آخر 10 مشاركات
351 - من أجل عينيك - سوزان هوغ - م.د ( عدد جديد )** (الكاتـب : Dalyia - )           »          350- لن أبقى وحيدة- بولا جوهانسن- عبير جديدة -مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          349- زائرة الجزيرة - جان هوبر -مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          348 - حلم ليلة صيف - كاثلين سميث - م.الدولي** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          344 - وانتصر الحب - بات جيل - م.الدولي** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          343 - جزيرة الحب - جانيت هامبتون - م.د ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          340 - حب بلا أمل - ديبورا كاجيو -عبير جديدة (م .د) (الكاتـب : samahss - )           »          339- شاطىء الغرام-سوزان بيبر- عبيبر مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          337 - خذ بيدي وحدي - فران هوج - م . د** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          335 - ليلة واحدة أخرى - ديبورا بريستون - المركز الدولي** (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي الرواية الجديدة التي تفضلونها
فكرة جديدة تماما 2,051 56.53%
جزء ثاني لرواية بأمر الحب 665 18.33%
جزء ثاني لواية لعنتي جنون عشقك 912 25.14%
المصوتون: 3628. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree448Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-08-15, 10:51 PM   #22201

عفراء الطاهر
alkap ~
? العضوٌ??? » 335561
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 372
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond reputeعفراء الطاهر has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
?? ??? ~
فسحة خارج الواقع رحلة عبر خفقات القلب في عالم يقسو يوما بعد يوم لا شئ ابقي من الحب
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
موعد الفصل اليوم الساعه 11 وليس 12
نزولا لطلبات الجماهير كاتبتنا الرائعثه قررت ان تنزل الفصل قبل ساعه من موعده المعتاد
باﻻنتظاااااااااااااااار
تسلم تيمو وام سوسو اللبتنزل اخبار زي العسل ....تستاهلي حاجة حلوة علي الخبر الحلو ده


عفراء الطاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-15, 10:52 PM   #22202

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل التاسع و الأربعين :
لم تراه يوما في أشد حالات غضبه بمثل تلك الشيطانية من قبل !! .....
لم تظن حين خرجت اليوم صباحا بأنها ستواجه هذا المنظر من الغضب .... فلم ينتابها الخوف مهما كانت ردة فعله ...
لكن الآن .... وهو يقترب منها ببطىء ... صافقا الباب خلفه بقدمه ....
لم يفعل شيئا بعد .... بل كان يتحرك ببطىء و كل ما فعله أن عيناه كانتا مثبتتان على عينيها ...
و كانتا أكثر من كافيتان لكي تتراجع للخلف على السرير و هي تزحف زحفا و الرعب يرتسم على وجهها بأقسى صوره ....
لم يعد لها مكانا تتراجع به فوجدت ظهرها يتراجع الى أن استلقت برعب امام اندفاعه اليها جاثيا باحدى ركبتيه على السرير بجوارها ... و يده تطير لتمسك بعنقها , مما جعل عينيها تتسعان بذعر و هي تهمس
( لم أفعل شيء ....... لم أفعل شيء .... أرجوك لا تنظر الي بتلك الطريقة .... )
الا أن أصابعه أطبقت على عنقها وهو يهدر أمام وجهها بجنون
( خرجت اليوم !!!! ........... )
صرخت باختناق و هي تحاول أن تقاوم ضغط أصابعه ...
( وليد تعقل .... بالله عليك انظر الى نفسك ....... أنت تتحول الى مجنون , .... كل هذا من أجل خروج بضعة ساعات ؟!!! ..... لا شيء يدعوك لتلك الغيرة المجنونة !!! .... أرجووووك ... )
الا أنه لم يتمالك نفسه وهو يترك عنقها ليصفعها فجأة بقوة ... وهو يصرخ
( ملعونة الغيرة !! ...... اي غيرة تلك التي تتحدثين عنها مع أمثالك !! ...... ماذا كنت تفعلين مع لجين ؟!!! ..... ألم أحذرك من الإختلاط بها ..... )
كانت قد سكنت تماما و هي في حالة صدمة جعلتها أقرب الى التبلد ... و يدها على وجنتها حيث صفعها ....
مرت عدة لحظات من الصمت لا يقطعه الا تنفسه الهائج ... و تنفسها الشبيه بنهجات الغزال .....
ثم قالت أخيرا بصوتٍ فارغ
( هل سأدنسها لو اقتربت منها ؟!! ......... )
لم يتمالك نفسه وهو يقبض على ذراعيها ليرفعها رفعا على ركبتيها أمامه وهو يهزها بقوة صارخا
( سؤالي واضح ..... ماذا كنت تفعلين معها ؟!! ...... و ما هو هدفك ؟!! .... )
كانت تنظر اليه بتبلد و كأنها تنظر الى مجنون .... فهزت رأسها قليلا و هي تهز رأسها قبل أن تقول بخفوت بينما صدرها يتحرك بسرعة تناقض تبلدها الظاهري
( ما هو هدفي ؟!! ....... ماذا تظن ؟!! ....... )
عاد ليهزها من جديد وهو يصرخ أمام وجهها ...
( نزلت اليها ...... و طلبت منها الخروج على الرغم من أنه ليس هناك أي عامل مشترك .... اصطحبتها الى مكان تعرفه و من الواضح أنكِ تعرفينه جيدا ..... بعد أن جعلتها تدفع لك ثمن ما اشريته !! ..... ياللهي .. الا تكتفين ؟!!! ...... ما أنتِ ....جشعة لا تشبع حتى تنحدرين الى هذا المستوى ؟!! ...... )
كانت تهز رأسها غير مستوعبة لكل ما يصرخ به ...... و ما أن صمت ليلتقط أنفاسه حتى صرخت هي
( انتظر هنا يا سيد المستوى الرفيع ....... أي أغراض تلك التي سأحتاج لأختك كي تدفع ثمنها ؟!!!!! ...... هل تظنني أحتاج لكليكما معا ..... انظر لحسابي في المصرف ...... أنا فقط لم أمتلك سيولة كافية للدفع ... و كنت سأسدد لها ما دفعته ........ )
هدر من بين أسنانه وهو يهزها كدمية قطنية لا قوة لها ....
( حسابك الذي زدته لكِ الضعف ؟!!! ..... و الباقي \تعرفين جيدا كيف حصلتِ عليه .... حتى ملابسك اشتريتها لكِ ..... لكن ما أن شعرت بالنقص حتى جررت اختي خلفك كي تشتري لك المزيد بمبلغ لا يساوي شيئا مما تملكين ..... هو مجرد جشع , يجعلك عمياء فتقتادينها الى مكان عرفتِ عنه .... و عن صاحبه ... كي تخضع لطلباتك ...... )
هزت رأسها بقوة و هي تهتف
( أنت مجنون ...... هي من صعدت الي ...... و ألحت حتى خرجت معها .... و هي من اقتادتني الى هذا المكان , فمن أين لي أن أعرف بمن تقدم لها ؟!!!! ....... )
اتسعت عيناه وهو يقول مبهوتا
( أنت بالفعل جمعتِ معلوماتٍ عنها ؟!! ...........ماذا تريدين منها ؟!! ..... )
صرخت شيراز بقوة و هي تهز رأسها غير مصدقة
( أنت مجنووون ..... هي أخبرتني ... و هي صعدت الى هنا .... و هي التي طلبت الخروج و ذهبت الى هذا المكان .... و هي التي حكت لي عن شخص تقدم لخطبتها ليس أكثر ..... )
زفر بقوة وهو يصرخ قائلا ...
( هل تصدقين نفسك ؟!!!!! ..... الى متى ستظلين كاذبة الى هذا الحد ؟!!! ..... لجين لم تخرج منذ فترة طويلة ... و ليس من عادتها التباسط مع اي كان .... فما بالك أنتِ ..... )
صرخت شيراز بغضب
( توقف عن اهانتي .......... لا يحق لك , أنا أنظف منك و من أختك ..... )
رفع يده عاليا ... فرفعت له وجهها هذه المرة تتحداه أن يضرب .... و ما أن التقت أعينهما و شاهد شراسة القطط خضراء العينين بهما ... حتى تلكأت يده عاليا و اختل تصميمه .....
لكنها هتفت بقوة و حقد
( هيا اضرب ..... ارني بعضا من رجولتك ........ لن تكون الحيوان الأول الذي قابلته بحياتي ... )
التوى فكه بصعوبة ... فسقطت يده دون أن تمسها ... ليدفعها عنه بقرف و كأنها قمامة مهملة ... و استقام واقفا يوليها ظهره .....
بينما بقت هي جاثية على ركبتيها ... تنظر الى ظهره الضخم وهو يضع كفيه على وركيه .....
لم تدرك أن الدموع كانت قد انسابت على وجنتيها بصمت و دون أن تشعر بها .... الى أن قال وليد أخيرا بخفوت صارم
( ماذا تريدين من لجين ؟؟ ....... الى ماذا تسعين ؟!! ........ )
اتسعت عيناها بذهول و ضربت رأسها بكفيها و هي تصرخ ...
( يا رب العالمين !!! ...... ماذا تظن أنني أريد من أختك الغالية ؟!!! ..... أنت مهووس .... )
لم يتحرك من مكانها ... و لم يستدر اليها ....
مهووس ؟!! ........ نعم مهووس .... و هل يمكن لأحد أن يلومه ؟!! ..... لقد اغتالوها حية .... لم يتركوا قذارة الا و دنسوها بها .......
و الآن يرفض أن يصدق كل هذه الصدف التي تجمع بين شيراز و لجين .....

أما في الدور السفلي .... كانت لجين قد وضعت وشاحها على رأسها بشكل عشوائي و هي تندفع الى باب الشقة بغضب و عنف .... الا أن سمية أمسكت بذراعها بصرامة قبل أن تخرج و هتفت بها
( توقفي هنا ...... الى أين تظنين نفسك ذاهبة ؟!! ....... توقفي عن اثارة المشاكل , أنتِ السبب في كل ما حدث ..... )
التفتت اليها لجين و هي تقول بغضب
( أنا السبب ؟!! ...... هل أنا التي جريت اليه لأبلغه بالتقرير اليومي ... و الأدهى تغيير و قلب الحقائق كلها !!! ........... )
قالت سمية بعينين تبرقان غضبا
( أحفظي لسانك و أنت تخاطبينني يا لجين ........... أنت لا تعرفين هذه الفتاة , ... أنا أعرف عنها الكثير ..... )
وقفت لجين مكانها .... و قالت عاقدة حاجبيها
( من أين لكِ بالمعرفة عنها ؟!! ....... هل أخبرك وليد ؟!! ....... )
تنهدت سمية بتقزز و هي تبتعد عن الباب لتقول بغيظ
( أخاك لن يجرؤ على أخبار أي أحد عن زوجته الغالية ....... إنه يتجرع خزي و مرارة اختياره كي لا يفضح نفسه ........ )
عقدت لجين حاجبيهاو هي تقول بحيرة
( لماذا ؟!! .......... ماذا عرفت عنها ؟!! ...... )
مطت سمية لتقول بهدوء
( كنت قد شككت أين رأيتها من قبل ..... و اخذت أعصر تفكيري .... الى أن تذكرت بذهول ... تلك الشابة سرقت زوج أحدى عضوات النادي .... انتشر الأمر الى أن أرتنا ايها عضوة أخرى و قد صورتها على هاتفها الخاص في احدى المرات و هي مع زوج الأولى ......رجل في عمر والدها ... و هي في سن أبنائه ... )
رمشت لجين بعينيها ... و قالت بوجوم
( ربما كانت واحدة تشبهها !! .............. )
عادت سمية لتمط شفتيها قائلة ....
( شكلها مميز .... و غضب أخيك يدل على أنه قد كشف حقيقتها ..... أما ما عرفته أنا فكان أكثر .... )
أظلمت عينا لجين و هي تجلس على احد المقاعد ... تعرف جيدا جلسات النميمة في النادي .... مقرفة لدرجة تثير الغثيان .... و أعضاء تلك الجلسات ... لا يتركن مادة الحديث و بطلتها الا بالبحث عن المزيد من الفضائح ..... كي تصبح الجلسة ناجحة أكثر .... و أكثر نجاحا في أن تكون حديث الساعة ....
و على الرغم من أنها لم تسأل ..... فقد تطوعت سمية لتقول بازدراء
( السيدة المحترمة خريجة دار رعاية ..... و قد تزوجت عدة مرات قبل أخيك المعتوه ..... و الله أعلم إن كانت زيجات فعلا أم ..... )
نهضت لجين من مكانها و هي تقول بصرامة ....
( كفى ...... و لا كلمة أخرى ..... لا تنسين أنها تحمل اسم أخي ... اتقي الله .... )
ثم اندفعت خارجة معمية النظر بغضبٍ حالك ....
صعدت كل درجتين معا الى أن وصلت لمصدر الصراخ المستمر ... فأخذت تطرق الباب و هي تضغط الجرس منادية بغضب
( وليد ....... افتح يا وليد ........ وليد ..... وليد ... )
انتفض وليد مكانه وهو يسمع صوت الطرق الغاضب على الباب .... لكنه عاد لينظر الى شيراز التي كانت لا تزال جاثية على ركبتيها ... و قد غطت وجهها بكفيها و هي تنتحب بصوتٍ خافت بعد أن نال التعب منها ...
بينما هتفت من بين نحيبها
( لم أفعل شيئا من كل ما اتهمتني به .......هذا ظلم ... )
ابتسم بمرارة و هو يقول متجولا في الغرفة بأسى
( أنتِ من تتحدثين عن الظلم ؟!!! ......... )
صمت قليلا وهو يتنفس بقوة ناظرا الى السقف .... يشعر أنه يحمل حملا أكبر منه ....
ثم لم يلبث أن قال من بين أسنانه
( أخبريني بالله عليك ماذا أفعل معكِ الآن ؟!! ..... لقد علقتِ بي ..... لا أنا قادرا على تقبلك ... و لا أنا أستطيع تركك ترحلين بعد الآن ...... )
رفعت وجهها الأحمر اليه و هي تبتلع ريقها بصعوبة ... لتهمس بخفوت
( لماذا لا تستطيع تركي أرحل ؟!! ........... )
ظل صامتا قليلا ... قبل أن يقول بخفوت
( لا أستطيع أن أتحمل ذنبك و أنا أعرف جيدا أي طريق ستسلكين .... ستظلين تبعين سلعتك , الى أن تفقد سعرها .... فستضطرين في النهاية الى بيعها دون ثمن ...... )
فغرت شفتيها و هي تستمع الى تلك الإهانة البالغة ..... بينما نظر اليها صامتا و لم تكن ملامحه تحمل أي أثر للإهانة ... وهو يقول بخفوت أكبر
( هل تفهمين ما أقصد ؟!! ........ )
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تبتسم بمرارٍ ساخر .....
و قد كانت تتوقع كلمة حب حين سألت سؤالها الساذج !!! !!! ......
فقالت مبتسمة بمرارة
( لا تخف .... و لا تثقل ضميرك ..... أنا لا أحب الحرام ..... )
استدار اليها بكليته وهو يهدر
( هذا ما تظنينه ..... لأنكِ لازلت تملكين الجسد الغض ووجه الطفولة .... اي أنكِ تمتلكين بعض المقومات مما يجعلك صاحبة القرار كما تتوهمين .... لكن ما أن تفقدينها ... ستضطرين للتنازل .. و التنازل يبدأ بخطوة واحدة ..... أما أنتِ فقد قفزتِ خطوات ...... )
ارتجفت شفتاها ... و ضاقت عيناها و تشوشتا بغلالة من الدموع فهمست
( كف عن ايلامي ....... كف عن ذلك ...... أرجووك .... )
ظل ينظر اليها طويلا نظرات مختلفة عن أمس ..... و كأنه اليوم شخص مختلف , يصارع شيء ما ...
كانت لجين خارج الباب ....مستمرة في طرقها المزعج , الى أن شتم وليد بقوة وهو يندفع خارجا ...
ليفتح الباب بعنف ... و قبل أن تفتح لجين فمها بكلمة ... كان وليد قد هدر قائلا
( عودي من حيث أتيت يا لجين ........ )
الا أنها هتفت بقوة تماثل قوته ...
( لا ......... لن أعود ...... )
اتسعت عيناه وهو ينظر الى وقاحتها ... لكنه هتف بقوة
( لجين هذا وقت غير مناسب ..... اذهبي الآن .... )
ضربت لجين الأرض بقدمها و هي تقول بعنفوان
( لن اذهب و اترك المسكينة تتحمل نتيجة خطأي .... أنا من طلبت منها الخروج و ألححت عليها ..... و أنا من ذهبت الى هذا المقهى بنفسي ..... )
عبس بشدة وهو يقول
( لا داعي للكذب يا لجين ........ )
لوحت بذراعيها هاتفة بغضب
( أنت الذي لم تعد ترى سوى الكذب ...... بينما القصة أسهل مما يرتسم في خيالك .... احتجت الخروج فوجدتها تماثلني الحاجة .... ففعلت , نهاية القصة ...... )
ظل ينظر اليها بقسوة وهو يرى الصدق في عينيها ... فقال بشك
( لم تخرجي منذ فترة طويلة ..... فلماذا اخترتها هي ؟!! ...... )
ضربت وركيها وهي تقول بنفاذ صبر
( و من غيرها ؟!! ....... أنت أم سمية ؟!! ....... وليد توقف عن الظلم ..... ستندم بداخلك , اقسم بالله ستندم ندما شديدا فيما بعد ..... )
اغمض عينيه وهو يشعر بالثقل يزداد على كتفيه أكثر ....
ثم لم يلبث أن قال بتركيز وهو يضغط كفه المفرودة أمامها ...
( لجين ..... ابتعدي عنها أرجوك ... تلك المرأة تعاني من مشاكل عدة ..... و أنت خرجت للتو من محنة صعبة و أخشى عليك من التأثر بها ..... الإختلاط بها سيؤذيك ...... )
قالت بقوة
( و طالما أن هذا هو ما تظنه .... لماذا أحضرتها الى بيتنا منذ البداية ؟!! ..... أنا أخبرك لماذا .... لأنك أردتنا أن نكون رقباء عليها ..... تكاد تموت رعبا لو تركتها في بيت بمفردها , من أن يمس اسمك اي سوء .... لماذا فعلت هذا بنفسك يا وليد ؟!! ..... طالما أخذت حملا أكبر من طاقتك ... فتتعذب و تعذبها معك ..... )
حركة من الرواق جعلتهما يفطنان الى أن شيراز كانت تقف عند بداية الرواق و هي تستمع اليهما بتركيز ...
لكن لجين احمر وجهها بشدة و استدارت شاهقة .... بينما اتسعت عينا وليد بذهول و غضب وهو يهدر بها
( اذهبي و غطي نفسك ..... هل جننتِ ؟!!! ..... )
أخفضت شيراز وجهها و هي تتلمس جسدها ببطىئ شارد .... لم تكن قد أدركت أنها لا تزال مكشوفة الجسد حين خرجت !!! .....
بينما هتف وليد بلجين وهو يغلق الباب
( انزلي حالا ....... الآن )
استدار الى شيراز التي كانت واقفة مكانها تنظر اليه بلا تعبير ... فاندفع اليها وهو يحملها بقوة بين ذراعيه الى غرفة النوم ... ليلقيها على السرير , قبل أن يستدير الى الدولاب ليخرج منه قميص نوم طويل ....
و عاد اليها ليدسه فوق رأسها ... يلبسها اياه بقوة وهو يهتف آمرا بغضب
( منذ الآن ......... لا أريدك أن تكشفي جسدك مجددا , حتى لي أنا ... فهمت ِ ؟!! .... سأقتلك لو تركتِ أحدا يراك بهذا الشكل بعد اليوم ..... )
بعد أن ألبسها اياه ... أمسك بذقنها يرفع وجهها اليه لينظر لعينيها قائلا دون رأفة
( تعودي على ستر جسدك ........ مفهوم ؟!! .... أو أنا سأفعل رغم عنكِ .... )
.................................................. .................................................. ......................
أتبالغ هي في الإعتناء بهذا البيت الصغير ؟!! ....
حقا لا تعرف ... كل ما تعرفه أنها لم تمتلك بيتا يوما .... و لم تسكن واحدا أبدا ....
شقتها مع وعد لطالما كانت مرحلة انتقالية بسبب الظروف ...
وكل ما حصلت عليه في حياتها من قبل ..هو غرفة أعلى السطح بعد خروجها من الدار ... و كم كانت ممتنة لهذا , فصممت على أن تجعل منها حلما ملونا ....
زينتها بأبسط الاشياء ... و أرخصها ... لكن أجملها أيضا ...
لم تمتلك عائلة ... لكنها سعت الى تكوين علاقات الكترونية عديدة و عاشت صداقات عديدة لم تقابل اي منهم يوما ....
افتقرت الى الحياة ... فعاشتها بين الروايات و الورود ...
كانت مصممة على أن تظهر للقدر امتنانها ... لم تكن واثقة بأنها ستنجو بعد الخروج من الدار ...
لكنها شعرت بالعناية الإلهية تحاوطها دائما...
الى أن غفلت في لحظة عن دورها في العناية بنفسها .... فسقطت ....
لكن ....
و مرة أخرى تجد أنها تنهض من تلك السقطة .... و القدر يرسل من يعتني بها .....
ابتسمت ملك برقة و هي تلمس أوراق الوردة الحمراء المتفتحة التي تقوم بسقيها ....
لقد انتشر الخضار و الورود في العديد من أركان البيت .... بعد أن طلبت من رائف شراء شتلات الورود و الأشجار الصغيرة ....
كانت البيت حين دخلته لأول مرة .. دافئا , مرتبا , و نظيفا ...
الا أنه كان يفتقد للحياة ...
كان ساكنا و كأن شبحا من الماضي يسكنه ....
و شعرت بحزن غير مفسر و هي ترى شتلات أشجارٍ ذابلة و جافة .... لم يسقها أحد
و هذا لأن رائف يرفض أن يدخل اي انسان هذا البيت ... حتى ولو من أجل أن يسقي النباتات ....
الا هي ....
هي الوحيدة التي أدخلها بيته ... و أطلق يدها به ....تفعل ما يحلو لها ...
و كم أشعرها ذلك بالدلال .. و بأنها مميزة و ذات مكانة خاصة ...
فقد غيرت مكان الأثاث دون أن يأذن لها ... و ما أن رآه , وقع قلبها و هي تراه صامتا ... ساكن الملامح ..
و شعرت بالرغبة في البكاء عاليا .... الا أنه عند خروجه , استدار اليها و نظر الى عينيها طويلا قبل أن يبتسم ببطىء حتى تغضنت زاويتي عينيه وهو يقول بخفوت
( أوقفي بعض من جموحك في البيت .... لا أريد العودة المرة القادمة لأراكِ و قد طليتِ الجدران بنقوش الورود .... )
شعرت لحظتها بأن روحها تعلو و تتفتح كتلك الورود ... فأشرقت ابتسامتها و هي ترد قائلة برقة
( قد أفعل ....... فقد سلمتني مفتاح البيت , و لم يكن عليك الوثوق بي .... )
ضحكت برقة و هي تتذكر عينيه اللتين نظرتا الى عينيها طويلا ... و كأنه يريد اضافة تعديل بسيط لعبارتها .. الا أنه قال في النهاية ...
( ربما أردت اضافة بعض الحياة اليه .... لكنني لم أعلم أنني سأثير تلك الزوبعة من الرذاذ الذهبي به ... )
ارتجفت ابتسامتها قليلا .. و همست بخفوت و تطلع
( هل تعتبرني كرذاذ ذهبي ؟!! ......... لم يصفني أحد بهذا الوصف من قبل .... )
نظر اليها لفترة قبل أن يقول بصوتٍ أجش
( من الأفضل لكِ اذن الا يصفك به أحد مستقبلا ......... )
مالت ابتسامتها بعذوبة و شقاوة ..بينما فقد قلبها بعض من دقاته و أختل سير التروس في صدرها و همست ببراءة
( لماذا ؟!! ........ )
عبس وهو يعقد حاجبيه .... الا أنه تنهد أخيرا أمام شقاوة و رقة عينيها العسليتين , ثم قال أخيرا بصوته الوقور
( اعتني بنفسك الى أن أعود......... )

وعت الى نفسها شاردة تماما ...... و هي تتذكر تلك المحادثة القصيرة بينهما ... فتنهدت و هي تعود لملامسة الوردة الحمراء لتنتقل الى غيرها
كانت كالفراشة في البيت .... تنظف و تزين ... تصفر مدندنة على لحنِ صندوق الموسيقى الذي لا تمل من ألحانه أبدا .....
بينما كان حاسبها مفتوحا على الطاولة ....
لقد اشترى لها حاسوبا أيضا ...... و حين رفضت بشدة , قال بصرامة
( حين أرغب في أن أهديكِ شيئا .... عليكِ القبول بلطف , بدلا من القبول به رغما عنك .... )
قالت له بإصرار ....
( لم أخبرك عن حاسوبي القديم كي تحضر لي واحدا جديدا ........ أنا لا أستطيع القبول به .... )
قال بهدوءٍ لا مبالي أغاظها
( بل ستقبلين به لأنني أنوي شراء العديد من الأشياء لكِ ... و لن نفتح هذا الجدل كل مرة ..... )
ارتفع حاجبيها و هي تقول ببلاهة
( لماذا ؟!! .............. )
حينها زم شفتيه وهو يقول و كأنه متعجب منها
(لماذا مجددا !!! ...... حاولي التجديد يا صغيرة , و بالمناسبة , مصروفك أيضا ستتقاضينه مني ... )
فغرت شفتيها و اتسعت عيناها و هي تقول ببلاهة اكبر
( مصرو...!!!! ....... ماذا ؟!! ........ )
رد عليها بهدوء و ثقة
( أنتِ مسؤولة مني ........... )
اتسعت عيناها أكثر ..... و بدت صورة حية لطفلةٍ مشدوهة .... خاصة بضفيرتها الملقاة على كتفها بارتخاء و تشعث حتى خصرها ...
الا أن الطفلة همست بدهشة باهتة .....
( أنا لا زلت على ذمة رجل ........... )
و كأنها أشعلت وقودا تحت سطح ملامحه الهادئة ... فتحولت الى قناعٍ قاسٍ ... تلك المرات النادرة التي يتحول بها حنانه الى قسوة ... فقال بصوتٍ خافت ... صلب بدرجة ضاربة
( تلك العبارة لا أريد سماعها مجددا خلال الأيام القليلة القادمة و التي تفصلك عن الخلاص ...اتفقنا !! ... )
ابتلعت ريقها و قالت بصوت مرتجف
( قد لا تكون قليلة العدد يا رائف ......... )
هدر بصوتٍ خافت لفح أنفاسها
( بل ستكون ..... فلا تنطقي بتلك الصلة بينكما ..... )
صمت للحظة قبل أن ينحني وجهه اليها قليلا .. وهو يتابع هامسا بصوتٍ مشتد
( أنني لن أتحملها مجددا ......... )
رفعت وجهه اليه و هي تراقب شراسة خفية .. يحاول اخفائها تحت ساتر ملامحه الحامية ....
حينها رغبت في التربيت على الألم الذي يشعر به ... على الرغم من جهلها عن مدى قدره تحديدا وهويته ..
فقالت مبتسمة برقة
( حسنا ..... دعني أحاول مجددا ....لا تقلق بشأن حالتي المادية فأنا أمتلك مالا ... و وكما تعرف أشارك بمشروع وعد .... )
ظلت ملامحه داكنة .. رافضة للمرح .... الا أنها رمشت بعينيها تراضيه ... فلم يستطع الصمود طويلا ...
ظل صارما عدة لحظات لم تتعدى الثلاث ....
ثم انهارت صرامته و ابتعدت قتامة ملامحه للداخل منسابة على قلبه .. لتحل الابتسامة الصافية محلها على مضض ... و قال بصرامةٍ لم تخلو من الحنان
( و مع ذلك ...... سأعطيك مصروفا , و ستكونين مسؤولة مني لأنني قررت ذلك.... فهل لديكِ مانع ؟!.... )
ارتجفت شفتيها و هي تتذكر حالها في تلك اللحظة ....
لم تعلم أتضحك على مزحته أم تدعي الجدية ؟!!
أي اشارة يعطيها ؟!! .... أم أنها تتوهم الإشارات و تخادعها النجوم ؟!! .....
همست بابتسامة شاردة و عينين تبرقان برقة
( ماذا يريد يا وردة ؟!! ...... أخبريني بسره ..... )
أستفاقت ملك من شرودها المنصب على كل ما يقول رائف ... ما يفعله رائف ... ما يبتسم له رائف ....
و هي تسمع صوت رنين هاتفها .. فتركت رشاش الماء الذي تسقي به الورود و جرت بسرعة لتلتقطه و ترد عاتبة بصرامة لا تخلو من اللهفة
( لماذا تأخرت بهذا الشكل ؟!!!! ....... )
ساد صمت للحظة قبل أن تسمع صوت سيف يقول
( أممممم .... لو كنت أعلم أن جميلة شقراء الضفيرة ملهوفة علي لتلك الدرجة , لما فكرت بأختك مطلقا سابقا ....)
ضحكت ملك برقة و هي تتنهد بخيبة أمل سرية ... لكنها قالت بخبث
( أشك في ذلك يا سيف ..... فأنا لا أمتلك عينين شتويتين ...... )
عقد سيف حاجبيه للحظة , ثم قال بخفوت
( من أخبرك بهذا الوصف ؟! ........ وعد ؟! .... )
ابتسمت و هي تجلس على ذراع الأريكة لتقول ببراءة
( و من تظن اذن ؟! .... سوى صاحبة الشتاء الرمادي .... )
ساد صمت قليل و هي تبتسم بخبث أكبر ... مدركة أين أطلقت سهمها تحديدا .... و بالفعل قال سيف بصوت خافت دافىء
( و هل أخبرتكِ المزيد ؟! ........... فيما كنتما تتكلمان عادة ... )
اتسعت ابتسامتها حتى شملت وجهها كله ... فقالت بتردد مقصود
( آآآآآ... كل شيء تقريبا , .... لماذا تريد أن تعرف ؟! ...... )
قال سيف بصوتٍ خافت ملح قليلا ... يحاول جاهدا اخفاء الحاحه ..... لكنه كان فاشلا
( هل تتحدث عني ؟! .... كثيرا ؟! ......... )
الآن صارت ابتسامتها أعرض و أكبر .. لكنها تدبرت أن ترد بصوتٍ خافت متآمر
( اممممم .. لا أظن أنه من الصواب أن أفضح أختي يا سيف ...... )
ثم تركته ليتلوى على نار هادئة بعد تصريحها الخبيث .... لم تعلم أنه أرجع رأسه للخلف مغمضا عينيه و صدره ينبض ببطىء رتيب على نغم اسمها ....
و بعد أن تركت له الفرصة قليلا .. قالت ببراءة
( سيف ...... سيف ..... ألازلت معي ؟!! ...... )
سمعت صوت حشرجة حنجرته .... قبل أن يقول بصوته العميق
( نعم يا ملك ...... أنا هنا ........ )
قالت ملك برقة متعاطفة لا تخلو من الخبث
( هل أتصلت بي كي تحدثني عن وعد ؟! ......... )
سمعت صوت نفسه عاليا ... محملا بالكثير من الأثقال .. قبل أن يقول بخفوت
( لا ...... بل اتصلت كي أطمئن عليكِ ....... و أخبرك أنكِ ستأتين بيتنا مجددا ..... )
اتسعت عينا ملك و بهت وجهها قليلا قبل أن تقول بفتور
( بهذه السرعة ؟!! .......... )
قال سيف رافعا حاجبيه
( بهذه السرعة !!! ...... لقد مكثتِ بالفعل أكثر من اللازم و ظننتك تريدين العودة لحياتك !..... )
زاغت عيناها و هي تفكر
" أي حياة تلك !! ...... أكانت تتوهم السعادة من قبل ؟!! ... فالحياة هنا ....و السعادة هنا ..."
رمشت بعينيها و هي تطرق برأسها قبل أن تقول بخفوت محاولة تأجيل الرحيل
( لا أستطيع ....... لا أستطيع المغادرة هكذا دون ابلاغ رائف ... هذا ليس ذوقا .... )
ابتسم سيف دون أن تراه على الجانب المقابل ... و قال بصوتٍ جدي دون أن يظهر عليه ابتسامته
( آآه طبعا ليس من الذوق المغادرة دون أخذ اذن رائف ..... و هل يعقل ذلك ؟!! ... لم أكن لأجرؤ على طلب هذا يا سيدة الذوق و الرقة .... )
لم تلحظ السخرية في صوته .... فقد كانت في عالم آخر ... و هي تقول بشرود كئيب
( لا أعلم لماذا تأخر اليوم ...... كان من المفترض أن يكون هنا الآن لكن ..... )
قاطعها سيف رافعا حاجبه وهو يقول
( هل يأتي رائف يوميا ؟!! ....... و هل يدخل البيت يوميا ؟!! .... )
انتبهت ملك فجأة الى اتجاه سير التحقيق ... فاستقامت جالسة و هي تقول بتهذيب مبالغ فيه كي لا يسيء الظن برائف
( فقط لوضع ما يشتريه لي ..... أول ليلتين ظل مستيقظا خارج البيت .. و بعدها عاد ليبيت مع أخته )
قال سيف متسليا مدعيا الجدية
( آها ... هذا يفسر الأمر اذن .... لكن هل يجلب لكِ مشتروات يوميا ؟!! .... ماذا تحتاجين بهذه الكثافة ؟!! .... )
نظرت ملك الى الحاسوب ... و الورود .... بخلاف الملابس و الحلوى ... فقالت و هي تتلاعب بضفيرتها مؤرجحة ساقها
( امممم ... أنت تعرف , حليب .... خبز ... فأنا لا آكله الا طازجا أولا بأول .... و خلاف ذلك ... )
عاد سيف ليقول بتفهم
( آآآه .... بالطبع الخبز لا يأكل الا طازجا ..... مما يجعل اذن من وجوده أمرا منطقيا .... )
ضغطت ملك شفتيها و هي تطرق بوجهها الأحمر ... بينما قال سيف متابعا برقة
( عامة أمامك بضعة أيام قبل أن أطالب بضمك الى بيتي .... كي أضمن ابتعاد زوجك )
رفعت وجهها و قالت بهدوء خافت ... تحرس وعدا بينها و بين رائف .... حتى بغيابه ...
( ليس زوجي يا سيف ...... ليس زوجي و لن يكون ..... )
ساد صمت قليل قبل أن يقول بهدوء مؤكدا
( ليس زوجك يا ملك ........ )
قالت ملك بخفوت شارد
( هكذا يقول رائف ..........وهو ما أشعر به .... )
لم ترى ابتسامة سيف وهو يقول بهدوء
( طبعا هذا ما يقوله رائف ...... أخبريني , هل تحفظين كل كلامه عن ظهر قلب بهذا الشكل ؟!! ... )
ارتبكت قليلا و هي تقول بخفوت خجول متردد
( فقط ما يتطابق مع شعوري .............. )
قال سيف بجدية
( و كم من كلامه ينطبق مع شعورك ؟؟ ........ )
عضت زاوية شفتها السفلى دون أن تجيب ... فقال سيف يتكلم بطبيعية
( نصفه ..... معظمه ....... كله مثلا ؟!! ..... )
مطت ملك شفتيها كطفلة مذنبة لعقت الشوكولا من على الكعكة .... ثم قالت بتوجس و هي تعدل من كتفيها
( الى ماذا تهدف بالضبط يا سيف ؟!! ....... )
قال بدهشة
( لا أهدف لشيء محدد ...... لكنني أتعجب فقط ... هل تتصلين بي للحديث عن رائف ؟!! ... )
احمر وجهها أكثر و قالت تدافع عن نفسها
( لا طبعا .... الحوار فقط تسلسل بمنطقية ... أنا اتصلت كي ..... )
صمتت للحظة .. ثم اسقطت كتفيها بتهدل و هي تقول بحرج و فظاظة
( أنت المتصل ............ )
سمعت ضحكته الصغيرة و التي اشعلت بداخلها حرجا عنيفا ... و كأنه كشفها ..... لكن ماذا اكتشف ؟!!
هي نفسها لا تعلم الجواب بعد .....
قال سيف بجدية لطيفة بعد فترة
( أصدقيني القول يا ملك ..... ماذا تعتبرين رائف ؟؟؟ ......)
دق قلبها عدة مرات ... و رفعت اصبعها الى فمه تعضه بتوتر ... ثم قالت محاولة الكلام ببساطة و هي تهز كتفها بلامبالاة
( أممممممم عمي مثلا .... لقد طلب مني ذات يومٍ أن أناديه بعمي ....)
كتمت ابتسامة خجل خبيثة و هي تسمع صوت سيف يجلجل ضاحكا بصوتٍ عالٍ أشعل وجهها احمرارا ... و كأنه لم يضحك منذ زمن ... ثم لم يلبث أن قال أخيرا
( والله أفضل جزاء له أن تنفذي طلبه و تناديه بما طلبه ..... و كم أتوق لرؤية ملامحه حينها ..)
عادت لتعض زاوية شفتها السفلى دون أن تفقد ابتسامتها الخجولة و هي تطرق بوجهها ... تشعر بأن سيف يعلم ما لا تعرفه .... و يلاعبها به .....
لكن هذا أشعرها بسعادة مجهولة خفية ............
قال سيف أخيرا بعد فترة .... بخشونة زائفة
( أنا يجب أن أغلق الخط الآن .... لا تسمحي لرائف بإطالة الوقت أثناء وضعه الحليب في الثلاجة .... كوني رجلا محل ثقة ..... )
مزاحه يهلكها و يجعل صدرها يفكر في احتمالاتٍ عدة ... فليس من عادة سيف التفوه بالحماقات دون سبب ....
أغلقت الهاتف و هي تنهض من مكانها مبتسمة ... تدور قليلا مدندنة بلحن صندوق الموسيقى الذي بات محفوظا لأنيها كإسمها تماما .....
الى أن قابلت صورتها في المرآة .... فتوقفت عندها عدة لحظات
كانت هي بنفس ملامحها ... الا أن نظرة ادراك جدت عليها جعلت منها امرأة .... و هذا هو ما تشعر به مؤخرا
أنها امرأة ... بكل مشاعرها من ألم ... وجع ... صدمة تلقتها .... ثم سعادة تنبعث من كل هذا فتجعل منها أهدأ و اكثر نضجا و خبرة ....
ابتسمت ببطىء لهذا الوهج الجديد الذي لون وجهها قليلا .. و همست بداخلها برهبة و هي تتلاعب بطرف ضفيرتها
" سأتجاوز ما حدث لي ...... لقد بدأت بالفعل ..... سأتجاوزه .... فقد وجدت الابتسامة طريقها الى فمي ... و كنت قد أقسمت ذات يوم أنها لن تفعل أبدا ........ "
خرجت من البيت تتهادى ببطىء ... فوجدت " سيد " يسرع اليها ليقول بلهجته الصعيدية المميزة
( تحت أمرك يا سيدة ملك .... أتحتاجين شيئ ما ؟! .... )
علمت مؤخرا أنه يصدق بأنها زوجة رائف !! ....
لكن ما جعلها تشعر بالرهبة , هو أن رائف لم يبادر بتصحيح فهمه ...
و تركه على ظنه بأنه يسعى لتصحيح الحياة بينهما قبل أن تبدأ .... خاصة و هي ترى النظرات المشفقة التي يشيعه بها سيد كلما غادر كل ليلة .....
ابتسمت قليلا و هي تكتف ذراعيها ... ثم قالت بخفوت
( ألم يصل السيد رائف بعد يا سيد ؟؟! ...... )
قال سيد بحذر
( لم يصل بعد يا سيدتي ... و الا لكان دخل اليك مباشرة .... خاصة بعد أن منعته من شرب الأرجيلة .... )
ابتسمت بخجل شارد رغم عنها ....
اذن فقد نفذ طلبها ..... رفعت وجهها و هي تقول برقة عاتبة قبل أن تدخل للبيت تعاود الانتظار البطيء
( حاول أن تمتنع عنها أنت أيضا يا سيد ....... صحتك .... )
حك رأسه وهو يراها تدخل و تغلق الباب خلفها .... قائلا لنفسه
( والله لو كانت أم الأولاد تنطق بكلمة صحتك بهذه الطريقة ..... لكنت سقطت صريعا , ... لك الله يا سيد رائف ...... المسكين يحارب العمر و الأحزان أمام تلك العروس الصغيرة .... )
بينما بقت ملك مستلقية على بطنها فوق الأريكة ... تؤرجح ساقيها بقنوط و هي تضيف بعضا من صورها التي عرضت في المعرض الى موقع التواصل ...
مضت فترة طويلة منذ أن تواصلت مع أصدقائها .... و الآن تشعر بسعادة رقيقة و هي تعود لحياتها التي رسمتها كحلم بسيط ....
لا ينقصه سوى أن يعود رائف الآن ..... فقد نست الوحدة بوجوده ......



يتبع

قصصية and mareen like this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 15-08-15, 10:52 PM   #22203

JOURI05101

? العضوٌ??? » 311244
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 370
?  نُقآطِيْ » JOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond reputeJOURI05101 has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضووووور

JOURI05101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-08-15, 10:56 PM   #22204

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

سمعت صوت جرس الباب بعد عدة ساعات طويلة .... فقفزت واقفة , لتجري الى الباب و فتحته بسرعة و هي تلهث ....
وقف أمامها بملامح صارمة وهو يمط شفتيه قائلا بجفاء
( دون حتى سؤال "من بالباب" !! .... و أظن أنكِ لم تتكرمي أيضا بالنظر من عين الباب !!.... )
قالت بثقة و هي ترفع ذقنها علها تجاري طوله الفارع ِ
( لو كنت شخصا غريبا .. لما سمح لك سيد بالمرور الا على جثته كما أوصيته .... )
رفع احدى حاجبيه وهو يقول بنفس الجفاء
( و مع ذلك طلبت منكِ الحذر ....... )
قالت برقة و هي تتمسك بالباب لتقول بعتب
( لو كنت أتيت بموعدك لما فتحت الباب بلهفة عند تأخيرك ....... )
اضائت عيناه بوهجٍ مفاجىء.... الا أنه تمكن من السيطرة على نفسه وهو يقول بهدوء
( هل هذا تحقيق ؟!! ........ )
قالت و هي لا تزال متمسكة بالباب ... واقفة خلفه تنظر أرضا بعتاب
( اعتبره كذلك .............. )
مد يده يمسك بحافة الباب ليوقفها عن أرجحته .... فرفعت وجهها اليه , و كالعادة ثبتتها عيناه طويلا ... قبل أن يقول
( اذن هلا منحتني الفرصة كي أدافع عن نفسي ..... )
ابتسمت في الخفاء و هي تطرق برأسها قبل أن تفسح له مجالا كي يمر .... و ما أن دخل أمامها حتى تبعته و قالت بعتبٍ ظاهر رغم عنها
( لماذا تأخرت يا رائف ؟!! ........ ظننتك لن تأتي اليوم ... )
استدار اليها وهو يفحص ملامحها مليا باهتمام ... قبل أن يقول بحذر
( نويت الا آتي اليوم بالفعل ........ )
رفعت وجها متفاجئا باهتا اليه ..... و قالت بصدمة
( لماذا ؟؟.......... هل ضايقتك بشيء ؟!! .... )
شعر بأحشائه تتلوى وهو يسمع تلك الرقة الخالصة ... تكاد أن تذيب المتبقي من سيطرته على قواه .. و جمود السنوات ....
أيملك رجلا عاقلا القوة كي يشعر فتاة مثلها بالصدمة و العتب ؟!! .....
فقال بخفوت
( وجدت أنني آتي الى هنا كل يوم ..... و لم أمنحك الوقت الكافي للتعافي بهدوء و دون صخب ... )
شعرت بأنه يتكلم بلغة غريبة ... فكانت تستمع اليه بملامح بليدة ... قبل أن تقول أخيرا
( و هل تنوي تركي للتعافي وحدي ؟!! ...... متى أخذت هذا القرار الظالم ؟!! .... )
اتسعت عيناه قليلا .. و تسمر مكانه ... ثم قال بصوتٍ غريب مكررا
( ظالم ؟!! ......... )
كانت تقترب منه ببطىء ... لكن بتصميم ... و عيناها على عينيه بإصرر لتقول بهدوء خافت ..
( بالطبع ظالم ....... تعرف أنني أحتاجك .... )
أخذ نفسا طويلا ... غير ثابت , و مع ذلك جعل صدره يتضخم .... لكنه تمكن من القول بجدية خافتة
( و أنا سأكون دائما حولك ........ )
لم تتوقف عن اقترابها .. و لم تخفض عينيها ... و قالت بجدية
( لا أريدك حولي ...... أريدك معي ....... )
اتخذ الخطوة المباشرة لأول مرة وهو يسألها بقوة
( لماذا ؟؟ ......... )
كانت قد وصلت اليه ..... فرفعت رأسها تنظر اليه دون أن تجفل .. ثم قالت بخفوت
( أخبرتك ..... لأنني أحتاجك ....... )
التقت أعينهما في حوار طويل ...... كان هو أول من قطعه وهو يخفض عيناه بعيدا عن عينيها .... لكنها تمكنت من رؤية استراحة زاويتي شفتيه المشدودتين لتتحول تلك الاستراحة الى ابتسامة هادئة .... قبل أن يقول بهدوء
( جيد اذن ...... ربحت بمسابقة أفضل جواب , لذا تستحقين الرواية التي طلبتِ ...... )
انحنى ليخرج الرواية من احدى الأكياس التي كان يحملها ....
بينما هتفت جذلة و هي تهجم عليه ...
( وجدتها ؟!!...... وجدتها ؟!! ......... )
حاولت خطفها منه ... الا أنه رفع ذراعه بعيدا عنها وهو يضحك قائلا بصوته الوقور الهادىء ...
( ليس قبل أن تكرريها .................. )
عبست وهي تقول محاولة الألتفاف من حوله الا أنه كان اسرع منها كل مرة ...
( ما الذي أكرره ؟!! ........ )
قال مشددا بقوة
( احتاجك يا رائف ....... هيا قوليها .... )
عبست أكثر و هي تقول مادة كلتا ذراعيها ي تخطفها دون جدوى
( لقد قلتها قبل حتى أن تطلبها ........ هات الرواية )
ضحك قائلا وهو يدور و هي حوله ....
( و مع ذلك .... طعمها أجمل و هي مثبتة بالفعل و الدليل ..... هيا قوليها .... )
كانت تضحك و كأنها تجري و الأرانب تطاردها بحديقةٍ على مدد البصر ... لا تنتهي .....
فقالت هاتفة من قلبها
( أحتاجك يا رائف ....... تعرف أنني أحتاجك ....... )
تعثرت و هي تدور من حوله , فسارع ليلف ذراعه حول خصرها .. فاستندت الى صدره ...
حينها انتهى الجنون و الضحك ... ليحل محلهما جنون آخر ... اشعل بنفسيهما مشاعر هوجاء , ظهر بريقها في مقلتيهما وهو ينظر اليها .. و تنظر اليه مبهورة ...
حينها خرج اسمها من بين شفتيه همسا .... حفيف أوراق الخريف ....
( ملك ....... جميلة أنتِ ..... )
فغرت شفتيها المرتجفتين و هي تبتسم ابتسامة ضمت الكثير ....و الكثير ..... قفالت بجرأة لم تزيد كثيرا عن الهمس
( كلما أعدتها ..... شعرت أنني جميلة بالفعل ...... )
شعرت بصدره يضربها بشدة .... ذلك الحائط العملاق يضخ دمه الى أضلعها بهدير أثار الرجفة بها ....
فسارع لإبعاد ذراعه عنها .... لتنزل عن خصرها ببطىء شديد... و كأنها ترفض تنفيذ أوامر العقل ...
فتنهد بقوة وهو يرفع ذراعه الأخرى قائلا باحباط خفي ....
( الآن تستحقينها بجدارة ........ خذيها )
كانت قد نست الرواية تماما .... وحين رأتها في يده الممدودة اليها , حاولت بذهنٍ مشتت تذكر بداية الخلاف
الى أن أبعدت كفيها عن صدره ببطىء ... لتكتشف أن أصابعها ترتجف بشدة ...
فأخذت منه الرواية تنظر اليها بذهن ضائع ... بينما استدار هو عنها واضعا يداه بخصره ...
فراقبت ظهره العريض .... وهو يحاول استعادة رباطة جأشه .....
نظرت ملك الى غلاف الرواية اللامع و هي تتلمس غلافه .... و الذي كانت مرتسمة عليه صورة فتاة فاتحة ذراعيها للسماء و تكاد أن تحتضن الكون باتساعه ....
رفعت وجهها الى رائف ... تملأ عينيها من هيبة وجوده قليلا قبل أن تقول بخفوت مرتجف
( الشكر معك يفقد معناه ...... من كثرة تكراره ... )
قال بخفوت دون أن يستدير اليها ...
( اذن توقفي عن تكراره ........ )
ابتسمت و هي تعود لملامسة غلاف الرواية ... قبل أن تقول بصوت منخفض أكثر
( ربما يوما ما .. أتمكن من ايجاد كلمة جديدة تفي بالغرض ..... )
رفعت وجهها تنظر اليه مترقبة .... فرأته يرفع رأسه وهو يأخذ نفسا عميقا .... عاليا ....
فاخفضت وجهها مبتسمة بجنون !! ....... لم تظن نفسها يوما بمثل هذه القسوة .... لكنه يدفعها لذلك .....
قالت أخيرا بهدوء و براءة ... تؤرجح ساقها حول الأخرى
( اذن ...... لم تخبرني بالسبب الذي جعلك تعدل عن قرارك في الإبتعاد ...... )
استدار اليها ووجهه يعلوه العبوس و الغضب قائلا
( لم يكن قرارا بالإبتعاد !!!!! ...... لماذا لا تفهمين ما أحاول أن ..... )
لكنه فجأة صمت .... و اتسعت عيناه وهو يضرب جبهته بقبضة يده قائلا
( يا الهي ! ..... لقد نسيت تماما ...... )
قالت ملك بفضول
( ماذا نسيت ؟!!! ............ )
اتجه الى الباب بسرعة وهو يقول
( هناك شخص كان يتوق الى رؤيتك بشدة ... و أصر علي أن أصحبه اليكِ ... )
على الرغم من أنه رائف ....
لكن ما حدث لها من كريم لم يكن هينا ... لذا انتابتها رجفة مفاجئة .. لم تستغرق أكثر من عدة لحظات و الصور الغير محببة تترائى لها ...
و كانت تلك اللحظات كفيلة له كي يراها متسمرة مكانها بوجهٍ شاحب .....
فتوقف مكانه ... يعلو وجهه العبوس وهو ينظر الى ملامحها الخائفة ...
و بدلا من الإتجاه الى الباب سارع عائدا اليها .... ليمسك بكفها قائلا بقوةٍ كي يجعلها تفيق من رهبتها
( لا تخافي بهذا الشكل و أنت معي ..... مفهوم ؟!! ..... إنه أنا .... رائف ...ظننتك تثقين بي !! ... و أننا قد تخطينا هذه المرحلة !! ... . )
رمشت بعينيها و هي تهز رأسها قليلا ... ثم همست باعياء
( أنا آسفة ... لا أعلم لماذا خفت ........ أنا فقط .... )
صمتت و هي تشعر ببعض الدوار .... فشد على كفها يقول بقوةٍ خافتة ...
( أعلم ....... أعلم , أنت لا تزالين تعانين من ترصده لكِ ..... لكن أنا هنا و لن أسلمكِ له مجددا ... فهمتِ ؟؟ .... )
رفعت وجهها الشاحب اليه ... تنظر الى ملامحه الصارمة و تستمد القوة من كفه الحازمة الحنونة ...
فأومأت برأسها بصمت ... فقال بخفوت دون أن يبتسم
( تعالي ...... فقد تأخرنا عليه ..... )
جرها خلفه و هي مستسمة له .....
مندهشة من نفسها ... كيف يساورها القلق ولو للحظة واحدة وهو بقربها ؟!! .....
شيئ ما كان يخيفها اليوم ... على الرغم من أنها قد نبذت الخوف منذ فترةٍ بقسوة ....
لكنها اليوم و ربما بسبب تأخره عليها ... كانت تشعر بالخوف .... بالقلق .....
خرجت .... تلفح وجهها نسمات المغيب الناعمة ... و تذهب الدوار الذي انتابها للحظات ......
فأخذت نفسا عميقا ... محملا بعطر الياسمين المزروع في الحديقة الصغيرة أمام باب البيت .....
و ما أن فتحت عينيها .... حتى وجدت سيارته واقفة على بعد قليل .. فأمالت وجهها تتبين من يجلس في المقعد الخلفي .... حتى مال الى الأمام قليلا فظهر وجهه من نافذة السيارة .... و ابتسم لها ...
اتسع فم ملك في ابتسامة مفتوحة و هي تهتف بفرحة
( سيد عاطف ........... )
مدت يدها تلوح له بقوةٍ و سعادة .... فرفع يده يلوح بها دون حركة كالعظماء و النبلاء ... و ابتسامته التي يتغضن لها وجهه كانت تحمل سعادة وقورة مقابل سعادتها ...
سحبت ملك يدها من كف رائف و جرت في اتجاه السيارة .... بينما وقف هو مكانه ينظر اليها و هي تركض أمامه و ضفيرتها ترقص يمينا و يسارا ....
و روحه تهمس بصوتٍ لم يسمعه الا أذناه
" جميلة أنتِ !! ........ "
وصلت ملك الى السيارة ففتحت باب المقعد الخلفي دون اذن .... و انحنت اليه لتقول لاهثة بوجه متوهج
( سيد عاطف ....... تأخرت جدا بزيارتي ....... )
اتسعت ابتسامته أكثر و قال بصوته الجميل الوقور
( أخبروني أنكِ شاحبة مريضة .... تعانين صدمة تلو الأخرى , .... فلم أرغب برؤيتك بمثل هذا الضعف ... فانتظرت الفتاة التي أثارت اعجابي ذات يوم ...... )
اتسعت ابتسامة ملك بعمق و هي تنظر اليه برقة .... ثم قالت أخيرا بتأكيد
( و ها هي موجودة الآن ..... أحسنت الإنتظار يا سيد عاطف .... )
سمعت صوت رائف يقول من خلفها
( ربما لو سمحتِ لي بالمرور الى خالي .. لتمكنا من الدخول للبيت قبل حلول الظلام ... )
مالت بوجهها تنظر اليه خلفها تمط شفتيها قليلا ... بينما قال عاطف مبتسما
( أرى أنه لا يزال فظا معك كأول تعارفكما ..... جلف لا يعرف التعامل مع الورود .... )
عادت ملك بوجهها اليه و هي تفكر
" لو تعلم كم يمتلك هذا الجلف من حنان العالم كله !! .... " لكنها عوضا عن ذلك ابتسمت و همست بتآمر
( انه يتحسن ........... )
نظر عاطف من خلف كتفها الى رائف الذي كان يضيق من عينيه محاولا الإستماع الى ما يقولانه ...
لكنه نظر اليها بشك و هي تستقيم لتفسح له الطريق ... تبتسم له ابتسامة خلبت لبه ....
فتأوه بداخله وهو يهز رأسه يائسا ... قبل أن يذهب لإخراج الكرسي ... و يساعد خاله على الجلوس به ...
و ما أن دخلوا الى البيت ....
حتى نظر عاطف الى أرجاء المكان بصمت ... و شردت عيناه في البعيد ...
و على الرغم من أنه لم يفقد ابتسامته تماما .... الا أنه قال بصوتٍ شارد
( لقد تغير المكان عن آخر مرة رأيته بها ........ )
تسمرت ملك مكانها و توقف قلبها عن الخفقان .... تاه عن ذهنها أنه الآن ببيت ابنته ... زوجة رائف
في المحراب الذي يحمل صورها و ذكرياتهما ...
و ها هو والدها الآن ... يجلس شاردا ... محاولا إيجاد أي من آثارها القديمة .....
رفعت يدها الى صدرها و عيناها تتوسعان الما ... قبل أن تطيران الى رائف تسأله العون ...
لكن رائف لم يكن ينظر اليها .... بل كان رائف ينظر الي خاله عابس الوجه ....
بعينين حزينتين .... بعيدتين عنها ..... و كأن المحيطات قد اجتمعت كي تفصل بينهما في تلك اللحظة ...
فسقطت جالسة على الأريكة خلفها و هي تتنهد بصمت .... مطرقة بوجهها .... و كم شعرت بنفسها دخيلة في تلك الحظة ...
لكن عاطف كان أول من تكلم مبددا الصمت الحزين المخيم على ثلاثتهم ... فقال مبتسما ابتسامة وقورة ... لم تخدعها و تخلو من الحزن ..
( اذن يا فتاة الورود .... أنسيتِ أن دورا بيننا لم ينتهي ؟!! ..... مضت أشهرا و أنا غير مرتاح , أتطلع شوقا لإنهائه .... )
رفعت وجهها الشاحب اليه ... ثم قالت بخفوت
( الشطرنج ليس هنا !! ......... )
نظر اليها مبتسما .. ثم قال
( بل هو في السيارة ..... و رائف يحفظ ترتيبه تماما .... جعلته يحفظه كاسمه ... )
اتسعت عيناها بدهشة و هي تنظر الى رائف .... فوجدته يقف بنهاية الغرفة يتطلع اليهما بصمت و يداه في جيبي بنطاله ....
و كم ذكرها بالمرة الأولى التي رأته بها في القصر .... حين كان واقفا خلفها , ينظر اليهما بنفس النظرة ..
مما جعلها تتسائل بلحظة جنون ... الم يتغير احساسه بها , ان كانت النظرة لم تتغير بعد كل تلك الفترة ؟!!
قال عاطف يخرجها من شرودها الحزين
( ما بالك يا ولد تقف هكذا كالعمود المكسور ....اذهب الى السيارة و هات الشطرنج و أعد رص قطعه ... )
كان يبدو و كأنه لا يريد تركهما .... ينظر اليهما عابسا , عاقدا حاجبيه مما أخاف ملك ... لكنه في النهاية تحرك ليخرج على مضض ...
جلست ملك مكانها متسعة العينين .... تتنفس بسرعة و قد تبددت سعادة اللقاء منذ لحظات ...
وجودها مع السيد عاطف .... في هذا المكان بالذات !! .... ماذا لو كلمها بشيء ؟!!
لكنها نهرت نفسها بغباء و هي تتسائل ..
" و هل هناك شيء من الأساس يا غبية كي يكلمك به ؟!! ...... "
وضعت يديها على ركبتيها بتوتر و نظرت اليهما .... و قلبها ينبض بعنف ....
فقال عاطف بهدوء
( تبدين أقوى يا فتاة الورود ....... )
رفعت وجهها بسرعة بعينين واسعتين .... لم تظن أن هذا هو ما سينطق به ....
فابتلعت ريقها و قالت تضحك بعصبية
( لو تدري ما حدث لي ...... لما ظننت ذلك يا سيد عاطف ..... لقد كُسِرت ....... )
ابتسم عاطف وهو يقول بهدوء
( كسرك صديق الطفولة يا صغيرة ...... )
مالت عيناها بحزنٍ و دهشة و همست
( الازلت تتذكر القصة يا سيد عاطف ؟!! ....... )
مال بوجهه وهو يقول بخفوت
( لو كنت نسيتها ... لما تذكرت العودة اليك يا فتاة الورد ..... )
أخفضت وجهها الحزين ... لكنه قال بصوتٍ قوي النبرة ..
( لكن اعلمي أنه لم يكسرك ..... بعض الورود ليس من السهل كسر ساقها بسهولة . و قطفها يكون بالدم ... )
ابتسمت له بحزن و رقة .... لكن حركة عند الباب جعلتها تلتفت لترى رائف قد عاد ووقف يستمع اليهما ...
لم يستغرق عدة ثوانٍ !! ......
ابتسمت رغما عنها , على ما يبدو أنه يود سماع ما يقوله عاطف لها ...
لكنه تحرك ليفتح الشطرنج الجميل ... و اخذ يرص قطعه .. بينما عيناها تلاحقه خلسة ... و ما أن انتهى حتى استقام ليقول بهدوء
( ها قد تحولت لصبي مقهى .... أرص اللعب و ربما تريدان شيئا لتشرباه ... )
قال عاطف دون أن يرفع وجهه اليه ... بل كان ينظر الى الشطرنج أمامه و قد بدأ في التفكير مباشرة ...
( قهوة سادة يا ولد ......... )
اتسعت عينا ملك و هي تنظر الى عاطف الذي جاء خصيصا كي يكمل الدور بالفعل ... و لم يهتم حتى بفتح بعض المواضيع للكلام أولا .... الهذه الدرجة هو وحيد ؟!! .... مثلما كانت !! .....
لكنها سارعت تنهض من مكانها و هي تقول برفض تام
( لا يصح أبدا .... أنا سأعد القهوة يا سيد عاطف .... ارجوك اجلس يا رائ.... يا سيد رائف .... )
التقت اعينهما بقوة و عنف حين تداركت نفسها و نطقت " سيد رائف " ...
كانت الإدانة واضحة عليهما ...... فارتبك قلبها بشدة , بينما ازداد عبوس رائف وهو يلاحظ تغيرها و ارتباكها ....
الا أن عاطف هتف بقوة
( اجلسي يا فتاة ....... من ألاعب أنا ؟!! ..... هو سيحضر القهوة ... )
ظلت واقفة مكانها لا تستطيع السماح بذلك .... الا أن رائف قال بهدوء
( اجلسي يا ملك ..... أنا أحفظ مكان كل شيء بالمطبخ .... فهو بيتي في النهاية ... )
استدار ليغادر ..... بينما وقفت ملك مكانها ... تنظر في أثره بصمت ... تراه يتحرك في بيته براحة ... و ربما كان يتحرك بين ذكرياته ....
ترى أكان يعانق زوجته خلال تحضيرها القهوة ؟!! ...
قاطع أفكارها المريضة صوت عاطف وهو يقول بصرامة
( اجلسي يا فتاة ....... لن يضل طريقه ... )
احمر وجهها بشدة و هي مرتعبة من أن يكون عاطف قد تمكن من قراءة أفكارها ....
فسارعت لتحضر كرسيا و تجلس في مقابلته ... و عقلها مشتت , .... تلاعب دورها .. و تبتسم له بتوتر .. بينما عيناها تختلسان النظر الى باب المطبخ ...
ترى أيقف بأحد زوايه وهو يبتسم لذكراها ... تضحك معه و تجري منه ؟!! ...
وصل أخيرا ... ليضع القهوة أمام خاله وهو ينحني اليه ليقول عابسا
( تفضل يا سيد عاطف ...... نعتذر عن التأخير ... )
قال عاطف بصرامة دون أن ينظر اليه
( اصمت يا ولد .. و جد لك زاوية لترتمي بها ...... أنت تعطل تفكيري .. )
ابتعد رائف ليجلس على الأريكة أمامها و عيناه عليها .... بينما هي تختلس النظر اليه ... عيناها تسرحان على شعراته الفضية.... , و كلما فعلت تصدمها عيناه القويتان ...
فأعادت وجهها لرقعة الشطرنج بسرعة و أحمر وجهها بدرجة أكبر ...
نظر رائف بجواره الى حاسوبها المفتوح على الأريكة .... كانت شاشته سوداء و مع ذلك ظل ينظر اليه طويلا قبل أن يقول بخفوت وهو ينظر الى ملك
( أتسمحين ؟؟........... )
رفعت وجهها اليه متفاجئة ... و نظرت الى طلبه بدهشة , بينما نطق لسانها دون الحاجة للتفكير
( بالطبع ....... تفضل ...... )
كان سؤاله يبدو كتحدي .... من يسمعه يظنه وقح ينقصه التهذيب و هو يسألها أن يفتح حاسوبها !!!
الا أنها تقبلت التحدي بتحدي أكبر منه ..
فهل كانت وقحة حين اطلقت يدها ببيته ؟!! .... و يوم انهارت لم تجد سوى ملابس زوجته لترتديها !!
الوقاحة ليس لها معنى بينهما ..... أو ربما ..... الحواجز هي التي ليس لها معنى بينهما ....
تابعت اللعب و هي لا تعتقه من نظراتها بين الحين و الآخر .... يشغلها الفضول بما ينظر اليه ...
تعلم أن كل ما تركته مفتوحا ... هو رواية عاطفية .... و موقع التواصل ....
اتسعت عيناها فجأة بذهول و هي تستقيم فاردة ظهرها ... الرواية العاطفية !!!!!!!
لقد تركتها مفتوحة على مشهد حميمي بين البطل و البطل !!!! .... حين قامت لفتح الباب جريا من لهفتها للقياه !!!
لم يكن ذنبها ... لم تكن تعرف بوجود هذا المشهد .... و لم تكن فضولية له تقسم بالله ....
لكن من حظها أنه طرق الباب في تلك اللحظة فنستها مفتوحة عليه .....
شعرت أنها تود الموت .... بل ستموت لو قرأ هذا المشهد ..... ستموت ...
أخذت ترقبه برعب و هي تتمنى لو قفزت الى الحاسوب لتغلقه و تختطفه منه بسرعة .....
مالت بوجهها و هي تتأمله بينما العرق يتفصد من جبهتها ...
فرأته يضيق من عينيه ... وهو يدقق النظر , ثم لم يلبث أن عقد حاجبيه ...
ليرتفعا مجددا فجأة بدهشة !!
ثم نظر اليها و هو لا يزال على حال الدهشة التي سرعان ما تحولت الى صرامة وهو يزم شفتيه
بينما هي تود لو دفنت نفسها تحت أول سيارة مسرعة في الطريق ....
فأخفضت وجهها الأحمر كلون الفراولة .... بينما قال عاطف بهدوء
( العبي يا فتاة الورد ...... أنا أنتظرك منذ دقائق ... )
لعبت دورها دون تركيز .... بينما هي تختلس النظر الي رائف وهو يحرك اصبعه ببطىء على لوحة الحاسوب
حسنا .... على الأقل ترك الرواية .. و تقسم أنها ستمسحها ما أن تضع يدها على هذا الحاسوب مجددا ...
لكن هذه المرة ... وجدت ملامحه تختلف ... و هو يعقد حاجبيه ... يقلب مرة بعد مرة ...
بتركيز غريب .. بينما عيناه مسحورتان بشرود ....
تجرأت ملك لتقول بخفوت و هي تنظر اليه بينما تحرك قطعة اللعب
( هل تنظر الى صوري ؟!! ....... )
رفع عينيه اليها بتعبير غير مقروء .... هل هو غاضب ؟!!
لا الغضب ليس الوصف المناسب .... بل كان تدقيقا مصدوما .... خائفا ....
انتظرت رده فلم يصلها ... مما أشعرها بالقلق , فقالت مجددا بخفوت
( انها صوري من المعرض ... تلك التي استخدمت كخلفية للعرض .... وضعتها على موقع التواصل .... )
كان لا يزال مصدوما قليلا .... عاقدا حاجبيه ... ثم قال أخيرا بخفوتٍ لا ينم عن تعبير
( أتذكرها ........ لكن لماذا وضعتها ؟!! ..... )
كان قلقها يتزايد من موقفه الغريب ... لكنها تصنعت البهجة و هي تقول
( ربما كانت البداية في عملٍ ما ..... فقد طلبني صاحب الطلبية الأخيرة مع وعد خصيصا كي أكون العارضة للمجموعة ...... )
ازداد انعقاد حاجبيه اكثر .... و زادت قتامة ملامحه ... و ساد صمت مشحون , قبل أن يقول بصوتٍ صلب
( و هل وافقتِ ؟!! ........ )
هزت كتفها بتوتر ... و قالت
( لم أرد بعد .............. )
قال بصوت خافت ... بعيد
( لكنك تفكرين في الأمر !! ............ )
عادت لتهز كتفها دون أن تجد ردا معينا .... بينما كانت تطلع اليه بقلق يفترسها , مما يخاف ؟!!!
حينها نطق عاطف قائلا بهدوء
( فتاة بجمالك ..... من أجمل منها لتعرض بضعة قطعٍ من الملابس , لا تضاهي سحرها .... فتشتريها النساء و كل منهن تظن أنها تشتري سحر الشقراء ذات الشعر المتطاير ........ )
عبس رائف وهو يقول بصرامة
( خالي .......... أنت تغازلها .... )
احمر وجه ملك و هي تحرك قطعتها دون تركيز , بينما قال عاطف بلا مبالاة
( و ماذا لو كنت أغازلها !! ....... ما دخلك أنت يا ولد ؟!! .... هل ستربيني ؟!! )
حرك قطعته ... ثم رفع وجهه الى ملك وهو يمد يده تحت ذقنها ليقول مبتسما لملامحها الجميلة
( من لا يقدر الجمال .... لا يستحق أن يراه , و أنت يا صغيرة .... نافستِ الورد جمالا ..... )
احمر وجه ملك بشدة و هي تضحك برقة خجولة .... بينما هتف رائف بغضب
( حسنا هذا يكفي ..... أن تزيدها يا خالي ..... )
ضحك عاطف وهو ينظر الى ملك ليقول بلهجةٍ غامضة ...
( يبدو أن قدرك يصر على أن يسرقك كل خالٍ من الآخر ...... )
ضحكت ملك و هي تحرك قطعتها دون تفكير .... لكنها سرعان ما لاحظت المعنى الخفي لما نطق به , فتوقفت ضحكتها بصدمة ...و نظرت الى رائف الذي كان عاقدا حاجبيه هو الآخر و قد التقط نفس المعنى المبطن ...
ارتجف صدرها و هي تنظر الى حزنه الذي لا ينتهي أبدا .... لو فقط يطلعها على بعضا من أفكاره الشاردة !!
قال عاطف وهو يحرك قطعته الأخيرة
( مات الملك .........أخيرا و بعد أشهر .... . )
نظرت ملك مصدومة الى الحركة السهلة التي تحركها .... فقال بهدوء وهو ينظر اليها مبتسما
( لقد شتتِ عن الطريق ..... و ضاع تركيزك ..... )
همست ملك و هي تنظر الى الرقعة بحزن
( هذه أول مرة تحدث لي ........... )
رد عليها عاطف ليقول مبتسما و عيناه تنظران الى رائف
( ربما كان عامل التشتيت أقوى من أي مرة سابقة ......... )
كانت ملامحها حزينة و هي لا تعلم ما ارتكبت من ذنب .... بينما انتفضت على صوت أغلاق الحاسوب بقوة
وهو شارد الفكر و التركيز .....
فقالت بحزن .... و هي تنهض واقفة
( سأعد لكما مشروبا آخر .......... )
ابتعدت تحت عيني رائف الذي أخذ يراقبها صامتا .... لكنه و ما أن ابعد عينيه , حتى وجد عيني خاله تترصدان له كالصقر ..... فأخفض وجهه بصمت المذنب ...
حينها قال عاطف بصوته الهادىء
( أرفع رأسك يا ولد و انظر الي ......... )
رفع رائف وجهه اليه صامتا .... فقال عاطف وهو يتراجع في مقعده
( الى متى تظن نفسك قادرا على التظاهر بغير ما تشعر أمامي ؟!! ....... )
نظر رائف اليه بشعورٍ بالذنب ... الا أنه لم يملك القدرة على الإنكار .... فتابع عاطف بهدوء
( أنا من ربيتك يا ولد ...... أعرفك كما أعرف نفسي .... و كما كنت أعرف ابنتي .... )
أظلمت عينا رائف ... لكنه لم يستطع الرد , الألم كان أقوى منه ... فتابع عاطف وهو يتنهد ناظرا الى السقف متراجعا بكرسيه ..
( منذ سنوات .... حين توهمت بأنني أعرف ابنتي حق المعرفة و أنني أعرف الأصلح لها .... لم أكن أعلم أن الحياة قصيرة بهذا الشكل .... الكانت حياتها بالنسبة لي طريق طويل ممتد ... لا ارى نهايته .....
لم أضع ببالي أن أدفنها بيدي و أبكيها , بدلا من أن تبكيني هي .....
فسلمتها لك و أنا أعرف أنني سلمتها لليد التي سترعاها و تحميها ..... )
أعاد نظره الى رائف الذي كانت عيناه مظلمة بشدة ... و ملامحه تحفر نقوش الوجع , فتابع عاطف بثقة خافتة
( و حتى هذه اللحظة ..... لا يساورني الندم على قراري , و كأن قلبي كان يستشعر قرب النهاية و يرفض الاعتراف بها ... فأبى الا أن تموت تبين ذراعيك , تحت سقف بيتك ....
ربما الآن يتآكلني الألم لأنها كانت تتمنى شيئا و لم أسعى لتحقيقه لها كحياتها كلها ... لن الندم ليس من ضمن ما أشعر به ........ لم يكن ليحتملها غيرك .... أنت كنت الأقرب لها مهما أنكرت و أدعت حبا آخرا .... )
التوى حلق رائف بألم حاد ... بينما ارتجفت أصابع كفيه و هي تتشابك ...
لكن عاطف قال بعد فترة صمت طويلة
( لكن مع ذلك ..... و العجيب في الأمر و بعكسك .... فإن الندم ينتابني تجاهك ..... السنوات مرت سريعا , و هذا الشعر الأبيض تآمر مع الزمن ... فظهر أسرع من المعتاد , ليحملني ذنب رؤيتك تعيش حزنك من بعدها .... )
أخذر رائف نفسا مرتجفا .... عميقا .... وهو يرفع رأسه ناظرا لأعلى بينما الكلام ضل الطريق الى شفتيه , فقال عاطف بهدوء
( الى أن دخلت تلك الصغيرة حياتك ......... )
انتفض رائف ينظر اليه عاقدا حاجبيه .... فابتسم خاله متابعا ....
( لم أرى انبعاث الحياة و الغضب و شعلة الجنون بعينيك الا بظهورها ..... و كأنني أرى ابني الذي ربيته و عرفته يعود ليتنفس من جديد ..... و ربما لو لم يحدث لها ما حدث لما انتبهت لها مهما بل جمالها , بما انك أغلقت على نفسك جرة قديمة يعلوها الغبار ......
و كأن القدر أرسلها طالبة الحماية منك .... كي تشعر بأنك على قيد الحياة , و بأن توازنك الصارم اختل لوجودها ...... )
صمت عاطف وهو يطرق برأسه .... فقال رائف باختناق
( خالي ...... أنا ........)
رفع خاله يده كي يوقفه عن الكلام , و قال هو بصوت منخفض
( دع المتبقي من الحزن لي ...... لكن امنحني بعض الأمل و أنا أرى شعرك الأبيض هذا , ترافقه بعض السعادة أخيرا ....لا تدع المتبقي من سنوات عمرك تمر هباءا , و لا تخجل من الفرح أمامي ..... فما أشد احتياجي لرؤيتك تعيشه ...... )

كانت ملك واقفة مكانها في المطبخ ساهمة .... تحاول سماع ما يتهامسان به ... لكنها لم تستطع , و على الرغم من ذلك , كانت متأكدة بأنها سمعت ما يخصها .,......
تنهدت بتعب و هي تعود لوضع الأكواب على الصينية و كان الليل قد أرخى ستائره و حل الظلام في الخارج ......
لكن فجأة ...... سمعت صوت رنين الجرس !!! ....
رفعت وجهها ببطىء و تسمرت مكانها ..... و بدت ملامحها شاحبة حد الموت ....
من كان ليدق الجرس غير رائف ؟!! ..... حتى سيد لم يفعلها يوما !!! ......
و كأن الإدراك قد وجد طريقه اليها دون أي نسبة للخطأ ....
فشهقت عاليا و جرت الى خارج المطبخ ..... لكنها تسمرت و هي ترى رائف واقفا أمام الباب الذي فتحه للتو ...
و من ملامحه الجامدة و عينيه المتوحشتين .... عرفت هوية الطارق !!! ...
و كانت تعرف أنه كان قد بلغ من الجنون ما سيجعله هذه المرة إما قاتلا أو مقتولا ....
و كأنما تتوقع ما سيحدث .... هتفت بنشيج مرتعب
( رااااائف !!! ......... )
فالتفت وجهه اليها بعنف وهو يهدر بصرامة
( ابقي مكانك يا ملك .........لا تتحركي ... . )
ثم رأته يتراجع بظهره ببطىء .... قبل أن تتسع عيناها بذعر و هي ترى فوهة مسدس .. تدخل من الباب مصوبة الى رأسه .... يتبعها كريم الذي كان ممسكا به !! ...
منظره غريب ... مخيف ... طويل اللحية ... أحمر العينين و تحتهما هالات تزيدهما جنونا !! ....
صرخت بجنون من شدة الرعب
( شادي ..... ماذا تفعل ؟!!!! ..... هل جننت ؟!! ..... )
لم يحاول حتى النظر اليها كي لا تشتت انتباهه ... الا انه كان يبتسم بشراسة و لمعان الجنون ... فقال من بين أسنانه بصوت يثير الرجفة في الأوصال
( آآآآآه .... ما أجمل سماع صوتك بعد فراقٍ.. مليكة )
هدر صوت رائف يقول
( تراجعي يا ملك ...... تراجعي و لا تقتربي ..... )
ضحك كريم عاليا .... ثم قال بصوت كالفحيح
( الازلت تأمر و تنهي يا خالي العزيز ؟!! ........ ربما لم تدرك حتى الآن معنى أن تكون ملك زوجتي .... لكن دعنا نضع حدا أخيرا الآن لهذا الموضوع الذي طال أمره أكثر من اللازم ..... .. )
صمت قليلا و عيناه تلمعان .. وهو ينظر الى رائف و خاله ... متحاشيا النظر الى ملك كي لا يفتنه سحرها ...
ثم قال بلهجة انتصار واضحة
( أيام طويلة و أنا أنتظر مجيئك الى المكان الذي تخفيه عن الجميع ... و أنت تخادعني بمهارة ... الى أن نسيت حذرك اليوم و أنت تصطحب خالك ...... )
ضحك عاليا .. ثم رفع يده الحرة ملوحا الى عاطف الذي كان ينظر اليه صامتا .. عاقدا حاجبيه ... بينما قال كريم بمرح مجنون
( مرحبا جدي !! ........ سعدت بلقائك مجددا , و لو أنني كنت أن يكون اللقاء في ظروفٍ أفضل من هذه ...... )
اقتربت ملك خطوة و هي ترتجف بشدة من شدة الذعر ... و لم تدري أن دموعها كانت تنهمر على وجهها بغزارة ... لكنها قالت بتوسل مرتجف
( شادي ..... اسمعني فقط , أرجوك ..... قبل أن تفعل شيئا تندم عليه ..... )
ضحك عاليا دون أن ينظر اليها ... بينما هو يصوب المسدس المرتجف في يده الى وجه رائف ...
ثم قال بصوت مهتز .. مذبذب
( الندم هو ما شعرت به حين تركتك تفلتين من بين يدي .... مليكتي ..... )
قال رائف ببطىء شديد و عيناه مسمرتان على عيني كريم الحمراوين
( ملك ...... تراجعي ..... الآن ..... )
الا أن ملك لم تستمع الى أوامر رائف كعادتها هذه المرة .... بل اقتربت خطوة أخرى ... و قالت تتوسل برقة و هي تتمكن من الإبتسام
( أرجوك يا شادي ..... اخفض هذا المسدس .... انت ترعبني .... أرجوك , أتحب ارعابي ؟!! .... )
أخذ نفسا مرتجفا .... قبل أن يقول بصوت منخفض وهو لا يزال يتحاشى النظر اليها
( لم تتركي لي الخيار يا مليكة .......... تعالي خلفي , و احذري أي خطوة متهورة ... فالرصاصة حينها ستزين وجه خالي الحبيب ..... )
حينها اندفع اليه رائف وهو يهدر بقوةٍ زلزلت جدران البيت
( على جثتي .......... )
و كل ما تمكن كريم من قوله حينها بصوتٍ يشتعل رغم خفوته
( لم تترك لي خيارا اذن ........ )
و دون قول المزيد .... صوب المسدس الى قدم رائف و اطلق رصاصة أصابتها مباشرة ...
امتزجت صرخة رائف مع صراخ ملك المجنون و هي تراه يسقط على ركبته أرضا ... و الدماء تغطي البساط من تحته ....
فنبذت الخوف و جرت اليه .... تجثو بجواره و هي تتمسك به بعنفٍ و هي تصرخ منتحبة بجنون
( ياللهي !! ...... رااااائف .... )
كان كريم لا يزال ممسكا بالمسدس و قد تحولت ملامحه الى شيطانية بشعة ... وهو يقول بلهجة مخيفة
( تعالي خلفي حالا يا مليكة .... أو ستكون الرصاصة التالية بصدره .... )
نظرت ملك اليه بعنف و عيناها الحمراوان المنتفختان .. تتسعان ذعرا ...
لكنها قالت بلهجة بطيئة ... و هي تومىء برأسها
( سآتي معك ...... سآتي معك ... فقط لا تتهور , أنا زوجتك حبيبي ... )
نطقت الكلمة الأخيرة و هي تنشج بنحيبٍ متوسل منهار .....
حاولت النهوض من مكانها ... الا أن قبضة من حديد أطبقت على ذراعها و صوت رائف يقول لاهثا بلهجة مخيفة
( اذن اتبعها برصاصة بصدري أولا .... لأنها لن تتحرك من هنا و أنا حي .... )
هز كريم كتفه وهو يقول ببرود جليدي و كأنه انسان ميت
( كما تريد ......... )
الا أن ملك صرخت وهي ترمي نفسها على صدر رائف بعنف كاد أن يسقطه أرضا .. و هي تتعلق بعنقه بجنون
( لاااااا .... لاااااا يا كريم أرجوووك ...... أنا آسفة ... أرجوووك أنا آسفة ... )
حاول رائف ابعاد ذراعيها بقوةٍ عن عنقه وهو يصرخ
( ابتعدي يا ملك ..... تعالي خلفي .... )
الا أنها كانت في حالةٍ هيستيرية و هي متعلقة بعنقه كفكي كماشة .... و كريم يصرخ عاليا من خلفها
( ابتعدي عنه أو أطلق الرصاص على رأسه ..... لم أتعلم التصويب هباءا مليكااااا ... )
لف رائف ذراعه حولها ... و مال بوجهه اليها حتى لامست شفتاه صدغها وهو يهمس بكل ما أوتي من رفق
( اهدئي ..... اهدئي و تعالي خلفي .... لن يحدث شيء ... فقط تعالي خلفي .... )
كانت كالمجنونة و هي تصرخ و تهذي مغمضة عينيها بشدة ... ترفض ترك عنقه و كأنه قشة النجاة بالنسبة لها ...
فهدر كريم كالمجنون صارخا
( مليكااااااااااااا ....... )
لكن رائف نهض على ساقه السليمة وهو يكاد يحمل ملك معه بذراعه التي تحيط بخصرها ...
ليدفعها بقوةٍ كي تسقط أرضا بعيدا .... بينما اندفع الى كريم و أمسك بالمسدس قبل أن يتمكن من اطلاق رصاصته و رفع ذراعه عاليا ... و كان الشباك بينهما عنيفا وهما يتصراعان ...
و قال رائف من بين أسنانه ووجهه قريب من وجه كريم ..
( أرجووووك تعقل ..... لا أريد أذيتك .... أرجووووك يا كريم ..... )
لكن كريم بدا في حالة غير طبيعية ... وهو يطلق رصاصة استقرت في السقف ... فصرخت ملك بجنون و هي تطبق يديها على أذنيها .... لا تسمع سوى عبارة واحدة
" رائف سيموت ..... رائف سيموت ..... "
لكن صوت ضربة أخرى .... كان الأقوى ... فشهقت ملك و هي تحاول استيعاب وجود سيد من خلفه و الذي ضرب رأس كريم بعصاه الخشبية الضخمة ....
تركه رائف أخيرا ... فترنح و سيل من الدماء تنساب على وجهه و بين عينيه ....
مما جعل ملك تصرخ عاليا و هي تغطي عينيها بيديها .... بينما هتف رائف لاهثا
( لماذا تأخرت ؟!! ......... )
قال سيد
( كنت خلف البيت .... أثناء تواجدكم , فلم يفطن لوجودي ..... )
ترنح كريم .. الى أن سقط على ركبتيه وهو ينظر الى ملك التي أخذت تتراجع زحفا الى أن التصقت بالحائط و هي تضم ركبتيها الى صدرها .... تنشج برعب و هي تنظر الى الدماء التي غطت وجهه ...
فهمس وهو يمد لها يده قائلا
( مليكاااااا .......... )
كانت ترتجف بشدة .... تنظر الى يده المفرودة اليها , فتنكمش أكثر ملتصقة بالحائط و هي تنتحب بعنف ...
قبل أن يتحرك رائف اليها وهو يعرج متأوها بصعوبة ... فانحنى اليها ليضم خصرها بذراعه يرفعها عن الأرض و يحاوطها بذراعه الأخرى ليضمها الى صدره بقوةٍ وهو يغمض عينيه ...
حينها زاغت نظرات كريم الى أعلى ... قبل أن يسقط أرضا على وجهه ......
هدر عاطف بقوة
( اطلب الإسعاف يا سيد ..... كلاهما يحتاج الى للمشفى ..... )
أسرع سيد يجري خارج البيت ... كي يطلب الإسعاف , بينما كانت ملك تنظر من بين كتف رائف الى كريم الواقع على الأرض و الدماء تنزف من رأسه .....
أسنانها تصطك بشدة ... و شفتيها ترتجفان .... و جسدها ينتفض بعنف , بينما رائف يتحرك بها بصعوبة وهو يغمض عينيه من شدة الألم الى أن ارتمى بها جالسا على أحد الكراسي فسقطت على ركبتيه .....
و مرت عدة لحظات ... قبل أن ترفع وجهها عن صدره ... لتنظر الى وجهه .. بعينين منتفختين مترورمتين من احمرارهما ... و همست بصعوبة و هي تنتحب بشدة
( هل أنت بخير ؟!!! ...... أقسم أن أقتلك لو أصابك مكروها .... )
أرجع رأسه للخلف مغلقا عينيه شاعرا بدوارٍ عنيف ... لكنه ضحك مجهدا وهو يطبق بيده على مؤخرة رأسها كي يسحبها الى عنقه ... تدفن وجهها بتجويفه الدافىء وهو يهمس بتعب و ألم
( يبدو أن سني لا يحتمل الرصاص بالفعل ...... تكفيني الأرجيلة حاليا ... )
أزداد نحيبها بشدةٍ و هي تتعلق بعنقه ....و كأنها لا تصدق أنه لا يزال على قيد الحياة ....


يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 15-08-15, 11:02 PM   #22205

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

كانت تعلم على فستانها بسرعة كي تسابق الزمن ....
حتى أنها فضلته على باقي عملها .... كونها أصبحت مصممة و صاحبة العمل ... مكنها هذا من الحصول على بعض الأفضلية في ترك ما بيدها لغيرها من الخياطات ...
و يمكنها ترك الخياطة من الأساس ... الا أنها تشكل لها هواية ... تذكرها حين كانت المهرب من جفاء الأيام التي مرت بها ....
الخياطة عندها لغة .... تتكلم بها حين تعجز عن إيجاد من يسمعها ...
أما الآن ... فهي في مهمة إنهاء فستانها ... كي تكون جاهزة ليلة الزفاف و في أبهى حلة ....
لذا تمكنت من سرقت احدى ماكينات الخياطة .... و نقلها الى شقتها .... كما سرقت احدى نماذج العرض كي تثبت القماش من حوله ...
ابتسمت و هي تعمل بحماس ... و شعرت و كأنها سيندريلا ... تعد فستانها استعدادا لحفل الأمير
حتى الآن لا يزال " علي " يناديها بلقب " سيندريلا " .....
حتى على الملأ و أمام باقي السيدات و الفتيات .... و هي تسمح له بذلك , " فعلي " بالذات له مكانة خاصة بقلبها ....
لكن اليوم بالفعل أول مرة تشعر بأنها سيندريلا أو أميرة و متجهة للقاء أميرها .....
رغم عنها كان يتنامى بداخلها شعورا جميلا كل يوم ... أكثر من اليوم الذي يسبقه ....
يوم طلاقها , ظنت أنها ستموت .....كان الألم أفظع من احتمالها , ...
لكن يوما بعد يوم ....بات شيئ آخر يحل محل الألم ... شيء يبدو صحيحا , و كأن كل شيء يعود الى موضعه الصحيح ....
العلاقة بينها و بين سيف تجعلها تشعر بأنها طالبة تقع في الحب من البداية ... بينهما تعارف جديد ...
و هي أهل له .... لا تشعر بالنقص أو التحقير من نفسها ....
حتى هو صار ألطف ... و اكثر احتراما لها ....
و هي غير غافلة عن انتهازه الفرص كي يراها ... أو يسمع صوتها .....
أو على الأقل يرسل لها رسالة موجزة ... ترد عليه , فيرد عليها .... و تتحول الرسائل الى محادثة طويلة و كل منهما مستلقي بفراشه .... الى أن يكتب لها أخيرا ..
" آسف لأنني أخذت من وقتك الكثير و أطلت سهرك ..... "
فتضع الهاتف تحت وسادتها و تستلقي مبتسمة ... تنظر الى السقف هامسة
" أحمق و لا يليق بك التهذيب ..... "
ترى هل قنعت بدور ابنة خاله ؟!!! ..... أم أنها تتطلع الى الرجوع ؟!! ...
رفعت وجهها الى المرآة المقابلة لها و هي تعمل على الفستان أمامها فوق نموذج العرض ....
فابتسمت مرتجفة .... تشعر بالألم ؟!!!
نعم لا يزال الألم موجودا .... لكنه أقل كآبة من يوم الطلاق ... بل تحول الى ألم آخر ...
ألم الشوق ..... تشتاق اليه و مع هذا بداخلها تلك السعادة تتنامى تدريجيا
نعم تحن الى أحضانه .... تشتاق الى قبلاته حد الظمأ ....
و لطالما كانت العلاقة الزوجية الحميمية بينهما مبهرة .... لكن على الرغم من ذلك اكتشفت أنها رغم عذوبتها فهي لا تشكل لها هذا القدر من الأهمية ...
فما ينمو بينها و بين سيف حاليا أكبر ... و أعمق .... ترى أيشعر بنفس الشعور مثلها ؟!! ...
و قبل أن تجد ردا على سؤالها ... سمعت صوت رنين الجرس ...
فعقدت حاجبيها و هي تتسائل من ذا الذي سيأتي لزيارتها الآن ؟!! .....
ذهبت الى الباب كي تفتحه .... ثم ارتفع حاجبيها و هي تقول بخفوت
( عمتي ؟!! ............ )
وقفت منيرة بالباب مبتسمة بحرج... بكل بهائها و جمالها الرقيق رغم تقدم العمر بها ....
ثم قالت بهدوء
( كيف حالك يا وعد ؟؟ ...... أيمكنني الدخول ؟!! ..... )
رمشت وعد بعينيها و هي تبتعد قائلة
( نعم ... نعم بالتأكيد .... تفضلي أرجوكِ ...... )
أغلقت الباب خلفها ثم استدارت اليها و مدت يدها تقول بخفوت ...
( تفضلي يا عمتي ....... إنها مفاجأة ..... )
جلست منيرة على أحد المقاعد الوثيرة بأناقة و هي تقول برقة
( آمل أن تكون مفاجأة سعيدة ........)
قالت وعد بسرعة
( بالطبع ...... طبعا ......)
الا أنها كانت تكذب و هي تعلم ذلك ... فعلى الرغم من أنهما تقريبا اتفقا على شبه مصالحةٍ هادئة قبل سفرها ...
الا أن وعد لا تزال تجفل من زياراتها المفاجئة ... بعد المرة التي اقتحمت عليها العمل كساعية ... و هددتها بأن تبتعد عن ابنها ... و بالغت في اهانتها لدرجة رميها ببعض النقود في وجهها ...
تعلم أنها ذات قلبٍ أسود كونها لا تزال تتذكر هذا الموقف ...
الا ان منظر عيني منيرة المحتقريتن و غضبها ... و خوفها الظاهر على سيف من أن تدنسه مثلا .. لا يذهب عن بالها أبدا ... و يحفر بداخلها جرحا عميقا ....
نظرت منيرة الى أرجاء الشقة الأنيقة ... و قالت بخفوت رقيق لا يخلو من التوتر و الحرج
( شقتك أنيقة جدا ..... و هي تشبهك الى حد كبير ...)
رفعت وعد حاجبيها و ابتسمت تفرك أصابعها الطويلة بتوتر .. قائلة بخفوت
( شكرا يا عمتي .... و لو أنني أشك بمسألة الشبه تلك ..... تمنيت أن تكون أكثر رقيا .... )
ضحكت مازحة ... الا أن منيرة قالت بهدوء
( بل هي تشبهك بذوقها ..... جذابة و بها بعض اللمحات الداكنة القوية ... لكن ذلك لا يلغي الأنوثة بها ...)
نظرت وعد اليها بتوجس رافعة حاجبيها... ثم لم تلبث أن ضحكت بتوتر و هي تقول
( شكرا لكِ يا عمتي ..... لا أظنني أستحق هذا المديح العميق .....)
أخذت منيرة نفسا متوترا ... قبل أن تقول بارتباك
( كيف حال ملك ..... أتيت على أملِ رؤيتها ..... )
لم ترد وعد .... بل ظلت تنظر الى عمتها طويلا بنظرةٍ فارغة .... بينما الغضب القديم يحاول التشعب بداخلها
لماذا تصر على اشعارها بأنها نكرة .... وضيعة ....
بعد كل الكره الذي رأته منها و من ورد ...... تأتي الآن خصيصا لتسأل عن ملك التي لم يزد تعارفهم بها عن بضعة أيام .....
نعم تشعر بالغيرة ..... غيرة سوداء غير محببة ...
لكنها تمكنت من القول بفتور مرغمة
( ملك بخير .... لكن ربما لا تعلمين أنها لا تقيم عندي حاليا .... إنها تسكن بمكان بعيد كي نبعدها عن زوجها الى أن يتم الطلاق ....)
قالت منيرة بألم
( آآه أعرف .... أخبرني سيف ...... مسكينة حبيبتي , ما عاشته ليس هينا .....)
عقدت وعد حاجبيها و هي تفكر ...
" طالما تعرف ... اذن لماذا هي هنا ؟!! ...."
نظرت منيرة حولها قليلا بتوتر .... ثم قالت أخيرا بخفوت
( زفاف مهرة خلال أيام ......... )
شعرت وعد بضربة قاسية ....
هل هذا سبب مجيئها ؟!! ....... هل جائت تطلب منها الا تحضر ؟!!! ....
ابتلعت وعد ريقها و هي تشعر بأنها لن تكون قادرة على تحمل هذه الإهانة .... ستكون أكبر من قدرتها هذه المرة ...
لكنها قالت بصوتٍ خافت مكتوم متردد
( نعم ...... أعرف ... مبارك لها عمتي .... لقد ..... لقد دعاني سيف ... )
و انتظرت الصفعة أن تأتيها .... الا أن منيرة قالت مندهشة
( حقا ؟!!! ...... لم يخبرني هذا الولد !! ....... )
ابتلعت وعد ريقها باختناق .... و هي تفكر ...
" و الفستان ؟!!! .... ماذا عن الفستان الذي قاربت على إنهائه ؟!! ..... هذا ليس عدلا .... "
رفعت منيرة وجهها لتقول مبتسمة بارتباك جعل وجهها يحمر بشدة
( اذن فقد سبقني هذا الولد ..... الحقيقة أنني كنت قد ..... أتيت كي أدعوكِ و خشيت أن ترفضي المجيء بسبب الظروف ..... ففي النهاية أنا عمتك ... و إن كان النصيب بينك و بين سيف قد انقطع .... فهذا لا يمنع أن نحاول .... ان ..... )
كان ارتباك منيرة يتزايد بشدة ... الى أن صمتت مطرقة بوجهها و هي تندم على مجيئها المحرج الى هنا ...
فقالت وعد برقة و هي تنظر الى رأسها المحني ....
( سآتي يا عمتي ...... لقد حضرت نفسي و سآتي ان شاء الله .... مبروك )
رفعت منيرة وجهها الى وعد بأمل .... ثم قالت
( حقا ؟!! ...... ظننتك ستردينني مكسورة الخاطر ... )
قالت وعد بخفوت
( و لماذا يا عمتي ؟!! ..... لقد أكلت ببيتكم ذات يوم و لهذا حق علي ...... )
كان وجه منيرة منخفضا طوال الوقت و هي متمسكة بحقيبتها ... لدرجة أشعرت وعد بالشفقة عليها ...
لكن منيرة قالت بخفوت
( هذا يجعلني .... يشجعني ... أطلب منكِ البدء ,بفتح صفحة جديدة ...... )
رفعت وجهها الى وعد تقول بخفوت
( ربما بعد زواج مهرة ... قد تتمكنين من زيارتي بين الحين و الآخر ... خاصة حين تتزوج ورد هي الأخرى ..... و أنا أعلم أنهما تسببتا في ايلامك ... لذا ربما بعد زواجهما تتمكنين من ... )
الا أنها صمتت .... و اطرقت بوجهها اكثر ... ثم قالت بخفوت
( أنا أيضا آلمتك ..... لكن أتمنى أن ....... )
كان كلامها مبعثرا ... محرجا ..... مما أشعر وعد بالإختناق ,و على الرغم من تأكدها بأن عمتها لم تقم بهذه الخطوة الا بعد اطمئنانها الى طلاقهما ... الا انها قالت بهدوء و تأكيد
( لا بأس يا عمتي .. لنبدأ من جديد ....... )
رفعت منيرة وجهها وهي تقول بأمل
( هل ستأتين لزيارتي بين الحين و الآخر ؟؟ ...... )
أومأت وعد و هي تقول بهدوء
( ان شاء الله ........ )
نهضت منيرة ... و حاولت وعد استبقائها الا أنها أصرت على المغادرة بلطف ... فقد كانت في حالة من الحرج أكثر من احتمالها ...
و حين خرجت من باب الشقة كانت تهمس لنفسها بحزن
" خدعت نفسي على الرغم من أنني ذقت نفس حب سيف من قبل .... فقد ورث قلب والده ... و أنا لن أسمح بأن يدمر قلبه بما يفعله الآن ....مثل سيف ووالده حين يدمر قلبه , قد يفقد نفسه الأخير .. ..و أنا لن أسمح بهذا .... لن أسمح ... "
.................................................. .................................................. ...................
وقف مستندا الى سيارته ... ينظر الى الليل المظلم ... لا تضيئه سوى بعض النجمات البعيدة ..
شرد بها قليلا ... قبل أن يتنهد بنفاذ صبر ليخرج هاتفه من جيبه و يكتب نص رسالة
" ليس معنى أنني صممت على اصطحابك معي أن تؤخريني !!! ... أنا شقيق العروس وولي أمرها الوحيد ... هلا تحليتِ ببعض الدم و نزلتِ من فضلك !! ... "
انزل هاتفه وهو يسمع صوت الليل ... يكاد نفاذ صبره أن يحرقه كي يراها ... لكن صوت رسالة وصلته فرفع هاتفه المضيء ليقرأها
" يمكنك أن تأخذ سيارتك و تذهب على فكرة !!!!!!!!! "
زم شفتيه قبل أن يكتب بعنف
" انزلي قبل أن أصعد اليكِ و أنزلك على صف أسنانك .... "
نظر الى باب الxxxx دون جدوى ... الى أن وصلته رسالة أخرى ... فقرأها
" هل هذا اسلوب يصلح لمعاملة آنسة محترمة مثلي ؟!ّّ!! ...... "
زفر بعمق وهو يضرب الهاتف كاتبا رسالة جدية
؛" آنسة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ..........."
وصله الرد خلال لحظات
" احترم نفسك ........... علامات التعجب تلك قذرة المعنى .... "
اتصل بها أخيرا بغيظ ....
و انتظر الرنين الى أن سمع صوتها المبحوح و هي تقول
( أنت حقا أكثر مرافق عديم الذوق رأيته بحياتي ........ )
الا أن صوتها أثار به جيشان من الحنين ... فقال بهدوء آمر
( انزلي يا وعد ........ رجاءا ... )
أخذت نفسا عميقا ... قبل أن تقول برقة
( أرأيت !! .... الأدب فضلوه على العلم ..... أنا أمام المصعد , لحظات و سأكون عندك )
تنهد وهو يضع هاتفه بجيبه ... ثم أخرج علبه سجائره ليشعل واحدة منها بوجوم شارد ...
لكن و قبل أن يأخذ منها نفسا ... و بينما هي مشتعلة في فمه ... رآها تخرج من بوابة البناية !!!
فغر شفتيه قليلا ... فسقطت السيجارة من بين شفتيه فانتفض يبعدها بحذائها شاتما كي لا تثقب بنطاله ...
و ما أن سحقها بقدمه ... حتى رفع رأسه مجددا كي يتأكد مما يراه بعينيه ....
و هي تتقدم برشاقة كي تقترب منه .... ترتدي فستانا من الحرير الذهبي الشاحب ... محكم حول صدرها وحول ذراعيها ... دون أن يغفل عن إظهار استدارة كتفيها بوقاحة ...
بينما ينهمر كشلال من الأمواج الناعمة حول ساقيها بنعومة حتى الأرض ....
أما شعرها فكانت ترفعه في لفة أنيقة خلف رأسها .... جعلت شكلها يخلتف تماما ....
و و جهها يبرز جماله بزينته الذهبية التي شاركت الفستان لونه ....
بينما تراص صف من النجوم الذهبية الصغيرة حول لفة شعرها مما جعلها تتوهج ببريق سحره
و جعله يتسائل بذهول
• "هكذا تلمع النجمات ؟!! ....... من يجعل الأخر أجمل ؟!! .... أنت أم تلك النجوم الصغيرة التي تزين شعرك ؟!! .....
كان قماش الفستان من النعومة و الخفة بحيث كان يرفل متطايرا بجموح حول ساقيها و كأن الهواء يندفع بينهما و هي تقف على قمة جبل عال..........
مطرقة الرأس .... تتأكد من حقيبتها الصغيرة .... بينما يدها تملس فوق خصر الفستان فيبرز صدرها بهلاك الذكرى ......
خصلة شريدة أمام أذنها تتطاير فوق وجهها ... تتذوق طعم أحمر الشفاه الذهبي المسكر الذي تضعه .....
فتتركه واقفا يتمنى أن يكون محل خصلة شعر ....
يرتفع اصبعها الطويل لتعيد تهذيبها خلف أذنها ... و حينها رفعت وجهها اليه ....
و ابتسمت أجمل ابتسامة تجعل من ابتسامات النساء الأخريات مجرد تشنجا عضليا .....
والأدهى أن عينها الشتوية اختارت تلك اللحظة بالذات كي تغمز غمزتها الوراثية الوقحة و التي لا تملك سيطرة عليها .... و لا تعرف مدى سحرها ......
فهمس بداخله دون صوت
" تبا لغمزاتك تلك !...... لو أملك تدبيس جفنك كي لا يسحر غيري من الرجال لفعلت مسرورا ....."
وقفت أمامه أخيرا و هي تفتح ذراعيها لتقول برقة شجعتها نظرات وجهه الصارمة الجلفة ... و هي تعرف أنه تعبيرعن اعجابه ،،
(مساء الخير سيدي ...... كيف تراني ؟..... هل أليق بمرافقتك الليلة ؟........ )
ظل صامتا قليلا دون أن يبتسم .... الى أن أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بخفوت بعيد
( من أين لك بمثل هذا الجمال يا وعد ؟!!! ,........ )
" حسنا ..... هذا يوم مشهود في التاريخ ..... لقد نطق عبارة اعجاب حقيقية ينقصها سخريته المعتادة و قذائف لسانه الفظ ..... "
احمر و جهها بشدة و غباء ... لكنها رفضت الا أن تجيبه بطبعها السمج كي تستثير أعصابه عن عمد (يبدو أن الطلاق قد عاد علي بالصحة و التورد ...... )
مط شفتيه بامتعاض دون أن تغفل عن النظرة العميقة بعينيه و كأنها بكلمتها قد لمست شيئا في الصميم ......
فمدت قبضتها تدفع كتفه و هي تقول بعفوية
( أمزح ........ أمزح يا سيدي البائس ..... كانت مجرد عبارة أطمئنك فيها على صحتي قبل أن تبادر و تسألني السؤال المقرر في المنهج ...... أنا بخير يا سيف و لم أشعر بأي توعك مؤخرا ...... )
مد يده يقبض على قبضتها الصغيرة .... و استبقاها متكورة في كفه ... في سلام خاص بينهما ...
غير باقي السلام .... و قال بهدوء عميق
( تبدين رائعة ..... لدرجة تجعلني اخشى عليك من العيون الليلة ... ما بين معجبة و حاسدة ..... ) نظرت اليه و قلبها ينبض بعنف ..... هل يدرك فقط معنى ما نطق به للتو على الرغم من بساطته؟!!! ما بين معجبة و حاسدة !!!
أي أنه يغار عليها .... وبنفس الوقت يشعر بالزهو بها .....
هل يدرك ما يقوله أم أنه فقط يزيد من حسرة الفراق ؟!!! ......
و حين طال الجواب ..... تنهدت و هي تميل بوجهها لتقبض على يده بيده الأخرى هامسة بصدق (مبروك يا سيف ...... مبروك ....... أظن أن تلك الصغيرة هي الناجية الوحيدة من كل آلام الماضي .....)
ابتسم لها .... ولسان حاله يقول ...
" محظوظة هي اذن ..... ليتنا كنا من الناجين ...... "
جلست بجواره في السيارة .... تراقب السماء الداكنة و هي تشعر بقلبها ينبض كقلب فتاة صغيرة ....
وقاره الليلة يخطف الأنفاس .....
قال سيف بخفوت قاطعا الصمت بينهما
( كيف حال ملك ؟؟ .......... )
تنهدت وعد و هي تقول بأسى
(منذ الحادثة و هي تحاول التظاهر بالتماسك .... لكنها لا تخدعني لا تكف ليلا عن البكاء و تظنني لا أسمعها ..... لا أعلم ان كانت تشعر بالذنب لاصابة رائف ..... أم عادت الى حبها البائس و تبكي زوجها ..... )
قال سيف وهو يدير المقود بسلاسة .....
( لا أظنها تملك أي مشاعر ايجابية باقية تجاهه ... بعكس رائف... )
نظرت وعد اليه بطرف عينيها .... ثم قالت
( لماذا تحاول أيهامي أنها تكن مشاعر خاصة لرائف هذا ؟!...... انها مجرد ممتنة له ليس الا ..... و أنا أرى أنه من المستحيل أن تقترن بتلك العائلة المجنونة من جديد ... انهم عصابة يا سيف .....)
قال سيف بهدوء
( رائف ابن عائلة عريقة ... لا خلاف على نظافة سمعته ، فلما نحاسبه على ما فعله زوج شقيقته ؟!!... و أيضا ما فعله كريم خاصة ..... و أن ملك هي من كانت تعرفه أولا ...... )
قالت وعد بحدة
(و لما نجازف ؟!! ......... لم أتخيل أن يصل الأمر الى اطلاق رصاص و دم !!!.....
هل تتخيل حالتي يا سيف حين سمعت بالخبر ؟!!.........)
رد عليها بصوت مكتوم
( أتخيل تماما ........ )
أول ما اثار فزعه عين سمع الخبر هو أن ترتعب وعد و تنتكس ،قبل ان تعرف بأن ملك بخير ....
قالت وعد أخيرا و هي تتنهد بيأس .....
( لا أعلم الآن طبيعة سير القضية خاصة و أنه راقد في المشفى بسبب اصابته البالغة ...... )
قال سيف بحزم
(القضية تم رفعها و انتهى الأمر ..... لن يؤثر بها اصابته ... بل على العكس رب ضرة نافعة .... فسيكون هذا اكبر دافع للتخلص منه ..... )
قالت وعد بحزن عميق
( تلك القضايا تستغرق على الأقل عاما كاملا يا سيف .... )
قال سيف بخفوت
( سيمر ..... سيمر يا وعد ..... كل شيء يمر سريعا ....... )
نظرت اليه بصمت ..... و وجدت نفسها تتسائل
" و هل مررت أنا أيضا يا سيف ككل شيء يمر ؟!! .... أم أن جزء مني لا يزال بداخلك ؟؟ ....."
لكنها أطرقت برأسها دون كلام ..... فقال سيف بخشونة
( لا أعلم سر اصراركما على بقاء ملك معك ؟!!............ )
قالت وعد و هي تنظر اليه بطرف عينيها
( الهذه الدرجة تتمنى بقائي وحيدة يا سيف ؟!!.........)
نظر اليها بخشونة قبل أن يقول
( و لماذا لا تأتين معها ؟!!....... الن يسعك بيت عمتك يا وعد ؟!!....... )
لم تملك نفسها الا أن تضحك ضحكة مريرة .....
ان كان البيت لم يسعها و هي زوجته .... فهل يسعها و هي طليقته؟!!......
قال سيف بنبرة عميقة ....
( ما معنى هذه الضحكة تحديدا ؟!!..... ظننتك قد تجاوزت الخلاف !!..... )
تنهدت و هي تعلم أنه لا جدوى من الحوار المرير .... فقالت بهدوء
( تعرف أن هذا لا يليق يا سيف .... من كل عقلك تقترح أنت ؟!!! ..... )
قال سيف بخشونة
( يمكنني المبيت بمكان آخر ..... حتى لو كان شقتك القديمة ..... على الأقل سأكون مطمئنا عليكِ .... )
نظرت اليه رافعة احدى حاجبيها و هي تقول بدهشة
( هذا تقدم مذهل ..... أنت تتجاوز الماضي بصورة تثير الاعجاب .... )
نظرت من نافذتها و هي تقول بهدوء
(لكن هل تتخيل شعور عمتي و ورد حين اتسبب في بقائك خارج البيت ؟!!!......الدفن حية سيكون أسهل ......)
صمت سيف و لم يجد المزيد ليقوله ..... بينما انعقد حاجباه بشدة و زاد من سرعة قيادته ...
فنظرت اليه وعد و هي تقول
( لماذا نتطرق الى مثل هذه المواضيع مجددا ؟!!....... اليوم زفاف أختك الصغيرة ..... ابتسم ... )
نظر اليها .... فابتسمت .....
و دون أن يملك القدرة على منع نفسه مد يده ليمسك بيدها الموضوعة على ركبتها ....
ليقبض عليها و يتابع طريقه بصمت .... ناظرا أمامه .... بينما كانت هي تذوب و تذوي ثم تعود و تتوهج من اصبعه الذي أخذ يلامس ظاهر يدها ... و قلبها الأحمق يتوسل الصفح !.....
حين أوصلها الى القاعة .... استدار اليها أخيرا و قال و كأنه مضطر لا يريد تركها....
( يجب أن اتركك الآن و أعود لأمي و مهرة ....... فأنا من سيسلمها الى زوجها..... )
ابتسمت برقة و هي تطلع الى عينيه ثم قالت ...
( طبعا ..... أذهب هيا .... سأنتظرك بين المدعوين .... )
ظل ينظر اليها بصمت ..... كارها أن يتركها ... لكنه استدار قبل أن يضعف أمامها
و ما أن خطا خطوتين حتى قالت وعد من خلفه ....
( محظوظة أختك بك يا سيف ......)
تسمر مكانه .... و رفع وجهه دون أن يستدير اليها عاقدا حاجبيه بشدة ..... يتنفس بسرعة ... فأغمض عينيه وهو يقول في داخله بغضب و ألم الشوق يقتله......
" الى ماذا تسعين بالله عليك ؟!!!...... هل عدت الى قسوتك و تردين تعذيبي بتلذذ بعد فوات الأوان ؟!!!......"
أسرع الخطا مبتعدا عنها مندفعا .... بينما هي تقف مكانها تنظر الى هيئته الرجولية وهو يندفع بين المدعويين ، يومىء برأسه يمينا ، و يبتسم يسارا .... و هيبته تلجم الجميع ... و هي أولهم ....
جلست بتوتر على أقرب كرسي تنتظر .... تشرب رشفة من كأس الماء أمامها ... بينما الموسيقى الخافتة المنبعثة لم تساهم في تهدئتها .....
مر الوقت طويلا ... طويلا ... و هي تراقب الجميع من الزاوية التي تقبع بها ... و قد بدا الموظفين لدى سيف في التوافد...
.و كانت تعرفهم كلهم و تتذكر كل منهم ...... الا أنها فضلت البقاء في زاويتها تراقب تغير الأحوال ....
و كم اختلفت حياتها بعد أن كان أقصى طموحها هو الحصول على تلك الوظيفة !......
سمعت فجأة قرع الطبول عاليا .... و الموسيقى المهيبة الصاخبة تعلن عن نزول العروس....
فنهضت من مكانها تسوقها قدميها الى رؤية سيف .... و بالفعل ....
وقفت خلف المحتشدين لتنظر اليه وهو يقف أعلى السلم متأبطا ذراع مهرة ......
استندت وعد الى جدار خلفها و هي تقف خلف الجميع .. مرجعة رأسها للخلف......
و هي تتأمل جمال المشهد أمامها ...
تراه أمامها بكامل وسامته و وقاره بينما مهرة تتعلق به بكلتا ذراعيها و هي تبكي و تضحك من تحت خمارها .....
لقد استعاد حياته سريعا ..... و عاد الأب الذي كانه قبل أن يعرفها .... الأب الذي تردد في أن يكونه لطفلهما .....
ابتسمت بحزن و هي تتأمل هيبته ........
ترى هل كان بمثل هذا الجمال و هو يتأبط ذراعها ليلة زفافهما ؟!......
من المؤكد أنه كان ..... لم يكن لديها من يوصلها اليه ليلتها .... فتكفل هو بالأمر .....
رغم كل الأوجاع التي أحاطت بهما و تركت اثارهما على طباعهما الغير مروضة...
الا أنه كان لها الأخ و ولي الأمر و الزوج و الحبيب .....
يوما ما كانت محظوظة كمهرة تماما ..... لكنها كانت أكثر أرهاقا من أن تلاحظ ذلك فلم ترى سوى مساوئه فقط .... تماما كما فعل هو .....
أستمر الزفاف وهو يسلمها الى عريسها ... بينما منيرة تبكي بقوة و ورد واقفة خلفها .....
ليست بنفس الملامح الباردة القديمة و التي كانت تخيفها من قبل بل كانت أكثر جاذبية و أناقة و هي تصفف شعرها في لفة تشبه شعرها ... بينما ترتدي فستانا طويلا انسيابيا على جسدها لونه أزرق داكن من أغمق درجاته ... فكانت جميلة بطريقة تخصها ....
أفاقت وعد على عيني سيف تنظران اليها مباشرة .... عبر هذا الجمع الغفير......
فلم تحاول الاستقامة أو محو ابتسامتها الحزينة ..... بل ظلت مستلقية على الجدار و ذراعيها من خلفها .....
تتأمله بصمت ... بينما عيناه مرتا على جسدها كله في لحظة واحدة بدفء .... فارتجفت و كأنه لامسها بأصابعه عارفا كيف يجعل قلبها العليل يرجف بشدة حد الألم ......
لاحظت أنه يعبر اليها ،، و عيناه مركزتان عليها فحاولت الابتعاد و قلبها ينبض بعنف ... ....
تحتاج بضعة دقائق مع نفسها .....كي تهدىء من خفقات قلبها ... لكن و ما أن خرجت من القاعة حتى سمعته عند الباب من خلفها يقول بصوته الآمر.....
( وعد ............ )
وقفت مكانها تتنفس بسرعة ... قبل أن تستدير اليه مبتسمة بتوتر و خجل ..... اليس هذا مضحكا .....
لكنه قال بخفوت وهو يقترب منها خطوة دون أن يبتسم
( لماذا خرجتِ وحدك ؟!! ........ )
أبتسمت بارتباك و هي تقول ببساطة جاهدت كي تبدو طبيعية ....
( أردت التقاط أنفاسي فقط ...... لا شيء مهم ..... )
عقد حاجبيه وهو يقول بقلق مقتربا منها خطوة أخرى
( هل أصابك دوار ؟!! ...... كنت شاحبة في الداخل .... )
نعم لقد انتابها دوار عنيف من شدة مشاعرها و هي تراقبه متمسك بذراع مهرة .... الا أنها تمكنت من الابتسام كاذبة و هي تقول بهدوء
( لا ....... ابدا ...... أنا بخير , أنا فقط أتوتر من الزحام .... )
ظل يراقبها قليلا عاقدا حاجبيه ... ثم مد يده اليها وهو يقول
( اذن تعالي لأجلسك ....... و ستكونين بعيدة عن الزحام .....لكن لا تخرجي في الظلام بمفردك ... )
نظرت الى يده المفرودة لها .... و حركت يدها كي تضعها في يده و كأنها مكانها الطبيعي ... الا أن صوتا أنثويا مألوفا ...... أثار قشعريرة باردة عبر فقرات عنقها
( سيف ........ بحثت عنك في كل مكان ...... ماذا تفعل هنا و الزفاف في بدايته ؟!! ..... )
تسمر سيف مكانه ..... و أظلمت عيناه بشدة ... بينما كانت وعد تنظر بصمت الى ميرال من خلفه و هي تتقدم اليه .... تنظر اليها و عينيهما تتقابل بقوة ...
قبل أن تتمسك بذراع سيف لترفع نفسها نفسها على أطراف أصابعها .... لتقبل وجنته أمام عيني وعد الذاهلتين !!! .....
أغمض عينيه للحظة ..... قبل أن تقول ميرال برقة و هي تنظر الى وعد مبتسمة
( مرحبا وعد ....... لم نرك منذ فترة , جميل أن تقابل في المناسبات السعيدة دائما .... خاصة و أننا أصبحنا أقارب ...... )
كانت عينا وعد لا تزالان على ذهولهما .... قبل أن تعقد حاجبيها ... لتهمس بعدم فهم ...
( م....... ماذا ؟!! ......... )
عبست ميرال و هي تنظر الى سيف تتأبط ذراعه قائلة بعتاب مدلل
( سيف ....... ألم تخبر وعد حتى ؟!! ...... إنها من العائلة ..... )
نقلت وعد عينيها الغير مستوعبتين لما يحدث ... لكنها همست باستفسار
( سيف !!!! ............ )
ظل صامتا قليلا ... ينظر اليها بوجه جامد كالرخام الداكن .... بينما عيناه تضيقان بألم وهو ينظر الى وجهها الشاحب .... الى أن قال في النهاية بصوت لا حياة فيه ...
( لقد خطبت ميرال يا وعد ......... )
فغرت شفتيها قليلا ... و ارتفع حاجبيها بصورة غير ملحوظة الا لعينيه هو فقط .... بينما تحرك حلقها و هي تبتلع ريقها بصعوبة ....
و ما أن تمكنت من تحريك شفتيها المتيبستين حتى قالت بفتور ...
( مبرووووك ....... مبروك ...... )
لم تستطع قول المزيد خاصة و هي ترى ميرال متمسكة بذراعه و يدها على صدره ....فهمست بخفوت
( بعد اذنكما ........... )
ثم استدارت بسرعة حول نفسها لتندفع نازلة السلالم الرخامية أمام القاعة .... بينما نسيم الليل البارد يضرب جسدها النحيل و يطير فستانها خلفها بجنون ....
لكنها لم تشعر بشيئ .... كانت فقط تريد الرحيل من هنا بأي صورة ......
الا أن صوت سيف كان يتبعها هاتفا بقوة وهو يجري خلفها
( وعد ..... وعد ...... انتظري ..... )
لكنها لم تستطع حتى النظر اليه وقد تحولت خطواتها المسرعة الى جري ....
و كانت يديها تتصارعان لنزع النجوم الذهبية من شعرها بعنف و هي تشهق بغضب ... لترميهم أرضا واحدا تلو الآخر ... غير عابئة بالألم المنتشر برأسها ...... حتى تناثر شعرها بجنون و همجية على ظهرها ......
أسرع سيف خطاه جريا حتى تمكن من الوصول اليها بقوته الجسدية التي لا تقارن بجسدها الضعيف ... فأمسك بذراعها ليديرها اليه بقوة وهو يهدر قائلا
( انتظري يا وعد........ انظري الي )
دفعته في صدره بكلتا قبضتيها و هي تصرخ بجنون
( ابتعد عني ........... )
تسمر مكانه وهو يرى غضبها المجنون .... بينما انساب خطين أسودين على وجنتيها .....
لم يصدق أن يكون هذا هو رد فعلها !!! ....
كان بعض المدعوين الوافدين للتو قد بدأوا في النظر اليهما بذهول .... فزفر سيف بعنف وهو يمسك بذراعها بقسوةٍ يجرها خلفه بعنف و هي تقاومه بشراسة ضاربة ظهره الى أن اتجه بها لزاوية مظلمة ...
فدفعها الى الحائط بقوة وهو يهدر بعنف
( لماذا تفعلين ذلك ؟!!! ....... لم اعد أفهمك ....... لقد تطلقنا بناء على طلبك .... )
نفض ذراعها من يده بقوة وهو يصرخ مرددا من شدة الكبت الذي يشعر به
( تمسكت بك حتى الجنون ..... رفضت طلبك مرة بعد أخرى ..... تقبلت اهاناتك واحدة تلو الأخرى و انت تظهرين لي رفضك في القبول بي مجددا ..... و الآن تتصرفين على هذا النحو !!!!! ... لماذااااااااااااااااااااا ؟!!! ...... لم أعد أفهم ..... )
كانت تلهث بعنف وهي تنظر الى جنونه و عينيه البراقتين في الظلام .... و ما أن انتهى حتى قالت ببرود لا يتناسب مع حالتها الزرية
( هل انتهيت ؟!!! ............ أنا راحلة من هنا .... )
ضربته في صدره أمام ذهوله و تجاوزته كي تبتعد .... الا أنه عاد ليقبض على ذراعها ليديرها اليه وهو يهتف غاضبا بجنون
( آآآآه لااااا..... لن تتحولي مجددا الى وعد القديمة الباردة .... تعالي هنا وأخبريني ...... لماذا تفعلين ذلك ؟!!! ........ )
نظرت اليه بحقد قبل أن تصرخ هي الأخرى
( أنت أخبرني ...... لماذا أحضرتني الى هنا ؟!!! ......... لماذا وضعتني في هذا الموقف أمام الجميع ؟!!! .... ألهذه الدرجة لا تزال حاقدا علي ؟!!! ...... )
اتسعت عيناه قليلا بعدم تصديق ....ثم قال صارخا
( حاقدا عليكِ ؟!! ...... ليكن بمعلومك .... لا يعرف أحد بعد بخطوبتنا سوى أمي وورد فقط ..... و أنا الذي طلبت من ميرال أن نؤخر إعلان الخطوبة و ارتداء الخواتم الى بعد الزفاف ..... أما عن كونك هنا ... فأنتِ هنا لأنكِ ابنة خالي و هذا هو ما يعرفه الجميع ...... لقد دعوتكِ أنتِ بينما طلبت من خطيبتي الا تحضر اكراما لمشاعرك !!!!!!! ..... )
كان كلامه الأخير قد تحول الى صراخا مجنونا .... فوقفت مكانها تنظر اليه بينما الوجع يقسمها نصفين
خطيبتي !!!!!! ..... ارتداء الخواتم !!!!!!!
هل فعلا يقول ذلك ؟!!! ..... هل خطب سيف غيرها فعلا ؟!! .....
ابتلعت ريقها بعذاب صامت و هي تلوح بذراعيها ليسقطا يأسا ... ثم قالت بفتور ميت
( و ها هي قد حضرت رغم طلبك بألا تفعل ....... لأنها خطيبتك ..... )
أطرقت برأسها أمام صدره اللاهث ... و أنفاسه التي كانت تلفح وجهها بقوة ....
ثم قالت فجأة بقوةٍ صادمة و هي ترفع وجهها اليه ....
( عمتي !!!!! ...... كانت تعلم ...... لقد تعمدت دعوتي كي تؤلمني الى هذا الحد ؟!!!!!!! ..... )
صرخت أمام عينيه الذاهلتين من غبائها
( ما بالكم !!!! ....... لماذا تفعلون بي ذلك ؟!!! ...... كيف لها أنت تكون بمثل هذه ال .... )
صرخ سيف بقوة
( اخرسي يا وعد قبل أن أصفعك .......... )
الا أنها صرخت بقوة
( لقد جائت الي تطلب بداية جديدة و أنا صدقتها بكل غباااء ........ )
صرخ سيف وقد احمرت عيناه بجنون
( اخرسي يااااا ............ )
الا أنه لم يستطع حتى نطق اسمها أو السيطرة على الجنون المتنامي بداخله .... ليعلم أنه على وشك القيام بأغبى تصرف ....
فاندفع مائلا اليها ليحيط خصرها بذراعيه القويتين ... يضمها الى صدره بقوةٍ جبارة , و قبل أن تشهق بذهول .... كانت شهقتها قد ضاعت بين حنايا فمه الصلب وهو يطبق على شفتيها المذهولتين الناعمتين تحته ....
لم تصدق بعد ما يحدث لها و هي تغمض عينيها بجنون ... لتستشعر قبلته المجنونة فوق شفتيها سحقا يزيدها عمقا دون أي قواعد ....
كانت تهمس بصدمة باسمه كي يبتعد الا أنه فقد آخر قدرة على سيطرته ... بينما قلبها المسكين يضرب صدره مستغيثا ... فيرفع يده اليه يتحسس دقاته برقة تتناقض مع فمه الملح بقبلته الضارية و المتجولة بين شفتيها ....
و كلما حاولت التراجع ... كان يعيدها الى الجدار من خلفها وهو يقبل عنقها وجنتيها ... فكها و عينيها ... ليعود بعطش الى شفتيها ....
كيف له أن يفعل ذلك ؟!! .......
مدت كلتا يديها الى جانبي وجهه تبعده عنها ... ثم صرخت بقوةٍ و هي تبكي
( كفى يا سيف ....... كفى ..... ستتسبب بكارثة ..... )
الا أنه كان يهمس بين قبلاته اللاهثة
( اشتقت اليك ...... كم اشتقت اليك .... الى ملامستك ... الشعور بك ...... )
أغمضت عينيها عدة لحظات ... و هي تحاول مقاومة تلك القوة التي تجذبهما معا .... الى أن صرخت مجددا و هي تضرب صدره بكلتا قبضتيها ....
( ابتعد عني .......... الآن ..... )
أبعد وجهه عنها بصعوبةٍ وهو يلهث بتعب .... ينظر الى عينيها الحمراوين ..... بينما كانت تبادله النظر بذبول .... و ما أن سقطت يداه عن خصرها ببطىء ... حتى دفعته في صدره مجددا بقوةٍ حتى ابتعد عنها خطوة بالفعل ...
فسارعت لتعديل ملابسها أمام عينيه الذاهلتين دون أن تفتح فمها بكلمة ..... فقال سيف بعد فترة بصوت مجهد وهو يراها تنحنى لتلتقط حقيبتها الملقاة أرضا ...
( لا بأس يا وعد ...... أنت لازلتِ زوجتي ..... )
رفعت وجهها العنيف اليه و هي تقول
( اصمت ........ لا أريد سماع أي شيء تقوله .....اصمت .... )
تراجعت للخلف و هي تحمل طرف فستانها .... لكنها استدارت اليه و قالت بقوة و عزم
( لا أريد أي علاقة بك أو بأسرتك ...... ابتعدوا عني .... )
و امام عيني سيف المصدومتين .... انطلقت تجري حتى الطريق و هي تمسح وجهها فاستقلت أول سيارة توصيل قبل حتى أن يتحرك من مكانه لخطوة ....
فاستند بكفه الى الجدار الذي كانت تستند اليه للتو ... و مد يده يفك رابطة عنقه التي تهدلت و تشعثت ....
فوقف مطرق الرأس .... شاعرا بتعب لم يشعر به من قبل ....
.................................................. .................................................. ..........................
كان صوت كعبها العالي يصدر رنينا عاليا على أرض المشفى ....
مظهرها غريب و يتناقض مع المكان و بياضه .....
تلفت النظر بجرأتها على الرغم من رقي ملابسها ... و هي تتحرك بساقين طويلتين متقاطعتين لم ينل الزمن بعد من جمالهما ... تتحركان في جوربين أسودين .... و تنورة ضيقة تعلو ركبتيها ....
وصلت الى غرفة العناية المشددة ....
فوقفت تنظر من النافذة المخصصة اليه و هو يستلقي بين الأجهزة .....
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تتأمل شحوب وجهه ....
ملامح وجهها باردة كالجليد ... لكن في عمق عينيها الداكنتين ... كان هناك قبس من حياة لا تزال كامنة ...
رأت احدى الممرضات تخرج من الغرفة ... فاقتربت منها خطوة و قالت بفتور
( كيف حاله ؟!! ........ )
نظرت اليها الممرضة بأسف و قالت
( لا يزال في مرحلة الخطر ........ )
نظرت ميساء الى كريم مجددا ... و هي تراه مجرد طفلا مشرد ... شاحب الوجه ... و ليس الشاب مفتول العضلات الذي ظن أنه امتلك العالم بأسره .... فضاقت عيناها قليلا و بانت خطوط الزمن الدقيقة تحتهما و حول زاويتهما ....
لكم فتنتها رجولته الحديثة ..... و كم من مرة شعرت بأحشائها تتلوى من الحرمان وهو يمارس عليها سلطانه الحديث العهد .... ابن البارحة !! ....
أما الآن .... فها هو مسجى الجسد النحيل ... باهت الملامح ... يذكرها باليوم الأول الذي دخل فيه الى القصر ...
رمشت بعينيها و قالت للممرضة
( هل يمكنني الدخول اليه ؟؟ ...... )
قالت الممرضة باعتذار
( لا يسمح الا بدخول الأقارب من الدرجة الأولى ..... )
صمتت ميساء قليلا ... ثم قالت بخفوت
( أنا .......... أمه ........... )
سارعت الممرضة تقول بتهذيب
( طبعا تفضلي ..... لكن لا يسمح بأكثر من خمس دقائق فقط .... )
أومأت ميساء برأسها .... ثم دخلت ببطىء ... و صوت كعبيها يصدر لحنا رتيبا مع صفير الأجهزة المتعلقة به ....
وصلت اليه ووقفت تراقبه بصمت ... ثم همست بخفوت
( كريم ....... كريم ..... هل يمكنك سماعي ؟!! ...... )
صدر عنه صوت تأوه أجش ... و رمشت عيناه .... قبل أن يغيب مجددا ....
فقالت ميساء بخفوت
( أنا هنا ............ هل تعرفني ؟!! ...... )
فتح فمه قليلا .... ثم همس بتأوه
( أمي ........... )
انحنت اليه أكثر و همست بخفوت
( هل أنت واعٍ ؟!! ............ )
رأت مؤشرات جسده تتحرك قليلا بصورةٍ أسرع ... لكنه تمكن من رفع يده ببطىء ....
نظرت الى يده طويلا ... قبل أن تمد يدها لتمسك بها ثم همست بخفوت
( لقد جئت أخبرك بشيء ........ أنا مدينة لك باعتذار واحد .....
اعتذار لأنني لم أتقبلك منذ اليوم الأول عند مجيئك ..... كنت تحبني و كنت أرى ذلك بعينيك ..... كنت أرى كم تتمنى أما ....
لكنني لم أمتلك القدرة على منحك ما تتمناه ...... و أنت لا ذنب لك في هذا كله ....
لقد دخلت المستنقع رغما عنك .... و ليس بارادتك كما تتوهم ..... كنت تريد ما يتمناه أي طفل في مثل سنك .... و نحن قمنا باستغلالك ....
أعرف أنك حاولت طويلا أن تظهر لي بأنك الإبن المثالي .... و أنا أرفض و انفر منك ....
الى أن فات الأوان .... و مضت السنوات بك , فقررت أخذ دورا آخر لم أكن بغافلة عنه و عن أسبابه ....
لقد كنت تفعل أقذر ما يمكنك فعله بحياتك , و لن أمنحك العذر أبدا .....
لكن على الرغم من ذلك , أنا آسفة لدوري في هذا ..... لم يكن بيدي ..... )
صمتت باختناق غير قادرة على المتابعة و هي تنظر اليه ... لا تعلم إن كان قد سمعها أم لا .....
لكن وخز الدموع بعينيها ... نبهها الى أنها أول مرة في حياتها تبكيه هو .... لا ابنها !! ....
استقامت واقفة و هي تنظر اليه ... بينما انحدرت الدمعتان المتثاقلتان ... و ما أن استدارت كي تخرج ... و جدت أكرم واقفا في الباب .... ينظر اليها بوجهٍ شاحب و كأنه كبر سنواتٍ عدة ....
بدا عجوزا جدا ..... هل من المعقول أنها كانت تطلب ود هذا العجوز ؟!!! .... و تئن حرمانا بغيابه ؟!!! ....
استقامت فاردة ظهرها ..... رافعة ذقنها ...... و مرت به بأناقة ... و ما أن وصلت اليه ... مالت بوجهها اليه لتقول برقة
( لولا أننا في غرفة العناية المشددة ..... لبصقت على الأرض كما يفعل الغوغاء و أنا أمر بك .... )
ظل أكرم واقفا مكانه وهو يميل بوجهه الشاحب المتغضن .... يستمع الى وقع كعبي حذائها المتباعدين من خلفه ....
و لم تكن وجهتها حين خرجت من المشفى هي شقتها مع رائف .....
بل خرجت مباشرة عائدة الى القصر .... و ما أن فتحت لها الخادمة الباب ... حتى دخلت بأناقة رافعة وجهها و وقف في منتصف البهو تنادي بصوتٍ عالٍ أرسل صداه في أرجاء القصر الواسع ...
منادية على أسماء الخادمات الأجنبيات .... و ما أن بدأن في التوافد جريا ... حتى صدح صوتها بلغة يفهمنها .....
( كل أغراض السيد أكرم .... توضع بإحدى شراشف السرير ... و تلف جيدا ثم تلقى خارج القصر .... )
صمتت و هي تدخل بثقة .... متابعة بعدها و هي تصعد درجة درجة
( حتى لو تطلب الأمر .... شرشفين ... أو ثلاث .... أو اربع ....... المهم الا أجد أي غرض أو صورة للسيد أكرم هنا ........ )
صعدت بخيلاء ... و هي تفكر باحتقار
" فلو تجرأ على الرفض ..... لقدمت التحليل ممتنة لذلك .....فالقصر ثمن بخس جدا لكل ما اقترفه في حياته ...... "
.................................................. .................................................. ..........................
كانت تبكي طوال الطريق الى بيتها ....
مستندة برأسها الى نافذة السيارة التي تقلها .... غير عابئة بنظرات السائق القلقة ....
و ما أن وصلت الى بيتها الذي غادرته منذ وقتٍ ليس بطويل ... حتى صعدت جريا و هي تبكي و بالكاد تمكنت من فتح الباب بصعوبة بأصابعها المرتجفة ... ثم صفقت الباب خلفها و جرت في الظلام الى غرفتها .... أخذت تنظر حولها و هي تبكي و تشهق بصوتٍ عالٍ ...
الى ان وصلت لطاولة زينتها ... و فعلت ما كانت تتمنى فعله منذ زمن كلما رأته في التلفاز ... فلوحت بذراعيها و طوحت بكل ما عليها أرضا و هي تصرخ و تبكي بصوتٍ عنيف كبكاء الأطفال ...
أخذت ترمي هنا و هناك و هي تبكي عاليا ....
الى أن شعرت بالتعب فاستندت الى طاولة الزينة بكفيها و تساقطت رأسها و هي تلهث بتعب .... و قد بدأ صدرها في ايلامها بقوة ...
فأخذت وقتها في التقاط أنفاسها بصعوبة كي تهدأ .... و بعد فترة طويلة ... من وقفتها متساقطة الرأس كوردة ذابلة ....
ظلت تتنفس ببطىء طويلا و قد هدأت تماما .... فرفعت وجهها الى المرآة أمامها ....
قبل أن تستقيم واقفة .... كانت تنظر الى نفسها بهيئتها المشعثة .... فمدت يدها تلامس شفتيها المرتجفتين
قبل أن تبتسم ببطىء و بعد فترة طويلة ......
ثم همست لصورتها المبتسمة
( تهرب مني يا سيف ؟!! ........ من تخدع ؟!! ..... ربما لو انتظرت قليلا لكنت صدقتك .... لكنك تهرب بأكثر الطرق اثارة للشفقة .... و قبل حتى أن تنتهي العدة ..... من تقنع ؟!! .... من تقنع أيها الأحمق ؟!!! ..... ما أن شممت عطري حتى سقط قناعك المزيف و انهرت أمامي ..... كما انهرت أمامك .... فمن تخدع ؟!!! ........ )
صمتت قليلا و هي ترى الرقة ترتسم على ملامحها بسخرية داكنة .... قبل أن تتابع بثقة
( لنرى كيف ستكون لغيري .........افعلها فقط و سأرفع لك القبعة ..... . )
استدارت و هي تستند الى طاولة الزينة جالسة عليها قبل ان تهمس ضاحكة بأسى
( دعوتني و طلبت منها الا تأتي ؟!!! ....... يالك من أحمق حبيب !! .......... )
رفعت وجهها الشاحب المتعب الى السقف و هي تنظم انفاسها بجهد ..... ثم همست
( لو كنت طلبت العودة مجددا ........... لكنت بادرتك بطلب الصفح ....أقسم لكنت فعلت .... لقد تغيرت ....... تغيرت والله ..... فلماذا تسرعت يا أحمق ؟!! . )
أغمضت عينيها و أخذت نفسا مرتجفا .... قبل أن تهمس
( حسنا ........ حسنا لا بأس ...... لنرى ........ )
لم تكن تعي حتى تلك اللحظة أن ملك ليست في البيت كما تركتها لحظة خروجها ... الى أن رن هاتفها ...
فتنهدت بيأس و هي تخرجه من حقيبتها ... لتعقد حاجبيها ناظرة ببلاهة الى رقم ملك ...
فرفعت وجهها تنظر حولها و هي تعي فعلا بأنها ليست في البيت ...
ردت وعد مسرعة و قد بدا القلق يعصف بها .... لكن ما ان نطقت باسم ملك ... حتى بادرتها هي تقول بنشيج خافت
( وعد ........ لقد مات كريم ...... )

انتهى الفصل 49


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 15-08-15, 11:12 PM   #22206

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الفصل 49 يا سكاكر ......
نبذة عن الفصل القادم
اما سيبدأ بعبارة ( بعد ثلاث أشهر ...... )
و أما سيبدأ بعبارة ( بعد أربعة أشهر ...... )
انتو و نصيبكم ..... و الشهر الواحد يفرق كتييييييييييييييييييييييي ير
ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 15-08-15, 11:47 PM   #22207

نسيم الغروب

نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية نسيم الغروب

? العضوٌ??? » 102266
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,407
?  نُقآطِيْ » نسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond repute
افتراضي

ههههه قبل فترة كتبت بتعليق خلي كريم يموت يدهسه قطار
يا شريرة ياتيمو يعني ملك راح تكون في العدة او بداية الفصل تكون راح تخلصها

شكرا على الفصل
تصبحون على خير


نسيم الغروب غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 15-08-15, 11:52 PM   #22208

Jazzy
 
الصورة الرمزية Jazzy

? العضوٌ??? » 197798
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 263
?  نُقآطِيْ » Jazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond reputeJazzy has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميل حد الالم....

ربنا يسامحك يا تميمة على اللي بتعمليه فينا.....

وعد..... انا فعلا مش عارفة ولا قادرة اكرهك.... ولا انت يا سيف......

كمية من العقد المترسبة من الماضي لحد الالم..... الطريق امامهما لا زال طويلا فكلاهما لا يثقان بالاخر....


Jazzy غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-08-15, 11:52 PM   #22209

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 444 ( الأعضاء 348 والزوار 96) ‏قمر الليالى44, ‏la princesse * malak, ‏جيجك, ‏jasmin-1234, ‏A y a h, ‏knan, ‏@همس انثى@, ‏smile as you can, ‏omdodo, ‏NANAMONTANA, ‏eiman hashem, ‏غرام العيون, ‏Nonejaz, ‏lolo75, ‏حكاية عمري, ‏Jazzy, ‏sharnofa, ‏asmaa ayman, ‏فخر الإمارات, ‏Amoolh_1411, ‏noof11, ‏اميرة كيليسا, ‏المهندسة الاهلاوية, ‏hind 444, ‏ذبحني احزاني, ‏princesse mimi, ‏الهدوء صفة الملوك, ‏hind_mohad, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏لوفار, ‏0omaio0, ‏ام عبودي33, ‏مروه الشمري, ‏بوح البوح, ‏انستزيا, ‏بسمة حبيب, ‏asmaa yossri, ‏زالاتان, ‏نسيم الغروب, ‏نداء الحق+, ‏hobamansour, ‏سكاى, ‏b3sh0, ‏samahss, ‏reemaabdullah, ‏SOUSSOU MEDECINE, ‏sara sarita+, ‏feriel barcelona, ‏فتكات هانم, ‏a_geo, ‏dina naguib, ‏KoToK, ‏خضره, ‏كلي اناقه, ‏memorp, ‏bonoquo, ‏ناي محمد, ‏نادية 25, ‏رقاوي, ‏سارة امينة, ‏esraa93, ‏totaphd, ‏ميرا عبده, ‏عاشقة ز, ‏hussin ali, ‏جميلة الجميلات, ‏3isha eid, ‏ghader, ‏ميمي2, ‏**sweet girl**, ‏LAMIA68, ‏hadelosh, ‏gege gemy, ‏khma44, ‏علاج ابوها, ‏زهرة الحنى, ‏esraa roaa, ‏ماهينور عمروي, ‏رحيل الامل, ‏نسيم الورد55, ‏ابن الشام2, ‏نور الصباح5, ‏بيبوبن, ‏أم فيصل 26, ‏أنت عمري, ‏الشيمااء, ‏hedoq, ‏starmoon, ‏fatifleur12, ‏شهد محمد صالح, ‏بريق العابرين, ‏drsally2000, ‏tomcruise, ‏socomisso, ‏thetwin, ‏بياض القلب, ‏smile rania, ‏angelaa, ‏do3a, ‏سهرا, ‏بسمه أمل, ‏ons_ons, ‏مارونيت, ‏RAHPH, ‏amana 98, ‏Diego Sando, ‏بسنت محمد, ‏secret angel, ‏Semara, ‏doc khadija, ‏goge 95, ‏elizabithbenet+, ‏وليد صفط, ‏nouriya, ‏el8mar, ‏سوسة العراقية, ‏نهى سيد, ‏بنت بلدي, ‏البيضاء, ‏رولا احمد, ‏بنوتة رومانسية, ‏Hams3, ‏فراشة التميز, ‏نويفة, ‏raga, ‏emanmostafa, ‏yara, ‏emoza, ‏مروة صادق, ‏السماء الزرقا, ‏pooh10, ‏nale, ‏raghad26100, ‏زنبقت الجنوب, ‏الدمعة الحائرة, ‏كونتشي, ‏nono sweetie, ‏سوزاكى, ‏دعاء 99, ‏سحر الحياة, ‏أنا لك علي طول, ‏ريمين, ‏gogo3046, ‏nanash, ‏om yassine, ‏فرح أيامي, ‏اغلى ناااسي, ‏zizi adel, ‏kanze, ‏سمارير, ‏rosemary.e, ‏أم لين, ‏الامل هو طموحي, ‏modyblue, ‏sapo, ‏نور القلوب 18, ‏طيور الجنة, ‏muna aze, ‏ميامين, ‏الجميلةالنائمه, ‏دموع عذراء, ‏MODEY, ‏zenaziz65, ‏crazygirl-1995, ‏احلام البكاتوشى, ‏khadibima 52, ‏hadjer f+, ‏القلب النابض, ‏سهرانة الليل, ‏Mary~), ‏dema25, ‏غدير1, ‏fattima2020, ‏ruby angel, ‏رمله, ‏نيورو, ‏braa, ‏ايماااا, ‏rontii+, ‏sosobarra, ‏Abeiir7, ‏زهرة الكاميليا4+, ‏dada19, ‏abeer aljasmen, ‏hollydeath, ‏ندى طيبة, ‏rahaf_1, ‏SaRa..., ‏نور نور888, ‏maimickey, ‏حواء بلا تفاح^, ‏ليله طويله, ‏ورده~, ‏أحلام الوادي, ‏amatoallah, ‏Samar warshan, ‏rosetears, ‏ماسال, ‏celinenodahend, ‏tok, ‏openhorizon2020, ‏أسماء44, ‏Bassmet Amal, ‏um soso+, ‏zozlotest, ‏hiba21, ‏أسيل كحله, ‏ارض اللبان, ‏serendipity green, ‏mexa, ‏سنا الورد, ‏نوراني, ‏JOURI05101, ‏mrmoorh, ‏ميسلودي, ‏دلووعة2, ‏beso55, ‏توته الاموره, ‏كلابي, ‏*ماريان*, ‏Nor sy, ‏bassina, ‏غمزة نظر, ‏قايد الغيد, ‏Whispers, ‏AyOyaT, ‏زهرة الليلك4891, ‏انين قلب مجروح+, ‏fatma111, ‏عفراء الطاهر, ‏Just give me a reason, ‏amiraa22bk, ‏رااما, ‏tmtm, ‏الاف مكة, ‏حنان الرزقي, ‏سهم الغدر, ‏اسراء سيد عثمان, ‏جده اسامه, ‏منيتي رضاك, ‏shammaf, ‏سها, ‏*نجد*, ‏غير عن كل البشر, ‏مسره الجوريه, ‏Souriana, ‏ننوؤشة الابراهيمي, ‏seham26, ‏مصطفى ابراهيم, ‏ام لينووو@, ‏كفى, ‏ريتاج55, ‏شروق الشمس هلا, ‏سحابة فرح, ‏دادا, ‏nawara2000, ‏Velvety, ‏woow, ‏أم الأبطال, ‏^_*, ‏بوفارديا92, ‏مذكرات, ‏sasad, ‏RWANABDO, ‏غرام النهار, ‏najla1982, ‏rashid07, ‏hassnaa, ‏نسمة صيف 1+, ‏نرمين البنجي, ‏بنوتة كيوت 92, ‏غيدائي, ‏lamia57, ‏دموع كاذبه, ‏متعثرهـ, ‏sara8639, ‏عبير على محمد, ‏tifa jad, ‏fattoma2020, ‏اخطوطه, ‏beauty anastasia, ‏انووومه, ‏حبوبة حبيبى, ‏زهرة مغتربة, ‏Reemya, ‏101So so, ‏ن و ا ر ى, ‏روح طرياك, ‏dr.nahid abdallah, ‏asar, ‏دلال الدلال, ‏ام ياسر., ‏عراقيــه, ‏nodas, ‏liveflower, ‏marwaadel, ‏بنتن ل محمد, ‏أم أحلام, ‏هوجو12, ‏yaraa_charm, ‏dalloula, ‏mounya, ‏dekaelanteka, ‏سلمى التونسية, ‏belar, ‏camela, ‏suzan11, ‏همس النجوم, ‏صالح لواج, ‏غروري مصدره أهلي, ‏سنديان, ‏ام مودى., ‏ريماس الاردن, ‏Shahdona2, ‏elham manasrah, ‏saff06, ‏المحب لله, ‏د.نسيبه, ‏!!!Atheer, ‏ميثاني, ‏jolanar89, ‏ريم نديم, ‏ساره الحمد, ‏شيمو عصام, ‏سارة هبة, ‏begad, ‏malksaif, ‏جينجل, ‏killlover, ‏souka2012, ‏ألشاردة, ‏مون33

قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 15-08-15, 11:55 PM   #22210

زهرة الليلك4891

? العضوٌ??? » 342456
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 888
?  نُقآطِيْ » زهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond reputeزهرة الليلك4891 has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا يا كاتبتنا الرائعة على هذا الفصل ولو عتب بسيط بانكي لم تذكري لنا كرمة وما حصل لها مع حاتم ولكن قد شدتني احداث الفصل كثيرا حتى ودون وعي مني وجدتني ابكي وعد عند معرفتها خبر خطبة سيف
ارجو ان يحمل الفصل القادم ما يبعد عنا حزن هذا المشهد
ولكي مني تحية حب اخوي


زهرة الليلك4891 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.