وما زلت اذكرها (1) ... سلسلة طيور مهاجرة !!**مكتمله**

[سلام12]

طوال الطريق كان الصمت هو سيد الموقف .. حتى توقف بعد خمس عشر دقيقة أمام باب عمارتها .. كادت أن تفتح الباب وتخرج حتى تهرب من دفء السيارة وحرارته المنبعثة ناحيتها ورائحة عطرته المنتشرة في جو السيارة التي التصقت في ملابسها لكنه أمسك بذراعه وهو يقول بصوت خافت " لماذا العجلة ؟ .. "
حدقت به دون أن تنطق بحرف ليكمل " هنالك شيئا أود أن أقدمه لك .. "

عقدت حاجبيها لتهمس بتوتر " ما هو ؟ .. "

فتح درج السيارة بجوارها ليخرج علبة مربعة الشكل ليقول " تفضلي .. سأفتقده .. ولكن أفضل أن تأخذيه فهو لك .. "

أمسكت بالعلبة بين يديها لتفتح الغطاء تنظر الى دفترها الذي اشتاقت له لتهمس مجددا بغصة " شكرا .. لقد كنتُ بحاجته .. "

قال لها " لم يتبقى منه أي صفحة .. ولكنني اشتريت لك دفتر جديد مشابه تقريبا له .. "

أومأت دون أن تضيف شيئا لتقول " حسنا وداعا .. "

خرجت وهو يراقبها حتى اختفى جسدها بداخل العمارة ...

.................................................. ..............................
فتحت باب الشقة .. لتدخل لها وهي تحتضن العلبة بشدة لتغلق الباب تستند أليه لتنفجر ببكاء لن يتوقف .. مر الوقت وهي جالسة بهذا الوضع .. حتى ابتلعت غصتها لتقف وتخلع حذائها الكعب الذي الم قدميها لتستريح على الأريكة في غرفة المعيشة تفتح العلبة لتخرج الدفتر .. نظرت الى ورقة صغيرة بلون الأصفر خاصة بكتابة الملاحظات في أخر صفحات الدفتر .. ارتعشت يديها وهي تفتح الصفحة الأخير .. تبتلع الكلمات المكتوبة بها دون أن تأخذ نفسا واحدا .. وكأن الحياة دبت في قلبها من جديد ..
" فعدتُ إليك ِ حائرا ً ..
ابحث عن قلبي المسجون بين حناياك ِ ..
إلا زلتي كما أذكركِ رقيقتا ً...
ام أن الدنيا سلبتك رقتك ِ ..
ابتسامتك التي أتذكرها في أحاديثك ..
هل لا زالت كما تركتها ؟ ..
مخبئة بين عينيك السوداء يا حبيبة القلب ...."
سطر أخر ..
" أفتحي لي ذراعيك يا سكرتي .. دعيني أبثُ لك الأمان والحب الذي حرمتك ِ منه .. ابتسمي من أجلي فلقد افتقدتُ ابتسامتك الدافئة أعيديها لشفتيكِ يا ذات العينين الحزينة .. "
سطر أخر ..
" سأطرقُ باب قلبك .. وأنتظرك أن تفتحيه .. لم أتعب من الانتظار ولو طال الزمان ورحل .. "
قرأت الصفحة كاملة دون ملل من كلماته ... تشعر أن كلماته بلسما لجروح قلبها .. طرقات على الباب جعلتها تنظر بعينين سوداء عميقة على الباب .. لتقف تنظر من العين السحرية .. لتجده واقف بقامته الطويلة والعريضة متكئ على الجدار بقرب الباب .. تنفست بسرعة .. لا تعرف ما الذي سيحصل ؟ .. السؤال جاء لعقلها مفاجأ ( لماذا عاد ؟ .. ) ضربت بخفة بكفها جبهتها لتفكر مجددا ( من أجلك .. ) لم تفتح الباب فلقد أزداد توترها .. ما الذي تفعله ؟ .. ما الذي ستقوله ؟ .. كيف ستخبره أنها لم تنساه بل أنها كانت تحاول أن تتناساه ؟ .. جميع الأفكار والأسئلة امتلأت في رأسها .. لتنفجر وهي ترفع أطراف أصابعها تنظر للعين السحرية مجددا .. لم يكن موجودا .. ( هل مل ؟ ) .. يجب عليها أن تجد لحياتها السعادة .. فتحت الباب ببطء .. تنظر الى اليمين واليسار لم تجد أحد .. أغلقت باب الشقة وهي تتأكد أن المفتاح معها ..
لتنزل درجات السلم بخفة حتى وجدته واقف أمام سيارته الجيب الزرقاء مسند برأسه على الزجاجة .. اقتربت منه ببطء مع بعض التردد .. ارتجفت يدها وهي تلمس ظهره .. انتفض وهو ينظر أليها وقد أصاب وجهه الدهشة وعدم التصديق .. نظر الى يدها الصغيرة الناعمة التي عادت أليها ..ومن ثم الى وجهها الهادئ .. لكن عينيها التي انتفضت بها الحياة هي ما لفت نظرة .. ليقول بصوت أجش "سمر أنتِ .. "
ابتسمت وهي تهمس " أنا ماذا ؟ .. "

قال لها وهو يمسك بيدها يقبلها " لو كنت أدري بأن الدفتر سيعيد لك الحياة لقدمته لك من قبل .. "

ابتسمت بحزن وهي تقول بصوت ناعم " لم يكن الدفتر بل مشاعرك المتدفقة .. "

قال وهو يقترب بجسده منها " هل هذا معناه أنك سامحتني ؟ .. "

ضحكت بخفوت لتقول بصوت عابث " أممم سأفكر .. "

نظر الى وجهها الباسم ليقول " حسنا لنتجه الى الشقة ونتحدث .. "

أومأت بصمت لتسبقه الى الداخل .. ولكن ما أن وصلا وأغلقا الباب لم يعطي مجالا لها لنطق كلمة .. لف جسدها ناحيته ليرتطم بصدره يلتقط شفتيها بين شفتيه يذوق طعمها الذي أفتقده .. هاهو القدر يعطيهم فرصة أخرى .. لقد تعب وقد حان وقت الراحة مع الإنسانة التي جعلته يفيق من سباته .. الحبيبة والزوجة التي لن يفرط مرة أخرى بها .. أبعد شفتيه عنها وهو يستجدي الهواء ويراها تتنفس بسرعة ليهمس لها " أين غرفة النوم ؟ .. "
عقدت حاجبيها وهي لم تركز عن ماذا كان يتحدث لتقول " ماذا ؟ .. "
أخبرها مجددا بصوت مقطوع " غرفة النوم أين هي ؟ .. "
قالت بتشتت " يمين لا لا .. شمالا .. "

أتجه بها الى غرفة النوم التي وجدها شمالا ليعيش معها اللحظة باللحظة .. يعلمها أصول الحب .. أسند جسدها على عامود السرير المتوسط ليكمل تقبيلها .. ليحلق معها الى نجوم بدون مركبة فقط هي وهو ....
بعد فترة من الوقت .. تمطت وهي تسند رأسها على صدره تتنفس رائحته .. ليهمس لها وهو يقبل شعرها الثائر من يديه العابثة " هنالك كلمة لم أقولها لك بعد .. أحبك .. وأحبك و سأظل أحبك .. "
لتبتسم وهي تقبل صدره لتقول بصوت مبحوح من العاطفة " وأنا أيضا أحبك يا عموري ... "
ليضحك وهو يقول " حسنا سأريك عموري ماذا سيفعل لك ؟ .. "

ضحكت وهو يأخذها مجددا الى حلم أخر مع النجوم ..

بعد عدة أيام ..

" حبيبتي انتبهي حتى لا تقعي .. " قالها سليم بقلق وهو يرى نجلاء تصعد الدرج ببطء ..
زفرت نجلاء وهي تصعد الدرجات لتقول " سليم لن يحدث لي شيئا .. أنا بخير .. "
أمسك بها من خصرها وهو يراها تتوقف لاهثة ليقول " لا أعرف لماذا المصعد معطل.. أرأيتِ كان من المفترض أن أحملك .. "
أغمضت نجلاء عينيها وهي تتخيل منظرهما أمام سكان العمارة التي تعيش بها أختها هديل مع يحيى .. منذ أصبحت حامل منذ أربع شهور و سليم يكاد يخنقها من خوفه عليها وكأنها طفلة صغيرة يخاف عليها من أي أذى .. من الممكن أنه يعتبر أخته الصغيرة أكبر منها .. قالت نافذة الصبر " سيلم توقف .. أستطيع أن أصعد .. "
وصلا الى باب الشقة ليطرقا الباب وهي لم تعد تحتمل أن يضيق عليها سليم بهذه الطريقة .. فتح الباب لتجد هديل تستقبلهم بابتسامتها الجميلة
" مرحبا .. كيف حالك نجلاء مع الصغير المزعج المتواجد حاليا في بطنك ؟ .. " وضحكت هديل ..
ابتسمت نجلاء لتقول باستياء وهي ترى سليم يدخل يسلم على يحيى وعمر الموجودين " أنا لا أرتاح منه ولا من والده .. أصبحا مزعجين جدا .. "
جلس الجميع وهم يتسامرون معا ويضحكون .. بدأت الحياة تستمع لضحكاتهم وسعادتهم ..
طرق الباب مجددا لتقف هديل تفتحه ليدخل عمها ظافر وبجانبه عاصم و والدته .. وقد تناول الجميع العشاء معا .. وقفت هديل وهي تتنحنح وتقول بابتسامه مشرقة " أريد أن يتسمع لي الجميع .. "
ابتسم يحيى لها وهو يعقد حاجبيه .. و متعجب بماذا ستقول ؟ ..
قالت وهي تجد الجميع ينظر أليها " أولا الجميع يعرف أن نجلاء حامل وهي في شهرها الرابع .. بعد أن عانت نجلاء كثيرا فقد وجدت سعادتها مع الرجل الذي يحبها ويحميها من الجميع ..سليم مرحبا بك بين عائلتك .. وأتمنى أن تدوم السعادة بينك وبين نجلاء بإنجاب ابنكم بسلامة ....
سمر أنا حقا سعيدة من أجلك .. فلقد كنتُ دوما أشعر بالذنب اتجاهك لأنني لم أنصحك وأبعدك عن حب هذا المغرور .. " .. ( ضحك الجميع ) .. لتكمل " ولكن أتمنى أن تجدا السعادة التي حرمتي منها و أنت يا عمر أعتن بها جيدا .... " ( أومأ عمر بامتنان ) .. ( تنفست بعمق لتقول بصوت أجش ) .. " يحيى ".. ( نظر أليها بابتسامة مشجعة ) " أحبك يا مالك قلبي .. " .. ( أحمر وجهها فأكملت ) " أنا حامل بطفلنا حبيبي .." لم تشعر ألا وهي محمولة بين ذارعيه .. وصرخات الجميع بالبهجة .. قبلها يحيى على خدها وهو يقول هامسا في أذنها " وأنا أيضا أحبك يا أميرتي .. "
رحل الجميع وهم يهنئون يحيى وهديل على الحمل وقد كان الجميع يشع فرحا وسعادة ...
.................................................. ........................

نزل درجات السلم وهو يسمع صوت بكاء ناعم .. وصوت نسائي مألوف له تهدئها وتطلب منها الصعود الى شقتها .. نزل بسرعة السلالم حتى وصل الى مركز الصوت وجد سلمى تحتضن فتاة صغيرة القوام شعرها أشقر .. وكأن الفتاة يعرفها ولكن أين رآها ؟ .. سمع همس سلمى لها .. لتشهق الفتاة وهي تقول بصوت متألم " لقد تعبت من تحمل الحياة معها .. لا أستطيع البقاء بنفس البيت .. أنني أختنق .. "
عقد عاصم حاجبيه وهو يستمع الى ما تقوله الفتاة .. ولكنه تراجع الى الخلف .. حتى وصل الى مكان غير مرئي .. سمع صوتهم وهم يصعدون خرج من مخبأه وعقله يتذكر أين رأى تلك الفتاة ! .. قبل شهور كثيرة في شقة أخيه كانت ترعى هديل الصغيرة المربية التي أحمرت عندما رأته مع أخيه .. ولكن سلمى من أين تعرفها ؟ .. هز كتفه وهو ينزل الدرجات ليركب سيارته وينطلق فهو لديه أشغال أهم من استراق السمع الذي لم يرقب بعمله عن عمد .. تنهد فأشغاله تلك لن تنتهي من قبل حادث أخيه .. وهو يود أن يعرف ما هي قصة كريم مع تلك العصابة ؟ .. وأين اختفى بعد مكالمته معه قبل شهرين التي انتهت بوعود اللقاء قريبا وحتى الآن لم يجد أي اتصال منه ؟. قتل كل الفضول ناحية الفتاة الشقراء ليكمل خروجه من العمارة ينظر الى ضوء القمر الذي ينير السماء بنجومه المتلألئة ......

تمت بحمد الله ..

[سلام12]

مساء السعادة لكل المتابعين والمتابعات ...

وهذي الخاتمة الي وعدتكم فيها .. الفصل الاخير ثلج قلوب الكل ولكن الخاتمة ارسلت الدفء لها ..

بطلاتنا عشنا معهم الحزن والعذاب والالم وعندما وجدوا ما كانوا يبحثون عنه اشتعل بهم الفرح ..
( هديل وسمر ونجلاء ) الحياة ابتسمت لهم مجددا ..

شيء أخير .. تعليقات + لايكات اذا رأيتم أنني استحق ذلك ..

بانتظار ارائكم عسولات .. ولا حظوا اني كتبت جزء صغير جدا عن ( عاصم ) لأنه سيكون البطل في الجزء الثاني ..من سلسلة طيور مهاجرة التي لا أدري حتى الآن متى سأكتبها ؟ .. لكن لدي مخطط أخر لرواية جديدة مقبلة عليها وحتى ألان لا أعرف متى سأكتب فصولها لحتى أبدأ فيها ..

وداعا بلقاء قادم ..

[سلام12]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 8 والزوار 3)
‏سلام12, ‏الاف مكة, ‏nada alaa, ‏ابن الشام2, ‏zarzar, ‏Dove86, ‏الجميله2, ‏نور الضى

[سلام12]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 8 والزوار 4)
‏سلام12, ‏الجميله2, ‏nada alaa, ‏بغزي, ‏ابن الشام2, ‏الاف مكة, ‏zarzar, ‏Dove86

[سلام12]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 7 والزوار 3)
‏سلام12, ‏rewaida+, ‏мєєиα, ‏الجميله2, ‏الاف مكة, ‏zarzar, ‏Dove86

[ربك لما يريد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[سلام12]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 8 والزوار 3)
‏سلام12, ‏سحر الخيال, ‏rewaida+, ‏ربك لما يريد, ‏الجميله2, ‏الاف مكة, ‏zarzar, ‏Dove86

[salwa shazly]

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

[سلام12]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 11 والزوار 3)
‏سلام12, ‏الجميله2, ‏Nor sy, ‏نداء الحق, ‏بغزي, ‏ربك لما يريد, ‏برديس, ‏rewaida+, ‏الاف مكة, ‏zarzar, ‏Dove86

[سلام12]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 13 والزوار 6)
‏سلام12, ‏جلاديوس, ‏مس اشواريا, ‏Dove86, ‏الجميله2, ‏Nor sy, ‏نداء الحق, ‏بغزي, ‏ربك لما يريد, ‏برديس, ‏rewaida+, ‏الاف مكة, ‏zarzar



مسائكم جميل ..