آخر 10 مشاركات
أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          هل تغفر لي - باربرا مكماهون (الكاتـب : سيرينا - )           »          269 - قطار النسيان - آن ميثر (الكاتـب : عنووود - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          إغراء النسور - آن ميثر ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          1121-زواج ألزامي- بيني جوردان -دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-14, 02:15 PM   #21

تسنيم الجنوب
 
الصورة الرمزية تسنيم الجنوب

? العضوٌ??? » 78901
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 959
?  نُقآطِيْ » تسنيم الجنوب is on a distinguished road
افتراضي


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
في الانتظاااااااااااااااار غااااليتي


تسنيم الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-14, 02:00 AM   #22

saranomy
 
الصورة الرمزية saranomy

? العضوٌ??? » 24201
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 988
?  نُقآطِيْ » saranomy will become famous soon enough
افتراضي

بتنكغفكااكا jtkfjkgjjhhgffhjkiggdrhmlo

saranomy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-14, 04:23 AM   #23

razank1

? العضوٌ??? » 248753
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 764
?  مُ?إني » بالسعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » razank1 is on a distinguished road
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
اتمنى أن لاتقطعوا الرواتب وانواعها وان أتموا انزال ال وآية بالكامل
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا كيفك شكرا على مجهودك .

razank1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-07-14, 04:26 AM   #24

razank1

? العضوٌ??? » 248753
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 764
?  مُ?إني » بالسعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » razank1 is on a distinguished road
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
اتمنى أن لاتقطعوا الرواتب وانواعها وان أتموا انزال ال وآية بالكامل
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا بارك الله فيكي يا رب العالمين

razank1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-07-14, 05:11 AM   #25

abdallah0002

? العضوٌ??? » 319942
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 53
?  نُقآطِيْ » abdallah0002 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على الروايه شكلها مشوقة وكمان هى اول عيديه اخدها ده غير انها هتكون اول روايه اتابعها اثناء التنزيل شكرا جدا وكل سنه وانتى طيبة

abdallah0002 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 07:51 PM   #26

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي



مرحبا حبايبي سوري على التأخير
و كيف وعدتكم عيدتي فصلين من الرواية لمسة حنان
و كل عام و أنتم بخير




الملخص الداخلي

ألا تكلفين نفسك عناء إلقاء تحية الوداع سارة؟؟
كان في صوته الكثير من التهكم, الكثير من الانتقاد غير المتوقع, و الإدانة لتصرفها هذا.
و أجابت بعصبية: " إنني.....إنني لم أشأ أن أزعجك."
فقال : " هذا صحيح. إنني متأكد من قصدك هذا."
كان ينظر إليها متأملا. و لسبب ما, استحال ارتباكها إلى شعور خانق بوجودها قربها, و كأن في ذلك ما مس من إحساسها وترا جعل جسدها يهتز تجاوبا مع هذا الموجود.
قال برقة, و نظراته ما تزال معلقة بها: " من المؤسف أنك لم تفكري في ذلك من قبل أليس كذلك؟"


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 07:59 PM   #27

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملاك حبه مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة1 مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moamenamohamed مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoda ateya مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sea sound مشاهدة المشاركة
شكررااااااااااااا‎ ‎
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تسنيم الجنوب مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
في الانتظاااااااااااااااار غااااليتي
شكرا حبيبتي على مرورك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة razank1 مشاهدة المشاركة
مرحبا كيفك شكرا على مجهودك .
لا شكر على واجب و ان شاء الله تعجبك الرواية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة saranomy مشاهدة المشاركة
بتنكغفكااكا jtkfjkgjjhhgffhjkiggdrhmlo


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdallah0002 مشاهدة المشاركة
شكرا على الروايه شكلها مشوقة وكمان هى اول عيديه اخدها ده غير انها هتكون اول روايه اتابعها اثناء التنزيل شكرا جدا وكل سنه وانتى طيبة
أنا سعيدة حببتي بتواجدك في مواضعي و زيارتك الحلوة العطرة و ان شاء الله تعجبك الرواية و اليك الفصلين



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة razank1 مشاهدة المشاركة
شكرا بارك الله فيكي يا رب العالمين
آمين يا عسولة و يبارك فيكي ان شاء الله



miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 08:07 PM   #28

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي

الفصل الأول



جلست سارة مستندة, بكل راحة, إلى جذع شجرة الصفصاف, و أغمضت عينيها لتروح في إغفاءة حالمة على خرير الجداول الرقراق, متجاهلة بشدة, ذلك الشعور بالذنب الذي يحاول أن يذكرها بوجوب التفكير في مستقبلها, خصوصا في النقطة الهامة التي تشغل بالها, و هي أن عدم صمود شخصيتها, و بالتالي عدم قدرتها على منع نفسها من التورط عاطفيا مع تلاميذها, كل هذا يهدد مستقبلها في التعليم بشكل خطير.

و فكرت في ما سبق و ذكرتها به ابنة عمها هذا الصباح, من أن النوم قد يكون, أحيانا مهدئا لحالات الاكتئاب, محدثة نفسها بأن الإرهاق و الاستنزاف اللذين تملكاها, ما هما سوى نتيجة الإجهاد الذي يصحب, عادة, انتهاء السنة الدراسية بحيث لم يعد في استطاعتها تحمل مسؤوليتها لتوجهها نحو طموحاتها التي كانت تخطط لها أثناء دراستها الجامعية.

في ذلك الحين, كانت الأمور تبدو لها بسيطة للغاية, فهي ستحصل على شهادتها لتصبح معلمة, و ستحاول التقدم في سلم الارتقاء, و لو بالعمل في القطاع الخاص لقترة, قيل لأن تقدم طلبا لمركز ناظرة مدرسة, و سوف تصل إلى هدفها هذا قبل عيد ميلادها الثلاثين.

و ها هي الآن, في السابعة و العشرين, تعترف مرغمة بأنها أغفلت أهم توصية في مهنتها هذه و هي أن تحسب حساب تورطها, عاطفيا, مع تلاميذها, فلا تهتم بهم إلى درجة تطغى إلى احتياجاتها الخاصة, و ما سبق و خططته لمستقبلها, و حياتها كلها.

لقد شخص طبيبها حالة التوتر و الإجهاد, عقليا و بدنيا, التي تمتلكها في منتصف امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأخير, بأنها إرهاق ناتج عن ضغط حياة العصر و نوع عملها و مسؤوليته الجمة.
و وافق رؤساؤها على هذا التشخيص, و لكن بعطف أقل موضحين لها أن الذنب ذنبها لأنه لم يطلب منها أن تأخذ على عاتقها مسؤولية إضافية و ذلك بتنظيم النشاطات المدرسية لصبية في الثانية عشرة من أعمارهم, هم تلاميذها. و أن عليها أن تلوم نفسها فقط إذ تتبنى مشكلاتهم و تشاركهم معاناتهم قلبيا.

و حمل التفاهم البالغ, حيث كانت تعمل, أولي الشأن على إجراء تبدلات سريعة بين المستخدمين, مما جعلها تتخلص بسرعة من ذلك الوهم, إزاء المشكلات التي نتيجة عن تعاملها مع ذلك العدد الكبير من الأولاد و الذين كان معظمهم من مستوى غير ملائم, مما جعل التعامل معهم صعبا حدا.
و كان على سارة أن تعترف بذلك و لكن أكثرهم كان من الممكن أن يتجاوبوا لو منحوا التشجيع و الوقت...

تنهدت و هي تتذكر نصيحة طبيبها بأن تنسى كل شيء عن عملها ذلك, و تذهب إلى حيث تتمكن من الاسترخاء و الاستلقاء في الشمس و...

و لكن هذا مستحيل, بطبيعة الحال, فان المعلمين لا يمضون مدة العطلة الصيفية من دون عمل, كما يعتقد أكثر الناس الغرباء عن هذه المهنة, ثم علمت بعد ذلك بأن مستقبلها في التعليم أصبح مهددا حتى و لو لم يصدر الأمر رسميا بإيقافها عن العمل, و كان هذا سبب مجيئها إلى منطقة "شروبشاير" لتمكث فترة ضيقة على ابنة عمها و زوجها في قريتها الهادئة, حيث طمأنتها ابنة عمها سالي بأنها ستجد كل ما تحتاجه من هدوء و استرخاء.

كان روس و سالي قد تزوجا منذ سنتين. و كان روس يعمل في شركة هندسية في لودلو, بينما كانت سالي تعمل في الرسم التخطيطي و ذلك من مكتبها الصغير في منزلهما الجميل الذي كان من منزلا ريفيا في مزرعة.

و قد رحب الاثنان بسارة, و لكن عملهما, كان يعني أن تترك سارة لوحدها طيلة النهار، و كان هذا ما تحتاجه... أو على الأقل كانت هذه فكرة طبيبها.

و فعلا، حين وصولها إلى منطقة " شروبشاير" منذ أسبوعين، ابتدأت مشكلات تلاميذها، و القلق الذي سبب تورطها معهم. ابتدأ كل هذا يخف تأثيره على نفسها، و لكن، هذا الأمر سبب لها الشعور بالذنب، مذكرا إياها بأنهم ليسوا مثلها محظوظين بابنة عم تعيش في منطقة ريفية شاعرية، لكي يهربوا إليها من حر الصيف اللاهب في المدينة غير المألوف في الأجواء الانجليزية.
كان التلفيزيون، و من خلال نشرة الأخبار، في المساء يعرض الصور الفوتوغرافية لحقول و حدائق عامة أدركها الجفاف، و جداول جفت فيها المياه، و شوارع ساح الإسفلت فيها، هذا إلى سماء صافية زرقاء.

و نبهتها حركة في الجداول، ففتحت عينيها لترى سمكة تقفز من المياه لتلاحق الذباب. كانت سمكة سلمون مرقطة كبيرة الحجم نوعا ما، فحملها المنظر على الابتسام و هي تتذكر رحلات الصيد التي كانت تقوم بها في عهد الصبا مع أبيها و أخيها.

كان والدها الآن، في كندا يزوران أخاها جون و زوجته وولديهما التوأمين... و كان هذا هو السبب في أن دعوة ابنة عمها سالي كانت مناسبة لها.

كانت المودة قوية بين سارة و ابنة عمها التي كانت تكبرها بثلاث سنوات و العلاقة دائما وثيقة بينهما، و كانت هي مرافقة سالي أثناء عرسهما هي و روس، منذ سنتين، كما أن أكثر من سنة مضت عليهما الآن دون أن ترى الواحدة منهما الأخرى.

حاولت سالي إخفاء الصدمة التي انتابتها حين قابلتها في محطة القطار، و هي ترى نحولها و التوتر البادي على عينيها و حركاتها.

و اعترفت سارة لنفسها، بأنها تبدو لمن يجهلهما من قبل، بأنها هب الأكبر سنا. إنما الآن، و بعد أن أعطت نفسها حقها من الراحة و الاسترخاء، محاولة التخلص من الشعور، العاطفي و العقلي، بالذنب لاهتمامها الأناني هذا بنفسها، ابتدأت تستعيد، مرة أخرى، بعض ما فقدته من وزنها، فلم يعد جسدها البالغ من الطول خمسة أقدام، يبدو نحيفا، كما فارق الشحوب لونها بفعل جو الريق و شمسه.

و كانت هذه هي مشكلة ذوي الشعر الأحمر إذ أنه أثناء الاضطرابات العاطفية و الجسدية، ينعكس ذلك على الجلد فيبدو شاحبا.

و منحتها الأوقات التي تمضيها خارج البيت لونا أسمر متألقا كما أشار روس إلى ذلك مازحا أثناء العشاء الليلة الماضية، و سالي قالت لها أثناء خروجها هذا الصباح، أنها ابتدأت تعود إلى ما كانت عليه من جاذبية طاغية أثارت الكثير من فضول و تعليقات الجنس الآخر أثناء حفلة الزفاف.
و عبست سارة في وجه ابنة عمها لسماعها هذا الكلام، إذ لم يسبق لها قط أن اعتبرت نفسها جميلة ذات جاذبية طاغية. و تابعت طريقها و هي تحاول أن تبعد عن ذاكرتها المشكلات التي تعرضت لها، في أول عهدها بالتعليم، حين رفض بعض زملائها، كبار السن من تلاميذها، النظر إليها بعين الاختبار بسبب مظهرها، فقد كان لون شعرها الأحمر مع عينيها الخضراوين المفعمين بالمشاعر، إلى وجنتيها العاليتين و ذقنها الصغيرة التي ورثتها عن أمها، كان كل هذا، إلى جانب النظرة المثيرة في عينيها، يعطيها مظهرا ملفتا غير متعمد.

كان مظهرها هذا قد سبب لها، في عهد المراهقة، مشكلات لا نهاية لها اذ كان يثير تنافس و غيرة بنات جنسها، مما جعل من الصعب عليها إنشاء صداقات معهن.

كما كان يقود الفتيان الذين كانت تقابلهم، إلى الظن بأنها فتاة مغامرة لا يهمها سوى التسلية، و هذا كان بعيدا عن الواقع. و في الجامعة، وجدت أن خير طريقة لمواجهة هذه المشكلة، هو أن تتخذ مظهرا صارما متزمتا بعكس مظهرها لتوحي بأن مجيئها الى الجامعة للتعلم و الحصول على شهادتها، و ليس لمجرد قضاء وقت ممتع.

و في الوقت الذي تركت فيه الجامعة و ابتدأت أول عمل لها، أخذت ترفع شعرها الطويل، و تخفف من تأثير ملامحها هذه بالإقلال من الزينة على وجهها، هذا إلى توخي الحشمة في ملابسها ذات الألوان الهادئة، لتكبت بذلك رغبتها الجامحة في ارتداء ملابس أكثر بهجة و أنوثة.
و لقد تجلى العبوس و النفور على وجه سالي حين لاقتها في المحطة، و هي ترى الثوب الذي سارة ترتديه و الذي كان بعيدا عن الجمال. و قالت معتذرة، بأن آخر شيء كانت تريده كمعلمة، هو أن تبدو مثيرة.

و لكنها كانت من الإرهاق و استنزاف القوى بحيث لم تعبأ و لم تجد القوة لمقاومة سالي و هي تصطحبها إلى لودلو و من ثم ترغمها، دون رحمة، على أن تستبدل كل ثيابها التي أحضرتها معها، تقريبا.
و كان هذا هو السبب في أنها، كانت ترتدي بنطالا من الجينز و قميصا خفيفا أبيض عاري الذراعين و الكتفين. و قد ربطت شعرها على شكل ذيل الحصان لترفعه عن رقبتها.
كانت موجهة الحر تلك تبعث بالوهن، مما شل تفكيرها، أو ربما كانت من الإرهاق بحيث بدا لها أنه من الأسهل أن تدع الآخرين يقررون طريقة حياتها، أو ببساطة تدع نفسها تسير مع التيار.

و سمعت خلقها خطوات قفزت على أثرها بانزعاج، بينما أطلقت بعض الطيور زعيقا حادا محذرة.
توترت عضلات سارة حالا. لقد كان هذا المكان من الهدوء بحيث تعتبره مكان استجمامها الخاص. و هكذا، جرت نفسها بعيدا، نحو أغصان شجرة الصفصاف المتهدلة، محاولة الاختفاء عن أنظار من يمكن أن يكون مارا، آملة أن تنجح في أ، يمر ذلك المتجه نحوها دون أن تلفت أنظاره فيتوقف للتحدث معها.

كان نفورها هذا من أي تورط مع الغير، شيئا جديدا عليها، و ربما بسبب المحاضرة التي تلقتها من رؤسائها ينذرونها فيها بأن مبالغتها في التورط مع تلاميذها ضار بمهنتها.
أغمضت عينيها مصممة على إغفال أي صوت قد يقترب من مخبئها. و لكن كان من المستحيل عليها أن تغفل صوتا صبيانيا خجولا يقول: " أرجو المعذرة، و لكن، هل هذا هو الطريق إلى لودلو؟"
فتحت عينيها مرغمة.

كان صبيا لا يكاد يتعدى السادسة من عمره واقفا ينظر إليها، كان أشقر الشعر أزرق العينين نحيف الجسم بالنسبة إلى سنه، يحيط به جو من القلق أدركته أحاسيسها للتو.
و حتى عندما أخذت تحدث نفسها عنه، أيا كان هو أو مهما كان الغرض من وجوده منا وحده في مثل هذا الطريق الريفي المقفر، فان هذا لا يعنيها بشيء، و أن كل ما عليها أن تفعله، هو أن تجيب عن سؤاله، و من تم تدعه يتابع طريقه.

و لكن جزءا آخر من نفسها، ذلك الجزء الأنثوي العاطفي الذي كثيرا ما سبب لها المتاعب، كان يتساءل عمن تراه يكون، و لماذا هو هنا بمثل هذه الوحدة القاسية و هو في هذه السن الصغيرة؟
عندما جلست و أمعنت فيه النظر، قالت كاذبة: " إنني، في الواقع، لا أدري. و لكن عندي هنا خريطة، فإذا شئت أن تجلس إلى جانبي برهة فان في استطاعتي أن ألقي عليها نظرة."
فقد كان عندها خريطة، فعلا، و أيضا كان عندها الغداء الدسم الذي اعتادت سالي أن تحملها إياه يوميا.

تقدم الصبي ببطء، خطوة نحوها، و هو ينظر خلفه من فوق كتفه، فيبدو في عينيه بجلاء، الخوف و التوتر.
ممن كان يهرب؟ لقد أخذت سارة تتساءل و هي تفتح حقيبتها، متعمدة التباطؤ في تحركاتها و بتباطؤ مماثل، أخرجت علبة عصير و بعض الساندويتشات.

و كان عدم استعداد الصبي لهذه المغامرة تكشف عن حداثة سنه. و كانت ملابسه كذلك غير عملية، فقد كانت عبارة عن بنطال من الجينز، ثقيل و قميص مقفول، و ينتعل حذاء رياضيا. و كان الجينز، سميكا مما لا يتلاءم مع هذا الجو الحار، و أكبر من قياسه. بينما قميصه و حذاؤه يبدو أن ثمينين، مما كان يوحي أن من اشترى ثيابه هذه لم تكن لديه فكرة عن حجمه.

قطبت سارة حاجباها قليلا وهي تفتح الخريطة التي أخرجتها من الحقيبة.
أشارت إلى الأرض بجانبها، و هي تتظاهر بعدم ملاحظتها توتره و هو ينظر إلى الطريق التي جاء منها، قائلة: " تعال و اجلس هنا، إذ أنني لست ماهرة تماما في فهم الخرائط، لهذا قد يستغرق مني معرفة طريقك، بعض الوقت. فأنا هنا في عطلة فقط، و أنت؟ مل تسكن في هذه الأنحاء؟" راقيته و هو يرد عليها دون وعي قائلا : "نعم. إنني أسكن في..." و فجأة، بدت على ملامحه العناد و التعاسة، و هو يتابع قائلا: " إنني أسكن هنا. إنني أسكن هنا. و لكنني لا أعيش هنا في الواقع."
قالت "آه.


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 08:11 PM   #29

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي

فتحت سارة الخريطة، ثم فتحت لفافة الساندويتشات مع أنها لم تكن جائعة، و ابتدأت تأكل واحدة و هي تسأله: " أتحب أن تأكل واحدة؟"
فأومأ برأسه و هو يقول بصوت خشن: " نعم من فضلك. فأنا جائع نوعا ما."
كان سلوكه ممتاز، و كان حديثه ملتزما بالعرف على النمط القديم كما لو كان قد قضى وقتا طويلا مع أناس كبار السن، وراقبته سارة و هو يأكل الساندويتش و قد ارتسم التفكير على وجهها.

كانت تعلم أنها تدعه يذهب. و أن عليها، بأي شكل كان، أن تكسب ثقته، و من ثم تعيده إلى أسرته.
أممكن هذا؟ أن يسير طفل صغير السن مثله، بمفرده؟ أن الكثير من المخاطر يترصده... سواء من الناس أم من الطبيعة, و لابد ن أسرته، مهما تكن و أنى تسكن لابد أنها الآن تقلب الأرض بحثا عنه، وقد تملكها الخوف عليه و الانفعال و القلق لأجله.

و فكرت في أنه قد يكون أتى من بعيد، و ان الارهاق البادي في عينيه قد يكون نتيجة للخوف و التعاسة و ليس التعب الجسماني الناتج عن سير طويل.

بدا على ذراعه خذوش و كأنه سبق و ارتطم بشجيرات شائكة، كما كان قميصه ملطخا بالأقذار. كان قد أنهى السندويتش، و مضى يرمق الياقيات بعين جائعة جعل سارة تسأله بلهجة عفوية و تخفي ابتسامتها: "هل تريد واحدة أخرى؟"
و عندما أخذ يلتهم السندويتش الأخرى التي قدمتها اليه. قالت له: " في الحقيقة، أنا لست متأكدة من أنك تسير في الطريق الصحيح. اذ يبدو، من هذه الخريطة، كما لو..."

و سكتت مقطبة جبينها، متجاهلة التوتر الذي شعرت به ينتابه، و هي تقول: " قد يكون في إمكانك أن تجد الطريق على بعد نصف ميل أو أكثر قليلا، من هنا,"
سألها قائلا: " نصف ميل؟ هل هذه مسافة طويلة؟"
أجابت: " نوعا ما...ثم هنالك ستة أميال أو سبعة إلى لودلو. هل أنت ذاهب إلى هناك لأجل شيء مهم؟"
و نظرت إليه لتراه يتجنب نظراتها كمن يريد أن يكذب عليها، و لا يريد أن يخبرها، كذلك، بالحقيقة.
عادت تقول و هي تنظر في الخريطة: " لا عليك من ذلك... ربما كانت هنالك طريق مختصرة، من المؤسف أنني لا أملك سيارة, و إلا كنت أوصلتك بنفسي."

سكتت لترى على وجهه التردد و التباطؤ.
قال لها على الفور: " ليس مسموحا لي بالركوب في سيارة مع الغرباء."
كبحت سارة تنهيدة خفيفة و هي تفكر، يا للصبي المسكين. ألم يحذروه أيضا من أن الحديث إلى الغرباء يحوي نفس الخطورة؟"
قالت توافقه و هي تخرج من حقيبتها تفاحة قدمتها إليه: " كلا، طبعا. هذا لا يجوز."

و كان ما يزال وافقا، فربتت على الأرض بجانبها داعية إياه، مرة أخرى، إلى الجلوس قائلة. " إذا أنت جلست هنا فسيكون بإمكانك أن تلقي نظرة على الخريطة. فأنا لست ماهرة تماما بقراءة الخرائط,"
قال: "كلا... أمي ليست ماهرة..." و بتر كلامه و قد تغيرت ملامحه و هو يتابع: " أعني... لم تكن ماهرة."
و أدار رأسه ينظر لينظر من وراء كتفه و قد ارتجف صوته
أن أمه قد ماتت, كما بدا من معنى كلامه؟ أم أن هذا يعني فقط أنها لم تعد تعيش معه؟ و لم يعد لدى سارة شك الآن في أنه كان هاربا و أنه تعسا إلى درجة اليأس، و لكنه أطاعها و جلس إلى جانبها.
لم تعد تبدو عليه سمة الطفولة، و لكن حداثة الصبا الأولى ما زالت تبدو على ذراعيه و ساقيه. و عندما جلس بجانبها أمكنها أن تشم النظافة في جلده.
قالت له: " إن اسمي سارة... ما هو اسمك؟" سألته هذا السؤال بينما كانت تقرب الخريطة إليه لينظر فيها.
فأجاب: " اسمي روبرت,,,مع أن..."
فقالت بإعجاب:" روبرت... انه اسم فتيان كبار. ألم يدعك أحد بوبي؟"
فهز رأسه قائلا: " إن... جدتي اعتادت أن تدعوني روبي... و لكنه يقول انه اسم أطفال, انه يدعوني روبرت,"
و افترضت سارة أن كلم (لكنه) التي لفظها بمثل ذلك الغضب و تلك الكراهية، يشير بها على الأغلب، إلى أبيه.
و لم تشأ أن تخيفه بالإلحاح عليه بالأسئلة، فقالت ببساطة: " حسنا، إن روبرت اسم فتيان كبار. و أظن أن عمرك لا بد أن يكون... حسنا، لابد أنك في الثامنة من عمرك."
و سرعان ما شاهدت تأثير كلماتها عليه، اذ انتفخ صدره و جفت الدموع في عينيه و هو يقول:" ان عمري ست السنوات، بل تقريبا سبع، سأبلغ السابعة في شهر أيار-مايو."
في شهر أيار... و لكنهم مازالوا في شهر تموز-يوليو الآن، و هذا يعني أنه في السادسة. و اتسعت عينا سارة بإعجاب و هي تقول أنها كانت تظنه أكبر بكثير من هذه السن.
قالت برقة: " ألا تفتقدك جدتك، يا روبرت؟ لا يد أنها تتساءل الآن عن مكانك. هل تركت لها خبرا؟"
امتلأت عيناه بالدموع على الفور و هو ينفجر قائلا: " إن جدتي ميتة، لقد ماتت في حادث اصطدام سيارة مع أمي و توم... و كان علي أن أعود إلى هنا لأعيش مع... معه. إنني أكرهه. إنني أريد أن أعود إلى بيتنا... لا أريد البقاء معه بعد الآن. إن في استطاعة السيدة ريتشاردز أن تعتني بي. لقد فعلت ذلك عندما كانت أمي و توم مسافرين، و كانت جدتي مريضة، ليس على أن أسكن معه هنا. لقد أخبرتني أمي بذلك. قالت إنني غير مجبر على رؤيته إذا أنا لم أشأ ذلك، لم يرغب بي أبدا... و لهذا أرادها أن تأخذني إليها."

و استمعت سارة الى هذا الخليط من الكلمات. و قد تدفق العطف عليه دموعا حاولت جهدها أن تصدها، محاولة أن تبني علة ما قاله و ما لم يقله، حقيقة وضعه. فوالداه إما مطلقين أو منفصلين، و يبدو أ،ه كان يعيش مع أمه و ربما مع جدته في منطقة ما من البلاد. و فهمت من كلامه أنه فقدهم في حادثة سيارة و هو الآن يعيش مع والده الذي، كما يبدو، لم يكن يريده و قد أرغم الآن على أن يتحمل مسؤوليته.يا للصبي المسكين. لا عجب أن يبدو تعيسا الآن، و لا عجب إذا هرب من منزله.

و لكن، بقدر ما شعرت بالتعاطف معه و شعرت بالألم لأجله، شعرت بوجوب معرفة مكان سكنه و من يكون والده ذاك.
سألته: " إذن، فأنت ذاهب الآن لكي تفتش عن السيدة ريتشاردز، أليس كذالك؟" و لما أومأ برأسه بالإيجاب، عادت تسأله: " و أين تسكن هي؟ هل هي بعيدة من هنا؟"
أجاب اهتمام: " إنها تسكن في لندن."

قالت بعطف:" في لندن؟ و لكن لندن بعيدة جدا, جدا بعيدة. هل مر عليك وقت طويل و أنت تسير."
أجابها على الفور ببراءة: " تركت البيت بعد الفطور." و شعرت هي بالذنب لخداعها له, و لكن كان هذا لمصلحته، و لحمايته. و تابع قائلا: " كان علي أن أنتظر ذهابه هو أي أبي، إلى العمل. و قد خرجت السيدة جاكوبس للتسوق. و كانت طلبت مني أن لا أخرج إلى الحديقة، إنني لا أحبها."

السيدة جاكوبس؟ و عضت سارة على شفتها. كانت متأكدة من أنها سمعت مرة سالي تأتي على ذكر السيدة جاكوبس على أنها إحدى جاراتها في القرية. و قد استقر في ذهنها أن المرأتين لا تحب الواحدة منهما الأخرى، و أن سالي تحتقر، قلبيا، تلك المرأة و تكرهها.

سألته سارة : " و هل...هل تركت خبرا لأبيك؟"
فهز رأسه نفيا و قد بدا على وجهه العناد و يقول : " انه لن يهتم، بل سيكون مسرورا إن تخلص مني. ان السيدة جاكوبس تقول إنني مزعج جدا، و إنني أسبب كثيرا من التخـ...التخـ..."
فقالت سارة : " التخريب؟" و أومأ هو برأسه بالإيجاب و قد تأثر بقدرتها على قراءة أفكاره, و بقدر ما تعاطفت هي معه، كانت تريد أن تستخلص منه عنوانه لتعيده إلى المنزل. و مع أن ما فهمته عن أبيه و السيدة جاكوبس، لم يكن سارا، فإنها لم تلاحظ أية علامات لأي سوء معاملة، جسدية كانت أم عاطفية، بادية عليه، فهي من الخبرة بحيث كانت ستلاحظ حتما لو كان ثمة شيء من ذلك القبيل. إذ أنه، مع كل مخاوفه و خشيته، كان يقصه الصمت اليائس، و ذلك الخوف العميق الذي ينبعث من أمثال أولئك الأطفال.

و لكنه كان شقيا إلى درجة كبيرة، و لم تستطع إلا أن تتساءل عمن تراه والده و ما يمكن أن تكون عليه تصرفاته. فقد أخذت فكرة من حديث روبرت عنه أنه يعتبر ابنه هذا عبئا...و إزعاجا.
عادت تسأله : " اذن، فهذا هو السبب في أنك تريد أن تذهب إلى لندن... لكي تفتش عن السيدة ريتشاردز."
أجاب : " هذا أفضل من أن أعش مع أبي." و امتلأت عيناه بالدموع و هو يكرر: " إنني لا أحبه." و بوحي من الغريزة، فتحت سارة ذراعيها له، ليلقي بنفسه بينهما و هو ينشج باكيا، بينما أخذت تهدهده و تربت عليه.
يا للطفل المسكين، انه ما زال طفلا مهما حاول الادعاء بغير ذلك. و حالا، بعد أن تهدأ مشاعره قليلا، ستحاول هي أن تأخذه بالملاطفة لكي يقبل بالعودة إلى منزله. و لكن المهم، في هذه اللحظة، أن تكسب ثقته و تتحبب إليه، بدلا من أن تستجوبه. و هكذا تركته يبكي و هي تهدهده و تلاطف شعره الأشقر.

منعها استغراقها في هذا العمل، من أن تغفل عن تنبيه الطيور التي اندفعت بالطيران بعد إذ أزعجها متطفل ما. و هكذا كان أول عملها بقدومه هو عندما انزاحت أغصان شجرة الصفصاف، التي كانت تحميهما، جانبا، فرفعت عينيها لترى رجلا فارع الطول بادي الغضب، وقف يحدق بها ثائرا.
"روبرت."

و كان هذا التنبيه المختصر للصبي، ما كشف عن العلاقة بينهما حتى بدأ الصبي بالارتجاف، متعلقا بها.
همست له مهدئة: " لا بأس يا روبي." و بان الغضب في عينيها إزاء خشونة الأب.
قال الأب بلهجة فيها من الأمر أكثر مما فيها من الرجاء: " هل لك أن تتركي ابني..."
لكن سارة لم تستجب فورا، لكلماته تلك، خصوصا بعد الفكرة السيئة التي سبق و كونتها عنه، ثم تصرفه غير السليم إزاء هذا الوضع و عم قدرته على أن يرى موقفه العدائي هذا يسيء إلى ولده و يملؤه رعبا.
قالت كاظمة غيظها : "لا بد أنك والد روبرت." حاولت الوقوف و لكن ذلك لم يكن سهلا و روبرت ما زال متعلقا بها،و لكنها تمكنت من ذلك بطريقة ما.
و دون وغي منها، عادت الى سلوكها الذي اعتادته في الصف، ناسية أنه لا يناسب ما ترتديه من ملابس و طريقة تصفيف شعرها بشكل ذيل الحصان، و خلو وجهها من أية زينة، إلى أن رأت نظراته الغاضبة المزدرية التي كان يتفحص فيها مظهرها.
رد عليها بفتور:" نعم. إنني هو. و لكنني لا أعرف من أنت. و ماذا تفعلين مع ابني. و عليك أن تعلمي أن الشرطة لا تتهاون مع مسألة اختطاف طفل,"
اختطاف طفل...؟ أذهلها ما يتضمن كلامه، عن أن ترد عليه.
و كان روبرت قد زاد من تعلقه بها الآن، و لم تستطع أت تتأكد من هو الذي يرتجف أكثر من الآخر، هل هو روبرت، من الخوف، أم هي، من الغضب؟


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 08:15 PM   #30

miya orasini

نجم روايتي ومشرفة سابقة وعضوة فريق الكتابة للروايات الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية miya orasini

? العضوٌ??? » 244480
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 7,329
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » miya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond reputemiya orasini has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك carton
افتراضي

و ما لبثت أن ردت ليه بانفعال:" نعم، و هو كذلك لا يتهاون مع قسوة الأب."
"قسوة الأب؟"
كان قد بدأ يتقدم نحوهما و لكنه توقف لدى سماعه كلامها هذا. كان وجهه قد لوحته الشمس. و لكنه، فجأة، تلاشى كل لون فيه، ليس من الخجل أو الشعور بالذنب، بل من الانفعال.

لقد رأت ذلك يتألق في عينيه. كانت عيناه زرقاوين شديدتي الشحوب و في برودة الثلج، كما رأتهما في البداية، و لكنهما أصبحتا لآن من الحرارة بحيث كانت تشعر يوقع ذلك على جلدها.

و كان، بعكس روبرت، أسمر اللون، كما أنها لاحظت أن الكثيف القاتم، كان يتخلله بعض الإشقرار و كأنه سبق و أمضى وقتا طويلا في جو شديد الحرارة.

و لكن المدهش أن وجهه كان شديد الشبه بوجه ابنه، أو بالأحرى، كان ابنه نسخة مصغرة عنه. فقد كان لهما نفس الملامح و نفس الأنف و الفم. و لكن، بينما كانت الشفة السفلى عند الصبي، ترتجف بعواطف الطفولة و خوفها، كانت عند أبيه تدل على احتدام العواطف. مما جعل جسد سارة ينتبه للخطر الذي كان أكثر عمقا من غضبه البادي، و لم تسمح لنفسها بالتمعن في هذا الشعور. فقد كانت من الاهتمام و التركيز على روبرت و خوفه الطاغي من أبيه و عثور هذا عليه، أكثر من أن تهتم بشكل أبيه كرجل...كلا، ليس كرجل و إنما... كصياد... متعجرف، بينما تبدو هي فريسة أمامه.

عاد يكرر عابسا ك " قسوة أب." مما شد من انتباهها، و تابع:" ما الذي تريدين قوله؟ و ما الذي كان يخبرك به روبرت؟"
و من دون أن يقوم نحوها بأية حركة، و من دون أن يرفع صوته أو يقوم بأية محاولة لاستعراض القوة. كان يحاول تهديدها، و قد استجابت هين على الفور، لمحاولة التهديد هذه، إذ استطالت بجسمها إلى أقصى ما تستطيع، و هي تبادله نظرات فولاذية.

قالت له و إن لم تكن تتوخى الصدق تماما:" إن روبرت لم يقل شيئا لأنه أشد حالات التعاسة. انه صبي صغير في منتهى الشقاء..." و سكتت لحظة، ثم أضافت لتضفي القوة على ما تقول : "لقد كان في طريقه إلى لودلو... إلى لندن."

و رأت الدم يندفع إلى وجهه، و علمت مبلغ كرايته مواجهة الحقيقة. و ربما كانت تشعر بالأسف لأجله لو اختلفت الظروف. كان يرتدي بذلة ثمينة. و لاحظت أن يديه مخدوشتان بشكل سيء، و حذاءه ملطخ بالوحل و كأنه كان يندفع دون هوادة في هذا الطريق الضيق على طول جدول المياه، و ذلك إبان بحثه، باستماتة، عن ابنه الضائع. و لكن، ما الذي يدفعه إلى ذلك؟ أهو الغضب؟ كان ذلك يبدو على وجهه بالتأكيد مزيجا بالضيق و نفاذ الصبر، و لكن ما لم تستطع أن تراه هو المحبة، تبكيت الضمير، الشعور بالذنب.

قال باقتضاب:" تعال إلى هنا روبرت." و عبس عندما رفض ابنه أن يطيعه. كان من الواضح أنه لم يعتد التعامل مع الأطفال، كما بدا لسارة. و دفعها الشعور بالعطف علي الصبي المتشبث بها، إلى أن تقول بهدوء : "ربما إذا أنا عدت معكما...؟" و بدا الرفض حالا على ذلك الوجه الذي لوحته الشمس، و قد استحالت عيناه اللتان كانتا تتفرسان فيها، إلى مثل الثلج.

كان في إمكانها أن ترى الرفض على شفتيه. و لكن، قبل أن يقول شيئا، انفجر روبرت يقول بانفعال:" لا أريد أن أعود. لا أريد الذهاب معك... إنني أكرهك... إنني أكرهك... و ماما كانت تكرهك هي أيضا."
و عاد إلى البكاء و ذرف الدموع، و كادت تستحيل شهقاته إلى هستيريا. و انحنت سارة دون وعي ترفعه بين ذراعيها، ليدفن وجهه في عنقها، و هو يحتضنها بعنف بذراعيه الصغيرتين، بينما كانت هي تربت عليه تهدئه.
و بينما كانت تتحدث إليه بهدوء، سمعت الأب يتمتم شاتما.

و كشف عن معصمه بعنف يلقي نظرة على ساعته، و مالبث العطف الذي سبق و شعرت به نحوه، أن تبخر و هي تسمعه يقول بحدة :" هذا يكفي، يا روبرت. اسمع، إن عندي اجتماعا بعد نصف ساعة..."
و لابد أنه رأى نظرة الازدراء و الكراهية التي نضحت بها عيناها، لقد أدركت سارة ذلك لأنه سكت و قد أطبق فمه بشدة، قبل أن يقول لها ببرودة :" إنني رجل أعمال كما أنني أب. و إن علي مسؤوليات نحو القوى العاملة عندي بقدر ما علي نحو ابني، و إن نتيجة عقد جديد هام، هي معلقة الآن، و هذا هو الاجتماع الحاسم، و من دونه... حسنا، فلنقل إنني، من دونه، سيكون علي أن أصرف بعض القوى العاملة. لماذا، لم يجد سوى هذا اليوم من بين كل الأيام، لكي يقوم بلعبته هذه؟ و يمكنك التصور أن السيدة جاكوبس قد فقدت عقلها لغيابك. أليس كذلك؟"كان الآن يحدث ابنه، متابعا : "لقد اتصلت بي في العمل لتخبرني أنك اختفيت, و لو لم يكن بن قد شاهدك تتوجه نحو الجدول... و بالنسبة إليك..." و حدج سارة بنظرة غاضبة مرة و هو يتابع : "لا بد أنك أدركت أن صبيا وحده، بهذه السن، يترك منزله دون علم المسؤولين عنه بمكان غيابه. بدلا من تشجيعه، كان عليك أن تحاولي إعادته إلى البيت."

شهقت سارة لاتهامه هذا لها، و لكن قبل أن تستنكر كلامه، عاد يتحدث إلي ابنه قائلا : "إننا سنعود إلى البيت، يا روبرت." و لكن. كما توقعت سارة، رفض الصبي أن يستجيب. و عندما حاول والده إمساكه، تشبث مستميتا بها.
كانت تعلم أن كل هذا لا ضرورة له، و أن ليس ثمة شيء آخر يضطره الى أن يقترب منها، إلى حد أن يضع معه ذراعيه حولها لكي يفك يدي روبرت من حول عنقها. لقد استطاعت أن تشم رائحة جلده الحارة، و ترى مسام بشرة وجهه الدقيقة، و كذلك أهدابه الكثيفة. و انتبهت بضيق، إلى ردة فعلها نحوه، إذ شعرت بالتجاوب الأنثوي يهز أوصالها.

و حاولت أن تبتعد عته إلى الخلف، يدفعها إلى ذلك رغبتها، من ناحية، في أن تجعل بينهما بعض المسافة، و من ناحية أخرى رغبتها في مساعدة ابنه و ذلك بقولها له بصوت أجش: " اسمع إن الأمر يصبح أسهل كثيرا إذا أنا عدت معكما."

كان في إمكانها أن ترى الرفض، و الكراهية في عينيه و هو يسمرهما عليها. كان ما يوال قريبا جدا منها... قريبا جدا كما أدركت من شعورها بأنفاسه تتوقف و بقلبها تتسارع خفقاته.

و لكنه قال أخيرا:"حسنا، الأفضل أن تأتي معنا. من هنا الطريق."
و فكرت سارة بعبوس، في أن بعض الناس عندهم ذوق، و ذلك حين استدار هو على عاقبيه متوقعا منها أن تتبعه، و لكنها دهشت اذ رأته يتوقف، ليزيح من أمامها فروع الشجر كي تتمكن من المرور، ثم يحمل حقيبتها قبل أن يقول لروبرت بهدوء :"ان لديك ساقين، يا روبرت، ثم انك أثقل وزنا من أن تدع الآنسة..."
فقالت سارة بشكل تلقائي:"سارة...سارة مايرز."

فأكمل كلامه قائلا:"تدع الآنسة مايرز تحملك كل هذا الطريق إلى البيت."
ورد عليه روبرت و قد برزت شفته السفلى بعناد و هو يلتفت نحوه:"لا أريد أن أمشي." و كان عنق سارة قد تبلل بدموعه.

و اجتاحتها موجة حنان و هي تتمنى لو حاول أبوه أن يفهمه على الأقل و أن يشعر بشيء من الشفقة عليه.
قال الأب: "حسنا جدا. ما دمت لا تريد أن تمشي، فسأحملك أنا."
ورق قلبها للطفل المسكين و هو ينكمش لا يريد أن يقترب من أبيه.

أنزلته إلى الأرض، ممسكة بيده و قد وضعت نفسها بينه و بين أبيه، و هي تقول بلطف : " لماذا لا تريني الطريق، يا روبرت؟"
و عندما أدارت رأسها،وجدت أن حركتها هذه لم تغب عن الأب إذ رأت فمه يلتوي بسخرية و هو يقول عابسا بلهجة ذات معنى : " انك أم صغيرة تماما، أليس كذلك؟ ما الذي في جنسك يمنعك التفكير منطقيا عندما يكون هماك أطفال؟ ألا ترين أنه...؟"
و قاطعته قائلة بجدة: " إن ماذا سيد...؟" ونظر إليها مقطبا و كأنما أدهشته منا مهاجمتها له، من ناحية، و من ناحية أخرى رغبتها في معرفة اسمه.
و قدم نفسه إليها بفتور قائلا : " اسمي غراي... غراي فيليبس. و يجب أن تكوني قادرة على أن تري أن روبرت يدفع نفسه إلى حالة هستيرية."

أجابت تواجهه بفتور بصوت منخفض لكي لا يسمعها روبرت :" كلا إن ما أراه أيضا هو أنه لا يبدو عليك أنك تعرف الكثير عن الأولاد، يا سيد فيليبس."
حبست أنفاسها و هي تراه ينظر، متعمدا، إلى يدها الخالية من الخواتم، و هو يسألها بلطف : "و هل تعرفين أنت؟ هل عندك أطفال؟"

و احمر وجهها لشعورها بالإهانة، و هي ترد عليه قائلة:" كلا... ليس عندي."
و قال و هو يصر على أسنانه: " انتظري إذن، إلى أن يصبح عندك أولاد قبل أن تدلي بالنصائح."
فاندفعت ترد عليه قائلة: "قد لا يكون عندي أطفال، إنما مهنيا..."

قاطعها بحدة: "مهنيا؟ ماذا يعني هذا بالضبط؟ ما هي مهنتك بالضبط؟"

أجابت: " إنني معلمة." و تساءلت و هي تنطق بهذه الكلمات، الى متى ستبقى هذه الكلمات صحيحة؟ و لكنها ما لبثت أن أزاحت مخاوفها و شكوكها هذه جانبا بعد إذ شعرت بيد روبرت ترتجف في يدها.
ان كراهيتها لهذا الأب ليست هي المهمة، و لكن خصومتها له لن تكون في صالح روبرت.
لقد قال روبرت بعنف الأطفال، انه (يكره) أباه، و لم تغفل عين سارة عن نظرة الألم الخاطفة التي بدت في عيني غراي فيليبس و هو يسمع رفض ابنه له. و بالرغم من تعاطفها مع الصبي، فقد اعترفت لنفسها بأن الرجل له ملء الحق في أن يعيد الصبي إلى البيت.
و ما كانت لتستطيع منه من ذلك، و لكن ما كانت تستطيعه هو أن تذهب معه. و لترضي نفسها قدر الامكان، أخذت تقنع نفسها بأن حزن روبرت كان لفقده أولئك الذين كان يحبهم و ليس سوء معاملة أبيه له.
و الغريب أنها، بالرغم من الخصومة التي أبداها هو نحوها، لم تستطع أن تقنع نفسها تماما بأن غراي فيليبس كان يسيء معاملة ابنه. لقد كان بالغ الغضب و هو يسمع ذلك... و كانت ردة فعله لاختفاء ولده خالية من الشعور بالذنب و الخداع الذي يدفع الى الظن أنه يعلم تماما السبب الذي دفع ولده إلى الهرب.
كان يسير أمامهما و لا يتوقف إلا ليزيح من طريقهما العوسج و الأشواك التي كانت تسد الطريق، و كان عبوسه يزداد.، كلمت رأى طريقة تعلق روبرت بها و هو يسير إلى جانبها.
و مضت عشرون دقيقة قبل أن يصبحا على مشارف القرية، و لكن غراي لم يتجه نحوها، و بدلا من ذلك شق طريقه إلى ممر آخر أضيق و أقل تمهيدا انتهى خارجة بوابو ضخمة قامت في جدار عال من القرميد.
فتح غراي فيليبس البوابة لها لتمر هي و روبرت بينما وقف هو جانبا... ها كلن ذلك ناشئا عن سلوك مهذب. أم أنه ربما كان يخاف من أن تحمل روبرت و تنطلق به هاربة به...؟ أي حظ قذف بها إلى التعامل مع هذا لرجا الفظ؟
كانت النباتات المتنامية تكسو الحديقة في الداخل و كان العوسج أكثر كثافة من تلك التي اعترضتهم في الطريق الخارجي. و قام خلف النباتات البرية تلك،حلقة من الأشجار تحيك بمرج أخضر انتشرت فوقه مساكب الأزهار. ووراء هذا كله، قام المنزل، الذي كان مبنيا من القرميد الأملس، و انتشرت فيه النوافذ بشكل غير منتظم.

أدركت سارة أن نمطه يعود إلى العهد الإليزابيثي و أوسع بكثير جدا من كوخ ابنه عمها في المزرعة.

و مهما كان ينقص والد روبرت، فقد كان واضحا أ،ه رجل بالغ الثراء، و لكن الثروة لا تشتري السعادة. و حتى عندما كانت تنظر إلى المنزل، بإعجاب، فإنها لم تحسده على المال الذي مكنه من شرائه، و ماذا يفيد المال عندما يخاف ابنه منه؟ و عندما تتركه زوجته؟ أتراها خافت منه هي أيضا، و لكن لا بد أنها أحبته في الماضي حين تزوجته، و نجبت منه ولدا.

و سرت في أوصالها قشعريرة و هي تدرك إلى أي حد وصلت بها أفكارها. ذلك أن مناقشة الحياة الحميمة لشخص ما حتى ولو بينها و بين نفسها، كان شيئا غريبا عليها تماما إلى حد سعرت معه بالرعب مما كانت تفعل.
و تباطأت خطوات روبرت و هم يجتازون المرج. ووقف ينظر عابسا إليهما هما الاثنين.
قال روبرت: "أما زالت السيدة جاكوبس هنا؟" و حبست سارة أنفاسها و هي ترجو أن يكون الأب من الحساسية بحيث يشعر بلهجة الخوف التي بدت في سؤال ابنه هذا.

أجاب الوالد باقتضاب: "كلا. إنها ليست هنا."ثم، و كأنه لم يستطع أن يمنع نفسه، انحنى أمام الصبي الصغير ووضع يديه على كتفيه، سائلا اياه بصوت أجش :" لماذا فعلت ذلك، يا روبرت؟ لماذا هربت؟ كان يجب أن تعلم الى أي حد سيقلق ذلك السيدة جاكوبس. انك تعلم أنه من غير المسموح لك أن تخرج من الحديقة... كما تعلم."
تعلق روبرت بيديه الاثنين، بيد سارة، و ابتدأ يرتجف بعنف. و تدفقت دموعه من عينيه و هو ينفجر قائلا بحرارة: "إنني لا أحب أن أعيش هنا. أريد أن أذهب الى البيت... أريد جدتي... أريد السيدة ريتشاردز... أنا لا أحب أن أعيش هنا."

سقطت يد الأب عن كتفي ولده على الفور و أشاح بوجهه بعيدا و هو يقول بصوت منخفض أجش: " ان جدتك ميتة الآن، كما تعلم يا روبرت."
و سكت وهو يسمع آهة صدرت من سارة، و قد شعرت بالصدمة.
قال لها متحديا: "ما الذي تريدين مني أن أفعل؟ أكذب عليه؟ أدعي أنه م يحدث شيء؟ و أن أمه و عشيقها و جدته مازالوا أحياء؟"

و تابع حديثة مخاطبا ابنه: " هيا يا روبرت. و لندخل معا جميعا. و هذه المرة يجب أن لا تهرب."
ووقف و هو يمسك بذراع الصبي بثبات، و لكن بقي متكمشا سارة متوسلا إليها بأن لا تتركه.
ربما لم يكن والده خشنا معه، في الواقع، لكن يبدو أنه لا يملك فكرة عن كيفية التعامل معه، و قد لاحظت سارة هذا عندما حاولت أن تهدئ من روع الصبي، فأخذت تمرر بيدها على شعره تبعده عن جبينه و هي تعده بقولها: "إذا كنت ولدا طيبا، و ذهبت إلى أبيك الآن، يا روبرت سأعود لرؤيتك إذا شئت."
قال الأب: " لا حاجة بك لذلك."
و قابلت هي نظرة التحدي التي ألقاها غراي فيليبس إليها بنظرة مماثلة و هي تقول ببرود:" ليس بالنسبة إليك، و لكن روبرت..."

و هتف روبرت:" لا أريدك أن تتركيني، أريدك أن تبقي معي." ثم انفجر بالبكاء.
وركعت بجانبه محاولة التسرية عنه بكل ما في وعها قائلة: "لا يمكنك البقاء الآن، يا روبرت، إن ابنة عمي ستتساءل أين عساي أن أكون. و لكنني أعدك لأن أتي لرؤيتك غدا."

و ألقت نظرة متمردة على غراي فيليبس و هي تنطق بهذه الكلمات، متحدية إياه أن يرفض السماح لها برؤية ابنه، ثم و قبل أن ينطق هو بكلمة رفض، و ليأسها من أن تمحو دموع روبرت المتوسلة لها بالبقاء أدارت ظهرها للاثنين، ثم أسرعت خارجة البوابة.


miya orasini غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.