- انا واثق من انه بخير يا ايرينا
فابتسمت له شاكرة له لطفه ورقته ولكنها بعد لحظة ومن فوق كتفه التقت عيناها بعينى استيبان فأجفلت للبرودة الواضحة فى وجهه , فحولت نظراتها عنه بسرعة عندما وصلا الى حيث كانت روز تجلس , اذا بخادم الفندق يسرع وفى يده مغلف :
- هل الآنسة اوليفيرو هنا ؟
فوقفت ايرينا فى طريقها مجفلة :
- نعم , انا هى ... انا الانسة اوليفيرو.
- مخابرة هاتفية لاجلك يا انسة , بحثنا عنك فلم نجدك , انها من الخارج , ويقولون انها كانت مستعجلة
- لا ادرى مع الاسف فلست من تلقى الرسالة
تقدمت ايرينا ببطء تأخذ المفلف منه ثم تفتحها باصابع مرتجفة بينما روز والآخرين يراقبونها , لم يحول استبيان نظراته عنها .
رات ايرينا الكلمات التى كانت تعلو وتنخفض تبعا لحركة اصابعها التى كانت ترتجف بشدة .
رفعت ايرينا وقد شحب وجهها واتسعت عيناها الكبيرتان :
- كلا , انها والدتى لقد ادخلوها المستشفى , يريدنى رامون ان اذهب الى هناك حالا , لابد ان الامر خطير , يجب ان اذهب
وكرشت الورقة بيدها وهى تحاول ان تفكر بوضوح :
- يجب ان أجد طائر .. هل هناك طائرة اليوم ؟ يجب ان اتصل هاتفيا بالمطار..
- ان طائرتى الخاصة جاهزة دوما للسفر فى أية لحظة , ساتصل بالطيار وأخبره بأن يأخذك الى هناك حالما ينهى اجراءات الموافقة الرسمية فلا حاجة بك للقلق على وسائل السفر , ان سائقى فى الخارج وبامكانه ان يأخذك الى شقة روز لتحزمى امتعتك , وبعد ذلك يأخذك الى المطار.
- ولكن لاينبغى فى الحقيقة ان تذهبى وحدك .
استقام جسم روز عندما نظر نيكولاس اليها وقد أدركت انه سيعرض عليها ذلك , فشحب وجهها لفكرة ركوبها الطائرة مرة أخرى .. وكاد يشلها الخوف , ولكن ايرينا كانت شقيقتها وهى الآن تحبها كثيرا , وهكذا تنفست بعمق مستجمعة بقايا شجاعتها ثم قالت بصوت مبحوح :
قال دانيال على الفور مقطبا حاجبيه :
- كلا , انك لن تسافرى مرة أخرى حاليا
فقالت محتجة وحاولة الاتبدى كراهيتها للذهاب :
- ولكننى ساكون على مايرام
- كلا , الحق مع دانيال ومن الغباء منى الا اتذكر ماكنت عانيته , فحالتك لاتسمح لك بالسفر بالطائئرة الى اسبانيا .
- سأذهب أنا معها , وهذا سيسرنى جدا
فهمست ايرينا راجية ان يكفوا جميعا عن الجدال ويدعوها تذهب همست تقول :
- ارجوكم الاتزعجوا انفسكم , فانا لست بحاجة الى من يذهب معى .
وببرودة تدخل استيبان قائلا :
- انها بحاجة الى شخص يحسن اللغة الاسبانية , اذ عند وصولها الى اسبانيا سيكون امامها امور كثيرة عليها أن تقوم بها , ان عليها ان تسافر من مطار مالاغا خلال سييرا نافادا وأسرع طريقة لذلك هى ان تستاجر سيارة من المطار , ثم تسوقها خلال الجبال ولكنها رحلة شاقة لايمكنها القيام بها وحدها وهى بحالة القلق هذه , اننى سآخذها بنفسى ... اذا امكنكم الاستغناء عنى عدة ايام .
- كان يجب ان افكر فيك منذ البداية يا استيبان , سأهتم بمن يرعى عمك فى غيابك , فلا تقلق , وشكرا لك فهذا حل رائع
عادت ايرينا الى الاحتجاج :
- كلا , فانا لا احتاج الى مرافق , فى الواقع اننى لست طفلة وكما جئت الى هنا وحدى يمكننى ان أعود وحدى
ذلك ان فكرة ذهاب استيبان معها قد أفزعتها
- لا لزوم للجدل فسأذهب معك اذ لايمكنك السفر وحدك وانت فى هذه الحالة من الكدر.
قالت ايرينا وقد احمر وجهها قليلا الآن ولمع فى عينيها الغضب والضيق :
- كلا , لا اريدك ان تأتى معى
- سآتى معك سواء شئت أم أبيت , فلا تضيعى وقتك فى الجدل
قال استيبان ذلك ببرودة , منتبها الى ان عيون الحاضرين منصبة عليه ويستمعون الى كل ماقيل , فسكتت ايرينا وهى تعض شفتها .
اذا كان مصمما على القدوم معها فهى لن تستطيع منعه ... ولكن كيف ستحتمل مرافقته طوال تلك الساعات وحدها , وهى تعلم انه لم يأت معها الا انه يراها طفلة بحاجة الى حماية , وليس امرأة بحاجة الى شئ منه مختلف جدا؟