آخر 10 مشاركات
سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          صراع الحب (32) للكاتبة الرائعة: زاهرة *كاملهـ[مميزة]ــ* (الكاتـب : واثقة الخطى - )           »          الساحرة الغجرية (16) للكاتبة المميزة: لامارا *كاملة & مميزة* (الكاتـب : لامارا - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )           »          آلام قلب (70) للكاتبة: كيم لورانس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          036 - قلب من ذهب - روايات عبير دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          نبض فيض القلوب (الكاتـب : شروق منصور - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree24Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-17, 01:53 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 496-الأميرة الشريدة - جينى لوكاس - دار الفراشة ( كتابة /كاملة )




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ازيكم يا قمرات معي اليوم رواية جديدة جدا
للحق منقولة

496-الأميرة الشريدة

للكاتبة جينى لوكاس

من احدث إصدارت دار الفراشة

الاسم الاصلى: Italian Prince, Wedlocked Wife

دار النشر : هارلكوين

اول إصدار للرواية فى المملكة المتحدة : اكتوبر 2008

اول إصدار فى اميريكا الشمالية : يناير 2009

الملخص



لوسى آبوت مستعدة للقيام بأى شئ من أجل حماية طفلتها. فهى تعمل كل الساعات التى تقدر على العمل فيها و ما زالت غير غادرة على إعانة ابنتها الصغيرة.
و هكذا عندما قدم لها الأمير ماكسيم دواكيلا الملايين و طريقة لإخراجها من حياتها البائسة, لم تتردد فى إغتنام الفرصة. أخذها ماكس إلى ايطاليا و سرعان ما اصبحت له بالكامل.
اغواها ماكس و لكن ما كان يدفعه ذلك هو الأنتقام لا الرغبة. و كان من القسوة بحيث انه ابتعد عن العروس الأسيرة.



روابط تحميل الرواية






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:39 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 01:56 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1-ليلة المفاجآت



لقد وجدها!
اوقف الأمير ماكسيمو دواكيلا سيارته المرسيدس تحت عمود مصباح مكسور فى الشارع, و حدق بمحطة الوقود المضاءة. الأضواء المشعة من النافذة تنير الليل البارد المثلج و كأنها اللهب فى الظلام, مُظللة الفتاة التى تعمل هناك بمفردها.
لوسيا فيرازى!
حفيدة عدوه, و الحبيبة السابقة لمنافسه فى العمل.




فكر و هو يمسك بقوة عجلة القيادة , إنه القدر! القدر بعد كل هذه السنوات من البحث عنها. كيف يمكن له ان يجد تفسيراً آخر؟
رن جرس هاتفه. ارمانو, احد الحراس الذين ينتظرون فى السيارة المتوقفة وراء سيارته, و قال كلمة واحدة: "سنيور!"
"انتظر تعليماتى."
اجابه ماكسيمو باللغة الايطالية, ثم اقفل هاتفه.
راقيها لمدة خمسة دقائق أخرى. إنها الساعة العاشرة و هذه ليلة رأس السنة. على المتجر ان يكون مليئاً بالمشترين الذين يبحثون عن الشراب و السكاكر, لكن الناحية الجنوبية من ضاحية شيكاغو منطقة مظلمة و مهجورة بسبب تساقط الثلج الكثيف.
ابتسمت الفتاة الجالسة خلف الصندوق الوحيد ابتسامة خجولة, وجها النظيف الخالى من اى مساحيق تجميلية جعلها تبدو اصغر من سنين عمرها الواحد و العشرين, كما ان نظارتيها اللتين تحيطان بعينيها البنيتين الواسعتين, تضيفان على ملامحها نظرة فتاة مولعة بالعزلة و المطالعة, و عديمة الاهتمام بأناقتها.
فكر فى انها ستسقط بين يديه بسهولة قصوى.
غادر الزبون الوحيد, و توقفت سيارة قرب مضخة الغاز. خرج رجل نحيل منها. حدق بالفتاة, و ضخ رزاز منعشاً للانفاس فى فمه, ثم بدأ بالسير نحو المتجر. رأى ماكسيمو الحذر فى عيني الفتاة, و من طريقة قضمها لشفتها النامة و هى تراقب الرجل المتجه نحو الباب, ادرك انها خائفة منه. سمح ماكسيمو لنفسه بالابتسام. فهى لا تدرك ان عالمها قد تغير بالفعل. منذ لحظة فقط, اصبحت تحت حماية ماكسيمو, و قبل ان تعلن الساعة منتصف الليل, ستصبح عروس له. هكذا سيتمكن من الانتقام بشكل مطلق. اما بالنسبة للمسألة الأخرى... ابعد تلك الفكرة عن رأسه كلياً. سيتم الانتهاء من كل شئ. سيأخذها, و فى غضون ثلاثة اشهر, سيصبح حراً... حراً من كل شئ.
همست لوسي آبوت بصوت عالى: "آهـ, لا!"
سمع صدى صوتها فى المتجر الخالى, فيما مالت برأسها إلى الزجاج, لتراقب مديرها المغرور يتجه نحو الباب. صلت كى لا تراه هذه الليلة, آملة ان يكون لديه موعد ما, حفلة, أو اى شئ يبقيه بعيداً, و يمنعه من القدوم إلى هنا ليتأكد من سير عمل المتجر.
اسبوع واحد بعد! ذكرت نفسها و هى تتنهد بعمق أسبوع واحد بعد تتحمل فيه نكات داريل السمجة و نظراته الوقحة, و هو ينظر بوقاحة إلى جسدها المغطى بثوب العمل الفضفاض, و يلامسها بين الرفوف الضيقة للسكاكر و الحلوى.
تقدمت لوظيفة مساعدة المسؤولة فى المتجر المجاور, و هى بحاجة لشهادة مؤهلات جيدة منه بعد انتهاء عملها هنا فى الأسبوع القادم, عندها ستتمكن لوسي من توديعه إلى الابد.
فوق ذلك, ستحظى بعلاوة على اجرها, و هذه هى المرة الأولى منذ ولادة طفلتها, التى ستتمكن فيها من الإكتفاء بعمل واحد بدلاً من ثلاثة, و ستتمكن من العمل لمدة اربعين ساعة فى الأسبوع بدلاً من ستين, و ستتمكن ايضاً من تمضية بضعة ساعات ثمينة مع طفلتها كل يوم.
طفلتها؟! كليون لن تبقى طفلة, غداً عيد مولدها الأول, بالكاد تستطيع لوسي تصديق ذلك, فمع صراعها الدائم لدفع بدل الإيجار و فواتير الدواء و العناية بابنتها, فاتها الكثير من مراحل تطور نمو ابنتها فى سنتها الأولى. لم ترها لوسي و هى تحبو لأول مرة, و تجلس بمفردها للمرة الأولى, كما فاتها الكثير من ابتسامتها الغير محددة و صراخها و كلماتها المتلعثمة.
آمرت نفسها بقوة: توقفى عن ذلك! غضبت من نفسها لأن دموعها كادت تنهملا. عليها التوقف عن ذلك عل الفور. دخل داريل عبر الباب كالعاصفة فـ علا رنين الجرس بقوة, فإندفعت نفحة من الريح و الثلج وراءه.
قال و هو يبتسم ابتسامة ممطوطة: "مرحباً, لوسي! عام سعيد."
تمتم: "عام سعيد لك ايضاً."
شعرت بالكره نحوه لأنها ناداها لوسي, فذلك يُذكرها بالرجل الذى احبته و كان يناديها لوسي.
"هل كانت الليلة مليئة بالعمل؟"
"اجل, كثيراً."
كذبت رغم الغصة فى حلقها.
"دعينى أرى."
حاولت لوسي ان تبعتد عنه, لكنه تمكن من ملامسة ظهرها و هو يمر وراءها ليصل إلى الصندوق المالى. ضغط عدة ازرار على الآلة, ثم رأى الدولارات القليلة فى الداخل. رمقها بنظرة اتهامية, و قال: "لماذا تسخرين منى يا صغيرتى."
تظاهرت انها تضحك, و ابتعدت عنه قائلة: "جاء الكثير من الزبائن, حقاً! ألا ترى الأرض المطلية بالوحل و الثلج؟ من الأفضل ان احضر الممسحة."
"تعملين دائماً كـ النحلة الصغيرة."
منعها من الذهاب بسده القوية بارزة العظام, و تابع بسخرية: "انت حقاً تعتقدين انكِ افضل منى, أليس كذلك؟"
"لا! بالطبع, لا! انا...."
امسك داريل بثوبها الأزرق الفضفاض. نظر إلى وجهها و هو يتنفس بصعوبة, ثم قال: "سئمت من معاملتك بلطف مقابل لا شئ."
سمعت الجرس يرن من جديد فوق الباب, لكن قبل ان تتمكن من النظر, امسك بها داريل من مؤخرة رأسها, و احنى رأسه محاولاً تقبيلها.
"ما الذى تفعل؟ دعنى و شأنى...."
"تتصرفين كأنك متحفظة, فيما لديك علاقات سابقة, و لديك طفلة, أليس كذلك؟ و أنا اعلم انكِ تريدينى."
صرخت: "لا!"
حاولت ان تتخلص من قبضته, و هى تدير رأسها بعيداً عنه.
صرخ داريل ما ان امسكت يد كبيرة بكتفه, و ادارته بسرعة, ثم جذبته إلى الوراء كأنه مجرد حيوان صغير.
صخرت لوسي ما ان شاهدت لرجل الضخم يمسك بمديرها فى موضع العلامة المسجلة على سترته. قام داريل بدون جدوى, لأن الرجل رفعه عاليا عن الارض, فهو اطول منه و اقوى.
لاحظت لوسي ان عينى الرجل سوداوان و قاسيتان. بصوت بارد منذر بالتهديد, صرخ الرجل بـ داريل: "اخرج حالاً!"
شهق داريل قائلاً: "حسناً!"
رماه العملاق ارضاً, فارتطم الأرض كأنه حبة فاكهة تسقط عليها, و نهض بسرعة على قدميه واسرع مغادراً. توقف عند الباب. نظر إلى لوسي, و قال بنبرة ساخطة: "أنتِ مطرودة من العمل!"
ثم اسرع بالخروج إلى الليل المثلج. أدار محرك سيارته الرمادية القديمة, و انطلق عبر الشارع المظلم.
مطرودة؟! هل تم طردها؟ شعرت لوسي بقلبها يدق بعنف فى صدرها. نظرت إلى منقذها تحت الضوء المشع فوق رأسه.
بادلها الغريب النظرات, و عيناه المعبرتان تتفحصانها. لم يلمسها, لم يكن هناك من داع لذلك, فالحرارة المنبعثة من نظرته جعلتها ترتجف تحت اعماقها, و كأنه ايقظ شيئاً ما عميقاً فى داخلها.
"هل اصبتِ بسوء ما, سنيوريتا؟"
بدا صوته عميقا ذا لكنة غريبة.
احتاجت لوسي إلى التراجع قليلاً, لتتمكن من روية وجهه. إنها طويلة القامة, لكن ما زال الرجل يطل كـ برج عليها بكتفيه العريضتين و معطفه الأسود الطويل الأنيق, و وجهه ذى الأنف الرومانى, و خديه المرتفعتين, اما عيناه الرزقاوان فتبرزان بقوة امام بشرته السمراء, و شعره الأسود المتموج, فيما ذقنه مغطى بلحية سوداء, قد ظهرت تجعيدات حول عينيه. لابد انه فى الثلاثينات من عمره, لكنه حبس انفاسها بطؤيقة إنقاذه لها , و بنظرته إليها الآن. لم تعرف لوسي يوما رجلا و سيما جدا و قويا ايضا فى الوقت نفسه. إنه اشبه بأمير وسيم قادما من حلم طويل منسي.
"سنيوريتا؟"
حدق الرجل بها بقوة, و هو يمد يده ليلمس خدها, و يتابع:
"هل سبب لك الآذى؟"
ارسلت لمسته الرقيقة إنفجاراً من الأحاسيس فى جسدها.




ارتجف دمها و كأنها رُميت فى حوض من الثلج. قالت: "لا! انا بخير. أنا...."
شهقت لتتنفس, و كررت كأنها مخدرة: "أنا مطرودة من العمل."
مطرودة! لا مجال الآن لتدفع ما يتوجب عليها للسيدة بلوتزكى. من دون جليسة الأطفال لا تستطيع الذهاب إلى عمليها الجزئيين. بسبب اضطراراها إلى آخذ كليو إلى قسم الطوارئ الشهر الماضى لاصابتها بالتهاب الحنجرة, لم تتمكن لوسي من دفع الإيجار, و قد هددتها صاحبة المنزل برميها إلى الشارع إن لم تتمكن من دفع الإيجار عن الشهر الماضى.
تراءت امام عينيها ايام باردة... رياح شيكاغو الباردة تصرخ كـ بكاء الأطفال, و هى تبحث عن سرير فى مأوى للمشردين, عاطلة عن العمل مع طفلتها فى هذا الشتاء المميت.... لا عمل, لا مال, لا منزل!

ماذا سيحل بطفلتها؟ لقد فشلت فى الاعتناء بها. شعرت لوسي و كأن قلبها صعد إلى حلقها, و كاد يخنقها. رددت شفتاها بصوت غير مسموع اسم ابنتها. ارتجفت ركبتاها, و اخذ جسدها يرتجف بسبب سنة كاملة من الحزن و الأرهاق المكبوتين. ثم بدأ كل شئ امامها يتحول إلى لون اسود قاتم.
امسك بها الرجل قبل ان تسقط على الأرض و رفعها و كأنها لا تزن شيئاً, و امسك بها بالقرب من صدره. قال بنبرة حازمة: "أنتهى عملك هنا."
فى اللحظة التالية حملها بين ذراعيه, و سار باتجاه الباب.
رمشت لوسي بعينيها و هى تحدق به, شعرت و كأن رأسها اصبح خفيف الوزن, حتى انها كادت تفقد الوعى لقربها من هذا الغريب, الذى يضمها بين ذراعيه. إنه وسيم جداً, و كأنه بطل قادم من قصة ما. ما ان حملها و مر امام طاولة العمل, حتى وقعت نظراتها على نسخة كتاب وذرنغ هايت البارز من حقيبتها الموضوعة على الأرض. لكن هذا الرجل الوسيم الأسمر الغريب ليس هيث كليف, و بالتأكيد هى ليس المدللة المغناج كاثى. القصص الرومانسية لا علاقة لها مطلقاً بالحياة الحقيقية. تعلمت لوسى ذلك من خلال درس قاسي جداً. ايقظت نفسها من احلاماليقظة, و قالت: "إلى أين تأخذنى؟"
"بعيداً عن هنا."
"اتركنى و شأنى!"
يبدو أن كل رجل مجنون فى شيكاغو سيمر من هنا الليلة, و جميعهم مصممين على إفساد حياتها! أخذت ترفس و تقاوم قائلة: "أتركنى!"
أطلق ماكسيمو سراحها على الفور, فانزلت مبتعدة عن جسده القوى. شعرت على الفور بعرق بارد ينصب منها, بينما وقفت على قدميها بمفردها و هى ترتجف.
قال الرجل: "أعتقد ان ما عليك قوله هو شكرا لك."
إنها تشعر بالامتنان لهذا الرجل لأنه انقذها من مضايقة داريل لها’ لكنها الآن لم تعد تأبة بشأن ذلك العناق التافه, فـ أبنتها قريباً ستصبح بدون منزل.
قالت بغضب: "شكراَ لك؟ لماذا؟ ألأنك عملت على طردى من عملى؟ كان بإمكانى التعامل مع داريل بطريقة مناسبة لو لم تتدخل."
لوى ماكسيمو شفتيه باستغراب قائلاً: "أحقاً؟ من الواضح انك كنت تسيطرين على الوضع تماماً."
ضغطت لوسي على اسنانها قبل ان تقول: "ستتصل به الآن, و تقول أنك آسف لم فعلته!"
"أنا آسف فقط لأننى لم استعمل وجهه لمسح هذه الأرض القذرة."
إن لم تستعيد عملها, ستضطر إلى وضع طفلتها فى ملجأ للأطفال. و إن كانت الملاجئ مكتظة, و هذا امر مؤكد خلال الشتاء القاسى البارد قى شيكاغو, فستعيشان بعيداً عن بيتها القديم المتداعى, ستعيشان فى الشارع, لتموتا من البرد و الثلج. إنها غلطتها, لأنها لم تقدم على عمل افضل لحماية ابنتها.
شعرت بالرعب يجتاحها. قالت: "أنا بحاجة إلى هذا العمل."
"لا, لستِ بحاجة إليه."
نظر إليها..... أنه وسيم جداً, و هدوئه المتفاخر نابع بالطبع من ثراء فاحش. تابع قائلاً: "لا يمكنك التظاهر أنك قبلتِ بهذا العمل إلا بسبب اليأس القاتل."
شعرت لوسي بالدوار من تقيمه الددقيق لوضعها. من دون اى مدخرات و قليل من المهارات, عملت لوسي فى وظائف ذات اجر زهيد منذ ان هجرها والد كليو, و ذلك قبل اسبوع من ولادتها. منذ ذلك الوقت و هى تعمل بشكل دائم للبقاء و الاستمرار, بعد ان تخلت, بكل غباء, عن المنحة الجامعية التى بذلت جهداً كبيراً للحصول عليها, من اجل البقاء معه. اما هو فتركها مع طفلتها بدون اى شئ سوى ذكريات هامسة للوعود التى لا تنتهى.
طوال السنة الماضية, تمكنت من إبقاء راسيهما فوق الماء, لكن بصعوبة هائلة. غلطة و احدة كهذ قد تجعلهما يغوصان عمبقاً, وهى لم تسمح ان يغرقا.
لم تعرف ان كان هناك جدوى لما ستقوله, لكنها همست: "من فضلك! انت لا تعرف ما الذى سيحدث إن خسرت هذا العمل."
نظر إليها ماكسيمو, و مد يده الكبيرة القوية, ليرفع ذقنها بلطف.
"لا شئ يدعوكِ للخوف بعد الآن. أنت لىّ لوسيا! و انا احمى ما يخصنى.
أنها له؟! ما الذى يتحدث عنه؟
ادركت انه ناداها لوسيا!
تلعثمت قائلة: "كيف.... عرفت اسمي؟"
"أعرف عنك اكثر مما تستطيعين تخيله." راقبها من بين جفونه, و تابع: "انا هنا لأحول احلامك إلى حقائق."
أحلامها؟! بيت صغير حسن البناء, دافئ و مغمور باشعة الشمس و الزهور.... ابنتها تنمو بسعادة و امان..... و رجل تحبه بدلاًً من العيش وحيدة, تصارع للبقاء حية.... ابتعدت لوسي عنه, و هزت رأسها بغضب, لتتخلص من الأحلام التى راودتها.
"حلمى الوحيد هو ان تتصل بداريل, و تتوسل إليه كى يعيدنى إلى العمل.
رفع الرجل حاجبيه قائلاً: "ذلك حلم لن يتحقق!"
"ما الذى تظنه إذا؟ هل اعتقدت ان حلمى ان امضى الليلة معك؟"
قصدت بما قالته السخرية, لكنه رماها بنظرة بنظرة حادة جعلتها ترتجف. تساءلت لوسي إن كانت كلماتها بدت صادقة اكثر مما ارادت.
"ما اعرضه عليك هو الانتقام من الرجل الذى سبب لك الاذى و الألم."
"داريل لم يسبب لىّ الآذى. اتيت قبل ان...."
قاطعها على الفور: "ألكسندر ونثةرت!"
ما ان سمعت لوسي الأسم, حتى شحب وجهها, و كأن الدم تلاشي منه تماماً, و قالت:"ماذا؟"
"سأجعله يندم على اليوم الذى تخلى فيه عنك و عن طفلتك, و ترككما للجوع و العذاب."
شعرت بنظرته, كأنها أسنة نار تجتاحها, و هو يتابع: "ستأتين معى إلى ايطاليا, و ستعيشين فى بذخ و رفاهية حتى آخر يوم من حياتك."

نهاية الفصل الأول



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:00 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 01:59 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2-أين المفر


ايطاليا! بلد الجمال و الدفء, البلد الذى حلمت به لوسي منذ ان شاهدت مسلسل "غرفة مُطلة على البحر" على التلفزيون اثناء وجود امها فى المستشفى. حتى ان كلمات امها الأخيرة كانت: "أذهبى إلى ايطاليا, لوسي! إذهبى.....!"
لكن لوسي لم تغادر ألينويز. عاشت فى دور الأيتام حتى اصبحت فى الثامنة عشرة من عمرها, ثم عملت و ادخرت, إلى ان تمكنت من شق طريقها نحو الجامعة. تعرفت على ألكسي اثناء عملها فى مخزن كبير للسلع. بدا الشاب دمثاً و يجيد اللغة الايطالية, و هو نائب رئيس احد دور الأزياء فى نيويورك. راح يروى لها القصص عن روما, و وعدها ان يأخذها إلى هناك يوما ما.
لم تلتقِ لوسي يوماً مثل الكسي ونثورت. إنه ساحر, فاتن, و غريب جداً. تخلت عن جامعتها من اجله, بعد ان وقعت فى غرامه, كما يقع الحجر فى الماء, و تزوجت به. آهـ! ذلك الحلم تحول إلى كابوس. طلقها الكسي ثم هرب عائداً إلى روما, حيث لا تصل له قوانيني شيكاغو لتجبره على إعالة طفلته. خلال السنة الماضية, اعاد إليها الرسائل و الصور التى ارسلتها له دون ان يفتحها. كما ارسل إليها مذكرة مقتضبة و حاسمة, يخبرها فيها انه مغرم بفتاة اخرى. اخيراً ادعى ان كليو ليس ابنته , و انا لوسي مجرد امرأة مستهترة و باحثة عن الثروة.
يومها كادت ان تموت من شدة الألم و المرارة, لكنها بخير الآن. اكتشفت فى الواقع انها تستطيع العيش بقلب محطم. اما ما لم تفهمه, فهو كيف تمكن من إنكار طفلتهما. كيف يمكنه ان يعيش برفاهية, يأكل اشهى الأطعمة و يستمتع بالدفء فى مدينة جميلة, تاركا إياها و طفلتها البريئة تعانيان؟ إن ذهبت لوسي إلى ايطاليا, بإمكانها ان تسأله.





رفعت نظرها إلى الرجل الاسمر الغريب. رطبت شفتيها قبل ان تسأله: "دعنى افهم ما تقوله بوضوح. اتريد ان تأخذنى إلى إيطاليا؟"
ابتسم لها الرجل قائلاً: "نعم! لن تقلقى بشأن المال بعد اليوم."
انحبست انفاسها فى صدرها, إن وافقت, لن تحتاج إلى التقتير مجدداً أو الاستيقاظ فى منتصف الليل, لتتساءل كيف ستدفع فواتيرها. ستعيش كليو بأمان و طمانينة إلى الأبد. حسناً! سوف يمكنها رؤية المسي ايضاً. تجاهل رسائلها, لكنه لن يستطيع تجاهلها, إن ظهرت فى مكتبه. ما إن تريه صورة كليو, حتى يعود إلى رشده. سيحب ابنتهما الجميلة ما ان يراها.... لوسي قبلت فكرة اختياره لـ امرأة اخرى, لكنها لا تستطيع تحمل فكرة ان تنمو كليو و تكبر من دون والد, كما حدث لها. ام يكن لـ لوسي احد يحميها عندما ماتت امها.
قال الرجل الغريب ببرودة: "موافقة.... أليس كذلك؟"
ضمت لوسي يديها إلى بعضهما خلف ظهرها لكى تخفى ارتجافهما, و قالت: "لا افهم ما يجرى. لماذا تريد ان تأخذنى إلى ايطاليا؟ و كيف سيعمل ذلك على إيذاء اليكسى؟"
ابتسم الرجل ابتسامة واثقة, واجاب: "سيدرك كم هو احمق لأنه تخلى عنك."
ارتفعت ضحكة مليئة بالمرارة من حلقها, كادت تختنق. سألته: "و كيف سيحدث ذلك؟"
"سيخسر شيئاًً يريده بقوة, و هذا الشئ هو لىّ فى الحقيقة."
اقترب الرجل منها, و لمس كتفها. قدراته الحاسمة و وسامته اشعرتها بالنار عبر ثوبها الازرق الفضفاض, و بتيار من الحرارة تخترق اعصابها. قال ماسيمو و هو يرمقها بنظرة ثاقبة مُعبرة: "سنجعله يدفع ثمن اخطائه لوسيا! كل ما عليك القيام به ان تقولى نعم."

فكرت لوسي مبهورة بالتبدل لمفاجئ لمستقبلهما. نعم... نعم.... نعم!
كادت ان تتلفظ الكلمات, إلا ان فكرة لمعت فى ذهنها جعلتها تتجمد: لقد حصل معها ذلك من قبل! انجذبت إلى رجل وسيمجعل الدماء تتسارع فى عروقها.... رجل وعدها بأن يضع العالم تحت قدميها, فاعطته قلبها و مستقبلها بسذاجة مطلقة. كلفها هذا كل ما لديها فى الحياة. ابعدت يده عن كتفها, و اجبرت نفسها على قول: "آسفة! لست مهتمة بما تعرضه علىّ."
رمش ماكسيمو بعينيه غير مُصدق: "ألست مهتمة بما اعرضه؟"
قاومت لوسي بشدة الدموع التى تشكلتفى عينيها. امسكت بحقيبتها الباليةعن الأرض, ثم نظرت إليه قائلة: "دخلت إلى هنا, و عملت على طردى من عملى, فهل تتوقع منى ان اثق بك بشكل مطلق؟ هل انت مجنون؟ من تظن نفسك؟"
احنى ماكسيمو رأسه قليلاً باناقة و سخرية. معطفه الأنيق و عيناه الزرقاوتان و بشرته السمراء, كلهم تذكرها بشمس البحر المتوسطو بحقول الزيتون.....
"أنا الأمير ماكسيمو دواكيلا."
حدقت به لوسي مصدومة للحظة. ظنت انها لم تسمعه جيداً, و انها تعانى من ارتجاع لكل القصص التاريخية التى قرأتها اثناء مراخقتها.
"أ أنت امير؟"
امسك ماكسيمو بهاتفه و ضغط على لعض الأزرار. بدت ملامح وجهه قاسية كالغرانيت و هو يغلق الهاتف من جديد. نظر إليها, و تابع: "حسناً! ربما الآن ستتوقفين عن مقاومتك التى لا جدوى منها, و تتقبلين قدرك."
الأمير ماكسيمودواكيلا! اسم غريب جداً, و اكثر من مجرد حلم. إنه رجل من لحم و دم . محارب رومانى قوى و عظيم, ولديه سلطة حاسمة و خطرة. كما انه حقيقى....
هزت رأسها قائلة: "لن اذهب إلى اي مكان معك."
جالت عيناه على وجهها, و قال: "سئمت من ذلك. كما انه ليس لدى وقت. كلانا يدرك انك آتية معى, فقومى بذلك عن طيب خاطر, و إلا...."
اقترب اكثر منها, و تابع: "..... سأخذك رغماًً عنك."
ادركت لوسي على الفور ان ما قاله ليس مجرد تهديد كلامى. بإمكانه ان يأخذها. فى هذه الليلة المظلمة الموحشة المثلجة, حيث لا وجود لأى آلة تصوير او اسلحة او زبائن, من يستطيع منعه؟
تنفست بعمق, كى تستجمع غضبها كقوة دفاعية, عليها ان تمنعه. هل يعتقد انه قادر على ان يأمرها لتفعل ما يشاء بسبب وسامة وجهه, و ثرائه, و سلطته, و لقبه الملكى؟
"قصتك سخيفة و مثيرة للضحك! تريدنى ان اهرب معك إلى ايطاليا, لاصبح ثرية و سعيدة.... ما هى خطتك؟ أينتهى بىّ الأمر أنا اُباع كـ جارية فى صحراء ما؟"
قال ماكسيمو فى نبرة صوته هدوء خطر, فارتجفت من الخوف, إلا انها شدت على يديها بقوة لكى لا تظهر ارتجافها.
"هل تعتقد انى غبية, لأصدق هذه القصة الخيالية؟"
حدق ماكسيمو بها, فشعرت بحرارة لاذعة تجتاحها حتى اصابع قدميها. جعلتها نظرته تشعر بالارتعاش و بالدوار, و كأن صاعقة صدمته.
"لو كنت رجلاً, لجعلتك تندمين على ما تقولينه!"
رفعت لوسي ذقنها بكبرياءمدافعة عن نفسها قائلة: "و بما اننى امرأة؟"
لامست اصابعه بنعومة خصلة من شعرها الاسود و افلتت من شعرها المعقود كـ ذيل فرس, و قال: "عقابك سيكون مختلف تماماً."
سُمع طرق مفاجئ على الباب. احتاجت لوسي إلى بعض لحظات لتدرك ذلك, إذ كانت ضائعة بإحساس يصل من شعرها إلى اطرافها مروراً بعمودها الفقرى. كيف يمكنه ان يجعل جسدها كله يرتجف بمجرد لمسة واحدة؟



رجل ضخم اقصر من ماكسيمو لكنه بضعفى حجمه, اقترب منه. انحنى باحترام و قال: "سيدى!"
"ارمانو!"
تحدث الرجلان باللغة الايطالية, راح الأول يُصدر الأوامر بهدوء, و الثانى يتقبلها, و يتفهمها بإنحناءة من رأسه. حدقت لوسي بـ ماكسيمو, امير فاتن, متكبر و ثرى, يطلب منها الذهاب معه إلى ايطاليا.... و هى لوسي آبوت النكرة.... لا! قالتها لنفسها بقوة. هى ليست نكرة. إنها ام كليو, و هى لا تستطيع الإذعان لهذا المخطط الجهنمى, للذى يقدمه لها الأمير المدّعى. لن تطيعه.... إن أقل لمسة منه تجعلها راغبة فى الاستسلام له, و هذا يبرهن كم هو خطير. هذه فرصتها لتهرب مادام منشغلاً عنها, قبل ان يجرها إلى الجحيم بوعوعوده المضللة.
اتجهت بهدوء إلى الباب, فيما استمر الرجلان فى التحدث.
تنفست لوسي بعمق, ثم استدارت و بدأت بالركض. زأر الأمير الأسمر: "فيرما! توقفى, لوسي!"

ما ان اصبحت فى الخارج حتى لسعها الهواء البارد. اما الثلج المتساقط فجعل شعرها المعقود يطير فى الهواء, و يدفع نظارتيها عالياً. ركضت نجو سيارة الهوندا القديمة, التى اوقفتها خلف محطة الغاز. إنها مغطاة بالثلج و الجليد. ارتجفت يدها, و هى تضع المفتاح فى قفل الباب المتجمد من شدة الصقيع!
نظرت برعب من فوق كتفها, فرأت الأمير ماكسيمو يتجه نحوها بخطى سريعة, و عيناه الزرقاوتان باردتان و غاضبتان. حركت المفتاح بقوة اكبر بحركة يائسة, فانكسر على الفور. آهـ! الآن لم يعد لديها سيارة, فلا مجال لها للهرب.
شهقت لوسي, و استدارت هاربة, و هى تتعثر بالثلج, لكنها تمكنت من اجتياز الشارع نحو المدينة المهجورة. فى الجهة المقابلة من الفسحة الواسعة المظلمة رأت انوار السيارات فى الشارع. لكن ما ان وصلت إلى نهاية الموقف, حتى امسك بها. رمى على الثلج الناعم, و ضغطها بجسمه الكبير. امسك برسغيها, و ادارها لمواجهته. قاومت لوسي بشدة, لكنه تمكن من التغلب عليها. نظرت إلى وجهه القريبمنها, و جسده الدافئ القوى. إنها بالكاد تستطيع ان تشعر بالثلج البارد تحتها.
ضغط ماكسيمو بقوة على رسغيها: "باستا! قلت لكِ كفى! يجب ان تتعلمى الطاعة."
بدت الأشجار سوداء فوق رأسه, و اغصانها المليئة بالثلج تلوح كـ المخالب فى السماء الرمادية. مرت اشعة القمر من بين الغيوم, لتترك هالة من الضوء حول رأسه المغطى بالشعر الأسود.
صرخت بوجهه: "لن اطيعك ابداً.... ابداً!"
"سوف ترى!"
مرت تظراته على وجهها, و علمت لوسي انه سيقبلها. فى هذا الشتاء المظلم فى الساحة المهجورة, و هما بمفردهما بشكل مطلق, محاطان بالثلج و البرودة. شعرت بالنار تجتاحها من لمسته, و لم تعد قادرة على الحركة. لا! عليها ان تقاوم! من دونها, ستصبح طفلتها وحيدة و معرضة للمخاطر. سوفى تُرمى من ملجأ إلى ملجأ, كما حدث مع لوسي نفسها فى الماضى. إنها لا تستطيعالأستسلام. ستقاتل لتحمى كليو حتى آخر نفس لديها. همست: "دعنى, من فضلك! إن كنت تملك ذرة من الأنسانية.... أتوسل إليك ان تدعنى و شأنى."
تردد صوتها الهادئ فوق الثلج, و اختلط مع الصمت الكثيف. حدق بها ماكسيمو, و لمع ألم مفاجئ فى عينيه. ابتعد عنها على الفور تاركا رسغيها, ثم نهض على قدميه. قال بنبرة تدل على مدى سأمه مما يحدث: "كما ترغبين, كاراميا! ابقى هنا إن شئتِ. ساعود إلى الفندق."
شكراً لك! شكراً لك! شكراً لك! فكرت بحرارة و اندفاع.
نهضت بسرعة, و استدارت كى تركض. قال بصوت هادئ من ورائها: "فى النهاية, اري التأكد من أن ابنتك تنام بارتياح, و انها لم تفقد حصانها الأحمر الصغير الذى تحمله دوماً."
توقف قلب لوسي عن الخفقان فى صدرها.... اتسعت عيناها من شدة الخوف, و استدارت لتواجهه: "لماذا؟"
نظر إليها ببرود و إستهزاء واضحين, ثم قال بنبرة ساخرة: "آهـ! ألم اخبرك؟ احضر رجالى ابنتك إلى جناحى فى الفندق من ساعة تقريباً."



نهاية الفصل الثانى



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:00 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 02:04 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

3-أهذا حلم؟

"لن تتمكن من النجاة بفعلتك هذه!"
تلفظت لوسي بذلك للمرة العاشرة و هو يقود السيارة متجهاً إلى وسط مدينة شيكاغو. لم يبدو على ماكسيمو اى اثر للندم, و هو يوقف سيارته السوداء من نوع مرسيدس تحت الإشارة الضخمة لفندق دارك.
قال: "لا فكرة لديكِ كيف يمكننى ان انجو.... و من اكور كثيرة اخرى."
نزعت لوسي ثوب العمل الأزرق الفضفاض بغضب. كورته بيديها, و رمته على الأرض قائلة: "لا اعرف القوانين فى ايطاليا, لكننا فى شيكاغو. لا يمكنك ان تخطف احدهم, و تنجو بفعلتك!"
"هناك قوانين ضد الاختطاف فى ايطاليا, ايضاً." اوقف سيارته متابعاً: "لكنها لا تنطبق على قضيتنا الحالية. انا لم اخطف ابنتك."
"ماذا يسمى ما فعلته إذاً؟"
"علمت انك ستوافقين على عرضى. و ببساطة, اردت ان اسهل عملية رحلينا."









ابقى المحرك يعمل ببطئ, نزع عن صدره حزام الأمان, ثم خرج من السيارة. اتسعت عيناها ما ان رأته يعطى الموظف المنتظر ليأخذ السيارة إلى الموقف مئة دولار.
قال الشاب بفرح: "شكراً لك, سمو الأمير!"
و اسرع ليفتح باب السيارة المجاور للسائق من اجل لوسي, لكنها كانت تقريباً تجرى و راء ماكسيمو, الذى اصبح قرب الباب الرئيسي بخطواته الكبيرة. لمس الحاجب الضخم الجثة قبعته بـ إحترام كبير, و قال: "اهلاً بعودتك, سمو الأمير! سنة مجيدة, سيدى!"
اجاب ماكسيمو, و هو يبتسم باقتضاب: "غرازى! لك ايضاً."
اصبحت لوسي بقربه, قبل ان يصعد الدرج المؤدى إلى صالة الإستقبال. امسكت بذراعه, و قالت بغضب: "تمكنت من خداعهم جميعاً. أليس كذلك؟ اى امير انت! هم يعتقدون انك محترم و مهذب, لكنى اعرف حقيقتك. انت لست سوى..."
نظر ماكسيمو إلى يدها, ثم رفع نظره إلى وجهها. بدت نظرة عينيه اشد برودة من بحيرة ميتشيغن فى فصل الشتاء. قال" "سوى ماذا؟"
انفجر الغضب فى اعماقها, ما جعلها تقول بتهور: "لص, محتال.... و تخطف الأطفال."
امسكها ماكسيمو من كتفيها, فشعرت بقوة قبضتيه. نظر إليها كأنه برج يشرف من علو شاهق. بدا وجهه الوسيم قاسياً و بارداً اكثر مما كان عليه سابقاً, إذا ظهر شئ من الغضب و الاهتياج فى اعماق عينيه, لكنه يسيطر عليه بقوة إرادته. رفعت لوسي نظرات عينيها إليه, و شعرت فجأة بالخوف.
قال بنبرة منخفضة: "احذرى من إثارة غضبى!"
ابتلعت غصة و هى تتذكر ما قاله سابقاً, عندما وعدها ان يعاقبها كما تستحق المرأة ان تُعاقب. كذبت قائلة: "لست خائفة منك, و إن كنت تعتقد ان اصطحابك لىّ إلى غرفتك فى الفندق, لتجبرنى على إقامة علاقة معك, سيسبب الآذى لـ الكسندر, فأنت مخطئ تماماً."
ابتعد عنها ماكسيمو على الفور, و قال ببرودة: "لم اجبر يوماً امرأة على إقامة علاقة معى."
حدق بوجهها لبرهة, ثم طاف نظره من اعلى رأسها حتى اخمص قدميها, و تابع: "إن قررت يوماً أننى اريدك عزيزتى, فـ ستأتين إلى بإرادتك."
يا للتفاخر! تورد وجها من شدة الأنفعال و قالت: "كيف تجرؤ؟"
شعرت بالإذلال ختى عظامها. قال ماكسيمو ببرودة حاسمة: "أنتِ لستِ امرأة بالنسبة إلى. انت مجرد سلاح."
سلاح؟! تنهدت لوسي بـ غحباط و علقت قائلة: "ماذا تنوى ان تفعل بـ اليكس؟"
"لماذا تهتمين لأمره؟ أما زلتِ مغرمى به؟"
هزت رأسها قائلة: "بالطبع لا, لكنه والد طفلتى!"
كور ماكسيمو شفتيه, ثم ابتسم بسخرية قائلاً: "لا تقلقى! سيجبر على الاعتراف بها. من المؤكد انك لن تعترضى على ذلك."
اليكس لن يعترف بـ كليو مطلقاً! تمتمت: "لا! لا اعتراض لدىّ ابداً."
"كما انه سيخسر حصته فى الشركة, و هناك شخص آخر لا تعرفينه, سيخسر ايضاً."
"هذا الأمر لا يهمنى. فقط خذنى إلى ابنتى, و ان سببت لها الآذى او الخوف, اقسم لك....."

"أنا لا اُقدم ابداً على إيذاء طفل, سنيوريتا!"
تبعته لوسي عبر الدرج إلى صالة استقبال انيقة, يعود طرازها إلى عام 1920. السقف المرتفع يشع بالثريات الكبيرة, و تحتها رأت حشوداً مبتهجة, يتزينون بالماس, و البعض يرتدى المعاطف المصنوعة من الفرو, و كلهم يحتفلون بسهرة رأس السنة على انغام الموسيقي. قادها ماكسيمو عبر الضيوف المتأنقين نحو المصاعد االذهبية وراء قاعة الاستقبال. عندما اصبحا بمفردهما وراء الأبوب المغلقة, ضغط على زر الطابق العاشر. قالت لوسي بصوت منخفض: "انا حتى لا اعرفك, لذلك لا افهم لماذا تفعل ذلك. تحطف ابنتى, و تعمل على طردى من عملى, ثم تقلب حياتى رأساً على عقب."


استدار ماكسيمو لينظر إليها , ثم قال: " انى اقدم لك و لأبنتك, حياة مليئة كاملة بالرفاهية و الثراء, و فرصة للانتقام من الرجل الذى تخلى عنكما معاً."
قالت: "لكن الغرباء لا يسقطون من السماء لتقديم المال. لابد ان هناك ثمناً."
نظر إلى عينيها مباشرة, و قال: "و هل يشكل ذلك اى فرق بالنسبة لكِ؟"
فُتح باب المصعد, فخرج منه. شعرت لوسي كأنها أليس فى بلاد العجائب, و قد سقطت للتو عبر الممر الزجاجى. كانت الأرض المكسة باللونين الأصفر و الذهبى, تشع تحت الثريات المضاءة فى كل زاوية. توقف ماكسيمو عند احد الأبواب, و طرق عليه. فتحت السيدة بلوتزكى الباب, و اشرق وجهها ما ان رأت لوسي.
"أهـ, عزيزتى! يا له من يوم رائع! انا سعيدة جداً من اجلك. عندما اخبرنى حراس الأمير ماكسيمو انه سيأخذكما إلى ايطاليا...."
قاطعتها لوسي بسرعة: "أين كليو؟"
شعرت بالاستياء و الغضب من جليسة طفلتها لسذاجتها.
تراجعت المرأة إلى الوراء, و اشارت بيدها نحو الباب المجاور. وقفت عند إطار باب غرفة النوم المظلمة, تصغى إلى انفاس ابنتها الهادئة العميقة.
عندما تعودت عينا لوسي على الظلام, رأت كومة وسط السرير الكبير محاطة بالكثير من الوسائد. إنها طفلتها! الضوء القادم من ورائها عبر الباب بعث إضاءة عبر وجه كليو المتورد.
رأت لوسي ان الطفلة تمسك بحصانها الاحمر البالى, و تضمه إلى صدرها. دخلت بهدوء, فلامست شعر كليو بنعومة, و لفت الاغطية تحت ساقسها. لاحظت مدى نعومة الاغطية البضاء الكثيفة الزغب.
نظرت حولها ببطء: النوافذ تطل على بحيرة ميتشيغن, و السجادة كبيرة ذات زغب كثيف, كما ان الغرفة كلها تدل على الراحة و البذخ. إنها لا تشبه مطلقاً شقتهما الصغيرة, حيث النوافذ تهتز كلما مر القطار, وحيث البرد يظل قارساً طوال الشتاء, حتى لو قامت بضبط معدل الحرارة عند اعلى درجة, و حيث تظهر العناكب و الفئران بشكل دائم, بالرغم من محاولاتها الجاهدة لتنظيف المكان.

تحركت كليو فى نومها. مدت يديها و ساقيها فى ذلك الفراش الوثير, و هى تتنهد بالارتياح. شعرت لوسي بقلبها يصل إلى حلقها.
طفلتها تستحق حياة كهذه! لامست شعر ابنتها الناعم, و رأت كمى بيجامتها الباليين, فشعرت بغصة تكاد تخنقها. أليكس قال انه يحبها. تزوج بها, و توسلها كى ينجبا طفلاً. وعدها بان يؤمن لها و لطفلها الحماية و الأمان و الحب إلى الأبد. على الرغم من حذرها الطبيعى, سمحت لوسي لنفسها بأن تُغرم به, و ان تؤمن بالسعادة.....
كانت فى اوأخر ايام احلامها, و عندما عادت إلى المنزل ليلة عيد الميلاد حاملة بيدها اكياس الخضار و الطعام, و هى تغنى(اهدم الأسوار). دفعت الباب بوركها... يا للهول! وجدت شقتها خالية و مظلمة: ثيابه غير موجودة, و كذلك فرشاة اسنانه و حقيبة عمله, و الكمبيوتر. حتى خاتم زواجهما الذى تركته بعناية و حب فى صندوق صغير من المخمل على طاولة الزينة, لأنه لم يعد يناسب اصابعها المتورم بسبب الحمل, اختفى. كل شئ اختفى.....
مرت سنة, لوسي ما تزال غير قادرة على سماع اغنية (اهدم الأسوار) دون ان تشعر بالغثيان. لقد تخلى عنها الكس. هذا امر لم يعد مهماً له الآن, لمن ما يهمها هو انه ترك طفلته لتموت من الجوع. حتى انه حاول ان يُنكر ان كليو ابنته. لن تسامحه لوسي مطلقاً على ذلك, كما لم تسامح نفسها لأنها وثقت بكلامه المعسول. ما زالت تستطيع سماع همساته احياناً فى الليل: "احبك, لوسي! و سأعتنى بك دائماً."
يا له من كاذب! نظرت إلى ابنتها بحب و حناح. كليو لم تعرف والدها. إن تمكنت من رؤية اليكس, ستتمكن من اختراق ذلك العناد الأحمق النانى, و عندها سيدرك ما الذى فعله.
سيدرك انه يحب ابنته, و سيتصرف كـ اى والد نزيه, و عندها ستصبح ابنتها بأمان, مع والدين يعتنيان بها و يحميانها. هكذا ستمكن لوسي من إعطاء طفلتها الغالية الحياة التى تستحقها.
مهما كلف ذلك, و مهما كان الثمن. من اجل حياة سعيدة و لائقة لابنتها, ستقوم بأى شئ. ستعمل حتى الإرهاق, و ستبسع روحها و جسدها إن لزم الأمر.
بقرار مفاجئ, طبت لوسي قبلة على جبهة ابنتها متمنية لها ليلة سعيدة. تحدثت قليلاً مع السيدة بلوتزكى قبل ان تترك المرأة العجوز تخيط, و هى تراقب برنامج مسلياً على التلفزيون.
وجدت ماكسيمو فى القاعة الخارجية المطلية باللونين القشدى و الذهبي, متكئاً على الجدار بإنتظارها.
سألها بهدوء: "حسناً! ما هو قرارك؟"
رفعت ذقنها بتحد, و أجابت: "هل ستحظى ابنتى بالطعام الجيد, و بمنزل دافئ لتعيش سعيدة و آمنة؟"
"هذا صحيح!"
"هل سأتمكن من التحدث مع اليكس بنفسي؟"
لمعت عيناه, و اجاب: "اجل, بالطبع!"
"إذن سأوافق على عرضك."


نهاية الفصل الثالث



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:01 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 02:08 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


4-من أجل ابنتى




نظر ماكسيمو إليها , فيما لمعت عيناه بنور غريب, و هو يقول: "تعالى معى!"
امسك بيدها, فشعرت لوسي بذلك التيار الكهربائى, الذى شعرت به عندما لمسها من قبل. سار بها نحو الممر المؤدى إلى المصعد. وقف ماكسيمو وراءها فى المصعد, واضعاً يديه بتملك على كتفيها. بالرغم من إرادتها, اغمضت لوسي عينيها. الأمير الإيطالى يقف وراءها الآن. انه قريب جداً منها لدرجة انها تستطيع ان تشعر بحرارة جسده, اما هو فلا يرأها حتى امرأة.
قالت لنفسها بغضب: "هذا افضل!"
هى لا تريد التعلق بأى رجل. كل ما تهتم له الآن هى كليو, و تأمين حياة لائقة لها باى ثمن.
توقف المصعد عند الطابق الخامس, و قادها ماكسيمو حتى نهاية القاعة . سمعت ضحكاً و طقطقة اوانى من الفضة و الكريستال, و اصواتاً تتحدث الانكليزية و الايطالية مختلطة مع إصداء الموسيقى.




دفع ماكسيمو الباب. توقفت لوسي مكانها, و فغرت فمها. فى الزاوية البعيدة من الغرفة هناك فرقة موسيقية تعزف موسيقى (الشتاء) لـ فيفالدىى. تعرفت على اثنين من مشاهير هوليود و على سيناتور. المال و السلطة واضحين فى هذا الجناح تماماً مثل الموسيقى.
توقعت ان ترى جناجاً ضخماً فى الفندق, لكن....
"هذا قصر!"
"لا قصور لدى فى هذا البلد. هذا مجرد جناح ملكى."
بدا ماكسيمو مرتاحاً جداً. نزع معطفه و رمى به على المقعد المزين تحت المرآة المعلقة فى الداخل. مجرد جناح ملكى! لابد من قضاء ليلة واحدة هنا يوازى إيجار سنة كاملة لها.
"هل تقيم حفلة رأس السنة هنا؟"
نظر إليها, و بدت عيناه لامعتين و هو يقول: "سأحتفل قريباً بأكثر من ذلك. أبقى هنا!"
استدار عدد من الاشخاص المميزين ليحدقوا بها. امرأتان بالتحديد: إحداهما شقراء و الأخرى سمراء. همستل لبعضهما البعض شيئاً ما, و هما ترمقان لوسي بنظرات تقيمية. عضت لوسي على شفتها بتوتر, و قالت: "ربما يجب ان انتظرك فى الخارج."
"ستنتظرين هنا!"

بدت النبرة السلطوية واضحة فى صوته, كأنه يفرض الطاعة الفورية. تابع قائلاً: "إن تحدث إليكِ احدهم, فلا تشرحى سبب حضورك."
"حسناً!"
تمتمت و هى تفكر, كيف يمكنها ان تشرح شيئاً, و هى نفسها لا تفهم سبب و جودها هنا؟ راقبته يسير نحو طاولة الطعام و الشراب فى الجناح, و يتوقف مراراً للتحدث مع ضيوفه. كل امرأة فى الجناح بدت مصممة على إثارة انتباهه, بإستثناء المرأتين الانيقتين اللتين لاحظتا قدومها مع ماكسيمو. تقدمت المرأتانبخطى متأنقة متكلفة نحوها, كأنهما نسران كاسران. الشقراء الجميلة ترتدى ثوباً ضيقاً احمر اللون. نظرت إليها بإستهزاء, فأدركت لوسي فجأة انها تنتعل حذاء رياضى باليا, و ان شعرها اشعث, و ثيابها قديمة مزرية. لوت الشقراء شفتيها, و قالت: "ثياب انيقة."
تورد وجه لوسي من الخجل. فهى تعلم ان قميصها القطنى قديم الطراز, فقد كانت لامها. عملها اثناء الليل جعلها تعمد إرتداء ملابس فضفاضة و قديمة, بالإضافة إلى صورة الهرة الصغيرة التى على صدرها تجعل كليو تضحك دوماً. قالت الشقراء بتعالِ و غرور: "ٍمعت من قبل عن الفقراء, لكن هذا مثير للإشمئزاز. أليس كذلك آسميا؟"
حدقت السمراء الأنبيقة بـ لوسي, و قالت: "هيا, ارابيلا! يجب ان تكونى اكثر لطفاً. من المحتمل انها هنا لتنظيف غرفة الحمام."
جمدت اوصال لوسي. و تذكرت كيف كان الأولاديسخرون منها و هى طفلة. تنقلت امها فى الكثير من الأماكن, و كانت لوسي التلميذة الجديدة فى كل مدرسة تنقل إليها, و مع نظارتيها السميكتين و ثيابها المستعملة, بدت هدفاً سهلاًً للسهرية.
"آسميا! ارابيلا!"
ظهر ماكسيمو فجأة قرب لوسيا. انحنى إلى الأمام ليطبع قبلة على خد السمراء ثم الشقراء. و بسبب اهتمامه بهما رفعت المرأتان رأسيهما بدلال, و كأنهما زهرتان وصلهما نور الشمس.
تراجع ماكسيمو إلى الوراء, و وضع يده على ذراع لوسي قائلاً: "ارى انكما التقيتما بـ لوسيا!"
رمت آسميا لوسي بنظرة باردة, ثم تظاهرت كانها تضحك بنعومة, قبل ان تقول: "آهـ! أهى صديقتك؟ اعتقدت انها الخادمة. كم انت غريب الأطوار, ماكسيمو؟ لِم تذهب إلى الخارج لتحضر المبرغر, بينما تستطيع ان تستمتع بكبد البط فى رفاهية جناحك؟"
من الواضح انها لا تتحدث عن الطعام! كانت تلك القشة الأخيرة فى تلك الليلة المليئة بالاحداث المزعجة. علقت لوسي بنعومة: "تناول كبد البط غير مسموح به فى شيكاغو, آسميا! ولا استطيع ان اتخيل ان اياً كان يجد كبد البط المهروس شهياً, على اية حال."
نظرت إلى السمراء بدءاً من رأسها إلى ثوبها القصير جداً ثم إلى حذاءها ذى الكعب العالي, و تابعت: ".... فهو دسم جداً و مزعج."
ضاقت عينا آسميا, و قالت: "ماذا, ايتها الصغيرة....؟"
قال ماكسيمو: "إعذرانا!"
اخفى ابتسامته, و هو يبعد لوسي بإتجاه احد الأبواب. قالت آسميا بصوت عال, ما ان وصلا إلى باب غرفة النوم: "تكاد الساعة تعلن منتصف الليل, ماكسيمو! لا تنسي قبلتنا عند منتصف الليل!"
قالت الشقراء: "لا! سيقبلنى انا."
أغلق ماكسيمو الباب بقوة وراءهما, و ما ان فعل ذلك, حتى اختفى كل ضجيج الحفلة, و اصبحا بمفردهما فى غرفة النوم. فركت لوسي رسغها, و تمتمت: "آسفة!"
مع انها فى الواقع لا تشعر بأى آسف.
"آسفة..... لماذا؟"
لكونى فظة مع عشيقتك."
حدق بها ماكسيمو, ثم قال بإستهزاء: "هل تقصدين الليدى آرابيلا, أم الكونتيسة بدنفغورد؟"



الليدى؟ الكونتيسة؟ من الواضح ان الالقاب الملكية أمر عادى فى عالم ماكسيمو.
"اختر ما تشاء!"
رفع كتفيه, و قال: "من الصعب ان افكر فى علاقة عابرة مع امرأة ما تجعل منها عيقة."
"أتقصد انك اقمت علاقة عاطفية مع كل منهما؟"
بدا صوتها المصدوم كـ الصرير. تكور فمه عن ابتسامة, قبل ان يقول: "هناك الكثير من النساء فى حياتى, لكن الرجل المحترم لا يتكلم عن علاقاته الغرامية."
"أى رجل محترم؟! إنهما مغرمتان بك. اوشكتا على تمزيق عينى لمجرد اننى معك!"
"اشك بذلك. على اية حال.... إن اختارت اى امرأة ان تُغرم بى, فعليها ألا تلوم سوى نفسها فقط. انا واضح جداً, فأنا لا ارغب فى الاستقرار او فى تقديم قلبى لـ امرأة واحدة. إننى مخلص فقط لثلاثة امور."
شبكت لوسي ذراعيها فوق صدرها, و سألته بنزق: "و ما هى؟"
"الوفاءء لعائلتى, و حريتى الشخصية, و نجاح شركتى."
امسك بزجاجة من الكريستال مليئة بالشراب, و سكب منها فى كوبين. حدقت لوسي بالكوب الذى قدمه لها, و قالت: "أسمع! أعلم انها ليلة رأس السنة, لكنى لست فى مزاج جيد. إن أردت الاحتفال, لِمَ لا تسأل إحدى الأميرات فى الخارج مشاركتك ذلك؟"

رفع ماكسيمو حاجبيه بمرح, و قال: "من المؤكد أنكِ لا تشعرين بالغيرة!"
"كل ما فى الأمر أننى اشعر بالآسف عليهن. هذا كل شئ."
"لدى آسميا و ارابيلا تأثير على بعض الجماعات المهمة, و مع اننى فقدت أى اهتمام شخصى بيهما, فأنا لا ارى سبباً لأقطع كل رابط بيننا. أنا اتاجر بالاشياء الفاخرة, و الآن سأحتفل بالحصول على شركة جديدة, رغبت بالحصول عليها منذ سنوات طويلة..... ستصبح الشركة لى فى غضون ساعة واحدة. ربما سمعت بها.... إنها فيرازى!"
فيرازى! إنها معجبة بالحقائب اليدوية التى تنتجها تلك الشركة, و التى يبلغ ثمن الواحدة منها 3000 دولار. إنها حقائب جميلة الطراز, جلدها ناعم كالصوف و صلب كالفولاذ. لكن هل تستحق سعرها؟ 3000 دولار ثمن لحقيبة يد؟! هذا امر فى منتهى الجنون!
بدا كأن ماكسيمو ينتظر تعليقها, فشعرت ان من الفظاظة ان تنقد الشركة التى سيمتلكها قريباً. حاولت ان تبدو مهذبة و هى تقول: "فيرازى, أجل!"
ضغط ماكسيمو باصابعه على الكوب الذى يمسك به, و سالها بنبرة قاسية: "ما الذى تعرفينه عنها؟"
عضت لوسي على شفتها, ثم قالت و هى تتنهد: "عملت مرة فى قسم لأدوات التجميل فى نيمان ماركوس, و بالطبع عرفت حقائب فيرازى. و كأنك تسألنى إن كنت قد سمعت بعطور شانيل او برادا. هل ستشترى الشركة؟ لا شك انها تساوى ملايين."
ابتسم ببرودة, و اجاب: "بل مئات الملايين."
فتجت فمها مندهشة, ثم اقفلته و هى تتمتم: "من الواضح انك تمتلك الكثير من المال."
"من الواضح ايضاً ام الصدق لديكِ اهم من التحدث بلباقة. خذى!"
ما ان سمع طرقة على الباب حتى دفع الكوب إلى يدها, و وضع الزجاجة جانباً, لكى يرى من الطارق. قدم له رجل نحيل يرتدى بذلة رسمية مغلفاً. سألت لوسي: "ما الأمر؟"
اغلق ماكسيمو الباب وراءه, ثم فتح المغلف, و نظر إلى الأوراق. قدم لها المغلف, و قال: "هذا لكِ كى توقعى عليه."
وضعت كوبها على طاولة زجاجية, ثم فتحت المغلف و هى مقطبة الجبين من الحيرة و الاستغراب. سألته: "ما هذا؟"
"اتفاق مسبق على الزواج."
"لكن.... من سيتزوج؟"
"أنا و انت."



نهاية الفصل الرابع



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:03 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:23 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5-ماذا بعد؟

رفعت لوسي نظرها عن المغلف, لتحدق بالامير الوسيم امامها. قالت بصوت كـ النعيق: "ما الذى تتحدث عنه؟"
"ما سمعته بالضبط."

"قلت انك لن تتزوج مطلقاً من اى امرأةة, و الآن تريد الزواج بىّ؟!"
"سي!"
"لماذا؟"
اجاب بنعومة: "لنبدأ بكِ انتِ, يمكنك ان ترغبى بالزواج منى من اجل منازى الملكية المنتشرة فى كل انحاء العالم, و من اجل ثروتى الضخمة. بإمكانك ان تشترى كل ما ترغبين به بدون اى سؤال او إحراج, و لن تحتاجى مطلقاً إلى العمل ثانية. ستنتقلين بين اوساط المجتمع الراقى, و ابنتك ستذهب إلى افضل المدارس...." تقدم خطوة نحوها متابعاً: ".... ثم هناك اللقب."
كررت بضعف: "اللقب؟"









اصبح قريباً منها. لامس خصلة من شعرها, مازالت رطبة بسبب سقوطها على الثلج, و قال: "إينما ذهبت و حتى آخر يوم فى حياتك, ستُعاملين على إنكِ اميرة: الأميرة لوسيا دواكيلا."
لوسي.... أميرة؟! فجأة شعرت بجفاف فى فمها, فرفعت الكوب, و شربته برشفة واحدة, لكن فمها بقى جاف. رطبت شفتيها بلسانها, ثم رفعت بصرها نحوه. حدق ماكسيمو إليها بنظرة متفحصة, فاصبحت مدركة لوجوده بقوة.
همست: "لكن الناس لا يتزوجون من اجل المال. إنهم يفعلون ذلك لأنهم يهتمون لبعضهم البعض, و يرغبون فى تمضية حياتهم معاً."
"أحقاً؟"
وضع يده على كتفها, ثم مرر إصبعه على عنقها حتى خدها. رفع ذقنها بنعومة, و نظر إليها ببطء, كأنه يقيم شكل وجهها تحت نظارتيها و شعرها الاشعث. اخيراً حدق بعينيها. قال على نحو مفاجئ: "ربما انتِ على حق. يمكن لهذا الزواج ان يوفر اكثر من مجرد المال. ربما يمكننا ان نتمتع بعلاقة زوجية ايضاً."
"ماذا؟"
ابتسم لها ابتسامة ذات مغزى و اجاب: "اظن ان الأمر سيكون أكثر تشويقاً مما اعتقدت. سأجعلك تعيشين اوقاتاً لم تعرفيها من قبل. سأجعلك تتأوهين من السعادة حتى تنسين اسمك."
اغمضت لوسي عيناها, إذ ادركت انه قادر على ذلك. مجرد سماعه يقول ذلك, و هى تشعر بلمسته على بشرتها, يبدو كافياً ليجعلها تنسي اسمها منذ الآن. لامست اصابعه عنقها بلطف, فشعرت برجفة تجتاحها حتى اصابع قدميها. تمتمت: "لكنك قلت.... إنك لا تريدنى. قلت اننى لست من نوعك المفضل."
"أرى الآن اننى كنت مخطئاً."
ظل يلامس عقها بنعومة اصابعه, متابعاً: "انت تمتلكين جمالاً اص بك وحدك.... مختلفة عن اى امرأة قابلتها من قبل. و ما من سبب يمنعنا من الاستمتاع بزواجنا القصير. يمكننى ان اريك ما هو الحب الحقيقى, و كم يمكن لهذا الحب ان يكون عاصفاً."
شعرت بقلبها يتلوى فى صدرها, فقالت: "الحب؟"
"تزوجى بىّ, و بالكاد ستلامي قدمالكِ الأرض."
آهـ! انه ذلك النوع من الحب. بالطبع! ماذا يمكن ان يقصد غير ذلك؟ شاب مستهتر مثل الأمير دواكيلا لن يتورط عاطفياً باى علاقة.
همست لوسي: "لكنك قلت إنك لن تتزوج ابداً. لماذا إذا الآن, ماكسيوم؟ و لماذا انا؟"
"أنتِ تقللين من قدر نفسك." مرر يديه على ذراعيها, و تابع: "أنتِ لا تعرفين قيمة ذاتك, لوسيا!"
تنفست بعمق لتهدئ من توترها. لماذا يحاول هذا الأمير ان يجعلها تعتقد انه يتوق إليها؟ ألأنه يخشى ان ترفض عرضه؟ إدراكها لهذا الأمر اعطاها القوة لتبتعد عنه. ضاقت نظرة عينيها و هى ترفع ذقنها بعناد: "أنت لا تعرض علىّ الزواج لأنك تعتقد اننى جميلة." قالت ذلك بهدوء , رفعت المغلف بوجهه, مما جعل الأوراق تصدر صوتاً فى داخله. تابعت: "توقف عن محاولة إغوائى. أنا لست واحدة من اولئك النساء اللواتى هنّ رهن إشارتك. قل لىّ لماذا تريد الزواج بىّ, و من الذى سيتأذى بسبب زواجنا؟ و كيف؟"
تحرك ماكسيمو ليقترب منها اكثر, رافعاً راحتى يديه ليلمسها: "كارا!"
ابتعدت عنه اكثر, كى لا تصل إليها يداه, و تابعت: "أريد الحقائق واضحة, و كما هى بالضبط."
تبدلت ملامح وجهه. و فجأة, ضحك بصوت عالى: "برافو, سنيوريتا!"
قال ذلك و هو يصفق بيديه, و يتابع: "أنت المرأة الأولى التى تقاومنى منذ ان اصبحت فى الخامسة عشر من عمرى. برافو!" هز رأسه بإستغراب, و اكمل: "احترم ذكاءك."
تورد وجه لوسي, و شعرت بسعادة لا تقدر بسبب مديحه.
"و بما انكِ لم تتركى لىّ أى خيار...." اخذ المغلف منها, ففتحه على الطاولة القريبة, و تابع: "هذه هى الحقائق الواضحة كما تريدينها. سيستمر زواجنا تقريباً ثلاثة اشهر, و سأسمحك لكِ بإنفاق ثروتى كأنها لكِ. بالمقابل, سيكون لىّ السيطرة الكاملة على كل اموالك و ممتلكاتك فى المستقبل."
توقف عن المتابعة. رفع نظره ليحدق إلى عينيها, و يقول: "هل تجدين ذلك غير عادل؟"
ضحكة بمرارة و هى تقول: "ممتلكاتى كلها سيارة هوندا قديمة بالكاد تعمل, و إن اردت ان تديرها, فـ لك ذلك."
"فى النهاية زواجنا, سيتوجب علىّ ان ادفع لك القيمة المتوسطة لكل ما املك...." قلب صفحة اخرى و تابع: ".... بالإضافة إلى تعويض مالى يُقدر بعشرة ملايين دولار عن كل شهر من زواجنا."
حدقت به لوسي غير قادرة على فهم كلامه. قالت و هى تكاد تختنق: "ثلاثون مليون دولار؟"
"سي!"
اغمضت لوسي عينيها. بإمكانها ان تمضى ايامها مع طفلتها, و ستحظى كليو بالأفضل دوماً: افضل المدارس, أفضل الألعاب, أجمل الثياب.... و سوف تتلقى دروساً فى البالية فى اللغة الإيطالية و فى الموسيقى.... ستتمكنان من الحصول على البيت الصغير الدافئ الذى حلمت به لوسي دوماً, و بإمكانهما ان تشتريا اكبر شجرة ميلاد فى السوق التجارى كله. ستحظى كليو بـ حصان لتمتطيه, لا..... سيصبح لديها اصطبل فيه افضل الخيول, و ستجوب العالم بالسفن الملكية, و تتعلم فى هارفرد.... حاولت ان تبقى هادئة, لكن يديها راحتا ترتجفان.
"لكن.... ماذا تتوقع منىّ ان افعل؟"
"اتوقع منكِ ان تظهرى امام الجميع كزوجة مُحبة بكل طريقة ممكنة, و ان تشرفينى و تطيعينى."
رطبت لوسي شفتيها و سألت: "هل على ان افعل شيئاً غير قانونى؟"
"لا!"
اصبحت فجأة قادرة على التفكير بالأمر. قالت: "فقط لمدة ثلاثة اشهر؟"
"هذا ما اظنه." اصبحت نظرة عينيه مبهمة و هو يتابع: "أنا انتظر وفاة رجل ما رجل لا تعرفينه."
هذا التصريح قضى على امالها بسرعة. قالت: "آهـ!"
"إنه عجوز و مريض. عندما يموت سننفصل, و ستصبحين اغنى مما حلمت به يوماً."
ابتلعت لوسي غصة و هى تقول: "انتظار شخص ما ليموت... عمل شرير. أليس كذلك؟"
"جميعاً سنموت يوماً ما كارا!"
"هذا صحيح!"





عضت على شفتها, و اخذت تتجول فى غرفة النوم, ثم استدارت و هى تشهق قائلة: "ان لت تقدم على اى عمل لتسبب له الموت؟"
لمعت عيناه بالضيق, و قال: "اتعتقدين اننى قاتل؟"
"انا فقط احاول ان افهم."
دفع المغلف نحوها, و قال: "لا تحاولى! فقط وقعى هذه."
"انتظر من فضلك!"
ضغطت بإصابعها فوق جفنيها. فكرى! كل ما قاله, و كل حيلة قام بها لإغوائها, و كل طلباته الموجزة و الغامضة, تختلط جميعها فى ذهنها, و تصل إلى نتيجة واحدة: لماذا يرغب امير وسيم ثرى فى الزواج بها؟ سألته: "ما السر المتعلق بىّ وحدىّ, و الذى يجعلنى استحق ثلاثين مليون دولار؟ و ما علاقة اليكس بذلك؟"
نظر ماكسيمو إلى الجهة الآخرى, فيما ضغط بقوة على اسانه. و عندما نظر إليها من جديد, بدت عيناه الزرقاواتين باردتين: "قدمت لك عرضاً جيداً. إن لم يعجبك يمكنك ان تقولىّ لىّ اذهب إلى الجحيم, و تعودى إلى حياتك القديمة."
إحساس مفاجئ بالخوف تغلب عليها. اتعود إلى حياتها القديمة؟ اتوقظ كليو من سريرها الناعم فى الطابق العلوى, و تعيدها إلى شقتهما الباردة كـ الجليد و المليئة بالفئران و الحشرات؟"
"آهـ!"
دفع بعقد ما قبل الزواج نحوها على الطاولة, و قدم لها القلم و هو يتابع: "وقعى هذه الأوراق, و تزوجى بىّ."
"لكن.....!"
"لا مزيد من النقاش. اتخذى قر ارك الآن."
حدقت بالقلم المُقدم إليها. ستكون حمقاء إن وقعت هذا الإتفاق من دون ان يشرح لها المحامى الكلمات القانونية المبهمة. كل ما تعرفه هو انها ستوقع على حياتها هنا, بالزواج من رجل لا تعرفه. لكن زواجها من هذا الأمير الوسيم الأسمر, سيجعلها تتحول من ام بائسة وحيدة إلى اميرة قوية. ستُصبح غنية لدرجة ان ابنتها و حفيدتها و حفيدة حفيدتها سيتمكن من عيش حياتهن بسعادة و هن قادرات على الحصول على ما يرغبن به. ستكون حمقاء إن لم توقع على الأوراق! اخذت لوسي القلم منه ببطء. الأمر بسيط للغاية: إما ان تتحمل هذه الماطرة, او تُعيد كليو إلى حياتهما القديمة. ستفوت دفع شيك من اقساط سيارتها و ستفقد عملها! ثلاثون مليون دولار رقم يفوق مقدرتها على التخيل, و مع ذلك مازالت مترددة....
"وماذا بشأن..... العلاقة الزوجية؟"
"ماذا بشأنها؟"
قالت لوسي و قد تورد وجهها: "أنا لن اشاركك غرفة نومك."
ابتسم ماكسيمو بمكر, و قال: "آه! سنرى."
ضغطت على الفلم بيدها, و قالت: "لا! سأكون حمقاء إن اُغرمت رجل مثلك."
"نحن لن نتحدث عن الغرام. كان لدىّ الكثير من العلاقات, و لم اعانِ مرة من تحطم القلب. الأمر يقتصر على علاقات جسدية عابرة."
حسناً! لهذا السبب بالتحديد تريد التأكد من انه لن يلمسها مطلقاً. امير عابث مثل ماكسيمو يمكنه إغواء اى امرأة بوسامته و جاذبيته, لكن لوسي لا يمكنها تجاهل قلبها. لا تستطيع ان تقيم علاقة معه إن لم تكن مغرمة به. تحطم قلبها من قبل, و هذا كافٍ لها. عليها ان تحمى نفسها من اجل كليو. تريد ان تكون اماً حنونة مرحة, ليس ام محطمة كـ صدفة فارغة.
رفعت لوسي ذقنها قائلة: "لا يهمنى ما تفكر به. لن اُجبر على مشاطرتك سريرك."
"هل تعتقدين حقاً اننى ساجبرك على ذلك, كارا؟"
مرر ماكسيمو إصبعه على شفتيها بنعومة. شعرت بخشونة بشرته على فمها الناعم. سيطرت علسيها ارتعاشة قوية, و كأنها زهرة تتفتح للحياة. ابتسم قائلا: "إن قررت أن اغويكِ, فستصبحين لىّ."
فكرت ان ما قاله صحيح, و حدقت به بإنبهار. شهقت فجأة, و ابعدت رأسها بسرعة. قالت بغضب: "لن اكون ابداً لك. ابداً!"
"أهذا تحدٍ؟ يا للروعة!!"
مرر يده على خدها, و تابع: أنت مليئة بالمفاجآت."
ادركت انه سيقبلها ما إن اقترب منها. امرت نفسها بأن تقامه, لكنها لم تستطيع ان تتحرك, و هو يحنى رأسه نحوها. فى اللحظة نفسها سمعا طرقة على باب غرفة النوم.
"هذه هى فرصتك الأخيرة."
نظر ماكسيمو إليها, ثم امسك بذقنها متابعاً: "وقعى على الاتفاق, او عودى إلى حياتك القديمة. عند منتصف الليل, سينتهى عرضى."
إنه منتصف الليل تقريباً الآن! نظرت لوسي إلى الساعة المعلقة على الجدار, ثم تنهدت بعمق. ضغطت على القلم, و قامت بما علمت ان عليها القيام به: انحنت فوق المكتب, ترددت لحظة ثم وقعت اسمها على الورقة. فى اللحظة التى انتهت فيها من التوقيع, اخذ ماكسيمو القلم من بين اصابعها. بدت ملامح وجهه غامضة حين قال: "حسناً!"
شعرت لوسي انها ارتكبت خطأ ما... و كأنها باعت روحها للشيطان. اهذا ما فعلته؟ همست لذاتها من دون ان تصدر اى صوت: "من اجلك, طفلتى! مهما حدث لىّ ستكونين انتِ بأنام."
فتح ماكسيمو الباب, و دخل رجلان إلى غرفة النوم.
قال لها: "هذا محامى, ستانفورد والش, و القاضى دان فون الذى سيكتب عقد زواجنا."
"الآن؟"
"سي!"
مد ماكسيمو رأسه خارج البا, و تابع: "آسيما! أرابيلا! تعالا إلى هنا, بارفافورى."
قالت الكونتيسة بدلال: "أجل, ماكسيمو!"
و اجابت الشقراء بإشراق: "ما الذى تريده, سمو الأمير؟"
قدم ماكسيم لهما اكثر ابتساماته سحراً و جاذبية, قبل ان يقول: "اريدكما ان تشهدا على زواجى."

نهاية الفصل الخامس



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:03 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:30 AM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:04 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:32 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



7-الأميرة الضائعة

بالكاد تعرفت لوسي على نفسها, و هى جالسة فى المقعد الخلفى فى السيارة الرولز رويس, مسافرة من ميلانو إلى بحيرة كومو بعد ظهر ذلك النهار.
ما الذى حدث لـ الأمير المتفاخر الأنانى؟ منذ وصولهما إلى ايطاليا, غدا ماكسيمو شخصاً رائعاً. أمضى فترة الصباح كلها, و هو يتبعها من متجر مميز لـ الاطفال إلى آخر. حمل الحقائب و اخذ يدفع عربة الأطفال الجديدة التى اشترياها لـ كليو. و عندما امتلأ صندوق سيارة الرولس بثياب الطفلة, اتخذ موقفاً حاوماً مصراً على انه حان الوقت لتشترى ثياباً لنفسها.
من برادا إلى شانيل, ثم فرزاتشي و فالنتينو. انتظر بصبر فى كل متجر. راح يقرأ القصص لـ كليو حتى استسلمت للنوم فى عربتها, فيما لوسي تقيس الثياب. و عندما كانت تخرج من غرفة تبديل الثياب متوردة الوجه من الخجل, كان يعطى رأيه فى كل زى, و عيناه تلمعان بحرارة الاعجاب, و احياناً يتمتم: "بليسيما."

فى المتاجر, أخذ الجميع بمدحها و يطرى عليها, منتظرين خدمتها بفرح و رضى. آخر مكان اتجهت إليه, هو اشهر منتجع مترف فى ميلانو. كان هناك ستة اشخاصفى انتظارها. الأول وضع مساحيق التجميل على وجهها و الثانى اهتم بشعرها, اما الباقون فمنهم من اعتنى بأظافرها و منهم من دلك كتفيها, فيما احضر لها احدهم قهوة امريكية. تم تبديل نظارتى لوسي بعدستين لاصقتين, اما شعرها المعقود كـ ذيل فرس فتم قصه و غسله, ثم تصفيفه بعناية حتى اصبح أملس ناعماً كـ الحرير. كما ان زينةوجهها بدت طبيعية و بدون اى مبالغة. ارتدت لوسي قميصاً انيقاً جداً و تنورة ضيقة تحت معطف صوفى ذى حزام عريض. لم تشعر يوماً انها امرأة انيقة كما هى الآن. نظارتيها القديمتين و كل ما تحتاجه كليو, اصبحت الآن فى حقيبة جلدية من ماركة فيرازى. حقيبة ثمنها ثلاثة آلاف دولار!
وضعت فردتى حذائا ذى الساقين العاليتين فوق بعضهما, و لامست اصابعها حبات اللؤلؤ النادرة التى تحيط بعنقها. لابد ان وجهة نظر ماكسيمو صحيحة. ربما تُبدل الثياب فعلاً نظرة المرء إلى نفسه! هذا لا يعنى انها ستعترف له بذلك, فهو متفاخر جداً و معتد بنفسه بما يكفى. قال و هو ينظر إليها بدهشة: "أنتِ فعلاً رائعة, كارا!"
تورد وجهها, و نظرت إليه من فوق مقعد كليو قائلة: "كنت اتمنى ان تقول إننى مقبولة كـ زوجة لك."
"مقبولة؟! ديو سانتو! سي بليسيما. انت جميلة جداً, لوسيا!"
لوسيا! شعرت تقريباً و كأنها تليق بهذا الأسم و هى ترتدى هذه الثياب, و تركب سيارة ليموزين متوجهة إلى فيلا إيطالية, و متزوجة من امير. اسم جديد, مظهر جديد, و امل جديد. ما زال يقلقها ان زواجهما سيستمر حتى وفاة رجل عجوز مسكين, لكن كما قال ماكسيمو, الناس يموتون كل يوم, فالعالم مكان قاس و مظلم, و لوسي تعرف ذلك من خلال التجربة. امها ماتت حين كان فى الثانية عشرة من عمرها, كما انها لم تعرف والدها قط. اما كليو فلن تعرف بعد اليوم حياة غير مستقرة و محفوفة بالمخاطر. ستعيش بأمان, و ستتمتع باستقرار مادى. بعد ان تتحدث مع الكس, سيعود والدها إليها. ستتأكد لوسي من حدوث ذلك.
نظرت إلى طفلتها الجالسة على مقعد الاطفال الموثوق بشدة إلى مقعد السيارة. هى ترتدى فستاناً زهرى اللون ذا ياقة ضيقة حول عنقها بدلاً من بيجامتها القديمة البالية, اما دورباها فـ ابيضان من القطن الناعم و حذاؤها من الجلد الابض ذو حاشية من جلد الخروف. خزانة ثيابها الجديدة ستناسبها حتى تصبح فى الثالثة من عمرها, بثياب تتنافس مع بعضها من حيث النعومة و الجمال. نظرت إلى ابنتها الغالية السعيدة, فطفرت دموع الامتنان من عينيها.
استدارت لوسي لتنظر إلى زوجها. ابتسمت من خلال دموعها, و همست: "شكراً لك! لا استطيع ان اشكرك كفاية على هذا."
"على التسوق؟" بدا ماكسيمو مندهشاً من كلامها. اخفض حاجبيه و تابع: "لا تشكرينى! بدأت اشعر بالندم لأننى فكرت بذلك منذ البداية, فـ انت تبدين جميلة جداً, و كل رجل يراك سيتمنى لو انك زوجته. فى الواقع, بدأت افكر بتلك القميص الفضفاضة."
نظرت لوسي إليه, فيما حبست انفاسها. فغمزها بعينيه اللتين تشعان بحرارة اشبه بشمس أيار. إنه يغازلها.... حاولت ألا تتجاوب معه, و ألا تدعه يؤثر بها. مع ذلك تورد وجهها, و اضطربت انفاسها. قالت: "انت رجل يُصعب إرضاؤك."
"غير صحيح! ما اريده هو ان تكونى سعيدة."
بدت نظرته اشبه بجدول صافٍ ادفأ روحها, و انعش قلبها بنوره و حرارته.
لا! لايمكنها ان تنجذب إليه. لا يمكنها أن تدعه يغويها. لا يمكنها ان تمنحه جسدها او قلبها. عندما يتركها ستغدو مجرد حطام. ثلاثة اشهر..... فقط ثلاثة اشهر, و ستصبح هى و كليو بأمان إلى الابد, فهل يصعب عليها ان تقاوم رجلاً لمدة ثلاثة اشهر؟ آهـ! إنه امر فى منتهى الصعوبة, لا سيما ان الرجل هو الأمير ماكسيمو دواكيلا! عضت على شفتها, و استدارت لتنظر إلى الخارج عبر النافذة, فيما هما يتحركان على الطريق الوحيد المغطى بالثلج الممتد امامهما. حتى فى ايطاليا, يحمل الشتاء برداً و ثلوجاً, لكن الشتاء هنا مختلف عن شتاء شيكاغو, فهو اكثر دفئاً, و بحيرة كومو ه قصة خيالية عن شتاء إيطاليا. إجتازت الليموزين الطريق الضيقة لتدخل إلى القرية متصلة بالجبال, فيما بدت الثلوج تحت اشعة الشمس مشعة كـ الماس على حدود بحيرة من الياقوت الأزرق.
قال ماكسيمو: "أكيلينا, قريتى."
نظرت لوسي إلى خارج نافذتها بتعجب. رأت القرويين يتجولون فى الشارع الريئسي تحت اشعة الشمس, يتحدثون مع بعضهم أمام متاجر مزينة و رائعة الجمال. رجال بعيون مشرقة يرفعون قبعاتهم للتحية, ما ان تمر سيارة الرولز رويس امامهم. اما الأمهات الشابات اللواتى يدفعن عربات اطفالهن, فرحن يشرن بأيديهن إلى السيارة لـ اطفالهن المتوردى الخدود. فيما ركضت مجموعةمن الأولاد تتراوح اعمارهم ما بين السادسة أو السابعة, وراء السيارة فى الشارع, و هم يصرخون بأعالى اصواتهم معبرين عن فرحتهم.
نظرت لوسي إلى ماكسيمو مندهشة و قالت: "كم هذا جميل!"
ابتسم لها, و شعرت كأن عيناه تداعبانها قبل ان يقول: "يسعدنى انها اعجبتك."
شعرت لوسي بجسدها يهتز من نظرته, فوبخت نفسها بغضب قائلة, كفى! إنه لا يعنى شيئاً بالنسبة لكِ. لكن جسدها بالقرب منها, بدا لها المقعد الخلفى الفسيح صغيراً جداً. نظرت إلى البعيد و هى تقول بصوت حاولت ان يبدو هادئاً: "هل اوشكنا على ان نصل إلى..... ما اسمها؟"
"فيلا ايشلو. أنها منزل عائلتى منذ اجيال عدة. خسرناها لفترة قصيرة عندما كنت طفلاًً, و الآن عادت إلى." ابتسم لها ماكسيمو, و تابع: "أنها لكِ ايضاً, لـ الاشهر القليلة القادمة."
ابعدت كليو زجاجة الحليب الفارغة, فسقط حصانها الأحمر من حضنها. سرعان ما اخذت تبكى. انحنى كل من ماكسيمو و لوسي فى الوقعت عينه, و لامست اصابعهما الفرو. ابعدت لوسي يدها بسرعة, كما لو ان ناراً لسعتها. اخفى ماكسيمو ابتسامة كادت تظهر على وجهه, ثم رفع الحصان المحشو, و سلمه إلى كليو. قال لـ الطفلة: "تمسكى بلعبتك بعناية اكبر."
قطبت لوسى جبينها متفاجئة. كيف يجرؤ على ان يأمر ابنتها هكذا؟ ثم رأت ابتسامة كليو, التى مدت يدها نحو انفه, و علا صوت ضحكتها كـ رنين الجرس. حرك ماكسيمو عينيه بمرح, فبدت عيناه دافئتين, و تشكلت بعض التجعيدات حولهما, مما جعل لوسي تحبس انفاسها. قالت باستغراب: "انت تبلى حسناً معها. ألديك اطفال؟"
اختفت الأبتسامة من على وجهه, و تبدل مزاجه على الفور. قال بضيق, و هو يتراجع إلى الوراء: "لا! انا لم اتزوج من قبل."
"لكن هذا لا يعنى....."
"لا اؤمن بوجود اطفال خارج الزواج. فهذا عمل غير مسؤول."
تورد وجهها, و هى تشعر بأهمية كلامه. من الواضح انه يعتقد انها غير مسؤولة بسبب هشاشة زواجها. شعرت بغصة تكاد تخنقها. لقد وثقت بكلمات الكس الجميلة و بوعود الحب و الوفاء. اوجدت الأعذار له. كيف لا تفعل ذلك, و قد تقدم لخطبتها و قدم لها خاتماً ماسياً, و تزوج منها بعقد صورى, لكنه فجأة اخذ يتردد فى تحديد يوم الزفاف الكنسي. كما هى حمقاء! ظنت انها وجدت رجلاً حقيقياً, و منزلاً حقيقياً, و عائلة حقيقية بعد سنوات طويلة من الوحدة و الفراغ. تخلت عن كل شئ. رمت جانباً منحتها الجامعية التى عملت جاهدة للحصول عليها, و تخلت عن فرصة حصولها على وظيفة عاملة فى مكتبة المدرسة.
رمشت بعينيها لتبعد الدموع الت تشكلت فيهما, ثم نظرت إلى البعيد. لا يمكنها مطلقاً ان تسمح لنفسها بنسيان الألم الذى عانت منه. لا يمكنها ان تكون ضعيفة هشة كما كانت من قبل, فهى الوحيدة التى تحمى ابنتها و المعيلة الوحيدة لها.
قال ماكسيمو: "الأطفال بحاجة إلى عائلة مستقرة."
طغى عليها احساس بالذنب و اللوم من جديد. هزت رأسها, و قالت يغضب: "هل تعتقد اننى لا اعرف ذلك؟ لقد كبرت بدون أب, و تنقلت امى من مكان إلى مكان, و عندما توفيت بقيت وحيدة تماماً. اتعتقد ان هذا ما اريده لـ كليو؟ لهذا السبب انا....."
سالها بنبرة حادة: "لهذا السبب... ماذا؟"
عضت على شفتها, و قالت: "لهذا السبب ان وجود اب سطحى و انانى افضل من عدم وجوده على الإطلاق."
قلب ماكسيمو شفتيه و قال بإزدراء: "لا يستحق ونثورت ان يكون والداً لها. هرب إلى اميريكا ليتجنب تحمل المسؤولية."
ضغطت بأظافرها على راحتى يديها, لتمكن من السيطرة على غضبها و هى تقول: "لكنه والدها, ماكسيمو! ليس لديها اى اقارب غيره. إن حدث لىّ اى مكروه, اريدها ان تكون بخير, و يكون هناك من يحبها و يحميها."
"ليس ونثورت!"
اصبحت نظرته قاسية كـ الحجر, و هو يتابع: "ونثورت ضيع الفرصة التى آتته من السماء."



حدقت به و سألته: "ماذا تقصدبقولك هذا؟"
"سيوقع الكسندر ونثورت على تخليه عن حق الوصاية على كليو, و انت ستقنعينه بذلك."
حدقت به لوسي غير مُصدقة ما سمعته. شهقت قائلة: "اتريدنى ان اجعل الكس يتخلى عن حقه كـ والد لها؟ لا! مهما فعل, فهو لا يزال والدها!"
"انتِ عاهدتنى على الطاعة, لوسيا!"
"بالطبع! عندما يتعلق الامر بأشياء تافهة مثل الإمساك بجهاز التحكم بالتلفزيون, لا فى مسألة هامة كهذه!"
علت البرودة ملامح وجه ماكسيمو, و قال: "إن لم تنقطع بشكل نهائى حقوق ونثورت على الطفلة, فقد يقرر ان يتحداكِ ليحص على الوصاية على ابنتك فى اى وقت يشاء."
ضحكت لوسي بمرارة قائلة: "الوصاية؟! انا اُصلى كى اتمكن من إقناعه بأن يتصل بها هاتفياً فى بعض المناسبات, او يقدم لها هدية فى عيد مولدها!"
نظر إليها للحظات طويلة, ثم قال: "لن يهتم لها. إنه يهتم بنفسه فقط, لهذا السبب هو خطر."
"لن يحاول ابداً ان يأخذ كليو منى!"
"و لم تفكرى ابداً انه سيتخلى عنك, أيضاً. أليس كذلك؟ اعذرينى إن قلت إنكِ قليلة الخبرة فى الحكم على الآخرين."
و قبل ان تشعر لوسي بالألم من تلك الجملة القاسية, رقت نظرة عينيه, و تابع: "ربما لأنك تؤمنين بأفضل ما فى الناس. و هذه صفة رائعة, لكننى لا اتمتع بها ابداً."
قالت تجادله: "حسناً! انا لم افكر بالأفضل بك ابداً."
تجاهل ما قالته, و تابع: "قد يحاول ونثورت استعمال كليو ضدك لأسباب لا يمكنك تخيلها. مستعملاً الابتزاز ليأخذ ميراثك, مثلاً."
ضحكت لوسي غير مُصدقة ما تسمعه, و سألته: "أى ميراث؟"
"ابعديه عن حياتك. إن لم تقومى بذلك بالطرق السهلة, فسأفعل انا ذلك بطريقة قاسية جداً."
"ولماذا تهتم بذلك؟ فأنت لا تهتم لىّ او لـ كليو مطلقاً."
"أنت مخطئة!"
حدق بها بقوة, و هو يتابع: "انتما معاً تحت حمايتى الآن. ألا تفهمين ما معنى ذلك؟ يجب ان أحافظ عليكما و احميكما, و هو خطر عليكما معاً."
"لكن كليو بحاجة إلى والد. أنت قلت ذلك بنفسك!"
"إن طالب بأن يلعب دور والدها, فلن يفعل ذلك لأنه يهتم لأمرها إذ كل ما يهمه هو نفسه فقط."
"لكن........"
قال ماكسيمو بنبرة قاسية كـ الفولاذ: "ستطيعينى, لوسيا! فـ انا اعرف ما هو الأفضل لك."
توقع منها ان ترضخ لإرادته. بالطبع! فالنساء لا يرفضن طلباً لـ الأمير ماكسيمو دواكيلا. أليس كذلك؟ لكن لوسي لا تستطيع ان تبعد الكس عن كليو. لا يمكنها ان تقدم على خير قد تندم عليه يوما ما. تحت نظرات ماكسيمو المتطلبة, أفضل ما استطاعت القيام به هو النظر إلى البعيد مقطبة جبينها, متأملة المناظر الطبيعية الرائعة فى الخارج. سألت فجأة: "ما هذا؟"
"مــــــــــــــــــاذا? ?"
"ذلك المنزل."
اشارت إلى منزل كبير مهدم فى نهاية القرية. لابد انه كان فى السابق فيلا انيقة, لكن النوافذ اصبحت بدون مصاريع خشبية, و الجدران المزخرفة المصنوعة من الجص متساقطة على الباحة الخارجية الكبيرة. تابعت: "من يعيش هناك؟"
بدا التوتر واضحاً على ملامح ماكسيمو. جلس مستقيماً, و قال: "لماذا تريدين ان تعرفى؟"
تساءلت لوسي لماذا يبدو متوتراً: "لا اعرف. كل ما فى الأمر, انه يبدو بعيداً عن المألوف."
قال بضيق: "رجل عجوز يعيش هناك. رجل لا يهتم احد بشأنه."
فطبت جبينها قائلة: "إن كان عجوزاً, فلابد ان احدهم...." قاطعها بنبرة قاسية قائلاً: "انسي امره."
دفعها غضبه الشديد للتراجع إلى الوراء على مقعدها بألم و بارتباك. جلسا بصمت إلى ان دخلت السيارة عبر بوابة كبيرة من الحديد المزخرف. قال بإقتضاب: "بانى! ها قد وصلنا."
توقفت السيارة, و قام السائق بفتح باب السيارة لها. رأت لوسي فيلا بيضاء ضخمة, مزخرفة مثل كعكة الزفاف, تحيط بها حدائق غناء تطل على بحيرة تلمع كـ الكرستال الأزرق. المشهد بأكمله يتموج ما بين الابيض و الأزرق كـ الفضاء الواسع. قال ماكسيمو بهدوء: "هذا منزلى: فيلا ايشلو."
رأت حشوداً من الناس تقف على الدرج الأمامى. همست: "من هؤلاء؟"
"الخدم و الجيران اجتمعوا للقائك."
نزع ماكسيمو حزام الأمان عن مقعد كليو, وابتسم بحرارة للطفلة, و تابع: "وليتحتفلوا بعيد مولدك ايتها الصغيرة."
ابتسمت كليو, و لوحت بحصانها ك، إجابه له, ما ان رفعها و اخرجها من السيارة.
هل تذكر ماكسيمو عيد مولد كليو؟ نهضت لوسي, و خرجت من السيارة. نسيت كل ما يتعلق بالفيلا المهدمة, و بفيلا ايشلو التى تشبه كعكة الزفاف, حتى إنها نسيت الحشود القادمة لاستقبالها.كل ما استطاعت رؤيته هو طفلتها التى بدت سعيدة بين ذراعي ماكسيمو. لماذا لم يحملها الكس مرة هكذا؟ لماذا لم يحملها ابداً؟ هو لم يهتم بولادتها. تجاهل ابنته, و ابعدها عنه كأنها تحرجه, و اعاد لها صورها من دون ان يرأها. لقد تخلى عنها لتواجه مصيراً قاسياً, و تركها تعانى إلى درحة الموت جوعاً. اما ماكسيمو الذى لا تربطه بها قرابة دموية, فيتصرف كأنه والدها اكثر مما فعل الكس. إنه لا يشبه الكس بكلامه المعسول و وعوده بالاخلاص غلى الأبد. لم يزعج ماكسيمو دواكيلا نفسه بالتحدث عن مثل هذه الأمور. فى الواقع, بالكاد تحدث عن مقدمات الزواج قبل ان يقدم على الزواج بها... بالقوة. لكنه اخذها و كليو تحت جناحه, و خلصهما من حياة بائسة قاسية. جعلها اميرة, ثم احضرها و ابنتها إلى ايطاليا, و عمل على التأكد انها و كليو ستبقيان بامان حتى آخر يوم فى حياتهما.
ماكسيمو دواكيلا هو رجل افعال لا كلمات. على العكس من الكس, اخبرها ماكسيمو الحقيقة. حتى انه تحلى بما يكفى من الأخلاق العالية ليحذرها كى لا تُغرم به ابداً. قالت لنفسها, لا مشكلة فى ذلك, فهى لن تُغرم برجل عابث مستهتر بالعلاقات الغرامية. أليس كذلك؟ لكنها لا تستطيع ان تنسي ذلك العناق الذى تبادلاه ليلة البارحة, و الذى لا يزال يتجدد فى ذاكرتها. إنها ما زالت تشعر بانفاسه عندما ضمها إليه بقوة, مما اجبرها على مبادلته العناق.
مد ماكسيمو يده الفارغة نحوها, و قالك "هيا, عروسي!"
ما إن ساروا على الدرج الرخامى الواسع للفيلا, حتى تبعهم الناس إلى الداخل عبر البوابة العالية, و هم يتحدثون باللغة الإيطالية بفرح واضح. خادمة مبتسمة أخذت معطفها, بينما مل ثلاثة من الخدم على حمل الحقائب من السيارة و توجه السائق بسيارة الرولز رويس إلى احد المواقف فى الفيلا. شعرت لوسي ان ما يحدث معها خيالى. فكرت, لابد اننى دخلت قصة من قصصالاحلام, تماماً كما حدث لـ سندريلا فى قلعة الأمير.
بعد ان دخلوا قاعة الاستقبال, تابعوا سيهم نحو قاعة اخرى واسعة ذات سقف مرتفع, مغطى برسومات من الجص للملائكة و العشاق. حبست لوسي انفاسها و قد ادهشتها تلك الرسومات الرائعة الانيقة و حجمها الكبير. هذا القصر سيكون منزلها طوال الاشهر الثلاثة القادمة!! فوق المدفأة الرخامية الكبيرة, رأت رأية كبيرة من الحرير كتبت عليها الكلمات التالية: "عيد ميلاد سعيد! بوين كومبلينو, كليو!"
زُينت الغرفة بمئات الأزهار و البالونات. و بجانب المدفأة رأت لوسي جبلاً من الهدايا الملفوفة بأوراق زاهية الألوان لامعة, تشرف عليها زرافة محشوة طولها يوازى طول لوسي, و على عنقها عقدة انشوطية ذات لون زهرى. على الطاولة وراء الاؤيكة الانيقة, وضع قالب الحلوى المؤلف من ست طبقات, و كلها مغطاة بقشدة ذات لون زهرى. هل فعل ماكسيمو كل هذا لأجل كليو.... لأجل طفلة قابلها البارحة فقط؟ توقفت لوسي مكانها ما ان اندفعت الدموع من عينيها. البارحة, لم يكن لديها هدايا او قالب حلوى لأجل ابنتها الغالية, و اليوم تغير كل شئ فى حياتها. همست, و هى تضغط على يده: طشكراً لك! لا اصدق انك فعلت كل هذا لأجل كليو."
نظر إليها و قال: "لا! لم افعل ذلك من اجل كليو, بل من اجلك."
شعرت بنظرته الثاقبة تصل إلى روحها. كيف يمكنه ان يعرف ما تتمناه من اعماق قلبها؟ الأمير ماكسيمو دواكيلا هو حقاً رائع جدا ليمكن التصديق انه حقيقى! انهمرت دموع السعادة من عينيها و ضغطت وجهها. حاولت لوسي ان تفكر بطريقة تعبر فيها عن مدى امتنانها و فرحتها, و سرعان ما ضغط ماكسيمو بيده على يدها.
ادارها لتواجه الحشد المتجمع فى قاعة الاستقبال. تحدثث باللغة الأنجليزية, بنبرة واضحة و حازمة, قائلاً: "اصدقائى الأعزاء, شكراً لحضوركم اليوم إلى هنا. اسمحوا لىّ ان اقدم لكم عروسي. بعد عشرين سنة, عادت اخيراً إلى الوطن.... اسمحوا لىّ ان اقدم لكم: "لوسيا فيرازى."



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:05 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:38 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


8-وحيدة في الظلام


لوسيا فيرازى؟!
كادت لوسي ان تشهق بصوت عال. فيرازى؟! تماماً مثل حقائب فيرازى؟! تماماً مثل الشركة التى يحاول ان يستولى عليها من خلال مؤامرة ما؟!
نظرت إلى الرجل الذى بدا لها منذ لحظات قليلة رائعة جداً, لدرجة انه لا يمكن ان يكون حقيقياً. الامتنان و الفرح اللذين شعرت بهما منذ لحظات تبخرا كـ الدخان.
"لوسيا فيرازى!"
انطلق الحاضرون الذين يناهز عددهم الخمسين او الستين فى التحدث بحماس باللغتين الانجليزية و الايطالية قائلين: "لوسيا فيرازى!"
انفجرت امرأة عجوز بيضاء الشعر تقف فى الزاوية بالبكاء, و هى تقول: "بامبينا ميا!"
شعرن لوسي بالحزن لأجلها, فقالت من بين اسنانها, و هى تحدق بغضب: "اريد التحدث إليك على إنفراد ماكسيمو, و الآن."
ابتسم لها ماكسيمو ابتسامة كبيرة ساحرة, و قال: "سنتحدث فى ما بعد. الآن سلمى على ضيوفك و اصدقائك. بعضهم انتظر رؤيتك منذ عشرات السنين."
"لكننى لست....."











شهقت عندما تم سحبها بعيداً عنه و عن كليو. راح العديد من الاشخاص يعانقونها و يضمونها بلهفة. رأت الدموع فى عيونهم و هم يتلفظون باسمها, لكن هذا ليس اسمها. أنها لمسي آبوت. إنهم يبكون و يتعجبون, و كأنهم اصيبوا بصدمة و الذهول. لوسيا فيرازى! هذه معجزة بالفعل! هذا ما راحوا يكررونه مرة بعد مرة, وهم يضمومها إليهن بحماس. حدقت لوسي عبر القاعةنحو ماكسيمو, فرأته يبتسم و يضحك مع الأطفال القرويين. إنه يبدو وسيما رائعاً لدرجة انها شعرت بـ ألم فى قلبها. بعد قليل جلس بهدوء على الأرض واضعاً كليو فى حضنه ليساعدها على فتح اول هدية. نزع ورقة ذات اللون الزهرى التى تغلفها, ثم وضع الطفلة على الارض لتتمكن من مد يدها و الامساك بالهدية. وجدت كليو قطاراً مع سكة فى العلبة, و ضحكت ابتهاجاً, فرفع ماكسيمو نظره إلى لوسي, وابتسم.
شعرن بالكره نحوه بقوة و شراسة. اقنعها انه رجل صادق نزيه, لكنه فى الحقيقة كاذب و مخادع. الأمير مجرد مخادع, محتال و وغد.
رمت المرأة العجوز صاحبة الشعر الابيض ذراعيها حول لوسي, و هى لا تزال تبكى. كادت ان توقعها ارضاً و هى تضمها إلى صدرها. شهقت و هى تقول: "ميا بامبينا! شي ميرافيغليوزو نوتيزيا!"
غدت عيناها حمراوين من البكاء. حاولت لوسي ان تتخلص من ذراعى المرأة التى استمرت فى الثرثرة باللغة الايطالية. مع ان لوسي تتحدث الإيطالية, فهى لم تتمكن من فهم كلمة مما تلفظت بها المرأة و هى تشهق. رمتها المرأة بسؤال, و عيناها تتوسلانها ان تجيبها. هزت لوسي رأسها, قائلة: "أنا آسفة! لا اجيد اللغة الايطالية, و لست من تعتقدين."
سمعت صوت يقول من ورائها باللغة الانجليزية: "آنانزيتا هى مربيتك."
نظرت لوسي إلى الوراء, فرأت فتاة لا تتجاوز الثامنة عشرة او التاسعة عشرة من عمرها. فتاة نحيلة ذات بشرة سمراء. تابعت الفتاة: "إنها تسألك إن كنت سعيدة فى خخياتك. تقول انه بعد إختفاءك و انت طفلة, راحت تصلى كل ليلة آملة ان تكونى قد نجوتِ من النيران. و الآن بعد ان رأتك, علمت ان معجزة حدثت و انك ما زالتِ حية."
"اى نار؟ عم تتحدثين؟"
تساءلت لوسي إن كانت الفتاة إحدى عشيقات ماكسيمو. حاولت ألا تفكر بالأمر, لأنه, و لسبب ما, يجعلها تشعر بالألم. ضعفت المرأة العجوز بسرعة, و ضمتها من جديد. بعدئذٍ و كما لو انها لم تعد تستطيع تحمل العواطف التى تجيش فى صدرها, اسرعت بالمغادرة, و هى تنتحب بصوت عالى. اتسعت عينا الفتاة الزررقاوتان من التعجب, و هى تقول: "ألا تعرفين ذلك؟ انتِ مشهورة هنا. كان عمرك سنة واحدة عندما انزلقت سيارة والدك عن منحدر صخرى, و انفجرت. توفى والدك على الفور, لكن لم يعثر عليكِ احد. كل شخص هنا اعتقد انك ميتة, ماعدا جدك."
كررت لوسي و هى تشعر بالارتباك: "جدى؟"
ابتسمت الفتاة و قالت: "سي! مع انه من انه فى الشهر الماضى قدم للمحكمة وثيقة تفيد انكِ ميتة, لكن اعتقد ان سبب ذلك حاجته إلى المال و ليس لاعتقاده.... إلى اين تذهبين؟"
قالت لوسي و هى تضغط على يديها بقوة: "لأقتل زوجى."
شهقت الفتاة و قالت: "ماذا؟"
أولاً امرأة عجوز لطيفة, و الآن جد؟ كم عدد الاشخاص الذى يريد ماكسيمو ان يسبب لهم الآذى كى يتمكن من السيطرة على شركة فيرازى؟
ضغطت لوسي على اسنانها, و قالت: "سأذهب لأبعد ابنتى عن ذلك الكاذب."
الفتاة امسكت كتفي لوسي بيديها: "هل قلت شيئاً ازعجك؟"
ضاقت نظرة لوسي و هى تنظر إلى زوجها, و قالت: "لا! قلت لىّ بالتحديد الكلام الصحيح المناسب."
بدا ماكسيمو وسط الحشد مميزاً بوسامته و قامته الفارعة و سمرته الجميلة. من الواضح ان الجميع هنا يعتمدون عليه, و انهم معجبون به. إنه يفوق الكس الاشقر النحيل وسامة, كما انه يفوقه كذباً. اكلما ازداد الرجل وسامة, اصبح اكثر انانية و قساوة؟ تساءلت لماذا انقذها من شتاء شيكاغو البارد, و الآن اصبحت تعلم. لابد انه وجد فيها بعض الشبع بأولئك الناس, فعمل على استغلالها ليتمكن من السيطرة على شركة فيرازى. اعتقد انه يستطيع خداعهم, كى يُصدقوا انها الطفلة المسكينة المفقودة. اشخاص مثل تلك المربية العجوز المحطمة القلب, و مثل جد الطفلة, الذى قاسي بلا شك حزنا لا يمكن وصفه او تخيل. عندما يكتشفون الحقيقة, سيكون الأمر بالنسبة إليهم كـ فقدان الطفلة من جديد. لكن زوجها لن يهتم بالطبع, ما دام سيحصل على ما يريده! التقت نظراتها بنظرات ماكسيمو, فابتسم لها ابتسامة رائعة. ارتجفت لوسي من اعماقها, لكنها اجبرت نفسها على التماسك. إن كان يعتقد انه قادر على إقناعها بالصمت بفضل وسامته تلك, او شراء نزاهتها بسلطته و ثرائه, فهو مخطئ تماماً.
تنفست لوسي بهدوء. بالطبع هو مخطئ. هى وافقت على بيع ثلاثة اشهر من وقتها من اجل ابنتها, و هى جاهزة للقيام بأكثر من ذلك. فهى لا تهتم بحياتها. مصلحة كليو هى كل ما تهمها. من اجل ابنتها هى مستعدة للتضحية بأى شئ, حتى بحياتها. لكن ان تسبب الآذى و الألم لـ اشخاص ابريا من اجل مصلحة طفلتها, فهذا امر مختلف جداً. هذا عمل شرير, و هى لست شريرة. هناكامور اكثر اهمية من الأحساس بالامن الاقتصادى. امها علمتها ذلك. اخذت نفساً عميقاً, و قالت: "سأذهب لأخبر الجميع ان اميرهم مجرد كاذب كبير."
"لا! لا يمكنك ان تفعلى ذلك!"
رفعت لوسي كتفيها, و قالت: "اسمعى! انا متأكدة من انك تحبينه مثل اى امرأة اخرى فى هذا العالم, لكن الحقيقة هى..."
قاطعتها الفتاة, و كأنها شعرت بالاهانة: "انا لست عشيقته. اسمي إميليا, و انا قريبته, لكننى احبه حقاً. فـ ماكسيمو اعتنى بىّ و بت امى كثيراً. لا اعرف سبب غضبك, لكن يجب ان تحترميه على الأقل, و تكلميع على انفراد و ليس امام الجميع, فهذا واجبك كـ زوجة له!"
"واجبى كـ زوجة له؟!"
كررت لوسي ما سمعته فاغرة فمها من الصدمة. هل سافرت إلى بحيرة كومو مستخدمة آلة الزمن, فعادت بها إلى القرن التاسع عشر؟
بحركة مُعبرة اشارت الفتاة إلى زينةالحفلة, و قالب الحلوى و الهدايا, ثم إلى الأطفال و هم يضحكون و يتراقصون, و علقت: "لا شك ان قريبى مغرم بك, لذا سيسامحك."
شهقت لوسي مصعوقة: "يسامحنى؟!"
"إنه رجل فخور بنفسه, إن سببت له الإذلال امام القرية كلها, فزواجك لن يبقى على حاله. لا تفسدى حياتكما معاً حتى قبل ان تبدأ."
رأت لوسي توسلاً فى عينى إميليا. إنها لا تعلم ان علاقة لوسي و ماكسيمو هى مجرد زواج توافقى, و اعتقدت ان ماكسيمو تزوج لأنه يحب زوجته بالفعل. هذا بالتحديد ما يريد ماكسيمو من الجميع ان يصدقوه. فكرتت لوسي بذلك, و هى تشعر بالمرارة و الألم. لكن ما ان نظرت حولها, و رأت العيون المشرقة و سمعت الضحكات السعيدة للاطفال, حتى تنفست بعمق, و قالت لنفسها, إنها سوف تتماسك من اجلهم لا من اجله. قالت بإنزعاج: "حسناً! لكن لا تتوقعى ان اقف هنا لأستمع إلى هذه الاكاذيب."
اقترحت اميليا بفرح و ابتهاج: "دعينى آخذك فى جولة فى الفيلا, و سأحضر لكِ طفلتك."




لكن عندما اصبحت كليو المشاكسة بين ذراعي لوسي, لم تبدو سعيدة على الإطلاق. راحت تنظر من وراء كتف لوسي, و تمد ذراعيها نحو ماكسيمو, وتهز حصانها بإتجاهه. بدت لوسي خائفة حتى من النظر إليه. خشيت إن نظرت إليه ان تصرخ به لتخرج من داخلها كل الألم المسيطرين عليها, او تركض عبر القاعة لتقف على رؤوس اصابعها, او ربما تصعد على كرسي لتصفعه على وجهه. لكن لماذا؟ لماذا تشعر بهذا الألم؟ كيف يمكنها ان تشعر انه خانها, و هى تعلم منذ البداية انها لا تستطيع الوثوق برجل يبدو جيداً و رائعاً لدرجة لا يمكن معها ان يكون حقيقياً؟
"يا للطفلة الرائعة!"
قالت ايميليا ذلك بنعومة, و خى تملس شعر كليو, و هما تغادران المكان إلى قاعة الاستقبال الأخرى, ابتسمت و هى تتابع: "يعتقد ماكسيمو اننى اضيع وقتى فى الجامعة. يقول لىّ دائماً انه يجدر بىّ ان اجد شاباً لطيفاً كى اتزوج و استقر. و كنت اقول له إن عليه ان يتزوج اولاً, و الآن وجدك, فلم يعد لدى اى عذر!"
قالت لوسي بضيق: "حباً بالله! ابقى فى الجامعة, فالحب يدمر كل شئ!"
وقفت اميليا على الدرج امامها, و نظرت إليها بدهشة قائلة: "لكنك تحبين ابن خالى, و من المؤكد انك لن تسمحى للحظة من الغضب ان تُنسيكِ ذلك؟ ماكسيمو رجل رائع, و ان بدا مسيطر فى بعض الاحيان, فذلك فقط كى يحمى اولئك الذين يحبهم. مهما كان ما فعله و ازعجك, انا متاكدة انه فعله لانه يحبك, لوسيا."
شعرت لوسيا بالغصة تكبر فى حلقها, و تكاد تخنقها. إنها تحسد هذه الفتاة على طيبة قلبها. اميليا تحب قريبها و تثق به, تماماً كما كانت لوسي تثق بالناس من قبل. لكنها لا تستطيع ان تشعر بالثقة نفسها تجاهه. تابعت سيرها و هى تقول: "اخبرينى عن الفيلا."
"انظرى إلى هذه الغرفة اولاً."
توقفت اميليا امام الباب الثالث من جهة اليسار فى الطابق الثانى, و تابعت: "حجرة نوم الأطفال."
لم تستطيع لوسي ان تصدق ما تراه عيناها. البارحة فقط, كانت تعتقد ان فندق درايك يملك اكثر غرف نوم اناقة و فخامة. لكن غرفة نوم الأطفال هذه حلم خيالى مبالغ فيه. نوافذ واسعة تطل على الأفق الوردى اللون, حيث الشمس تغيب وراء البحيرة و التلال البعيدة. فُرشت الأرض بسجادة سميكة ذات لون زهرى, بدت مثالية ليحبو عليها الطفل الذى على وشك ان يتعلم السير, اما السرير الصغير فلونه ابيض و عليه غطاء زهرى اللون ايضاً. على الجدار البعيد, وضعت رفوف بيضاء مليئة بمئات كتب الاطفال, و ظهرت العاب جديدة فى خزانة بيضاء خاصة, اما فى الخزانة الاساسية, فـ وُضعت بعناية كل ثياب الاطفال الرائعة التى اشترتها فى ميلانو.
رأت كليو الالعاب, و بدأت بالتحرك بكل ما لديها من قوة, فهى تريد ان تُضع ارضاً لتزحف نحوها, و تكتشف كل لعبة بنفسها. شعرت لةسي بألم فى حلقها, غرفة الأطفال هذه هى ما تستحقه كليو, و كل ما تمنت لوسي يوماً ان تؤمنه لها. إنها غرفة الأحلام. تمنت بيأس لو انها قادرة على اعطاء ابنتها مثلها..... آهـ! بلى يمكنها ذلك ان بقيت متزوجة من ذلك الشخخص الرهيب. لكنها بذلك ستصبح هى ايضاً رهيبة, تسبب الآذى للناس فقط من اجل تأمين حياة رغيدة مليئة بالألعاب و الرفاهية لطفلتها.
همست و هى تضغط بخدها على رأس طفلتها: "آسفة! لا استطيع ان امنحك هذه الحياة."
بدأ الظلام ينتشر بسرعة, فـ أنارت اميليا الضوء. إنبعثت الأنوار من ثريا مصنوعة من حديد, مصابيحها مزيج من مجموعة من الازهار ذات اللونين الابيض و الزهرى. مدت ذراعيها نحو كليو, و قالت: "هل نستطيع ان نلعب قليلاً؟ إنها قريبتى الآن, و يجب ان نتعارف جيداً."
هزت كليو حصانها بإتجاه اميليا بشوق و حماس. تعلم لوسي انه لا يُفترض بها ان تجعلهما صديقتين ولو للحظة. عليها ان تغادر هذا المكان, و تخبر الجميع انها ليست لوسيا فيرازى. لن تتمكن من قبول تلك الرشوة التى عرضها عليها فى ذلك العقد, فضميرها لن يسمح لها بقبض ذلك المال. ستعود مع ابنتها إلى شيكاغو.... إلى شقتها القديمة الباردة, و إلى السجادة الممزقة و الثياب المستعملة. ستعود إلى العمل المضنى و اليأس و هى تلهث وراء اعمال لا تنتهى, و هى تصلى ان تمهلها صاحبة الشقة الوقت الكافى لتتمكن من دفع الإيجار. أن توسلت إلى داريل, لربما يسمح لها بالعودة إلى عملها فى محطة الوقود....
"لوسيا!"
قاومت بشدة كى لا تنهمر دموعها, و هى تعطى كليو إلى إيمليا من دون ان تتفوه بكلمة. قالت الفتاة و هى تؤمى برأسها نحو الباب فى الجهة الأخرى للغرفة قبل ان تجلس على الأرض قرب الألعاب: "تلك غرفتك."
ابتسمت الفتاة للطفلة, و هى تعرض عليها بيانو كبير للاطفال, ثم تابعت: "يعلم ماكسيمو انكِ تريدين ان تكون غرفتك متصلة بغرفة كليو, لذلك عمل على تجديدها من اجلك."
اهناك غرفة خالية من اجلها ايضاً؟ علمت لوسي انه لا يجدر بها ان تنظر إليها.... يجب ألا تفعل. لماذا تمنى نفسها بشئ لن تحصل عليه ابداً؟ بعد عدة ساعات ستعود إلى شيكاغو, إلى الحياة الحقيقية التى رسمها لها القدر. لماذا تسمح لنفسها برؤية ما خسرته؟ لماذا تسمح لقلبها بالشوق إلى الأحلام و الخيال؟ الباب المغلق.... آهـ! عليها ان تنظر, حتى لو شعرت بالألم. لا تستطيع ان تمضى ما تبقى من حياتها و هى تتساءل.
تركت اميليا و كليو تلعبان بالالعاب على السجادة, و دفعت الباب. الظلام يملأ الغرفة, و ليس هناك اى ضوء إلا الأنوار المنعكسة من غرفة كليو. لاحظت الثريا المصنوعة من الكريستال و المعلقة فى السقف العالى, و رأت الستائر الداكنة اللون المنسدلة على النوافذ. بدا السرير كبير جدا, عليه قماش من التل الازرق و الأبيض, كأنه قطعة صينية نادرة. فى الزاوية البعيدة رات طاولة للزينة من الخشب الداكن اللون, من الواضح انها قطعة اثرية, و مكتبة مليئة بالكتب المغلفة بالجلد على الجدار المواجه.
سارت اكثر عبر الغرفة. دخلت إلى الخزانة الكبيرة, و رأت الثياب الرائعة و الأحذية التى اشترتها فى ميلانو موضوعة بعناية و ترتيب. فى الجهة الأخرى من الخزانة هناك بذلات رجالية و احذية. هذه الغرفة الرائعة ليسن لها لوحدها!
سمعت صوتاً منخفضاً, لكنه حازماً من ورائها: "لم تطيعينى من جديد."
ماكسيمو! ما ان استدارت لتواجهه, حتى اغلق الباب, و هكذا غرقت الغرفة فى الظلام من جديد. سمعت وقع قدميه الثقيلتين على السجادة, و سمعت دقات قلبها المتسارعة. شهقت قبل ان تقول وهى تحاول جاهدة ان تعرف اين هو: "انت كاذب, و انا اريد العودة إلى شيكاغو."
رفر ماكسيمو بضيق, و فجأة اصبح قربها. ضمها إليه بقوة, فشعرت بحرارة جسده فى الظلام.




نهاية الفصل الثامن



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:05 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-17, 09:45 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9-غدا... يوم الانتقام

لم تمكنها غرفة النوم المظلمة من رؤية وجهه, لكن لوسي شعرت به ما ان ضمها بقوة إليه. إنه اضخم منها و اقوى. هذا الأمير... رجل الظلال... لا يمكن السيطرة عليه او تجاهله.
"لن تذهبى إلى اى مكان من هنا عزيزتى!"
"لا!"
حاولت لوسي ان تقاوم ذراعيه بسدةلكن بدون اى فائدة.
احنى ماكسيمو رأسه و عانقها. بدا عناقه انفعالياً, و كأنه راغب فى السيطرة عليها, و استمالتها كى تخضع لإرادته. وجدت لوسي نفسها غير قادرة على المقاومة, غير قادرة حتى على الاعتراض, فعناقه دافئ كـ قطعة من الحلوى الذائبة. مع آخر قطرة من إرادتها, ابعدته عنها. امسكت الستارة القريبة منها, و سحبتها بكل ما لديها من قوة. عم الغروب الرمادى الغرفة, لكنه كاف. إنها بأمان الآن. ذلك سيدفع ماكسيمو إلى فقدان سلطته الغريبة عليها. اليس كذلك؟
"لوسيا..... انظرى إلىّ!"
اخذت نفساً عميقاً, ثم ادارت رأسها ببطء. آهـ! لقد ارتكبت خطأ. شوء الشتاء الداكن لا يشكل اى دفاع لها امام سلطته الجامحة, فهو ما زال فارع الطول كما هو دائماً, و غامضاً و وسيماً, كما ان نظرة عينيه الزرقاوتين تظهر مدى شزقه إليها.
"ها انتِ تعارضينى من جديد, لكنها ستكون المرة الأخيرة. رفعت لوسي ذقنها بتحدٍ, و اجابت: "انت على حق, لأننى سأخبر الجميع انك كاذب. سأتركك و... آهـ!"
قطع ماكسيمو المسافة بينهما بخطوتين. امسك ذراعيها و قال: "حان الوقت لتتعلمى انه لا يمكنك اتهامى بشكل دائم بالكذب."
دفعها نحو جدار من الستائر محاولاً ان يحتجزها هناك, ثم تابع و هو يلامسها باصابع ملتهبة: "ليس بدون عقاب."
شعرت بلمسة يديه على خصرها, فاتكأت على الجدار. شهقت قائلة: "لن اكذب عليك. لن اتظاهر اننى تلك الفتاة المسكينة الضائعة من عائلة فيرازى. لن اسمح بأن يعانى هؤلاء الناس الذين يحبونها. ليس من اجل المال, ولا من اجل اى شئ آخر."
لامس خدها, ثم رفع ذقنها, ليجبرها على النظر إلى عينيه.
قال: "انتِ هى لوسيا فيرازى."
ابتعدت عنه قائلة: "لا! انا لوسي آبوت, فتاة عادية من إيلينويز, و اى إدعاء آخر هو سخافة!"
"ألم تقولى من قبل عن إدعائى بأننى امير انه كلام سخيف؟ و كنتِ مخطئة..." همس فى أذنها متابعاً: "مخطئة تماماً."
ابتعد ماكسيمو عنها, فادركت انها كانت تحبس انفاسها.




زفرت انفاسها بغضب قائلة: "لن اسمح لك ان تقدمنى للجميع على اننى وريثة عائلة فيرازى الضائعة. حتى لو فعلت ذلك, فلن ينجح الأمر. إن بحث احدهم فى سجلات القيد فى شيكاغو, سيكتشف هويتى بسرعة."
وافقها قائلاً: "صحيح."
ثقته هذه ادهشتها, فقالت: "ألست خائفاً من اكتشاف الحقيقة؟"
وضع يديه على كتفيها, ثم حدق بها قائلاً: "الحقيقة هى انك وريثة فيرازى, و انت الكاذبة الوحيدة هنا فى الغرفة, إذ نكثت بوعدك بأن تطيعينى و تشرفى اسمى."
نظر إلى السرير, ثم حدق فى عينيها, و تابع: "ما الذى تحتاجينه لتصدقى اننى اقول الحقيقة لك؟"
ارتجفت لوسي و هى تنظر إلى السرير الضخم. كم من الوقت ستحتاج لتفقد ارادتها امامه؟ عناقه الأول جعلها تفقد كل الاسباب المنطقية, و عناقه الثانى جعلها تقع بين ذراعيه مقطوعة الأنفاس مستسلمة. ما الذى سيحدث بعد ذلك؟ عليها ان تتأكد ان لا مجال مطلقاً لحدوث الأمر مرة ثالثة. قالت: "يمكنك ان تحرق ذلك العقد بيننا, لأننى لن اتظاهر بأننى تلك الفتاة . انا افضل ان اكون متشردة فى الشارع و بلا منزل."
لامس شفتها السفلى بإصبعه, و هو يقول: "كفى! ستبقين هنا معى."
شعرت لوسي بشفتها ترتجف, فهى لا تزال تشعر بضغط عناقه. عناق آخر مثل ذلك الذى سبقه, سيجعلها تتخلى عن كل ما تؤمن به. فعلت ذلك من قبل. أليس كذلك؟ ماكسيمو يفوق الكس وسامة بعشرات المرأت, و لديه قدرة مضاعفة على الإقناع. أدارت رأسها, مجبرة إياه على إطلاق سراحها. حاولت أن تتنفس بعمق و هدوء. وقع نظرها على فرشاة و مشط مزينين بالجواهر ى صينية فضية, وُضعت على سطح طاولة الزينة الخشبية.
قال ماكسيمو بهدوء: "هذه الفرشاة و هذا المشط لكِ, كارا! كل ما املكه لكِ, ما دمت لىّ."
"أنا لست لك!"
قال و هو يضع ذراعيه حول كتفيها: "ليس بعد, لكن ذلك سيحدث بعد فترة قصيرة جداً.
اغمضت لوسي عينيها, و هى ترتجف. إنها تريد ان تتكئ عليه, و تترك نفسها بين يديه, فحرارة جسده تصلها كـ الموجات و تغمرها كـ البحر, و تجذبها لتغرق فيه.
و كأن ماكسيمو ادرك ضعفها, إذ شدها من ظهرها إلى صدره الواسع, و هو يقول: "الصينية هى كل ما تبقى لىّ من ثروة عائلتى."
"و ما الذى حدث لها؟"
حاولت ان تستجمع بعض القوة لتتمكن من الابتعاد عنه.
"احدهم دمرنا. عندما كنت فى الخامسة من عمرى, كان لدينا معلمون لغة انجليزية, احصنة, سيارات رائعة, و ههذه الفيلا...."
نظر حوله فى ارجاء الغرفة, و تابع: "فى الوقت الذى اصبحت فيه فى الثانية عشر من عمرى, كان قد استولى على كل شئ و اكثر...."
نظرت إليه عبر المرآة. بدا وجهه متجهماً مظللاً بالهموم مع آخر انوار الغسق.
همست: "ماذا اخذ ايضاً؟"
ابتعد عنها بصورة مفاجئة, و هو يقول: "حدث ذلك منذ زمن طويل."
سمعت نبرة صوته باردة كـ الثلج, فجأة شعرت لوسي بالآسف لأجله. هذا الرجل الذى اعتبرته منذ دقائق قليلة شخصاً رهيباً, لم يعد كذلك. بحركة سريعة امسكت الفرشاة الفضية من الصينية و هى تقول: "انت دائماً تعرف كل شئ. أليس كذلك؟"
رفعتها مجبرة نفسها على الضحك, علها تخفف من مزاجه العكر. و تابعت: "فقدت فرشاة شعرى المفضلة الاسبوع الماضي. كيف علمت اننى بحاجة إلى هذه؟"
حدق ماكسيمو بها من خلال المرآة, ثم قال: "انت لم تفقدى فرشاة شعرك. رجالى اخذوها."
استدارت لتحدق به, و قد فغرت فمها: "ماذا؟"
بدت قامته الفارعة و وجهه الوسيم كـ الظلال فى الضوء الخافت. قال: "احتجت إلى إجراء فحص مخبرى لجيناتك فى روما. لذا امرت رجالى بدخول شقتك عنوة و الحصول على فرشاتك التى تحمل شعيرات منك."
شعرت لوسي بموجة من البرد تجتاح جسدها, و ترسل ثلجاً عبر عمودها الفقرى.
"هل دخلت شقتى, و سرقت فرشاة شعرى؟"
دفعها ماكسيم نحو السرير, و قال: "اجلسي!"
"آمضيت ساعة كاملة و انا ابحث عن تلك الفرشاة."
مع العلم ان ليس هذا ما يهمها الآن. ارتجفت من الغضب, و ه تشعر كأنه اعتدى عليها.
"هل ارسلت حارساً شخصياً قذراً إلى منزلى؟"
"اجلسي!"
لم يرفع نبرة صوته, لكن لوسي شعرت بركبتيها تضعفان, فسقطت على السرير, منزعجة من السلطة التى مارسها عليها. اغروقت عيناها بالدموع, و ارتجفت كتفاها, و هى تقول: "ما كان عليك ان تفعل. ما كان عليك ابدا!"
قال بهدوء: "كان علىّ ان اعلم. جدك قدم وثيقة يصرح فيها انك ميتة."
ابتسم بحزن, و هو يتابع: "فى اول يوم من كانون الثانى, كل الاسهم العائدة إليكِ كانت ستصبح تحت سيطرته."
همست و هى تشعر بالانبهار: "إذا ما سمعته صحيح! ألدىّ جد بالفعل؟ و هل لدى اقارب غيره؟"
حدق بها للحظة ثم قال: "آسف! فقط جدك, و هو لا يستحق ان يكون عائلتك."
نظرت إليه مصدومة: "إنه.... الرجل العجوز الذى تنتظر موته. أليس كذلك؟"
اشاح ماكسيمو بنظره عنها.
"آهـ, يا إلهى! ماذا فعل؟"
ثم علمت, فشهقت متابعة: "اهو من دمر عائلتك؟"
"لا ارغب فى التحدق عن الأمر."
"لكنه جدى!"
"انه غريب بالنسبة إليكِ."
"أنه يحمل دمى!"
"ستبقين بعيدة عنه, لوسيا!"
جاء صوته قاسياً كـ الفولاذ, و كأنه سيف يقطع اعصابها بوحشية. تابع: "إن تحدثت معه لمرة واحدة.... مرة واحدة فقط, فأن اتفاقنا سيُلغى."
هذا يعنى انه ليس هناك زواج, و ليس هناك ثلاثون مليوم دولار. الآن بعد ان تذوقت و كليو طعم حياة القصص الخيالية, وجدت لوسي من الصعب عليها التخلى عن كل ذلك.
"ستطيعينى هذه المرة, و ليس هناك امكانية للتفاوض بهذا الأمر؟"
ضاقت نظرته و هو يتابع: "هل تعاهديننى على ذلك؟"
ابتلعت لسي غصة فى خ=حلقها, ثم تنفست بهدوء. بينما بقى منتظراً. اخيراً تمتمت: "حسناً!"
لكن الأمر ليس طبيعياً. كيف تستطيع ان تدير ظهرها لجدها؟ كيف يمكنها ان تنظر موته, من دون ان تتعرف عليه, من دون ان تحبه, و ان تعطيه الفرصة ليحبها و يحب كليو؟ اصبح الهواء فى الغرفة بارد جداً. عضت على شفتها قائلة: "لكن إن كنت حقاً تلك الطفلة...."
شبك ماكسيمو ذراعيه فوق صدره, و قال: "سي!"
"من انقذنى من تلك النار بعد الحادث؟ و من الذى اخذنى إلى الولايات المتحدة؟"
قال ببرودة: "لا احد يعلم. كانت كونى آبوي سائحة امريكية تمكث فى فندق عمتى غندما اختفيتِ. سمعتها تقول انها ترغب بشدة فى ان يكون لديها طفل. ربما اخذتك معها."
روادها إحساس مفاجئ انه يخفى عنها امرأ ما, لكن قبل ان تتمكن من استيعاب ذلك الاحساس, ادركت ما الذى يقوله لها. امها..... سارقة اطفال؟
"لا! امى لا يمكن ابداَ....."
ثم غطت فمها بيديها. كم من المرأت ايقظتها كونى فى منتصف الليل, لتغير لها المدرسة, و تغير عملها و المنازل من افاتستون إلى لنكولن إلى شيكاغو؟ امها كانت اخصائية فى الطب العائلى. وجدت لوي شهادتها مخبأة بين اوراقها, لكنها اصرت على العمل فى وظائف ثانوية, كأنها تحاول دائماً ان تبقى مختفية. طوال تلك السنين كانت كونى تنظر من وراء كتفها, خشية ان يجدها احدهم و يأخذ منها طفلتها. شهقت قائلة: "لا! لا دليل لديك عما حدث."
"ليس لدى دليل كيف انتهى بكِ الأمر كـ ابة لها, لكن لدى دليل على هويتك الحقيقية."
انار ماكسيمو المصباح الصغير, ثم اخذ بعض الاوراق عن المكتب, و جلس قربها على السرير. رفعت لوسي نظرها إليه, و هى تحبس انفاسها. تكورت شفتاه عن ابتسامة, و كأنه يعرف مدى تأثيره عليها, حسناً! من المحتمل انه يفعل. بالنسبة إلى رجل مثل ماكسيمو, تأثر النساء به امر طبيعى جداً له كـ التنفس. انه زئر نساء. أليس كذلك؟ لا مجال للشك بأنه ترك عشرات النساء محطمات القلوب فى اماكن عدة من العالم, بينما يبقى هو سعيداً, حراً, للبحث دائماً عن حبيبة جديدة. كم تشعر بالحسد من برودة قلبه!
قدم لها ماكسيمو الأوراق, قائلاً: "خذى! هذه هى نتائج الفحوصات الجينية. ليس هناك اى اثر للشك. انت الفتاة المفقودة, ابنة نارسيكو و غرازيلا فيرازى."
تحولت عيناها إلى الملف العملى, لكنها لم تركز على اى كلمة. إذ سقطت دمعة من عينيها على الصفحة الأولى. امها لم تكن امها الحقيقية.... امها سرقتها من عائلتها الحقيقية.... تذكرت عناق امها لها. تذكرت الحلوى التى كانت تعدها و إياها بعد المدرسة, و زينةالميلاد التى كانتا تحضرانها معاً. تذكرت ضحكها و حبها. تلك الذكريات اخترقت قلب لوسي كـ خنجر من الخيانة. عندما فقدت امها منذ تسع سنوات اعتقدت ان ذلك أسوأ ألم قد تتعرض له فى حياتها, لكنها كانت مخطئة! علمت امها انها تموت, مع ذلك تصرفت بأنانية و اخذت ذلك السر معها إلى القبر, بدلاً من ان ترسل لوسي إلى ايطاليا, إلى جدها الذى يحبها. تركت ابنتها تعانى لست سنوات فى ملجأ للأيتام. تركتها يائسة لتجد شخص يحبها. همست: "لم تكن امى.... طيلة تلك السنوات. قالت انها تحبنى, و هى تكذب علىّ..... كانت...."
توقفت عن الكلام ما إن تذكرت آخر ليلة امضتها فى المستشفى, ليلة توفيت امها. كانتا تشاهدان فيلماً عن إيطاليا, و حاولت امها بصعوبة ان تتكلم. طلبت من لوسي ان تذهب إلى إيطاليا..... نعم, قالت لها ذلك. لكنها توفيت قبل ان تشرح لها السبب.
اغمضت لوسي عينيها, تذكرت المرأة التى احبتها اكثر من حياتها, و همست: "امى!"
ضمت الفحوصات المخبرية إلى صدرها, و تراجعت إلى الوراء على السرير, و هى تضم ركبتيها إليها بقوة. بكت و هى بالكاد مدركة لوجود ماكسيمو قربها على السرير, مخففاً عنها من خلال قوته و هدوئه.

"كـــلـــيــــو!"
استيقظت لوسى و هى تشهق بأسم ابنتها برعب. جلست على الفور على السرير, و احتاجت إلى لحظة لتدرك اين هى. إنها فى غرفة نومها فى فيلا ايشلو. نامت و هى تبكى! لم يكن هناك سوى ألسنة نار خافتة فى المدفأة ة ضوء القمر تسلل من النافذة العريضة لينير الغرفة. سمعت صوتاً فى الظلام يقول: "كليو نائمة بأمان."
استدارت ببطء, فوجدت ماكسيمو مستلقياً قربها على السرير. ما زال مرتدياً ثيابه. من الواضح انه مستيقظ, و كأنه كان يراقبها طوال الليل.
قال: "قدمت لها إميليا العشاء و وضعتها فى سريرها. إنها فى غرفة نوم الاطفال. اذهبى و تأكدى بنفسك."
قفزت لوسي من على السرير, و ركضت عبر الغرفة. فتحت الباب الذى يفصل بين الغرفتين بهدوء, حتى سمعت انفاس ابنتها الثابتة فى الظلام, و بهدوء اغلقت الباب. اخبرها ماكسيمو الحقيقة. نظرت إليه من خلال ظلال ألسنة النار: "أبقيت معى و انا نائمة, طوال هذا الوقت؟"
"ســـــــي!"
"لــــمــــاذا؟"
"انتِ زوجتى!"
هزت رأسها متألمة. بكت كثيراً هذه الليلة, حتى لم يبق دموع فى عينيها. قالت بمرارة: "انا لست زوجتك, بل سند إئتمان لديك."
"لوسيا! عودى إلى السرير."
"السرير؟!"
سلكت ذلك الطريق من قبل: "رجل وسيم يعدها بالسعادة الأبدية. يغويها و يقودها نحو دمارها المؤكد. لن تقدم على الغلطة نفسها من جديد, ابداً. مدّ ماكسيمو يده إليها, رافعاً راحة يده. حدقت لوسي بيده الكبيرة القوية, التى تدعوها للاستسلام له.
"لـــوســيــا!"
صرخت به: "أبق بعيداً عنى! لا يهمنى كم يمكن ان تكون لطيفا!"
ما إن تلفظت بتلك الكلمات, حتى اكتشفت أنها ما زالت لديها دموع فى عينيها. ضمت ذراعيها إلى صدرها, و استدارت نحو المدفأة, لتراقب ألسنة النار الخافتة و هى تمسح دموعها.
سمعته ينهض من السريرو يقترب ليقف وراءها. مد يده ليمسك ذقنها, مجبراً إياها على النظر إليه. رأت عينيى ماكسيمو غامضتين كـ بحر فى منتصف الليل. بدا ذقنه اسود تغطيه لحية خفيفة, لكنه ما زال يبدو وسيماً, و خطراً جداً, و هو يرتدى قميصاً اسود ضيق و سراول اسود ايضاً. تكور فمه عن ابتسامة ساخرة و هو يمسح دموعها. قال: "انا لست رجلاً لطيفاً, كارا! لا تصدقى ذلك ابداً. لكنك تملكين صفات تثير اعجابى, و منها اصرارك عل الحقيقة. لذا سأخبرك بهذا: عاجلاً ام آجلاً ستأتين إلى بإرادتك."
"لن يحصل ذلك مطلقاً!"
"و ستشعرين بسعادة كبرى. لكن لا تمزجى ذلك بالحب قررى ان تحبينى, و سأحطم قلبك. هذا ما يحدث لكل النساء الغبيات اللواتى لم يأخذت تحذيرى على محمل الجد, و انا لا ارغب فى ان يحدث ذلك لكِ."
شعرت بجسدها يرتجف من وقاحة ما تسمعه.
"لكنك مختلفة عن الأخريات. انت ستصغين و تطيعين."
لف خصلة من شعرها الأسود على إصبعه, و هو يتابع: "انت ذكية جداً و لن تخلطى المرح مع الحب. كما انك صادقة جداً. تعرفين نفسك جيداً, و تعرفيننى."
شعرت لوسي بموجة من الكهرباء تجتاح جسدها من جراء لمسته. انهما بمفردهما فى هذه الغرفة المظلمة, و ليس هناك إلا بقايا ألسنة النار و عواطفها المضطربة التى تناديها للاستسلام لعناقه. آهـ! هذا خطر... خطر جداً.... استقرت نظرته على وجهها, فتمنت ان يضمها إلى صدره, و يجعلها تشعر و لو للحظة واحة أنها محبوبة حقاً, حتى لو كان ذلك مجرد كذبة.
همست: "هل يمكن حقاً إقامة علاقة جسدية بلا حب؟"
"دعينى اثبت لكِ ذلك."
استدار ماكسيمو, و التقط فرشاة الشعر الفضية. امسك بيدها الناعمة, و قادها من جديد نحو السرير. حاولت ان تقول لا, لكن شفتيها لم تشكلا ذلك النفي. اجلسها على حافة السرير الكبير, ثم جلس وراءها. بأصابعه القوية افلت شعرها الأسود الكثيف من عقدته اعلى رأسها ليتهادى على كتفيها. استعمل الفرشاة ليسرح شعرها ببطء, ارتجفت لوسي و هى تحدق عبر الغرفة بالمرآة التى تعكس صورتهما. فى تلك الصورة الحميمية لهما فى المرآة, رأت آلسنة النار تتوهج على بشرتها, و على الفرشاة الفضية, و على الخطوط القوية فى خديه و وجهه. إنهما يبدوان حقاً كـ زوجين فى شهر العسل, محميين من برد الشتاء فى غرفة نومهما التى تتوهج بالدفء و النور. ضغطت يديها و هى تضمهما إلى بعضهما, محدقة بالخطوط البيضاء التى ظهرت فيهما. الضغط الرقيق من الفرشاة على شعرها يؤثر بها, لدرجة انها لا تستطيع تحمل البقاء بعيدة عنه. عليها ان توقفه الآن.
"كفى, توقف!"
توقفت الفرشاة على الفور. اغمضت لوسي عينيها. ستتكئ عليه للحظة فقط. وضع ماكسيمو الفرشاة جانباً, و لف ذراعيه حولها. للحظة نادرة, سنحت لنفسها بأن تشعر بالأمان و الحنان, محمية بين ذراعيه الدافئتين. لا! لا يجدر بها ان تشعر بأى حماية. ادركت ذلك بمرارة. فهى بذلك تُعرض نفسها للموت و التسمم. همست: "لا يمكننى ان افعل ذلك, لا استطيع."
ادارها ماكسيمو لتواجهه: "انت تستحقين ان تشعرى بالحياة من جديد, كارا!"
مرر يديه على كتفيها وصولاً إلى عنقها, و هو يتابع: "يحق لكِ ان تشعرى بأنكِ امرأة محبوبة, كما انتِ فى الواقع."
رفعت لوسي ذقنها, فضمها إليه بقوة. لم تشأ ان تقاومه, فهى لا تستطيع مقاومته, فهى لا تستطيع مقاومته و مقاومة احاسيسها معاً. لكن عليها ان تفعل! هل تقدم نفسها لـ زير نساء, غير قادر على الحب ابداً؟ هل تعطى ذاتها لشخص يريد الانتقام, و يخطط لطلاقهاقبل ان تبرد جثة جدها فى قبره؟ قالت بصوت عالٍ, و هى تبعد عنه: "لا! لا استطيع."
نظر ماكسيمو إلى وجهها, و لمعت عيناه بشئ من الحيرة. اخيراً هز رأسه ببطء قائلاً: "حسناً, كارا! لليلة واحدة فقط. سأقدم لكِ هذه الليلة كـ هدية. ليلة من اجل ان تحزنى على السنين التى فقدتها."
استدار لينام على الجانب الآخر من السرير, و هو يتابع: "غداً, سنبدأ من جديد. فى روما."
تنهدت لوسي بارتياح, و هى تقول: "روما؟! ماذا سنفعل فى روما؟"
قال: "ستثأرين لنفسك من ألكسندر ونثورت."







التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 24-04-19 الساعة 01:06 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.