عـفاريت أفـكـارى *مميزة*

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[مورا اسامة]

ولا صفحه فاتحه معى يعنى عملت كل شيء اعادة تحميل

وخروج ودخول وكل شيء ....مافيش ولا كلمه غير المحتوى غير مخفي هههههههههههه وبس

[سما نور 1]

مراوي أدبي عفاريتك الروايه ماتفتح عندي
شوفي مالي علاقه اليوم أريد الفصل هههههههههههههه

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[نبيله محمد]

مروه لمى عفاريتك مش عايزين دوشه الصفحات مش بتفتح مش فتح الا اخر 3 صفح

[الفنانة مروة]

مورا ..سما ..شكران ^_^
هنزلكم الفصل كتابة يا حبيباتى
أمووووووووووووووووووووواه

[الفنانة مروة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مورا اسامة

ولا صفحه فاتحه معى يعنى عملت كل شيء اعادة تحميل

وخروج ودخول وكل شيء ....مافيش ولا كلمه غير المحتوى غير مخفي هههههههههههه وبس

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سما نور 1

مراوي أدبي عفاريتك الروايه ماتفتح عندي
شوفي مالي علاقه اليوم أريد الفصل هههههههههههههه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيله محمد

مروه لمى عفاريتك مش عايزين دوشه الصفحات مش بتفتح مش فتح الا اخر 3 صفح

بنات النت تقيل أوى
حاضر هنزل الفصل كتابة ^_^

[الفنانة مروة]

الفصل الثانى



- كان لازم نشرح لزيزى الحقيقة من زمان يا يوسف ، عاجبك إلى حصل للبنت دلوقتى .
تعالى صوت يونس غاضبا ، للحظة شعر بفقد حفيدة أخيه ، لا بل هى حفيدته الصغيرة أميرته ، كيف لم يحسبوا حسابا لما سيحدث ، وكيف سيتعاملون مع أمر لا يفقهون حولة شئ ، أتاه صوت أخيه حزينا مهموما وحمله القاسى أحنى ظهره ألما ، تعاظمت المحن عليه ويعلم جيدا أن شقيقه صلب وقادر لكن قوته قد خذلته الآن ، ليظهره كهل تعدى المائة عام :
- كنت فاكر أن كل حاجة ماتت مع موت ليلى ، خاصة لما مر عيد ميلاد زيزى 18 على سلام ، فكرت أن الماضى أنتهى . " ثم قست نبرة صوته " : اللعنة دى مش عاوزة تسيبنا زمان كان هتتسبب بموت زيزى وماتت ليلى ومقدرتش أنقذها وشمس شوفته بيموت قدامى كل ثانية لحد ما أستسلم وحصلها ، مش هسيبهم ياخدوا منى زيزى .
- يوسف .. قضاء الله ونفد ، ما نقدرش نعمل حاجة ، متشيلش نفسك المسئولية .
- لا أنا إلى شايل مسئولية كل حاجة يا يونس كنت عارف أن ليلى كدا ووافقت تتجوز شمس ، كان لازم أمنع الجوازة دى مهما كان ابنى بيحبها .. أديها راحت وراح معاها ، مش هسمح لحاجة تمس إيزيس .
لم يستطع منع دمعة فرت عرقلتها تجاعيده التى حفرها الزمان بأحزانه وضرباته القاسية ، كره هذا الشعور البغيض بالعجز ، أنقذه دخول مهاب من الإستسلام لأحزانه :
- إيه يا مهاب بقت أحسن دلوقتى ؟
- آه الحمد لله رجعت درجة حرارتها طبيعية وأم أحمد معاها مش حتسيبها وأكدت عليها متجبش سيرة قدام بابا وماما وأخواتى .
تنهد الجدان راحة وحمدا الله القدير ، جلس أمامهم مهاب ينظر فى بحور عينيهم يحترق من الأفكار التى تعصف بعقله ، يحتاج إلى إجابات دون مواربة أو الخداع :
- جدى ممكن أفهم إيه إلى حصل ، ورفضك أن زيزى تروح المستشفى دليل أن حضرتك عارف ." دار وجه مهاب ليقابل عينى جده يونس الذى أنزلهم فى حزن لتفاجأة كلمات الجد يوسف":
- حمل تقيل أوى يا أبنى على كتافى فكرته أنتهى ، لكنه رجع يحاصرنى تانى .
اجابه مهاب سريعا وهو ينتقل بجواره ممسكا بكف يده البارده :
- أرمى حمولك عليا يا جدى ، أنا سندك وإن شاء الله أكون قدها .
تواجهت نظرات الشقيقان أخرى مترددة تقابلها مشجعة على بث كل ماخزنه فى قلبه ليتنهد الجد يوسف :
- عام 1487 ألف أحد رجال الدين الكاثوليكى الألمان كتاب أسمه " مطرقة الساحرات "(1) الكتاب اللعنة دا سبب فى قتل أكتر من 120ألف سيدة وبنت ظلم وناس بتقول وصل ل5مليون ضحية، بس إلى منقدرش ننكره أن السحر موجود وفى كل الحضارات ، رجعت جماعة كاثوليكية متشددة فى أسبانيا أحيت الكتاب دا فى بدايات القرن 19 ، وقدروا يقبضوا فعلا على ساحرة غجرية بعد مهددوها أنهم هينتقموا من كل عيلتها لو مستسلمتش ، طلبت منهم أنا تختلى ببنتها الكبيرة لدقايق وبعدها خرجت سلمت نفسها ، باقى أبنائها فوجئوا بالبنت مرمية على الأرض وحرارتها مرتفعة جدا وفيه رسوم وعلامات منتشرة على جسمها ، ومكتوب جنبها " لقد أهديتك سحرى هبة لكِ ولبناتك فأحترسى " وفضلت القدرة دى تورث لحد ما وصلت لليلى أم إيزيس .
شعر مهاب أن نبضات قلبه كادت أن تقف من زهولة ، أيمكن أن يحدث هذا ولكن كيف يمكن ؟! أيعقل ما يقوله الجد ، نظر إلى جده مشوشا مما سمع :
- لكن يا جدى أزاى يحصل كدا ، دا كلام بنقراه فى الأساطير والكتب مش أكتر، حضرتك عاوز تفهمنى أن إيزيس دلوقتى أستقبلت القدرة دى ، مع فرد أن الكلام دا صح !!، ليه دلوقتى مامتها متوفية وهيا بتولدها ، أنا مش فاهم حاجة .
لون العجز صفحة وجهه وعلقه لا ينفك عن التفكير "كيف يمكن أن يكون ما يحدث واقعا ملموسا "
- ليلى مماتتش يا مهاب وهيا بتولد إيزيس .
أيعقل هذا ، كل ما يعرفونه هى سلسلة من الأكاذيب التى نسجها جداه وكانت زيزى ضحيتها ، الغضب والقهر تجمع فى دمائه ثائرا كيف يمكن أن يفعلوا بها هكذا ، إلتمعت عينيه بالغضب الكامن داخله ، خاف الجدان من تلك النظرة التى لا تبأ بالخير ليأتى صوت جده يونس قاطعا :
- أقعد يا مهاب وأسمع كلام جدك للآخر .
.................................................. ......................
يتبع ..

[الفنانة مروة]

لا يمكن أن أكون مستيقظا " هكذا ظل مهاب يقنع نفسه "، أشعر أننى طفل صغير قذف به فى المحيط تتلاطمه الأمواج بقسوة ، وماذا عنها إذا عرفت أنها عاشت كذبه كبيرة ، لم أستطع أن أحيد عينى عنها وعينيها مطبقه بقوة كأنها تنازع فى لاوعيها ، يالله كيف ستتحمل كل هذا القدر من المعلومات ، ظللت واقفا عند باب غرفتها أخاف أن أطئ بقدمى مملكتها دون إذنها ، أراقبها فى صمت وقلبى لا أفقه مايحدث به .
- إيه دا ؟ عم العاشق الولهان خلاص يعنى مش قادر تبعد عنها بتتفرج عليها وهيا نايمة ؟
بعد أن اخترق صوت أكرم المتهكم أفكارى أقتنعت أن هذه الليلة الطويلة حقيقية ، درت ببطئ لمواجهته :
- هيا أوبرا عايدة خلصت بدرى ليه النهاردة ؟!
- ياه الساعة بقت 2 بعد نص الليل يا روميو ، صحيح الحبيبة مش بيحسو بالوقت .
إلتفت لأتأكد من أن صوت أكرم لم يزعجها لأغلق باب غرفتها ، منصرفا بهدوء تارك أخى فى تهكماته البغيضة ، عقلى منشغل بأهم من حديث أكرم ، بما سيحدث فى المستقبل .
- لما أكون بكلمك يا مهاب تقف وتسمعنى .
علا صوت أكرم وهو يقذفنى بسترة بدلته ، لا أفهمه ولا أريد حقا أن أدخل فى مهاتراته :
- أكرم أظن أنك أكيد مرهق يا ريت تروح على أوضتك وتسبنى أرتاح .
- مش قبل ما أعرف فيه إيه بينك وبين زيزى .
- إلى بينى وبينها كلكم عارفينه ، وبعدين من أمتى وأنت بتهتم بحد غير نفسك .
لم أرد أن يكون أكرم ضحية لما يومج فى قلبى ويأرق عقلى لكنه من يريد هذا بنفسه ،ليأتى صوته غريبا :
- وأنت من أمتى أهتميت أنت كمان !! العيلة دى كل واحد فيها فى وادى ، ماعداك انت وجدو يوسف وزيزى ، أخترتم حياتكم وسبتوا كل المسئولية علينا عايشين متنعمين عارفين أن فيه ناس بتشتغل وأنتو بس عايشين تحفروا وتنقبوا ويصقفلكم فى المؤتمرات العلمية ، أنت سبتنا كلنا يا مهاب علشان زيزى .
- علشان كدا بتكرهها يا أكرم .
خرجت الكلمات من فمى دون وعى منى ليتجمد أكرم أمامى عينيه أختلجت بالمشاعر ليخرج صوتا أجشا صادقا :
- عمرى مكرهتها يا مهاب بس دايما بحسدها ، لأنها كان عندها القوة أنها تعيش زى ماهيا عايشة رغم كل حاجة حصلتلها رغم عدم وجود أب وأم جنبها رغم أننا كان دايما دورنا فى حياتها أننا نضايقها بس ، عمرها ملجئتلى ، كانت دايما تجيلك أنت ، دايما تقف قوية فى وشى وتعيط بين إيديك ، عموما .. لم يكمل كلماته شعرت بها فى عينيه ليقول بإنهزامية :
- أنا داخل أنام .
ناديته :
- أكرم .
لم يلتف لى ووظل واقفا مكانه :
- زيزى كانت تعبانه أوى ودرجة حرارتها إرتفعت فاجأة ، فكنت بطمن عليها بس ، ممكن الصبح تتطمن عليها وتتكلم معاها بأسلوب كويس ، زيزى طيبة ولو كلمتها كويس هتنسى أسلوب معاملتك ليها .
أنصرف أكرم لكن قلبى يخاطبنى أن هناك أمر ما ، لم أعتاد أكرم هكذا ولم أشعر يوما أنه يبادل زيزى غير كل مشاعر البغض والكراهية منذ صغرنا ، نبهت نفسى " فوق يا مهاب سيبك من أكرم ركز مع زيزى بكره يوم صعب " .
بعد نوم قلق متقطع قمت من نومى على كلمة واحدة : زيزى .
أسرعت لغرفتها فاتحا الباب لأطمئن عليها ، ليتنى مافعلت ..ليتنى مافعلت .. شهقت حرجا مما رأيت مغلقا الباب سريعا، ليتعالى صوت صريخها :
- يا حيوان يا قليل الأدب .. أزاى تفتح عليا باب أوضتى .
لم أتحرك من موضعى منتظر خروجها مبررا ما فعلت لكن يا لله كيف سأنزع من عقلى ما رأيت .. فكرت مبتسما على الأقل كانت مرتدية بنطالها الجينز وحمالة.... ليسرح خيالى فى خصرها الصغير وتلك الحسنة المناقضة لبياض بشرتها وإستدارة نهد.......أرتفعت يدى تضرب جبهتى " يخربيتك يا مهاب إيه إلى أنت بتفكر فيه .. إيه إلى أنت بتفكر فيه " ليفتح الباب بقوة ، باغتها بإندفاعى نحوها مدخلها غرفتها وغالقا الباب مهاجما :
- أياكى أسمع صوتك ، عارف أنى حمار أنى دخلت من غير مخبط بس أنتى كنتى تعبانة اوى أمبارح وأغمى عليكى ودرجة حرارتك كانت مرتفعة وفضلنا سهرانين جنبك ، فقمت أجرى أطمن عليكى وأكيد متوقعتش أنك تكونى بخير كدا .
لهثت من سرعة إلقائى لكلماتى .. لتنظر إلى بحذر قائلة :
- يعنى أنا كنت تعبانه إمبارح .
- آه والله .. أغمى عليكى وأحنا بنلعب أمبارح ."جاوبتها سريعا ".
- وحرارتى أرتفعت .
- وغلاوة جدو يوسف وجدو يونس هوا دا إلى حصل .. حتى أسألى أم أحمد هيا سهرت جنبك علشان تعملك كمدات .
- مصدقاك خلاص .
أبتسمت فرحا لتتحول أبتسامتى آهات وأحد تحفها الخشبية تصطدم برأسى وهى تتشفى بألمى :
- علشان تفتح باب أوضتى تانى .. أنت شفت حاجة ؟!
أهتزت رأسى يمينا ويسارا متمتما :
- ملحقتش أشوف حاجة ." كاذب " صرخ صوتا فى عقلى يعيد المشهد فى رأسى .. وهى تمد يدها مرة أخرى لمكتبها منتزعة من عليه فتاحة الرسائل لتضعها بجوار رقبتى :
- لو عرفت أنك بتكدب .. موتك هيبقى على إيدى يا أبن دلال .
تغاضيت عن ألم رأسى ساحبا يدها الممسكة بسلاحها الصغير .. مشمرا عن ساعدها ..لأتفاجئ من إختفاء الرموز ، سحبت يدها بين يدى وإبتسامتى أنارت وجهى المتألم :
- مالك أتجنيت !!
- لا كنت عاوز أشوف إذا كان إيدك أتأثرت بالوقعة لما أغمى عليكى ولا لأ .. هممت لأخرج من الغرفة ليفاجئنى شيطانى قائلا :
- على فكرة يا زيزى أنتى تخينة جدا .. ضهرى كان هيتكسر وأنا شايلك أبقى خسى شوية .. لم تكتمل كلماتى لتصطدم جبهتى بتحفة أخرى راسمة لوحة سريالية على جبهتى وهى تصيح : حـيـوان .
يكفى الصداع الذى لم يتركنى لتنهال على السخرية من أكرم وتسنيم وأنا أتناول إفطارى بيد وباليد الأخرى أمسك كيس الثلج على مكان إصاباتى .
- مالك يا موها .. قطر داسك ولا إيه ؟!
- لا يا خفيفة قايم مش شايف أتخبط فى الباب .
لتنظر تسنيم بجانب عينيها لزيزى هاتفة :
- باب باردوا .. ولا زيزى كانت بتصبح عليك .
لتنتقل السخرية والنظرات إلى زيزى التى حدجتها أمى بنظرة متعالية .. متمتمة كعادتها :
- همجية .
لمعت نظرة التحدى فى عينى زيزى لتقول بصوت ثابت لأمى :
- ميرسى يا طنط .
ليقف جدى يوسف مانعا أى همسة على طاولة الأفطار قائلا بصوته القوى :
- زيزى خلصى أكلك وتعالى ورايا على أوضة مكتبى فوق .
..................................................




يتبع ..

[الفنانة مروة]

- أنا مش فاهمة حاجة .. حضرتك عاوز تقنعنى بالكلام دا إزاى .
- هيا دى الحقيقة يا بنتى فضلت طول السنين دى مخبيها عنك .. علشان أحميكى .
أيمكن أن أكون واعية لما يحدث حولى .. والمعلومات تصطدم بعقلى كالإصطدام النيزكى فى البداية جدتى لأمى أسبانية وليس هذا فقط بل غجرية من نسل ساحرة.. لتنفجر الضحكات بداخلى .. أنا حفيدة ساحرة وورثت قدراتها .. لتتحول الضحكات لبكاء مرير رثاءا على نفسى التائهة همست بسؤال أحرق روحى لسنوات :
- ماما وبابا ماتوا أزاى يا جدى ؟!
نكس جدى رأسه حزنا ولكن لا شفقة عليه اليوم .. أنا من تحتاج للشفقة :
- ليلى عرفت أنها حامل فيكى واحنا فى بعثة فى الكونغو عمرى ما شفت ابنى فرحان زى اليوم إلى شالك فيه بين إيديه ، القبيلة إلى كان باباكى ومامتك بيعلجوهم عرفوا هوية مامتك ، ولما عرفوا أنك جيتى الدنيا وأنك الطفلة إلى هتتلقى القدرة ، شافوا فيكى قربان لأسياد الغابة ، خطفوكى كان عندك 3شهور.
تزايدت نبضات قلبى وصمت أذناى عن السمع إلا صوت الطبول والترانيم الغريبة التى تطاردنى فى أحلامى فى صغرى مازلت أذكرها والصرخات ولكنى أراها الآن بوضوح أمرأة تبكى ترسم حولها دائرة من الملح تتوسطها النجمة الخماسية والشموع تنتشر حولها فى كل مكان.. تتلو وتتلو تعاويزها باكية تحمل صورة طفلتها بين يدها تبكى وتنادى أسلافها لإنقاذ طفلتها .. نظرت لحبيبها نظرة وداع قبل أن تلتهمها النيران أمام عينيه متحولة لرماد .
تجمدت الدموع فى عينى من هول الرؤية التى عصفت بعقلى .. ليتابع صوت جدى جاهلا بما يعتليه قلبى :
- لما وصلت القبيلة لقيت النيران مطفية وكل الى حوليها موتى وأفراد القبيلة الباقيين خايفين ومذعورين من إلى حصل .. كنتى بتبكى بشدة وبتنزفى من الجروح إلى سببهوالك .. لما رجعت السكن كانت ليلى ماتت.. ولقيت شمس مبيتكلمش ومتكلمش وبعد أسبوع مات .. كان لازم أبعد رجعت لندن بدأت حياة مع أخويا وفهمتهم ان ليلى ماتت وهيا بتولدك وان باباكى مات بعدها من عدوى ..
خرجت صوتى ميتا لا حياة فيه ومظهر هذه المرأة تتجدد أمام عينى أنها ليست أى أمرأة أنها أمها :
- وقدرت تعيش فى كل الكذب دا .. إزاى تعمل فيا كدا يا جدى إزاااااااااااااااااى .
علا صوتى ألما حزنا إعتراضا على ما يحدث لى لتهتز أركان المكتبة .. وتتساقط الكتب من على أرففها .. وقفت أمامه والموت يسكن عيناى ويدى تعرى بطنى أمامه :
- والجروح القديمة دى إلى ياما سألتك عليها قلتلى أنى حصلى حادثة .. هيا إلى القبيلة رسمتها عليا قبل ما تقدمنى قربان .. أتكلم .. أتكلم .. أتــــــكــلـــم .
تهالكت على الأرض وأنفصلت عن هذا العالم لا أرى أمامى إلا طيفهما معا يتضاحكان .. يبتسمان بحب .. يحملانى لأول مرة .. أبى يقبل رأسى .. تساقطت دموعى .. لتنفعل الطبيعة مع حزنى .. بعد صفائها تلونت السحب وأبشرت بهطول المطر .
وقف جدى أمامى عاجزا .. لم أعرف لمن ألجأ فليس لى أحد ..ليس لى أحد .. أقترب منى جدى ببطئ ماددا لى كتابا جلديا :
- دى مذكرات مامتك يا زيزى هتفهمى حاجات كتير .
أخذتها من يديه وأنا كارهه حتى النظر إليه .. خرجت كالجسد دون روحه .. أسير هائمة تحت الأمطار ..علها تغسل أحزانى .. أو أستيقظ وأجد كل هذا وهما ..حلما قاسيا بعد مشاهدتى لفيلم رعب .
صوت مهاب علا مناديا لكن كيف أجيبه وأنا ما عدت أنا .. أسرعت لسيارتى .. أقودها بجنون عل الموت يأتينى .. فظللت هائمة فى الشوارع حتى قررت أن أذهب إلى منطقة الأهرم .. لتصرعنى ذكرى بعيدة لوالداى وهما هنا أما هرم خوفو يلتقطان الصور لبعضهما والحب يتغنى حولهم .. وإذا بها دموع أمى وهى تحتضننى فرحة بميلادى ووالدى يقف فخورا سعيدا .. لماذا يحدث هذا لى .. تلمست غلاف مذكراتها على أتلمس روحها الضائعة بين أسطر كلماتها ... فتحتها بهدوء ليأتينى خطها الرقيق :
أبنتى الحبيبة .. لا أعلم رغم أنى عمرك لم يتخطى الأسابيع فى رحمى إلا أننى أعلم أنك فتاة " فهى موهبتنا يا فتاتى " وأيضا أعلم أننى لن أكون معك لأسرد لكِ قصصى وحكاياتى فقررت أن ارويها لك .. نعم يا حبيبتى نحن ننحدر من نسل سيدة عظيمة .. وساحرة قادرة فضلت نجاة أبنائها عن نفسها لكنها لم تحرمنا قدراتنا فجعلتها إرث تورثة الأم لإبنتها عندما تتم الثامنة عشر بأن تتنازل عن قواها لإبنتها بطقوس معينة لتتحرر الأم من الإرث وتحمله الإبنه .. عليك يا أبنتى أن تحافظى على سر موهبتك وألا تستغليها فى الشر .. نحن لسنا ساحرات بل موهوبات .. لم يستطع أحد فى العائلة تحديد هوية تلك القدرة فقد روت لى جدتى أن جدتها كانت تقرأ الأفكار وتتنبأ بالمستقبل وأمها تتحكم فى الطبيعة أما هى فكلما بكت أنهمر المطر وأمى كانت ذات أيادن خضراء كلما زرعت أنبتت الأرض وخصبت .. أما أنا يا محبوبتى فقد استطعت تسخير قدرتى فى مساعدة مرضاى وكنت دائمة أشعر بما سيحدث دون أن أعلم ماهو .. ولكن حدث شئ غريب اليوم .. لقد كنت فى القرية أعالج أمرأة مسنة فاجأة أمسكت يدى وقالت : أننى سألد فتاة تمتلك كل قدرات أسلافها وأنها ستكون فتاة مميزة .
فلتعلمى يا حبيبتى أنكِ مميزة دائما فى قلبى .. وحتى إذا لم أكن بجانبك سأظل أحبك .
لم أستطع إيقاف عبراتى .. لقد ضيعت ستة وعشرون عاما فى البغض والحقد عليهم وهم ضحوا بحياتهم من أجلى .. كيف أكون بهذا القدر من الدناءة .. لم أستطع إكمال القراءة ..لأضع المذكرات جانبا خارجة من السيارة أستمتع بمنظر الأفق البعيد .. لأتفاجئ بضربة على رأسى نبض الألم بقسوة دون رحمة ليغشانى الظلام بعدها .
........................................
- براحة نزلوها بالراحة .
- هو انت يا كمال بيه مش شايف أن البير دا غويط أوى .
أبتسم كمال وهو يتابع نزول السلم لمقبرة أوزريس آله الموتى لدى المصريين القدماء التى تم اكتشافها قبل أعوام عندما أنحصرت المياة الجوفية مظهرة مقبرة فى عمق 30 مترا بجوار الهرم الأكبر .. كان يتتبعها منذ ايام ليقتنص هذه الفرصة حتى أتت بأقدامها إلى حدفها وحدها دون أحد سيعلمها معنى أن تهينه هكذا .. إذا ظلت على قيد الحياة.
- دا مكان مثالى علشان تتربى .. علشان تعرف تهينى وتمد إيدها عليا .. نفسى أشوف وش جدها وهومش لاقيها .
- ما أحنا كان ممكن نقتلها ونتاويها .
نظر كمال لهذا الرجل .. رغم ضخامة بنيانه إلا أنه يمتك عقل عصفورة .. ليأتى رد زميله الذى يماثله فى الحجم :
- كمال بيه عاوز يأدبها هتفضل تحت لحد بليل ونطلعها تانى وإذا لقوها قبل منطلعها يبقى هيا إلى نزلت ماهم عارفين أنها مجنونة .. وتبعد الشبهات عن كمال بيه .
- عفارم عليك يا عرفة .
- أحنا كلنا مفهومية يا بيه .. عيب هيا دى أول عملية .
عندما انتهو من نزول السلم الطويل ألقوا إيزيس بعنف على الأرض وهى فاقدة الوعى .. والدماء تنزف من جرح رأسها .. ليطل عليها كمال بتشفى :
- أبقى ورينى معارف جدك حتنجيكى من إيديا أزاى .. يالا يا رجاله .
.................................................. ...............
- لحد دلوقتى متلئتهاش يا مهاب .
جاوبت جدى سريعا :
- لحد دلوقتى مفيش حاجة يا جدى مفيش مكان بنروحوا مرحتهوش .. وحاولت أعمل بلاغ فى القسم قالولى لازم يعدى 48 ساعة .
- هترجع يا بنى .. أنا خايف عليها .. إلى عرفته مش قليل .
- طيب جدى يوسف عامل إيه ؟!
- قافل على نفسه مش راضى يكلم حد مستنيها ترجع .
- هدور عليها تانى يا جدى ويارب يكون بفايدة .
- مهاب أتصل بأكرم يدور معاك .
- هوا دا وقت للضحك يا جدى يعنى أكرم !!! هيدور معايا .
- أتصل بيه قوله .. صدقنى هيسيب كل حاجة ويدور عليها .
- طيب يا جدى هقفل معاك وهتصل بيه .
أحترت هل أستجيب لكلمات جدى أم لا ولكنى لابد أن يعاوننى أحد .. كان عقلى سينفجر خوفا عليها .. وقررت أن أتصل به :
- إيه دا الأمير مهاب بنفسه بيتصل بيا .
حاولت تهدئه أعصابى فزيزى أهم من أنفعالتنا الطفولية :
- أكرم .. زيزى مش لاقينها النهاردة حصل بينها وبين جدى يوسف مشكلة .. طلعت بتعيط حتى مسمعتش كلام حد وتلفونها مقفول .. احنا قلقانين اوى عليها .
عم صمت لا يكسره إلا صوت تنفس أكرم الحاد ليأتينى صوتا حادا:
- إيه الأماكن إلى بتحب تروحها ؟!
- أنا لفيتها كلها كل المتاحف قفلت دلوقتى .. حاولت اروح أعمل بلاغ القسم قال بعد 48 ساعة .. انا بدور فى المستشفيات دلوقتى مش عاوز أعمل مشكلة بس انا قلقان .
- أنت مش قلتلى أنها كانت تعبانه أمبارح .. ممكن يكون أى أحتمال وممكن ترجع للبيت واحنا بندور .
- المهم تكون كويسة .
- قولى رقم عربيتها ونوعها ولونها .
- يعنى هتساعدنى يا أكرم.
- يعنى هاخد المواصفات دى ليه يعنى .. وبعدين يا غبى هى الأهرمات بتقفل .. دايما كانت بتغنى عن حبها ليهم مفكرتش تشوفها هناك .
- لا.
- أنا هطلع على هناك ولو فيه حاجة هبلغك .
.
.
أشتدت الآلام تقسوا فى رأسى كأنها طبول صمت أذناى من شدتهم .. تلمست موضع الألم لأشعر بلزوجة ورطوبة الدم .. كانت عيناى مبصرتان لكن الظلام يغمرنى من كل مكان .. هل مت .. لا أننى أتنفس أين أنا ؟!.. صرخ عقلى بهذا السؤال .. وأسوء الإحتمالات تحتل عقلى .. شعرت بشئ غير طبيعى ... لا أنها هلوسات الظلام وأخذت أردد لا تذعرى.. فكرى جيدا .. أعتدلت بصعوبة محاولة إخراج هاتفى من جيب بنطالى .. كان مغلقا .. تذكرت إغلاقى له بعد خروجى العاصف من المنزل إذن لم يكن حلما .. أعدت تشغيله .. لينشر ضياءا خافته فى من حوله .. رفعت يدى أحاول معرفة ماحولى ولماذا أنا هنا .. فإذا بفحيح يملأ السكون .. هل هذا ما تخيلته أم أنه واقع .. ليأتينى صدى الماضى متمثلا فى سؤالا لم أفقه معناه :
- من أنتى ؟!
تعالى ذلك الصوت الأشبه بفحيح الأفاعى يدب الرعب فى أوصالى مرة أخرى :
- مالذى أتى بكِ إلى مقبرتى ؟!
لم أستطع إستعاب هذه اللغة من شدة الرعب الذى أستحوذ على .. لتضربنى المعرفة أنها الهيروغليفية .. فاق إدراكى من صدمته ليتردد صوتى مهتزا بنفس اللغة :
- من أنت ؟!
تعالت ضحكاته الخبيثة أكثر وكلما علت علمت أن الخطر يحدق بى ليهتف :
- أنا آله الموت .
- أنت أوزوريس !!
لا أعلم كيف خرجت الكلمات من فمى .. لكنى أدركت فى هذه اللحظة أننى لن أرى مهاب ولا جدى بعد الآن .. شعور بالفراغ من حولى يضيق .. وأنفاس تلفح وجهى .. لا أنا أتخيل أفيقى يا إيزيس .. ليعلو صوتى :
- فوقى يا إيزيس .
- إذن أنتى إيزيس .. أتيتى يا محبوبتى لأجلى .
تغير الصوت ليصبح أكثر إنسانية وهو يلفظ " إيزيس " تذكرت أن نطق الأسم كما هو بالهيرغليفية .. لابد أننى أحلم .. سأغلق عيناى وينتهى كل شئ نعم .
.
.
ظل سائقى يدور فى منطقة الأهرام أكثر من نصف ساعة حتى لمحت سيارة بجوار الهرم الأكبر .. اوقفته سريعا لأتأكد من أنها سيارتها .. وعندما تأكدت .. وضعت يدى على غطاء الماتور أنها باردة تماما .
لقد أظلم المكان وستبدأ عروض الصوت والضوء قريبا .. أرتفع صوتى ينادى عليها : زيزى .. إيزيس .
أدور فى جهه وسائقى فى جهه وقلبى يدعو أن تعود بسلام .. رفعت هاتفى سريعا :
- مهاب .. أنا لقيت عربيتها جنب هرم خوفو .
- مسافة السكة وجايلك يا أكرم .
.
.
- مش كمال بيه قالنا لما تصرخ وتستعطفنا نطلعها .. أنا مش سامعلها حس . رد عليه زميله وهو يرهف السمع :
- أنا مش سامعلها حس .. أحسن تكون ماتت .. ما تيجى ننزل نطمن عليها .. احنا بس المطلوب تخاف .
تأفأف الآخر :
- هو انا هنزل 30 متر علشان أطمن ما تولع أنا مالى .
- ياعم دا البت حلوة وزى القمر .. ولو أتجنت محدش هيعرف حاجة .
- لا ياعم أنا عندى بنات ... مليش دعوة بالأعراض .. كله إلا كدا .
- هع هع هع لا عندك مبدأ يا عرفة .. هتنزل معايا ولا أنزل لوحدى " وألتمعت عينيه بنظرة متوحشة ليسرع زميله قائلا :
- لا نازل ياعم أهونخلص المصلحة دى ونمشى .. تلاقى عفريت لبسها .
.
.
أغلقت عيناى كثيرا ومازال الظلام دامسا .. حاولت إجراء أى مكالمة ولكن لايوجد شبكة أريد أن أعرف أين أنا .. وهذا الصوت .. لن أخاف فأنا أتخيل .. نعم أتخيل .. ولن أبكى :
- لماذا صمتى يا محبوبتى ألا يكفى كيف فرق بيننا .. ألا يكفى كل هذا .
لا أنا لا أحلم أننى فى مقبرة .. وشبح أوزوريس يظننى حبيبته (2).. " هو مفيش غيرى فى البلدى ولا إيه " دائما تفكيرى الساخر يأتى فى مواقف غريبة .. إيزيس .. ولما لا.. أنتى تحلمين وسوف يدخل مهاب فى اى وقت يوقظك من نومك فلتجاريه :
- أوزوريس .. بحثت عنك كثيرا حتى إستطعت إيجادك .. لماذا أبعودك عنى .
- أنها شهوة الملك .. قتلنى ست ليأخذ عرش مصر .. لكن بمحبتك أنجبتى لنا حورس حتى يحقق العدالة .
تعالى صوت خطوات وهمهمات .. " إيه الحلم السخيف دا .. هو أنا حصحى أمتى " أنهارت حصونى ضعفت.. تكورت جالسة حول نفسى .. لأنفض رداء الشجاعة وأنخرط فى بكاء مرير ولسانى يردد "يارب أنقذنى .. يارب يطلع كابوس .. كدا كتير عليا " .
- فلتتكلمى بلغة أفهمها . ( أصبح الصوت بغيضا) وأصوات الهمهمات تتعالى وبكائها يزداد .. أشعر بالعجز .. إذا كنت سأموت فلأمت الآن كفايانى تعذيب .
علا الصوت أكثر لتتضح أصوات الرجال وهم يقتربون تسمع أصوات أنفاسهم وذلك الصوت المخيف يصيح :
- من تجرأ ودخل مقربتى .
- إلحق ياعم دا شكلها لعنة الفراعنة . ليرد عليه الآخر :
- تلاقيها تهيئات .
- وسمعناها أحنا الأتنين .. يالا هات الكشاف علشان ناخد البت .
حتى لو كان كابوسا سيئا ستدافع عن نفسها :
- أوزريس لقد أتوا ليأخذونى .. لا أعرف مصيرى بعد اليوم " ناجته كأنها تناجى حبيبها .. تعلم أن ما تفعله جنون لكنها ستكلمله علهم يخافون " .
- من يتجرأ على مس زوجتى ؟!
تعالى صوت أحد الدخلاء وقد لونه الخوف:
- ياعم أجرى أنت مش سامع الصوت عامل أزاى سيبها ونطلع يالا بقى
- لا أنا مبخفش تلاقيها هيا إلى عاملة كدا علشان تخوفنا .
تعالى صوتى مختلطا ببكائى :
- أنهم يقتربون .. أنهم مصرون .
أتى الصوت الغامض قاسيا مظلما كأنه آتيا من الجحيم وهو ينادى :
- امت (3) .
لتظهر هومة من الجحيم خارجا منها وحش تجمع هيئته بين فرس النهر والتمساح والأسد وهو يزمجر متجها نحو الدخيلين ليحاصرهم فى جانب المقبرة وعندما هم بإفتراسهم .
دوت صرختى فى أرجاء المكان :
- تــــــــوقــــــــــــف .
أختفى الوحش وأنتظرت أن يأتينى الصوت لم يأت .. لم أسمع إلا صوت أنفاس هذين الرجلين ..جمدت فى مكانى من هول ما رأيت بالتأكيد حلم نعم .. جرجرت قدماى المنهكتان مقتربة منهم بحذر وهم يطالعونى بخوف سائلة أياهم بضعف:
- إزاى أطلع من هنا ؟!
أشار احدهم لى وقال متقطعا :
- و..ورا .. الحيطة ..دى فيه ..سلم أطلعيه .. بس المهم أبعدى عننا .
أقتربت أكثر لآخذ الكشاف منهم ليصرخوا بذعر :
- سلام قولا من رب رحيم .. أنصرفى .. أنصرفى





يتبع في الصفحة التالية https://www.rewity.com/forum/t302384...ml#post9307619