شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f494/)
-   -   رواية الزواج العاصف - روايات هديل (كتابة /كاملة ) (https://www.rewity.com/forum/t304862.html)

Just Faith 23-07-14 02:14 AM

رواية الزواج العاصف - روايات هديل (كتابة /كاملة )
 
رواية الزواج العاصف من روايات هديل

https://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif

الملخص
في عمق الغابات المظلمه تتفتح ورده الحب, و تزدهر الحدائق بالورود
آن الفتاة المحبة و الانسانيه عانت بعد خيانة حبيبها و هربت من الماضي
آملةََ ان يكون المستقبل مشرق و لكن الطريق صعب و النور الذي لاح لها في
أعماق الغابة أخذ يختفي شيئا فشيئا بظهور زوجها جوزف.

عانت آن و تألمت كثيرا, فزوجها لم يكن سوى شخص طاغيه قاسي لا يعرف
الرحمه ابدا و لن يتردد في اثبات من هو السيد و الآمر .. فهو لا يعرف لغة
الانسانية و الحظاره بل لغة الجسد و التعصب.... فما الذي ستسطيع آن ان تفعله
هل تسسلم عندما يقوم جوزف بضربها امام الاولاد او تدافع عن نفسها و عن حقوقها


https://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif
روابط الكتاب
وورد
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
pdf
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
txt
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

https://i132.photobucket.com/albums/q...owers/ro72.gif

Just Faith 23-07-14 02:40 AM

الاختطاف


بقيت تتأمل المنظر الخلاب للطبيعة وسحرها, و ها هي تعود لتتذكر حبيبها السابق الذي خانها مع أخرى , واصبحت هي لا تثق باي شخص خصوصا الرجال.
-آني.
جاء صوت رقيق يقطع افكارها المظلمه , لقد كانت زميلتها في المخيم جولي و قد بانت علامات الشيب تظهر على شعرها البني المشعث و على ملامحها, رغم انها في الخمسين الا انها توحي و كأنها في الثامنه و الثلاثين.
-آه.. جولي , منذ متى و انت هنا.
- منذ فترة ليست طويله. فحاولت ان تقراء ماذا يجول في راس آن وادركت آن بانها تحاول ان تقراء افكارها.
-حسنا أظن اني علي ان اذهب لاقيم آخر الترتيبات على الحفله ثم سالحق بكم.

و كيف لي آني ان تنسى ما حدث في الامس حين القوا اللوم عليها بانها لا تقوم بواجبها كاملا فهي لم تجد سوى ان تنفذ طلبات زميلاتها المتسلطات.

فقد ظل الجميع يتهامس بشأن مالك المخيم في الأنحاء و عن مدى رغبته في آن فهو لم يخفي رغبته فيها و ظل يودد إليها دائما منذ أن تطوعت للعمل في مخيم الأولاد, لكن آن كرهته رغم انه وسيم كنجوم الروك في التلفاز و له بنيه رياضيه رائعه إلا أنها كرهت جميع الرجال بسبب خطيبها السابق.

ما أن انتهت حتى ذهبت لتستحم في الحمامت البعيده عن المخيم و التي هي للسياح لان الحمامات قد مدة بمعدات جديده و استحمت و لشدة دفيء المياه لم تشعر بالوقت الذي مر الا عندما خرجت من الحمام وكان المكان قد غطي باللون الاسود و بقيت مكانها حتى تعتاد عينيها على الظلمه ثم همت بالرجوع الى المخيم.

جاء صوت الحيوانات و الطيور في الغابه مما ادى الى ذعر آن و فجأه اذا بخفاش يمر بقرب وجهها فصرخت آن باعلى صوتها , علت الحمرة وجنتيها من شدة صراخها الهستيري و اذا بصوت وقع اقدام خلفها التفتت لترى ظل رجل قربها فأحست باختفاء الخجل ليحل محله التوتر و الرعب و اذا بصوت.

-ماذا تفعلين هنا؟
-أ...... أنـا...... لقد..
فأحست بقتراب الرجل أكثر فلم يكن وجهه يبعد عن وجهها الى بضع مترات , فشعرت بيد قوية تهز أكتافها لتعيدها من توترها الى الواقع.
-حسنا؟!

قالها بنفاذ صبر و لقد كان صوته خشنا يدب الرعب في نفسها: لقد كنت استحم هنا.
و من اين انت قالها بلهجة آمره اكثر من ان تكون سؤالا.
- انا مرشده في المخيم.
-و لماذا لست في حمام المخيم فهي قريبة من المخيم.
- لأن ... المكان هنا قد مد بمرشات مياه.
-آه.
بقيت عيني الرجل على جسمها تتفحصانها من أعلى الى اخمص قدميها, ف نظراته احرقتها الى ان رأت عينيه تعود الى وجهها.
- دعيني اغطيك بالسترة فلابد انك تشعرين بالبرد.

رفضت آن و لكن اليد عادت و امسكت بمعصمها بقوة لدرجة انها احست أن عظامها ستتكسر, أه...........لا........دعني .
- لا تخافي فأنا لا أحول اغتصابك .... على كل حال ليس هنا.

فأحاطها بذراعاه ليضمها و يطفيء شوقه و قاومت آن و تلوت بين يديه و لكنه لم يتركها بل زاد من قوة ضمه لها فأحست آن بشعور غريب يسري في جسدها, شعور لم تشعر به ابدا و اذا بصوت جرس المخيم يعلن عن موعد النوم, فانسلت من ذراعيه هاربه الى المخيم.

استيقظت آن الساعة السادسه رغم انها لم تنم جيدا بسبب ما حدث لها مساء أمس و بالتعب الذي شعرت به لكنها افاقت و استحمت و استعدت لكي تستقبل عوائل الاولاد احتفالا بانتهاء موسم الصيف, نعم ان فصل الصيف انتهى و على آن ان تبحث عن شقة و عمل جديد بعد ان طردها خطيبها من العمل بعد أن وقع في شباك سمسارة الxxxxات ليزا مونتيز , و تلك الاخيره لم تخفي حبها ل مايكل ستيوارت رغم معرفتها بأنه خطيب آن إلا أنها أوقعت بآن في مكيدتها و جعلت شقيقها يكون في شقة آن فقط بملابس الاستحمام و يتأكد من انه قد أوحى بأنه خارج من الحمام و انه قضى ليلته بين ذراع آن , و أرسلت ليزا مايكل لشقة آن و يتأكد من أنها تخونه و بالفعل ذهب مايكل وشاهد شقيق ليزا مع خطيبته, و عندما عادت آن من السوبر ماركت وجدت مايكل في الشقه و معه رجل لا يرتدي سوى منشفه حول خصره فقالت ذاهلة:
- مرحبا حبيبي ماذا يحدث, و الذي أدهشها هو ان ليس مايكل من تكلم بل الرجل الغريب فقال لها:
- أهلا حلوتي... لقد كانت ليلتنا جامحه فعلا و لكن عليا الذهاب إلى العمل أراك الليله. و في هذا المشهد ظلت آن ترى مايكل باستغراب و حيره و خرج الرجل من غرفة نومها وطبع قبله على خدها و خرج.
و كان آن في حلم مزعج ظلت على حالها مشدوه لا تعرف الذي يحصل و لكن مايكل أعادها إلى الواقع و قال لها: إلى اللقاء.....عز......عزيزتي.
و في اليوم تالي عرفت بمكيدة ليزا و تألمت عندما عرفت بان مايكل طردها من العمل و ما آلمها أكثر انه لم يتعب نفسه بالتأكد أو بإيضاح المسأله بل أسرع إلى أحظان ليزا مونتيز و طردها من الشركه بطريقه مهينه و بعد أن طردها تأكد كونها قد طردت أيضا من النزل الذي خصصه هو لعمال الشركه. فطردت هذه الأحلام و تركت الماضي خلفها

*******************

Just Faith 23-07-14 02:46 AM

ما إن انتهى الاحتفال حتى اصبح المخيم هدئا دون صراخ و لعب الاولاد, و لقد رحلت ايضا بعض مشرفات المخيم فلم تجد آن سوى أن تذهب الى ديارها في كالفورنيا.
- آني هل انت راحله. قالت جولي لها
- نعم ..... حسنا الى اللقاء.
- أراحلت انت في هذا الوقت.
- حسنا ... نعم قبل حلول الليل لأني لا أريد أن أتأخر في العوده.

انطلقت آن بسيارتها التي تملكها اسرتها قبل 7 سنوات صحيح انها الآن اصبحت لتصلح لشيء الا انها تستطيع ان تاخذها الى العمل, و اخذت آن تفكربالحظات السعيدة التي قضتها مع الاولاد في المخيم و بالرجل الذي صادفته في الغابه البارحه, ما هذا بحق السماء, ما الذي جعلها تفكر فيه الا انها لا تستطيع نسيان عناقه لها, و اذا بصوت مدوي افزعها و عندما خرجت رأت المحرك قد احترق.
- آه لا, ماذا افعل الآن.
لقد اوشكت الشمس ان تغيب و يلبس السماء ردائه الاسود, تمنت أن ينقذها احد فهي الآن في وسط الغابه بعيدا عن المخيم, فمشت آن لترى اقرب مكان تستطيع طلب المساعده فيه, و مرت ساعات و ساعات و لم تعرف كيف تعود الى السياره او المخيم و حل الظلام و تلبدت السماء بالغيوم منذرت بهطول المطر و اسرعت آن لتبحث عن مخرج فهي و حيدة و خائفه وارعبها صوت الرعد فهي تخاف العواصف و امطرت السماء و الرعد صوته في كل ارجاء الغابه و تلاه البرق و لمحت كوخا مهجور , فرغم شكله المخيف قررت ان تحتمي فيه الى ان تهدء العاصفه و اذا بها ترى شخص امامها اوه لا اخذت تركض و الشخص يركض خلفها الى ان تعثرت و سقطت فغابت عن الوعي.

آه ...... آه.
- اخيرا استيقظت يا صغيرتي.

سرت القشعريرة في عمودها الفقري, انه هو ..... هذا الصوت...لا يمكن و عندما التفتت رأته, انه الرجل الذي صادفته في الغابه الرجل الذي جعلها تشعر بشعور غريب بعينيه البنيتين الممزوجة بلون البحر و ما هذا لقد بلل المطر شعره الأسود الناعم و اصبحت قسمات وجهه جاده و مخيفه رغم وسامته الظاهره, فكم من امراة وقعت اسيرة وسامته و جاذبيته التي لا تقاوم,..... ماذا حصل و أين ملابسها.
- مـ.....ملابسي.....اين ملابسي.
-لا تخافي لقد كنت مبلله الى اخمص قدميك و وضعت ملابسك قرب المدفأه.
-و لكن ماذا افعل هنا, فنظر الى جسدها العاري و قال بشوق و نهمه: اغمي عليك و انت تهربين مني فقررت ان احضرك هنا حتى تهدء العاصفه.

فجلست آن القرفصاء و قد علت الحمرة وجنتيها بمجرد التفكير انه الآن ينظر الى جسدها العاري المرتجف, و كيف يجروء على ان يخلع عنها ملابسها و حتى ان كانت مبلله و ماذا ترتدي الان
- خذي هذه السترة و غطي نفسك, كانه قد قراء افكارها و زاد احمرار وجنتيها و احست بالحرارة تسري بجسدها من الخجل آه تمنت انها لو لم تمر بهذا الموقف.

-آه يا صغيرتي لما الخجل , ألا يستطيع المرء أن ينظر الى جسد زوجته ليطفيء شوقه.
-زو.....زوجته.


آه يا صغيرتي , نعم فأنتي ستصبحين زوجتي غدا.
-ماذا؟!

سرت هذي الكلمات في جسدها كالنار الحارقه,كيف لها تتزوج شخصا لا تعرفه بل شخصا بالأمس قد التقته,وهل يمكن ان يكون هذا حلم لا ...لايمكن ان يكون حلم,و ان كان حلم فكيف تشعر بألم حاد يعتصر قلبها الصغير و هي التي لا تثق بالرجال فماذا سيفعل هذا الرجل بها و ما اسمه.

-لوكارس... اسمي لوكارس , جوزف لوكارس و سوف تعرفين ماذا سأفعل بك.
وهل يعرف بماذا تفكر , هل هو متنبيء: يمكنك قول ذلك.

ثم أردف قائلا:
- يا صغيرتي عينيك الزرقاوتين تكشفان عما تفكرين فيه ففي البديء تكون زرقاء ثم تصبح داكنه كظلمة الليل لتكشف عما تفكرين فيه و اما عن الذي سافعل بك فهذا هو.

و اذا به يقترب منها ليضمها ويمد يديه الى جسمها العاري المرتجف و يقوم بحملها الى السرير ويرميها واذا به قربها و فمه قرب اذناه يهمس لها: اه لو تعلمين كيف تأثرين في رغباتي بجسمك هذا الصغير الجميل الناعم الناصع البياض كبياض الثلج. رغم انها قاومت الا انه ظل يمسك بيديها بقوه محاولا تثبيتها و اذا بها تقوم بحركة غريزيه و تضربه في عظمة ساقه و كل ما تطال يدها إليه من جسمه فإذا به يصرخ ,سرعان ما ندمت على ما فعلت و هي تنظر الى عينه اللتان اصبحتا كالبركان الثائر و اذا به يشدها من شعرها و يلقيها فوق السرير بوحشيه و حاولت ان تستنجد و تطلب الرحمه منه.
-سوف تندمين على ما فعلت يا صغيرتي.
-لا....ارجوك توقف.......اه دعني ايها الوحش. الا انه لم يكترث و شرع بعمله الدنيء بأطفاء رغبته التي شعر بها , فأغمضت آن عينها مستسلمه للمصير الذي تلاقيه من هذا الشخص
خصوصا انها لم يمسها رجل قط .

اشرقت شمس الصباح مداعبة عيني آن بعد أن افاقت و هي عاريه و تذكرت ما حدث لها امس فعلت الحمرة وجنتيها و تذكرت ان جوزف ليس هنا.....اه انها فرصتها للهرب من هنا و اخذت تبحث عن ملابسها فوجدتها قرب المدفأه و ارتدتها و اذا بها تهم للخروج يفتح جوزف الباب و معه القس ليقوم بمارسيم الزواج.

- كنت تحاولين الهرب اليس كذلك و لكنك ستصبحين زوجتي الآن.
-من قال لك بأني سأتزوجك ايها الظالـم الحقـير.
-انتبهي الى ما تقولين فأن لا احد ينجو عندما ينعتني بالحقير.
-و ماذا ستفعل, اسمعي ان حاولت ان تنبسي بكلمة واحده للقس فعقابك سيكون على يدي.

و باشر القس بماريم الزواج
-في هذا اليوم المبارك يجمعها الله لهذا الرباط المقدس...................
انها الحقيقة المره انها اختطفت و تزوجت شخصا غريب صحيح انها كانت تحلم بهذا اليوم و لكن ليس هكذا بالاختطاف او الزواج برجل لا تعرفه, ولكن الندم لا يفيد الان فهي قد اصبحت السيدة لوكارس..آن لوكارس.
********************

Just Faith 23-07-14 02:47 AM

هيا يا صغيرتي سوف نذهب الى المنزل.
ابدا.
قالت جملتها و كأنها واثقه من اقناعه ولكنه سرعان ما قال: اطيعيني يا امراة و الا..........
لا فهي لا تريد ان يكون مصيرها كما حدث امس فقالت و الدموع تنهمر من عينيها:حسنا.
- جيد , اخيرا قد بدأت تفهمين و بما اننا اصبحنا متزوجين فاني اتصور ان تحملي بطفلي في القريب العاجل فأنا اريد وريث لي ليدير اعمالي بعد بلوغي سن الشيخوخه,لا.. فبعد سماعها يقول هذا اصيبت بالغثيان و التعب... طفله في احشائها و هذا آخر امر تريده ان يحصل فهو يريد و ريث سريعا كما قال لها و هذا الطفل سيفسد عليها محاولتها للهرب.
و انطلقت آن بالسياره مع زوجها الذي لا تعرفه و الذي يؤثر بها كثيرا فهي لا تعلم لماذا تصاب بالقشعريرة عندما يلامس جسده الاسمر المفتول بالعضلات جسدها الصغير و جسدها هذا الذي يطيع رغابته فهو صغير لا يقارن بجسده اه لو يضمها لتعيش ما شعرت به في الغابه,و اذا بالسياره تقطع الاشجار عابرة في منطقه جميله مطله على الجبال التي تغطي قممها الثلوج البيضاء و البحيرة التي تعكس الشمس اشعتها عليها لتصبح مشعة كالماس.
-يا الهي ما اجمل المكان هنا.
-نعم انه جميل و لكنك لم تري بعد شيئا.
و اذ بالسيارة تقترب من منزل كبير جدا تحيط به الاسوار و قد زينه من الداخل بالورود الجوريه الحمراء و البيضاء و ليعبق المكان بالرائحه الجميله و قد وجد على الزاويه بركة سباحه كبيره بقربها مستودع بحجم منزلها نوافذه مسقوله و منتشره على جميع نواحي المستودع ليعطي المنظر من الداخل بريق لؤلؤي وع انعكاس مياه المسبح الزرقاء.
حسنا هذا هو منزلك الجديد و اهلا بك. فتح لها جوزف الباب قائلا و مادا يده نحوها و لكنها تجاهلت يده و وقفت و اذا بكلب ضخم يقترب من جوزف ليحي سيده. اهلا يا هيبي لقد احضرت سيدة المنزل فاعتني بها جيدا لانها في القريب العاجل سترزق بطفل لكي يلعب معك , و اذا بالكلب ينبح ليدل على سعادته و يستقبلها.
اهلا يا سيد لوكارس بك في المنزل. و رد جوزف التحيه ليصافح الخادم بحراره.
- صغيرتي هذا كبير الخدم لدي و هو بمثابة والد لي, بابلور هذه زوجتي.
- اهلا بك سيدتي. قال ذلك و الذهول في عينه فلتفت لجوزف قائلا. لا زال اختيارك جيدا. مما اغضب آن
بقوله هذا.
حسنا بابلور خذ زوجتي الى غرفتي و استدعي سيمونا لتساعدها على الاستحمام و ترتيبها فكما ترى بللت العاصفه ملابسها و عندما تنتهي فالتأتي بها الى مكتبي و اطلب من السيدة فريرز تحظير الغداء.
و اختفى جوزف في منعطف. من هنا سيدة لوكارس.
و اذا بمراة شابة خلفها تقول مرحبا اسمي سيمونا و كم سعدت عندما اخبرني السيد بزواجه و لكني لم اعرف ان السيدة جميله هكذا بالتأكيد سوف يسعد بيتر عندما يراك.
- اه نعم لابد انك تعرفينه باسم بييت فالسيد هكذا يسميه فهو بيتر ابن السيد .
و اتت هذه الجمله كاساعقه لـ آن و لكن كيف يتزوجها و هو متزوج من الاصل. و دلتها سيمون على الغرفه
- حسنا هذه غرفتكما سيدتي و لقد جهزت كما ترين بكل أثاث المتزوجين, ولكن ماذا عن ملابسي, قالتها آن(( آه لقد احضر السيد لك ملابس جديده فكما فكما تعلمين لقد قام بتجهيز كل شيء و الآن استحمي بعدها سأقوم بتدليكك ليساعدك على الاسترخاء)).
دخلت آن الحمام و لقد كان بحجم غرفة الجلوس في منزلها, آه منزلها الذي لن تعود اليه ابدا و جعلت المياه تنساب على جسمها و هي تفكر بمصيرها و كيف ستهرب من مصيرها المشؤوم , بعد ان خرجت قامت سيمونا بتدليكها لتساعدها على الاسترخاء و مشطت شعرها الناعم الطويل الذهبي اللون بعد ان اخبرتها بجمال شعرها الذي يظفي الى جمالها سحرا يجذب العديد من الرجال و هكذا فكرت سيمون بان سيدتها الجديده سحرت سيدها.
خرجت سيمونا من الغرفه فأخذت آن تتأمل الغرفه و ذلك السرير المزدوج الناعم الذي ستنام عليه مع
زوجها جوزف ثم احست بالخجل بمجرد التفكير انها سترتمي باحظانه و ستشاطره سريره ليضمها الى صدره المفتول بالعظلات و جسمه الاسمر القوي البنيه رغم انها طويله الا انها تحتاج الى لبس حذاء عالى لتصل الى اكتافه, و فجأه دخل عليها ولد ذو سبع سنوات و الطين ملطخ وجهه و ملابسه و هو يقترب منها قائلا: اذا انت زوجة ابي, فابتسمت له و قالت نعم, و اقترب منها و اخذ يتفحصها و ينظر اليها بغضب فصاح بها قائلا:انا لا اعرف ماذا فعلت لابي لكي تجعلينه يتزوجك و لابد انك مثل الاخريات تطمعن بامواله بعد ان تعلمون بانه صاحب هذه الا**** و له شركة عالميه كبيرة.
- هذا ليس صحيح يا صغيري ....
- فقاطعها قائلا: لا يهم و لكن لن اغفر لك اذا استغليت عطف والدي و سعيه ليحصل على ام لولده.
عطفه و هل هو عطوف لدرجة انه ضربها و اغتصبها و اذاقها الذل بمصيرها, فقالت:يا صغيري انا لا انوي ان استغل والدك او افعل شيء لا يغتفر ..صدقني لا احد ينجوا من والدك. فدخل جوزف الغرفه عليها قائلا:انت هنا يا صغيرتي ارى بانك قد تعرفت الى ابنك.
- ماذا قلت, انه ابنك و ليس ابني.
- حسنا لقد اصبحت امه من الآن ,ولكنه ربما لا يرغب بي اما له فقال جوزف ما رأيك يا بيتر
-انا رأي برأيك, و خرج مسرعا غالقا الباب بقوة خلفه , اذا لقد حسم الامر. و اقترب جوزف منها و امسك بخصلة شعرها التي كانت شاذة عن البقيه و امسك بالمشط من يدها و جلس يمشط شعرها ثم غمر انفه في شعرها و قال لها بالمناسبه ما اسمك بالكامل آن. شعرت آن برغبة في الضحك زوج لا يعرف اسم زوجته آن ... اسمي آن بيترسن..... كنت آن بيترسن). حسنا يسرني انك عرفت خطأك و قمت بتصحيحه والا كنت لعلمتك كيف تلفظين اسم عائلتك.
شعرت حينها بالخوف فرغم قصر مدة معرفتها له الا انها عرفت بانه ينفذ ما يقول بالضرب, فقاومت شعور الحزن و البكاء الا انه لاحظ عينيها تلمعان فقال لها بسخريه:يا حبيبتي هل تبكين... كم رقيقه انت. فوضع اصبعه تحت ذقنها لتنظر الى عينيه الثاقبتين ثم شعرت باصابعه تنزل الى ثغرها فعنقها فتنسحب إلى أزرار قميصها و أطقت صرخه خفيفه مفاجئه.
- ماذا بك .. بحق الله اني زوجك.
لقد فاجئها عمله هذا فالنهمرت الدموع كالسيل فقال: هلا توقفت عن البكاء رجاء, و لم الخوف فأنا زوجك فلا تعتقدي بأن حياتنا لن تمر بعلاقات جسديه فأنت مخطئه بل كل يوم اكون انا فيه راغبا بذلك , و الآن هيا اسعدي زوجك بحق الجحيم.
فأغلقت عينيها مستسلمه بالمصيرها الأليم هذا الذي ستعيشه كل يوم حتى تصبح حاملا بطفله,فتأوهت قائله: آه ... لا...آآآه......لا ابتعد عني..اتركني, دعني.
- ماذا حدث؟!... ماذا بك يا أمرأة لم كل هذا الصراخ.
- لا أريد أن.... أن أحمل بطفل منك ....لا.
- بل.. ستحملين يا صغيرتي.
لم تفهم آن لم جوزف يعاملها بهذه الوحشيه و لم تزوجها هي بالذات هل هذا ذنبها لانها تواجدت في منطقته ام لان له تجربه سيئه مع زوجته او النساء الاخريات اللواتي عاشرهن فلابد ان النساء تتهافت عليه كانه حقل ممغنط يجذب النساء بوسامته الظاهره. ماذا تفعل! لماذا تفكر هكذا لا يمكن أن تكون هذه الغيره.
استيقظت آن في الصباح الساعة السادسه و وجدت نفسها في السرير دون جوزف, فنهضت و استحمت و لبست الملابس الذي اشتراها لها رغم انها قليلا فاضحه الا انها لا تملك ملابس و هو لا يريد ان تستعيد ملابسها حتى, فدخلت عليها سيمونا متفاجأه فوجدتها قد استحمت و ارتدت الملابس فقالت لها: سيدتي يبدو انك استيقظت باكرا فقد طلب مني السيد ان اوقظك و ألبسك لباس صباح العروس, : ماذا, لباس صباح العروس,فأجابتها: نعم فأن السيد يريدك ان تلبسي هذا و ليس الذي ترتدينه فقالت آن: لا يمكن فهذا فاضح جدا و لن ارتديه, ولكن, سيمونا قلت لن ارتيده و سأخبر زوجي بأني انا الذي رفضت ان البس و الان شكرا.
- حسنا, السيد و ابنه ينتظرانك في غرفة الطعام
- شكرا سيمونا .... أعرف انك تريدين الخير لي ولكن افهمني يستحيل ان ألبسه.
- فهمت, حسنا الغرفة من هنا سوف يصطحبك لوكاس الى غرفة الطعام.
يبدو ان لوكاس خادم آخر لزوجها , كم من الخدم يعملون في هذا القصر الفخم, يبدو ان هناك جيشا من هم لكبر القصر و هذا ما سوف يعيق هروبها من القصر بسرعه لانها متأكدة أنها لا تريد ان تحمل بطفل من جوزف الطاغي صاحب الوجه الوسيم و لكن كيف سيكون ابنها هل سيكون صاحب عينين بنيتين تميلان الى لون الجبال و شعر اسود مشعث اجعد كابيه, انها لا تتصور جوزف يحمل ابنها بل ابنه ايضا و يلعب معه.
- سيدة لوكارس وصلنا.
- شكرا لك لوكاس.
فنظر اليها بيتر بحتقار بينما والده كان ينظر اليها بغضب قائلا: ما الذي ترتدينه يا آن. فقالت بصوت متحشرد: ملابس الصباح .... ما المـ مشكلة. فقال: طلبت من سيمون ان تلبسك لابس آخر, حسنا انه فاضح ولا استطيع ان البس لباسا كهذا في ارجاء المنزل بين الخدم.
- ابي, ابي..... هل استطيع الانصراف.
- اكمل فطورك ثم سأوصلك للمدرسه في طريقي للعمل.- و لكنني دوما اركب الحافله
و نظر ابوه اليه بعينين صارمتين تحمل الانذار و الوعيد و الحذر في وقت واحد: لا داعي للتهرب يابييت فهي ستصبح امك, ثم التفت التفت الى زوجته و سالها عن عمرها:18 سنه
- ماذا..... هذا يفسر سبب صغر جسمك فهو كجسم صبي اذا انت مراهقه حسنا, حسنا! و اكمل انت تصغريني اذا بي 6 سنوات.
ففكرت آن ولم تستطع منع الدهشة التي ظهرت على ملامحها و قالت : عمرك 24 شيء..... شيء لا يصدق ظننت عمرك فوق26 فمنظرك يوحي بكبرك.
- ابي ساذهب بالحافله الان.
- حسنا, اراك لاحقا.
فالتفت اليها و هو يقول بتهكم و سخريه: اذا .... لم كل هذا الاستغراب يا طفلتي, فلقد تزوجت و انا في الثامنه عشر و زوجتي كانت تكبرني بـ 10 سنوات. فصمت قليلا ثم اكمل اما بالنسبة لبيتر فلقد حملت به امه و انا في قبل بلوغي الثامنه عشر بشهر واحد قبل زواجنا المشؤوم.
فقالت كلها ذهول: ولكن كيف عرفت اني افكر بهذا الامر. فأطلق ضحكة لاذعه: الم اقل بان عينيك تكشفانك.... و لقد تأخرت عن العمل ساعود بعد الاتهاء منه لك يا صغيرتي لكي نكمل مشروع انجابنا .
- يا لك من حقير... أني اكرهك.
هبت أن بصحبت سيمونا لكي تتعرف على المنزل و ما فيه بالخدم ايضا و قد شعرت آن بانها ستتفق كثيرا مع سيمونا و سألتها بأمر كان يشغل بالها: هل جوزف اسباني الاصل يا سيمونا.
فقالت لها الاخيرة: نعم ... في الحقيقه ابوه اسباني من الاصل لكن جدته غجرية الأصل و أمه يونانيه و له دم من البربر. يا الهي لا عجب أن جوزف قاسي و وسيم لادرجة لا توصف و لهذا هو سيدها في فكل هذه الأصول التي سمعتها يكون الرجال فيها اسياد على زوجاتهن خصوصا في فراش الزوجيه.
- سيده لوكارس, هناك امرأة تريد السيد لوكارس و لكنه ليس هنا. دخلت آن إلى المنزل لتجيب عن المكالمه فقالت: عفوا و لكن زوجي غير موجود حالياَ... هل اترك له رسالة, و سمعت الرد من صوت أنثوي عذب: حسنا لا داعي, اعتقد انه في طريقه إلي شكرا لك.
ظلت آن لحظات واقفه أمام الهاتف تنظر إلى السماعه, ما الذي قصدته بأنه في طريقه إليها و من تكون هذه المرأه, هل... هل يمكن أن تكون زوجته, والدة بيتر... سوف تنتظر قدوم جوزف لتسأله.... لا يا الهي لن تنتظر ستسأل سيمون.
- هل طلبتني سيدتي. ظهرت سيمونا بسرعه بعد أن استدعتها آن بالجرس الذي قرب غرفة الجلوس فنظرت آن الى سيمةن قائلة:
- نعم سيمون, هل... هل جلستي من فضلك أريد أن أحدثك عن زوجي.
- هل من مشكله سيدة لوكارس
- لا ... لا توجد مشكله و لكني أريد أن اعرف ماذا حدث لوالدة بيتر.
***************

Just Faith 23-07-14 02:50 AM

حقيقة بيتر
نظرت سيمون إلى سيدتها بدهشه إلا أنها قالت: حسنا سيدتي لا اعرف ماذا أقول
, إن والدة بيتر قد توفيت قبل ثلاث سنوات و كانت هي و بيتر و....و .....
- و من أيضا سيمون .و نظرت المرأه ناحية الباب و كأنها تتأكد من عدم دخول شخص و أكملت:لا احد يجب ان يعرف باني قد أخبرتك ذلك, و لكني اعتقد بانك تستحقين معرفه القليل عن حياة السيد. نظرت مره أخرى في أرجاء المكان فأردفت:
- إن والدة بيتر كانت ستهرب ببيتر مع عشيقها و لكن مع الأسف أصيبوا بحادث سيارة و توفيت السيدة فورا و لكن بيتر لم يصب سوى بجروح طفيفه و كان حينها عشيق السيدة قد هرب بعد الحادث خوفا من السيد جوزف فرغم انه كان في الخامسه و الثلاثين و السيد في الحاديه و العشرين إلا انه كان له عقل و تصرفات رجل في الثلاثين, كان يستطيع أن يرمي الرجل في السجن, فوالد جوزف السيد سبستيان توفي قبل بلوغ السيد الرابعه عشر, و أوصى السيد سبيستيان بجميع أملاكه للسيد عند بلوغه سن العشرين فتولى السيد جوزف أملاك والده و أدار العامل و فتح شركة الكترونيات و كسب المليونين بمجرد بلوغه الواحد و العشرين بعرق جبينه دون ذكر انه قد ورث أموال والده و أملاكه و أنه كان غني و ذي نفوذ قويه, و عندما علم السيد كان قد توعد بقتل الرجل و والدة بيتر و لكنه عند وصوله المستشفى علم بمقتل زوجته و عندما ذهب ليطمأن على بيتر قال الأطباء بان الصبي له مشكله في كليتيه و بأنه يحتاج إلى زرع كليه.
- و ما الذي حصل عندها.
- عندما قرر السيد أن يهب ابنه إحدى كليتيه تبين بأنها لا تطابق أعضاء ابنه و عندما اجروا فحوصات اخرى تبين بان بيتر لم يكن ابن جوزف و ان السيدة خدعت السيد.. آه لو رأيت السيد اشتعل غضبا كان قد تمنى لو إن السيده حيه ليقتلها بنفسه.
حسنا هذا يفسر عدم ثقة جوزف بها و ظلت آن تفكر بالصبي الصغير و كيف كان ترحيبه بها, لقد عانى على ما يبدو كثيرا و من عشيقات والده... آه كيف تنسى أمر المرأة التي اتصلت, فسألت: سيمون هل السيد كان يحضر رفيقاته هنا.
- آه.. ليس بمعنى الكلمه لقد كانت الكثير من النساء يحضرن هنا دون دعوات و يدعين أنهن يردن مصادقة السيد الصغير و أنهن يحببنه كثيرا, لكن الحقيقه أنهن يسعين خلف السيد الكبير و ثروته.
ظلت آن تفكر بان تلك المراة لم تكن سوى إحدى أولائك النسوه الوضيعات و لكن ألا يعرفن بان جوزف قد تزوج... و ما الذي كانت تقصده المراه بان جوزف في طريقه إليها, إذا كان جوزف قد تزوجها ليمنع أقاويل الناس بأمر علاقته بالنساء فهو مخطئ فهي لن تسكت عن ذلك.
.
عاد بيتر من المدرسه و كانت آن على الشرفه تحتسي الشاي, فدخل بيتر متسللا إلى الشرفه , كانت آن ترتشف الشاي عندما سمعت بصوت طفولي ساخر يقول: مرحبا... أمي العزيزة. قفزت آن من مكانها و انسكب الشاي الساخن على رجلها فتأوهت و التفتت الى بيتر بغضب , هل كان يتعمد إخافتها لينسكب الشاي عليها, إلا انه لم يظهر الندم بل كان فرحا بما حدث فقال لها: هل لديك مانعا بمناداتك بأمي.
-لا... لا مانع لدي , فقال بسخريه :
- بالتأكيد.. بالتأكيد لا مانع لديك.فنظر في أرجاء المكان و كأنه يبحث عن شخص فقال: و لكن أين أبي فقالت لها: لقد خرج باكراَ
- نعم..هذا هو والدي, يخرج بعد زواجه, فصمت قليلا ثم اضاف: لابد من انه مع إحدى نسائه فهو لم يهتم بك و لن يهتم بك,هو لا يهتم بي و لا يكترث فكيف أنت.
هل كان في صوت الصبي نبرة حزن و الم, فاقتربت منه آن و قالت: لم تقول ذلك إن والدك يحبك كثيرا.فلمست شعره تمد له تعزيةً, و لكنه انسحب إلى الخلف و انفجر قائلا لها:
- لا هو ليس والدي الحقيقي.
شعرت آن بقلبها ينقبض كيف لصبي صغير أن يشعر و هو يعرف أن الرجل الذي يناديه بوالده ليس
أبيه الحقيقي, و مسح بيتر دمعة انحدرت على خده ثم تابع:
- الجميع يعتقد بأني لا اعرف الحقيقه و هم يشعرون بالشفقه نحوي حتى أبي. صحيح أني كنت في الرابعه إلا أني لم أكن بغبي فأمي لم تحبني يوما ولا أبي. فتحشرج صوت الصبي و تابع إني اذكر أن والدي كان يحملني بين ذراعيه و يداعبني و لكن بعد الحادثة أصبح لا يطيق التواجد معي في نفس المكان, و إذا دخلت غرفة ما أسرع هو إلى الخروج من الغرفة.
صدمت آن من هذا الخبر, هل حقا أن جوزف يتهرب من ابنه و ما ذنب الصغير بما كانت تفعله والدته الراحله, حقا لقد عاني و عليها مساعدته فقالت له بتعاطف:
- لا بد من انك مخطئ يا صغيري.
-لا هو لا يحبني, و هو يشعر بالشفقة لي لأني سأموت قريبا, و لازلت أتذكر انه لم يمضي على وفاة امي الكثير حتى كانوا نسائه يتوافدون للمنزل و يبتاعون لي الهدايا و الملابس حتى يتقربوا مني ثم إلى والدي فثروته, فكل من في المنطقه يعرف بأمر الحادث و بحالة مرضي و انه ليس والدي الحقيقي, و يقول البعض بأن الرجل الذي كان معنى في ذاك اليوم هو والدي الحقيقي.
نظرت آن بحزن و أسى إليه كيف لصبي أن يتحمل كل ما حدث له و كيف يحمل هذا السر الخطير في نفسه,يا الهي يجب أن تساعده يجب عليها أن تفعل ذلك. في تلك الأثناء وصل جوزف بسيارته المرسيدس السوداء و كان على غير عادته فدخل إليهم إلى الشرفة و رأى أن الجو كان متوترا بينهم
و اقترب بيتر من والده فقال له بكل خبث:
- أبي لقد عدت..فسكت قليلا و التمعت عيناه فتابع: أبي هل تضع عطرا نسائياَ.
تسمرت آن لدى سماعها تلك الجملة, و التفتت إلى جوزف و التقت عينيها بعينيه و كانت عينيها تدينان جوزف, فقال هذا الأخير:
بالتأكيد لا... أنا لا أضع عطرا نسائيا,أي والد تحسبني.
- هذا غريب و لكن الرائحة تعبق منك.... إذن لابد من أن إحدى النساء كانت قريبا منك و قريبا جدا.
التفت بيتر لينظر إلى آن ثم إلى والده و أكمل: بالمناسبه هل أحضرت عدة التخييم, فانا لا أحب أن اذهب إلى كاليفورنيا دون العدة المناسبه.
-نعم, يابني لقد احضرتها لا تخف . فنظر إلى آن هو الآخر ثم تابع: انصرف الآن و دعني أتحدث مع
والدتك, فنظر بيتر بحقد إلى آن ثم إلى والده بكره, فزمجر جوزف في وجه بيتر:
- لقد قلت لك أن تنصرف,ألا تسمع.
نظر بيتر إلى والده و كأنه يقول له أنا احبك فلماذا لا تفهمني, و هرع إلى الداخل و الدموع محبوسة في عينيه, لم يكترث جوزف بما حدث بل جلس بالكرسي المقابل لـ آن و طلب الخادم لوكاس ليحضر له القهوه, ضلت آن تنظر إلى جوزف و هي غاضبه فانتبه جوزف فقال لها:
- ماذا هناك.
- لماذا عاملت الصبي بكل هذه القسوة, و ما ذنبه إذا قال لك الحقيقه و هو انك أمضيت اليوم مع امرأه
نظر جوزف لحظات إلى آن ثم قال لها: أنت لا تعرفين عما تتكلمين, فقالت بكل سخريه و غضب:
- أحقا, إذا من تلك المرأه التي قالت بانها تريدك و انك في طريقك إليها.
- لابد و انك تتحدثين عن كارين سكرتيرتي, و لكن لا علاقة لي معها, و هل تستطيعين السكوت الآن.
نظرت إليه و إلى مظهره, هناك أمر غريب فيه و كأنه قد خرج من صراع كبير و قد كان الخاسر فيه, هل يمكن هذا ظنت آن إنها رأت في عينين جوزف القلق و الخوف, و هل يمكن أن يفكر فيما حدث الآن و بوالدة بيتر فقالت له:
- اسمع أنا لست كزوجتك الراحله و لكن اعلم أن مهما حدث بيتر سيظل ابنك و إن لم يكن من لحمك و دمك.
تسمر جوزف حينما سمع ما قالته آن الآن و انفجر قائلا لها: من أخبرك عن هلينا من.
إن لم تكن آن قد رأت جوزف من قبل ثائرا فقد رأته الآن و قالت له:
لا يهم و لكن ان ظننت بانك تزوجتني لتخفي علاقاتك مع نساء أخريات فأنت مخطئ فإما أن تترك تلك العادت و تبدأ بالاهتمام ببيتر و تحبه أو أن تكون فاسق و تكره ابنك و ان ننفصل فانا كما قلت لست زوجتك الراحله هلينا اتحمل معاملتك....أرجوك جوزف فكر أن بيتر يعاني بسببك و أنا لا اهتم بك و
لكن اهتم حقا بمشاعر بيتر.
- اصمتي آني....بحق الجحيم اصمتي
- و لماذا اصمت, انظر إلى نفسك ربطت عنقك مفتوحه و مظهرك يوحي بأنك كنت مع امراة فلنكن صريحين أنا لن أعيش مع رجل يخرج مع النساء و لا يكترث البته بابنه,انك....انك ظالـم سـافل.
- قلت اصمتي. لم تستطيع ان تتفادى الذي حصل لقد دوى الصوت و احمرت وجنتاها لقد قام بصفعها بقوة مما سبب بشق صغير على شفتيها و سال الدم منه, خرج جوزف بعد ذلك و ترك آن في الشرفه و حدها.
تسمرت آن في مكانها فلم يسبق لها أن تعرضت للضرب من قبل أي شخص و الآن يأتي زوجها و يقوم بضربها, صحيح أنها كانت صفعة واحده و لكنها أحست بأنها لكمة لا صفعه, و إن قام بصفعها اليوم فغدا ربما يقوم بضربها أيضا, لا يمكن أن تعيش هكذا, فانسلت آن إلى غرفتها و أغلقت الباب خلفها و رمت نفسها فوق السرير تبكي بحرقه و ألم و من شدة التعب النفسي الذي مرة به الآن غفت و نامت و حين جاء موعد العشاء أتت سيمون الخادمه ذات الواحد و العشرين سنه الى غرفة آن و طرقت الباب و حين لم تسمع الرد طرقته قليلا بشده حينها جاء صوت آن النعس قائله:
- من هناك.
- إنها أنا سيمونا, سيده لوكارس. ف سكتت قليلا ثم تابعت: السيد لوكارس يطلبك إلى العشاء.
تنهدت آن قائلة: قولي له باني لا أريد العشاء و أفضل أن ابقى هنا.
ذهبت سيمون إلى الأسفل و توجهت إلى غرفة الطعام التي بها السيد و ابنه و الضيفه فقالت سيمون بقلق للسيد:
- إن السيدة لا تريد العشاء سيدي.
- ألم تخبرينها أن لدينا ضيفه هنا, يجب عليها النزول الآن.
فقال بيتر لوالده بفرح:
- سأذهب لأناديها.
هرع بيتر إلى الاعلى و توجه الى غرفة والده و طرق الباب قائلا:
-آن.....أم..أمي انه انا بيتر, هل لي أن ادخل.
-نعم,بالتأكيد تفضل.
دخل بيتر إلى الداخل و لم يجد آن في الغرفه , قالت له آن: سوف اخرج بعد قليل انتظرني.
كانت آن في الحمام أمام المرآه تنظر الى آثار الصفعه, لقد كان خدها متورما و آثار يد جوزف عليها, لقد شوه جوزف وجهها الطفولي, لا لن تسكت عما حصل لسوف تدافع عن نفسها, فتحت آن صنبور الماء و غسلت و جهها بالماء البارد و خرجت, حين راها بيتر ارتبك ثم قال:
- ماذا حدث لك..... من سبب لك هذا.
- لا شيء لقد و قعت ليس الا
لا انت لم تقعي ابد, هكذا صرخ بيتر ثم تابع: انه ابي لقد صفعك نعم إني متأكد
- لم يقصد ذلك بيتر
- بل قصد لا تحاولي خداعي فقد سمعت صراخكم في الشرفه إن والدي حقا عديم الرحمه
لم تقل آن شيئا بل ظلت تنظر الى بيتر و الى مظهره الغاضب فقالت:
- لم انت هنا, لا تقل بأن والدك طلب منك ان تحضرني
- نعم و هناك ضيفه, انها سكرتيرته و لكني اكرهها فهي تبتسم و تلعب معى امام والدي, اما حين لا يكون والدي موجود فهي تظهر وجهها الثاني و تبغضني و تكرهني و انا سعيد لانه لم يتزوجها بل على الاقل تزوجك.
- آسفه بييت, ولكن قل لوالدك أني لا استطيع النزول و أني متعبه
نظر بيتر اليها و فهم انها لا تريد النزول بسبب الكدمه التي سببها والده لها و نزل إلى والده ثم نظر الى كارين باحتقار و غضب و جلس على مائدة الطعام و شرع في الاكل, ظل جوزف ينظر الي بيتر ثم انفجر قائلا: ألا تنتظر حتى تنزل أمك من اعلى و تبدأ الطعام.
اصيبت كارين بالذهول فهي تعرف ان والدة كارين متوفاه فقالت لجوزف باستغراب: والدته....اين والدته. فقال لها: انها امه الجديده آن. ففهمت سبب مناداة زوجته بوالدة بيتر فلقد تزوجها لتكون اما لبيتر و هذا يعني ان هناك احتمالا كبير في ان تحل هي محل زوجته ربما تزوجها ليؤمن الاستقرار لبيتر و يمضي هو حياته في السهر و مع النساء, قال بيتر يقطع صوته الاجواء:
_ إن امي لا تريد الطعام و قالت بانها تفضل ملازمة الغرفه و النوم مبكرا.
- ولكن ألم تقل لها بان معنا ضيفه هنا, لا يجوز ترك الضيفه فاذا كانت لا تريد الطعام فلتجلس اذا معنا.
انطلق جوزف الى اعلى قاصدا غرفته و بينما آن مستلقيه على السرير انفتح الباب على مصراعيه و دخل جوزف اليها و كانت الغرفه مظلمه ووقوف جوزف امام الباب و الضوء خلفه جعل من مظهره رجلا سفاحا مخيف و اخذ يقترب جوزف منها الى ان وصل امام السرير فأضاءت آن المصباح الذي بالقرب من السرير فرأت وجه جوزف مكفهرا غاضبا و سحب جوزف الغطاء من آن و امسك يدها و جرها خارج الغرفه.
لم تكن آن تعرف ماذا حدث و جوزف يجرها هكذا إلا أن تفكيرها عاد و سحبت يدها منه و قالت:
- ماذا تفعل هل جننت لماذا تجرني هكذا. فقال لها غاضبا:
- اظن بأنك تعرفين بان لدينا ضيفه و كيف تبقين هناك في الاعلى ولا تحضرين الى الاسفل, فهذا من غير لائق و انا لا احب ان يقال عن زوجتي و المحترمه و أم أولادي بأنها لا تعرف الأصول و الآداب.
- ولكن كيف انزل و وجهي هكذا.
حينها انتبه جوزف الى خد آن المتورم فقال لها: لم يكن يجدر بك أن تستفزيني او أن تستجوبيني آن و ليكن ذلك درس لك و ثانيه ا انا لا اهتم البته بوجهك فيجب عليك النزول. اكمل جرها إلى الاسفل دون أن يسمح لها أن تدافع عن نفسها و مذلا أيها الى ان وصلوا الى غرفة الطعام حيث بيتر و سكرتيرته هناك.
عند دخولهما توقف بيتر عن الأكل و وقفت كارين لتنظر اليهما و الذهول على وجهها بسبب اثار الصفعه الواضحه على وجه آن الصغير, همت آن لتجلس بعيدا عن جوزف الا انه سحبها من يدها لتجلس بجانبه و لم يفت ما حدث كارين فقد شاهدت العداء القائم بين جوزف و زوجته.



Just Faith 23-07-14 02:52 AM

قلب متحجر

قام جوزف بتعريف كل منهما, و وضعت آن يدها على وجهها لتخفي آثار الكدمه و لكن زوجها نظر إليها بنظرات غاضبه تقول لها بآداب المائدة, فأنزلت آن يدها حينها شهقت كارين قائله: يا الهي ماذا حصل لوجهك... من قام بصفعك.
فنظرت آن من بيتر إلى جوزف فرأت على وجه جوزف ابتسامه سخريه و كأنه يقول لها بأنه يتحداها أن تعترف و تقول من قام بصفعها, أشاحت آن بنظرها إلى كارين فقالت بسخريه:
لقد قام زوجيا العزيز بصفعي, تخيلي ذلك
فقالت كارين بعذوبة و بتهكم أيضا:
- أوه إني أسفه لم أظن بان الأمور قد ساءت فيما بينكم منذ البداية.
هنا تدخل بيتر بعد أن رأى نظرات الخبث على وجه سكرتيرة والده كارين فصرخ قائلا:
- لقد صفع والدي أمي عن دون قصد, فكما تعرفين أني مشاغب جدا و لقد أغضبت والدي و عندما أراد ضربي تصدت أمي له و صفعها قبل أن يدرك ما فعل, فلا تظني أن والدي يكره أمي هل تفهمين.
فعاد بيتر ينظر إلى كارين باحتقار فقال لوالده:
- أبي هل استطيع الانصراف فقد انتهيت من الطعام. ظل جوزف مصدوما من تصرف ابنه فقد كان يعلم بعداوة ابنه لزوجته و لكنه الآن يدافع عنها, و متى حصل هذا التغير دون أن يعلم, حقا قد أحسن في الزواج من آن فقد كان بيتر صعب المراس لا يحب أي امرأة يحضرها إلى هنا, و أومأ جوزف سامحا لبيتر بالخروج.
ظل الجو مشحونا في غرفة الطعام و كان جوزف يعير كل الاهتمام إلى سكرتيرته و لم ين يتحدث مع آن كثيرا, بينما هو يضحك و يمرح مع كارين و هي مستمتعة بالحديث معه بعد أن جلست بجانبه بمجرد خروج بيتر.
اشمأزت آن من هذا المنظر و جعلها تشعر بالغثيان, فاستأذنت من زوجها لتذهب إلى النوم فقال لها:
-الآن؟!... لا يزال الوقت مبكرا
- اعلم لكني تعبه و أفضل أن ارتاح قليلا عن إذنكم.رجت مسرعه من غرفة الطعام قاصدة غرفة نومها, إلا أنها انتبهت لبيتر في الحديقة يلعب مع كلبه و اتجهت نحوه و عند خروجها لفحها نسيم المساء القادم من بحيرة النقاء التي تحيط بالمنزل و جلست على كرسي الحديقة و هي تنظر إلى بيتر و هو يلعب مع كلبه و يضحك معه, فهي منذ أن قدمت إلى هذا المنزل لم تشاهد يوما بيتر يبتسم فهو لم يكن يبتسم إلى بسخرية أو على من يحقد عليهم و لكن هذي الابتسامة و الضحكات نابعة من القلب و تنم عن الفرح و السرور و ها هو سعيد مع كلبه وليس مع والده, انتبه بيتر لـ آن ثم تقدم نحوها قائلا:
- هل رحلت سكرتيرة والدي.
- لا, ليس بعد... لماذا هل تريد شيئا.
امسك بأذن هيبي يداعبه و حول نظره عن آن و تنهد ثم قال: لا و لكني لا أحبها و والدي دائما ما كان يقضي أوقاته في العمل و في بعض الأحيان لا يعود إلى المنزل بل يبقى في المكتب لينهي أعماله و هناك كارين أيضا.
- أوه, إنني آسفة. وضعت آن يدها لتلعب بشعر بيتر و تخفف عنه إلا أن تلك الحركة جعلته يبكي بشده, فاحتضنته آن و اخذت تهدئه و اخذ بيتر يجهش و يقول: أنا اعرف إن أبي يعمل ليؤمن مستقبلي رغم انه لا يهتم بي فانا اعرف إني اذكره بأمي و هذا ما يجعله يشمئز مني, لكني أحبه كثيرا و ما ذنبي بما فعلت أمي به.
*****************
توجه جوزف و كارين ممسكة ذراعه إلى الشرفه المطله على البحيرة, كانت السماء صافيه و النجوم تشع و القمر بدرا تنعكس صورته على البحيرة, و رياح تنعش النفس في المرء و تزيل بعض هموم الإنسان بهبوبها.
انتبه بيتر إلى شبحان في وسط الحديقة و عندما اقترب مع كارين اكتشف أنهما ابنه و زوجته فقال بمرح:
أنتما هنا لما لا تدعونا للجلوس معكم, فالسماء صافيه اليوم و الأجواء جميله.
- بالطبع أنت مرحب بك أبي, لكنني لا أفضل الرفقة مع سكرتيرتك.
زمجر والده قائلا:
- بيتر لا تتحدث بهذه الطريقة هل فهمت.
- نعم فهمت, و لكن لا أريد كارين هنا إني اكرها كثيرا, و كيف لك أن تحضرها هنا مع وجود أمي الجديدة, أبي ليس هكذا ليس مره أخرى, أرجوك لا تعيد الخطأ مرة أخرى, أنت كاذب أنت جبان و مخادع لقد وعدت أبي.
اشتعل جوزف غضبا و انفجر البركان بداخله و استعد ليضرب بيتر فصرخت آن له:
- جوف لا...لا تفعل.
إلا أن صراخها أتى متأخرا فقد صفع جوزف بيتر بشده حتى وقع الفتى على الأرض, فنبح الكلب على جوزف و ضرب جوزف الكلب أيضا و كله غضب, تسمرت كارين أمام هذا المشهد فهي لم ترى جوزف قبلا غاضبا و لكنها شاهدته اليوم و تمنت لو لم تشاهد غضبه.
اسرعت آن جاثيه قرب بيتر فصرخت على زوجها:
كيف لك أن تفعل هذا بطفل صغير, انه طفل جوزف طفل هل تفهم ما معنى هذه الكلمه..أنت.....أنت ظالم.
بكى بيتر و صرخ بوالده:
- إني أكرهك جدا,أكرهك , ولتفرح لأني سأموت قريبا و سوف ترتاح من مشاكلي.
انتبه جوزف حينها على ما اقترفت يداه و حاول أن يعتذر من بيتر إلا أن بيتر هرع إلى المنزل و نظرت آن إليه باحتقار و لحقت بـ بيتر. نظر جوزف إلى يده و تذكر كيف قام بصفع بيتر, لقد صفع ابنه لقد آلام ابنه و لقد أبكى ابنه, كيف استطاع أن يفعل بابنه هكذا.
اعتذر جوزف من كارين و طلب من سائقه أن يوصلها إلى منزلها و توجه إلى مكتبه مغلقا الباب خلفه, و حابسا نفسه في عتمت الليل.
جلست آن على سرير بيتر و بيتر يبكي في حضنها و قد ابتدأ خده يتورم و يصبح لونه احمر, كيف استطاع جوزف أن يضرب بيتر فهو عندما ضربها تألمت بشده و لكنه ضرب بيتر أقوى قليلا فكيف لطفل أن يتحمل هذا الألم.
نام بيتر أخيرا و أحضرت آن منشفة مبلله بماء بارد و وضعته على خد بيتر و خرجت من غرفته و توجهت إلى غرفتها, فإذا كان جوزف هناك لن تنام معه بعد الذي قام بفعله لبيتر, و لكنها عندما دخلت الغرفة لم تره و انتظرته إلا انه لم يحضر,إذن لابد من انه مع كارين و هذا أمر لا تستطيع آن تستبعده من زوجها فهو متحجر القلب.
في الصباح يوم السبت استيقظت آن و استحمت بالماء الساخن و الحوض المليء بالفقاقيع العطره فهي دائما كانت تشعر بالسعاده في صباح كل يوم سبت, فيكون عادة لا عمل لها في هذا اليوم فتفضل أن تقضي وقتها في تنظيف منزلها أو التنزه في الحديقه العامة التي بالقرب من منزلها, كل تلك الذكريات جعلتها تحن إلى العوده لبلادها و إلى الحضاره رغم أن كل شيء متوفر هنا إلا أنها منذ أن حضرت هنا لم ترى العالم و لم يسمح لها جوزف أن تتعدى سور القصر أو أن يصطحبها إلى المدينه القريبه من نيوجيرسي و هكذا ظلت آن حبيسته, إلا أنها صممت أن تخرج اليوم فهي لن تبقى هنا فهي تعرف انه يستحيل عليها الهروب و لكنها ستخرج خارج القصر لتتمشى بالقرب من القصر قبل اكتشاف خروجها.
توجهت آن إلى غرفة بيتر فرأته نائما فتركته ينام فاليوم عطلة نهايه الأسبوع و يحق له النوم, انقلب بيتر إلى جانبه الأيسر و سقطت الكمادة التي وضعتها آن و تبين أن الانتفاخ تغير لونه حول عينيه للون الازرق فكتمت آن صرخة كانت ستخرج منها و كتمت غضبها و دقت الجرس الذي بالقرب من سرير بيتر فحضرت إليها سيمون فقالت لها آن:
- هلاّ أحضرت ماء مثلج رجاءا و بسرعه
فتوجهت سيمون لتحظر ما طلبته سيدتها منها و عندما عادت شهقت سيمون حين رأت وجه بيتر و لم تتجرأ لتسألها من فعل ذلك فهي تعرف بأنه سيدها فبقيت صامته تساعد آن على وضع كمادة بارده على وجه بيتر, ظلت بعدها آن قليلا بالقرب من بيتر ثم تركته نائما و خرجت و عندما مرت بالقرب من مكتب جوزف وجدت الباب نصف مغلق و عندما دخلت وجدت جوزف نائما على مكتبه و مظهره يوحي بأنه نام في المكتب فخرجت بهدوء وأغلقت الباب خلفها و ذهبت لتعد إفطارها الشهي و عندما نزلت إلى المطبخ استغرب الخدم من استيقاظها المبكر فحيتها الطاهية مدام لونغ قائله: صباح الخير سيدتي, انت مبكرا اليوم فلا تزال الساعه السادسه صباحا.
فابتسمت آن و قالت: اعلم و لكني احب أن استيقظ صباح كل سبت مبكرة لأعد الإفطار لنفسي, و لكن هل لك أن تسمحي لي اليوم بإعداد الإفطار.
فأجابتها مدام لونغ بالنفي قائله: و لكن سيدتي يجب ان لا تقومي بأي عمل من اختصاصنا فلن يسمح السيد بهذا و في.
- لا داعي للقلق فالسيد سيتفهم فأنا لا أحب أن أغير من عاداتي.
أعدت آن فطورها الانكليزي و صنعت التوست مع العسل و المربى و الحليب و أخذته لغرفة بيتر
و عندما دخلت كان لا يزال نائما, فوضعت الفطور أمام طاولة الطعام التي بقربه و قربتها من السرير و اقتربت من بيتر توقظه:
-هيا الآن أيها الكسول استيقظ, لقد أعددت لك فطورا شهي.
تململ بيتر على سريره و اخذ يتمتم بكلمات غير مفهومه, فابتسمت له آن ثم قالت: هيا بيتر, اعلم أن اليوم عطله و لكن يجب عليك ان تستيقظ حتى نقوم برحله إلى البحيرة, بعد أن سمع بيتر كلمة رحله قفز من السرير بسرعه إلا انه أطلق صرخه خفيفه فقد كان جزء من جانبه الأيمن مخدر. ارتاعت آن و حين لمست جسده اطلق بيتر أنين خافت و استعد للبكاء إلا انه ضبط نفسه و قال: اني اشعر بالخدر في نصف جسمي و حين اشار إلى نصف جسمه الايمن عرفت آن انه بسبب الضربه التي وجهها جوزف اليه.
امسكت آن دموعها و ساعدته على الاستلقاء و صبت اهتمامها لبيتر , ثم خرجت من غرفته و توجهت إلى الهاتف في الممر المؤدي إلى الشرفه و اتصلت بالطبيب ليعاين بيتر, ثم عادت إلى غرفته فوجدته قد نام فأيقظته بلطف حتى يتناول افطاره إلا انه رفض لكنها اجبرته لصالحه, وبعد أن انهى تناول فطوره و صل الطبيب و عاينه, ثم خرج و تبعته آن فقال لها:
- انه فقط يعنى من الخدر بسبب الكدمه, ماذا حدث له
تلعثمت آن قليلا لم تكن تعرف ماذا تقول له إلا أنها صارحته قائله: لقد حصل سوء فهم بين بيتر و والده فضربه جوزف.
- نعم, فهمت الآن و لكن يجب أن تخبري زوجك أن يضبط أعصابه مع الطفل فبيتر ليس ككل الاطفال الأصحاء خاصة و هو لديه مشكلة في احدى كليتيه و انت تعرفين أن الوقت يمر عليه اذا لم يجدوا مطابق له ولا احد يعرف أين والده الحقيقي.
امسكت آن يد الطبيب قائله: اعرف هذا.. و لكن ما الذي استطيع عمله.
- حسنا تستطيعون أن تسعدوه في هذا الفترة ولا تشعروه بمرضه و أخرجوه للتنزه و الرحلات و اعطوه بيئه عائليه سعيده.
توجهت آن و بيتر إلى البحيره و قد اعدت لهم مدام لونغ الشطائر و المربى و العصائر, فرشت آن و بيتر البساط على العشب بالقرب من شجرة البرتقال و جلسا عليها و كان صوت العصافير و هي تغرد حولهم و البحيره امامهم تشع بفعل اشعة الشمس, و نسيم الصباح يهب عليهم و السماء صافيه لا وجود إلا لقليل من السحب البيضاء.
- أمي...هل أنت سعيده معنا و هل تحبيني.
- بالتأكيد احبك صغيري, ما الذي يجعلك تظن عكس ذلك.
تنهد بيتر فقال: لا... لاشيء, فانا اعرف انك تحبني و لكن هل انت سعيده معنا, فمنذ أن حضرت عاملتك بسوء و لكني احبك الآن فأنت لا تطمعين بأموال أبي و لكن هل تحبين والدي.
- لا أظن ذلك صغيري و لكني احبك انت, و هذا هو المهم أليس كذلك.
ابتسم لها و ذهب يلعب بالكره امامها فضلت آن تتأمل به و تفكر بمرضه انه لا يزال صغير جدا و لا يزال هناك عالم لم يشاهده بعد, كم اسفت لحاله فهو شجاع يقابل مرضه بشجاعه ولا يتذمر, و لكن ماذا ستفعل لو مات و تركها هل سيطالب جوزف بوريث مره اخرى و هل سيعامل ابنه بحب ام سيصده كبيتر. ما الذي تقوله يجب ألا تفكر هكذا.نادت آن بيتر ليرتاح قليلا و يغسل يديه ليستعد لتناول طعام الغداء الذي اعدته مدام لونغ لهما.
وصل جوزف إلى المنزل غاضبا فتوجه رأسا إلى غرفة بيتر فلم يجده, فظن بأنه مع آن في غرفتهما
فلم يجده ايضا في الغرفة, بدء القلق يتسلل إلى قلبه, هل يمكن أن تكون هربت و لكن كيف الم يشاهدها احد لكن إن كانت قد هربت فأين بيتر فلا يعقل أن تكون قد أخذته معها, ثار جوزف بعد تحليله لما قد حدث و اخذ يصرخ في ارجاء المنزل:
- سيمون......سيمون.....لوكاس اين الجميع.
ظهرت سيمون بسرعه من المطبخ و توجهت الى سيدها و اخذت تلهث بعد أن وصلت اليه و هالها ما رأت فقد كان سيدها في احدى حالات غضبه الشديده و اذا لم يعجبه شيء فلا يستبعد أن يقوم بصب كل غضبه على أول شخص يصادفه فلا تريد أن تكون هي هذا الشخص, نظر جوزف إلى سيمون فقال بصوت ملئه الغضب
- أين بحق الجحيم زوجتي و ابني , أين هما.
- انهما...انـ....انهما في البحيره يتنزهان
- ماذا في البحيره و كيف سمحتما لهما بذلك دون اذن مني.
و انطلق بسرعه نحو البحيره فلم يجدهما هناك و ظل يبحث و يبحث إلا انه لم يجدهما و بدأ الشك يتسلل إلى قلبه فقرر أن يأخذ العون من خدمه في البحث عنهما, بعد أن وصل الى القصر توجه الى غرفة الجلوس لينادي الخدم الا انه انتبه الى بيتر يجلس امام التلفاز فصرخ: انت هنا, اين كنت بحق الجحيم لقد اخفتني.
- لقد كان معي جوزف, فلا داعي للقلق الم تخبرك سيمون باننا ذهبنا الى البحيره للتنزه
فالتفت الى جانبه فشاهد آن تجلس على الكرسي فقال:
- نعم لقد قالت لي و لكن كيف ترحلين دون اذن منى
-أنا آسفه اذا لم اخذ الإذن منك أولا, إلا انني قررت ان اتنشق الهواء و وجدت من المفيد ان يخرج بيتر ايضا فقد كان تعبا اليوم.
نظر جوزف بغضب إلى آن ثم امسك يدها بقبضته الحديديه و سحبها الى الخارج متوجها بها الى المكتب, ثم اوصد الباب خلفها, و اخذ يقترب منها ببطيء و هي تتراجع و كلما يقترب منها اخذت تتراجع الى أن اصطدمت بمكتبه فتوقف هربها و دنا منها جوزف و اخذ يضغط باصابعه على رقبة آن إلى أن احست آن انها سوف تموت ابعد يده عنها فقال:
- فليكن هذا إنذارا لك, ما إذا قررت الهرب فلا تظني بان هذا الامر سيتكرر و أنا سأعلمهم بالا يسمحوا لك بالخروج إلا بإذن مني او معي هل فهمتي.
نظرت اليه آن فزعه ثم قالت: و لكني اخذت بيتر معي لان الطبيب نصح بذلك ألا تفهم.الطبيب, قالها جوزف و كأنه لم يستوعب الكلمه: ماذا كان يفعل الطبيب هنا.
- لقد تألم بيتر بسبب الضربه التي وجهتها له و تخدر نصف جسمه بسببها.
تحركت عضلة في فك جوزف و تكورة يداه و كأنه يستعد إلى توجيه ضربة لها إلا انه ضرب يده على الجدار شاتما بالاسبانية, فقال لها: حقا لم اقصد أن اضربه هل تظنين أني سأضربه و هو مريض, لم اقصد أن افعل ذلك........ و لكن ماذا قال لك الطبيب.
- لقد قال بان بيتر يحتاج إلى....إلى راحه في حياته و أن يحاط بأجواء عائليه صافيه خاليه من الشجار.
-فهمت. دار حول مكتبه و جلس على الكرسي و وضع يده حول عينه و تنهد ثم ضغط على عينيه بشده قائلا: لقد وصلت الآن من المكتب فقد كنت مع والد بيتر الحقيقي.
تسمرت آن في مكانها لكي تستوعب فشهقت ذاهله حقا... هذا أمر جيد اذن هو يستطيع ان ينقذ بيتر.
- ليس الامر كما تظنين, فقد قرر ان يهب احدى كليتيه لبيتر و لكن يجب أن ادفع له مبلغ مليون و نصف له.
- إذن أنت تستطيع أن تدفع ضعف هذا المبلغ لما لا تعطيه.
- أنت لا تفهمين فهو اذا طلب منى فقط المبلغ كنت سأعطيه خمسة ملايين إذا أراد و لكنه طلب المبلغ و بيتر أيضا, هو يريد أن يأخذ بيتر معه.
******

Just Faith 23-07-14 03:05 AM

اختطاف و هروب

وقفت آن ذاهلة لكي تستوعب ماذا حدث و كيف انقلب الوضع لا يمكن ان يظهر والد بيتر الحقيقي, صحيح انه امر جيد لبيتر فهو بذلك سيجد متبرعا و لكن ان يأخذ بيتر بعيدا عنها فهو امر صعب رغم انها لم تعرف بيتر سوى لمدة اسبوع الا انها قد تعلقت به كثيرا فهي لا تعرف ماذا ستفعل اذا رحل بيتر عنها فهي لا تستطيع العيش مع جوزيف ابدا لأنه سيحول حياتها جحيما.
امسكت آن اعصابها و قالت بهمس:
- الا تستطيع ان تعطيه المال دون ان ياخذ بيتر فهو ابنك و هو مسجل كابنك على الاقل في القانون فلا تنفع صلة الدم فيجب ان يكون ايضا اباه بالأسم, ارجوك جوزيف افعل أي شيء او دع المحكمه تدخل فيما بينكم.
- الامر ليس بهذه البساطه صيحيح اني استطيع ان اكسب القضيه بسهوله و لكن لا تنسي انه يستطيع ان يثبت اني كنت اعامل بيتر بالسوء و ما ادهشني انه كان يعرف كل شيء يجري في هذا البيت و اكتشفت حينها انه كان يخدع الخادمه بيرا و يوهمها بحبه حتى تخبره عما يجري في بيت اسياده و يستخدمه ضدي.....اني افضل ان يبقى بيتر معي و يموت هنا على ان يهبه والده احدى كليتيه.
في ذلك الوقت كان هناك من يسمع الحوار الذي دار بين آن و جوزيف و نزلت الدمعه على خده و اذن والده يكرهه و يريد موته, انه يكرهه نعم يكرهه و يتمنى موته على صحته. و انسحب الى اعلى و هو يفكر بما سمعه للتو.
************
كان الجو كيئبا و مكهربا في وقت العشاء و بيتر لم يمس طعامه حتى و هذا امر غريب فهو كان دائما يلتهم الطعام, و كلما طلب منه جوزيف ان يأكل, يمسك بيتر بالملعقه ويلعب بالطعام, قلقة آن من تصرفات بيتر فهو عادة لا يفعل هكذا و الان يبدوا و كانه يحمل مصائب الدنيا على راسه و هو صغيرفقالت له بقلق:
- هل انت بخير يا صغيري... لماذا لا تتناول طعامك, فيجب عليك ان تاكل لتقوى و تصبح رجلا قويا.
نظر بيتر بعينين دامعتين الى آن ثم انفجر بتصريحه الاخير قائلا:
- انا لن اصبح ابدا بخير انا لن اكبر و اصبح قويا انا سأموت.
ترك الطعام و هرول الى غرفته ليحبس نفسه هناك, و قفت آن لتذهب الى بيتر لكن زوجها منعها من ان تذهب اليه و اخبرها ان تتركه وحده الان, فهو مضطرب قليلا, و ان تذهب الى غرفتها و انه سيتوجه اليها لاحقا.
استيقظ بيتر مبكرا و اعد ملابسه مستعدا للرحلة التي سيقوم بها الى كالفورنيا مع المدرسه, فقد كان في شوق لهذه الرحله خاصه انه لم يغادر نيوجرسي ابدا و هذه المره الاولى التي سيغادرها و كم هو سعيد بذلك, و لن يعيقه أي مرض من الذهاب الى الرحله و ان كان يعني ذلك انه لن يعيش طويلا فسوف يستمع بوقته هناك و يسبح و يركب لوح التزلحق سيفعل كل شيء ممنوع له من الرياضات و لن يوقفه شيء.
طرقت آن على باب غرفة بيتر و دخلت, و راته للمرة الاولى سعيدا و وجهه مشرقا من الفرح و السعاده فابتسمت له قائله:هل انت مستعد للرحلة يا بيتر, و هل اعددت كل شيء. فقال لها بيتر بسعاده: بالتأكيد فكل شيء معد و انا متشوق لارحل الان الى كالفورنيا.
- ليس بهذه السرعه يا صغيري, فعليك اولا ان تتناول فطورك هيا بنا.
جلس كل من بيتر و آن و جوزيف على طالوة الطعام و تناولوا افطارهم دون مشاداة كلاميه بل تحدثوا كعائلة سعيدة و كم كانت آن سعيدة و هي تسمع بيتر يتحدث بسعادة عن اصدقائه و عن تشوقه للرحله, و حتى انه كان يلقي الدعابات و هي تضحك بسعاده فلقد نسيت للحظه مشكلة بيتر و ظهور والده الحقيقي و عن مرض بيتر بل عاشت دقائق خاليه من الالم و الحزن.
بعد ان انتهوا من تناول الافطار توجه جوزيف الى عمله و ذهبت آن لتستبدل ملابيسها لتوصل بيتر الى مدرسته حيث موقع انطلاق الحافلة المتوجه لكالفورنيا و حين علم بيتر بأن آن من ستقله فرح و ابتسم:
- هل حقا ستوصليني الى المدرسه, هل سمح والدي بخروجك دون رقابه.
-ليس حقا فقد وافق ان اذهب معك شرط ان يكون رجاله خلفي, و الان هيا فنحن لا نريد التأخر
وانطلقا متوجهان الى المدرسه و رجال جوزيف يتبعانهما. و صلا بوقت ابكر بقليل من انطلاق الرحله و ساعدت آن على حمل اغراض بيتر الى الحافله المنطلقه و عانقها بيتر قبل ان يذهب, و لكن آن استوقفته قليلا و نظرت البه مطولا و كانه سيرحل عنها الى الابد فقالت له:
- هل يجب عليك الذهاب حقا, لما لا تبقى.
- امي انت تعرفين كم انا متشوق للرحله.
تنهدت آن قائلة:
-اعلم و لكن حدسي يقول بان هناك امر سيء سيحدث, و لكن عدني ان تعتني بنفسك جيدا ولا تعرض نفسك للخطر.
- اعدك لا تقلقي,
ركب بيتر الحافله, و شاهدت آن الحافلة و هي تنطلق و لكنها لم تكن ****ه عن الوضع فحدسها ما نفك ينبأها بحدوث أمر سيء و هي تشعر بانه امر كبير و خطير. عادت آن ادراجها و هي تفكر ببيتر صحيح انها سعيدة لساعدته و لكنها قلقه ايضا عليه فهو لا يزال مريض و لكنه يحاول ان يظهر بمظهر الطفل الصحي الذي لا يشكو من شيء, و بعد ان دخلت آن الى القصر جلست على الشرفه و هي تتأمل المكان.
جلس بيتر في الخلف مع اصدقائه و مرح معهم و لعب و لقد كان يشعر بالسعاده الحقيقيه فهو لم يشعر هكذا ابدا و هذه المره الاولى التي يستمتع فيها في يومه, و لقد اعجبته المناظر التي كانوا يمرون بها و عندما وصلت الحافله الى محطة التوقف لتتزود بالبترول نزل بيتر مع اصدقائه ليشتروا من المحطة بعض الحلويات و العصائر و لاحظ عندها بيتر السيارة المكشوفه التي كانت تلاحقهم منذ انطلاق الحافله, ظل ينظر اليها فترة من الزمن ثم دخل و شترى الحلويات له و لاصدقائه و اعطى المال لصديقه حتى يدفع و توجه بيتر الى الحمام و لم يعلم احد اصدقائه بانه دخل الحمام و عند خروجه اصطدم برجل في طريقه فاعتذر منه و اكمل طريقه الا ان الرجل ناداه بامه مما جعل بيتر يتوقف عن المشي و يلتفت للرجل و اقترب الرجل منه و ظل ينظر الى بيتر, كم كان يشبهه كثيرا فقد ورث جميع صفاته فساله قائلا:
- هل تعرف من أنا.
نعم انك والدي..... والدي الحقيقي.
ابتسم الرجل له ثم احتضنه قائلا: اسمع لقد كنت اتبعك منذ ان ركبت الحافله كنت اريدك ان تكون معي, لقد تحدثت مع والدك اللا انه رفض ان يجعلني اقابلك.
فقال له بيتر:
- ان والدي لا يحبني فهو يريد موتي لهذا لم يجعلك تقابلني فقد سمعته يتحدث مع امي انه يتمنى موتي.
- نعم اعلم ذلك فوالدك شرير, اسمع ما رأيك ان تاتي معي و اعدك ان اساعدك في مرضك و ان نعيش بسعاده.
نظر بيتر بشك الى الرجل الواقف امامه و الذي يشببه طويل و عريض المنكبين ذو شعر اسود و عينين رماديتين كعينيه, ثم وافقه فهو على كل حال لا يزال صغير لا يفهم شيء و والده يكره و يتمنى موته و لهذا سيرحل بعيدا مع هذا الرجل.
توجه بيتر و الرجل الذي بسحبته الى سيارته الواقفه خلف الحافله و عند وصوله الى السياره سمع مدرسه يناديه و هو يقترب فدفعه الجل بسرعه الى السياره و اسرع ليجلس خلف المقود و انطلق بالسيارة بسرعة جنونيه, و كان معلم بيتر يركض خلف السيارة و هو يصرخ مناديا بيتر, ذهل بيتر من الموقف الذي حصل الآن والتفت الى خاطفه الذي بقربه فصرخه بوجهه: لماذا فعلت ذلك, كيف تستطيع ان تفعل ذلك.
فضحك الرجل قائلا:
- ماذا كنت تنتظر مني ان افعل فوالدك لم يوافق ان تكون معي و ها انا اخذك معي فاذا ارادك سيدفع لي مبلغا من المال و مال اضافي اذا اراد ان اعطيك احدى كليتي. و اكمل ضحكه و ستهزائه و هو يتخيل منظر جوزيف عندما يتلقى خبر اختطاف بيتر.
بعد نص ساعه دوة صافرات الشرطه و هي تلحق بالسيارة التي فيها بيتر, فشتم والد بيتر عندما سمع الصافرات و زاد من سرعته و الشرطة خلفه تقترب اكثر فأكثر و بيتر يبكي على الذي جرى فهو لم يسبق له ان وضع في موقف كهذا. عند وصول خاطف بيتر الى مفترق الطرق شاهد رجال الشرطه في طريقه فالنحرف الى طريق الجبال و هو ينطلق بسرعه جنونيه و ظلت الشرطه خلفه تتبعه و كان خاطف بيتر يسلك طرقا متعرجه خطيره و هو لم يقلل من سرعته كذلك و هو يصعد للقمه.ظل بيتر في مكانه و هو يبكي فهذا الرجل لا يختلف عن والده جوزيف لماذا يجب ان يتحمله هو ايضا فهو لا يريد ان يكون معه او مع والده جوزيف, فانتشب بيتر بيدي خاطفه و غرز اسنانه على ذراعيه, فصرخ خاطفه و قام بدفع بيتر عنه و هو ينظر الى بيتر و يشتم فانتبه بيتر الى ان خاطفه لم يري نهاية الطريق فصرخ به: انتبــــــــــــه.
حاول ان يسيطر على السيارة و لكن الانزلاق منعه و ارتطمت السيارة بشجره عملاقه و بقوه مما ادى الى اندفاع بيتر و خاطفه الى الامام ليسقطوا في الوادي.


ضت آن عينيها و غرقت في نوم عميق و لم يوقذها شيء سوى صوت سيمون المضطرب يوقضها من نومها المتقطع: سيدتي..... سيدتي.
-نعم , ما الامر سيمون.
- هناك رجال شرطه يريدون التحدث مع السيد و لكن السيد غير موجود فقد اتصل السيد قبل ساعتان و اخبرني انه سافر في رحلة عمل ولن يوعد الا غدا صباحا و رجال الشرطه يريدون التحدث معك.
قفزت آن بسرعه و اسرعت الى الاسفل فوجدت رجال الشرطه ينتظرونها ولا شعوريا قالت يا الهي بيتر و فكرت بما حدث.
-عفوا, سيده لوكارس. قطع تفكيرها صوت رجل الشرطه فخافت آن مما ستسمعه و ظل قلبها يدق بسرعه اكثر فأكثر و هي تنتظر الخبر.
-نعم ,......ما الأمر سيدي الضابط.
- اننا هنا لنبلغك ان ابن السيد لوكارس قد توفي.
توقف الوقت في تلك اللحظه بالنسبة لها كيف يحدث هذا لطفل صغير لم يعش حياته بعد و ما سيكون شعور جوزف عندما يعرف بخبر وفاة ابنه و لكنها هي من سيكون العاتق عليها لتخبر زوجها بموت ابنه.
فتلعثمت قائله: و لكن كيف توفي.
فقال الشرطي: لقد اختطف من قبل رجل تبين انه والده الحقيقي و عندما كان يحاول الفرار سقطا في الوادي و لم نعثر بعد على جثثهما و نظن انهما قد اختفيا في الوادي العميق.
مرت ساعات و أنا في غرفتها و الظلمة تعم المكان وحينها وصل زوجها فرأى ان المكان هادىء على غير العاده و بييت ليس في الحديقه و عندما وصل الى غرفته رأى ان المكان مظلم و أنيتا صغيرته جاثمه فوق السرير فقال لها: يبدو انك مستعده على غير العاده, هل هناك شيء.
لا لكن.... أنا.... أنا.
- ماذا بك, ماذا حدث. فأخذت تبكي و قال لها: يا صغيرتي لما كل هذا النظال, فانت زوجتي و من حقي ان آخذك بالطريقه التي انا اريدها, ياله من رجل كيف يفكر بامور كهذه وهم يمرون بمرحله عصيبه بسسب وفاة ابنه, و اقترب منها و ادارها اليه قالا: لماذا تبكين اخبريني. لقد شعر جوزيف بان هناك خطب ما.
- انه بيي...بييت... جوزيف بيتر .. لقد قتل. بقي للحظه مسمره و لكنه وقف و ابتعد عن السرير قائلا: و كيف حدث هذا,..... حسنا كان هذا قدره و القى الكلمة كالمدفع على آن كيف يقول هذا و هو ابنه انه فعلا متحجر القلب كيف سيعامل طفلهما اذا انجبت له طفل سوف يكون قاسي و هذا الطفل لن يكون له اب بمعنى الكلمه فقط اب بالاسم و سيلتزم عليها ان تكون الام و الاب معا رغم و جود الاب. لا لن تظل هنا مهما حدث.
*************

Just Faith 23-07-14 03:09 AM

مرت أربعة اسابيع على حادث وفاة بيتر و آن لم تستطع تحمل تصرفات زوجها و كيف هو لا يبالي بطفله الذي فقده حديثا و لقد اصبح متحجر القلب اكثر من ذي قبل, و لكن ما هذا الذي تشاهده هل يعقل ان تكون لمحة حزن في عينيه لا يمكن.
-آني لقد احظرت معي اختبار الحمل و اريدك ان تجربيه بعد ان ننتهي من العشاء.
- و لكني قلت لك بأني لست حاملا, فنظر اليها عاقدا حاجبيه لا ضرر من ان نتأكد و ان لزم الامر ان اخذك لدي طبيب نسائي.
فستأذنت من على الطاوله قاصدة الذهاب الى النوم و اخذت حماما منعشا و لفت شعرها الذهبي بالمنشفه و خرجت بعد ان ارتدت لبس النوم الرقيق فهي تكره ما احظره جوزيف فلقد رمى جميع ملابسها حجة انها لا تناسب من في مقامها, و تسمرت امام باب الحمام قابضة المقبض بكل قوتها حتى ابيضت يداها كيف تستطيع ان تتجاهل هذا الجسد النصف العاري بعضلاته و سمرته القاتله كل ما فيه جذاب و ساحر لا بد ان هذا الحضن استقبل العديد من النساء بمن فيهم هي و لكن لماذا هي لماذا لم يختر امراه اخرى و من الغريب انها لم تشاهد حتى الان عشيقاته يأتين لزيارة عدا كارين سكرتيرته.
- لقد قلت لك باني تزوجتك لاني لا اريد ان اتزوج امراة تطمع بمالي و كنت اريدك ايضا أما لـ..توقف فجأه و صوته مشبوب بالمشاعر ثم اكمل لبيتر. و لم تستغرب آن من قرائته لأفكارها فقال لها هل جربت اختبار الحمل,فأجابته بالنفي.
- ولكن ماذا تنتظرين اذهبي و اجري الاختبار حالا ام انك تريدن ان اقوم انا بهذه المهمة لك, فاحمرت و جنتاها و قالت: ابقى ساقوم انا وحدي بالاختبار. و دخلت الحمام و كلها رجاء ان لا تكون حامل و لكن النتيجه اتت ايجابيه و لكنها قالت لجوزيف بأنها ليست حامل و لم يصدقها و سالها اين وضعت انبوب الاختبر قالت بانها رمته لكنه اخرجه من السله و تاكد من انها حامل و اقترب منها محذرا و الشرر يتطاير من عينيه لكنه حملها الى السرير و اطفى النور.
في صباح اليوم التالي رأت ان سيمونا احضرت لها الافطار في الغرفه و عندما سالتها اين جوزيف قالت لها:
لقد ذهب السيد باكرا الى العمل و طلب منا ان نحضر لك الافطار هنا, كما انه احضر مهندسين لكي يعملوا في غرفة بيتر و يجهزوها للمولود الجديد, آه يا سيدتي لو رأيت السيد كم هو مسرور بذلك آه نسيت ان اهنئك انا اكيدة بانك ستكونين اما حقيقيه.
عند عودت آن من الطبيب قال لها جوزف قبل ان ينعطف بالسياره الى محل ملابس: اذا انت حامل في شهرك الاول لقد كان طفلنا ينمو من الليله الاولى لنا, يا االهي كم انت سريعة في الاخصاب حسنا هيا بنا نشتري الملابس لوريثي.
و استعدت آن لن تعترض و لكنه كان قد خرج و وصل ليفتح الباب بها فقالت بصوت متهكم: لا اعدك بطفل يمكن ان تكون طفله. فقال بلا مبالاه لمشاعرها: لا يهم سنقوم عندها بعد ولادت الطفله بمشروع انجاب وريث لي و صبي.
كان محل الاطفال يعج بالأزواج, كم هم محظوظين السعاده باديه عليهم فمنهم من يشتري للمولود الاول و منهم من يشتري لمولود اخر و هكذا هي بينهم غريبه لا زوج يحبها و مصير هذا الطفل ان يولد في بيئه لا يسودها الحب, و لكن على الاقل لها زوج وسيم و جذاب و سيوفر لطفله كل وسائل الراحه, فاعادها جوزيف الى الواقع: آني ما رأيك في هذا, كان يحمل ملابس زرقاء جميله و باهضة الثمن: ياألهي... جوزيف كم هو جميل, و لكن الا تظن ان سعره باهض, فاقترب منها قائلا: لا تقلقي بشأن المال فهو جميل الى حد انه سيظهر طفلنا جميلا جدا اذا كان يشبهك.
قاموا بشراء ملابس جميله و مهد و بعض الالعاب, ففكرة آن كيف سيبدو جوزيف و هو يحضن طفله و يداعبه, مجرد التفكير بهذا جعل جسدها يقشعر.
لدى وصولهم المنزل كان المهندسون قد بدأو بطلاء الغرفه باللون السماوي مع رسوم جداريه من السحاب و ستائر بيضاء جميله مطرزه, و قد و صل مهندسوا (( بايبي هوم )) و جلست آن بالقرب من جوزيف ليختاروا السرير و باقي معدات الغرفه, و قد و قع اختيارهم على أثاث رائع ابيض مرسوم بدببه العسل (( ذا ويني ذا بوه )) تعجبت آن من ذوق جوزف في الاثاث فهو اختار اغراض جميله جدا و لقد سعدت آن بهذه اللحظات.
************
شهرين و آن غير مرتاحه , جوزف لا يتكلم معها كثيرا غير عن الطفل المنتظر و هو يقضي اوقاته خارج المنزل كثيرا اما في العمل مع سكرتيرته الجميله او خارج العمل و ايضا يأخذ معه سكرتيرته بحجة انها امرأه و المرأه ضوقها رفيع في اختيار ملابس الاطفال و هي حامل ولا يستطيع ان يأخذها معه اينما ذهب.
- سيده لوكارس, لقد طلب مني السيد ان اخبرك بانه سيأتي على العشاء مع ضيفين و يطلب منك الاستعداد.
- شكرا جازمين. ان جازمين قريبة سيمونا فهي ابنت خالتها و لقد اتت حديثا لكي تصبح مربيه ابنها المنتظر.
ذهبت آن لتستحم و تخفي الوهن من جسدها لكنها لا تستطيع ان تمحو الالم الذي تشعر به في اعماق قلبها فخيانة جوزيف لها لا تحتمل, رغم انها لا تحبه لكن لا تستطيع ان تراه يلهو كما يريد و كأنه غير متزوج, و عندما انهت الاستحمام تجمدت في مكانها لقد كان جوزيف امام النافذه بملابس انيقه و التفت لها قائلا: احضرت لك هذا الملابس و ارتدي هذا لان كارين و اخوها ريد في انتظارنا على العشاء و لا اريد ان تكون زوجتي ليست بالمقام المناسب لها,فأحست بالوهن في عظامها كان لابد ان تعرف بانه سيحضر سكرتيرته معه.
-حسنا, دقائق و انتهي.
وضعت فقط الكحل و لمسه خفيفه لقلم الشفاه, و رفعت شعرها الذهبي الى اعلى و ارتدت الثوب الذي احضره جوزيف لها. و عندما نزلت الى غرفت الطعام كانت محط الانظار خصوصا بعد لمست الحمل الخفيفه الظاهره عليها جعلتها تزداد جمالا. ها قد اتت زوجتي الجميله, قالها جوزيف بكل فخر و اسطنعت كارين الابتسامه و عكس اخيها ريد و هذا الثاني اندهش من جمال آن و قال لجوزيف دون ان ينظر اليه: ياترى هل ستقتلني ان قبلت زوجتك الجميله فاندفعت كارين للقول طبعا... فلا اظن ان جوزيف يغار لهذه الدرجه على زوجته, و الا ما رأيك يا جوزيف ,فوافق و طبع ريد قبله على وجنتي آن.
وقت العشاء لم تبعد كارين نظرها عن جوزيف و ريد كان يلمسها برجله, فاحست آن بالغثيان كارين تتغزل بزوجها امام ناظرها و اخوها يتحرش بها. فاستأذنت منهم قائله بأنها تشعر ببعض الارهاق و ستذهب الى غرفتها, و عندما وصلت الى اعلى ذهبت الى غرفه تبديل الملابس و عندما خرجت وجدت كارين هناك فسالتها كارين: اتعتقدين باني اصدق بأنك متوكعه, فهذا لا يبد لك... اعترفي بأنك لا تستطيعين ان تنظري اليه و هو يتغزل بي امامك.
- فردت آن بكل احتقار: انه انت من تتغزلين به و ليس هو.
-اسمعي آن لقد تزوجك لانه يريدك اما لابنه الراحل فقط و ليس زوجة له لانه كان سيتزوجني و هو يعرف بأني لا أصلح اما لبيتر لهذا تزوجك , و هذا يناسبني لكي يستر عن علاقتنا بزواجك.
لم تعي آن كل هذا فكل ما شعرت به في تلك اللحظه بالظلمة تبتلعها,و اغمي عليها و عندما علم جوزيف لم يستطع ان يخفي قلقه لان آني في الاونه الاخيره دائما ما يغمى عليها و استدعى الطبيب ليعاينها, و بعدما انتهى الاخير قال: ان زوجتك في حالة نفسيه تعبه وهذا يؤثر على الطفل فقد تخسره في اي لحظه, بكت آن بعد ان سمعت ما قاله الدكتور لكن جوزيف لم يفهم ما قاله الطبيب فظن ان طفله سيموت في اي لحظه و هذا يعني انها ستفقده.
*********

Just Faith 23-07-14 03:24 AM


انكب جوزف في العمل في اليومان الاخيران فهو لم يستطع ان ينظر الى آن خصوصا بعد فقدانه طفله فهو يظن بان آني فقدت الطفل بسببه و أحس بتأنيب الظمير و الالم فدخلت عليه كارين المكتب قاطعه تفكيره قائله: عزيزي لم كل هذا الارهاق يجب عليك ان تستريح قليلا, لم يرفع جوزف رأسه عن المكتب و لكن قال:لا استطيع لقد فقدت آن الطفل بسببي و انا لا استطيع حتى النظر اليها.
خرجت كارين من المكتب و تركته قليلا ليستجمع شتاته و يستحم ,رن هاتف مكتبها و اخبرتها الموظفه في الخارج: السيدة لوكارس هنا, فقالت كارين بكل احتقار:ادخليها الى هنا. و اسرعت الى دخول مكتب جوزف و انتظرت امام مدخل الغرفه المجاوره التي تؤدي الى الحمام و عند دخول آن قالت: حبيبي هيا يكفيك استحمام فلا تقلق انا متأكده ان آن لن تشم رائحتي عليك فهي غبيه ولا تعرف بأمر علاقتنا.
والتفتت كارين الى آن قائله: أوه...آن لم اعرف انك هنا, ان جوزف يستحم الان بعد ان قمنا بعلاقة مثيره. لم تشعر آن الا وهي تهوي بيديها على كارين بصفعة قويه, وخرجت مسرعه الى الخارج مستقله سيارة اجره. كيف يكون جوزف بليد عديم المشاعر هكذا فهي خرجت من عند الطبيب فرحه لتخبر جوزيف بانها لم تفقد الطفل و هو في ذلك الوقت يطارد امرأة اخرى دون ان يشعر بالذنب و كيف يشعر و هو الذي لم يهتم عند وفاة ابنه و لن يهتم لطفلها المنتظر.
عند عودت جوزيف للبيت ذهب قاصدا غرفته لكن سيمون اتت اليه تهرع و القلق بادي عليها: سيدي لقد اختفت السيدة آن. وقف جوزف مذهولا للحظه ثم افاق على كلمات سيمون, فزمجر قائلا: و اين يمكن ان تكون ذهبت لابد ان تكون في مكان ما و هل ملابسها موجوده قالت سيمون بقلق: نعم و لكني اظن بانها رحلت لانها وضعت هذه الرساله فوق السرير. قرأ جوزف الرساله فامتقع وجهه فقد ذكر في الرساله:

عزيزي جوزف
(( لقد زرت الطبيب النسائي اليوم لاني كنت اشعر بطفلي و أن هناك
حياة في احشائي وقد اكد الطبيب ظنوني فقد قال بانها معجزة أني
لم اخسر الطفل نظرا للضغوط النفسيه التي كنت فيها و لكنني قررت
ان ارحل بعيدا عنك فانا لا اريد ان اخسر ابني و انا اعرف بانك
لا تكترث لابننا فارجو ان تنساني)).
اتمنى ان تنسى وجودنا
آن لوكارس

جن جنون جوزيف وتعكر مزاجه و استقل سيارته قاصدا المطار و عندما دخل اخذ يبحث عنها في كل مكان و لم يجدها فقصد مكتب المطار باحثا عن تذكرة سفر باسم آن لوكارس فلم يجد حجزا و استعلم عن آن بيترسون فلم يجد ايضا شخصا بهذا الاسم و عاد الى المنزل متجهما و مرهقا فاين يمكن ان تكون آن.
في ذلك الوقت بقيت آن مع احدى فتيات المخيم يومان ثم استقلت القطار عائدة الى نيويورك حتى لا يعرف جوزيف مكانها و لكان كشف مكانها ما اذ استقلت الطائره و اضافة انها لا تملك الكثير من المال حتى تشتري تذكرة سفر بالطائرة.
***************

Just Faith 23-07-14 03:26 AM

المطارده

تذكرت آن هروبها و كلما تشعر بقدوم جوزف تستعد للرحيل و الاتنقال الى منطقه اخرى و لقد قامت بتغير شهرتها الى ديكاربيت على شهرة والدتها و في باديء الامر لم تغير شهرتها بعد الزواج وحين علمت بأن هناك من يبحث عنها هربت من المدينه الى الارياف و غيرت شهرتها الى بيترسون و تذكرت عندما ولدت الطفل لم تسجله على شهرة زوجها بل على شهرة بيترسون , و اخبرتها الممرضه بعفويه في ذلك اليوم ان هنالك رجل يبحث عن طفله و لم يترك مكانا لم يبحث عنه و اخبرتها عن سوء المراة زوجته اذ تركته و هربت و بانها بالتأكيد لا تصلح اما.
آن عرفت انه زوجها الذي يبحث عنها و لكنها لم تخبر الممرضه بأنها مخطئه و انها هي هذه الزوجه بل اخذت الطفل و اسرعت بمعاملات الخروج, و غيرت شهرتها الى ديكاربيت حتى لا يعلم زوجها بمكانها و كلما ذهبت لتبحث عن عمل رفضوها بسبب انها ام لطفل صغير ولا يوجد من يعيله سواها.
كل هذه الامور كانت هموم آن الاخيره فقد مرت ثلاث أعوام و نصف على هروبها و لكنها كل يوم تشعر بقرب زوجها. اخرجها من عالمها صوت طفل يبكي في الغرفه المجاوره فذهبت الى غرفة الطفله و راتها تبتسم لها
-ليلي طفلتي ارى بأنك قد افقت من نومك, فابتسمت لها ليلي قائله: مامي...ماما...ما...مي....طعام اريد طعام,ليلي تريد طعام.
فنظرة الام بنظره حانيه لها: حسنا لنعد الطعام لك و ثم نستعد للذهاب الى سيدة سنوغلز.
- سوف آخذ لعبتي التي اعطتني اياها الىسيدة سنوغلز...قالت انها تلعب معي و مع بيبي. و اخذت آن معطفها و البست ليلي حذائها لتأخذها الى العجوز السيده سنوغلز و تذهب هي الى عملها في المقهى. ليلي كانت طفلة محبوبه من جميع الناس في ذاك الحي و آن كانت تفضل ان تصحب ليلي هناك فمنطقتها فقيره جدا و مكان لا يناسب ليلي و لا يناسبها .وقفت آن امام منزل السيدة سنوغلز و فتحت لها العجوز الباب: اهلا أنيتا ....اهلا ليلي كيف حالك, ابتسمت الصغيره لها قائله بخير.
-حسنا سيدة سنوغلز يجب علي ان اذهب الى العمل الان...الى اللقاء ليلي احسني التصرف و ساحضر لك هديه.
وصلت آن الى العمل في المقهى و باشرت بأخذ طلبات زبائنها فلدى آن عملان تقوم بهما فهي تعمل بالمقهى كل يوم و تناوب أحيانا في حضانة الأطفال اذا طلبوها هناك و اليوم لم يطلبوها و ها هي تعمل في هذا المقهى الذي يثير فيها القلق و الخوف و الترقب لأن كلما دخل رجل تنتفض من الخوف و يتجسد لها زوجها فباتت تخاف من ان تلتقي زوجها و عندما ذهبت الى الطاوله السابعه حتى تأخذ طلباتهم كانوا ثلاثة رجال وقد تحرش فيها اكبرهم فاشمئزت منهم و ذهبت لتحظر طلباتهم فقد كانت ستصاب بالغثيان من رائحة عرقهم و فجاءه دخل رجل المقهى و بدخوله عم الهدوء المكان و قد اكفهر و جهه و كانت تحيطه هاله من الثقه و الجاذبيه فتوقف قلب آنيتا نعم انه هو هذا جوزف زوجها فأخذت معطفها من المشذب و خرجت من الباب الخلفي فهو لم يرها بعد, نعم انها واثقه بأنه لم يرها.
وصلت الى الشارع العام حتى تأخذ سيارة اجره و لكن يد اطبقت عليها بقوه قبل ان تصل الى مكان وقوف الحافلات, وقال لها صوت جاف مملوء بالغضب: انه انا جوزف لا داعي للخوف و ان كنت تعرفين مصلحتك تعالى معي ولا تفتعلي اي مشكله. فاطاعته آن فورا فهي تعرف ما هو قادر على ان يفعله بها.
وصلا الى سيارة فخمه و هي من نوع البنتلي متوقفه امام المقهى و ركبت في المقعد الامامي و جلس جوزف خلف مقود السائق و انطلقا بالسياره , نظرة آن الى جوزف لقد رأت قبلا كيف ان الاشخاص عندما يبحثون عن شخص او يعيشون في قلق يخسرون قليلا من وزنهم و يصبح وجههم شاحب لكن جوزف قد اصبح وجهه اكثر قساوة و جاذبيه و اصبح جسمه اضخم و عضلاته مفتوله و قد التصق قميصه الحريري بجسده ليكون كانه جلد آخر.
قطع جوزف عليها تفكيرها قائلا: هل انتهيت من تقيمي و هل تغيرت خلال السنوات الثلاث فانا استطيع ان اقول بانك لم تتغيري كثيرا و لقد حان الوقت لكي نسوي الموضوع, فانظرة اليه آن ماذا هل يريد ان يطلقها كي يتزوج مره اخرى فقالت: حسنا اذا كنت تريد الطلاق, فلا مانع لدي, زم جوزف فمه حتى اصبح كأنه خيط رفيع فقال: و الجحيم.... كيف تريدين الطلاق و انت لا تستقرين في مكان فكيف تصل اليك ورقة الطلاق فكلما وصلت الى عنوانك هربت.... وحق الجحيم لن تهربي مني مرة اخرى.
- ايتها اللعينه,اين ابني خذيني اليه,هل تعرفين اني لا اعرف ما هو جنس الطفل هل صبي او فتاة. سكت قليلا ثم قال لها هيا ارشديني الى مكانه, فأخذته آن الى الحظانه و نزلا من السياره ليأخذا الطفل من الحضانه و هو مقر العمل الثاني لآن , وكان جوزف سعيدا فرحا لانه سيرى ابنه اخيرا ابنه الذي كان بعيدا عنه لفتره طويله و ها هو سيراه الان و سيحمله بين ذراعيه, اوقف آن قليلا و سألها عن اسم ابنه فأجابته: اسمه سيث
و هو طفل حيوي ذو شعر ذهبي و عينين سوداوتان كلون عينيك تماما.
نزلت آن و اخذت الحقيبه و توجهت نحو الحضانه ثم توجها الى ساحه اللعب في الحضانه و حيث انها تعرف الحضانة جيدا و تعرف الاطفال هناك فلم يحصل معها اي تعقيدات بل رحبوا بها و توقفت آن بالقرب من طفل صغير يلعب وحده و جلست قليلا معه و تبعها جوزيف و قامت بتعريفهما على انه السيد جوزيف و أن الطفل هو سيث.
اعتذرت من جوزيف لتذهب الى المديره كي تأخذ الاذن منها لتصحب طفلها و تركت جوزيف مع الطفل و خرجت من غرفة اللعب مسرعةً بالهرب مره اخرى و اتجهت الى ممر ضيق ثم الى تقاطع في شارع سانيديل و صوت حذائها يقرقع على الطريق, كم من الوقت سيمر حتى يعلم جوزف انها خدعته وصلت الى منزل السيدة سنوغلز و فتحت لها الباب ثم قالت: آنيتا حبيبتي لقد وصلت بسرعه هل انتهى دوام عملك لا تزال هناك نصف ساعه متبقيه, فالتقطت آن انفاسها و قالت: نعم لقد انتهى دوام عملي لكني سأرحل الان مع طفلتي فقد حصلت على عرض عمل جيد في نيويورك, اين صغيرتي.
- مامي,مامي..هنا مامي. حظنت آن ليلي و كأنها تحميها من شيء مجهول و ودعت المرأة العجوز و عندما وصلت الى منطقه حيها شعرت بقليل من الراحه و عندما ادخلت المفتاح في القفل و فتحت الباب صمعت صوتا غاضبا يقول: مرحبا آن., و اكمل بنبرة استهزاء : مرة اخرى. توقف قلب آن في لحظه لقد لحق بها جوزبف و ها هو الان واقف معها امام المنزل فاحتضنت آن الطفله خوفا عليها فتململت و بكت
- لقد ازعجت الطفله يا آن ما أسمها, تمتمت آن ببضع كلمات ثم قالت: ليليان بيترسون و ليس لوكارس فهلا سمحت و خرجت الان من هذا المكان و اسرعت بالدخول لكي تقفل الباب في وجهه و لكنه دفع الباب بيده مزمجرا: ليس الان يا صغيرتي فانا هنا لكي آخذ الطفلة معي فهي لن تعيش و لو للحظه واحده في هذا المكان القذر.
اعمى الغضب بصيرتها و قالت: كيف تقول هذا لقد كرست وقتي كله في تربيتها و لا يحق لك ان تأخذها., ران صمت قليل ثم قال لها:نعم معك حق لقد ربيتها لدرجه ان الرجل الذي شاهدته يتغزل فيك في المقهى لم تمنعيه...فانا واثق ان تربيتك لبنتك صحيحه, قالها بسخريه و تهكم و لكنها لم تعترض فمعه حق يجب ان توفر لها عملا و لأبنتها حياة صحيه. قالت الطفله الصغيره بعد انزعاجها من الموقف:امي قولي وداعا للسيد..انا الان...اخاف مامي.
و لكن جوزف لم يتحرك من مكانه بل ظل ينظر تارة الى آني و تاره الى طفلته فقال بصوت منخفض غاضب: ولكني والدك يا ليلـــ...... و توقف فجأه و قال لآن اسمعي لقد جئت لآخذ ابنتي و ان رغبتي يمكنك الذهاب معنا و لك اعلمي باني لن اسمح لك بأخذها مره اخرى هل سمعتي.... و سوف آتي لاصطحابكما غدا صباحا ولا تفكري بالهرب فهناك من يراقبك.
************************



الساعة الآن 06:34 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.