وما زلت اذكرها (1) ... سلسلة طيور مهاجرة !!**مكتمله**

[roshan2007]

مقدمة رائعة تحياتي اعلم ان الرد متاخر الا انني من من يلجئون لمرفأ هذا المنتدى الرائع للإستجمام هههههههه وما اندر منه في هذا الزمان شكرا لكي

[سلام12]

الفصل العاشر ..

" هل حقا ان ناهد وراء خطف نجلاء ؟ " قالها يحيى لعاصم الجالس امامه بالكوفي ..
" هممم .. هذا الذي اخبرتنا به نجلاء في وقت التحقيق .. قالت ان المجرم اعترف بذلك .. "
حرك يحيى كوب القهوة الفرنسية الذي بيده وهو يقول " لماذا تعتقد انه يفعل ذلك ؟ "
" من اجل الانتقام .. "
" الانتقام ! .. من من ؟ " تسال يحيى وهو يعقد حاجبيه ..
قال عاصم وعلى وجهه ابتسامه ساخره " اعتقد ان هنالك اشياء كثيرة لم تنكشف بعد "
تنهد يحيى وهو يقول " اذا ً كريم دائما موجود في الصورة "
" من الواضح ان لديه مشاكل مع ناهد .. "
" وما دخل نجلاء بكل هذا ؟ " تسال يحيى بغضب ..
التوى فمه بتهكم وهو يقول " كانت فقط تمويه .. "
" اذا تمويه .. لجعل كريم ينشغل بالبحث مع هديل عن نجلاء .. وناهد يوقعه في الفخ "
" اعتقد ذلك "
" ناهد كان يعرف منذ البداية اين هي نجلاء ؟ .. ويرسم على وجهه علامات الجهل .. ولكنه شخص خبيث .. لدرجة انك لا تعرف ما هو القادم من كل هذا ؟ .. والمجرم ينكر انه يعرفه .."
" من المؤكد ان بينهم صفقه "
" هممم .. هذا مؤكد " قالها وهو يقضم قطعة من الدونات المليئة بالسكر في فمه ..
" وما قصة ابن عمتنا الذي ظهر مع نجلاء ؟.."
ارتفع احدى حاجبيه وهو يقول " الكبير يخطط .. ولا نعرف ما الذي يخطط له ؟ "
" اذا الكبير دخل في الموضوع .. وما رأي البقية ؟ "
" صامتين ينتظرون ان ينطق بالحكم .." قالها وهو يضحك بسخرية ويحرك راسه بمعنى لافائدة منهم ..
" دعنا من ذلك الان .. كل شيء في وقته سيتضح .. "
" لكنني اريد تحذير سليم منهم " قالها بحدة ..
عقد يحيى حاجبيه وهو يقول " سليم ! "
" ابن عمتنا رحمها الله "
" اسمه سليم .. حسنا .. يبدو انه قرار جيد .. "
" ماذا كنت تريد ان تقول لي ؟ "
" اخبرني ما الذي اكتشفته عن هديل ؟ "
" اعتقد ان هديل تعرف بامر ناهد وكريم .. لذلك تريد الاقتراب من كريم .. لتوقعه "
ضحك بسخرية " هل انا الوحيد الذي ارى ان الجميع يريدون ايقاع كريم ؟ "
" لكن يجب ان تتدخل يحيى .. هديل تريد ان توقع نفسها بالنار وهي تعتقد انها تستطيع الانتقام .."
" لا استطيع الاقتراب منها .. "
قال عاصم بحده " لا تستطيع ! .. يا الهي انها هديل يجب ان تساعدها .. "
ابتسم يحيى بشراسة دون ان يعلق .. فقط شرد تفكيرة لنقطة مخفية عن الاعين .. وكانه وجد الحل على هذه الالغاز ..
" يحيى ! .. ما الذي تفكر به ؟ "
" الحل .. لقد وجدت حلا ً يجعل كريم يسقط في شر اعماله .. " قالها وابتسامته تتسع اكثر و اكثر ..
" ابهرنا .. " قالها عاصم بابتسامه شرسة وعينيه تلمع بالمكر ..


************************************************** **************************************

نهاية الحكاية هروب الزوجة من زوجها الظالم .. اكان يريد ان تكون هذه النهاية ! .. كيف لم يفكر باحتمالية تدخل هديل ؟ .. كان يتوقع انها ستكون تحت سيطرته بخضوعها التام له دون تدخل احد .. لكم بقبضته الجدار خلف هديل الثابته ولم يهتز منها أي شعره .. وهي تنظر اليه بسخرية .. يريد ان يحطم تلك الابتسامة الغبيه على شفتيها حتى لا تتدخل في حياته مجدا ً ......
قال لها بتهديد " والان اخبريني اين هي سمر ؟ والا ستندمين .. "
" ارني ماذا ستفعل ؟ " قالتها بهدوء مستفز جعله يلكم الجدار مرة اخرى ..
" انتي تستفزيني .. الجميع سيعاقبك على تدخلك في امور حياتي .. "
ضحكت باستفزاز وهي تقول " لا احد يهتم بما تفعله مع زوجتك او ان كانت هربت ام لا .. لانك اصبحت المسؤول عنها .. وتعتقد انك تملكها .. هي ليست جارية لك عمر "
" ونجلاء ! .. الا تعتقدين ان والدك سيجن جنونه .. ويعاقبك .. "
" لا اهتم بكل ذلك ..هذا الذي اردتُه منذ زمن وانا اراهم يتعذبون بصمت لقد فعلته بكامل ارادتي الان .. "
فتح شفتيه واغلقها وشياطينه تحلق فوق راسه وتحرضه بان يضرب هذه التافه التي امامه .. لكنه تمالك نفسه وهو يقول " لدي مصادري لا تنسي ذلك .. يمكنني ان اجدها حتى لو كانت تختبا في كهف مهجور .. "
ظهرت ابتسامة على طرف شفتيها وهي تشير بحاجبيها بلامبالاة ..
رفع يديه حتى يصفعها ويعلمها كيف لها ان تستفزه بتلك الطريقة ..
" عمر .. " الا ان صوت حاد قطع الطريقة الهوجاء التي كان سيفعلها بها .. اعتصر كفه الثابته بالهواء وهو يدير راسه لينظر الى والده .. والى والدته ووالدة سمر الصامته دون ان تنطق بحرف واحد .. عجيب امرها لم تهتم لهروب ابنتها او ان تعطي رايها ! ... ا وان تصرخ به كوالدته بانه يستحق ذلك .. لا يعرف لم يشعر ان هنالك حلقة مفقودة .. وكان سمر لا تمد لها باي صلة .. وكانها ليست ابنتها التي حملت بها تسعة اشهر ..
خرج من تفكيره الغريب وهو يقول بغضب " ماذا الان ؟ .."
" صوتك لا يرتفع .. واخبرني لماذا كل هذا الصراخ ؟ "
" الجميع يسال لماذا هذا الصراخ ؟ ... وماذا يهمكم انتم ؟ .. " اخذ يذرع الغرفة ذهابا وايابا بغضب متوتر ...و الواضح من حركة يده التي يمررها بشعره الاسود القصير وجسده المتوتر .. توقفت العيون العسلية عند هذه النقطة ... كيف لشخص يعذب زوجته دائما بتلك الطريقة التي لا يقبلها عقل ؟ و ان يكون متوترا ... وغاضبا ً ... كان من المفترض ان يكون سعيدا ً لانه تخلص من حملها ..
نظرت الى عمها سامر الذي قال لها " ما الذي يحدث هديل ؟ "
بللت شفتيها بلسانها وهي تقول ببرائه مصطنعه لا تخلو من السخرية المبطنة " لا اعرف يا عمي العزيز ... ولكنني اظن ان ابنك اضاع دميته الجميلة .. ويريد مني البحث عنها ........ "
ادار عمر وجهه بسرعة اليها وهي لم تنظر اليه نظراتها كانت مركزة على عمها .. ولكنها شعرت بان اخر ذرة من الهدوء احترقت لديه .. وهو يتقدم ناحيتها ويخطف معصمها ويضرب بجسدها على الحائط الذي خلفها .. اصدرت صوت متالم وهي تكمل استفزازها " ماذا الم يعجبك كلامي ؟ "
عصر معصمها بيديه وهو يصر على اسنانه .. تكاد تسمع صوت احتكاك اسنانه من الغيظ قال لها " هل تستطيعين اخراس هذا الفم الثرثار ؟ .."
وكان غضبه واشعال الفتيل به اعجبها قالت له " الم يعجبك قول الحقيقة ! "
" عن أي حقيقة تتحدثين عنها ؟ .. انتي حتى لا تعرفي ما الذي يحدث بالضبط ؟..." قالها بغضب صارخ ..
ابتسمت عينيها قبل شفتيها بسخرية اجادتها وهي تقول " هل جننت ام فقدت اخر ذرة عقل لديك ؟ .. لماذا كل هذا الصراخ ؟ الم تكن تريد الخلاص منها ؟ .. "
تقسم انها رات ارتجاف حدقتا عينيه الباردة الخالية من المشاعر ... لكنها لم تدم الا نصف ثانية حتى قال لها ببرود " لكنني اردت الخلاص منها بطريقتي .. وليس بطريقتك ايتها الحمقاء ... "
دفعته عنها وهي تتقدم ناحية والدته وتقف بجانبها بكبرياء وغرور ..
" حتى والدتك اصبحت ضدك .. هل تعتقد لو ان لديها ابنة تريد لها المصير نفسه ؟ .. هل لو كانت لديك اخت تتمنى ان يكون مصيرها نفس مصير سمر ؟ "
غضب من كلامها وهو يقول " اخبرتك ان لا تتدخلي بخصوصياتي .. "
قال سامر بهدوء متزن " اعتقد ان الوقت مناسب لنتحدث مع بعض كابن ووالده "
انتقلت النظرات السوداء النارية من هديل الى والده .. ضحك بتهكم وهو يقول " ابن و والده .. جعلتني اشعر كأننا اصحاب منذ ان كنت صغيرا ً"
قال سامر بهدوئه الذي لم يتاثر من كلام ابنه " هيا اخرجوا جميعكم .. لا اريد ان ارى احدا ً .. "
بدات الامراتين بالخروج .. قالت هديل قبل خروجها " لقد خسرتها عمر .. وستظل تندم على ذلك ما دمت حيا ً .. وما دامت هي تسكن في ارض لم تطاها قدماك فاعرف انها بخير .. " اغلقت الباب خلفها ..
ولكن لم تكن تدري ان لكلماتها وقع تاثير على ذلك المتمرد .. الذي ظل مسمرا ناحية الباب ... كيف له ان يخسرها ؟ .. عقله بدا يرسم له خيالات .. تلك المتعجرفه خرجت لتو .. لكنه سيرغمها على الاعتراف .. اين من الممكن ان تخباها ؟ ... لا يستطيع تخيلها مع شخص اخر .. مع حبيبها الاول ... (ستذهب اليه ).. لم يكن يعرف ان ضعفه وصوته مع اخر كلمة ظهر على العلن وامام والده الذي اعتاد على تربية ابنائه بالقسوة .. وقليلا جدا من الحنان وكانه فتات خبز يطعمه الى الحمام امام النافذة ..
اعتصر قلب الاب على حالة ولده التائهه .. هاهو يتسرب من بين يديه ابن اخر .. بعد بكره الذي خسره من اجل رضا والده .. الان يخسر ابنه الاخر .. عمر الذي ظهر ضعفه وهشاشته امامه .. كيف للدنيا ان تعذبه هكذا ؟ .. كان حقا مخطأ و مقصر عليهم .. ولا يهتم بهم كثيرا .. ولكنه كان منشغلا بالاعمال التي لا تنتهي .. كان يريد لهم بعد ان تاخذه المنيه حياة سهله .. من الشركات التي سيورثونها منه ورصيد بلمليارات .. لكنه مخطأ ابنائه كانوا يحتاجونه .. يحتاجون وقوفه بجانبهم .. وفي اول وقفه ارادها منه ابنه البكر يحيى خذله .. يتذكر نظرت الانكسار في عينيه ..والتي تخبره بمعان ٍ كثيرة .. لكنه اقلق عقله وصوت الحق .. واستمع للحقائق والا والده .. والان هاهو يتجرع الامبالاه من ابنائه الذي زرعهم هو بطريقته الخاطئه .. لهم كل الحق بالذي يفعلونه به .. وهاهو ارتكب خطأ ثاني بان زوج عمر بالاكراه من ابنة اخيه ..
" من هي التي ذهبت اليه ؟ " تسال سامر وهو ينتظر جواب ابنه ..
مرت دقيقة وهو يستوعب ان والده هنا وشهد على ضعفه الذي لا يظهر امام الاشخاص .... " وما شأنك انت ؟ " قالها ببرود وهو يجلس على الاريكه الرقيقه التي غاص بها جسده الضخم .. اكمل كلامه " تفضل .. ام انك تريد دعوة بالجلوس ايضا ! .. "
بهدوئه واتزانه الواعي ... جلس على الاريكة وهو يقول " ساخبرك بأمر مهم وعدني ان تتمالك اعصابك .. "
ظهر البرود في عيني عمر ولم ينطق باي حرف ....
" عدني " كرر وقالب الثلج ذلك جامد ينظر الى والده وكانه يعرف بان مصيبة سينطق بها ... مصيبة ستحرق الاخضر واليابس ...
" هل تذكر اليوم الذي اخبرتني باني يجب ان اتزوج سمر ؟ "
حدق الوالد بابنه دون حراك وهو ينظر الى البرود الصاعق ..
اجاب بهدوء " نعم "
" ماذا فعلت يومها ؟ "
ارتجف كفي والده وكان رعشة برد سرت في جسدة وهو يتذكر ذلك الموقف .. نظر الى ردة فعل والده .. وسال مجددا " ماذا فعلت يومها ؟ "
اجاب بانكسار لم يخفه و الم ابنائه اصبح جاثما على ظهره .. " لقد صرخت واقمت الدنيا .. حتى انك اخبرتني بانها فعلت شيئا سيئا لذلك نريد ان تتزوجها .. "
" وعندما سالتك لماذا ؟ .. ماذا كان جوابك ؟ " البرود يخرج من بين انفاسه .. وهو يسال والده بتلك الطريقة الباردة .. التي تقشعر لها الانفس .. ومع انكسار والده .. جعل الامر يخرج عن سيطرته ..
" لم اجب على سؤالك ... لقد قلت لك انها ابن عمك والاولى بك .. "
" لم تكن الاجابة شافية بالنسبة لي .. ولكن عندما رفضت وقلت ان نصيبها سياتي .. عرضتم علي تلك الورقة .. الاتفاق شروط لا معنى لها .. ووافقت .. هل تصدق انا اوافق من اجل المال ؟ .. ولكن هل تريد ان تسمع بالذي سيصدمك ؟ "
ابتلع سامر ريقه وهو ينتظر المفاجات ..و أومأ براسه ..
اكمل عمر وهو يرى ايمائت والده " لقد ظننت انها خانة قوانين عائلتنا .. لذلك كرهتها .. وعندما لمستها ظهرت المفاجاه .. انا اول من لمسها .. "
لم يخجل من ذكر أي شيء امام والده الذي احمر وجهه من كلمات والده ..
قال والده بهدوء " توقف .. لا تذكر المزيد .. هذا لا يجوز .. "
ضحك عمر وهو يقول " لا يجوز ... لكنني ساكمل القصة .. "
قال والده بغضب " توقف لا يصح لك ان تتحدث هكذا عن زوجتك .."
اكمل عمر دون ان يعير لكلمات والده شيئا " كنت مقتنع انه لم يلمسها احد .. وقلت ان هذا جيد و يجب ان اعرف منها ما الذي اخطأت به ودفع والدها لرميها هكذا علي ؟ لانني اعرف انني لن استطيع ان اظل مع امراة واحدة وساطلقها بعد فترة حتى ترتاح انفسكم ( قالها اشد برودة ) .. ولكن الذي افجع به الاتفاقيه الغبية التي وافقت عليها .. واقرا نصوصها التي لا تدخل العقل .. هل قرات المكتوب بها ؟ ( ضحك بسخرية وهو يكمل ) اووه نسيت ان توقيعك بها .. عندما رماها باتجاهي وتزوجة بها وافقت .. اما انه يرميها علي بعد الطلاق من اجل ان تصبح خادمة لدي .. وانه يتبرأ منها بعد طلاقها ويرميها من حياته و انت وافقت على هكذا شرط ! ... الشروط الباقية مقبولة ولكن هذا الشرطيين الذين لم ابتلعهم .. "
" انه ُ يكرهها .. " اخبره والده بذلك ..
" وما دخلي انا ؟ .. انها ابنته هو .. هو من انجبها .. وهو الذي يعترف لي بخيانتها .. بطريقة مبطنة .. "
" وهذا هو السر .. "
نظر عمر بريبة وعدم فهم لوالده ... وهو يقول " السر ! .. أي سر تتحدث عنه ! .. هل حقا هي خائنة ؟ "
" لا لم تخونك .. ولم تخون عائلتها لقد كانت وفية جدا .. فقط لان والدتها هكذا ظن انها ستصبح مثلها ..."
للحظة .. لحظة واحدة لم يهتز أي جزء من جسده .. وهو يريد ان يجمع المعلومات ويرتبها .. شعر انها لعبة ترتيب الصور ..
عقد حاجبيه بعدم فهم وعقله ينفض تلك الافكار التي هاجمته وهو يقول " ماذا تقصد ؟ "
تنهد سامر وهو يقول " الذي اقصده انها ابنته الغير شرعية من حبيبته التي خانته ... "


يتبع ...

[سلام12]

" امي .. " قال عاصم ذلك ليحيى وهو يجيب على هاتفه ...
" نعم .. مرحبا حبيبتي ... ما به صوتك ؟ ... اهدئي واخبريني ما الذي يحصل ؟ ... هديل ماذا فعلت ؟ ! ( ارتفعا حاجبيه ) ومتى حدث كل هذا ؟ ... عمر غاضب ... في الغرفة ... مع والدي ... حسنا ً ساتي .. ولكن تلك الحمقاء هديل لا تتدخل حتى اتي ... حسنا عزيزتي ... الى اللقاء .. "
تنهد وهو يقول " يجب ان اذهب .. هديل افتعلت مشكلة .. "
وقف يحيى معه وهو يخرج من جيب بنطاله النقود ويرميها على الطاولة ويقول " انتظر اخبرني ماذا يحدث ؟ "
قال عاصم وهو يتحرك بسرعة " هديل هربت نجلاء وسمر .. ولا تريد ان تخبر احد اين هم ؟ ... وعمر غاضب .. "
" حسنا حدثني عن أي مستجدات تحصل .. "
اؤمأ براسه وهو يركب سيارته ويقودها مسرعا ً ..

.................................................. ................................

بعد ساعة ...

وصل عمر الى القصر وهو يدخل ويسلم الحارس المفاتيح ... ويدخل مسرعا الى الدور العلوي ... سمع صوت عمر بصرخاته الشيطانية ... وصوت والده الذي يريد تهدئته ... وقف مبهورا ً لدقائق وهو يرى عمر ينهال بالضرب على عمه .. و والده يدفعه عنه .. ويصرخ بان يتوقف عن ضرب عمه .. التفت الى والدته الواقفه متسعت العينين بجانب هديل العاقدة الحاجبين ... والى زوجة عمه بوجهها الجامد وجسدها يفضح توترها .. نظر الى تلك الفتاة التي من الممكن ان يكون عمرها قريب من عمره .. ثلاثين او اصغر بسنة او سنتين .. وهي تخرج من تلك الغرفة شاحبة الوجه والخوف يرتسم في وجهها .. ابتسم من الداخل بسخرية .. من هذه ؟ .. وهي تريد المرور من جانبة حتى تعبر الدرج .. امسك معصمها وادارها حتى اصبحت تمشي امامه دون كلمه .. وهو يقول بصوت عالي " عمر توقف .. لماذا تلوث يدك هكذا ؟ .. لم اعهدك فاقدا ً لأعصابك .. "
لم يعيره عمر أي اهتمام وهو يلكم عمه الذي يبلغ من العمر ستين سنة .. وهو يفعل حتى الان امور الشباب وكانه مراهق صغير اول مرة يتعرف على فتاة .. وهاهي نفس الفتاة التي راها مع عمه في الاسبوع الماضي .. يدخلها الى القصر وينام معها .. وزوجته هناك واقفه لا تعلق .. بشيء .. غير الصمت ... كيف لها ان ترى خيانة زوجها وتصمت ؟ .. والادهى من هذا كله انها ابنت عمه اليتيمه .. الهذا يعذبها لانها وحيدة ... ولا يوجد لديها سند تحتمي به .. حتى ابنها المغرور لا يهتم الا بمصالحه الشخصية .. عض فمه من الداخل وهو يرى عمر الذي توقف عن ضرب عمه قال عاصم " عمي اتريد ان ارمي هذه في الشارع ام انك تريدها بعد .. " نظر الى عمه الذي يتكأ على مرفقيه ويبصق الدم من فمه .. ارتفع حاجبيه وهو يقول بسخرية " اوبس .. اعتقد انك كسرت اسنان العجوز .. "
تعابير عمر لاتبشر بالخير وهو يفلت الفتاة التي ترتجف في يده ويتجه ناحية عمر ويمسكه من كتفيه ويقول له بصوت خافت يبثه للهدوء " اهدأ .. ما الذي يحصل معك ؟ .. لاتفقد اعصابك .. تمالك نفسك .. "
تنهد عمر بعمق وهو يقول " هذا الحقير .. لا يصلح ان يكون ابا ً .. لماذا لم يخبرني انها ابنته الغير شرعيه ؟ "
ضحك رافت من بين دمائه وهو يقول " على الاقل انا لم اضربها .. و احتفظت بها واعطيتها اسم العائلة ... "
" ايها الكلب ...... " اراد عمر ان يتقدم ناحيته مجددا ويضربه ولكن عاصم وقف في طريقة وهو يمنعه .. قائلا " اهدأ .. انه يريد استفزازك .. " التقت نظرات عمر النارية بهديل .. التي تراجعت رغما ً عنها .. لم تكن تصدق انها ستخاف من عمر .. نظراته تلك ارعبتها ..
قال عمر غاضبا ً " انتي حتى الان تقفين هنا .. "
قال عاصم " عمر امسك أعصابك .. وتعال معي لنتحدث خارج البيت .. "
" اريد زوجتي .. هل تفهم ؟ .. " صرخ ..وهو يتوعدها بنظراته ..

************************************************** ****

بعد يومين ...صباحا ً

شعرت بحبات الثلج التي تتناثر على وجهها بشكل خجول .. وهي مغمضة العينين .. شفتيها الجافة الزرقاء من فعل الرياح البارده التي تهاجمها بين الحين والاخر .. واظافر يديها اصبحت بنفسجية اللون .. منذ اتت الى هنا هي ونجلاء في مساء الامس وهي تشعر بالفراق .. تشعر بانها بدات تدرك خطئها الذي جعل عمر يعذبها .. وينبذها بتلك الطريقة .. تبحث عن الخطأ الذي ارتكبته لتفعل بها الدنيا كل ذلك .. منذ ان رات نور الدنيا لم تذق طعم الحنان .. وعندما كبرت والتحقت بالدراسة .. اخذت تفرغ شحنات الغضب بالاولاد الذين يدرسون معها .. عندما يتشاجر الاولاد لاخذ فسحتها او مصروفها .. ولكن عندما اصبحت مراهقه في سن الثالثة عشر .. تتذكر ذلك اليوم الذي كان جميع اهل البيت يتحدثون به عنه .. كيف انها لحظة وصوله .. تسمرت على نافذة غرفتها لتنظر الى ذلك الشاب ذو البنية القوية .. وكيف ان والدته رحبت به و والده رحب به واخويه الاثنين كيف احتضناه بمودة .. وجده واعمامه كيف استقبلاه .. انها لا تتذكره جيدا .. لانها كانت طفلة وتهتم لامور الفتيات الصغيرات .. ولكن نبضه اخترقت قلبها .. نبضه لن تنساها .. ومنذ ذلك اليوم احبته .. وكانها وجدت لعبة مختلفة عن بقية اللعب التي تمتلكها .. لكنها الان ايقنت انها هي اللعبة التي بين يديه .. قاطعتها نجلاء من بين افكارها التي اخذت تعصف بها وتحاربها .. " هيا ادخلي لتتناولي الفطور .. يا الهي اصبح وجهك شاحب من البروده الا تشعري بالبرد ؟ " هلعت نجلاء بنزول الدرجتين التي تفصلانها عن نجلاء وهي تسحبها الى الداخل و تقول لها بغضب " هل جننتي ؟ .. هل تردين ان تموتي من البرد ؟ .. "
" ما بها سمر ؟ " تسالت الخالة ام مؤيد .. بنت خالة والدتها .. التي لم تبقى الا هي من عائلة والدتها تعيش هنا بين القرى الجبلية الثلجية .. ابنها وزوجته وابنائهم يعيشان بالكوخ المجاور لها .. وقد كانت سعيدة عندما التقت بها .. فهي تشبة والدتها قليلا .. شبة افتقدته .. حنان وعاطفة افتقدتها .. تعرف ان حنان الام مختلف ولكن الخالة ام مؤيد كما تريد ان يسميانها .. كانت نسمة رقيقة تدخل القلب دون مجهود .. بطيبتها وبساطتها .. كيف لوالدها ان يتزوج امها وهو الذي كان غنيا ووالدتها من هذه الاوساط ؟ ...
اجابت نجلاء ام مؤيد الخائفة وهي تقول " المجنونة ارادت ان تقتل نفسها .. انظري الى شفتيها واناملها .. " اجلست سمر بالقرب من المدفئه ونيرانها التي تحرق السنتها الحطب المليء بها .. ذهبت لتخرج من الخزانة الخشبية القريبة من الدرج معطف من الفرو و بطانية كبيرة الحجم .. البستها المعطف وغطتها بالبطانية .. وضعت وسادات خلفها كي تستريح .. تقدمت ام مؤيد من الفتاتين وهي تقول " اجعليها تشرب هذا فهو مفيد له .. " نظرت نجلاء الى الصحن المزخرف بالاسماك الملونه ومن ثم الى الكوب الذي يحمل بداخله شراب غريب اللون ..
" ما هذا الشراب ؟ " تسالت نجلاء
اجابتها " انه ينسون مع القليل من العسل .. اجعليها تشربه .. "
اخذت الكوب و جعلت سمر تشرب منه قليلا قالت سمر بشفتان ترتجفان " طعمه غريب .. "
" هيا اشربه كله .. حتى تتعافي .. "
" مرحبا ً " التفتت نجلاء الى الصوت المرح .. للفتاة التي ترتدي قبعة من الصوف الاسود المحاك باليد ... والى المعطف الابيض الذي يصل الى ركبتيها والبنطال الاسود والى البوت الابيض الذي يحشر قدميها ..
تعقد حاجبي الفتاة وهي تقول بقلق " ما بها سمر ؟ .. هل هي بخير ؟ .. "
اخبرتها نجلاء بما حصل .. وهي ترمي بجسدها على الاريكه الصفراء اللون .. ومن ثم قالت " هذه الفتاة اصبحت عنيدة ..لا تأكل ولا تتكلم مع احد .. لا اعرف كيف ستخرج من قوقعتها التي تعيش بها .. "
" وهل استطعتي انتي الخروج من قوقعتك ؟ " سالت الفتاة .. وهي تجلس بجانبها ..
صمتت تنظر الى الفتاة التي ساعدتهم على الخروج من قريتهم والوصول الى هنا .. جودي .. فتاة بالخامسة والعشرون .. تدرس الدكتوراه في كلية التربية في جامعة المدينة التي تقع 100 كيلو متر تقريبا من هنا ..
قالت جودي بهدوء يبث القوة اليها " لا تصمتي و تحدثي الي .. اخبريني عن ذلك الشاب الذي ذهبت ِ اليه ..هل تحبينه ؟ "
ظلت تنظر اليها دون اجابه .. هل تحبه ؟ .. لم تسال نفسها ! .. ولكنها تشعر معه بالامان والحنان .. تشعر انها عصفوره حرة تحلق في السماء .. قلبها خفق عندما راته بخير .. قبلتهما تلك اذبتها .. جعلت منها اثنى يرقبها الرجل .. انثى رمادها طان يتطاير مع الريح .. ولكن بدخوله حياتها ووقوفه معها اعاد النبض اليها .. لم ينبض خافقها لاحد قط .. كان ناهد خلاصها من عائلتها ولكنه اصبح سجانها الذي لا يرحم .. وحتى الان تخاف الخوض في حب سليم .. ليس خوفا منه .. ولكن خوفا انه يرفضها بعد ان يرى عيوبها ... قالت بصوت يقطر الما ً " لا اعرف ما هو الجواب ؟ .. انا نفسي لا اعرف ان كنت ُ احبه او لا .. " .. هكذا اجابت و قلبها بصارع الوحدة التي ذاقتها .. و وكبرياء الانوثه التي كسرها ناهد ولم يبقى بها الى رماد انثى ..
وضعت جودي يدها على كتف نجلاء تبثها القليل من الطمأنينة ..
" اريد ان اعود طفلة .. لا تعي ما يحصل امامها .. " همست بصوت مرتعش ..
قالت جودي " جميعنا نتمنى ان نعود اطفال .. ولكن مهما كانت الحياة مليئة بالعذاب .. فانت ِ اصنعي السعادة بيديك وبابتسامتك وطيبتك وروحك "

************************************************** ******

" صباح الخير " التفتت هديل الى صاحب الصوت .. ابتسمت وهي تمد يدها اليه .. " صباح النور كريم " تعمدت تحذف لقب ) سيد ) .. حتى يعتقد انها تريده .. نظر اليها مطولا حتى مد يده يصافحها ..
وهو يقول " اجلسي لنتحدث .. " جلست وهي تراقب تحركاته .. يقلب بالاوراق .. يبعد الملفات عن مكتبه .. منذ تهريبها لنجلاء وسمر فقط سؤال واحد ساله لها ( لماذا لم تهربي معهم ؟ ) .. لم تجيبه فقط قالت له ( انا لست ُ ضعيفة لأستخدم الهروب ذريعة لي ) .. وصمت لم يسالها أي سؤال اخر .. اما والدها فقط اخذ يحقق معها .. ويسالها اين خباتهم ؟ .. وهي صامتة ... تعرف انهم لم يعاقبونها لانهم يتوقعون انها ستدلهم على مكان اقامتهم .. ولكنهم تناسوا انها ليست غبية حتى تجعل المكان الذي خباتهم به قريب او ان تذهب اليه .. ستتماشى مع عقليتهم حتى ترى الى اين سيصلون ؟ .. ولكن هذا الجالس امامها .. هدوئه القريب يجعلها متاهبه .. لردات افعاله .. لكن عمر وهو يتشاجر مع وعمها رافت ... كان موقف مخجل جدا وتلك المراة تظهر معه في الغرفة .. ومحطم جدا من ناحية زوجته التي رات تلك المراة في غرفته ... ولا يسترها شيئا .. سوى ذلك الروب الذي ارتدته على عجل ... وهي تنظر الى عمر الذي كان كتلة من الغضب .. كيف سحب عمه ؟ .. وضربه .. امام الجميع .. وهو يساله مع كل ضربه .. لماذا لم تخبرني ان سمر ابنتك الغير شرعية ؟... لو عرفت سمر ستنهار .. اسرار ذلك القصر تنكشف يوما ً بعد يوم .. وكانها لم تعش معهم خمس وعشرين سنه من عمرها .. كيف استطاعوا اخفاء كل ذلك ؟ ... كان كريم يعرف انها اخته الغير شرعية ولم يهتم بذلك .. برودة كلماته ونظراته عندما عرف الموقف اكد لها انه كان يعرف منذ زمن ...

قاطع تفكيرها قائلا بهدوء غامض تتلمس حبل الوصول الى الحقائق لتوقع به من نبرة صوته " وماذا بعد هديل ؟ .. متى تريدين ان نقيم الخطوبة ؟ .. "
قالت له بتوتر مصطنع " لكن .. لكن انت ! .... " صمتت حتى ترى ردت فعله ..
عقد حاجبيه وهو يرى تغير ملامحها والتوتر الذي ظهر على وجهها الاسمر .. وكانها مرتعبة وخائفة .. وهو ينحني بجسده للامام قائلا " اخبريني ما بك ؟ "
ارتفعت يدها وهي تزيح شعره متمرده خرجت من عقدة شعرها الذي رفعته لاعلى راسها " انت غاضب جدا .. من الذي حصل بسبب يحيى ذلك اليوم "
ارتفع حاجبيه لم تميز اكان دهشة ام استنكار ولكن تحولت ملامحه عادت الى الهدوء الذي يمارسه هذه الايام وهو يقول " لننسى يحيى الان .. انت ِ هل لازلت ِ تحبينه ؟ .. "
اجابت بسرعة وكانها كانت مستعدة لهذا السؤال " لا لا انا لم اعد اكن له أي مشاعر .. "
" حسنا ً .. انا لست ُ غاضب ... ولكنني متضايق قليلا .. " قالها وهو ينشغل بفتح ملف وينظر بمحتواه .. استغربت هدوئه .. راته يمرر الملف اليها .. وهو يقول " اريدك ان تدرسي هذا الملف جيدا .. وان تعطيني الاجابات .. وسيكون يوم الخطوبة بعد يومين .. يمكنك الان الانصراف .. "
حدقت به وهي تقول في نفسها ( لقد بدا العد التنازلي .. لقد بدات اللعبة .."
وقفت وهي تبتسم باستحياء مصطنع لم تصدق انها تملك موهبة التمثيل حتى طبقته .. قالت له بخجل " عن اذنك .. " لم يشاهد عندما ادارت ظهرها واتجهت الى الباب ابتسامة الانتصار .. التي ارتفعت على شفتيها .. خرجت واغلقت الباب خلفها واتجهت الى مكتبها الذي يقع في الدور الثاني .. رمت بثقلها على كرسي مكتبها .. وهي تقول بابتسامة " اخيرا ً .. ستقع على يدي كريم .. اخيرا " رات الضوء الاحمر الذي يضاء من جهاز المحمول الخاص بها .. وضعت السماعات وهي تستمع الى المحادثة التي بين كريم وشخص اخر .. من كان يتوقع ان تتجسس على كريم بتلك الطريقة .. وتعرف مواقع الضعف لديه .. كم مر على تجسسها .. سنة و خمسة اشهر .. ابتسمت وهي تستمع الى الكلمات المجهولة التي يتحدث بها كريم مع محدثة على الهاتف ...
.................................................. ..............................

ظل يعبث بالاوراق والملفات دون جدوى .. وهو يزفر بغضب .. تلك النظرات التي شملته بها .. والخجل الذي جسدته جيدا .. ما الذي تخططين له هديل ؟ .. امسك بهاتفه وضغط على رقم مخزن لديه .. وانتظر حتى اجاب الذي يتحدث معه .. " مرحبا ....... نعم ....... اعرف اننا وقعنا في الفخ ...... لقد كنا مكشوفين ...... منذ البداية اخبرتك ان لا تظهر على العلن .......... ماذا ظننت ان يحدث ؟ ......... انت تذكر الحادثة التي حصلت قبل سنة ......... انا اود فعلا ان اعرف من الذي اخبر الشرطة عن مكان الشحنات .......... هنالك جاسوس بيننا او خائن .......... انت غبي جعلت الجميع ينظرون اليك بعد فعلتك ............... ناهد ........انت تعرف ان التمثيليه التي عملنا على فعلها امام العائلة وامام الشرطة كانت لا شيء عندما يكتشفوننا ............. انت تظن ان احد اقاربي عرف بالموضوع ........ توقف عن الحديث هكذا ولا تنسى نفسك ......... ماذا ! ( تسال بدهشة ) ......هل انت متاكد ؟ ........ متى رايتها ؟ .......... هل تعتقد ان هديل وراء تلك المصائب التي حدثت لنا قبل عام ونصف ........ طبعا ..... نلتقي قريبا ً .... الى اللقاء ....... " ظلت عينيه متسمره على الهاتف .... ينظر اليه ..... وقف وهو يريد اجوبه على الكلام الذي سمعه من صديقه .... ان كانت هديل ستندم اشد الندم على تدخلها في شيء لا يعنيها .... فتح الباب بغضب وهو يقول لسكرتيرة التي ارتعدت خوفا ً " اجلي جميع مواعيدي ... "
قالت السكرتيرة بارتجاف من ان يضع جام غضبه عليها .." لكن سيد كريم هنالك موعد مهم .. "
خرج ولم يعطها أي اهمية ....وصل الى مكتبها في الدور الثاني ....دخل دون استئذان وهو يقول " هديـــــــــــــ ..........." انقطعت الكلمة عندما نظر الى المكتب الفارغ ....ارتفع حاجبيه وهو يغلق الباب ... ويتقدم من مكتبها ..... اخذ يبحث بين الاوراق عن شيء متعلق باعماله التي يفعلها بالسر ... ولكن لم يجد شيء ... وقف ينظر الى مكتبها ...
" ماذا الان ؟ " همس بها وهو يخرج للبحث عنها ... وجدها تتحدث مع احد الموظفين وتحمل بيدها حقيبة الجهاز المحمول الخاص بها ... تقدم ناحيتهم ولكنه توقف قليلا ... ماذا سيخبرها ؟ ... هل سيقول لها ان كانت تعرف باعماله مع ناهد ؟ ... لا يمكن ان يفعل ذلك ... تراجع حتى وصل الى مكتبه وجلس يفكر .. ان كانت هديل يجب ان ياخذ احتياطاته منها .. الان عرف لماذا تتصرف معه بتلك الطريقة ؟ .. تظن انه لن يلاحظ تغييرها .. تغضن جبينه وهو يريد ان يصل لحل ..

************************************************** ***

بعد يومين اخرين ...

واقفة أمام المرأة تنظر الى فستانها الفيروزي الطويل الذي يفصل منحنيات جسدها بإغراء .. مع الكرستالات اللامعة للجزء العلوي من الفستان .. والفتحة التي تحيط عنقها ويتوسطها عقد من اللؤلؤ الابيض .. و شعرها الاسود المموج بأريحية على كتفها الايسر كاللون السماء بالليل الهادئ .. وفصا القرط اللؤلؤي باذنها ... خرجت من جناحها في اليخت الذي قرر كريم انه سيفعل به الحفله .. تتغنج بمشيتها بالكعب الذي ترتديه .. وهي تنظر الى كريم الواقف بجانب والدها وجدها وعمها سامر .. ضحكت بسخرية بداخلها ... وهي ترى ان والد كريم لم يحضر واختفى عن الانظار كانت تريده ان يكون متواجد ليرى كيف ستحطم ابنه في هذه اللحظة ؟ ... كيف ان الصحافة المتواجدين هنا سينشرون خبر الفضيحة التي ستتناقلها اخبار الصحافة كما لو كان حدث الموسم ؟ ... بعد الصراع الذي حدث بينه وبين عمر الذي هو ايضا مختفي لم تعد تراه .. وايضا ً والدته التي تظهر امام الناس ولكنها بوجه شاحب كالأموات .. الان عرفت لماذا لم تقف مع سمر في محنتها ؟ ... امراة ضعيفة .. لا تستطيع قول لا على من هم اكبر منها .. لم تعير نظرات الرجال التي اخذت تفترس جسدها .. لا تعرف لماذا التفتت الى احد الزوايا ؟ .. لتلتقط تلك العيون السوداء التي تلمع مع الانوار الذهبية التي زينة بها اليخت لو تستطيع ان تخبي تلك اللمعة في عينيه عن الجميع في صندوق وتحتفظ بها لنفسها ... وهو يحمل ابنته الصغيرة ذكرت نفسها بان ابنته اسمها هديل .. (لماذا تعذبني حبيبي ؟ ) همستها في سرها ... وكان عينيها تخاطب عينيه التي لم تنزاح عنها ... وبجانبه والدته التي تتمسك بيده كما لو انه طفلها الذي تخاف عليه من الضياع .. والى جانبه الاخر عاصم ولكنها رات نظرات المختلسه من عمها سامرالى ابنه الذي غاب كثيرا ً... ابتلعت ريقها كيف لم يطرده جدها ؟ .. هل تعمد وجوده حتى يريه انها ستصبح الى زوجة كريم ؟ .. تقدمت منهم وهي تقف امام جدها وتقبل يديه ببرود .. وتقبل يد والدها الذي احتضنها وهو يقول " لا تتسرعي .. " ارتفعت نظراتها الى والدها وهي تريد ان ترى الصدق في كلامه .. لقد رات العاطفة ... ما الذي يحصل مع والدها ؟ .. اكملت سيرها الى عمها سامر وقبلته .. ووقفت بجانب كريم .. بدات المراسم وبدا الشيخ يكتب .. ولكن في تلك اللحظة انطفأت الانوار .. وحل المكان بالظلام .. ونجوم السماء تلئلئت .. والبدر يتوسط السماء السوداء .. احتج الجميع وبدا الحضور يتهامسون .. ويتذمرون .. على انوار الحفل التي انطفأت .. سمعوا صوت الة تعمل .. ومن ثم ظهرت شاشة عرض كبيرة ... جعل الجميع يقتربون منها بدهشة .. مما جعل الصحافيين بالتقاط الصور التي ظهرت علنا ً ... وصورة و صوت كريم يصدح في الاجواء ...التي استكانت فجاة ...من خلال صدمة الموقف ...

انتهى الفصل ...

[rama shaheen]

الروايه جميله جدا ماشاء الله قلمك رائع

الفصول كلها مثيره تحمس زتجذب
مستنياكى ياقمرايه

[rama shaheen]

حبيبتى الفصل العاشر مكرر فى 95 واخر صفحه 100

[مفااهيم الخيال]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[أسماء44]

لا اله الا الله...

[nana41]

سلام حبيبتى كنا منتظرين فصل جديد بدل ماتعيدى الفصل العاشر اللى نزل الاسبوع اللى فاتت !!!!!!!!

[مورا اسامة]

انا قرأت هذا الفصل الاسبوع الماضي

انا فرحت فكرت فصل جديد نزل

[عبق الطفوله]

شكرررررررررررررررررررررر