آخر 10 مشاركات
309- من يحب.. يخسر! - كيم لورنس - (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          294 - لماذا تهربين؟ - كارول مورتيمر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          1041 - ميراث خطر - ستيفاني هوارد - د.ن (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-04-09, 06:28 PM   #1

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي 1061 - ثمرة الأبتزاز - جاكلين بيرد - د.ن ( كتابة / كاملة )**


(( منقوووووووووووووووووووولة ))

1061 - ثمرة الأبتزاز - جاكلين بيرد
الملخص..

في سبيل الصداقة الحقة ، وافقت باريسا على المساعدة في إستعادةمظروف الصور ، و لكن عندما وجدت نفسها تسطو على شقة فخمة في حي "ماي فير" أدركتفجأة فداحة العمل الذي قامت به ، و لكن بعد فولت الأوان.
بعد أن ضبطت بالجرمالمشهود ، و جدت باريسا نفسها في مواجهة الرجل الذي يبتز صديقتها المقربة. لقد كانلوك دي ماغي ينوي المساومة على الصور لأنه الآن في وضع يسمح له بالمطالبة بأمور لميكن يستطيع الحصول عليها منذ عشر سنوات خلت . لقد أراد لوك أن تكون باريسا تحتسيطرته . هل كان لديها أي خيارآخر؟


"و ماذا يتوجب علي أن أفعل بالضبط؟" قالتمحاولة المماطلة و تابعت : "أحضر حفلة واحدة فقط ، هذا كل ما في الأمر." قالت ذلكبطريقة توحي بأنها تفكر جديا بعرضه .
قال ساخرا: "أجل لكن حاولي أن تكوني لطيفةمعي ، و تصرفي و كأننا خطيبان."
قالت باريسا التي كانت تنوي صفع هذا الرجلالمتعجرف: "و لكنني لست بارعة في التمثيل."
"سوف أعلمك."


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


الفصل الأول


مال جسد باريسا الممشوق بخفة عبر شباك الحمام محاولةإدخال قدميها قبل جسدها ، فارتطم بطنها المسطح برف الشباك بينما كانت تتسلل إلىالحمام ، أو لنقل إلى أرض الأمان .
تبا! كم تضايقت و لعنت حظها عندما بدأ الماءيتسرب من أحد القساطل. لقد أقسمت بأن تقتل صديقتها مويا إذا ما استطاعت أن تسحبقدمها من كرسي الحمام و جسدها من هذا المأزق و الخروج سالمة.
لا بد أنها كانتمعتوهة عندما وافقت على خطة مويا السخيفة للسطو على شقة تقع




في الطابق الثالث و فيوسط منطقة "ماي فير". ما همها أن تكون صديقتها تتعرض للابتزاز؟ لقد كان على صديقتهاالحمقاء أن تملك حسا أكبر بالمسؤولية بدل أن تقف أمام عدسة كاميرا أحد الإيطاليينعلى الشاطئ جنوبي فرنسا ، و تتصور هناك بمفردها.
عندما أعلنت خطوبة مويا فيصحيفة "التايمز" لابن أحد القضاة البارزين الذي كان أخوه رجل دين ، لا أكثر ، بدأهذا المحتال الإيطالي بالاتصال بصديقتها مطالبا بالمال ثمنا للصور.
و بتنهيدةفرج ، شعرت باريسا أخيرا أن قدميها قد لامستا أرض الحمام ، فاطمأنت لأنها قد دخلتالشقة و وقفت بهدوء لتكييف نظرها مع الظلام و لاسترجاع قواها الخائرة.
بالأمس ،و في صبيحة أحد أيام شباط (فبراير) ذات الضوء الرمادي و الطقس البارد ، بدا لهاالمخطط سهلا.
و قد حضرت مويا هذا الصباح للقاء ذاك الإيطالي في محاولة منهالاسترجاع الصور. و تولت مهمة فتح شباك الحمام ، و من حسن الحظ أن الرجل لم يلاحظ أنشباك الحمام ، مفتوح قبل ترك منزله و التوجه إلى عمله. و بما أنه مدير أحد المطاعمفي لندن و يعمل حتى ساعة متأخرة من الليل ، لم يكن هناك أي شك في غيابه عن المنزلليلة الجمعة.

حتى الآن يسير كل شي حسب المخطط ، فكل ما على باريسا أن تفعله هوالسير عبر البهو في إتجاه غرفة الجلوس ، و حسب كلام مويا فإن صورها موجودة داخلجارور مقفل في طاولة ذات سطح مغطى بالجلد. لفد راقبت مويا ذاك الصباح الرجل و هويضع الصور في ذلك المكان ، في الوقت الذي كانت تعده بخوف بأنها سوف تدفع له المالفي اليوم التالي. الساعة الآن العاشرة ليلا و الظلام دامس في الخارج و كل شيء يسيرعلى ما يرام. و لكن باريسا تعيش حالة من القلق.
حتى هذه الساعة لا يزال المكانخاويا ، قالت ذلك في محاولة منها لطمأنة نفسها بعد أن تكيف نظرها مع الظلام ، واستطاعت تمييز إطار الباب عن غيره فتقدمت في إتجاهه ، و لكنها ما لبثت أن تسمرت فيمكانها.
لقد تسرب بعض الضوء إلى الحمام من أحد الأبواب المفتوحة بشكل جزئي و هوالباب الذي كانت تنوي التوجه نحوه ، و هنا عادت باريسا لتلعن حظها بعد ما سمعتبوضوح أصوات بعض الأشخاص. و بقلب ملأه الرعب كتمت نفسها وراء الباب المفتوح نصففتحة. على الحائط المقابل لها شاهدت مرآة استطاعت أن ترى فيهما صورة رجل يدير لهاظهره و إلى جانبه إمرأة واقفة ممدودة اليدين، و لوهلة شعرت باريسا أن وجه هذهالمرأة مألوف لديها. لقد كانت مارغوت ماي و هي إمرأة ذات رأس صغير و شعر أحمر ومشهورة ، إن لم تكن مشهورة ، فهي على الأقل فنانة محلية.
تبا! ما هذا المأزق. لقد جف ريق باريسا من الخوف ، كانت واثقة أنه سيتم افتضاح
أمرها في أية لحظة ، ولهذا لم تنبس ببنت شفة و لم تحرك ساكنا.
"أؤكد لك يا مارغوت أني كنت أنويالإتصال بك يوم غد ، أما اليوم فلقد كان لدي عمل و علي الألتزام به."
لقد سببهذا الصوت العميق ذو اللكنة الخفيفة ، الرعب في نفس باريسا . إذن هذا هو "الحقيرالنذل الصغير." كما تسميه صديقتها. لقد لاحظت باريسا أن صديقتها مويا أخطأت الوصفعندما سمت هذا الرجل "بالصغير" ، فحسب إعتقادها ، لم يكن هناك أيشيء صغير في هذا الرجل ، فقد كان عريض المنكبين و طوله يزيد عن 190 سم. أما بالنسبةلوجوده في المنزل ، فإنه لم يغادره و لم يذهب إلى عمله ، بل كان موجودا فيالغرفة.
"لوك ، عزيزي ، لا تغضب مني." ثم لفت يديها الممشوقتين حول كرسي ، وتابعت: "لم استطع أن أتحمل بعدك عني ، فقد مر وقت طويل لم أرك فيه."
في هذهاللحظات شعرت باريسا بأن الدم يكاد ينفر من وجنتيها ، فإسم لوك ليس غريبا عليها ،لا بد و أنها سمعت بهذا الإسم من قبل. و لكن من غير المعقول أن يكون هو.
فأحنترأسها محاولة استبعاد الفكرة و شعرت بأن العرق يتصبب على حاجبيها من تحت قبعتهاالسوداء السميكة. لقد كان عليها الخروج من هذا المكان و بسرعة. في هذا الوقت ، دهشتعندما رأت الرجل يبتعد و يتراجع إلى الوراء.
"ليس الليلة يا مارغوت ، لقد أخبرتكبأني مشغول ، سوف أراك لاحقا في منزلك."
"و لكن يا لوك..."لا."
كمأشفقت باريسا على حال هذه المرأة ، التي تغيرت تقاسيم وجهها من الجمال إلى الغضبلتصرف هذا الرجل الأرعن الذي رفض مرافقتها. و لكنه عاد ليخفي تصرفه الأرعن خلف قناعمتمثل بابتسامة مصطنعة.
قالت المرأة بصوت مبحوح: "لقد تم رفضي من سيد الأناقةشخصيا! لماذا يا لوك؟ أنت تعرف أني لم أرك منذ زمن طويل."
في هذه الأثناء حاولتباريسا أن تكتم تنهيدة الإحتقار و لكنها لم تستطع ، "سيد الأناقة" يا لها من نكتة! كان الأجدر به أن يسمى "سيد الغرور" فهذا الإسم يناسبه أكثر. ألم تستطع هذه المرأةكم أن هذا الرجل مغفل؟
"ربما ، و لكن ليس الآن ، سوف أقضي معك بعض الوقت يوم غد، أعدك بذلك ، أما الآن فعليك الرحيل."
"هل هذا يعني أنك أعدت التفكير في الأمرو أنك سوف تصطحبني معك إلى إيطاليا في الأسبوع المقبل لحضور حفلة والدتك؟ لقد مضىعلى صداقتنا أكثر من سنة ، كانت سنة رائعة فعلا." ثم تنهدت بغصة.

كانت باريساعلى وشك أن تنفجر من كلام هذه المرأة ، ألا تملك هذه المخلوقة أي حسبالكبرياء؟
"مارغوت ، فلنتكلم بصراحة ، لا أجد طريقة لأقدمك بها إلى أمي و أنتتعرفين ذلك ، لقد كانت صداقاتك كثيرة و علنية." ثم ضحك و تابع كلامه: "إن كلإيطاليا ، بما فيها أمي رأت صورتك و أنت تجلسين إلى الطاولة في أحد أفخم مطاعم روماو برفقة أحد أعضاء الحكومة."
قالت المرأة بمرارة كبيرة: "أتعني أني جيدة فيالصداقة فقط ، و ليس الزواج؟"
"كوني واقعية ، لقد كنا قد حضرنا مشاريع ممتازة ،أنا و أنت فقط." ثم وضع الرجل يده على كتفها محاولا مراضاتها و تابع: " لا تفسديالأمر بمزيد من الأسئلة ، أما الآن فعليك حقا أن ترحلي. و بالمناسبة، كيف عرفتمكاني؟" ثم بدأ صوته يخفت ، فشعرت باريسا ببعض الارتياح عندما لاحظت أنه يرافقالمرأة في إتجاه باب الغرفة. و لكنها عادت للتفكير في صوت هذا الرجلالمألوف.
"لقد عرفت بوصولك من الصحف ، كما عرفت أنك اشتريت المطعم ، و هكذا ،عندما لم أجدك في مكانك المعتاد ، اتصلت بالمطعم و أعطوني عنوان ال..."
و هنا لمتعد باريسا تسمع أي صوت ما عدا صوت دمها الذي كان يغلي من الغضب. لا بد أن هذاالشرير قد ابتز العديد من النساء ، فاستطاع بذلك شراء أكبر مطعم خاص في لندن ، ثمسمعت صوت إغلاق الباب ، و من بعده سمعت صوت إغلاق الباب مرة ثانية ، فعرفت أنهما قدرحلا.
و بحذر شديد مسحت كفيها المعرورقتين بجانبيها فامتص الفستان الأسود الضيقبعض الرطوبة. لقد أصبحت على وشك إتمام المهمة كما تعتقد ، فتنفست الصعداء في الوقتالذي كانت تعود فيه دقات قلبها إلى سرعتها الطبيعية تقريبا ، ثم خرجت بخفة و حذرشديدين من الحمام إلى البهو.

لقد تحولت الإثارة التي كانت تعتريها بينما كانتتتسلق درج الحرائق الخلفي إلى خوف مشوب بحالة من الذعر. لا بد أنها كانت مجنونة ،لأنها قبلت بهكذا مهمة. و لكنها ، و بعزم كبير استطاعت عبور البهو و فتحت الباب وما لبثت أن وجدت نفسها في غرفة مظلمة. لم تجرؤ على إضاءة النور ، بل سحبت بحذر شديدمصباحا كهربائيا من الكيس المعلق بحزامها الجلدي العريض الذي كان يطوق خصرها ، ثماضاءته.
إذن هذا هو المكتب ، و تقدمت في إتجاهه. سحبت الجارور الأول فكان مقفلا، و مرة ثانية عادت لتبعثر في محتويات كيسها فوجدت سكينا ، فارتسمت على شفتيهاابتسامة صغيرة ، و فكرت بالموقف الذي ستكون فيه إذا ما ضبطتها الشرطة في هكذاوضع.
انحنت باريسا فوق طاولة المكتب و أدخلت السكين بين القفل و الخشب و حاولتسحب الجارور إلى الخارج ، فلم تنجح في ذلك. إن الأمر يبدو أكثر سهولة في الأفلامالسنيمائية ، قالت في نفسها بغيظ شديد. انحنت مرة ثانية و لكزت ذاك القفل



العنيد ،فتشقق الخشب و نجحت في فتح الجارور.
و أخيرا عثرت على الصور ، فاخرجتها منمظروفها سريعا ، و مررت الضوء فوقها ، أجل إنها صور مويا. و لو أن مويا تريد الزواجمن أي شخص ينتمي إلى أي عائلة أخرى ، لما كانت هذه الصور سببت لها أي إحراج. فابتسمت باريسا ابتسامة رضى و أعلنت انتهاء المهمة. و عندما استدارت و حاولت المشي اصطدمت بشء ضخم.
"لقد أمسكتك."
لم تعرفباريسا بما اصطدمت ، و قبل أن تصرخ امتدت ذراع قوية العضلات و التقطتها من خصرها واسقطتها أرضا. فتحت باريسا فمها محاولة الصراخ ، فما كان من مهاجمها إلا أن هوىبثقله فوق ظهرها فمنع الهواء من دخول رئتيها مما سبب عجزها عن الصراخ ، صعقت باريسالهول المفاجأة ، فتجمدت و لم تحاول الهرب ، و مع شعورها بدوار أيقنت أنها ممدة أرضاعلى بطنها ، و احست بثقل طن يجثم فوقها. كان رسغاها مثبتين فوق رأسها ، و رأت ذراعامرفوعة تنوي ضربها.
قالت باريسا صارخة بعد أن استعادت صوتها: "انهض من فوقي أيهاالمتوحش الضخم و إلا استدعيت الشرطة."


لقد كانت غاضبة لدرجة أنها لم تلاحظ سذاجةملاحظتها.
و بعد الارهاق الذي حصل لها من ثقل وزنه ، لم تعد في وضع يسمح لهابالمقاومة. و لكنها فعلت كل ما في مقدورها للتخلص من الجسد الذي كان يجثم فوقظهرها.
أما اليد التي كانت تعتقد أنها تحاول ضربها ، فقد رفعت القبعة السوداء عنشعرها الذهبي على كتفيها ، ثم عادت و أمسكتها من ذقنها.
"حسنا ، حسنا ، أنظرواماذا لدينا."
لقد بدا صوته كصوت ممثل كومبارس من فيلم من الدرجة الثانية حسب وصفباريسا. و لكنها عادت و فقدت حسها المرح بعد أن تذكرت موقفها الحرج.
لقد كانتساقاه الثقيلتان تغطان على خصرها ، و كان منحنيا فوقها في الوقت الذي كانت يدهالأخرى ممسكة برسغيها. باختصار ، كانت عاجزة عن الحركة ، شعرت باريسا بزفير الرجليلفح وجهها ، و على ضوء المصباح الكهربائي الخافت الملقى على الأرض بقربها ،استطاعت رؤية وجهه للمرة الأولى.
قالت بصوت متهدج: "هذا أنت! لقد كان يتوجب عليمعرفة ذلك." كان يبدو أكبر سنا منها ، و كان شكل حاجبيه و تقاسيم وجهه و عينيهالسوداوين يوحي بالقسوة.
"لقد تعادلنا يا باريسا."
حدقت باريسا بالرجل و شعرتو كأنها منومة مغناطيسيا في الوقت الذي بدأ رأسها بالدوار و شعرت بأنها سوف تموتإذا لم يسمح للهواء بأن يدخل رئتيها.
في هذه اللحظات لمع ضوء قوي على وجهها ،فاستدارت برأسها ، فرأت ساقين

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 01-06-16 الساعة 01:22 PM
محبة البينك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-09, 06:37 PM   #2

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

انثويتين ممشوقتين.
"عزيزي لوك ، ماذاحصل؟"
"تينا ، لقد وصلت!" قال الرجل ذلك بصوت بدا عميقا و مشوشا بالنسبة لباريساالمنهكة.
"من الواضح أني وصلت في وقت غير مناسب." ثم ضحكت تينا بصوت مصدوم: "باريسا بلمونت ، لم أكن أتصور أنكما بقيتما على اتصال بعد كل هذا الزمن! و لكنيسعيدة لذلك ، لطالما اعتقدت أنكما تشكلان ثنائيا رائعا."
نظرت باريسا الممدة إلىتينا برانكو و هي فتاة كانت زميلة لها في نفس المدرسة الداخلية التي كانت تدرس فيها، فما كان من باريسا إلا أن بادرتها بالقول: "مساء الخير تينا." كم شعرت باريسابالحماقة لتفوهها بهذه التحية. يالها من غبية. لقد كان الموقف يشبه المسرحياتالهزلية الفرنسية.
أغمضت باريسا عينيها و حاولت طمأنة نفسها بأن ما يحدث هو مجردكابوس ، من المؤكد أنه كذلك ، إلا أن وزن الرجل الذي كان يضع ثقله فوقها ، حقيقةمؤكدة غير قابلة للشك. و فجأة عادت و فتحت عينيها ، فهي لم تكن مخطئة في تحليلهالأن قوته لا تزال تضغط عل معدتها.
صرخت باريسا بشراسة و هي محمرة الوجه منالخجل: "دعني أنهض." في هذا الوقت استدرك الرجل حراجة الموقف الذي كان فيه و وقف منتصبا على قدميه ثم مديده لمساعدة باريسا على الوقوف ، و من دون أن يترك يدها استدار ببطء لمواجهةتينا.
"أنا آسف لما حصل يا ابنة العم ، و لكنك كنت قد وعدتني بالحظور قبل هذاالوقت."


محبة البينك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-09, 06:47 PM   #3

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

هذا صحيح ، و لكن كان جينو قد طلب أن نتناول طعام العشاء أولا ، كماأننا لم نكن نعرف أن شقتك بعيدة عن المطعم. إنه في انتظاري الآن في سيارة الأجرة ،فنحن مسافران هذه الليلة إلى إيطاليا." ثم رفعت الحقيبة السوداء التي كانت تحملها وتابعت: "إن كل الأوراق التي طلبتها موجودة هنا. و الآن علي الانصراف."
ثم نظرتإلى باريسا و ابتسمت ابتسامة عذبة و قالت: "لقد سررت برؤيتك ثانية ، أنا آسفة ، لاوقت لدي الآن للمسامرة ، و لا تنسي أن تحضري الحفلة يوم الثلاثاء ، فوالدة لوكستكون سعيدة بالتعرف إليك ، إلى اللقاء." ثم رحلت.
بعد ذلك عم الهدوء المكان ،فحاولت باريسا أن تفلت يدها من يد لوك ، لكنه أحكم قبضته على يدها ، و دون أن ينطقبأية كلمة ، جرها عبر الغرفة إلى أريكة كبيرة و رماها عليها.
"اجلسي."
لم يكنأمام باريسا أي خيار آخر سوى إطاعة الأوامر ، و بعصبية كبيرة شدت


محبة البينك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-09, 07:19 PM   #4

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,926
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا بكِ عزيزتى

منورة القسم

وأتمنى اشوف مشاركاتك اكتر


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-04-09, 08:06 PM   #5

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

أصابعها المتشنجة. لو كان لباريسا أدنى شك في أن الرجل الذي تورطت مويا معه هو لوكا دي ماغي المسمىب"لوك" من قبل اصدقائه... لما اقتربت من منزله أكثر من ميل. لقد ألتقت بالرجل مرةواحدة عندما كانت مراهقة تبلغ من العمر أربعة عشر عاما ، و كم تمنت أن لا تراهثانية.
"إذن ، باريسا بلمونت ، أم علي تسميتك باريسا هاردكورت بلمونت؟" لقد كادتهذه السخرية أن تمزق أعصاب باريسا المضطربة و تابع: "ها نحن نلتقي ثانية ، ومنالواضح أن كل هذا الزمن لم يعلمك بعض التعقل ، ربما يجدر بك أن تفسري لي ما كنتتقومين به ، فلقد دخلت إلى الشقة بالكسر و الخلع ، و ها أنت متلبسةبالسرقة."
كان يروح و يجيء بالقرب منها ، و لأول مرة في تلك الأمسية استطاعت أنتنظر إليه نظرة متفحصة ، فشعرت بنوع من العجز يسيطر عليها في الوقت الذي كانت تحدقبه. كان ضخم الجثة ، أنيقا ، و كانت سترته الداكنة تظهر كتفيه العريضتين ، و كانقميصه الأبيض الحريري مفتوحا عند العنق. كما كان قويا و طويل القامة. و عندما ألتقتعينا باريسا الزرقاوان بعينيه ، شعرت بمدى حنقه.
"إذا كنت متعطشة لهذة الدرجةإلى المال ، فبإمكان إمرأة جميلة مثلك أن تلجأ إلى الأساليب النسائية القديمة ،مثلا قبل اللجوء إلى السرقة." قال ذلك بشكل تهكمي.
ابتلعت باريسا ريقها و نظرتإلى البعيد ، فاصطدم نظرها بمظروف الصور الملقى على السجادة ، الأمر الذي ذكرهابسبب وقوعها في مثل هذا المأزق ، ثم استوت في جلستها و رفعت رأسها و حدقت بوجهخصمها الفظ.
"إن المال ليس سبب وجودي هنا ، فتلك لعبتك و ليست لعبتي يا لوك، ولكنك أسأت الاختيار عندما اخترت مويا لابتزازها ، فهي صديقتي." بعد ذلك لم تحاولباريسا أن تخفي الاستهزاء الذي ظهر في عينيها الزرقاوين ، فهي لم تقم بأي عمل خارجعن القانون بعكس هذا الرجل ، ثم تابعت كلامها: "أما بالنسبة للكسر والخلع..."
قال بهدوء شديد و كأنه يحدث نفسه: "لقد تركت الباب مفتوحا لبرهة." فشعرت باريسا بنظرة مدققة تغلف عينيه السوداوين ، في الوقت الذي كان يحدق فيه فيأرجاء الغرفة و تابع: "و هكذا دخلت." ثم إتجه صوب طاولة المكتب و فتح الجارور ،بعدئذ رأى الصور على الأرض فانحنى و التقطها.
لم تكن باريسا مضطرة لتصحيحمعلوماته و لم تكن مضطرة لإخباره بأنها شاهدته مع إحداهن ، فراقبته و هو يقلب الصورو الابتسامة المصطنعة ترتسم على فمه ، بعد ذلك استدار نحوها و قال مستفسرا: "لقدأتيت من أجل هذه الصور إذن."
لقد صار يعرف الآن السبب الحقيقي لوجودها في منزله. فأجابته: "بالطبع." ثم نهضت على قدميها و توجهت نحوه بشجاعة كبيرة و أضافت قائلة: "أما بالنسبة لدفع المال ثمنا لهذه الصور ، فأرجو أن لا تحلم بذلك." مدت باريسايدها و التقطت أحد طرفي المظروف ، فما كان من لوك إلا أن أحكم قبضته على رسغها ثمأجبرها


على ترك الصور.
"ليس بهذه السرعة يا باريسا ، اتعتقدين بأنني كنت أبتزصديقتك؟" ثم هز المظروف بالقرب منها و تابع: "لهذا السبب إذن قررت السطو على الشقةو سرقة الدليل. هل أنا مخطئ في تقديري؟"
"لا تحاول أن تلعب معي دور البريء يالوك دي ماغي ، لأنني أعرف كل ألاعيبك ، فلكي تحصل على مدخول إضافي زيادة على مدخولالمطعم ، تلجأ إلى أبتزاز بعض الشابات المسكينات." ثم ابتسمت مستهزئة.
"المطعم؟إذن أنت تعرفين بأمره؟"
ما قصة هذا الرجل؟ و هل يحاول حقا أن يستغبيها من وراءهذه الأسئلة؟ فكرت باريسا قليلا، ثم قالت محاولة استدراجه: " أما أن تعطيني هذهالصور أو أستدعي الشرطة."
كان لطريقة لمسه لرسغها ، و قرب جثته الضخمة منهاتأثيرا كبيرا على أعصابها المنهكة. لقد كان عليها أن تخرج من هذا المكان و بسرعة ،فبعيدا عن كل ما يجري ، لم يكن لباريسا أية ثقة بمويا الخائفة ، الأمر الذي قد يسببنفاذ صبرها فتقود سيارتها و ترحل إذا ما تأخرت باريسا أكثر من ذلك.
و هنا ،خرق صوت لوك الصمت الذي خيم على المكان ، فقال: "سوف تستدعين الشرطة يا باريسا؟ أنتتدهشينني ، فلطالمااعتقدتك أذكى من ذلك."
قالت باريسا بصوت عال: "ان الأبتزازجريمة كبرى."
"و لكن ياعزيزتي باريسا ، قبل أن تصل الشرطة إلى المكان أكون قدأحرقت الدليل ، و كل ما ستجده الشرطة هو إمرأة شابة متلبسة بالسرقة." ثم نظر إليهانظرة متفحصة من أعلى شعرها إلى أخمص قدميها و هو يبتسم بطريقة مثيرة.
فجأة ،فكرت باريسا بالمنظر الذي تبدو عليه ، ففستانها الأسود كان ضيقا ، و بطريقة دفاعيةشبكت يديها ببعضهما لعجزها عن مواجهته بالكلام. إذا ما أحرق الصور تكون مشكلة موياقد حلت ، و لكن بالمقابل تكون مشكلتها هي قد بدأت.
"نعم يا صغيرتي." ثم أخذيتأمل ملامح وجهها الجميل الذي بدأ يتبدل من الخوف ، و أردف قائلا: "بدل الصورسيشاهدونك أنت و سيشاهدون سكينك و قفل جارور طاولة مكتبي المكسور. و بإضافة رزمة منالمال إلى الموقف ، استطيع أن أضمن لك حكما طويل الأمد تقضينه في السجن."
بدامخططه قريبا جدا إلى المنطق ، فلاحظت باريسا بقلب خافق من الخوف ، و ثقة بالنفس فيطور التلاشي ، أنها لا تستطيع أن تفعل أي شيء. نظرت إلى الأعلى في إتجاه عينيهالسوداوين الباردتين و فكرت بخوف بما قد يحصل لها.
"و لكن سوف أعقد معك صفقة ،فإذا وافقت عليها استطيع أن أضمن لك أن الصور و الأفلام سوف تصل إلى صديقتك فيالقريب العاجل و بسرعة تامة."

صفقة؟" لم تكن باريسا تثق به ، فكيف يمكن أن تثقبشخص مثل دي ماغي؟ إنه محتال. و لكن كان عليها أن تصغي إليه. قالت مستفسرة: "و مانوع الصفقة؟"
محاولة التظاهر بأنها مازالت تتحكم بأعصابها.
مشى لوك بتمهل عبرالغرفة ، و وضع الصور على خزانة أدوات المائدة ، ثم التقط زجاجة من عصير الأناناسكانت موضوعة على صينية فضية و سكب بعضا منها في كأس كريستالية و خاطبهاقائلا:
"أتشاركينني بكأس من العصير؟" ثم أدار رأسه في إتجاهها و تابع: "أترغبينفي بعض الأناناس ، أو لعلك تفضلين مزيجا من عصير الليمون و البرتقال ، تبدين مصدومةقليلا."
ان كلمة "مصدومة" لا تفي بالغرض لوصف مشاعر باريسا ، كما أنه لم يكنهناك أي مجال لتشارك شخصا مثله الشراب.
"لا أريد شيئا ، أشكرك. أدخل في صلبالموضوع فقط."
قال ساخرا: "إنك عديمة الصبر." و ببضع خطوات استطاع أن يعبرالغرفة من أولها إلى آخرها و جلس على الكرسي المواجه لها.
أخذ رشفة من شرابه ،ثم ركز بصره عليها و كأنه يحاول أن يستخلص فكرة ما ، ثم قال: "حسنا باريسا ، إنالأمر سهل جدا ، فكما قالت تينا عندما خاطبتنا بفظاظة ، علي السفر لحضور حفلةوالدتي يوم الثلاثاء المقبل."
قالت بسخرية: "استغرب أن لأمثالك أمهات."
"يالك من فظة يا باريسا."
"حسنا ، أدخل في صلب الموضوع."
"ان أمي في السبعين منالعمر ، و للأسف فإن صحتها ليست على ما يرام ، أما أغلى أمنياتها فهي أن ترانيمتزوجا ، إلا إني لا أنوي التورط في مثل هذه الأمور. و لكن ، لكي أريح بال والدتيلا أمانع في التظاهر بذلك ، و هنا يأتي دورك."
نظرت باريسا إليه بارتياب ،فالفكرة لم ترق لها ، ثم ركزت بصرها على وجهه. لقد كان رجلا وسيما جدا ، ذا شعرأسود كثيف يتدلى على شكل موجات على جبهته العريضة ، و كانت عيناه مفتوحتين نصف فتحةو كأنهما تحاولان أن تخفيا تعابير وجهه. أما فمه فقد كان جميلا ، و ذقنه رباعيالشكل بالنسبة لأنفه ، فقد كان من النوع الروماني المثالي مما منحه نوعا من الوسامةالكلاسيكية.
سألت بقلق شديد: "و كيف ذلك؟"
"تسافرين معي إلى إيطاليا وتتظاهرين بأنك خطيبتي لمدة يومين فقط ، و بالمقابل تحصل صديقتك على الصور.
أعتقدأن والدتي سوف تفرح كثيرا إذا ما تأكدت أن "ليدي" إنكليزية سوف تصبح كنتها ، و بذلكأكون قد أرحت نفسي لبعض الوقت."


محبة البينك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-09, 08:07 PM   #6

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

ياااااااااااااااااااااااا اااااااحلوين انتظر ردودكم ولاتخيبوني


محبة البينك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-04-09, 08:15 PM   #7

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم اديكي يا قمر

رواية رااائعة و بداية قوية بانتظارك


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 04:35 PM   #8

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

لقد سبق لباريسا أن رأت كل ما حدث هذه الليلة ،فقد شاهدت إحدى المعجبات به و هي تتوسل إليه أن يصطحبها معه ، و شاهدته و هو يخذلهابرعونة. أما هي فأنها لم تعتد على استعمال لقبها "ليدي" على الدوام ، فقد كانتتستخدمه عندما تبغي لفت نظر الآخرين فقط.
إن السؤال المطروح هنا هو ، هل تستطيعباريسا أن تحتمل رفقة هذا الرجل لمدة يومين كاملين؟ و لكن في الوقت الحاضر ، و بماأنها رهينة بين يديه ، هل هناك خيار آخر؟
قالت محاولة المماطلة: "و ماذا يتوجبعلي أن أفعل بالضبط؟"
وضع لوك كأسه على طاولة قريبة ثم نهض و وقف قربها ، فرفعترأسها و قالت: "أاحضر حفلة واحدة فقط؟ هذا كل ما في الأمر؟" قالت ذلك بطريقة توحيبأنها تفكر جديا بعرضه.
"أجل ، و لكن حاولي أن تكوني لطيفة معي ، و تصرفي بطريقةتجعلها تعتقد و كأننا مخطوبان لبعضنا البعض."
و قبل أن ترد عليه ، جذبها و أمسكيديها ، و لكنها أبقت يديها مسمرتين إلى جسدها.
قالت باريسا التي كانت تنوي صفعهو لكنها لم تستطع لعجزها عن الحركة: "و لكني لست بارعة في التمثيل."
قال ساخرامستمتعا بالغضب الذي يظهرعلى وجهها: "سوف أعلمك."
قالت غاضبة: "ماذا؟ أيهاالقاسي المتعجرف." بعد ذلك لم تعد باريسا تشعر بأي شيء ، فحاولت أن تفلت من بينيديه ، و لكنها لم تفلح.
رفعت باريسا رأسها و حدقت به ، فوجدته يبتسم ابتسامةتهكمية باردة ، و كأن شيئا لم يحدث. لقد أحتقرته ، ثم عادت و أحتقرت نفسها لأنها لمتستطع التغلب عليه و تحرير يديها من بين يديه. عادت باريسا و فكرت في الموضوع ، فصممت على عدم مرافقته إلى إيطاليا. أما بالنسبةلمويا فعليها أن تحل مشاكلها بنفسها ، و هنا بدأت تركز تفكيرها على كيفية الخروج منهذه الشقة هربا من هذا الرجل.
"لا تنصدمي يا حلوتي إلى هذه الدرجة ، فلن تكونيمضطرة لتمثيل هذا الدور على الدوام."
قالت باريسا بهدوء: "حسنا ، لا بأس." كانتساقاها ترتجفان ، و كان عقلها يفكر بطريقة ما للهرب ، و يبدو أنها عرفت أخيرا هذهالطريقة.
"أعتقد أني سأشرب كأس العصير الذي عرضته علي منذ قليل، ثم نتابع مناقشةالتفاصيل ، و لكن قبل ذلك علي أن أذهب إلى الحمام."
"أحسنت التصرف ، لقد كنتمقتنعا بأنك سوف تقبلين ما عرضته عليك ، فالأمر ذو نفع متبادل." ثم ابتسم.
تصنعتباريسا ابتسامة ردت بها على ابتسامته ، ثم استدارت و كادت أن تخطئ

عندما حاولتالولوج مباشرة إلى الحمام ، إلا أنها استدركت الأمر و سألته ببراءة زائفة: "أينالحمام؟"
"مباشرة عبر البهو ، سوف أدلك." فوضع يده في جيبه و رافقها في إتجاهالبهو و أشار بيده الأخرى إلى الحمام.
"سوف أحضر نوعا آخر من الشراب احتفالابصفقتنا."
قال ذلك برفق و هو واثق من أن وجوده في البهو سيمنع باريسا من الوصولإلى الباب الخارجي.
خلال لحظات قليلة ، كانت باريسا قد دخلت الحمام و خرجت منالشباك و منه إلى درج الحرائق الخلفي. ثم تنفست الصعداء عندما رأت سيارة موياالفيات الزرقاء لا تزال متوقفة في مكانها . فركضت في إتجاه السيارة و فتحت بابها وصعدت إليها .
"هيا ، انطلقي بسرعة."
سألت مويا بقلق شديد: "هل حصلتعليها؟"
"هيا ، هيا يا مويا ، أسرعي." و انطلقت السيارة.
بعد نصف ساعة تقريباكانت باريسا جالسة على أريكة مريحة في شقة مويا في منطقة "كنسينغتون" و بيدها فنجانقهوة محاولة الاسترخاء.
"أرجوك يا باريسا لا تدعيني قلقة ، فأنا لا أحتمل ذلك. هل حصلت على الصور؟"
نظرت باريسا إلى صديقتها الجالسة أمامها . كانت مويا متوسطةالطول ، ذات شعر كستنائي طويل و عينين بنيتين واسعتين ، و شخصية قريبة من مارلينمونرو. كانت تجلس على طرف الكرسي و الحزن الشديد باد على وجهها الجميل و ظلال الأسىظاهرة في عينيها ، لقد بدت مهمومة جدا.
"أنا آسفة يا مويا ، لقد فشلتالمهمة."
"و لكن كيف ذلك ، فكل ما كان عليك أن تقومي به هو تسلق البناء و إحضارالصور ، إنك رياضية." ثم بدأت بالبكاء: "لقد كنت أملي الأخير."
"كنت قد حصلتعليها ، و لكن لسوء الحظ أن معلوماتك لم تكن صحيحة لأن المكان لم يكن خاليا . لقدكان صديقك الإيطالي موجودا في الشقة ، و بالمناسبة ، لو كنت مكانك لما سميت الرجل "بالصغير" ، لقد أوقعني أرضا من دون أي صعوبة."
"آه ، حقا!"
"هذا ما حصلبالضبط ، إن كل ما تبقى لك هو الرجاء يا صديقتي . لم يعد في إمكاني أن أفعل أي شيءبهذا الخصوص ، لقد كنت مجنونة عندما وافقت على خطتك منذ البداية . و كيف أخبرتني أناسم الرجل لويجي؟ إن اسمه لوكا دي ماغي ، و لو أني كنت أعرف ذلك لما كنت اقتربت منشقته أكثر من عشرة أميال."
أجابت مويا و نبرة الألم ظاهرة في صوتها: "لويجي ،لوكا ، ما الفرق في ذلك؟

حتى أنك لم تخبريني ما الذي حصل بالضبط ، لا بد و أنه قالشيئا ما."
ببضع جمل مختصرة ، وصفت باريسا لصديقتها أهم الأحداث التي صادفتهاأثناء مهمتها ، دون أن تتطرق إلى الجزء الذي يختص بالمرأة الأخرى.
"على كل حال ،لقد رماني على السجادة و تصورت لبرهة أنه سوف يقتلني ، و في هذه اللحظة دخلت تلكالمرأة . أتذكرين تينا برانكو؟"
"أهي تلك الفتاة الإيطالية التي كانت معنا فينفس المدرسة و كنا نعتقد أن عائلتها تنتمي إلى عصابات المافيا؟ و لكن ما الذي ذكركبها الآن ، ان مستقبلي في خطر و انت..."
فقاطعتها باريسا و قالت: "إنها ابنة عمه، لقد تعرفت علي و اعتقدت أننا أصدقاء . و يبدو أن والدته سوف تقيم حفلة في الأسبوعالمقبل ، و قد عرض علي أن أرافقه إلى إيطاليا و أتصرف على أني خطيبته فيعطيني الصورمقابل ذلك."
"حسنا ، رافقيه يا باريسا ، أرجوك ، إن مستقبلي كله على المحك ،وعليك مساعدتي ، فأنا لا أستطيع تحمل خسارة سيمون ، و أنا متأكدة من أني سأفقده إذاما تم نشر تلك الصور."
"كلا يا مويا ، أنا مستعدة لأن أفعل لك أي شيء ، و لكنيلست على استعداد للذهاب إلى أي مكان مع دي ماغي. صراحة ، أنا لا أفهم كيف تورطت معانسان مثله ، أن أفضل حل أمامك الآن هو أن تخبري سيمون بكل شيء ، أنه يحبك و سوفيسامحك على ما حصل في الماضي بينك و بين صديقك ، أنا متأكدة من ذلك."
قالت موياصارخة "صديقي؟! إنه ليس صديقي على الإطلاق . لقد التقيته مع مجموعة من الأصدقاء فيالنادي ، وخلال الصيف الماضي ذهبت في إجازة مع نفس المجموعة إلى "نيس" و صودف أنهكان موجودا هناك ، كنا جميعا موجودين على الشاطئ ، فالتقط تلك الصور. لقد خرجت معهمرة واحدة فقط عندما كنت عائدة من الإجازة و لم يحدث بينناأي شيء."
"آه ، حسنا ، لا يوجد هناك ما يقلق ، أخبري سيمون بكل ما أخبرتني بهالآن و انسي أمر ذلك المحتال."
"لا استطيع يا باريسا. إنه يحبني و أنا أحبه ، وإذا ما تم نشر هذه الصور في الصحيفة فإنها ستدمر كل شيء و عائلته سوف تحتقرني. أترين؟ عليك مساعدتي ، أرجوك." ثم انحنت على باريسا و أمسكت ذراعها. "في إمكانك أنتقومي بذلك يا باريسا ، فأنت في إجازة من المدرسة و كل ما عليك هو أن تتصلي بمدبرةمنزلك و تخبريها بأنك سوف تمددين إقامتك و تذهبين معي لشراء فستان يوم الأثنين ،أرجوك فليس لي أي شخص آخر ألجأ إليه."
كانت باريسا على وشك الاستسلام لتوسلاتصديقتها حتى عاودتها صورة الرجل، فنهضت عن أريكتها مقشعرة البدن على وقعالذكرى.


الثانــــــــــــــــــي


شعرت باريسا بتعب شديد و هي تدخلالحمام ، ثم فتحت الماء الساخن و وقفت تحت الدوش. يا لهذه الليلة المتعبة! ففي كلمرة تصغي للجانب المتهور من شخصيتها تنتهي بمأزق ، و مجرد التفكير بأن تصبح لصة لميكن بالأمر الصائب.
كانت باريسا تحب صديقتها ، و لكن كان على الأخيرة أن تكونأكثر حسا



بالمسؤلية. كانت باريسا قد تعرفت على مويا و هي في الرابعة عشرة من عمرهافي مدرسة "برنلودج" للأناث ، و كانت في مثل عمرها. كانت باريسا في تلك الفترة تعانيمن فقدها لوالديها ، اللذين قضيا أثناء محاولتهما عبور الأطلنطي بواسطة المنطاد. فينفس الفترة كانت أم مويا قد توفيت في حادث سيارة ، أما والدها فقد كان رجلا عصاميايقضي كل وقته في العمل دون أن يعير ابنته أي اهتمام. فما كان منه إلا أن أدخل ابنتهفي مدرسة داخلية. و هكذا اصبحت باريسا و مويا صديقتين حميمتين. فصارت مويا تقضيمعظم عطلها المدرسية في منزل باريسا الكائن في "هاردكورت" في الوقت الذي كان والدهايقطن في منطقة "نورفوك".
بعد أن دخلت باريسا الجامعة و تخرجت ، و عينت مدرسة فيإحدى المدارس الخاصة ، بقيت على اتصال دائم مع صديقتها. و صودف أن مويا كانت مدعوةمرة لقضاء سهرة في ضيافة باريسا ، فالتقت بسيمون و وقعت في حبه من النظرةالأولى.
تنهدت باريسا و شعرت بأنها مسؤولة لدرجة ما عن صديقتها ، و لكنها لم تكنتدري كيف تستطيع مساعدتها.
أقفلت باريسا حنفية الماء و خرجت من الحمام بعدماجففت نفسها. أن كل ما تستطيع أن تفعله الآن هو الجدال مع لوك دي ماغي ، و لكنهاعادت و استبعدت الفكرة ، كانت متعبة جدا و تعاني من صداع عنيف ، فكل ما تريده فيهذا الوقت هو النوم. مشت في إتجاه غرفة النوم و رمت المنشفة على الأرض ثم اعتلتالسرير ، إلا أن النعاس فارق جفنيها فكلما كانت تغمض عينيها محاولة النوم ، كانتتظهر لها صورة لوك دي ماغي. كان قد غاب عن تفكيرها منذ سنوات ، و لكن الليلة بعد أنرأته هو و تينا ، عادت كل الذكريات.
لم تتغير باريسا كثيرا منذ سن الرابعة عشرةحتى الآن من ناحية الشكل. يقارب طولها 170 سنتيمترا ، ذات شعر ذهبي و جسم ممتلئ. كانت تحب مدرستها و كانت متفوقة في الرياضة بشكل خاص ، و ربما أختارتها تينا لهذهالأسباب جميعا لتنفذ الخدعة.
كانت تينا في الثامنة عشرة من العمر و في الصفالنهائي ، و في صباح أحد أيام السبت ، طلبت أن تتحدث مع باريسا على انفراد سائلةإياها إذا ما كانت تستطيع أن تؤدي لها خدمة. يبدو أن صديقها كان قادما لقضاء بعضالوقت معها في ذلك اليوم ، إلا أن ابن عمها كان قادما معه ايضا ليلعب دور المراقبللقائهما ، فقامت بتخطيط حيلة لالهاء ابن عمها و ابعاده عنها.
و لسذاجة باريسا ،وافقت على مخطط تينا ، فسمحت لها بوداعة أن تلبسها إحدى تنانيرها مع بلوزة تليق بها، و بإضافة بعض المكياج على وجهها بدت باريسا و كأن عمرها ثمانية عشر عاما. قامت تينا بتدريب باريسا بتلقينها بعض الكلمات ثم قالت: "تذكري ، أنت في الثامنةعشرة من عمرك ، في صفي و من أعز صديقاتي ، فلا تنسي ذلك إذا ما سألك لوك ، اذبلي لهعينيك و تحدثي معه بنفس طريقة الكبار ، فيصبح رهن إشارتك، إنه مولع بالشقراوات وهذا يسهل عليك مهمتك. و


محبة البينك غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 04:39 PM   #9

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

بما أنك رئيسة فريق التجديف ، هل تحملين مفتاح مرآبالقوارب؟"
ردت باريسا بسرعة بالإيجاب ، فقالت تينا: "حسنا ، أريدك أن ترافقي لوكلمشاهدة القوارب ، و بعد أن يدخل المرآب ، أقفلي عليه لبعض الوقت."
إلا أنالأمور لم تجر كما خططت لها تينا. نظرت باريسا إلى ذلك الشاب الطويل ، فعرفت رغمسنها اليافع أنه ليس من النوع الذي يتقبل الألاعيب. في البدء سار كل شيء على مايرام ، فمشت برفقته عبر ضفة النهر ، و لم يجد أية صعوبة في اختيار حديثهما. أخبرهاأنه في السادسة و العشرين من عمره عازب و يبحث عمن يتزوجها ، فردت عليه بأنها فيالثامنة عشرة من عمرها ، و تبحث عمن يتزوجها.
لقد كان حديثه مرحا جدا ، الأمرالذي جعلها لا تتصنع الإعجاب به ، لأنها أعجبت به فعلا. كان لوك جذابا و غامضا فينفس الوقت ، بعد أن سألته عن عمله فأجاب بأنه يعمل في مختلف المجالات.
بعدوصولهما إلى مرآب القوارب ، اقتربت تينا من باريسا و ربتت على ظهرها لتذكيرهابالمخطط. نظرت باريسا إلى لوك مبتسمة ثم أذبلت له عينيها و سألته إذا ما كان يرغبفي رؤية القارب الذي تقوده برفقة أربع طالبات أخريات.
فرد عليها مداعبا: "سوفأكون سعيدا برؤية اهتماماتك."
استدارت باريسا و فتحت الباب ، كانت تنوي أن تتنحىجانبا لتسمح له بالدخول أولا ، و لكنه أغدق عليها بأدبه ، فأمسك يدها و رافقها إلىالداخل.
في هذه الأثناء حضرت تينا و أقفلت القفل فحبستهما معا في الداخل. كانالضوء خافتا في داخل المرآب ، فأخذ لوك ينظر إلى القوارب متفحصا. و لدهشتها الكبيرة، حول نظره باتجاهها و بدأ يتأملها بهدوء.
تململت باريسا في سريرها ، فبعد عشرسنوات استطاعت أن تتذكر كل نظرة و كل كلمة قالها لها.
قال لوك مغازلا: "كم أنتجميلة. لما كنت استطعت الحصول على مكان أفضل للقائنا ، لو كنت خططت لذلكبنفسي."
ما زالت باريسا تشعر بالخوف و الإهانة كلما استذكرت تلك اللحظات. كانتتعتقد أنها نسيت كل ما حصل في الماضي ، و لكن عادت إليها كل تلك الذكريات بعد أنشاهدته هذه الليلة.
صرخت باريسا: "كلا..." و حاولت أن تبعده عنها إلا أنه أمسكهابإحكام و بغضب.
"كلا! كيف تجرؤين على رفضي ، لقد كنت طوال فترة الظهيرة تحاوليناستدراجي لهذا الأمر."
ذعرت باريسا و تمكنت من الإفلات من بين براثنه ثم أجهشتبالبكاء لشعورها بالمذلة.
في تلك اللحظة ، فتح باب المرآب و شعرت باريسا بحالةمن الرعب تعتريها عندما شاهدت استاذة الرياضة تدخل إلى المكان. نظرت الآنسة شبلايإليهما و طلبت


شرح ما يجري.
أخبرها لوك دي ماغي ، الذي كان يتحكم بأعصابه بشكلكبير بأنه ابن عم تينا ، و قد أتى لزيارتها هذا اليوم ، فعرضت عليه باريسا مرافقتهلرؤية القوارب و فجأة أقفل الباب خلفهما ، أما سبب بكاء باريسا فهو خوفها منالظلام.
وجهت الآنسة شبلاي كلامها إلى باريسا قائلة: "هل صحيح ما قاله يا فتاة؟" فردت عليها بالإيجاب.
"حسنا ، اعتقدأنه لا يوجد أي مانع لذلك." ثم أضافت: "و لكن بما أنك رجل ناضج ما كان يجدر بكاختيار طفلة عمرها أربعة عشر عاما لمرافقتك. بل كان عليك مرافقة ابنة عمك تينافتتجول معك بدل إزعاج الليدي باريسا هاردكورت بلمونت". كانت نبرة الإزدراء في صوتالآنسة شبلاي واضحة و قاسية.
رد لوك دي ماغي متعجبا: "أربعة عشر عاما؟!"
سحبوجهه الوسيم و ركز بصره المرتاب على طول و جسد باريسا الممتلئ.
تقلبت باريسا فيسريرها ، فحتى الآن لا تعرف سبب تجاهل الآنسة شبلاي لما رأت ، و حسب ظن باريسا هناكاحتمالان: الأحتمال الأول هو أنها حاولت تفادي إحراج الفتاة اليافعة ، و الأحتمالالثاني ، و هو أنه المرجح ، هو أنه كان سيجري في اليوم التالي سباق بطولة المدارسفي التجديف ، و بما أن باريسا كانت نجمة في هذا النوع من الرياضة ، تجاهلت الآنسةشبلاي الأمر و لم تعاقبها.
تثاءبت باريسا في سريرها ، فرفعت الملاءة و قربتها منذقنها. لقد مضت تلك الذكريات و لم تعد لها أية قيمة، و نظرا لما حدث في الماضي ، لمتستغرب أن يصبح لوك نصابا.إن صورته محفورة في ذاكرتها على أنه إنسان عديمالرحمة.
في تلك اللحظة ، سمعت باريسا نحيب مويا في الغرفة المجاورة ، فأصغت لذلكالصوت الحزين ، و أدركت أنه لا يوجد أمامها أي خيار آخر سوى الموافقة على مرافقةلوك دي ماغي إلى إيطاليا. ما كانت باريسا لتقبل بأن تكون سببا في تدمير سعادةصديقتها خاصة و أن بيدها مفتاح الحل.
أيمكن أن يكون الأمر رهيبا إلى هذه الدرجة؟و ما المشكلةفي قضاء يومين في إيطاليا مع عائلة لوك دي ماغي؟ قالت متسائلة، فهي لمتعد الآن فتاة يافعة بل إمرأة ناضجة عمرها أربعة و عشرون عاما و ذات مركز اجتماعيمهم. أما بالنسبةإلى لوك دي ماغي ، فلن يكون سمجا في منزل والدته. و لم يفعل ذلك؟فصديقته الجميلة مارغوت ماي تكفيه.
في صبيحة اليوم التالي ، و بينما كانت باريساجالسة في المطبخ لاحتساء فنجان من القهوة ، أخذت تتفحص وجه مويا الحزين و عينيهاالشاحبتين ، ثم قالت: "حسنا مويا ، سوف أقوم بذلك ، اعطني رقم هاتف الرجل وسوف اتصلبه." تفوهت باريسا بهذه الكلمات بصوت مخنوق و متعلثم.
قالت مويا بسعادة: "أحسنتيا حبيبتي ، لقد كنت واثقة من أنني يمكنني الاعتماد
عليك." و الابتسامة تظهر علىوجهها الشاحب.
بعد أن خلصت نفسها من بين ذراعي مويا ، عادت باريسا و كررت: "أعطني الرقم."
"إني لا أعرف الرقم ، لا يهم ،فسيمون سوف يصل بعد قليل." ثمتابعت كلامها بنبرة حب: "نحن ذاهبان لشراء خاتمي الخطبة ، تعالي معنا لنوصلك إلىمنطقة ماي فير ، أما سيمون فنخبره بأنك ذاهبة لزيارة صديقة ، و هكذا تتحدثين معالرجل شخصيا." و بنبرة شاكرة اضافت: "أشكرك يا باريسا ، لقد أنقذت حياتي لأني ماكنت لأحتمل خسارة سيمون ، فأنا أحبه جدا."
كم كرهت باريسا فكرة الصفقة و لكنهالم تعد تستطيع أن تبدل رأيها بعد رؤية الارتياح الذي بدا على وجه صديقتها.
وهكذا ، في تمام الساعة التاسعة و النصف صباحا ، كانت تقف على مدخل بناء سبق لها أنزارته من قبل. و بطريقة مترددة ضغطت على جرس شقة الطابق الثالث متمنية لو أنها كانتموجودة في أي مكان آخر في العالم غير هذا المكان.
قال بصوت مزمجر عبر جهازالهاتف الداخلي: "نعم ، من هناك؟"
أجابت بصوت أجش: "باريسا."
"لا تتحركي... اصعدي مباشرة."
دفعت باريسا البوابة و دخلت المدخل الرئيسي و بدأت بصعود الدرج ،و ما أن وصلت إلى الطبقة الأولى من البناء حتى ظهر لها لوك دي ماغي ، فتوقفت خائفةمن وقع الصدمة.
بدا و كأنه استيقظ لتوه من النوم ، كان يرتدي قميصا قطنيا وبنطلون جينز. أبتلعت باريسا ريقها بصعوبة ، و قبل أن تتفوه بأية كلمة اقترب منها وأمسك ذراعها بقبضته الفولاذية.
"ما الذي فعلتيه يا باريسا؟ لا بد أنك مجنونة ،فخروجك من الشباكو نزولك عبر درج الحرائق الخلفي هو عمل طائش ، كان يمكن أن تقعي و تكسري رقبتكالجميلة ، يا غبية."
كان لوك غاضبا جدا ، فسلط عينيه السوداوين على عينيهاالزرقاوين بطريقة جعلتها ترتعش من الخوف ، فكانت نظرته توحي بأنه يبغيمعاقبتها.
قالت باريسا مستهزئة: "أنا في أحسن حال ، ما القصة يا لوك ، أكنتخائفا أن يتم القبض عليك بسبب القتل بدل الابتزاز؟" محاولة أن تشعره باحتقارهاله.
شد لوك يده قليلا على ذراع باريسا ثم عاد و اعتقها في الوقت الذي كان يركزبصره على وجهها الجميل.
"كلا يا باريسا، لست خائفا من أي شيء و لا من أي أحد ، ومن الأفضل لك أن تكوني أكثر حكمة خلال مخاطبتك لي ، فهناك أشياء كثيرة سوف أستفيدمنها بواسطتك يا سيدتي الصغيرة. ففي الأمس و في خلال عشر دقائق اعدت إلي


ذكريات عشرسنين خلت."
اتسعت عينا باريسا الزرقاوان من الدهشة ، و شعرت لبرهة باهتمامهالزائد بها و ذلك قبل أن يغمض عينيه في محاولة منه لإخفاء تعبيرهما.
"إذا ، كنتتنوين مساعدة صديقتك ، و هذا ما اعتقد أنك أتيت من أجله ، اتبعيني..." قال ذلكبلهجة آمرة.
تبعته على مضض صاعدة الدرج، و هي تتمنى لو أنها تحمل سكينا لتغرزهبين كتفيه ، و لكنها على الرغم من هذا الشعور لم تستطع إلا أن تعجب بوسامته و مشيتهالمميزة.
ما الذي يجري لها؟ فهي لم يسبق لها أن اهتمت بمظاهر الرجال الخارجية منقبل. لقد كانت تائهة في تفكيرها لدرجة أنها تقدمت و دفعت لوك من ظهره و ادخلته إلىشقته.
"يا لهذه العجلة ، لقد غمرتني بلطفك." ثم استدار و أمسك بذراعها جاذباإياها إلى داخل الشقة و مضيفا: "أم انك فعلت ذلك خوفا من أن يراك أحد معي ، أناالنذل السيء السمعة؟"
بعد أن وطات قدما باريسا أرض تلك الشقة للمرة الثانية ،نظرت إليه بإشمئزاز ، فهي لم تعتد أن تجب من قبل أي رجل بهذه الطريقة و شعرت بأنهيهزأ منها. و بعد أن استعادت باريسا سيطرتها على نفسها ، اجابته في محاولة منها لردالإهانة: "إن الخطبة بيننا لمجرد يومين ، شيء لا يشرف أي إمرأة ، لأنه يسيء إلىسمعتها."
قال ساخرا: "آه ، الآن عرفت سبب زيارتك غير المتوقعة يبدو أنك ندمت علىمغادرتك المتسرعة الليلة الماضية ، و قررت قبول العرض ، أليس كذلك؟"
أجابتمتمتمة و كارهة الأعتراف بالهزيمة: "تقريبا."
"حسنا ، فلنناقش الموضوع و نحننحتسي فنجانا من القهوة." ثم أضاف آمرا: "أتبعيني."
إذا ما عاد الحقير و أمرهابأن تتبعه فإنها سوف تقتله، قالت باريسا بينها و بين نفسها ، و لكنها عادت و تبعتهإلى المطبخ.
"إجلسي يا باريسا ، بينما أصنع القهوة."
"أليس من الأفضل أن تنهيارتداء ثيابك أولا."
قال مازحا: "تقبلي إعتذاري. و لكنني لم أنم إلا عند الفجر ،و لعل سبب ذلك هو أني قضيت معظم الليل و أنا قلق على الليدي باريسا."
يا له منكاذب ، فطبيعة عمله تفرض عليه أن يقضي الليل ساهرا حتى الصباح. اشاحت باريسا برأسهاو قررت عدم الرد على سخريته حتى و لو أدى ذلك إلى اختناقها من الكلمات التي لم تكنتستطيع كبتها. ثم كزت على أسنانها و قالت بحنق: "و لكن باريساعلى أحسن ما يرام." عادت باريسا و تذكرت صديقتها مويا و حفلة الزفاف ، و قررت أنتتصرف بطريقة لبقة مع الرجل ، كما حاولت اقناع نفسها


بأن الوقت الذي ستقضيه معه هويومان فقط و ليس العمر كله ، كما أن رحلة مجانية إلى إيطاليا ليست بالأمر السيئ ، وهي لا تستطيع تحمل نفقات رحلة إلى خارج بريطانيا من جيبها الخاص ، أما بالنسبةلصديقها ديفيد ، الذي كان يعمل مدرسا معها في نفس المدرسة ، فإن فكرته المفضلةلقضاء عطلة كانت التخييم مع الكشافة. عبست باريسا قليلا ثم عادت و تناست أمرديفيد.
انتفضت باريسا على كرسيها عندما رأت يدا ضخمة تضع فنجانا من القهوةامامها على الطاولة ، فرفعت رأسها لتجد لوك جالسا في مواجهتها على نفس الطاولةحاملا في اليد الأولى فنجانا من القهوة و ممسكا باليد الثانية ذقنه.
بعد أنتناول رشفة من قهوته الساخنة وجه كلامه إلى باريسا في محاولة منه لبدء حديثمعها.
"إن باريسا اسم غريب ، فكيف سميت بهذا الأسم؟"
ركزت باريسا بصرها علىحنجرة لوك و راقبت حلقه و هو يتحرك خلال ابتلاع القهوة ، ثم أخذت رشفة من فنجانها واجابت:
"لقد سافر والداي مرة في رحلة تنقيب عن الآثار إلى الشرق ، و هناك سمعابهذا الأسم و أعجبا به ، يظهر أنه اسم شرقي و يعني ، ذات الشكل الجميل."
"أنهيناسبك تماما ، أنك إمرأة رائعة الجمال ، تماما كما كنت طفلة رائعةالجمال."
شعرت باريسا بالارتباك عندما سمعت اطراءه المفرط ، فأدارت رأسها وتفادت النظر إلى وجهه.
"أخجلت؟ إنك تدهشينني يا باريسا." ثم مد يده و مرر اصبعهعلى خدها و اضاف برقة بالغة: "أني اتذكرك عندما كنت في الثامنة عشرة ، لا بل فيالرابعة عشرة من عمرك ، أليس كذلك؟"
أحست باريسا بحرارة اصبعه ، فأجفلت و تراجعت، ثم عادت و حدقت بوجهه الوسيم البسام ، كانت نظرة لوك المتفحصة ذات تأثير عليهامما أدى إلى شعورها بالخجل.
قالت هامسة: "حسنا، ألام ترمي؟"
"ربما كنت تكذبينعلي في ذلك الوقت و لكنك كنت عاطفية جدا ، فبعض الأمور لا يمكن تصنعهاأبدا."
قالت بغضب شديد: "إن كلامك غير صحيح على الإطلاق ، لقد كانت ابنة عمك هيسبب إقحامي في تلك الخدعة." فهي ما كانت لتقبل بأن تنعت "بالكاذبة" خصوصا من قبلمحتال مثله ، أما بالنسبة لطبيعتها العاطفية ، فهي لم تكن تملك هذه الصفة.
"ربما، و لكن لم تكن تينا هي من ينظر إلي بشغف ، و لم تكن تينا برفقتي ، بل أنت ياباريسا ، و هذا ما جعلني ادهش عندما رأيتك تخجلين الآن ، لا بد تعرفت على الكثير منالرجال منذ ذلك الوقت و تعاملت معهم بنفس الطريقة التي عاملتني بهاحينذاك."


قالت فاقدة اعصابها: "ماذا؟! إنك تهينني بـ..."
فقاطعها لوك محاولااسترضاءها: "ما بك يا باريسا ، إنني امازحك لا أكثر ، إنك تقعين بسرعة فيالفخ."
"حسنا، فلنتوقف عن الحديث حول الماضي." قالت باريسا هذا الكلام في محاولةمنها لإعادة مسار الحديث إلى موضوع مويا.
"إنني أهوى التحدث عن الأيام الغابرة. خاصة و أنها ذات معان فريدة من نوعها. تصوري أن يضبط شاب في السادسة و العشرين منعمره و هو يجلس مع طالبة يافعة! لقد كانت من أحرج اللحظات التي مرت في حياتي لطالماكنت متشوقا لمعرفة ما حدث لك بعد ذلك ، لا بد و أن المعلمة قد عاقبتك."
"لا ،لا. لم تفعل." ثم أخذت باريسا رشفة من فنجانها بعد أن شعرت بأن الحديث عن الماضيليس بالأمر المؤلم، ثم ابتسمت ، أنها ذكريات مضحكة حقا.
"لم تفعل لك أي شيء بعدكل ما رأته! لا بد و أنها قالت لك شيئا ما. لقد تضايقت في بادئ الأمر لأني شعرتبإني خدعت من قبل طفلة، و لكني عدت و شعرت بالذنب عندما تخيلتك و أنت تبعدين عنالدراسة لبقية الفصل و تحرمين من كل الأمتيازات التي كنت حاصلة عليها."
أجابتباريسا: "لقد حدث العكس تماما." إن شعور الألم الذي أحس به أعطى باريسا بعضالطمئنينة ، فلم تناقشه في هذا الأمر. و تابعت:
"لقد كنت نجمة بالنسبة للآنسةشبلاي في فريق التجذيف ، وكانت بطولة المدارس في التجديف على وشك الأفتتاح ، فلمتبلغ مدير المدرسة بما حدث ، لأنها لو فعلت ذلك تكون قد خسرت أفضل مجذفة فيالفريق."
"لم أكن أعرف أنك حقا تجيدين التجذيف. لقد كنت أعتقد إن كلامك هو مجردتباه."
"ماذا تقول؟ لقد كنت أنا من ألف الفريق الأولمبي و ذلك خلال دراستي فيالجامعة." قالت بفخر شديد متناسية إلى من توجه كلامها: "كما أنني كنت بطلة البلادفي التجذيف الانفرادي عندما كنت في التاسعة عشرة من عمري."
"و هل ربحت أيميدالية في الأولمبياد؟"
قالت متنهدة: "كلا." فهذا الأمر أكثر ما ندمت عليه فيحياتها: "لأنني لم أشترك في التجذيف." ثم سيطرت مسحة من الألم على عينيهاالجميلتين.
"دعيني أحزر سبب ذلك.لا بد و أنك تسللت من القرية الأولمبية في وقتكان يمنع فيه التجول ، و هكذا منعت من الأشتراك."
ابتسم لوك محاولا تشجيعها علىالابتسام ، و دون أن تشعر ، وجدت نفسهاتخبره حقيقة ما حصل.
"ليس بالضبط، لقد كنت في ذلك الوقت قد تعرفت إلى شابهولندي يدعى جان ، و كان يهوى اللعب على الرفاس النطاط ، و هي لعبة لطالما أحببتممارستها ، و




كان من سوء حظي إني وقعت و كسرت ساقي."
و لدهشة باريسا، أحنى لوكرأسه إلى الخلف و شرع بالضحك ، و لكن ما المضحك في الأمر؟ قالت بينها و بين نفسهابغضب.
لقد تلاشى الجو الهادئ الذي كان سائدا بينهما منذ دقائق و حل محله الغضب والحنق.
"إن الأمر ليس بالمضحك ، لقد كنت منهارة تماما."
"صحيح ، صحيح ،بالطبع." قال لوك محاولا وقف ضحكه و تابع: "ماذا حدث لصديقك؟ هل ربح أيميدالية؟"
"لا ، لأنني كنت قد حطمت رفاسه المفضل."
قررت باريسا في هذه اللحظةأن تصب القهوة على وجهه إذا ما عاد و ضحك ثانية. كان عليها أن تعرف كيف يمكن أنتكون ردة فعل رجل مثله على مثل هذه الأحداث. فكيف لنذل مثل لوك دي ماغي أن يقدرالتعب و الجهد الذي بذلته للوصول إلى الألعاب الأولمبية؟ فمحتال مثله يستطيع أنيحصل على كل ما يريد بالطرق الملتوية.ط
"إن هذا الأمر لم يحدث إلا لك ياباريسا." ثم هز رأسه و تابع كلامه ضاحكا: "لقد حطمت الرفاس... ها... ها."
وقفلوك منتصبا ثم فرك ذقنه و قال يجب أن أحلق ذقني." و خرج من المطبخ.
لا بد و أنهذا الرجل غير طبيعي ، قالت باريسا في نفسها بعد أن سمعت قهقهته المنبعثة منالحمام. بعد ذلك شعرت بدافع يحثها على النهوض و الخروج من ذلك المكان.
فنهضت ، ولكن ليس إلى الخارج ، بل إلى البهو ، لقد كانت وشك الخروج ، و لم يمنعها من ذلك سوىصدى نحيب مويا الذي لا يزال يرن في أذنيها ، لقد وعدتها بأن تقبل العرض و تصمد حتىالنهاية ، و لكن كيف السبيل إلى ذلك؟ نظرت باريسا إلى باب غرفة الجلوس ، فكانمفتوحا على مصراعيه ، ثم أصغت فسمعت صوت الماء الجاري في الحمام ، فأيقنت أن لوك لايزال مشغولا.
و بهدوء شديد دخلت الغرفة و توجهت نحو الطاولة و فتحت الدرج بحذر ،لمعت عينا باريسا بعلامة النصر بعد أن رأت مظروف الصور و بحذر شديد ، ألتقطتالمظروف و مشت على رؤوس اصابعها في إتجاه الرواق ، ومنه إلى الباب الخارجي وابتسامة الرضى ترتسم على ثغرها. لقد كان الأمر سهلا جدا.
أدارات باريسا مسكةالباب النحاسية و هي غير مصدقة حظها الرائع.
يا لحظي السيء! قالت و هي تلتقطأنفاسها ، ثم أدارات المسكة في الإتجاه المعاكس.
"أعتقد أنك سوف تحتاجين إلىهذا..."
أستدارت باريسا بهدوء ، فرأت لوك واقفا مستندا إلى الحائط و مادا ذراعهو

المفتاح يتدلى من بين اصابعه الطويلة.
نظرت إليه و شعرت بأن كل المعنوياتالمرتفعة التي كانت تشعر بها منذ لحظات قد تلاشت ، و أحست بقشعريرة تعتري جسدها. تذكرت باريسا أن هذا الرجل ليس سوى مجرم قد لا يتوانى عن قتلها ليحصل على مايريد.
لقد جردها من كل أسرارها بحديثه الودود خلال احتسائهما القهوة ، و قد كانفي كل تحركاته يسبقها في التنقل في أرجاء المنزل ، لا بد و أنه أغلق الباب و سحبمنه المفتاح بعد وصولهما مباشرة ، لقد بدا الآن كحيوان هائج مستعد للانقضاض في أيةلحظة.
نظر لوك بغضب إلى باريسا التي كانت ترتعش من الخوف ، ثم اقترب منها و هويحدق بالمظروف الذي كانت تحمله.
"إذن ، ما زلت تحاولين السرقة." قال ذلك فيالوقت الذي كان يضع المفتاح في جيبه: "و كما أفترض ، فإن تلك السيارة في انتظاركثانية في الشارع الخلفي."
"إن افتراضك غير صحيح." أجابت باريسا مرتعشة الصوت. فالتقط بيده الأولى رسغها و سحب بالثانية مظروف الصور من بين اصابعهاالمرتجفة.
"إنها ملكي على ما أعتقد." و حرك فمه باستهزاء بينما كان يرمي بالصوربرعونة على الطاولة و أضاف: "إلا إذا كنت تشعرين بأنها أصبحت ملكك يا باريسا." ثمأمسك بذقنها و أدار رأسها مجبرا إياها على النظر إلى وجهه.
كانت باريسا مرتعبة وغاضبة في نفس الوقت ، و لكنها كانت تكافح من أجل عدم إظهار ذلك ، لقد كانت على وشكأن تنجح في تمالكها لنفسها ، و لكنها فشلت في ذلك بعد أن اقترب بجسده الضخم منهافشمت شذا عطره. حاولت الابتعاد ، فما كان منه إلا ان ضغط باصابعه علىذقنها.
"إنك تقرفني، لقد أخبرتني مويا عن مطالبك ، إما المال و إما... و لكنك لاتخيفيني ، يا لك من حقير." قالت ذلك بغضب بعد أن ازداد خوفها.
نظر إليها بصمت ثمترك رسغها دون أن يترك ذقنها.
"نعم ، أن الأمر يستحق هذا العناء ، على الرغم منأن معظم النساء يتمنين أن أطلب منهن ذلك."
قالت باريسا بحنق: "يا لك منمغرور."
"هذا يكفي يا باريسا ، فأنا لم أعد احتمل المزيد من إهاناتك. إما أنترافقيني إلى إيطاليا يوم الأثنين أو أبعث بالصور إلى الصحف. إن القرار عائد لك. وأؤكد لك أني لن أحاول التحرش بك ، أو مضايقتك." ثم أرخى يده من على ذقنها و تراجعإلى الوراء خالي الوجه من أي تعبير.




"إني جائع ، في إمكانك إخباري قرارك النهائي و نحن نتناول طعام الفطور ، خذي وقتك." ثم أدار إليها ظهره و ألتقط الصور متوجها إلى غرفته.
راقبته باريسا و هو يغادرهابعبسة غضب. فهي لم تعرف ما إذا كان عليها أن تفرح أو أن تشعر بالإهانة لعدم إهتمامهبها.
قال بغير إهتمام: "هل أنت جاهزة للذهاب؟"
لاحظت باريسا مدى غضب لوك منخلال مراقبتها له و هو يرتدي معطفه فلم تستطع منع نفسها من الكلام.
"كنت أحسبأنك تريد تناول طعام الفطور."
"صحيح ، و لهذا نحن ذاهبان."
"ألا تستطيع أنتحضر طعامك في المنزل؟"
"إذا كنت تنوين فعل ذلك أكون لك من الشاكرين." ثم ابتسم، فقفز قلب باريسا من مكانه من الفرح بعد أن رأت الأبتسامة تعود إلى وجهه الوسيم. لقد تذكرت باريسا المرة الأولى التي رأته فيها مبتسما في تلك الأيامالخوالي.
قال متأسفا: "و لكن لا يوجد طعام في الشقة."
بعد نصف ساعة تقريبا ،كان الأثنان جالسين إلى مائدة أنيقة في أحد أفخم مطاعم لندن ، نظرت باريسا إلى لوكمندهشة في الوقت الذي كان يطلب فيه فطورا إنكليزيا كاملا مؤلفا من اللحم ، البيض ،النقانق ، الفطر ، الطماطم ، والخبز المحمص. رشفت باريسا رشفة من فنجان قهوتهاالخامس في ذلك الصباح و عادت للتفكير بابتسامته الدافئة. إنه غريب الأطوار ، ففيلحظة واحدة يمكن أن يتحول من الشراسة إلى الأبتسام مما يشعرها بأنه صديقوفي.
"هل قررت؟"
غصت باريسا بقهوتها ، ونظرت إليه.
"كيف يمكنك أن تأكل كلهذا الطعام في الصباح؟" قالت ذلك مستفسرة في محاولة منها لتغيير الحديث.
"هذاسهل جدا ، فكما تلاحظين ، أنا رجل ضخم و لدي شهية جيدة..." ثم ابتسم ابتسامةسطحية.
"الآن أجيبي عن سؤالي." قال ذلك آمرا و عيناه تحدقان بوجهها. أن عليهامرافقته إلى إيطاليا ، تماما كما سبق لها و وعدت مويا ، و لكن بما أنها جالسةبرفقته في أحد المطاعم الفخمة ، سوف تحاول و لو لمرة واحدة أن تتقرب من الجانبالطيب في شخصية لوك الجذاب ، المسترخي.
"لوك ، أني لا أصدق أنك في حاجة إلىالمال لدرجة أن تفسخ خطوبة مويا و تدمر حياتها من أجل هذا الشيء البغيض. إنها مغرمةجدا بسيمون ، لقد أوصلاني غلى منزلك هذا الصباح ثم تابعا طريقهما لشراء خاتميالزواج ، ثم لم لا تعطيني




الصور و تنسى الموضوع؟ و لو لهذه المرة فقط."
راقبتباريسا وجهه الوسيم آملة أن يتقبل الفكرة ، و لكن بد ذلك عبس وجهه و قطبحاجبيه.
قال ساخرا: "و لو لهذه المرة فقط! و هل يجب عليك أن تمدحيني و تستغليشكلك الجذاب بالنسبة لي لكي اعطيك الصور؟ و ماذا أفعل بالنسبة لضحاياي الآخرين؟ ألايستحقون بعض هذه الشفقة؟"
"أنا لا يهمني الأخرون يا لوك ، فإذا نسيت موضوع مويا، أعدك بأن لا أخبر أحدا عن عملك."
قال متهكما: "لقد أرحتني قليلا ، و لكني غيرموافق ، إن كل ما أريد أن أعرفه الآن هو نعم أم لا."
نظرت باريسا إليه نظرةثاقبة و فتحت عينيها الزرقاوين محدقة
بعينيه و قالت: "نعم ، تبا لك! سوف أذهب معك إلى إيطاليا و لمدة يومين فقط و سوفأدعي بأني خطيبتك ، أما يوم الأربعاء فعليك أن تسلمني الصور.ط
نهضت باريسا شاعرةبأنها أخطأت عندما حاولت التقرب من الجانب الطيب لشخصية لوك ، لأن هذا الجانب غيرموجود.
"أحسنت. في هذه الحال يجب أن نحذو حذو صديقتك و نذهب لشراءالخاتم."
أمسك بيدها و قادها إلى خارج المطعم. دهشت باريسا عندما رأت سيارةليموزين سوداء ضخمة مع سائقها الخاص متوقفة في انتظارهما على مدخل المطعم.
"صباحالخير سيد دي ماغي ، لقد سررت لرؤيتك ثانية."
هذا ما قاله السائق الذي يرتدي زيهالخاص مرحبا ، ثم فتح لهما الباب الخلفي.
"صباح الخير يا جونسون."
و قفت باريسا فاغرة فاها لدهشتها ، فدعاها لوك إلى دخول السيارة ، لم تستطع أن تفهمما يجري حولها ، فلقد كانا استقلا سيارة أجرة لكي يذهبا إلى المطعم.
"من فضلك ياجونسون ، خذنا إلى سوق الصاغة." قال لوك آمرا و مغلقا الزجاج الذي يفصل بين السائقو المقعد الخلفي ثم استقر في جلسته على المقعد الجلدي.
"من الذي قال أن العملالأجرامي لا يطعم خبزا؟" قالت باريسا ذلك مذهولة و فاتحة عينيها من الدهشة.
نظرإليها لوك نظرة جانبية و قال: "أستأجر سيارة ليموزين دائما عندما أكون في لندن. فمنالصعب أن يحصل الانسان على موقف ليركن سيارته الخاصة. و لكن قبل أن نصل إلى أي مكانأريدك أن تتوقفي عن مناداتي بالمجرم في الأيام القليلة القادمة ، فبالنسبة لعائلتيو أصدقائي أنا رجل أعمال."
يا له من عمل! قالت في نفسها ، ثم نظرت إلى وجهه وقررت الاحتفاظ برأيها


محبة البينك غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 25-04-09, 04:42 PM   #10

محبة البينك
 
الصورة الرمزية محبة البينك

? العضوٌ??? » 88242
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » محبة البينك is on a distinguished road
افتراضي

لنفسها.
"و هل من الضروري أن نشتري خاتما؟ فأنا لا أملكمتسعا من الوقت لأقوم بذلك و علي أن أعود إلى بيتي و أخبر..." لقد كانت على وشك أنتقول مدبرة منزلي.
و لكنها استدركت الأمر في الوقت المناسب: "علي أن أوضبحقيبتي..." محاولة تصحيح الخطأ الذي كادت تقع فيه. ثم نظرت من الشباك فلاحظت أنالسيارة توقفت جانبا.
"نعم ، إن الخاتم ضروري ، و لا تقلقي ، فسوف أوصلك إلىالمنزل بعد أن ننتهي ، ثم تخبريني من أين أقلك صباح يوم الأثنين. من سوء الحظ أنلدي عملا هذه الليلة و يوم غد و علي أن ألتزم به ، لو لم يكن الأمر كذلك لكناأمضينا بعض الوقت معا نتمرن على تمثيل دورنا." ثم لمعت عيناه مرسلة رسالة إلىباريسا التي تجاهلت الأمر. لقد تذكرت صورة لوك و مارغوت ماي و هما يتجادلان فيالمنزل ، فحركت شفتيها بابتسامة ساخرة ، فقد عرفت تماما ما هو العمل الذي يجب عليهالألتزام به.
دخلت باريسا إلى محل الصائغ ، فما كان منه إلا أن حيا لوك بابتسامةعريضة.
"لقد عدت بسرعة يا سيد دي ماغي ، هل كان ثمة خطب في السوار الذي اشتريتهالبارحة؟"
كادت باريسا أن تضحك بصوت عال. فلقد أجبرت على الذهاب إلى إيطاليا منأجل صديقتها ، و لكنها لاحظت الآن أنه لا يوجد ما يخيفها من لوك دي ماغي الذي ابتسمبظرافة و أجاب: "لا ، فالسوار رائع و أنا متأكد من أن السيدة سوف تعجب به. لقد أتيتاليوم من أجل شراء خاتمين."
نظر الصائغ إلى باريسا بطريقة معتذرة . فدفعها حسهاالنسائي ، أو لنقل كبرياؤها الأنثوية إلى القول: "أريد أن أرى أجمل و أضخم خواتممزيفة لديك." لقد أرادت أن تتصرف كالفتيات الوقحات لترى ردة فعله.
نظر الرجل إلىلوك و بعد أن تبادل معه بضع كلمات بالإيطالية ، هز لوك رأسه علامة الموافقة ،فاختفى الرجل و عاد بعد دقائق و معه علبة مليئة بالخواتم.
اختارت باريساأكبرخاتم. لقد كان خاتما ضخما ذا لون مائل إلى الزرقة لدرجة بدا فيها و كأنه حقيقي. وضعت باريسا الخاتم في اصبعها فناسبه بشكل رائع.
"لقد أعجبني هذا الخاتم ياحبيبي لوك." ثم نظرت إلى مرافقها و ابتسمت ابتسامة مصطنعة.
"هل أنت متأكدة ياباريسا؟ فهناك تشكيلة واسعة." قال ذلك لوك و عيناه تتأججان بالغضب المكبوت.
"أنامتأكدة يا عزيزي." أجابت متصنعة الابتسامة و سعيدة بما تقوم به. و لكن بعد عشردقائق و خلال وجودها في السيارة بجانب غريب مهان ، كم تمنت لو أنها لم



تحاولالإيقاع به.
بعد ذلك توقفت السيارة جانبا ، فنزل السائق و فتح باب باريسا التينظرت إلى لوك.
قال لوك: "حسنا ، يوم الأثنين الساعة العاشرة صباحا إذن ، و لاتنسي الخاتم."
أجابت متمتمة: "بالتأكيد."
الفصـــــــــل الثـالث


دخلت باريسا الشقة بعد أن فتحت بابها بواسطةالمفتاح الذي زودتها به مويا ، كانت شقة صغيرة في منطقة كينسنغتون ثم توجهت مباشرةإلى الهاتف و طلبت سيارة أجرة لتقلها إلى محطة السكة الحديدية. لقد استطاعت أن تخدعلوك دي ماغي و تجعله يعتقد بأنها تسكن مع مويا في نفس الشقة في لندن. بهذه الطريقةاستطاعت تضليل لوك عن مكان سكناها الحقيقي في حال حدوث ما يريب. كانت مويا تنوي تركشقتها للسكنى مع والدها في نورفوك ثم تعود بعد الزواج لتستقر في ساسيكس. و في حالاستطاعت باريسا الصمود في الأيام القليلة القادمة و استعادت الصور فإن كل شيء سيسيرعلى ما يرام. لقد استغرقها الأمر بضع دقائق لتوضب حقيبتها ، ثم كتبت ملاحظة لمويامؤكدة لها فيها أن كل شيء يسير على ما يرام. و مخبرة إياها بأن تتوقع عودتها عشيةيوم الأحد ، ثم غادرت الشقة.
بعد ثلاث ساعات تقريبا تنهدت باريسا تنهيدة أرتياحبعد أن وصلت إلى قصر هاردكورت، فترجلت من السيارة و دفعت الأجرة للسائق ، ثم دخلتإلى القصر عبر بوابة المدخل الضخمة.
صعدت باريسا الدرج إلى البيت و رمت حقيبتهاعلى الطاولة.
قالت بصوت عال: "ديدي ، عزيزتي لقد عدت."
و على الفور حضرت سيدةحانية الظهر ذات شعر رمادي قادمة من الفناء الخلفي للمنزل.
"لا داعي للصراخ ،فأنا لست صماء يا طفلتي."
ضحكت باريسا بصوت عال و ضمت المرأة الواهنة: "أنا آسفةيا ديدي، و لكني سعيدة بعودتي إلى البيت."
"و لكنك لم تتغيبي سوى ليلة واحدة. إنمن غير العدل أن تمكث إمرأة جميلة و شابة مثلك نفسها في الريف. كان عليك أن تقضيوقتا أطول في لندن و تتمتعي بوقتك ، أما أنا و جو فبخير و لا ينقصنا أيشيء."
"أعرف ذلك يا ديدي و وفري علي هذه المحاضرة ، فلدي موعد عشاء مع ديفيد







هذهالليلة و سوف أعود إلى لندن يوم غد ، فأتغيب بضعة أيام في إجازة. لقد أستجيبتأمنيتك ، فهل أنت ****ة الآن؟"
"بالتأكيد ، و لكن ما هذا؟" ثم أمسكت يد باريسا ونظرت إلى الخاتم الضخم ، فارتبكت و سحبت يدها.
"إنه لا شيء ، لقد أشتريتهللتسلية."
"آه للتسلية! إن على فتاة جميلة مثلك أن تتزوج و بذلك يشتري لها زوجهاالمجوهرات ، فأنا لا أستطيع أن أصدق أن ديفيد براون يستطيع أن يؤمن لكمتطلباتك."
"أرجوك يا ديدي ، لا تبدأي بهذا الآن." لم يكن ديفيد مناسبا للزواجمن باريسا حسب وجهة نظر مدبرة منزلها.
قالت ديدي: "كوني عاقلة. سوف أذهب لصنعبعض الشاي."
راقبت باريسا ديدي و هي تختفي خلف الدرج. لقد كانت تعي تماما كلامديدي. كان ديفيد في الثلاثين من عمره و يقيم مع والدته في منطقة باتل و كانت باريساقد بدأت بالخروج معه منذ عام تقريبا ، في بعض الأحيان كانا يتواعدان على العشاء وفي أحيان أخرى كانا يزوران مسرح برايتون و لكن مرة واحدة في الشهر ، و كان كلاهمايهتم بفرقة الكشافة. لقد كان ديفيد طويلا و حسن الطلعة... لا بل وسيما ، فأعجبتباريسا به لكونه محدثا جيدا و صديقا مخلصا ، كما أنه لم يكن من النوعالمتصنع.
ركضت باريسا بخفة متسلقة الدرج. من يعلم ما الذي ستقوله ديدي إذا ماعرفت الحقيقة! قالت باريسا في نفسها ، فما الذي ستقوله إذا ما عرفت أنها مسافرة إلىإيطاليا برفقة نذل؟ و لكنها عادت و تمنت أن لا تتمكن من معرفة ما حصل ، فنزعتالخاتم من اصبعها و رمته في حقيبتها. كانت ديدي مدبرة المنزل ، و لكنها كانت بمثابةأم بالنسبة لباريسا ، فبعد وفاة والديها تم تعيين محامي العائلة و جدتها وصيينعليها. و عندما توفيت جدتها بعد بضعة شهور من وفاة والديها تنازل المحامي بسعادة عنوصاية باريسا و عهد بها إلى ديدي لترعاها ، إن باريسا تحبها كثيرا و لا يمكن أنتفعل ما يؤذي مشاعرها.
تقطب حاجبا باريسا علامة القلق ، و هي تصعد الدرج الداخليو حاولت أن تتفادى في مشيتها السجادة الممزقة التي
تفترشه. فإذا لم يتوصل محاميها إلى حل عاجل ، يصبح القصر عند ذلك معرضا للسقوط فوقرأسها ، قالت باريسا بينها و بين نفسها ، و لكن في حال حصل ذلك ما الذي سيحل بديديو جو؟
كانت باريسا تحب عملها كمدرسة رياضة ، لكن راتبها لم يكن كافيا لا لترميمالقصر المتداعي و لا لتغطية مصاريف ساكنيه. كان السيد جارفيس المحامي عجوزا لطيفا ،و لكن تمنت لو أنه أجل أمر مصارحتها بحقيقة وضعها المالي



السيء حتى وقت آخر.
إنتلك المسؤلية كبيرة على عاتق باريسا ، خاصة أنها آخر شخص حي من عائلة هاردكورت ، وآخر قيم على القصر و على الثنائي العجوز الذي يشاركها مسكنها.
لاحقا ، و بعدمشاركة العشاء مع ديفيد في فندق صغير في منطقة هايلشام، ودعها برقة ، مما أشعرهابالدفء و الطمأنينة. ثم عادت إلى بيتها فبدلت ثيابها و اعتلت سريرها و غطت نفسهابعدد من الأغطية. لقد علمتها التجارب أن الدفء أمر يجب المحافظة عليه خاصة أنهامقيمة في بيت معطل التدفئة و رياح شباط (فبراير) تعصف فيه من كل الجهات.
أغمضتباريسا عينيها فارتسمت في مخيلتها صورة ذلك الرجل صاحب الشعر الغامق و العينينالسوداوين. أرتعشت باريسا و لكن ليس من البرد. لقد تساءلت عما يفعله لوك في هذاالوقت ، فتذكرت مارغوت ماي ، كانت على يقين بما يفعله لوك فحاولت أن تقنع نفسهابأنها سعيدة بذلك ، لأن من شأن هذا الأمر أن يسهل عليها مهمتها في الأيام القليلةالقادمة.
وقفت باريسا على الرصيف ، فتاة طويله ممشوقة القد ، ذات شعر أشقر متدلعلى ظهرها و مربوط بربطة شعر زرقاء اللون منسجمة مع لون عينيها الزرقاوين اللامعتينو متناسبة مع كنزتها و معطفها الذي كان يلف جسدها الجميل بواسطة حزام منسجم معثيابها. و كانت تنتعل حذاء ذا لون بيج و نعل مسطح و تحمل حقيبة متناسقة الألوان معباقي ثيابها. أما بجانبها فقد كانت تضع حقيبة قديمة و لكن من الجلد الجيد.
حركتباريسا قدميها لتدفئ نفسها و لتخفف من توترها في نفس الوقت. كانت قد إقترحت فيالليلة الماضية على مويا أن تحاول و لآخر مرة أن تسترضي لوك دي ماغي لكي يعطيهاالصور ، و لكن صديقتها رفضت حتى فكرة رؤية الرجل. و لكن بعد أن عادت مويا للنحيبتخلت باريسا عن الفكرة ، الأمر الذي أدى إلى وقوفها في إنتظار لوك على هذاالرصيف.
نظرت باريسا إلى الساعة الذهبية اللون التي تطوق معصمها ، غنها الساعةالعاشرة و خمس دقائق ، لقد تأخر. ثم لمحت الخاتم المتلألئ في إصبعها ، فلاحظت أنهكبير لدرجة إنه لم يسمح للقفازات بأن تدخل يدها مما أدى إلى تجمدها منالبرد.
"هل أنت معجبة بخاتمك يا باريسا؟" قال ذلك الصوت الرنان الذيأجفلها.
استدرات باريسا محدقة فنظرت إلى ذلك الوجه الوسيم ، إنه وجه لوك دي ماغيالذي أمسك بذراعها ، فما كان منها إلا أن تراجعت في إتجاه الطريق.
"حاذري ياباريسا." ثم شدها في إتجاهه ، ثم تابع كلامه: "لا أريد أن أخسرك الآن ، على الأقلليس قبل إنهاء دورك في الصفقة."
قالت بغضب: "لقد تأخرت." و هي تحملق به و تحاولأن تكبت مشاعرها. حتى أنها عجزت عن ملاحظة سيارته التي ركنها على مسافة أمتار قليلةمنها!
ارتسمت ابتسامة صغيرة على فمه و قال: "هل اشتقت إلي؟" ثم رفع أحد حاجبيه



متهكما و أمسك بيدها و حمل بيده الأخرى حقيبتها.
لقد استنفذت باريسا كل رقتها وكل خياراتها ، فبعد أن أمسك بيدها الصغيرة الباردة التي تدفأت تحت ضغط أصابعهالطويلة ما كان في إمكانها إلا أن تتبعه بوداعة.
رمقت باريسا خلسة الرجل السائرإلى جانبها و الذي كان ينظر مباشرة إلى الأمام ، فبدا شكل وجهه الوسيم و كأنه قد منالصوان. كان يرتدي معطفا يبرز كتفيه العريضتين و كان نسيم الصباح يلفح ربطة عنقهفترتد على وجهه ، أما شعره الأسود و عيناه السوداوان و لون بشرته البرونزي و مشيتهالمهرولة ، و حتى ثيابه كل هذه الأشياء كانت توحي بأنه رجل إيطالي خالص. و هناتذكرت الشائعات التي تتعلق بارتباطات هذه العائلة مع عصابات المافيا.
لقد كانمجرد خزعبلات من الطالبات ، قالت باريسا محاولة طمأنة نفسها ، و لكنها عندما وقفتقرب سيارة الليموزين السوداء مراقبة السائق و هو يضع الحقائب في صندوق السيارة ،عادت و شككت في الأمر.
قال لوك باقتضاب: "اصعدي غلى السيارة." ففعففعلت.
بعد مضي ساعة تقريبا ، و بينما كانت تصعد سلم الطائرة ، ازدادت شكوكها. فلقد إستطاع لوك ان يعبر و إياها الجمارك و كل مكاتب خروج مطار غاتويك حتى صعودالطائرة دون أن ينطق ببنت شفة.
دخلت باريسا الطائرة و نظرت حولها ، فشعرت بتقلصفي معدتها.
تقدم رجل يرتدي بزة غامقة اللون من باريسا و قال: "هل لك أن تعطينيمعطفك؟" فما كان من باريسا إلا أن حلت الحزام و خلعت المعطف و أعطته للرجل.
قالالرجل: "سوف تقلع الطائرة بعد خمس دقائق ، إجلسي من فضلك." ثم رافقها بكل أدب فمشىمعها عبر ممر مفروش بالسجاد الأخضر مارة بقرب أريكتين جلديتين و بجوارهما مقعدان وطاولة قهوة مذهبة الإطار و جميعها منسجمة الألوان ، ثم تابعا المسير حتى وصلا إلىصف من المقاعد في مؤخرة الطائرة ، فجلست فاغرة فاها و فاتحة عينيها من الدهشة. لابد أنها طائرة خاصة ، لا أكثر و لا أقل.
رفعت باريسا رأسها فوجدت لوك واقفاقربها ، فهز كتفيه العريضتين فاقترب رئيس التشريفات و تناول المعطف منه ثم جلس علىالمقعد الملاصق لمقعد باريسا.
سألت باريسا: "لمن هذه الطائرة؟."
"إنها منأملاك الشركة بالطبع. أربطي حزامك الآن يا باريسا." ثم ساعدها على ربطالحزام.
أشاحت باريسا برأسها ، و نظرت من الشباك إلى خارج الطائرة. الشركة! آهيا إلهي! قالت باريسا بينها و بين نفسها بعجز ، هل هذا أسم آخر للمافيا؟ و ما الذيتعرفه عن هذا الرجل؟ فلا يوجد أي صاحب مطعم مهما علا دخله ، يستطيع أن يتبختر فيسيارة ليموزين مع سائق خاص أو أن يستعمل طائرة خاصة. ربما أن لوك استطاع توفير ودفع ثمن المطعم عن طريق خبرته الطويلة في عالم الاحتيال.




لقد أيقنت على أنه عضو أوعلى الأفل يملك إرتباطات مع عصابات الإجرام المنظمة. فما الذي تعرفه عن لوك ديماغي؟ لقد التقت بالرجل ثلاث مرات فقط خلال عشر سنوات. ما الذي ورطها في هذاالمأزق؟
نظرت باريسا إلى الأسفل ، لاحظت أن حزامها يهتز فمد ذراعه الطويلة ليعيدتثبيته ، الأمر الذي أشعرها بالخوف.
و بسرعة التصقت بالشباك في الوقت الذي بدأتفيه أصابعه بإحكام الحزام. لقد تحول خوفها إلى حالة من الذعر و لمتعد تستطيع أنتركز تفكيرها على أي أمر ، فحاولت حبس أنفاسها في الوقت الذي كانت تحلق فيه الطائرةفي السماء ، لقد بدأ قلبها بالخفقان فتشبثت بالمسكات المخصصة للأيدي التي تبدللونها من شدة ضغط قبضتها عليها.
في هذه اللحظات مد لوك يده الضخمة الدافئة ووضعها عليها ، و شدت هي على لحمه القاسي. لم تهتم باريسا بما تقوم به من تصرفات فهيتكره الطيران.
قال مستهزئا: "أتخاف باريسا المتهورة من الطيران؟"
"كلا ، أنا لا أخاف من الطيران." أجابت كاذبة ثم تابعت و هي تكزأسنانها: "و لكن أكره الاقلاع و الهبوط ، كما أني لست متهورة."
أدار لوك رأسه فيإتجاه باريسا و عيناه تلمعان ثم قال: "لست متهورة؟ غنك موجودة في هذه الطائرة ومخطوبة إلى رجل بالكاد تعرفينه و لا تعرفين الجهة التي تتوجهين إليها..." ثم ابتسمو كشر عن أسنانه البيضاء فتمنت لو أنها تستطيع لكمه ، و تابع: "إن كل ما تقومين بهيدفع إلى الإعتقاد بأنك متهورة."
لقد كان كلامه صحيحا ، فتضايقت منه لهذا السبب. إن الصفة الوحيدة التي تفاخر بأنها تمتلكها هي كونها إمرأة هادئة عقلانية ناضجة ،إلا أن صدقها الغريزي يدفعها إلى الأعتراف بأنها تصرفت بطريقة متهورة في الأيامالقليلة الماضية. و لكن بما أن سعادة مويا على المحك لم يكن لديها خيار! و بهدوء ،رفعت يدها عن يده ، ثم نظرت إلى الأسفل فحلت الحزام و حاولت أن تتفادى نظراتهالساخرة.
قال ساخرا: "لن أعود و أربطه لك يا باريسا." و لكنه ما لبث أن فك حزامههو أيضا و مد رجليه إلى الأمام.
استدارت باريسا و عيناها تلمعان من الغضب. لقدأصبحت تشعر بالغثيان كلما رأته. كان يمد ذراعيه الطويلتين فوق رأسه، فبدا مثل نمرمتوحش ، في هذه اللحظات حضر مدير التشريفات.
"هل ترغب السيدة بالقهوة أمالفطور؟"
"قهوة فقط ، من فضلك." ثم وقف لوك و قال: "أحضر لي من ما عندك ، منفضلك يا جاكس." مد لوك يده القوية إلى باريسا قائلا: "ما بك يا باريسا؟ لم لاتحاولين أن تريحي نفسك؟ فسوف يكون لدينا أشياء كثيرة لنقوم بها على الأرض فيما بعدو في كل المجالات."




تجاهلت باريسا يد لوك الممدودة و وقفت على رجليها فارتسمتعلى فمه المثير ابتسامة ساخرة كرد فعل على ما قامت به دون أن يعلق على هذا التصرف ،ثم توجه إلى الأريكة الملاصقة لطاولة القهوة و جلس عليها.
"ماذا تعني بقولك فيكل المجالات؟" سألته باريسا بتحفظ ثم توجهت إلى الأريكة المواجهة لطاولة القهوة وجلست عليها. كانت عيناه السوداوان تحدقان بها و هي في طريقها إلى الأريكة فأخذيتفحصها من أعلى شعرها إلى أخمص قدميها.
"إننا بصدد صفقة أنا و أنت فقط ، سوفأقضي يومين مع والدتك ثم تسلمني صور مويا." لقد كانت مصرة على إعادة تذكيره بمستوىعلاقتهما و ذلك لكي تحد من الخوف الذي كان يعتريها.
في هذه الأثناء حضر مديرالتشريفات حاملا صينية فوضعها على الطاولة ثم وضع فنجان من القهوة الساخن أمامباريسا ،أما بالنسبة إلى لوك فقد وضع أمامه صحنا كبيرا من البيض و اللحم ، نظر لوكإلى الصحن ثم عاد و نظر إلى باريسا فاصطدمت عيناه بعينيها.
"إنك على حق ياباريسا ، فلقد عنيت بقولي في كل المجالات أن علينا أن نظهر على أننا مقربان منبعضنا البعض بشكل لا يجلب الشك لأحد."
تيبست يدا باريسا على الفنجان و ذهبت فيتخيلاتها إلى البعيد ، ارتعشت باريسا من هذا التفكير ، فتوردت وجنتاها.
"أنا لاأعني بالشكل الذي تفكرين به قال ذلك ساخرا و هو يقرأ ما يجول في رأسها: "لأن أمي إمرأة ذكية و شديدة الملاحظةفسوف تتوقع مني أن أكون عارفا لعائلتك و لتاريخها و لكل هذه الأشياء يا ليديباريسا." ثم التقط شوكة و سكينا و أضاف: "ربما سأفتح شهيتك إذا ما شاهدتني آكلأمامك." ثم ركز اهتمامه على الطعام الموجود على الطاولة و شرع في الأكل.
تنفستباريسا بعمق محاولة تذكير نفسها بأنها إمرأة ناضجة و ليست مراهقة بلهاء مشغولةبالأفكار الشاذة. لقد بدا لها طلب لوك منطقيا.
"حسنا ، أود أن أخبرك أولا بأننيلست ليدي." و على وقع كلام باريسا شرع لوك بالضحك.
قال لوك ضاحكا: "شكرا أنك قلتهذا ، فلو أن رجلا ما قال ذلك لما توانيت عن صفعه."
"أنا لا أقصد ذلك بالمعنىالذي فهمته أنت. لقد كان والدي لورد سرايا هاردكورت، و قد زال اللقب بزوال السرايا. بعد وفاة والدي بستة أشهر توفيت جدتي تاركة طفلة تعتبر آخر عضو من السلالة ، و هكذاأسماني البعض بشكل آلي ليدي هاردكورت بلمونت ، إلا إن هذا اللقب لا ينطبقعلي."
"ألأنك أصبحت تعيشين في لندن الآن؟ كم كان عمرك عندما توفيوالدك؟"







"أربعة عشر عاما."
"أي قبل أن ألتقيك."
"أجل."
"و كيفماتا؟"
"لقد كان والدي سائق سباق ناشئ عندما ألتقى بوالدتي. بعد ذلك جرب سباقالزوارق ثم أنتقل إلى رياضة الناطيد ، و قد فقدا بينما كانا يعبران المحيط الأطلنطيبواسطة المنطاد. هل أنت راض الآن؟"
لم تكن باريسا تحب التحدث في موضوع وفاةوالديها فبدت منهارة تماما. لقد كانوا عائلة سعيدة و شعرت بالضياع بعد رحيلهما ، وفي شهورها الأخيرة قامت جدتها بتذكيرها بأنها الوريث الوحيد ، و بتعريفها علىمسؤلياتها بصفتها آخر حي من تلك السلالة ، و بعد ذلك بفترة قصيرة توفيت جدتها. قضتباريسا شهورا طويلة في البكاء ، و قد بذل جو و ديدي كل ما في وسعهما لمواساتها والتخفيف عنها ، و لكن لا يوجد أحد يستطيع مواساة الإنسان مثل عائلته ، و مع مرورالسنين خفت معاناتها و لكنها ما زالت تشعر بالألم و الوحدة.
"هل ستحذينحذوهم؟"
"كلا ، لا أريد ذلك." لقد أحبت باريسا والديها كثيرا و قد قضت معظمحياتها و هي تحاول كبح الناحية المتهورة في شخصيتها.
"حسنا ، لا تغضبي. من الذيأعتنى بك بعد فقدك لوالديك و لجدتك؟"
نظرت باريسا إلى الطرف الآخر من الطاولة ودهشت عندما رأت لمعان التأثر في عينيه السوداوين.
"محامي العائلة ، فقد أنتهيتمنبالمعنى المحافظ
دراستي المدرسية و من ثم دخلت الجامعة ، و أنا الآن أعلم الرياضة في مدرسة خاصة فيمنطقة ساسيكس جنوبي لندن." و هكذا أنتهت باريسا من إخباره قصة حياتها فقد أخبرتهالحقيقة ، و لكن ليس كل الحقيقة.
"و الآن ، ماذا عنك؟ أعرف أن لديك أما و ابنةعم أسمها تينا ، و أعرف أنك تبتز بعض الناس ، فحصلت على ما يكفي لشراء مطعم و ربماتقيم أرتباطات مريبة لامتلاكك مثل هذه الطائرة. هل أنا في حاجة على معرفة المزيدعنك؟"
شعرت باريسا لوهلة بأنها تمادت في كلامها فتغيرت تعابير وجهه إلى حالةقريبة من الغضب. و سلط عينيه السوداوين على وجهها فبدتا قاسيتين كالجليد ، ثمراقبته و هو يضغط بأصابعه على السكين التي كانت في يده ، إلا أن المجهود الرهيبالذي قام به استطاع الحد من غضبه فتمالك أعصابه و اتكأ على مقعده.
"لا ، أعتقدأنك لم تعرفي بعد أي شيء يا باريسا ، أعذريني الآن فلدي عمل." ثم




التقط حقيبته منعلى جانب مقعده و دفع بالصحن و الفنجان من على الطاولة و وضع حقيبته عليها ثمفتحها.
بعد ذلك سحب بعض الأوراق و بدأ بقراءتها متجاهلا باريسا.
في هذهالأثناء حاولت باريسا اقناع نفسها بأنها سعيدة لكونه تركها و شأنها ، فأحنت رأسهاعلى الأريكة و تظاهرت بالنوم ، لقد مضت عليها ثلاثة أيام و هي تعيش حالة من التوترالعصبي. و شعرت أن رموشها قد ارتخت. إن آخر فكرة تجول في بالها الآن هي عدم نكرانهلنشاطاته الاحتيالية...
لقد أجبرها على مرافقته في هذه الرحلة إلى إيطاليا لأنهاما كانت لتحتمل النظر إلى وجهها إذا ما سمحت للوك بأن يدمر حياة مويا ، فقد كانعليها تقبل فكرة الدفاع عن صديقتها في كل الأوقات.
تململت باريسا في أريكتهاالمريحة متنهدة. فمسدت وجهها و حاولت تجاهل الأصوات التي سببها عمله ، ثم تثاءبت وفتحت عينيها فشعرت لبرهة بأنها تائهة.
"إننا على وشك الوصول إلى وجهتنا ياباريسا."
تبا! لقد كان رأسها مستلقيا على كتفه ، وقفت باريسا و وجهها متورد منالخجل فنظرت إلى لوك الذي كان يجلس إلى جانبها ، فلاحظت أنه يراقبها بمتعة و علىوجهه علامة رفضت الأعتراف بها.
"أنا آسفة... كان عليك أن توقظني... " قالتباريسا ذلك متعلثمة من الاحراج.
"لا بأس. لقد حاولت إيقاظك... و لكني كنت مسرورابذلك." ثم أضاف برقة: "من سوء الحظ أننا سوف نهبط بعد خمس دقائق."
وقفت باريسامنتصبة من على أريكتها و توجهت إلى المقعد الذي كانت تجلس عليه عند بدء الرحلة وربطت حزامها دون أن تعيد النظر إليه. لقد كان عليها التصرف بطريقة مختلفة بدلالاعتذار.
مرة ثانية ، عادت باريسا تكز أسنانها لأنه عاد و جلس بقربها مرة أخرى. فأغمضت عينيها و حاولت إبقاء يديها مثبتتين في حجرها ، لقد حاولت أن تقنع نفسهابعدم الاستسلام إلى الارهاب الذي سيمارسه عليها و هما على الأرض ، ثم فتحتعينيها.
"آه ، البحر!" تنهدت باريسا متعجبة و هي تركز كل اهتمامها على المنظرالذي تشاهده من النافذة فالتقطت ذراع لوك بيديها الأثنتين!
"مطار جنوى. إنه منظربحري." قال لوك ذلك بهدوء ثم تابع: "لا يوجد هناك ما يقلق."
التقت عينا باريساالخائفتان بعينيه اللتين جعلاها تضيع في سبر أعماقهما و تنسى ما يدور حولها لعدةدقائق.
بعد ذلك ، اتكأ لوك على مقعده ، و فك حزامه بهدوء.


محبة البينك غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.