شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   القصص القصيرة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f119/)
-   -   لحن الدرويش**متميزه** (https://www.rewity.com/forum/t300616.html)

فاطمة كرم 04-05-14 08:08 PM

لحن الدرويش**متميزه**
 



https://upload.rewity.com/upfiles/M9F96921.gif

لحن الدرويش
الغلاف اهداء من صديقتي الجميلة أنثى الهوى
https://upload.rewity.com/upfiles/wSF73536.jpg

كان يومًا عاديًا تستمتع به على نحو غريب , تسير وسط جموع البشر كأنها نقطة في محيط هائل من الألوان , لم يرُقها هذا الإختلاف والتنافر بين الأذواق مثل اليوم , تشعر بالغربة ومؤكد جميعهم يشعرون مثلها في تلك البلاد التي تعج بالمهاجرين من جميع البلدان

الغربة ليست سيئة , لو طلب منها كيف تصف الغربة في عدة أسطر محددة كما اعتادت في مواضيع التعبير المعلبة التي اعتادت كتابتها بشكل آلي هناك حيث الوطن

ممممممم ستخبرهم بالآتي :- كيف أصفها لك سيدي المعلم ؟, هل أقول أنها نقطة انعدام الجاذبية والقيود ؟
صحيح فهنا لا يوجد ما يربطك أو يقيدك , تسبح في جموع غفيرة من البشر وأنت غير مرئي , لا يهمهم ما تفعله لا يلوكونه بألسنتهم , لا يصنفوك فجميعهم غرباء مثلك

عدلت من وضعية حقيبتها الشبكية وهي تتحسس عدة كتب ابتاعتها وبعض حبات التفاح الذي يصلها أريجه فيمنح سباحتها بين البشر طعم المتعة الخالصة ,

جذبتها صوت أوتار صادرة من بين تجمع ,

إنه مجرد درويش من دراويش الموسيقى يجلس بآلته التي لا تعرف اسمها ربما ليشحذ أو ليقدم عرضا مجانيا لغرباء يشاركوه الغربة , هي لا تعرف الآلة لكنها تعرف اللحن , كان متحدا مع لحنه كأنه لا يرى هذا الجمع الغفير حوله , أعجبتها عزلته الإختيارية , طالما أغرتها العزلة وهو الآن معتزل وسط أكبر عزلة يمكن لبشري أن يجدها , اقتربت وجلست على أرضية الطريق في مواجهته لم يرَها , فاستقبلت لحنه وشرعت له أبواب روحها ربما تنالها عزلته فتدلف إلى صندوق الروح ولا تفتح لأحد مجددًا , وياليتها ما فعلت !

هاجمتها الرائحة الشهية لكعك والدتها , فتلفتت حولها لا أحد يتجول ليبيعه , مهلًا ! إنها تنبعث من بين طيات لحنه كأن الكعك سيخرجه مخبوزا من بين الأوتار ! , تلك الطفلة التي قفزت من أفكارها لترقص بجانب الدرويش .. فاجأتها ,
كانت تجيد الإحتضان لم يكن يسعدها أكثر من حضن والدتها وصديقتها الأثيرة , هذه اللهفة التي تنتابها عندما تتكوم بكاملها جانب قلب أحد ما كانت هي ما تعيد لها ابتسامتها , لكنهم اغتالوا أحضانهم فلم يعد هناك متسع لها وضاقت عليها قلوب من ظنتهم أحبة فما رحبت وجاءت هنا في وطن الغربة .. ما أجمله !

نهضت من جانب الدرويش دون أن يبالي , جمعت فتات الكعكة وأشارت لخيال الطفلة بأن يتبعها , أبت وازادات تشبثا بالدرويش , عادت إليها وهي تصرخ :- تريدين البقاء معه ؟ , أحب أن أعلمك أنه لن ينتبه هو فقط غارق في لحنه الحزين غير منتبه لمن يتجمع حوله يستمتع بأنين أوتاره , تعالي يا صغيرة بقائك بجانبه لن يفيده ربما لو غادرت دائرته ينتبه لرحيلك ربما يلحق بنا ويبتسم ويعيد الكعكة التي فتتها أوتاره

جذبت الصغيرة من ضفيرتها فتأوهت ومضت معها دون مقاومة وهي تلوح للدرويش الذي رفع عينيه الباكيتين مرسلًا لهما قبلتين عبر الهواء , لم تلتفت وهي تسحبها خلفها لكنها وعدته بالعودة إن استعادت كل ما اغتالوه بداخلها , أما هو فأكمل من جديد لحنه الوحيد ليتفرج عليه المزيد والمزيد

تمت

(قصة مشاركة في مسابقة قصة من وحي صورة)

ندى الفجر 04-05-14 11:22 PM

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا فاطمة
قلبتى على المواجع

انا الان مش عرفة انا ليه بابكى
يمكن لانى كنت محتاجة ابكى
ولحنك اعطنى سبب للبكاء

دائماً يا توتة بتعرفى ازى تدوسى على الجرح

روعة يا توتة

pinou 04-05-14 11:24 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لوهلة لم اقرأ العنوان جيدا ربما لنعاسي الشديد..اعتقدت
المعني درويش العبقري بشعره و الذي احبه كثيرا...
حتى لا تقولي لم اولي القصة اهتماما صحصحت و فهمت قصدك من العنوان...
ذلك اللحن ربما هو لحن لذات سلبت او حلم مسروق مع ذلك بالامكان المضي قدما..
احببتها لانك دوما تضعين بعضا من روحك في الكنابة و ان كانت القصة لا ترويك...
شكرا عزيزتي فاطمة لانني اشتقت لاحرفك..

انثى الهوى 04-05-14 11:29 PM

قصة جميلة جدا بقلم اجمل ..قصة تحاكي الم الغربة والمعاناة كم هو راقي وصفك للغربة بأنها نقطة انعدام الجاذبية والقيود!!..وصلت رائحة اوتار العازف لأنفها وذكرتها بكعك والدتها يعني انهما من نفس الوطن او غريبان من بقاع مختلفة في وطن غريب عنهم..رااقية بصراحة
عاشت ايدك حبيبتي فطومة

عصفوره الجنه 04-05-14 11:57 PM

قصه جميله جدا كالعاده فطوم
لكنها حزيزنه مثل لحنها الحزين تتكلم عن الغربه
لكن انا بعد مانسجمت مع القصه لقيتها خلصت
يلا انا داخله انااااااااااااام تصبحوا على خير (فيس نعسان)
^^

blue me 05-05-14 12:28 AM

كنت أستمع بدوري إلى لحن الدرويش وأنا أقرأ كلماتك فرأيت بدور طفلة صغيرة إلا أنها ما كانت ترقص
لقد كانت ترسم أحلاما لم تعرف بأنها لن تتحقق .. كانت تعبث بأقلام الزينة الخاصة بوالدتها دون أن تخمن بأنها ستعرف يوما تتزين فيه فقط لتغطي على شوقها لمن أحبت ..
لم أستنشق رائحة الكعك .... بل رائحة قهوة تركية معطرة بالهال والمسك .. لها نكهة ظننت أنني نسيتها لولا أن أعادت الألحان العذبة المذاق الشهي تحت أنفاسي ..
الغربة هي نقطة انعدام للجاذبية والقيود
الغربة هي يا أستاذي .. هي أن يقتلعك أحدهم من جذورك ... فترى مكانها خاليا في تربة بلادك عالما بأن شيئا لن يملأه من بعدك .. قد تغرسها في مكان آخر ... في تربة أخرى ... إلا أنك أبدا لن تنسى تلك الحفرة الخالية ... التي إن كنت محظوظا .. انتهت كمثوى أخير لرفات روحك
ألحان درويشك صدمتني فاطمة .... إذ أنني أرى في اليوم ألف درويش ... وأسمع في اليوم ألف لحن باكي يحمل بين نوتاته طريقا سالكا نحو صندوق روحي
رائعة
إذ لا أجد أي كلمات أخرى قادرة على وصف ما تفعلينه بي بألحانك توتة

sabrounaa 05-05-14 12:34 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
raw3a :)

عاشقة الكلمات 05-05-14 12:55 AM

توتة .. جميلة ومليئة بالشجن سطورك ..

الغربة ....
قد نتغرب ونحن في اوطاننا وبين اهلنا
وقد نعثر على الانتماء في مانظنه بلاد الاغتراب ..

بطلتك ظنت انها كانت قد رمت الماضي واعتادت الغربة
حتى انها في سيرها اليومي كانت تستعذب ماتظنه اندماج
وبدأت تصنف الأحوال على ماتقع عليه انظارها من البشر والجماد
فقط لحن !
مجرد لحن بآلة لاتعرف حتى اسمها اعادها بلحظة الى احضان الوطن
احضان الوالدة .......
أحضان الطفولة وراائحة الذكريات ..
لم تعلم انها بجلوسها طلبا للمزيد من العزلة قد اعادت هذا العازف المسكين الهارب بألحانه من غربته ليشاركها دون ان تعلم وطأة اغترابها ..

الغربة مرة ... ومرارتها تزداد عندما تُجبر عليها لا ان تكون اختيارك ...

دمتِ رقيقة راقية حبيبتي توتة

tamima nabil 05-05-14 04:04 AM

خلابة يا فاطمة كرم
في ساعات الصباح الأولى ....برائحة الأمطار التي تدق على نافذتي في تلك اللحظة تحديدا !! !!

جائت قصتك في وقتها .... تربطني بلحنٍ قديم , كلما سمعته رأيت الطفلة كستنائية الشعر تلهو أمامي فوق سلالم حجرية لبيت قديم قدم الزمن ... يصله يود البحر بوضوح ...
رائحة النبق البراق فوق فروع شجرته تفوح بقوةٍ مع الأمطار أكثر ...
حديقته مزدانة بالورود البيضاء ...
و قتها كان أصعب معضلاتها هي أن تقنع أبناء العمومة الأكبر سنا في أن يشاركونها اللعب
لكن كم كان الوطن قويا بداخلها حينها
كانت تبكي و تبكي في المطار ذهابا كل عام ....
و تقفز فرحا في المطار إيابا ........
كي تصل الى شجرة النبق شتاءا ... و شجرة الجوافة صيفا ....
و الآن
ما أن ينبعث اللحن من مكانٍ ما
ينبعث الوطن القديم من احدى زوايا قلبها التي أغلقتها بالمفتاح

لحن الوطن في الغربة .... ام هي غربة النفس من تبعث الحانا ما بين حين و آخر

سلمت يداك فاطمة كرم ....رائعة بكل المعاني

اسفة 05-05-14 08:19 AM

دمعتين أيعقل أنه فهم وتفهم دون أن يطالبها بأعادة التفسير ماتعانى من حنين وشجن وحزن بأنها رغم أبتعادها مازالت تبحث عن وطن يحتويهابعدما رحل عنها من وهبتهم حبها مخلفين ورائهم وطنا خاوياأضطرها للبحث عن وطن
أفهم أنها تريدوطن لاتخشى السير فيه وحيدة ولا تخاف من تعددالألوان التى تشعرها بالعزلة بل ستمتزج وتراها كقوس قزحيعانق الغيمات فى وسط السماء


وطناً تعلم تماماً أنها حين تعود في نهاية اليوم سيكون بالأنتظار

لا يتكلف الأسئلة وأخراج تفسيرات كثيرة منها لتصرفاتها التي لا تعلم لها أسباب




وطناً..تستند فوق كتفه في ليالي الصيف تحت السماء

لمشاهدة النجوم والأستماع لسيل من الأغاني الفيروزية.. مردد بصوت خفيض تليه تنهيدة...

"تخلص الدني وما في غيرك يا وطني.."




وطناً يخبرها أنها تنتمي إلى هنا ويقتل سؤالها الدائم عن مكانها الصحيح..

يخبرها أنها جيدة بما يكفي..أفضل من جيدة أيضاً
ولكن على رأى أم سعد فى رواية غسان كنفانى بس معلش...ما في حدا بصحى بلاقي وطن بيستناه

جميلة القصة وعميقة بشكل رائع كل الود والتقدير للكاتبة الرائعة
شكرا قصص من وحى الأعضاء
وشكرا لوحى الأعضاء الرائع بكل من فيه ودايما يارب من أبداع لأبداع مع تحيات سوفة هههههه

ده كان تعليقى على القصة أول ماقريتها القطقوط المقطقط المبدعة ليس بجديد عليكِ الغوص والغوص داخل المشاعر لتخرجى من الأعماق ماكنانخفى من احاسيس فغربة الوطن ليست فقط غربة مكان فقط نعم قد نغترب داخل الوطن ولكن للغربة أنواع كثيرة غربة المكان والزمان والوحدة وأشقها غربة النفس والروحجمعتيها مجمعة فى كبسولة أجترعناها لتعزف لحن شجى لحن الدرويش دومى مبدعة


الساعة الآن 02:01 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.