

كثيرة تلك هي المرات التي كنت اختلس السمع الى احاديث العمة مع شقيقاتها اللاتي كن بالرغم من كثرت اختلافهن .. اتفقن جميعا على اننا سبب تعاسة ونحس للعمة " حنان " ...... بالرغم من حساسية الموضوع وعدم قناعة العمة بها الا ان وجودي بجانب العمة وخلوتي بها في الطائرة اغراني على سؤالها " عمتي اسالج سؤال !!!!!!؟ "
العمة حنان :" نعم تفضلي حبيبتي "
" توعديني انج ما تزعلين "
" وانا من متى زعلت منكم !!!!!!"
" لا عمتي صج "
" اوعدج "
انا :" عمتي انتي ليش ما تزوجتي !!!!!!!!!؟؟؟"

[لامارا]

صمتت العمة حتى ظننت لوهلة وكانني قذفت حجر في بئر عميييييييييييييييق وانتظر ان اسمع صدى ارتطام الحجر بالماء في قاعه !!!!!!!!

ردت العمة هامسة وكان صوتها ياتيني من نفس ذاك البئر العمييييييييييق :" أمل انتي ليش تسالين ؟؟!"
ترددت قليلا خشية ان ارتكب خطأ جديد :" عمتي الكل يقول انه احنه السبب في عدم زوجج صح !!؟؟
العمة باسمة وهي تصطنع التلقائية :" وانتي يهمونج الكل ولا عمتج "
انا :" طبعا انتي عمتي , علشان جي انتي اول وحده اسالها هالسؤال "
العمة " امل انتي شنو تتقوعين "
انا بتلقائية :" انا مصدقتهم , واحسان وجودنه في حياتج لهاج او شغلج عن الزواج "
العمة :" انتي كم عمرج "
انا :" عمتي ليش !!؟؟ "
العمة :" 18 سنة وانا عمري 36 سنة
انا :" يعني شنو !!؟؟ شدخل عمري وعمرج بسؤالي !!؟؟
العمة :" لا انا بس افكر بصوت عالي لو حبيت اقول لج السبب الحقيقي بتفهمين او لا !!؟؟
:" عمتي يعني على بالج انا غبية ولا ياهل !!؟؟"
العمة بحنان :" انتي لا الاولى ولا الثانية انتي الغالية بنت الغالية
انا وبنبرة رجاء ودلع :" عمتي لو تحسين اني مب كفو انج تقولين لي انا اعفيج من الاجابة "
حنان :" يما امل انتي تذكرين لما كان عمرج 5 سنين !!؟؟
انا في محاولة فاشلة للتذكر :" شنو اذكر بالضبط ..... انا صرااااحة ما اذكر الا شيء واحد هو انه وفاة امي واخوي فالح الله يرحمهم وبدون تفاصيل !""
حنان :" تذكرين الريال الي كان ياخذكم من بيت العمة مها ويوديكم العاب سناء وترجعون وانتو شارين اسكريم ماكدونلز !!؟؟
امل وكانها استعادت شيء ثمين من الذاكرة :" ايووووووووووه الريال الطويل الكبير كان يلبس نظارة سودة حلوة لما نطلع ويشيل منالوا ويخليني انا ومنو نمشي على الارض ... شنو كان اسمه !!؟؟

حنان بحزن :" حسن . "

امل :" اي صح كنه نقول له عمي حسن ... تذكرته كان شكله حلو وكنت احبه لما كنت صغيرة .. كان طيب معانه !! الا هو وينه !!؟؟

حنان :" هو زوجي !!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "
امل ملايييين الاستفهامات و الاستفسارات طرأت علي بالي ممتزجتا بالذكرى ... تذكرت حينما عبثت منى يومها بمحفظة نقوده كانت صورة العمة حنان بها .. تذكرت حرف "H" الذي كان يزين به سيارته و سلسلة مفاتيحة .. تذكرت صورة التي كانت تملأ ادراج العمة .. تذكرت الورد الاحمر الذي كان يحملنا اياه عند عودتنا لمنزل العمة مها لنهدية للعمة حنان ...........

:"أمل " استعدت وعيي اخيرا على صوت العمة حنان متسائله :" غريبة يعني ما سالتيني بعد " انا " عمتي انا اسفه , بس ..." " انا اعرف انيي دائما سبب المشاكل واني ملقوفة ومطفوقة وادخل نفسي بالي مالي فيه ... عمتي انا احبج وااااايد بس ما ادري ليش دائما اذكرج بالذكريات الشينه " انهيت حديثي بعد ان تغيرت ملامحي واقتربت من البكااااء .....

حنان بابتسامة عريضة :" ومن قال لج ان حسن ذكريات !! و شينه بعد !! حراااام عليج !!"
:" عمتي , لو هو مو ذكرى عيل وينه عيل ؟!؟

حنان وهي تستعيد شريط مضى عليه اكثر من 12 سنة : حسن كان خطيبي ... ما كنت اعرفه قبل الزواج كالعادة كنت سنة رابعة يعني باقي لي سنة واتخرجت .. شافتني امه بحفلة زواج خالج ناصر " كنت في اجازة بالدوحة وآمال اصرت علي الا احضر العرس " المهم خطبني حسن من عمج ( الاخ الاكبر لابي ) علي .. سال عنه عمج وصراااحة ما سمعنه عنه الا كل خير وافقنا وكان عبدالله بهلالفترة عنده دورة بالكويت ملجنه واجلنه حفلة الخطوبة لين ايي عبدالله من دورته , رجع عبدالله وقعد مع حسن واعرفه وتذكر انه كان متهاوش معاه ايام الثانوية وان عبدالله يومها انفصل يومين من المدرسة ورجع بعدها ولقى حسن منتقل من المدرسة الى مدرسة ثانية ... صرااااحة كان سبب جدا سخيف وحتى لما قاله عبدالله ل علي ضحك عليه علي وقال له :" انت انشاء الله تبيني ارفض لانه انفصلت بسبته !!" يومها اعلن عبدالله انه بريء من هذه الزيجة وانه غير موافق وانه يعلم عن حسن معلومات مهمة ما بيقولها لنه علشان نندم !!؟؟ علي ما افتكر بتهديدات عبدالله واتم حفلة الخطوبة وكان الاتفاق على ان يكون الزواج بعد تخرجي وتحديدا شهر 10 "

أمل :" يعني في نفس السنة الي توفت فيها الوالدة !!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟"

حنان بالكثير من الاسى :" ن ع م , بالضبط ,, خلال تلك الفترة احببته واحبني بشدة .. كنت ارى فيه عطف المرحوم ابي وحزم الوالدة وحنان علي ورومانسية عبدالمجيد , كان مستعد يسوي اي شيء علشان يسعدني ... كان يناديني " ام قلب ابيض " بالرغم من انه كان يانبني دائما على حسن الظن وسلبيتي في التعامل وفشلي برد الاساءة ... كان يتغرب احيانا لما اتكلم معاه بتلقائية .. اكثر من مرة قالي لي انتي بريئة بس حلوة " صمتت عمتي قليلا وعلت ملامحها ابتسامة باارده وكان الذكرى حملتها لتلك الاياااااااااام "

[لامارا]

تعمدت قطع سيل ذكريات عمتي الذي استدرجتها اليه و انتشالها من الحزن الذي بدا واضحا على ملامح وجهها الرقيق .. " عمتي يعني كان رومانسي ... مثلج " وابتسمت ابتسامة لا تخلو من مكر
عمتي :" ومن قال لج ان عمتج رومانسية ؛) !!؟؟
انا بخبث :" يعني ما يبيلها ذكاء الي تسمع حق عبدالمجيد ومحمد عبدو و تنطرب بقارئة الفنجان في وقت نانسي وهيفا في الصدراة .. لازم تكون رومانسية ؛) والا انتي على بالج انا ما اقرا خواطرج الي تكتبينها في الدفتر البني !!!!!!!!!

" املو انتي صج مب هينه ... والله كبرتي !!

امل :" طالعه على عمتي ؛) بعدين كبرت واملو ما تركب المهم عميمة لا تضيعين السالفة وكملي وين راح عمي حسن !؟!؟

العمة : بعد وفاة آمال .. قلت اهتمامي بحسن شوي .. انشغلت فيكم وبالوضع الجديد في بيت الجدة سارة ... الاوضاع كلها كانت مضطربة وغير مستقرة .. كل واحد في البيت خذه فترة طوييييييييييييله على ما امتصينه الصدمة و تعايشنه مع الواقع !! واكثر واحد انصدم ابوج كان يحب امج الله يرحمها وااااايد ... وتعب امي سارة المفاجئ وارتفاع السكر عندها والضغط وامووووووووووووور وايده مو مهمة بس تراكمها شغل الكل بما فيهم انا ..!!

هني تدخلت انا :" كأني اتم حديث العمة .. وجدتي منيرة ومشاكلها والخالة عائشة وعماتي ومناكرهم .. ...و و و " اسرعت العمة حنان رافضة ما اقول وكأنها خشت ان اكشف عن الكثير من ما اعرفه وتظن انني لا اعرفه " لا من قال يدتج منيرة مسكينة هي أم وفقدت ضناها وابوج عبدالله الله يعينه على بلواه فقد ضناه مع شريكة عمرة !! وخالتج عايشه صغيره وهاي طبيعتها ...

:" عمتي تدرين صدق عمي حسا انتي طيبة زيادة عن اللزووووووووووم " لا اعرف لما تذكرت الاتهامات التي تلحقها الجدة منيرة بالعمة وتوريات العمات خلف العمة تذكرت كره الخالة عائشة لعمتي وانها في جلساتها القصيرة معنا لا تكاد تفوت فرصة دوووووووون ان تذكر العمة بسوووووووووء !! تذكرت سبب كره الجدة لعمتي حنان وهو رفضها الزواج من خالي ناصر .. اعتبرت الجدة رفضها غرورا وتكبرا واساءة مع ان الوالدة آمال تفهمت الوضع وتقبلته بنفس راضية متمنية السعادة للعمة ... لم تحاول عمتي ان تتطرق لكل تلك التفاصيل والاساءات مع انني اكيده انها لاحظتها معظمها ... ظنت العمة انني لا اعرف كل تلك التفاصيل وانني ما زلت صغيرة .... للحظة خشيت ان افضح كل ذاك واذكره للعمة حنان ... لكن تريثت خشيت ان اتسبب لها بصدمة فهي وان توقعت لكنها ليست متاكدة بعد !!!

خشيت ان افضح مشاعر الجمييييييع فعدت الى الموضوع نفسه :" اوكمي عمتي وبعدين شستوى على عمي حسن "

[لامارا]

اردفت سؤالي ذاك بسؤال :" عمتي يعني انتي قصرتي بحق حسن "

حنان بقليل من الاسى :" قصرت ..اي يمكن .. او يمكن وثقت بحبه زيادة عن اللزوم ... والله مادري ... بس في النهاية كنت اكلمه في اليوم مرة يعني مو مثل اول ... وفي مرة اتصل فيني وصوته زعلان وااااااايد حاول اعرف شفيه ما قال ... وكانت في نفس الوقت منى مسخنه وحرارتها مرتفعه وايد وتصيح بحضني وترتجف .. فستاذنت من حسن وقلت له بسبح منى وبرقدها وبتصل فيك ... بس حالة منى ساءت فوديتها الطواري ورقدوها في الملاحظة القصيرة 6 ساعات ورجعت البيت على الفجر ونسيت اكلم حسن ... مر يوم يومين وحسن ما اتصل خفت عليه واتصلت ما رد على الجوال قلت بقلبي اكيد زعلان وقاعد يتغلى ومر يوم ثالث .. اتصلت ما رد طرشت مسجات طنشني .. اتصلت البيت عندهم وطلبته من امه ..اذكر المكالمة وكانها امس ...

رد علي ببرود وجفاء واضح ..
الو حسن انت وينك ليش ما ترد علي ؟؟!!
هلا انا موجود !!
شلونك وشخبارك ليش ما ترد على الجوال خوفتني عليك !!؟
صج اسف والله على الازعاج ما كان في داعي تكلفين على نفسج ..
حسن ..!! عن السخافة ليش اتكلمني جي !! لو على ذاك اليوم انا والله العظيم اسفة اعذرني والله منى ....
وتوني ابكمل قطعني وقال .. خلاص مو مهم انتي بغيتي شيء الحين !!؟؟
استغربت وصراحة في نفس المكالمة قعدت اصيح وهو لاحظ من السهده ومن صوتي !!
قال : انا الحين مشغول بكلمج بعدين !!!!
وسكر !...؟؟!؟!؟!!\

هالمكالمة جرحتني وايد وحسيت ان حسن ما قاعد يحس فيني ... وهو الي كان يوصيني عليكم ويحبكم حتى مرات كنت اغار منكم عليه ؟؟؟ لكن تغيره المفاجئ!!!

ما حبيت اظلمه او اكبر السالفة !! كنت اتصل فيه بمعدل مره في اليوم وهو تقريبا ما يتصل .. سالته اكثر من مليوووووووووووووووووووووو ن مرة عن سبب التغير .. ببرود وتكلف قال ما كو شيء انا عادي !!

واستمر على هالحال شهوووووووووور ... وفي يوم حسيت اني قاعد اهين كرامتي وان حسن يمكن ما يبيني او حتى كرهني ... آلمني ابتعاده و جرحني بروده ... ما اتصلت فيه يوم يومين القثالث ما قدرت قلت بتصل واقول له كل الي بقلبي ... واعطيه حرية الاختيار اما الاستمرار او .... استحاله اقدر استمر بهالفجوة الي قاعد يوسعها هو بينه بتصرفاته الغريبة !!؟؟

هو كان يشتغل في البحرية ...برتبة رائد مع عمج علي بس عمج علي كان عميد ... في نفس ذاك اليوم وانا توني راجعه من الدوام لقيت عمج علي يدخل علي الغرفة وشكله يخوف كلش ما كان يطمن ... قال لي : حنان غيري ثيابج والبسي عباتج بنروح المستشفى ..
قلت بصوت عالي وباستنكار : علي شنو في عسى ما شر ؟؟؟!
علي ": انشاء الله ما عليه شر "
حنان :" من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!"
علي :" حسن .....................

لما نطق اسمه حسيت ان الارض من تحتي تهتز بقوة وكانها تنبهني بخطر ياي ... مشت في جسمي قشعريرة .. وما عدت اصلب طولي ...

وعيت ... او بلاحرى كنت شبه واعية ... فتحت عيني شفت نفسي مربطة من كل الاطراف وشفت علي قاعد على يميني مدنع راسه وكان كأنه يصيح .. بصعوبه سالته ": ع ل ي وين ح س ن !!؟!؟!
اول مرة اشوف علي بهالضعف , كانت دموعه غزيرررررررررره كانت كافية انها تغرقني باحلامي سنين !!! سألت بهستيرية ": وين حسن " في دخلت عمتج حصة من الباب ... كانت عيونها حمرة صرخت علي بهستيرية وعشوائية تخوف ... انتي شفيج بين الحياة والموت وتسالين عن حبيب القلب !!؟؟ ..
ما رديت عليها او بالاحرى ما قدرت ارد ... قواميس اللغة خانتني ما لقيت كلمة مناسبة علشان اعبر لها فيها عن قسوتها في ذيك اللحظة !!؟

حتى دموعي الي كانت تنزل وكانها سيل بدون صوت وبكل مرارة ما قدرت اترجم ل حصة قسوتها ...

[لامارا]

سكتت العمة ... خفت عليها عمتي :" ما تعبتي .. تبين تريحين شوي "
العمة حنان :" كانها ما سمعتني وكملت ........

علا صوتهم في الغرفة فالممرضة نادت الدكتور .. دخل الدكتور .. :" لو سمحتوا الكل يطلع المريضة محتاجة للراحة " ورفع راسه وشافني وشفته ...... يا لسخرية القدر !!! صراحة قلت هالكلمة بقلبي وانا كلي استغراب من هالصدفة الغريبة ... حتى الدكتور انصدم كان واضح انه ما يعرف اني انا " حنان " المريضة الي بالغرفة ... فضت الغرفة من الجميع بما فيهم " علي " بقى الدكتور محمد روحه ( د محمد زميل سابق في مهنة الطب اخترت انا الاسنان واختار هو الباطنية , كان شاطر وذكي ولماح ) قرب مني قال :"حنان انتس هني .. اسف د.حنان عسى ما شر سلاماااااااااات "
ما ادري ليش خانتني دموعي ....... جدامه ... وكأنه المنقذ الي نزل علي من السماء ": قلت له من بين الدموع د.محمد " الله يخليك ابي اطمن على حسن " ما انتبهت لامتعاضة وسأل باستغراب :" حسن من حسن ؟؟؟؟" قلت له :" حسن زوجي , هو عندكم مرقد في قسم من الاقسام بس ما ادري وين ومحد راضي يطمني عليه.. وسكت وقلت انت لو ما تقدر طلعني من هني وانا بتصرف ... " انا حسيت ان د.محمد امتعض وحاول يكون طبيعي ": رد بصدق غير مصطنع " حنان خروجج من العناية بهاي الفترة يعتبر جريمة بتحاسب عليها !! انتي تميتي في غيبوبة اكثر من ثلاث ايام وما صدقنه متى تقومين ... انتي محتاجة لعناية خاصة ... واذا صحتج ما تهمج فهيه تهمن ي ... او تهمنه كلنه .. .. انتي لا تحاتين شيء .. اما عم حسن فانا مناوب اليوم والله ما اعرف عنه شيء بسال لج وبرد اطمنج ... وابتسم وطلع .......

تأخر الدكتور محمد او يمكن انا غفيت من اثر المهدئات ... صحيت شفته قاعد على الكرسي الي حذاي بدون لاب كوت .. عيونه جاحظة واضح عليها الارهاق والتعب .. تحت عينه هالات سود ما لاحظته عليه اليوم الصبح ... ناديته د. محمد ... وعى .. ابتسمت وابتسم ... رد علي السموحة بس يت بغيت اطمنج على حسن شفتج نايمة ... قلت برتاح شوي بس شكل القعده حذاج ريحتني ونمت ....!! طبعا هو كان مرتبك شوي ومضطرب وانا ما كنت مركزه بكل كلامه ... فرديت بسرعة ها بشرني شخبار حسن !!.

رد باصطناع : حسن الحمدلله تمام فوق النخل ...
طبعا انا استهجنت رده وباسلوب جاد قلت ": د.محمد انا سألتك لان اول واحد لقيته جدامي ... واتمنى انك ما تخش علي شيء .. "
محمد :" حنان ...... والله شاقولج "
حنان ": د. قولي الصج !! والله يخليك لا تخش علي شيء .. لاني بعرف عاجلا ام آجلا ..!!
د.محمد :" حنان .. الاخ محمد طاح من مسافة اكثر من 10 امتار لما كانوا بعرض البحر ...... وللاسف طاقم السفينه ما كان فيه دكتور حزتها ... فتاخروا عليه بالاسعافات الاولية .........
حنان بهستيرية :" صاده intracranial hemorage !????
محمد ": لالالا الحمدلله هو صاده نزيف بس مو داخل المخ ... والحمدلله قدرنا انسيطر على الوضع ... لكن !!!!
حنان ": لكن ش ن و .......
محمد :" الحادث شوي اثر على ال spinal cord تسبب بقطع عرضي عند الفقرات ......... ........ ........ ....... و الاخ حسن يعني كل شيء بيد الله بس ... الجزء السفلي مصاب بشلل ... واحتمالية ... الخ
خنان :" صراااحة انا ما استوعبت شيء من الي قاله .. عقب ما سمعت قطع عرضي بالحبل الشوكي ..!!!؟!؟

عقب ثلاث ايام عرفت اني كنت بغيبوبه لمدة ثلاث ايام , بغى الدكتور محمد يتفنش بسبتها ... انا خلال هالثلاث ايام ... عشت احلى ايام حياتي كنت معاه ..... تزوجنا ... وسافرنا شهر العسل ... مثل ما كنا مخططين .. جيرة بالي .. وماليزيا .. ورجعنه لصلالة ... وقبل ما ارجع لوعيي وعدت " حسن " اني ما بكون في يوم لغيره ... وهو هم وعدني !!!؟