وما زلت اذكرها (1) ... سلسلة طيور مهاجرة !!**مكتمله** - الصفحة 109

سلام12 · 13-09-14, 01:58 PM

دقائق وسيتم تنزيل الفصل الحادي عشر ...

سلام12 · 13-09-14, 02:04 PM

الفصل الحادي عشر ..

قبل يومين ..

دخلت غرفتها وأغلقته خلفها بعد يوم منهك من الأعمال التي سلمها لها كريم وأنجزتها في وقت قصير ... وغير ذلك ذهابها مع صديقتها سيرين الى السوق لتبضع من اجل حفلة الخطوبة ... رمت بالأكياس على الأرض و هي تتجه إلى سريرها وترمي بنفسها عليه كالريشة .... حتى أنها لم تتعب نفسها لأضائة النور ... بل ظلت في ظلمت الغرفة ... استقامت وهي تخلع حذائها الكعب من قدميها ... كيف تحملت ان تمشي به في السوق طوال تلك الساعات ؟ ... أرادت ان تستلقي قليلا لترتاح ... لكن لفت نظرها ان نافذة غرفتها مفتوحة والستائر تتطاير مع الرياح القادمة من الخارج ... كان الهواء مختلط مع رائحة المطر .... وقفت واتجهت الى النافذة تريد إغلاقها تتقدم بقدميها العارية ... عند اقترابها من النافذة شعرت غريزيا ان هنالك شخص أخر معها في نفس الغرفة ... تجمدت حواسها ... وهي تتعرف الى رائحة العطر الذي انبعث من صاحبه ... التفتت ناحية باب الحمام القريب من النافذة لتنظر إليه في تلك الظلمة ... صوت الرعد جعلها تقفز مذعورة ولكن البرق جعلها ترى صاحب العينين السوداء واقف ينظر إليها ... صوت الرعد أصبح اشد ... قفزت مجددا من الرعب ... تقدم بصمت بالقرب منها واتجه الى النافذة وأغلقها ... ظلت واقفة في ظلمة المكان كصنم لا يتحرك ... هل هي متفاجاة لوجوده هنا ام انه شدة شوقها له ؟ ... شعرت بحركة أقدامه وهو يتجه ناحية سريرها وينير الأباجورة على الكومدينه .... ملامحه لانت مع لمعت عينيه وابتسامته على طرف شفته ... كيف ظنت ان ملامحه شرسة في تلك اللحظة التي برقت فيها السماء ؟ ... ابتلعت ريقها وهي تحدث نفسها أنها معه لوحدها في غرفة مغلقه ... قالت اول جملة خطرت في بالها " انت هنا .. "
ارتفع حاجبيه وهو يقول ساخرا " حقا انا هنا ! ... ما بك مندهشة هكذا ؟ .."
خفق قلبها وهي تسأله بجدية " كيف دخلت الى هنا ؟ .. "
جلس على الاريكه العنابية الدائرية الشكل بأريحية وكأنها غرفته وهو يقول " لن أخبرك ان الأمر كان سهلا بل كان صعبا للغاية .. حتى انني كنت سأقع أربع مرات .. كيف برأيك دخلت الى هنا دون أن يراني احد؟ .."
زمت شفتيها وهي تقول " أنت حقا جننت حتى تتسلق القصر لتصل الى هنا ... ومن ساعدك ؟ .. أرجوك لا تخبرني انه عاصم .. "

أومأ برأسه إيمائه صغيرة مع ارتفاع خفيف لحاجبه الأيسر إجابة على سؤالها بالإيجاب ...
حركت رأسها يمينا وشمالا وهي تقول من بين أسنانها " أكاد لا اصدق انك فعلت ذلك .. أليس لديك طفلة لتعتني بها أفضل لك من الموت كالمنتحرين ! .. "
" اشتقت إليك .. " قالها بهمس يذوب أي فتاة كانت في مكانها ...

قلبها يكاد يقفز من بين أضلعها ليلتجئ إليه لتخفي خوفها من القادم ... ليتها استطاعت الهروب إليه ... لكان قلبها الآن في أمان معه ... تريد ان تقول له ( وأنا أكثر يا حبيب الروح ... يا عاشق القلب ... ) ولكنها تخاف انه يريد ان ينتقم منها بهذه الطريقة ... قالت له بقسوة " ارحل يحيى خطوبتي بعد يومين ... "

عينيه أصبحت سوداء مرعبه وهو يقول بهدوء تحسده عليه " لن ارحل اريد التحدث معك .. "

" قل الذي تريده بسرعة .. " قالتها وهي تزفر بغيض على هدوئه ...

يريد ان يدفنها بين أضلعه ... يخفيها عن العالم ... لكنه ليس بيده شيء اذا كانت هي لا تمنحه تلك الفرصة ... " لا أريدك ان تتورطي في المشاكل مع كريم .. " اخبرها بذلك وهو يرى ردة فعلها المصدومة ...

كانت قبل دقائق تفكر بأنه يريد ان ينتقم منها ... كيف فكرت به بتلك الطريقة ؟ انه يحيى وليس كريم ... ها هو يريد ان يبعدها عن الأخطار التي ستحدث لها ان عرف كريم انها وراء انتقامها منه ... لم تستطع النطق بحرف ... ظلت صامته تنظر إليه ... وهي تتألم من شدة شوقها الى أحضانه ... جلست على حافة السرير ...

قاطع أفكارها وهو يقف ويتجه إليها ويجلس بالقرب منها امسك بيدها ووضعها بين كفوفه ارتعش جسدها وهو يقول بجدية " لا اريدك ان تفعلي ذلك من اجلي ... انا سأنتقم منه ... انا سأفعل ذلك نيابة عن جميع من أذاهم ... فقط أنتِ اخرجي من الموضوع ... لا اريد ان يمسك أذى ... "
لم تستطع الكلام وهي هديل ألمعروفه بسلاطة لسانها وسخريتها تضيع بين حدقتي عينيه التي تعشق لمعانها وبين دفء كفيه التي تحبس يديها ...

اقترب منها أرادت الابتعاد ولكنها شعرت بخدر جسدها وأنفاسه تلفح بشرتها البرونزية ... وهو يهمس لها في أذنها " لا زلت احبك ... "
احمر وجهها وعينيها العسلية تلمع بدموع تحاول كبتها حتى لا تنزل أمامه ... همس مجددا " هديل .. احبك .. "
شهقت و مع تلك الشهقة استطاع جسدها الزحف قليلا الى الخلف ... نظرت الى وجهه والى ذقنه النامي كثيرا ... الذي يحصل الآن فوق طاقتها ... ان ظل يخبرها بأنه يحبها ستضيع خطتها هبائا ً ...
خرجت الكلمات من فمها مرتجفة " يحيى ابتعد عني ... ما الذي تريده مني ؟ ... وعن أي خطة تتكلم عنها ! .."

أجابها بهدوء سلس " عزيزتي لا تخافي فقط وافقي وأنا سأنفذ الخطة ... حتى تقع علي وليس عليك .. "

قالت له بخفوت " لكن ! ... لماذا تفعل ذلك ؟ ... "

" و أنتِ تفعلين كل ذلك من اجل من ؟ "

تشنجت ملامحها من سؤاله ... لا تريد ان تخبره انه من اجله ..و من اجلها ... لان كريم السبب وراء فراقهم ...

قال لها بحنان " أنا سأفعل ذلك . ".. امسك بيديها مجددا وهو يكمل " هديل لا أريد ان يحصل لك شيئا ... أرجوك وافقي ... "

وافقت وهي ترى نظرات الرضا منه ... وابتسم بحنان وابتعد عنها وهو يقول " فقط قولي لعاصم ما هي الخطة ؟ واتركي الباقي علي ... "
خرج من النافذة لحقت به وهي تراه ينزل من على سلم طويل ... وصل الى الأرض وابعد السلم عن الحائط ... وهرول حتى وصل الى تلك البوابة التي أخرجت بها نجلاء و سمر منها ... كيف فتحها ؟ ... اتجهت الى مكتبها وأخذت تبحث عن المفتاح ... لم تجده في أي مكان ... لقد سرق المفتاح ...

.................................................. ...........................

أفكارها اختلطت مع تلك الليلة إذن لقد فعلها يحيى ونفذ الخطة ... تقف بالقرب من كريم المصدوم ... والى جدها الذي جلس من هول الصدمة ... لقد أيقنت ان الليلة لن تمر على خير ... كانت تتمنى هذه اللحظة منذ زمن بعيد ... انتظرت لحظة انتقامها من كريم ومن هذه العائلة المعقدة ...
كاميرات الصحافة لم تترك موقع في المكان الا وأخذت له صورة .... فلاش كاميرا التقطت صورة لها ... وهي تتراجع الى الخلف ... وعينيها تبحث عن يحيى ... لم يكن موجودا ... صوت كريم وهو يتحدث بالهاتف مع ناهد قبل سنة ونصف عن كيفية وصل الشحنات الى البرازيل ... ومقطع اخر يتحدث به مع مستثمر سويسري ... ومقاطع لا تحصى ... لقد نالت مبتغاها ... وها هو انتقامها يجني الكثير .... جلست على احد الكراسي البعيدة عن الكاميرات دون اكتراث .... سمعت صوت صفارات الشرطة ... رأت كريم يركض وهو يدفع الحضور ويقفز من السفينة ... اتجهت مسرعة الى سور اليخت لتراه يركب قارب ويحرك الأله الخلفية و انطلق القارب بسرعة الريح ... التوت شفتيها وهي تهمس " مغفل ... سيمسكون بك ... "

.................................................. .............................

جالسة بجانب والدها في قسم الشرطة ... مرت ساعتين وحتى الآن يبحثون عن كريم الذي اختفى في ظلام البحر ... تعرف انه لم يختفي ... لقد اختبأ في مكان ما ... التفت والدها فجأة ناحيتها وكأنه كان يفكر بعمق حتى توصل إلى إجاباته " أنتِ وراء كل هذا أليس كذلك ! "

وقفت وهي تقول متذمرة " جميعكم تقولون إنني خلف هذا الموضوع ... الم أكن أمامكم في الحفلة ! "

قال لها بغضب مكتوم " إذا لم تكون ِ تريدين الزواج به ... لماذا لم تخبريني بذلك ؟ .... فقط أردت ِ فعل فضيحة أمام العلن ... "

هزت رأسها بأسى وهي تقول " لن تصدقني ... لكن أنت محق في شيئاً واحد إنني لم ولن أكون زوجت كريم الحقير ... "

" اذا لماذا وافقت ِ عليه ؟ ... "

قاطعهم صوت العسكري الواقف قريبا منهم وهو يقول " لو سمحتم صوتكم عالي ... أرجو منكم أن تحلوا مشاكلكم في منزلكم أو أن تخرجوا حالا ً ... "

" أنا سأرحل ... لا تبحث عني ... " أخبرت والدها بذلك واتجهت الى بوابة الخروج ... سمعت صوت هاتفها ... أخرجته من حقيبتها لتجد رقم غريب ... " الو .."
" أريد أن أراك ... " نبرة صوته جعلت دقات قلبها تتراقص في تناغم مزدوج ...
سألته بشجن كنغمة صوته " أين أنت ؟ ... "
أجابها ببحه " في قلبك ... "
ارتعش جسدها أثارتا ً وهي تقول " سأحضر في الحال .."
" سأنتظرك ..."

أغلقت الخط وهي تبحث عن سيارة أجرة توصلها الى المكان الذي كان يخبرها دوما انه مكان قلبها ...
لقد عرفت أنها ستجده هنالك واقفا عند الشاطئ ينتظرها ... لم تخلع فستانها بعد ... اتجهت إليه بخطوات صامته تلاحق فيه ظله الواقف بجواره ... تحب كل شيء يخصه ... بل تعشقه ... تذكرت اللحظات التي كان يأخذها بها إلى نفس هذا المكان ... تعشق طفولتها لأنه كان فيها ... تتمنى النوم في قلبه مدى الحياة ...
شعر بها وهي خلفه ... انتقم من اجلها فقط ... يريدها مهما تخلت عنه فهو يعشقها حتى النخاع ... يحميها حتى من نفسه ... التفت اليها عندما شعر بتواجدها خلفه ... منذ راها بذلك الفستان وهو يريد احتضانها ... كان يتمنى ان يكوننا في عالم اخر ... في زمن اخر حتى يستطيع ان يدثرها بين احضانه ... لم يستطيع تمالك نفسه وهي تبتسم له بتلك الطريقة الجميلة ... اقترب منها وتلمس وجنتها التي لا يرى ما هو لونها في ظلمة هذا الليل ... البدر كان كالقرص الدائري ينير المكان ... ويعطي طابع للرومانسية عندما يراهم أي شخص ... تشجع والصق جسدها به لم تمانع ولم تقول شيئا ... التهم شفتيها في قبلة رقيقة ... شهية الطعم كان يحدث نفسه بذلك ... شهيا جدا لدرجة انه خاف ان يفقد صوابه ...
فتح عينيه ليجد ان قدميه الحافيه انغرزت في رمال الشاطئ كان يتخيل ان يتذوق طعم شفاتها التي يصبو ان يحصل على شفتيها بين شفتيه ... وعلى قلبها الذي اشتاق لسماع دقاته كدقات xxxxب الساعة ... روحيهما مهما ابتعدا عن بعضهما تظل تشتاق ... كيف هان عليه ان يتخلى عنها دون معرفة السبب ؟ هو ايضا مذنب تركها تنقاد الى سلطة جده وكريم ... دون ان يساعدها ... كل الذي حصل قبل قليل كان محض خياله ...

.................................................. ........................

تنظر من نافذة سيارة الأجرة إلى الأنوار المضيئة في الشارع وهي تتسارع أمامها وكأنها تتسابق في عالم افتراضي لماذا تخيلت الموقف الذي ستقابل به يحيى على الشاطئ ؟... لماذا تخيلت انه سيقبلها ؟ ... توقفت بعد لحظات السيارة دفعت المال للسائق وترجلت منها ... رأته واقف كما تمنت تخيلت روحها الهائمة به ... معدتها تتلوى بمغص الترقب ... خلعت حذائها الكعب الذي سيعيق تحركها بين الرمال ... تقدمت منه وقدميها تنغرز وتشعر بحبيبات الشاطئ تدخل بين أصابع قدميها ... شعرت وكأنها عادت طفلة صغيرة تجري هنا وهناك تسبح في مياه البحر ... وتتقافز أمام والدتها التي في أكثر لحظات ضعفها كانت تحتاجها ... وتناديها قبل ان تنام ... وتحلم بها كثيرا ... حتى ذلك الحلم بات يزداد هذه الأيام ... كانت والدتها تحذرها من أمر ما ... وهي تستيقظ مرعوبة وخائفة إن يكون أمراً خطيرا سيحدث لها ... رائحة الشاطئ والرياح جعلت رعشة تسري في أجزاء جسدها ... حتى وصلت اليه وهمست باسمه " يحيى " ... اعتقدت انه لن يسمعها مع صوت المد والجزر والبحر يتخبط على الصخور في الجهة الاخرى المرتفعة ...
دون ان يكلف نفسه على الالتفات قال وهو يمد كفه لها " تعالي الى هنا .. "
اقتربت و وقفت بجانبه اكتافهم لا يفصلها الى سنتيمترات قليلة حتى تلتصق ببعضها ... تمالك نفسه حتى لا يفضح شوقه ويرعبها ...
قال لها " ماذا ستفعلين الان ؟ .."

صمتت تنظر الى البحر وأمواجه التي تتضارب مع الصخور ... قالت بعد فترة " لننتظر حتى يمسكون به .. "
التفت برأسه قليلا ليقول بصوت أجش جعل مشاعرها مبعثرة " اشتقت إليك أميرة البحار ..."
كيف له ذلك التأثير عليها بعد مضي تلك السنوات ولا زال قلبها يخفق بجنون من اجله هو دون غيره ؟ كيف نطق لقبها الذي اسماه هو بها بتلك السلاسة والشوق ؟ ... تعشق هذا الرجل ولن يدخل رجلا اخر في حسابات قلبها فالمعادلة خاسرة مهما كان الرجل جيدا ...
قال لها ببحة مع اختلاط كلماته بلكنته القروية التي عاش وترعرع بها ..
"أتراك لا تدرﯾن حقا.. من أنا ؟ الناس تنظر في ذهول.. نحونا كل الذي في البيت يذكر حبنا.. أم أن طول البعد- يا دنياي- غير حالنا؟ أنا يا حبيبة كل أيامي.. و قلبي و المنى ما زلت أشعر كل نبض كان يوما .. بيننا ومددت قلبي في الزحام لكي يعانق قلبها أنا لا أصدق أن في الأعماق شوقا .. مثل أشواقي لها وتصافحت أشواقنا وتعانقت خفقاتنا كل الذي في البيت يعرف أننا يوما وهبنا.. للوفاء حياتنا.. يسري و يفعل في الجوانح ما ﯾشاء يوما نزفنا في الوداع دموعنا لو كانت الأيام تعود في صمت.. إلى الوراء ... هل لا زلت ِ تحبينني أميرة البحار ؟ ."

اخذ قلبها يدق طبولا معلنا عن الحب الذي لم يذبل ولم يتخلى عن حبيبه ... عينيها تلمع بالدموع التي تحبسها بمقاومة ... فكها تشنج من مشاعرها التي تريد ان تفضحها ... الرياح الباردة اشتدت ام ان كلماته أرسلت البرودة الى عظام جسدها ... أحاطت بيديها جسدها الذي يرتجف ... لم تستطع قول أي كلمة فالكلمات تصلبت في فمها ...
شتت عينيها هنا وهناك .. نظر الى ارتباكها والى الرعشات التي تحصل لها ... وقف خلفها وأحاط جسدها بذراعيه ... صدره العريض التصق بظهرها ...دفء جسده أشعرها بالحنان .. بالحب .. همس بالقرب من أذنها " هل كنت ِ تتعمدين اختيار هذا اللون للفستان ؟ ... "
سرحت الى البعيد للتذكر لونه المفضل ... عندما كانت في سنتها الأولى للثانوية العامة ... عندما كانت ترتدي فستان فيروزي قصير وجسدها بدأ بالنضوج القليل مع مرحلة عمرها ... صدرها برز بشكل واضح ... سيقانها السمراء الطويلة الجذابة ... كانت تمشي برشاقة لتنزل السلم بسرعة وتصل الى الحديقة لترى ان المكان مرتب للحفلة التي أخبرت والدتها أنها ستفعلها مع صديقاتها قبل بدأ الدراسة احتفالا لدخولهم الثانوية ... و وافقت والدتها وساعدتها على الترتيب ... أخذت تدور بفستانها المنفوش ... وخصلات شعرها الغجري يتطاير حول وجهها ... شهقت وظهرها يصطدم بجسد ضخم ... كاد ان تقع على الأرض على وجهها من الخوف وهي مغمضة العينين ... ولكنه تلقف جسدها بسرعة و أوقفها على أقدامها وامسك بخصرها حتى التصق ظهرها بصدره ... عرفته من رائحته ... وارتاحت قليلا انه ليس شخصا أخر .. مثلا والدها او أعمامها ... تتذكر همساته التي تحفظها عن ظهر غيب " اهدئي .. ما بك خائفة هكذا ؟ .. "
تنفست بهدوء وهي تقول بارتباك لقربه منها هكذا لأول مرة " لا شيء ... خفت ان تكون أبي او احد أعمامي .. "
همس مجددا وهو يقول " لماذا هذه الحفلة ؟ .."
أجابته وهي تحاول التملص للابتعاد عنه " عزمت بها صديقاتي للاحتفال لدخولنا الثانوية .. "
" وهل تحتفلن لدخولكم الثانوية بهكذا فساتين مغرية .. "
تحول لون وجهها البرونزي الى الاحمر القاني وهي تفلت من يديه و تمشي بارتباك وهي تسمع صوت ضحكاته العالية الممتلئة في المكان ... قال لها بصوت عالي " لوني المفضل .. "
التفت اليه دون فهم معنى كلامه .. قال لها وهو يشير الى الفستان بسبابته من بعيد " اقصد هذا الفستان الجميل ... الذي أتمنى ان لا أراك ترتدينه في مناسبة عائلية امام الشبان ... لذلك احتفلي به مع صديقاتك ... "
قالت له بجديه مخادعه وهي تعرف أنها تحب هذا الاهتمام منه .." وما شانك أنت ؟ .. " عندما رأت كيف ركض ناحيتها و في وجهه ابتسامة ماكرة وتصميم هربت بسرعة الى داخل القصر ... ولقد امسك بها في زاوية وقبلها على وجنتيها وقال لها ببحته " أميرة البحار ... لا تلعبين معي لعبة الكبار .. لأنك تعرفين إنني سأفوز بها لا محالة .. "

عادت للواقع وهي تشعر حتى الآن بدفء جسده على ظهرها ... قالت له بهمس حزين وهي تكرر كلماته التي قالها وفستانها فيروزي يتطاير مع الهواء ...
" ( لو كانت الأيام تعود في صمت الى الوراء ) .. ليتها تعود .. لكن لا نستطيع العودة الى تلك السنين لكن نستطيع بناء حياة أفضل من سابقتها ... ( كل الذي في البيت يذكر حبنا )... جميعهم يذكرون ذلك الحب الذي نبت وازدهر بيننا لكنهم فضلوا الإنكار .. هل نستطيع إجبارهم على تقبل الواقع ؟ ..( ما زلت أشعر كل نبض كان يوما بيننا ) .. هل لازلت تشعر بنبض قلبي ؟ .. ( أومأ لها برأسه وهي تكمل كلامها ... اذا لماذا تسألني إذا كُنت لازلت احبك أم لا ؟ .. (أم أن طول البعد- يا دنياي- غير حالنا؟ ) هل تغيرنا يحيى ؟ .. هل بتْ لا تعرفني ؟ .. "
ابتعد عنها بسرعة عندما سمع صوت سيارته التفت الى مكان سيارته التي أوقفها بالقرب من الرصيف وهو يقول " تلك الطفلة ستجنني .. "
نظرت إليه بتعقيدة حاجب كالأطفال دون أن تفهم ماذا يقصد ؟ .. فقالت له عندما نظرت الى سيارته " هل ابنتك في السيارة ؟ .. "
تنهد وهو يقول " نعم انها تلك الفأرة في السيارة .. "
ضحكت وهي تتقدمه بخطى ثابتة ومغرية له ... وهي تقول قبل ان تجري الى مكان سيارته " الأول هو من سيختار المكان الذي سنتناول به العشاء .. والأخير سيدفع الحساب ... " قالتها وهي تجري بسرعة ...
ابتسم ومن ثم اتسعت ابتسامته ... حتى ضحك وهو يركض ويقول في نفسه " هل عدتي إلي أميرتي ؟ ...ام إن جميع الذي يحصل معي أوهام نسجها عقلي الباطني ..! "

يتبع .....

سلام12 · 13-09-14, 02:11 PM

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

سلام12 · 13-09-14, 02:13 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 7 والزوار 6)
‏سلام12, ‏عبوسي الورد, ‏أم سيف, ‏صمت الهجير, ‏نداء الحق, ‏عصفورة القلب, ‏كلوف

انتهى الفصل الحادي عشر واتمنى ان ينال اعجابكم ...

طبعا ادري ان طماعة وانا متاخرة كثير وبطلب منكم طلب صغيرون ليكات + تقييم + تعليق ...

الفصل الثاني عشر يوم السبت المقبل باذن الله ...

سلام12 · 13-09-14, 02:18 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 8 والزوار 7)
‏سلام12, ‏عصفورة القلب, ‏نداء الحق, ‏عبوسي الورد, ‏أم سيف, ‏صمت الهجير, ‏كلوف

مرحبا بالجميع و قراءة ممتعة ...

سلام12 · 13-09-14, 02:30 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 12 والزوار 8)
‏سلام12, ‏maryema, ‏نجود المحمدي, ‏نداء الحق, ‏hollydeath, ‏مورا اسامة+, ‏عبوسي الورد, ‏somar, ‏S.F.MOHAMED, ‏أم سيف, ‏صمت الهجير, ‏كلوف

اشتقت للجميع ...

somar · 13-09-14, 02:32 PM

Thanks a looooooooooooot

نداء الحق · 13-09-14, 02:34 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخيرات والسرور ياسوسو
عاشت الايادي على الفصل وانت تدللين على التقييم واللايك والتعليق هذا اقل واجب
اخيرا سقط كريم عبر انتقام يحيى
ولكن هل تخلصوا تماما من كريم
اشك بذلك
كريم بنى امبراطورية من هذه الافعال هل سيتركها هكذا دون يهدم المعبد على رؤوس الجميع
يحيى وهديل حب يجب ان يزهر وينمو من جديد
سام لا اعرف احس بانها ستكون حجرة عثرة بطريق هديل ويحيى واداة بيد كريم ايضا
سليم ونجلاء
هو الوحيد القادر على مداوتها لماتعرضت له على يد هذه العائلة المريضة
عمر هل ستصحو على قنبلة انه حمار
سلمت يمينك ياسوسو

سلام12 · 13-09-14, 02:43 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 17 والزوار 8)
‏سلام12, ‏حياك حبيبي, ‏رحوبه, ‏maryema, ‏نونو11, ‏rontii, ‏مورا اسامة+, ‏نداء الحق, ‏ام ياسر., ‏somar, ‏نـور محمد, ‏نجود المحمدي, ‏عبوسي الورد, ‏S.F.MOHAMED, ‏أم سيف, ‏صمت الهجير, ‏

مورا اسامة · 13-09-14, 03:24 PM

هديل ويحي وتطور كبير في علاقتهم حبيت كل شيء وصفك وسردك وفصل مليء بالاحداث والرومانسيه

فعلا صعب علي هديل تنسي ان يحي عاشر انسانه قبلها هذا بيكون شيء مؤلم جدا

كريم مابظنه هيسكت اكيد هيحاول ينتقم او يتجنن في دماغه ويخطف هديل مثلا ليرغمها علي الزواج منه والهروب معه للخارج

عمر اخيرا هيعرف بحقيقيه مشاعر سمر

تسلم ايديك سوسو فصل رائع وممتع كتير

منتظره القادم بشوف فلا تتاخري

دمتى بخيرررر حبيبتى ولك تحياتى

مشاهدة نتائج الإستطلاع: صبايا حابة اعرف مين اكثر ثنائي عجبكن في الرواية؟ومين كنت اكثر مهارة في صياغة شخصيته
نجلاء	105	35.84%
سليم	69	23.55%
هديل	139	47.44%
يحيى	92	31.40%
سمر	58	19.80%
عمر	63	21.50%
كريم	29	9.90%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 293. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري