شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f494/)
-   -   قصر الأحلام - مارغريت روم - غادة (كتابة /كاملة ) (https://www.rewity.com/forum/t304846.html)

Just Faith 22-07-14 06:27 PM

قصر الأحلام - مارغريت روم - غادة (كتابة /كاملة )
 
https://files.fatakat.com/2010/4/1272274931.gif


كل عام وانتم بألف خير رومانسيات روايتي
https://upload.rewity.com/upfiles/Hka70669.gif


قصر الاحلام - اماندا ديلي

روايات غادة المكتوبة

https://files.mothhelah.com/img/kBm59679.gif



الملخص


أمضت عمرها ضعيفة الشخصية قليلة النضوج لا صديق ولا صديقة لها من سنها فلها جسد طفلة وشخصيتها ..لكن "جيمت ماك كاي " كبرت في غفلة من الزمن دون ان ينتبه لهذا سيد القصر الكونت " راؤول كونسويك تيمبيرا " السيد الارستقراطي الذي اخذها الى قصره لتكون رفيقة لعب لابنة اخيه الصغيرة وحين انتبه لهذا التطور كانت هلين الفاتنه وصديقة جيما التى تكرهها منذ الصغر قد استولت على لبه فالي اين ستصل كرهية هلين لها واى دور لراؤول في مايجري؟ .
https://files.mothhelah.com/img/kBm59679.gif

روابط كتاب الرواية
وورد
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
pdf
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
txt
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

https://files.mothhelah.com/img/kBm59679.gif

Just Faith 22-07-14 06:59 PM

كنز الشاطئ المهجور

خاتم الزواج كان طوقا عريضا من البلاتينيوم الى جانبه خاتم الخطبة القديم جدا والجميل جدا دائرة من اللآلئ البراقة تشبه الدموع المتجمدة نقي ثمين ليس فيه شائبة مثله مثل كل عروس كان لها شرف ان تنتقي كعروس للكونت ليندرو تيمبيرا عبر القرون انه خاتم الطهارة والعفة يتطلب ممن تضعه في اصبعها نفس الطهارة والعفة ولو ان اى من رجال العائلة منح شرف لمن لا تستحقه فانتقام التنين سيتصاعد كل شيئ او لا شيئ هذا هو شعار عائلة تيمبيرا صلب لا يلين ولا يتنازل مثل الرجال الذين يحملون الاسم.
"اتمانعين " صوت رجالي أجش عميق اعاد الفتاه الى حاضرها يطلب اذنا باشعال سيكارة رفيع أسود طويل للحظات عكست عيناها التحفظ تردد بديهي امام التعامل مع الغرباء ثم احمرت وجنتاها وهى ترد على زوجها الذي تزوجته منذ ساعة "اوه طبعا ارجوك افعل ما تشاء"!

الصالون الرئيس للكاستيل كان يضج بالضيوف كلهم بثياب فاخرة النساء السود العيون القاتمات الشعر كن يتهامسن سرا وراء أيديهن التى تزينها الحلي الفاخرة وأزواجهن الأقل فضولا منهن بكثير كانوا يحاولوان عبثا كبح جماح زوجاتهم الثرثارات.
وضع راؤول يده تحت مرفقها قائلا " أظن حان الوقت للاختلاط بالضيوف"
وبدأ يقودها نحو اقرب مجموعة من الضيوف لساعة كاملة تحملت كرب تقدبم الموجودين وتلقي أطيب التمنيات لكن كل هذا لم يخدعها فللكلمات المنمقة وقع فارغ والابتسامات التى رافقتها كانت باردة انها دخيلة كلهم يعرف هذا كيف لا تكون وراؤول كويسويك فيرديناند كونت لبثروتيمبيرا كان يصرح في أكثر من مناسبة عن كرهه للنساء ..خاصة الأمريكيات ؟
تحركت تحت قيادته تحو صفوف من أحست انهم أعداء لها تحت قماش فستانها الناعم الرقيق كان قلبها يخفق خوفا لكن وجهها كان يعكس نوعية من الصفاء والسكون مكنت الكونت من الاسترخاء وتخفيف حدة قبضته عليها.
بعد قليل حان وقت الذهاب الى قاعة الطعام حيث طاولات ضخمة طويلة مغطاه بقماش حريري فاخر مليئة بأفخر انواع الكريستال والفضة الأنيقة وتنسيقات تخطف الأفناس من الزهور والورود تنتظر تقديم غذاء الزفاف ، هذا الجزء كان أسهل لها ربما لانها أخذت تتكيف مع ما حولها او لان راؤول كان مسترخي تالاعصاب تماما وقد توقف عن مطالبتها بان تظهر الوقار المتوقع منها وهو طلب كانت ردة فعلها عليه مقهورة في البداية لكن الان في مزاج رقيق فمه يلتوي بخطوط التساهل لقد أرضته اذن لقد انتهى الاسوأ الان وسرعان ما يسمح لها بالعودة الى تفاهة الذكر التى جاءت منه.
لم يكن كل الضيوف متباعدين عنها فالدون دياغو خال راؤول الجالسي الى يمينها ومحط اهتمام النبيبلات اللواتي كانت عيونهن الخبيثة تضيئ ببسمة مفتعلة كلما التقين بعيونها وكانت تقطع القرديس في طبقها دون تركيز حين التفت اليها " الم يعجبك الانغوستبوي كارا ؟"
سقطت الشوكة من أصابعها المرتجفة فارتفع حواجب الاقرب منها على الفور تحول اهتمام راؤول اليها لكن خاله سارع لاصلاح الخطأ الذي سببه بدون قصد " على فكرة راؤول لماذا لم تحضر كارلا الصغيرة هذه المناسبه الهامة ؟"كنت اتصور انها متشوقه لحضور زفاف عمها مع صديقتها هذا الاتفاق لا بد أسعدها جدا على ما أظن ؟"
سرت همهمة خفيفة بين الحضور فكلمة اتفاق لم تكن أفضل كلمة منتقاه والتواء الشفتين السريع فضح تبرم الدون دياغو وسخطه لكن رد راؤول الموجز جعل الدم يتصاعد الى وجنتي جيما
"ميل كارلا للتصرفات السيئة دفعني مرة اخري لعقابها هذا الصباح لم يكن امامي خيار سوي نفيها الى غرفتها لما تبقي من اليوم ربما تبدأ ان تلاحظ ان التفاسير التى تقدمها مهما كانت عفوية لن تكون عذرا للعصيان "

كادت جيماتصرخ استلزمها جهد كبير من ارادتها كي لا ترد على الكونت المستبد وتتهمه بالقساوة المتعمدة نحو الطفلة الحساسة المرتبكة التى حرمت منذ مدة قصيرة من الأبوين نعم ابوان كانت غلطتهما الوحيدة خلال سبع سنوات من ابوتهما السعيدة اختيار وصي خاطئ لابنتهما الوحيدة
وكأنما احس بثورتها فالتفت راؤول اليها ثم هز كتفيه دون اكتراث وصرف النظر عن موضوع ابنه اخيه واستدار الىمن كان الى جانبه ليكمل الحديث السخط دفع بالجفاف الى حلق جيما لتجد ازدراء الطعام صعبا فالطفلة كانت مغتبطة بجنون حول توقعها اخذ دور لها في مراسم الزفاف ولايام لم تتكلم الا عن واجباتها التى ستقوم بها.
بعد الغذاء اخذ الضيوف بالانصراف تدريجيا وكان راؤول يقول مبتسما وهو يشكرهم لحضورهم " أجلنا شهر العسل بسبب ضغط العمل دون شك سنحدد موعدا لا حقا هذه السنة"

دون دياغو كان اخر المودعين سيارته الفاخرة والسائق كانا بالانتظار امام الباب لكنه تردد حين سمع راؤول يهمس لعروسه بتهذيب رسمي " للساعات القادمة سأكون في المكتبه لانهي بعض الأعمال ارجو ان تتأكدي من ان لا يزعجني احد"
ردهاالبارد دفع دياغو لرفع حاجبيه حين سمع وقع اقدام ابن اخته تتراجع الى الداخل عاد الى ردهة القصر حيث لا زالت جيما تقف حيث تركها عريسها طيف نحيل مستوحش رأسه محني تتساقط عليه أشعة الشمس المتسللة من النوافذ لتشكل هالة حول شعرها الكستنائي في ثوبها الابيض النقي كانت تذكره براهبة تتحضر لتقديم التضحية على مذبح الواجب.


تقدم نحوها " يا ابنتي ايمكن ان نتمشي قليلا في الحديقة ؟" ردت متلعثمة تكاد تبتسم " سأحب هذا كثيرا دون دياغو"
سارا عبر الحديقة نحو مؤخرة القصر يمران بمساكب الورود التى تستحم في أشعة الشمس ثم الى المروج المقصوصة العشب الي ان وصلا الى أرض أقل رعاية وأقل خضر حيث توقفا عند حافة جرف صخري يطل على مجموعة صخور شديدة النتوؤ تصل الى خليج صغير حيث الرمال الذهبية ترتمي تحت أقدام أمواج البحر وكأنه عباءة حورية البحر باتفاق غير ملفوظ جلسا معا علىمقعد وضع بكل عناية منذ سنوات طويلة على يد محب لما يحيط به من جمال والتفتت الى الخلف من على كومة الضخور التى تشكلت منها حجارة القصر فلاحق الدون ياغو نظرتها ومد يده ملوحا " قصر التنين كما اعتقد هو طراز انجليزي أصيل "الم تخافي قليلا عزيزتي من انضمامك بالزواج من رجل كان يشير اليه أعداءه باسم " الحاكم المتوحش " "
كان متحضرا لرد ضاحك لكن حين تلاشي اللون من وجنتيها وانخفضت رموشها متاخرة لكشف الخوف تحتها اخذ يتمتم حانقا وحاول التخفيف من هول كلماته " اختي الراحله والدة راؤول كانت تتلقي مني المزاح المزعج دائما في الهذا الامر كنا دائماأشك ان رجال عائلة تيمبيرا يتمتعون بسمعة اسمهم وطبعا كانت وسامتهم السمراء اضافة الى ميلهم المورث الى العاطفةالكئيبة لم تبعدهم كثيرا عن هذه الصورة طوال قرون بقيت نساؤهم وفيات ومحبات ولم يسجل في تاريخهم زواج محطم او تعس واحد هذا ما يؤكد لي افتراضا خاصا بان هؤلاء النسوة كانت لهم الحظوة في مشاهدة زاوية مخبئة من رجال العائلة لم تكن معروفة سوي للقليل من الناس وهذا ما برهنته لي شقيقتي مرة حين دافعت عن زوجها بعناد ظاهر ففي مرة خلا لموجة سخط أشرت اليه باسم الوحش لاتلقي صدا منها " اللوم عليك لانك اثرت غضبه فالعظيم لا يروض بالقوة بل بالمداهنة فقط ومن يتقبل هذا الواقع وحده سينال شرف سماع هرير الدراغون"
ابتسمت جيما فالصورة التى رسمها لهرير راؤول كانت حلما خاليا بعيد جدا عن ان ينظر اليه بجدية " لا بد ان شقيقتك كانت غارقة في حبه عزيزي لذلك من الممكن فهم سبب نظرتها المثالية لزوجها"
تبع كلماتها صمت حزين واعتبره الاثنان اعترافا بالحقيقة وهو دون دياغو كتفيه بقلق كبير ازداد عمقا حين شاهد دمعتين كبيرتين عالقتان في رموشها
"انا كبير جدا في السن لأشعر بالفضول لكن اذا كان الكلام يساعدك فانا مستعد للاصغاء"
لدقائق قليلة غير واثقة نظرت اليه حين لم يحرك نظره عنها همست " لقد ارتكبت غلطة فادحة دون دياغو لكن لاجل كارالا يجب ان استمر فيها حتى النهاية"
قال لها بلطف " ابداء منذ البداية"
في البداية تلعثمت تفتش عن الكلمات ثم بعينين مثلتين على الأفق المحدب للبحر بدأت تكشف عن سلسلة من الاحداث قادتها الى حالتها الحاضرة

"ابتدأ كل شيئ من نيويورك كنت اعمل هناك في مكتب محاماه في مواجهة مكتب سفريات عالمية كانت نوافذه دائما براقة بملصقات تظهر الشواطئ الذهبية والسماء الزرقاء والناس السعداء وتلك الملصقات هى التى جعلتني أقرر لقد عشت معظم حياتي مع جدتي والداي ماتا حين كنت صعيرة وهى من رباني الى ان ماتت منذ ستة اشهر فطباعة الوصيا والعقود يوما بعد يوم ممله حتى الموت ولكي أغير الجو قليلا كنت أذهب الى وكالة السفر لاتفرج وأحسد الزبائن الذين يجدون صعوبة في انتقاء مكان سفرهم فهذه صعوبة لم اواجهها مطلقا منذ البداية كانت جزيرة لانزاروت مثالي الاعلي للسياحة ومع انني لم اكت اتصور يوما انني قد اتحمل مصاريف زيارة لها الا انني كنت امضي ساعات اختار المنتجع والفندق الذي أفضل ..ثم .. عرفت بالمال الذي تركته لي جدتي مبلغ بسيط حسب مقايسكم لكنه كان يكفي لاحول الحلم الى حقيقة"
" أرجوا ان لا تكون جزيرتنا خيبت أملك ؟ "
"لا ليس الجزيرة التى خيبت املي لكن بعض الرجال في الفندق الذي نزلت فيه"

هز رأسه متفهما " طبعا وماذا كنت تتوقعين ؟ فتاه صغيرة لوحدها في جزيرة للرومانسية اى رجل يمكنه مقاومة هذا الاغراء ؟"
"كنت اختبئ منهم لك تكن لي خبرة مع الرجال ما عدا رب عملي العجوز وهكذا كل يوم بعد الافطار اركب الباص الى مونتاناس دل فيغو لافتش عن فسحة من شاطئ استطيع ان أمضي النهار فيه لوحدي"
"اه هذا يفسر خيال كارلا في ايجاد كنز على الشاطئ ، انت اذن منك ان يمضي الساعات تلعبين مع الصغيرة انت من أضاء ايامها لدرجة دفعتها لان تستعجل فطارها كي تصل الى الشاطئ بينما كانت من قبل تجبر على مرافقة احد الخدم"
لم اكن اعرف ان الشاطئ خاص في البداية بدا لي مهجورا و "
"آمنا

"ربما " وتنهدت كأنها تقرأ مايفكر فيه وتعطيه الرد " في يوم اكتشف الكونت سرنا كان في طريقة ليسبح حين سمع ضحكنا في البداية ظننته غاضبا ليجد ابنة اخيه تلعب مع غريبة متطفلة على املاكه لكن بعد عدة اسئلة حادة سمح لي بالبقاء بعد ايام طلب من كارلا ان تدعوني الى القصر للغذاء في نفس اليوم عرض علي عملا قال انني سأحصل على منزل جميل فخامة في العيش وأمالن مدي الحياه مقابل مرافقتي لكارلا اضافة الى زواج مصلحة يتم عقده لغرض واحد هو ابعاد الشبهة ومنع اقاويل الجيران "
" زفر الدون دياغو أنفاسه بغضب عبر اسنانه يا لهي لا يمكنني ان اصدق حتى ان راؤول قادر على اظهار قلة الاحساس هذه"
حين اجفلت ازداد قلقه كانت لا تزال طفلة ومجر التفكير بان ترتبط مدي الحياه بوعد لن يتحقق اثاره وأغضبه
" ولماذا قبلت مثل هذا الاقتراح بحق الله ؟ لماذا لم ترفضي العرض البارد بكلمات تترك راؤول دون شك من القرف الذي لابد أحسست به ؟
احمرت وجنتاها وهى ترد " كنت وحيدة وكارلا تحتاجني وانا اعرف جيدا معني التشوق للحب والتفهم ثم اضافة الى هذا ......وتلاشي صوتها الى همس وكأنها تحس بالخجل بان تعترف بعوزها للاستقلالية في حياتها

"الصمت قد يصيب امراة مستوحشة بالصم الكامل "


Just Faith 22-07-14 07:03 PM

وخز الضمير
دخلت جيما الحمام لتستحم الماء بارد ولذيذ أنعشها أبعد الاكتئاب الذي احنا كتفيها فاستعادت ببطء روحها المعنوية قد لا تكون الامور بهذا السوء لقد وعدها راؤول بالامان والفخامة في الحياة ابعد بكثير من اى شيئ عرفته وحتىالان وعوده باقية بالامس استدعيت الى مكتبته وفي حضور محاميه راقبته يسجل توقيعه على تسوية الزواج الكريمة بيما يكفي لتؤمن له الامان المالي لما تبقي من حياتها ، عادت الى غرفة النوم لتجلس على كرسي طاولة الزينة تحدق مفكرة بصورتها ف يالمراة كم انه حصته من هذا الاتفاق قليلة ثروته كان يمكن ان تشتري له مضيفة لها وزنها وثقتها بنفسها محدثة لبقة محنكة لا عيب في وججها او جسدها وتذكرت الاسم المستعار الذي كان رفاقها في المدرسة يطلقونه عليها فاحمرت عيناها وتولاها الجهوم جيما مام كاي السمراء كان الاسم المزاجي المزعج يصدمها دائما عينان بنيتان تتحولان الى الذهبيتان فقط حين تلمعان بالسعادة او يصيبهما النور شعر بني مرشح هنا و هناك بالاحمر والكستنائي وسخرت من نفسها مضيفة وشخصية بنية قاتمة كذلك وعادية جدا لدرجة الملل ! في ظرف دقائق كانت قد ارتدت فستانا قطنيا دون اكمام اخضر اللون كالبراعم الخضراء وخرجت الىالممر نحو غرفة كارلا وترددت خارج الباب كارلا مثلها لا تحب قيلولة بعد الظهر لكن الصغيرة كانت تبكي ولابد ان تكون مرهقة ولا ترغب جيما في ان تزعجها لو انها نائمة بالكاد كانت تتنفس وهى تخطو ببطء الى الداخل لكن الاحساس اعطي انذار لكارال انها لم تعد لوحدها فسألت " من هنا ؟ "
" لا يمكن ان تحزري ؟ "
"جيما ..جيما ..! " ورفعت ذراعيها في اندفاع للسعي وراء الراحة فضمتها جيما بين ذراعين محبوبتين " اوه يا للطفلةالمسكينة لا تبكي حبيبتي انا الان معك وسأبقي دائما او الى اى وقت احتجتني فيه"
" اذن سيكون هذا للابد عديني جيما عديني ! "
ضحكت جيما " اعدك اجل اعدك اكثر ماتحتاجينه الان هو الاغتسال هيا اخرجي من الفراش وبينما تقررين اى فستان سترتدين سأفتح لك ماء الدوش بسرعة لا وقت كثير قبل العشاء"
للساعة التالية أمضتا وقتهما على الشاطئ تبنيان القصور من الرمال تتمتعان بريح ساخنة يدهونها اهل الجزيرة أنفاس الدراغون ثم لعبتا بالوثب فوق فسحة ناعمة من الشاطئ وكانت كارلا نشيطة سعيدة حين عادتا الى القصر لكن كارلا تعثرت حينما وصلت الى الردهة ووقعت الكرة التى كانت تحملها على الارض ضحكها الحاد وهى تلاحق الكرة كانت كافية لتصل أذني كل من في المنزل ولابد انها اخترقت الببا الضخم الخشبي المحفور المغللق على غرفة مكتب راؤول فقد انفتح الباب بيد نافذة الصبر وقال مقطبا " كارال لماذا لست في غرفتك ؟"
.
وقفت الصغيرة دون حراك لكن ذقنها ارتفع متحديا الططفلةلم تكن طائشة ولكنها ورثت مايكفي من أطباع عمها لترد عليه ردا وقحا اذا اثارها لكن قبل ان ترد تدخلت جيما " ليس من الجيد لطفلة ان تبقي وحيدة في غرفة خانقة لذلك قررت "

" قررت ؟ اتركينا قليلا يا فتاه "
حين اختفت وقع اقدام كارلا التفت الى جيما " قبل ان يتقدم هذا اليوم أكثر يجب ان نصل الى تفاهم سأراك في مكتبتي قبل نصف ساعة من موعد العشاء كي اعطيك التعليمات عن كيفية تنفيذ أوامري المستقبلية بدقة" أقفل باب بالغرفة وتركها واقفة حاجظة العينين مرتبكة في الردهة الكبيرة التى بدت وكأنها مليئة بضحك صامت
أخذت وقتا طويلا تقرر ماسترتدي للعشاء هذا المساء خيارها كان محدودا فتركة جدتها لم تكن كبيرة ما يكفي لتسمح لشراء اكثر من ثزبين سهرة لكنهما لا زالا جيددان والاثارة في امتلاكهما لا زالت تتمكلكها ثم اختارت الفستان القطني الأخضر بدلا من المخمل البرونزي خطوات الفستان القليلة التفت حول جسدها النحيل تزيد من نحول الخصر وتحدد لها الصدر الصغير كل النتيجة كانت بسيطة من نوعية قديمة تتناسب مع ما يحيط بها ستحتاج الى مزيد من الثياب قال لها راؤول ببرود وكأنه يناقش امرا تغير زي الخدم، جلست على كرسي طاولة الزينة تضع يديها الباردتين على وجهها الساخن تنظر برعب الى ذراعي الساعة يزحفان ببطء وفي الوقت المحدد بدأت تسير الى الطابق الأسفل لتقدم نفسها الى المكتبة.
ارتجفت جيما وهى تدخل الى المكتبة استجابه لامره بالدخول وحياها بصوت بارد حاد كالفولاذ " يونايس تارديس دقة مواعيدك تسعدني فانا استهجن تفاهة بنات جنسك اللواتي يعانين من وهم ان اهتمام الرجال بهن يزيد اكثر اذا انتظروا طويلا"
ارتفع حاجبه وهى تبتسم لترد " كطفلة لم يكن يسمح لي بارتكاب اي هفوة تافهة لهذا انت امن من هذه الناحية لن افترض وجود اهتمام حيث اعر انه لا يمكن ان يكون موجودا!"
"لا يمكن ؟ " تنفس سريع أظهر دهشته بالتدريج وهو يراقب حطبة تتفتت في نار المدفئة اعترف " انت تظلمين نفسك جيما فجمالك واضح لكن من يسعي الى البحث في العمق لن يجد شيئا يثير اهتمامه"
اجفلت للهجة الكياسة في صوته بالنسبة له هى شيء تافه لا يستحق حتى جهد في القاء اطراء لها صب لها كوب عصير بارد وأشار اليها بالجلوس ثم جلس قبالتها وبدأ يتفرس فيها وهى تشرب العصير
"يبدو لي ان لدي طفلتان تسكنان القصر لم اكن ادرك انك ناقصة النضج ومع ذلك ربما ليس هذا بالأمر السيئ حين استخدمتك لتسلية كارلا وابعادها عن طريقي كنت اعي حاجة الطفلة الملحة كانت الرفقة لمن يقارب سنها ومع ذلك لم اكن مستعدا ان ينقلب حال القصر رأسا على عقب على ايد أولاد مزعجين متي تقبلت ان اوامري يجب ان تطاع بالمطلق ستتمكني من الحصول على الاحترام المفروض لشخص كبير من كارلا اكثر مما تحصلين علية من رفيقة لعب"
ردت بصوت ضعيف بارد " من دواعي السرور اكتشاف ان لك روح مرحة سنيور حتى ولو كانت قاسية ولها نوعية خاصة لا تسر احد سواك قد تكون محقا في التلميح الى ان لي عقل طفلة لكن على الاقل لن تعاني كارلا من النوعية المحنكة للتعذيب الذي سمح لك ان تنتزع من بين يدي طفلة ما كانت تتوق اليه ..على سبيل العقاب على امر في الواقع هو مجرد جنحة صغيرة لا ذكر لها"
احست بقلبها يخفق حين رفع رأسه بحدة والغضب باد من فتاحات انفه المتعجرف " اتسمين العصيان المتعمد جنحة صغيرة ؟"
كانت مهتاجة لانها انتظرت طويلا موعد الزفاف بالنسبة للطفلة قد يبدو الاسبوع سنة وهى حقا نسيت في غمرة فرحتها انك حرمت عليها ايقاظي باكرا كما انني لم أكن نائمة"
" هذا يكفي "
"لماذا لا تحاول التصادق مع كارلا ؟ انها فتاه مسكينة ووحيدة انها تستفقد لابويها اكثر مما تعتقد الا يمكنك ......" صمتت لحظة وقد غصت الكلمات في حنجرتها وأكملت بصوت متهدج " الا يمكنك اخذ مكان ابيها شقيقك ؟ فعلا اى حال لابد ان تشعر بشيئ من الحب لطفل قبلت ان يكون تحت رعايتك"
ترجع في مقعده الى الخلف حتى انه اختفي في الظل ولم تستطيع قراءة تعابير وجهه ولكن شيئا ما في مظهره حذرها من انها تجاوزت حدودها في الكلام امام الكونت المتحفظ بالرغم من النار المتأججة بدت الغرفة لها باردة فارتجفت ثم أجفلت حين خرق صوته الصمت المعتم " الطفلة موجوده هنا بالاكراه ليس بدافع أحاسيس او عطف لكن لمجرد استرضاء وتهدئة وخز الضمير " تردد قليلا ثم أكمل ببرود " انا واثق انك ستوافقين على ان هذا اقثل ما استطيع ان أفعله نظرا الى انني كنت مسؤولا عن موت والديها!"

Just Faith 22-07-14 07:04 PM

تحدي اللؤلؤ

حين تلقت جيما رسالة من الفندق الذي كانت تنزل فيه تخبرها ادارته ان هناك بعض الأشياء المتبقية لها تنتظر من يأخذها وضع دون دياغو نفسه وسيارته تحت تصرفها المنتج الذي كانت تنزل فيه في الاحية الاخري من الجزيرة على بعد ساعتين باليارة من أعلي الجبل الذي يتربع القصر فيه بعزلته كارلا التى رافقتها كانت تثرثر دون توقف الى ان ادخل السائق السيارة في الطريق الخاص المحاطة بأشجار النخيل الموصلة الىالفندق وتوجهت جيما لوحدها لتأخذ أغراضها وكانت على وشك العودة حين سمعت صوتا يناديها " ايتها السمراء البنية جيما "! اهذا حقا انت ؟"
" هيلين تينسون ؟ " اهي حقا زميلة دراستها القديمة ؟

"بلحمها وشحمها انت لم تتغيري ياسمراء بنية اتعرف على وجهك الصغير في اى مكان!"
حاولت جيما التفتيش عن عذر للتهرب من نهر الذكريات الذي يهدد بالتدفق " يجب ان أسرع يا هلين"
"سأسير معك حتى نهاية الممر لا يجب ان ابتعد عن فناء الفندق فانا اعمل هنا وهذا أول أسبوع لي كرافقة للزوار ولا أجرؤ ان اخذ حريتي الى ان اعرف كيف تجري الامور في الواقع اتوقع ان يقودني هذا الى زوج وسيم وثري لطالما حلمت به"
شهقت جيما " وهل تتزوجين لاجل المال ؟"
" طبعا عزيزتي وانت كذلك لو سنحت لك الفرصة "
"جيما عزيزتي كنت على وشك التفتيش عنك لقد أطلت الغياب اكثر من اللازم"
شهقت هلين حين نزل دياغو من السيارة الفاخرة ليمسك ذراع جيما وسارع السائق يأخذ الحقيبة من يدها وتعال صوت كارلا الطفولي من داخل السيارة " جيما لقد غبت طويلا لقد افتقدناك"
"لا تبالغي صغيرتي لقد التقيت صديقة دراسة وتحدثا قليلا لن اتركك تنتظري اكثر"" وداعا هلين وارجوا ان تتمتعي بعملك" "
تدخل الدون دياغو بحماس " يا الله اذا كانت هذه كما تقولين صديقة قديمة ضائعة فانا أصر ان تقديمنا لبعضنا كي اتمكن من دعوتها لمشاركتنا الغذاء "!
"اناأسفة سنيور انا اعمل الان حتى الثامنة مساءا لكنني سأكون حرة طوال يوم الغد وسأحب ان اقابلكم في الغد"
"للأسف نحن نادرا مانزور هذاالجزء من الجزيرة ولولا ان الكونت كان مشغولا لم يتمكن من مرافقة زوجته الكونتيسة الى هنا
" ومن هى الكونتيسة ؟ ليست جيما ...؟"
اخذت كارلا تقفز على المقعد مهتاجة " سي ..سي اليس هذا مثيرا الزفاف تم منذ أيام في كنيسة خاصة كان يجب ان اكون مرافقة العروس لكن عمي "
" هذا يكفي كارلا "
ضحك دون دياغو " طالما انكما صديقتان قديمتان ولا بد ان يكون بينكما الكثير تقولانه فهذا ما سأقترحه ..سنذهب الان لكن عند الثامنة سنعود لأخذك معنا الى الكازا حيث تقيمين الليل ثم نعيدك في اليوم التالي في موعد عملك اعرف ان راؤول يحس بالقلق لان ضغط العمل يضطره لترك جيما لوحدها كثيرا وسيكون مسرورا لاستقبال صديقة قديمة لها تسليها في وحدتها ما رأيك جيما أليست فكرة رائعة ؟"
ابتسامة هلين الشريرة كانت تتحدي جيما ان تفسد سعادة دياغو فهزت رأسها موافقة وقال دياغو " عظيم اديوس سنيوريتا حتى المساء"
" الف شكر سنيور سأعد الساعات "
بعد الغذاء أحست كارلا بالنعاس مدير الفندق المتفهم أشفق على الطفلة وأجاب طلب دياغو ليجد لها غرفة هادئة تنام فيها وهكذا كانت جيما لوحدها مع الدون دياغو حين طلبا القهوة وشرباها بصمت لكن جيما اخذت تدير في رأسها الطرق المختلفة لتصيغ السؤال الذي ترغب في طرحه على الدون دياغو اخيرا خرج السؤال فجأة يخلو من اى تصنع حتى ان الرجل المسن أجفل
" كيف اصبح راؤول مسؤولا عن موت اخيه وزوجته ؟ "
" ديوميو ..! يا لهي ماذا تقولين ؟ "
"قال لي هذا بنفسه قال انه مسؤول وانه يسمح باقامة كارلا معه لان وجودها يهدئ ضميرةالمضطرب اريد معرفة السبب أرجوك راؤول رفض مساعدتهما هذا ما أعرفه أما مالا أعرفه كيف يعتبر نفسه مسؤولا عن حادث موت على بعد أميال من الكازا وفي سيارة سريعة كان يقودها شقيقه الذي تلقي اكثر من انذار حول تهوره في قيادة السيارات لا أفهم كيف يلوم نفسه ؟ "
لكن ماسمعته جيما من أقسام الأحجية بدأت تنطبق لتشكل شيئا ما ....وقع راؤول في حب انجليزية تركته لتتزوج من أخيه الأصغر رجل مع كرامة عادية كان سيجد هذا صعب الغفران لكن رجلا تتملكه اطباع ال تيمبيرا سيجد الغفران مستحيلا وتوسل الحبيبان الشابان للمساعدة عبثا وحين أكل أعصابهما القلق حدث الخطأ المميت!
واكمل الدون دياغو " حسنا الا توافقين معي ان راؤول ادان نفسه متسرعا "
ادركت الان ان كلمات راؤول كان يقصد منها ان تصدمها فهمست " اجل بالتأكيد اري هذا الان"
من طبيعة الوحش الذي يفتقر الشفقة يفضل السير في طريق وحيد متظاهرا بعدم الاكتراث لأصابع الاتهام في وقت يتظاهر بالصلابة ويلعق سرا جروحه.
طعام العشاء كان يقدم عند العاشرة من كل مساء وكان الوقت يقارب العاشرة حين توقفت السيارة امام الكازا كانت كارلا ناعسة وتمسكت جيما بذريعة التأكد من راحة الفتاه لتهرب من وجود راؤول و من مقابلته مع الضيفة فهى لم تكن تشارك دياغو تفائله الذي أرادها أن تصدقه بان اى صديقة لها ستلاقي الترحيب
مرت نصف ساعة أحست بعدها انها مستعدة للانظمام الى الموجودين بالطابق الأسفل لتجد الباب مفتوحا قيد أنملة وأصوات الضحك تتعالي من الداخل دفعت الباب في الوقت المناسب لتسمع هيلين تقول " بالطبع كنا مرعوبين ونحن صغار لكن دون خبث في مزاحنا اؤكد لك كنا جميعا نحبها سميناها السنجاب ، الفأرة ، قفة العظام كلها كانت تجارب لكن لم يناسبها شيء الا حين فكرنا باسم السمراء البنية وهذا ماكانت بالنسبة لنا حتى يومنا هذا"
الم قديم مؤلوف تحرك داخل نفس جيما ذلك الالم الذي أحست فيه يوما تلك الفتاة التى كانت بطيئة النمو العالقة وسط رفاق تمتليء نفوسهم بشرور المراهقة اما متعصبين جدا واما لا يهمهم ان يحسوا بالشفقة على صديقة كانت رفيقتها الوحيدة خارج المدرسة امراة عجوز لها دماغ مبرمج على عادات قرن منصرم ضحكت هلين ادارت السكين في جرح بقي قابعا لسنوات مع ذكري ايام أمضتها تتوسل جدتها لتحصل على جوارب النايلون بدلا من الجوارب البيضاء حتى الركبة.
كان دياغو اول من لاحظ وقوفها بالباب والعذاب يبدو على وجهها الصغير المرتفع الى اعلي مما دفعه الى مقابلتها بسرعة وتساءل في نفسه عما اذ كانت هلين يوما صديقة لهذه الفتاة التى تبدو أخلاقها ومظهرها عكسها تماما " اه برينساسا دولوس اوجوس دواورو ! كلماته كانت لطيفة رقيقة لكن بوجود هلين المذهلة الجمال بدا وصفه لها بأميرته ذات العينين الذهبيتين وصفا عتيق الزي لكن بسمته كانت تشجعها لتتقدم
قالت هلين بسرور واضح بما يحيط بها وبمضيفها " حبيبتي كنا نتحدث عنك غريب انك لم تخبري زوجك الوسيم الكثير عن نفسك انه لا يعرف شيئا عن ماضيك!"
لدهشتها سارع راؤول لنجدتها كادت تجفل الى الوراء حين التفت ذراعه حول خصرها ثم أمسك ذقنها بيده وضحك بنعومة امام وجهها المجفل " أرفض ان أصدق ان من كان له اسم السمراء البنية يمكن ان يكون لها ماضي!"
بدا على هلين الغيرة من مظاهر البراءة على جيما " لا أوافق معك فلدينا قول مأثور في بلدنا المياه الهادئة تكون عميقة عادة ويجب ان تعترف سنيور ان زوجتك حتى الان لم تخالط دوائر تسمح لها بان تواجه اى اغراء فاحذر ! يوم ما ستجد نفسك تواجه ثورة!"

طوال فترة العشاء حافظت هلين على اهتمام راؤول بها وأحست جيما بحريق الاذلال وهو يتجاهلها ويهتم بهلين لكنها أحست بالراحة حين خرج راؤول مع هلين يتمشيان في الحديقة وتركاها لوحدها مع دياغو الذي قال اخيرا " من حسن الحظ ان جزء كبير من الحدائق يغمره النور فانا لا أثق في تلك المرأة مع اى رجل تحت الستين وفوق السادسة عشر "عزيزي تبدو عليك الغيرة"
ابتسم بحياء " ربما أحسست بالتعلق بها في البداية وانا السخيف العجوز لكنني لم اعد هكذا جيما اؤكد لك فتحت ذلك البرود الجميل برود اكبر من النوع المتجمد انها تفتقد لصدقك الدافئ وقلبك الحنون"
سمعا صوت هلين وهى تقترب مع راؤول الى الصالون طبقته الحادة كانت تلامس خيطا من الاثارة
"أرجوك راؤول سيكون هذا شرف لي منذ سنوات يحاول منظمو رحلات السياحة أخذ الاذن بزيارة مصنعك فاذا استطعت ان أكون الاولي في المعدل على هذا التنازل فسيعني هذا لي الكثير في عملي ضمن المؤسسةاضافة الى علاوة كبيرة في المرتب"
أجفلت جيما لسماع اسم زوجها الاول يخرج بسهولة من فم هلين وبشكل الي نظرت الىوجنه حال دخولهما كان فمه متسامحا مثل كلماته حين رد " لن أزعج عمالي بقطعان من السياح"
"لكن ليس بالضرورة ازعاجهم مجموعتنا دائما تتصرف جيدا والرحلات منظمة كي لا يخرج بها سوي من له اهتمام خاص بصناعة اللآلئ ارجوك راؤول الن تعدني على الأقل بدراسة طلبي قل الحكم عليه ؟"
هز رأسه فأحست جيما بموجه غيرة تقبض خناقها كان مرحا مع هلين اكثر مما كانت تصدق انه ممكن وهذا يدل عى انه بالرغم من كراهيته للأجنبيات فهو عرضة لسحر بعضهن

سارع دياغو للتدخل يقول لجيما " في الغد عزيزتي اذا سمح راؤول سأخذك في جولة على المصنع وأعدك ان تجدي الرحلة ممتعة هل سمعت عن منتجاتنا عزيزتي جيما ؟"
" لا "
شهقت هلين وقالت ساخرة " لا ؟ لكن الجميع يعرف صناعة الآلئ في هذه الجزيرة الاحجار لا يمكن تميزها عن الحقيقة الا بعين خبير حتى الخبراء كانوا يختلفون في أيها الحقيقة وأيها الصناعية"
نظر راؤول الى جيما مبتسما " بدأت التجارب مع أول كونت في العائلة بالنسبة له كانت ندرة الآلئ تحديا والجاذبية التى لها بالنسبة للنساء جعلته يصمم على صنع لؤلؤ صنع يدوي له جمال يماثل أغلي لؤلؤ العالم لكن بثمن يجعلها في متناول الناس الأقل حظا"
مالت جيما الى الأمام في مقعدها متلهفة لسماع المزيد فاكمل راؤول " استمرت الاختبارات سنوات عديدة لكن الفشل كان يلي الفشل حتى دفعه هذا الى التخلي عن الفكرة بالرغم من ان بعض التجارب كانت جيدة الا انه لم يكن يرضي بأقل من الكمال وكان قد أصبح عجوزا حين حقق هدفه وحصل على لؤلؤة كاملةالشكل لا عيب فيها وكانت الأولي في أعداد هائلة تعطي ممتلكيها مصدر سعادة لم يعرفها من قبل سوي الأثرياء " أطبقت أصابعه على يد جيما الصغيرة البيضاء " لؤلؤة صناعية واحدة فقط كانت ضمن مجموعة تيمبيرا وهى الأكثر قيمة ضمن خاتم العفة حيث وضعت تلك الؤلؤة الأولي المكتملة والتى جاءت معها بالامل ورفض الرجل لليأس أمام مصاعب لا تصدق"
تنفست جيما بجهد فكرة انها تحمل في اصبعها وأسابيع أثمن ممتلكات العائلة اخافتها حتى الموت ماذا لو أضاعتها ؟ الخاتم واسع على اصبعا وأكثر من مرة اضطرت الى شد قبضتها عليه لمنعه من الوقوع لكن سرعان مانسيت جيما كل هذا حين عادت هيلين الى محاولة اقناع راؤول وقالت تتوسل " الا يمكنك ان تفكر بالأمر راؤول ؟"
"حسنا لأجل زوجتي التى تعتز بصداقتك سأسمح لسواحك ان يزوروا مصنعي"
"اوه شكرا لك " قفزت راكضة نحوه فقاطعها
" لمرة واحدة فقط واذا نجحت التجربة ربما سأسمح بتكرارها "
صاحت تبدو على استعداد لان تلف ذراعيها حول عنقه وهو يقف في مواجهتها " اعدك ان تكون ناجحة "
لكن شيئا في عينيه المتعجرفيتين وفمه المشدود الذي بالكاد كان يبتسم منعها من التهور على الأقل في الوقت الحاضر
تصاعدت غصة في حلق جيما بعد ان ادركت الخطر وراء انتصار هيلين مرة اخري كانت تستعد لسلب غنيمة لكن مايهمها ماتخسره مع راؤول كل همها ان لا تخسر محبة دون دياغو والصغيرة كارلا ، وقفت بسرعة حتى ان كوب العصير في يدها اهتز وانقلب ليسكب محتوياته من سائل احمر على تنورة فستانها فارتفت يدها الى حنجرتها مرتعبة شاهدت السائل يتغلغل ببطء وكأنه يسري سريان السم وتقدم راؤول نحوها لكنها تراجعت الرعب ف يوجهها ظاهر حتى انه شهق وبقي مكانه ويده تمسك منديلا انزله ببطء الى جانبه ورن جرس انذار قوي في رأسها يحذرها ان تتصرف هكذا لصالح هيلين لكن الرسالة كانت متأخرة بصرخة سخط مكتومة ركضت الى غرفتها وبيدين مرتجفتين مزقت الثوب الذي أصبح الان يمثل لها رمز انتصار هلين عن جسدها ثم رمت بنفسها فوق السرير وتركت لنحيبها ان يهز جسدها النحيل بؤسها كان غامرا حتى انها لم تسمع الطرق على الباب بل سمعت صوتا قلقا بشكل غريب وعرفت انها لم تعد لوحدها
" "انه فستان جميل دون شك لكن بالامكان الحصول علي غيره
استدارت جيما دموعها تنهمر على خدها ورفرفت لتزيل الغشاوة عن عينيها كان ينحني فوق السرير فجلست غير قادرة على ايقاف شهقة نحيب اخيرة وجذبت الغطاء العاجي اللون للسرير فوقها لتغطي كتفيها العارين دهشته من احساسها بضرورة هذااعمل سبب لها احمرار اضافيا فضح اذلالها وتابع بهدوء " كما قلت لك لقد وعدت بزيادة عدد ثيابك لذلك خسارة فستان واحد لا يجب ان تسبب لك لك هذا الالم سأعوض لك عنه في اقرب وقت ممكن"
ردت ساخطة " كجزء من مرتبي كما اعتقد ؟ دفعه يمليها عليك ضميرك للتعويض عن الاذلال الذي سببته لي بعنايتك بامرةاخري ؟"
اخذت فتحات انفه تتسع انها تبدو كزوجة تغار غضب التنين يتصاعد وقف متوترا عيناه تقذفان الشرر شفتاه بالكاد يتحركان حين صبت كلماته النار عليها "انت تنسين ان مركزك في هذا القصر هو مركز موظفة لكنه مركز مميز بطريقةما مع ذلك وضعك هو سيبقي وضع خادمة"
لو انه ضربها لما تالمت هكذا العنف الجسدي ماكان سيسبب لها هذاالالم في قلبها الذي احست به ينعصر حتى تكاد الحياة تتركه شهقت جيما للألم ثم لاثارتها التى تحتملها تجرأت على الرد " هذا شيئ لا يمكن ان انساه ابدا لكن هل لي أن أذكرك سنيور ان حتى للخدم بعض الامتيازات المعينة وأنا لا اذكر انني دعوتك لتشاركني خلوتي في غرفة نومي"

Just Faith 22-07-14 07:06 PM

جذور البداية

الزيارة لمعمل الؤلؤ لم تكن زيارة تنتسي تمت بجو مرضي لهلين محير لدياغو غير مكترث لكارلا واختبأت جيما بين كارلا ودياغو ولم تظطر لادعاء الاهتمام بمراحل التصنيع الاولي بل ركزت على الاهتمام ببعض التفاصيل الدقيقة التى ساعدتها على التغاظي عن النظرات الثلجية التى كانت تقول لها مدي سخط الكونت من مهاجمتها له .أحست جيما بالذهول امام مراحل التصنيع الاخيرة والقبضة للود الذي أظهره العاملون والعاملات حتى ان دياغو علق ضاحكا على تبادلها ما تعرفه من اسبانية معهم " الأسبانيولية في دمها اليس كذلك راؤول ؟"
تشدقت هلين تظهر الغيرة " انا كذلك اجد سهولة في فهم الأسبانية لكن في وقت أفضل انا منه الاختلاط بالطبقة الراقية تجد جيما نفسها اكثر ارتياحا مع عامة الشعب " الرأى هذا قالته بصوت مرتفع ليصل أسماع جيما التى تلاشت السعادة عن وجهها وعادت الى تحفظها وارتباكها ولسبب ما ظهر الانزعاج على راؤول " هل لنا ان نعود الان الى الكازا ؟ سنترك ما تبقي من الزيارة ليوم اخر"
ارجع كم سترته الى الوراء ينظر الى الساعة " انا اسف لم اتوقع ان تطول هذه الزيارة هكذا لدي موعد عمل هام في القصر بعد ساعة"
سارعت جيما تقف في صفه علها ترضيه قليلا " لن أمانع فرأسي يؤلمني وسيأتي معنا دون دياغو فيما بعد لاكمال الزيارة"
غمز دون دياغو لها والمكر يلمع في عينيه "لدي اقتراح أفضل بما ان هيلين والصغيرة متشوقتان لاكمال الزيارة اقترح ان تذهبي مع راؤول بينما نبقي هنا وبهذا لن يخيب امل احد موافقون ؟"

انطلق راؤول بالسيارة من أبواب المصنع بسرعة المتسابق الذي يسعي للوصول الى الهدف وأخذ يطلق زمور سيارته بغضب والحاح في وجه اى سائق يقوده سوء طالعه ان يظهر في طريقه سارا على طريق ساحلية تتصاعد على كتف تلة مليئة بأشجار الصنوبر والى يمينها منظر مذهل للبحر من بعيد ولم يكن هناك اثر للغضب في عينيه حين التفت اليها وتلاقت عيونهما " انا مدين لك بالاعتذار أرجوك سامحيني لما أظهرته من غضب صامت لا مبرر له"
"لم أكن خائفة أحب السرعة تعطيني احسسا عظيما بالحرية وكأنني الطير كالصقر مثلا يجوب السماء"
رد ببطء يصحح ماقالته " لا لست كالطير انت كسنجاب يبحث عن مكان يؤسس فيه لنفسه مكانا فوق ارض غريبة وأظن انني الوحش الذي أظهر امام عينيك الجميلتان شبح الخوف والقسوة"
ردت بخجل " لكني لست خائفة منك راؤول"
ارتفع رأسه بحدة وكبرياء وكأنه أحس انها استشفت منه ضعفا لكن حين تابعت النظر اليه بثبات رافضة ان تخاف ظهرت اول بوادر ذوبان البرود في وجهه على شكل التواء اتسع ليصبح ابتسامة " اصدقك جيما ربما لو وجدت من الضرور ي ان اوجه غضبي عليك ثانية لن أشعر انني ارهب طفلة"
أفلتت منها ضحكة " هل حقا جعلتك تشعر بهذا ؟ مسكين راؤول!"
لكن الضحكة ماتت حين مد يده يلامس انحناءة خدها لمسته تلامس بشرتها برقة وكأنها لم تكن مع ذلك فقد تركت اثرا عميقا في قلبها وتابع كلامه
انت طفلة متسامحة قليل من النساء يغضضن النظر عن الاهانات التى اعتذرت عنها أتظني اني لو حاولت ثانية سأحصل منك على الغفران الكامل "
المودة الحميمة التى احاطت بها لم تستطيع تحملها شيء ما في أعماقها قال لها ان هذا لا يمكن ان يدوم هذه اللحظات السحرية من التقاهم الفكري هذا الاحساس الثمين الغالي انه لاول مرة يراها كأمراة وليس كطفلة
"ماذا تريد مني حقا راؤول ؟ كل ما في المرة أنني لا اريد اغضابك لا اريد تجاوز حد أبعد مما ترغب في السماح به قد يساعدني لو تضع لي خطوط دليل كي يتوضح مركزي!"
للحظات بدي غير واثق مما يقول منذ دقائق كان يمكنه ان يوضح على الفور ماهى واجباتها ولكن هناك تغير لا تعرف كنه حدث ومدهش لكليهما وأحست انه يحاول ان يكون منصفا في رده
"اول وهل كان هدفي ينحصر في اراحة نفسي من حمل كارلا لكنني الان الان ادركت كم ان مثل هذا الدور ظالم بالنسبة لك في المستقبل يجب ان تشعري بحرية كاملة في طرح اى اقتراح تظنين انه منصف بالنسبة لتربية كارلا وادارة المنزل سأعطي تعليماتي للخدم ان أوامرك يجب ان تنفذ دون نقاش اما بالنسبة لك ولي ...سيبقي الوضع دون تبديل ماعدا انك بدلا ان تنظري الى كرب عملك احس الان اننا متفاهمان بما يكفي لنكمل الطريق كصديقين"

صديقان ! فجأت بدت لها الكلمة كريهة ! صداقة مع راؤول ! ستكون صداقة فاترة تقربيبا لا وجود لها بالكاد تكون خطوة الامام من مرحلة الخادم والمخدوم لكنها أجبرت نفسها علىاظهار السرور " هذا رائع لي شكرا لك على تفهمك"
.
خلال ماتبقي من الطريق أخذ تفكيرها يتلاعب لعبة خطيرة في تصور كيف ستكون الحياة لو ان اهتمامه وتساهله نميا على عاطفة أكثر دواما وأكثر مكالبة الحب ! الكلمة قدمت نفسها وكأنها الثلج فوق قلبه االدافئ لكنها واجهت لحظة حقيقية واجهت صدق واقع بقي مدفونا تحت حجج مختلفة لم تقنعها ولا أقنعت الدون دياغو حين حاولت تبرير قبولها لطلب راؤول بالزواج لكن هذا الواقع تحب مواجهته الان احست بالراحة والسعادة لادراكها ان القسم الذي أقسمته في الكنيسة والوعود التى قطعتها لك تكن وليدة اكاذيب بل من حب عميق تحس به اى عروس تجاه عريسها حينا وصلا الى القصر شاهدا سيارة سبور امام الباب فقالت "يبدو ان زائرك وصل راؤول"
"عملنا لن يستغرق كثيرا سأتخلص منه بسرعة ثم اذا لم يكن صداعك يؤلمك قد تنضمين لي للغذاء"
" طبعا سأفعل سأصعد لأغير ثيابي "
حبها الذي استيقظ حديثا كان غامرا بحيث لن تندهش لو شاهدت كلمة احبه مرسومة على وجهها سارعت نحو المراة وتنهدت ارتياحا لا شيئ يظهر على وجهها ماعدا الاحمرار ، كان ضيف راؤول على وشك المغادرة حين عادت الى الطابق الارضي وانقطع الحديث بين الرجلين فجأة ليقول الضيف " يا الهي جيما لقد بحثت عنك المنتجه كله"
" دايفد ..سيد باستر .... كم رائع ان اراك ثانية "
لكن راؤول سأل ببرود " اتعرف زوجتي سنيور ؟"
" زوجتك ؟"
" اجل اتعرفان بعضكما ؟"
رفعت رأسها غاضبة من دايفد تكره عجرفة راؤول
"أمضيت وكارلا ساعة ممتعة برفقته حين جرفناالبحر فوق طوافة وجاء بكل لطف لانقاذنا فتعارفنا"
التفت اليه ببرود جليدي " اناشاكر لك سيد باستير لتخليصك زوجتي من نتيجة عملها الاحمق ربما يمكن التساهل بما حدث نظرا لاختلاف جنسيتنا ولجهلك بعداتنا وارجو ان لا تحس الاهانة لو حذرتك من تكرار ما حدث نساء بلادي لسن معتادات على مخالطة الغرباء ولولا ان زوجتي امريكية المولد لوجدت عملك مهينا لها"
مضامين كلامه واضحة لم تجعل بشرة دايفد البيضاء وكأنها اللحم المحمر بل كان من الواضح كذلك ان جيما بحاجة الى تدقيق في التفككير مامن شك الان ان عرض صداقته قد انسحب ومعه الوعد بان تكون حرة اليد مع كارلا وادارة المنزل زلم تكن تتعرف عى صوتها حين قالت " لماذا لا تبقي معنا يومان ديفيد ؟ بما ان زوجي لا يستطيع توفير وقت يكفي من عمله نبقي انا وكارلا وحيدتين وسيكون من الرائع احياء تعارفنا القصير
"
حتى ديفد المليئ بالثقة بنفسه اجفل وهو يتردد ملأ هدير مخيف تردد في الممرات يهز التماثيل فوق قواعدها ويحرك السلك ويثير رنين الاجراس كل عضلة في جسد جيما أجفلت تصلبت للصوت واتجهت عيناها الواسعتان الى وجه راؤول وكأنها تتوقع ان تري النار تخرج من فتحات انفه وتقدم دايفد نحوها خطوة " لا تخافي جيما اذا اردتني حقا ان ابقي فسأبقي"
لكن صوته تلاشي امام صوت الرعد المرعب ولم تسمعه مع اخر نظرة يائسة الى وجه راؤول ضمت يديها على اذنيها وركضت لتنجو من وجود ماكانت مقتنعة انه تعبير الغضب وعدم الرضي من الوحش المطلق العنان.
استمرت العاصفة طوال المساء أصوات الرعد كانت تهز أسس القصر وسيوف من البرق تشق الظلام تشكل زوايا غامضة والريح يمزق كل ما يوجد ف يالخارج يتنهد ويتأوه بين الممرات مدينا اعادة قوى مظلمة طال هجوعها الى الحياة كيف تجرأت وتحدت سلطته ؟ انها مجرد موظفة عنده مع ذلك تجرأت على ان تدعو الى منزله رجلا تصادم معه لتوه وبهدد بالتصادم معه بعد.
استلقت هلين تمام فوق أريكة زرقاء كلون عينيها وأخذت تتشدق " يجب ان اعترف انني شاكرة لهذه العاصفة التى أجبرتني على اطالة زيارتي لن يجرؤ رب عملي مهما كان صارما ان يجبرني على سلوك طريق تسده "
السيول لاصل الى الفندق ابتسم راؤول " لكن الا تعلمي انني أمسك بالعوامل الطبيعية بين أصابعي ؟ افرقع باصبعي فأسبب البرق ! احرك يدي فيحدث الرعد"
ضحك عاليا حين اطاع البرق والرعد أمره سخريته أشعلت ذهول جيما أكثر ثم انحني نحوها قاصدا الشر وهمس بصوت كالفحيح " نفخة صغيرة ترفع الريح بقوة وجنون لتدمر كل من يخالف ارادتي " قفزت واقفة تصرخ حين انفتح الباب بقوة مرسلا ريحا باردة فوق وجهها المحترق وصاحت " توقف عن هذا ؟"
كانت خائفة لدرجة الهستريا ثم انكمشت محرجة حين بدأ الجميع يضحك ويصفق استحسانا لاداءه الدامي الواقعي
وارزت هلين مدي غباءها " حقا يا سمراء بنية انك ساذجة"
وحده ديفد كان يحس بمدي خوفها وحين اجبرها ضعف ساقاها الى السعي للراحة مد يده ليجذبها الى قربه يخفف من ارتجاف يديها بيديه ووجه نظرو كراهية لراؤول وهو يحاول تهدئتها
" ليس من الجريمة اظهار المشاعر حبيبتي الواقع انه نوع مريح من التغير ليكتشف المرء ماهو مخبأ في أعغماقه دون اخفاء حقيقة مشاعره كما يفعل من هم أدني أخلاقا " كان يتعمد رفع صوته متحديا واكمل " انت خلاصة نظرتي الى المرأة المثالية أنثوية بالكامل ومحبوبة جدا "
نظر الى راؤول نظرة فولاذية لكنه أصيب باحباط حين رد الكونت ببرود " أشفق عليك سنيور لماذ لا ينظر الناس الى ماهو ممكن دائما يسعون الى المستحيل ؟ على اى حال لا تكتئب فانا واثق ان هناك في مكان ما في العالم هناك نسخة ثانية من المثال الذي تسعي لتجده ووجدته متأخرا نحنحة الدون دياغو كانت اشارة لطلب الاسترخاء وكان المرؤ باستطاعته الاحساس بانخفاض غضب راؤول وهو يسير بخفة الفهد نحو هلين التى كان جسدها يكاد يذوب وكأنه دون عظام امام ابتسامته فمررت جيما يدها فوق جبينها المبلل بالعرق وأحست بالتعب الشديد وكأنها كانت تقف منذ أسابيع وسمعت دياغو يسأل بأدب عن نوع عمل ديفيد
" أعمل في مجال السينما سنيور منتج اهتم أساسا بالوثائق وهذا سبب مجيئ الى الجزيرة فكهوف قصر تيمبيرا لها جمال اسطوري مكلف ان أنقله الى فيلم"
" وهل وافق راؤول "
" الاتفاق هنا موقع مع الكونت نفسه منذ بضع ساعات "
" حسنا سنكتشف مدي قدرتك مع الوقت العديد من المحاولات جرت لالتقاط جمال الكهوف وماحولها لكن مع انها جميلة لم يتمن احد حتى الان تجسيد هذا الجمال "
طوال الوقت كان راؤول يوجه نظرات نارية الى جيما وكأنه يحذرها من نار غضبه نار الديابلو اى الشيطان نفسه فوقفت لتتخلص من جو التوتر " ارجو عذري يجب ان أري كارلا من عادتها ان لا تنام ق4بل ان اقبلها واتمني لها ليلة سعيدة "
وقفت هلين عن الاريكة " اتمانعين لو جئت معك ؟ "
" لا ابدا "
ليس من عادة هلين هجر صحبة ثلاثة رجال ساحرين لمرافقة امراة وطفلة اظهرا حتى الان قلة اهتمام بمرافقتها اكتشفت ان شكوكها محقة حين خرجت من غرفة الطفلة النائمة الى الممر الخارجي بصمت حيث كانت هلين تنتظرها وسألتها " هل لي ان ألقي نظرة على غرفتك ؟ " وتوجهت دون انتظار الرد الى الباب المزخرف على بعد قليل من الممر لكن جيما ثائرة أكثر من ان تستطيع التظاهر بالادب فصاحت
" أفضل الا تفعلي هذا الان "
لكن هلين كانت قد فتحت الباب ودخلت عيناها الجشعتان تستوعبان بسرعة الاطار العاجي والؤلؤي للغرفة محاولة تقييم الأشياء التى لا تقدر بثمن المنتشرة دونما ترتيب حول المهج الزواجي بلمعان الحسد أخذت عينماها تتجولان مرة الى السرير المنمق ثم بسرعة الى الباب المتصل بغرفة راؤول وبدا ان المنظر أغاظها فاستدارت تقول
"ماذا وراء كل هذا سمراء بنية ؟ هل لجأت الى الابتزاز ؟ ام انه اضطر لهذا بسبب اندفاع ضعف مؤقت ؟ اضطر للزواج منك ليحمي اسمك الطيب الذكر ؟"
السؤال الوقح الفج دفع بالدم الى وجه جيما ولم يعد هناك مجال للتظاهر بود الصاداقة كراهية هلين أصبحت ملموسة بشعة كريهة حاسدة وأحست بالاشمئزاز لقذارتها وباحسسا غثيان ردت القدر الكافي من الوقار
"راؤول لن يسمح لنفسه بأن يجبره احد تقدم بطلب يدي وقبلت لانني أحبه وليس لاى سبب اخر"
"أصدق جزءا من كلامك واضح انه طلبك للزواج ومن الطبيعي ان تقع فتاة غبية بلهاء مثلك في حبه لكن لابد ان هناك أسباب اخري حين اكتشفها ستحتاجين الى الكثير من الحذر يا صديقتي القديمة فرجل له دماء حارة يحتاج الى شريكه تستأهل كثافة دمه سرعانما سيسأم من عدم نضجك وحين يحدث هذا سأكون بالانتظر لاقدم اليه البديل الذي يفتقد اليه دون شك "
حين خرجت من الغرفة وجدت جيما انها لن تستطيع النزول ومواجهة احد والتصرف وكأن شيئا لم يحدث وعلى اى حال بوجود هلين تجذب الانظار اليها لن ينتبه احد لغيابها ، كانت تزيل الاغطية عن الفراش استعدادا للنوم حين دخل راؤول نظرت اليه تود لو تستطيع ان تسأله لماذا يغز غرفتها دون مقدمات لكنها فضلت الصمت وتقدم نحوها " بما ان الصغيرة نائمة تظنين نفسك بحل من واجباتك الاخري وتبررين بهذا نومك ؟" " أجل ولماذا لا ؟ "
"وماذا عن واجباتك الاخري ؟ لقد اخذت على نفسك دور ربة المنزل ودعوت اثنين من أصدقاءك للبقاء في القصر"
"انا لم ادع هلين دون دياغو دعاها وانا اسفة بخصوص ديفيد ولكني ما كنت لاتصرف هكذا لولا انك قفزت الى استنتاجات خاطئة واتهمتني بنقص في الادب والاحتشام"
أشعل نار غضبها ببدئه بتقييم لها من قمة رأسها ببطء حتى الأسفل ثم قال ببرود "مهما كانت مبرراتك يبقي الواقع انك رضيت بتحمل أكثر مما تعرفين نفسك قادرة عليه حين قبلت راحتي من بعض سلطتي لقد اصريت على مشاركتي السيطرةلذلك يجب ان أصر على تنفيذ واجباتك كزوجة والنزول حالا للاهتمام بالضيوف"
استدارت مبتعدة عنه بخوف وقالت
" حين تنتهي من السخرية مني سنيور أريدك ان تخرج من هنا "
المسافة التى أوجدتها بينهما امتلأت بخطوة واحدة
"سترتدين ملابسك مجددا وتقديم نفسك في الأسفل في الصالون بعد خمس دقائق تماما والا ساضطر الى مرافقتك بنفسي وانا لا أشك أنك ستجدين هذا تجربة غير سارة"
التوبيخ تركها وكأنه لسوط طفلة وأحست بهذا عاطفيا وجسديا نظر اليها كحد السيف
"هناك ربما واجب زوجي اخر قد أطلبه يا صغيرتي لو حاولت مرة اخري ان تعصي اوامري عرائس تيمبيرا كن جميعا طاهرات لكن انت يجب ان تطالبي بتسجيل اسمك في تاريخهن لبقاءك اطول مدة زوجة عذراء على كل حال احذرك اذا رغبت ان تحافظي على هذاالتميز لا تثيري غضبي اكثر يجب ان لا تخافي من طغيان شخصية هلين الشرسة عليك ايتها السنجاب الصغير فمزاياك المريحة تحمل جاذبية مدهشة للرجل الذي طالما عاني من تخمة الزخرفة التى تدور في دوائر لمجرد اخفاء الفتنه ...في الواقع عزيزتي بطريقتك الهادئة انت مثيرة للاضطراب اكثر منهن ولن اتردد في اكتشاف مايكمن تحت هذا البرقع البارد اتفهمين ما اعني جيدا"
توجه نحو الباب يتركها لصراع عواطفها ثم رفع معصمه لينظر الى ساعته
" "خمس دقائق ثم سأفسر غيابك انه تحد لي ودعوة

ماكاد يقفل الباب حتى اخذت تتعثر في ارتداء ملابسها حتى ان الازرار رفضت ان تثبت مكانها والسحابات لم تستجيب لاصابعها المرتجفة لكنها تمكنت من انهاء كل شيء خلال الدقائق الثمينة
اكان هناك ذرة من الحقيقة في كلامه ؟ هل استطاعت دون وعي منها ان تشق طريقها الى حياته كشيئ ثمين اشتهاه الاخرين وان يكون عبث دايفد معها وغزله اثار الاهتمام في نفس راؤول ؟ ، خرجت مسرعة من الغرفة الى الممر وكادت تصطدم بارؤول الذي كان يستعد للدخول ، مظهرها المرتبك فاجأه وأزال التجهم من حول فمه وقال ساخرا
" يا للأسف بدأت أحس بالاثارة " وتظاهر بخيبة امل فتجنبت ذراعيه الممدودتين لتمر من امامه وراسها مرفوع الى الأعلي لكنها في الداخل كانت ترغي وتزبد مشمؤزة من موجة الشوق القوية التى لم تجرؤ على تحليلها عن كثب ولا التفكير بجذور بدايتها

Just Faith 22-07-14 07:09 PM

زهرة الربيع

خلال الأسابيع التى سهلت للربيع افساح المجال للصيف بالتقدم سارت الحياة بسرعة مدهشة موسم العمل بدأ بالنسبة لهلين وأفواج السياح المتدفقين الى الجزيرة ابوقوها مشغولة دائما كذلك غاب ديافيد عن الأنظار بعد ان غاص في العمل بالكاد يصعد من الكهوف ليستنشق الهواء النظيف ثم يعود للغوص تحت الأرض مرة ثانية ينقل الجمال الى الأفلام والجو الأثري الذي بدأ يحدد نفسه على انه مهمة شاقة التحقيق
جزء من مهمتها كان ردم الهوة بين الطفلة وعمها اذا لم يكن على شكل صداقة فليكن على شكل تستمح بينهما ، تجرأت صباح يوم من الاقتراب منه كان يتمتع بافطاره على الشرفة المسقوفة يقرأ الجردية ويبدو انه لم يلاحظ محاولاتها لجذب انتباهه لكنه فجأة قال " توقفي عن التنقل من قدم الى اخري واجلسي لتناول فنجان قهوة معي"
" شكرا لك لقد أخذت قهوتي في الصباح الباكر "
" لا أصدق انك تسعين الى لمجرد الرفقة ؟ "
علمت ان صبره قد اخذ ينفذ ينقر صحنه بطرف السكين فابتعلت بصعوبة وقالت
" اردت ان أطلب منك ...كارلا ترغب .. انا أرغب ..."
" نعم ؟ ماذا تردين ؟"
" أرغب ان تأتي معنا الى الشاطئ اعلم انك مشغول جدا لكن يجب ان يكون هذا اليوم في اى وقت يناسبك "
ارتفع حاجباه " غريب كان لدي انطباع ان نساء منزلي يفضلنني بعيدا بدلا من أن أكون مقربا ..فهل انا مخطئ ؟"
بحذر أخذت تفتش عن رد دبلوماسي " كارلا لا تعرف السباحة ، اتعلم هذا
وكنت اتسائل ما اذا كنت تمانع في ان تعلمها ... فليس هناك غيرك "
" اه ..اذن انا الملاذ الاخير لقد حاولت كل الطرق وبحثت كل الامكانيات قبل ان تلجئي الى ..انا أسف ليس لدي الوقت عليك ان تعليمها بنفسك"
" لكنني لا اعرف السباحة أيضا "
هل من الغريب هكذا ان لا تكون تعرف السباحة أطلق تنهيدة ثم وقف يمد يده ليجذبها واقفة الى جانبه كانت تحس بصغر حجمها ثم قال بابتسامة " حسن جدا يا سنجابي الصغير اذا وافقت ان تكوني تلميذة كذلك سأعلمكما السباحة معا"
لكن كارلا لم تظهر الحماس بل قالت وفمه مكور " لا اريد عمي راؤول ان يرافقنا سيفد علينا مرحنا حتى انه لا يحبني فلماذا يريد تعليمي السباحة ؟ "
"عمك رجل مشغول كارلا لذلك فقواع انه اعطاك وقتا لتعليمك السباحة ليبرهن انه يحبك ويجب ان تتقبلي هذا العرض بامتنانا فهذا يمكنه ان يساعده"
" وكيف اساعده ؟ "
"حسنا ..تعرفين كم يعمل حتى وقت متأخر كل ليلة في مكتبته ونادرا ما يحظي بساعة راحة خلال اليوم وقد نلعب لعبة صغيرة عليه بقبولنا عرضه قد نمنعه من العمل المرهق لكنه لن يفعل هذا الا اذا بدونا اننا يائستان لمن يساعدنا"
" اتعني انه سيظن انه يصنع معنا معروفا بينما نكون نحن من يساعده ؟ "
" أجل "
" فلنفعل هذا جيما لنخدع عمي "

بداالعجب على راؤول للترحيب الذي لاقاه من ابنه اخيه حين انضم اليهما بعد ساعة عند الشاطئ ولم تظهر اى تردد : اللعبة المثيرة على وشك أن تبدأ ! ، وبسعادة ركضت الفتاة لتلقاه فحملها بين ذراعيه يطوحها عاليا فوق رأسه أحست جيما بفرح لا يوصف هى تراقب الطفلة الضاحكة تتمرغ بين ذراعي الرجل الذي انبسطت اساريره المتجهمة دوما ومن فوق رأس كارلا أخذ يفتش عن جيما يبتسم لها ببساطة جعلتها تنسي حيائها منه وسارعت الى مساعدته وقالت له " سأسابقك حتى البحر " وبدأت تركض وثوب البحر البكيني يزيد الهزال الى مظهرها وأطرافها الذهبية اللون وصاحت كارلا " بسرعة بسرعة عمي لا يجب ان تتركها تكسب اركض أركض!!!"
كارلا لا زالت بين ذراعية تحثه على الركض لحق بجيما التى أحست بالاثارة المجنونة حين تخطاها جسده القوي الى البحر ولحقته الى الماء تصطدم بالماء البارد الذي تركها مقطوعة الأنفاس لكن حين وقفت كوفئت على مجهودها برؤيتها لكارلا تشد ذراعيها حول عنق عمها تشهق من الفرحة " لقد ربحنا عمي ربحنا وكانت جيما تسبقنا بكثير "
للحظات طافت عيناه في أساريرها الضاحكة قبل ان يقول بجفاء " لست واثقا من ان جيما لا تتمتع الان بنصر خاص لها " وأرسل اليها ابتسامة صاعقة قبل ان يتجه الى مياه اعمق يحمل كارلا نصف مهتاجة نصف خائفة ليبدأ التعليم"
وجدت جيما ان الأمر سهلا حين جاء دورها ونسيت خجلها لتتقبل لمسته الخفيفة الطبيعية على كتفيها وذراعيها وهو يصحح وضع جسدها في الماء ويدفعها الى تحريك الذراعين ولكن حين أبدت جزعا في التقدم الى العمق اكثر رمي رأسه الى الخلف وضحك فأحست بانها طفلة ومدللة كانت كل حركة وحصاه متبلورة تظهر من خلال المياه الصافية كالكريستال حتى اطراف أصابعها كانت بادية انتفاخ أمواج البحر كان كالوسائد له اغراءه الأزرق يختلف كثيرا وكثيرا عن أمواج المحيط العارمة التى كانت تشاهدها على شواطئ بالدها تضرب الصخر الرمادي وتهمس بجنون فوق الشواطئ الصخرية اشارت اليها برأسها كانت كارال تبني قصرا من الرمال قانعة بعد نجاح درسها الاول كانت جيما تعلم ان عليها ان تطيع نصائح من برهن بشكل قاطع عن مهارته .
"حاوللي العوم استلقي على ظهرك استرخي تماما بينما أمسك رأسك بيدي ..مستعدة ؟"
وكأنها في الجنة مثل اكليل من الزهر مريم فوق الامواج جسدها أخذ يعلو ويهبط مع حركات البحر ويد راؤول وسادة الطمأنينة صوتها يهمس بالتشجيع وهى مستلقية تتأمل رحابة السماء الناصعة ماعدا من الشمس وبضع غيمات
" انت رائعة هكذا ؟ "
جاء صوته من بعيد فالتفتت نحوه لقد تركها استرخائها كان كاملا حتى انها لم تلاحظ انه سحب يده من تحت رأسها وتصاعد الذعر الى حلقها فقدت توازنها وبدأت تتخبط في الماء فتحت فمها لتصرخ فاصمتها اندفاع الماء المالح الى فمها
" لا تقاوميني انت سالمة امنة انا ممسك بك الان ! "
وتمسكت به تقاوم جهوده في ايصالها للشاطئ بشدها على عنقه بذراعيها وحين كاد يختنق وأخذا يغرقان معا تركت عنقه فتمسكت في تلك اللحظة من الغطس ليبتعد عن قبضتها المميتة بالكاد تنفس حين عادت تتمسك به لكن قبل ان تقبض مجددا على خناقه أحست بضربة جعلت كل ما حولها ظلاما
" عزيزتي افتحي عينيك اتسمعين ؟ يا الهي يجب ان تتقيأ بقدر ما ترغبي بالقوة الى تستطيعين "
وهذا مافعلته بعنف تركها منهكة غير قادرة على الاحتجاج حين حملها بين ذراعية وبدأ السير بها نحو الكازا هناك استعدي الخدم بسرعة ليأخذنها للاستحمام ، استدعاء الطبيب ، العناية بكارلا التى أصيبت بالخوف الهستيري فيما بعد حين دخل راؤول الى غرفتها كان يرافقه الطبيب الذي كانت أصابعه باردة مهدئة لأعصابها وهو يتفحصها وسأله راؤول بحدة " حسنا دكتور كيف حالها ؟. "
" بقية اليوم في الفراش وطعام خفيف حتى الغد ستكون على أفضل حال "
" ماذا ؟ دون ادوية ؟ لا تعليمات خاصة ؟ سامحني لكنن ياري رأيا اخر
"
هز الطبيب كتفيه لكن ابتسامته تضيف دون ظهور غضب " طبعا اذا رغبت لكنن ياؤكد ان هذا غير ضرورري "
قالت جيما ساخطة " بكل تأكيد "
نظر راؤول اليها فانكمشت لم تكن لتظن يوما انها قد تثير اهتمامه الى هذه الدرجة وانحني يتفرس وجهها الصغير بعد خروج الطبيب سرعان ما انفتح الباب ثانية ودخلت كارلا كالعاصفة " جيما هل انت حقا بخير ؟ ايقول الطبيب الحقيقة ؟ "
التفتت الى عمها الذي جلس على حافة السرير وقالت " ابتعد عن السرير عمي كيف تجرؤ على عدم التفكير ف يراحة المريضة ؟ "
نظر راؤول الى كارلا عبر السرير وبدأ عليه الغضب ونفاذ الصبر مع طفلة كانت تربيتها المتراخية سببا في تصرفها الدائم بطريقة تخرج عن الأصول المقايس المتوقعة من طفل اسباني واكملت متحدية " جيما صديقتي الممميزة وما حصل لها غلطتك بالكامل نحن لم نرغب في ان تعلمنا السباحة كنا نتظاهر بهذا لانها اقترحت ان نفعل كنا نخدعك سيدي لكنني لا اريد ان ألعب هذه اللعبة مرة ثانية اذا كانت تعني ان تفسد بحضورك مرحنا اكرهك وكذلك جيما تكرهك قولي له هذا جيما قولي"
لكن جيما لم تقدر ان تقول له شيئا فقد خرج
ولأيام بعدها لم يقترب اى منهم الى الشاطئ كارلا المكبوتة لم تكن تطالب فقد وبختها جيما بشدة بعد ان أغضبت عمها ثم تقوقعت في صمت دلت الطفلة على مدي الضرر الذي تسببت به لكن لا يمكن لوم كارلا لوحدها على الهوة بين جيما وراؤول فخطتها الماكرة أعطت رد فعل مخالف وكبرياء راؤول المتعجرف دفعته الى عزلة بعيدة عمن تسبب بسوء التفاهم هذا والذي لا يمكن لعذر او شرح ان يردم الهوة التى حصلت .
استلزم جيما جهدا كبيرا لترسم الابتسامه على وجهها وتقول لكارلا " لنذهب الى الشاطئ اليوم فالجو حار في الداخل ولا بد من وجود هواء قرب البحر"
ابتسمت الطفلة بسعادة لكن جيما احست بالرعب حين قالت كارلا " هل احضر ثوب السباحة ؟ لن اتاخر"
" لا عزيزتي سنجلس نتشمس اليوم وربما في الغد ..."
كانتا مرتاحتين على الشاطئ لاكثر من نصف ساعة حين حذرتها حاستهاالسادسة بانهما لم تعودا لوحدهما فتطلعت الى فوق تحجب الشمس عن عينيها بيدها واضطرت الى الابتلاع حين احست بان قلبها وصل الى حنجرتها حين شاهدت راؤول يتقدم وكأنه احد الهة الشمس المهابة ليقف شامخا فرقها يرسل ظله على وجهها الذي بدا ذابلا خاليا من الحيوية
" استعدت قواك ؟ "
ارتجفت تدفن يدها في عمق الرمال لايقاف ارتجافها " اجل شكرا لك"
" جيد ..اذن سنتابع الدرس "
اخفضت رأسها مضطربة " لا اريد المزيد شكرا لك أفضل ان لا أسبح"
هز رأسه وكأنه يتوقع هذا الرد " جئت اليوم لهذا السبب بالذات اذا لم تدخلي الماء الان فسيتطور الخوف في دتاخلك وسيطاردك لما تبقي من حياتك ولا استطيع التسامح بهذا لذلك يجب ان اصر ان ترتدي ثوب السباحة لنتابع الدروس فورا كارلا اذهبي الى الكازا واحضري ثوب سباحتك حبيبتي"
راقبتها جيما وهى تسابق الريح ثم قالت باصرار " لن اذهب لا يمكنك اجباري"
ثم تذكرت شيئا فاخذت تتراجع تمد يدها كمن يدافع عن نفسه " راؤول دعني أشرح لك الامر في ذلك اليوم
" لا تزعجي نفسك "
" مافعلته كان لاجلك ولأجل كارلا "
لكنه ابتعد عن مسمعها يركز نظره الى قارب شراعي يبدو في الافق وسرعام ما عادت كارلا ترتدي ثوب السباحة وتلوح بثوب جيما الأخضر فوق رأسها
"لقد أتيت جئت لك بالثوب"
قال لها باقتضاب " اسرعي قد الامكان لدي وقت قصير فقط" أخذ الخوف يغمرها بموجات باردة ثم حارة وهى تتعثر في ارتداء ثوبها ثم خلعت الفستان قبل ان تتقدم لتنضم اليه اسنانها تصطك عيناها متسعتان قاتمتان وفمها مشدود طويل كخط رفيع من شدة الرعب أرسلت نظرة استعطاف اخيرة الى وجهه ثم أغمضت عينيها وتركته يقودها الى الماء
.
أصبح ينزل كل يوم يدربها ويدرب كارلا الى ان تغلبتا تماما على خوفهما وتمكنت جيما من السباحة دون خوف بعد ان اقتنعن باه لن يكون مدفنها لكن من الغباء تصور حدوث اى تنازل من جهته .. كان يأتي ليكمل واجبا اتمه بكفاءة مرة واحدةتجرأت ان تبدي امتنانها لكنه قاطعها متعجرفا رسميا انت جزء من عائلتي واعتبر نفسي مسؤولا عنك" "
أحست بالراحة والالم معا حين اعلن رضاه عن تقدمهما كانتا قد اعتادتا اخذ سلة فيها مالذ وطاب من خفيف المؤكولات والشراب الى الشاطئ لكن مع ان جيما وكلها امل كانت تحضر مايكفي لثلاثة الا انه كان يرفض الانضمام اليهما حتى اليوم الاخير كانت تصب حساءا باردا من الثوم والبصل والطماطم والفليلفة الخضراء الحلوة والخيار وقدمت له فقبلها معلقا " اه غازباتشو لابد انك حزرت ما أفضل"
وابتسمت لرضاه وقدمت له الخبز من الزبدةواللحم المقدد بعدها الفراولة الطازجة المغطاه بطبقةمن الكريما المثلجة حافظت على تثليجها بواسطة تيرموس خاص ، بعدها جاء دور الاسترضاء والخنوع وكانت كارا لاول من نام متمددة تحت ظل شجرة وراقبتها جيما مبتسمة ثم استدرات ليحمر خداها بقوة حين اصطدمت بنظراته المتسائلة وقال بنعومة " ليس هناك نوم اجمل من نوم البراءة اتنامين هكذا في براءتك يا طفلتي ام انك تحسين بالشوق وتنادين من يرافقك ويشاركك أحلامك ؟"
التهب جسدها مثل هذا الافتراض غريب عليها كيف له ان يعرف بالليالي العديدة التى بقيت فيها في سريرها الزوجي المظلم الفخم واسنه على شفتيها ؟ لا يمكنه ان يعرف ولا يجب ان يخمن
"انا احاول ان لا احلم سنيور فالواقع اكثر ارضاء لي كما وجدت مع ان الأحلام قد تجعلني اميرة جميلة كالليل ويأتي الصباح فلا يتملقني نوره" امسك ذقنها بأصابع قاسية " لكن ضوء النهار يمكن له ان يتملق صغيرتي ربما يتملق الجمال التقليدي بل ذلك النوع من الجمال الذي يحتاج الى انعاش اصطناعي لكن ليس جمال الزهرة التى تنام بعيدا خلال ساعات الظلام وتستيقظ لتستقبل قبلة الشمس"
اخذت نبضاتها تتسارع بشكل خطير لن تتمكن من احتمال لمسة منه مع ذلك لم تستطيع ان تبتعد بل شهقت " اتشبهني بالزهر سنيور ؟ اذا كان الامر كذلك فاى زهرة من زهراتك الغربية الاستوائية أشبه ؟"
تنهد " زرت بلادكم مرة فقط لالعن جو العمل المحموم الذي يحيط بكل شيئ عندكم لكن في يوم وانا اسير في الريف اكتشفت زهرة فاتنه مارغريتا برية صغيرة زهرة خضراء الاوراق على جذع نحيل أوراقها بيضاء كالثلج فيما لطخات زهرية وفي وسطها قلب سري يظهر الذهب حين يمسكها من تغمره السعادة"
وقف بسرعة ليجذبها معه والتفت ذراعه على خصرها ثم جذبها اليه حتى حركت انفاسه رموشها وأسخنت خديها بدفئها وامتد بينهما صمت متوتر وكأن البحر توقف عن الهمس والطيور طوت اجنحتها والأرض توقفت عن الدوران والغرابة تمسكت بهذه اللوحة وتمتم " قلب الذهب ..هل ستنامين بامان اكثر خلال ساعات الظلام لو أكدت لك ان الوفاء بالأحلام سيأتي مع الفجر ؟"
" وماذا عنك راؤول هل سترقد امنا لمعرفتك انك قادر على التلاعب بنا جميعا الى اى حالة قد يفكر بها دماغك "
ضحك لكن دون مرح بمرارة والتوى فمه " هل يجب ان ارد على هذا صغيرتي والمعروف ان الشرير لا يجد الراحة أبدا ؟ "
حين تركها وابتعد واستانف البرح همساته وتحركت الطيور وعاودت الأرض دورانها والشيئ البارد الفارع الذي عاشت عمرا كاملا من الامل في دقائق قليلة توقف كما كانت الأر قد توقفت

وصلت هلين ذلك المساء فهي ليست من النوع الذي يتردد في استغلال صاداقة " راؤول تلقينا العديد من الطلبات من السياح التواقين لزيارة قصر محلي قديم وتساءلت اذا كنت ستفكر بفتح أبواب الكازا لساعتين كل اسبوع وسأتاكد من اقل ازعاج لك وبالطبع سنأخذ الحيطة الكبري بان لا يلمس شيئ من محتويات القصر الثمينة
كان الجميع يجلس في الصالة الرئيسية يشربون العصير قبل العشاء ولمعت عينا راؤول بالاسترخاء وهو يقلب كوب العصير في يده بابتسامه تسامح أعلن " انا واثق انك تعرفين ان ما تطلبيه مستحيل مع ذلك فانا مسرور لقدومك ولو لتعطينا فقط سعادة صحبتك وانت تتلقين الرفض "
ارتجف فم هلين ولم تتمكن من الرد على ابتسامته " أهذا ردك النهائي ؟ "
تحرك دياغو قلقا في مقعده وقد أزعجه كالعادة طريقة تعامل هيلين مع راؤول وسارع يقول بحزم " بكل تاكيد عائلة تيمبيرا لا تستعرض ممتلكاتها لتسلي الناس"
رمقته هلين نظرة كريهة لقد أصبح بالنسبة لها مستهلكا قلة منفعته لها ظهرت منذ اللحظات الاولي مما جعلها تصرف النظر عنه لصالح ابن اخته ركزن نظرها على راؤول ثم تنهدت كالمتأوهة " أظنك على حق كنت وقحة أكثر من اللازم لاطلب مثل هذا الطلب ..الامر أنني .....: وتحشرج صوتها ومسحت دمعة لمعت على رموشها وقفزت واقفة لتركض هاربة كي لا يلاحظ احد ضعفها " ارجو عذركم .."
" وقف راؤول فورا على قدميه " ما الخطب عزيزتي ..ما سبب تكدرك ؟"
ذهلت جيما للتمثيلية الرائعة التى قدمتها هيلين وراقبتها تترنح ورأت ذراعه تلتفت على خصرها والتفتت اليه وجهها يكاد يلامس وجهه وتمتمت " كنت حمقاء راؤول واستحق كل عقاب اجد عملي متعبا يتطلب مني طاقة اكبر مما لدي ربما لم اعتد بعد على الطقس الحار او ربما لست قوية كما كنت اظن على اى حال في الأسبوع الماضي أحسست باعياء والتعب حتى اضطررت للراحة ساعات وحين اكتشف رب عملي هذا غضب وقال اذا كنت غير قادرة على الوفاء بعملي فعلي تركه لكنني احتاج الى العمل راؤول " وبدأت تبكي ثم أكملت بصوت متقطع " لهذا تجرأت على طلب هذا المعروف منك ! فكرت انني لو وفرت لرب عملي مثل هذا التنازل فيضطر الى اعادة عملي لي "
شهامته اندفعت على الفور " يا الهي ؟ سأتكلم مع هذا الرجل الذي يجرؤ على معاملتك بهذه القسوى سأطرده من الجزيرة"
"لا راؤول ..لا يجب ان تتدخل .. فله نفوذ كبير .. كلمة منه واجد نفسي مطاردة مرفوضة من كل وكالة سياحية يجب ان تعدني ان لا تتفوه بكلمة مما قلته لك"
قال دون دياغو " يا للطفلة المسكينة " انخدع دون دياغو بتمثيلية هلين كان صدمة لجيما فاستدارت هلين نحوه متشوقة لتكسب عطف اى حليف من العائلة لها فسألها دون دياغو " اليس هناك في عائلتك من يرغب في جعل نفسه مسؤولا عن مصالحك ؟ "
"كم اتمني او أجيب بنعم على هذا السؤال سنيور لكن لسوء الحظ ليس عندي احد"
قال راؤول بغضب " هذا امر وحشي الفتيات الصغيرات يجب ان لايسمح لهن بأن يجبن العالم دون مرافق خاصة الصغيرات الخارجات حديثا من المدرسة ولا يعرفن ان الحياة ستقدم لهن الحقيقة الخشنة بدلا مما تعلمنه " فكر قليلا ثم عرض امرا بكثير من التردد " زيارة القصر لا يمكن السماح بها لكن هناك أقبية قديمة واسعة في أسفل القصر يقيم فيها العملا عادة حفلاتهم اذا ظننت ان السياح سيهتمون بها نستطيع ترتيب زيارة اسبوعية وساجعل العمال يرتدون ثيابا تقليدية لتسلية الزوار شريطة ان تدفعوا لهم مبلغا لقاء هذا كما ان زوجاتهم ستكن مسرورات فغي تقديم حفل شواء يمكن ان تقدم في الخارج بعيدا عن الكازا اذا اعجبت الفكرة مخدومك اعلميني وسأبدأ بالترتيبات الضروررية"
" تعجبه اوه راؤول سيطير فرحا بها وسأستعيد وظيفتي مجددا مؤكدا "
" عظيم اذا كان الامر كذلك يمكن الان ان نبدأ العشاء "
ولما تبقي من الأمسية دار الحديث حول موضوع فتح اقبية القصر للسياح بعد العشاء اعتذر الدون دياغو ساخطا وغادر في وقت ابكر من المعتاد واحست جيما بسخط مماثل فحاولت التسلل الى غرفتها
" أين انت ذاهبة طفلتي ؟ "
طفلتي ! كم تتمني ان لا يدهوها هكذا خاصة امام هليلين " الوقت متأخر ولم اعتقد انك ستمانع لو ذهبت الى الفراش "
" هذا صحيح واسف لابقائي لك صاحية حتى هذا الوقت ..هل تسمحي باستدعاء خادمة لاحضار معطف هيلين بينما احضر السيارة امام الباب لأوصلها ؟ "
" سأحضر المعطف بنفسي لقد صرفت الخادم منذ ساعات "
كانت هلين لوحدها حين عادت جيما وابتسمت هلين " يجب عليك ان تجربي التأقلم مع وضعك الجديد بقوة أكبر عزيزتي الخدم مستخدمون للعمل قدر ما يلزم وراؤول ليس معتادا على القيام بالأعمال المنزلية ولا أظنه سيوافق على ان تفعل زوجته هذا ، سمعت شائعات تقول انه كان خاطبا لفتاة امريكية تركته لتتزوج من شقيقه الم تعرفي هذا ؟ كما سمعت راؤول كان يخيفها فبامكانه ان يكون مرعبا حين يشاء وكان أخوه على عكسه تماما فقررت ان تتزوجه بدلا من أخيه المرعب لكنها اكتشفت بعد الزواج ان راؤول يمسك بخيوط ثروة العائلة وانها تركت هذه الثروة تتسلل من بين أصابعها من الغريب ان يلجأ اليم للمواساه من بين كل الناس ؟ ام ان الأمر ليس هكذا ؟ كان يجب ان يبحث عمن تكون مختلفة تماما ومما سمعته اقول ان والدة كارلا كانت جميلة جدا"
" هل انت جاهزة "
السؤال المنخفض الصوت فاجأ هلين وكان من المستحيل ان تعرف كم سمع راؤول من كلامها حين تجاوزته نحو السيارة تردد قليلا وكأنه يريد قول شيئ لجيما لكنه استدار بسرعة وتركها لتطلق لدموعها العنان

Just Faith 22-07-14 07:13 PM

اندفاع طفولي

تمت ترتيبات اقامة الحفل المحلي واستقبال السواح للاسبوع القادم وأمضت هيلين العديد من الساعات مع راؤول قبل الحدث جو سعادتها كان واضحا لكتمال تنفيذ مخططها ولاطلاق الحدث وافق راؤول ان يحضر الجميع اليليلة الاولي بيما فيهم كارلا التى كانت مهتاجة لفكرة البقاء صاحية حتى وقت متأخر
لم تكن جيما تشاهد راؤول كثيرا في المدة الاخيرة ولا عرفت ما يتوقعه منها بطريقة ما لم تستسطع ان تتصور شخصيته المهيبة تتقبل بسهولة الملابس المزركشة الخيالية لكن هيلين لا شك قادرة على التلاعب به حول اصبعها الصغير لذلك من الأفضل لجيما ان تتأكد اولا قبل ان تورط نفسها بأي شيئ متطرف ، ترددت وهى تتجه مع كارلا الى غرفة الملابس القديمة غرفة المكتبة كانت مفتوحة جزئيا وصوت حفيف الورق كان يؤكد وجوده فيبها رفعت يدها لتمسك حاجز السلم الخشبي تكمل طريقها لكن باب غرفة المكتبة انفتح ليظهر راؤول الذي كبح اندفاعه عند خروجه وتوقف عند الباب كان يحمل رزمة ورق وبدا مستغرقا في التفكير لكنه حين شاهد جيما ضاقت عيناه بحدة فقالت
" أيمكن ان تمنحني دقيقة من وقتك ؟ "
"كنت على وشك البحث عنك البيانات المصورة التى ارسلت بطلبها وصلت وأحب ان تنظري اليها لتنتقي ماتريدين"
حين بدا عليها عدم الفهم أكمل شارحا " انها الملابس الجديدة التى وعدتك بها طلبت من دار أزياء في مدريد ارسا لكتيبات مصورة عن أفضل الأزياء وأرسلوا لي تفاصيل عما لديهم ليس من عادة النساء نسيان مثل هذا ! "
ابتسم حتى ان حفرة عميقة ارتسمت على خديه فاضطرت الى مقاومة توق لان تمرم اصابعها على طولهما واستجمعت شتاتها لتشكره " انت كريم جدا ان كل مالدي جديد ولقد أعطيتني الكثير حتى الان "
أمسك يدها فجأة باصابع باردة وماتت الأنفاس في حلقها حين تلمس مكان الخاتم " أين خاتم الطهارة ؟"
" لقد وضعته في مكان امن انه واسع قليلا وحين ذكرت كم هو ثمين وقيم لعائلتك لم اعد أجرؤ على ارتدائه اضافة الى انني لم أحسن يوما انه لي ان له تاريخا قديما من الصلات الأليفة مع زوجات وفيات مدللات ولا يجب ان تتملكه متطفلة"
"أهكذا تعتبرين نفسك ..متطفلة ؟ لا عجب اذن ان من يحيط بك لا يعير أهمية لكونك زوجتى في وقت انك انت نفسك مترددة في مواجهة هذا الواقع"
.
كلماته فتأت الجرح الذي تركته تعليقات هلين المزرية لها " المرأة لا تصبح زوجة عن طريق ارتداء الخاتم وتبادل القسم دايفيد كان يشك وكذلك هلين ان زواجنا خدعة فالزواج يعني الحب والحب هو الحركة على الأشياء ان تستمر ف يالحدوث ... انت تخاف من الحب راؤول تخاف معناه غير قادر على اعطاء جزء ضئيل منك لشخص اخر وهذا بالضبط ما يتطلبه الحب ! لفترة طويلة بقيت جزيرة رجل منفرد لنفسه قطعت نفسك عن العالم واشاعاته وكونت فكرة سيئة عن جيرانك حتى أصبح هذا طبيعة ثابته فيك لا تفكر الا بنفسك رغباتك انت مشاعرك انت فكيف يمكنك ان تنكر على ما يعطيني التظاهر من راحة حين يكون مواجهة الواقع يعني القبول بواقع انني متزوجة من مستبد لا احساس له ؟
ماكان يمكن ان يجفل اكثر مما بدا في هذه اللحظات ، خلا للحظات الصمت التى تلت كلماتها رغبت ان تهرب لكن ثقل الخوف الذي شل حركتها منعها ثم قال لها من بين أسنانه المشدودة غضبا " يا الهي أليس لك شيئ مقدس ؟ كيف تجرؤين على مناقشة حياتك الشخصية مع أصدقائك ؟ "
" لكنك لا تفهم ..انا لم أفعل هذا ..." على الفور أدركت انها تبدد قوتها سدي ضد حواجز صلبة لا يمكن ان تلين فتخلت عن الأمل وبشهقة احباط هربت


مجموعة المحتفلين في القصر قررت الانتظار في الحديقة الى حين وصول العربات القديمة تجرها الخيول المحملة بالسواح قبل دخول الأقبية الموجودة في برج قديم مبني على بعد من الكازا كانت ليلة دافئة لذيذة وكانوا متلهفين لرؤية اول رد فعل لزوارهم دايفيد الذي جذبه عن عمله وعد بأن يشاهد مادة جديدة قد تفيده في جمعه للوثائق في المستقبل ، كان اول من لاحظ اقتراب العربات فقال ممازحا
"تحضروا للغزو يا رفاق أرجو ان لا ينسوا البروتوكول وهم في حضرة صاحب الجلالة"
كانت جيما تتجنب النظر الى راؤول منذ مواجهتهما في وقت سابق من تلك الأمسية كان قد دخل غرفتها حين سمحت له بالدخول بعد ان قرع الباب وسرعان ما حبس أنفاسه وقال لها
"الليلة تبدين كما يجب للعروس ان تبدو عزيزتي بريئة طاهرة غير مدركة لاى شيئ حولها كانت قلة تبصر مني ان لا انتبه الى قلة ادراكك الظاهرة هى دليل كاف لمن يرغب في السعي اليه انك لا تزالين طاهرة وان لا تقدم خاص بيننا لكن لحسن الحظ هذا يمكن اصلاحه بسهولة قريبا يازوجتي الكونتيسة ستنظر كل الجزيرة اليك وتقول اه هاهى زوجة زوجة محبوبة حقا"

محبوبة حقا مجرد التفكير فيما يعنيه كان يعني لها كارثة لذلك أبعدت كلامه عن تفكيرها وحاولت تركيز اهتمامها على دايفيد التى كانت نظراته لها البلسم لدماغها المحموم لكن حتى هذا حرصت منه حين استدعينت الى جانب راؤول حين بدأت أفواج السياح تصل ، أصوات من مختلف الجنسيات كانت تختلط باثارة وترقب والفرقة الموسيقية الأسبانية تعزف لحن الترحيب من الغيتارات التقليدية وقدم الشراب على يد فتيات مبتسمات يرتدين التنانير الواسعة الملونة البراقة التقليدية فوقها المريلة والبلوزات بالاكمام الواسعة والياقة المكشوفة ، كان القمر المكتمل الضخم يلعب لعبة الاختباء ما بين الغيوم كانت تعطي جوا من السحر على الحدائق وأحس الزوار أنهم محاطون بجو رومانسي ضمن موقع مظلل بالأشجار وأمامهم البرج الضخم وجو القرون الوسطي الذي سيتدعي وجود بطل وبطلة وجدهما الجميع بسرعة في صورة الكونت والكونتيسة العروس الخجولة
.
بالنسبة لجيما ان راؤول يبدو لها كأدونيس الصياد الذي يسعي وراء محبوبته عشتروت ادونيس الذي مثل الحب مثلما كان ادونيس يبدو راؤول الان المحب للصيد صيد البشر لكنه كان يضحك من الحب ويحتقره .
همس لها مبتسما " يبدو اننا نجمي الاحتفال لذلك أقترح ان ننسي خلافاتنا ونتظاهر بالتمتع وبصحبة بعضنا هذه الليلة على الأقل ومن يعلم قد تكتشفين بعد قليل انن لست بعيدا عن المشاعر البشر كما تظنين ! "
أخفت ابتسامة خلف حجاب من الحرير المخرم كان يفل وجهها وأرضته بالرد " واضح انك ف يمزاج جيد للمتعة كل ما أرجوه ان أكون لم أنسي بعد كيف امرح ! "
تحت رعايته المباشرة توردت كأنها وردة قمرية تعيش لفترة قصيرة دون تفكير بالغد وجود كارلا هلين دايفيد تلاشي امام الاهتمام الذى تلقته من راؤول مر بها عبر بوابة خشبية ضخمة مغروسة في عمق جدار رمادي من الحجر الصخري بني منه البرج ليدخلا الأقبية حيث كانت الطاولات الخشبية القديمة الطراز والمقاعد الطويلة منتظرة من يجلس عليها حين جلس الجميع تقدم راؤول وجيما الى الطاولة الرئيسية التى كان لها منظر رائع فوق فسحة مرتفعة من الأرضية مباشرة أمام ما اعد على شكل مسرح لتقديم البرنامج حول الجدران الخشبية الجافة الكئيبة انتشر عشرات البراميل الخشبية كل واحد منها يحمل بطاقة تعرف طرازه ونوع خشبه وأصل استخدامه وسارعت فتيات بلباس تقليدي لخدمة الجميع .

وهما يفتتحان الرقص ويتميلان على أنغام موسيقي الجيتار همس لها وجذبها اليه " جائعة ؟"
ضمت نفسها اليه اكثر سعيدة في تشجيع اعطاء الانطباع بأنها زوجة محبوبة " لا"
حين لامس وجهها بيده أدارته ليلتقي راحة يده بالكامل فابتسم " طفلة عجيبة تتجاوبين مع أقل لمسة لطف بشكل أعمي حتى أنني أصبحت اخاف
تمتمت ورأسها على كتفه " مما تخاف ؟"
أصيبت بالارتجاف حين لامست شفتاه رأسها قبل ان تختفيا في مكان ما خلف اذنها
"السبب ان ليس الجميع يؤمن بالبراءة احيانا عدم معرفة كيفية النفاق يفسر على انه نوع من التشجيع"
" لكنك زوجي فلماذا تخاف علي راؤول ؟ انا لست خائفة اثق بك تماما "
همس يمرر شفتيه على خدها ليترك اثرا لحرارتها " أواثقة انت ؟ اذا كنت واثقة فلا لزوم للتردد اذن من العودة معى الى الكازا جيما"
رفعت رأسها بدفاع شجاع ضد التهديد " حسن جدا " ربما ان الاوان لاكتشاف ما اذا كانت وعوده بالحب صحيحة
كان القصر صامتا كل الخدم اعطوا الاذن بالحضور للاحتفال وتوقف راؤول عند أسفل السلم ومد يده ليساعدها فأحست بخوف مفاجئ وحين تحولت أنظارها منه الى صف اللوحات العائلية المعلقة على الجدران بدا لمخيلتها المتعبة انهن جيمعا يبتسمون تالك الابتسامة الخبيثة لمن هم على وشك شهود سقوط فتاة تجرأت على انتهاك قوانينهم صلصلة سيف راؤول القديم جعلها تستدير شاهقة وأحست بموجة من الاتهام النفسي حين اخذ بحركة مليئة بالمعني يخلع سترته المبهرجة الألوان وبكل بساطة يحل ازرار قميصه وضاقت عيناه بكسل حين شاهد اللون يتصاعد
ببطء الىوجنتيها لكن لم يكن هناك اى شفقة في صوته حين قال " لا حاجة لنا ان نقف هنا سنرتاح أكثر في الغرفة .."
حاولت الابتعاد " لندخل الى المطبخ لنأكل انا جائعة ..."
خطوتان قربتاه منها ورفعها بين ذراعيه ليحملها عنوة الى غرفتها الضربة التى صدرت عن الباب وهو يركله بقدمه ليقفلة رن صداها في القصر بأكمله وكأنها ضحكات فارغة تسببت بنقاط عرق فوق جبينها صاحت لنفسها بصمت وهى تتذكر اتهامه لها بفضح علاقتهما امام هيلين ودايفيد " يا الهي انه يكرهني"
انحني فوقها ينظر الى انعكاس صورته على دموع لم تحاول اخفائها " لا تبدين قلقة هكذا جيما كلنا يجب ان نختبر طعم الدموع يوما"
انتزع الطرحة عن رأسها فالقت رأسها بلطف على الوسائد انتزع لها الحذاء ثم عقد الؤلؤ عن صدرها المضطرب حين بدأت أصابعه تعالج ازرار أكمامها قالت
" لم انت هكذا غاضب مني راؤول ؟ "
ارتفع حاجب شيطاني " لست غاضبا عزيزتي ما من رجل على وشك اتمام زواجه لديه مكان في قلبه للغضب"
كعصفور واقع في شبكةينتظر بعجز التقاط الصياد له اغمضت عينيها حين هبط برأسه نحوها وسمعت من بعيد همسة " فمك الذي ما عرف الدنس يحث على ردودرأسئلة لا يجرؤ على طرحها تعالي وشاركين الف سر عسلي"
تصاعد احتجاج يائس اخير " لا اريد مشاركتك حقدك واحتقارك ارجوك راؤول ...ارجوك ..انتظر"
التوسل قضي عليه قتله بطريقة معاقبة منتقمة ما ان تحركت البرودة حول قلبها بحرارة رغبته حتى تمسكت بعفتها بحدة رافضة التجاوب مع نداء الدم المجنون المتسارع في عروقها المتزايدة في حثه ومطالبته برودتها أغضبته فاشتدت قبضته عليها الى درجة الالم المختلط بالرغبة حتى أصبحا واحد"
في الوقت الذي اخذت مقاومتها تصل الى نقطة التلاشي سمعت صوتا جارحا يخرج من حنجرته وهو يبعدها عنه بوحشية على الوسائد كان شعرها ينتشر براقا على عكس عيناها الداكنتيت بالحيرة والاتهام ابتعد عنها وكأنه وجد نظرتها لا تحتمل وسار الى الباب حيث استدار لبنفس احتقان غضبه واحباطه وقال بوحشية
"العطش لا تطفئه الطهارة الباردة كوني شاكرة لاني ابعدت عن نفسي اندفاعا طفوليا احمق"

Just Faith 22-07-14 07:19 PM

كهف الجزيرة
ساعة الفطار في اليوم التالي كان ديفيد موجودا وكذلك هيلين بعد ان تلقت الاذن بالبقاء هناك للاشراف على التنظيفات الضرورية بعد ليلة رائعة ناجحة كارلا كانت اول من لاحظ تردد جيما على باب غرفة الطعام كانت الشمس ترسل اشعتها المتسللة من بين الستائر على رأسه المنحني قربا من رأس هلين الجالسة بقربه
صاحت كارلا " جيما هل انت أفضل حالا الان ؟ قال عمي انك غادرت الحفل باكرا ليلة امس لانك كنت متعبة"
وبخ راؤول الفتاة ببرود " كما شرحت لك اكثر من عشر مرات جيما تعبت فجأة واضطررت الى اعادتها للنوم مبكرا أرجوك اجلسي ودعيها تتناول فطارها دون ضجيج"
بنظرة كراهية أطاعته كارلا وجلست جيما وأكمل ديفيد طعامة الى أن احس انها ارتاحت واعطاها المزيد من الوقت لتئكل قطعة توست بالزبدة وتشرب بعض القهوة ثم سألها هامسا " ما القصة الحقيقية وراء اختفائك ليلة امس لم لا يجب ان أسأل ؟"
وقعت السكين من يدها المرتجفة بسرعة استعادتها تحس بارتفاع حاجب راؤول وابتسامة الرضي على وجه هيلين وردت بهمس مماثل " الامر كما فسره راؤول تماما"
"تبدين مختلفة لست ادري كيف لكن هناك شيئ يراوغني في التعرف اليه في عينيك وفمك لهما نوعية غريبة تجعلني اكاد اجن من الفضول"

أتكون مشاعرها المشتتة ظاهرة للجميع ؟ هل ان المشاعر المؤلمة التى عانتها قد تسببت بما لم تتسبب به الاماني ؟ تعلم انها تغيرت لكنها لا تعرف الى اى مدي ؟ ليلة أمس دخلت فتاة بسيطة غيرمعقدة الى دار الدراغون وخرجت منه امرأة أقل بساطة أكثر معرفة تكافح للتعامل مع قوقعة مريرة جديدة تحاول تعزيز مركزها بين أمواج غير متوقعة أمواج من الرغبة كانت غريبة على جسدها .
فجأة قررت ببرود " أريد الذهاب معك الى الكهوف ديفيد أيناسبك اليوم ؟ "
نظر اليها دايفيد بحدة متسائلا عن غياب قلة ثقتها بنفسها والتى تظهرها عادة في وجود زوجها قال من بين أسنانه متنهدا مقررا قبول التحدي " يا الهي كم تغيرت ! سأكون سعيدا لمرافقتك في اى وقت جيما وتعرفين هذا"
نزلت كارلا من كرسيها متأكدة من الرد على طلبها " هل اجيئ معكما
لكن جيما أوقفتها " لا عزيزتي انا أحس بالتعب وبما ان عمك يصر على انني بحاجة الى الراحة فانا واثقة انه لن يمانع في تسليتك لما تبقي من اليوم بينما اتمتع انا بجولة في الكهوف "
فغرت هلين فاها ذهولا بطريقة مصدومة حتى ان كارلا صمتت لهول ما سمعت لكن جيما قابلت ارتفاع رأس راؤول المتعجرف دون اهتمام حين لم تتغير تعابير وجهها قال " حسن جدا ربما هلين مثل زوجتي تحب ان تبقي مشغولة أتودين الانظمام الينا وأنا أعطي دروسا اضافية بالسباحة لكارلا "
وقفت جيما تسيطر على نفسها تماما وقالت لديفيد " سأحضر ملابسي لاقيني في الخارج حين تكون مستعدا"


سارا بالسيارة عبر مزارع متوسطة مثالية فوق طريق يحيط بها عن جانبيها اشجار اللوز المزهرة في كامل حلتها بالتدريج تلاشت الأزهار الزهرية البيضاء العطرة أمام أشجار التين الكثيفة الأوراق وهما يمران خلال قرية على كتف تلة مرا بطاحونة قديمة مجددة البناء لها مراوح ضخمة وسقوف بارزة تحمي من الشمس حولها أصحابها الى مقهي ومكان راحة اكملا الطريق نزولا نحو ميناء صغير مليئ بالقوارب الهاجعة في حمي الصخور على كتف الميناء مسكن أبيض الجدران لا بد ان يكون منزل عائلة نبيلة لكنه في الواقع مركز نادي يخوت فاخر وفي قبالته مجموعة منازل ومحلات تجارية مقامة على كلا جانبي شارع ضيق يتصاعد بحدة من الميناء ووعدها ديفيد ان يتناولاالغذاء في النادي وهما عائدان ...مشاعرها المشدودة كانت غير شاردة على تحمل اى نوع من الحديث وفهم دايفيد ولم يتطفل بالسؤال ولا بالحديث وهكذا خرجت من السيارة وهى في حالة سعادة وراحة بال لتدخل الى قطعة أرض جرداء تنظر حولها الى اى اشارة تعطيها اى دليل .
أمسك ذراعها ليقودها نحو ممر يقطع منحدرا صخريا معشوشبا في البداية كانت الارض مستوية تقريبا ثم بدأت تنحدر بالتدريج الىان أصبح مدخل المنحدر بعيدا فوق رأسيهما والممر أمامها يصل الىعتمة مخيفة وقال لها ويده تشد على ذراعها " سيري على مهل هناك مصباح داخل الكهف على ما اعتقد"
تنهد بارتياح حين وصلت يده الى عتلة وبعد تكتكة حادة أضيئ طريقهما بأنوار مخفية وراء تشكيلات من الصخور اللماعة المتلألئة الذهبية الالوان وأكمل استخدم راؤول خبراء لتركيز الأضواء وأظن ان هذا أعطي ثماره اليس كذلك ؟" "
كانت جيما تتطلع الى فوق نحو الجمال المختبئ مذهولة بالجو الجليل والفخامة داخل معبد الطبيعة الخاص كانت الرواسب الكلسية تتدلي من السقوف بضخامة مذهلة وكأنها رماح ضخمة من الصخر الذهبي تنقط الماء بلون العسل الى برك مضاءة بشكل خفي لتبدو صافية كالكريستال الازرق من الارض كانت ترتفع أشكال اخري تمثل الصنوبر والسنديان المتحجر غابة سفلية تخطف الانفاس من الصخور المتحجرة لم يزعجها احد منذ الاف السنين ما عدا نقاط الماء المنحدرة كدموع الحزاني المستوحشات في رتل طويل كثيف تحفر الجمال في الصخر وهى تتجه الى البركة الكبيرة
أشار ديفيد بيده يقود نظرها الى لوح حجري متعدد الأولان " أنظري كيف ان الضوء يبرز الوان الحجر " البرتقال المجرد والأصفر المجرح بالاحمر الداكن كانت تنتشر فوق خلفية من الصخر الابيض الشمعي واستدار ليشير الى جهة اخري وهناك .. ثم الى اخري " كأنها الشراشف منشورة فوق الحبال لتجف"
همست مأخوذة " امر لا يصدق"
أخذ الممر المحفور يتسع ليصبح كالمسرح شبته غعريضة متكورة من بحيرة زرقاء فوقها زورق وحيد يحمل رجلا محني الظهر فابتسم ديفيد
"اجلسي هنا لحظات ..انه مجرد تسلية لمصلحة السياح لكن اذا شرحت له من انت فانا متأكد انه سيقدم لك عرضا فريدا"
لم تكن تعرف ما تتوقع بالضبط حين جلست تنتظر فرفعت رأسها الى فوق وتتابع صفا من العواميد المعلقة ثم ارتجفت تتسائل كيف لهذاالعالم من الأشياء المجمدة يمكن ان تتلاعب بأعصاب متفرج وحيد .
لم تدرك تماما مدي توتر اعصابها الا حين بدأت أنغام الكمان تتهادي اليها من فوق الماء وحين انضم اليها ديفيد ارتاحا فوق مقعد حجري يتفرجان علي العازف يسير في قاربه فوق البحيرة الزرقاء يعزف الموسيقي الجمليلة الناعمة كانت ذراع ديفيد تلتف على خصرها حين جذبها اليه انحني رأسها المتعب على كتفه فقال هامسا " شيئ ما يقول لي انك تعانين المتاعب عزيزتي"
ردت حالمة " هس لا تفسد السحر بالكلام"
بعد دقاائق حالمة همس يقول " يا الهي كم اتمني لو ان نيلي تستطيع سماع هذا مثل هذه الموسيقي تحتاج لمن يشارك فيها بكامل روحه مثلم "
" نيلي ؟"
" انها فتاتي سنتزوج حين اعود "
ابتسمت " ما أروع هذا وانا سعيدة لك ديفيد لا بد ان الحب هكذا امر سماوي"
سألها بحدة " الا تعرفين هذا ؟"
ارتبكت لكنها اجابت بسرعة " طبعا الم اتزوج راؤول ؟ "
لكنه لاحظ تعاستها وقال " اذا احتجت يوما احدا دعيني اعرف جيما عديني .."
وقفت تصرف اللحظة العاطفية بهزة كتف " لست طفلة وسأشكل بيدي مصيري الخاص شكرا لك " وضحكت ببرود لكن ديفيد ادرك ان هناك قلبا منطسرا وراء لكعان الدفاع غير المكترث شيئ ما او شخص ما آلمها بعمق حتى الالم الجسدي وقال لها " فالنذهب الى الغذاء "
ابتسمت " عظيم لكنني احب ان أسبح قليلا قبل الغذاء "
" هناك الكثير من المحلات قرب الميناء والأكثر من هذا ان صديقا لي عرض على استخدام يخته فما رأيك ؟ سنشتري ثوبين للسباحة ونسبح بعد الغذاء في المياه العميقة "
" سنفعل هذا والى الجميع بكل النتائج "
لساعة كاملا تمتعا بالغذاء باسترخاء تام فوق تراس النادي ثم وعلي مضض تركا المطعم ليفتشا عن ثوبي سباحة ومنشفتين واشتريا كذلك قبعتين للملاحةوأصرت على دفع ثمن القبعتين " أرجوك ديفيد انت الشخص الوحيد الذي احس انني قادرة على شراء هديه له حتى العاب كارلا غالية الثمن ولا أستطيع شرائها "
التفسير البسيط اثر به فقد كان يقول الكثير " حسنااقبل لكن على شرط ان تدعيني اشتري لك تذكارا ونحن عائدان "
ترددت قليلا تحاول الرفض دون ان تحرجه " احب ان تشتري لي مروحة "
" وستحصلين على مروحة لكن من اختياري انا اذا لم تمانعي فانا حريص جدا حول الهدايا التى أشتريها لصديقاتي "
ادخلها الىدكان صغير أدهشها ما رأته في داخله من حلي رائعة وأكد لهما مالكه ان كل زبائنه من السياح وخاصة الامريكين يدفعون له ما يريد لانهم يعرفون ان أسعاره أرخص بكثير من الأسعار حتى في بلادهم ولكي تنتقي وجدت المهمة مستحيلة لكن ديافيد اشار الى مروحة أعجبته
" ما رأيك بتلك ؟ انها تشبهك بطريقة ما بيضاء شاحبة نحيلة وجميلة "
تراجعت جيما للوراء " لا ..لا اريد الؤلؤ ولا العاج لو سمحت سأخذ تلك المروحة الصغيرة الخضراء ذات الزهور الملونة "
حين تحولت شهقة البائع الى نحنه مؤدبة ارتفع حاجبا دايفيد لكنه قال " سمعت السيدة سنيور اعطها المروحة الصغيرة "

حين غادرا المتجر ترافقهما أفضل التمنيات جيما تمسكت بالمروحة تضمها الى صدرها تواقه لان تفحصها عن قرب اكثر وتتمتع بجمالها فهي اكثر هدية مثيرة تتلقاها والاولي من رجل اذا استثنت هدايا راؤول والتى كانت في طبيعتها أشياء مورثة عائلية على سبيل الاعارة .
.
ثم جاء الابحار على اليخت مغايرا تماما لاى شيئ خبرته تجربة رائعة ممتعة سرعان ما ستصبح ذكري شاحبة لم تحتاج الى ثير من الاقناع لتنظم الى دايفيد للعشاء بعدها وعلى تراس فندقه رقا وتشاركا القهوة والحديث مع النزلاء من معارف ديفيد وكانت الساعة قد تجاوزت منتصف اليليل حين أوصلا الى باب الكازا ضوء واحد كان مضاء مكتبة راؤول بنصف ابتسامة انحنت تطبع قبلة خفيفة على خده قبل ان تستدير وتركض بسرعة تصعد السلمات القليلة لتدخل القصر ودون نظرة خلفها اخذت تقفز فوق السلم تعلم ان راؤول ينتظرها ولم تتوقف الا حين حصلت على الامان داخل غرفتها وما ان أصبحت في الداخل حتى ادارت المفتاح في القفل قفل باب الغرفة والباب المشترك معا

Just Faith 22-07-14 07:21 PM

برهان الغفران

بقيت جيما في اليوم التالي في غرفتها الى ان تأكدت من خروج راؤول الى المصنع مغلقة اذنيها عن نقيق كارلا مطالبة بالدخول بقية صامته حتى يظن الجميع انها نائمة صحيح ان هذا تصرف جبان لكن يجب ان تاخر المواجهة مع راؤول لبضع ساعات على الاقل .
كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة حين نزلت من غرفتها وجيئ لها بالقهوة والخبز المحمص الى قاعة الطعام بعد ان أكدت للخادمة انها لا تريد شيئا غير هذا أنهت افطارها وخرجت تبحث عن كارلا وجدتها في الحديقة تلعب الكرة مع الدون دياغو الذي أطلق تنهيدة ارتياح حين شاهدها وصاح " حمدا لله بقدر ما احب صحبة هذه الفتاة الا ان حيويتها تتعبني استلميها عني ارجوك بينما أسير لاريح عظامي العتيقة على أقرب مقعد "
" مسكين دياغو تبدو وكأنك ستقع "
انطلفقت طارلا بضحك مرتفع تراقب جيما تساعد دون دياغو على الوصول الى مقعد وقالت " اوه ياحالي انت مضحك اتبقي معنا طوال اليوم ؟ "
" في الواقع جئت ادعوكم للخارج بما ان جولة جيما في المصنع لم تتم فقد نعود لزيارته فمشاهدة غرفة العرض مثيرة للاهتمام "
" شكرا لك دياغو لكن ليس اليوم اذا كنت لا تمانع "
هز كتفيه " كما تشائين كنت ارغب في تسليتك في غياب راؤول لكنني لن أضغط عليك اذا لم تكوني راغبة "
" غياب راؤول ؟ "
" اجل رحلته الى اريسيف عاصمة الكناري لا بد انه ذكر لك هذا ؟ فهو سيعود متاخرا "
" ربما ذكرها لي لكنني نسيت "
قالت كارلا تبدي الأسف " احب المصنع هناك الكثير اتفرج علليهالمرة الماضية سمحت لي السيدة هناك في وضع بعض الحلي في الصناديق وقالت انها ستشحن على الفور الى امريكا "
نظرت اليها جيما مبتسمة " اذن فلنري اذا كانت شحنت ام لا ؟ "

حين وصلوا كان العمل في اوجه فتجاوزو البناء الرئيسي باتجاه غرفة العرض البعيدة عن المصنع في الداخل كان المبني معد ليشابه مخزنا للبيع حاويات زجاجية وواجهات مماثلة وابقت كارلا على دفق الحديث تجاوب معها الدون دياغو بطيب خاطر كي يترك المجال لجيما ان تركز على التمتع بالعديد من القطع المعروض خلف حواجز الزجاج
التفتت جيما الى الدون دياغو " اخبرني شيئا من يقرر الوالنها ولماذا هناك الكثير من الألوان ؟ حتى الان اعرف ان الؤلؤ لونه ابيض "
بتنهيدة بدأ يشرح لها واذدادات حماسته بازدياد اهتمامها " نحن نأخذ المثا لمن الطبيعة حين تقرر اللون كل منطقة يوجد فيها الؤلؤ تنتج لونا خاصا بها أفضل انواع الؤلؤ الزهري والكيرم تنمو داخل صدفة صغيرة توجد على الخليج العربي وهذه لها أرفع الأسعار بين اللؤلؤ الطبيعي اما الفضية الكبيرة فهي تدعيالشفاه الفضية ولا توجد الا في المياه الشمالية على ساحل استراليا ، الؤلؤ الأسود والقاتم يوجد على ساحل المكسيك لجهة المحيط الهادئ اما الزهرية القاتمة فتوجد في محارات ضخمة على ساحل الهند الغربية فالاوان كما ترين تؤثر عليها درجة الحرارة المياه ونوع الحجارة التى تعيش فيها الؤلؤة اضافة الى ظروف حياتها والطعام الذي تتناولة "
هزت جيما راسها لبائعة مبتسمة وانحنت فوق واجهة تلتقط بروشا من تحت الزجاج كانت من الذهب على شكل حورية البحر بجسد ذهبي نحيل ذنبها من الزمرد والماس الدقيق والؤلؤ يغطيها كالحراشيف ثم اعادتها الى مكانها مبتسمة تشكر البائعة والتفت الى الدون دياغو " بالتأكيد فالاساطير الهندية عن خلق العالم تظه ران الؤلؤ له علاقة بالحب واللطف تقول الاسطورة ان الله حين خلق الهواء والنمار والارض والماء كل عنصر منها قدم هدية الهواء قدم قوس قزح ليكون هالة للسماء والنار قدمت البرق والشهب لتنير و الارض قدمت الزمرد والماس والياقوت لتزين العرش والماء قدم الؤلؤ ليكون زينة الجميع لذلك يعتقد اهل الشرق ان الؤلؤ هبة الله "

صوت وصل الى رأسها عبر استغراقها بما تسمع صدي من كابوس كانت تتجاهله راجية ان يزول " سهرك حتى وقت متأخر الليلة الماضية لم يتعبك كما دل عليه تاخرك على الفطار "
في الصوت حدة وسخرية ف كل كلمة الى جانبها اجفل الدون دياغو وتصلب ثم استدار ليحي راؤول " راؤول كنت مخطئا في الظن انك اليوم تزور اريسيف ؟"
" لم تكن مخطئا في اخر لحظة تأجل اجتماع العمل وحاولوا الاتصال بي قبل ان أغادر القصر صباحا دون جدوي حين وصلت وعرفت عدت ادراجي في الحال "
" ولماذا لم تبقي لتمناول الغذاء " المسافة عبر كل هذه الجبال متعب دون الاضطرار الى العودة في الحال دون الراحة "
" لدي اعمال ملحة هنا أود انهائها بسرعة "
" اذن من الأفضل ان اخذ جيما والطفلة الى القصر فالحر يزداد وجيما ليست معتادة عليه "
لراحة بال جيما هز راؤول رأسه موافقا على خطة دياغو وبهذا تأجلت المواجه المحتمة والمتأكدة انها ستحدث بينهما قبل بزوغ الشمس يوم اخر .
ذلك المساء ارسل خادمة مع رسالة انه ينتظرها في مكتبته كانت قد تعشت باكرا مع كارلا ثم أودعت الصغيرة الفراش وعادت لتستحم وتحاول النوم في ساعة غير معتادة للأسبان بسبب قيلولة بعد الظهر ، كان مسترخيا في مقعد بذراعين رأسه يستند الى المخمل الازرق وقف حين دخلت وتقدم الى الطاولة ليصب لها فنجان قهوة لكنها تجاهلت الفنجان الذي وضعه علىالطالة قربة منها وبقيت جالسة تحاول السيطرة على ارتجاف اوصالها ثم قال من عمق مقعده " تعلمين بالطبع اني غاضب جدا وتعرفين السبب "
" اجل اعرف السبب انت غاضب لاني أمضيت طوال يوم امس مع ديفيد "
" طوال اليوم وطوال اليلي تقربيبا وانا لن أسمح بهذا اتسمعين ؟ لن تلطخي اسمي بعدج الان بقضاء ساعات لوحدك برفقة رجل اخر "
" ولم لا بحق السماء وما الخطأ في رغبتي ان اكون مع صدق صديق شاركته الساعات الوحيدة السعيدة الى عرفتها منذ جئت الى هذه الجزيرة "
" اذن فلنشرب نخب صديقك الغائب "
" ولماذا صديق غائب ؟ كل ما اعرفة انه لا يبعد كثيرا من هنا ؟ "
رد ساخرا " هذا ماتعرفينه لكنني اتصور صديقك الان في طريقه الى نيويروك فلقد ابلغت شركته في وقت مبكر اليوم انهم اذا ارادوات اكمال العمل في الكهوف فعليهم استبداله على الفور ولم يترددوا وأمروه ان يغادر اول طائرة ولو كان حكيما لن يطأ هذه الجزيرة ثانيسة "
نوعية عدالته المتوحشة كان صدمة لها فهمست " كيف تستطيع ذلك ؟ عمله كان يعني له الكثير ليس من حقك حرمانه لمجرد الانتقام من ريبة لا اساس لها "
هز كتفيه دون اكتراث " بالنسبة لي فاليعمل في اى مكان ترسله له شركته اليه ما عدا مكان واحد ...هنا "
وقفت عيناه على المروحى التى تحملها كأنها الحجاب ضد الشر " من أين حصلت على هذه "
لم تجد سببا للكذب " اشاراها دايفيد لي بالامس هدية رمزية ليوم رائع "
" انتزعها من يدها فتحها نظر اليها ثم اغلقها " جاد وذهب وحرير مرسوم باليد ورمزية ؟ يا الله ؟ أي نوع من البلهاء تظنيني ؟ "
أمام عينيها الغير مصدقة رمي المروحة على الأرض وأخذ يسحقها بمؤخرة حذاءه ليدمر جمالها الرقيق فصاحت به بجنون تركع على قدميها تحاول تخليص شيئ من حطامها وقد مات اخر امل في نفسها " ايها الوحش انا راحلة زواجنا يجب الان يلغي كنت عمياء لاني تركتك تقتني به "
" لم تكوني حمقاء بقدري عزيزتي حين اقنعت نفسي ان البراءة موجودة مع ان قبولك السريع لفوائد هذا الزواج كانت تسخر مني لقد اشتريتك اتذكرين ؟ والى ان يمر عليك الوقت أفكر انه يكفي ستبقين هنا وتتابعين واجباتك التى استخدمتك لاجلها "
اشتريتك ! اجفلت من قساوة الكلمة " لن ابقي لو قررت ان ارحل فما من طريقة تستطيع فيها ايقافي "
صمت لحظة ثم قال بهدوء مخيف " اذا رحلت فسترحل كارال كذلك لقد تعبت من التعقيدات ومن متاعب النساء التى لا تنتهي هناك مدرسة داخلية في اشبيلية ستستقبلها على الفور لذلك حين تقررين الرحيل دعيني اعرف لادبر امر نقلكما الى اسبانيا "
ترك الغرفة دون ان ينظر اليها وبقلب وامل ممزقان قطعا تحت تهديده أخذت تنظر الى بقايا اللمروحة مذهولة .
لايام طويلة فيما بعد اوجدت جيما سهولة في البقاء بعيدة عن طريق راؤول كل صباح بعد الفطار يقود سيارته في اتجاه المصنع ولا يعود الا في ساعة متأخرة بعد العشاء بوقت طويل ومرت الأيام بنفس قلق الليالي صحبة كارلا وتعزية الدون دياغو ساعداها قليلا لكن ليس بما يكفي لاراحة التعب الذي يزداد ثقله بمرو الايام الهوة بين الاثنين كانت واسعة وتزداد سعة وقرر دون دياغو فعل شيئ في هذا الأمر الواضح له كانت كارلا تلعب فوق ارجوحتها وجيما جالسة تحت ظل شجرة فسألها
" هل ذكر راؤول لك ان لديه منزلا اخر في لانزاروت ؟"
"لا لم يذكر هذا ابدا "
" انه منزل جميل كانت تستخدمه امه دائما وهى حيه لكن في السنوات الاخيرة تجاهله وهذا يقلقني ليس لانني لا أثق بالخدم فمدبرة المنزل وزوجها أمضيا حياتهما في خدمة العائلة لكن المنزل يحتاج الى سكن ناس فيه والا سيبقي باردا لا حياه فيه ؟ "
" يا للأسف ارغب في رؤيته دياغو أهذا ممكن ؟ "
" اتركي الامر لي جيما ساتحدث الى راؤول في المساء "
لم يذكر دون دياغو مادار بينه وبين ابن اخته لكن يبدو ان راؤول وافق وبعد اسبوع كانوا في المنزل على الشاطئ الافريقي لجزر الكناري التى بنيت أصلا على يد نبلاء أسبان في طريقهما الى المنزل مروا بأجزاء من المدينة الساحلية لا تزال تحمل اثار القرون الماضية شوارع ضيقة قناطر حادة سقوف منحدرة ثم ساحة بعيدة عن الشارع الرئيسي دخلت السيارة عبر بوابات حديدة انفتحت على وسعها ، غاص قلب جيما حيم دخلت غرفة الاستقبال الفخمة الجدران مغطاه من الأرض حتى السقف بالسجاد الفاخر ثريات ضخمة تنعكس أضوائها على مرآه باطار مزخرف فوق مدفأة رخامية قديمة الطراز كانت تتصور منمزلا أصغر له غرف مريحة و أثاث مستخدم مكان تستطيع في هالتخلص من ذكرياتها والبدء من جديدلكنها وجدت امامها كومة أفكار اخري ملفولة باثار الفخامة والثراؤ النبيل تذكرها علىالدوام بالرجل الذي تزوجت منه والذي تحاول دون نجاح ان تنساه .

أحبت كارال البلدة خاصة عرباتها التى تقودها الجياد التى كانت تركبها عند كل فرصة تتاح لها وأحبت المحلات الجميلة والميناء المشغول دائما والمطار الذي أخذهم دون دياغو الى مطعمه للغذاء كان تواقا لان يجول بهم في لازورات من الصعب التذكر ان جسده الطويل يدين بنحوله الى عمره احست جيما بالارتياح لقناعة كارلا بالوقوف في شرفة المطار تراقب الوزافدين والمسافرين من كل الجنسيات بعد الغذاء نزلوا من المطعم ليشقوا طريقهم عبر الجموع سعيا في ايجاد تاكسي وكانت جيما على وشك استدعاء سيارة حين قال لها صوت مؤلوف بدد سكونها " لا تزعجي نفسك سأوصلكم الى حيث تريدون "
عاد الجميع الى القصر بعد بضعة ايام ابكر من الموعد المقرر بعد ان وجد الدون دياغو ان الحرارة علىالشاطئ اكثر مما يحتمل بسعادة أوضبوا حقائبهم ودون اخبار احد بموعد الرحيل او الوصل انطلقوا برحلة العودة .
كانت سيارة راؤول متوقفة امام القصر لذلك بعد الاغتسال وتغير الثياب نزلت جيما برفقة كارلا تبحثان عنه لكنهما صدمتا عندما وجدتاه مستلقيا باسترخاء امام بركة السباحة وبصحبته هلين متمددة الى جانبه على كرسي طويل لا يستر جسدها سوى قطعتين صغيرتين مما يسمي بثوب سباحة بكيني دهشته الواضحة لسماع اقتراب وقع اقدامهما اختلط مع تقطيبة هلين المنزعجة لتجعل جيما تحس انها غير مرغوبه هنا .
لكن كارلا سارعت تقول بفرح " لقد عدنا عمي راؤول لقد اشتقنا اليك لقد مرحنا كثيرا معك على القارب يجب ان تعيد الكرة حين يكون لديك الوقت الكافي ..هل ستعلمني كيف امسك الدفة ؟ أعدك ان لا اخاف مثلما خافت جيما ! "

غرزت هيلين وكأنه المخالب في وجه جيما الاحمر لكن جيما كانت تجاهد لتبقي متذكرة انها زوجة راؤول ولها كل الحق في مشاركته أوقات راحته ومرحه وهى تواجه غضب المراة التى تلقت الكثير من الاهتمام ليظهر عليها هذه الغيرة وقالت ببرود " تعالي كارلا عمك مشغول الان بامكانك الحديث معه فيما بعد "
لكن كارلا رفضت الابتعاد وشدت ذراعيها حول عنق عمها وقالت متوسلة " ارجوك عمي دعني ابقي معك ولنتكلم اكثر عن السيدة التى لم تكن لطيفا معك فكرت بفكرة اخري قد تساعدك في جعلها تحبك "
حينها نفجر راؤول بالضحك عرفت الطفلة انها انتصرت لكنه كان انتصارا جزئيا فقد استقام ثم اعادها الى ركبتيه " سيكون لنا نقاش خاص فيما بعد يا صغيرتي والا ستشعر ضيفتنا بالملل "
حتى جمال مثل جمال هيلين قد ينقلب قبحا في حالة الغضب في لحظة انقلبت من وضع مفضل كرفيقة مفضلة الى مجرد ضيفة من الواجب مراعاة شعورها .
وقفزت واقفة ظهرها لراؤول كي لا يري تجهم وجهها ونظرت بغضب كريه لجيما قبل ان ترمي نفسها في مياة بركة السباحة عل الماء البارد يطفئ لهيب غضبها لكنها تعمدت ضرب قدميها فوق الماء بقوة جعلت المياه تندفع نحو جيما لتبللها فشهقت وصاحت كارلا من الاشفاق واستدارت تواجه عمها ليزداد غضبها الى ابعد من الاحتمال شاهدت ضحكة عريضة على وجهه ورفعت جيما رأسها بكبرياء وعادت الى غرفتها لتغيير ملابسها المبتلة .
تلك اللليلة سعت هيلين اليها بعد قرع لرفع العتب على بابا غرفتها دخلت دون اذن في وقت كانت جيما ترتدي فستنانها استعداد للعشاء عكست عيناها الشكوك وهى تستدير لتواجه هيلين التى سارعت تقول حين لاحظت مدي اناقة ثيالها الجديدة
" يالهي الفراشة بدأت بكل تاكيد تفتح جناحيها "
سألتها جيما ببرود وعجرفة " هناك شيئ استطيع عمله اليك ؟ "
" اوه ..حقا سمراء بنية لا تستخدمي جو عجرفة الكونتيسة على فتحت هذه الواجه من الثقة بالنفس انت لازلت نكرة وستبقين دائما ! "
اتسعت عينا هلين حين ظهرت غمازتان صغيرتان على زاويتي فم جيما وأحست بسهام خارقة تخرج من عيني المرأة التى انبثقت لتوها من بين رماد الفتاة الخجولة الجبانه غير الواثقة بنفسها وانفجر غضبها في سعي لمعرفة سبب التغير
" اذا تظنين نفسم في موقع محصن ؟ لمجرد انك شاركت رجلا أوقاتا متقطعة لم يدفعه ادبه ليكشف لك الحمل الثقيل الذي كنت تمثليه على رأسه ! حسنا سمراء بنية دعيني انصحك راؤول ليس لم لقد تزوجك ليوفر لانه اخيه رفيقة لعب ولو فتش الدنيا كلها لن ييجد من هى أكثر مناسبة منك انت في سن مناسب لكن في حجم جسدي وعقلي يناسب طفلة ! "
تنفست منتصرة حين شاهدت نظرة الصدمة على وجه جيما التى تمسكت بكبريائها المنهارة لا تريد التصديق ان راؤول قد أسر هيلين بالأسبب الكامنة وراء زواجهما
" هذا غير صحيح "
ابتسمت بمكر " ليس صحيحا ؟ أظنك تعرفين ان هذا صحيح صدقيني عزيزتي من الأفضل لك مواجهة الواقع راؤول يحمل جزءا من اللوم في هذا الزواج الكارثة لكن بكل تاكيد يمكن عذره لو أخذت بعين الاعتبار حالته النفسية حين فكر بمثل هذه الخطوة الدرامية ...على اى حال لست اري انك خاسرة من هذا الاتفاق بكل تأكيد سيمنحك مبلغا محترما كتعويض نفقة ! "
"نفـــقـــة ؟ "
" بكل تاكيد فانا اعرف راؤول سيصر على الدفع لك حتى بعد الطلاق "
" لن يكون هناك طلاق ... تحطم الزيجات امر غير مسموح في عائلة تيمبيرا
..اضافة الى مشاعره الخاصة أمامه واجباته اتجاه مركزه حتى في هذه الايام ... الطلاق كلمة قذرة عند الارستقراطيين في أسبانيا ! "
حدقت بها هيلين دماغها معتاد على الانفلات والتساهل في المجتمعات العصرية حيث لم تتفهم على الفور مثل هذه الوجه النظر لكنها مع ذلك ابتدعت ابتسامة شريرة شيء ما في عينيها جعل جيما ترتجف كان فيهما جنون التعصب جنون من لا تعترف أبدا بالهزيمة وقالت هيلين بخبث شرير
" هناك أكثر من طريقى لسلخ جلد القطة "

خرجتا بصمت لكن حين وصلتا امام غرفة راؤول وقفتا فجأة لظهوره نظره الى جسدها النحيل كان كلمة محسوسة لكن تلاشت تلك النظرة حين قطب مهما كانت اوامره الان فلن تستجيب رفعت ذقنها منتحدية فرفع حاجباه لكنه احرجه بتوجيه كلامه الى هيليبن " اتمانعين في اكمال طريقك لوحدك ؟ دون دياغو سيكون منتظرا في الصالون لوحده وسننضم اليكما جيما وانا قبل العشاء بقليل "
بدلا من اظهار الغضب ابتسمت هيلين بمكر وكأنها تتفهم ما يريد ونظرت الى جيما وكأنها تقول " استفيدي من يومك هذا قدر ما استطعت فالغد لي "
بدت جيما هادئة وهى تدخل غرفته لكنه هدوء التحذير تجمد مبارك الاحساس كانت تتمني ان يستمر لما يكفي لتمر المحنة القادمة !
اقفل الباب واستدار اليها " جيما هناك شيئ كان يجب ان أشرحه لك ..تلك اليلية في لانزاروت ..بدأت أرتاب ..ظننت ..." صمت ليتقدم نحوها ويرفع ذقنها بأطراف أصابعه " هل احسست بتغير ولو بسيط في قلبك تلك الأمسية ؟ "
وحدها ما استطاعت تحمل الاذل الذي سببته كلماته هلين مهدت الطريق أمام طرقه هذ الموضوع من مكان ما وجدت الشجاعة لتقابل عينيه بحاجبين مرتفعين وابتسامة رسمت فيها قليلا منالسخرية وهى تمتم
" صعب ان يكون تغيرا في القلب اعترف بلحظة ذلك المساء لكنه ضعف بسيط على اى حال راؤول أمسية سعيدة كتلك يمكن ان تجعل اى امراة متسامحة امام رجل فاتن "
قطب منخفظا رأسه " اتلمحين انك استخدمت تلك الأمسية كترياق او مضاد للتوتر ضد الكراهية التى أحسست بها بصحبتي ؟ "
لولا كلام هيلين لامنت جيما بالألم مدفون في كلماته حتى انها كانت ستحس بالاشفاق علىالرجل الذي اهانت له كرامته لكنها فهمت ام مثل هذه الدلائل هى مجرد ادعاء مزيف لمجرد عرض في نفسه راؤول يشتهي هيلين وهيلين تريده ولكن عروسا غير مرغوب فيها تقف بنهما وسألته فجأة
" باية سرعة يمكن لدعوى ابطال زواج ان تترتب ؟ "
ارتفع رأسه بحدة واضح انه ذهل بما خمنته من أفكاره ثم طغي على وجهه لون أحمر قاتم لكن سرعان ما تلاشي فكررت
" بأية سرعة ؟"
رد بعد تفكير " هل تحبين دايفيد ؟ لهذا تريدين التحرر ؟ كي تتزوجي منه9 ؟ "
خانتها الكلمات ونسيت الدموع التى بدأت تتسلل على خديها بلطف مزق قلبها أخذ راؤول يلاحق ممر الدمعات ليلتقطها على أطراف أصابعه تسللت يداه الى كتفيها وجذبها اليه يشد جسدها المرتجف بين ذراعيه ومن فوق رأسه سمعته يتنهد
" مهما كان في مقدوري ان أمنحك اياه سأفعل يا صغيرتي سعادتك المستقبلية هى أقصي اهتمامي "
صدقه وتعابيره المخلصة لم تكن لتصدق لكن سرعان ما أبعدها عنه وكأنما أحس بسخونة ملمسها وهو يبتعد أخذت تتسائل عن سبب انحناء رأسه المتكبر فتح درجا في مكتبته وأخرج علبة غريبة الشكل وقال مبتسما
" انها فكرة كارلا هدية صغيرة تعبير عن مدي ندمي على غضبي غير المبرر "

أخذت العلبة البيضاويةالشكل منه ..رباط ذهبي رفيع كان يغري بالاكتشاف حين فتحتها كان الى جانبها ليسمع شهقتها الخفيفة في الداخل بيضة مكونة من زخرف ناعم موضوعة فوق شريط عريض من الذهب مرصعة بالالماس يزين سطحعا أوراق صغيرة من الجاد الأخضر القاتم يحتوي في داخلة على زهرات مرغريت صغيرة كل ورقة من زهراتها لؤلؤة بيضاء لا شائبة فيها كل قلب لها الماسة ذهبية تلمع بالانوار .
" انها جوهرة بيضة الفصح أمر بصنعها قيصر روسيا هدية للقيصرة أضغطي على جانبيها "
بأصابع مرتجفة ضغط خائفة من مجرد ملمس القطعة الفنية الدقيقة ثم أطلقت شهقة فرح حين ارتفع الجزء الأعلي من البيضة ليفسح المجال لغصنين محفورين كل منهما يحمل اطارا لصورة مصغرة ألأحدهما تحمل صورة وجه كارلا بينما الأخري فارغة وقال راؤول
" اختارت القيصضرة صورة زوجها لتضعها مع صوره أكبر ابنائها "
الفراغ هناك كان دليلا على فراغ حياتها من دونه حتى صورته لن تملأ الفراغ الذي تحس به في قلبها وهمست مذهولة
" لا بد أنها غالية الثمن "
" صحيح لكن شراءها لم يكلفني كل مالي كما اقترحت كارلا "
" لن آخذها "
تراجع مجفلا حين بدا عليه الغضب أحست بسعادة مريرة لتخليه عن الحلاوة التى تبناها لقد اعتادت على الخصام مع الكونت المتسلط ومع ان انتصاراتها معه كانت قليلة الا انها كانت تحس بالمنافسة مع غضبه أكثر مما تحسها مع رقته المذيبة لارادتها ، لكنها لم تكن متحضرة للتهجم العدائي من قبضته على كتفيها ولا لهذته القوية التى طالها الى ان صرخت
" أيها الوحش السيء الطباع ! "
" تنكرين اى تغير في قلبك ؟ لكن هناك تغير مع انه ليس الذي أريد أنا أكره برودته تصرفاتك المتحفظة لكنك لم تكوني من قبل متباعدة هكذا ! "
ردت بشراسة " كلامك متناقض سنيور في الباداية كنت تتذمر من طفوليتي ..والان انت توبخني على نضجي هل انت اسف لهذه الدرجة على انني كبرت دون اذن منك ؟ أحببت هذا ام لا ...لا يوجد الان طفلة في القصر سوي كارلا ! "
رفع رأسه سيتسم ابتسامة شيطانية بينما كان ينظر الى جسدها النحيل بازدراء بسخرية أمسك بياقة فستانها بأصابعه
" اخلعيه ياصغيرتي فمع ادعائك انك كبرت فلا زلت غير مستعدة لعد للوفاء بالوعود التى يقدمها من يريد ارتداء مثل هذا الفستان .....؟

Just Faith 22-07-14 07:23 PM

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي


الساعة الآن 04:21 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.