28-01-19, 07:54 PM | #1 | ||||
| لعبة قبضت أصابعه الصغيرة على يدها المتراخية وهو يجذبها حيث يريد ليشقا طريقهما وسط السوق المزدحم...ورغم أنها لا تفكر الا بموعد الطبيب لكنها انقادت خلف خطواته .وأشار الى محل لبيع الألعاب ثم جذب يدها طالبا منها بألحاح عنيد شراء لعبة.... كانت عيناه الصغيرتان تلمعان بسعادة لا توصف والواجهة الزجاجية تتكدس خلفها أكوام لاتحصى من الألعاب المتعدددة ذات الألوان الزاهية.... أنبهر بالمشهد وقلبه يشعر بحيرة شديدة ..ماذا يختار...؟تمنى لو يملكها جميعا....في النهاية أشار الى طائرة... لم يكن معها أكثر من عشرين جنيها وهو بالضبط مايكفي لأجرة الطبيب والدواء.. أخرجت خمسة جنيهات منها وأنتزعتها من المحفظة كمن ينتزع شيئا من لحمه.. في كل مشوار تصحبه معها تعده بشراء العاب تكتض بها حتى خزانة ملابسه...لقد كانت مجرد وعود لأقناعه ..وكثيرا ما أخلفت وعودها معه..ليس بأرادتها...لأنها تقول دوما في يأس يغلفة حزن قديم ألفته أذنا الصبي الصغير(يابني ماذا أفعل فالعين بصيرة وأليد قصيرة)ولم يكن عليه الاحتجاج أو االتمرد بعد ذلك.... لكنها اليوم وجدت نفسها مذعنة لصوت أمومتها وعطفهاعليه أذ لم تتحمل أن ترى مزيدا من دموعه التي تقطع أوصالها ..... عندما حملها بيديه وهي تعلو وتهبط على مسرح أحلامه عبر بها المحيطات والبحار واالصحاري والجبال ولامس بأجنحتها سحب السماء ثم قرر انزالها لأجل الأستراحة... ابتسمت رغم مرضها وهي ترقب فرحته ألغامرة ثم راحت تسعل بشدة وصوت يتحشرج في صدرها كزجاج يتهشم فأحتقن وجهها وتباطأت خطواتها.... جذبه مشهد أخر لرجل يبيع القبعات فهفت روحه التواقة للعب وجذبها من يدها مشيرا نحو قبعة بلون ألقهوة ...وجدت نفسها تخرج خمسة جنيهات...وتساءلت( أصبح المجموع ألان عشرة فقط..هذا ما تبقى)...أما موعد ألطبيب فسوف تؤجله هذه المرة فلا شيء يعدل سعادة حمادة.....ترى من سيرضى أن يقرضها مرة اخرى؟؟ ..الامر كله بيدك يارب.... وسعلت مجددا ثم أنتشلت نفسا كالغريق فيما راح صدرها يعلو ويهبط.... عندما أرتدى القبعة صار واحدا من رعاة البقر وطارد الهنود الحمر بشجاعة وأوقع االكثير منهم في الاسر فحصل على نجمة شرف معدنية على قميصه...لكنه تذكر أن كل رعاة البقرلديهم أسلحة مسدسات طويلة أو بنادق.....والتفت اليها طالبا بندقية فأخرجت خمسة وريقات أخرى.....عندما مسكها وجد نفسه يصوب بدقه نادرة على الأعداء بل أنه اصطاد أيظا وحوشا برية حمل فرائها على كتفيه العريضين...وجعل يدير نظرات تهديد ووعيد لمن يتجرأ ويضايق أم الفارس المغوار.... قال لها.. -سأخذك معي يا أمي في هذه الطائرة ولاداعي لأن نمشي أنا وأنتي مسافات طويلة..وليس عليك بعد أليوم أن تخافي من أحد فهذه بندقيتي ... .وابتسمت بعينين حمراوين ترقرق فيهما الدمع...وقالت له -أنا فخورة بك ياحمادة... وجد نفسه جائعا بعد هذه المغامرة ألشاقه....فلمح رجل يبيع حلوى بعربة دفع تحلق حولها الاطفال.......لدى اقترابهما أحست هي بتعب ورغبت في أن تستريح على كنبة خشبية تحت مظلة انتظار الحافلات .... أما هو فذهب لأكل الحلوى وهو يحمل ألعابه شاعرا بسعادة الفارس الذي ظفر بنصر مؤزر...وأحس انه اليوم السيد المطاع والأمير المدلل.. نظر ورائه فوجد كرات معلقة على حائط المحل....أراد واحدة لتكتمل بذلك سعادته.... عاد اليها مسرعا..وهو يقول بلهفة... -أمي أنهظي أريد هذه الكرة. .. وجذبها من يدها ..فوجد يدها باردة ثقيلة على غير العادة ..ثم جذبها مرة أخرى فلم تحرك ساكنا........... | ||||
28-01-19, 11:33 PM | #4 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| مساء الخيرات مبروك اولى مشاركاتك في وحي الاعضاء اتمنى ان لاتكون قصه قصيره انتهت بموت الام الان كل تفكيري بالصغير الذي لاول مره يحصل على كل ماتمنى ومشاعر الفرحه تملأه لينتهي كل هذا بفقدانه لامه ولا ندري كيف سيكون مصيره وهل سيتمكن من العوده لاهله وهل لديه احد او سيتحول الى طفل اخر من اطفال الشوارع فالنهايه كانت مفتوحه على كل الاحتمالات بالتوفيق | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|