عـفاريت أفـكـارى *مميزة*

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

يتبع

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

يتبع

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

يتبع

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

يتبع

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

يتبع

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

يتبع

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

إن شاء الله الفصل يعجبكم
وقراءة ممتعة
ودلوقتى هنزل الفصل كتابة علشان مشاكل النت
^_^
منتظرة آرائكم

[الفنانة مروة]

الفصل الثالت



تساقطت قطرات المطر بقوة ، تعلن عن حضورها بألحان سينفونية لا يفقهها إلا عشاقها ، أستغربت كثيرا ما يحدث فمصر ليس بها أمطار صيفية كيف يمكن أن يحدث هذا ؟!
تحركت سريعا مكملا طريقى لغرفة زيزى ، طرقت الباب لم يأتنى إلا صوت شهقاتها المكتومة ، طرقت الباب ثانية وأنا أفتحه بهدوء أناديها بهمس :
- زيزى .
لم يأتينى إعتراضها فقط صوت شهقاتها .. لأتجرأ أكثر فى إختراق حصون خصوصيتها ، لم ترفع رأسها لى حتى ظلت على حالها ضامة ركبتيها لصدرها ووجهها يخبأه إنسدال شعرها ، لأول مرة أشعر بضعفها أنها فعلا قابلة للكسر ، كان الصمت حاد ولم أستطع كسره ، مرت دقائق كاسرة الصمت معها بهمسها الأجش من بكائها :
- ليه مأخدونيش معاهم ، ليه سبونى فى الدنيا محدش فيها بيحبنى ولا عاوزنى ، ليه كدا حتى أقرب الناس ليا خدعونى وكدبوا عليا محدش بيحبنى ولا حد عاوزنى .
إزداد المطر غزارة .. وشهقاتها تعلو أكثر ، لم أعرف ماذا أفعل ، شعرت بحركة بجوار الباب لكن أعقبها الصمت ، لم أركز مع تلك الحركة ، شعرت بالعجز لوضع زيزى ، أريد أن أخرجها من حالتها هذه .
- زيزى إزاى تقولى كدا ، يعنى إيه محدش بيحبك أمال فين جدو يونس وجدو يوسف وأنا يا صديقى العزيز زيزو ، دا حتى أكرم كان هيتجن عليكى لما مكناش لقينك .
- علشان كدا رد على شكرى بكل زوق . قالت زيزى بتهكم .
- والله يا زيزى أنا من زمان مبقتش فاهم تصرفاته ، سيبك بقى أنتو طول عمركم كدا ، بطلى عياط بقى علشان خاطرى ^_^ .
رفعت وجهها المبلل بلآلؤ حزنها هامسه بأسى :
- مفيش حاجة فى حياتى تفرح .. هجيب الضحك منين .
شهقت مصدوما :
- وأنا نستينى ، دا أنا ياما آخدت ضرب منك وربنا نجانى من رصاص بندقيتك ، كفاية عليكى أنا صح ؟ ^_^ .
توقفت الدموع فى عينيها لترتسم إبتسامة رقيقة تسدل الستار عن الحزن ، ليتوقف المطر بهدوء :
- ممكن تضربينى بأى تحفة لو هيخليكى تضحكى .
وقربت رأسى إليها لتضربنى ، وصل لمسامعى وشوشة ضحكتها لتنسحب السحب وتنير السماء مرة آخرى وكأنها لم تمطر من ثوان .
- يالا بقى قومى أغسلى وشك يالا علشان هفسحك ، تحبى تروحى الملاهى ^_^ .
.................................................. ..............
أسندت رأسى على إطار النافذة أراها تغادر ضاحكة معه ..مع " أخى " كلماتها إخترقت جنان روحى ، أذهلتنى قدماى وهى تسرع لغرفتها لتواسيها بعد صراع مرير بين عقلٍ رافض وقلب راغب ، لتصلنى كلماتها ، لست أنا من يرسم البسمة على شفاهك حبيبتى ، لست أنا من يدق لأجله قلبك ، كتبت على الوحدة والعذاب .
تهالكت جالسا وثقل قلبى لا تتحمله قدماى ، ماذا حدث لك يا أكرم ؟! ، ماذا تغير بك ؟!، سألت نفسى ملحا ماذا حدث لى ؟! ، ليستحضر ذهنى صورتها وهى خائفة .. ضائعة.. مشتتة .. والظنون تعصف بعقلى والخوف يدمى روحى عليها ، الشعور بالفقد شعور مقيت لا أريد أن أشعر به ، لا أريد .. لتعصفنى الذكرى .. ذكرى طفل صغير يلهو ويلعب فرحا يتصنع الغرق أمام عيناى وكل مرة أهرول خائفا لينقذوه ولكن فى المرة الأخيرة لم يستطيعوا إنقاذه ، تركنى .. غادرنى الشخص الوحيد الذى آنس وحدة طفولتى ليتركنى وحيدا بائسا دونه .
عبست أصابعى مخرجة من بين طيات كتابى المفضل صورً قديمة ذبل رونقها من كثرة إمساكى بها ، ليطالعنى وجه صديقى كيفن بإبتسامته الواسعه وشعره الأشقر ، هو من قبلنى صديق فى تلك المدرسة القاحلة التى نفينى إليها والداى ، وعندما بكيت لماذا أستبعودنى طالعنى أبى بكبريائه :
- المدرسة دى مدرسة النبلاء ووأنت مكانك بينهم .
بكيت تضرعت له : - بس يا بابا دى مدرسة داخلية ؟!
- وفيها إيه علشان تركز فى دروسك .
يومها تركنى مغادرا لم أجد أحد لينجدنى من براثن هذه المدرسة .. جدى يونس منشغل بأعماله .. وجدى يوسف منصرف عن العالم أجمع بأبحاثه ، رغم أنها كانت مدرسة لأبناء النبلاء إلا أنها كانت عذاب مستمرلطفل صغير يتشبث أهله بأذيل نبالتهم التى محتها الثورة ، لتشرق أيامى فى المدرسة بصداقته ، كان لى الرفقة التى طالما أفتقدتها ، حتى فقدته وعدت كما كنت لم يستطع أحد إختراق هذه القوقعة إلا تلك الصغيرة الضاحكة التى تسرع إلى حاضنة أياى كلما طالعتنى ، إذا أبتسمت لها تملئ الدنيا ضحكات .. أما إذا تصنعت الغضب تبكى وتبكى حتى تنام من كثرة بكائها .. لطالما كانت كذلك معى .
قلبت بين الصور لتشرق بسمتها بأسنانها المفقودة ، منذ أن أحضرها جدى يوسف لمنزلنا وهى تشغل الجو بصيحاتها بكائا أم ضحات ، حتى هذا اليوم الذى تجرعت فيه مرارة الفقد وفقدت صديقى ، لم يهتم أحد بمشاعرى لتأتينى كعادتها محتضنة أياى يومها لم يتعدى عمرها الخمس أعوام أما أنا فكنت بضعف عمرها ، بكيت صديقى بكيت ضعفى وعم قدرتى على إنقاذه لتحتضننى باكية تواسى أحزانى ، كنت أعلم أننى سأفقدها فطالما كرر أبواى أن الموت سيأخذها كما أخذ أبويها فهى جالبة للموت ، أبعدتها عنى بقسوة وأنا أصيح بها ، دموعها التى أغدقتها من أجلى ، أصبحت تغدق من عينيها من الآلام التى سببتها لها ، ومنذ هذا اليوم وهى تخشانى وعندما كبرت أصبحت تتجنبنى ، حتى صارت مليكتى .. نتبدع فى إيلام بعضنا ، لكن شعورى بفقدها غير كثيرا ، إذا كنت سأحرم منها كمليكة لقلبى ، فلن أحرم نفسى صداقتها .. ضحكاتها .. إبتسامتها .. فليعن الله هذا القلب على التحمل .
.................................................. ...........
- يالا بقى أتكلمى .. لعب ولعبنا أكل وأكلنا .. يالا بقى مالك ؟!
نظرت حولى فى حرص لم أجد أحد لقد أختار لنا مهاب طاولة بعيدة منعزلة لأتمتم مرتبكة :
- إلى حصل بس موتر أعصابى .
- أهنو فيهم .. متنسيش أنى كنت موجود وجدى حكالى كل حاجة بعد مضغط عليهم متخبيش حاجة .
صمت مترددة ثم إستأنفت كلامى .. فهو صديقى ورفيقى الوحيد موضع ثقتى :
- كل حاجة يا مهاب قولى إحساسك إيه وأنت فاجأة تقوم من النوم تعرف أنك حفيد ساحرة وعندك قدرة أنت مش عارفها بس عندك وأن أقرب الناس ليك كدبو عليك .
قاطعنى بصرامة :
- علشان يحموكى يا زيزى .. علشان يحموكى.
- طيب وأنا ومشاعرى أنت متخيل كل دا .. وحاجات غريبة بتحصلى .
نظر إلى بحرص :
- إيه إحكيلى .
- وجدى بيحكيلى عن بابا وماما أنا شفتهم كأنى كنت معاهم مشاهد من حياتهم مش صور دى مشاهد حية وحتى لما حكالى على إلى حصل من القبيلة . عاودتنى تلك المشاهد تعصف بقلبى ألما لتنحدر دموعى تناغمها قطرات المطر التى هطلت فاجأة .. لأفوجئ بهماب :
- مش ملاحظة أنك كل متعيطى الدنيا تمطر .. أرحمى البشرية .
- دى كانت موهبة جدة ماما شكلى طلعت زيها .. أنا حاسة أنى فى حلم ولا فيلم فانتازيا ولا بنقرا رواية رعب .. كنت تتخيل فى يوم من الأيام أنك تعيش أسطورة .
- يعنى حلو !!
- لا طبعا .. أنا شفت ماما يوم وفتها وهيا ..وهيا بتعمل تعاويز علشان تنقذنى .. شفتها زى منا شيفاك كدا وشفت سعادتهم مع بعض .. أنا شفتهم يا مهاب كأنى كنت معاهم .
- جدى قالى أنه أدالك المذكرات بتاعه مامتك قرتيها ؟!
- قريت منها جزء قبل ما يحصل إلى حصل فى الهرم وإمبارح قفلت على نفسى وخلصت قرايتها كلها .
نظر إلى مفكرا :
- طيب فهمتى ليه القدرة أتنقلت ليكى دلوقتى.. إشمعنى دلوقتى ؟! جدى قال أنها بتنتقل وأنتى عندك18 ليه دلوقتى .
- كان فيه جملة مكتوبة بلغة غريبة على جلدة المذكرات شفتها بالصدفة لأنها مكتوبة مش تبان بسهولة ، هيا إلى فهمتنى ليه .
تعلقت عينيه بعيناى متسائلة:
- جملة إيه دى .
- " تضيع القدرة بموت صاحبتها إلا إذا تدخل السحر تنتقل للوريثة فى نفس سن والدتها عندما فارقت الحياة "
ورأى الألم يعصف بهم ليتحول صوتى همسا مكملة :
- ماما لما ماتت كان عندها 26 سنة و100 يوم .. وعلشان هيا ماتت وهى بتعمل تعويذة أن مفيش ضرر يمسنى كل الضرر يروح ليها فماتت بسبب السحر .. وأنا انتقلتلى القدرة وأنا عندى 26 و100 يوم عرفت ليه .
- ياااااه معقولة ... طيب عرفتى حدود القدرة دى ولا لا ؟!
- ماما كاتبة أن جداتى منهم الى أتحكم فى الطبيعة ومنهم قارئ الأفكار ومتنبئ بالمستقل ومنهم إلى تعيط الدنيا تمطر وجدتى كانت تزرع أى حاجة تزهر .. إيدها كانت خصبة على التربة .. أنا مش عارفة .
- لا احنا عرفنى انك لما بتعيطى بتغرقينا وكمان مشاهد الماضى .. بس السؤال هل دا ممكن تعمليه لأى حد ولا علشان دول باباكى ومامتك .
- مش عارفة يا مهاب .. مالك متقبل الموضوع كأنه عادى !!
- مش حكاية عادى .. بس لازم نفكر بعقلانية الموضوع بقى واقع ملموس خلاص لازم نفكر هنعمل إيه .. وأنتى لغاية دلوقتى مقلتليش طلعتى إزاى من المقبرة ؟! .
- أمت .. أستدعاه أوزوريس خوف الأتنين الرجالة إلى نزلوا وبعدين أختفى لما صرخت .. كان هيفترسهم صرخت جامد أنه يقف فأختفى كل حاجة وأخدت الكشاف وسألتهم على طريق الخروج وطلعت .
النظرة المتفاجئة التى علت وجهه أخرجت الضحكات من فمى دون قصد منى لأكتمها بيدى :
- أنتى عاوزة تفهمينى أن أوزوريس كان معاكى تحت .
- آه .
- هيا مقبرة أوزوريس آه بس مش للدرجادى .
- منا حاولت أفهم كتير ومعرفتش .
- بصى خلينا منطقيين فكرة ظهور أوزوريس دى غير منطقية نهائى .
- يعنى إلى بيحصل يامهاب دا منطقى . "قاطعته ساخطة " .
- مش الفكرة بس ظواهر مادية .. لكن ظهور شخصية أصلا مش موجودة دا إلى مش منطقى عارفة لو حد من الملوك الفراعنة كنت قلت أنك أستدعيتى روحه زى الأفلام .. بس دا شخصية أسطورية وأمت أكبر دليل هو فيه حيوان كدا .
- بس أنا شفته .
- طيب شوفتى أوزوريس ؟!
- لا كان صوت بس .
- أنا بقول أن عقلك أتعرف على المقبرة وهو إلى صورك دا .
- بس إزاى دا كان واقعى أوى . " تحدثت متعجبة من كلماته ".
- زى المشاهد إلى شفتيها لأهلك ماهى واقعية عقلك إلى صورهالك .. كدا يبقى أنتى ممكن تجسدى أى فكرة فى دماغك على الواقع وكمان غيرك يشوفها ويسمعها بدليل لما صرختى أن إمت يتوقف أختفوا .
نظرت إليه متعجبه .. بل متفاجأة أيهلوس .. ليدعم نظريته :
- طيب جربى .. غمضى عنيكى تخيلى مثلا كتاب وصف مصر .
تلونت المفاجأة بالإستغراب من كلماته :
- أنت حتهزر ! .
- جربى بس . " قالها متلحيا " .
- طيب أشمعنا كتاب ؟!
- علشان الفضايح .
نظرت إليه بغير إقتناع ولكنى سأجرب .. أغمضت عينى وأنصت لتعليماته :
- غمضى عنيكى .. وتخيلى كتاب وصف مصر بصفحاته وغلافه أنتِ قريتيه عشرات المرات .. ركزى أكتر ركزى فيه .
فتحت إحدى عيناى .. لم أجد أى شئ على الطاولة ونظرة الخيبة تطل من عينيه .. لتتعالى ضحكتى :
- عاملى فيها سيجموند فريد .. كفاية تحليل نفسى بقى .. يالا نكمل لعب .




يتبع

[الفنانة مروة]

ترددت كثيرا وأنا أقترب من غرفة المكتب ، لابد أن أحادث جدى ، لا بد أن أستوعب كل ماحدث دون إنفجارات عاطفية .. طرقت الباب طرقات خجولة وفتحته متردده الخطوات .. منحنية الرأس فلا أريد تذكر آخر كلمات قد ألقيتها بوجهه عندما صعد إلى ليطمئن على حالى بعد أن أعادنى مهاب وأكرم إلى البيت ، صحت فيه كالحيوان الجريح " أنا مبقتش أصدقك .. كل حاجة كانت كدب ، مبقتش عارفة حاجة " ليحاول تهدئتى لأنفض يده بعيدا عنى .. لابد أن أحادثة فهو شريان حياتى .. رفعت رأسى أتوقع رؤية رأسه الأشيب منكب على أحد كتبه وبدلا من ذلك طالعتنى عيون النسر .. كما كنت ألقبه .. أسرعت بالمغادره لا أريد التحدث معه ليوقفنى صوته :
- إيزيس من فضلك متمشيش .
لم ألتفت إليه حتى ليصله صوتى الساخر :
- فيه إيه يا أستاذ أكرم .. نسيت النهاردة تسمعنى كلامك الرقيق .. ولا فيه كلام نسيت تقولهولى الصبح وأنا بشكرك .
أمسكت يده بكتفى .. لم أشعر متى تحرك من خلف المكتب .. ليهمس :
- لو سمحتى عاوز أتكلم معاكى .
عاندته بطفولية :
- طيب وإذا مسمحتش .. هتكلمنى بالعافية .
- مقدرش أفرض عليكى حاجة .
ثم ترك كتفى مبتعدا .. أحترت فى أمره .. لكن الفضول غلبنى .. وأمل صغير غذا روحى حاولت السيطرة عليه .. بوجه متصلب .. جلست أمامه منصته :
- نعم أتفضل .
دارت عينيه فى الغرفة ثم أستقرت على ليأتى صوته غريبا أجشا :
- حبيت أعتذر عن كلامى معاكى .. وعن أسلوبى فى المعاملة معاكى .. أحنا ملناش غير بعض .. وأنا سمحت للعند الطفولى دا يدخل ما بينا بدل ما نبقى أصدقاء .. مش عارف إذا كنت هتقبلى عرضى ولا لا .. بس أنا أتمنى أننا نبدأ من جديد .
حالة من الجمود أنتابتنى أهذا أكرم الذى يتحدث .. أم أنها هلاوس قدرتى أم أننى أحلم .. هل يعتذر لى .. ويطلب صداقتى ..لا أنها حلم .
أدرت رأسى يمينا ثم يسارا ثم أغمضتهما .. ليبتسم لى .. أنه يعرف الإبتسام :
- مالك ؟! مستغربة ليه ؟!
- هو أنت متأكد أنك فى كامل قواك العقلية ؟!
تحولت تلك البسمة لضحكات رنانة .. من هذا الذى تقمص شخصية أكرم .. لكنه عذب أريده دائما ^_^ :
- أيوة أنا بكامل قواى العقلية .
- إيه إلى غيرك كدا؟!
لونت الحيرة سؤالى .. لألاحظ تماوج المشاعر فى عينيه قبل أن يغلقهم لثوان لتختفى كل شئ كأنها هلوسة من هلوساتى :
- يعنى كدا وحش !
- لا.. بس أكيد فيه سبب . سألته بإلحاح .
- لما ضعتى من يومين عقلى صورلى كل حاجة وحشة فى سينريوهات مش هتخلينى أنام سنة قدام .. وندمت أنى أزاى كنت بعيد وسخيف معاكى وأنا الكبير يعنى المفروض أكون متواجد دايما علشانك .."إزدادت إبتسامته ".. علشان كدا قررت نبدأ صفحة جديدة طبعا بعد موافقتك .
تذكرت كلماته هذا الصباح وأنا أعتذر منه ليتغض وجهى .. ليسارعنى فى القول :
- عارف هتقولى إيه وأنا آسف فعلا .. يمكن الطبع يغلب التطبع وأنا لسانى سبقنى بجد بعتذرلك .. يارب تقبلى إعتذارى زى ما أنا قابلت شكرك .. وأكيد مفيش شكر بينا .
عم الصمت طويلا وأنا أتأمله فى صمت وكلامه يدور فى عقلى .. ولكن لما لا ؟! .. لتتسع إبتسامتى بسعادة :
- وأنا قبلت أنا ديما أتمنيت كدا .. خلاص صفحة جديدة .
ومددت يدى له لتحتضنها يده بدفئ .. جعلت الحرارة تغذو وجهى ..لأسحبها ضاحكة :
- توثيق الإتفاق أعزمنى على أيس كريم بقى .. ونتصور وأحنا بنوثق إتفقنا .
أنارت الضحكة وجهة ليهتف :
- أتفقنا .
تركت الغرفة مسرعة مما شعرت به فمجال جاذبيته قد إخترقنى لست مستعدة لهذا .. وقبل أن أنصرف تذكرت شئ لإلتفت إليه قائلة :
- على فكرة أنا كنت بحبك أوى وأنا صغيرة كنت بالنسبالى بطلى..وكنت بستنى الإجازات بتاعتك من المدرسة بس أنت كنت دايما تبعدنى وتخوفنى منك .. بس خلاص كل دا بقى ماضى المهم دلوقتى .
لمعت عينيه بألم لثوان .. ليختفى كما ظهر حتى إعتقدت أننى تخيلته ليقول بهدوء :
- فعلا المهم دلوقتى .
أسرعت خارج الغرفة وبسمته تطاردنى .. وفاجأة دب الندم فى عقلى كنت أفضله فظا .. فهذه المشاعر لا أعرف كيف أتعامل معها .. وأنبنى عقلى وماذا عن مشاعرى الأخرى .. أحترت فى أمرى .. فأسرعت عدوا للحديقة لأصطدم بجدى يوسف .
كل شئ تبخر من عقلى إلا هو .. وكلماتى تتكرر .. نظرت له خجلا من أفعالى ..ليمد يديه إلى راغبا فى إحتضانى .. سعيت إلى حضنه حيث الأمان والدفئ وعلمت أن كل ما تحدثت به ماهو إلا هراء .. كيف أشعر أننى غير محبوبة وفى ظهرى يقف جدى حاميا محبا لى .. مهما فعل فأنا واثقة أنها لأجلى .. فهو شريان حياتى .. أنهمرت دموعى .. وظلت يديه تربت على ظهرى وتمسح على شعرى بحنو .. لأعود طفلة صغيرة تتلمس الدفئ .
- متزعليش منى يا حبيبتى .. مكنتش عاوز أسببلك الوجع بكل إلى حصل فى الماضى فكرته أنتهى .. خفت تضيعى منى .. أنتى السبب الوحيد إلى مخلينى أتمسك بالحياة .
تشبثت به أكثر ودموعى تبلل قميصه :
- أنا آسفة ياجدى مكنش لازم أقول كدا بس إلى بيحصل أكبر منى .
قاطعنى هامسا :
- حبيبتى نتكلم فى مكان تانى المهم أنك بين إيديا أوعى تسيبى جدك العجوز تانى .
- أبدا أبدا يا جدو .
.................................................. ...............................................
- يالا يا زيزى هنتأخر على المطار .
تعلقت برقبة جدى محتضنة إياه فهو سيظل فى مصر لينهى بعض الأعمال .. ليردد لجدى يونس :
- خلى بالك من زيزى يا يونس .
- أنت هتوصينى عليها دى فى عنيا .. يالا يا حبيبتى علشان أكرم ومهاب مستنيين تحت .
سرقت قبلة سريعة من وجنة جدى وأنا أسرع للأسفل حتى لا يقتلانى من تأخرى .. سنعود اليوم إلى لندن بعد أن علمت أن تم قبول أوراقنا فى تلك المسابقة ، فقد تخطينا المرحلة الأولى وعلينا تخطى الثانية وهى المقابلةالشخصية والإمتحان التحريرى .. سعدت بهذه الفرصة رغم قلقى من كل الأحداث لكنى لن أضيع فرحتى .. صعدت السيارة مع جدى يونس .. ليتحرك السائق سريعا يلاحقنا أكرم ومهاب .. وفى المطار أنتهت معاملاتنا سريعا خاصا أننا نحمل جواز السفر البريطانى .. وبعد الإنتظار فى صالة رجال الأعمال .. نودى على الخطوط البريطانية فى رحلتها من القاهرة إلى لندن .. أمسكنى جدى من يدى ونحن ندخل فى الممر لدخول الطائرة قائلا :
- أقعدى أنتى جنبى يا حبيبتى .. مش هقد جنب واحد فيهم طول الرحلة علشان ينام ويشخر ويزعجنى .
كتمت ضحكاتى ومهاب ينظر ساخطا بينما أبتسامة هادئة تزين محيا أكرم :
- بقى أحنا بنشخر يا جدى .. أمال السينفونيات إلى حضرتك بتعذفها إيه !
- شش ولد .
أسكته بنظرته قبل أن تقبل علينا المضيفة لترشدنا لمقاعدنا .. أسرع إليها مهاب ضاحكا يتبادل معها كلمات بسيطة ونظرات كثيرة .. ليسمع صوت جدى ساخطا :
- الولد دا مش عاوز يعقل أبدا .
أستوينا جالسين فى مقاعدنا .. والطاقم فى حركة دئوبة قبل موعد الإقلاع .. وقبل أن أغلق حزام مقعدى أنتبهت على يد جدى :
- زيزى ناديلى مهاب عاوز أقوله حاجة قبل ما الطيارة تطلع .. وأقعدى مكانه لحد ما يرجع علشان منزحمش الممر .
أستغربت طلبه لكنى قمت ألبيه.. طالعتنى نظرات أكرم ومهاب :
- مهاب جدو عاوزك فى حاجة كلمه قبل الطيارة متطلع وأنا هقد هنا لحد ما تيجى .
فك مهاب حزام مقعدة مستغربا ليسرع لجدى .. جلست مكانه بجوار النافذة .. لا أعرف ماذا أفعل رغم الهدنة السائدة بينى وبين أكرم إلا أن من الصعب أن نكون بالتلقائية التى بينى وبين مهاب .. تمتم بهدوء :
- لسه بتخافى من إقلاع الطيارة زى ماكنتى صغيرة .
نظرت له بإستغراب أنه يتذكر لأبتسم على مواقفى التى لاتحصى فى الطائرة :
- قول لسه بترعب .. طبعا أنا بحس أن قلبى هينفجر وهيا طالعة .
- لا أتشجعى كدا دا بس تأثير الضغط الجوى .
( على السادة الركاب برجاء ربط الأحزمة للإقلاع )
قاطعت كلامنا صوت المضيفى الشجى .. فحاولت الوقف لأعود لمقعدى لتشير إلى بالجلوس وربط الحزام :
- متخفيش مش هاكلك وتقدرى تغيرى مكانك لما الطيارة تستقر ونقدر نفك الحزام .
أنحنيت أربط حزامى وأنا أشعر بالسخافة .
بدأت الطيارة بالتحرك .. لتزداد ضربات قلبى .. والعرق ينبض على جبينى .. لمسه يد نبهتنى .. فإذا بيد أكرم تغطى يدى الممسكة بذراع المقعد .. شتت إنتباهى قليلا ليأتينى صوته هادئا مطمئنا :
- إحكيلى بقى .. إيه أكتر حاجة بتحبيها فى التاريخ .
رددت بتوتر وإهتزاز الطائرة يزيد توترى :
- الأساطير .
ربتت يده على يدى لأطمئن فأنزلت عينيها إليها ثم رفعتها لتقابل عينيه :
- طيب إيه أكتر أسطورة بتحبيها !
صمت قليلا أجمع الكلمات :
- أسطورة آلهة الأولمب عند الأغريق وبالذات أفروديت .
- آله الحب والخصوبة .
- آه برغم أنها كانت بتمنح الحب إلا أنها أتعذبت بيه وكانت بتعذب الناس بيه .
- إزاى أشرحيلى .
- الأسطورة بتقول أن كان فيه نحات أسمه بجماليون كان بينحت تمثال لأفروديت علشان يقدمه قربان ليها لكنه نحت بنت رائعة الجمال فتاة أحلامه وقع فى حب التمثال وبقى بيصلى لآلهه الأولمب أنها تتحول حقيقة .. ومنحته أفروديت دا وحولت التمثال لبنت أسمها جلاتيا .
- طيب دى منح الحب أزاى كانت بتعذب بيه ؟!
- كان فيه واحد أسمه نرسيوس كان مفتون بنفسه وديما بيرد أى بنت تعبرله عن حبها جات حورية أسمها إيكو وعبرتله عن حبها بس رفضها بقوة إيكو دى هيرا قطعتلها جزء من لسانها علشان رغاية ههههههههه هبقى أحكيلك ليه بعدين .. المهم نرسيوس كان ماشى فى الغابة بص على بحيرة ماية شاف وش فى الماية وقع فى غرامة فضل جنب الماية دى مفكرها حورية مبقاش ياكل ولا يشرب ولما نزلت دموعة أتكرت الماية وأكتشف أنه وقع فى غرام صورته ودا كان عقاب أفروديت ليه أن كان بيرفض الحب بقسوة .
- بصى خلاص الطيارة أستقرت وعلامة الحزام أنطفت .
نظرت حولى بزهول لقد أصرف ذهنى عن التفكير فى الإقلاع لقد إسترسلت له فى الأساطير حتى نسيت ما حولى :
- شكرا يا أكرم .. أنك شغلتنى عن طلوع الطيارة .
أبتسم بهدوء كعادته :
- لا الشكر ليكى أنى عرفت المعلومات الحلوة دى .
- يالا ياهانم روحى أقعدى مكانك .. علشان هو تقريبا طردنى .
ضحكت على الوجه الطفولى المرتسم على ملامح مهاب وأستقمت من جلستى عائدة إلى مقعدى .
.................................................. ............
- إيه عملتى إيه ؟!
أنتظرت زيزى كثيرا حتى تنتهى من المقابلة الشخصية فاليوم يوم صعب .. علينا إجتياز هذه المرحلة لنستطيع الوصول إلى المسابقة الفعلية .. لم ترد على لكن السخط كان ينطق من كل قسمات وجهها :
- الإمتحان كان صعب .
- لا .
- معرفتيش تردى فى الإنترفيو .
- لا .
- أمال إيه ؟!
- برفيسور ويليام . قالتها بكراهية وسخط بالغين .
- ماله ؟!
- ساب كل فروع التاريخ واللغات القديمة وسألنى " ماذا تعنى إيزيس ؟!" .
- بتتكلمى بجد ! .
- آه والله .
- طيب قولتيلوا إيه ! .
- قلتله أنها زوجة الآله أوزوريس آله الموتى وهيا كانت ربة القمر والأمومة عند القداماء المصريين .
- طيب ماهو تمام أهو ليه بقى إلى أنتى فيه دا ؟!
صمتت قليلا لترد بعنف :
- ماهو لا دا عاوز معنى الكلمة .. كان بيستهزء بيا أنت عارف أنه بيكره جدو يوسف قد إيه .
- أنتى عملتى إيه ؟!
- قلتله أن ايزيس اصلها فى الهيروغليفية إيسيت ومعناها المتربع على العرش وبتتقال حيزيت من الفعل حاز يعنى المبصرة أو الكاهنة والعرب سموها Isis و مرجع الأسم الى هو حيزيت الى معناه المبصرة او الكاهنة وهيا كانت ربة القمر والأمومة عند القدماء .
- طيب الحمد لله أنك عارفة كل دا .. أحنا بتوع حفريات مالنا بالكلام دا .
- أنا معرفش المعنى جه فى عقلى أزاى أصلا بس إلى غاظنى بجد أنه بصلى بإستهزاء كدا قبل مطلع إنسان لا يطاق بجد .
- خلاص بقى يا زيزى أضحكى .. متنسيش عندنا حفلة ..
- حفلة ؟!
- آه إدورارد وباقى الجروب بتاعنا زمايلنا فى الكلية شفتهم النهاردة فقررنا نخرج بحسبك شفتى حد فيهم وقالك .
- طيب هتبقى فين والساعة كام .
- هتبقى فى النادى اللاتينى الساعة 8.
- طيب .. مش يالا نروح بقى .
- لا أنا حروح لعادل صاحبى علشان من يوم مفتتح الكافية والمطعم بتوعه مرحتلوش .. نتقابل فى البيت يا زيزو ونروح سوا .
تركتها مسرعا لسيارتى .. لأقابل صديقى الذى أحتفى بى بسعادة وهو يرينى مشروعة بفخر فقلت له مداعبا :
- كلثوميات .. دا أسم يطفش الناس دا أسم دا .. وكمان مشغل أغانى الست المملة دى أنا مش هجيلك تانى .
رد على حانقا :
- صدق أنك معندكش ذوق .. دى أم كلثوم علامة فارقة .. وبعدين المطعم بيقدم أكل مصرى عاوزنى أشغل إيه .
- شغل الأغانى العجيبة الى كنت بسمعها بيشغلوها فى مصر أغانى غريبة جدا .
تعالت ضحكاته وقد فهم أنها دعابة " أخيرا لطالما كان بطئ فى فهم دعاباتى " :
- تقصد الشعبى .. لا أنا عاوز مكانى يبقى راقى .
- بس بجد ذوقك حلو جدا .. مبروك عقبال ما يبقوا سلسلة مطاعم .
- يارب يسمع منك ربنا .. يالا أقعد ندوقك قهوتنا .
- لا أنا لازم أروح علشان أنام شوية عندى عزومة بليل .
- عزومة إيه يا دنجوان أنت . قالها وعينيه تلمع بالخبث .
- لا مش إلى فى بالك دا زمايلى أيام الدراسة اتجمعنا وقلنا نعمل حفلة صغيرة على قدنا لم الشمل يعنى .
- أها قول كدا .. وأزى بنت عمك زيزى .. كويسة الحمد لله .
- عقلت شوية ولا لسه زى ما هى .
- زى ماهى .. معلش همشى بقى علشان المفروض هروح معاها بدل مطلع جنانها عليا .
- أيوا يالا إلحقها .. سلام .
خرجت مسرعا من المطعم .. ولم أنتبه أن أحدا يمر أمامى لأصطدم به سريعا .. فإمتدت يدى تمسكه حتى يحافظ على إتزانه فأنتبهت للجسد الأنثوى الرقيق الذى تمسكه يداى و الشعر الحريرى القصير الذى غطى معالم وجهها .. لأتمتم بكلمات الإعتذار :
- أعتذر بشدة لم أنتبه .
وقبل أن تتحدث إنزاحت شعرها القصير عن وجهها مظهرا لى ملامحها لأهتف بصدمة :
- جيداء .






أنتهى الفصل

قراءة ممتعة أتمنى أعرف آرائكم
إلى اللقاء يوم الجمعة الساعة 1 بإذن الله
وبكدا مواعيد التنزيل الثلاثاء الساعة 6 والجمعة الساعة 1

[الفنانة مروة]

تسجيل حضور ^_^
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 10 والزوار 1)
‏الفنانة مروة*, ‏سما نور 1+, ‏نبيله محمد+, ‏nada alaa, ‏انثى الهوى, ‏الحب الأول, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏سلام12+, ‏عاشقة ز, ‏نـور محمد

منتظرة أعرف آرائكم ^_^