الجرح الصامت (7) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب منكسرة

[هند صابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مورا اسامة

لقد انهارت ضعفا.. وكم اعجبتنى جملتك حين قلتى انها انهارات امامه وتبعثرت مشاعرها

ماذا عن رد فعله هو امممم ليس عندى صبر لاعرف

وامها كيف امتلكت هذه القسوه لذبحها.. ام هناك خدعه اخري في الموضوع

تسلم ايديك حبيبتى ومنتظره الفصل بشقوق

خالص ودى وتحياتى

تسلمي ياغالية واشكرك علي الكلمات الرقيقة
اتمني تواجدك في صفحاتي علي الدوام
تحية قلبيه اهديها لك

[صمت الصحراء]

شكرااااااااااااا

[نبيله محمد]

ياترى مايكل حيعمل ايه بعد معرفته الحقيقه كامله من كاثرين
حبيت جدا المواجهه بيت كاثرين ومايكل
مفيش ام تشوف بنتها بتتالم ده كله ومش تعمل حاجه غريبه ام كاثرين ياترى عملت كده ليه
انتقام مايكل وكاثرين حيكون ازاى ولا حيسمحوا ويعيشوا حياتهم
تسلم ايدك هند

[najla1982]

الحمد الله على سلامتك هند و مبارك ما جاكي.. ليكي وحشة و متابعين معاك ان شاء الله

[دندوونه3]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[merna tarek]

ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

[miya orasini]

مشاء الله بنوتتتتتتتتتتتتتة، ربنا يحرصها و تشوفيها عروسة ان شاء الله

أخيرا عرف مايكل بالحقيقة، (رجالة ما بتجيش الا بالعين لحمرا) لنرى ماذا سيكون رد فعله ازاء هذه الحقيقة،

و كونها قررت أن تنسى و تمضي قدما أحسن شيء فكرت بفعله، و ذلك التغير في لون الشعر كانت ضربة قاضية موجهة له، المشكلة في رفض مايكل سماع الحقيقة، أنه متأكد أنها خانته و نسخة طبق الأصل عن أمها و فيها كل الصفات التي يكرهها، و في الغالب هو ما زال يحبها لذا خاف أن يضعف ان تبين أن ما ستقوله سيتقبله قلبه و عقله،

و هي المسكينة ان تبين أن لأمها يد في تعاستها فستكون ضربة قاسية لها، و في الغالب سيكون مبرر والدتها أنها تحبها و تريدها أن تكون سعيدة مع ألكس لأنه من سيسعدها (لو يا حبيبة قلبي عوزاه اتزوجيه انتي )

يعطيك ألف عافية ان شاء الله و شو اسم البنوتة اذا ما فيها ثقل يا هنودة

[asi sadek]

مبرو ك على نزول الجزء الجديد من السلسلة الرائعة

[هند صابر]

الجرح الصامت


الفصل السادس و العشرون..........

في اليوم التالي اشرفت على تزيين قاعة المناسبات بكل حماس و لهفة و امرت بتوجيه بطاقات الدعوة للجميع في الباخرة ثم اتجهت الى المطبخ و اوصت بإعداد كعكة خاصة و مزينة بالكريمة الحمراء الغامقة و على شكل قلب الحب و اوصت بتجهيز افخر انواع الشراب و العصير و هدايا للأطفال............. ضحكت ليليان قائلة: "ما كل هذا يا صديقتي؟............... كل هذا من اجلي؟"

اجابتها باهتمام: "بالطبع فالليلة مميزة جدا بالنسبة لي خطوبة صديقتي الوحيدة من الرجل الذي تحبه............. اخيرا ليليان دخلت بعلاقة جادة.......... سيمون رجل جذاب و جيد لكن....."
و ابعدت بصرها و هي تتذكر كيف سمعته يتحدث عنها مع مايكل بسرية ........... اقتربت ليليان قائلة: "لكن؟"

ضحكت كاثرين قائلة: "لكنه رسام سينشغل عنك بالسفر و المهرجانات و سرعان ما ستسئمين انا اعرفك"
ابتسمت ليليان قائلة: "بالعكس هذا اكثر ما يشدني اليه انه مهم و مشهور........ سأكون زوجة الرسام الايطالي الوسيم ........... انه مغرم بي اخبرني ذلك البارحة و وجدت نفسي وافقت على الارتباط الجدي .......... تعلمين كاثرين انا ارغب بالزواج و الاستقرار دائما....... اتمنى ان استمر معه دون مشاكل حتى نتزوج"
سألتها ان كانت ستواصل عملها بالباخرة و اجابت بشيء من الحزن: "سأذهب الى ايطاليا و ابحث عن عمل هناك مع ان سيمون مقتدر ماديا و حياته مترفة الا انني لا احب ان امضي وقتي في البيت و تربية الاطفال......... اه الاطفال هذا رائع سأكون يوما ما ام .......... ام جميلة و رياضية"

عانقتها قائلة: "اتمنى ذلك حبيبتي مع انني سأفتقدك"

ليليان و بسرعة: " و انت كاثرين لو تختارين حياتك مع القبطان لكان ذلك بمنتهى الاستقرار و الهدوء لك.......... خاصة و ان والدتك تحبه و تشجع زواجك به"

هزت رأسها نفيا و قالت: "ارجوك لا تعكرين صفوي بالكلام عن حياتي المبعثرة ........ لا اعرف كيف ادير حياتي انا ضائعة"
و تركتها و ابتعدت و هي تفكر بالتطورات التي حدثت بينها و بين مايكل و رغما عنها كانت تأمل بحدوث امر ما يقرب بينهما المسافات لكنها عندما تتذكر كيف هو يحيك المؤامرات ضدها و يعترف لصاحبه بخداعه لها فأنها تكره كل شيء حولها.

جلست مع لورا و فكرت بالهدية ماذا ستقدم الليلة هدية للخطيبين؟...... و فكرت أي فستان سترتديه بهكذا سهرة مميزة............ قطبت جبينها عندما وقفت جوليا تنظر اليها بشموخ و كأنها منتظرة ذهاب لورا لتتحدث معها و بالفعل ذهبت لورا عندما طلبوها في قاعة الالعاب............. سارت جوليا بخطوات واثقة و جلست امامها............ تأملت هي عيني جوليا المثقلتان بالماكياج و الظلال الازرق و الفضي و ابتسمت بفتور قائلة: "الليلة خطوبة ليليان........ انت مدعوة"

بقيت صامتة و تداعب يدها الاخرى بأظافرها الطويلة جدا المطلية باللون الابيض............ احتست كاثرين قهوتها و هي تفكر بما وراء صمت هذه المرأة.
جوليا و باقتضاب: "يبدو انك تنظرين بعين الحسد الى صديقتك"

اومأت موافقة قائلة: "ليس الحسد بل الغبطة......... انها سترتبط برجل بالغ الوسامة و شخصيته مميزة........ الا تعلنا خطوبتكما الليلة؟"

ضحكت جوليا بصوت مرتفع و وضعت ساق فوق الاخرى قائلة: "بعد ما افسدت كل شيء .......... بعد ان صدعت رأس مايكل بقصصك الحزينة المأساوية ........... اسمعيني جيدا"
رفعت بصرها اليها بسرعة عندما سمعت عبارتها الاخيرة المطوية على تهديد ما.........
واصلت جوليا بوعيد: "اتركي مايكل هذه المرة الاخيرة التي انصحك بها........... و احذرك من مقدرتي على تحطيمك"

هي و ببرود: "انا تركته.......... تركته منذ زمان........... الا تري الخاتم بيدي"
ضحكت جوليا بتوتر و نهضت قائلة: "سئمت من هذه الاكذوبة............... افضل لك ان تخشي على نفسك هذه الايام يا كاثرين............ و على......... شقيقك الصغير"
قطبت جبهتها و تأملتها بإمعان.............. جوليا و بنبرة خافتة و ابتسامه "ربما لم تجديه............ البحر جميل و عميق.......... و رجالي هنا قائمين بحراستي...... يبيعون انفسهم من اجل ورقة مالية"

اتسعت عينيها بالتدريج و اغلقت فمها و بقيت تراقب جوليا و هي تبتعد حتى التفتت لها الاخيرة و ابتسمت لها بخبث.

عضت على شفتها و شعرت بالانهيار و الاسى الشديد وصلت الامور لهذه الدرجة؟ تهددها بقتل اخيها من اجل مايكل!......... يا لها من مجرمة.
راقبت ديفيد يركض بين الممرات و يلعب بمرح تنهدت و تطلعت بخاتمها و ضغطت عليه بيدها متى ينتهي هذا الصراع.

دخل مايكل القاعة و هو يرتدي بذلة سوداء و بدى مثيرا بشعره و ذقنه الحليق و عينيه المتألقتين الباحثتين هنا و هناك.......... ارشدته موظفة الى طاولته المعدة خصيصا له بناء على طلبه قرب النافذة المطلة على البحر مباشرة .

كان فكتور سعيدا و يسير بين الناس و على شفتيه ابتسامة عريضة ثم وصل الى كاثرين و سحب ذراعها العاري و وضعه بذراعه قائلا: "تعالي ايتها المذهلة لأفتخر بأني مرغوب بي من قبل الفتيات الحسناوات"
كانت مرتديه فستان احمر طويل ملفت للأنظار و تضع الماكياج بكثافة و بدت جذابة جدا....... سارت مع فكتور قائلة: "ماذا تقول يا سيد فكتور كل النساء تتطلع الى المدير المهم البالغ الجاذبية بشعره الاشيب الوقور و بذلته البنيه الثمينة"
اومأ ضاحكا و كان يتجول ببصره بين الطاولات حيث امتلأت بالناس و بعض الشباب واقفين بشكل حلقات يتبادلون الاحاديث الشيقة ......... تعاملت هي بلطف مع الجميع و عندما وصلت الى طاولة مايكل قالت بنبرة اللامبالاة و مجاملة سطحيه "كيف تسير الامور هنا معكما؟"

ابعد السيجارة عن شفتيه ببطء و حدق بعينيها و انزل بصره على فستانها ببطء شديد و قالت جوليا بابتسامة متكلفة: "كل شيء رومانسي و جميل ايتها الحورية الشقراء"
اومأت موافقة و ذهبت و كأنها لا تعرف مايكل يوما .

اقبلت ليليان و سيمون متأبط كتفيها العاريين اذ بدت مدهشة بفستانها الذهبي القصير جدا و شعرها المجعد و ماكياجها الساحر و قام الناس بتحيتهما ثم ارشدتهما هي الى طاولتهما المخصصة المنعزلة و تناولت المايكروفون ليملأ صوتها ارجاء القاعة و هي تقول بابتسامة شفافة: "ان ادارة الباخرة و كل العاملين فيها يوجهون ازكى التحيات و الترحيب بالراكبين الكرام و يوجهوا تحية خاصة و تهاني وافرة الى الموظفة العزيزة ليليان مسئولة قاعات الرياضة و نحتفل الليلة بمناسبة ارتباطها بالسيد سيمون الغني عن التعريف و نتمنى لهم وافر الهناء و الحياة الرغيدة ............ ستكون امسية رومانسية هادئة لكل العشاق و الازواج و الاصدقاء"
صمتت و بقى صدى صوتها يتردد و سارت هنا و هناك بصورة سريعة و لم تتطلع ابدا الى حيث طاولة مايكل يبدو انها اخذت الدرس جيدا من جوليا.
رحبت ببعض الوافدين الى القاعة و جلس جاك في طاولة منفردة و بقي ينظر الى مايكل مطولا.
بدأت الموسيقى الراقصة و رقصوا الشباب بمرح و ابتسمت هي لرقصة لورا الشقية مع فكتور و عندما القت نظرة خاطفة باتجاه مايكل رأته نهض و اتجه اليها و اختفت بسرعة بين الناس و ذهبت الى جاك و جلست معه و اضطربت نظراتها و ارتبكت عينيها عندما التقيا بعيني مايكل الذي وقف قريبا منها و بقي يحدق بها بضيق........... ابعدت بصرها و بقيت متسمرة النظرات اتجاه الراقصين و بعد ذلك انشغلت بالإشراف على تقطيع الكعكات و توزيع الهدايا للعوائل الذين لديهم اطفال اما الاطفال كانوا غير موجودين طبعا بالحفلة لكونها تخص البالغين فقط.
تناولت كأس ووضعت قليل من المشروب فيه و احتسته بسرعة و ضيق و هي تتذكر تهديد جوليا............. كلما انفرجت عقدة ظهرت لها الاخرى يبدو ان القدر لا يريدها ان تكون لمايكل ابدا.......... لماذا كل هذه العقبات في الطريق تريد ان تكلمه و تقترب منه و تسمع تعليقه على رسالة اليكس و هل صدقها؟

بعد ان عم الاستقرار و الهدوء بالقاعة اقتربت من ليليان و قالت بهمس: "اعذريني يا ليليان سأذهب الان لئلا اضطر لمقابلة مايكل في هذه السهرة" سمعها سيمون و ابعد بصره.
وقبل ان تمضي اوقفها باكتر و تحدث معها ثم قدم لها ورقة قائلا: "هذه قصيدتي الجديدة اعتقد انها ستعجبك"
تناولتها قائلة ببهوت: "حقا؟........ اشكرك احب قصائدك كثيرا............ لا تقل لي انها تتحدث عن الحب؟"
وضحكت بلطف....... قال بابتسامه "هي بعنوان الجرح الصامت"
بهتت ملامحها و قالت بتأمل: "جميل حقا......... سأقرئها في غرفتي......... عن اذنك"
اوقفها فكتور قائلا: "تغادرين الحفلة باكرا؟...... اعتقد ان لا بد ان"

قالت مقاطعة: "علي ان ارى ديفيد و انام........ اعذرني اشعر بوعكة ما"
قال بابتسامة: "حسنا.......... لكن شعرك مذهل حقا"
بادلته الابتسامة و خرجت من القاعة و سارت بالممر المؤدي الى غرفتها لكنها رفعت بصرها بسرعة عندما اعترض طريقها مايكل.
تطلعت به باستغراب.... لقد تركته خلفها بالحفل ما الذي اتى به بهذه السرعة أي حظ هذا؟

حاولت ان تمضي بطريقها و تتركه لكنه وضع ذراعه قاطعا طريقها.......... زمت شفتيها و نظرت بوجهه الجذاب ثم ابعدت بصرها وقالت و هي تبعده بيدها: "من فضلك دعني اذهب"
ذوبتها رائحة عطره و امسك يديها قائلا بصوت خافت: "كأنك لا تريدين مواجهتي الليلة ابدا"
هزت رأسها نفيا و قالت بضيق: "لم انتبه لذلك....."
و حاولت انتزاع يديها من يديه لكنه بقي مطبقا على كفيها و قال بتركيز: "من المفروض ان نتحدث بشأن الرسالة اكثر............ لو كان الامر كما تقولين........... انا مدين لك باعتذار"

هي و ببرود: "لقد تأخر الوقت كثيرا و اصبح الاعتذار غير مجدي"
انتزع الورقة من يدها قائلا: "ما هذه؟"
خطفتها من يده قائلة: "انها تخصني"
قال بتوتر: "لماذا تتهربين مني؟....... انت متقلبة اتجاهي فجأة تصبحين عدائية"
هي و بجفاف: "الذنب ذنبك فأنت تطاردني قلت لك مرارا دعني و شأني.......... اوضحت لك كل شيء ولست مدينة لك بالاعتراف بحقيقة اخرى ......... كان هدفي ان تعلم الحقيقة........... انت تعرف و انا ايضا ان لا سبيل لعودتنا ابدا"
قال بتأمل: "و ماذا عن كلامك لي في المشفى؟"
قالت بضيق: "قلت لصاحبتك حينها انه حديث نفس لا اهمية له و كنت اشعر بالذنب اتجاهك لأنك تعرضت للخطر بسببي........ اعني بسبب اخي.......... انه عرفان جميل لا اكثر"
قال بتوتر: "صارحتني بحبك اكث من مرة"
هي و ببرود: "نعم صحيح كانت لحظات ضعف عابرة"
يبدو انها استفزته كثيرا بكلامها اذ تغيرت ملامحه و تجهم و بدت عليه العصبية اذ امسك يديها بخشونة قائلا: "كاذبة.......... لماذا تتظاهرين بالكذب دائما ما المقصود بعبثك معي؟"
دفعته و احاط خصرها و جذبها الى جسده بعنف.......... قاومته و قيد يديها بغضب و ابدت مقاومة شرسة حتى ابعدها و قال بنفور: "ما بك؟"
قالت بشفاه مرتجفة: "لم اعد اريدك افهم ذلك"
شعرت انها جرحته بهذه العبارة و اغمضت عينيها عندما تطلع الى الورقة بيدها قائلا بخبث: "ما الامر؟........ حب جديد؟......... ربما هذه الورقة فيها ما جرفك بسرعة فمعجبيك كثر هنا..... ربما ثري اخر اثار اهتمامك"
نظرت اليه بحزن و نظر اليها باحتقار و تركها و ذهب.

دخلت الى غرفتها و اجهشت بالبكاء................... بعد منتصف الليل زارتها ليليان..... استغربت قائلة: "ما الامر؟"
ليليان و بتفحص: "ما الامر انت يا كاثرين؟....... ماذا يحدث معك؟........ اراك غريبة الاطوار الليلة و لتوي رأيت مايكل يقف وحيدا و يبدو ثملا"
سحبتها من يدها قائلة: "كارثة يا ليليان اصبح الامر خطيرا للغاية"
كان ديفيد نائما و اخبرتها بكل شيء و شهقت ليليان قائلة: "سأبلغ بوليس الباخرة بذلك التهديد البشع"
هي و بسرعة: "لا تكوني غبية........ جوليا ممثلة و تهمها سمعتها و ستنكر ذلك و تنقذ نفسها بأي طريقة و ابقى انا مهددة و ربما حتى عند عودتي الى منزلي"
ليليان و بتأمل: "اذن ارمي لها مايكل لتشبع به"
قالت بحزن: "لقد عاملته بمنتهى القسوة الليلة و جرحت كرامته في الوقت الذي كان علينا ان نتقرب لبعضنا اكثر و نتفاهم....... لم اتوقع من جوليا كل هذا الشر"
ضحكت ليليان قائلة: "لأنك ساذجة........... جوليا هذه امرأة غنية و قادرة على الكثير ليس مثلي و مثلك و المحاربة على رجل مثل مايكل فراداي مشروعة جدا"

خفضت بصرها قائلة بتوتر: "لو كانت هددتني بأي شيء لما صبرت عليها لكن ديفيد يستحق ان احميه بكل وسعي و اذعن لها"
ليليان و بتفكير: "الا تفكرين بإخبار مايكل بالأمر؟"
هزت رأسها نفيا قائلة: "بالطبع لا و كيف لي ان اخبره امر مثل هذا؟........... كما انني لا اريد العودة اليه لأنه............ اسمعي انا اخفيت عليك امرا حتى لا افسد ما بينك و بين سيمون........... انه يحيك مخطط ضدي مع سيمون......... سيمون يعلم بأمر انتقام و خداع مايكل مني و يشاركه ذلك السر و لم يخبرك او يخبرني انه متحالف معه"
اتسعت عيني ليليان قائلة: "لا اصدق سيمون متفق معه ضدك؟"
اخبرتها بكل ما سمعته و قطبت ليليان جبينها قائلة: "غريب الا يخبرني سيمون بذلك......... قال لي انه لم يخفي علي امرا"

ساد صمت و قالت ليليان: "لن اخبر سيمون بذلك لكني سأكتشف كل شيء بنفسي.......... و مايكل هذا رجل شرير بشكل رهيب"

في اليوم التالي سارت بأرجاء الباخرة تقوم بواجبها المهني و اخبرها فكتور ان هذا هو اليوم الاخير و بمشارف الفجر يكونوا قد وصلوا و انتهت الرحلة شعرت بغصة تخنقها و عبرة محبوسة و انقضى اليوم بكآبة شديدة.
عند المساء سمعت صوت احدى الموظفات يتردد في الارجاء معلنة عن الوصول فجر اليوم و ان على الجميع الاستعداد و التأهب.

بعد العشاء كانت الباخرة مليئة بالناس الذين يتجمهرون على سطحها و يقضون وقتا طيبا و ممتعا بحفلة شراب بسيطة للوداع و لاطفت هي بعض الاطفال الذين يركضون هنا و هناك و يمرحون و جاك يسير و يتطلع اليها و على شفتيه ابتسامة فاترة......... اقتربت منه و اخبرته انها قدمتن استقالتها الى الادارة و ابدى استيائه و حزنه......... قالت بجدية: "فكرت بالأمر مليا........ حقا تعبت يا جاك و اصبحت مهملة و لا اقوى على التركيز في عملي بعد هذه الرحلة........... كما ان مايكل عرف انني اعمل في هذه الباخرة و ربما سيكرر رحلاته معنا و يصعب الامر علي اكثر"

قال بتأمل: "متى نخلع الخواتم؟"
هي و بابتسامة باهتة: "مستعجل جدا؟............. حسنا في نهاية الرحلة و عندما اودعك"

قال ببرود: "كل شيء كان جميلا قبل رؤية مايكل فراداي........ ليت الادارة وافقت على اجازتك لتجنبت كل ذلك"

تطلعت الى مايكل الذي كان يسير بين الناس بقامته الطويلة و طلعته المميزة و ابتسمت ببهوت لجاك و استأذنت مبتعدة.

و هي تبتعد شعرت به يتبعها بخطوات بطيئة ارادت تغيير مسارها الا انه قال: "كاثرين........... يجب ان نلتقي الليلة و اود ان اخبرك بأمر هام و ان لم تسمعينه ستندمين كثيرا"
تلفتت هنا و هناك و نظرت اليه بخوف....... قال بتفحص: "ما الذي يخيفك من مقابلتي؟.......... لا احد يجرؤ على المساس بك ما دمت موجودا هنا"

تنفست بارتياح لسماعها كلماته المميزة هذه و قالت بتردد: "مايكل......... انا....... انا اخشى على اخي"
قال بثقة: "لا تخافي......... قلت لا احد يستطيع ان يؤذيك......... يا حبيبتي"
ابتسمت باستياء قائلة: "لست حبيبتك.......... انت خططت لهذه الرحلة للانتقام مني................ فعلا انت انتقمت مني كثيرا يا مايكل............... و انا مجرد غبية........ افقد عقلي و اتصرف معك بعاطفتي............ استغليت ضعفي امامك.......... انا عرفت كل شيء لا داعي للاستمرار بالخداع"
بلل شفتيه و قال بتجهم: "هذا ما اريد ان نتحدث به"
هي و بقلق: "اذهب الان ارجوك"
هو وبضيق: "لا لن اذهب.............. تعالي معي الى جناحي ارجوك.............. لا يجب ان نكرر نفس الاخطاء و تعاندين بعدم سماع ما اريد قوله لك.......... سأذهب الان و انتظرك......... ان كنت تثقين بي تعالي يا كاثرين"
و ابتعد........... تطلعت حولها ثم اسندت يديها على السور و تأملت امواج المياه المظلمة التي تنعكس عليها انوار الباخرة الضئيلة و اغمضت عينيها و هي تقاوم الرغبة بالذهاب اليه............. كيف تذهب الى جناحه و تترك ديفيد.............. كيف علم مايكل بمخاوفها من اخبره؟....... اذن ليليان فعلت.......... اخبرها انه يريد محادثتها بنفس الموضوع الذي لمحت اليه امامه أي بشأن التخطيط لخداعها!
ماذا تفعل الان؟......... ماذا لو وثقت به و ذهبت اليه و تعرض ديفيد لمكروه سيكون ذلك رهيبا و قاسيا.
فزعت عندما شعرت بيد تلمس كتفها و التفتت لتجد سيمون الذي قال لها و في عينيه الواسعتين نظرة معتدة: " اذهبي الى مايكل و ديفيد سيكون برفقتنا انا و ليليان.......... اذهبي و لا تضيعين فرصتك بعد"
ارتبكت ثم ابتسمت بالتدريج و قالت بسرعة: "سيمون انت تعلم بكل شيء"
اومأ موافقا و قال: "اخبرتني ليليان بكل شيء و انا بلغت مايكل........... انا اساعده فعلا يا كاثرين ......... مايكل يستحق ذلك"
اتسعت ابتسامتها و قالت بارتباك و اضطراب: "لا ادري ماذا اقول لك الان لكني............ بحاجة الى التكلم مع مايكل و لقائه......... انا...... انا احبه كثيرا"
ابتسم سيمون و اومأ ببطء و غمز لها بعينيه مشيرا الى جناح مايكل.
قالت و هي تفرك بيديها بتوتر: "اخبرتك ليليان بكل شيء؟........ أي بشأن تعاونك معه ضدي؟"
اتسعت ابتسامته قائلا: "طبعا........... هيا اذهبي و لا تضيعي الوقت"
و وضع يده على يديها و شجعها على الذهاب....... ترددت و تركته و سارت متحيرة ثم اتجهت الى جناح مايكل و طرقت على الباب و عندما فتحه التقت عينيهما و ركزا ببعضهما ثواني ثم فسح لها المجال لتدخل و سارت امامه و هو يخطو خلفها ببطء ثم قال بنبرته الهادئة: "ايقنت انك تثقين بي يا كاثرين"
و اغمضت عينيها عندما اقترب خلفها و التصق جسدها بجسده ثم مرر يديه على ذراعيها صعودا و هو يقول بصوت خافت: "مازلت تثقين بي"
ابتعدت و قالت باضطراب: "اريد ان اسمعك"
تأملها بعينيه الجميلتين و قال بهدوء شديد: "انا......... عدت لأراك يا كاثرين"
و اقترب اكثر وبدى لها شديد الجاذبية بقميصه الابيض الملفوف الاكمام ليظهر ذراعيه السمراوين ....... غلبها الشوق و اقتربت هي ايضا و وضعت يديها على صدره و قالت بصوت خافت: "مايكل........... انا بحاجة اليك"
احتواها بعناقه القوي و قال بنبرة جدية و جذابة: "لم احب امرأة بعدك ابدا......... انت سعادتي و تعاستي معا....... انت حبيبتي.......... حبيبتي طوال السنين"


تلونت عينيها بأشعة شمس الصباح الدافئة و اشارت بيدها قائلة بابتسامة: "انظر ديفيد انها معالم بلادنا" ثم نظرت الى الناس كلهم ينظرون و سعداء بالوصول و لم تمضي سوى ربع ساعة حتى رست الباخرة قرب الميناء و اعلنت الموظفة الوصول و قامت هي بتوديع الناس بعبارات لطيفة و مجاملة.

ثم توقفت عند الدرج و راقبت الناس الذين ينزلون و على شفتيها ابتسامة باهتة....... قالت ليليان و هي تقف قربها: "انتهت رحلتنا اخيرا و انتهى عملنا في هذه الباخرة انا وجدت فيها نصيبي" ثم ابتسمت مواصلة: "و انت؟........ ماذا فعلت مع مايكل الليلة الماضية؟........... اتفقتما على الزواج اليس كذلك؟"
لوحت لبعض الاطفال مودعة ثم اجابت ببهوت: "لم نتكلم بأي شيء............ادركت ان مايكل......... متردد في عودتنا الى بعضنا لا احب ان اضغط عليه.......... يبدو انه لم يعد يريدني زوجة......... ان رغبته بي اصبحت.......... جسدية فقط"
قالت ذلك و كأنها غير مبالية الا ان ليليان بقيت مركزة بعينيها المحتقنة الشرايين و وجهها الاحمر الملتهب و قالت بصوت خافت: "كاثرين.......... غير معقول كيف لم تعودا الى بعضكما بعد ان اتضح كل شيء؟........... اخبر سيمون مايكل بما تنوي جوليا فعله و هو تصرف كما انه"
هي و بمقاطعة: "مايكل لم يفصح عن رغبته بعودتنا......... قال انني حبيبته و انه اشتاق الي و انه مرتاح معي و لم يتكلم أي كلمة عن الزواج........... انه لا يريد ذلك"

ليليان و بسرعة: "اخبرك عن سوء الفهم الذي حدث؟"
هي و بانفعال: "قلت لم نتكلم.......... كفى ارجوك"
و صمتتا عندما نزل مايكل بنشاط و حيوية و خطوات رشيقة و هي يخفي عينيه بنظارته المعتمة و قال بنبرة عادية: "وداعا او ربما الى اللقاء........... كانت جهودكم رائعة و مميزة.......... انا ارتحت كثيرا بهذه الرحلة.......... اتمنى لقاء قريب"
و مضى مبتعدا و احترقت دمائها بجسدها و تبادلت النظرات مع ليليان التي بدت مخذولة.
نزلت جوليا وحراسها و تطلعت بعيون صقرية الى كاثرين ثم ابتسمت بخبث و مضت دون ان تقول شيئا.
هكذا انتهى الامر؟........ انتهى كل شيء ......... هي خسرت مرة اخرى لكن هذه المرة الخسارة قضت عليها تماما و ذبحت قلبها.......... ذلك مايكل المتعجرف الغير مبالي ذهب و تركها و كأن لا شيء حدث بينهما مطلقا.

[malak9]

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .