آخر 10 مشاركات
سيجوفيا موطن أحلامي وأشجاني-للكاتبة المبدعة 49 jawhara-"رواية زائرة" كاملة (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          محاربة الزمان - فيوليت وينسبير - روايات ديانا*إعادة تنزيل (الكاتـب : angel08 - )           »          24 - قبل أن تنسى - آن هامبسون (الكاتـب : * سوار العسل * - )           »          تدرى متى تصيرمن كثرة الحزن تضحك! لاجاك يسأل عن جروحك مسببها %*للكاتبة اشتقتلك موووت*% (الكاتـب : jana123 - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )           »          حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي الرواية الجديدة التي تفضلونها
فكرة جديدة تماما 2,053 56.56%
جزء ثاني لرواية بأمر الحب 665 18.32%
جزء ثاني لواية لعنتي جنون عشقك 912 25.12%
المصوتون: 3630. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree486Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-08-14, 10:56 PM   #1261

سودوكو

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 306197
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 386
?  نُقآطِيْ » سودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond reputeسودوكو has a reputation beyond repute
افتراضي


يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 103x( الأعضاء 88 والزوار 15)‏سودوكو, ‏sonal, ‏بريق العابرين, ‏saeer60, ‏rainfall, ‏tamima nabil, ‏omniakilany, ‏مريم المقدسيه, ‏escape, ‏سلمى ستار, ‏didi94, ‏ayman_barya, ‏MNA, ‏مريم1396, ‏غرامي الدلوعه, ‏ميثاني, ‏*جولي روز*, ‏Roro2005, ‏حوار مع النفس, ‏hadelosh, ‏memorp, ‏نوت2009, ‏لا تتألمي, ‏نجمة تركيا, ‏monica g, ‏hedoq, ‏rinada, ‏طوطه, ‏hob, ‏celinenodahend, ‏whisperk, ‏فتاافيت, ‏maiswesam, ‏sara13, ‏totaphd, ‏رودينة محمد, ‏الود 3, ‏lolla sweety, ‏maysleem, ‏alein, ‏doudo, ‏الحرف العتيد, ‏ام مصطفى1, ‏*strawberry*, ‏كلي اناقه, ‏nour helal, ‏Dndn1992, ‏dekaelanteka, ‏زهرة الفناء, ‏Mary~), ‏salwa shazly, ‏المارينا, ‏مورا اسامة, ‏lostlove_forever, ‏Rouh, ‏الملاك السعيد, ‏sasad, ‏alaa ahmed, ‏زهرة برية, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏salsa, ‏سحر الخيال, ‏RazanB, ‏مى عبد الرحيم, ‏dounya, ‏smile as you can, ‏sasamur, ‏crazygirl-1995, ‏noooor.23, ‏مكاوية والخطوة ملكية, ‏khouloudxx, ‏نـور محمد, ‏سارة امينة, ‏haneen el nada, ‏ككاابو, ‏yassminaa, ‏apk, ‏totyyy, ‏زالاتان, ‏بيبه الجميله, ‏ام علي اياد, ‏dreamamira, ‏nona amien, ‏تراتيل الامل, ‏amatoallah, ‏روحى الأمل

سودوكو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-14, 10:58 PM   #1262

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآر يوووووووووووووووووووووووو وووووووووو ريديييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييييي ي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-08-14, 10:59 PM   #1263

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

حنزل الفصل حالا يا سكاكر


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-08-14, 11:00 PM   #1264

سلمى ستار

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سلمى ستار

? العضوٌ??? » 281164
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 684
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond reputeسلمى ستار has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الساهة بقت 11 مستنينك تميمه وبسجل حضوورررررررررررررررررررر
بدى اعرف شو راح يعمل سيف بوعد


سلمى ستار غير متواجد حالياً  
التوقيع




انا مع حتومة حبيبى(( ابو عيون متحسرة ))

https://im69.gulfup.com/NRtPIu.gif
رد مع اقتباس
قديم 23-08-14, 11:01 PM   #1265

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثالث :
دخلت منيرة المطبخ متعجلة فوجدت وعد لا تزال بالداخل جالسة على أحد كراسيه ... فابتسمت قائلة بسعادة بينما عيناها متورمتان بكاءا ...
( الا زلت هنا يا وعد ؟ ..... ظننتك رحلتِ من فترة , لكن سررت أنك تمكنتِ من حضور قراءة الفاتحة
انتظري سأحضر لكِ طبقا مميزا بيدي قبل أن أبدأ في تقديم الطعام بالخارج ...... )
نهضت وعد من مكانها قفزا تقول بإباء
( لا .... شكرا لكِ سيدة منيرة , لا داعي ....... )
قالت منيرة مصممة بحزم
( أنا مصرة .... و سأعده لكِ قبل أن أبدأ بالتقديم )
الا أنها أثناء كلامها وقعت منها معلقة التقديم أرضا من فرط هرولتها فانحنت لتلتقطها و هي تسند ظهرها الرقيق النحيف متأوهة .... حينها اقتربت منها وعد تسندها من مرفقها و تجلب لها المعلقة قائلة
( لما لا ترتاحين قليلا ..... لقد عملت من الصباح و حتى الآن دون أن ترتاحي )
ردت منيرة تبتسم
( و ما أجمل من التعب في يومٍ كهذا ..... كنا نشتاق الى الفرح أن يدق جوانب البيت منذ سنين طويلة )
لم ترد وعد لعدة لحظات ... ثم قالت بخفوت
( حسنا ارتاحي الآن و كفاك مجهودا و أنا سأحضر المائدة و أقدم الطعام ............. )
قالت منيرة بتأنيب ضمير
( كان من المفترض أن تكوني ببيتك الآن ...... لولا تلك التي كان من المفترض أن تأتي لتساعدني و اعتذرت في اللحظة الأخيرة بالأمس ...... لقد تعبتِ اليوم حبيبتي , يمكن لورد أن تساعدني الآن )
ابتلعت وعد رأيها و هي تقول
( لا تعب صدقيني ..... اذهبي انتي و أنا سأحضر كل شيء )
ترددت منيرة قليلا , فابتسمت وعد لها مشجعة بثقة , حينها قبلت منيرة على مضض و هي تشعر بقدميها تحترقان بالفعل من الوقوف الطويل من الصباح و حتى الآن ....
لذا أعطت وعد بعض التعليمات البسيطة عن طريقة التحضير و تنسيق الأطباق المُقدمة ... ثم أصرت عليها وعد أن تذهب ....
و ما أن خرجت منيرة من المطبخ حتى بدأت وعد بالتحضير من و الي المطبخ و المائدة .... فلم تنس الكؤوس و الشمعدانات الرفيعة الكريستالية التي كانت تزين غرفة السفرة ..... و زادت بأن طوت محارم المائدة المزخرفة على شكل مخروطي لتضعها فوق الأطباق المسطحة الجميلة ذات الأطر المذهبة ....
و خلال خمسة عشر دقيقة كانت قد انتهت .... و هي تنظر مبتسمة الى المائدة المنسقة بجمال ....
لم يكن اليوم بأكمله مرهقا .... بل ساهمت بعض الصدف البسيطة في جعل جزءا منه ممتعا ....
ربما جرحها تعالي تلك المدعوة ورد دون سبب يستدعي ذلك .... لكن تنسيق المائدة الآن فعلته بملىء ارادتها من أجل منيرة .....
ابتسمت وعد قليلا تفكر و هي تضبط وضع معلقة ذهبية ....
" ربما هي ذلك الشيء في الأفلام العربية القديمة الملقب باسم ... رابطة الدم ... و الذي كانت تراقب مشاهده في التلفاز العتيق بسخرية فظة ... شاعرة بمدى تفاهة تلك المشاهد "
رفعت وعد وجهها فطالعتها صورتها في مرآة غرفة السفرة الضخمة ..... كان الإرهاق يبدو عليها جليا ووجهها شاحب .... و قد اتسعت عيناها أكثر من اتساعهما الطبيعي المخيف ....
أخذت وعد ترتب خصلات شعرها و تملسها خلف اذنيها ... لتلف ذيل حصانها مرتين حول رسغها الى ان تركته فوق كتفها ناعما ملفوفا بريئا .....
ماذا تفعل الآن ؟؟ ..... هل تخرج بجرأة لتدعوهم ؟؟!! .....
حسنا لا بأس فلتتشجع ..... ربما ينتهي هذا اليوم و تعود لتدفن نفسها تحت غطائها ....
خرجت وعد ... خطوة .. خطوتين ... ثلاثة .... الى أن وقفت أمام الجميع .... فمرت لحظتين قبل أن ينتبهوا لها فيبدأ الصمت يعم المكان و النظرات تحدق بها .....
بدراسة سريعة ... كانت معظم النظرات ودودة ....
وواحدة فقط براقة .. مخيفة .... شريرة ....
بينما الأخيرة .... الأخيرة تلك المحدقة بها كالصقور ... فحثها دافع متهور لا ارادي لأن ترفع عينيها الى تلك النظرات .....
نظرة خاطفة اليها جعلتها ترتبك و تبعد عينيها عنه سريعا .... فقالت لتداري ارتباكها
( المائدة جاهزة سيدة منيرة ........ )
ابتسمت منيرة و هي تدعو الجميع للطعام ... بينما بدت نظرات الصقور أكثر سخونة حتى كادت أن تلفح بشرتها الشاحبة ....
و انقضت الليلة أخيرا ...... الحمد لله أن هناك مغسلة أطباق و الا لكانت سقطت تعبا مغشيا عليها .... صحيح أنها اعتادت العمل , لكن من الواضح أن حياتها لم تكن بمثل قسوة حياة غيرها رغم كل شيء ...
كانت تمسح رخام المطبخ بقماشة نظيفة حتى بات لامعا تماما ....
و كانت شاردة تماما , لذا انتفضت شاهقة برعبٍ حين قصف صوت قوي خلفها كالرعد
( ماذا تفعلين ؟!! ............ )
استدارت وعد ترتجف و هي تنظر الي سيف بعينيه الغاضبتين ووجوده يملأ المطبخ من حولها ....هيبة و حجما....
فتراجعت بسرعة الى الرخام تتشبث به هامسة
( لم أفعل شيئا ........ )
فتح فمه ينوي صب جام غضبه عليها الا أنه صمت في اللحظة الاخيرة و هو ينظر الي الخوف الجلي على ملامحها رغم محاولتها المضنية لتهدئة نفسها و اظهار بعض الشجاعة ...
زفر سيف بحنق ... ثم أخذا نفسا خشنا قبل أن يقول بصوتٍ يماثله خشونة
( الا ترين بأنكِ تجاوزتِ ما طلبته منك دون أي دعوة ....... )
كانت وعد تتنفس بسرعة و مع ذلك رافضة أن يرعبها فلم تحيد بعينيها عن عينيه ... فقالت بصوتٍ خافت
( لم أتجاوز أي شيء ...... كنت بالمطبخ طوال الوقت )
هتف سيف يضرب اطار الباب بقبضته
( قصدت العمل ....... )
انتفضت وعد مع قبضته .... لكنها رفعت ذقنها بالقوة تواجهه رغم قلبها المنتفض .... فهذا الرجل أمامها موتور منها و من والدها .... و قد يدفعها غضبه لأن يفعل بها أي شيء في لحظة تهور ....
قالت وعد بصوتها الخافت
( أنت أصريت على بقائي ......و السيدة منيرة كان ظهرها يؤلمها , لذا اضطررت أن أساعدها بما أنني باقية هنا رغما عني )
كان سيف ينظر اليها أثناء كلامها و كأنه يقرأ لغة شفاهها ... فتسائلت وعد إن كان يعاني صعوبة من الاستيعاب !!
الى أن صمتت أخيرا ... حينها لم تستطع متابعة التحدي فأخفضت عينيها بارتباك ..... و حين لم يتكلم و لم يتحرك ... شجعت نفسها و قالت دون أن تنظر اليه
( هل يمكنني أن أذهب الآن ؟؟ ......... )
لم تسمع ردا لعدة لحظات الى أن قال أخيرا بخشونة
( هيا ....... سأعيدك الى بيتك الآن , لقد انصرف الجميع )
ترددت قليلا قبل أن تهمس بقلق
( رجاءا دعني اذهب وحدي ...... أنت تجلب لي و لك المشاكل )
رد سيف بفظاظة
( اقلقي على نفسك .... و دعكِ مني , ........... هيا , دقيقة واحدة و اريدك عند الباب الخارجي )
ثم انصرف دون أن يزيد كلمة ... بينما وقفت وعد تشتعل بها شرارات الرفض , تريد لو تصرخ بذلك الفظ الجلف ... الا أنها رغما عنها كانت تخشاه ... ترفض ذلك , لكن تخشاه ...
نظرته مخيفة و ماضيه مجهول بالنسبة لها ..... لكن من المؤكد ان ذلك الماضي يحتوى على الجزء الثاني من اسمها في أكثر أجزاؤه سوادا و قتامة ... ان لم يكن كله ....
خرجت وعد باستسلام مطرقة برأسها .... تعبر البهو ....تنظر بطرفِ عينيها خلسة بحثا عن منيرة .....
من الواضح أنها صعدت الى غرفتها لترتاح ....
لم تنتظر لتودعها ......
عادت وعد لتطرق برأسها .... تسير بوجوم ... و هي تردد جملة قالتها منذ ساعات و لم تسمعها منيرة كما لن تسمعها الآن
" سررت بالتعرف اليكِ .... و شكرا على القبلة "
.................................................. .................................................. .....................
دخلت ورد الى الغرفة بملامح متجمدة .... كانت تود لو تلحق بتلك المخلوقة الغريبة بالأسفل , الا أنها وازنت أمورها و فضلت أن تدرك مهرة قبل أن تتصنع النوم هربا منها ...
أغلقت الباب خلفها بهدوء ... تنظر الي مهرة التي كانت تنظر للأسوارة التي أهداها لها خطيبها مع خاتم الخطوبة ... جالسة على حافة السرير في حالةٍ من الوله و الهيام ... حتى أنها لم تشعر بدخول ورد ...
كتفت ورد ذراعيها و ظل واقفة مكانها الى أن تشعر بها الأميرة .... و حين يئست تنحنحت ,, حينها قفزت مهرة من مكانها تسدير الى ورد ... و ما أن رأتها حتى ارتبكت و توترت و هي تنهض قائلة بابتسامة قلقة
( مرحبا ...... ما رأيك في الليلة ؟؟ .... كانت جميلة اليس كذلك ؟؟ .... )
ظلت ورد واقفة مكتفة ذراعيها دون أن ترد و دون أن تلين ملامح وجهها ..... فازداد ارتباك مهرة و قالت محاولة اثارة جو من البهجة
( لم تخبريني ما رأيك بحسام ؟؟ ...... هل أعجبك ؟؟ )
ظلت ورد صامتة لفترة ... ثم تنازلت و ردت أخيرا ....
(حين نزلت صباحا للعمل ..... كان هناك فستانا غير هذا معلقا في دولابك )
رفعت مهرة حاجبيها بتفكير في حجةٍ ما .... ثم قالت متلعثمة
( بالطبع تدركين أنه نفس الفستان ..... أنا فقط ارتديت حزاما فوقه )
اقتربت ورد بسرعة من مهرة و نزعت كتف السترة الدانتيل القصيرة عن كتفها لتقول بحدة
( كم الفستان مقصوص ....... هل هذا من تأثير الحزام ؟!! )
جذبت مهرة نفسها من ورد و هي تدلك كتفها و تعيد السترة عليه بعنف هاتفة
( و ما المشكلة إن أردت أن أضيف له شيئا ..... لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه يا ورد رجاءا .... ليس الليلة )
التفتت ورد اليها بعنف تأبى أن تترك الأمر عند هذا الحد ... فهتفت
( بمن استعنت ؟؟ ....... أمام من أحرجتني و الجميع يعلم أنني أنا من اخترت فستانك ؟؟ )
هتفت مهرة مستجدية
( لقد عدلته بنفسي و أنا وحدي ........ )
هتفت ورد بحدة
( كاذبة ....... أنتِ لا تستطيعين حتى ادخال خيط في ثقب ابرة )
ظللت مهرة جبهتها بيدها و هي تقف يائسة مكانها لتهمس بضعف
( لا داعي لذلك الآن يا ورد رجاءا ......)
قالت ورد بصلابة
( ليس قبل ان تخبريني من ساعدك خلال ساعات عملي ........)
تنهدت مهرة بيأس و هي تحك عينيها ... لا تزال لحظة اندلاع النيران قادمة , لذا قررت أن تخوضها و تنتهي فقالت بصوت مكتوم دون أن تنظر اليها
( الفتاة التي ....... جاءت ..... )
همست ورد تقاطعها بصوتٍ خطير و عينين متسعتين ذهولا و شراسة
( وعد ؟!! .......... )
نظرت اليها مهرة ... خائفة من نظرة عيني ورد دون ان ترد ... فصرخت ورد بقوة
؛( أجيبيني ...... هل جعلت خادمة تقص لكِ فستانك ؟!!! ..... أجيبي لتثبتي لي مدى تهورك واللامسؤولية المرضية التي أصبحتِ تعيشين بها ..... )
هتفت مهرة و قد بدأت عيناها تدمعان
( لم يحدث شيء هام يا ورد أرجوكِ ..... انها محترفة في التفصيل و أخبرتني بما ستفعله قبل أن تفعل .... و قد ,.... لقد ...... لقد أحببت روح المغامرة ..... أحببت روح المغامرة في أمرٍ من أتفه ما يكون .... فلماذا تصنعين منه مأساة ؟؟ ...... )
فتحت ورد فمها لتصرخ و تصرخ .... بأنها أكبر مأساة .... مأساة سوداء عميقة .....
الا أنها عادت لتغلق فمها و هي تنظر الى مهرة بصمت قبل أن تستدير عنها ...... تبدل ملابسها بشرود ... و ما أن انتهت حتى اندست في فراشها فهمست مهرة مترجية
( ورد لا تغضبي مني ..... رجاءا لا تفعلي ذلك .... ورد ..... ورد لا تنامي بهذا الشكل )
الا أنها لم تجد سوى الصمت جوابا .... و بعد أن أطفأت الضوء بيأس خيم على الغرفة ...
ظلت عينا ورد مضيئتين في الظلام .... متسعتان بقسوة ... و الألم يحف زاويتهما .... بشدة ..........
.................................................. .................................................. .......................
وقفت وعد أمام السيارة برهبة .... تنظر اليها متوجسة وكأنها كائن عجيب كوكب خارجي ....
بينما وقف سيف مقابلا لبابه المفتوح ينظر اليها قبل أن يقول بخشونة
( اجلسي ...... ماذا تنتظرين ؟؟ .... أن أفتح لكِ الباب ؟!! )
رفعت وعد وجهها اليه تستفيق من تأملها ... فهزت رأسها نفيا ببطء قبل أن تفتح الباب لتدخل بحذر و كأنها تخشى على السيارة .....
هل هذه مقاعد سيارة حقا !! .... انها مريحة أكثر من مقاعد بيتها .....
جلدية واسعة .... فاتحة اللون و ياللعجب ليست متسخة على الرغم من لونها الفاتح !! .....
جلس سيف بعدها فشعرت أن السيارة قفزت بها و سقطت من هول وزنه و هو يجلس حانقا .....
ثم صفق الباب خلفه ..... فظلت تنظر اليه قليلا , الى أن نظر اليها متجهما ليقول بخشونة
( الباب .......... )
همست وعد بعدم فهم ( ماذا ؟؟ ....... )
قال سيف بنفاذ صبر ( لو تكرمتِ بإغلاق بابك فسأكون ممتنا لك ........ )
انتفضت تنظر الي بابها المفتوح .... فجذبته بحذر و بخفة , فانغلق وحده بأكثر سلاسة من خفتها ....
ما هذا الباب ؟!! ...... انه ينجذب و يغلق بمنتهى البساطة و الخفة !! ....
بعكس أبواب سيارات الأجرة التي كانت تستقلها...... فقط حين تمتلك أجرتها .......
أبواب سيارات الأجرة تحتاج الى قوة جذب جبارة حتى ترجرج السيارة ... و ما أن تتنفس الصعداء , حتى يخبرها السائق بلهجةٍ مسلم بها و ملامح متجبسة
" افتحي الباب و اغلقيه مجددا ........ "
حينها تسمي بالله ... و تجذب الباب بكلتا ذراعيها كأنها تشد جملا يأبى النهوض .....
أما هذه السيارة ..... فخفيفة كالريشة .... عطرة الرائحة ....
ابتسمت وعد و هي تراقب ارقاما كثيرة مضاءة بعد أن بدأ بتحريك السيارة ....
اتسعت ابتسامتها قليلا و هي تشعر بأنها في مركبة فضائية ..... لم يتسنى لها الجلوس في سيارة مثلها من قبل
( ضعي حزام الأمان ....... )
أفاقت من بهجتها الصامتة على صوته الخشن .... الا أنه كان خافتا هذه المرة !! .....
نظرت الي مكان الحزام و اخذت تجذبه حتى وصلت به للجهة المقابلة ... فحاولت ادخله مرة و اثنتين فكان يقفز منها في كل مرة ....
زفر سيف بنفاذ صبر .... فتلجلجت بقلق و حاولت مرة ثالثة و قفز منها مجددا ... فهتف سيف بحنق
( ما بالك ؟!!! ..... انه ليس حزام طائرة ........ )
ارتجفت وعد من عصبيته الزائدة .... فعضت على شفتها ممتعضة داخليا و هي تفكر بحنق
" تمهل يا عم !! ........ "
كانت ممسكة بمقبض الحزام المعدني فقال سيف بخشونة آمرا وهو يمد يده المفرودة
( أعطِني إياه ................. )
نظرت اليه وعد بصدمةٍ .... الا أنه لم يكن ناظرا اليها ... بل كانت عينيه على الطريق أمامه و يده تتحكم بالمقود بمهارة ...بينما يده الأخرى تنتظر مفرودة !
مدت وعد المقبض اليه فشعرت بالحزام يخنق صدرها للمرة الأولى .....و ما أن وضعت المقبض في يده حتى أغلق يده على كفها الصغيرة قبل أن يتسنى لها أن تنزعها .... فارتجفت و احمر وجهها بشدة و نزعت كفها من بين أصابعه بشدة ...
نظر اليها نظرة جانبية بتعبيرٍ لم تقرأه في الظلام ... فأدارت وجهها بسرعةٍ الي نافذتها ....
حينها توهمت بأنها سمعت نفسا حادا ....
أو ربما لم تتوهم .... و كان هذا نفس نفاذ صبر وهو يوشك على أن يرميها خارجا .....
ثم يدهسها بإطارات سيارته .... و ربما حينها سيتذمر لإتساخ اطارت السيارة الثمينة ... التي على ما يبدو أغلى ثمنا من قيمتها كإنسانة في حياة الكثيرين ....
شعرت بالحزام يجذب بقوةٍ على كتفها يكاد يخلعها ... فتأوهت وعد رغما عنها و هي تسقط ناحيته قليلا ... الا أنها عادت و اعتدلت بسرعة رافظة النظر اليه ورأسها موجة بصلابة الى النافذة بزاوية مئة و ثمانين درجة ....
سمعت أخيرا صوت تكتكة مقبض الحزام ... و على ما يبدو قد انتهت مشكلته .....
عم الصمت و الظلام السيارة وهي تطير بهما سريعا ......
رفعت وعد قبضتها لتستند بذقنها اليها و هي تراقب أضواء أعمدة الإنارة تجري أمامها على طول طريق البحر المظلم .....
كانت تطير .!!... و الهواء المنبعث من جزء مفتوح من النافذة يطير خصلات شعرها بنعومة .....
فابتسمت بجذل و هي تلتصق أكثر بالزجاج ...... انها تطير بحق !! ......
أغمضت وعد عينيها و الإبتسامة تتألق على شفتيها ....
ظل سيف ناظرا الي الطريق بثبات و عيناه جامدتان .. قاسيتان .... و حين مر بعض الوقت لم يستطع مقاومة النظر اليها مرة ....
لم ينسى بعد نظرة الإنبهار الطفولية التي تجلت على ملاحها ما أن دخلت الي السيارة .... شيئا ما كان له ثقل الحجر بمعدته شعر به حينها ....
لم يكن يوما ممن يتصفون بالحساسية .... أو الحس المرهف ....
لكن شيئا ما بها !! ...........
نظر اليها .... فصدم بمنظرها و قد راحت في سباتٍ عميق بعد تعب اليوم ....
كانت رأسها متساقطة فوق صدرها كعنق أزوة مكسورا ..... و ذيل حصانها فوق كتفها المجاور يتطاير نحوه بخجل ...
نظر سيف الى الطريق بوجهٍ متجهم .... و ملامح صلبة ....
لكنه بعد فترة عاد لينظر اليها .... طويلا .... معيدا نظره الي الطريق .. و منه اليها مجددا ....
حتى حثه دافع شيطاني على مد يده ببطء .... ليمسك بذقنها بلمسةٍ لا تكاد تكون حقيقية .... ثم ضغط عليه ببطء .... شعر بنبضات رسغه تتزايد بحماقة .....
حينها تأوهت وعد قليلا ..... فخشى أن تستيقظ صارخة به تتهمه بالتحرش ... لذا تردد قليلا قبل أن يقول بخفوت خشن
( عدلي من وضع رأسك ........ )
لم ترد عليه ... بل بدت من عالم الأموات .... فعاد ليقول بصوت خافت خشن ..... خشن للغاية ...
( وعد ....... ارفعي رأسك ..... ستتأذى عنقك )
حينها اطمئن أنها ليست في حالة تسمح لها بإتهامه بالتحرش .... لذا غطى وجنتها بكفه وهو لا يزال ممسكا بذقنها و عدل من وضع رأسها ببطء حتى أرجع للخلف و أسنده الى ظهر مقعدها .....
انتظر لحظة ..... ثم انتبه لنفسه مصدوما فسحب يده و كأنه أمسك بجمرةٍ مشتعلة ....
ليتشبث بالمقود بكلتا كفيه حتى ابيضت مفاصل أصابعه ..... بالرغم من أنه دائما يقود بيدٍ واحدة !! .....
لكن ربما كانت دواعي السلامة في هذه اللحظة تتطلب أن يقود بكلتا يديه ......
بدا الطريق أمامه طويلا .... أسودا .... ممتدا الى مالانهاية ....
عيناه قاسيتان .... وجهه متصلب كالحجر ..... و قلبه أشد تحجرا .....
حيث اختفت أعمدة الإنارة .... و اختفى جانبي الطريق .... و ارتسم أمامه على زجاج سيارته صورة من ماضٍ قرر أن ينساه الا أن ذكراه كانت له بالمرصاد .....
خمس عشر صفعة متوالية ..... عدها في نفسه صفعة صفعة ..... لم يغفل عن واحدة ....
مقيدا بحبلٍ سميك ... يحفر في عضلاته النحيفة ..... و صوت كالرعد يقصف في اذنه
( لص ..... هذه هي تربية امك المصون !! ....... هل هذا هو الإبن الذي لطالما ملأت العالم فخرا به و بتربيته !! ..... صحيح ابن أمك ...... )
صرخ حينها بغضبٍ أسود لاهب و هو يبصق دما من فمه
( من يستعيد حقه ليس لصا ...... أنت من سرقنا ..... أنت المجرم ..... )
لتتوالى الصفعات على وجهه و حزام جلدي يضربه .... بينما هو مقيدا أرضا لا وسيلة لأن يدافع عن نفسه سوى أن تتقلص عضلاته و تشتد فتصير كالحجر أمام العنف الذي يواجهه .....
خمسة عشر صفعة .... لم يكن جلد الحزام مؤلما كألمهم ...... فصرخ مجددا و عروق عنقه تنتفخ و تتوهج
( سأقتلك يوما ما يا عبد الحميد ...... سأقتلك )
الا أن قبضة قوية أمسكت بشعره تجذب رأسه للخلف بوحشية .... و صوت هادر يقول
( حظا سعيدا ....... حين تخرج من السجن يا لص )
ثلاث سنوات بالأحداث .....
سرقة بالإكراه ...
تهجم على بيت خاله ليلا..
مع وجود أسلحة ....
فقد كان يحمل معه سلاحا ناريا للطواريء في حالة فشله و محاولة الهرب
و كان هذا السلاح الناري هو عبارة عن ألعاب نارية .... الا أنها كانت ممنوعة , و تعد سلاحا .....
لن ينسى مادة في القانون ذكرها محامي تبرع للدفاع عنه دون جدوى
" لا تجوز محاكمة من يرتكب السرقة , إضرار بزوجته أو أصوله أو فروعه إلا بناء على طلب المجني عليه ، وللمجني عليه أن يتنازل عـن دعواه بذلك في أية حالة كانت عليها"
لكن عبد الحميد لم يتنازل ... و صمم على الدعوى شارحا بأن هذا الصبي خطر على المجتمع و هو نواة مجرم عتيد ....
ثلاث سنوات كانت أسرته في أشد حاجةٍ لتواجده معها .... خاصة بعد أن توفي والده خلالها .....
لم يشعر بأن قدمه زادت السرعة ... و عيناه ازادت قسوتهما ... حتى أصبحتا أشد سوادا من الليل المحيط بهما ..
أوقف سيف السيارة أخيرا ...و جلس طويلا ينظر نظرة ميتة الي البيت القديم و العريق مهما طالت به السنوات ... و مهما طاله التهالك بما في ذلك الحي القديم المحيط به ....
لكن لا يزال هو... مخيفا و متحديا الزمن ....
ذلك البيت هو نفسه .... لن ينساه أبدا ما حيا ...
النظرة الميتة أخذت الحياة تدب فيها محملة بالكره و السواد ...... فنظر الي وعد قبل أن يفقد البقية الباقية من سيطرته على عنفٍ قديم حاول تطويعه على مدى السنوات الماضية .... و بالفعل بعد عدة لحظات من النظر اليها , تمكن من استعادة جزء يسير من سيطرته ......
عجيب أمرها !!! ....
يرأف بحالها لحين ..., فتذكره بالماضي ليعود و يقسو عليها ...
يفقد سيطرته على طاقة الكره بداخله في حينٍ آخر ... و ما أن ينظر اليها حتى يستعيدها ....
هل صممت تلك الوعد خصيصا ... كي ترسل اليه أمرا معاكسا لما يشعر به في كلِ مرة !!!
ظل ينظر اليها قليلا بملامح قاسية كالحجر قبل أن يقول بخشونة
( وعد .... وعد .... )
حين اشتد صوته في المرة الثانية ... تململت وعد قليلا , الى أن استيقظت تماما مدركة وجودها بسيارته , فانتفضت معتدلة في جلستها تنظر حولها بعينين متسعتين نائمتين ... لا تفهمان شيئا من الواقع المحيط بها ...
فقال سيف بغلظة
( لقد وصلتِ لبيتك ...... هيا انزلي )
ظلت لحظتين تستوعب و تستفيق تماما فكرر بعنف مكبوت
( اخرجي ....... )
حينها استوعبت وعد تماما فامتقع وجهها بشدة على الرغم من الظلام المحيط بها .... فأخذت تضغط على الحزام بحماقة حتى انفتح ثم مدت يدها تمسك بمقبض الباب ... الا ان صوته الخشن سمرها يقول
( انتظري ...........)
نظر اليه بخوف .... فوجدته يمد يده اى جيب سرته فأخرج حافظة جلدية ثمينة .... ليخرج منها عدة أوراق كبيرة جديدة ..... ثم مدها لها يقول بفظاظة
( لقد نسيتِ نقودك مجددا ...... بدأت أتسائل إن كنتِ في حاجة لها بالفعل كما يظهر عليكِ )
أخفضت نظرها و قد شحب وجهها للغاية من هذه الإهانة المستترة ... الا أنها مدت يدها تلتقط منه الأوراق بإرتجاف و هذه المرة حرص على الا يلمس يدها ...
لكن بنظرة واحدة رفعت وعد عينيها اليه هامسة بدهشة
( لكن هذا أكثر مما اتفقت معي عليه ......... )
قال وهو ممسكا بالمقود ناظرا أمامه منتظرا خروجها من سيارته
( لأنكِ زدتِ عملا عما اتفقنا عليه ........ )
هزت وعد رأسها رافضة و هي تبدأ بالهمس
( لا ... هذا شيء لا يذكر ... من فضلك أن .... )
قاطعها آمرا بصرامة
( أخرجي ......... )
فغرت وعد شفتيها قليلا ... لكنها قفزت من السيارة هذه المرة و كرامتها لا تتحمل المزيد ... متسائلة عما دهاه ...
كان شبه طبيعيا في بيته حى ظنت بانه قد نسي من تكون و هو يعاملها بصورة مهذبة ...
فماذا دهاه الآن لينقلب الي النقيض مجددا ؟!!! .... هل هو مريض نفسيا ؟!!!
لكن و قبل أن تبتعد سمعته يقول بخشونة
( غدا ...... يمكنك أن تتأخري للحادية عشر )
و حين نظرت اليه تنوي شكره ... وجدته ناظرا أمامه يرفض أن ينظر اليها ... ثم انطلق بالسيارة دون أن ينتظر منها شكرا ....
لم تنتبه وعد من شدة الإرهاق الى أنها لم تذكر له عنوانها بل عرفه بنفسه .....
دخلت وعد الي بيتها ... لكن بينما هي تصعد السلالم الرخامية حذر ... نظرت حولها اولا قبل أن تفتح زرا من قميصها لتدس الأوراق المالية بملابسها الداخلية ثم عادت لتغلقه مجددا ....
ثم صدت الى أن وصلت لشقة والدها فأخرجت مفتاحها من حافظتها الصغيرة ... و فتحت الباب و دخلت ....
كانت تسير على أطراف أصابعها في الظلام ... الى أن سمعت صوت سجانها يقول بصوته الأجش
( أين كنتِ ؟......... )
انتفضت داخليا .. الا أنها لم تظهر شيئا فاستدارت اليه ببطء تقول بفتور
( تأخرت بالعمل .......... )
أوقد عبد الحميد الضوء ... فطالعها بنظرته المتفحة التي تكاد تعد عليها أنفاسها و تخنقها .... بينما نظرت هي الي كل مكانٍ آخر تتظاهر بالامبالاة و نفاذ الصبر الى أن وصل اليها يرمقها بنظرات غريبة ... الى أن جذب حافظتها منها فجأة مع صيحة استنكار منها الا أنه فتحها دون أن يعبأ بها .... فلم يجد بها سوى بضع عملات معدنية تستقل بها المواصلات .....
حينها ضربت وعد كفها على ظاهر يدها الأخرى و هي تقول بامتعاض
( لن أتقاضى راتب قبل آخر الشهر .... فأرح نفسك حتى هذا الحين )
كانت تتكلم بصفاقة بينما قلبها ينبض خوفا من ان يأخذ منها النقود التي تخبئها .... فهل يمكنه الوصول للحضيض بأن يمد يده الي صدرها عنوة ؟!! ....
تظاهرت بالصلابة و الهدوء الى أن قال أخيرا بصوتٍ غامض
( اذهبي الى غرفتك ...... )
رمقته بنظرة باهتة قبل أن تتجه الى غرفتها مغلقة الباب خلفها بإحكام .... ثم جلست على حافة سريرها لتخرج الأوراق المالية من ملابسها ...
ظلت تنظر اليها قليلا ... تريد الشعور بالنفور من نفسها لانها قبلت بهذا العمل , لكن رغما عنها بدأ شبح ابتسامة في الظهور على شفتيها ... وهي تتحسس تلك الأوراق ...
تراجعت لتستلقي على سريرها و النقود مضمومة في يدها الى صدرها و هي تخرج مجلة أزياء من تحت وسادتها ... تقلب بين صفحاتها مبتسمة بإرهاق ....
حياة وعد رغم أنها أكملت تعليمها و عملت بوظائف عديدة لا تليق أيا منها بكونها جامعية ... الا أنها تعتبر منغلقة على ذاتها .... لا تملك هاتف و لا حاسوب .... حتى التلفاز العتيق لا تشاهده في أغلب الوقت كي لا تجلس مع والدها ....
لذا حياتها الأنثوية كلها تتلخص بين صفحات المجلات .... تتعرف منها على أحدث الصيحات و أجملها .... لذلك هي أنيقة على الرغم من كل شيء ...
لكن اليوم .... اليوم خالطت حياة حقيقية ...بيت جميل يعمه الدفىء و المحبة ....
و غرفة فتيات ممتلئة بأشياء مبهرة .... و الحذاء الأحمر ,...... آآآآه من الحذاء الأحمر و جماله !! ....
ارجعت وعد رأسها للخلف مبتسمة و هي تتذكر منيرة .... انها جميلة للغاية , حتى مع تقدم السنوات بها .... تبدو جميلة للغاية ....
خلال دقيقتين كانت وعد قد راحت في سبات عميق و هي لا تزال مبتسمة ... و يدها تربت الأوراق المالية فوق صدرها .....
.................................................. .................................................. ..........................
تعمل على حاسوبها بسرعة البرق بيدٍ واحدة .... بينما يدها الأخرى تخرج شطيرة من تحت سطح المكتب لتقضم منها قضمة كبيرة ثم ترجعها مرة أخرى .... فاندفع صوت دافىء من خلفها يقول بهدوء
( ظننتك لا تقبلين بالتجاوزات في العمل ............. )
استدارت بسرعة بكرسيها الذي يلف لترى حاتم مستند بكتفه الى اطار باب المكتب مكتفا ذراعيه ناظرا اليها بإبتسامة عميقة ....
ابتسمت كرمة و هي تقول بحرج
( انا من النوع الذي يحرق طاقة عالية لذا لابد أن آكل عند شعوري بالجوع و الا فلن أستطيع التركيز بالعمل أبدا )
لم يتحرك حاتم من مكانه و هو يقول مبتسما
( الا تستطيعين العمل و انتِ جائعة ؟؟ ............. )
هزت كرمة رأسها نفيا بحرج ووجهها محمرا بجاذبية ... ثم قالت مبتسمة
( هل استلمت العمل ؟؟؟ ............ )
صمت لحظة .... ثم قال اخيرا بهدوء
( لا .... ليس بعد , ليس قبل ان يسلمني .....السيد عماد العمل بنفسه )
أومأت برأسها متفهمة .. ثم قالت بإشراق
( لا تقلق ..... اكثر ما يكرهه السيد عماد هو الروتين العقيم ... لذا طالما أنه قد اقتنع بك فاعتبر الأمر منتهى إن شاء الله )
تحرك من مكانه دون أن يرد ... جذب كرسي متحرك آخر ليجلس عليه و ينزلق به جانبها وهو يقول رافعا احدى حاجبيه بخبث
( اذن ...... أنتِ من الموظفين اللذين لابد لهم أن يتناولون افطارهم في العمل ... و قبل العمل نفسه )
رفعت كرمة قلمها مستقيما منبها ....و هي تقول بحدة
( في العمل نعم ..... لكن قبل العمل لا ...... يمكنك أن تقول خلاله و حين اكون وحيدة )
مد حاتم يده لرف المكتب ليتناول قطعة جزرة مخللة ... فوضعها في فمه بجدية وهو يستمع الى دفاعها القوى ...
و أثناء اكله لقطعة الجزر ... قال بجدية دون أن يبتسم
( و هل المخللات من الأشياء الضرورية لطاقتك كذلك ؟؟ ............. )
اختفت ابتسامتها و هي تقول مدافعة
( نعم أحتاج للملح ...... .... )
رد حاتم وهو مستمر في مضغها
( همممممممم ...... يمكنني أن اتفهم ذلك , اذن منقذتي من براثن الأشرار ..... هل يمكنني أنا اليوم أن أدفع ثمن الشطائر ؟؟ ...... )
ردت كرمة مبتسمة
( لقد سبق و دفعت ثمنها ..... و الا فكيف آكلها الآن ؟!! ..... )
تناول حاتم هذه المرة خيارة مخللة و هو يقول بهدوء أثناء قضمها بإتزان
( قصدت شطائر أخرى غير هذه ..... في موعد الغذاء )
ردت كرمة ببساطة رافعة إحدى حاجبيها
( هل أنت بخيل ؟؟ ............. )
صمت قليلا غير مستوعب ... ثم قال
( تلك الصفة تتنافى مع عرضي للتو !! ....... )
ردت كرمة بحزم
( بل أنت بخيل ..... لأنك تود أن ترد لي ثمن ما دفعته سابقا برد الدعوة )
ابتسم حاتم للحظات قبل أن يقول بمرح
( أنتِ درامية للغاية .............. )
ضحكت كرمة قليلا و هي تقول
( نعم بالفعل ...... أنا درامية في معظم الأوقات )
ظل حاتم ينظر الى ملامحها العذبة قليلا .... قبل أن يقول ببساطة وهو ينهض واقفا ....
( حسنا اتفقنا .... نقانق ؟!! ......... )
أومأت كرمة مبتسمة و هي تقول موافقة
( نقانق يا سيدي ......... )
توقف حاتم ليقول بتردد
( لماذا قلتِ يا سيدي ؟........... )
نظرت كرمة اليه بتعاطف مبتسمة ..... ثم قالت بثقة تبثه إياها
(يوما ما قد تصبح مدير هذا الفرع ..... و لما لا ؟؟ .... و حينها سنحفظ الألقاب يا سيدي )
عاد حاتم ليبتسم قائلا
( آه ..... لما لا حقا .... لكن ربما تسبقينني منقذتي ,.............. )
رفعت كرمة كفيها تقول
( من لسانك لأبواب السماء ....... , لكن الشيء الوحيد السيء حينها ألا يكون السيد عماد متواجدا )
عادت ابتسامة حاتم لتفتر .... ثم قال بهدوء بعد فترة
( اذن ...... القاك وقت الغذاء ...... )
ابتسمت كرمة قائلة بود
( وقت الغذاء ............. )
خرج حاتم من المكتب متسائلا بعجب عن مدى رجاحة عقله في دعوة الغذاء تلك !! ..... لكنه تمكن من اعطاء نفسه بعض الأعذار العملية ...
.................................................. .................................................. .............................
وقفت أمام محل الأحذية الذي تمر عليه يوميا لتنظر اليه بشجاعة من يتبع حمية قاسية .... ثم تتركه و تبتعد !
أما اليوم فقد خرجت في موعدها مبكرا على الرغم من ساعات التأخير التي أعطاها سيف الإذن بها اليوم .... فلو مكثتها في البيت لما كانت سلمت من اعطاء والدها تقريرا مفصلا عن سبب تأخرها ...
لذا فضلت الخروج .... آخذة معها مبلغها المالي الصغير ... و ها هي تجوب الشوارع منذ فترة طويلة منتظرة أولى المحلات كي تفتح أبوابها لها مرحبة ....
و قد خرجت مستعدة لهذا الحدث العظيم ... فارتدت فستانها الحبيب الذي قامت بخياطته في لحظات تجلي و حب لنفسها ....
فستان بسيط للغاية ذو أكمام قصيرة تتعدى أكتافها بقليل ... لونه بلون السكر الكريمي ... بقماشه المطبع بزهور صغيرة منقوشة بلون الخوخ ....
و له حزام تربطه بعقدة فيظهر نحافة خصرها كطالبة صغيرة .... أما شعرها فللمرة الأولى منذ سنوات تركته منسابا بعد أن رفعت كلا من جانبيه بمشبكي شعر .....
وقفت تبتسم بخجل و هي ترى صاحب المحل يأتي متكاسلا و النوم لم يغادر عينيه بعد ....يفتح أقفال المحل ...و الواجهات الزجاجية .... و هو ينظر اليها بطرف عينيه واقفة تنتظره في هذا الصباح الباكر ...
فسألها وهو يقوم بعمله
( هل تنتظريني آنستي ؟؟ ........ )
أومأت وعد مبتسمة ..... فابتسم قليلا ثم قال
( اذن ادخلي ..... لا نريد أن نعطل الآنسة الصغيرة الجميلة ذات الفستان الجميل )
في يوم آخر كانت لتعتبره متحرشا و تتعامل معه بما يليق بأمثاله .... الا أن حالتها الصباحية اليوم لم تجعلها تظن ذلك بل ابتسمت بخجل و هي سعيدة بعبارته
" الآنسة الصغيرة الجميلة "
يبدو انسان يفهم و لديه بعد نظر .... بعكس الجلف ابن شقيقة عبد الحميد ... الذي قال لها في مقابلتهما الأولى
" عجبا ... تبدين أكبر من عمرك !! "
مطت شفتيها امتعاضا و هي تتذكر عبارته الفجة ..... سيكون محظوظا ذلك الجلف لو وجد بطة تقبل الزواج منه و هو يعامل النساء بتلك الطريقة ....
دخلت وعد الى المحل الذي أشرق في لحظات ... لتنظر الى كنز هائل من الأحذية , أخذت تتطلع اليها بسرور الى أن اتجهت تلقائيا الى حذاء كلاسيكي ... ذو كعب عالي و رفيع .. و مفتوح من أصبعيه الأماميين فقط ...
ولونه قرمزي قاتم كالياقوت ... وقد زاد اللون من بريق لمعانه ....
أمسكت وعد بالحذاء بين كفيها برفق و كأنها تحمل شيئا ثمينا ... ناظرة اليه بتطلع مهيب ... كم تعشق الأحذية الأنيقة !!
و أخذ هاجس يتلاعب بها و يطالبها بأن تشتريه ... و أنها لن تعيش سوى مرة واحدة في هذه الحياة ... لذا فلتشتريه ولو أبقته مخبأ تحت السرير لترتديه كل مساء ٍ في غرفتها ثم تعيده الى مخبأه مع حلول الصباح ...
ظلت تنظر اليه و هي تحن للحظة تهور تجعلها تشتري هذا الحذاء و هي تمتلك ثمنه في محفظتها الصغيرة دون أن تكون مطالبة بتسليم هذه النقود الى والدها دون نقاش ...
و دون حتى ان تكون تحت ضغط الذي تتعمده كي تدخر كل ما يمكنها تهريبه ... بكل قسوةٍ كي تستطيع الهرب من حياتها فيما بعد ...
اليوم لا تفكير في المستقبل ... و لا تفكير في الإدخار الجاف ...
اليوم ستشتري حذاء جديد .... ظلت تتحسس الحذاء القرمزي بأصابعها بحب ... ثم تنهدت أخيرا لتقول للبائع
( أريد حذاء أرضي و خفيف .... و يتحمل طويلا )
وضعت الحذاء القرمزي بحذر في مكانه فوق الرف الزجاجي .... فلتصحبه السلامة و تمنياتها بالا ترتديه غيرها أبدا و يظل مكانه الى أن يهترىء من الوقوف انتظارا ....
اتجعت وعد الى عملها مبتسمة و هي ترتدي حذاء انثوي ساعدها البائع في اختياره ... أرضي و يشبه أحذية راقصات الباليه بلون السكر و له ربطة فوق مقدمته ...
كانت تسير ... لتنظر اليه بين حين وآخر فتبتسم أكثر , هل كانت قدمها جميلة هكذا من قبل ؟؟ .... انها تبدو الآن و كأنها مخبوزة برائحة الفانيليا .... لون الحذاء الفاتح يجعلها بيضاء و رقيقة ...
كان العقل يحثها أن تشتريه داكن اللون كي لا تظهر عليه المشقة و تجاعيد العمر سريعا ... ...
لكن بالرغم من سعادتها فالعادة تحكم ......
"كانت ممسكة بكيس بلاستيك يحتوى على حذائها القديم ...لن تفرط به فربما احتاجته يوما -_- "
وصلت وعد الى عملها في موعدها تماما ...
و ما ان دخلت الى غرفة السعاة حتى طالعها علي .... الذي استدار بسرعة ما أن شعرد بدخولها وهو يقول
( وعد ...أين ...... )
صمت تماما وهو ينظر اليها بهيئتها الجديدة ... بينما دخلت وعد بهدوء مبتسمة أمام ردة فعله دون أن تنظر اليه .... فقال أخيرا بخفوت ما أن وجد صوته
( أين كنتِ بالأمس ؟؟ ..... حين تأخرتِ اليوم تأكدت من أن السيد سيف قد صرفك من العمل )
ردت وعد بهدوء و هي تضع محفظتها في الجارور ... و تضع كيسها تحت الطاولة الخشبية
( السيد سيف يعلم بتغيبي بالأمس ... و أيضا منحني الإذن بالتأخير اليوم )
ظل علي ينظر اليها قليلا بصمت ... ثم قال أخيرا بخفوت
( هل خُطِبتِ ؟؟ .......... )
استدارت وعد اليه تنظر اليه بدهشة ثم قالت متعجبة
(لماذا تفتق ذهنك عن هذا الإحتمال الآن تحديدا ؟!! ...... )
نظر علي اليها من شعرها و حتى حذائها الجميل ... مارا بعينيه على فستانها بتمهل ثم قال بخفوت
( بالأمس تغيبتِ و اليوم تأتين متأخرة بمظهر أميرة ..... هذا التصرف رأيته من عدة موظفات هنا لأعلم أن حفل خطبتهن كان في الليلة التي سبقت ظهورهن الإستعراضي ......... )
ارتفع حاجبي وعد بدهشة و هي تنظر الى فستانها الجميل لكن من قماش قطني رخيص ... متوقفة عند كلمة واحدة
" مظهر أميرة !! "
ثم رفعت عينيها اليه تقول مبتسمة ...و هي تمسك بتنورة الفستان المتسعة بكلتا يديها لتفردها
( أتراني أميرة ؟!! ....... ما بال الجميع لطفاء اليوم ؟؟!! )
ابتسم علي بهدوء ينظر اليها ليقول بعد فترة
( ربما الجميعة لطفاء اليوم لأنك لطيفة على غير العادة ...... )
لجمت وعد ابتسامتها و أخفضت فستانها لتقول بجدية
( حسنا ...... كفانا لطفا و كلاما و هيا الى العمل ..... )
تحرك علي يدور من حولها بحذاؤه ذو الإطارات و هو يقول مصمما
( ليس قبل أن خبريني ..... هل خطبتِ بالأمس ؟؟ )
ابتسمت وعد و هي تهز رأسها بتعجب و هي تفكر ....
" لو تعلم كم كانت تختلف ليلتي بالأمس عن حفل خطبتي المزعوم ذلك !! "
الا انها قالت بجدية زائفة
( توقف عن الدوران من حولي .... سأصاب بالدوار )
قال مبتسما دون تخاذل
( ليس قبل أن تعترفي .......... )
ضحكت وعد رغما عنها ... ثم هتفت بغيظ
( لم أخطب لأحد ...... و لن يحدث هذا أبدا فأرح نفسك )
ضحك علي وهو يقول
( الحمد لله ....... أخفتني للحظة )
عبست وعد و هي تنظر اليه .... ثم قالت بفظاظة
( حسنا ابتعد عن طريقي .......)
قال علي وهو مستمر بالدوران حولها
( هل يلف فستانك ؟؟ ....... )
ازداد انعقاد حاجبيها وهي تقول محاولة تخطيه
( ابتعد ........ والا فسأدب قدمي بين حذائيك السخيفين و أقلبك على وجهك )
لم يتأثر وهو يقول لها بلامبالاة
( جربي و سستحول ساقك لموزة مهروسة ...... لفي بالفستان و أنا سأبتعد )
وضعت يديها على خصرها و هي تقول
( اسمع يا هذا ...... لطالما كرهت من هم بمثل عمرك و الآن ازداد كرهي لهم أضعافا , أبتعد و الا فسوف أصب غبائي اليوم عليك ..... )
قال علي ببرود
( لطالما كرهتِ من هم بعمري ؟!! ..... هل هذا على أساس أنكِ ممرتِ من مرحلة الروضة لعمرك الآن مختزلة كل اربع أعوام في عام !! ..... الم تكوني في عمري من قبل ؟!! .... )
تأففت وعد و هي تقول بصرامة
( ابتعد عن طريقي أيها الشخص ...... لن ألف ..... )
قال علي وهو يزيد من سرعته ( ستلفين ...... )
هتفت وعد مغمضة عينيها .... تضرب الأرض بقدمها بينما فرحة صغيرة تطرق بابها و تستئذنها للدخول على غير موعد
( لن ألف ..... لن ألف .......)
.................................................. .................................................. ............................
ظل ينظر الي ورقةٍ تحتاج توقيعه طويلا دون أن يقوم حتى بخط أول حرف من اسمه .... حتى أنه طلب من سكرتيرته ان تذهب و تترك له الورقة حاليا الى أن يقرأها ...
لكنه لم يقرأها و لم يوقعها ..... كان فكره شغول بمكانٍ آخر ...
بمحادثته مع أمه صباحا قبل أن يخرج للعمل .... حين اصرت عليه أن يتناول افطاره أولا و ما أن جلست معه حتى ابتدئت حوارها الذي اغلق شهيته قبل أن يبدأ
( هل أقليت وعد الى بيتها ؟؟ ....... )
توقفت يده قليلا ... ثم قال بهدوء متسائلا
( وعد ؟!! ............ )
ردت أمه بدهشة تقول
( نعم ..... وعد تلك الفتاة التي أحضرتها بالأمس , هل نسيت اسمها ؟!!..... )
قال سيف بلا تعبير بعد فترة
( لم أنساه .... لكني مندهش أن تتكلمين عنها و كأنكِ تعرفينها ........ )
أجابته منيرة مبتسمة
( انها لطيفة و جميلة للغاية ..... و قد انقذتني بالأمس , لقد ظللت بالمطبخ طوال اليوم دون حتى أن أشغل بالي بمتابعتها .... و كأنها معتادة على البيت بكل مهارة .... انها مريحة و ذكية جدا
كان منتهى اللطف منك ان توصلها الي بيتها ليلا بعد تعبها معنا ..... دائما أنت أميري و ستظل )
ساد الصمت قليلا ثم قال سيف بجفاء مغيرا الموضوع بصورة غير ملحوظة
( لو كنتِ أنجبتِ فتيات لربما ساعدنكِ و لما احتجتِ لمساعدة من احد .......... )
ردت منيرة مستنكرة
( أتريد أن تترك مهرة تجهيز نفسها و تنزل لتنظف البيت ؟؟؟ ..... أم تريد لورد أن تترك عملها لكي تأتي و تمسح الأرض يوم خطبة أختها التي تصغرها بتسع سنوات !!!.....كفاني ألما من هذا الموضوع .... )
لم يرد سيف و لم يظهر شيء على ملامحه المتجمدة التي اعتادت اخفاء ما بداخله بمهارة منذ سنوات طويلة ....
قالت منيرة بصوتٍ مدلل بعد أن هدأت قليلا
( سيف ....... )
قال سيف قبل أن تتابع
( أعرف هذه النبرة جيدا ..... ادخلي في صلب الموضوع و اطلبي ما تريدين )
قالت منيرة مبتسمة بدلال
( أريد تلك الفتاة .................. )
وضع سيف قطعة الخبز بتمهل في طبقه دون أن يظهر أي تعبير على وجهه ... ثم قال بهدوء بالغ
؛( تريديها كيف تحديدا يا أمي ........ )
ردت منيرة بمودة
( أريدها أن تساعدني هنا بالبيت . ..... أما كنت تلح علي لأحضر من تساعدني ؟؟ ... ها أنا قد اقتنعت )
لم تهتز عضلة في وجهه على عكس ما يجيش بداخله ... فقال بعد فترة بصوتٍ جاف
( هذا مستحيل يا أمي ...... انها موظفة عندي في الشركة و هي جامعية )
سألت أمه بدهشة
( أعلم أنها جامعية فقد أخبرتني هي بذلك ..... لكنني أعلم أن ظروفها صعبة ..... لكن موظفة عندك في الشركة ؟؟ ...... ظننتها بلا عمل و تكون من طرف أحد موظفيك ..... )
رد سيف قاطعا
( بل هي موظفة عندي ...... اذن كما ترين فالأمر مستحيل , لكني سأبحث لكِ عن واحدة أخرى )
صمتت منيرة قليلا فاستبشر سيف خيرا .... لكن و قبل ان يكمل افطاره سألت أمه
( و ما هي وظيفتها في شركتك ؟؟ ...........)
تنهد سيف بصمت وهو يعلم ان امه لن تترك الموضوع ببساطة .... لكنه ارغم نفسه على الرد بهدوء مكبوت
( تقدم طلبات في الشركة ........... )
اندهشت منيرة في البداية ... ثم قالت بعد لحظة بأمل
( أي أنها لم تجد وظيفة تناسب مؤهلها حتى الآن ... اذن لن يضيرها أن تأتي لتساعدني و تساعد نفسها كذلك )
قال سيف قاطعا بنفاذ صبر
( أمي ....... لن أطلب منها أن تكون خادمة , كانت بالأمس مجرد مهمة ليوم واحد و انتهى الأمر ..... )
قالت أمه بصوت طفولي حزين
( لكنني كنت أتمناها هي ........ لقد اعتدت عليها و اعجبتني )
ابتسم سيف رغما عنه ... ثم قال بخشونة
؛( أمي ..... أنتِ تتدللين علي كما كنتِ تفعلين مع أبي رحمه الله )
ارتجف الحزن في زوايا ابتسامتها الجميلة ... الا انها لم تختفي تماما وهي ترفع قبضتها لتستند اليها بوجنتها هامسة
( و كان هو رحمه الله يستجيب لدلالي و يحضر لي كل ما أتمناه .... )
ضحك سيف بيأس و هو يقول
( كان يحضر لكِ دمى و حلوى يا أمي ....... بينما وعد انسانة و ليست دمية احضرها لكِ لتلعبي بها )
عقدت منيرة حاجبيها لتقول متذمرة
( العب بها ؟!!!............... )
قال سيف بقوة
( نعم تلعبين بها ...... سأخبرك لماذا تريدينها هي دون غيرها على الرغم من أنني الححت عليكِ كثيرا كي تحضري من تساعدك .....
لأنكِ وجدتها مختلفة .... تختلف عن المكان المتواجدة به .... متعلمة و مثقفة .... جذابة و رقيقة و تتحدث بصوتٍ خافت .... ترتدي ملابس جميلة ... و جميلة ..... لقد رأيتها بالأمس كلعبة جميلة ...... )
كانت لهجته القوية قد خفتت تدريجيا حتى نهاية كلامه .. حتى صمت وهو عابس , بينما كانت منيرة تنظر اليه بصمت , و ما أن انتهى حتى قالت ضاحكة
( لقد ذكرت كلمة جميلة ثلاث مرات ...... يبدو انني لست الوحيدة التي رأتها كذلك )
نهض سيف من مكانه منتفضا بقوة .... ليقول بقسوة غير مقصودة
( لا أحب ذلك المزاح يا أمي ..... لم أحضرها هنا اليكِ كي أنظر اليها بتلك الطريقة )
نهضت أمه مذهولة .... لتقول بقلق
( لماذا كل هذا الإنفعال يا سيف ؟!! ....... كنت أمزح معك فقط عن مدى جمالها و تناقضه مع عملها ... )
تنهد سيف بقوة كي يهدىء من انفعاله قليلا .... ثم قال بخشونة
( لا بأس يا أمي ..... الوضع فقط حرج لأنها تعمل لدي و لا مجال للمزاح بأمرٍ كهذا .... و هذا ما كنت اشرحه لكِ من البداية ..... لذا انسي هذا الموضوع رجاءا ..... )
لم ترد منيرة و هي تنظر اليه بإحباط .... لكن و ما أن هم بأن يغادر حتى قالت منيرة بلطف
( سيف ...... عدني أن تكون أولى مرشحاتك , لو توفرت لديك وظيفة تناسب مؤهلاتها )
لم يرد ... الا أنه ابتسم لها ابتسامة جافة قليلا , قبل أن يلوح لها بيده ثم يخرج .......
رفع سيف رأسه حين سمع طرقة أخرجته من شروده ... ثم نظر الي سكرتيرته التي دخلت مبتسمة لتقول برقة
( هل آخذ الورقة الآن سيد سيف ؟؟ ...... أحتاج الى ارسالها لقسم المحاسبات )
طرق سيف على سطح المكتب بظهر قلمه ... ليقول بهدوء
( علا ..... من فضلكِ اطلبي لي قهوة قبلا , اشعر بعدم تركيز ......... )
قالت السكرتيرة مبتسمة بمرح ..
( لو كنت أبكرت قليلا لكنت أحضرتها لك معي سيد سيف ...... كنت للتو مارة بغرفة السعاة , لأجد علي و الموظفة الجديدة وعد يلهوان كالأطفال ..... منظرهما كان مهلكا من الضحك )
قست عيناه للحظات دون أن تتأثر ملامحه .... ثم قال دون مقدمات
( حسنا يا علا اذهبي الى مكتبك الآن ..... و أجلي القهوة قليلا )
أومأت برأسها بعدم فهم .... ثم خرجت من المكتب و هي تتسائل إن كانت ستحصل على هذه الورقة اليوم أو ربا العام المقبل .... يبدو وكأن شيئا هاما يشغل باله على غير عادته في عمله ....
لكنها ما كادت أن تجلس الى مكتبها حتى وجدته يفتح باب مكتبه ليخرج دون أن يوجهه لها كلام ....
هزت كتفيها و هي تعود لعملها .... فلقد خرج بدون سترته أي أنه سيعود حتما ليسلمها الورقة المعقدة ...
.................................................. .................................................. ............................
وقف مكانه بملامح كالحجر و عينان ...... تبرقان ...
يراها تدور حول نفسها .... رافعة ذراعيها لأعلى كراقصات الباليه .....
ترتدي فستان يليق بتلميذات المدارس .... تفصيله يجعله ينتفخ مع دورانها فيصبح كالمظلة دون أن يظهر منها شيء .... بينما خصلات شعرها تحيط بوجهها الضاحك ليدور بها كمن يشاركهها الرقص ...
ماهذا الشعر ؟!!!......
و ما هذه الضحكة ؟!!! .....
و علي كان يدور من حول دورانها بحذائه ذو الإطارات ضاحكا بمرحٍ موازي لمرحها وهو ينظر اليها بإنبهار و كأنه ينظر الي جنية أو ساحرة !!....
ظل مأسورا لعدة لحظات قبل أن يصرخ فجأة
( كفى ........ )
توقف علي مكانه فجأة بمهارة على الرغم من انتفاضته للصوت القوي ... بينما فتحت وعد عينيها بذهول منتفضة كذلك .... ليحاول عقلها المصدوم بصعوبة نقل الأمر الى جسدها بأن يتوقف ..
الا أنها ما ان توقفت عن الدوران وجدت انها لم تتقف بالفعل ... فبينما كان علي متسمرا كانه يحاول كبت ضحكه بصعوبة ....
كانت الدنيا تميد بوعد و من حولها ... فتسقط بخطوةٍ يمينا ... لتسقط خطوة يسارا تجاه علي الذي كان يضحك الآن بصوت مكتوم وهو يسندها من ذراعها دون جدوى و هي غير قادرة على محاربة الدوار و الوقوف بثبات ...
حتى أنها كانت ترى من سيف اثنين و هي تحاول تركيز حدقتيها عليه ......
نظر سيف بقسوة الي يد علي على ذراعها المكشوف ليهتف بصرامة صادمة
( اثبتي مكانك ......... )
وقفت وعد أخيرا وهي تلهث قليلا ... و هذا هو ما خفف عليها صدمة رؤيته المعتادة .... و حين أصبحت واعية لوجوده تماما ... مدت يدا مرتجفة لتبعد شعرها الهائج من حول وجهها و هي تنظر اليه بعينين متسعتين ....
صدح صوت سيف قاسيا
( ابعد يدك عنها يا علي و دعها تقف بمفردها ...... )
انتزع علي يده بسرعة و قد احمر وجهه بصورة ملحوظة .... حينها بدأ سيف في القاء جام غضبه عليهما هاتفا
( ما هذا الجنون الذي كنتما تفعلانه ؟!! ....كيف تتجرآن على مثل تلك التصرفات في الشركة ؟؟ ..... الم تحسبا أن يراكما أحد العملاء ؟!!! ..... هل تعملان بمرقص ؟!!!! ....
لقد تخطيتما كل الحدود بذلك التصرف المنافي لجميع أصول العمل الجاد و المحترم ...... )
احتقن وجه وعد بشدة ... انها المرة الأولى في حياتها كلها التي تلهو فيها بهذا الشكل , و المرة الأولى كذلك الذي تنال فيها تقريع يمس أخلاقها تلك الصورة ....
ابتدأ علي يقول بصوت خافت مدافع على الرغم من ذلك ....
( سيد سيف .... الذنب ليس ذنب وعد , أنا الذي كنت .......... )
قصف صوت سيف قائلا .....
( أصمت يا علي ....... حسابك معي فيما بعد )
ثم نظر الي وعد نظرة مخيفة وهو يهتف بقسوة
( و أنتِ !!! ...... كم تظنين عمرك ؟!! )
ازداد امتقاع وعد و ارتجفت شفتيها .... فصرخ بها
( أجيبي ...... كم تظنين عمرك ؟!!! ........ )
أخذت تلهث بينما كانت عيناها تنبضان بمشاعر متناقضة غريبة ... ما بين خوف و كره .... و حزن ...
لم تجد القدرة على الرد ..... فناب عنها يقول بفظاظة
( احترمي عمرك يا وعد ...... و خاصة في شركتي الخاصة و هذا آخر انذار لكِ ...... لو وجدت منكِ أي تصرف سفيه آخر لن أكلف نفسي حتى بإبلاغك ...... )
ألقى عليها نظرة أخيرة قاسية كالجليد ..... قبل ان تتوقف عيناه للحظةٍ واحدة على حذائها الجديد .... فقط لحظة واحدة .... قبل أن يخرج من الغرفة .....
اقترب علي ببطء من وعد التي كانت مسمرة مكانها بكتفين منحنيتين و رأس مطرقة .... فهمس بأسى
( وعد ..... أنا آسف )
قاطعته وعد بقوةٍ و هي تبتعد عنه بسرعة البرق
( كفى ........ لدي عمل )
ثم ابتعدت عنه و هي تتجه الى الأكواب و الأقداح ترصها بجدية و انفعال دون أي حاجة لما تفعله بالفعل ... بينما وقف علي مكانه فاقدا الرغبة في فعل أي شيء بينما يشعر بمرارةٍ على ما تسبب به للتو ......
.................................................. .................................................. .............................
امتدت يد كرمة الى شطيرة من الشطائر ... لا تعلم كم عددها تقريبا , لكنها في الواقع كانت جائعة للغاية ... لقد قامت اليوم بعدد من العمليات الحسابية تمكنها من حرق مخزن طعام ....
قالت متابعة كلامها و هي تغطي فمها بيدها أثناء مضغها للطعام بسرعة
( لذا لا عليك أن تخشى أحداأبدا ...... لكن عامة أنا سأظل بجانبك الى أن تستقر أمورك و السيد عماد أيضا يدفع من يعتمد عليهم الى الأمام و بقوة ...... )
قال حاتم وهو يقضم شطيرته بينما يتأملها مليا ...
( اذن ... هل يمكنك أن تطلعيني على بعض تفاصيل العمل الى أن أستلمه بالفعل , كي لا أضيع المزيد من الوقت ؟)
ترددت كرمة قليلا ثم همست بحرج
( اعذرني يا حاتم ..... لا يمكنني ذلك .... قبل أن تستلم العمل رسميا ..... )
ابتسم حاتم ليقول وهو يأكل ...
( هل هي مسألة ثقة ؟؟ ......... )
قالت كرمة و هي تلتهم المتبقي من شطيرتها
( اعذرني يا حاتم ...... لكن وعد مني سأعطيك كل ما تحتاجه من معلومات ما ان تستلم العمل )
امتدت يدها الى الشطيرة الأخيرة ... في نفس الوقت الذي مد حاتم يده ينوى أخذها .... فتوفت كلتا يداهما في منتصف الطريق ....
ليقول حاتم مبتسما
( تفضلي ............. )
قالت كرمة بحرج
( لا تفضل أنت ....... لقد شبعت حقا )
قال حاتم مصمما
( أنا مصر .... تفضلي , لن أقبل جدالا في هذا )
أخذته كرمة مبتسمة بحرج و بوجهٍ محمر قليلا ... لكنها ما أن بدأت تأكل حتى ازدادت سرعتها تدريجيا , فقال حاتم مبتسما وهو يتأملها آملا الا يكون ذلك واضحا وضوح الشمس
( أنتِ تأكلين بسرعةٍ للغاية ........... )
رفعت كرمة عينيها اليه تمسح زاوية شفتيها ... لتقول بنفس الحرج لكن مع قليل من الضيق
( انها عادة من أيام الطفولة للأسف ........ )
تابعت أكلها للشطيرة دون أن تلحظ نظراته التي أصبحت أكثر عمقا مع لمحة تعاطف زاد فيها الإعجاب ....
رد حاتم بعد فترة ببساطة
( خذي راحتك ...... الطعام وجد ليؤكل بقلبٍ قوي , لا لأن يمس بخجل )
ابتسمت كرمة مومئة برأسها و هي تأكل دون أن تنظر اليه .... بل كانت تنظر الى بعض أوراقها تتسلى بقرائتها أثناء أكلها مما منحه فرصة للمزيد من تأملها ....
خرجت كرمة من عملها مساءا بمنتهى النشاط .... تسير بقوةٍ حتى موقف الحافلات .. ملامحها مشرقة بالحيوية الى أن وصلت الحافلة فاستقلتها و لحسن الحظ وجدت مكانا فجلست به مفعمة بالقوة و الإباء ....
لتبدأ الحافلة طريقها الطويل ... ومع كل دقيقة كانت الملامح القوية تزداد رقة و سكونا تلقائيا ....
الى أن نزلت من الحافلة ... فوقفت عند مقدمة شارع ضيق تنتظر تلك السيارة التي تتنقل بين الطرق الضيقة ذات الثلاث إطارات و تكفي لراكبين اثنين فقط ... و ما ان عثرت على واحدة منها حتى استقلتها فانطلقت تطير بها ....
بينما كرمة شاردة تنظر الى الطرقات بلا روح ....
و ما أن خرجت منها أخيرا .... سارت تتهادى المسافة الباقية دون أي نشاط ... بل ظهر الإجهاد عليها و طال الشرود بعينيها الرقيقتين العذبتين ....
وصلت أخيرا الي بيتها .... الحمد لله أنهم يسكنون الطابق الأرضي ... صحيح أن نوافذ شقتهم تعتبر مشاعا بين سكان الحي حيث يكشفون كل غرف بيتها و هم يسيرون في طريقهم ...
لكنها كانت أكثر من سعيدة الا تضطر أن تصعد سلالم عالية بعد عملها ....
لكنها ما أن دخلت من مدخل الxxxx حتى وجدت محمد ممسكا بمقدمة قميص رجلا يمسك دفترا في يده ... بينما هذا الرجل يحاول ضربه دون أن ينجح سوى في أن يصرخ عاليا ...
( هذا تعدي على موظف اثناء تأدية واجبه .... سأحرر محضرا لك في القسم .... ابعد يدك )
قال محمد وهو يشدد من قبضتيه فوق قميص الرجل
( و أنا سأحرر عشر قطبات في رأسك ان لم ترحل حالا ......... )
جرت كرمة الي الرجلين لتمسك بقبضتي محمد تلقائيا تحاول تحرير الرجل المسكين منه و هي تهتف
( اترك الرجل يا محمد .... ماذا فعل لك كي تمسكه هكذا , )
اخذ الرجل يجذب نفسه بالقوة الى ان سمعت كرة صوت تمزق بدأ في الظهور بقميصه وهو يصرخ
( ما أن أخبرته بأنني محصل فاتورة الكهرباء ...... و ان الفاتورة متأخرة الدفع لعدة أشهر و سيتم قطع الكهرباء عنكم حتى اصابه الجنون ....... )
أخذت كرمة تساعد الرجل في جذب قميصه من بين قبضتي زوجها و هي تقول بهلع
( لم تصلنا اي فاتورة ......... )
قال الرجل منفعلا
( بل كانت تصل و كان زوجك يقوم باستلامها ....... لكن و ما دخلي انا بكل ذلك , سأحرر له محضر و أخرب له بيته )
هتفت كرمة مترجية
( ارجوك يا محمد اترك الرجل ........من أجلي يا محمد اتركه ...... )
نجحت أخيرا في تحرير الرجل بينما عينا محمد تبدوان بلون الدم ... من الغضب و السهر .....
ابتعد الرجل بسرعة البرق ممسكا بقميصه الممزق وهو يتوعد و يشتم ... الا أن كرمة أمسكت بذراعه تربت على صدره بقوة هاتفة كالرجال
( لا داعي ارجوك...... دعنا نحل الأمر وديا ..... )
ظل الرجل على عناده و كرمة متشبثة بذراعه تترجاه ..... الى أن أخرجت من حافظتها و رقة أعلى ثمنا من قميصه و هي تترجاه أن يقبلها آسفة .....
و بعد وقت طويل قبل الرجل وهو يدس الورقة بجيبه و خرج من البيت شاتما مزدريا ....
دخلت كرمة الي البيت تلهث بتعب ثم صفقت الباب خلفها لتصرخ
( لماذا لم تخبرني بفواتير الكهرباء يا محمد ..... و كيف تتهجم على موظف ؟؟ .... هل ينقصنا قضايا يا محمد ؟؟ )
اندفع واقفا امامها ليمسكها من ذراعها بقوةٍ جعلتها تصرخ بألم بينما هو ايضا يصرخ
( اياكِ و رفع صوتك مجددا ...... و الا فوالله لن ارحمك المرة المقبلة )
ترك ذراعها اخيرا ..... فأخذت تدلكه بصمت ناظرة اليه بحنقٍ متألم ..... ثم هتفت أخيراما أن ابتعد عنها
( سنضطر لدفع غرامة الآن ........ )
عاد اليها سريعا ليمسكها من شعرها صارخا
( أخبرتك بالا ترفعي صوتك بوجهي ........ )
صرخت كرمة بألم
( أترك شعري يا محمد ......... )
تركه أخيرا حين سمع نبرة التوسل في صوتها .... ليبتعد ناظرا اليها بصمت ثم قال أخيرا
( حضري الطعام ..... لقد جعت و أنا في انتظار السيدة لتعود من عملها )
تركته كرمة و هي تدخل الى المطبخ خالعة سترتها لترميها ارضا بغضب .... ثم تفتح أزرار قميصها و تشمر كميها متذمرة بكلامٍ غير مفهوم ....
و بعد ساعة كانت قد انتهت من تحضير الطعام .... و هدأ غضبها تماما و خمدت نارها ... فبدأت بتحضير الأطباق الى المائدة الخشبية الصغيرة ...
ثم قالت برقةٍ جافة قليلا فيها القليل من العتاب
( الطعام جاهز يا محمد ..........)
نهض من مكانه ليجلس الى المائدة و ما أن همت بالإبتعاد حتى قال بخشونة
( الن تأكلي ؟ .............. )
همست بوداعة
( لست جائعة الآن ......... )
ابتسم محمد بسخرية وهو يقول
( نسيت أنكِ تأكلين في العمل ...... فقد تزوجتِ العمل بدلا مني )
ظلت تنظر اليه قليلا بصمت .... ثم عادت أدراجها لتسحب كرسيا و تجلس ببطء و هي تنظر اليه بحب .... ثم همست أخيرا
( لو ألححت علي قليلا فربما أفكر .... و قد آكل لقمة )
نظر اليها بخشونة و هو يلك الطعام بفمه .... ثم سأل بفظاظة
( لقمة واحدة فقط ؟؟ .............)
همست مبتسمة وهي تسند ذقنها الي كفها
( ربما لقمتين ............... )
أخذ محمد يأكل بخشونة و همجية .... قبل أن يقول بجفاء
( و ماذا لو أطعمتك بنفسي ؟؟ ...... )
ابتسمت بشوق مجهد للغاية ثم همست متنهدة كمن تعب من سباق طويل
( ربما حينها آكلك كلك .......... )
ابتسم محمد ابتسامة فظة .... لو صح تسميتها ابتسامة و هي مجرد التواءة خشنة لزاوية شفتيه ثم أخذ معلقةٍ ملأها أرزا ليدسها بفمها .... فتلقتها بجوع ... لكن ليس للطعام تحديدا ....
تلك الليلة ...بعد أن تحممت و ارتدت قميص نوم ابيض مريح ذو حملاتِ كتف طفولية .. متسع من حولها كالبالون النصف منتفخ ....
لجأت الى السرير بتعبٍ يكاد يكون قتلا ..... تعرف بأن محمد سيخرج لملاقاة أصدقاؤه كالعادة و يسهر حتى وقت متأخر صباحا ....
لذا قررت النوم أخيرا .....لكنها ما أن نامت الى جانبها حتى سمعت صوت محمد يدخل الى الغرفة ... فظنت بأنه سيبدل ملابسه و يخرج .....
لكنها صدمت حين شعرت به يندس الى جانبها ليلتصق بظهرها .... يحيط خصرها بذراعه القوية القاسية ... يدس فمه قرب عنقها ....
فأغمضت عينيها عشقا و هي تفكر بأنه قد أطال الغياب عليها هذه المرة ..... و كيانها يصرخ شوقا له ....
احاطت ذراعه بذراعها و هي تهمس
( احبك .......... )
فسمعت صوت الخشن يدغدغ اذنها قائلا
( احبك .........)
ابتسمت أكثر وهي تفكر بأن كل غرامات العالم يهون تسديدها لو تليها مصالحة كهذه ....
استدارت اليه ..... تنظر الى ملامحه القريبة من ملامحة ... مسافة لا شبها .......
تتنهد ببطىء و هي تتذكر حين كانت تأتي اليه تتلكأ و تفرك أصابعها ببعضها .... ليطالعها بنظرةٍ واحدة ثم يقول مبتسما
( ماذا تريدين يا عفريتة ........... )
فتقول بحرج بالغ ووجه بحمرة ثمرة الطماطم
( محمد ...... محمد ........ لو .... يمكن ..... أقصد ...... محمد كنت أحتاج ..... ثمن كتاب هام جدا ولولا لذلك لقمت بتصويره صدقني ..... )
كان حنها يضحك ساخرا مما تفعله بكل تلك الكتب التي تصلح لأن تقلي فوقها اصابع البطاطس .... لكنه كان يمد يده في جيب بنطاله ليخرج ثمن الكتاب بعد مزاحه معها كل مرة ....
ظلت تتلاعب بشعره وهي تتذكر تلك التفاصيل الصغيرة .... لم تكن لتعشق رجلا آخر كما عشقت ذلك الرجل بين ذراعيها ..... أبدا ....
اقتربت منه ..... تندس بصدره .... تبادره كما تفعل دائما ..... واثقة بنفسها ... محبة .... عاشقة ....
تعلم أسرار و خبايا الحب ..... بثقة و ثقافة فقد كان حب المعرفة يجري بعرقها في كل أمور حياتها العامة و الخاصة .... و كانت بداية تلك الخبايا على يديه هو ..... و آخرها سيكون له ......

.................................................. .................................................. .............................
لم تترك نزيلا واحدا الا وجذبت نظره و هي تسير برشاقةٍ على الأرض الرخامية المصقولة .... بكعبٍ عالي رفيع حاد يطرق عليها كنغم منتظم ..... يعلوه بنطالها الجينز الأنيق الذي ينخفض عن ركبتها عدد محدود من السانتيمترات .... و يهفهف من حولها قميصها الأصفر من الشيفون الشفاف .....
لفائف شعرها الأشقر تزيدها جمالا ..... و هي تتنغام مع مشيتها ملامسة كتفيها بنعومة ....
أنيقة و عصرية .... متحررة و مرفهة .... كل معالم الدلال تحيط بشابةٍ أتت الي إحدى منتجعات البلد الراقية لتمكث وحدها في إجازة مريحة ....
نظارتها السوداء كانت القناع الذي يخفي ألما و مرضا .... لا يعلمه و لا يتخيله أيا من الناظرين اليها الآن ...
كانت تود لو سافرت الى خارج البلاد ... الى مكان بعيد لا يعرفها أحد فيه و لا تعرف أحدا ....
لكن سفرة كهذه كانت ستكلفها أكثر بكثير مما يحتمله رصيدها الساكن بلا زيادة حاليا ... و لا تعرف ما الحل في الأيام المقبلة ....
وقفت أخيرا في شرفة الغرفة التي وصلت اليها لتطل على بحرٍ من بحور بلادها لم تره من قبل !! .... هل يعقل ذلك ؟؟
لقد وصلت لهذا العمر و لم ترى هذا البحر من قبل .... كان يبدو مختلفا بالفعل عن بحر مدينتها .....
نزعت شيراز نظارتها السوداء ببطء عن عينين متورمتين مخيفتين .....
ماذا بها ؟؟ ..... كانت تظن أنها قد نسيت أيام طفولتها بالقوة .... دفنتها بالقوة .....
فما بالها تبكي منذ اسبوعٍ كامل و هي تتذكر خوار الثور الذي كان يقبع فوقها دون أن يغتصبها بحق خوفا من أن يفتضح أمره لو فعل و أكمل طريقه للنهاية ....
تتذكر أنفاسه و لمساته كل يوم .... بعد أن كانت تظن بأنها قتلتها قتلا ....
لكنها تعلم .... زواجها الاخير هو الذي كسر شيئا ما بداخلها .... فأخرج ما دفنته .....
السيد العظيم .... زوجها الثالث ... كم كان شبيها بثور دار الرعاية .... في خواره و تصرفاته الشاذة .... في مرضه و جنونه ....
كانت تظن بأنها ستستطيع التحمل .... لكن بعد عدة أشهر شعرت بنفسها تنهار ... لتموت ببطء مع كلِ مرة يقترب فيها منها .... حتى أصبحت في النهاية كجثة هامدة بين ذراعيه ...
كما كانت جثة طفلة صغيرة بين ذراعي ثور الدار ......
أخذت نفسا مرتجفا بفعل دموع صامتة ثم همست بصوت مزعزع
( ها أنا قد اتيت الى هنا ...... و ماذا بعد ؟!! ...... لا أشعر بشيء و لا أملك فكرة عما سأفعله .... )
ظلت تنظر الى البحر المتد أمامها حتى مغيب الشمس بمظهر مهيب ....
فاستدارت شيراز ببطء تتطلع الى غرفتها الجميلة .... الحقيقة أنه على الرغم من هيئتها الجميلة العصرية و مستواها المادي الذي أصبح لا بأس به مقارنة بما عاشته سابقا ...
الا انها في الواقع تشعر بقلق في الأماكن السياحية ...التي تفوق ادراكها ....
ذلك أن الوظائف التي عملت بها جميعا كانت دون المستوى .... صحيح قامة بترقية نفسها نوعا ما ... الا أن الواقع يلزمها بشاهدة صغيرة لم تتجاوزها حين هربت من دار الرعاية .....
لتظل تتنقل بعدها من خدمة لخدمة ... شيئا فشيئا ... تؤهلها أمكانياتها الشكلية لا غير ... حتى امكن تسميتها يوما بالسكرتيرة نوعا ..... الى أن تزوجت ...
لكن في الواقع مستواها اللغوي متدني جدا .... و قد استعانت بموظف الإستعلامات ببهو الفندق في ملء العديد من البيانات باللغة الإنجليزية و التي بالطبع لم تفهم منها شيئا ....
مظهرها الخارجي ... بالسيارة التي تعلمت قيادتها بصعوبة شديدة .... و شقتها التي حصلت عليها بعد زواجها الثاني ..... و ملابسها الفاخرة المتحررة ... كل هذا يخفي بداخله فتاة بلاأي نوع من تعليم أو ثقافة ......
و الآن تتهور لتأتي الى هنا بمفردها !! ......
ضحكت شيراز بسخرية مريرة و هي تتذكر أنها كانت تريد أن تسافر الى خارج البلاد !! ... هذا ماكان ينقصها بالفعل .... أن تذهب الى مكان لا تفقه منه كلمة واحدة ... و لا يوجد به موظف استعلامات من بلدها ليساعدها و يملأ لها البيانات .....
تحولت الضحكة المريرة الى ضحكة مدهوشة قليلا ... ثم عالية و هي ترفع يدها الى فمها بذهول بينما عيناها لا تزالان متورمتان ....
ثم همست بعد ضحكها
( حسنا ..... ها أنا هنا و قد حدث ما حدث .... فلأحاول أن أستمتع ... )
تناولت حقيبتها الصغيرة و قررت النزول مبدئيا .... لقد قضت فترة طويلة مع زوجها الثاني و الثالث في فنادق كهذه .... صحيح لم تكن هي المتكلمة بشيء ... كانت فقط المستمتعة نهارا .... بينما لياليها تقضيها تتفنن في اسعادهما ......
لكن الآن ..... ستمتع نفسها بنفسها دون مساعدة من أحد ....
خرجت شيراز من الغرفة و هي تهمس
( لست في حاجةٍ لأحد .......... )
و خلال دقائق كانت تسير في بهو الفندق ... بتردد غير الثقة التى جائت بها منذ ساعات .....
تتأمل أناس من بلدان غريبة ..... في مثل شقارها تقريبا .... الا أن شقارها لم يكن طبيعيا مائة بالمئة ....
تستمع الي بضع جمل و ضحكات هنا و هناك دون أن تفهم منها شيئا .... فكانت لا اراديا تلف خصلة شقراء مموجة على اصبعها بتردد و هي لا تعلم الى أين تذهب ....
بدأ توترها يتزايد قليلا ... و شرودها يأخذها الى أماكن تفضل نسيانها كما قررت .... ستعالج نفسها بنفسها ولو بالقوة ... و ستخرج عالم الذكور من حياتها قسرا ....
سمعت صوت مزاحٍ عالٍ خلفها ... فالتفتت تنظر خلفها بلا هدف أثناء سيرها للأمام ... في تلك الأثناء كان هناك شابا واقفا ظهرها اليها و هي تتقدم ... مد يده فجأة يشير الى احد ما من بعيد مبينا له مكانٍ بيده .....
حينها ارتطمت شيراز به .... لكن في الواقع كانت يده المفرودة هي من ارتطمت بصدرها بقوة ...
شهقت شيراز بصوتٍ عالٍ بينما انتفض هو كمن اصابه ثعبان سام ساحبا يده و قد بدا الإحمرار على وجهه ...
الا أنه بالرغم من ذلك تمكن من السيطرة على نفسه بسرعة البرق وهو يمد يديه امامه و كأنه يعتذر ....
و اعتذر بالفعل مرتبكا بكلمةٍ انجليزية لتلك الشقراء الأجنبية التي ارتطم بها بطريقةٍ مخزية.....
الا أنه لم يجهز نفسه لتلك الصرخة الوحشية بكلمة واحدة
( حيوااان ...... )
لتليها صفعة انثوية سقطت على وجهه اأمام كل المتواجدين .... اتسعت عيناه بذهول ... للتحولان تدريجيا الى كرتين من لهبٍ زادتا من شراسة ملامحه التي لا تبدو أنها تمت للطيبة بصلة
ففقد اليسطرة على اعصابه و غضبه .... ليعاجلها بنفس الصفعة دون ان يستطيع منع نفسه !
صرخت شيراز برعب و هي ترف كفهل تغطي وجنتها الحمراء ناظرة اليه بخوف و ذهول ....
بينما كان الجميع ينظرون اليهم بدهشة ... و موظف يجري سريعا الى مديره الذي يعلوه رتبة قائلا
( نزيل و نزيلة صفع كلا منهما الآخر سيدي !! .......... )
.................................................. .................................................. .........................
انطلقت شيراز تجري و هي تشهق و تبكي بعنف .... الى أن تمكنت من غلق باب المصعد في وجه الموظف الذي كان يرجوها أن تهدأ كي يتمكن من حل تلك المشكلة ...
ارتمت على مرآة المصعد بظهرها و هي تغمض عينيها باكية بقوة
" كنت أعلم أنني سأفسد كل شيء .... كنت أعلم أنني لن أتمكن من السيطرة على نفسي بمفردي أبدا "
دخلت غرفتها و هي ترمي حقيبتها على السرير بقوةٍ .... نازعة القميص الشيفون الأصفر لترميه أرضا ...
ثم ارتمت على السرير تبكي و تبكي ..... ما تلك الفضيحة التي افتعلتها للتو كعذراء مسكينة !!!! ....
ماذا دهاها !!!!
ظلت تبكي الى أن جفت مقائيها .... و تعبت .... تعبت أكثر من تعب الأيام الماضية كلها ......
و بعد فترة طويلة سكنت تماما ..... تتعثر بأنفاسها المجهدة ... الى أن بدأت عيناها في الإنغلاق تدريجيا .... فنامت طويلا بعد أن جافاها النوم لمدة أسبوع كامل .....
استيقظت شيراز صباحا على صوت طرق على باب غرفتها ... فجلست بصعوبة تنظر حولها ... تستوعب المكان الجديد الذي نامت فيه ليلة أمس .... و ما أن وعت تماما حتى سمعت صوت طرقة أخرى ....
فنهضت ببطء تتعثر وتسير بطريقة غير طبيعية الى أن وصلت لباب الغرفة ..... فأرهفت السمع عليه بأذنها قليلا قبل أن تقول بخفوت متلعثم
( من ؟؟ ........ )
الا أن أحدا لم يجبها ... ففتحت الباب ببطء ...... عقدت حاجبيها قليلا حين لم تجد أحدا .... لكنها وجدت سلة ورود ضخمة موجودة أرضا ....
ازداد انعقاد حاجبيها فأخرجت رأسها تنظر يمينا و يسارا الى الرواق ... لكنها لم تجد أحدا , فانحنت تلتقط السلة ثم دخلت و أغلقت الباب ....
و حين أمسكت بالبطاقة التي كانت ملصقة بالسلة و فتحتها ....
مكنها تعليمها المتدني من قراءة كلمة عربية واحدة
( آسف ..... )



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 16-09-14 الساعة 12:07 AM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-08-14, 11:02 PM   #1266

روحى الأمل

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية روحى الأمل

? العضوٌ??? » 304384
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 633
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » روحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond reputeروحى الأمل has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 112 ( الأعضاء 94 والزوار 18)
‏روحى الأمل, ‏memorp, ‏salsa, ‏lolla sweety, ‏dema25, ‏khma44, ‏sonal, ‏صبا., ‏زهرة نيسان 84, ‏بريق العابرين, ‏شكرإن, ‏دلوعة البصرة, ‏نجمة تركيا, ‏قلب السكر, ‏سلمى ستار, ‏dekaelanteka, ‏monica g, ‏غرامي الدلوعه, ‏hob, ‏ابن الشام2, ‏عبوسي الورد, ‏lolo ahmed, ‏tamima nabil, ‏celinenodahend, ‏ميثاني, ‏نوارة الجولان, ‏ayman_barya, ‏mary mod, ‏saeer60, ‏الحرف العتيد, ‏doudo, ‏omniakilany, ‏escape, ‏مريم المقدسيه, ‏روكو, ‏dalia mostafa, ‏rainfall, ‏MNA, ‏*جولي روز*, ‏Roro2005, ‏حوار مع النفس, ‏hadelosh, ‏نوت2009, ‏لا تتألمي, ‏hedoq, ‏rinada, ‏whisperk, ‏فتاافيت, ‏maiswesam, ‏sara13, ‏totaphd, ‏رودينة محمد, ‏الود 3, ‏maysleem, ‏alein, ‏ام مصطفى1, ‏*strawberry*, ‏كلي اناقه, ‏nour helal, ‏Dndn1992, ‏زهرة الفناء, ‏Mary~), ‏salwa shazly, ‏المارينا, ‏مورا اسامة+, ‏lostlove_forever, ‏Rouh, ‏الملاك السعيد, ‏sasad, ‏alaa ahmed, ‏زهرة برية, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏سحر الخيال, ‏RazanB, ‏مى عبد الرحيم, ‏dounya, ‏smile as you can, ‏sasamur, ‏crazygirl-1995, ‏noooor.23, ‏مكاوية والخطوة ملكية, ‏khouloudxx, ‏نـور محمد, ‏سارة امينة, ‏haneen el nada, ‏ككاابو, ‏yassminaa, ‏apk, ‏totyyy, ‏زالاتان, ‏بيبه الجميله


روحى الأمل غير متواجد حالياً  
التوقيع

يسلموووو عالتوقيع يا غاليه جوجو

رد مع اقتباس
قديم 23-08-14, 11:05 PM   #1267

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الفصل يا سكاكر ... عايزة اقولكم انو الجهاز أخفى الفصل من عدة ساعات و قعد أعااااااااااااااااااااااا اااااايط
و قلبتلهم الفيس مناحة .... لحد ما فريدة الله يكرمها خلتني الاقيه
لذا أنا عايزة تعليق بكل دمعة من دموعي الكريستالية ( طيب ... طيب .... ماشية بلاش شتيمة -_- )
برعاية حملة ( الجهاز قليل الأصل ... كان يخرب بيته حيضيع الفصل )


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 23-08-14, 11:05 PM   #1268

dema25
 
الصورة الرمزية dema25

? العضوٌ??? » 295964
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 661
?  نُقآطِيْ » dema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond reputedema25 has a reputation beyond repute
افتراضي

بجد حلوة كتيييير الف شكر ليى يا قمر ومستنين باقى الفصول بفارغ الصبر واحب اقول عيد ميلادى كمان خمس ايام احب اسمع هابى برس داى تو مى هكمل يا جماعه خمسه وعشرين هيه هيه هيه
ريم الفنئ likes this.

dema25 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-08-14, 11:08 PM   #1269

اسفة

مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير alkap ~

 
الصورة الرمزية اسفة

? العضوٌ??? » 110863
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 47,677
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
?? ??? ~
دورى يادنياكماتشائين وأرفعي من تشائين وأخفضى من تشائين لكنك أبدالن تغيري من الحقائق ولا من المثاليات الصحيحة أو الأفكار السليمة التى تؤكدلنادائما إن الأهداف المشروعة فى الحياة لا بدمنالسعي إليها بوسائل شريفةوأن ما نحققه بغيرهذه الوسائل لا يحقق لنا أبدا
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 123 ( الأعضاء 106 والزوار 17) ‏اسفة*, ‏dalia mostafa, ‏hadelosh, ‏روكو, ‏anora, ‏*جولي روز*, ‏amar_nirmen, ‏dema25, ‏سلمى ستار, ‏نادوش, ‏ayman_barya, ‏الحرف العتيد, ‏omniakilany, ‏قمر الليالى44+, ‏Roro2005, ‏خلود سعد, ‏rosemary.e, ‏what.ever, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏nona amien, ‏amatoallah, ‏markunda, ‏hedoq, ‏*strawberry*+, ‏شيزكيك, ‏monica g, ‏ميثاني, ‏rose.rose, ‏صمت الزوايا, ‏celinenodahend, ‏memorp, ‏hob, ‏hassnaa, ‏rinada, ‏escape, ‏دلوعة البصرة, ‏روحى الأمل, ‏عبوسي الورد, ‏dekaelanteka, ‏سودوكو, ‏johayna123, ‏khma44, ‏lolla sweety+, ‏saeer60, ‏شكرإن+, ‏salsa, ‏بريق العابرين, ‏نجمة تركيا, ‏قلب السكر, ‏غرامي الدلوعه+, ‏ابن الشام2, ‏lolo ahmed, ‏نوارة الجولان, ‏mary mod, ‏doudo, ‏مريم المقدسيه, ‏rainfall, ‏MNA, ‏حوار مع النفس, ‏نوت2009, ‏لا تتألمي, ‏whisperk, ‏فتاافيت, ‏maiswesam, ‏sara13, ‏totaphd, ‏رودينة محمد, ‏الود 3, ‏maysleem, ‏alein, ‏ام مصطفى1, ‏كلي اناقه, ‏nour helal, ‏Dndn1992, ‏زهرة الفناء, ‏Mary~), ‏salwa shazly, ‏المارينا, ‏مورا اسامة+, ‏lostlove_forever, ‏Rouh, ‏الملاك السعيد, ‏sasad, ‏alaa ahmed, ‏زهرة برية, ‏سحر الخيال, ‏RazanB, ‏مى عبد الرحيم, ‏dounya, ‏smile as you can, ‏sasamur, ‏crazygirl-1995+, ‏noooor.23, ‏مكاوية والخطوة ملكية, ‏khouloudxx, ‏نـور محمد, ‏سارة امينة+, ‏haneen el nada, ‏ككاابو, ‏yassminaa, ‏apk, ‏totyyy



اسفة غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 23-08-14, 11:15 PM   #1270

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dema25 مشاهدة المشاركة
بجد حلوة كتيييير الف شكر ليى يا قمر ومستنين باقى الفصول بفارغ الصبر واحب اقول عيد ميلادى كمان خمس ايام احب اسمع هابى برس داى تو مى هكمل يا جماعه خمسه وعشرين هيه هيه هيه

كل سنة و انتي بالف خير يا رب يا أحلى قمر ..... سعيدة جدا بالإحتفال معك اليوم و ربنا يجعل كل أيامنا أفراح




tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.