عـفاريت أفـكـارى *مميزة*

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[الفنانة مروة]

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[الفنانة مروة]

الفصل السادس :



- لقد أتيت .
تجمد الجميع وهذا الهمس يتكرر فى آذانهم .. لم يستطع الجد يوسف تحمل ما يحدث أمامه ليمسك بيده اليمنى كتفه الأيسر وهو يجاهد لإلتقاط أنفاسه قبل أن تتلقاه يدا أكرم وعينيه مشتته بين القابع بين يديه يجاهد لإلتقاط أنفاسه وبينها " حبيبته " نائمة مسلوبة الإرادة ولا يعلم من أتى؟ .. وبين جمود جده يونس وشقيقه وعينيهم لا تبارحان إيزيس .
جاهد يوسف للتغلب على ضعفه وأكرم يضع الحبة الصغيرة تحت لسانه .. ليسند جسده على الحائط محررا أكرم .. الذى قد إحمرت عينا بلهيب غضبه .. لتخرسهم المفاجأة .. فإذا بجسد زيزى يرتفع من على السرير مثل ما يحدث فى عروض السحر .. مستسلمة لما يحدث لها .. مرتفعة حتى سقف الغرف .. تعلقت عيون الجميع بها فى صمت وذهول .. ليلتف جسدها فى وضع الوقوف وعينيها تفتح وإبتسامه تعلو شفتيها قائلة بثبات بالأسبانية :
- لقد أتيت .
هبطت فى سمو أمامهم تطالعهم بنظراتها الفضولية لتلتف فاجأة إلى أنطوان .. تعلقت نظراته بالأرض أهو خجل أم تواضع .. لترفع يدها تجاهها وأصابعها الخمس تشير إليه.. لتديرهم قبضه وإذا بوجه أنطوان يتغضن من الألم وهو يمسك صدره لتطوح يدها بقوة تجاه الحائط ليطير جسد أنطوان ملتصقا بالحائط وهو لا يستطيع إلتقاط أنفاسه .. ليأتى هذا الصوت الغريب عن صوت زيزى :
- لماذا حضرتنى .. أتظن أننى سأذى حفيدتى .
ويدها تزيد فى قبضتها .. حتى تلون وجه أنطوان من شدة آلامه .. جاهد للتنفس .. جاهد للتكلم ليقول بصوت مقطوع الأنفاس من آلامه :
- أ..أس.. أستدعيتك جدتى ..لكى ..لكى تنقذى .. أبنتى .. وحفيدتك .
نظرت بتساؤل والغموض يعتلى قسماتها :
- أنقذهم مما ؟!
أشتدت الآلام على أنطوان فسالت الدموع من عينيه حتى كاد أن يفقد الوعى فتدخل أكرم بصوت ثابت :
- أيا ما تكونى أتركيه لنعرف الحقيقة .
أسقطت زيزى يدها بجوارها ليتهالك أنطوان على الأرض وهى تستدير ببطئ وإبتسامة كبيرة ترتسم بخبثت على محياها وعينيها تقابل نظرات أكرم الغاضبة .. أخذت تقترب ببطئ .. فتخطت دائرة الحماية .. لتقف أمامه :
- من أنت لتوجه لى أنا هذا الكلام .
مع كل كلمة تنطقها وعينيها تلمع بشرارات حقيقية .. دب الرعب فى أوصال الواقفين .. إلا أن أكرم وقف بثبات يجابه غضبها هاتفا بعنف :
- لا يهمنى من أنتِ .. ولكن تهمنى من أحتتلت جسدها .. ولا بد أن نعرف أى خطر يداهمها إذا لم يكن أنتِ الخطر .
أختفى التهكم والخبث ليحل محله نظرات أمومية .. أستغربها أكرم لتقول بحنان :
- أنت تحب حفيدتى .. يظهر فى عينيك .. لا تخف لن أذيها .. فأنا جدتها ماريا باخوس .. لكن لابد أن أعلم لماذا حضرنى حفيدى الآخر .
قالتها وهى تدير رأسها تجاه أنطوان .
- لقد حضرك حتى تكتمل الطقوس هنا .
جاء صوت مهاب مترددا بعض الشئ .. لتشتعل عينى زيزى صائحة :
- أى كذب هذا .. لا يمكن أن يحدث لابد أن تتم الطقوس فى نفس الموقع الذى تتم فيه .
توجهت الأنظار جميعها تجاه أنطوان .. ليستجمع قواه وهو يقول بصوت حاول جعله ثابتا :
- لقد كذبت أخبرتهم أن عجوز القرية قالت لى انه يمكن أكمال الطقوس فى أى مكان لكن ليس هناك عجوز قرية فى الأساس ولكن كان على تحضير روحك يا جدتى .
سكت يلتقط أنفاسه .. ووقف يوسف بعاونه يونس شقيقه .. يحاول أن يستوعب أن من تقف امامه ليست حفيدته الحبيبة .. لتصرخ زيزى بأنطوان تدب الرعب فى أوصاله :
- إذن لماذا حضرتنى ؟!
قال أنطوان سريعا :
- لتنقذى أبنتى .. وحفيدتك كما قلت .. لقد لعنتك جدتى مارى أبنتى إيزابيلا بلعنة سيكتوسمبرا ( عندما سمعت الجدة هذا الأسم تغضن وجه زيزى الجميل ) ليكمل .. لعنتها لترغمنى على إقناع وريثتك إيزيس بالحضور لأسبانيا لتطبيق الطقوس بعد أن .. بعد أن .. ألقى لعنة أمبريو على إيزيس .
- ماذا ؟!
هتفت الجدة متفاجأة ليأتى صوت أكرم متسائلا :
- ماهى لعنة أمبريو .
أكمل أنطوان حديثه موضحا :
- أنها لعنة التحكم .. على أن أجعل زيزى تشرب مياه بها تلك التعويذة وقد أعطتنى هذه الماء .. لكى تسلب إيزيس قواها بعد إكمال الطقوس ولا تستطيع الرفض .. فتنازلها عن قواها يعنى .
- موتها .
جاء صوت الجد يوم صادما وقد جمدت تعابير وجهه من كل هذا المؤامرات ..
- أكمل . ( قالتها الجدة لأنطوان وقد غشاها الغموض )
- لهذا فكرت إذا حضرت وحضرت روحك جدتى فأنك ستسكنين جسد إيزيس بسبب الرابط بينكم ويمكنك وقتها إنقاذ ابنتى وإنقاذ إيزيس من جشغ جدتى مارى .. فأنا لا يمكن أن أتسبب فى أذية إنسانة بريئة لا ذنب لها .. كما أننى لا أثق بها .
.............................................
- أهدى شوية يا أكرم وترتنى .
لم أستطع تمالك أعصابى وقدماى تنهبان أرض الصالون ذهابا وإيابا .. فإزداد غضبى إشتعالا من كلمات مهاب :
- أكرمنا بسكاتك أنت مش عارف جايب الهدوء دا كله منين .. انت غريب .
ابتسم فى وجهى بهدوء .. لقد أردت أن أضربه لأمح هذه البسمة المستفزة قبل أن يقول :
- العصبية مش هتحل حاجة لازم نهدى علشان نفكر .. ومالك ياعم من اسبوع واحد كنت قالب تلج متحرك دلوقتى بقيت بركان سبحان الله مغير الأحوال .
- يعنى أنت عاوز دلوقتى إيه يعنى . (قلتها بتهديد لتزداد إبتسامته أكثر )
- لا مش عاوز حاجة .. آدينا مستنين نتيجة الإجتماع المغلق .
طالعت باب غرفة المكتب حائرا مما يحدث لأخرج تسائلى لأخى :
- هو ليه جدو يونس وجدو يوسف أجتمعوا بيها لوحدهم والبتاع إلى اسموا أنطوان دا هو أحنا يعنى لازم نكون آخر من يعلم .
- لا يا أستاذ علشان حضرتك فى لحظة هتنقض على أنطوان وتنزل فيه ضرب .. باين فى عنيك جدا.. علشان كدا جدو قال بلاش وعموما هما هيقولولنا كل حاجة .
تهاويت على المقعد بجوار شقيقى وعقلى يكرر هذه المشاهد تكرارا حتى أحسست أنى سأصاب بالجنون .. لم أستطع إنقاذها .. هل ستظل هذه الروح قابعة بجسدها .. وماذا عن المخاطر المحدقة بها .. لا أعلم أكاد أجن وأنا أشعر بالعجز .
- إيه يا ولاد مالكم قاعدين كدا ليه ؟!
- بابا ؟!
خرجت منى بإندهاش وأنا أستوعب أن ابى معنا فى الغرفة بقامته المديدة ليتدارك مهاب الموقف سريعا :
- الحمد لله على سلامتك يا بابا .. ماما وتسنيم جم مع حضرتك ؟!
- طبعا يا ذكى جم معايا أمال هسيبهم فى القاهرة .
ثم نظر جلال يمينا ويسارا مكملا :
- أمال فين جدودكم ثم أكمل مستخفا : والست زيزى .
قاطعته سريعا :
- فى أوضه المكتب يا بابا .. أصل جه واحد قريب طنط ليلى مامه إيزيس فهما معاه فى المكتب .
ثم تقابلت نظراتى مع أخى سريعا دون أن يلاحظ أبى ليقول :
- طيب هروحلهم المكتب .
- لا خلى حضرتك هنا أنا هناديهم .
أسرع مهاب بعد أن انتهى من جملته لغرفة المكتب خوفا من أن يسمع أبى أى كلمة .. فتكون العواقب وخيمة .
............................................
- إذن الحل أن نسافر سريعا لأسبانيا لأكمال الطقوس وأنت فى جسد إيزيس .
قالها يونس دون إقتناع ليأتيه صوت الجدة بثبات :
- نعم أنه الحل .. وهكذا استطيع إنقاذ إيزابيلا أبنه أنطوان وإنقاذ إيزيس أيضا .. ولكن لابد أن يتم سريعا فلا استطيع أن أظل فى جسدها أكثر من ثلاث أيام .. فبهذا سأحدث خللا كبيرا وسأفتح بوابة للشر .
- ولكن كيف مازلت تتمتعين بقواك السحرية ؟!
سألها يوسف وهو يحاول إستيعاب ما حدث ومازالت آلام بسيطة تنبض فى يسراه
- تلك القدرة التى أورثتها لإيزيس هى قدرة سحرية .. حولت سحرى لقدرة سلمية حتى أحافظ عليها وأمنع عن بناتى شر الساحرات .. ولكن يمكن تحويلها لقوى سحرية كالماضى ولكنى أنا من يعرف كيف .. لم أسجل فى كتبى كيف ولن أخبر أحدا .. فها هى قدرة ويتهافت الجميع على دحر حفيدتى للإستيلاء عليها فما بالكم إذا كانت سحرا .
(مايحدث اليوم كثير .. كثيرا حقا كيف أستوعب أن من أمامى جسد حفيدتى وروح جدتها المتوفاة منذ قرون ) هكذا خاطب يوسف نفسه .. قبل أن يقتحم مهاب غرفة المكتب معلنا :
- بابا هنا .
إلتفت يونس إليها قائلا بهدوء :
- أبنى لا يعلم أى شئ عن قدرات إيزيس فلتحاولى التصرف بطبيعية ولا تثيرة الشكوك ( ثم إلتفت لأنطوان ) أما أنت ....
قاطعه مهاب :
- لقد أخبرهم أكرم أن قريب لإيزيس قد حضر لذا تجتمعون فى غرفة المكتب .. وأبى أراد أن يحضر لكنى أسرعت إليكم .
تواجهت جميع الأنظار فى إتفاق ضمنى قبل الخروج إلى الصالون ولكن .. يا ألهى كيف سنتصرف فى عدم معرفة الجدة للغة العربية .. فكر مهاب بتعاسة وهو يلحقهم .




يتبع

[الفنانة مروة]

كيف نستطيع أن نخرج من ذلك المأزق وقفت بجوار زيزى ( الجدة ) وأنطوان وأنا أراقب الإنفاعلات .. كنت موعوبا من أن يحدث شئ .. وقد إكتملت الجمعة بحضور أمى وشقيقتى .. أسرعت فى تحيتهم لأعود مكانى مرة أخرى وعيناى تبحث عن مخرج فى تساؤلات أكرم الصامتة حتى أتى صوت أبى مرتفعا :
- إيه يا ست زيزى .. مش هتسلمى علينا .. ولا نسيتى الأصول علشان قعدتى مع قريبك الغجرى دا .
حمدت الله سرا أنها لم تفهم كلمة ليسارع أكرم فى الرد على أبى ليلهيه قبل أن انحنى عليها :
- أبى يتحدث إليك .. لتقومى بتحيته .
نظرت إلى بترفع قبل أن تحرك رأسها بصمت وعيون أنطوان تراقب الجميع متوجسة .. ليأتى صوت أمى ساخرا كعادتها :
- إيه يا زيزى مش هتعرفينا على ضيفك . قالتها وهى تشدد على كلمة ضيف بإزدراء .
لأقاطعها :
- ماما هو مبيتكلمش عربى فمش هيفهمك أصلا وبعدين أكيد حضرتك تعبانه من السفر أطلعى أرتاحى أنتى وتسنيم وأصلا انا وزيزى وأنطوان كنا خارجين .
نظر أمى إلى زيزى وأنطوان بترفع قبل أن تصعد إلى الأعلى .. لم تفوتنى لمعه عينى زيزى قبل أن تغمزها بإبتسام .. لتتعثر أمى على السلم وتسقط كاسرة كعب حذائها .. لم أستطع تمالك نفسى من الضحك.. لتنتشر العدوى بين الحاضرين وأمى تتأجج غضبا من إحراجها .. ماذا لو علمت أن زيزى من فعلتها لها .. حاولت الوقوف مرة أخرى لتغمز زيزى ثانية فتسقط .
تعالى صوت أبى حانقا :
- قلتلك يا دلال متقليش فى الشرب .. يالا قومى كفاية لحد كدا .
أنحنيت بهدوء أهمس لها :
- من فضلك يكفى هذا .. أنها أمى .
ابتسمت لى بمرح قائلة :
- رغم أننى لم أفقه ما تقول ولكن لن أسمح أبدا أن ينظر أحد لصغيرتى نظرة إحتقار .
أستسلمت لأمرى لابد أن أخرجها من هنا :
- هل يمكننا الآن الخروج للحديقة على الأقل .. لنخطط ماذا سنفعل .
- بالتأكيد .
خرجت انا وهى وأنطوان للحديقة .. وأجلستهم فى مكان بعيد .. ليتحدث أنطوان إليها :
- حدثينى جدتى عن حياتك .
ابتسمت فى حنو قبل أن تبدأ:
- منذ أن عرفت الدنيا وأنا أعلم أن أمى تمارس السحر .. وأننى سأرث هذه القدرة منها .. وبين معشرنا نحن الغجر هذا كان فخرا لى .. فأمى حكيمة القبيلة .. وطبيبتهم .. لم تمارس السحر للشر أبدا .. حتى هذه المرة التى جاء أبى فيها مقتولا بعد أن تهجم عليه أحد رجال القبيلة وقتله يومها شعرت بالخوف منها وهى تتحكم فى هذا الرجل وتجعله يقتل نفسه أمام الجميع .. خاف منها الكل وأصبحنا منبوذين .. وعندما أتممت عامى الثامن عشر كنت شعرت بقوى السحر تسرى فى عروقى .. أسرعت لأحكى لها لكنها كانت جامدة فى مكانها وقد علمت أنها قد فارقت الحياة .. ( ثم نظرت لأنطوان قائلة ) : أمازلت تريد معرفة باقى القصة .
اتاها رد أنطوان سريعا .. وانا كنت مستمتعا بقصتها منصتا لكل كلمة لأرويها لزيزى بعد ذلك :
- بالتأكيد جدتى .
ابتسمت مكملة :
- ذات يوم كنت أسير فى الغابة فوجدت طفلة صغيرة مصابة وكانت تصرخ وتبكى بعد أن ألتوى كاحلها عالجتها .. ورجعت لأهلها يومها أتتنى أمها تشكرنى .. وبدأت علاقتى تعود مع أهل القرية .. وفى ليلة شتوية أتذكرها جيدا كان وقتها عمرى عشرون عاما .. أستدعتنى سيدة عجوز لأن أبنها مريض بشدة ويخافون أن يموت .. أسرعت معاها .. كان شابا فى 25 عاما عالجته وعندما فتح عينيه علمت أن قلبى لم يعد ملكى وبعدها بشهرين تزوجته وانجبت منه 5 فتيات .. لا أعلم لما لكن فى يوم استيقظت فيه ولم أجده .. وبعدها انهالت المصائب على رأسى حتى اقتحم ديوان التفتيش بيتى ليحاكمونى بتهمة السحر .
- ياه يا جدتى لقد رأيتى كثيرا فى حياتك .
قالها أنطوان متأثرا لترد عليه بهدوء :
- نعم ولكن كل لحظة عشتها كنت أعرف قيمتها جيدا .
قاطع جلستنا مجئ أكرم والعزم مرسوم فى عينيه :
- سنطير إلى أسبانيا غدا صباحا .
نظرت إلينا بإستغراب :
- ماذا نظير ؟! كيف ؟! أعلى المقشات .
انفجرنا ضاحكين قبل أن يوضح لها أكرم :
- لا أن الإنسان توصل به التطور إلى صنع آلات تطير كالطيور وتستطيع نقل البشر من مكان لآخر بسهولة .
- ياه إن العالم تطور كثيرا .. فى أى عام نحن ؟!
- أنه عام 2014 .
أعتلى الذهول عينيها فقد مرت قرون منذ أن أخذت من حضن أطفالها .
.................................................. .................
- صغيرتى .. أستيقظى يا صغيرتى .. لقد أعددت لكِ الإفطار .
أنشغل قلبى .. فلأول مرة وبيلا لا تستيقظ من أول نداء .. يا إلهى .. جلست بجوارها أحركها لتلهب يدى حرارتها المرتفة .. أسرعت أحضر الماء المثلج وقطعة قماش نظيفة لأعد لها الكمادات .. صغيرتى .. إن درجة حرارتها مرتفة جدا .
وضعت الكمادات وأسرعت للجدة :
- جدتى جدتى .. أقصد سيدتى .
نظرت لى الجدة بقرف قبل أن تركز فيما تفعله لأقول لها والخوف يمزقنى :
- أنها بيلا .. إيزابيلا حرارتها مرتفعة للغاية .. ماذا نفعل ؟!
لم تهتم بالنظر إلى حتى لتقول لى بلا مبالاه :
- لا تزعجينى .. إن كل الأطفال يمرضون .
تركتها أسرع لبيلا ودموعى تتساقط على وجنتاى من عجزى .. فلا أستطيع الخروج بها دون إذنها .. لأبدل الكمادات ومازالت حرارتها مرتفعة للغاية .. أسرعت فى إحضار الكثير من القطع لأضعهم فى أنحاء متفرقة من جسمها .. أجلستها لتستند على صدرى بينما أحررها من فستان نومها .. لأصدم من أنتشار البقع الداكنة بكثرة فى انحاء جسدها .. أننى أفقدها .
يا آلهى أعنى .. أكملت خلع ردائها وأخذت أبدل الكمادات حتى هدئت درجة حرارتها قليلا وعندها سمت صوت الجدة مارى قائلة :
- كارلا .. سأذهب إلى الغابة .. لا تتركى المنزل لقد أنذرتك .
عندما تأكدت من مغادرتها .. حملت بيلا بين ذراعاى رغم ثقلها بسبب جسمى الضعيف إلا أننى تحاملت حتى وصلت للطبيب .. الذى صعق من هذا الطفح المنتشر ودرجة حرارتها .. لكنه لم يستطع إلا أن يعطيها دوائا لخفض الحرارة ومرهما ليقلل من هذا الطفح .. حتى يعرف ماهو بعد أن أخذ عينه من دمائها .. حملتها بين ذراعاى وأن أصلى ألا تصل الجدة للمنزل .. لكن صلاتى لم تقبل وجدتها تقف على الباب والشر يلمع فى عينيها .. وعندما وصلت بجوارها قالت بصوت كفحيح الأفاع :
- ضعى الصغيرة بالأعلى وتعالى كارلا .
صعدت أضع بيلا وقدماى ترتعشان .. أعلم ما ينتظرنى . عندما وصلت إليها كانت تمسك بالسوط فى يدها لتنهال على بضربه أسقطتنى أرضا قبل أن تقترب منى ممزقة ثوبى الرقيق عن ظهرى وهى تنهال على ضربا .
.................................................. ..........
- متخفش يا أكرم أنا وجدو يوسف معاها .. ولو حصل أى حاجة أحنا معانا الساحر ميرلن ياعم .. متخفش وأدعى ربنا .
ودعت أخى القلق بالمطار قبل أن أسرع للحاق بالطائرة .. وكما توقعت أندهشت الجدة بكل ما تراه كأنها طفلة صغيرة .. كان القلق يعتلى الوجوهلا نعلم ما سنواجهه .. وعندما حطت مطار مدريد تعالت دقات القلوب توجسا وخوفا .. وعينا أنطوان لمعت بدموع حبيسة يخاف أن يكون قد وصل بعد فوات الأوان .
لا أعرف كيف تأكل الوقت هكذا لنجد السيارة قد توقفت عند تلك القرية .. وقبل نزولنا همس أنطوان :
- ماذا عن اللعنة .
لتبتسم زيزى ( الجدة ) وتمرر يدها على ذراعها الأخرى مظهرة وشما غريبة .. وهى تبتسم له بإطمئنان .. أسرع أمامنا لمنزل جدته الذى فوجئت به أنه منزل قديم متهالك يتكون من طابقين ثوان وخرجت سيدة عجوز ممتلئة الجسد تحيط عينيها بكحل سميك ويتدلى من شعرها ورقبتها حليات فضية .. أسرعت نحونا تبتسم لأتفاجئ بها تحتضن زيزى وهى تبتسم بتصنع :
- كم أنت تشبهى أنابيلا يا صغيرتى .. لقد طال عمرى لأرى حفيدة أختى تتلقى قدرتها .
ثم دعتنا لمنزلها .. أمسكت يد جدى يوسف لأطمئنه .. كانت عيون أنطوان تتناقل بين أجزاء المنزل بقلق لتقول له جدته :
- إن بيلا تلهو فوق الآن .. فلنكرم ضيوفنا ثم أصعد إليها .. ليتعالى صوتها مناديا :
- كارلااااااااااااا .. إحضرى العصير البارد لضيوفنا الكرام .
ثوان وظهرت فتاة فاتنة رغم التعب والإعياء الظاهر عليها بشعرها الغجرى .. كانت تجر قدميها بألم .. وعندما أنحنت تضع العصير رأيت وجهها يتغضن ألما .. ماذا فعلت تلك العجوز الشمطاء لتلك الفتاة .
ثم أختفت مثل ما حضرت لتقول العجوز بتصنع :
- رغم مرضها إلا أنها ترفض تركى .. كم أحب هذه الفتاة .




يتبع

[الفنانة مروة]

لم أستطع المكوث أكثر وعيناى تتناقل بين أجزاء المنزل بحثا عن أبنتى .. هل هى بخير ؟! .. هل آذتها جدتى .. حتى طالعت وجه كارلا أنها تتألم وعندما غادرت أسرعت خلفها أتمتم لجدتى :
- سأحضر مائا .
فوجئت بها تبكى فى المطبخ وتكتم شهقاتها بيدها .. أقتربت منها بحرص هامسا :
- كارلا .
ليتعالى نشيجها الباكى .. لأقترب منها أكثر ساندا رأسها على صدرى وعندما وضعت يدى على ظهرها لأدعمها أنتفضت بألم مبتعدة وقد تشنجت وإزدتد بكائها .. يا آلهى ماذا حدث لها لأتساؤل مزهولا :
- كارلا ماذا حدث لكِ ؟!
بين شهقات آلامها تمتمت بصوتها الأجش من بكائها :
- أنا لست مهمة .. المهم بيلا فلتنقذها .. أنها .. أنها .. ليتعالى بكائها أكثر تحاول أن تقاوم وأن أكاد أموت من قلقى لتكمل :
- أنها مريضة منذ الأمس ورغم الدواء لا يوجد تحسن .. لقد عرفت أنها اللعنة .
نظرت لها مصدوما ولكن لاوقت لى أسرعت للدور العلوى .. مقتحما غرفة صغيرتى ليتمزق قلبى عليها وجهها محمر بشدة وحرارتها مرتفعة .. والكمادات تغطيها والأدوية بجانبها .. لكن ما كاد أن يصرعنى .. قطع القطن المغطاه بالدماء .. أهى لصغيرتى .. أتانى صوت كارلا من خلفى :
- لا تخف أنها ليست من بيلا .
إلتفت إليها لأسألها سؤالا متأكدا من إجابته :
- إذن هى لمن ؟!
ترددت قليلا قبل أن تقول :
- أنها .. أنها لى .
- كيف يمكن أن يحدث هذا ؟
ألقيت سؤالى وعيناى تشتت من هيئة صغيرتى وآلام الواقفة بجوارى .
- أمس عندما مرضت بيلا أنتظرت حتى تغادر الجدة لآخذها للطبيب وعندما أتيت كانت هنا وعاقبتنى لخروجى دون إذنها .
- أجلدتك ؟!
لم ترد ولكن رأسها أنخفضت والدموع تتساقط أرضا .. أأبكى أم أسعد أن هناك من يخاف على أبنتى .. إمتدت يدى ترفع ذقنها وعينها الدامعة تقابل عيناى :
- أتحملتى كل هذا لأجلها !!
- أننى أحب أبنتك كثيرا .. لقد نشأت دون أب أو أم وحظى السئ أوقعنى بجدتك .. كنت فضلت الموت على أن أتركها تضر بإيزابيلا .. المهم الآن أن تنقذها من تلك اللعنة .
أبتسمت إليها أشجع نفسى قبلها :
- لا تخافى ستشفى .. لا تخافى ولكنى أريد أن تعدينى وعدا .
- ما هو ؟!
- ما سترينه سيظل سرا دائما لا تخاطبى به أحدا إطلاقا .
- أعدك بهذا .
أسرعت أنزل للأسفل لأجلس مع الباقى ولكن كيف سأوصل إيزيس إلى ابنتى .. فوقفت قائلا:
- ألا يجب عليكم الراحة الآن هيا ميسو يوسف وأنت مهاب لترتاحو بغرفتى .. وأنتى إيزيس لترتاحى بغرفة أبنتى .
تدخلت الجدة سريعا :
- لا ترتاح بغرفة الطفلة لأنها غير مرتبة فلترتاح بغرفة كارلا .
أبتسمت إبتسامه لم تصل لعيناى قبل أن أقودهم لغرفهم .. قدت مهاب ومسيو يوسف أولا ثم أخذت إيزيس ( جدتى ) إلى غرفة أبنتى .. التى عندما طالعت وجهها همست بغضب :
- سيكتوسمبرا .. وأقتربت من إيزابيلا تضع يدها على رأسها وتردد كلمات غريبة .. ليهتز جسدها بعنف .. فتزداد الكلمات قوة وتختفى هذه البقع الداكنة بالتدريج لتعود بشترها كما كانت فترفع إيزيس ( الجدة ) يدها .. ليخرج تراب أسود كسحابة صغيرة فوق رأس صغيرتى قبل أن تردد إيزيس ( الجدة ) كلمات أخرى فيختفى .. أبتسمت لى قائلة :
- لا تخف لقد زالات اللعنة وأنخفضت درجة حرارتها أنها الآن نائمة وعندما تستيقظ لن تتذكر أى شئ عند تلك اللعنة .
ثم مسحت على رأسها وهمت بالمغادرة ولكنى أوقفتها :
- جدتى أعتذر لك ولكن هل يمكنك معالحة كارلا .
نظرت لى كارلا بصدمة وهمست :
-لا .
وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا .. لتقترب منها إيزيس ( الجدة ) واضعة يدها على ظهر كارلا لتصرخ بألم .. فتزيل قماش ثوبها بعد فتحها للسحاب .. كدت أن أفرغ معدتى من هيئة ظهرها الدامى المتقطع .. أجدتى فعلت بها هذا لنها تخاف على أبنتى .. وقفت بجوارها أمسك يديها قبل أن تقول إيزيس :
- سيألمك هذا قليلا لذا عليك الجلوس .
جلست وظللت ممسكا بيدها وإيزيس تضع كف يدها أمام ظهر كارلا تردد كلماتها لتزداد حرارة كارلا.. وعضت على شفتيها بقوة لتكتم آلمها .. لتسيل دموعها ويشتد ضغط يدها على يدى .. لتقول إيزيس أخير :
- أنتهيت .
وتنظر إلى مبتسمة تكمل :
- إن السحر الذى تعلمته من أمى هو علاج الأمراض .. فلكل إنسان طاقة كامنة فى جسدة هى التى تساعده على الشفاء .. أنا احفز هذه الطاقة ليشفى الإنسان سريعا .
تركت يدها وأختلست نظرة لظهرها كانت جميع الجروح قد أندملت وكاد ألا يكون لها أثر .
وقفت كارلا فى تأثر .. تشكر إيزيس ودموعها تنهمر لتربت إيزيس على رأسها :
- لا تبكى صغيرتى أنكِ شجاعة .. وتأكدى أن كل من أخطئ سيعاقب الليلة .
ثم أستدارت لى قائلة :
- سأعتمد عليك الآن عليك أن تنفذ كل ما سأقوله لك .
.................................................. ...........................
عجيب أن أعود مرة أخرى لهذه الدنيا .. أراها بعيون طفلتى ..أستطيع التواصل معها معرفة مشاعرها .. إنفاعلتها .. ذكرياتها وأنا فى جسدها .. لقد عشى حياة صعبة طفلتى .. لكن هناك إناس يحبونك يحاوطونك .. فما عد قلقة عليك .. والآن سأدى واجبى تجاهك سأخلصك من شر أبنه لى أعمى الشر والجشع بصيرتها .. لتفعل ما فعلت بحفيدتها وأرادت فعل هذا بك .. فلتبقى كما أنت فى عالم الأحلام .. وأعدك أو أودعك سريعا .. لكنى أخاف عليك ألا تكون هذه آخر الشرور .. اشعر بالندم أنى أورثتكم تلك القدرة التى أصبحت لعنة .. أعلم أنك تسمعيننى .. فهذا ليس حلم .. فأنا أسكنك طفتلى .. فلتتشجعى وأعرفى قوتك .. فأنت تستطيعين فعل ما تريدين ولكنى لابد أن تفكرى بغيرك .. وإذا أستطعت عدم إستخدام قدراتك لا تستخدميها .. وإبقى كما أنت رقيقة ..
دقات الباب تعلو .. لم أنتبه أن الليل قد أتى يغشى السماء بعباءته السوداء المرصعة بالنجوم .. فقد تواصلت روحى مع روحها .. شعر بحفيدتى لأزداد إصرارا على ما سأفعل ..تحركت بثبات أفتح باب الغرفة .. ليطالعنى وجه كارلا الخائف وهى تتمتم :
- لقد حانت اللحظة .
نزلت خلفها .. وكلما أقتربت تزداد الرؤية وضوحا وبسمة الإنتصار الشرهة تلمع فى عينى مارى .. فأبتسمت وأنا اشمر عن معصمى لأريها وشم التعويذة .. ليزداد إبتسامها بشاعة .
وقف أمامى جد إيزيس يهتف متصنع الثبات أشعر بتردده وخوفه :
- لقد حان الوقت إيزيس .. هيا لنستكمل الطقوس .
قادتنا الجدة .. وسرنا خلفها تاركين كارلا مه بيلا الصغيرة بالمنزل .. وكل خطوة أخطوها يعود الماضى بآلامه وأوجاعه .. يعود أكثر مما تخيلت أشعر بلهيب النيران يصل لقدماى فكاحلاى فيشتعل بى ببطئ مصهر لجلدى .. وابنتى تقف باكية .. وعندما وصلنا للموقع تهاويت أرضا أردد صرخات وصل صداها من قرون مضت .. وقفت مارى ترتل الكلمات وتتحرك بشكل دائرى تحضيرا للطقوس داخل حلقة كبيرة من النيران ... وعينيها تلمع ببريق شيطانى .. لم أتحمل أكثر .. أشرت لها وبقوة وأنا اخطو داخل الحلقة :
- أصمتى .
تجمدت وهى ترى نظرة عينى ويدى التى أرتفعت تحاججها تثبتها وكأن مخالب تحكم حول قدميها .. وإذا بمهاب وأنطوان يخرجون أكياس الملح من جيوبهم يرسمون حلقة به حول حلقة النيران لتغلق على وعليها .
أنفجرت قوى بين يدى إيزيس لتطيح بجسدها أرضا وتتعالى ضحكات مارى وعنيا تشتعل بنيران سوداء لتتحدث بصوت يقطر منه البشاعة :
- علمت أن هناك أمر خاطئ ولكنى لم أتوقع أن أنطوان الصغير سيحضر روح جدته .. ياله من ذكى .. ولكن لن تستطيعى أن تتغلبى على .. لن تستطيعى قتلى .
لتجسم على بقوة لم أستطع التحرر منها ضاغطة أكثر .. مثبتة جسد زيزى على ظهرها ويدها بجوارها لا أستطيع تحريكهم .. خفت على حفيدتى فهذا يأثر بها .. حاول التحرر منها .. لأسترجع تعاويز والدتى وجدتى التى لطالما محوتهم من ذاكرتى لأكرر بإصرار .. " أودى باسينسيا " .. وكلما كررتها يقل الضغط أكثر .. فأكثر حتى أستطعت الوقوف وهى تضعف قواها حتى ركعت على ركبتيها .. أمتدت يد إيزيس تمسك برأسها بقوة وأنا أكرر كلمتى .. حتى تهاوت ضعيفة خائرة القوى لا تستطيع الحراك حتى .. نظرت إليها بإستعلاء :
- أن لا أريد قتلك بل شفاءك .. والآن لن تتذكرى شئ وستعيشى عجوز خرفة .. لا تتذكر حتى أسمها .
تركتها فأنطفأت النيران .. وخطوت خراجها .. أنظر لوجوه الحاضرين المذهولة قائلة :
- لقد أنتهى خطرها .. ولكن لا يمكنى حمايتها من كل الأخطار .. فأنتم حولها وأعلم أنكم ستحموها وأنكم بجوارها والآن سأكمل الطقوس .
.................................................. ....
وقفت أمامنا تفرد ذراعيها لترتفع عن الأرض كما حدث فى غرفة زيزى .. وإذا بطيف يخرج من جسدها ويتمثل أمامنا فى مظهر سيدة جميلة فى الثلاثينات من عمرها وشعرها الأسود ظاهرا كأنها أنعكاس على سطح الماء .. ليدور جسد زيزى إليها وتستفيق وكأنها تستيقظ بعد حلم يقظة .. ولأول مرة أسمع صوته منذ الأمس لتهمس لها :
- ستغادرى الآن جدتى .
- نعم حبيبتى .. وقد أتممت طقوسك .
أستغربنا مما يحدث أى طقوس أستكملت لتتسائل زيزى :
- كيف أستكملت الطقوس ؟!
- لقد وضعت هذا الشرط حتى أستطيع رؤية أحفادى .. فعندما يرونى تستكمل قواهم وها هى قد أستكملت .. وسأذهب وأنا مطمئنة عليكِ لأنك بين يدى أمينة .
ليختفى الطيف وتهبط زيزى بهدوء حتى تلامس قدميها الأرض ليسرع جدى بإحتضانها فأقتربت سريعا ألف ذراعى عليهم فهذا اليومان هم شديدى الغرابة حقا .
أبتعدت عنها ليصل إلى سمعى صوت جدى :
- أنتى كويسة يا حبيبتى .. حاسة بحاجة ؟!
أبتسمت بإرهاق لتقول له مطمئنة :
- أنا الحمد لله كويسة أن كنت حاسة بكل حاجة .. وجدتى تواصلت معايا فهمت حاجات كتير .. بس فيه حاجة هو أنا ليه فاكرة أن طنط دلال وقعت من على السلم أكتر من مرة .
تعالت ضحكاتى أنا وجدى لقد تأكدنا من عودة زيزى ليرتسم التساؤل على وجه أنطوان لأقول له :
- أنها تتذكر عندما سقطت أمى على الدرج .
ليشاركنا الضحكات أكثر ونحن نترك مارى وحيدة متجهين الى بيتها .
.......................................



نتقابل إن شاء الله التلات إلى جاى فى نفس المعاد
وكل سنة وأنتم بخيييييير
:* :* :* :*