آخر 10 مشاركات
227- المبادلة العادلة - فاليري بارف - مدبولي (حصري على روايتي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لآلىء الغيرة " قصة قصيرة " للقاصة أروع إحساس.. كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-14, 03:53 AM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


التقطت ايرينا مجلة موضوعة علي مكتب جينا وأخذت تحدق في الغلاف , والذي كان يظهر عروسا في ثوب الزفاف الطويل الأبيض ,والطرحة الطويلة والإكليل المرصع باللالي والأزهار البرتقالية , كما كانت تحمل باقة كبيرة من الأزهار البيضاء .
" آه , مجلة عرائس . هل هناك من ستتزوج ؟"
احمر وجه هيزل :" أنا , وذلك في خلال أسبوعين .......أرجو أن تحضري العرس . انه سيكون عرس مؤسسة كاسبيان الدولية لان خطيبي يعمل في المؤسسة منذ سنوات , ولهذا قبل نيكولاس الدعوة . وجينا ستكون ضيفة الشرف . أننا نرجو أن تكون صحة روز جيدة لكي تكون أحدى وصيفات العروس حتى و لو جاءت علي كرسي بعجلات . وستتعرفين علي كل أصدقاء روز ."
" شكرا , يسرني جدا حضور العرس ." قالت ايرينا هذا وقد تملكها التأثر والدهشة لهذه الدعوة من هذه الفتاة التي تعرفت إليها لتوها .كل شخص في لندن بدا لها ودودا وابلغ دليل علي ذلك رعاية جينا لها بينما هما لا تكادان تعرفان بعضهما البعض .
فيما بعد , أخذتها جينا إلي مكتب شؤون الموظفين لتملا الأوراق الرسمية ومن ثم وبعد ذلك أرسلوها إلي حيث تؤخذ لها صورة لتضعها علي بطاقة إثبات الشخصية وكان رئيس مكتب التصوير , تيم , في مكتبة , وقد غطت مكتبة صور غير ملونة , وهو يحركها بشكل عشوائي . كان رجلا نحيف القامة طويل , تعلوه كآبة , وفي حوالي الخمسين من العمر . ويرتدي قميصا اسود وبنطلونا رماديا وسترة صوفية تصل إلي ركبتيه . ولم ينتبه إلي ايرينا ألا بعد أن نقرت علي بابه المفتوح وقد تملكها الخجل . عند ذلك رفع بصره :" مرحبا , ادخلي . ما الذي استطيع القيام به لأجلك ؟"
فقالت :" لقد أرسلوني إلي هنا لكي تؤخذ لي صورة ."
" لماذا ومن أرسلك ؟"
" مكتب شؤون الموظفين , فانا بحاجة إلي صورة لأجل بطاقة إثبات الشخصية ."
أطلق تيم لويد ضحكة قصيرة بان فيها الضيق :" انك تمزحين , أليس كذلك ؟ عودي إلي مكتب شؤون الموظفين واخبريهم بان هذا القسم ليس هنا لأجل اخذ صور جوازات سفر تافهة . اخرجي إلي السوق أثناء فرصة غدائك وتصوري في محل تصوير عادي ......الجميع يفعلون ذلك ."
تشوش ذهن ايرينا , فاستدارت لتخرج بعد أن لم تشأ مناقشة الموظف خوفا من ألا تساعدها انكليزيتها علي ذلك . واخذ تيم ينظر إليها وهي خارجة , وإذا به فجأة ,
يناديها لان تعود :" انتظري لحظة ." فاستدارت إليه متسائلة .
نظر إليها بإمعان , من الرأس إلي القدم , ثم نظر إلي الصور التي علي مكتبة وهو يسألها متمتما بذهن غائب :" ماذا قلت اسمك ؟" وقبل أن تجيب تابع يقول :" لقد ابتدأت العمل لتوك , أليس كذلك ؟ ما اسمك , وفي أي قسم ستعملين ؟"
أجابت :" أنني ايرينا اولفيرو وقد ابتدأت العمل هذا النهار , وأنا سأعمل هنا في الترجمة و لفصل الصيف فقط ."
نظر إليها الرجل مفكرا :" هل أنت طالبة ؟"
فأومأت إيجابا , بينما شعرها البني الطويل يتماوج حول وجنتيها .
" من أين أنت , يا عزيزتي ؟ من ايطاليا ؟"
" أني اسبانية , ولكنني أتعلم في باريس ."
قالت ذلك بأدب وهي تنظر في ساعتها :" أرجو آن تعذرني إذ علي أن أعود إلي مكتب شؤون الموظفين لا خبرهم أن علي أن اخرج لا تصور ."
فابتسم تيم ملاطفا وقد بدا عليه التملق فجأة :" لا باس , يا عزيزتي , سأعاملك بشكل استثنائي . انتظري لحظة لا ستدعي من يأخذ لك عدة صور ."
ونظر إلي خارج المكتب ثم نادى :" سيمون تعال هنا . أن لدي عملا صغيرا لك ."
فظهر شاب حسن المظهر , ذو شعر أشقر وعينين زرقاوين ويرتدي ملابس عصرية , فوقف علي العتبة وهو ينظر إلي ايرينا باهتمام , ثم قال لتيم :" ماذا تريد ؟"
" خذ لنا عدة صور لهذه الشابة , من فضلك يا سيمون , أن اللأستديو الصغير غير مشغول فاستعمله ." وابتسم لايرينا :" هل أنت مسرورة الآن , يا عزيزتي ؟ اذهبي معه إذن ."
شكرته بأدب , ثم خرجت من المكتب يتبعها الشاب , ولكن تيم ناداهما فجأة :" دقيقة واحدة, يا سيمون. هل لي أن اكلمه علي انفراد , يا انسه ؟ انتظري مكانك إذن ."
عاد الشاب الأشقر إليه في المكتب بينما انتظرت ايرينا خارجا وهي تنظر حولها بشيء من الفضول . كانت متلهفة إلي الابتداء بالعمل هنا في سنتنال ولكنها رأت من الأقسام
المختلفة , وتعرفت إلي العديد من الناس ما جعلها تشعر بتشوش وفوضى في التفكير , والمكان الوحيد الذي لم تره بعد هو قسم الترجمة حيث سيكون عملها .
عادت تنظر إلي مكتب مصور الصحيفة فرات الرجلين يحدقان إليها . فأخذت تتساءل عما جعل ذلك الرجل يغير رأيه هذا . وما الذي يقوله لذلك الشاب , ثم لماذا يحدقان فيها هما الاثنين , بهذا الشكل ؟
عاد إليها سيمون قائلا وهو يجرها من ذراعها :" هيا بنا , ولنقم بالعمل . ما اسمك ؟"
أجابت وهي تنظر إليه مفكرة :" ايرينا "
" انه اسم قديم الطراز لم اسمعه منذ سنوات .....ولكنه يعجبني . كما انه بلائمك , إذ لك مظهر قديم الطراز وخصوصا في ثوبك هذا الباهت اللون غير واضح المعالم والذي يظهرك أشبه بزهرة يواريها جدار , هذا يعجبني وقد يجعل الصور التي سنأخذها لك جميلة للغاية ......"
شعرت ايرينا بارتباك وحيرة . ما الذي كان يتحدث عنه هذا ؟ ألا يعلم أنها لا تريد سوى ثلاث نسخ من صورة للرأس والكتفين تصلح لبطاقة إثبات الشخصية؟الم يخبره رئيس مكتب التصوير بذلك ؟"
قالت :" علي أن أعود إلي المكتب بسرعة .أنهم لا يريدون سوى صورة الرأس والكتفين, ومن الضروري أن أكون هناك في خلال ساعة ." كان دانيال سيتصل مرة أخرى في ذلك الوقت وكانت هي تريد أن تتحدث إليه .......تريد أن تعلم مبلغ خطورة إصابة روز .
فقال سيمون :" آه , بكل تأكيد .....لك ما تشائين يا عزيزتي ."
ولكن ايرينا شعرت بأنه لم يكن يستمع لما تقول .
هناك , في مكتب جينا , كانت هيزل تتكلم في الهاتف مع خطيبها بييت :" أسفه , يا عزيزي , فان علي أن اذهب لان مدير المبيعات قد دخل لتوه , نعم , استيبان , نعم , سأقول له مرحبا عن لسانك . اخبره بماذا ؟ آه , نعم . سأتحدث إليك فيما بعد , يا عزيزي إلي اللقاء ."
وضعت السماعة ثم استدارت بكرسيها لتواجه استيبان :" هل سمعت ؟ بييت يقول لك مرحبا , ويرجو أن تكون مستمتعا بالعمل في لندن ."
" هذه مودة بالغة منه ." ومنحها أحدى ابتساماتها الجادة . لم يكن قد قابل بييت ألا عدة مرات , ولكنه أحبه كأغلب الناس . فقد كان بييت حسن المعشر لين الجانب ما جعله محبوبا جدا , خاصة وان عمله لا يدفعه إلي التنافس في مؤسسة مليئة بذوي الطموح.
قالت هيزل بزهو :" انه شاب ودود جدا , آه , لقد قال أيضا أن أخبرك أن كتابك الأخير أعجبه جدا .(كتاب سنتنال في الهندسة العالمية ). لقد كانت صورة رائعة , كما أن المقالات أثارت استحسانه . انك استكتبت أناسا بالغي الأهمية ."
فنظر إليها استيبان لأويا شفتيه :" هذه لباقة منه إذ يقول هذا , ولكن الواقع هو أن فكرة الكتاب لا علاقة لها بي وإنما هي من أفكار سلفي وهو الذي قام بتنفيذها . وعندما وصلت أنا , كان الكتاب قد انتهى ودفع إلي الطبع ."
نظرت إليه هيزل مفكرة . لقد كانت اعتادت أن ترى الناس لا يتوانون عن الادعاء بمفخرة انجاز عمل لم يقوموا به ....أما أن يصر علي تصحيح أمر كهذا فهو شيء نادر. امتلأت هيزل احتراما لاستيبان و أدركت سبب إعجاب بييت به . وسألته :
" كيف يسير بيع الكتاب ؟"
" بيع الكتاب يبدو حسنا بالنسبة إلي بيع كتاب سنتنال العالمية الأخرى . أن كتاب الأطلس التاريخي نفذت نسخة بسرعة , كما تعلمين .وكذلك الأطلس الأوروبي .وقد علمت من مصدر موثوق به انه مطلوب من مختلف أنحاء العالم ."
فقالت هيزل تعترف :" ولكنه يبدو لي جافا للغاية ."
ابتسم لها فجأة :" انه ليس كتابا مسليا إذن ؟"
قالت ضاحكة :" كلا, انه ليس كذلك سمعت انك أحدثت تغييرا كبيرا في طريقة تسويق المبيعات ."
" كان علي أن استغني عن بعض الموظفين , سائرا علي خطة السيد كاسبيان ,كما أننا نقوم بتنفيذ بعض المشروعات الجديدة مثل تقويم سنتنال ." كان صوت استيبان , و هو يقول ذلك , باردا فاترا ما جعل هيزل تحس انه لا يستحسن ذلك التقويم .
" آه ,( فتيات سنتنال )؟ لا أظنني أحب هذه الفكرة فهي ستجعل السير جورج يتحرك في قبره ." وإذ تحركت في كرسيها , اصطدم كوعها بمجلة العرائس فوقعت علي الأرض. وانحنى استيبان يلتقطها ثم ينظر إليها باسما :" متى يعود بييت إلي لندن لأجل حفلة الزفاف ؟"
فتنهدت هيزل :" ليس قبل أسبوعين , فهو مازال مشغولا بمشروع اتريشت .... وهو مبنى مؤسسة كاسبيان العالمية للطباعة فهو المسؤول عنه ولا يمكنه تركه الآن ."
فقال استيبان مجاملا :" أننا سنفتقدك في هذا المكتب ."
" ولكنني لن اذهب إلي أي مكان ."
" ولكن .....ماذا ستفعلان أنت وبييت بعد أن تتزوجا ؟"
" سابقي هنا لفترة, علي الأقل. وسأذهب إليه حيث يعمل وذلك أثناء عطلات آخر الأسبوع فقط ."
حدق استيبان إليها عابسا:" مثل هذا النوع من الترتيبات لا يصلح ,يا هيزل , اسمعي كلامي . فالزواج ليس أمرا سهلا في أفضل الأحوال , ولكن إذا أردته أن ينجح عليكما أن تكونا معا علي الدوام ,وإلا فستعرضين زواجك للتحطم ...."
سكت فجأة وقد قطب جبينه , فأخذت تحدق إليه بفضول . كانت لا تكاد تعرف هذا الرجل , ولكنها كانت تحس بأنه يتكلم عن نفسه . هل كان متزوجا فتحطم زواجه لأنه ترك زوجته خلفه في اسبانيا ؟ لقد كان ثمة همس يدور بأنه متزوج ولكنه لم يحضر زوجته معه ,كما أن لا احد يعرف شيئا عنه .فهو ليس من السهل معرفته ....إذ كان انطوائيا بعض الشيء رغم وسامته البالغة بالنسبة لطابع سكان شواطئ البحر المتوسط . الشعر الأسود المصقول والبشرة السمراء والعينان القاتمتا اللون .
نظر استيبان إلي ساعة الجدار فتابعت هي نظرته تلك وقد قطبت جبينها :" أن الوقت يمر.ولا ادري ما حدث لايرينا ,فقد ذهبت لتتصور لأجل بطاقة إثبات الشخصية ,ولكن عليها أن تكون هنا الآن ,لان دانيال سيتصل ليخبرنا عن آخر أخبار روز , وذلك في منتصف النهار . الساعة الآن الثانية عشرة ألا عشر دقائق . سأرى أن كنت استطيع العثور عليها , إذ يجب ألا تفوتها مخابرة دانيال ."
قالت هيزل :" لا حاجة بك لا تذهب بنفسك , فسأتصل أنا بمكتب التصوير واذكرها بالموعد ." ولكنها كانت تتحدث إلي الفراغ إذ كان استيبان قد خرج قبل أن تبدأ الحديث .
عندما خرج من المصعد , إذ به يصطدم بفاليري نايت والتي ابتسمت له مسرورة :" مرحبا يا استيبان . لم أرك منذ أيام ......هل كنت مشغولا ؟"
قال وهو يستدير ليسرع إلي مكتب التصوير :" جدا ."
لكنها قالت ضاحكة العينين :" مشغول بتقويم سنتنال ؟" أومأ استيبان باختصار. فألقت عليه نظرة ماكرة :" أتعلم أن هناك شخصا هدد بان يرسل صور لي بثوب السباحة البكيني , ولكنني أخبرته بان ذلك ضد قانون الصحيفة حيث أنني اعمل فيها ."
" نعم , هذا صحيح مع الآسف ." قال ذلك فأسبلت أهدابها تنظر إليه من خلالها .
" لا أظنهم كانوا سيستعملونها علي كل حال ." وضحك فجأة :" والآن , يا فاليري , أنت تعلمين أنهم في مكتب التصوير يحبون أن ينشروا صورتك بثوب السباحة ,فهذا يزيد من بيع الصحيفة ."
" انك تمدحني بذلك ." قالت هذا وهي تضحك بنعومة وقد تملكها السرور لهذا المديح الذي طال انتظارها له منه .
اخذ استيبان يتأملها مفكرا في أن من المؤسف أنهم لن يمكنهم استغلالها , فقد كانت أكثر جاذبية من أي من الفتيات التي اخذوا صورهن حتى الآن .
لكن الوقت كان يمر بسرعة . فنظر في ساعته ثم عبس وهو يقول :" أسف , أنا مستعجل ......"
نظرت إليه ذاهلة وهو يسرع مبتعدا. لقد افلت منها مرة أخرى , وذلك في اللحظة التي توقعت فيها أن يدعوها إلي العشاء .لقد كان رجلا مثيرا للغيظ حقا .
كان اجتماع لرؤساء الأقسام قد انفض لتوه , وخرج المجتمعون أزواجا و أفرادا يتحدثون إلي بعضهم البعض أثناء سيرهم وهم ما زالوا مستغرقين في المناقشات التي استغرقتهم طوال الساعة الماضية , وذلك في موضوع رغبة نيكولاس في تغيير صورة الصحيفة سنتنال التي دامت سنين طوالا ,وتحديتها لكي تصبح أكثر شعبية .
لم يبق جالسا إلي المائدة المستطيلة اللامعة سوى نيكولاس وجينا,حيث كانا يجمعان اكوام المستندات وقد اشتبكا مرة أخرى أثناء الاجتماع بسبب خطة نيكولاس تلك .
فقد كانت جينا تكره أي تغيير في سنتنال . وكانت الآن متوهجه الوجه بالغة الضيق .
سألها نيكولاس فجأة عندما وقفت تتأهب للذهاب :" هل فكرت مرة أخرى في تلك الرحلة ؟
فقالت بحدة :" أن لدي أشياء أخرى تشغل ذهني , ليس بإمكاني التفكير في شيء و روز في حالة خطرة ."
مال نيكولاس برأسه وهو يقول :" نعم , لقد كان ذلك الوقت مقلقا تماما ,ولكنه مر وانتهى الآن , فروز كوالدها قوية الجسم وستكون علي ما يرام ."
نظرت إليه وقد فرغ صبرها :" يا ليتني واثقة من ذلك مثلك . أنني في اشد اللهفة لمعرفة آخر أخبار دانيال ......والتي سيخبرنا بها عند الظهر . يجب أن أعود إلي المكتب لأجل ذلك ."
تبعها نيكولاس نحو الباب وهو يتمتم :" جينا , أريدك أن تأتي في هذه الرحلة . أنها ستساعدك علي الحصول علي فكرة واضحة عن عمل مؤسسة كاسبيان الدولية عن طريقة تفكيرنا كمؤسسة ."
فقالت بغضب :" لقد سبق لي أن كونت فكرة واضحة تماما عن طريق تفكيرك . لقد اوضحته في هذا الاجتماع , هل تعلم ما كان سيقوله السير جورج لو انه كان حاضرا معنا ؟ كان سيقول انك تحول ما كانت صحيفة مستقيمة جادة إلي أخرى صغيرة الحجم تافهة مليئة بالرسوم الملونة دون أن تهتم بسوقيتها وابتذالها ما دامت تبيع ملايين النسخ ."
رد عليها بصبر فارغ :" أن بيع ملايين النسخ ليس أمرا مبتذلا ,يا جينا ,فنحن نعمل لنمنح القراء ما يحبونه ."
" مثل الصور الفاضحة للفتيات ؟"
قال بابتسامة ساخرة :" أنها ليست صورا فاضحة بل فنية ."
أوضحت بازدراء :" بل ابتذال تحت اسم فني ."
" لا تكوني متزمتة إلي هذا الحد , أن ما تصفينه بذلك يمكنك رؤيته في أي شاطئ للسباحة في الصيف ."
فقالت بغضب :" ذلك أمر مختلف ."
" لماذا ؟"
فقالت :" لان ....لان السير جورج سيكره ما ستفعله ."
" لم يكن السير جورج علي صلة بما تقوم به الصحف العصرية , ولكن له عذره , فقد كان رجلا عجوزا بينما أنت فتاة شابة , وأمامك الوقت للتعلم ."
أجابته بحدة وقد توهج وجهها :" لا أريد أن أتعلم طريقتك في التفكير ." وعندما رأت عينيه تلمعان تملكها السرور إذ مست بقولها هذا شيئا من زهوه بنفسه .
فقال بحدة :" حسنا , إذا أردت أن تفهمي عمل الصحافة العصرية فستكتشفين المزيد عن مؤسسة كاسبيان الدولية .
وأنا أريدك في كاليفورنيا في هذه الرحلة ,فقد حان الوقت لكي , أما أن تأتي ,وإما أن تعترفي بأنك غير مهتمة بالشركة فتتخلين عن مقعدك في مجلس الإدارة ."
استقام جسمها وهي ترى نظرة التحدي الغاضبة في عينية .وبعد لحظة , هزت كتفيها قائلة :" حسنا جدا ,سأذهب إذا كنت مصرا." رأت في عينيه نظرة الظفر قبل أن يحولهما بعيدا , وقد بان عليه شيء من الارتياح وهو يقول بشكل عفوي :" هذا حسن .اه , يجب أن تتعرفي إلي أمي أثناء وجودنا في كاليفورنيا ."
نظرت إليه مجفلة , وبدت البرودة في صوتها وهي تقول :" أتعرف إلي أمك ."
جرحت لهجتها كرامته ,فعاد الغضب يتملكها :" إذا لم تحبي التعرف إليها ,فانسي أنني عرضت عليك ذلك ."
قبل أن تقول له شيئا آخر , كان قد ذهب مبتعدا بسرعة فائقة . وشعرت هي كأنها ستنفجر باكية . وفيما بعد , أصبح نيكولاس بغموض البركان ......ما أن يبدو آمنا هادئا لحظة ,حتى ينفجر غضبا بعدها دون سبب فكان عليها أن تفكر في كل كلمة تقولها له .
عقدت حاجبيها وهي تفكر في هذا الأمر أترى ثمة شيء سيء بالنسبة إلي نيكولاس ؟ أم في مؤسسته ؟ ليس من عادته مثل هذا التقلب ولا بد أن هناك سببا يجعله حساسا بهذا الشكل .
******
في المستشفى في قبرص , كان دانيال جالسا بجانب سرير روز رغم أنها كانت فاقدة الوعي غير شاعرة بوجوده , كان وجهها شاحبا كالموتى رغم أنهم نقلوا إليها دما مرتين منذ إحضارها إلي المستشفى . لقد أعطاها دانيال مرة من دمه وقد تملكه سرور بالغ أن تبين أن فصيلة دمه مطابقة لفصيلة دمها .
أراد أن يعطيها من دمه للمرة الثانية ولكن الأطباء رفضوا هذا لأنه من الخطر عليه منح دمه مرتين في خلال أربع وعشرين ساعة . ورغم احتجاجه بان صحته جيده .....فقد بقوا علي عنادهم , واحضروا لها دما , من مصدر آخر .
كان يتأملها بإمعان , بعينين مثقلتين متعبتين لعدم النوم , فهو لم ينم منذ وصوله من لندن رغم عدم وعيه إلي ما يحس به من إرهاق . فقد كان اهتمامه مسمرا علي روز التي اعتادت أن تكون ممتلئة حيوية واندفاعا وطاقة , ولكنه , في هذا السرير , يراها ضئيلة هشة بعظامها الرقيقة ويديها وقدميها الصغيرة , فوزنها لا يكاد يزيد عن وزن طفلة , ولكنها , بالنسبة إليه , كانت أجمل شيء رآه في حياته . فهي زهرة الدنيا .
كان من الصعب التصديق بان فتاة بمثل هذه الرهافة والرقة ,استطاعة مواجهة محنة تلك الساعات الطويلة في الطائرة . ولكن دانيال كان سمع من بعض الركاب الذين لم يصابوا بضرر , سمع كيف واجهة روز الإرهابيين , وكيف تحدثت معهم بالفرنسية وكتبت ما أرادوها أن تكتبه , وقد بدا عليها الهدوء وعدم الخوف حتى في مواجهة التهديد الغاضب .
دوما كان الخوف يتملك دانيال من أن يحدث لها شيء كهذا . فقد كانت دوما مهووسة بالتمثل بوالدها , وان تصبح ديسموند ايميري آخر الذي كان يذهب إلي الأماكن الخطرة التي لا يجرؤ علي الذهاب إليها شخص آخر , مغامرا في سبيل ذلك بحياته , كان ديسموند رجلا خارقا , فهذا لا يستطيع احد نكرانه , وخصوصا دانيال الذي طالما احترمه وقدرة . ولكن عندما تهدد شخصية ديسموند ايميري امن روز , فان دانيال لا بد أن يكرهه إلي حد محاربته , أو بالأحرى محاربة الصورة التي خلفها في ذهن روز ...... وذكراه وتملكه لحبها . ولكن ديسموند نفسه , كما يعرف دانيال , لم يكن يريد قط أن تحذو روز حذوه , رغم انه لم يظهر لها عدم تشجيعه علي ذلك . لأنه لم يكن يحب التدخل في ما ترغب فيه ابنته , ألا انه كان دوما يفضل لها عملا آخر كما طالما قال . كلا .......كان ما علي دانيال أن يقاومه هو تأثير شخصية ديسموند علي ابنته .
جاءت ممرضة إلي جانبه , وقالت له برقة :" كنت طلبت مني أن أذكرك عندما يحين وقت مخابرتك إلي لندن ."
أومأ وهو ينهض واقفا , تاركا يد روز المسترخية , وبقي واقفا ينظر إلي عينيها المسبلتين .
أخذت الممرضة تنظر إليه بعطف , وهي تطمئنه بقولها :" أنها لن تستفيق من غيبوبتها قبل ساعات ."
فقال :" اعلم ذلك ." ولكنه بقي مترددا في تركها حتى لمثل هذه الفترة القصيرة . لم يكن قد تصور قط مبلغ حبه لها ألا بعد أن ظن انه قد يفقدها .
ابتسمت له الممرضة , مستحسنة مشاعره , هذه نحو حبيبته , وقالت :" أنها ستصبح علي ما يرام , سيأخذ هذا وقتا , ولكنها ستصبح علي ما يرام ."
منحها ابتسامة جذابة وقد تأثر بعطفها :" متى سيمكنها أن تتزوج ؟"
" الأسبوع القادم ."
قالت له ذلك وهي تتصور لو أنها كانت مكان روز في هذا السرير لارغمت نفسها علي النهوض والزواج منه حتى لو كانت تموت .
****
استغرقت وصول استيبان إلي حيث ايرينا , بعض الوقت ولكنه اكتشف أخيرا أن الستديو الصغير كان ملحقا بمكتب أخراج الصور , فدخل في نفس الوقت الذي كان فيه المصور مشغولا بتنظيم جلوس ايرينا ذات الملامح الحائرة المشوشة , علي المنبر, متكئة علي شجرة لوز اصطناعية مزدهرة .
كان المصور يقول لها:" هل يمكننا أن نزيح تنورتك قليلا فقط ؟ أننا نريد أن نظهر جمال ساقيك , فهذه التنورة طويلة جدا . كما أن علينا أن نفتح عددا من هذه الأزرار ..... والآن , يا عزيزتي , لا تكوني حمقاء ." قال سيمون ذلك عندما ضربت ايرينا يديه تبعدهما عنها , وتابع يقول :" أن من يرانا يظنني سأغتصبك ." وضحك , ولكنها لم تضحك .
لقد كانت نسيت لغتها الانكليزية , فأخذت تتكلم بغضب بالاسبانية وقد توهج وجهها وبان عليه الانزعاج بعد نصف ساعة ازداد أثناءها إدراكها بأنه لا يحاول اخذ تلك الصورة لها والتي طلبتها منه .
دخل استيبان أثناء هذا المشهد وقد بان الغضب والخشونة علي وجهه , وتقدم رأسا نحوهما سائلا بالانكليزية :" ما الذي يجري هنا ؟"
فرد عليه سيمون , وهو يلتفت ليحدق في هذا الغريب الذي قطع عليه عمله و رد عليه بحدة قائلا :" كيف دخلت إلي هنا ؟ ألا تستطيع قراءة الإشارة المكتوب عليها ( ممنوع الدخول ؟)
" أنني مدير التسويق ولست بحاجة إلي إذن خاص للدخول إلي هنا ." انفجر استيبان بهذا القول وقد بدا الوعيد في عينيه وهما تتلاقيان بعيني هذا الرجل .
ترك سيمون ايرينا مرغما نفسه علي ابتسامة إرضاء لاستيبان وهو يقول له :" آه , يا سيدي .....آسف إذ لم أعرفك ."لم يكن يريد طبعا أن يسيء إلي رجل بأهمية مدير التسويق والذي يسيطر علي هذا المشروع بأكمله ويمكنه أن يفصل سيمون من عمله .
امسك استيبان بيد ايرينا يجرها وهو يهزها قليلا وكأنه من الغضب منها بحيث يتمنى لو يصفعها .
" قد يتصل دانيال الآن في أي لحظة فعليك أن تذهبي إلي مكتب السيدة جينا تيريل ." واندفع بها نحو الباب , بينما لحق سيمون بهما محتجا :" ولكننا لم ننه بعد اخذ الصورة يا سيدي ....."
قال له استيبان موجها إليه نظرة أسكتته :" بل أنهيت ذلك ." بينما وجدت ايرينا نفسها تندفع إلي خارج الاستديو مجتازة الممر نحو المصعد .
أرادت أن تتخلص من يد استيبان الخشنة , ولكنه رفض أن يتركها . وضغط زر المصعد محولا وجهه عنها , بينما أخذت هي تنظر إليه جانبيا وقد تملكها التوتر .
" أشكرك لأجل ...."وسكتت وهي ترى الغضب في عينيه .
" كيف سمحت له بان يضع يده عليك ؟"
قالت محتجة :" أنا ؟ أنا لم اسمح ......"
" لا تكذبي علي , فقد رأيت ما الذي كان يجري حين دخلت .....كانت يداه علي جسمك ."
ونظر إلي القسم الأعلى من ثوبها بازدراء بالغ :" واقفلي أزرار ثوبك هذه قبل أن يراها احد ."
كان وجه ايرينا يتوهج وأصابعها ترتجف وهي تحاول قفل أزرار ثوبها محنية رأسها. شعرت بالرغبة في البكاء ولكن ليس واستيبان يرمقها بكل ذلك الغضب والاحتقار .
وصل المصعد فترك استيبان يرمقها بكل ذلك الغضب والاحتقار .
وصل المصعد فترك استيبان مرفقها دافعا إياها إلي داخله وكأن من المحتمل أن تهرب , وكانت ما تزال تتعثر بأقفال أزرار ثوبها بينما الباب ينغلق وإذا به يزيح يدها فجأة ويقفل لها الأزرار بنفسه .
لم تستطع أن تنظر إليه وبقيت خافضة بصرها وأهدابها مسدلة علي وجنتيها .
ثم قال لها بخشونة :" أظنك في السن التي تحبين فيها أن تجربي كل شيء , ولكنك بهذا العمل قد توقعين نفسك في متاعب خصوصا مع الانتهازيين أمثال ذلك الرجل ."
" كنت أريد فقط ....." ابتدأت تقول بصوت خافت .....محاولة أن توضح له أنها ذهبت إلي هناك لكي يأخذ لها صورة سريعة للبطاقة الشخصية , ولكن استيبان لم يدعها تنهي حديثها , إذ قال بخشونة :" أنني اعلم ما كنت تريدينه ."
عند ذلك وقف المصعد وانفتح بابه , فخرج منه مبتعدا دون أن يلقي عليها نظرة فسارت متعثرة وهي ترتجف وقد تملكها الدوار , متجهة إلي مكتب جينا بينما تواري استيبان عن الأنظار .
نظرت إليها جينا و هيزل مجفلتين وهي تفتح الباب , ثم ابتسمتا :
" هل أخذت لك الصورة؟"
أجابت بصوت مبحوح :" كلا , في الواقع ......" ولكن قبل أن تتابع كلامها , رن جرس الهاتف .
صرخت جينا وهي تخطف السماعة وقد أشرق وجهها :" انه دانيال ." وجعلتها لهفتها لسماع أخبار روز تنسى كل شيء .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 03:54 AM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
عندما فتحت روز عينيها كان أول ما وقع عليه بصرها دانيال مستغرقا في النوم بجانب فراشها , وقد أسند رأسه إلي مسند كرسي ابعد ما يكون عن الإراحة .
عادت روز تغلق عينيها علي الفور متصورة أنها تصورات كما كان يحدث لها علي متن الطائرة كلما كانت تفكر في دانيال , ما كان يجعلها تبكي .
ولكن هنالك شيء مختلف , هل ما زالت في الطائرة ؟
كان آخر شيء تتذكره هو ..... وقطبت جبينها فآلمها تحريك حاجبيها , كانت تشعر بصداع بالغ كان الألم فيه ينبض كالطبل , لم تشأ أن تفكر خوفا مما قد تذكره , فقد كان رأسها يدوي بأصوات مخيفه ...... طلقات رصاص , صراخ , صياح تحطم زجاج ......
كان هناك إطلاق رصاص . وارتجف جسدها محاكيا ذكرى ذلك الصوت المرعب , نعم , ذلك كان ما حدث , لقد أطلقوا الرصاص عليها ,ومرة بعد آخري شعرت بالرصاصة تصيبها فيندفع جسمها إلي الخلف من تأثير الصدمة , وتملكها الخوف والذعر , وتعالت نبضات قلبها تكاد تصمها .
عليها أن تتوقف عن التفكير في هذه الأشياء المرعبة .......عليها أن تسيطر علي نفسها , جمدت في فراشها مغمضة العينين وهي تستمع , أين هي ؟ اخذ ذهنها يستوعب حركة المستشفى , خشخشة العربات , صفق الأبواب , وقع خطوات الممرضات , صوت سعال شخص ,صوت رنين هاتف بعيد .
مثل هذه الأصوات العادية الآمنة الرائعة , جعلت قلبها يخفق , فتحت عينيها فلم تجد نفسها علي الطائرة الجاثمة في المطار , لم تكن هناك ودمها ينزف ....بل كانت في سرير في مستشفى ودانيال بجانبها ......نعم , دانيال بلحمة ودمه .
حدقت إليه بذهول وهي ترتجف , كان دانيال بجانبها مباشرة ......كان قريبا منها إلي حد تستطيع لمسه ......ولكنه لم يكن منتبها إليها لأنه كان نائما وقد فتح فمه واخذ يتنفس بصعوبة .
همست خوفا من أن توقظه :" آه , يا حبيبي ." وأخذت تنظر إليه بسعادة بالغة ,كما كانت تتصور أنها ستنظر إليه عندما تراه مره أخرى , كان الأمر رائعا , كان نائما مسترخيا كصبي صغير , وشعرت في هذه اللحظة بالحب له أكثر مما شعرت في حياتها قط من قبل .
أخذت عيناها تنظران إليه وقد فاضت مشاعرها , وجهه , كتفاه العريضتان , صدره شعرت وكأنها كانت متلهفة لرؤيته منذ سنوات وها هو ذا الآن هنا , بينما هو لا يدري بوجودها , ويمكنها أن تنظر إليه كما تشاء .
وعادت تهمس :" آه , يا حبيبي ."
ربما كان سمع همسها هذا لأنه تحرك قليلا وفتح عينيه , ثم تثاءب واستقام جالسا في كرسيه وأغلق فمه .
وعند ذلك رأى روز , أخذا لحظة يحدقان الواحد في عيني الآخر بصمت , ثم منحته ابتسامه صغيرة مرتجفة فتأوه قائلا :" روز ."
" دانيال ." قالت ذلك ومشاعرها تكاد تخنقها .
بدا وكأنه مرتبط اللسان قبل أن يقول :" إذن فقد استيقظت أخيرا ."
فأومأت تقول :" هل نمت وقتا طويلا ؟"
" الأميرة النائمة لا شيء بالنسبة إليك ."
فاتسعت ابتسامتها :" الم يوقظها الأمير الفاتن ؟"
انقلبت علي جنبها نحوه وإذا بها تصيح من الألم .
سألها شاحب الوجه وقد بان القلق في عينيه :" هل يؤلمك كتفك يا حبيبتي ؟"
قالت وما زالت تنتفض من الألم :" هذا لا يهم ." وابتسمت له , ثم خفضت بصرها تنظر إلي أصابتها فرات الضماد علي ذراعها , وكتفها مربوطا علي صدرها , فقالت بخفة :" يا له من أمر مأساوي , هل اجروا لي عملية ؟"
فأومأ قائلا :" نعم , الليلة الماضية , لقد اخرجوا من جسمك ثلاث رصاصات وخاطوا مكانها"
لكن الرصاصات لم تكن قاتلة , فانا لم اشعر بشيء عدا الصداع ."
" أصبت برصاصتين في كتفك , وواحدة في ذراعك , كما انك خسرت كثيرا من الدم ,ولكن نقل الدم إليك مرتين أصلح الأمر ."
كانت روز ما تزال تتفحص نفسها :" لماذا هذا الضماد علي صدري ؟"
أجاب :" تسلخات , ويبدو أن رصاصة قد احتكت بجانب صدرك دون أن تدخل إليه ."
فقالت بابتسامة عريضة :" حسنا , هذا من حسن حظي , وكيف حالتي يا دكتور ؟"
" كيف تحسين بحالك ؟" سألها ذلك وقد بانت الرصانة البالغة في عينيه فجأة .
نظرت إلي وجهة لحظة ثم نظرت إليه بأسى :" صدقني فانا اشعر بأنني محظوظة إذ مازلت حية , فقد كنت ظننت أنني سأموت وهو شعور غير جميل جدا , إذا كنت لا تعلم ."
فاندفع يقول وقد ثار غضبة " هذا حسن , فقد كان الأمر جحيما بالنسبة إلي , أنا أيضا يا روز , وأنا أتساءل عما إذا كنت ستموتين . لا أريد أبدا أن أعاني ما عانيته في الأيام القليلة الماضية , مرة أخرى , وعندما تغادرين هذا السرير سأعيدك إلي الوطن , ومن الآن فصاعدا لن تذهبي إلي أي مكان من دوني حتى ولو اضطررت لتقييدك بمعصمي ."
عادت روز تستلقي علي ظهرها , وقد تألقت عيناها في وجهها الشاحب :" أتعلم ؟ عندما كنت علي متن تلك الطائرة , كنت أتصور أنني قد لا أراك مرة أخرى , وكان هذا أسوا شيء في الأمر علي الإطلاق ..... وقبل ذلك الحين لم أكن أدرك مقدار حبي لك , يا دانيال ."
نظر إلي عينيها الزرقاوين الجياشتين بالعاطفة , وتأوه وهو يقول :" هل سنتزوج قريبا يا روز ؟"
" نعم , أرجوك ."
****
بعد ذلك بأيام قليلة , اتصل دانيال بايرينا بعد أن كان خرج من غرفة روز التي كان الطبيب وتلامذته يفحصونها .
كانت ايرينا وحدها في مكتب جينا , تنتظر خروج جينا من غرفة الاجتماع والذي استغرق طوال مدة العصر , وكانت هيزل قد ذهبت إلي بيتها قبل ذلك بدقائق حيث لديها الكثير مما عليها القيام به استعدادا ليوم زفافها بعد ثمانية أيام .
عندما اخبر دانيال ايرينا بان روز قد تقدمت الآن في طريق الشفاء , وأنها ستغادر المستشفى قريبا جدا , تدفقت الدموع من عينيها :" آه , ما أروع هذا , هل أنت واثق من ذلك , يا دانيال ؟"
لكن صوت دانيال كان قويا واثقا مليئا بالحرارة :" أنها ستصبح علي ما يرام , يا ايرينا , فكفي عن القلق لأجلها , وأظن أن بإمكانها أن تعود إلي الوطن قرب موعد عرس هيزل , رغم أن عليها أن تقوم بالرحلة علي كرسي بعجلات ."
كان يضحك فضحكت ايرينا هي أيضا , و هي تمسح دموعها .
" سأخبر هيزل , وستكون مسرورة إذ تسمع هذا ."
"أليست هي عندك ؟"
" كلا , لقد ذهبت إلي بيتها وجينا مازالت في الاجتماع مع السيد كاسبيان وإدارة الإعلانات وموظفي التسويق ."
كانت لغة ايرينا الانكليزية في تحسن مستمر , رغم انه كان عليها أن تركز علي الكلام بشدة قبل النطق به .
قال دانيال وهو يتأوه :" طبعا, لقد فقدت حسي بالوقت ......ناسيا أن المكاتب لابد مغلقة الآن ولم يبق في العمل سوى مكاتب المحررين ."
" أتريدني أن أحولك إلي مكتب الشؤون الأجنبية ؟"
أجاب :" ليس الليلة , إذ الأفضل أن أعود إلي روز , يا ايرينا , فانا أريد أن اعلم ما قاله الجراح عن حالتها ."
" ابلغها حبي ."
" سأفعل طبعا , كما أنها ترسل إليك حبها , لقد طلبت مني أن أخبرك بأنها شديدة الآسف لإفسادها زيارتك إلي لندن بسبب اختطاف طائرتها وإطلاق الرصاص عليها ."
أخذت ايرينا تضحك بصوت خافت :" اخبرها بأنني اعلم أنها أنما كانت تتباهي بذلك فقط ."
فضحك دانيال :" تماما يا ايرينا . حسنا , تصبحين علي خير , وبلغي حب روز إلي جينا, أيضا, وهي تنتظر بلهفة حديثا معها في الهاتف وربما غدا إذا تمكنت من ذلك ."
وضعت ايرينا السماعة وهي تبتسم , فقد بدا دانيال اسعد من أي يوم رأته فيه منذ قدومها إلي لندن .
وتملكها شعور بالارتياح لم تعرفه منذ مدة طويلة , فقد كانت عندما أجابت علي المخابرة , تشعر بشيء من التعب بعد أن أمضت النهار بطولة تترجم مقالات من الاسبانية إلي الانكليزية , كان هذا العمل , مثيرا ممتعا في البداية , ولكن عند العصر, وبالتحديد من الثانية حتى السادسة مساء , تملكها الصداع من شدة التركيز علي صحة الترجمة التي تقوم بها , فهم لم يكونوا يريدون ترجمة حرفية , وإنما لغة مقروءة جيدا ...... وكان هذا هو الجزء الصعب حقا لان ايرينا لم تكن صحافية مدربة فكانت تتعلم أثناء سير العمل , وهكذا كان عليها أن تقوم بترجمة القطعة عدة مرات قبل أن تستقيم معها الترجمة في النهاية .
كان بإمكانها أن تذهب إلي بيتها منذ ساعة ولكن كان عليها أن تنتظر جينا لأنه لم يخطر لها أن تطلب مفتاحا لشقة جينا ولهذا ما كانت لتستطيع الدخول لو أنها عادت وحدها .
عندما عادت جينا إلي المكتب بعد ذلك بعدة دقائق , كان التعب باديا عليها , ما جعل عينيها بليدتي النظرات وشعرها خاليا من الرونق .
ابتسمت لها ايرينا بحرارة :" لقد فاتتك مخابرة دانيال لتوك , أن روز في أحسن حال, لان دانيال كان يمزح ويضحك ."
ضحكت جينا وقد تبدد شعورها بالتعب علي الفور:" أحقا ؟ آه , يا ايرينا, كم ارتحت الآن , لم استطع التركيز علي شيء منذ وقوع هذا الحادث لها ."
" اعلم ذلك , فقد كنت مثلك , ولكنها الآن ترسل إليك حبها وستتصل بك هاتفيا من المستشفى حالما يسمحون لها باستعمال الهاتف ."
" حسب معرفتي بروز , أظنها سترسل قصتها قبل خروجها من المستشفى ."
" يقول دانيال أنها نسخة ثانية عن ديسموند ايميري ." وضحكت الاثنتان .
ثم قالت جينا وهي تنظر إلي ايرينا بفضول :" لا يبدو انك ورثت عنهما ذلك ."
فهزت هذه رأسها بنظرة اسى :" كلا , لم ارث ذلك ......انني لا استطيع أن أتصور نفسي مراسلة خارجية , فالتوتر يتملكني حتى عند التحدث مع شخص غريب .... فهذا الصباح عندما خرجت لاشتري الشطائر من المطعم , كان هناك فتى يبيع ...."
وسكتت مقطبه جبينها , ثم قالت مستفهمة :" هل علي أن أقول (يبيع) أم (يقدم )؟"
" بل يقدم . هل هو ايطالي ؟ لا بد أنه روبرتو توريلي , لا تقولي انه لم يكن ودودا لأنه كذلك في العادة ."
" بل كان ودودا تماما , ولكنه اخذ يحدق بي ما جعلني اشعر بالتوتر , لو كانت روز مكاني لهزت كتفيها دون اهتمام ولكنني لا استطيع ذلك , أنني ..... آه ماذا أقول؟"
" أتريدين القول انك خجولة ؟"
تنهدت ايرينا :" نعم ,هذه هي الكلمة , أنني خجولة جدا مع الغرباء , بعكس روز ."
نظرت إليها جينا بإمعان , ثم سألتها :" هل تشعرين بالخجل من النساء أيضا أم من الرجال فقط ؟"
" من الرجال أكثر من النساء , فهكذا نشأت و لقد عشت في مزرعة ثم ذهبت إلي مدرسة في اقرب بلدة , عشت في منطقة نائية من اسبانيا حيث لم يكن حصل هناك نفس التطور الذي حصل في المناطق الساحلية حيث يتوافد السائحون . "
"لا بد أن لندن تشكل لك صدمة حضارية , إذن ؟"
قالت ايرينا وهي تضحك فجأة :" كان ذلك في باريس , لقد جئت من قريتي الصغيرة مذهولة لكل ما أراه , فوجدت الرجال يحيطون بي يطلبون مني مواعيد ."
فقالت جينا :" يا لك من محظوظة ."
ضحكت الاثنتان , ثم نظرت جينا إلي الباب خلف ايرينا وساد الجمود وجهها وهي تقول : " آه , مرحبا ." فالتفتت لنظرات جينا الباردة كعادتها كلما وقعت عليه .
أما ما لم تتوقعه فهو أن ترى معه استيبان لقد كان ذلك أشبه بالصدمة بالنسبة إليها , فتغيرت ملامح وجهها, وعادت تحول وجهها بعيدا .
كانت لم تنس بعد لهجة الاحتقار التي حدثها بها استيبان بعد أن جرها من ستديو التصوير , وهي لم تكد تراه منذ ذلك الحين ما جعلها تتساءل عما إذا كان يتجنبها عمدا , أو لعله محرج ..... حسنا , هذا ما ينبغي أن يشعر به إزاء ظنه الخاطئ بها مرة أخرى.
لم تكن مستعدة لقبول أي اعتذر منه , هذه المرة , أنها ترى شخصيته من خلال تصرفاته هذه , وهي انه لا يثق بهن , وهذا يفسر غضبة الكامن الذي شعرت به في أول لقاء لهما في الطائرة , لقد كان نظر إليها , حينذاك , بازدراء ونفور لأنه ظنها تحاول التعرف إليه ما جعلها تشعر بشيء من الخزي والغضب لأنها لم تنكر أنها ما كانت تمانع في التعرف إليه حيث أنها وجدته جذابا تماما.
سألها كاسبيان مازحا :" ما هذا الذي تقولينه من أن الرجال كانوا يحدقون بك في باريس يطلبون مواعيد , يا ايرينا ؟"
فتلعثمت ايرينا وهي تعلم أن استيبان يراقبها , تلعثمت وهي تقول :" حسنا , الرجال الفرنسيون هم ........" وسكتت .
فضحك نيكولاس :" ميالون إلي العشق ؟"
فأسرعت تقول :" بل شاعريون ."
قالت جينا :" الرجال الفرنسيون يحبون النساء , وهذا هو السبب في أنهم رائعون ."
أدار نيكولاس إليها عينين ضيقتين :" هذا هو السبب إذن في حبك لباريس , هل تعرفت هناك إلي أي فرنسي شاعري ؟"
قالت وقد بدت البرودة في عينيها الخضراوين :" تعرفت إلي واحد أو اثنين ."
فقال متجهم الوجه :" إذا كان حب النساء شيئا شاعريا, فأكثر الرجال شاعريون ."
والتفت إلي الرجل الآخر و يسأله :"ماذا بالنسبة إلي الرجال الاسبانيين , يا استيبان؟ أنهم شاعريون يحبون النساء , أليس كذلك ؟"
أجاب بعفوية :" في مكانهن فقط ."
حملقت فيه جينا :" لا اصدق ما سمعت , هل سمعت ما قاله , يا ايرينا ؟ ما هو مكاننا يا استيبان ؟ هل هو المطبخ ؟"
قال نيكولاس ببطء وهو يضحك :" انه منزل الرجل ."
" ما هذا الكلام ؟ " و تقبضت يديها وكأنها تريد أن تضربه , فكف نيكولاس عن الضحك وقال :" كانت هذه مجرد مزحة , يا جينا , ولا لزوم للقتال ."
قالت له بحدة :" ولكنك تعني ذلك جزئيا ."
فهز كتفيه :"إذا شئت فمرحبا بك في منزلي في أي وقت ."
فتحت ايرينا فمها تشهق بصمت , فقد أجفلت لكلام كهذا وان كان من الغريب أنها لم تستغرب صدوره من نيكولاس , فهما الاثنان يتشاجران علي الدوام كلما تقابلا , ومع ذلك فقد داخلها الشك في ما إذا كان نيكولاس لا يريد ذلك وإنما جينا هي من يكن العداء له , وانه أنما يرد عليها بنفس العدوان .
رفعت جينا يدها لتضربه , فأمسك هو برسغها دون صعوبة منزلا ذراعها وهو يحدق في عينيها وقد توترت شفتاه :" إياك أن تجربي هذا , يا جينا , قد تصلح النساء في منافسة الرجال في بعض الأمور , ولكن إذا وصل الأمر إلي التضارب , فمن الحكمة ألا يبدآن القتال ."
توهج وجهها غضبا فخلصت ذراعها من يده واستدارت علي عقبيها مغادرة الغرفة, فتبعها نيكولاس , بينما منع الذهول ايرينا من الحركة فأخذت تحدق في أثرهما بعد أن تواريا وانغلق الباب خلفهما , صفر استيبان بخفة وهو يقول :" هذان علي أهبة الانفجار علي الدوام ."
نظرت ايرينا إليه ساخطة :" انك أنت من ابتدأ ذلك الشجار ."
فحدق إليها قائلا :" أنا ؟ ما الذي تتكلمين عنه ؟"
" عن كلامك الأحمق عن أن النساء لا باس بهن في مكانهن , لقد جرحت جينا , ووقع اللوم علي نيكولاس ."


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 03:55 AM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

" لو أن ذلك الشجار لم يحصل بسببي لحصل حتما بسبب شيء آخر , فهما دوما يتشاجران لأي سبب ." وهز كتفيه ساخرا وقد بدت الكآبة في عينيه :" لو أنهما فقط ذهبا إلي المنزل معا, وتصالحا , لانتهيا من كل هذا التوتر الذي يتملكهما نحو بعضهما البعض ."
احمر وجه ايرينا وقالت :" ليس الانفراد هو الحل لكل شيء ."
فتمتم عابسا :" ومن قال انه الحل ؟ لكن العاطفة هي غريزة الحياة الأساسية ."
فقالت :" قد تكون العاطفة هي أساس العلاقات الإنسانية ولكن للحب سلطة أقوى , ليس من المرأة والرجل فقط , ولكن بين الأم والطفل و الأب والطفل ."
فضحك وهو يقول :" أنني لن ادخل في مناقشة هذا الموضوع , فقد أمضى الرجال والنساء مئات السنين من الخلاف حوله ."
قالت وقد تذكرت اتهامه الظالم لها مرتين :" والرجال دوما علي خطأ بالنسبة إلي مشاعر النساء , علي كل حال , فنحن لا نتصرف علي طريقتكم ...... وأنت محظوظ إذ لم يسمعك شقيقاي وأنت تقول لي ما قلته لتوك , وإلا لثار ثائر هم ."
" هل لديك أيضا أخوة ؟ وهل هما اكبر منك ؟"
" بل اصغر , رامون في الثامنة عشرة , وميكيل في السادسة عشرة ."
قطب استيبان حاجبيه وبدت علي وجهه الحيرة :" لم أكن اعلم أن لوالدك ولدين بذلك السن ."
" أنهما ..... أنهما ليسا ولدي ديسموند , فقد كان تزوج والدتي ثم طلقها دون أن يعلم أنها حامل , فعادت إلي بلدها وتزوجت والد شقيقي , وقد رعاني زوج والدتي , وهكذا روز هي نصف شقيقة لي إذ كان ديسموند تزوج والدتها قبل والدتي , ولكنها ماتت قبل أن يتعرف إلي والدتي , وشعرت والدتي أن ديسموند لم يكن يحبها وإنما كانت كل مشاعره مع زوجته الراحلة ولهذا طلبت منه الطلاق , وعندما أدركت أنها حامل منه لم تخبره ....... وكذلك لم تخبرني أنا بالحقيقة ألا بعد أن مات والدي .... اعني زوجها , والذي كنت أظنه والدي طبعا , عند ذلك أخبرتني بالحقيقة , لقد حزنت جدا ولم أصدقها تماما , وبعد ذلك بشهور قابلت ديسموند , والدي في باريس , فأراني صورة لوالدته جدتي فوجدتها تشبهني تماما عند ذلك أدركت أنها الحقيقة ."
سكتت فجأة دون أن تنظر إليه خوفا مما قد يبدو في عينيه من شفقة أو احتقار أو فضول , لم تكن تريد أيا من هذا منه , ولم تكن ايرينا تعلم لماذا يهمها رأي استيبان فيها كثيرا , كل ما كانت تعرفه أن هذا هو الواقع , فقد كان لاستيبان من السلطة بحيث يؤلمها أو يسعدها , وذلك بكلمة أو نظرة .
عندما ظل صامتا , انفجرت تقول :" آه , ما كان لي أن أخبرك , أرجوك ألا تخبر أحدا
بذلك ."
فقال :" لن اخبر أحدا علي الإطلاق ." ثم امسك بذقنها ودفع رأسها إلي الخلف , شعرت بقلبها يخفق بعنف, ولم تجرؤ علي مواجهة عينيه بينما تمتم هو يقول :" يمكنك أن تثقي بي , يا ايرينا , اقسم ألا يعرف مني احد بما أخبرتني به ."
تجرأت علي النظر في عينيه , متفحصة وجهه بعينيها الكبيرتين :" أريد أن أثق بلك , ولكن ......"
فأصر قائلا :" بل ثقي بي ."
" وكيف يمكنني ذلك وأنا لا اعرف ما اعني لك ؟ مرة أراك فيها شهما رقيقا , ومرة أخرى تبدو لئيما , كما تصرفت معي حين جررتني من استديو التصوير و....."
لم تجرؤ علي أن تذكر ظنه فيها ذلك الحين , ولكنه أدرك ما تعنيه , فأظلم وجهه وتوترت شفتاه فقالت :" هكذا بدوت حينذاك , لقد أهنتني حين قلت لي أنني
استمتع ...... بلمساته ...... قد تستمتع بعض الفتيات بذلك النوع من الغزل ولكن ليس أنا ."
" ما كان لك قط أن تسمحي له بان يتصرف معك بسؤ الأدب ذاك ."
" لقد أخبرته فعلا بالا يتصرف معي بذلك الشكل , ولكنه لم يهتم بكلامي ."
" كان عليك أن تتركيه وتخرجي من الاستديو ."
ساد بينهما الصمت فترة شعرت فيها بأنها موشكة علي البكاء :" لقد ذهبت فقط لمكتب التصوير ذاك لكي أتصور لأجل البطاقة الشخصية , لا ادري لماذا حاول ذلك المصور أن يأخذ لي مثل تلك الصورة ."
فقال لها بخشونة :" يمكنني أن أخبرك بالسبب , لقد رأى مدير المكتب , تيم دويل , أن صورتك ستبدو مناسبة لوضعها في تقويم سنتنال السنوي ."
نظرت إليه بجمود وارتباك :" ماذا؟؟"
فعبس وقال بلهجة ساخرة :" آه , ذلك احد مشروعات نيكولاس كاسبيان , فهو قد وضع في الصحيفة نوعا من مباريات الجمال ,واضعا فيها صور فتيات يرسلها إليه القراء , واغلبها بلباس البحر أو ملابس مغرية , وهذا التقويم سيكون ناحية منه ." سكت استيبان , ثم عاد فهز كتفيه وهو يقول باشمئزاز :" تلك وسيلة ذكية لتسويق الصحيفة , طبعا , أن كل من سيرسل صورة لحبيبته أو ابنته أو زوجته سيشتري التقويم السنوي ليرى أن كانت صورتها فيه أم لا, هذه هي الغاية , علي كل حال , وعادة ما تأتي نظريات نيكولاس في التسويق بالغة الدقة والنجاح ."
نظرت إليه بحيرة بالغة :" ولكن إذا كانت الصور يرسلها القراء , فلماذا المصور أراد أن يأخذ صورتي ؟"
" كان يريد أن يضع صورتك بين البقية ."
لكنها مازالت لا تفهم :" ولكن ماذا ؟"
" آه , ذلك مخالف للقانون تماما , ولكنه كثيرا ما يحدث في الصحف , فهم يضيفون صورا عندما لا يكفي ما يتلقونه في البريد . والمصور يبحث دوما عن الأفضل , وقد رأى تيم دويل أن الصور التي تلقها متشابهه جدا فأراد شيئا مختلفا, وعندما دخلت أنت إلي مكتبة , خطرت له فكرة استخدامك بدلا من امرأة تمتهن ذلك , إذ كان من الصعب إثبات انك إضافية كما ترين ."
بدا الذعر علي ايرينا :" آه , ولكنني لا أريد أن تظهر صورتي في سنتنال أو في هذا التقويم , خصوصا بهذا المنظر ."
لوى استيبان شفتيه :" لا تقلقي لهذا الأمر فلن ينشروا صورتك , لقد حذرتهم من ذلك بكل وضوح وطلبت منهم ألا يقتربوا منك أو يكلموك مرة أخرى ." وابتسم لها ساخرا.
" من المفيد أحيانا أن يكون المرء مدير تسويق ."
ابتسمت له ايرينا ثم سألته :" أسفه لغبائي إذ القي عليك هذا السؤال وهو ماذا يعني بالضبط عمل مدير التسويق ؟ هل أنت المسؤول عن بيع الصحيفة؟"
" كلا فذاك عمل مدير المبيعات , أما أنا فأبيع كل شيء ما عدا الصحيفة ."
لكنها مازالت لم تفهم :" ولكن , لم افهم ؟"
عاد استيبان إلي المزيد من الشرح :" اسمعي , هنالك كثير من أنواع السلع تنبثق من صحيفة سنتنال , وذلك من القمصان القطنية إلي الكتب إلي أشرطة التسجيل حتى أجهزة الفيديو وهذا التقويم طبعا, ومهمتي ابتكار أفكار عن مشروعات لسلع جديدة علي أن تكون أسعارها معقولة ما يجعل قراء سنتنال يشترونها, وهذا شيء مهم جدا , أننا طبعا , نوجد السوق لسلعنا , لهذا علينا أن نضع لها ثمنا هو بالضبط ما نعلم أن الناس يقبلون دفعه , فإذا كان الثمن غالبا فلن يشتروه , ولكن إذا كان منخفضا جدا فهم أيضا لا يشترونه إذ يتملكهم الحذر خوفا من أن يكون رديء النوع , أن علينا أن نكون من المهارة بحيث نتكهن بما يظنونه يستحق من ثمن ."
" تبدو أنها مهنة هامة للغاية , شكرا لتفسيرك هذا لي , ولأجل إزاحة الغموض عن تصرفات المصور , لقد ظننته مجنونا , نوعا ما."
قال برصانة :" كلا علي الإطلاق , وإنما كان يتبع الأوامر ."
" حسنا , أشكرك , و أشكرك أيضا لوعدك بالا تتحدث بما أفضيت به إليك ."
" ما كنت لأفعل هذا , علي كل حال , ثم أنني أشارك ديسموند شعوره, إذ أنني أنا أيضا مررت بمحنه مؤلمة أجد من الصعب التحدث عنها ."
" ما هي ؟" ابتدأت بالسؤال ثم سكتت فجأة وهي تعض شفتها السفلى بعد أن رأت وجهه يظلم , فسارعت تقول :" كلا , آسفة .... انس سؤالي هذا ....." وسمعا أصواتا تقترب من المكتب , فعرفا أن نيكولاس وجينا عائدين , فنظر استيبان من فوق كتفه, ثم قال بسرعة :" هل تتناولين العشاء معي هذه الليلة يا ايرينا ؟"
لكن الباب انفتح قبل أن تتمكن من الاجابه , وجينا تقول معتذرة :" آسفة لتركك كل هذا الوقت , يا ايرينا ....... ولا بد أنك جائعة , فقد كان وقت العشاء تقريبا بينما أنت تنتظرين طوال الوقت , هل نذهب إلي البيت أولا ثم نغير ملابسنا أم نذهب مباشرة إلي مطعم بيير ونأكل أولا ؟"
نظرت ايرينا إلي استيبان مترددة , وقد بان الخجل في عينيها :" حسنا , في الواقع يا جينا ...... أنا ...... نحن ....."
تطوع استيبان بالجواب وهو يراها تتلعثم :" لقد دعوت ايرينا للتو لتناول العشاء معي يا جينا ."
أجفلت جينا ثم قالت وهي تنظر إليه باهتمام :" آه ."
فتمتم نيكولاس :" هل لنا أن نجعل الدعوة رباعية إذن ؟"
قطب استيبان جبينه , وإذ كانت جينا تنظر إليه قالت بسرعة :" كلا , آسفة , أن لدي عملا آخر هذا المساء , وعلي أن اذهب إلي بيتي بأقرب وقت ممكن . سأعطيك يا ايرينا مفتاحا للشقة لكي تعودي ساعة تشائين إلي البيت ."
وأخرجت مفتاحا احتياطيا أحضرته لها , " إلي اللقاء , استمتعي بوقتك وانسي كل شيء عن روز لفترة ." ثم جمعت جينا أشياءها وغادرت المكتب يتبعها نيكولاس متلكئا وهو يقول لهما :" استمتعا بوقتكما ." فاحمر وجه ايرينا , وسألت استيبان تغطي بذلك ارتباكها :" هل سنتناول العشاء في مطعم بيير ؟"
لكنه هز رأسه نفيا :" كلا , فكرت في أن اريك شيئا من لندن هذه الليلة , وهكذا سنقوم بنزهة في السيارة , وبعد ذلك قد تحبين ما يذكرك بوطنك , فانا اعرف مطعما اسبانيا في ضاحية هامبستيد , ما رأيك ؟ هل تحبين أن تأكلي طعاما اسبانيا ؟"
" أنني أتلهف إلي ذلك , فقد مضت دهور منذ أكلت طعاما اسبانيا , أنهم يقدمون بيلا في باريس ,ولكن مذاقه مختلف , فهو خال من التوابل ."
" الطاهي في هذا المطعم اسباني , فهو مكان عائلي تعتني فيه الزوجة بالموائد بينما الزوج في المطبخ يطهي الطعام وهو من بلدتي في اسبانيا .......كاستيل قرب سيكوفيا .......وأنت تعرفين ما يقولونه عن مناخنا , تسعة أشهر من الشتاء , وثلاثة أشهر من الجحيم , فاما أن تتجلدي في برودة الشتاء القارسة , وإما أن تحترقي في لهيب شمس الصيف المحرقة ,فهي ارض لا تنبت رجالا لينين , أن جوان طاه تقليدي يضع كل البهارات اللازمة والكثير من الثوم والبصل ."
ضحكت ايرينا :" أنني أحب كثير الثوم والبصل في الطعام ."
فقال :" مثلي أنا ." قال هذا وقد بدا عليه المرح تقريبا , لقد أصبحت تعرف الآن انه من الجبال الوعرة ما جعل فهمها له يزداد , كان جو الأندلس معتدلا تماما بالمقارنة بهذا الجو الذي نشأت فيه , لقد كان فصل الشتاء سيئا في الجبال التي نشأت هي فيها , ولكن الجبال هذه كانت تعلو سواحل البحر المتوسط المعتدلة ما يجعلها اقل صعوبة وإيلاما من جو كاستيل .
قال وهو يرفع سماعة الهاتف :" يجب أن اتصل بجوان قبل أن نذهب إليه ." أخذت تراقبه سرا بينما كان يتكلم بالهاتف , لقد فهمت الآن سر خشونته وقوته وغضبه الكامن و كانت طبيعته تعكس البيئة التي تشأ فيها حيث تعلم أيضا كيف ينشأ رجلا ديكتاتورا كأشقائها يتوقعون التسلط والسيطرة علي نسائهم أثناء حياتهم .
نزلا بالمصعد إلي تحت الأرض حيث موقف السيارات , ثم استقلا سيارته خارجين إلي شارع نورث ستريت , مجتازين ساحة مجمع باربري وارف ثم انطلقا بمحاذاة النهر نحو جدران برج لندن الأثرية الحالمة تحت شمس الأصيل وكأنها لم تكن يوما ما مصدر تهديد ورعب لأهالي لندن , ولم تر السجناء يدخلون من تلك البوابات الواسعة .
كانت مدينة لندن الاقتصادية , تقوم خلف البرج مباشرة , وأثناء النهار , كما اكتشفت ايرينا كانت تحتشد بالناس رائحين قادمين . ولكنها بدت الآن مختلفة بعد الأقفال الليلي للمصارف والمكاتب والمؤسسات المالية والموظفون ذهبوا إلي بيوتهم فأقفرت الشوارع منهم .
استدار استيبان إلي الشمال وسرعان ما كان خارج لندن صاعدين التلال خلال شوارع تحفها بيوت واسعة الطراز الفيكتوري , كانت سيارة استيبان رياضية من طراز فيراري صغيرة الحجم ولكنها قوية للغاية , فكانت تتسلل في زحام السير كالهرة لتصبح في المقدمة كلما سنحت لها الفرصة .
أخيرا قال :" هذه ضاحية هامبستيد ." وأوقف السيارة عند لون الإشارة الأحمر مريحا يديه السمراوين علي عجلة القيادة .
" أن الأرض البور هي في نهاية هذا الشارع , وسنلقي نظرة عليها قبل أن نذهب إلي مطعم جوان ."
أوقف السيارة في شارع جانبي بقرب الأرض البور , ثم خرجا منها سائرين علي العشب تحت الأشجار , كان الظلام الآن قد حل , ولكن مازال هناك كثير من الناس خارج بيوتهم .
كانت المسافة قصيرة , ولكن المكان كان عاليا يشرف علي بيوت لندن , وكانت هناك نجوم قليلة بينما ضوء القمر يتألق خلف سحابة في مكان ما , منعكسا في بركة مياه راكدة مرا بها .
أبصرا رجالا ينزهون كلابهم , ونساء مع أطفالهم الذين كانوا يلعبون بالكرة , فتيات في تنانير قصيرة قادمات من ملاعب التنس .
قالت ايرينا تحدث نفسها بصوت مرتفع :" ما أكثر هؤلاء الناس وما يقومون به من أشياء مختلفة , انه مكان جميل حقا , و لا بد انه مكان حسن ليعيش فيه الإنسان ."
وحول الأرض البور , كان هناك المزيد من تلك البيوت الكبيرة الفيكتورية الطراز , وقد اخذ زجاج نوافذها يعكس أضواء الليل .
" حياة المدينة غريبة , أليس كذلك ؟"
قال استيبان ذلك بينما وقفا يتفرجان علي مصابيح الشارع وهي ترسل انوارها من خلال أغصان الأشجار , كانا أخذا يتكلمان طوال الوقت بالاسبانية منذ أصبحا وحدهما, شاعرين بالارتياح والمتعة وكان يتابع قائلا :" أنها طريقة حياة مصطنعة تماما, فهي أكثر سيرا وسهولة من الحياة في قريتي ."
فقالت بأسى :" و أيضا قريتي , فقد كانت حياتي هناك خشنة تماما فنحن لم نكن أغنياء , ولكننا كنا سعداء علي الدوام , وما كنت لأغير طريقة حياتي مهما كان الثمن .... وما تمنيت يوما لو أنني نشأت في مدينة كبيرة ."
فقال موافقا :" ولا أنا . "
ترددت لحظة , ثم قالت :" عند أول مجيئي إلي لندن , وجدت أن روز كانت في تلك الطائرة وفي ذلك الخطر عند ذلك أخذت أتمنى لو أعود إلي بلدي."
" هل مازالت والدتك تسكن هناك مع شقيقيك ؟"
أومأت تقول :" أن رامون وميكيل يقومان بأعمال المزرعة معها , و المنتوج يكفي لمعيشتهم , أنني اذهب إليهم في الإجازات ..... فانا اعشق الحياة هناك . وقد مرت دهور قبل أن اعتاد ضجيج المدن وزحام السير أثناء الليل , في باريس ولندن , أن ضجيج المدن لا يطاق , فأنت لا تستطيع أن تفكر , فكيف تنام ؟كم احن أحيانا إلي فترة سكون ."
فقال :" أنني اعرف ما تعنين , فهذا كان شيئا لم تستطع زوجتي أن تتعود عليه قط , هي أيضا , ألا وهو ضجيج المدن ."
شعرت ايرينا بهزة الم , واتسعت عيناها ذهولا وهي تسأله :" هل أنت ..... أنت متزوج؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 03:57 AM   #14

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
كان استيبان يقف جامدا لا يتحرك دون أن ينظر إليها , وكان يحدق إلي الأرض البور أمامه وقد بدت الخشونة علي جانبي وجهه , فبدا وكأنه من الحجر لولا لمعان الغسق في عينيه .
ثم قال :" كنت متزوجا ..... ولكنها ماتت ."
فقالت متلعثمة :" آه ........ أنا أسفه ...."
استدار علي عقبيه وقد بدا عليه وكأنه يستنكر عطفها وحتى اهتمامها , كما شعرت, وكأنه يريد أن يجعلها تدرك بان ليس لها الحق بان تشعر بشيء من ذلك .
" هل نذهب لنأكل الآن ؟ أن مطعم جوان لا يبعد سوى مسافة قصيرة سيرا علي الأقدام نحو سفح التلة , أننا سنترك السيارة هنا حيث أن من الصعب العثور علي موقف لها في قرية هامبستيد ."
أسرعت خلف خطواته الواسعة , وذهنها يجول باسئلة كانت تعلم أنها لن تجرؤ قط علي القائها عليه بعد تلك الطريقة المختصرة التي حدثها بها فيها أن زوجته ماتت , كان واضحا انه لأنهما كانا يتحدثان بالاسبانية وكان يشعر لذلك الارتياح , انطلق يذكر زوجته , ثم ما لبث أن ندم علي ذلك فعاد يرخي الستار علي مشاعره مرة أخرى , كان عليها أن تتذكر ما هو عليه من كبرياء ....... ذلك التراث الاسباني الذي ورثاه معا ووجدا صعوبة في التخلص منه .
كلما ازدادت معرفتها به , ازداد إدراكها بمبلغ تعقده ...... وبالتالي تعمق مشاعرها نحوه , لقد كان ابتدأ يدخل قلبها ووجدانها ..... حتى في غيابه لم تكن تستطيع منع نفسها من التفكير فيه .
هل يعرف احد آخر في سنتنال انه كان متزوجا ؟ من المؤكد أن جينا و هيزل لا تعلمان بذلك , فليس من المحتمل أن يعرف احد آخر بذلك , وهذا يعني أن زوجته لا بد ماتت قبل أن تأتي إلي لندن .
كم مضى علي موتها ؟ أخذت ايرينا تتساءل عن ذلك وهي تتبعه في شوارع القرية حول المنعطف إلي شارع هامبستيد الرئيسي . أن حساسية استيبان قد تعني أنها لم تمت منذ وقت طويل جدا ..... وربما موتها هو الذي جعله يهجر اسبانيا إلي لندن .
تمتم يقول لها :" لم يعد المطعم بعيدا الآن ." كانت المتاجر قد أقفلت الآن , ولكن ايرينا كانت تعلم الآن إلي أين يقصدان , فقد وقعت عيناها علب المصباح الاسباني الحديدي معلقا فوق واجهة مطعم مضاءة .
عندما وصلا إلي الباب , رأت لافته أخرى بجانبه علي الجدار مكتوبا عليه عليها
(مطعم جوان).
دفع استيبان الباب فتعالى صوت جرس فرجع إلي الخلف ليدع ايرينا تمر, وعندما دخلت أسرع نحوهما رجل قصير القامة اسود الشعر وهو يبتسم بأدب حتى رأى استيبان فاتسعت ابتسامته علي الفور :" استيبان ."
تصافح الرجلان وهما يتعانقان في نفس الوقت ويتحدثان .
" كنت لثوي احدث شقيقي جيم عنك في الهاتف ....جيم , لقد كنت تعرفت إليه في تلك المباراة الكبرى في مدريد السنة الماضية أتذكر ؟"
" طبعا , كيف حالة ؟ كانت المباراة مثيرة , وقد لعب هو جيدا ."
فتنهد جوان :" لقد خسروا ثلاثة لاثنين . هل قلت أنها مثيرة ؟ لا ادري بماذا علي أن أصفها , لقد أوشكوا أن يحصلوا علي الغول الثالث لولا صفير الحكم في اللحظة غير المناسبة , كانا علي الأقل سيتعادلان ."
فأومأ استيبان :" لولا التواء كاحل كورياس لكانوا انتصروا ."
" انه دوما يصاب بمشاكل في ساقه , في الموسم الماضي أصيبت بعضلات ساقه فاخرج من الملعب وبقي أسابيع خارج اللعب ." وتنهد جوان :" انه يكبر ..... كلنا نكبر , حتى أنت يا استيبان , لقد وجدت شعره بيضاء في راسي منذ أيام , إياك أن تخبر ليديا فترغمني علي استعمال الصبغة ."
فضحك استيبان :" كيف حال ليديا ؟ هل هي هنا الليلة ؟"
" طبعا , وستأتي في أية لحظة , فقد خرجت لتحضر بعض الخضار من الحقل , أننا نزرع ما نحتاجه من خضار بأنفسنا." وتحولت عينا جوان نحو ايرينا فقال استيبان يقدمهما إلي بعضهما البعض :" ايرينا هذا صديقي القديم جوان مارتينو , جوان هذه ايرينا اوليفيرو"
" وأخيرا أرى معك فتاة اسبانية حلوة , كنا خائفين من أن تقتصر مواعيده علي الفتيات الانكليزيات ." قال جوان ذلك بابتسامة ماكرة ."
فقال لها استيبان :" أنها طريقته في المزاح , فلا تهتمي لذلك ."
قال لها جوان :" آهلا بك في مطعمي يا ايرينا ..... يمكنني أن ادعوك ايرينا ...... أليس كذلك ؟"
" طبعا .."
" وعليك أن تنادي جوان أيضا , ماذا تفعلين في لندن ؟"
وشملها بنظرة شاملة متفحصة :" دعيني أخمن , أنت تلميذة ."
فقالت ضاحكة :" هذا صحيح ....."
" يا لك من محظوظ يا استيبان جميلة جدا , وذكية ولم تكد تخرج من البيضة ."
انفجر ضاحكا , ولكن استيبان لم يضحك فقد توترت ملامحه , وقطب جبينه .
رأى جوان ذلك منه , فقال بسرعة :" هذا مزاح فقط , أنها طريقتي الحمقاء في المزاح , مرة أخرى , انك تعلم أن مزاجي خال من الذوق , فلا تهتم بي ." ثم سأل ايرينا : " ماذا تتعلمين ؟ الانكليزية ؟"
فهزت رأسها :" أنني اشتغل في لندن أثناء العطلة الصيفية فقط , وذلك في قسم الترجمة في سنتنال , أنني في الواقع , أتعلم اللغة الفرنسية في السوربون في باريس ."
بدا الاهتمام علي جوان :" هل تخططين للعمل في الفنادق ؟ أن اللغات هناك مفيدة تماما, إذا أردت عملا في مطعم , يسرني أن أعطيك فرصة التجربة ."
قال استيبان وهو يسير بها إلي داخل المطعم :" أنها ليست بحاجة إلي أن تعمل نادلة , يا جوان , فهي تقبض أجرا حسنا في سنتنال , أين سنجلس ؟"
أجاب جوان :" حيثما تشاء , ماذا تحبين أن تشربي, يا ايرينا ؟"
" كوبا من المياه المعدنية , فقط ."
قالت ذلك بينما كان استيبان يختار مائدة لهما , ثم يسحب كرسيها لأجلها , وهو يقول لجوان :" وأنا سأشرب نفس الشيء."
احضر لهما جوان ما طلباه ليعود إلي المطبخ ثم يحضر بعض صحون صغيرة تحتوي علي مقبلات وضعها أمامهما علي المائدة .
عند ذلك دخلت امرأة سوداء الشعر إلي المطعم من المطبخ لتضع المزيد من الأطباق ورآها جوان فهتف :" ها هي ذي ليديا , انه هنا يا عزيزتي , تعالي حييه ."
" استيبان , ما أجمل أن أراك ." وجاءت إليه تحييه وتشد علي يد ايرينا وتتأملها باهتمام مثل زوجها :" إذن , فأنت اسبانية ؟ منذ متى أنت هنا؟ أن انكليزيتك جيدة أفضل من انكليزتي ."
قال لها زوجها مازحا :" انك لا تتعلمينها ."
" ومتى كان لدي وقت لذلك ؟ أنني استعملها يوميا في خدمة الزبائن ."
وابتسمت ضاحكة لايرينا :" أن الزبائن يريدونني أن أتكلم الانكليزية بلهجة اسبانية غالبه , فهذا يعجبهم ."
قال جوان متظاهرا بالغيرة :" أنهم معجبون بك ويغازلونك وأنت تحبين ذلك ."
فقرصت خده وهي تقول :" لا تكن غيورا ." كان واضحا أنهما سعيدان معا , فهما يبتسمان لبعضهما البعض كعاشقين , وكانت ليديا في الثلاثينات من عمرها, لم تكن جميلة ولكنها جذابة جدا , ذات بشرة ذهبية , ناعمة وعينين سوداوين واسعتين , وابتسامة دافئة .
قال جوان وهو ينظر إلي ساعته :" أظن أن علي أن اذهب الآن إلي المطبخ , وأبدا الطهي , سأراكما فيما بعد ,فلا تذهبا قبل أن تقولا لي وداعا ."
هذا بينما وضعت ليديا مريلة بيضاء وناولتهما قائمة الطعام وهي تقول لهما:" هيا , تناولا المقبلات ." نظرت ايرينا إلي جميع هذه الأطباق الصغيرة المتنوعة اللذيذة .
كان هناك البيض المسلوق مع المايونيز , والفطر , وقطع من السجق والتوابل وغير
ذلك ."
قال استيبان لأويا شفتيه :" إذا أنا أكلت كثيرا من هذا , فلن تبقى لي شهية لغيرة ."
" يجب علينا أن نذوق بعضها علي الأقل , وإلا جرحت كرامة ليديا ." قالت ايرينا ذلك وهي تنظر إلي ليديا التي كانت ترحب ببعض الزبائن الجدد وتقودهم إلي موائدهم .



Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 03:58 AM   #15

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اخذ استيبان يلتقط بشوكة صغيرة شيئا من السجق يأكله وهو ينظر إلي قائمة الطعام بينما تذوقت ايرينا أيضا بعض المقبلات بينما كانت تقرر ما ستطلبه لوجنتها , حساء السمك , ثم فاصوليا بيضاء والذي كانت والدتها تكثر من طبخه ما جعلها تشعر بالحنين إلي مواطنها , هذا بينما اختار استيبان أربيان مشوي ودجاج مطهي بالفلفل الأحمر و الأرز .
قال لها وهي تطلب وجبتها:" ماذا عن البيلا ؟" فضحكت وهزت رأسها تشرح لماذا فضلت الفاصوليا البيضاء .
قالت ليديا :" أخشى ألا يصنعها جوان بنفس طريقة والدتك ." ذلك أنه كان ثمة طرق متعددة لطهي الفاصوليا , تماما كما كان هناك ألف طريقة من البيلا .
دخل مزيد من الزبائن , فتحولت ليديا لاستقبالهم , كان المطعم يمتلئ الآن ما جعل ليديا مشغولة جدا .
كان طبق الفاصوليا البيضاء رائعا , تماما كما كانت والدتها تصنعه , تحدثا قليلا أثناء الطعام , وقد تملكهما التوتر , وكانت ايرينا شاكرة للصمت الطويل الذي ساد بينهما .
سألته بأدب :" هل كنت تشتغل في مدريد قبل حضورك إلي لندن ؟" فأومأ إيجابا .
عادت تقول :" لقد ذهبت أنا إلي هناك مرة واحدة فقط وذلك في رحلة يوم واحدة في الحافلة ."
" يجب أن تذهبي مرة أخرى أنها أحدى أجمل العواصم في العالم .... فهندستها رائعة , وقد أمضيت فيها سنوات سعيدة جدا من حياتي ." سكت وهو ينظر في طبق طعامه .
سألته وهي غير واثقة إلي أي مدى بإمكانها أن تستمر في إلقاء الأسئلة :" هل في نيتك العودة إلي هناك يوما ما , ما دمت كنت سعيدا فيها ؟"
هز رأسه وهو يعبث بكوب الماء الفارغ سادت فترة من الصمت قال بعدها :" كانت في العشرين من عمرها فقط , وكان ذنبها بسبب خطا مني , فقد ماتت بحادث ..... سقطت من فوق السلم ."
شهقت ايرينا مجفلة :" آه , ما أفظع هذا ."
فقال :" ليس السقوط هو الذي قتلها , وإنما لأنها كانت حبلى , فتضرر الجنين بسبب السقوط ذاك ...... فماتت , حتى أنني لم أكن هناك في ذلك الحين ." ونطق بصوته بالمرارة .
" لم أكن هناك قط , فقد كنت مشغولا جدا كنت في أول عمل عام أزاوله وكان علي أن استمر في الأسفار , تاركا إياها بمفردها أياما طويلة , كانت تشتاق إلي والدتها , ولم يكن لها أصدقاء في مدريد , كانت وحيدة ."
همست تسأله :" كيف تعرفت إليها ؟"
" أنها من قريتي من منطقة كاستيل ..... وقد عرفتها منذ ولادتها , فقد كان شقيقها برنارد و أحسن صديق لي في المدرسة , كنا في السابعة من عمرنا عندما ولدت دومنغا , أول فتاة في أسرته , فكانت والدتها بالغة السعادة كان لها خمسة صبية فكانت لهذا متلهفة إلي فتاة , فجاءت دومنغا , وكانت رائعة الجمال أيضا حتى وهي فتاة صغيرة , لقد قررت منذ البداية أن أتزوجها , وقد كنت أقول لكل شخص أنني سأتزوج دومنغا عندما اكبر." وقد أحب شقيقها برناردو هذه الفكرة , فقد كان يريدني صهرا له .
ابتسمت ايرينا وقد تأثرت لصورة صبيين صغيرين يخططان لمستقبلهما كصهرين , وسألته :" متى حدثت دومنغا عن الزواج ؟"
" طوال وقت نشأتنا, وحالما تركت المدرسة طلبتها رسميا للزواج , كانت في السادسة عشرة , ولكن والدتها قالت أنها مازالت صغيرة السن , وكان الحق معها طبعا, وهكذا جعلتنا ننتظر إلي أن بلغت دومنغا الثامنة عشرة ."
أخذت ايرينا تفكر في ذلك , إذا كانت زوجته في الثامنة عشرة , لا بد انه هو كان في الخامسة والعشرين , انه لا ينفك يتحدث عن مبلغ صغر سن دومنغا بينما هو نفسه كان صغير السن أيضا. كان اصغر كثيرا من أن يواجه تلك المحنة الهائلة , فان فقدان الحبيب هو دوما أمر صعب , ولكنه أكثر صعوبة عندما يكون المرء فتيا لم يعرف قلبه أحزان الحياة بعد , خصوصا إذا كان المرء يشعر بان الذنب في ذلك ذنبه هو .
عاد استيبان يتمتم وهو يتأمل قهوته :" كانت ما تزال صغيرة جدا ."
فقالت :" فتيات اسبانيا يتزوجن صغيرات السن عادة ."
قالت ذلك وهي تتساءل عما إذا كان يلوم نفسه لأنها الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها مواجهة شعوره بالذنب .
أقبلت ليديا ترفع الأطباق وتسألهما أن كانا يريدان حلوى .
وعندما لم يستطيعا أن يقررا ما يريدان , سألتها :" هل احضر لكما أثمار التين ؟" و أومأ الاثنان بالقبول .
عندما ذهبت ليديا لتحضر التين , سألته ايرينا :" هل كان لزوجتك عمل تقوم به في مدريد ؟"
" كانت تعمل في البيت خائطة ملابس , لم تكن ماهرة , ولكنها كانت تصنع أشياء بالغة الجمال ..... فقد تعلمت في المدرسة التطريز والزركشة وصنع الدانتيل باليد , كانت تصنع أشياء غالية الثمن فتبيعها في متاجر مدريد النسائية , وكانت تقبض ثمنها مبالغ حسنة , ولكن ذلك كان يعني أنها تشتغل وحدها في البيت , ولكننا كنا في السنة الأولى من الزواج سعيدين جدا , ثم حصلت علي ترقية , ثم أخذت وظيفتي تأخذ المزيد من وقتي , فكانت دومنغا أحيانا تذهب إلي بيت أهلها لتمكث معهم , فابتدأنا نتشاجر , لقد كانت اصغر من أن تطيق الابتعاد عنهم ."
قالت ايرينا برقة :" كنتما صغيرين ."
نظر إليها بعينين كئيبتين :" كنت اكبر منك الآن بحوالي الخمس سنوات ."
فقالت :" بل أربع سنوات ."
بدا الجفاء في عينيه :" ولكنك لم تبلغي الواحد والعشرين بعد ."
فاحمر وجهها , وابتسم وهو ينظر إليها بحرارة , قبل أن تعود ملامحه إلي الاكتئاب مرة أخرى .
" عندما حملت دومنغا كانت في العشرين من عمرها , وكنا قد اتفقنا عند الزواج , علي أن نرجئ أنجاب الأطفال لفترة , حيث أننا كنا ما نزال فقراء تماما, لقد كانت تعلم أنني لا أريد أن أبدا بإنشاء أسرة في ذلك الوقت , أظنها تعمدت أن تحمل لكي تجعلني ابقى في البيت , ولكن هذا لم يحصل , لقد ذهلت عندما أخبرتني بذلك ثار غضبي , لأنني كنت خائفا ..... كانت حياتنا موفقة تماما , ولكن بيتنا كان بالأجرة وعلينا أن نكون حذرين بالنسبة للنقود , وهذا ما جعلنا نتشاجر في الوقت الذي كانت فيه بحاجة إلي مساندتي ."
ومسح وجهه بيده وكأنه يحاول أن يمحو ما يشعر به من ذنب , وهو يقول :" كنت وغدا أنانيا ."
لم تعرف ايرينا ما تقول , فأخذت تنظر إليه بحيرة كان يتألم إلي حد كبير , ولكن ماذا يمكن أن يقوله شخص لرجل يحمل ضميره هذا العبء من الشعور بالذنب ؟ وشعرت بالعجز عن قول أي شيء .
بعد لحظة تابع يقول بخشونة :" أخذت منذ ذلك الحين , ابذل جهدي في العمل , لأننا سنكون بحاجة إلي المزيد من المال عند مجيء الطفل , وكانت دومنغا في شهرها السادس عندما أرسلتني مؤسسة كاسبيان الدولية إلي أمريكا في مهمة تستغرق شهرا كاملا وذلك لدراسة طرق التسويق الامريكية , كان بإمكانها أن تأتي معي , ولكنها لم تقبل , كانت تخاف من الطائرة , كما كانت متوترة الأعصاب , ويكفي حياة الضياع التي كانت تمضيها في مدريد , وهكذا لم تستطع مواجهة فكرة السفر إلي أمريكا . كما كانت خائفة من أن تنجب في الطائرة ما جعل السفر يبدو لها شيئا مرهقا للغاية . وهكذا بقيت في البيت , وبينما كنت أنا في نيويورك , وقع لها ذلك الحادث , ففقدت الطفل ثم ...." سكت وقد اظلم وجهه :" عدت إلي الوطن علي الفور , طبعا, ولكنها كانت ماتت قبل وصولي , أما أهلها فلم يتكلموا معي منذ ذلك الحين , ولقد حملوني مسؤولية ذلك , ورفضوا حضوري الجنازة , دفنوها في أراضي أسرتها في القرية ,
لم يقبلوا دخولي إلي بيتهم أثناء الجنازة , لقد تجاهلوني , أما والدتها فلم تنسها قط , فقد كانت دومنغا المفضلة لديها بين أولادها إذ كانت الابنة الوحيدة , كما أنني لم اعد أرى برناردو شقيقها منذ ذلك الحين , فقد شعر أن الذنب ذنبه لقبوله أن أتزوج شقيقته .
قالت ايرينا باحتجاج :" هذا ليس عدلا أبدا , فأنت لم تكن مسؤولا عما حدث .... حتى ولو كنت بقيت في قريتك واشتغلت بالأرض, فما كان بإمكانك أن تبقى بجانبها طوال النهار خوفا من أن يحدث لها شيء , كان يمكن أن يحصل لها ذلك الحادث في أي مكان و أي وقت , دون أن يكون الذنب ذنبك ."
قال بخشونة وقد بان العناد علي وجهه :" لقد تزوجتها وأبعدتها عن أهلها , وهذا جعلها غير سعيدة , ولهذا كان الذنب ذنبي ."
أخذت ايرينا تتساءل عما جعله يخبرها بكل هذا , ولاذت بالصمت بعد أن أدركت عبث الجدال معه , لقد عاش استيبان طوال السنوات الماضية والشعور بالذنب يسيطر عليه ما أصبح طبيعة ثانيه فيه , فهو لن يتخلى عنه بسهوله .
لقد فسر هذا أشياء كثيرة ..... الجو الكئيب المحيط به , غضبه الداخلي من نفسه , شروده .....
أكلا التين الذي أحضرته ليديا إليهما والذي كان يسبح في القشدة ومغمورا باللوز المحمص , كذلك أحضرت لهما ليديا قطعا من حلوى طرية مصنوعة بالعسل والجوز والقرفة كانت ايرينا لم تأكلها منذ سنوات.
قالت ليديا : لقد صنعتها بنفسي , وهي سهلة الصنع تماما وسأخبرك فيما بعد طريقة صنعها , أما الآن فعلي أن اذهب إلي ذلك الزبون الذي ينظر حوله فارغ الصبر , فقد تأخر جوان في تجهيز طعامه ."
عندما أسرعت المرأة مبتعدة , نظرت ايرينا إلي ساعتها :" آه , انظر إلي الوقت , يجب أن اذهب الآن وإلا فلن أكون صالحه للعمل صباح غد ."
" هل يعجبك العمل في قسم الترجمة ؟"
" كثيرا جدا , أن النظر إليهم وهم يعملون هو شيء رائع , كما أنني مستمتعة بالترجمة, ولكنها متعبة جدا إذ علي توخي التركيز البالغ ."
" لا بد انه كذلك , ولكن فكري في مدى تحسن لغتك الانكليزية , أن حضورك إلي لندن هي فكرة جيدة جدا , أظنك اشتغلت في صحيفة كاسبيان في باريس ؟"
فأومأت قائلة :" نعم , ففي عطلة العيد, حصل لي والدي علي وظيفة فيها , وكانت شاقة حقا, ولكن لغتي الفرنسية هي أفضل كثيرا من لغتي الانكليزية ."
" أن انكليزيتك تتحسن بشكل جيد ." قال لها ذلك وهو يبتسم لها برقة فشعرت بخفقات قلبها تتسارع .
عندما يبدو بهذا الشكل و يكون بالغ الجاذبية وتمنت لو يبقى دوما بهذه الرقة , وإلا يعود ذلك الظل الكئيب ليغطي ملامحه مره أخرى .
تقدمت ليديا من مائدتهما تسألهما :" حسنا , هل استمتعتما بالطعام ؟"
حين شكراها علي الطعام وحسن ضيافتها قالت :" حسنا, يجب أن تذهب يا استيبان إلي المطبخ لتودع جوان , انه يريد أن يتحدث إليك , فنحن لا نكاد نراك , سأحضر لك مزيدا من القهوة يا ايرينا وأتناولها معك , و بإمكان فتاتي أن تقدم الحلوى إلي الزبائن أثناء ذلك ."
ذهب استيبان إلي المطبخ مبتسما لايرينا وهو يتركها , بينما أحضرت ليديا القهوة وسكبت لنفسها فنجانا ثم جلست إلي المائدة أمام ايرينا.
" والآن , اخبرني عن نفسك ,من أي منطقة في اسبانيا جئت ؟"
حدثتها ايرينا عن المزرعة ووالدتها وشقيقيها وجبال الأندلس .....كما تحدثت ليديا عن مدينتها والتي كانت قرب برشلونة . " ولكن استيبان وجوان نشا معا في قرية واحدة ."
ورمقت ايرينا بنظرة جادة :" وبالمناسبة سمعت رغما عني استيبان وهو يحدثك عن دومنغا .....كان ما حدث هو شيء محزن جدا , ولكن هذا كان منذ سنوات طويلة .... سبع أو ثماني سنوات , كما أظن , وكان عليه أن ينسى ذلك الآن , فوقوع هذا الحادث لها أثناء غيابة لم يكن ذنبه هو , ولكن اللوم كله وقع عليه , ويقول جوان أن أسرتها تصرفت بشكل سيء جدا نحوه ."
قالت ايرينا مترددة :" هذا ما يبدو لي ." كان صوتها منخفضا إذ شعرت بأنها ما كان ينبغي أن تتحدث عن حياة استيبان الخاصة من وراء ظهره , وقد لا يعجبه ذلك منها لو انه علم بذلك .
قالت ليديا وهي تخفض من صوتها و تزيد من اقترابها منها :" كانت فتاة مدللة جدا, لأنها الفتاة الوحيدة بين أخوة ذكور ووالدين , كلهم شغوف بها , كانت جميلة , وتلك كانت المشكلة , فلم تستطع قبول الحياة الحقيقية بعد أن نشأت وكأنها أميرة , أرادت أن يدللها استيبان ويربت علي رأسها طول الوقت , كما يفعل أفراد أسرتها .... لم تستطع أن تفهم أن عليه أن يعمل , كانت تريده بقربها علي الدوام ."
" ربما كانت ستنضج في النهاية عندما يصبح لديها طفل ." قالت ايرينا ذلك فأومأت ليديا , وإذا بعينيها تتحولان باتجاه المطبخ , فوقفت وهي تقول :" هو ذا استيبان قادم , الأفضل أن اذهب إلي عملي , لقد تشرفت بمعرفتك يا ايرينا , وأرجو أن نراك مرة أخرى ."
أخيرا عادا إلي المدينة بالتاكسي إذ لم يشأ استيبان العودة إلي سيارته في هذه الساعة المتأخرة من الليل , مشيا علي الأقدام قائلا :" سآتي لأخذها صباح غد ولن يحدث لها شيء هنا ."
واصر علي أن يوصل ايرينا إلي داخل المبنى حيث الشقة ثم وقف يودعها أمام المصعد .
قالت له :" شكرا لهذه الأمسية الرائعة لقد أحببت أصدقاءك ,وسررت جدا بتناول الطعام الاسباني , أن جوان طاه ماهر ."
نظر إليها مبتسما :" أنني مسرور لاستمتاعك بالعشاء ."
دخلت ابتسامة هذه إلي قلبها , فألقت عليه نظرة طافحة بالمشاعر وقد تسمرت مكانها لا تتحرك وقد توهج وجهها .
نظر إليها استيبان طويلا وعيناه تتألقان بعنف , ثم مال عليها ناظر ا إلي وجهها المتوهج بعينين نهمتين .
مضت لحظات صمت كانت الأعين هي وحدها التي تتكلم .... ولكن استيبان كان هو الذي أنهى هذا الموقف وهو يتراجع متأوها:" كلا .... لا استطيع ..... كلا يا ايرينا , ألا تستطيعين أن تفهمي أن هذا مستحيل ؟ لا يمكنني أبدا أن أحب شخصا آخر .... ليس لي الحق في ذلك ..... لماذا تظنينني حدثتك عن دومنغا ؟ يجب أن تدركي صعوبة هذا
الأمر ...."
ثم دفعها يبعدها عنه, بينما استدار يجتاز الردهة إلي حيث ابتلعه الظلام .


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 04:00 AM   #16

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
كان يوم عرس هيزل مشمسا انما كثير الرياح وهي تترجل من سياره الليموزين التي احضرتها ومعها والدها الي حيث يعقد زواجها على بييت نفخ الهواء نقابلها الابيض كاشفا عن وجهها بينما تنوره ثوبها تلتف حول جسدها وركض شاب كان يصور الحفله بالفيديو ركضحوها كيلا يفوته تصويرها بهذا الشكل وهو يضحك وعندما راته هيزل اخذت تضحك هي الاخرى وهي تتمسك بنقابها بيد بينما تمسك باليد الاخرى باقه الازهار البيضاء وعندما عادت تسير مع والدها لتدخل قاعه الاحتفال اخذت ترتجف باكيه
نظر اليها والدها بذعر
-ماذا حدث عزيزتي ؟
-لاشئ هذا فقط من فرط سعادتي
فضحك والدها شاعرا بالارتياح
-اه هل هذا هو السبب؟ يالك من فتاه مضحكه احيانا ..ظننتك مريضه
كانت من فرط الحساسيه والتوتر بحيث كانت تضحك وتبكي لاتفه الاسباب ولم تشعر في حياتها قط بمثل هذا التوتر والسعاده
وامامها كان بييت واقفا ينتظرها انيقا في بذلته واشعه الشمس تنساب من خلال زجاج النافذه لتتالق على شعره الاشقر الملمع كان نيكولاس كاسبيان بجانبه وكان اطول منه قليلا واشد عضلا...ولكن هيزل لم تكد تحظه فقد كانت تنظر الى بييت وقلبها في عينيها فقد امضت الشهور تستعد لهذا اليوم وها هي ذي الان تشعر بانها لم تعد تستطيع الاحتمال قوه المشاعر التي تغلي في اعماقها عزفت الموسيقى لحن النصر والتفت الجموع ينظرون اليها باسمين بينما هي لا تكاد تميز وجوههم اثناء سيرها بينهم وكان نقابها مايزال مسدلا على وجهها مخفيا دموعها
كانت روز احدى وصيفاتها ومن حسن الحظ انها لم تكن بحاجه الى كرسي بعجلات للتنقل وكان لثوبها الجميل الازرق بلون عينيها شال عريض على الكتفين يغطي الرباط الذي يشد كتفها الجريح كانت شاحبه الوجه بالغه النحول وفي ماعدا ذلك الذي يذكر بحادثه اختطاف الطائره بدت عاديه تقريبا
كان دانيال وحده هو الذي يعرف ان روز كانت تعاني من كوابيس اثناء النوم فرغم ان جروحها غير مرئي كان شفاؤه يستغرف وقتا اطول
كان سيذهبان في اجازه منحها نيكولاس لهما ولم يكونا قد قررا بعد اين سيذهبان
كان دانيال يريد ان يذهب الى الهند الغربيه او موريشيوس ولكن روز اردت ان تمضي بعض الوقت في الريف الانكليزي لا ان تعود الى الشمس الحاره فحين كانت ذلك الفرن بالطائره المخطوفه والعرق يسيل من ظهرها ملصقا ثيابها بجسمها كانت تفكر طوال الوقت بالحقول الخضراء وبروده الجو المنعشه وخرير المياه في
الجدول ورائحه الحشائش والامطار الانكليزيه كان هذا ماتريده الان...شيئا من ا لاطمئنان والامن اسبوعا او اثنين تمضيهما بكسل واسترخاء
واثناء وليمه حفله الاستقبال حبث كانا يتناولان الطعام وهي تراه حائرا
-هل لديك مانع نت الا نستمتع باشعه الشمس اثناء الاجازه؟
هز راسه وعيناه ممتلئتان حبا
-هذا يناسبني تمام الى اين سنذهب؟ الىفندق في الريف الغربي؟
-كلا لا اريد ان اقيم في فندق اريد مكانا هادئا ربمايمكننا ان نستاجر كوخا ف مكان بعيد ... سنبحث في ذلك الامر غدا
كان نيكولاس قد سمع شيئا من حديثهما فالتفت نحوهما واضعا مرفقيه على غطاء المائده الابيض وقاطعهما قائلا بهدوء
-ان لدى والدتي كوخا صغيرا خارج لايم ريجي مباشره ياروز...اذا كان هذا يهمك لقد ت ركه اخر مستاجر منذ اسبوعين ووالدتي تفكر في بيعه ولهذا لم تؤجره مره اخرى فهو خال حاليا يمكنكما ان تسكنا فيه دون مقابل المده التي تريدانها ليس هناك
جيران وحوله حوانيت ومقهى على مسافه قريبه منه تبادل دانيال ورز النظرات ثم قالت روز
- هذا لطف كبير منك يانيكولاس
وكانت فوجئت بهذا الكرم الذي لم تكن تنتظره منه فعادت تقول
-هل انت واثق من ان والدتك لا تمانع بذلك؟
هز راسه
-بل هذا سيسرها جدا عندما اخبرها به فقد كانت سمعتكل شئ عن بطولاتك وهي مليئه بالاعجاب بك وقد تابعت كل احداث الطائره المخطوفه على التلفزيون
وتابع ضاحكا ثم انها واحده من جماهير والدك المعجبيين ايضا
قالت روز ضاحكه
-السنا كلنا كذلك؟
ثم قالت بجد
-اتمنى فقط لز اعرف اين هو الان مازلنا لم نسمع منه شيئا ...اظنه في فيتنام
قالن نيكولاس يطمئنها
-انه هناك في مكان ما ولكنه غير مستعد بعد لارسال ماعنده انه سيظهر عاجلا ام اجلا
ونظر اليها برقه
-هل علي ان اخبرك بان لا تقلقي عليه لا اظن ذلك فانت تعرفين والدك اكثر من اي شخص اخر انه يقوم بدوره حسب اجتهاده الخاص وعلينا ان نرضى بذلك اذا كنا نريده ان يكتب عندنا
تنهدت قائله
-هذا صحيح وشكرا على عرضك البيت علينا على كل حال لم اكن اعلم ان لدي والدتك بيتا في انكلترا
-انها لم تستعمله منذ سنوات وانا اعتني به لاجلها وكما قلت كان مؤجرا لمستاجرين جيدين وقد احتفظت به لانها كانت تحب مكانه وكانت تفكر دوما في المجئ الى هنا لزياره طويله ولكنها لا تسافر كثيرا لان فهذا اصبح يرهقها ولهذا قررت ان تبيعه اخيرا فهي تقول ان من غير المحتمل ان تستعمله بعد الان فلماذا تحتفظ به
قطب نيكولاس جبينه مفكرا ثم قال
-بالمناسبه اثناء وجودكما في البيت ذاك قد يحضر وكيل الاملاك شارين يريدون رؤيه البيت ..وهذا ليس مشكله اليس كذلك؟
ترددت روز ثم قالت
-كلا طبعا
ولكنها اخذت تتساءل عما اذا سيكون بامكانها المحافظه على نظافه المنزل طوال اقامتها فيه وهذا سيكون ضروريا مادام اناس غرباء سيترددون عليه في ا ي وقت اخذ نيكولاس ينظر اليها وقد ادرك ما تفكر فيه
-لا تدعي ذلك يقلقك فلا حاجه بك ودانيال الى ان تكونا موجودين عندما ياتي الوكيل مع الزبون طبعا ثم اتران قلت اننا ندفع اجرا لامراه للمجئ الى البيت عده مرات في الاسبوع لتقوم باعمال التنظيف؟ انها ستقوم بكل اعمال المنزل لاجلك ياروز فانا لا اريدك ان ترفعي بيدك ممسحه الغبار انها ستطهي طعامكما ايضا اذا شئتما انها امراه طيبه جدا السيده بيتي تلك ولكنني لا اريد ان اضغك عليك بقبول ذلك اذا لم تكوني تريدينه حقا فهذا اجازتكانت فكري في ذلك وناقشيه مع دانيال ثم دعيني اعرف النتيجه متى شئت
تمتمت روز تقول
-هذا جميل جدا منك ...اشكرك عليه




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 28-07-14 الساعة 04:49 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 04:16 AM   #17

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بينما اوما دانيال براسه موافقا
كانت جينا تستمع الى حديثهم اثناء تناولها طعامها المكون من سمك السلمون المدخن والكافيار هذا الى لسلطه والفاكهه لاول مره يبدو نيكولاس غافلا عنها ما جعل بامكانها النظر اليه دون الخوف من ان يلتفت فجاه قيبادلها النظرات كان مزيجا يبعث على الحيره فهو تاره رجل عنيف ملئ بالطاقه والحيويه ومنافس ضاري وتاره اخرى يبدو على العكس تماما فهو مفكر حساس سخي شهم كان وكان في اعماقه شخصين متناقضين
لله مثل دكتور جيكل والسيد هايد المشهور ..وابتسمت لهذه الفكره
-شاركينا النكته التي تضحكك ياجينا
فوجئت جينا من كلام نيكولاس بعد ان التفت اليها فجاه فرائ ابتسامتها
-اه لاشئ هناك
نظر اليها وقد ضاقت عيناه
-اتعلمين ؟ذلك اول دليل
- وماهو ؟
-ضحكت للاشئ سرعان سيصبح لعقلك اجنحه
اسبلت اهدابها ضاحكه بسخريه مالبث ان قررت ان عليها تغيير الموضوع
-كان عرسا رائعا اليس كذلك ؟
فقال ببطء
-هل جعلك هذا تتمنين ان يكون لك عرس مثله؟
احمر وجهها قليلا
-هل نسيت انني كنت متزوجه؟
-اترى ذلك كان كافيا بالنسبه اليك فلم تعودي تجرؤين على المحاوله مره اخرى؟
قالت بمرح مصطنع مرغمه نفسها على الضحك
-ليس حاليا شكرا
كان يراقبها كهر يراقب حجر فار
-الم يكن زواجك الاول سعيدا ياجينا؟ وهل هذا هو السبب في عدم رغبتك في الاقدام على الزواج مره اخرى ؟
قالت بحده وقد بدا العداء في عينيها
-بل كنت سعيده جدا
وفي هذه الاثناء تعالى التصفيق والصفير فنظر حولهما بدهشه واذا بهما يريان العروسين واقفين معا
قال نيكولاس
-انهما سيقطعان كعكه الزفاف
نقلت جينا كرسيها لتتمكن من رؤيه العروس والعريس وهما
يمسكان بسكين كبير لقطع كعكة زفاف بثلاث طبقات واثناء ذلك , بدا عدد من المصوريين , هواة ومحترفين يأخذون الصور لهما , كما اخذ يدور حولهما رجل علق فى كتفه آلة تصوير فيديو .

قالت جينا لروز وهى تقلب شفتيها :

- ما اكثر التقاليد التى تتعلق بالاعراس

فأومات روز موافقة :

- هذا ما أراه ولم يكن هذا قد خطر لى من قبل , ولكننى اظنك على حق ... فما اكثر تقاليدنا

ألقت روز بنظرها نحو ايرينا عبر المائدة والتى كانت تاكل طعام العرس بهدوء تام

- هل لديكم الكثير من التقاليد الت تتعلق بالاعراس فى اسبانيا يا ايرينا ؟

أومات ايرينا بخجل :

- نعم , مثلها هنا ان لم يكن اكثر

فقد كانت اسبانيا وماتزال بلدا غنيا بالتقاليد , ولم تستطع ايرينا ان تتذكر كل التقاليد المتعلقة بالاعراس

سآلتها جينا :

- هل ستعودين الى بلدك لتتزوجى يا ايرينا ؟

- ترددت ايرينا ثم قالت :

- - لم اقكر فى ذلك قط من قبل

ولكنها كانت تعلم ان والدتها وشقيقيها سيستاؤون جدا لو انها لم تتزوج فى بلدها , فقد كانت قريتها متشبثة بالتقاليد بعنف .

وجاء صوت استيبان العميق يقول :

- بل ستذهبين طبعا

تقابلت عيناها المجفلتان بعينيه عبر المائدة وشعرت باعين الآخرين تحدق فيهما بفضول , كانت قد اصبحت تعرف الآن كثير من هولاء الاشخاص بوجوههم واسمائهمولكنها مازالت تشعر بشئ من العى فى حضورهم خصوصا عندما يكون نيكولاس كاسبيان حاضرا , فقد كان رجلا بالغ الاهمية بثرائه وسلطته وابتعاده عن عالمها , حاولت ان تتصوره فى بلدها فى قريتها فلم تستطع , لم تشعر انها تتلاءم مع عالم نيكولاس , وذلك بعكس استيبان كما ادركت فجأة .

كان استيبان هنا فى انكلترا وكأنه فى بيته , وطبعا سيبدو الشئ نفسه فى قريتها فى اسبانيا , فهو لديه القدرة على التنقل من عالم الى آخر بينما يبقى طبيعيا فى كل منهما .

ولكن تحت طبيعته المرنة المتكيفة تلك يوجد طبيعة أخرى له , طبيعة عنيدة كالصخر وهو حبه وحزنه لموت زوجته , لاشئ يمكن ان يغير ذلك فاستيبان لن يقع ابدأ مرة أخرى فى الغرام أو ينسى الظلمة التى تملا قلبه .

لقد اخبرها هو بكل ذلك وبقسوة فقد كان يحذرها وتوهج وجه ايرينا وهى تدرك معنى ذلك ... فقد كان استيبان يعلم انها تميل اليه فأرادها ان تعلم انها ستضيع وقتها فقط ... وكان صادقا معها , بذلك ورقيقا , ولو كان لديها أى عقل لنسيته مع كل مايتعلق به .

قالت روز وهى تبتسم لها :

- أظن والدتك تتوقع منك ان تتزوجى فى بلدك , أليس كذلك ؟ اننى سازور مزرعتكم يوما ما ايرينا واتعرف الى والدتك مرة أخرى , فأنا لا اتذكرها الا بشكل مبهم ولكننى اعلم بأننى كنت أحبها

نظرت اليها ايرينا شاكرة :

- انها ستسر جدا برؤيتك ياروز , لقد قالت هذا فى آخر رسائلها , ان بيتنا صغير جدا واظنه بدائى جدا بالنسبة لمستواكم .. فليس لدينا مجارى مياه عامة وغالبا ماتنقط الكهرباء , ولكنك ستكونين عندنا على الرحب والسعة وسيكون أهلى سعداء جدا برؤيتك

ابتسمت لها روز بحرارة , قد تقوم هى ودانيال برحلة الى اسبانيا بدلا من البقاء فى انكلترا , فما اجمل ان تقابل والدة ايرينا وشقيقيها وترى المزرعة الصغيرة هناك حيث نشأت ايرينا فهذا سيساعدها على زيادة التعرف الى شقيقتها ,فقد كانت حياتهيهما مختلفتين للغاية , ولكن والداهما واحد , ودمهما واحد , وحبهما لايرينا كان يزداد يوما بعد يوم .

واذا بها ترتجف وتغمض عينيها لحظة قصيرة , ذلك ان هذه الرحلة تعنى السفر بالطائرة , وروز لاتختمل السفر جوا حاليا فهى لم تحب ان تخبر دانيال بالسبب الحقيقى لتفضيلها فضاء اجازتهما هذه فى انكلترا , لقد كانت شعرت بالحنين الى الريف الانكليزى اثناء وجودها فى الطائرة المختطفة فى قبرص , هذا صحيح , ولكن ذلك لم يكن كل الحقيقة , ذلك انهما اذا ذهبا الى الهند الغربية او مويشيوس فسيكون ذلك بالطائرة , وهذا ما لا تستطيع روز مواجهته , لقد كانت تعلم انه اذا كان عليها ان تسير نحو الطائرة فسيتملكها من الذعر ما يجعلها تهرب بعيدا وهى تصرخ او تجهش بالبكاء وهو ماسيكون امرا مخجلاا حقا , واذا ماحدث هذا فلن تستطيع بعد ذلك قط ان تواجه نظرات دانيال , وكيف ستتمكن من متابعة عملها كمراسلة خارجية اذا هى اصبحت تخاف من الركوب فى الطائرة ؟




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 28-07-14 الساعة 04:48 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 04:20 AM   #18

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كان هذا يعنى نهاية كل ما كافحت لاجله طوال هذه السنوات . كما انها كانت سرا خائفة مما قد يؤثر هذا على علاقتها بدانيال .
آه , نعم , فهو سيكون سعيدا جدا اذا هى تركت مهنتها فهو يريدها ان تبقى معه فى لندن حيث يعملان معا فى المكتب ويعودان معا الى بيتهما كل مساء ... ولكن هذا لن يجعلها سعيدة ... بل بالعكس , فقد كانت تعلم انها ستشعر بالمرارة المتزايدة لخسارتها ما كان دوما اهم شئ فى حياتها , وقد تاخذ فى لوم دانيال , شاعرة بانه كان عدوها لانه اراددها ان تتخلى عن حلمها فى ان تكون بمستوى والدها يوما ما .
بعد انتهاء الوليمة , اخذ المدعوون يجلسون الى بعضهم البعض فى مجموعات .
اخذت ايرينا تراقب العروسين وعلى شفتيها ابتسامة حسد , كما يبدوان سعيدين , لم تر هيزل قط من قبل بمثل هذا التآلق والجمال , ورات استيبان يتحرك ناهضا من مكانه فتمنت لو يأتى ويجلس بجانبها , ولكنه وقف وبدون ان يلقى عليها نظرة , توجه الى حيث كانت تجلس فتاة شقراء , خفضت ايرينا بصرها ويداها ترتجفان فى حجرها , ليس لها اى حق على استيبان , لكى تشعر بالغيرة عليه . او الالم من تصرفاته فهو ليس ملكا لها , ويمكنه ان يرافق من يشاء من النساء .
لقد كانت رأت هذه الفتاة الشقراء من قبل ... ماذا كان اسمها ؟ فاليرى , وهى تشتغل فى قسم التحرير , وقد رأتها مرة قبل الآن مع استيبان ولكنها الآن ملفتة للنظر بشكل بالغ , ليس فقط لشعرها الاشقر وعينيها الخضراوين الساحرتين او حتى لقوامها الجميل ,بل للطريقة التى كانت تجلس فيها , فكل الرجال يحدقون اليها اذا هى مرت بجانبهم , هل يراها استيبان ملفتة ياترى ؟
ونظرت اليها ايرينا من خلال اهدابها المسدلة , كان يبدو ان الفتاة لاتكن لاستيبان شعورا بالمودة كما رآتها آخر مرة عندما كانا معا , ولكن هذا الآن اكثر وضوحا فقد كانت تقترب منه بصورة فاضحة .
اخذت ايرينا ترشف قهوتها الباردة نوعا ما , شاعرة بالكآبة , متى ستتمكن من العودة الى البيت ؟
اقبل فليب سليد متوجها نحو جينا ولكن قبل ان يصل اليها كان نيكولاس يمد يده الى جينا وثم نهضت ترافقه الى حيث تواريا بين المدعويين دون ان ترى فليب الذى وقف جامدا فى مكانه وهو ينظر فى آثرهما عابسا , لم يعد يرى جينا كثيرا مؤخرا حتى انه اخذ يتساءل عما اذا كانت تتجنبه عمدا .
كانت روز ودانيال قد لاحظا ماجرى فتبادلا الابتسام وقالت روز ساخرة :
- آه , مسكين فليب
فكرر دانيال كلامها :
- مسكين فليب لابد انه ادرك الان انه لايمكن ان ينتصر ... وقد يذعن للامر , فلا احد يمكن ان يهزم نيكولاس كاسبيان , واذا تيسر ذلك لاى شخص , فلن يكون ذلك الشخص هو فليب كما اظن
قالت روز متآملة :
- ولكن قد تكون جينا هى المنتصرة
هز دانيال كتفيه شبه عابس :
- ربما , ولكنها امرأة وبالنسبة الى رجل مثل نيكولاس تميل النساء الى الاذعان له , لا محاربته , الرجال هم الذين يقارعون نيكولاس
فقالت روز :
- بامكان جينا ان تفعل هذا لو تحتم عليها ذلك
قال دانيال وهو ينظر الى قوام جينا الرشيق وهى تسير بجانب نيكولاس :
- أتظنين ذلك ؟ انها تبدو اضعف من ان تتمكن من المقاومة
تمتم بذلك بشئ من السخرية لاحظتها روز بوضوح فقالت بجفاء :
- انها امراة ..
ضحك قائلا :
- هذا صحيح , فمثل هذا الشعر الاحمر الجميل وتينك العينين الخضرواين والفم الناعم ... نعم انها امرأة لاشك فى ذلك ..
نظرت روز اليه بامعان :
- لا احب الطريقة التى تتحدث بها عنها . اذ يبدو من لهجتك انك مهتم بها اكثر مما ينبغى ..
ضحك يغيظها بقوله :
- اننى لست اعمى
رفعت قبضتها مهددة فرفع يده يظهر خضوعه قائلا :
- كنت امزح فقط , فانا احب ان تكون النساء اللاتى اريدهن صغيرات الاجسام سود الشعر حادات الطباع
فقالت :
- لاتتحدث بصفة الجمع , فليس لك سوى امراة واحدة يادانيال , فاياك ان تنسى هذا
قال ضاحكا :
- نعم يا سيدتى
ثم اكمل برزانة :
- ولكن مالذى جعلك تظنين ان جينا يمكنها ان تهزم نيكولاس بينما فشل فى ذلك كل شخص
أجابة لاوية شفتيها :
- لانها تعرقل طريق نيكولاس
- هل ذلك لانها امرأة ؟ اياك ان تظنى ذلك ياعزيزتى
قالت بهدوء :
- انه عاجز لانه يرغب فيها بشكل بالغ
فتح دانيال فمه ذاهلا :
- م الذى جعلك تظنين هذا ؟
- لقد اخذت اراقبهما معا , خصوصا بعد عودتى , ان مايدور بينهما واضح كالنهار
اخذ دانيال يحدق الى حيث كان نيكولاس وجينا واقفين , كان يحاول ان يجذبها قريبا منه ولكنها كانت تبتعد عنه , محولة وجهها الى ناحية أخرى , كان وجه نيكولاس متوهجا وشفتاه متوترتين عنفا واحباطا .
قال دانيال :
- حسنا , كنت اعرف ان نيكولاس معجب بها , ولكننى لم ادرك ان الامر قد اصبح جديا ... فيالك من فتاة قوية الملاحظة , يبدو وكأنك على حق , فالنساء ماهرات فى ملاحظة هذه الامور
- اننا نلاحظ الاشياء اكثرمن الرجال
فقال :
- بعض الاشياء , ولكن هل جينا معجبة برجل آخر ؟ وهل هذا هو السبب فى تمنعها على نيكولاس ؟
رمقته بنظرة هازئة :
- احيانا , اتساءل لماذا احبك , انت الخفاش الاعمى , ان جينا غير معجبة بأى رجل آخر , ان بامكانى ان اقول ان نيكولاس كاسبيان يستحوذ على كل اهتمامها
هتف دانيال مقطبا :
- آه , انها اذن لعبة منها ؟ اتراها تريد ان تجعله يتزوجها ؟ ستكون محظوظة فقد حاولت ذلك كثيرات من النساء الطموحات ففشلن , ذلك ان نيكولاس اسعد كثير بكونه اعزب من ان يستقر مع امراة واحدة , اظنه سيتزوج يوما ما عندما يقرر ان الوقت قد حان ليحصل على وريث , ولكنه ربما سيختارها بالغة الثراء ذات اقارب رفيعى المراكز, فهو لن يكون زواج حب ..
-


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 04:21 AM   #19

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ربما كلامك صحيح , وانا على كل حال , لا اظنه يفكر فى الزواج ,فلو انه كان تزوجها على حياة السير جورج لحصل على صحفية سنتنال كهدية العرس , ولكنه لم يفعل , رغم انه كان يبدى نحو جينا اهتماما كبير فى ذلك الحين , ولكن بالنسبة اليها انا واثقة من انها لن تتزوج ابدا نيكولاس كاسبيان , انها لم تخبرنى بذلك ولكن بامكانى القول ان الطريقة التى تعامل بها نيكولاس تتصل بآل تيريل اكثر مماتتصل بخطة موضوعة لجعله يتزوجها , ان جينا امرأة من النوع الوفى , فقد احبت ذلك الرجل العجوز , ولم تنس قط الطريقة المفاجئة التى مات فيها , ومازالت غاضبة من نيكولاس لهذا الصراع , والطريقة التى انتصر فيها ... وانا اعلم ان غضبها ازداد كثيرا للطريقة التى غير فيها نيكولاس الجريدة
بدت الكآبة على وجه دانيال :
- معها حق فى ذلك . فهذه كانت صحيفة جادة رصينة فتغيرت كليا وانا غير مسرور لهذا رغم اننى توقعت ذلك منذ البداية , ان نيكولاس يشتغل فى الصحافة لجمع المال فقط
- وانت توافقه على ذلك
- اننى اقبله بصفته أمر واقع , فهو منذ تسلم الصحيفة ابتدأ يعمل على جعلها واسعة الانتشار , وهناك طريقة واحدة لتحقيق ذلك .. ان ينزل بها الى مستوى الشارع حيث تباع بكثرة , ان الصحف الراقية تنجح من وراء الاعلانات وليس ارتفاع مستوى المبيع , وقد كسب معركة الانتشار , فحجم المبيع فى ارتفاع دائما , اننا فى طريقنا الى المليونين ياروز , وجينا لايمكنها ان تزقف التقدم الآن كما انها لايمكن ان تنتصر فى قتال مع نيكولاس فهو بالغ الذكاء والقسوة
قالت روز :
- ربما , ولكنك تتكلم عن ادارة العمل , هناك انواع آخرى من الحروب وطرق آخرى من القتال اننى اراهن على جينا , واظنها تقوده الى الجنون , ولكنها تحرص على الاحتفاظ ببرودة اعصابها , وتلك هى الطريقة لربح المعركة , دع خصمك يهزم نفسه ولكن اياك ان تفقد برودة اعصابك
قال دانيال ببطء:
- مسكين نيكولاس
ولم يكن ثمة أثر للهزل فى ملامحه , بل بدت عليه المفاجأة فى الحقيقة , بما يقرب من الصدمة , واخذ يحدق فى جينا وكأنه لم يرها قط من قبل فى حياته , كان دانيال يراها فجأة على ضوء جديد .
دوما كان معجبا بجينا تيريل , اعجب بها لوفائها لزوجها الراحل وجده من بعده السير جورج تيريل , وكانت روح دانيال الفرنسية تحبذ هذا الوفاء العائلى , فكان يرى جينا مثالا للانوثة حبا ووفاء.
كانت روز واعية لكل مايجول فى نفس دانيال , فقد كانت معرفتها الطويلة به قد جعلتها تفهم طريقته فى التفكير , حتى انها اخذت تتساءل مرة عما اذا كان دانيال مفتونا بجينا , بسبب صفاتها تلك , كانت واثقة من ان دانيال كان قد قارن بينهما هما الاثنتين , متمنيا , لو انها كانت تتحلى بصفات جينا .
لقد اكتشف لتوه ان جينا لم تكن تماما تلك المرأة اللينة العريكة المطواعة التى كان يظنها وانها تشابه فى القسوة والعناد نيكولاس كاسبيان .
شعرت روز بألم فى كتفها فأجفلت , لقد ابتدأت تشعر بالتعب , فقد امتصت حفلة الزفاف هذه الكثير من طاقتها ومن زواية عينها لاحظت فجأة وجه ايرينا الصغير الشاحب , فعبست , لم يبد على ايرينا انها كانت مستمتعة بالحفلة , فقد انفض الجميع من حول الوليمة تاركينها وحدها من دون احد تتكلم معه , فهمست لدانيال تطلب منه ان يدعو ايرينا لتنضم اليهما اذ تبدو ضجرة للغاية .
كانت ايرينا ترتدى ثوبا يصل الى كاحلها وهو احد اثواب روز اذ لم تستطع شراء ثوب جديد لنفسها لتحضر به العرس , ولاءمها الثوب تماما اذ كانت وشقيقتها من نفس القياس , سألها دانيال وهو يتجه معها الى حيث روز تجلس :
- متى ستعودين الى باريس ؟
- بعد اربعة اسابيع , لقد ضاع الوقت بما حدث لروز من اختطاف طائرتها ..
- اتتوقعين ان يكون والدك قد عاد قبل ذلك ؟
- ليتنى اعلم
ونظرت الى دانيال بقلق :
- انه بخير , أليس كذلك يادانيال ؟ ألاتظن ان علينا ان نقلق لآجله؟ تقول روز انه اعتاد الغياب عن الانظار بهذا الشكل اثناء عمله وقد تمضى اسابيع قبل ان يعود , أتظنها على صواب ؟
- انا واثق من ذلك , فروز نشأت مع والدها وهى تعرف جيدا انه لم يتعود ان يكتب او يتصل هاتفيا كل عدة ايام فهو هناك ليكتب عن فيتنام هذه الايام , ولهذا فهو يحاول ان يستوعب من تلك البلاد قدر مايستطيع , ياايرينا , وهذا يعنى ابتعاده عن كل شئ آخر , ان احدى مواهبه الكبرى , التى تؤهله ليكون مراسلا خارجيا هى بعد نظره وقدرته على نسيان نفسه وعالمه اثناء تركيزه على ماحوله , اننى واثق من ان ديسموند مشغول عنا جميعا , ومن ان ليس عنده فكرة ابدا عن انكما قد تقلقان لاجله
- ولكن , الاتظن ان عليه ان يدرك هذا ؟ أعنى انه اذا كان يهتم بنا , الايعلم اننا سنشعر بالقلق لاجله ؟
- نعم هذا نوع من الانانية كما أراه , ولكن هذا ماجعل ديسموند متفوقا فى مهنته فهو يتخلص وبكل بساطة من حياته الخاصة والناس , والذكريات وهذا يجعله مستعدا لكل جديد يتلقاه
- هل كنت انت كذلك عندما كنت مراسلا خارجيا ؟
- نوعا ما
- وروز ؟
فهز كتفيه :
- لم تجد الوقت الكافى لاكتساب دقائق المهنة , ولكننى واثق من انها ستحصل على ذلك
تنهدت ايرينا :
- حسنا , أرجو ان تكون على صواب وان ديسموند ليس مريضا او فى خطر
نظر دانيال اليها باسما بعطف :


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-14, 04:23 AM   #20

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

- انا واثق من انه بخير يا ايرينا
فابتسمت له شاكرة له لطفه ورقته ولكنها بعد لحظة ومن فوق كتفه التقت عيناها بعينى استيبان فأجفلت للبرودة الواضحة فى وجهه , فحولت نظراتها عنه بسرعة عندما وصلا الى حيث كانت روز تجلس , اذا بخادم الفندق يسرع وفى يده مغلف :
- هل الآنسة اوليفيرو هنا ؟
فوقفت ايرينا فى طريقها مجفلة :
- نعم , انا هى ... انا الانسة اوليفيرو.
- مخابرة هاتفية لاجلك يا انسة , بحثنا عنك فلم نجدك , انها من الخارج , ويقولون انها كانت مستعجلة
تدخلت روز قائلة :
- من الخارج ؟ فيتنام؟
فهز الخادم راسه :
- لا ادرى مع الاسف فلست من تلقى الرسالة
تقدمت ايرينا ببطء تأخذ المفلف منه ثم تفتحها باصابع مرتجفة بينما روز والآخرين يراقبونها , لم يحول استبيان نظراته عنها .
رات ايرينا الكلمات التى كانت تعلو وتنخفض تبعا لحركة اصابعها التى كانت ترتجف بشدة .
سألتها روز بصوت متهدج :
- هل هى من ديسموند ؟
رفعت ايرينا وقد شحب وجهها واتسعت عيناها الكبيرتان :
- كلا , انها والدتى لقد ادخلوها المستشفى , يريدنى رامون ان اذهب الى هناك حالا , لابد ان الامر خطير , يجب ان اذهب
وكرشت الورقة بيدها وهى تحاول ان تفكر بوضوح :
- يجب ان أجد طائر .. هل هناك طائرة اليوم ؟ يجب ان اتصل هاتفيا بالمطار..
فقاطعها نيكولاس قائلا :
- ان طائرتى الخاصة جاهزة دوما للسفر فى أية لحظة , ساتصل بالطيار وأخبره بأن يأخذك الى هناك حالما ينهى اجراءات الموافقة الرسمية فلا حاجة بك للقلق على وسائل السفر , ان سائقى فى الخارج وبامكانه ان يأخذك الى شقة روز لتحزمى امتعتك , وبعد ذلك يأخذك الى المطار.
ثم قطب جبينه :
- ولكن لاينبغى فى الحقيقة ان تذهبى وحدك .
استقام جسم روز عندما نظر نيكولاس اليها وقد أدركت انه سيعرض عليها ذلك , فشحب وجهها لفكرة ركوبها الطائرة مرة أخرى .. وكاد يشلها الخوف , ولكن ايرينا كانت شقيقتها وهى الآن تحبها كثيرا , وهكذا تنفست بعمق مستجمعة بقايا شجاعتها ثم قالت بصوت مبحوح :
- ساذهب أنا معها طبعا
قال دانيال على الفور مقطبا حاجبيه :
- كلا , انك لن تسافرى مرة أخرى حاليا
فقالت محتجة وحاولة الاتبدى كراهيتها للذهاب :
- ولكننى ساكون على مايرام
فقال نيكولاس :
- كلا , الحق مع دانيال ومن الغباء منى الا اتذكر ماكنت عانيته , فحالتك لاتسمح لك بالسفر بالطائئرة الى اسبانيا .
قالت جينا بهدوء :
- سأذهب أنا معها , وهذا سيسرنى جدا
قال نيكولاس مكشرا :
- انت ؟
فهمست ايرينا راجية ان يكفوا جميعا عن الجدال ويدعوها تذهب همست تقول :
- ارجوكم الاتزعجوا انفسكم , فانا لست بحاجة الى من يذهب معى .
وببرودة تدخل استيبان قائلا :
- انها بحاجة الى شخص يحسن اللغة الاسبانية , اذ عند وصولها الى اسبانيا سيكون امامها امور كثيرة عليها أن تقوم بها , ان عليها ان تسافر من مطار مالاغا خلال سييرا نافادا وأسرع طريقة لذلك هى ان تستاجر سيارة من المطار , ثم تسوقها خلال الجبال ولكنها رحلة شاقة لايمكنها القيام بها وحدها وهى بحالة القلق هذه , اننى سآخذها بنفسى ... اذا امكنكم الاستغناء عنى عدة ايام .
فغاص قلب ايرينا
وانبسطت اسارير نيكولاس :
- كان يجب ان افكر فيك منذ البداية يا استيبان , سأهتم بمن يرعى عمك فى غيابك , فلا تقلق , وشكرا لك فهذا حل رائع
عادت ايرينا الى الاحتجاج :
- كلا , فانا لا احتاج الى مرافق , فى الواقع اننى لست طفلة وكما جئت الى هنا وحدى يمكننى ان أعود وحدى
ذلك ان فكرة ذهاب استيبان معها قد أفزعتها
قال استيبان :
- لا لزوم للجدل فسأذهب معك اذ لايمكنك السفر وحدك وانت فى هذه الحالة من الكدر.
قالت ايرينا وقد احمر وجهها قليلا الآن ولمع فى عينيها الغضب والضيق :
- كلا , لا اريدك ان تأتى معى
- سآتى معك سواء شئت أم أبيت , فلا تضيعى وقتك فى الجدل
قال استيبان ذلك ببرودة , منتبها الى ان عيون الحاضرين منصبة عليه ويستمعون الى كل ماقيل , فسكتت ايرينا وهى تعض شفتها .
اذا كان مصمما على القدوم معها فهى لن تستطيع منعه ... ولكن كيف ستحتمل مرافقته طوال تلك الساعات وحدها , وهى تعلم انه لم يأت معها الا انه يراها طفلة بحاجة الى حماية , وليس امرأة بحاجة الى شئ منه مختلف جدا؟


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.