آخر 10 مشاركات |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-07-14, 06:57 PM | #1 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| وضاع قلبها هناك - روزمارى كارتر - غادة (كتابة /كاملة ) كل عام وانتم فرحانين ومعيدين ومعانا مستمتعين وضاع قلبها هناك للكاتبة : يولندا راميريز روايات غادة الملخص كيف سينتهي الامر بستيلا اليستير .. إنها لا تدري . كانت تقف في نافذتها ليلا تحدق : هذه الجبال لها هذه غاباتها .. ساقينها .. ولكن .. ماذا لو ان جاك ميتشل لا يحبها .. عندها ستكون مضطرة الى العودة الى كندا, حيث لا تعود كل تلك الاشياء سوى ذكرى. ثم, هناك براين تراست الذي تغيرت تصرفاته معها , بماذا يفكر؟بين الرجلين تنعقد الامور, وتحتار في عاطفتها .. ولكنها عندما تعود للتفكير بجاك, كل شيء ماعداه يصبح لا معنى له. روابط كتاب الرواية وورد txt التعديل الأخير تم بواسطة MooNy87 ; 14-04-20 الساعة 03:04 PM | ||||||||||
22-07-14, 07:30 PM | #2 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| | ||||||||||
22-07-14, 07:31 PM | #3 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| الفصل الثاني والتقطت ستيلا غصناً يابساً ورمته في الماء, واخذت تراقبه وهو يدور حول نفسه , ثم اصطدم بصخرة , ثم تجمعت عليه المياه لتجرفه الى الاسفل نحو وجهة مجهولة , وعندما اختفى الغصن وقفت على قدميها .. وبغياب الشمس اصبح الهواء بارداً.. وببطء , وبكل سعادة , بدأت تشق طريقها عائدة الى الفندق. استفاقت ستيلا باكراً في اليوم التالي.. نظرة الى سرير السيدة بلومر اظهر ان العجوز لازالت نائمة .. فخرجت من سريرها بهدوء, وتجولت حافية القدمين وهي ترتدي ملابسها وحملت الحذاء بيدها , تركت الغرفة مقفلة الباب بلطف وراءها. وكأنما كان في خطواتها رفاص وهي تسير في الحديقة . العشب كان لايزال رطباً من الهطل .. والشجيرات الصغيرة تلمع بغشاء كالعنكبوت من الرطوبة . واحست ستيلا بالسعادة لأنها ارتدت سترتها الصوفية , فهواء الصباح الباكر بارد , منعش وقوي حتى انها احست بالبهجة تملأ نفسها وبالإستعداد لأي شيء .. واتجهت في الممر الموصل الى الساقية , وبوصولها الى الماء اخذت تسير في وسطها فوق الصخور , ببهجة الاطفال. كان الضباب يغطي قمم الجبال , ولم يكن يبدو منها سوى السفوح المنخفضة.. ومع كل ذلك الضباب .. كان الصباح يعد بيوم مشرق جميل , عن بعد سمعت ضجيج التحضير للفطار , وعلمت ان الوقت حان لتعود, وعندما دقت باب المنزل , وجدت السيدة بلومر مرتدية كامل ملابسها و ومستعدة. - ستيلا .. تبدين رائعة ! خداك متوردان .. ولكنك باردة .. هل كنت تسبحين؟ - لا.. فالوقت مبكر للسباحة .. ذهبت اتمشى , اوه.. المكان جميل هنا.. وانا سعيدة لأن اليان دعتني. - وكذلك انا .. كان هذا مناسباً لكلينا .. حسناً .. لست ادري عنك شيئاً .. ولكن بالنسبة لي هواء الجبل هنا أنعش شهيتي للأكل .. هل انت مستعدة للفطار؟ - بل اكاد اموت جوعاً! . عندما كانت ستيلا قد انهت قطعة التوست الثالثة وترتشف آخر فنجان شاي لها . رفعت نظرها لترى ان السيدة بلومر كانت تنظر اليها مبتسمة : - هل تمتعت بالفطار ياعزيزتي؟ فقالت كمن يعتذر: - اوه .. اجل .. سأصبح سمينة اذا استمرت على هذا.. - ليس حسب نيتك ..اضافة الى ان جسدك بحاجة للغذاء بعد الوقت الصعب الذي مر بك. وارتشفت ستيلا مرة اخرى من الشاي: - اعرف ماذا سأفعل, لقد شاهدت مقعدا خشبياً قرب بركة صغيرة ومن حوله اجمل الازهار .. سأجلس هناك واحيك الصوف .. واتفرج على الجبال. - وسأجلب دفتر الرسم وانضم اليك.. فالمنظر يلهم أي انسان. - هناك سيدة تجلس هناك.. او لقد ذهبت , ولكنها كانت تنظر نحوي , واظن انني لو جلست لوحدي قرب البركة .. - قد تنضم اليك؟ - هل هذا ماآمل به ياعزيزتي .. فأنا بحاجة للصداقة. - حسناً.. عليّ إذن ان آخذ دفتر الرسم الى مكان آخر.. - شكرا يا حبيبتي. وابتسما لبعضهما بتفاهم متكامل. بعد ان استقرت السيدة بلومر في مكانها .. واحضرت ستيلا دفتر الرسم والاقلام , اتجهت نحو موظفة الاستقبال السمراء ذات العيون الجميلة البنية , عرفت ان اسمها نيل والتي بادرتها مبتسمة: - مرحباً آنسة اليستير ..هل يمكن ان اساعدك ؟ - اجل .. ارجوك .. فكرت ان اتمشى في نزهة , ولا اعرف طريقي بعد. - وهناك العديد من المتنزهات الجميلة هنا.. وهناك واحد خاصاً .. كهف طبيعي والسير اليه سهل , والطريق جميلة ..مارأيك بتجربته اليوم؟ - في الواقع كنت افكر بالذهاب الى الغابات. - لدي اسباب للذهاب الى هناك .. اريد ان افتش عن عالم غابات! - اسمه لويس ترينشار. - لويس ترينشار ؟ - ألا تعرفينه ؟ - لا اظنني سمعت بهذا الاسم من قبل. عضت ستيلا شفتها : - اوه .. كنت متأكدة .. لقد سمعت .. صديقة قالت انها شاهدته هنا. - لن استطيع الجزم بالطبع , ولكن استطيع القول انه لو كان يعمل هنا لسمعت اسمه. لابد ان خيبة ستيلا كانت ظاهرة, فقد اضافت نيل بعد قليل: - انظري آنسة اليستير , سأسأل في الجوار واذا سمعت عنه سأقول لك و الآن ماذا عن هذا الصباح ؟ هل أرشدك الى الكهف؟ . - لا.. مازلت افضل السير في الغابات .. فأنا لست معتادة على الحرارة هنا , واظن انني سأستمتع في السير بين الاشجار اكثر. واخرجت نيل خريطة , فأصغت ستيلا الى تعليماتها , ثم انطلقت .. خلف الفندق . وجدت الممر الذي وصفته لها نيل, وبدأت منحنياته الى الجبل ..بين وقت و آخر ومع ذلك فقد كانت تتمتع بنفسها. عن بعد استطاعت رؤية تجمع الغابة الأخضر .. ولكنها اكتشفت ان تلك المسافة كانت خادعة في تلك الجبال , وامضت زمناً اطول كما ظنت لتصل .. ووصلت الى الساقية ووجدت ان الطريق يستمر حتى جهتها الاخرى ولم يكن فوق الساقية جسر.. بل كان هناك ممر من الصخور وضعت في الماء على مسافات محددة, لتشكل نوعاً من الجسور الطبيعية , ونظرت ستيلا بارتياب الى الصخور .. وبدت لها منزلقة وخطرة.. ولكنها قطعت مسافة بعيدة.. وخلعت حذاءها تستعد لتقطع الساقية .. ومع انها كانت تعلم ان الماء باردة, إلا ان برودتها قطعت انفاسها.. فسارعت الى الجانب الآخر. واخيراً وصلت الغابة .. واحست بالارتجاف لابتعادها عن حرارة الشمس .. ولدهشتها وجدت انها ليست في غابة عادية كما تصورت ..بل انها كانت في نوع من الادغال المتوحشة ومن الاشجار الضخمة الطويلة الملتفة مع بعضها , اشجار تتسابق للوصول الى اشعة الشمس.. وكان هناك اشجار جذورها ترتفع عن الارض , ومن حول تلك الجذور نباتات متعرشة ملتفة, وكذلك صخور تعلوها الطحالب وزهور استوائية غريبة.. وفي كل مكان حولها تفيق رائحة الخضرة المتعفنة. اول هاجس انتاب ستيلا هو ان تعود ادراجها ,, من الواضح انها سارت في الطريق الخاطئة وضاعت , فليس هذا هو النوع من الغابات التي قصدتها في كلامها مع موظفة الاستقبال في الفندق . ثم لاحظت انها لاتزال تسير فوق طريق .. والطريق عادة تعود الى مكان ما.. واحست بإحساس مفاجئ لحب المغامرة يطغي عليها .. وماذا يهم اذا لم يكن هذا ماتوقعته ؟ انها في بلاد غريبة , وفي عطلة ولسوف تستمر في طريقها. وسمعت صوت مياه .. وبعد منعطف في الطريق واجهت شلالاً.. كانت المياه تندفع من فوق صخور مرتفعة نحو بركة كبيرة, وكانت البركة كئيبة غامضة جلست على صخرة ونظرت حولها .. الغابة هادئة .. واحست ان مامن كائن حي على بعد اميال, بعد فترة ابتعدت في الغابة اكثر , تلحق بالطريق وهي تتعرج وتتلوى عبر العشب المرتفع.. وبنفس السرعة التي دخلت فيها الغابة وجدت نفسها خارجها .. فخفق قلبها ونظرت حولها .. انها الآن في غابة من اشجار طويلة مستقيمة مزروعة في صفوف مستوية.. من صنع الإنسان, وحين تكون الغابة مزروعة بيد الانسان, فهذا يعني ان الإنسان يعتني بها.. ربما تستطيع هنا ان تجد احداً يعرف لويس . ويستطيع ان يقول لها عن مكان وجوده. وتابعت سيرها بين الاشجار الى ان وصلت الى فسحة كبيرة .. الحطب فيها مكوم اكوام مرتبة, وهناك اغصان محطمة مبعثرة حيث كانت تقع تلك الاشجار المقطوعة.. وهذه آثار واضحة لعمال غابات. . وجلست ستيلا تعبة فوق اغصان الشجر الجافة.. بعد فترة اخرجت دفتر الرسم والاقلام من حقيبة معها , وبدأت الرسم .. وانشغلت بما تعمل حتى انها لم تستطع ان تعرف ماذا لاحظت اولاً: الكلب المسرع نحوها ام صوت الرجل الذي قال : - الرسم ليس سيئاً! فصاحت وهي وتستوي في جلستها : - اوه ؟ لقد افزعتني!. رجل كان يقف الى جانبها ويده على عنق كلبه لتهدئته. كان طويلاً , رشيق القوام بارز العضلات في بذلة ( سافاري) أنيقة , متوسط العمر كما ظنت , فشعره رمادي عند الفودين , ثم وبإدارته قليلاً , اجفلت لرؤية ندبة تظهر بوحشية على خده الايمن. - آسف لإخافتك , لم اقصد .. كنت فقط... وتوقفت كلماته , وظهر على عينيه تعبير غريب , فابتسمت: - لم تكن غلطتك.. اعتقد انني كنت مستغرقة في رسمي حتى انني لم اسمعك . واخذ يحدق بالرسم مفكراً: - لقد التقطت الجو جيداً, هل انت هنا في إجازة؟. - اجل .. انا من كندا. - لاحظت هذا من لهجة كلامك , انها مسافة طويلة. - و إجازتي طويلة .. ثلاثة اشهر , انا هنا كمرافقة لسيدة كانت مريضة .. مع انها لم تعد كذلك منذ وصلنا هنا. غريب , إنها تتطوع لصب الكلمات صباً امام هذا الرجل . مع انها في البداية ظنته في اواسط العمر, إلا ان صوته كشف انه اصغر بكثير مماتصورت. - انه بلد جميل ومناخ رائع للإستشفاء.. ولابد انك تحبين المشي كثيراً لوصولك الى هنا . - في الواقع كنت اقصد المجيء الى هنا , فأنا ابحث عن شخص , عالم غابات وظننت ان بإمكاني ان اجده هنا. - حقاً؟ انا المسؤول عن الغابة هنا.. واسمي جاك ميتشل. - وانا ستيلا اليستير , سيد ميتشل .. ربما تستطيع مساعدتي , فمن ابحث عنه اسمه لويس ترينشار. - اوه؟ - لقد ربينا معاً, وفقدت الاتصال به منذ زمن بعيد.. - سمعت ان شخصاً التقى به هنا. - وهل جئت كل هذه المسافة لتجديه؟ - بل هذا ساعد في قراري لمرافقة السيدة بلومر .. لقد كنت ولويس .. مقربان جداً من بعضنا .. حتى انه قال لي مرة انه سيتزوجني عندما نكبر. وضحكت .. فظهرت السخرية على لهجته وهو يسأل: - وجئت كل هذه المسافة لتذكريه بوعده؟ كل هذه المسافة من كندا لتتزوجي رجلاً لم تشاهديه منذ كنتما اطفالاً؟ - انت تتعمد المزاح المزعج . اليس كذلك؟ ولكنك لم تفهم.. لقد مات والداي بعد مرض طويل .. وهو صلتي الوحيدة بالماضي .. لقد احببته في طفولتي , وافعل اي شيء لأجده. - ولكنه ليس هنا آنسة اليستير. - ولكن صديقتي .. كانت واثقة .. ايرينا بينسون كانت مع عائلتها هنا وشاهدته. - ربما كانت مخطئة, وربما رأته في مكان آخر واختلط عليها الأمر .. وا ان صديقتك استخدمت الاسم كطعم لإقناعك بمرافقة والدتها. . - اخشى ان لا استطيع حل اللغز لك, لدي منزل ليس ببعيد عن هنا.. هل تتفضلين بالمجيء معي لتناول القهوة؟. فنظرت اليه بارتياب, فسارع للقول: - انا لا اقصد الإساءة اليك.. هل ستأتين معي؟ - حسناً. بوصولهما الى منزله عرضت ان تصنع القهوة بنفسها ولكنه طلب منها الجلوس والراحة .. واخذت تتطلع حولها لفضول , لم يكن المنزل كبيراً, ولكن من الصعب معرفة عدد غرفه, حيث تجلس كانت غرفة مزدوجة كغرفة جلوس ومكتب وكانت نظيفة ومرتبة , وعملية .. ربما هناك شيء ناقص فيها.. ربما ليس فيها شيء شخصي .. لمسة شخصية تدل على شخصية من يسكن فيها.. وعاد مسؤول الغابة يحمل الصينية.. - هل نتناول القهوة في الخارج؟ - شكراً .. سأحب هذا. خارج المنزل, وتحت اشجار طويلة , طاولة خشبية, ومقعدان وشهقت ستيلا بعد ان جلست: - يكاد المنظر يدوخني.. ولا يبدو انني سأشبع عيناي منه. - الاتظنين انك حتى تنتهي اقامتك هنا ستكونين متشوقة للعودة الى بلادك. فابتسمت ستيلا وهي تفكر بصمت بقريتها الصغيرة و منزلها الفارغ فيها الآن , وسمعت جاك يقول: - هل لازلت تفكرين بلويس ترينشار؟ أتاملين بأن يظهر ليتزوجك؟ كي لا تضطري للعودة؟ - انت..! وقفزت على قدميها واستدارت عنه.. كلما اسرعت في الابتعاد عن هذا الرجل المتعجر ف كان أفضل! ومد يده ليمسك بمعصمها : - آنسة اليستير .. لا تذهبي. - اترك يدي! واحست بغضبها يتصاعد فلمسة يده على بشرتها كانت تجعلها تقشعر .. ولكنه قال بصوت اكثر رقة. | ||||||||||
22-07-14, 07:35 PM | #4 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| الفصل الثالث - وهل ستعاودين الجلوس لإكمال القهوة؟ هذه هي المرة الثانية التي ازعجتك فيها. وانا آسف ..هاك .. هكذا .. افضل .. والآن خذي نفساً عميقاً . وعدي حتى العشرة , والى ان تنتهي العد لن تعودي تحسي برغبة في صب الفنجان على رأسي. وبالرغم منها ضحكت , فوجهه كان جاداً, ماعدا غمزة عينيه التي تفضح مزاحه , فقالت: - اوكي .. اوافق فقط لأن الفنجان جميل وحرام ان اكسره على رأسك . - اعتقد انني لم يكن يجب ان اسأل عما تفضلين , يبدو ان رأسي اقل اهمية من الفنجان .. لنقل إذن ان المهم ان لا ترميه. - انت مستحيل.. فوافق بابتهاج.. واخذا يضحكان وزال التوتر بينهما .. وقال فجأة : - انا غول الغابة , فاحذري آنسة اليستير .. قد لاتعودي الى حيث تسكني. فضحكت ثانية: - لقد اخفتني. - وهل تأكلين اكثر وانت ضائعة؟ - انها الثالثة فقط. - بل الرابعة . فتنهدت: - الرابعة اذن أتعلم .. لقد تطورت شهيتي كثيراً منذ جئنا الى هنا ولست اعرف اين سينتهي بي الامر .. وربما اتحول الى جبل وعندها لن اعود قادرة على السير.. - عندها سيكون لدينا جبل آخر يدعى ( جبل ستيلا اليستير ) .. واظن ان هناك إمكانية لحدوث هذا .. هل انهيت السندويش؟ خذي واحداً آخر !. - بالطبع لا! ياللسماء ...الساعة! سنرسل السيدة بلومر فرقة تفتش عني .. شكراً للقهوة سيد ميتشل .. يجب ان اذهب الآن. - سأسير معك , فهناك شيء احتاجه من مخزن الفندق. - اوه .. هذا عظيم. . وهو يقفل باب منزله سألته : - سيد ميتشل , ارجوك لو سمعت شيئاً عن لويس ترينشار , هل تبلغني؟ فالتفت اليها وظنت ان هناك نظرة قلق في وجهه: - لن اسمع شيئاً. - وكيف تكون واثقاً؟. - لأنني اعرف اسماء العاملين والعلماء في الغابات في كل انحاء كينيا وحتى في البلدان المجاورة ولو كان هناك من يحمل هذا الاسم لعرفته. وبسرعة , وصلا الطريق الموصل الى الفندق , وهناك ودعها جاك , فالطريق الى المخزن يختلف عن طريقها .. ورفع يده أراك فيما بعد وابتسم ثم ابتعد .. فاستدارت نحو مكان اقامتها.. - هل وجدت طريقك الى الغابة؟ فتوقفت ستيلا تبتسم لها : - اجل.. شكراً لك .. تعليماتك كانت سهلة , ولكنني لم اتوقع تلك الغابة المخيفة التي وجدت نفسي فيها. - صحيح .. انها صارمة لأول مرة , كان يجب ان احذرك.. ألم تلتقي بالرجل الذي سألتني عنه؟ - لا.. بل التقيت رجلاً آخر يعمل في الغابات. ونظرت اليها نيل بحدة: - صحيح؟ - جاك ميتشل .. اتعر فينه؟ - اجل. - دعاني الى فنجان قهوة معه في منزله. وتلاشى النور من عيني الفتاة فجأة واصبحت لهجتها عدائية: - هل تناولت القهوة مع جاك؟ - وهل هناك خطأ في هذا ؟ - لا اعتقد .. ولكنني مندهشة! - ولماذا؟ - لأنه لا يدعوا الغرباء عادة الى منزله. - حسناً ربما كان السبب ظروف لقائنا. - اوه؟ - لم اكن بعيدة عن منزله عندما التقاني .. وتحدثنا عن لويس وكان فظاً معي.. وربما احس انه مضطر لدعوتي الى القهوة كنوع من الإعتذار.. - هكذا إذن .. وهل عرف جاك شيئاً عن لويس ترينشار؟ - قال انه لم يسمع عنه مطلقاً. - أذن كوني واثقة انه لا يعمل هنا. وابتسمتا لبعضهما واكملت ستيلا طريقها.. لتجد السيدة بلومر لا تزال في الحديقة حيث تركتها في الصباح : - اهلاً عزيزتي.. هل كان يومك جيداً؟ - رائع.. شكراً.. وانت؟ - اوه ..جميل حقاً.. السيدة التي املت ان تنضم الي فعلت , وامضينا معاً صباحاً رائعاً.. وخاصة اننا اكتشفنا اشياء مشتركة بيننا. - انا سعيدة لصداقتك الجديدة.. استطيع الآن الإنصراف لوحدي دون الإحساس بأنني اهملك. - انت لا تهمليني ابداً , والآن .. ماذا فعلتي؟ - ذهبت الى الغابة. . - اوه؟ وهل ذهبت تبحثين عن صديقك؟ - اجل.. - وهل اسعدته رؤيتك؟ - لم يكن هناك. - لا.. انه ليس هنا.. لايبدو انه يعمل هنا.. - اوه .. ستيلا .. أنا آسفة. - ولكن اليانا قالت انه شوهد هنا. - ربما اخطأت اليانا. - لا.. انها لا ترتكب اخطاء مثل هذه. - ربما نقل الى منطقة اخرى. - ربما .. ولكنني احس بغرابة ان هناك شيئاً خاطئاً. - هذا هراء ياعزيزتي.. المجرد ان اليانا اخطأت .. - لا اظنها اخطئت .. اتعلمين التقيت مسؤول غابات آخر اسمه جاك ميتشل.. وقال انه لم يسمع به. - ربما لم يسمع به حقاً. - ربما.. لولا تلك النظرة في عينيه عندما تكلم عنه. - ماذا تعني ياستيلا .. اي نوع من النظرات ؟ - اتمنى لو استطيع ان اصفها .. بدا وكأنه يدافع .. قلق.. وكأنه مستيقظ حذر.. وكان متهكماً كذلك , وكل هذا كان عندما تحدث عن لويس. - إذن تحدثتما عن اشياء اخرى ؟ - اجل.. لقد تناولت القهوة في منزله , وكان رائعاً معي. - ستيلا.. أواثقة انك لا تتخيلين كل هذا ؟ - لا .. بل واثقة تماماً. - ستيلا .. عزيزتي , ربما لايجب ان اقول هذا, ولكن تعلمين كم اهتم بك .. واعلم انك لن تغضبي.. فسألتها بهدوء: - ماالأمر؟ - حسناً.. اعلم كم كنت تلقين آمالاً على لقاء صديقك , اخبرتني اليانا بكل شيء , وكيف انك صلتك الوحيدة بماضيك, لقد مر عليك ايام صعبة ياستيلا. وصمتت لتمد يدها وتداعب رأس الفتاة .. وظنت ستيلا انها قررا ان لا تتابع حديثها .. ولكنها تابعته بعد لحظات: - ستيلا.. اتظنين ان من الممكن ان تكوني راغبة في رؤيته لدرجة انك .. انك.. واحست ستيلا بالدموع تحرق مقلتيها.. اذن لم تصدقها السيدة بلومر عندما قالت ان هناك شيئاً خاطئاً: - ستيلا .. ارجوك.. لا تكدري نفسك كثيراً.. لم اقصد ان .. وابتسمت ستيلا بجهد: - لا بأس .. تظنين ان هاجساً قد استولى على فكري حوله.. حسناً ربما.. - ليس هاجساً.. ولكن اليس من المعقول ان آل بينسون قصدوا جزءاً آخر من كينيا .. على كل الاحوال جبال كليمنجارو تمتد على رقعة كبيرة من افريقيا. . - هذا ممكن , على كل الاحوال .. انا مسرورة لصداقتك الجديدة .. مااسمها.؟ - السيدة تراست ولديها ابن .. انه متسلق جبال وهو يتدرب على التسلق هنا.. - واين سيتسلق ؟ - لقد قات لي امه , ولكنني لا اتذكر .. لماذا لا تسأليه بنفسك السيدة تراست تريد تقديمه لك. - ربما .. في يوم ما. - واظن انهما سينضمان الينا في صالون الفندق هذا المساء.. وغمزت لها ستيلا: - ياالهي سيدة بلومر , يبدو انكما تحاولان تدريب ايديكما على فنون جمع الشمل. - ستيلا..! من قال لك شيئاً عن جمع الشمل؟ ولكنك شابة وهو شاب وكلاكما وحيد .. فلماذا لا تكونا صديقين وانتما هنا؟ - كنت امازحك.. ولكنني اظن لو كان يتدرب على تسلق الجبال فلن يكون مهتماً بي.. ثم اظنني اسمع جلبة تحضير الغداء.. وضحكتا وهما يتجهان الى الفندق معاً. بعد الغداء عادت ستيلا الى الساقية .. وجلست تتأمل الجبال الشاهقة حولها.. وتجولت عيناها فوق القمم .. لتستريح على السفوح المليئة بالغابات .. اليانا لم تكن مخطئة.. وانا لست مخطئة .. فلماذا كل هذا الغموض حول لويس إذن ؟ .. عسى ان لا يكون هناك شيء خطير . وبشكل محتم استدار تفكيرها على جاك ميتشل ..على الرغم من قناعاتها انه يخفي شيئاً عنا. لمسة يده كانت كافية لترسل الرعشات في عمودها الفقري .. انه احساس لم تشعر به من قبل, وهو شعور تتمنى لو يتلاشى من تفكيرها. وراقبت ستيلا الألوان الرائعة المتراقصة للغروب . وملأ نفسها احساس غامض بالقلق وهي تعرف , دون ان تعرف سبب ذلك الشعور , فهناك اكثر بكثير من مجرد العالم المؤكد ان لويس كان هنا.. وان جاك ميتشل , لاسباب خاصة به, لم يرغب في ان تعرف , وهو بنفسه من جعلها تحس بعدم الوثوق هذا . فجأة جعلتها تعقيدات هذا اليوم نافذة الصبر.. وكانت الشمس قد غربت على اعلى قمة وسط هالة من الابهة المشعة.. وبدأ الطقس يبرد , فوقفت ستيلا والتقطت حصاة ورمتها بغضب في الماء .. وبعد ان نفست غضبها بهذه الطريقة الساذجة شقت طريقها الى الفندق .. ذلك المساء وبعد انتهاء العشاء تناولت السيدة بلومر وستيلا القهوة في الصالون الكبير .. ومع شدة الحرارة نهاراً , فعندما غابت الشمس اصبح الطقس بارداً , وهكذا اشعلت النار في المدفأة الحطب المحترق كان من اشجار الغابات , والرائحة المتصاعدة منها كانت حلوة برائحة الصمغ, وهكذا اصبحت الغرفة حميمة بسقفها الخشبي المنخفض ومقاعدها المريحة, المنتشرة في مختلف الانحاء بطريقة يمكن فيها للنزلاء إما تبادل الاحاديث الاجتماعية او العزلة . - كم هذا جميل..! ارجوكما ان تنضما الينا . . فرفعت نظرها لترى امرأة مسنة وشاب يجلسان قربهما وتابعت السيدة بلومر بالتعارف : - هذه صديقتي الشابة ستيلا اليستير .. ستيلا عزيزتي اود ان اعرفك الى السيدة تراست , وهذا ابنها كما اعتقد..؟ فسارعت المرأة تقول : - اجل .. طبعاً, كنت على وشك تقديمه.. انه ابني يراين .. ألا تعتقد ان الآنسة اليستير جميلة يابراين؟ واجفلت ستيلا للتقدم المباشر في الحديث فحاولت الكلام. - ياللسماء.. ولكن براين قاطعها , مجيباً على سؤال امه: - بل جميلة جداً امي .. اظنها فكرة جيدة لو تبادلت معك المقاعد, فأنت تودين الحديث مع السيدة بلومر , وأنا اود الحديث مع الآنسة اليستير. وقالت السيدة بلومر : ودهشت ستيلا للسرعة التي تتحرك بها الأمور .. فاجابت : - بل افضل ان يدعوني ستيلا. فابتسم براين وقال: - شكراً لك سيدة بلومر , فأنا افضل التخلي عن الرسميات.. ستيلا , انا براين . وخلال دقائق انهمكت المسنتان بالحديث حول احفادهما.. واستدارت الى براين فوجدت عيناه مثبتتان عليها .. وهمس لها: - إنهما فظيعتان ..اليس كذلك؟ احفادهما , ليباركهم الله , سيوفرون مادة لا تنتهي من الحديث المهم لفترة اشهر. - انت لست أب.. أليس كذلك؟ وكشر وجهه برعب ساخر: - ياللسماء ! لا.. حتى انني لم أتزوج بعد , لم اجد الفتاة المناسبة , ومن تتحدث عنهما امي من احفاد هما ولدا شقيقي , بنت وصبي وهي مولعة بهما.. وستفتقدهما كثيراً وهي هنا. - لقد قلت أشهر منذ قليل. - صحيح , فأنا هنا لأتمرن تحضيراً لمبارات في التسلق في هملايا في وقت قادم من هذه السنة.. لقد كسرت ساقي منذ اشهر , وتوقفت عن التسلق لفترة , اما الآن فقد عدت للتمرين.. في الواقع كنت محظوظاً.. فأنا اعمل في موسسة لبيع ادوات التسلق, ومشاركتي في مباريات التسلق دعاية رائعة لهم , ولهذا تمكنت من اخذ هذه الإجازة الطويلة . - وأمك؟ - انها هنا ترعاني وتعتني بغذائي .. ولكن المشكلة انها تنسى دائماً انني رجل ناضج.. فضحكت ستيلا. | ||||||||||
22-07-14, 07:37 PM | #5 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| الفصل الرابع - هكذا هن الامهات .. إنها تعجبني يابراين. - اجل ..إنها رائعة .. يكفي الحديث عنها.. ماذا عن اهلك؟ - نحن من كندا.. والسيدة بلومر مريضة, والطقس البارد الرطب لا يفيدها ونصحها الاطباء بتغيير الجو وابنتها اليانا صديقتي , وعرضت عليّ مرافقتها الى هنا. - فهمت .. ولكن كيف دخلت انت في الموضوع.. آسف سؤال شخصي. - لا بأس , مات والدي مؤخراً , وظنت اليانا انني بحاجة لهذه العطلة ايضاً , وطلبت مني مرافقة امها لاحتياجها الى مرافق, ولكنني اظن انها كانت تحاول مساعدتي كذلك. - مهما تكن الدوافع , انا سعيد لأنك هنا. واخرج براين غليوناً من جيبه وبدأ يحشوه بالتبغ , ثم قال: - في الواقع كنت اتوهم من مواجهة الامسيات , فنهاري مشغول دائماً, والامسيات تكون مملة .. ولطالما املت بصحبة نسائية شابة , وفتاة بمثل جمالك هي اكثر مما حلمت به. - انت تطريني. - لا بل أعني كل كلمة. واكمل اشعال غليونه وسحب منه انفاساً متواصلة , ثم قال: - سنخرج معاً ستيلا , خلال النهار لن اراك كثيراً , فأنا امض معظم وقتي في التسلق , فأنا حقاً جاد في استعادة اهليتي , ولكن سنكون معاً في الامسيات. - وهل يقدم الفندق حفلات التسلية؟ - احياناً. - وهل يقدمون الأفلام؟ - الأفلام ..اجل, ولكنهم يقيمون احيانا حفلات راقصة, وهي جيدة اذا كان لدى المرء من يراقصه .. وانا لدي مرافقة الآن. فابتسمت: - هيا..حقاً .. لن نعتمد على الحفلات .. نستطيع الخروج للتنزه , او الجلوس قرب النار للحديث. - احب ان اسمع شيئاً عن التسلق. . - اوه .. سأخبرك كل شيء عن التسلق, فأنا احب الحديث عن الجبال , وربما ستضجرين وتتوسلين اليّ كي اتوقف. - انظر براين .. بدا التعب على السيدتين , والأفضل ان آخذ السيدة بلومر الى مقرنا.. وجلستا في غرفتهما بصمت, بينما اخذت ستيلا , تمشط شعر السيدة الرمادي اللامع الناعم رغم بياضه , ثم سألت السيدة: - مارأيك ببراين؟ فردت ستيلا بحرارة: - انه لطيف .. اعجبني. ونظرت العجوز الى عيني ستيلا عبر المرآة: - وانا كذلك اعجبني.. وسيكون امامكما مايكفي من وقت للتعارف , فسوف يبقيان نفس المدة التي سنبقيها هنا تقريباً. اذا كان تعبير العجوز يعني شيئاً , فستيلا لم تكن مستعدة للخوض به بعد , وردت ببرود: - هكذا قال لي. - انه يقارب الثلاثين , وامه قالت انها تتشوق لأن يستقر ويتزوج. وهذا تصريح لايمكن تجاهله, فتوقفت ستيلا عن تمشيط المرأة لتنظر اليها بريبة: - سيدة بلومر .. لقد قلت باكراً بعد ظهر اليوم .. انك لست خاطبة. - بالطبع لست هكذا ياعزيزتي.. كنت اقول لك فقط ماقالته امه.. وبدا الإحمرار على وجنتي العجوز , فتابعت ستيلا تمشيطها: - هكذا إذن. انه شاب لطيف ستيلا.. وكما عرفت انه مهندس قدير . وهو يمارس التسلق في اوقات متقطعة .. وفي الواقع هذه الإجازة اعطتها له الشركة التي يعمل بها. - اعرف هذا . وابتسمت لها مطمئنة, فتابعت المرأة : - الواقع .. حسناً .. انه يبدو شابا طيبا, وهو من عائلة جيدة, وامه إمرأة لطيفة جداً و ... و ... وصمتت وكأنها لم تقرر بعد ماستقول فأكملت عنها ستيلا: - تريديني ان امضي بعض الوقت مع براين؟. - انا مرتاحة لوجودك معي, ولكنك في الرابعة والعشرين ياعزيزتي. وكل حياتك كانت واجبات.. واحب ان أراك سعيدة. - ولكنني سعيدة. - تظنين هذا.. ياعزيزتي.. ولكني لست الرفيق المناسب لك.. - ولكن اليانا تؤمن بأنني مناسبة. - صحيح.. لعطلة كهذه في حال احتجت شيئاً .. وهذا كل شيء .. يجب ان تقابلي الشبان ..ها.. لقد قلتها! وستكونين زوجة رائعة لشاب مثل .. براين .. . فقاطعتها ستيلا بهدوء: - براين شاب لطيف .. ولكنني بالكاد اعرف.. - ليس بالضرورة ان يكون هو.. اعط نفسك الفرصة.. ألن تفعلي؟ - سأفعل .. وانا شاكرة لك اهتمامك بي, واحبك لأجل هذا.. ولكن عندما أريد ان اتزوج , اريد ان أكون واثقة, لا ان اكون مجبرة , اريد ان احب الرجل الذي أتزوجه حباً حقيقياً. - ستيلا .. لويس ليس السبب أليس كذلك؟ - اوه.. لا! - لا بأس إذن .. اعط نفسك الفرصة .. حتى لو وجدت لويس فقد يكون متغيراً عن الولد الذي عرفتيه يوماً. - اعرف هذا , وانا لست واقعة في حب ذكرى.. حقاً. واستدارت السيدة عن المرآة . - انت فتاة عاقلة.. شكراً لك ياعزيزتي على تمشيط شعري.. وسآوي الآن الى الفراش, عمت مساء. - عمت مساء سيدة بلومر. بعد ان نامت السيدة بلومر وقفت ستيلا على النافذة لتأخذ نفسا عميقاً من هواء الليل البارد العطر .. السماء مظلمة جداً الآن ولا مجال لرؤية الجبال . كل ماكان يبدو منها هو قممها الأكثر سواداً من السماء.. وبدت تلك القمم غامضة ومحرمة , ولكن في إحساس الثبات فيهم بعض الطمأنينة.. في مكان ما, عند تلك السفوح المظلمة يوجد منزل .. وفيه يسكن رجل طويل نحيل.. هل هو نائم, ام مستيقظ؟ يقرأ ربما أم يخطط لعمل اليوم القادم؟ السيدة بلومر مخطئة.. انها لاتحب لويس, لايمكن للمرأة ان تحب رجلاً تتذكره فقط كطفل, ولكنها تتوق لكشف الغموض الذي يحيط به.. لأنها واثقة من وجود ذلك الغموض. فكرت ستيلا ان ترددها حول براين ينبع من نبع مختلف, نبع احست انها لن تستطيع بحثه مع السيدة بلومر.. إنها معجبة ببراين.. إنه دافئ ومنفتح , وستحس بالمرح معه, ولكنه لن يكون الرجل الذي سيدفع نبضات قلبها الى الجنون , ولا ليدفع دمها يجري ساخناً في عروقها. لفترة ما بقيت ستيلا بعيدة عن الغابة ثانية .. واقنعت نفسها انها لم تقع في حبه.. قطعاً.. فهي لم تلتق به سوى مرة .. ولكنها كانت خائفة قليلاً من المشاعر التي اشعلها فيها. ومع ذلك فالجاذبية التي احست بها نحوه خلعت غرضاً واحداً, لقد اظهر لها هذا ان بالإمكان ان تثار وبعمق على يد رجل , لذلك يجب ان تنتظر لتقابل رجلاً آخر يمكن له إثارة مشاعرها .. للمقار نة .. كان هناك الكثير للمشاهدة الكثير لعجب به في تلك الجبال .. احياناً كان العشب يرتفع في الممرات بحيث لا يعود ترى طريقها. اغلب الاحيان وهي تسير , كانت تسمع صوت مياه جارية , ثم بعد منعطف في الطريق, تواجه ساقية , او ما يقرب من نهر , وقد تجري الطريق على حافة هذا النهر لفترة قبل ان تبتعد ثانية عنه, ولكنها بين حين وآخر تستمر الى الناحية الاخرى منه . حيث تضطر ستيلا لخلع حذاءها والسير فوق الصخور كي تقطع المياه الى الضفة الاخرى. . من حين لآخر, كانت تسمع نباحاً بعيداً.. في البداية ظنت هذا نباح كلاب .. ولكن عندما سألت براين , قال لها انها صيحات نوع من القردة تدعى الابون .. وهي حيوانات قد تكون خطرة ومع انها قد لاتقترب اليها إلا انه حذرها من عدم إغاظتها برمي الحجارة عليها , ومرة التقط نظرها حركة بعيدة قليلاً, فوقفت جامدة عيناها تبحثان بين الصخور المغطاة بالعشب المرتفع .. وعادت الحركة ثانية, ثم تأكدت مماترى.. حيوانات العواء الذي يشبه نباح الكلاب وبقيت جامدة في مكانها لفترة طويلة تراقب القردة الواثبة مرحاً , إنها تشاهد من قبل حيوانات برية تلعب في محيطها الطبيعي. كانت كذلك تشاهد من الطيور, طيور ملونة بألوان براقة غريبة تصدر اصوات وهي تطير عبر السماء .. وشاهدت مرة طير غريب على علو منخفض .. يلامس الأرض تقريباً .. ذنبه الطويل وكأنه يجذبه الى الأسفل .. وبعد ان اخبرها براين ان اسمه الهويدا او مايعني شريط حداد الأرملة , اخذت ستيلا تراقبه بحبور كلما شاهدته تتعجب من ذنبه الطويل الاسود الذي يبدو فعلاً كشريط الحداد. وامضت ستيلا الكثير من ايامها بهذه الطريقة .. تتجول الى حيث توصلها الممرات الجبلية, احياناً كانت نيل موظفة الإستقبال تقترح عليها وجهة محددة.. ولأنها الآن لا تذهب الى الغابة فقد وجدت تصرف الفتاة الاخرى ودي وساعدتها كثيراً. وعند المساء , كان هناك براين .. وبراين مرح , وكان لديه على الدوام قصص خلابة عن الجبال ابقيت ستيلا مذهولة , ولو انها كانت تحس احياناً انه يبالغ او حتى يخترع القصص لإعطائها المزيد من الإثارة إلا ان هذا لم يمنعها من التمتع بها. براين كان يتمكن دائماً من إضحاكها.. احياناً عندما يتشاركان الضحك لنكتة, كانت تنظر لترى ان السيدة بلومر والسيدة تراست تبتسمان لهما بسرور.. ولكن بعد فترة لم يعد هذا يزعجها , فهي على الرغم من تمتعها برفقة براين, فقد كانت واثقة ان ليس بينهما سوى الصداقة. بعد اسبوع واكثر , من هجرانها للغابة , قررت ستيلا ان تعود ثانية الى هناك ثانية , وكان يوماً حاراً , وبعد سيرها لفترة في الشمس المحرقة, بدأت تحس بالتعب , وفكرت ببرودة الغابة بشوق. ووصلت الغابة الكثيفة .. وكان الإختلاف في الحرارة مفاجئاً حتى انها ارتجفت , وهي تدخل ذلك العالم الأخضر الغريب الصامت , وللحظات فكرت بالعودة , ولكن ما ان وصلت الشلال وبركبة العفاريت حتى احست بالسرور لمجئيها.. فالمكان هنا منعش وبارد وحيث لايمكن للشمس ان تكون حارة. وتابعت سيرها عبر الأشجار الملتفة الى ان وصلت الى الاشجار المغروسة هناك ايضاً.. كان الجو بارداً وهادئاً.. ولكن سيرها الأول تحت أشعة الشمس المحرقة إستنفذ قوتها , ثم وصلت الى صخرة كبيرة , بدت وكأنه موضوعة هناك قصداً للمسافرين التعبين , فجلست فوق البساط السميك لورق الصنوبر الرفيع, واستندت الى الصخرة واغمضت عينيها.. كانت تنوي فقط الإستراحة لدقائق.. ولكن لابد انها كانت تعبة اكثر مماتدرك .. ولم تحس بنفسها عندما غطت في النوم. . واحست بيد تلامس ذراعها , فجلست مذعورة وهي تصيح: - ياللسماء ! هل اعتدت ان تفزعنيّ. ورد عليها جاك ميتشل وهو يقف كالبرج المرتفع فوقها: - لحسن حظك انني انا من أفزعتك. وجهه لم يكن مبتسماً, بل متجهم ومتصلب .. فردت عليه وهي تتعجب لغضبه: - لم أكن أقصد ان أنام. - لا تتركي هذا يحدث ثانية.. مطلقاً. ودون ان تفهم سبب غضبه اجابت: - حسنا .. لن افعل .. ولكنني كنت تعبة .. والمكان هنا هادئ ومريح.. - آنسة اليستير.. كيف يمكن ان اجعلك تفهمي انك هنا لست في كندا؟ لايمكنك ترك نفسك تنامين هكذا في هذه الغابات ولا في أي مكان من السهول او الجبال . ومع التصلب كان هناك نظرة اهتمام في عينيه جعلت قلبها يخفق بقوة , ولكي تخفي ارتباكها قالت وكأنها تدافع عن نفسها : - لقد قلت لك انني لن افعل هذا ثانية .. ولكنني لازلت اعتقد ان مافعلته ليس جريمة. ومد يده اليها: - إنهضي , سأريك ماذا اعني .. بهدوء الآن.. بهدوء كامل. وامسك بيدها ليقودها دون صوت الى الجهة الاخرى. | ||||||||||
22-07-14, 07:44 PM | #6 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| الفصل الخامس للصخرة التي كانت تتكئ عليها , فحاولت الكلام محتارة: - ماذا..؟ولكنه أسرع ليضع يده على فمها وبصمتها.. وقال بصوت اقل من الهمس: - هناك. ونظر من عينيه المهمتين الى البقعة التي يشير اليها, وردد يهمس : - هل ترينها؟وكادت تشهق لولا ان يده كانت لاتزال على فمها, وإلا لكانت صرخت , وهذا ماكان يحاول منعه, ونظرت اليه بذعر , وعندما تأكد من سيطرتها على نفسها ترك فمها. في حفرة عند اقدام الصخرة كانت تستلقي افعى خضراء ملتفة و مليئة بالشر.. ووجدت نفسها ترتعد, فجرها مبتعداً, وبسرعة وهدوء, ولكن بلطف مدهش , وسألته عندما تمكنت من الكلام : - ماهذا؟ - أنها الماميا. - وهل هي سامة؟ - بل سمها قاتل للحال, انها اكثر الأفعى فتكاً في افريقيا. واخذت تتصور ماكان سيحصل لو ان الأفعى قررت ان تفك نفسها وتستكشف ماذا وراء الصخرة .. وهمست: - ماكنت احلم بهذا.. - اعلم .. أتظنين انني لا اعرف كيف تشعرين.. هل فهمت الآن لماذا قلت لك انك لايمكن ان تنامي هكذا؟ - لقد بدا المكان آمناً وساكناً... - صحيح .. ولكن يجب ان تحذري بعض الاخطار .. كان يمكن ان يكون الخطر عقرباً. . او أي شيء. - سأكون حذرة من الآن وصاعداً. واحست بالهدوء, ولكنه هدوء سببه تخدر الإحساس , فالصدمة لم تكن قد تلاشت من نفسها بعد . وسمعته يسألها: - أتشعرين بتحسن الآن ياستيلا , لا تبدين مفزوعة بعد بل .. جميلة في الواقع. لقد ناداها ستيلا , واستدارت على نفسها , تحت قدميها صخرة صغيرة لم تنتبه اليها, وصرخت , ثم ابتعدت قليلاً عن الصخرة ولم تستطع ان تضع قدمها على الأرض وكادت تقع. - ستيلا! ماالأمر؟ووضع ذراعه حولها على الفور. - لست ادري. - هل آذيت نفسك ؟ - إنه كاحلي.. اوه جاك ..اظنني آذيت كاحلي!. - لا أرجو هذا. وانحنى على ركبتيه ليساعدها على الجلوس: - دعيني القي نظرة, سأحاول أن لا أؤلمك, ولكن لا تظهري شجاعة لا لزوم لها, اذا احسست بالألم فاصرخي. فتمتمت وهي تصلب نفسها لتتحمل الألم: - حسناً. .وامسك بقدمها وبدأ يتفحصها.. بعد لحظات احست بالإرتياح فعلاً, فهو لم يؤلمها وهو يمرر اصابعه بخبرة فوق قدمها الذي اخذ يتورم بسرعة , وطوال الوقت وقفت كلبته تشم ستيلا وتصدر اصواتاً رقيقة وكأنها تواسيها , واخيراً قال جاك: - إنه التواء مفصل.. صحيح انه مزعج ولكن على الاقل ليس هناك كسر.وابتسمت رغم المها: - شكرا لله!. واستقام في جلسته على ركبتيه ونظر اليها مفكراً: - والآن .. القرار التالي.. ماذا سأفعل بك؟ - لا اظنني سأتمكن من السير. - هذا واضح .. فكاحلك بحاجة للعلاج. - اتركني هنا واذهب لطلب المساعدة , واذا ذهبت الى الفندق قد يرسلوا معك طبيباً الى هنا. - وأتركك هنا لوحدك. فصاحت برعب: - الأفعى!. - في هذه الحالة.. - لا احب فكرة تركك وحيدة.. وعلى كل الاحوال ليس هناك طبيب في الفندق , وعليهم إرسال خبر لأقرب بلدة .. وهذا سيأخذ وقتاً , ونحن لا نبعد كثيراً عن منزلي, سأحملك الى هناك , ثم نرى ماذا سنفعل لكاحلك. - وهل سنفعل؟فضحك بخبث: - أعرف القليل عن الإسعاف الأولى .. ولست طبيباً .. ولكن العيش لوحدي في الغابات اجبرني على تعلم الأشياء الأساسي في الطب. والتقط حذائها ووضعه بين يديها: - احملي هذه فهي لن تناسب قدمك المتورمة الآن.. وسأحملك . بعد بضع دقائق, اخذت ستيلا تتساءل : أيمكن ان تكون في الجنة برغم كل هذا الألم؟ ثم قررت ان الأمر ممكن. وسـألها جاك : - هل أنت على مايرام؟ - عظيم.. بعد ذلك صمتا , ومع ان جسدها صغير وهي نحيلة وخفيفة الوزن إلا انها كانت تعرف انها بعد مسافة ستصبح ثقيلة , وومع ذلك فقد تابع جاك سيره بثبات دون ان يبدو عليه الجهد او التعب. ووصلا الى المنزل , في وقت مبكر كما اعتقدت , ووقف جاك قرب الباب .. - أتستطيعي فتحه؟فمالت الى الامام وفتحته, فأكمل حملها عبر الغرفة التي جلست فيها آخر مرة ثم الى غرفة نومه, ووضعها بلطف فوق سريره , ثم استقام وتنفس بصمت : - انت بخير؟ - جداً. وابتسمت له شاكرة , ولم تستطع منع مشاعر قلبها من الظهور في عينيها , ونظر اليها طويلاً, ولاحظت ان لون عينيه يصبح داكناً ثم قال لها بخشونة: - إستلقي وارتاحي , سأجئ بما احتاج اليه ثم نرى ما استطيع فعله مع كاحلك. وفي وقت قصير عاد وبدأ يلق الرباط على كاحلها: - لن أؤلمك . حركاته ناعمة غير مستعجلة وخبيرة. - انت فتاة شجاعة. فاجابته: - وأنت رقيق جداً. لم تستطع ان تقول له ان لمسة يديه على بشرتها تنتج احساساً مدغاغاً لم يستطع حتى الألم ان يوقفه , واخيراً رفع رأسه ليقول: - قد يمضي وقت طويل قبل ان تتمكني من الركض ولكن على الأقل فعلت مابوسعي. - شكراً لك سيد ميتشل , هذا لطف كبير منك. .واحست بالخجل لعدم ثقتها بما قد يحدث في التالي .. فقال ممازحاً: - هذا غير مناسب بعدما مررنا به .. لقد ناديتني منذ قليل جاك, فنترك الأمر هكذا.. أيمكن ستيلا؟ - سأحب ذلك كثيراً.. ولكن جاك لازلت اعني عر فاني بالجميل. - لاضرورة لهذا, فقد تمتعت بحملك . امابالنسبة لك.. هل أنا مخطئ في اعتقادي انك لم تمانعي كثيراً ستيلا؟وكان في عينيه مزاح لطيف حتى اضطرت لأن تخفض عينيها. ولم تتمكن من الرد عليه.. بل ابتسمت . وهي تحس بوجنتيها تحترقان , وقال ممازحاً مرة اخرى: - كماظننت تماماً. ولكنه لم يحاول إطالة المزاح, وعندما تكلم ثانية كان صوته جاداً: - أظن ان كلانا جائع.. مارأيك ستيلا؟ - هل أطبخ لنا شيئاً ؟ قل لي اين اجد الاشياء؟ - توقفي .. سيدتي ! صحيح ان عمل خبير قد جرى على تلك القدم , ولكنها لازالت هشة وعرضة للعطب! ويجب ان تثقي بطبخي , هل ذقت السمك المشوي على الفحم من قبل؟وعندما نظرت اليه متعجبة أضاف: - لقد اصطدت واحدة هذا الصباح .. انت لم تتمتعي بالحياة الى ان تتذوقي السمك المشوي على الفحم. واستقلت ستيلا قانعة ورائحة دخان الحطب المحروق , ثم السمك المشوي تدخل عبر النافذة الى الغرفة , حتى انها نسيت ان تقلق كيف ستعود الى الفندق , فمن المؤكد ان جاك سيعتني بهذا كما اعتنى بكل شيء. - اظن هذا الافضل نظرا لظرفك, يوم ما آمل ان نتشارك الطعام تحت الشجر.. ولكن اريدك ان تبقي هادئة وتتمتعي بالطعام. وجذب طاولة وكرسياً نحو السرير , وراقبته وهو يفرش الطاولة بقماش مطرز ثم يضع الأطباق والشوك والسكاكين...ثم جاء بالصينينة ليضع طبق السمك على الطاولة .. وناولها كوباً من عصير فاكهة غريبة المذاق .. ثم جلس ليأكلا. واعلنت وهي تلعق شفتيها: - إنها لذيذة .. لم أذق شيئاً بهذا المذاق اللذيذ من قبل ياجاك.. وسألها بعد حين : - هل كنت تتمشين كثيراً مؤخراً. - اجل.. .واخبرته عن الاماكن التي زارتها , فأجاب: - هناك المزيد.. ربما عندما يكون لدي يوم فراغ قد تودين القدوم معي .. سآخذك الى اماكن غير موجودة على الخريطة. - شكراً لك .. سأحب هذا . التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 22-07-14 الساعة 10:24 PM | ||||||||||
22-07-14, 07:45 PM | #7 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| كانت تعلم ان عيناها تلمعان, وتساءلت ما اذا كان قد علم ان السبب هو فكرة قضاء وقت معه, بدل التفكير برؤية شيء جديد, وقدم لها قطعة سمك اخرى واخذ مثلها لنفسه , وهي تراقبه كانت تفكر بشيء واحد ضروري لإكمال سعادتها .. وسألته : - جاك.. - لقد سألتك المرة الماضية عن ..لويس ترينشار. ووضع شوكته من يده بحدة, ولاحظت ان الإشعاع غادر عيناه: - وماذا عنه؟ - ألم تسمع .. أي شيء عنه؟ - قلت لك ..لا. - قكرت ان أسألك فقط. فقال بعناية: - ستيلا .. لست ادري ماهذا الهاجس الذي يمتلكك ولامعناه .. كل مااستطيع ان اقوله هو ان مامن رجل هنا بهذه الاسم ولا احب بحث الامر ثانية.. واخذ كوبها يملأه من جديد بالعصير: - هذا جيد للفتيات الناضجات. ولكنها لاحظت , مع ابتسامته ان هناك قليلاً من التوتر في عينيه , وتابعا تناول الطعام , وفجأة وضعت ستيلا يدها على فمها : - سيدة بلومر! أتعلم كنت اتمتع بطعامي لدرجة انني نسيتها. فمازحها جاك: - حتى مع التواء كاحلك؟ - لقد تمتعت بالسمك.. جاك يجب ان اعود. وحاولت الوقوف , ولكن ما ان لامس قدمها المربوط الأرض حتى صرخت من الألم , فسألها مرحاً: - وكيف تظنين نفسك ستعودين؟ وضحك: - استطيع تصورك تقفزين على قدم واحد من هنا حتى الفندق!. وشاهد التعبير المتألم في عينيها فمد يده ليمسك بيدها: - ستيلا.. ستيلا .. ياحلوتي.. اتتصورين انني سأسمح لك بهذا؟ فانقطعت انفاسها : - وماذا إذن .. اوه جاك .. كم أنا سخيفة. لابد ان لديك سيارة؟ وبرزت في عينيه نظرات الحنان .. وقال لها: - صحيح.. ولكنها في التصليح الآن.. - وماذا سأفعل؟ . وقال ببطء: - ستضطري للعودة كما جئت.. ولكن.. سأحملك. فقالت غير مصدقة: - لا يمكن ان تفعل هذا!. - لست أرى طريقة اخرى. وصمت قليلاً: - معك حق.. ستيلا .. لقد وجدتها!. - صحيح؟. - انه الحل المثالي.. إبقي هنا وسأعود بعد دقيقة . وخرج من الغرفة ليعود بعد بضع دقائق .. وكان وجهه يشع بحب الإزعاج كطفل صغير لا كرجل. - سيدتي ..سيارتك الليموزين بانتظارك. وحملها بشيء من الفخامة المصطنعة عن السرير وخرج بها .. امام المنزل كان يقف عربة يد لنقل الحطب بالية وقديمة. - اوه .. جاك !. وانفجرت بالضحك حتى انها شرقت.. فقال متظاهراً بالحزن: - اليست سيدتي راضية ؟ قد تكون العربة المحترمة قديمة ولكنني اؤكد لك انها صالحة للإستعمال. - إنها لاتقدر بثمن ياجاك, وهل ستجرني فيها حقاً؟. - طبعاً.. فأنا رجل متعدد المنافع.. أصلح الكواحل المصابة , أطبخ, اجر عربات اليد.. هل سيدتي مستعدة؟ ووضعها في العربة .. وانطلقا في رحلة العودة , كانت رحلة عبر الغابة , والطريق واضح ونظيف , ولم يجد جاك أي جهد في دفع العربة نزولاً من الجبل , ولكن في الغابة الكثيفة , اصبحت الامور اصعب بقليل فالطريق مملوء بالأعشاب البرية واضطر الى المناورة بالعربة حول الجذور والصخور المرتفعة. وعلق دولاب العربة بين كتلة من الجذور وتوقفت بسرعة حتى ان جاك لم ينتبه وترك العربة من يديه وانزلقت من العربة الى الأرض ولكن سارع للإمساك بها قبل ان تصل وانفجرا بالضحك لدرجة ان كليهما لم يستطع التنفس بسهولة للحظات .. واخيراً استطاع ان يشهق بسؤال : - ستيلا .. ستيلا .. هل انت بخير؟ فشهقت بدورها : - اجل .. ولكنني لم اقع جيداً.. - إذن لن تطرد سيدتي خادمها المطيع؟ كان يمسك بيدها , وعندما استعادت توازنها وخالت انه سيساعدها للصعود الى العربة , احست بذراعيه تشتدان حولها وسمعته يهمس بنعومة: - ستيلا.. او ستيلا! واحست بشفتيه تلامسان شعرها.. ثم ساعدها لتعود الى العربة , وتابعا الطريق , وعندما خرجا من بين الاشجار نحو العراء, توقف ليمسح وجهه من العرق , وادركت كم هو تعب. وأصبح الطريق سهل الآن , وتمكن جاك من الإندفاع بسهولة اكثر , احياناً عندما كانت الطريق تنحدر بقوة كان يتظاهر بترك العربة تتدحرج لوحدها ويضحك للرعب الذي تحس به ستيلا خشية الوقوع . ووصلا الساقية , وتساءلت ستيلا كيف سيقترح جاك ان يقطعاها , فرد عليها : - بسهولة. . حملها من العربة وطلب ان تضع يدها حول عنقه وقطع بها بسرعة فوق الصخور ليصل الضفة الاخرى وانزلها فوق الرمل, وعاد ليحمل العربة , وهكذا تابعا الطريق.. وسألت ستيلا عندما بدت لهما مباني الفندق: - وماذا ستقول السيدة بلومر عني متى شاهدتني اعود هكذا؟ الرد كان سخيفاً لدرجة ان عادوا الضحك , وكانا لا يزالان يضحكان عندما وصلا الفندق , وتجمع بعض الفضوليين حولهما ورافقاهما الى الداخل , وظهرت السيدة بلومر في الحديقة , قلقة , ولكن نظرة واحدة من عيني ستيلا المرحة طمئنتها , ولمحت ستيلا موظفة الاستقبال نيل , وجه الفتاة بارد ومعادٍ , ونظرت الى جاك .. لم يبدو عليه انه شاهدها. عند باب مقرها ساعدها جاك على الخروج من العربة.. وبمساعدة السيدة بلومر على دعمها من جهة, وجاك من الجهة الاخرى.. تمكنت ستيلا من القفز على قدم واحدة الى الداخل. عندما استقرت فوق الفراش .. لم يحاول جاك إطالة بقاءه .. بل نظر الى ساعته وابتسم , ثم ودعها وخرج. في اليوم التالي .. كان براين سيأخذ والدته بالسيارة الى البلدة المجاورة لتشتري بعض الاغراض , واصرت السيدة بلومر على ان تذهب ستيلا معهما لرؤية طبيب.. ومع ان ستيلا كانت تعتقد ان الأمر ليس ضرورياً الا ان إصرار السيدة بلومر دفعها للقبول. عندما انتزع الطبيب الرباط وتفحص القدم, اكد ماقاله جاك من ان الكاحل ملتوي, ولكن لن تحدث مضاعفات, وهو يعيد الرباط علق على براعة معالجة الكاحل . وحذر ستيلا بأن تأخذ الأمور بالهوينا , وان لا تحاول السير قريباً. بعد ان سمع براين ماقاله الطبيب توقف عند محل لبيع الكتب واشترى لستيلا بعض الاشياء لتقرأها , وأهدتها والدته بعض قماش التطريز لتعمل فيه.. فضحك براين عندما شاهد قماش التطريز لتعمل فيه.. فضحك براين عندما شاهد القماش: - أليس التطريز للنساء الأكبر سناً؟ ونظرت اليه أمه نظرة لم يفت ستيلا فهمها.. ومع ان ستيلا اضطرت ان لا تتحرك. فقد مر الوقت لطيفاً بمافيه الكفاية, نزلاء الفندق كلهم كانوا معجبين بالفتاة الجميلة الصغيرة الشقراء ذات العيون البنفسجية .. ومن حيتن لآخر كان عدد منهم يجد الوقت الكافي للجلوس معها في الحديقة لتبادل الحديث. معظم وقتها كانت تمضيه في القراءة, فالكتب التي اشتراها لها براين كانت مثيرة للإهتمام, ومع ذلك كانت تجد عينيها انجرفتا عن الكتاب لتحدقا بالجبال, وافكارها تسرح الى هناك.. فهل وقعت في حب جاك؟ حاولت ان تقنع نفسها ان ما تشعر به نحوه ليس إلا مشاعر عابرة, ولايمكن لها ان تنمو لتصبح عاطفة عميقة لاتعود قادرة على التكيف معها. . التفكير بجاك كان يقودها للتفكير بنيل... بقدر ماكان تصرف النزلاء تجاهها ودياً, كانت عدائية الفتاة تتزايد.. من الواضح انها مغرمة بجاك.. فهل تحبه حقاً؟ وكيف هو تجاهها؟ هل ينظر اليها بنفس الحنان الذي بدا لها في عينيه؟ هناك رجال يفعلون هذا, وهي تعرف, يجعلون كل فتاة يتحدثون اليها تحس بأنها هي المميزة. في احدى الأمسيات قررت ان تكتب لإليانا.. فبالرغم من رسائلها المنتظمة لها إلا انها كانت حول امها وخالتها.. ولكنها اليوم ستقول لها.. بكل عفوية يمكن للكلمات ان تحتلها شكوكها حول لويس , وانه غير معروف في المنطقة, وأنها بدأت تتساءل عما إذا كان آل بينسون مخطئون, وأنهم التوقه في مكان آخر.. في الأمسيات كان براين يسليها.. وكانت تحس بالسعادة لرفقتها شخص لا يطلق الشرارات في ترابينها كلما كانت قربه.. وبدا براين شخص مرح, ودود دائماً, لا يتعب من الجلوس معها قرب المدفأة والحديث, وكان على الدوام يظهر موهبة في إبراز مايصفه بطريقة حية, وهكذا لم تكن تسأم ستيلا ابداً منه, وكان براين قد وجد لعبة مونوبولي قديمة أخذ أربعتهم يمضون الأمسيات يلعبون ويتناقشون حول الأملاك التي توفرها هذه اللعبة.. صباح احد الايام, كانت تجلس والسيدة بلومر كانت تجلس و السيدة بلومر في الحديقة مستغرقة في القراءة.. ووقع ظل فوق صفحات الكتاب, فرفعت نظرها الى فوق.. - جاك.. أوه جاك .. هذا انت !. - مرحباً ستيلا. وجهه لم يكن مسترخياً , ولكن عيناه كانتا ناعمتان لرؤيتها .. وابتسم لها بعد لحظات: - حسناً ستيلا.. هل أذهب أم ستدعيني للجلوس معك؟ فشهقت: - أوه.. يا لأخلاقي..!. ودون تفكير حاولت الوقوف, فدفعها بلطف لتعود الى كرسيها: - إهدأي! قدمك لازالت هشة. وضحكت.. وتلاشى ارتباكها لمزاحه .. واستدارت نحو السيدة بلومر: - سيدة بلومر , هذا السيد ميتشل. فقالت السيدة بلومر: - لقد التقينا ...ألا تذكري انه من ساعدك للنزول من الجبل؟ وقال جاك بكل أدب, يحني رأسه نحو العجوز: - أرجو أن لا تمانعي بالإنضمام اليكما سيدتي.. فردت بصوت ودود: - من الجيد لستيلا ان يكون معها رفقة . ولكن ستيلا لاحظت فقدان الحرارة في لهجتها .. واكملت السيدة : - ستيلا عزيزتي .. إذا لمحت احد السقاة اطلبي لنا إبريق شاي طازج. فابتسم جاك لها: - شكرا سيدتي .. ولكنني تناولت المرطبات لتوي. . فنظرت السيدة بلومر الى ساعتها : - حسناً, في الحالة يجب ان اذهب لأنهي كتابة رسالة..فالبريد يذهب بعد نصف ساعة .. أعذرني سيد ميتشل. وقالت ستيلا بعد ذهابها: - تظن ان عليها ان تكون لبقة. - إنها إمرأة عاقلة.. فلقد اردت ان أكون لوحدي معك, كيف حالك الآن ؟ . - افضل حالاً. - انا مسرور بهذا , لقد فكرت بك كثيرا.. هناك بعض المشاكل التي أزعجتني في الغابة. إذن ليس الأمر إنه لم يكن يريد ان يأتي .. وتابع كلامه: - ألم تتمكني من السير بعد ستيلا؟ واحست ستيلا في تلك اللحظة لو ان السعادة هي الوحيدة التي تدفعها للسير فوق الارض لكانت أسرع من أي غزال.. وردت عليه: - قليلاً.. مع انني حتى الآن استخدم هذه العكازات لأنتقل من الغرفة الى الحديقة.. - هل زرت الطبيب؟ - اجل.. في اليوم التالي للحادثة. - وهل قال أنه التواء؟ - اجل, ولقد أطراك الطبيب على الطريقة التي عالجتني بها يا جاك. فابتسم : - انا سعيد لسماع هذا .. ولكنني أكثر سعادة لمعرفة انك قد تحسنت, لدي اقتراح أتقدم به اليك , ولكنني أريد رؤيتك تسيرين أولاً. - إقتراح. - ليس من النوع الذي يعطي فوق الوصف , دعيني أراك تسيرين. فتظاهرت بالتكشير: - اووه جاك ! انت مستبد.. هل قال لك احد هذا من قبل؟ ووقفت مبعدة ثقلها عن القدم المتألمة , وببطء اخذت تعرج من كرسيها الى شجرة قريبة.. فسمعته يناديها. - هذا يكفي, لم اطلب ابتعادك عن حياتي. وسألته قبل ان تستطيع منع نفسها: - وهل يزعجك هذا؟ واحست بخديها تحمران خجلاً حتى أنظاره , وقال بعد سكوت : - اجل يا ستيلا.. انت تعرفين انني سأنزعج . واحست بانقطاع أنفاسها , وعادت قفزا الى الكرسي.. وانقطاع نفسها لا علاقة له بالجهد الجسدي: - اوه .. حسناً .. لقد شاهدتني أسير.. وقلت شيئاً عن إقتراح؟ - لدي في الغد يوم فراغ , فهل تحبين قضاءه معي.. فكرت ان نذهب في نزهة. - سأحب هذا.. أين سنذهب؟ - ستكون مفاجئة. - ولكن.. لن استطيع السير كثيرا, وقد لا تتمتع.. - لقد استعدت سيارتي , فلن نحتاج إذن لعربة اليد.. ولن يكون هناك كثير من المشي ياستيلا, ولقد أرضيتني بإظهارك الي القدرة على السير بضع خطوات.. ولكن اذا لم تكوني قادرة.. فلدي ذراعين قويين وانت تعرفين هذا .. وردت بعد لحظات بصوت منخفض: - صحيح.. ااعرف هذا. - ستأتي إذن؟ - بالطبع.. وبدا الرضى الحقيقي على وجهه.. وسألته: - وماذا اجلب معي. - لنرى.. لدي الطعام الكافي وكذلك الشراب, وهذا يبقى امامنا.. انت فقط . - اوه جاك انت اكثر من طيب معي. - انا سعيد بهذا . ونظر الى ساعته وقال: - يجب ان أذهب الآن.. الى الغد إذن, حوالي التاسعة ؟ - سأكون مستعدة. | ||||||||||
22-07-14, 07:48 PM | #8 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| الفصل السادس كانت لا تزال تبتسم عندما عادت السيدة بلومر للإنضمام اليها وقالت بهدوء: - لقد شاهدت السيد ميتشل يذهب. فاستدارت ستيلا الى المرأة المسنة بحرارة : - اجل.. وشكراً لك على ادعائك بأنك مضطرة لإكمال رسالة. وبدا على السيدة القلق: - قدرت لي هذا؟ اجل اظن انك قدرتها .. ولكنني لا استطيع منع نفسي من التساؤل ما إذا كنت قد فعلت الصواب. - ماكنت بحاجة لتفعلي هذا.. فلم نتحدث بالأسرار , لقد طلب مني مرافقته في نزهة غداً. - ستيلا! وهل تظني ان هذا من الحكمة؟ - أتعني بسبب قدمي؟ - أنا.. - إنها أفضل حالاً, وانت تعرفي .. واستطيع السير مسافة دون عكاز.. - ستيلا.. كل شيء مكتوب على وجهك ياعزيزتي .. وكم كنت اتمنى لو اعجبت أكثر ببراين. - ولكنني معجبة به.. حقاً. - معجبة اجل .. ولكننك لا تحبينه.. أليس كذلك؟ - ولكنني لا اعرفه منذ زمن طويل. - لا.. ولكنك لم تعرفي السيد ميتشل من زمن طويل كذلك. - صحيح. - وهل تحبينه يا ستيلا؟ .. هاك.. لقد قلتها! ستعتبريني إمرأة عجوز متطلفلة.. فقاطعتها ستيلا: - لا.. لا يمكن ان تكوني هكذا. - أهتم بك من كل قلبي ياعزيزتي واتمنى ان تعيدي النظر .. ذلك الرجل , السيد ميتشل , ماذا يعمل؟ - مسؤول غابات. - مسؤول غابات ؟ - تقولين هذا وكأن العمل لا يعني شيئاً.. - ولكنه عمل مهم.. وعلى المرء ان يدرس جيداً ليصبح عالماً بالغابات , وماعليك سوى سماعه يتكلم لتعرفي انه ذكي .. إنه رجل طيب. - ربما .. ولكن حياتك هي في بلدك , كندا حيث تنتمين. - ولكن براين لا يسكن كندا, ومع ذلك ستسعدين لو تزوجته. - هذا لا يكفي .. ولن اتزوج رجلاً لمجرد انه أهل للثقة. - ولكنك لم تردي على سؤالي ياعزيزتي. - أي سؤال ؟ - نحو السيد ميتشل. كان الوقت قد قارب الظهيرة.. وسراب الحرارة يتراقص فوق الصخور.. واخذ النحل ينتقل بين زهرة واخرى, وصرح عصفور اصفر فوق الشجرة قريبة.. وتوجهت عينا ستيلا نحو الجبال وكأنها ستجد الجواب هناك .. واخيراً ادارت رأسها ببطء الى السيدة بلومر وقالت بهدوء: - اجل .. أحبه.. أحب جاك.. ولكن هذا لا يعني انه يحبني , او انه سيتزوجني .. وربما لن يتزوج مطلقاً. - وستذهبي معه في الغد؟ - إنها مجرد نزهة .. ولا تعني شيئاً.. - ربما انت محقة .. وماذا حل بخصوص لويس؟ - ماذا عنه؟ - لقد قلت انك تظنين ان السيد ميتشل يخبئ شيئاً عنك. - هذا صحيح. - لا استطيع الرد على هذا السؤال.. ولكنني لا اظن ان السيد ميتشل يمكن ان يخدعني , وصدقيني لا اظن انه على علاقة بأي غموض يحيط بلويس. . وهكذا انهت السيدة بلومر جدالها واخذت تقيس ماحاكته لترى اذا كان مناسباً.. واحست ستيلا انها تعطي نفسها فرصة للتفكير . وعندما رفعت نظرها عن عملها ثانية , كان في عينيها الدفء والإبتسامة كالعادة وقالت : - اخرجي معه في الغد ستيلا.. وتمتعي بيومك , فأنت تستحقين. قبل ان تشرق الشمس بوقت طويل كانت ستيلا مستيقظة , كانت متشوقة لتعرف ما إذا كان النهار جميل ام لا, فقفزت من سريرها وقد نسيت قدمها , وباتكاز وزنها على قدمها احست بالألم .. ولكن بعد قليل تمكنت من العرج حتى النافذة.. كانت العتمة لازالت موجودة , والسماء رمادية قاتمة, وقمم الجبال كصورة منعكسة امامها , اين سيأخذها جاك يا ترى؟ قال ان النزهة ستكون مفاجئة..ولكن عندما نظرت الى الجبال الغامضة في العتمة التي اخذت تتلاشى, ادركت ان لا اهمية الى اين تذهب طالما كانت معه, يوم كامل يمتد امامها , يوم كامل تقضيه لوحدها مع جاك.. الفكرة نفسها نعمة سماوية. كانت قد تناولت فطارها بسرعة دون ان تتذوقه .. وهاهي تجلس في الحديقة تحمل كتاباً ..تتساءل متى سيصل جاك , ولكنها لم تكن تنهي بضع سطور, حتى اخذت عيناها تتحول عن الكلمات, وعقلها لا يستوعب المعاني. واحست بقلبها يقفز عندما شاهدت الطيف الطويل يتقدم نحوها.. اخيراً وصل .. ووقف يبتسم لها: - ستيلا! هل انتظرت طويلاً؟ - ليس كثيراً. - دعيني أساعدك. فضحكت محتجة: - ولكنني على مايرام .. حقاً. لمسته كانت ناعمة ولكنها ارسلت شرارات لامفر من الإثارة عبر ذراعها.. وقال لها: - يجب ان تحذري .. اريدك التمتع بيومك ولن يحدث هذا اذا تألمت. بعد ان وقفت , ابتعد عنها قليلاً وهو يتفحصها: - دعيني انظر اليك.. رائعة جداً. وهو ينطلق بسيارته قال لها انها سترى جزءاً آخر مختلف من الجبال .. السماء كانت زرقاء صافية مع قليل من الغيم الابيض مستقرة فوق القمم.. واخذت الطريق تتلوى صعوداً , وعند كل استدارة لها كانت تطل امامها مناظر مختلفة , وكانت المناظر تقطع الانفاس بجمالها حتى ان ستيلا اخذت تحملق من حولها دون كلام, في الاسفل, بعيداً في شق بين جبلين, رأت لمعان مياه نهر.. والى جانب الطريق مرج واسع مليء بأزهار برية, برتقالية , بيضاء , وصفراء, تتراقص وتتمايل مع النسيم .. ويخيم فوق كل هذا هالة من الصفاء والسكون والاتساع, وأوقف جاك السيارة ثم مد ذراعه على ظهر المقعد فوق كتفيها , وقال: - أيعجبك هذا؟ . والتفتت اليه تهز رأسها موافقة دون كلام , عيناها دامعتان وعواطفها في قمة التأثر لمجرد وجوده معها ومشاركتها جمال المكان.. وأنزل ذراعه عن المقعد ليضمها على كتفيها, ولم تحس ستيلا كم مضى عليهما وهما يجلسان هكذا بالتصاق لا يحتاج الى كلمات , كل ما احسته هو انه عندما رفع ذراعه عن كتفيها ليدير المحرك ثانية, احست بالضياع.. ووصلا الى بركة النهر, جلسا على ضفتها للتمتع بنزهتمها.. إنه مكان هادئ وجميل, مكان بعيد عن الممرات المعروفة التي يستخدمها زوار الجبال ونادراً ما يكتشفونه, وكانت الشمس تتسلل عبر الاشجار الباسقة لترمي بأشعتها فوق الصخور وتتسبب بالظلال.. ومن فوق صخرة عالية يتدفق شلال تجري تحته كتل كبيرة من الرغوة البيضاء, تعود لتصب في البركة.. وكان الطحلب يتعلق بالصخور , وتحت الشجر مئات من نبات الفطر , حذرها جاك منها بأنها سامة ..لا تؤكل , فاستدارت اليه ضاحكة: - اعرف هذا, ولكن أليس منظرها جميل؟ وانظر الى هذه الحمراء اللون والبقع لبيضاء فيها.. أظنك جئت بي الى وادي الجنيات , ولو اغمضت عيني , ستخرج الجنيات من خلف هذا الفطر وتبدأ بالرقص. وومد جاك يده ليداعب شعرها وضحك. - أتعلمين .. أنت لازلت طفلة بطرق عديدة.. هل كنت تؤمنين بالجنيات وانت صغيرة ستيلا؟ - بالطبع ! ألا يؤمن بها كل الاطفال؟ و دون وعي منها استرجعت صورة لويس عندما كان يضحك من خوفها من الغيلان وسط الاحراج .. ولكن هذا كان في الماضي.. وصرفت الصورة من ذهنها بعناد, لن تسمح لنفسها بالتكير بلويس اليوم , فلو فكرت به, ستتحدث عنه, واذا تحدثت عنه فستفسد هذا اليوم الجميل. ونظرت الى جاك لتراه يبتسم لها , قانعاً , خالياً من الهموم, واحست بالغبطة لأنها لم تذكر لويس.. وقال لها: - جائعة؟ - اتضور جوعاً!. - كما اعتقدت تماماً. - اولاً سأبرد الشراب. واخرج زجاجات من عصير البرتقال غمسها في مياه الجبل الباردة. - هذه ستطفئ ظماك عندما يشتد الحر. ثم اخرج رزمة من السندويشات وضعها في طبق من كرتون: - سنأكل هذه الآن.. كمقبلات فقط لفتح الشهية, وما تبقى لمابعد. وقصمت السندويش: - همم.. إنها لذيذة.. انت مكتف بنفسك ياجاك.. أليس كذلك؟ - انا مضطر لهذا. - ألم ترغب ابداً في الزواج؟ . لحظة قالتها , احست برغبة في قطع لسانها .. ولكن ربما لن يأخذ كلامها حسب مايوحي اليه , وقال بهدوء: - انا لست ذلك الأعزب العنيد , إذا كان هذا ما تتصورين .. ولكن اية فتاة قد تقبل مشاركة الحياة مع مسؤول غابات؟ الحياة هنا مستوحشة. - لابد ان هناك فتيات تعجبهن هذه الحياة .. - اوه ولكن لن تفعل هذا ( اية فتاة ).. ثم انا لست هذا إذا كانت الفتاة التي احبها تقبل في مشاركتي حياتي هذه.. وتلاشى صوته , وحملت عيناه نظرة متباعدة.. واحست انه يفكر بفتاة محددة, وتصاعد الألم داخلها. وفجأة قال ليغير الموضوع. - أتعرفين كيف تجعلين حجراً يسبح فوق الماء؟ وامسك بيده حصاه ثم وقف متقدماً الى حافة الماء, وبحركة دون جهد رمى الحصاة , وراقبتها ستيلا تقفز فوق الماء بسرعة ونعومة , تكدر الماء قليلا بحركتها واحست بالبهجة فقالت : - هذا سهل. والتقطت حصاة لها وقلدت مافعل فاصطدمت الحصاة في الماء, وغرقت , فتنهدت ستيلا وغرقت حصاة اخرى : - أوه .. ياعزيزتي.. لن استطيع فعل هذا, اظن ان جنيات الوادي قد يساعدني؟ - لن تحتاج للجنيات.. سأعلمك بنفسي. وتقدم منها ليمسك ذراعها ويطوحها كمن يرمي حجراً: - هكذا.. أيمكن ان تفعليه؟ - سأجرب. مقطوعة الانفاس لقربه, انحنت واختارت حصاة , ولابد ان حركتها الآن كانت افضل فعلى الرغم من انها حصاتها لم تسبح فوق الماء كحصاة جاك إلا انها لم تغرق كما فعلت سابقها. وصاح بابتهاج. وهي تتحنى لتلتقط حصاة اخرى , نظرت الى وجهه , كان يبدو مرحاً خالياً من الهموم, وميال للمشاغبة وكأنه الطفل.. وهكذا تحبه.. عندما يكون مواجه للعب , ولكي تستبقيه هكذا يجب ان تنغمس مع مزاجه, وهكذا ارسلت حجراً آخر فوق الماء.. بعد فترة من هذه اللعبة .. وعادا الى الحديث وبدأ جاك حديثه عن الجبال والغابات واخبرها عن واجباته كمسؤول احراج.. واخبرها عن الاشجار التي تنمو عند سفوح الجبال , وعن الازهار البرية والعصافير والطيور .. وبينما كانت ستيلا تراقب وجهه وتصغي اليه بدأت تفهم كم يعني عمله له . إنها حياته وهو يحبها. ولم تحس بكم امضيا من وقت في الحديث , ولكنه نظر الى الشمس وقال: - لابد ان معدتك عادت خاوية كما كانت. - انا هنا دائماً جائعة ياجاك, لقد نظرت الى الشمس , أتعرف كم الساعة بهذه الطريقة . - احياناً أنسى ان في يدي ساعة. . وقفز فوق الصخر وانحنى فوق البركة حيث وضع زجاجات العصير , وعاد الى حيث يجلسان, ووضع الزجاجة على خدها دون إنذار.. البرودة صعقتها فصرخت : - متوحش!. بعد ان انتهيا من تناول سندويشات من لحم الدجاج وبعض الفاكهة وعصير البرتقال , قالت ستيلا متنهدة: - كان الغداء رائعاً! - انا سعيد بهذا, هل تمتعت بنزهتك كفاية كي تكرريها ثانية؟ لمعان عينيها كان الرد الوحيد الذي يحتاجه , ونظر اليها مطولاً , وفي عينيه الرضى, ثم مد لها يده: - تعالي ستيلا.. اظن الوقت حان للعودة. النزول الى النهر لم يكن صعباً , فقد كانت تجلس على صخرة هنا او هناك ثم تتابع السير نزولاً, ولكن الصعود كان امراً مختلفاً, وراقبت جاك يقفز من صخرة الى اخرى بسهولة ورشاقة, وعلمت بأنها وفي احسن حالاتها , لن تستطيع اللحاق به , واستدار عن كتفه وعاد اليها. - آسف ستيلا .. نسيت انك بحاجة للمساعدة صعوداً, ولكنك نزلت بسهولة! - كنت أنزلق , تعني. - وقانون الجاذبية يمنعك من التزحلق الى فوق. وضحكا .. ثم , وكأنما لا وزن لها حملها بين ذراعيه , وتسلق بها فوق الصخور , واخذ قلبها يخفق بجنون وهي تتحسس قساوة جسده.. واحست بما احست به المرة الماضية التي حملها فيها, ولكنها يومها لم ترغب في ان تعترف لنفسها بهذه المشاعر. عند قمة الصخور توقف . فقالت: - استطيع السير الآن . - أعلم. ورفعها اليه اكثر حتى احست بشفتيه تلامسان شعرها , وهمس: - ستيلا ! ثم انزلها. لم تكن السيارة بعيدة عنهما , واكملا طريقهما بصمت , وقالت له بعد وصولهما الى الفندق: - كان يوماً رائعاً. - إنه الأول من عدة ايام كما آمل.. وداعاً ستيلا.. وهو يساعدها على الخروج من السيارة جذبها اليه , ومرة ثانية احست بشفتيه , بنعومة الريش على شعرها. واحست ستيلا بالتعب ... كان يومها طويلاً وجميلاً, ولكنها سارت اكثر مما فعلت منذ ان آذت قدمها , ولقد بدأت القدم تؤلمها , لأن اكثر من أي شيء في الدنيا , تريد الآن ان تذهب الى غرفتها لتستريح, ولو استطاعت فستتخلى بكل طيبة خاطر عن العشاء لتنام .. ولكنها تعلم ان السيدة بلومر ستتكدر .. لذلك بعد الحمام وشيء من الراحة ستبدأ الاستعداد للعشاء.. خاصة انها قرأت لوحة في مدخل الفندق يعلن عن حفلة تنكرية بعد العشاء للأزياء المبكرة لشخصيات الكتب او عناوينها. وتذكرت قرأت مرة كتاباً بعنوان زهر البرتقال فسارعت للتفتيش عن لوحة من الكرتون رسمت فوقها برتقالة كبيرة, ولونتها ثم ثبتتها على ظهر سترتها الصوفية. . | ||||||||||
23-07-14, 01:17 AM | #9 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| . بعد العشاء ذهبت ستيلا مع السيدة بلومر الى الصالون الكبير , كانت الغرفة قد امتلأت بالنزلاء وعندما نظرت حولها احست بالندم , فمعظم النزلاء تجثموا عناء كبيراً في تحضير ازيائهم , ومع ان حفلة التحكيم لم تبدأ بعد فقد كان معظهم يتجولون ويبدون الإعجاب بأزياء بعضهم البعض ويهئنون بعضهم على الابداع. ومع ان سايلا لم تكن تشعر بالرغبة إلا انها حاولت التكيف مع جو الامسية, وكانت السيدة بلومر تجلسان قرب النار عندما انضمت اليهما السيدة تراست وابنها , وكان براين يظهر رائعا في ثوب ( روبن هود) بينما امه كانت ترتدي ثوب الملكة في رواية الأقزام السبعة. وبدأت لجنة الحكم , واخذ كل مشارك بدوره يمر امام اللجنة ويحاول النزلاء معرفة ماذا يمثل , وعندما يتم التعرف على الشخصية تهب عاصفة التصفيق والتهليل وعلى قدر حجم التصفيق يتم إعطاء العلامة. وعندما صعد براين الى المنصة ضجت القاعة بالأصوات فإضافة لكونه مشهور كانت صورته رسمية وصاعقة في زي ( روبن هود).. ثم جاء دور ستيلا , وسرعان ماتعرف الجميع على عنوان الكتاب الذي تضع رمز , وبالرغم من التصفيق والإستحسان إلا انهما لم يكونا كالمطلوب خاصة وانها محبوبة بين النزلاء. ووقف مدير الفندق يعلن النتيجة , وكان براين من بين الناجحين وتلقى زجاجة عطر جائزة له , قدمتها له نيل , موظفة الاستقبال , وهي تسلمه , مدت وجهها اليه ليقبلها. عندما عاد فتح الزجاجة لعرض عطرها على الموجودين , وصدف مرور نيل قربهم فسارعت تقول بصوت كله إثارة ترمق ستيلا: - هل بدأت باستخدام هديتك؟ - عظيمة.. وسألته نيل بدلال : - أتستاهل القبلة؟ - قطعاً!. والتفتت نيل الى ستيلا: - ألم يكن لديك مانع آنسة اليستير؟ - بالطبع لا. واخذت ستيلا تتساءل عن سبب تركيز الفتاة على موضوع قبلة , وبنفس الوقت قلقت للهجتها القاسية.. وسألها براين : - هل كان يجب ان تمانع؟ فردت بإدعاء الجهل: - ربما لا, الأمر فقط.. كنتما تمضيان وقتاً طويلاً معاً, فظننت .. ربما.. ولكن من جهة اخرى .. هناك الرجل الذي .. أوه .. أنا آسفة آنسة اليستير, ماكان يجب ان اقول هذا, فربما السيد تراست لايعرف. فسألها براين بهدوء: - أعرف ماذا ؟ . فصمتت نيل لتتكلم ستيلا: - إنها تحاول ان تقول لك انني امضيت يومي مع جاك ميتشل .. جاك مسؤول الغابة , ألا تذكره .. الرجل الذي ساعدني لنزول الجبل يوم أصيب كاحلي.. فقال براين بلهجة غير المهتم: - أوه .. ذلك الرجل.. لم تقول لي هذا ياستيلا . استمر الاهتمام المؤدب يضفي على لهجة براين . - فهمت .. لم أكن أعلم أنك اصبحت صديقة له. -طلب مني الخروج معه.. وقضينا نزهة معاً.. وهذا كل شيء. وكانت نيل تراقبهما جيداً, ونظرة خطرة في عينيها وهي تقول : - لا أظن انه يعني القليل هكذا للآنسة اليستير , فقد كان بينهما قبلة.. أليس كذلك آنسة اليستير؟ - قبلة؟. - اجل, ولهذا لم اظن انك ستهتمين لو قبلت براين.. أعني ان قبلتنا لم تعن شيئاً أليس كذلك؟ واحست بالغضب والإحراج .. لماذا تحاول هذه الفتاة جاهدة ان تخلق لها مشكلة ؟ وقالت ستيلابغضب : - ماكل هذا على كل الاحوال؟ أهو تحقيق ؟ إذا اردت تقبيل احد فهذا من شأني.. ولكن بما انك شاهدته فيجب ان تكوني عرفت انها مجرد قبلة سريعة , فلماذا تحاولين تصويرها وكأنها عناق محموم؟ فتراجعت نيل على مضض: - أعتقد انها لم تكن قبلة عاطفة , ولكنني لست ادري ما سبقها .. على كل الاحوال .. كنتما معاً طوال اليوم .. لوحدكما. فطالبت ستيلا بشراسة: - اتمنى ان اعرف ماذا تحاولين الوصول اليه , لقد قررت قضاء يومي مع جاك ميتشل .. فهل هناك من خطأ بهذا؟ - لا. - ولوكان هناك خطأ .. فما شأنك أنت؟ انا نزيلة هنا. فأطرقت ميل مدعية التردد والتفتت الى براين : - اترى سيد تراست .. جاك ميتشل له سمعة سيئة مع النساء والكثيرات ممن كان ضيوفاً هنا يمكن ان يخبرنك بهذا آنسة اليستير .. فلا تغرنك صورة مسؤول الغابات القوي الصامت. فصرخت ستيلا بها بحرارة: - استطيع العناية بنفسي. - لا اريدك ان تقعي في حبه , انت فتاة لطيفة آنسة اليستير .. ولا اريد ان أراك تتألمي.. واحست ستيلا ان كلمة لطيفة لها رنين غريب.. فردت عليها بخشونة : - لا اظن ان هناك اي خطر من هذا القبيل .. وارجوك غيري الحديث. - هذا صحيح. . وجاءت كلمة براين بنفس اللحظةالتي كانت نيل ستفتح فمها لتكمل الحديث وشكرته في قلبها لتدخله .. واكمل: - اظنك اوضحت وجهة نظرك يا آنسة , والآن لنطلب القهوة قبل ان تنقلب السهرة الى جو جدّي. لم تمكث نيل كثيراً معهم, ولكنها خلال وجودها استطاعت سحر براين بفتنتها وسرعان ماكان يضحك لها, وعلى العكس , كانت ستيلا صامتة , تحتسي القهوة وتصغي.. ولم يعد هناك ذكر لجاك, ولكن ستيلا احست ان احد الموجودين لم ينسه.. وعندما وقفت ستيلا لتذهب بدورها الى النوم, رافقها براين وشبك ذراعه بذراعها وسارا جنباً الى جنب في الظلام.. وصلا الى باب غرفتها .. عندها تلاشى المرح من صوته , وامسك بيدها: - ستيلا.. لا تأخذي ماقالته نيل بجدية. - لن افعل. - نيل فتاة طيبة.. واعرف انها لم تكن تنوي إغضابك. - لست غاضبة . - ارجوك براين !. ولكنه تابع: - اعرف كيف تجري الامور.. خلال النهار انت ضجرة, ووحيدة, والسيدة بلومر وأمي ليستا رفيقتان مناسبتان لفتاة شابة مثلك.. فإذا حصل والتقيت بمسؤول الغابة.. فهذا امر طبيعي, لا خطأ فيه. - براين.. لو انها تستطيع إسكاته .. فصوتها بدأ بختنق بالدموع. - يوم ما سأريح نفسي, واذهب في نزهة قصيرة معك, هل ستحبين هذا ستيلا؟ وهزت رأسها دون كلام, فتابع: - تصبحين على خير عزيزتي!. وجذبها اليه, وللمرة الثانية ذلك اليوم تتلقى قبلة من رجل...ثم , وبرحمة من الله, اصبحت وحدها, فدخلت ظلام الغرفة , فخلعت ملابسها بسرعة , وتسللت بين الأغطية.. في صباح أزرق وذهبي .. بعد عدة أيام .. جاء جاك لزيارتها ثانية. وكالعادة , ارتفعت معنويات ستيلا لرؤيته. - لنرى كيف اصبحت تسيرين . وعندما سارت امامه تابع: - تقدم عظيم , واظنه يكفي لمافي بالي. - ماهو ؟ - ادخلي واحضري سترة صوفية , وافعلي كل ماتفعله النساء قبل الخروج ثم تعالي. - جاك.. - خمس دقائق فقط. ومع علمها بمزاجه, عادت قبل انتهاء الخمس دقائق. - فتاة طيبة , لقد بقي لك نصف دقيقة من الوقت. - اين سنذهب جاك؟ ودس يده في ذراعها وقادها الى موقف السيارات.. - سأقول لك في السيارة. وسألها وهو يخرج من باحة الفندق: - هل شاهدت الرسوم الملونة على الصخور من قبل. - في الكتب فقط. - أعني الحقيقة , على الصخور ذاتها. - اوه .. لا. . - سنذهب لنزهة ونتناول الغداء ثم سآخذك لتشاهدي الرسوم الملونة على الصخور .. ام انني أفرض عليك مالا ترين , على افتراض ان هذا ماتحبين فعله. وابتسم لها .. فردت الإبتسامة: - ابداً.. سأحب الذهاب معك. - جيد. ومد يده ليمسك بيدها.. وسارت بهما السيارة وهما هكذا لفترة لا لزوم للكلمات معه. وكانت الطريق التي سارا فيها مجهولة لها , وكالعادة صعقت ستيلا بجمال وروعة الريف, من حين لآخر كانت تستدير عن المناظر, لتنظر الى جاك, وجهه مرتاح, عضلاته بارزة سمراء, اليد التي يقود بها السيارة , تعمل بخبرة عند المنعطفات, اما الاخرى فلازالت مع يدها , ثم وصلا الى مكان صعب في الطريق تطلبت منه الانتباه والبراعة , فترك يدها ليسيطر على السيارة بأمان أكثر.. ودخلا الجبال اعمق واعمق , ودخلا في ممر ضيق الصخور على جانبيه مرتفعة بحدة.. ثم بدأ الطريق يتصاعد.. ثم بوصولهما الى فسحة مستوية , كان المنظر تحتها يصيب بالدوار. وأوقف السيارة اخيراً فقالت له: - كم تمتعت بهذه الرحلة. فابتسم لها ونظرة رضى في عينيه: - اجل.. الجمال يدفعني للبكاء احياناً. - اشعر بنفس الطريقة كذلك, يظن الناس ان المرء يتعود على هذه الجبال, ولكنني انا لن أتعود عليها.. هل يمكن ان تحبي هذا النمط من الحياة ستيلا؟ عيناه كانت جادتان ومتساءلتان حتى اضطرت لإشاحة نظرها عنه.. وماذا يعني كلامه؟ هل هو مجرد سؤال عادي؟ ام انه يحاول إغاظتها بمزاحه كالعادة؟ لو انها تعرف الرد على هذا , لعرفت ماذا تقول .. وقالت بهدوء: - اظن انها تعجبني جداً. مرة اخرى تناولا طعامهما قرب الماء, ولكنها هذه المرة كانت مجرد ساقية.. وتراقصت المياه من بين الصخور , صافية حتى ان كل فقاعة منها يمكن رؤيتها . واستند جاك الى احدى الصخور واغمض عينيه وراقبته ستيلا .. بدا متعباً , وجهه محفور بخطوط وكأنها الشقوق, وفي استكانة الحالية كان يبدو عليه تعبير لامس قلبها , كان هادئاً جداً حتى انها ظنته نائم , ولكنه بعد برهة اخذ يحدثها. | ||||||||||
23-07-14, 01:17 AM | #10 | ||||||||||
مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب
| كان قد تحدث اليها اكثر من مرة وبطرق مختلفة .. هناك حديثه الساخر المتألم والمؤلم الذي اصبحت تخاف منه, ثم المزاج الخالي من الهم الذي يبعث يجعلهما يضحكان .. كما كان هناك الحنان الذي يبعث الاضطراب والذي طالما لاحقها في احلامها , وفي اخر لقاء لهما كان قد حدثها عن عمله والغابات .. وهاهو الآن يتحدث عن الغابات ثانية .. ولكن لهجته كانت بكلمات تحمل عمقاً لم تسمعه من قبل , فلم يتحدث فقط عن عمله بل عن احلامه وطموحاته , ثم سألها عن نفسها .. وبعد برهة اخذا يتحدثان عن الأشياء : الموسيقى والكتب.. ولمستمع خارجي, حديثهما كان غريباً لهما, ولم تحس ستيلا انها أقرب اليه من قبل كما هي الآن. فيما بعد , وقد اصبحت الشمس فوق رؤوسهم , اخرج جاك الطعام من السلة , واخذا يأكلان وكالعادة كان الطعام بسيطاً و لذيذاً.. وبعد الانتهاء , قال لها: - والآن سأريك الرسومات. وقاد الطريق امامها فوق الصخور واستدار ليبسط لها يده كلما اصبح المسير صعباً, وكما كانت تفعل من قبل, عندما يصل الى منحدر, وكانت تقرمض لتنزلق نحو الاسفل بينما كان جاك يقف ليراقبها . واستدار جاك ثانية ليمسك بيدها ويقول: - لقد وصلنا. . ومع انها كانت تتخيل , بطريقة ما ماستراه , إلا ات ما رأته جعلها تصعق وتصبح بكماء , في الكتب صور الرسومات على الصخور بدت غير واضحة المعالم ودون ألوان تقريباً, وبرؤيتها الآن على هذه الصخور ذهلت كم تبدو حقيقة : صور رجال, حيوانات , وصيادين بألوان جميلة ورسم رائع تحدت التلف , الريح , المطر , والزمن. صور تصور حياة الرجال الذين جابوا هذه الجبال منذ مئات .. بل ربما الآف.. السنين. . رجال ناضلوا ليحتالوا على الوجود بين هذه الجبال الجرداء, والذين عاشوا على الحيوانات التي يصطادونها .. وعلى الجذور و الثمار التي تنمو من الأرض .. ومن أطفأوا عطشهم من هذه الحياة الجبلية المتدفئة.. رجال قاتلوا معركة دائمة متواصلة للوجود.. مع ذلك كان لديهم الوقت الكافي لتصوير الجمال الذي يحيط بهم , مع كل الاحلام التي تراودهم. - بإمكاني إعارتك بعض الكتب عنها.. فاستدارت بشوق: - وهل هذا جزء آخر من اهتماماتك جاك؟ - اجده مثيراً للإهتمام. ودخلا الغار ليمضيا بعض الوقت فيه, واخذت ستيلا تلامس الرسومات فوق الصخور و تدرسها متعجبة من دقتها والوانها التي لابد كانت مزيجاً من الوحل و الوان الثمار والجذور. واخيراً عادا الى رحلة الصعود تسلقاً .. وسار كل شيء على مايرام, الى ان وصلت ستيلا الى كتل صخرية لم تستطع تجاوزها, فأخذت تنظر حولها علها تجد ممراً سهلاً , واخيراً استسلمت وصاحت: - جاك!. فاستدار اليها: - نعم!. - لقد علقت!. فضحك: - ياالهي..كنت افكر الآن انك لن تستطيعي تجاوز هذه الصخور دون مساعدة حتى ولو لم يكن كاحلك مصاب .. . وبقفزات سريعة اصبح الى جانبها , بمساعدته, استطاعت تسلق ماتبقى من الطريق, ولكنها تعبت ولاحظ جاك هذا, ودون انذار حملها بين ذراعيه. - لقد اصبحت هذه عادة لدي. - إنها عادة جميلة ياصغيرتي .. فماذا فعلت لك؟ واخيراً انزلها .. ثم لف ذراعاه حولها فرمقت نظرها اليه وخفق قلبها للتعبير الظاهر على وجهه, واحست بذراعيه تشتدان حولها بلطف ورقة في البداية, وعندما اصبحت في احضانه تماماً كانت ذراعاه تشدها بقوه الى جسده. عندما تركها كانت ترتجف , وفي عينيه نظرة لم تفهمها: - ستيلا .. انت جميلة.. ولكنك رقيقة كثيراً . ولا اريد ان اسبب لك الألم. ولم تستطع الرد فالدموع خنقتها , وحمل السلة بيده, وسار معها الى السيارة , ومرة اخرى سار الصمت بينهما في طريق العودة الى الفندق , بماذا يشعر ياترى؟ ماذا يفكر؟. باقترابهما من الفندق , اوقف جاك السيارة في مكان مشرق , وجلسا بصمت ينظران الى مناظر السهول والمنحدرات تحتهما.. وقال لها: - لن أراك لفترة قادمة ياستيلا. - اوه!. واستدارت اليه بسرعة , وقد تلاشت سعادتها , فأمسك بيدها بلطف واكمل: - انا مضطر للذهاب في رحلة.. لأتباحث مع العاملين الآخرين في مناطق اخرى من الغابات .. وفكرت بأن اخبرك.. - وكم ستغيب ؟ - لست متأكداً, عشرة ايام على الأقل ستيلا.. وصمت وكأنه قرر ان لايكمل الكلام , وادار المحرك واكمل ماتبقى من الطريق بصمت , وبعد ان أوصلها .. ذهبت لتخبر السيدة بلومر انها عادت , بعدها توجهت نحو الساقية حيث اصبحت الصخور الملساء هناك بقعتها المفضلة للراحة , وهي الآن بحاجة لفترة للتفكير. وسرعان ما امتلأت عيناها بالدموع.. الايام القليلة التي تلت, كانت غريبة , تجولت ستيلا فيها وكأنها ضائعة , كانت تتحدث , تضحك , تستجيب للمزاح , وتستجيب لكل الأمور الاجتماعية التقليدية .. ومع ذلك , من الداخل كانت تعيش في عالم مختلف, عالم من المشاعر كانت مختفية عن كل من هم من حولها. وكيف سينتهي بها الامر .. إنها لا تدري .. ربما سيأتي جاك الى الفندق بحثاً عنها, او ربما ستذهب لتلقاه في الغابة .. ولكنها ستراه .. مامن شك لديها في هذا.. ليلاً, عندما تخلد الى فراشها , كانت تجد صعوبة في النوم, وبعد ان تصبح الغرفة في ظلام تام بفترة طويلة , كانت ستيلا تقف عند النافذة, تنظر الى النجوم في السماء والانعكاس الاسود للجبال.. وبدأت تفكر بها وكأنها جبالها الخاصة .. جبالها .. غاباتها.. ساقيتها. . ثم كانت تشد نفسها من عالم الخيال, وبحدة .. ماذا لو لم يقل لها أي شيء يدفعها للبقاء ؟ عندها لن تعود هذه الجبال وهذه الغابات , وتلك الساقية سو ذكريات. ثم هناك براين , ستيلا كانت تظن ان تصرفاته نحوها تغيرت , مع انها لا تستطيع قول كيف , فهو لا يزال ودوداً كما كان , ولكن احياناً في الأمسيات, وهما يلعبان الورق او الشطرنج, وتحتار في نقلتها التالية كانت ترفع نظرها فجأة لتجد عيناه مثبتتان عليها , ثم يبتسم .. ولكنها قدرت ان نظرة مافي عينيه .. فبماذا يفكر ياترى؟ هل صدمة ما قالته نيل اكثر مماتصورت ستيلا؟ في ليلة , والطقس كان حار اكثر من العادة , مد براين ساقيه امامه متمطياً, ثم وقف و قال: - سأذهب لأتمشى قليلاً ياستيلا.. هل تأتين معي؟ - في الظلام؟ - القمر مكتمل اليوم , وستتمكنين من الرؤية. وهي تخرج الصالون معه, استدارت , فرأت السيدة بلومر والسيدة تراست تراقبانهما , ووجهاهما مليئان بالأمل.. فأحست بالتوتر.. ثم أقنعت نفسها بسخافة الأمر.. وتابعا السير ببطء في الحديقة , وتوقفا تحت اشجار صنوبر .. واتكأت على شجرة , وعندما تحدث براين اضطرت لرفع رأسها نحوه: - ستيلا!. - ما الأمر يابراين؟ - انت جميلة .. اتعرفين هذا؟ - براين!. - تعرفين .. أليس كذلك؟ - ارجوك.. ماكل هذا؟ - اريد ان اقبلك . - لا!. واصبح قريباً جداً منها: - ولما لا؟ انا رجل وانت إمرأة .. ومعجبان ببعضنا. واحست بالغثيان : - لا.. ارجوك! - وماهي القبلة بين الاصدقاء؟ - أنا آسفة. ولم يرد .. وتابعا السير ببطء, وبحث براين في جيبه عن غليونه وملأه بالتبغ , واشعله .. واحست ستيلا ان هذا العمل قد جعله يتماسك , ولكنه بعد قليل قال غاضباً: - لايمكن لك ان تقولي ان احداً لم يقبللك من قبل. - براين .. ارجوك! . فردد كلامها ساخراً: - براين ارجوك! ماذا قالت نيل لك بالضبط ذلك اليوم ؟ واحست ستيلا بالإرتجاف: - نيل؟ - حول مسؤول الغابة .. قالت انك قبلته. فردت بهدوء: - لا.. هو الذي قبلني , حتى انها لم تكن قبلة , فقد قبلني على شعر ي.. - حقاً؟ واحست بالغضب , لماذا تضطر حتى للدفاع عن نفسها ؟ - نيل .. تحب تضخيم الامور. - ولكني بدأت اتساءل , هل جاك ميتشل هو السبب في عدم رغبتك في ان اقبلك؟ - بالطبع لا! لنعد أدراجنا. . فيما بعد , وستيلا عائدة الى الغرفة مع السيدة بلومر , مرتا قرب غرفة لعب الورق , وسمعتا اصواتاً , احد الاصوات عرفته ستيلا على انه صوت براين.. ولكن الآخر ؟ سمعت ضحكة فجائية , فتعرفت اليها على الفور .. إنها نيل. ودون سبب معقول احست ستيلا بالغضب.. صحيح انها لا تغار عليه, فلو ارادت لتركته يعانقها ويقبلها.. ولكن ما امتعضت منه هو محاولته إظهار انه مع فتاة اخرى , لأنها هي رفضت ان يقبلها , وكأنما يحاول إذلالها رداً على رفضه و إذلاله. ثم فكرت بجاك وتلاشى اي تفكير آخر من ذهنها. في اليوم التالي حاولت ستيلا قدر إمكانها اخذ الامور بسهولة كي تتمكن من التمتع بالأمسية, ووجدت نفسها تتطلع قدماً للحفلة الراقصة التي قرأت عن إقامتها في لوحة الاعلانات . كانت قد تعودت قضاء سهراتها امام المدفأة.. هنا او في في موطنها.. ولم يكن هناك الوقت الكافي لها لحضور الحفلات, ولن يكن هناك الوقت الكافي لها لحضور الحفلات , ولن يكن هناك مهماً , إنها لن تمضي السهرة مع جاك , فيما يهم هو انها ستضحك وترقص وتمضي امسية جميلة , ومع ان براين لايمكن ان يحل محل جاك إلا انه رفيق جيد مرح.. قبل موعد العشاء بقليل ذهبت الى الغرفة وارتدت افضل ماجاءت به من فساتين بعد ان استحمت , ثم وضعت العطر وراء أذنيها وعلى معصميها , ووقفت تتأمل نفسها في المرآة .. وكم تمنت لو ان جاك يراها هكذا في أكمل زينتها. في طريقها والسيدة بلومر الى قاعة الطعام, مرتا بمكتب الاستعلامات حيث كانت نيل تعمل في دفتر النزلاء, فرمقت الفتاة نظرها عن الدفتر وقالت مبتسمة: - مرحباً آنسة اليستير.. ماهذا الثوب الجميل؟. - شكراً لك.. وانت تبدين جميلة كذلك. ربما ليس الذنب ذنب نيل ان لا تحبها ستيلا .. وسألت نيل وستيلا على وشك متابعة السير: - اعتقد انك ستحضرين حفلة الرقص مع السيد تراست؟ فنظرت اليها ستيلا مفكرة للحظات ثم قالت: - سنجلس معاً. - هذا ماظننته .. تمتعي بوقت رائع. - شكراً لك .. وانت كذلك. وتابعت ستيلا سيرها مع السيدة بلومر .. - انظري سيدة بلومر , السيدة تراست وبراين هناك , وكأنما يبحثان عنا.. هل نذهب ونحييهما؟. | ||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|