آخر 10 مشاركات
جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-10-17, 09:19 PM   #1

charafblh

? العضوٌ??? » 395376
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » charafblh is on a distinguished road
افتراضي أنا الإرهاب لا أنتم


يا له من عالم قاسي ، أصحيح أن بعد الظلام نور ، وبعد الليل شروق ؟؟ ، وبعد المحنة فرج ؟؟ ، لا أظن ذلك بوجود ذئاب على هيئة بشر يعيثون في الأرض فسادا ، القوي يأكل الضعيف ، المصالح الشخصية قضت على مفهوم الإنسانية جمعاء ، والنتيجة هي هذا العالم المحكوم بقانون الغاب ...

هذه هي الكلمات التي يرددها "كرم" كلما تذكر الماضي القريب.

أسند ظهره على حائط إحدى البنايات القديمة بشوارع المدينة اليونانية العتيقة "فاري" ، وأدخل يديه الباردتين بجيب سترة بالية ذهبت ألوانها وامتزجت بأوساخ الشارع عسى أن يشعر بالقليل من الدفئ الذي لم يعرف له طعم في ليالي الشتاء القارسة ، لم يشعر بالدماء التي تسيل من قدميه الحافيتين ، ولم يسمع صوت قرقرة بطنه المستغيثة من الطّوى ، فكوابيس الماضي لازالت تطارده أينما ذهب وارتحل ، والحنين إلى الوطن والأهل أنساه محنة الحاضر.

"كرم" شاب سوري بزهرة شبابه ، حسن الخلْقِ والخلُق ، حلم ككل شاب بالإستقرار وعيش حياة هنيئة بين الأهل والديار قبل أن يزورهم ذلك الضيف الغير منتظر الذي حطّم الآمال والطموحات ، وقتل أحلام الشباب وأماني أهاليهم.

عن الربيع الأسود أتكلم ، إنه ليس الربيع الذي تزهر به الأشجار بعد تساقط أوراقها خريفا ، إنه ربيع الإنهيار والدّمار الذي شتت الأهالي وأخمد بسمة الصغار قبل الكبار ، ربيع إجتاح الأخضر واليابس وكسى جمال الشام بلون أسود بقيادة حكام الدمار ، عن الأوهام أتكلم وعن الربيع العربي الغربي أتحدث.

تذكر إبتسامة والدته عندما أخبرها أنه سيصبح طبيبا مشهورا ، وسيكمل دراسته بٱوروبا ليعود لوطنه بعدها دكتورا كبيرا عاملا بكل جد وإنسانية لمساعدة الغير ، تلك الإبتسامة التي دفنتها قنابل الطائرات تحت الأنقاض بجانب كل أهله وأحبابه .

نجاته من الموت أشد عذاب من الموت نفسه ، لا صاحب ولا حبيب ولا حتى وطن آمن ، الأمر الذي دفعه لمغادرة بلاده نحو أرض الأحلام المزعومة كلاجئ يبحث عن حقه الإنساني ، عيش حياة كريمة كسائر البشر.

الوصول إلى اليونان كان بمثابة شمعة الأمل له ، إنه مستعد لبداية جديدة الآن وخوض غمار الحياة ، فالخوف لم يعد موجودا بقاموسه بعد صراعه مع الموت لعدة مرات ، الحرب أمر ليس بالهين ، فقدان الأهل أمام ناظريك أمر مهول يلين له الحديد ، ومغادرة الوطن إكراها يقتل كل أحاسيسك الإنسانية ، فلا ضرر من محاولة الوقوف آملا بتحسن الحال مستقبلا ومنتظرا لإطلالة فجر جديد.

إبتسم "كرم" إبتسامة إستهزاء من سخرية القدر المشؤوم الذي قاده إلى هذا الوضع المرير وبدأ بالأخد والرّد مخاطبا نفسه:
" أهذه هي أرض الأحلام ؟ هنا حيث أقف على قدمي من جديد ، أرسم طريق مجدي وأكسر ألحان الصمت الرهيب ؟ ، لقد تحولت من إنسان إلى نكرة ، نعم نكرة ، كيف لا وأنا أبحث عمّا ضيعته في بلدي في بلد آخر ، كيف لا وقد تركت أهلي ، لغتي ، ديني لأبحث عن ضوء الأمل بالمهجر...
آه يا دنيا ، منذ أن وطأت قدماي أرض الأساطير علمت أنها أرض الأوهام لا الأحلام ، رصاصة في وطني خير من ألف زهرة في بلد الغير ، زهرة !! إنها زهرة قُطفت من أعماق الجحيم".

إرتعدت فرائص "كرم" من قسوة البرد وخرّت قواه من الإرهاق والجوع ، وبدأ النعاس يداعب أجفانه المتجمدة ، قرّر الإستسلام للنوم وتمنى لو كانت هذه الغفوة هي آخر غفوة له بهذا العالم القاسي ، لكن بما أن القدر كتب له الشقاء فحتى الطبيعة لم تتركه يهنأ بقليل من الراحة ، وقعت ٱولى قطرات المطر البارد على خده لتحرمه غفوته ثم توالت القطرات لتجبره على تغيير مكانه .

تفوه بشتى الألفاظ المشينة ثم تحرك من مكانه بصعوبة ، جرّ قدميه لمكان لا يصله المطر الشديد ، إنه المكان الذي توجد فيه حاوية النفايات ...

شاءت الاقدار أن يكون هذا المكان هو مكان ولادة وحش بشري يخرج من أعماق الظلام... شاهد "كرم" قطة هزيلة الجسم لا تقل سوءا عن حاله تتربص لحيوان ما من المرجح أن يكون فأرا ، أخد يراقبها بصمت لتحصل المفاجئة التي اهتزت لها مشاعره ، القطة إنقضت على قطة ٱخرى أصغر منها وأضعف لتلتهمها ، إنه مشهد غير اعتيادي ...

تساءل في نفسه :" أيعقل أن يأكل الحيوان حيوان آخر ولو كان من نفس جنسه ، لما لا ، على الأقل الحيوان لا يمتلك عقل ، هذه هي فطرة كل المخلوقات ، الصراع من أجل العيش ، حتى البشر يأكلون بعضهم البعض ، فالقوي يأكل الضعيف ، والغني يدوس على الفقير ... ، الإستسلام والموت كإنسان أم العيش كوحش علي إتخاذ القرار ".

ونظرا لحالته النفسية والجسمية لم يدع مجالا للتفكير ، إنقض مباشرة على تلك القطة ليأكلها حية معلنا نزعه لقناع الإنسانية للكشف عن الشيطان القابع خلف هذا القناع.

هذا الشيطان الذي خلقته أوضاع الحروب وقذفت به في وسط المحيط ليصارع أمواجه العاتية ووحوشه الضارية لم يكن ليطلق عليه هذا المصطلح لو وُجدت كلمة الإنسانية الحقيقية في هذا العالم ، كرّر "كرم" فعلته هذه مرارا وتكرارا ، أكل القطط المتشردة هي أسهل وسيلة للعيش في ظلّ هذا الظرف ، لكن إلى متى...!؟.

هذا السؤال سرعان ما جاءت إجابته سريعة ، السرقة أو الموت ، فالعيش كمتشرد ليس سوى تمطيط لطريق القبر ، بدأت العملية المتمثلة في السطو على محل صغير لبيع اللحوم بعد أن أطلق الليل وشاحه الأسود وفي غفلة عن أعين الناس النائمة ، تسلل بين الشوارع الضيقة ملازما جدرانها حتى الوصول لباب مبتغاه ، حاول فتحه بالقوة فلم تنفع ، ليقرر المغامرة وبدون خوف كسر الباب الخشبي بقضيب حديدي كان وسيلته في إصطياد القطط والكلاب المتشردة التي سمحت له بإضافة أيام في هذه الدنيا ، وبعد عدة ضربات إستطاع صنع فجوة كبيرة سمحت له بالدخول ، أخيرا لحم مختلف الأنواع أمامه ، هاهي شمعة أمل أمامه مرة ٱخرى سرعان ما إنطفأت بعد سماعه لصوت رجل يوناني غليظ مشهرا سلاحه بوجهه يطلب منه الإستسلام أو الموت ...

لم يبزغ نور الفجر بعد ليجد نفسه مكبلا بالقيود و السلاسل متوجها لإحدى المعتقلات أين يسجن المهاجرين الغير شرعيين ويعاملون معاملة البهائم التي لا ترقى حتى لمستوى العبيد ...

أمضى "كرم" قرابة السنة بذلك المعتقل ، يعمل دون توقف طول النهار في أعمال مذلة وقاسية ليحصل على طعام لا يصلح حتى لكائن حي ، الأهم أنها تبقيه على قيد الحياة ، كانت تلك النظرة التي يرمقه بها الحراس والدّالة على الإحتقار أشد عذاب له من وضعه ، والكلمات الحادّة التي يقذفونه بها تخترق قلبه كما يخترق السهم السام هدفه ... العربي القذر ، كانت تلك هي الكلمة التي تجعله يخرج من جلد الإنسان ليتحول إلى وحش مجنون لكن كل ما يلقاه هو عدة ضربات مميتة من قبل الحرّاس .

في إحدى الليالي وبعد جهد وشقاء ، وبعد أن نام الجميع ، جلس "كرم" باكيا ليناجي من لا تنام له عين ولا يطرف له جفن طالبا إيّاه الفرج العاجل لا الآجل أو اللحاق بالأهل والأحبة وفي لحظة سجود تقدّم منه أحد الحراس وداس بقدمه على رأسه قائلا بالحرف الواحد: ( لقد قذفتك بلادك لتخضع تحت أقدامنا يا كلب الصحراء).
هذه الكلمة التي تثير أعقل الناس وأرشدهم عقلا لم تترك لكرم خيارا سوى الإنقضاض على الحارس وتلقينه عدة ضربات على الوجه أفقدته توازنه ، نظر الحارس إلى عيني "كرم" فارتعدت فرائصه خوفا ، الشيطان ظهر من جديد ، ليرسل بعدها صرخة إستغاثة سرعان ما هلع إليه بقية الحراس ليجدوا منظرا رهيبا ، الحارس ملقى على الأرض غارقا بدماءه ، وآثار أسنان على رقبته تسببت في قطع عروقه محولة إياه إلى مجرد جثة هامدة .

لم تتأخر محاكمة "كرم" وتم إعلان قرار الإعدام سريعا بتهمة القتل الوحشي ، وعديد من القضايا الإرهابية ٱلصقت به للتهرب من إزعاج قوانين حقوق الإنسان التي هم أنفسهم من مأسسيها والتي تمنع الإعدام ...

إمتلأت ساحة المدينة أين ستجري عملية الإعدام بآلاف الحشود حتى يكون عبرة لكل إرهابي وقاتل ، وكحق له كمحكوم عليه بالإعدام سألوه عن ٱمنية قبل تنفيد الحكم فيه ، فكان مطلبه هو السماح له بإلقاء كلمة أمام كل الشهود وألا يغطوا وجهه فوافق القاضي.

وضع حبل المشنقة على رقبته فابتسم إبتسامة البطل المنتصر لا تدل على وضعه بتاتا ، وتم السماح له بإلقاء كلمته ، فلم يكن أحد يدري أن هذه الكلمات لها صدى ، ولها تأثير ومعنى عميق ، إنه درس لكل من يسمّي نفسه إنسانا ... فقد كانت كلماته عبارة عن رسالة لكل الأجيال ، وأملا في بزوغ فجر جديد ، وآخر كلماته قبل أن يسلم روحه لبارئها هي:
" يا شعب جنة الأحلام ، أستسمحكم عذرا ، فأنا الإرهاب لا أنتم ، أنا العربي لا أنتم ، أنا من قصدت داركم دون إذن ليس لأن داري إحترقت ، بل لأن دار إخواني لم تفتح لي أبوابها ، فنحن الإرهاب لا أنتم ، قتلت نفسا منكم وهذا جزائي ، وحاولت العيش كريما بداري فلم يختلف الجزاء ، فنحن الإرهاب لا أنتم ، أتعلمون أنّي أحسد ذلك الحارس على ميتته ، أتعلمون لما ، لأنه سيدفن في تراب وطنه بينما أنا سٱدفن بعيدا عن وطني المدفون تحت أنقاض جرائمكم لكن أنا الإرهاب لا أنتم ...
هذه الكلمات هي مجرد طفل رضيع ، لكن يوما ما سيكبر هذا الطفل ليصبح رجلا واحداx له راية واحدة ، دين واحد تسقطون تحت أقدامه ، سيجمع هذا الطفل كل أطرافه ويحاربكم ويومها لن يكون إرهابي ...
هذا الطفل سيقوى بإتحاده بعد ضعفه الآن منفردا
هذا الطفل سيكبر ليعلن عالمنا العربي متحدا
سيصرخ العربي صرخة ثائر ويبني حصنه اليوم وغدا
حينها سترون الوحش الذي لن يبقي فيكم أحدا" .

ساد صمت رهيب بساحة الإعدام ، هاهم ينظرون إلى هذا الشاب الذي لم يصل الثلاثينات من عمره بعد ، هزيل الجسم ، والّذي يتدلّى من حبل المشنقة كجثة هامدة بلا حراك ، هل هذه الكلمات تخرج من إنسان في وضع كهذا ؟ ، هل سيكبر هذا الطفل المنتظر لينتقم لأبناء وطننا المشتت والمريض ؟ ، أن تكون وحشا لا يعني أنك أقل شأنا من الإنسان ، فتبا لإنسانية تحتم علينا مشاهدة إخواننا يتساقطون صرعى على أيدي أجنبية ونغض البصر ، تبا لإنسانية تجعلنا نتقاتل بين بعضنا لأجل المصالح الخاصة ، تبا لإنسانية قضت على الروح الوطنية ، تبا لإنسانية فصلت أجسادنا وعينت لكل طرف علم يخضع لجسد آخر ، إن كانت هذه هي الإنسانية فٱفضل أن أكون وحشا لا إنسان ، عذرا فأنا الإرهاب لا أنتم.


charafblh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-10-17, 12:32 PM   #2

نور المحبوب

? العضوٌ??? » 405775
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 121
?  نُقآطِيْ » نور المحبوب is on a distinguished road
افتراضي

جميل جدا
الله ينصر إخوانا في سوريا وفِي بورما واليمن
وفِي كل مكان


نور المحبوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أنا الإرهاب لا أنتم

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:00 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.