آخر 10 مشاركات
317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          311- الميراث المتوحش - مارغريت بارغتير -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي الرواية الجديدة التي تفضلونها
فكرة جديدة تماما 2,055 56.56%
جزء ثاني لرواية بأمر الحب 665 18.30%
جزء ثاني لواية لعنتي جنون عشقك 913 25.13%
المصوتون: 3633. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree505Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-15, 11:59 PM   #23111

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 507 ( الأعضاء 398 والزوار 109)
‏rontii, ‏سمااااا, ‏sama*, ‏suzan11, ‏كريستنا, ‏دلال الدلال, ‏دلع الماسه, ‏sheama, ‏Israa Ehab, ‏Alaakhmh, ‏Nor sy, ‏لولة العسولة, ‏hedoq, ‏tmtm, ‏اميرة الرومنسية, ‏ماريامار, ‏cmoi123, ‏ام عمر يحيى, ‏اغلى ناااسي, ‏yara, ‏واثق الخطا, ‏bassina, ‏بيبوبن, ‏احلام عادل, ‏khadibima 52, ‏shosho57, ‏scarlet, ‏منى سعد, ‏mariem1, ‏maimickey, ‏سوما, ‏hind 444, ‏sosobarra, ‏نور الضى, ‏jendra, ‏ام مودى., ‏mouna ABD, ‏Totooولا أحلا, ‏esraa93, ‏دموع كاذبه, ‏summer cloud, ‏luz del sol, ‏fatima zahraa, ‏الجميلةالنائمه, ‏رحيل الامل, ‏ندى طيبة, ‏starmoon, ‏abeerbader, ‏أُمْنِيـَّــآتـٌ أُنــْثَوِيــَّـﮧْ, ‏ebrU, ‏فله45, ‏mima love, ‏mrmoorh, ‏elizabithbenet, ‏نبيله محمد, ‏نداء الحق, ‏جينجل, ‏mesfa, ‏آيه ♡, ‏Reemya, ‏روكارو, ‏hedi, ‏بعثرة مشاعر, ‏ذبحني احزاني, ‏امراة بلا قلب, ‏ام ياسر., ‏meryamaaa, ‏سارة امينة, ‏ام مريم ومالك, ‏lolo ahmed, ‏nagah elsayed, ‏نهولة, ‏sara-khawla, ‏حلم رواية, ‏tamima nabil+, ‏amana 98, ‏Shahdona2, ‏بسنت محمد, ‏رحيق الجنان, ‏emoza, ‏توقه, ‏MODEY, ‏jolanar89, ‏سرى النجود, ‏طفول, ‏beeboo_050, ‏Bassmet Amal, ‏Architect.Tee, ‏hibatalrahmane, ‏علمتني الدنيا, ‏Mنrنĥ Ṩsنmį, ‏بنتن ل محمد, ‏dema25, ‏omangirl5, ‏hanene**, ‏شاهندا 14, ‏ghader, ‏شيمو عصام, ‏riane, ‏soe, ‏اية المني, ‏Gorgie!, ‏mihaf, ‏مرؤؤشة, ‏say love you, ‏ن و ا ر ى, ‏arwa-mariam, ‏enashady, ‏انسيآب..!, ‏نور القلوب 18, ‏نيو ستار, ‏مانوش, ‏phmeme, ‏métallurgier, ‏ياسمين على احمد, ‏روح طرياك, ‏البيضاء, ‏شوشو العالم, ‏مورر, ‏butter fly, ‏beauty anastasia, ‏khma44, ‏غرام النهار, ‏maryema, ‏لحن الضياء, ‏ميهاف111, ‏Just give me a reason, ‏**ام خالد**, ‏روكو, ‏ابن الشام2, ‏el8mar, ‏dalloula, ‏la princesse * malak, ‏salsa, ‏shams ali, ‏yassminaa, ‏بوح البوح, ‏المهندسة الاهلاوية, ‏الشوق والحب, ‏hadelosh, ‏سناء هلسة, ‏Hams3, ‏الآنسة تاء, ‏amatoallah, ‏سنا الورد, ‏palmoon, ‏last hope, ‏NIRMEEN30, ‏samantaa, ‏Roro2005, ‏نور نور888, ‏maysleem, ‏هيون القحطاني, ‏mimi0289, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏قاحلة, ‏شروق الفجر, ‏musk, ‏ronita1417, ‏مصطفى ابراهيم, ‏celinenodahend, ‏زهرة الاوركيدة, ‏عشقي لديار الخير, ‏imy amouna, ‏خيال القصيد, ‏Ryanaaa, ‏ابابيل, ‏jello, ‏وليد صفط, ‏rosetears, ‏shereen.kasem, ‏samahss, ‏#Méé#, ‏Suha star, ‏نزووف, ‏kimi mi, ‏كتكوتة الحلوة, ‏sama2_egypt, ‏Whispers, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏بعثرة ذات, ‏whisperk, ‏بنت بلدي, ‏fattoma2020, ‏najla1982, ‏غرام العيون, ‏ام لينووو@, ‏kmnbvc, ‏زهرة مغتربة, ‏nbn, ‏رامى12, ‏Skoon_hilal, ‏roro.rona, ‏بنوتة كيوت 92, ‏زهور الشتاء, ‏بوعجيب, ‏مالي عزا من دونك, ‏doc khadija, ‏ليش ؟, ‏yukki, ‏متعثرهـ, ‏الثقلين, ‏ام معتوق, ‏احلام حزينة, ‏أخت داليا, ‏الفجر الخجول, ‏JOURI05101, ‏hebaa, ‏لين محمد, ‏belladone, ‏eng_soso, ‏لميس1, ‏ام غيث, ‏mando mano, ‏selvia, ‏meriam 1992, ‏reemaabdullah, ‏ons_ons, ‏ماهينور عمروي, ‏PRINCESSOFWAR, ‏سديم الذكريات, ‏shahd shosho, ‏RINCKYPINKY, ‏سحر الحياة, ‏ام عبدالله1111, ‏Bnboon, ‏lolo.khalili, ‏AYOYAAA, ‏rouka2000, ‏ارق النجوم, ‏نور الأيمان, ‏jus6me010, ‏RAHPH, ‏امل وايثار, ‏مرمر بوعا, ‏جيتك بقايا جروح, ‏نويفة, ‏dekaelanteka, ‏fatma111, ‏3isha eid, ‏shada l, ‏اميرة كيليسا, ‏amira 70, ‏سلمى التونسية, ‏princess miroo, ‏بلادي بلاد التوحيد, ‏دموع عذراء, ‏وريعة, ‏rose.rose, ‏قسامية الهوى, ‏رانيا فتحى, ‏أم لين, ‏@شمعة الجلاس@, ‏ميجا بوب, ‏نور الصباح5, ‏RWANABDO, ‏tomcruise, ‏liveflower, ‏egyptian and proud, ‏nohamaha, ‏amiraa22bk, ‏قمر سهران, ‏fattota123456, ‏أسماء ابراهيم ابراهيم, ‏priscila, ‏عراقيــه, ‏السماء الزرقا, ‏salwa shazly, ‏تلوشه, ‏اخطوطه, ‏رودينة محمد, ‏eng miroo, ‏خفوق انفاس, ‏جده اسامه, ‏نرمين البنجي, ‏meme33, ‏برديس, ‏كفى, ‏meho26, ‏أسماء44, ‏حنين مريم, ‏mesho ahmed, ‏hawa500, ‏do3a, ‏لاار, ‏غرررام الورد, ‏9aba7.mona, ‏mjklaus, ‏WARDA, ‏killlover, ‏sakora chan, ‏هاجر شلبية, ‏فرح أيامي, ‏isoldea, ‏dina naguib, ‏شاكرةلله, ‏woow, ‏rafaah.emadd, ‏sara alaa, ‏احاسيس ضائعه, ‏saraa soo, ‏زهره الشتاء, ‏بيوونا, ‏markunda, ‏magyy allam, ‏*جوود*, ‏modyyasser43, ‏ليليان, ‏Rosell_ksa1, ‏rifi1234, ‏princesse mimi, ‏nura nass, ‏sajanody, ‏sapo, ‏..swan.., ‏Diego Sando, ‏نسمه الصباح, ‏لؤلؤةأبوها, ‏noor al hoda, ‏تراتيل انثى, ‏صمتي كلام*سو*, ‏A y a h, ‏zarzar, ‏أوراقي, ‏tamatem555, ‏ملآك روحي, ‏Hiba Ab, ‏esraa roaa, ‏منيتي رضاك, ‏حكاية عمري, ‏الوية احمد علي, ‏في الصمت ألف حكاية, ‏صمت الزوايا, ‏Lulwah997, ‏منى مصري, ‏دادا, ‏ماما تلي, ‏Shosh A, ‏doha-82, ‏ارض اللبان, ‏Electron, ‏ASAMA KANZARI, ‏feriel barcelona, ‏noura26, ‏لامي م, ‏sweetlikechoclate, ‏aweenat_2, ‏زهور ساكورا, ‏omboody, ‏نيورو, ‏هبوش 2000, ‏mounya, ‏أم فيصل 26, ‏nona.a, ‏كترين, ‏جووجوووو, ‏سبنا 33, ‏لوفار, ‏منى العبدي, ‏عروب 55, ‏سماهير, ‏سوسا العتيبي, ‏MEGGAIZ HOUDA, ‏*ماريان*, ‏زهره الرماد, ‏ذكرى الانين, ‏الاف مكة, ‏ذكريات الأمس, ‏Maryam haji, ‏موزانه1, ‏عبير111, ‏laila90, ‏رغيدا, ‏nanash, ‏أسيل كحله, ‏beetto, ‏jamyong, ‏عيوني تذبح, ‏صفاء الليل, ‏دووووودووووو, ‏zerozero, ‏Baekoud, ‏hope 21, ‏ميرديث, ‏Amoolh_1411, ‏zizi adel, ‏مهرة..!


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 06-09-15, 12:01 AM   #23112

هاجر شلبية

? العضوٌ??? » 311603
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » هاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond reputeهاجر شلبية has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور timoooooooooooooooooooooo

هاجر شلبية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-15, 12:03 AM   #23113

riane

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية riane

? العضوٌ??? » 304462
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 582
?  مُ?إني » dubai
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » riane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك action
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضور


riane غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 06-09-15, 12:03 AM   #23114

riane

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية riane

? العضوٌ??? » 304462
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 582
?  مُ?إني » dubai
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » riane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond reputeriane has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك action
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 524 ( الأعضاء 409 والزوار 115)
‏riane, ‏أزعجهم هدوئي, ‏11Sozan, ‏ام لينووو@, ‏elizabithbenet, ‏ماريامار, ‏nura nass, ‏amana 98, ‏beeboo_050, ‏belladone, ‏ن و ا ر ى, ‏بنتن ل محمد, ‏فله45, ‏meryamaaa, ‏summer cloud, ‏الآنسة تاء, ‏بعثرة مشاعر, ‏Totooولا أحلا, ‏سرى النجود, ‏lolo.khalili, ‏Architect.Tee, ‏shosho57, ‏لؤلؤة سوداء, ‏hind 444, ‏ح.ع.خ, ‏yara, ‏yukki, ‏marie2000, ‏ام ياسر., ‏lolo75, ‏cmoi123, ‏نيو ستار, ‏nagah elsayed, ‏ghada salah, ‏سناء هلسة, ‏emoza, ‏maimickey, ‏Mنrنĥ Ṩsنmį, ‏dr.nahid abdallah, ‏الجميلةالنائمه, ‏doc khadija, ‏Rosell_ksa1, ‏khma44, ‏priscila, ‏soe, ‏شروق الفجر, ‏Souriana, ‏Bnboon, ‏liveflower, ‏hedoq, ‏sara sarita, ‏eiman hashem, ‏hanene**, ‏اميرة الرومنسية, ‏دمعه نسيان, ‏maryema, ‏eng_soso, ‏mima love, ‏نبيله محمد, ‏شكرإن, ‏abeerbader, ‏روكارو, ‏لحن الضياء, ‏روكو, ‏butter fly, ‏Whispers, ‏sama*, ‏khadibima 52, ‏babo, ‏شيمو عصام, ‏الشوق والحب, ‏ام غيث, ‏وليد صفط, ‏métallurgier, ‏sheama, ‏sasad, ‏هبوش 2000, ‏نزووف, ‏hebaa, ‏rosetears, ‏دلال الدلال, ‏كتكوتة الحلوة, ‏Nonejaz, ‏هاجر شلبية, ‏hassnaa, ‏نهاد على, ‏لولة العسولة, ‏JOURI05101, ‏fatma111, ‏Bassmet Amal, ‏luz del sol, ‏sosobarra, ‏ام عمر يحيى, ‏بيبوبن, ‏أنا لك علي طول, ‏ابن الشام2, ‏drsally2000, ‏jendra, ‏phmeme, ‏بياض القلب, ‏آيه ♡, ‏نهولة, ‏Hams3, ‏tmtm, ‏Israa Ehab, ‏salsa, ‏نداء الحق, ‏ندى طيبة, ‏ام مودى., ‏دادا, ‏mesfa, ‏روح طرياك, ‏اية المني, ‏rahaf_1, ‏Nour Tamer89, ‏كريستنا, ‏sara-khawla, ‏mouna ABD, ‏ام هنا, ‏رمـاد الشوق, ‏celinenodahend, ‏esraa93, ‏دموع كاذبه, ‏بسنت محمد, ‏scarlet, ‏**ام خالد**, ‏احلام عادل, ‏rontii, ‏Alaakhmh, ‏سكن ناعم, ‏سارة امينة, ‏mariem1, ‏maysleem, ‏bassina, ‏mrmoorh, ‏nashwakasem, ‏اغلى ناااسي, ‏roro.rona, ‏سمااااا, ‏suzan11, ‏Nor sy, ‏واثق الخطا, ‏منى سعد, ‏سوما, ‏fatima zahraa, ‏رحيل الامل, ‏starmoon, ‏ebrU, ‏جينجل, ‏Reemya, ‏hedi, ‏ذبحني احزاني, ‏امراة بلا قلب, ‏ام مريم ومالك, ‏lolo ahmed, ‏حلم رواية, ‏tamima nabil, ‏Shahdona2, ‏رحيق الجنان, ‏توقه, ‏MODEY, ‏jolanar89, ‏طفول, ‏hibatalrahmane, ‏علمتني الدنيا, ‏dema25, ‏omangirl5, ‏ghader, ‏Gorgie!, ‏مرؤؤشة, ‏say love you, ‏arwa-mariam, ‏enashady, ‏انسيآب..!, ‏نور القلوب 18, ‏مانوش, ‏ياسمين على احمد, ‏البيضاء, ‏شوشو العالم, ‏مورر, ‏beauty anastasia, ‏غرام النهار, ‏ميهاف111, ‏Just give me a reason, ‏el8mar, ‏dalloula, ‏la princesse * malak, ‏shams ali, ‏yassminaa, ‏بوح البوح, ‏المهندسة الاهلاوية, ‏hadelosh, ‏amatoallah, ‏سنا الورد, ‏palmoon, ‏last hope, ‏NIRMEEN30, ‏samantaa, ‏Roro2005, ‏نور نور888, ‏هيون القحطاني, ‏mimi0289, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏قاحلة, ‏musk, ‏ronita1417, ‏مصطفى ابراهيم, ‏زهرة الاوركيدة, ‏عشقي لديار الخير, ‏imy amouna, ‏خيال القصيد, ‏Ryanaaa, ‏ابابيل, ‏jello, ‏shereen.kasem, ‏samahss, ‏#Méé#, ‏Suha star, ‏kimi mi, ‏sama2_egypt, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏بعثرة ذات, ‏whisperk, ‏بنت بلدي, ‏fattoma2020, ‏najla1982, ‏غرام العيون, ‏kmnbvc, ‏زهرة مغتربة, ‏nbn, ‏رامى12, ‏Skoon_hilal, ‏بنوتة كيوت 92, ‏زهور الشتاء, ‏بوعجيب, ‏ليش ؟, ‏متعثرهـ, ‏الثقلين, ‏ام معتوق, ‏احلام حزينة, ‏أخت داليا, ‏الفجر الخجول, ‏لين محمد, ‏لميس1, ‏mando mano, ‏selvia, ‏meriam 1992, ‏reemaabdullah, ‏ons_ons, ‏ماهينور عمروي, ‏PRINCESSOFWAR, ‏سديم الذكريات, ‏shahd shosho, ‏RINCKYPINKY, ‏سحر الحياة, ‏ام عبدالله1111, ‏AYOYAAA, ‏rouka2000, ‏ارق النجوم, ‏نور الأيمان, ‏jus6me010, ‏RAHPH, ‏امل وايثار, ‏مرمر بوعا, ‏جيتك بقايا جروح, ‏نويفة, ‏dekaelanteka, ‏3isha eid, ‏shada l, ‏اميرة كيليسا, ‏amira 70, ‏سلمى التونسية, ‏princess miroo, ‏بلادي بلاد التوحيد, ‏دموع عذراء, ‏وريعة, ‏rose.rose, ‏قسامية الهوى, ‏رانيا فتحى, ‏أم لين, ‏@شمعة الجلاس@, ‏ميجا بوب, ‏نور الصباح5, ‏RWANABDO, ‏tomcruise, ‏egyptian and proud, ‏nohamaha, ‏amiraa22bk, ‏قمر سهران, ‏fattota123456, ‏أسماء ابراهيم ابراهيم, ‏عراقيــه, ‏السماء الزرقا, ‏salwa shazly, ‏تلوشه, ‏اخطوطه, ‏رودينة محمد, ‏eng miroo, ‏خفوق انفاس, ‏جده اسامه, ‏نرمين البنجي, ‏meme33, ‏برديس, ‏كفى, ‏meho26, ‏أسماء44, ‏حنين مريم, ‏mesho ahmed, ‏hawa500, ‏do3a, ‏لاار, ‏غرررام الورد, ‏9aba7.mona, ‏mjklaus, ‏WARDA, ‏killlover, ‏sakora chan, ‏فرح أيامي, ‏isoldea, ‏dina naguib, ‏شاكرةلله, ‏woow, ‏rafaah.emadd, ‏sara alaa, ‏احاسيس ضائعه, ‏saraa soo, ‏زهره الشتاء, ‏بيوونا, ‏magyy allam, ‏*جوود*, ‏modyyasser43, ‏ليليان, ‏rifi1234, ‏princesse mimi, ‏sajanody, ‏sapo, ‏..swan.., ‏Diego Sando, ‏نسمه الصباح, ‏لؤلؤةأبوها, ‏noor al hoda, ‏تراتيل انثى, ‏صمتي كلام*سو*, ‏A y a h, ‏zarzar, ‏أوراقي, ‏tamatem555, ‏ملآك روحي, ‏Hiba Ab, ‏esraa roaa, ‏منيتي رضاك, ‏حكاية عمري, ‏الوية احمد علي, ‏في الصمت ألف حكاية, ‏صمت الزوايا, ‏Lulwah997, ‏منى مصري, ‏ماما تلي, ‏Shosh A, ‏doha-82, ‏ارض اللبان, ‏Electron, ‏ASAMA KANZARI, ‏feriel barcelona, ‏noura26, ‏لامي م, ‏sweetlikechoclate, ‏aweenat_2, ‏زهور ساكورا, ‏omboody, ‏نيورو, ‏mounya, ‏أم فيصل 26, ‏nona.a, ‏كترين, ‏جووجوووو, ‏سبنا 33, ‏لوفار, ‏منى العبدي, ‏عروب 55, ‏سماهير, ‏سوسا العتيبي, ‏MEGGAIZ HOUDA, ‏*ماريان*, ‏زهره الرماد, ‏ذكرى الانين, ‏الاف مكة, ‏ذكريات الأمس, ‏Maryam haji, ‏موزانه1, ‏عبير111, ‏laila90, ‏رغيدا, ‏nanash, ‏أسيل كحله, ‏beetto, ‏jamyong, ‏عيوني تذبح, ‏صفاء الليل


riane غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 06-09-15, 12:04 AM   #23115

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

مسا الورد يا سكاكر ..... حنزل الفصل حالا ...

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 06-09-15, 12:04 AM   #23116

markunda
alkap ~
 
الصورة الرمزية markunda

? العضوٌ??? » 5427
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 622
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » markunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond reputemarkunda has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل الحضور وششكرااااا

markunda غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-15, 12:06 AM   #23117

بيبوبن
alkap ~
? العضوٌ??? » 305028
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 278
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » بيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond reputeبيبوبن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
انت لي كل دنياي ...يا بعد الروح خلك بجنبي ولا تروح
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وانا كمان تسجيييييل حضور

بيبوبن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-09-15, 12:06 AM   #23118

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي



الفصل الواحد و الخمسين :

كان كلا منهما يجلس على كرسيه بجوار الآخر كتلميذين مذنبين ...
بينما يجلس سيف امامهما بتحفز و شكل من يوشك على القتل .... احدى قبضتيه مضمومة .. تضرب راحته الأخرى بصورةٍ رتيبة ... تزداد قوة وهو يراقبهما كمجرم ....
ثم قال اخيرا بصوت مخيف
( اذن تريد خطبتها ؟!!! ............. )
كان يوسف يجلس كالبؤساء ... و لم ينتبه الى أن السؤال موجهها اليه ... الا أن ورد تنحنحت بعنف كمن يشتم .... فرفع رأسه يقول منتبها
( آآآه أنا ؟!!!! .... أقصد .. نعم أنا ......... )
ظل سيف يضرب قبضته مرة بعد مرة ..... ثم قال أخيرا بلهجة تهديد
( و تريدني أن أصدقك ؟!! ..... بهذه البساطة ؟!! .... )
قال يوسف بهدوء
( و ما هو سبب مجيئي اذن ؟!! .... انظر ... باقة ورد أو المتبقي منها بمعنى أصح .... فما الذي أتيت أفعله بها ؟!!! .... أتأمل جمالك ؟!!! .... )
برقت عينا سيف وهو يقول هادرا
( التزم الأدب فأنا أحاول جاهدا احترام البيت الذي توجد به أمي اكراما لها ...... )
قالت ورد بصوت متوتر ...
( أهدا قليلا يا سيف ... أنت تضخم الأمر أكثر من اللازم ... مجرد عريس ... فلنرفضه و يا دار لم يدخلك شر ..... )
قال يوسف بهمس وكأنما يشجع لاعبا
( أحسنتِ وردات .... تابعي على تلك النغمة .... لا تتخاذلي ... )
هتف سيف بعنف
( بماذا تهمس لها ؟!!!! ....... )
قال يوسف وهو يرفع فنجان القهوة الذي جائت به ورد ...منذ لحظات
( أقول لها سلمت يداك يا سيدة البنات ..... قهوة عرائس فعلا ..... )
صرخ سيف بقوة
( اصمت تماما ...... )
ثم نظر الى ورد ليقول لها بعنف ...
( و أنت يا سيدة البنات .... الأمر ليس بمثل هذه البساطة ..... الا تدرين أنه كان يريد زوجتي ؟!!! ... )
رفع يوسف يده وهو يقول
( اسمع الآن .... أنت تجعل من الأمر قذرا جدا و أنت تعرف ذلك ..... أنا كنت أريد تخليصها منك ... )
صرخ سيف بجنون
( لقد عرضت عليها الزواج و هي لا تزال زوجتى !!! ...... )
هتف يوسف هو الآخر ...
( كنتما منفصلين و بينكما قضة خلع ...... و لم أفعل معها ما يشين أبدا .... )
مالت اليه ورد و هي تهمس من بين أسنانها
( ماذا تفعل تحديدا ؟!!!..... أرجوك دع ذكائك جانبا و دعني أنا أتولى الحوار .... )
التفتت الى سيف تقول بتوتر
( اسمع يا سيف .... موضوع يوسف مع وعد انتهى منذ وقت طويل و قد تأكدت من ذلك بنفسي .... حتى أنني اشطرت عليه أن يحاول الإصلاح بينكما كي أوافق على خطبته ...... )
هز يوسف رأسه كمن يسمع الطرب الأصيل هامسا
( ياسلااااام .... أطربيني و زيدي من الطين ابتلالا ......... )
صرخ سيف فجأة
( اسمع أنت ..... أنا لست مرتاحا لهمسك لها .... تعال و اجلس هنا على المقعد المقابل بعيدا عنها ... )
ارتفع حاجبيه بتوجس ... الا أنه نهض و فنجان القهوة بيده ... قائلا بارتياب
( انتم تعاملون الخاطبين هنا معاملة غريبة الأطوار ....... )
جلس على الكرسي المقابل وهو ينظر اليهما .... بينما التفت سيف الى ورد ليقول بجنون
( هل تريدين إصابتي بالجنون بالله عليكِ ؟!!! ...... الستِ مخطوبة ؟؟!! ..... )
رفع يوسف رأسه ليلتقط الخيط من هنا .... فقال بصوتٍ مصدوم
( مخطوبة ؟!!! ...... ياللهي .... كيفِ استطعتِ التلاعب بهذه الصورة ؟!! ... )
ارتفع حاجبي ورد بذهول و هي تراه ينهض من مكانه بإباء ليقول بصوتٍ باهت
( عذرا ...... أنا أحتاج الى الإبتعاد عن هنا ..... )
ثم ابتعد في اتجاه الباب أمام أعينهما المذهولة ... لكنه اكتشف أنه لا يزال ممسكا بفنجان القهوة , فعاد ووضعه على الطاولة ليقول بصوته الرخيم المصدوم
( شكرا لكِ على القهوة ..... يبدو أنها أقصى ما حصلتِ عليه الليلة .... أتمنى لكِ السعادة ... )
ثم ابتعد أمام أعينهما و تعبيرتهما المصدومة ... بينما همست ورد بداخلها من بين أسنانها
" أيها الجبان !! ......... "
الا أنها انتفضت على صوت سيف يقول بعدم تصديق
( هل تريدين افهامي أنكِ وافقتِ على خطبة رجل و أنتِ مخطوبة لآخر ؟!!! ..... هل يصدر عنكِ أنتِ يا ورد تصرفا بمثل هذه الحقارة ؟!! .... )
كان يوسف قد وصل الى الباب ..... و أوشك على الخروج , الا أنه توقف حين سمع تلك العبارة القاسية ...
فاستدار ينظر الى ورد التي كانت تجلس مكانها مطرقة الوجه ... منكسرة الخاطر ...
زم يوسف شفتيه وهو يستدير مجددا ينوى الخروج وهو يهمس
" هي من تسببت بذلك لنفسها ........ "
الا أن يده توقفت على مقبض الباب .... ثم زفر بقوة وهو يهمس
" لا أستطيع تركها .... ذلك المعتوه قد يضربها .... "
استدار و عاد اليهما ينوى ايقافه عند حده ... الا أن في اللحظة التي أوشك بها على الكلام .. كانت ورد قد نهضت من مكانها تقول بعنف
( أنا لا أسمح لك بمخاطبتي بتلك الطريقة ........ من تظن نفسك ؟!! .... ساعة و أنا أحاول أن أفهمك الموقف و أنت تهينني أمام الغرباء !!! .... )
قال يوسف مبتسما باعجاب
( أحسنتِ وردات ........ تابعي .... )
التفتت اليه متفاجئة و قالت من بين أسنانها ترفع يديها الى ر أسها
( الازلت هنا ؟!!!!!! ...... هل أنت عملي السيء في الحياة !!!! .... )
قال يوسف بغيظ
( أتعلمين ماذا .... أنت محقة , تعاملي مع أخاكِ ...... سلام .... )
الا أن سيف هدر غاضبا
( انتظر هنا ........ أنت شخص مختل , على ما يبدو أنك لا تعجب سوى بمن تخص غيرك و أنا أعرف نوعك تماما ..... )
قال يوسف بنفاذ صبر
( بسم الله ماشاء الله ..... نبيه و يمكنك التقاطها من الهواء و هي تمرق أمامك .... أنا فعلا من هذا النوع .... سلام مرة أخرى .... )
هتفت ورد بقوة
( هذا ما لم أجد الفرصة كي أحدثك عنه ...... لقد قذفته بكوب ماء و أخبرته أن الخطبة لاغية ... فقد تطاول علي ... و أنا أخرجته من هنا يقطر ماءا .... )
ساد صمت طويل .... بينما رفع يوسف حاجبيه , ليستدير محاولا المغادرة
( تعاملى معه هذه المرة بجدية ........ لو انتظرت أكثر سأجد المأذون على الباب ... )
هتف سيف وهو ينظر اليها غير مصدقا
( فسختِ خطبتك .... من تلقاء نفسك , دون حتى تكلف عناء اخباري ؟!! و لا أعرف الا و أنا أرى الخاطب التالي ؟!! تعرفينه و تستقلين معه سيارته دون علمي ؟!! ... من تظنين نفسك ؟!! .. لا كبير لكِ ؟!!.....)
تدخل يوسف بينهما وهو يقول غاضبا هذه المرة ...
( اسمع أنت الآن !! .... بأي عصر تعيش ؟!! ... وبأي حقٍ تهينها أمامي ؟!! .... هل تعرف عمرها ؟!! انها بنتصف الثلاثينات و ربما بظروف أخرى لأصبح لها طفلا مراهقا يقاربها الطول !! ..... )
مطت ورد شفتيها و هي تهمس
( رائع ....... مداخلة ترفع الروح المعنوية حقا ..... هذا ما كنت أحتاجه بتلك اللحظة ....)
الا أن يوسف لم يسمعها .. بل قال بقوة
( شخص و أهانها ... اتريدها أن تنحني له و تنتظر الى أن تمنحك السلطة العليا في أن تفسخ أنت الخطبة ؟!!! ..... و ماذا إن استقلت معي السيارة مرة أو مرتين ؟!!! .... ألم تفعلها مع وعد قبل أن تتزوجا ؟!!!
أتحداك لو أخبرتني أنه لم يحدث ...... )
تشجعت ورد و هي تهتف بقوة
( آآآه نعم ... الآن تذكرت , لقد أوصلني البيت يوم أن أرسلتني أنتى الى وعد بحجة ملك كي اطمئن على زوجتك الغالية ... فوقعت و لويت كاحلي , و الآن تحاسبني ؟!! .... )
ابتسم يوسف وهو ينظر الى سيف متشفيا
( يا له من حرج بالغ !! ...... )
هتفت ورد تقول بغيظ
( لا دخل لك ..... أنا فقط من أكلم أخي .... )
دخلت منيرة اليهم متوترة الوجه و هي تقول
( يا أولاد ماذا يحدث ؟!! ... أصواتكم تصل الى الجيران ... هل هذا منظر يليق بمقابلة لخطبة ؟!!! ... )
ثم التفتت الى سيف تقول
( و أنت يا سيف ... أيا كان سبب الخلاف , لا تعامل أختك أمام خطيبها بتلك الصورة الفظة ... و هو ضيفنا أي مكانه فوق رؤوسنا .... )
وجمت ملامح يوسف وهو يهمس
( خطيبها ؟!! ...... هل وافقتم ؟!! .... )
نظرت منيرة الى سيف تمسك بذراعه و هي تقول مترجية
( من يعلم !! .... اليس من النصيب أن تفسخ خطبتها ليتقدم يوسف لخطبتها ؟!!! ... الرجل دخل البيت من بابه , فلماذا تعامله بتلك الصورة ؟!! ...... وعد الآن مطلقة و لوكان يريدها لكان ذهب اليها ليخطبها .... )
أغمض يوسف عينيه وهو يقول
( كلام كالدرر ..... موزون و منطقي .... فهل لو كنت أريد وعد لكنت أتيت الى هنا ؟!! ... )
نظرت اليه ورد مذهولة و هي غير مصدقة ... بينما همس هو بداخله
" منكِ لله يا وعد .... و أنا الذي كنت أريد اسعادك !! .... ها هي السعادة تهبط على رأسي كالمطرقة .. "
تابعت منيرة تقول بحزم
( أنا لن أسمح لك بأن تفسد سعادة ابنتي يا سيف ... لقد تعرضت للكثير بحياتها و أنا أريد لها الفرح .. فإن كانت هي ويوسف متأكدان من رغبتهما .... فأنا من سيساند هذا الأمر مهما بدا سريعا ....)
هتف سيف بغضب
(أمي !!! .............)
الا أنها التفتت الى يوسف تقول بقوة
( يوسف ..... أتريد ورد ؟!! ..... أريد سماع جوابك الآن ....)
نظر يوسف الى ورد فهمست تقول بيأس
" انسحب الأن .... أنا كفيلة بهما "
ظل ينظر اليها طويلا ... و كانت علامة الإنكسار واضحة عليها ... ما بين أخ أناني يفكر بنفسه فقط ... و بين أم تريد تزويجها بأي طريقة ...
استدار ناظرا الى منيرة يقول بوجوم
( أنا أريدها ...........)
قالت ورد فجأة
( ماذا تفعل ؟!!! ......)
استدار اليها يقول بقوة
( لن أتركك الآن ..... فأنا من تسبب بذلك ....)
لوحت ورد بذراعيها و هي غير مصدقة ... بينما التفتت منيرة الى سيف و قالت تمسك بذراعه
( لنقرأ الفاتحة يا سيف .... و لا تغضب أمك حبيبي .... )
هتف سيف من بين أسنانه
( يا أمي ما تفعلينه هو الجنون بعينه ؟!! ..... إننا نلقيها بالمعنى الحرفي .......)
أطرقت منيرة و هي تهمس بألم
( أنا مجنونة يا سيف ؟!!! .......)
شحبت ملامح سيف وهو يطبق على كفها هامسا
( ياللهي !!!! .... لم اقصد ... أقسم لم اقصد .... أنا آسف يا أمي ..... أنا فقط لا أريد لأختى أن تتزوج لأول شخص غريب بعد فسخ خطبتها ..... ثم أن هذا ال .....)
هتفت منيرة بصرامة
( لقد سامحتك فيما يخصني .... لكن اياك و الخطأ بخطيب أختك .... أرجوك يا ابني لا تفسد الأمر المسكينة لم تحظى بيومٍ سعيد بحياتها ...... )
همست ورد بيأس و انكسار
( ياللهي !!! ..... أمي تتسول بي !! .... أي ذل هذا ؟!! .... )
سمعها يوسف و نظر اليها صامتا .... فقال وهو يخاطب سيف بهدوء
( أنا لست غريبا .... لو كنت بهذا السوء لتناسيت ميراث زوجتك ... و لما وافقت على شراكتى لكل هذه الأشهر ...... أنا لست غريبا ... أنا أقرب لهذه الأسرة من خطيبها السابق .... )
نظر اليه سيف بغل و حقد ..... لكن أمه قالت تقاطع نظراته القاتلة
( استحلفك بالله أن توافق .... لتكن الفاتحة , ثم ندع لهما الفرصة كي يتعرفا الى بعضهما .... )
نظر سيف الى امه غير مصدقا لما يحدث ... كانت الفاتحة ... بينما تجلس ورد مذهولة بينهم ... و يوسف ينظر اليها بصمتٍ ..... يقتلها !!!
.................................................. .................................................. ..................
كانت وعد في سريرها تغمض عينيها بتعب و ارهاق نفسي ... تحاول النوم جاهدة ...
الى أن أتاها الإتصال من يوسف ... أخذت تستمع عدة لحظات قبل أن تستفيق و تقفز جالسة على السرير هاتفة بقوة ضاربة صدرها
( خطبت من ؟!!!! ....... يا مصيبتي !!!!!..... )
أخذت تستمع الى هتافه الغاضب في الهاتف و هي تغمض عينيها و بينما ارتفعت يدها الى أعلى رأسها و هي تميل يمينا و يسارا ....
( أرسلتك تخطبني فخطبت أخته ؟!!! ...... بالله عليك كيف فعلتها ؟!! .... أخشيت أن تخرج بيدك خالية ؟!!! ..... حسنا ..... حسنا ... أغلق الخط الآن , أنا سأتصرف ..... نعم .... أغلق الآن ... )
سقطت يدها بالهاتف الى حجرها و هي تتنهد بيأس
( كلما فكرت بشيء يقربك مني .... يتحد مع غيره ضدي ..... )
سمعت رنين هاتفها في حجرها فرفعته تنظر اليه ..
الا أنها شهقت حين رأت اسم سيف يضيء بشر .... فقفز الهاتف من يدها و هي تهمس بهلع
( سلام قولا من رب رحيم ....... )
ابتلعت ريقها بخوف و هي تستمع الى ذلك الرنين ... ثم دفنت وجهها تحت وسادتها و قلبها ينتفض
و ما أن سكت الهاتف أخيرا ... حتى رفعت أنفها قليلا بتوجس ... لكن صوت رسالة شنجتها ... فمدت يدها المرتجفة و فتحتها ببطىء لتقرأ
" حسابك معي فيما بعد ...... تظاهري بالنوم الأن ..... لنا لقاء "
عقدت حاجبيها و شعرت بالغضب ... و قالت بحنق
( و ما ذنبي أنا ؟!!! ........... أحمق تقدم لهم و حمقى أكثر حمقا منه و قبلو به ....... فما ذنبي أنا ؟!! .... )
رمت هاتفها جانبا و هي تهتف بغضب و يأس
( تبا لذلك ...... لقد عدنا خطواتٍ للوراء بسبب تلك الخطوة المتهورة ...... )
.................................................. .................................................. .................
كانت وعد تعمل باحباط و يأس .....
فاقتربت منها راوية لتقول بفظاظة
( سيدة وعد ..... أي ألوان ستختارها الآنسة ميرال لأقمصة النوم ؟!!! ..... سنتأخر و أنتِ أمرتِ بعدم التأخير ....)
نظرت وعد اليها بطرف عينيها ثم تابعت التقليب بين فساتين الزفاف في المجلة الخاصة بالمعرض ...
و قالت بفتور و بصورةٍ آلية
( الرمادي الفضي .... الذهبي الشاحب .... البنفسجي الداكن ... فصليهم كلهم من هذه الألوان .... )
عقدت راوية حاجبيها و هي تقول بعدم قبول
( و أين الأحمر و الأسود و الفيروزي .... انها بيضاء بياض شاهق و هذه الألوان ستناسبها .... )
أغلقت وعد المجلة بعنف و هي تنظر اليها بنفاذ صبر قائلة
( نفذي الألوان التي اخترتها يا راوية ..... انا المصصمة و أنا لي رؤية خاصة ..... )
مطت راوية شفتيها و هي تقول
( براحتك يا سيدة وعد ...... الغيرة تفعل أكثر من ذلك ..... )
كانت قد ابتعدت الا أن وعد هتفت بقوة
( انت ..... تعال الى هنا ...... ماذا قلتِ للتو ؟؟؟ ... )
عادت راوية اليها و هي تضع يدا فوق أخرى لتقول بنفاذ صبر
( قلت براحتك يا سيدة وعد ........لك القرار و لك النظرة كذلك ... .. )
قالت وعد بغيظ
( حسنا اذهبي الى عملك ...... لكن انتبهي فأنا عيني عليكِ .....)
ابتعدت راوية و هي تهمس متذمرة
( و هل ترين أصلا بدون نظارة ؟!! ....... )
اتسعت عينا وعد و ارتفع حاجبيها ... لكنها أقنعت نفسها بأنها لم تسمع ما سمعته للتو ....
زفرت بقوة و هي تضرب المجلة بغضب ... بينما جائت كوثر تقول بتوتر
( لقد جائت العروس .......... )
عقدت وعد حاجبيها و هي تقول
( أي عروس ؟!! ..... من لدينا اليوم ؟!! ....)
قالت كوثر من بين أسنانها
( الآنسة ميرال ............. )
أغمضت وعد عينيها و هي تقول بيأس
( ليتنا ذكرنا جنيها لكان خيرا لنا .......... ياللهي ليس وقتها أبدا .... )
عادت لتزفر بقوة .... ثم قالت و هي تحك جبهتها ...
( دعيها تدخل الى مكان القياس يا كوثر من فضلك .......... )
بعد وقت طويل .... و مضني ... كانت وعد تلهث تعبا و هي تقف خلف ميرال تلف القماش من حولها و تثبته بدبابيس ... بعد أن اختارت تصميما معينا ....
كان فستانا عاري الصدر و الكتفين .... و بالفعل نفذت وعد منه نموذجا للتجربة و هي تثبته عليها .... تراقب جسدها الأبيض المكتنز بعينين مائلتين من الحزن ....
بينما ميرال تراقب نفسها في المرآه بخيلاء ....
قالت وعد بخفوت و هي تعمل
( لكن علينا العمل على تصميم لإغلاقه من الآن ........ )
عقدت ميرال حاجبيها و هي تقول لعدم فهم
( إغلاقه ؟!! ....... ماذا تقصدين ؟!! ....... )
استقامت وعد من إنحنائتها و هي تقول بهدوء
( فتحة الصدر ..... سنغلقها ..... )
ضحكت ميرال ببرود ... ثم قالت ببطىء
( لا أتذكر أنني طلبت إغلاقها !!! ......... )
عقدت وعد حاجبيها و هي تقول بحيرة
( هل تنوين ارتدائه كما هو ؟!!! .......... )
ردت ميرال ببساطة
( بالطبع .......... )
ظلت وعد تنظر اليها عدة لحظات قبل أن تقول بخفوت
( سيف لن يوافق عليه ........ )
ابتسمت ميرال و هي تعض باطن خدها ... ثم قالت أخيرا بصوت بارد كالصقيع
( آآآه ...... اسمعي يا وعد , لا تقلقي على علاقتي بسيف .... انا أستطيع تدبيرها جيدا ... أما أنت فكوني احترافية بعملك كي يزدهر أكثر ..... )
شعرت وعد بوجهها يمتقع ... و كادت أن تطردها خارجا .... و أوشكت بالفعل ... الا أنها حافظت على السيطرة .... فهذا ما تتمناه ميرال ... أن تفقدها أعصابها ... لكنها لن تمنحها تلك اللذة ...
فابتسمت ببرود هي الأخرى و قالت
( لكِ هذا .......... )
قالت ميرال ببشاشة زائفة ...
( جيد ..... اذن من فضلك أرني كيف سيكون شكل انحراف حافة الفستان .... )
.................................................. .................................................. .................
دخل سيف مندفعا من مدخل البناية و علامات الغضب توشك على إحراق المكان ...
فقفز حار الأمن وهو يهتف مجددا
( سيد سيف ..... سيد سيف .... )
الا أن سيف قال بعنف دون أن يتوقف للحظةٍ واحدة
( يمكنك طلب الشرطة ......... )
دخل المصعد و قبل أن يعترض كان سيف قد أغلق باب المصعد بوجهه !! ....
لم يجد أمامه سوى كوثر فقال بصرامة
( مساء الخير يا كوثر ..... أين السيدة وعد ؟؟ ..... )
قالت كوثر مرتبكة
( إنها في الداخل مع الآنسة ميرال .......... )
تسمر سيف مكانه لعدة لحظات ... قبل أن يقول غير مستوعبا
( مع من ؟!! ..........)
ردت كوثر بخفوت
( مع الآنسة ميرال خطيبتك بحجرة القياس ........ )
رد سيف بصوتٍ جليدي
( و ماذا تفعل ميرال هنا ؟!!! .........)
ردت كوثر بتوتر
( ظننتك تعرف سيد سيف ..... لقد طلبت من السيدة وعد تفصيل فستان زفافها ..... )
شحب وجه سيف و تسمر مكانه وهو يقول بصوتٍ واهي ... خطير
( ماذا ؟!!! .............. )
ترك كوثر ليندفع الى غرفة القياس .... و التي كان بابها مغلقا جزئيا بعد أن انتهت وعد من تثبيت الفستان على ميرال ... و نسيت أن تغلقه , فدفعه سيف ببطىء ليتسمر مكانه وهو يرى وعد تجلس على ركبتيها أرضا .... تقوم بتثبيت طرف الفستان ... بينما ميرال تقف أمامها بخيلاء و يديها في خصرها ....
شعر في تلك اللحظة أن الدماء تفور بصدره و تصعد الى رأسه .... فهتف بقوة
( انهضي من عندك يا وعد ........ )
انتفضت كلا من وعد و ميرال بمكانهما .... و كانت ميرال أول من تكلمت رغم التوتر الذي شعرت به يشل كيانها كله
( سيف !!! ....... ماذا تفعل هنا ؟!!! .... )
نظر اليها ببرود قائلا
( علي أنا أن أسألك نفس السؤال ........ )
ارتبكت أكثر ... لكنها ابتسمت برقة و هي تقول
( كان من المفترض أن تكون هذه مفاجأة .... الفستان سيكون هدية وعد لنا في زواجنا .... )
نظرت اليها وعد ... غير مصدقة كيف أنها تستطيع تجميل موقفها بتلك الصورة ....
ثم قال ميرال متابعة بدلال و ضحكة مغرية
( لم يكن عليك دخول غرفة القياس دون اذن ........ماذا لو لم أكن قد ارتديت ملابسي بعد ؟!!! .... كنت لأموت خجلا ..... لكن عامة سيتحتم علينا الآن تغيير تصميم الفستان بعد أن رأيته
الا أن سيف هدر بقوة أكبر
( أنهضي يا وعد من على الأرض ....... حالا ..... )
قفزت وعد من مكانها بسرعة و قلبها يخفق بعنف .... بينما التفت سيف الى ميرال التي كانت تنظر اليهما ببرود متوتر .... فقال بخشونة
( سأخرج الآن الى أن ترتدين ملابسك ..... ثم تغادرين حالا .... )
رفعت ميرال ذقنها و هي تقول مصدومة
( أتطردني يا سيف ؟!!! ....... )
قال سيف بصوت خطير
( أريد وعد بأمر يخص العائلة ..... أما موضوع الفستان , فهو لن يمر مرور الكرام .... )
كتفت ذراعيها و هي تقول
( ما تلك المعاملة يا سيف ؟!!! ...........أنا لن اسمح ... )
الا أن سيف قاطعها هادرا بقوة
( الآن .......... )
نقلت عينيها بينه و بين وعد التي كانت واقفة مكانها ترتجف بقوة .... ... فخرجت ميرال بقوةٍ مندفعة تتجاوزه ...
بينما رمقها سيف بنظرة ٍ جعلتها تتجمد مكانها للحظة خاطفة .... ثم ابتعدت و هي تقول
( حسنا يا سيف ....... للحديث بقية ... )
انتظر سيف الى أن خرجت ميرال من المعرض .... بينما وقفت وعد مكانها تنظر اليه و قلبها يضرب و يفر كأرنب مذعور ....
أخذ يقترب منها ببطىء ....و عيناه الملتهبتان لا تحيدان عن عينيها بينما همست وعد ترتجف و تتراجع للخلف
( أعلم أنك غاضب بشأن يوسف وورد ...... )
الا أن سيف قاطعها هادرا بقوة زلزلت جدران المكان
( كيف وافقت ؟!!!!!!!!!! .......... )
انتفضت مذعورة ... ففعلت ما تستطيع فعله بتلك اللحظة ....
رفعت يدها الى جبهتها و همست بتعب
( سيف ........ أشعر ب ......... )
ثم سقطت أرضا متظاهرة بالإغماء !!! ....
هتف سيف بهلع وهو يندفع اليها جاثيا على ركبتيه
( وعد .......... )
ثم وضع ذراعيه خلف ظهرها و تحت ركبتيها ليحملها بين ذراعيه بحركة واحدة وهو يهمس بقلق
( وعد ......... وعد ....أفيقي حبيبتي أنا آسف ... لم اقصد ارعابك ..... لم أتمالك نفسي حين رأيتك تجلسين أرضا ....وعد ..... )
و لم يعلم أنها كانت تبتسم متنهدة بحرارة .... بين أضلعه !!! ............


.................................................. .................................................. .................
يأبى النظر اليها عن عمد .... بينما يضاحك الجميع , تترصده بعينيها عن قصد و تعلم بأنه يشعر بوهج اختراق عينيها و يكابر ... و يتجنب رفع عينيه ...
كانت تسير بين الجمع ... في مؤخرة القاعة .. تميل برأسها لتراقبه كلما حجبه عنها شخص ما ... و على شفتيها ابتسامة شوق و أنبهار ! ...
خلال شهرين من الخصام ... يوليها كل اهتمامه النظري ... البارد ...
طلباتها هي و محمد و البيت بأسره مجابة دون حتى ان تجد الفرصة لتطلب ...
سؤاله عنهما يوميا بصورة روتينية .. لكن تلك الروتينية تتحول الى دافئة طويلة مع محمد ... بينما معها يقتصر الأمر على مجرد سؤال خافت بسيط ....
أما في أسلوبهما معا في العمل فهو يتسم بالدماثة و الرقي ... كي لا يسمح بأي تخاذل تجاه العمل أو الخلط بينه و بين الحياة الشخصية ...
و على الرغم من تلك القواعد الصارمة ... الا أنها كانت تراقبه بافتتان ميؤوس ..
حتى وقعت في غرام مديرها !! ...
ترى أيمكن للمرأة أن تقع في حب نفس الرجل مرتين ؟!! .....
لأنها فعلت دون شك ... لقد أحبته زوجا من شدة ما نالت منه من حب و رعاية و احترام ...
أما الآن و بعد شهرين من البعد المهذب ... و الهجر الأنيق !!
لم يعد أمامها سوى سوى مراقبته و التقام كل تفاصيله .... هفواته ... شروده أثناء العمل ,..... صوته وهو يشرح شيئا ....
روعته في التعامل مع الجميع .... حتى عشقته مرة أخرى و كأنه رجل تتعرف عليه بارادتها ...
تحبه من طرف واحد و تراقبه من بعيد كي تملأ عينيها بكل خصاله .....
اليوم هو يوم مميز في العمل ...
لقد أقام العاملين في المصرف حفلا للمدير بمناسبة اتمامه عام كامل بالعمل !!
حين وصلها أمر الأعداد للحفل دون معرفته ... ذهلت و فغرت شفتيها و هي غير مصدقة ..
عام مر يا حاتم منذ أن وطئت قدميك الى حياتي قبل أن أعرف ؟!! ....
لماذا أشعر أنه كان البارحة لا أكثر ؟!! ....
نظرت اليه وهو يبتسم للجميع ... اندهاشه الأولي كان جميلا ... كجمال عينيه و هو يفاجىء بذلك الحفل في نهاية اليوم بعد انتهاء موعد العمل ...
و كان سعيدا و كأنه قد مضى فترة منذ أن شعر بالسعادة لشيء .....
و على الرغم من أنها كانت من المنظمين الأساسين للحفل ... الا أنها وقفت في نهاية القاعة , تراقبه و هي تبتسم بحزن و صمت ... تترجاه في خيالها أن يرفع رأسه و يمن عليها بنظرة ...
و رغما عنه و كما ظنت ... خدعه عقله و غافله , فأعطى الأمر لعينيه كي ترتفعان اليها ...
مباشرة و دون حاجة للبحث ... فألتقت أعينهما و كأن لعالم قد اختفى من حولهما ...
الا أن البعض كانو يحولون دون هذا التواصل ... فكانت تذهب يمينا و يسارا , كي تكمل ذلك التواصل اللحظي الجميل بينهما ... و ما أن وجدت عينيه مجددا , حتى ابتسمت برقة ... و عذوبة ... و اشتياق
لم تستطع للحظة واحدة أن تشعر بالنقمة عليه لهجرها لمدة شهرين كاملين بمثل تلك القسوة ...
كان الحزن و الشوق يقتلانها ... الا أنها لم تستطع للحظة أن تنقم عليه ...
بل أن أقصى ما استطاعت فعله هو أن تقع فريسة هواه مرة أخرى !! ....
لاحظت التواء شفتيه قليلا وهو يبادلها النظرة العاتبة المشتاقة ... الا أنه سرعان ما رسم التعبير الدبلوماسي على وجهه وهو يبتسم تلك الإبتسامة الرسمية المهذبة و التي يلجأ اليها كلما أراد اخفاء مشاعر جامحة ... سولء كانت عشق أم غضب ..... أم هزيمة ...
و هي تعلم أنه يشعر تجاهها في تلك اللحظة بالثلاث ....
وجدت ساقيها تتحركان اليه .. تحاول تجاوز الجميع دون أن تحيد بعينيها عنه ... الى أن وصلت الى مقربة منه ...
حينها لم يخدعه شعوره للمرة الثانية وهو يشعر بها قريبة ... تقف أمامه تماما ,
فأبعد وجهه عمن يخاطبه كي ينظر اليها و هي تقف مبتسمة بحزن على الرغم من اتساعة ابتسامتها التي أظهرت صفي أسنانها ... ثم قالت برقة من كل قلبها العاشق
( كل عام و أنت بخير يا حاتم .... و أكثر قدرة على العطاء و العمل .... )
تعمدت نطق اسمه مجردا من أي لقب ... فهي زوجته قبل اي منصب آخر .. و أى لقب سيكون متكلفا مزيفا ....
لم تبتعد عيناه عن عينيها ... بينما التوت شفتاه قليلا حين سمع اسمه مجردا من بين شفتيها أمام الجميع .. و كأنها تنطق عبارة غزل رقيقة أوشك وجهه على الإحمرار من شدة الإنفعال الذي جاش في داخله بسببها ..
و حين عجز عن النطق لعدة لحظات ... بادرت متابعة برقةٍ هامسة
( لا أصدق أنه مر عام كامل منذ أول يوم دخلت فيه الى هذا المكان !! ...... )
التوت شفتاه أكثر قليلا , ... ثم ابتسم هامسا و كأنما يخاطبها وحدها ناظرا الى عينيها
( و كان اليوم الأجمل بحياتي ..... )
ارتجفت شفتيها قليلا و عيناها تتوهان بعينيه .... لقد تاه عن فكرها أنها كانت الأولى التي رآها و تعرف عليها في هذا المكان ... ربما لأنه لم يكن يوما مميزا بالنسبة لها وقتها ...
بينما الطريقة التي نطق بها عبارته ... جعلتها تدرك بأنه يذكر كل لحظة من لقائهما الاول ... تلك الذكرى التي كان يحتفظ بها بين اضلعه كبداية لطريق طويل من لوم النفس و الرغبة في العودة من حيث أتى ...
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تنظر الى عينيه المتألمتين رغم ابتسامته الدبلوماسية ...
لكم تسببت له في الأوجاع !! ...
بعضها كان خارج عن ارادتها ... و دون حتى معرفتها ..
لكن الأكثر كان من فعل يديها ... و هي تحاول التغلب على الخطوة الصارمة التي اتخذتها في حياتها و أخذ القرار بترك شريك العمر بعد أن أيقنت بأنها لن تستطيع الصمود أكثر ...
لكنها كانت أجبن من هذا القرار ... ففرت الى أول يد امتدت الى مساعدتها , تركن اليها و تحملها مهمة انهاضها عوضا عن متابعة حياتها باستقلالية و قوة ...
نعم لقد كانت جبانة .... لم تكن بالقوة التي تخيلتها في نفسها دوما ...
بل كانت و لا تزال في حاجة الى شخص تسير في ظله ....
و كان حاتم هو هذا الشخص ... أول من وقع في طريقها .... ففضلت ظله على ظل الحائط ...
و كم نقلت هذا الشعور اليه بمنتهى الوضوح الفج ... بأنه أفضل قليلا من الحائط !! ....
أما الآن و بعد الشهرين اللذين مرا على فراقهما ... و على عشقها له من جديد ...
تود لو تقسم له آلاف المرات بأنه بالنسبة لها الآن ليس السند أو العون ... بل هي لا تحتاج وجوده كحائط على الإطلاق ...
انها فقط تحتاج وجوده ... فقط وجوده يكفيها .... تحتاج رؤيته ... استنشاق عطره ... الكلام معه و الضحك طويلا على اسخف الأشياء ....
ابتسمت بحرارة مضنية و هي تفيق من شرودها لتقول بخفوت
( لتكن كل أيامك جميلة يا حاتم .... )
اخفض وجهه رغم عنه أمام الحنين اللاهب بعينيها ... و هي وحدها من لاحظت تضخم صدره و كأنه يتنفس محاولا ازاحة ثقلا من على قلبه ... فشعرت بغصة تنخز قلبها هي الأخرى ..
فابتسمت في مواجهة الجميع و هي تحاول السيطرة على تعابير وجهها كي لا تفضحها فتنفجر بكاءا كبكاء كل ليلة ...
ثم ابتعدت متراجعة ... مطرقة الوجه .. تعود الى مكانها البعي في الزاوية ... تجلس لتراقبه و تملأ عينيها من وجوده الساحر بين الجميع ...
و كانت هذه المرة من الشرود بحيث لم ترى اختلاسه النظر لها بين الحين و الآخر وهو يتكلم مع عدة أشخاص ... بينما تركيزه كله منصب عليها و على ذبولها ..
و الأكثر مفاجئة هو أنها رفضت القطعة من قالب الحلوى التي قدمت لها !!
مما جعله يقلق بحق .... و كأنه يحتاج الى القلق بجوار كل ما يشعر به من وجع و شوق و سهر كل ليلة ....
انتهى الوقت بأسرع مما تخيلت ... فغادر الجميع واحدا تلو الآخر و بقت هي تراقبه وهو يلملم أغراضه .. مبتسما لكل من يغادر و ملقيا له التحية ...
لكن و قبل أن يخلو المكان من آخر موظف ... و قبل أن تستطيع الإنفراد به , كان قد حمل أغراضه و رفع وجهه اليها مباشرة لينادي بهدوء
( الن تغادري يا كرمة ! ......... )
انتفض قلبها بقوةٍ ناسيا طريقة الخفقان الطبيعية .. فأحدث خللا في ضخ الدم الى أوردتها .. بينما ارتفع رأسها بسرعة اليه بعينين لوزيتين تبرقان بسعادة تثير الشفقة و هي تقول بوله
( حالا ..... سأغادر حالا ...... )
أومأ برأسه اليها صامتا ... ثم أشار اليها بذقنه آمرا أن تسرع و تتبعه ... و بالفعل كانت تقفز من كرسيها لتلملم حقيبتها و حقيبة حاسوبها ... ثم أسرعت تخرج خلفه و هي تسرع الخطا . كي تلحقه بينما كان هو يشق الأرض مسرعا في اتجاه المصعد المفتوح .. و ما أن رأته يدخل دون أن يستدير اليها , ظنته أنه سيغلق الباب دون أن يسمح لها بالدخول ... فهتفت بلهفة و هي تجري الى الباب
( انتظرني يا حاتم ....... )
و أسرعت تمد يدها لتوقف أنغلاق الباب ... فوجدته يقف مستندا الى المرآة من خلفه و هو ينظر اليها بهدوء خالي من المشاعر ... فارتبكت بشدة و هي تدخل مطرقة الرأس و تضغط زر الإغلاق لتقف أمامه بعدها ...
تحاول جاهدة السيطرة على ضربات قلبها بينما المصعد يتحرك بهما نزولا ...
همست كرمة تقول بارتباك مبتسمة
( ظننتك ستغلق المصعد و تذهب بدوني !! ...... )
لكن إن كانت تنتظر ردا فقد انتظرت هباءا ... حينها رفعت وجهها اليه , لتجده ينظر اليها بحدة دون أن يزيح عينيه عنها ... مما أربكها أكثر و هي تعود لشخصية الموظفة التي وقعت في غرام مديرها ..
ابتسمت رغما عنها لتلك الفكرة بخجل و هي تعض على شفتيها ... متوترة ...
ثم قالت متابعة بخفوت دون أن ترفع عينيها اليه
( هل يمكنك أن تقلني معك ؟!! ........ )
اعتقدت أنه سيتجاهلها مجددا ... لكنه قال بخشونةٍ خافتة
( ألم تأتي اليوم بسيارتك ؟!! ............. )
رفعت عينيها اليه و هي تمط شفتيها بعجز من فعل مصيبة ... لكنها همست بتوتر
( لا ..... السيارة ... في الصيانة .... )
عقد حاتم حاجبيه بشدة وهو ينظر الى رأسها المنخفض .... فقال بخشونة أكبر
( و كيف جئت صباحا اذن ؟!! ....... و لماذا هي في الصيانة ؟!!! ..... )
عادت لتمط شفتيها و هي تعض عليهما ... لكنها قالت بخفوت
( جئت بسيارة أجرة .............. )
ازداد عبوسه أكثر وهو يراها تصمت , فقال بصرامة
( و الشق الآخر من السؤال ؟!! ..... هل سمعتهِ أم أن الإرسال فصل عنده ؟!! .... )
رفعت أصابعها لتحك مقدمة شعرها بتوتر ... ثم قالت أخيرا بقنوط و بشفتين متكورتين كالأطفال
( لقد صدمت السيارة أمس ........ )
استقام حاتم من وقفته فجأة ليتقدم اليها وهو يهتف بحدة ممسكا بذراعيها
( ماذا ؟!!! ....... هل أنتِ بخير ؟!! ..... )
رفعت وجهها اليه و هي تبتسم برقة ... تقرأ في عينيه و صوته تلك اللهفة و الحب الذي يحاول جاهدا اخفائه .. بينما هي تعيش حتى الآن على تلك الهفوات التي تسقط منه سهوا .. كالآن مثلا ...
قالت بخفوت مبتسمة
( أنا بخير حبيبي ..... أنظر الي .... كالقط بسبع أرواح ..... )
نظر اليها بالفعل , من أعلى رأسها و حتى أصابع قدميها ... في نظرة قلقة شملتها كلها ... فأرسلت موجاتِ دافئة خلال عروقها جعلتها ترتعش تحت قبضتيه ....
لكن و قبل أن تجيب ... كان المصعد قد وصل الى الطابق الأرضي و فتح أبوابه تلقائيا .... و كان أحد حراس الامن يقف أمام الباب فنظر اليهما بفضول و هما على وقفتهما الصامتة و النظرات المتبادلة بينهما ...
انتبه حاتم الى وقفته .. فاعتدل منزلا كفاه عن ذراعيها لكنه لم يتخل عنها ... بل أمسك بكفها وجرها خلفه وهو يقول
( تعالي ........... )
كانت تسير خلفه مبتسمة ... تنعم بتلك الكف القوية التي تحتضن كفها بين أصابعه بعد شهرين من الحرمان من تلك الصلة الأبوية الامومية المتبادلة بينهما عبر كفيهما منذ أن تزوجا ....
كانت كمن يطير على بساط من الرقة و السعادة خلال تلك المسافة القصيرة التي تفصلهما عن المرآب ..
و ما أن وصلا الى سيارته .. حتى دفعها ليسندها الى السيارة وأشرف عليها يقول بقلق
( كيف صدمتِ السيارة بالضبط ؟!! ......... )
ارتبكت أمام عينيه القلقتين ... و صدمها ذلك الإهتمام الذي ناقض شهرين من الجفاء المر ...
لكنها همست بخفوت متبرم
( تعرف أنني حديثة التعلم .... و مع ذلك فقد اصطدمت بشخص متخلف .. وقف فجأة .... )
عقد حاتم حاجبيه وهو يقول بغضب
( هل هو المتخلف فعلا ؟!!! .......... )
عقدت حاجبيها و هي تنظر اليه حانقة قائلة
( ماذا تقصد ؟!! ..... أنا متخلفة يا حاتم ؟!! ...... )
زفر بقوة فلفح الهواء الساخن بشرتها مرسلا المزيد من الشوق و الحسرة الى أوصالها ... ثم قال بغيظ
( و لماذا القيادة طالما لستِ متمكنة منها بعد ؟!! ...... أيجب عليكِ اتقان كل شيء ؟!! .... )
قالت كرمة تدافع عن نفسها
( الجميع يرتكبون بعض الهفوات في بداية التعليم ..... و ليس معناه اليأس ... أنا أحد مدراء المصرف و كيف لا أستطيع القيادة حتى هذا العمر ؟!! ........ )
مال اليها حاتم وهو يقول بغضب
( و ما عيب السائق ؟!! ........ )
مالت بوجهها تنظر اليه ثم قالت بخفوت
( العيب الوحيد به هو أنك لم تكن مرتاحا لاستقلالي سيارة مع رجل غريب معظم اليوم .... دون حتى أن تخبرني بذلك .... أنا فقط أعلم ... من نظرة عينيك ... من نبرة صوتك .... )

نظر اليها صامتا .... عاقدا حاجبيه , متعجبا أنها استطاعت قراءة رفضه لتلك الفكرة بل الرفض كان أقل مما يشعر به في الواقع كلما أخبرته أنها تتنقل من العمل الى الجامعة .. و منها لفريدة .. ووعد .. كل هذا مع رجل غريب حتى و إن كان يثق به ... بينما هو يجلس قابعا في البيت يحترق على نار هادئة .. منتظرا اتصال عودتها للبيت كل يوم ...
لكن موضوع السائق تحديدا لم يستطع أن يفرض به رجولته نظرا لما تعرضت له من هوان من قبل على يد زوجها السابق لنفس الموضوع ... فخاف أن يؤلمها بتكراره ... و تشعر بعدم الثقة من جديد
فهي مجنونة .. و تربط كل تصرف يقوم به .. بتصرف شبيه قام به طليقها مع الفارق في التعامل
و دائما ما تتوقع منه الأسوأ ......
رفعت عينيها الى وجهه المقطب الصامت ... فقالت بخفوت
( اذن .... هل تقلني معك أم أستقل المواصلات ؟!! ...... )
ظل ينظر اليها صامتا دون أن تلين ملامحه .. ثم قال آخيرا بلهجةٍ آمرة مكتومة
( ادخلي ........... )
اشرقت روحها بابتسامة براقة ... ظهرت على شفتيها فازداد عبوسه و كأنه يكره فكرة تدليلها حتى و لو بأبسط تصرف ... و مع ذلك خفق قلبه خفقة غادرة حانية وهو يراها تسرع كالأطفال ... لتدور حول السيارة و تجلس في المقعد بجوار مقعده ..
وقف حاتم مكانه يتنهد قليلا .. آخذا أكبر قدر من هواء المساء العطر ...
قبل أن يجلس بحوارها بصمت .. محاولا بكل طاقته تجاهل عطرها الناعم الذي تسلل الى أنفه و رئتيه كرذاذٍ سحري ...
استمر بهما الطريق بصمت عدة دقائق وهو يختلس اليها النظر ... ليجدها تنظر من نافذتها مبتسمة قليلا و الهواء يداعب خصلة من شعرها ... بينما الإبتسامة لم تمحو شعور الوحدة المرتسمة في عينيها ...
زفر دون صوت وهو يركز عينيه على الطريق أمامه ... ثم قال أخيرا بجفاء حين طال الصمت و بات خانقا
( اذن ...... كيف حالك ؟! ..... )
نظرت اليه بدهشة وهي لا تصدق تبرعه بالسؤال من تلقاء نفسه .... الا أنها همست بخفوت
( و هل يهمك هذا كثيرا ؟!! ........ )
زم شفتيه بغضب وهو يقبض أكثر على المقود .... و تجاهل الرد على هذا السؤال عمدا , الا انها لم تتجاهله فتابعت بالم هامس
( شهران يا حاتم !! ..... شهران كاملين و لم تشعر بأنك عاقبتني بما يكفي ؟!! .... ما تلك القسوة فيك و كيف كنت تخفيها عني ؟!! .....)
لم يرد عليها على الفور ...لكن اشتداد فكه أبرز لها خطورة محاولتها و مع ذلك لن تندم أبدا على دفعه كل يوم الى مصالحتها ,.... الا أن حاتم قال بجفاءخافت
( أنا لا أعاقبك .......... )
صدرت عنها ضحكة سخرية مريرة و هي تنظر اليه باستهجان ... ثم همست بألم
( و هل هناك عقاب أكثر قسوة من ذلك ؟!! ..... الا تعرف أن البعيد عن العين بعيد عن القلب ؟!! .... )
كان دوره هذه المرة في الضحك بسخرية غير مرحة وهو يقول بجمود
( و هل كنت قريبا من قلبك من قبل يا كرمة ... كي أبتعد ببعدي عن عينيكِ ؟!! ...... )
نظرت اليه بصمت طويلا ... قبل أن تقول بخفوت خافت بلا تعبير
( تعلم أنك الوحيد في قلبي الآن .... و لن أقسم لك مجددا , فما ذلك الحب الذي أضطر للقسم عليه كل يوم ؟!!!! )
التوت شفتيه و تشنج فكه ... ثم قال بصوت عميق
( لستِ محتاجة للقسم ... الأفعال خير دليل عوضا عن القسم .... )
تنهدت بقوة وهي تعود و تنظر من النافذة هامسة
( لا فائدة ........ تعبت والله .... )
ابتلعت غصة في حلقها و هي تتابع السيارات المارة بجوارهما ... تضم وجوها مبتسمة و أخرى يرافقها الحزن .. و بعضهم أغمض عينيه ...
قطع حاتم الصمت مجددا ليقول بصوت جامد
( لقد فقدتِ الكثير من وزنك ..... هل أنتِ مريضة ؟!! .... )
عادت لتنظر اليه بدهشة ... ثم قالت بخفوت
( لم اظن أنك قد لاحظت ذلك !! ...... انا بخير و لست مريضة , إنها مجرد حمية .... )
رغم عنه صدرت عنه ضحكة لم يستطع كبتها ... فقال بهدوء
( هذه أكبر كذبة في التاريخ !! .. أولا أنتِ من المستحيل عليكِ التقيد بحمية ... ثانيا أكواب كريما الشوكولا التي تحضرينها من مقهى المصرف كل يوم لا أعتقد أنها تتبع أي حمية .... الا لو كانت حمية خالتي أرزة ... )
مطت شفتيها بحنق حقيقي و هي تستمع اليه و كأنما يخاطب غولا مفترسا .... فقالت بغيظ من بين أسنانها
( و من هي خالتك أرزة تلك ؟!! ........ أهي اللتي ورثت اللطف و خفة الظل عنها ؟!!! .... )
ضحك مجددا مما جعلها تنظر اليه مشدوهة و هي تتذكر شكل وصوت ضحكته اللذي قاربت على نسيانهما .. فانتفض قلبها و فغرت شفتيها بشكلٍ مبهور يثير الشفقة ...
و بعد أن انتهى من ضحكته التي كانت تراقبها بفم مفتوح كطفل محروم ... قال أخيرا بهدوء و لطف
( ثانيا .... الهالات الزرقاء تحيط بعينيك ... و هذا ليس علامة حمية غذائية صحية ... )
ابتلعت ريقها و أغلقت فمها الذي نسيته مفتوحا ... فأطرقت قائلة بخفوت
( أنت تعلم الفترة الماضية كانت مزدحمة المشاغل جدا لدي ..... من العمل للجامعة لتحضير الطعام و المذاكرة مع محمد ..... )
رفع حاجبيه وهو ينظر اليها بطرف عينيه قائلا بصوت ذا مغزى
( و التسوق ؟!! ....... )
مطت شفتيها و هي تقول بخفوت أكبر متلاعبة بأصابعها
( لم أتسوق شيئا منذ شهرين تقريبا .... أقتصر خروجي خلالهما على المشي مع فريدة و الصغيرة قليلا كل يوم ..... )
قال حاتم بهدوء وهو ينظر اليها
( و المذاكرة مع محمد متعبة على ما أعتقد ........ )
تنهدت و هي تقول
( أنا أحب الدراسة منذ اليوم الأول لي في المدرسة .... في الواقع أعشقها و أكتشفت أنني أحب التدريس كذلك .... )
لم يرد حاتم على الفور ... ثم قال أخيرا بهدوء
( لقد تعلق محمد بك بشدة ...... أخشى أن يقع في غرامك ..... )
عقدت حاجبيها و هي تقول بخوف
( و هل هذا يضايقك ؟!! .... أقصد تعلقه بي ؟!! .... هل تنوي فعل شيء حيال ذلك ؟!! ... هل ستبعده عني !!... )
عبس حاتم قليلا ثم قال بخشونة
( مهلا يا كرمة ..... لم أقل أنني سأبعده عنكِ ... أنا فقط أشير الى تعلقه بك ..... )
و مع ذلك شعرت بعدم الإطمئنان .... و ظلت تنظر اليه بخوف و صدرها يعلو و يهبط قلقا ...
الى أن أبعدت وجهها ببطىء الى النافذة مجددا ... لكن ما لم تتوقعه هو أن تنتفض مكانها و هي تشعر بكفٍ قوية دافئة ... و قد أطبقت على يدها الموضوعة على ساقها ...
فنظرت مشدوهة تتأكد من تلك الكف التي لم تكن لتخطئها ... و هي تراه يرفعها الى شفتيه !!
ففغرت فمها و هي تشعر بنفسها تذوب في مقعدها ...
بينما هو يطبع شفتيه على ظهر يدها بقوة دون أن تحيد عيناه عن الطريق !!! ....
و حين أنزلها لم يحرر كفها من يده ... بل أبقاها على فخذه مغطاة بيده ...
همست كرمة بإختناق ما أن وجدت صوتها ..
( ما كان سبب هذا ؟!! .......... )
ظل صامتا للحظة .... ثم قال بهدوء دون أن ينظر اليها
( هذا من أجل اعتنائك بابني لدرجة التعب ...... )
شعرت روحها تصعد للسحاب و تطفو من فوقه ... بينما كان صدرها يخفق بعنف ... لكنها قالت بخفوت و هي تنظر الى كفها تحت يده ...
( في الحقيقة أنا لا أفعل الكثير .... لقد أصبح شابا ماشاء الله و مجهودي معه ضئيل جدا .... )
لم يترك يدها ... وهو يقول بهدوء دون أن ينظر اليها
( إنه في سن المراهقة ... و كان تمرده يرهقني , حتى أنني كنت أفشل في التعامل معه في كثير من الأحيان .... أما الآن فأشعر و كأنه تخطا هذا السن في لمح البصر ..... )
صمت قليلا , ثم ضحك بخفوت قائلا
( يبدو أنني من كنت المشكلة دون أن أدري ........ )
نظرت كرمة اليه بصمت و قلبها يهفو اليه , بينما الهوار من خلفها يدفع شعرها أمام عينيها فترفع بأصابع يدها الأخرى ... ثم همست بخفوت
( نحن أصدقاء ليس الا ..... لم أفعل أكثر من ذلك .... )
لم يرد حاتم لفترة .... ثم ابتسم بحزن قليلا وهو يقول بهدوء و ايجاز
( و انت تجيدين لك .......... )
عضت على شفتها قليلا و هي تنظر اليه .... ثم قالت بفتور خافت
( لكنني لم أجيده معك على ما يبدو ........ )
حاولت أن تسحب يدها عن كفه كي لا يكشف ذلك النبض الميؤوس منه في باطن معصمها ...
الا أنه شدد عليها يمنع هربها من يده .. فرفعت حاجبيها تحاول اقتناص الأمل من حركته ... الا أن ملامح وجهه كانت صامتة بلا تعبير ... بلا أملٍ يرجى ...
و شيئا فشيئا ... تحركت أصابعه بحكم العادة القديمة ... تتحسس ذلك النبض , تتحقق منه ...
فزفرت كرمة نفسا مرتجفا و هي تغمض عينيها ....
قال حاتم بهدوء بعد فترة دون أن يدري الفوضى التي يثيرها بداخلها بتحسسه نبضها ...
( و كيف حال دراستك أنتِ ؟!! ....... )
ابتلعت ريقها و تنحنحت تحاول أن تجعل صوتها المبحوح متزنا قدر الإمكان
( جيدة .... متعبة قليلا , لكن متعبة , و يوما بعد يوم يقترب موعد المناقشة .... )

و ساد الصمت بينهما لفترة ... فنظرت اليه كرمة بطرف عينيها و هي تهمس بخفوت رقيق يكاد أن يكون مترجيا
( هل ستحضر المناقشة يا حاتم ؟!! ............ )
نظرت اليه بصمت وهو يتابع القيادة دون رد ..... و دون أن تستطيع ترجمة ما يشعر به في تلك اللحظة ... فهو ليس هادئا تماما كما يبدو لها .....
الا أن كل منهما على ما يبدو كان غير قادرا على ايجاد الكلام المناسب ...فأرجعت رأسها للخلف تغمض عينيها متنهدة ...... الى أن أفاقت بعد فترة على صوت حاتم يقول بخفوت جاف
( لقد وصلنا ........... )
رفعت كرمة وجهها متفاجئة ... لم تلحظ أنهما قد دخلا من المرآب المرفق للبيت فعلا ...
ظلت تنظر حولها الى الظلام النسبي المحيط بهما ... ثم نظرت الى حاتم طويلا و كان هو يبادلها النظر دون أن تستطيع قراءة شيئا من ملامحه الداكنة ... ثم همست أخيرا بخفوت
( ألن تصعد معي يا حاتم ؟!! ..... أرجوك ..... توقف عن تلك القسوة إنها لا تليق بك ... )
التوى فمه بابتسامة ساخرة رأتها بوضوح فهتفت غاضبة
( و توقف عن تلك الإبتسامة ..... لا تسخر مني بتلك الصورة فأنا لم أقتل لك قتيلا ... )
أبعد وجهه عنها لينظر الى نافذته بصمت , مستندا بمرفقه اليها ... و تركها تنظر اليه و يدها تتجمد في كفه التي لم تتركها حتى الآن ....أتراه نسي أنه يمسك بكفها ؟!!!
أم أن جسده له قواعد أخرى معارضة لأوامر عقله العاصي .....
ابتلعت ريقها و همست
( محمد سيعود الى والدته خلال يومين .... أتعرف ذلك ؟!! .... )
ظل صامتا عدة لحظات ثم قال بجمود
( طبعا ........... )
ظلت تنظر اليه صامتة ثم قالت بخفوت
( و ماذا سيكون وضعي أنا ؟!! ...... )
التفت ينظر اليها ... ثم قال بجفاء
( ماذا تقصدين ؟!! .......... )
نظرت الى عينيه ثم همست بخفوت
( أمينة تغادر بمغادرة محمد ..... هل سأبقى وحدي ؟!! ...... )
ظل ينظر اليها دون ان تتبين ملامحه .. الا أنها شعرت بكفه يشتد على يدها قليلا .. أم أنها توهمت ذلك ؟!! ...
فحين تكلم قال بفتور خافت
( أنتِ باقية في بيتك ........... )
طرفت بعينيها قليلا ... و تكورت يدها داخل كفه , فقالت بخفوت
( لقد أكتشفت الآن أنني رغم ظروف حياتي باختلافها .... الا أنني لم أبقى وحيدة يوما .... و أكتشفت أنني لا أستطيع البقاء وحيدة ..... )
أرجع رأسه للخلف وهو يتنفس بقوة .... و الآن تلمح له بأن زوجها السابق رغم كل عيوبه الا أنه لم يتركها يوما .... مهما تأخر ... و نبذها .. و آذاها ... الا أنه كان يعود في النهاية , ليجدها تنتظره ...
بعكسه هو الذي ينوي تركها بمفردها تماما الآن .....
تعرف جيدا كيف تضرب تحت الحزام ...
زفر بقوة وهو يبعد كفه عنها أخيرا ليقول بخفوت
( اصعدي الآن يا كرمة ...... أنا لا أريد الصعود معكِ لأنني أعرف نفسي و أعرف أنني قد اجرحك أكثر بوجودي ..... دعي الأيام و هي كفيلة لحل الأمور .... )
هتفت كرمة بأسى
( الى متى ؟!! ..... الى متى يا حاتم ؟!! ... ألم يكفك خصام شهرين يا ظالم ؟!! ... هل كانت جريمتي بهذه الخطورة ؟!!! ..... نعم لقد أخطأت لكن هل أستحق ذلك العقاب بارد القلب الطويل الأمد ؟!! .... )
زفر حاتم بقوة و هو يدير رأسه بعيدا عنها مجددا ثم هتف فجأة بعنف
( أنا لا اعاقبك يا كرمة تبا لذلك .... )
لم يجد ما يتم به كلامه فصمت يحك جبهته بنفاذ صبر ... بينما كرمة مستندة بظهرها الى الباب بجوارها تتابعه بحزن ... ثم قالت بصوت مرتجف
( اذن ما هي نواياك تجاهي ؟!! .... هل تنوي ......... )
صمتت قليلا و هي تاخذ نفسا مرتجفا خائفا ... ثم تابعت و هي تضع يدها على صدرها قائلة
( هل تنوي ...... الإنفصال ؟؟؟! .... )
عقد حاجبيه بشدة و كأنه يتألم .... و كأن رصاصة قد نفذت الى صدره بشدة و اخترقت قلبه ...
فابتلع ريقه بتشنج وهو يهمس لنفسه
" ما أقساها من كلمة !!! .... كلمة لم تعبر خياله خلال شهرين .. ستين يوما ... "
لكن العودة اليها يجرحه أكثر و شبح رجل آخر لا يزال بينهما ....
قال بصوت أجش وهو يتنجب النظر اليها
( اخرجي الآن يا كرمة ............ )
بهتت ملامحها و هي تراه يتهرب من نفي سؤالها .... فوقع قلبها بين قدميها ,
الا أنها عادت و همست لنفسها بأنه لم يرد بالموافقة أيضا ....
فابتلعت كرامتها عند هذا الحد و هي تقول بفتور بينما عيناها تدمعان رغم عنها
( حسنا يا حاتم سأنتظرك ..... عبارة لم أملها على أمل أن أعوضك بطول انتظاري عن كل ما تسببت به لك من أذى .... )
و دون كلمة أخرى اندفعت خارجة من باب السيارة لتصفقه خلفها بقوة و هي تجري خروجا من المرآب غير آبه حتى بالقاء التحية اليه ... بينما كان هو ينظر اليها بصمت و عيناه منحنيتان و كأنهما تناديانها أن تعود .. أن تعذره ....
غاضبا منها بشدة ... و رغم هذا يريدها أن تعذره ...
لو كان يملك بعضا من برود القلب ... لكان تحمل حبها لرجلٍ آخر واقحامه لحياتهما كل حين ....
فلقد تعهد ذات يوم أن يتحملها بكل أوجاعها ... و يحارب من أجلها ..
لكنه أكتشف مع مرور الايام أن الألم أكبر من طاقته على التحمل ... فابتعد ليعيش فقط على طيفها البعيد ...
لكن الى متى ؟!! ... هل يتركها هكذا معلقة ؟!! .... دون أن يجروء على تحريرها .... فقد تعود الى طليقها .. او أن تكون لأي رجلٍ آخر !! .... سيصاب بالجلطة حينها .....
أغمض عينيه و هو يشعر بانقباض في صدره ... لكنه قاومه ليحرك السيارة و يخرج بها مسرعا ... مصدرا صريرا عاليا .... قبل أن تهزمه أشواقه ... و تعلن الحرب على عقله الحائر ....


يتبع



التعديل الأخير تم بواسطة tamima nabil ; 06-09-15 الساعة 12:42 AM
tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 06-09-15, 12:10 AM   #23119

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

كانت الساعة التاسعة ليلا وهو مستلقٍ على أريكته الوثيرة ...
ذراعه تحت رأسه يحملق في السقف المظلم ... لا ينير غرفة الجلوس سوى مصباح جانبي شاحب ...
يتذكر كلماتها كلمة كلمة ... يفكر حتى أعياه التفكير ...
و كأن القدر قد رسم هذا اليوم تحديدا ... وهو نفس اليوم الذي رآها به لأول مرة ...
كي يمر العام ... و يستلقي مكانه متسائلا عن مكانته في حياتها !!....
الم تعلم المجنونة و هي تترجاه كل يوم ... كم الطاقة التي يحتاجها كي يمنع نفسه من الهجوم عليها متقبلا توسلها و رجائها بكل ترحيب و ضمير ...
انها حياته .. القطعة الأغلى على قلبه ... مكافأة القدر له ....
مدللته التي جمالها يذيب روحه قبل عينيه .... منبع ضحكاته و آلامه ...
و من مدى تضخم مكانتها لديه ... كان بعده عنها !! .....
أغمض عينيه وهو يرجع رأسه للخلف هامسا
( آآه يا كرمة ......... )
و مع آخر تنهيدته ... سمع صوت جرس الباب , يفيقه من أحلامه ... فرفع رأسه عابسا وهو يتسائل عن هوية الزائر في مثل هذا الوقت ...
فقام متكاسلا الى الباب .. و ما أن فتحه حتى تسمر مكانه وهو يهتف بقلق
( كرمة ؟!!! ..... )
كانت تقف أمام الباب ... مبتسمة برقةٍ و خجل ... كملكة متوجة الجمال و البهاء ... و في احلى صور زينتها ... و ليست تلك المرآة التي خرجت من سيارته منذ عدة ساعات باكية .. صافقة الباب دون حتى أن تودعه !! ..
قالت كرمة بصوت خجول و هي تتمسك بحقيبتها الرفيعة الأنيقة
( هل عطلتك عن شيء هام ؟!! ...... آسفة لأنني جئت دون موعد .... )
مال حاتم الى الأمام ليمد يده و يقبض على معصمها يجرها اليه و يغلق الباب بعنف .. ثم استدار اليها قائلا بقلق
( هل أنت بخير ؟!! ..... و محمد بخير ؟!! ...... )
اتسعت ابتسامتها و هي تقول بسذاجة
( أنت حقا مبدع في التسبب بالإحباط لأنثى مكتملة الانوثة مثلي !! .... هل هذا منظر امرأة تمر بمشكلة ؟!! .... )
و كدليل على كلامها ... وضعت كفيها في خصرها و مالت بوركيها جانبا .. لتدعه يراها بكل وضوح ...
و بالفعل تراجع القلق , لتمر عيناه عليها بتفصيل شامل ...
و هي ترتدي فستان كلاسيكي انيق .. يصلح لكل المناسبات .. من صدر أسود و تنورة بيضاء تعدت طول ركبتيها .. بينما يعلوه سترة بيضاء قصيرة أنيقة ....
و شعرها كان مجموعا بفوضوية كيفما اتفق ... مما زادها جمالا و أناقة ... خاصة مع زينة وجهها البسيطة و المتقنة و التي أخفت كل أثرٍ الى تعبها و الهالات تحت عينيها ...
رفع عينيه المتوهجتين الى عينيها ببطىء شديد بعد أن كان أشعل بها ارتجافا مذهلا .... ثم مضت عدة لحظات قبل أن يقول بهدوء صارم
( ماذا تفعلين هنا يا كرمة ؟!! ........... )
قالت كرمة بابتسامة جميلة
( حسنا أنت فعلا محبط ..... لكنني سأتغاضى عن ذلك , .... هل ستدعني أتكلم من عند الباب ؟!! .... )
نظر اليها قليلا ... ثم زفر وهو يمد يده قائلا
( تفضلي ......... )
ابتسمت بانتصار و هي تتقدمه ... واعية الى نظراته لها ... متمنية أن يكون مأسورا بها ...
تلفتت يمينا و يسارا بقلب يرجف .. ثم قالت مبتسمة بتهذيب
( شقتك جميلة ......... )
زفر مجددا وهو يقودها الى الأريكة البائسة التي كان مرتميا عليها منذ لحظات وهو يقول متيرما بخفوت
( نعم ............ )
أمسك بكتفيها ليدفعها حتى سقطت جالسة عليها أو بمعنى أصح مرتمية على جانبها ... فرفعت وجهها بغضب و هي تستقيم في جلستها دافعة خصلات شعرها خلف أذنيها ..
( ماذا !!!!!! ....... لما لا تركلني أفضل !!!..... )
وضع كفيه في على وركيه بتحفز دون أن يجلس قبالها ... بل ظل واقفا أمامها كالباب وهو يقول بجفاء
( توقفي عن حركات الأطفال تلك يا كرمة ..... )
ابتسمت برقةٍ و طفولية و هي تضع ساقا فوق أخرى فانحسر فستانها عن ركبتيها أمام عينيه الغاضبتين .. ثم قالت ببراءة ووله
( انت السبب ..... أنت من دللتني ..... )
توهجت عيناه للحظة ... قبل أن يبعد وجهه يزفر مجددا بقوةٍ ... ثم قال بقوةٍ
( هلا توقفتِ عن العبث يا كرمة و أخبرتني عن السبب الذي جعلك تنزلين في هذا الوقت دون اذن مني ؟!! .... )
ظلت تنظر اليه ببلادة ... ثم فتحت ذراعيها تقول بنبرة من يكلم غبيا
( هاااي ... أنا هنا عندك !! .... هل آخذ الاذن لآتي اليك ؟!!! ...... )
هتف حاتم بحنق
( نعم ..... و تأخذين الاذن للنزول لشراء كيس ملح أيضا ...... )
افترت شفتيها عن ابتسامة رقيقة و هي تقول بدلال
( يسلم لي الخشن .... حار الدماء ..... )
رفع عينيه الى السماء وهو يزفر مجددا ..... فقال من بين أسنانه غاضبا و أعصابه تتلاعب به , فقلد جاءت في أكثر أيامه ضعفا ... و شوقا ....
( كرمة ............)
الا أنها قاطعته تقول ببساطة و تهذيب
( هلا أعددت لي ما أشربه من فضلك ..... أم أنك ستنزلني من هنا جائعة ... ظمآنة ..... )
همست الكلمة الأخيرة بطريقة ذات مغزى .... و عيناها تلمعان , فلعن ذلك الشوق الذي يتلاعب به و يجعله كمجرد مراهق أحمق ... و لكي يقطع عليها الطريق ....
قال بخشونة مبالغ بها
( سأذهب لأحضار شيئا .... ثم لنا حديث طويل معا ... ,)
اتسعت ابتسامتها و قابلت لهجته الفظة ... بأخرى رقيقة تذيب الحجر
(معك للصباح .....كلي آذان مصغية )
زفر مجددا وهو يرمقها بحنق ... ثم اتجه الى المطبخ , لكنه ما أن تحرك عدة خطوات حتى استدار اليها يقول بصرامة
( ابقي مكانك ...... و لا تتحركي ..... )
رمشت بعينيها ببراءة و هي تقول
( سألتزم بأدب الزيارة ..... كن مطمئنا ..... )
زفر مجددا وهو يدخل المطبخ ... و أخذ يطرق الأكواب بنفاذ صبر , .. بينما صدره يموج بالشوق لها و للجلوس معها .... و الإمساك بيدها ... ضمها الى أحضانه ليخبرها مجددا أنه لا يعاقبها ...
و أنه آسف كونه سبب لها الألم .... لكنه في الواقع يتألم أكثر .... وهو يشعر بأنه لم يملكها من الأساس كي يخسرها ....
الا أن تفانيها في ارضائه خلال الشهرين الماضيين ... كان مضنيا ....
لقد تحملت منه الكثير و لم تنتهز الفرصة للهرب كما توقع ....
زفر للمرة الثالثة وهو يقلب القهوة السريعة في كوبيهما ... شارد الذهن , مثقل القلب ....
لم ينتبه للحركة من خلفه ... الا حين التفت ذراعيها حول خصره ... و شعر بجسدها دافئا يتنعم بقوة ظهره ...
انتفض حاتم من مكانه و هو يطبق على ذراعيها ليبعدهما و يستدير اليها ناويا أن يكون فظا ...
الا أن الكلمات تسمرت بفمه و اتسعت عيناه وهو يراها و قد بدلت ملابسها ... أو بمعنى أصح قد خلعتهم وفقا لذلك الشىء الصغير الذي ترتديه الآن ,و الذي لا يخفي ذرة من جمالها أمام عينيه المذهولتين ...
و قد أطلقت شعرها على ظهرها بأمواجه المتراقصة ....
و عيناها تنطقان برسالة من المستحيل أن يخطئها ... و لم يستطع سوى أن يهمس باختناق
( كرمة !! ...... ماللذي ؟!! ..... )
الا انها ارتفعت على أطراف أصابعها فوق أرض المطبخ الباردة .... لتحيط عنقه بذراعيها و هي تهمس بحب أمام شفتيه
( أنا لك الليلة ..... و دع الغد للغد ........ الليلة احتفالي بمرور عام منذ رأيتك لأول مرة سيكون خاصا بيننا .. و لن يشاركنا به أحد .....)
االتوى فكه وهو يحاول جاهدا أن يتملص منها قبل أن تنهار ارادته .. و قال بخشونة
( أشك في أنكِ تتذكرين تفاصيله من الأساس ..... )
تاهت عيناها بعينيه و رفضت أن تحرره من بين ذراعيها الناعمتين المحيطتان بعنقه بدفىء غريب ... فهمست في أذنه
( أتذكر أنه بعد عام .... أصبح هذا الرجل زوجي ... و حياتي كلها ... )
قال حاتم بصرامة واهية وهو يحاول ابعادها متنهدا
( لا تفعلي ذلك يا كرمة .... ارتدي ملابسك قبل أن ..... )
الا أنها ازدادت اقترابا و هي تهمس بدلال متنهد ...
( قبل أن ... ماذاااااااا ...؟!!! ...... )
هتف بخشونة و غضب
( قبل أن ............)
الا ان الكلام فقد معناه حين أعلن قلبه و عقله و جسده الحرب ضد ارادته ... فقطع كلامه وهو يهجم عليها كطائر جارح يروي شوقا مؤلما ... ينهل من شهد شفتيها وهو يقتنصها بين ذراعيه بقوة حتى ارتفعت عن الأرض بينما هي تقابل شوقه بشوق ... مرحبة بكل عنفه العاطفي .. تحاول أن تعطيه المزيد ... و هي غير مصدقة لنجاحها أخيرا !!! ... كانت تريد الصراخ بكل قوة الفرح بداخلها في تلك اللحظة ...
و دون أن تشعر وجدت نفسها ترتفع ليجلسها على طاولة المطبخ وهو يكاد أن يفقد سيطرته على كل بقايا عقله الشارد ...
و جدت نفسها تندفع للخلف بقوة ضارية ...بينما لا تسمع سوى انفاسه الهادرة و اسمها يصدر بهمس أجش مجنون من بين شفتيه المهاجمتين ....
الا انها تمكنت من الهمس في أذنه متحررة من سيطرة شفتيه في لحظة خاطفة ..
( ألن تريني غرفتك ؟!!! ..... ولندع رؤية باقي البيت لما بعد .... )
أصدر زمجرة من حلقه وهو يئن دون أن يتركها ولو للحظة ... و حين تمكن من النطق همس موافقا على كلامها بنفاذ صبر ..
( فيما بعد ....... )
الا أنها تمسكت بعنقه و هي تلهث مغمضة عينيها ... تضحك برقةٍ غير مصدقة
( الآن يا حاتم أرجووك ..... دعنا نذهب الى غرفتك ... مكان يخصك .... أرجووك ... )
كان كل رجاء منها يلهكه ... خاصة وهو يصدر بمثل ذلك الهمس اليائس المبتسم من بين شفتيها المتوسلتين ...
فما كان منه الا أن استقام وهو يسحب ذراعيها معه بقوةٍ حتى حملها بين ذراعيه و هي تطير فوق السحاب ضاحكة ...
ترى تعاقب الإضائات أمام عينيها الضاحكتين .. و شعرها يطير من أمامهما الى أن وجدت نفسها تدخل غرفة بسيطة .. و شديدة الأناقة ... الا أنها لم تجد الفرصة لتتفقدها ...
فقد أسقطها على السرير بقوة .. و لم ترى أمامها سوى عينيه .... و كم ودت لو تصرخ من فوق أعلى جبل في العالم و هي تلمح تلك النظرة بهما ... قبل أن يسقط اليها !! ...
بعد وقت طويل ... كانت كرمة مستلقية على ذراعه و هي تتطلع الى سقف الغرفة ... تشعر أنها تطفو فوق غيامة وردية ... ...
ارتجف قلبها كطائر صغير و هي تشعر بأصابعه تداعب خصلة شعر متهدلة على وجهها ... و صوته يقول بخفوت أجش
( هل أنت بخير ؟!! ......... )
لم تجد القدرة على الرد فورا .... بل تنهدت تنهيدة حارة و هي تبتسم بشرود ... ثم همست بصوت لا يكاد أن يسمع
( بألف خير ........ )
كانت أصابعه تتجول على وجهها و هو يراقبها بصمت ... بينما كانت هي مغمضة عينيها .. مبتسمة للأبد ... الا أنه قال بخفوت مجددا
( ما الذي جعلك تفعلين ذلك ؟!! ...... )
هزت رأسها قليلا دون أن تفتح عينيها ... ثم رفعت أصابعها الرقيقة ببطىء .. تتلمس وجهه الى أن وجدت شفتيه ... فغطتهما بأصابعها و هي تهمس مغمضة
( هشششش ...... دع الحديث لما بعد , ... أرجووك ... )
ها هي تنطق كلمة السر التي تعرف أنها تثير كيانه كله ... ذلك الرجاء الخبيث الهامس ...
تتلاعب به و تعرف أنها تنجح تدريجيا و بنفسٍ طويل ......
لذا همس أخيرا بخفوت ..
( سأحضر لكِ شيئا تشربينه ...... أم هل أنتِ جائعة ؟!! .... )
ضحكت برقة دون أن تفتح عينيها بعد ... ثم همست برقة
( كوب حليب بالشوكولا سيفي بالغرض ........ )
ابتسم برقة وهو يتأمل ملامحها الهادئة المستكينة ... ثم قال أخيرا بهدوء
( و كأنني أحتفظ به من أجلك .... على الرغم من أنني لا اشربه , انتظري هنا ...... )
نهض من السرير ... و بقت هي صامتة مغمضة عينيها تبتسم .. و هي تسمع حفيف ملابسه ...
و قبل أن يخرج استدار يتأملها مرة أخرى قبل أن يقول بهدوء
( ابقي مكانك و لا تتجولي في المكان ....... )
ضحكت عاليا هذه المرة .. ثم قالت دون أن تجد القدرة على النظر اليه من شدة الخجل ..
( سألتزم بأدب الزيارة ............ اطمئن .... )
الا أنه مط شفتيه ليقول بجفاء
( أنتِ انعدام الأدب نفسه يا كرمة ........... )
عادت لتضحك باختناق و قد تحول وجهها الى لون قاني غير قادرة على معايشة الصدمة المتأخرة من شدة الخجل ... بينما ظل هو واقفا مكانه يراقب وجهها شديد الإحمرار و عينيها المغمضتين الغير قادرتين على النظر اليه حتى تلك اللحظة ...
رمش بعينيه ثم استدار ليذهب صامتا .... و بعد دقائق محدودة كان قد اعد مشروب الحليب بالشوكولا
لكن ما أن وطأت قدميه من باب الغرفة وهو يحمل الكوب ... شيئا ما جعله يقف مكانه ...
شيء بارد انزلق على طول عموده الفقري ....
كانت كرمة لا تزال بنفس الوضع الذي تركها به .... حتى أن عينيها كانتا لا تزال مغمضتين ...
لاشىء يثير الفضول لأي انسان آخر .... لكن ليس هو ...
فهو يعرفها حق المعرفة .... يحفظ سكناتها و كل تفاصيلها بكل المواقف ...
كان حفظ ردات فعلها المختلفة هو شاغله و هوايته الكبرى ....
و الآن وهو يقف لينظر اليها ... مستلقية تحت الغطاء مغمضة عينيها .. و رافعة ساقيها قليلا ... بينما يدها تقبع على معدتها باسترخاء .....
شيء ما .. جعله يعقد حاجبيه وهو يراقبها طويلا ....
كانت ملامحه جامدة و كأنه تحول الى تمثال ... و من يراهما لن يفهم أبدا سبب تبدله ...
لن يفهمه سوى من يحفظ كل تفاصيل كرمة و كل انطباعات وجهها و حركات يديها !! ....
اقترب بهدوء أخيرا .... الى أن وضع الكوب فوق الطاولة الجانبية للسرير ... فسمعتها كرمة ,و قالت مبتسمة برقة و خجل
( أشتقت دلالك لي ........ )
لم يرد حاتم .... بل أمسك بهاتفه الموجود بجوار الكوب و رفعه كي ينظر الى تاريخ اليوم .... على الرغم من أنه يسجل التاريخ أثناء العمل حوالي عشر مرات على الأقل ...
رفع وجهه وهو يجلس بجوارها على حافة السرير يوليها ظهره ....
و حين طال الصمت و لم يرد عليها ... فتحت كرمة عينيها أخيرا تبحث عنه , ففوجئت به يجلس بناحيته من السرير و يوليها ظهره ....
خفتت ابتسامتها قليلا ... فقالت بخفوت و قلق
( ماذا بك يا حاتم ؟!! .... لماذا تجلس صامتا بهذا الشكل ؟!! .... )
حين لم يرد ... تضاعف قلقها مئات المرات ... فرفعت نفسها تلمس ظهره وهي تهمس بخوف
( حاتم !! ....... )
الا أنها لاحظت تصلب ظهره تحت لمستها ... فاستقامت تجلس أكثر و هي تعقد حاجبيها بينما شفتيها ترتعشان من القلق ... فهمست
( ماذا بعد ؟!! ....... لماذا عدت لجفائك مجددا ؟!! .... قلبي لم يعد يتحمل تلك المعاملة يا حاتم بالله عليك !! ... )
التفت حاتم اليها أخيرا ببطىء ... الا أن قلبها وقع بين قدميها و هي ترى تعبي وجهه الجامد .. المعتم ...
هزت رأسها قليلا و كأنها تسأله عما به ... و أنها لا تفهم ما أصابه... الا انها لم تجد صوتها لتنطق به من شدة قلقها ....
ظل حاتم يرمقها طويلا ... بتلك الطريقة التي تخترق أعماقها دون حنانه الذي تعرفه ... ثم قال أخيرا بصوت هاديء ... مباشر ... لا يحمل أي تعبير أو ذرة من العاطفة ... بل كان فعلا كمدير مصرف يقرر أمرا واقعا
( هل جئتِ الى هنا كي تحملي طفلا ؟!! ...... )
اتسعت عيناها و فغرت شفتيها فجأة .... و ساد صمت مخيف بينهما وهما ينظران الى عيني بعضهما ...
حاولت أن تفيق من الصدمة .... أن تنطق .... أن تهز رأسها نفيا ..... الا أنها لم تستطع سوى النطق باختناق
( ما !! .......... )
صمتت غير قادرة على المزيد من النطق بينما كانت حنجرتها تتلوى و تتشنج ....
و حاتم يراقب كل انفعالاتها ....... فاستدار قليلا حتى بات مواجها لها ... و مد يده يحيط بذقنها يرفع وجهها اليه .. ثم قال بهدوء وهو ينظر الى عينيها مكررا .... مشددا على كل كلمة
( هل جئت الى هنا ..... من أجل ... الحمل ؟!! ..... )
ظلت تنظر الى عينيه ... غير قادرة على الرد , فقط لو تستطيع أن تهز رأسها نفيا .... لو تمكنت من ان تهز رأسها نفيا ....
لو نطق لسانها بكلمة واحدة من حرفين فقط .. لأنقذت نفسها ....
لكنها لم تستطع ... بل ظلت ساكنة ترتجف مكانها و قد فطت عينيها طبقة شفافة من دمعتين عاجزتين ...
ترك ذقنها ليقوم فجأة مندفعا وهو يهتف بغضب
( تبا لذلك ......... )
تحرك مبتعدا وهو يهدر
( تبا ...... تبا ....... كان يجب أن أعلم ...... )
هتفت كرمة من خلفه بعجز و ألم و قد انسابت الدمعتين
( حاتم ....... ما الخطأ في ذلك ؟!! ..... أرجووك ... )
الا انه التفت اليها بجنون وهو يهتف
( اخرسي يا كرمة ..... اخرسي ...... لا اريد سماع صوتك الآن .... )
شعرت و كأنه قد لكمها في معدتها ... فتبعت الدمعتين .. دمعتان أخرتان ...
وقف مكانه يتند الى الجدار بكفه ... مطرق الرأسه , يتنفس بسرعة قليلا و كأنه يحاول تهدئة غضبه الغير مبرر ....
بلى اللعنة !!! مبرر و مبرر .. و مبرر !!! ....
زفر أخيرا باختناق .. ثم رفع رأسه ليقول بلا تعبير ...
( نامي الآن ...... و غدا صباحا سأقلك الى البيت كي تبدلي ملابسك للعمل .... )
و دون حتى أن يهتم بدموعها الصامتة .... كان قد خرج مغلقا الباب خلفه بهدوء
كان حاتم واقفا ينظر الى الظلام المحيط به من النافذة ... دون أن يرى أنوار المدينة ... بل كان يرى الظلام فقط لا غير .... بداخله شيء , لم يتفهمه سواه ... شيء مر الطعم ....
لكنه استدار فجأة وهو يسمع صوت كعبي حذائيها و هما يضربان الارض بقوة ...
ليجدها أمامه بكامل ملابسها بينما شعرها يثور من حولها .... أما وجهها فكان محمرا منتفخا ... مغرقا بالدموع ....
و ما أن فتح فمه مصدوما .... حتى صرخت بقوة و بنشيج غاضب مختنق في وجهه
( كنت أريد الحمل لأجبرك على التمسك بي أيها الاحمق ........ أردت أسرك و تقييدك بي .... و ليس لأي شيء آخر .....أنزلت من قدر نفسي كي لا أفقدك .... لكنك أحمق و أعمى ... و أنا لا اريدك بعد الآن ... )
هتف فجأة
( كرمة !! .......... )
الا أنها كانت تندفع الى الباب و هي تبكي بعنف ... لكن و قبل أن تخرج استدارت اليه لتصرخ بقوة
( احتفظ بشقتك البائسة لنفسك ...... لأنني لن أبيت بها , فالنوم تحت سقف انسان يتطلب الثقة أولا ... )
عادت لتندفع الى الخارج و قبل أن تصفق الباب ... نظرت اليه وصرخت
( و أياك أن تتبعني و الا قسما بالله سأرمي نفسي تحت اطارات أقرب سيارة .... )
صمتت قليلا تنشج أمام عينيه المصدومتين ... ثم قالت بيأس و الدموع تندفع من عينيها دون توقف
( لم أعد في حاجة اليك كسائق بعد الآن ......احتفظ بشهاتك لنفسك )
ثم صفقت الباب بقوة و بقى هو متسمرا ... مذهول العينين ... و لأول مرة عاجزا عن ايجاد الرد المناسب ...
.................................................. .................................................. ......................
ينظر من نافذة مكتبه بصمت .... و بصدره شعور كئيب منذ أن تركته ليلة أمس ...
فما ان تمكن من الإفاقة من صدمته ... و ارتداء شيئا ما مناسبا .... حتى كانت قد اختفت تماما ....
و عرف من أمينة فيما بعد أنها قد عادت و أغلقت باب غرفتها عليها و من وقتها و هي تبكي ....
و اليوم لم تأتي الى العمل !! .....
من حقها أن تتجنب رؤيته بعد ما فعله ليلة أمس وهو يعاملها كفتاة هوى .... و ليست كزوجته !!
لكنه كان متألما بدرجة لن يفهمها الا أن من يشعر بنفس شعوره لحظتها !! ... لم يستطع السيطرة على ملامح شعوره بالخيبة !! ....
رفع أصابعه يغرسها بخصلات شعره وهو يتنهد بتعب ....
كانت ليلة من الأحلام أشبع بها كيانه المفعم بحبها ..... لكنها انتهت بشكل مأسوي ...
سمع رنين هاتفه فجأة فأخرجه ينظر اليه بتثاقل و عدم رغبة في الرد ....
لكنه ما أن رأى اسم أمينة حتى ساوره القلق بشدة .... فهل تكون كرمة قد مرضت أو آذت نفسها !!!
أمينة لا تهاتفه في العمل الا للضرورة القصوى ....
رد عليها مسرعا و قلبه ينبض بخوف مفاجىء قوي ....
الا أنها قالت بتلجلج .....
( اسمع يا ولد .... دون أي مقدمات أو مبررات ... و دون أن تضيع الوقت في ثورات غضبك البهائمية .... علياء تعاني من نزف شديد ... و هي في حاجة للنقل الى الشفى حالا و أنا وحدي هنا .... )
للحظة الأولى هتف حاتم و قد توقف قلبه برعب
( ماذا بها كرمة !!! ..... أي نزيف ؟!!! ..... ياللهي !! ,.... )
سمع صوتها تحتسب عند الله و تزفر بنفاذ صبر ... ثم قالت بعصبية
( من جاء بذكر كرمتك النفيسة !! ....... أقول علياااااااااااء .... )
كان يلهث مكانه قليلا عاقدا حاجبيه .... ثم قال بعدم فقهم
( من علياء ؟!! ....... )
زمت أمينة شفتيها و هي تقول بدخلها
" ها قد أتت لحظة انطلاق الثور من عقاله ..... فلأرمها بوجهه و ينتهي الأمر ... "
قالت أمينة بخشونة مرة واحدة
( زوجة المعدول ..... طليق المعدولة .... )
اتسعت عينا حاتم وهو يستوعب أخيرا بما نطقت به امينة .... و استمر تشنجه عدة لحظات قبل أن تبرق عيناه بغضب بطيء ... كفحيح الأفعى وهو يقول من بين أسنانه
( هل تريدين أن تفهميني ...... انك تذهبين لمساعدتها ؟!!! ..... دون علمي ؟!!! ..... مجددا دون علمي !!!!)
صرخت أمينة فجأة بمبدأ " اصدموهم بالصوت قبل أن يهزمونكم .. "
( اسمع يا ولد ..... انا لست زوجتك خائبة الرجا كي أمتثل لأوامرك !!! .... لقد كنت أغسل لك ملابسك الداخلية و أنت شاب صغير ... و الآن تريدني أن آخذ منك الإذن حين أفعل شيئا ؟!!!! .... احترم نفسك يا ولد !! .... )
اتسعت عينا حاتم ... ثم قال بخفوت
( كنت أتسائل فقط يا مينة !! ........ )
هتفت بصرامة و قوة
( و لا حتى تتسائل ......... ثم أنك ستظل تتسائل بغباء الى أن تنزف المسكينة حتى الموت ... )
زفر حاتم بقوة وهو يحك شعره .. ثم قال بلهجة حازمة
( حسنا ..... حسنا .... اهدئي قليلا و دعيني أفهم الموضوع )
زفرت أمينة بقوة و هي تقول
( يا صبر أيوب !! ..... يا ولد افهم .... الفتاة وضعها حرج و قد اتصلت بزوجتك الا انها أغلقت هاتفها ... و تذكرت أنها اليوم ستحضر مباراة محمد ..... و أنا هنا وحدي .... و لا أعرف أحد في المنطقة كي يقلنا الى المشفى .... الا لو نزلت و سألت في الشارع الآن .... عل أهل الحي يساعدونني ... لكن أشك أن نجد سيارة أجرة بسهولة ... )
رمش حاتم بعينيه وهو يقول بايجاز
( حسنا سأتي اليك حالا ............ )
هتفت أمينة بسرعة قبل أن يغلق الخط
( انتظر ...... هل تعرف العنوان ؟!! ...... )
التوت شفتي حاتم بسخرية مريرة وهو يقول
( بالطبع .......... )
ثم أغلق الهاتف وهو يتابع هامسا من بين أسنانه باستهزاء مكبوت
( و هل هناك ما لم أعد أعرفه عن تلك الأسرة !!! ....... )
.................................................. .................................................. ....................
خلال وقت قصير كانت أمينة تفتح الباب و هي تقول متنهدة براحة
( الحمد لله أن بقايا من الضمير لا تزال قابعة بداخلك .... خشيت أن تلتزم الغباء حتى آخر لحظة )
مط حاتم شفتيه وهو يقول
( عيب على من كانت تغسل لي ملابسي الداخلية أن تشك بضميري ....... كيف هي الآن ؟.... )
ردت أمينة بحسرة
( المسكينة ....أعتقد أنها تخسر الطفل رغم كل حرصنا ... لقد ألبستها عبائتها .. لكنها لا تستطيع السير .... )
قال حاتم بخفوت
( اسبقيني الى غرفتها و أنا سأساعدها ...... )
دخلت أمينة أمامه ... بينما كان حاتم ينظر الى البيت البسيط المتهالك بصمت ... هل هذا البيت الذي كانت كرمة تحيا به ؟!! ..... هل هذا هو المكان الذي عشقت صاحبه ؟!!! ... حتى بعد أن علت مكانتها و حققت الكثير من أحلامها ....
كان يعرف أنه حين تزوجها بأنه قد عثر على كنزٍ لا يقدر بمال ..... لكن تظل المشاعر الهوجاء ضريرة .. تحتاج الى معين كي تعبر الى البر المقابل ....
دخل حاتم الى غرفة نوم .... كان يعرف جيدا انها غرفة نوم كرمة السابقة ... فابتلع بداخله شعورا رجوليا خانقا .... و حاول ان يتجنب النظر الى أجزائها القديمة المستهلكة ....
نظر الى الفتاة النحيفة الشبه مستلقية على الفراش تبكي بصمت ... بينما كانت ترتدي عباءة سوداء ووشاحها على شعرها ... ذكره بمنظر كرمة حين وجدها بعد أن بحث عنها وهو مكسور الأضلع ....
حين نظرت اليه علياء ... شهقت برعب وهي ترفع يدها الى وشاحهها هاتفة
( من أنت ؟!! ....... )
اقترب حاتم و أمينة معه و التي قالت بهدوء
( انه زوج كرمة ...... سيقلنا للمشفى لا تخافي .... )
كانت علياء تحاول أن تعدل من وشاحها و هي تشعر بالخوف ثم قالت بارتباك و قلق رغم اعيائها الواضح
( سيغضب محمد بشدة ..... أرجوك غادر مشكورا .... )
زم حاتم شفتيه ... وود لو يخنق محمد هذا و يريح العالم من وجوده ... و يريح نفسه أولا ...
الا أنه تماسك و قال بهدوء و بطىء
( لا بأس سأغادر .... لكن هل لكِ أقارب نستطيع أن نحضرهم لمساعدتك ؟؟ .... )
همست علياء و هي تشعر بأنها تغيب عن الوعي ...
( ليس لي سوى جدتى .... و هي لا تتحرك .... )
قال حاتم بخفوت
( اذن لن نستطيع تركك بهذا الشكل ...... يمكننا النزول و طلب العون من احد رجال الحي ان كان هذا سيريحك , لكنني لا أرى فارق .... )
لم تستطع علياء الرد و الدوار يشتد بها .... فساندتها أمينة بين ذراعيها و هي تقول بقلق
( إنها تغيب عن الوعي ........ )
تقدم حاتم يمسك بها ... ثم حملها بين ذراعيه و خرج من البيت امام اعين المارة ... حتى أجلسها على المقعد الخلفي ... و جلست أمينة بجوارها ... و انطلق بسيارته دون الحاجة لتبرير أي شيء لأي من يتسائل ....
.................................................. .................................................. ..................
جلس حاتم و أمينة على كرسيين في ممر المشفى ... و هما ينتظران ما سيقوله الطبيب ....
و كان حاتم مائلا للأمام ... شاردا تماما ... و كأنه في عالم آخر غير العالم ....
لكن وقع أقدام رجولية قادمة من البعيد ... جعلته فجأة يرفع رأسه وهو يشعر بأن شيء ما يقبض على قلبه ...
تسمر مكانه فجأة وهو يرى الرجل القادم من البعيد .... كانت لحيته هي الشيء الجديد عليه ...
الا ان حاتم استقام وهو يلا يخطئه أبدا ....
اقترب محمد ببطىء و تثاقل .... حتى وقف أمام حاتم الذي وقف يواجهه بالفعل .... و في عين كل منهما نظرة كره لآخر ....
كان محمد هو أول من تكلم .... بصوتٍ متعب و كأنه قد كبر في السن سنواتٍ عديدة ...
( ماذا تفعل هنا ؟!! ..... هل أنت مسلط على حياتي ؟!! ..... )
لم تتحرك عضلة في جسد حاتم .... بل ظل ينظر الى محمد طويلا من أعلى رأسه و حتى أخمص قدميه ...
ثم قال بهدوء
( من الواضح أنك أعطيت رقمك الى أحد رجال الحي للطوارىء قبل أن تختفي بشهامة .... بينما تركت أسرتك تعاني وحدها .... أما أنا و زوجتى لم نستطع تركها , .... أنا لن أجادلك و لن أحاول النفخ في مزمار مكسور ..... فقد طلبت منك ذات يوم نفس الطلب ... و أنت سبقتني و طلبته قبلها .... يبدو أنها دوائر تصر على أن تجمعنا معنا الى أن تهذبنا الأيام و تجعلنا نقدر قيمة ما نملكه بين أيدينا ..... )
كانت عينا محمد متعبتين ... متألمتين ... الغضب بهما أصبح شبحا عجوزا يوشك على الموت محتضرا ...
لكن حاتم قال متابعا بهدوء
( يمكنك الصراخ .. و يمكنك البدء بالتشابك بالأيدي و سأكون أكثر من مسرورا .... لكن قبل هذا ادخل الى زوجتك و أشعرها ولو لحظة انها انسانة .... و أنا على استعداد تام لانتظارك كي نتشابك معا لو أحببت .... تلك المخلوقة الهزيلة تحتاج الى رعاية ...... )
همس محمد من بين شفتيه باجهاد
( كيف تجرؤ ؟!! ......... )
قال حاتم مقاطعا بكل هدوء
( ستكون بخير ...... لكن هناك تعليمات مشددة من الطبيب يحتاج الى أن يناقشها مع زوجها بعد أن ينتهي ....... )
صمت محمد و عيناه تنظران الى الباب المغلق خلفه .... بينما قال حاتم بخفوت
( و الطفل سيكون بخير أيضا ....... )
انتفض محمد ينظر اليه دون رد ... و بادله حاتم النظر بصمت ... ثم قال أخيرا بهدوء
( بالمناسبة ..... حين حاولت مساعدتها ... كانت تهتف و هي تعدل من وشاحها حول شعرها بأن هذا سيغضبك .... و طردتني بتهذيب ... شيء لم تفعله زوجتي حين جائت لزيارتك و أنت مريض .....
هنيئا لك بها .... و باخلاصها .... )
و دون كلمة واحدة قال بصرامة
( هيا يا أمينة ........... )
ثم تجاوزه ليبتعد .... و ما أن مرت أمينة بمحمد حتى رمقته مزدرية وهي تقول
( خيبة عليك !!..... طول و عرض و احتار منك دود الأرض ...... )
ثم تركته و لحقت حاتم مسرعة قبل أن يتهور ذلك المجنون و يطرقها بضربة مفاجئة ....
بينما وقف محمد ينظر الى الباب المغلق .... شفتيه تحاولان الابتسام دون القدرة على ذلك ...
كم شهر مر على حملها ؟!! ..... و كم شهر متبقي ؟!!! ....
لكن هل يملك الجرأة على الدخول لها ؟!!! ......
.................................................. .................................................. ....................
قفزت كرمة من مكانها على مدرجات الملعب و هي ترفع قبضتها صارخة بقوة
( محمد ...... محمد ..... هيا .... هيا ...... محمد ,......... )
و كان هو ينظر اليها خلال اللعب ليشير بيديه بما معناه
" اجلسي .... فضحتينا ... "
الا انها لم تستطع أن تتمالك نفسها ... وكلما جلست تراقبه بعينيها المتورمتين من شدة بكاء ليلة أمس ... و تجده يلعب بمهارة ... حتى تقفز صارخة مبتسمة باسمه ... و ذيل حصانها الطويل يتراقص من خلفها ...
جلست تتابع المبارة بشرود .... بينما كان هناك أحد اولياء الأمور يجلس في المقعد المجاور لها ...
يراقب قفزتها كل حين و عيناه تمران على انحنائاتها الجذابة و هي تقفز ليتطاير شعرها ....
و في احدى المرات ... و بعد أن جلست , اقترب منها قليلا ليقول مبتسما
( مرحبا ......... )
التفتت اليه متفاجئة ... ثم قالت بتردد و توجس
( مرحبا ....... نعم ؟!! ....... )
قال الرجل مبتسما
( هل أنت والدة محمد ؟!! ..... )
ظلت كرمة تنظر اليه بصمت قليلا .... ثم قالت ببلادة
( نعم .......... )
قال الرجل مبتسما
( آه تشرفنا ....... أعرف أن والديه منفصلين , لذا لم نتشرف بمقابلتك من قبل .... )
رفعت حاجبيها فجأة .... انه يظنها مطلقة !! ... و كرجل شرقي أصيل يجب أن يمر من أمامها عله ينال من الحب جانب !! .....
أخذت نفسا عميقا و هي تقول
( لا أنت لا تفهم .... أنا ..... )
الا أن صوت رجولي صارم هدر بجوارهما يقول
( ابتعد ............. )
انتفضت كرمة مكانها و التفت رأسها كرصاصة طائشة و هي ترى حاتم واقفا خلف الرجل و ملامحه مبلدة بالغيوم ....
رفع الرجل وجهه الى حاتم و ارتبك بوضوح بين نيته الغير سليمة ... و قال متوترا
( آآه سيد حاتم ...... مرحبا ... )
الا أن حاتم قاطعه مجددا صارما
( هلا أجلستني مكانك لأتمكن من الجلوسك بجوار زوجتي !! ..... المكان خالي امامك ... لم تضيق الدنيا كي تجلس هنا ..... )
شهقت كرمة و هي ترفع يدها الى فمها من فظاظة حاتم .... الا ان الرجل تنحنح و قام مسرعا و هذا يدل على محاولته الغريبة الأطوار و التي لم يكتب لها النجاح .....
و ما ان ابتعد حتى جلس حاتم بجوارها ... ملاصقا لها ... وهو ينظر الى محمد ليلوح له و يخبره أنه هنا ...
بينما كانت كرمة تجلس مكانها ... متسعة العينين ... تنظر أمامها بوجل و ارتباك , تود لو أن الأرض تنشق و تبتلعها ... بعد تصرف ليلة أمس و ردة فعل حاتم عليه ....
لقد أوشك على أن يطلب لها شرطة الآداب ......
لم تتعرض في حياتها لإهانة مثل تلك !! .... و الان لا تستطيع حتى النظر اليه ....
حسنا .... ستتجاهله تماما , و ليكن غير موجود مطلقا .....
رفعت ذقنها و هي تتجاهله بالفعل .... لكن و ما أن أحرز محمد هدفا ... حتى قفزت واقفة مكانها و هي تصرخ
( محمد ....... محمد .... هدف هدف هدف هدف ...... يا محمد يا هازمهم ... يا محمد يا قاهرهم .... ووووووووووووووووووه ...... )
وقف محمد مكانه وهو يشير الى حاتم أن يجلسها ... بينما كان حاتم ينظر اليها مذهولا ...
ثم مد يده يقبض على ذراعها و يسقطها جالسة ليقول بغضب
( ماذا تفعلين ؟!!! ...... لما لا تنزلين الملعب و ترقصين أيضا !!! ..... )
جذبت ذراعها من يده و هي تنظر أمامها ... تدلك ذراعيها دون أن تنظر اليه ... غير قادرة على مواجهته بعد .... فزفر بقوة و قال بصرامة
( اياك و الفقز هكذا مجددا أمام الناس ..... جعلت من يسوى و من لا يسوى ينظر اليك نظرة حقيرة ... )
ظلت ناظرة تشعر بالألم من فظاظته دون أن تنظر اليه .... لكن لسانها الغبي قال بقنوط
( تزوجت من منحرفة ..... نصيبك ... )
التفت اليها و همس بصوت خافت
( اخرسي يا كرمة ....... )
خرست بالفعل ... و هي تشعر بالخزي يملأها ... و ساد الصمت بينهما وهما يراقبان المباراة ... الى أن قال حاتم ناظرا أمامه
( لماذا تغيبتِ عن العمل اليوم دون اذن ؟!! ...... )
التفتت اليه مذهولة غير مصدقة لما يقوله .... و ما أن وجدت صوتها حتى قالت بصدمة
( حقا !!! ...... و أنت ماذا تفعل هنا اذن ؟!! ..... )
قال حاتم ببساطة ناظرا أمامه
( أنا حضرت العمل منذ الصباح .... لا أن آخذ اليوم كله كعطلة بسبب المباراة !! ... حجج تافهة ... )
ظلت تنظر اليه مذهولة ....
" هل ضربه أحد على رأسه ففقد الذاكرة و نسي ليلة أمس ؟!! "
يا رب أن يكون ذلك قد حدث .... يا رب ... يا رب .... أن يكون قد أصيب بفقد ذاكرة جزيئ و ينسى كارثة ليلة أمس ...
نظرت أمامها ترتجف و هي تطرق برأسها .... و ذيل حصانها يرتاح على كتفها فبدت شهية و رياضية و جميلة ... حتى مع وجهها المتورم وعينيها المنتفختين ...
و لم تكن تدري أن حاتم يراقبها مبتسما .... و أثناء تسجيل الهدف الثاني و هتاف اولياء الأمور
اقترب حاتم من كرمة ليهمس بأذنها
( لقد نسيتِ قميص نومك بحمامي ليلة أمس ...أو أيا كان اسمه ذلك الشيء المصنوع من خيوط العنكبوت ..لكن دعيه ربما ألبستك اياه المرة القادمة بنفسي .... )
فغرت كرمة فمها على أقصى اتساع حتى سقط فكها ... و احمر وجهها بشدة .غير قادرة على التنفس ... بينما نهض حاتم من مكانه يهتف بقوة
( محمد ..... أحسنت ...... أحسنت ..... )
كانت رافعة رأسها تنظر اليه مذهولة و قلبها يخفق بعنف ....
بينما رمقها بطرف عينيه ... ليغمز لها في الخفاء .... فشهقت مرة أخرى و هي تنظر أمامها و قلبها يخفق بعنف متسائلة
" هل تحرش بي للتو ؟!!! ....... "
.................................................. .................................................. ..................
( لا بأس .... أنت بخير .... لا بأس .... )
تلك العبارة الليلة التي كانت الرابط الجسدي الوحيد بينهما خلال ساعات الليل المظلم ...
على مدى اسابيع ... أدرك أن حالتها ليست مؤقتة , انما هي شبه يومية ...
كلما مر ليلا امام غرفتها ... او تعمد المرور بمعنى اصح .... كان يسمع صوت تأوهاتها المختنقة فيدخل اليها و يوقظها كهذه اللحظة تماما ...
احيانا كانت تستيقظ مباشرة و تنظر اليه قليلا قبل أن تشكره بخفوت و تستدير الى جانبها .. و تعود للنوم
و أحيانا أخرى مثل الآن ... تصارعه بقوة قبل أن تستيقظ ...
تضربه و تلكمه و هي تصرخ و تتأوه و تختنق ... فيضمها اليه بقوةٍ الى أن تهدا و تستيقظ ...
قال مجددا بصوتٍ أقوى كي تسمعه ... بينما هي تتأوه بشدة و تتعرق بتعب
( بشرى ..... بشرى أنت بخير , لا تخافي ...... )
هتفت فجأة بقوة و الدموع تغرق عينيها
( أنااااا لست بخير ....... أنا لست بخير .... ابتعد عني .... )
تفاجأ أنها ترد عليه .... و ادرك أنه قد دخل معها في الكابوس الذي تعانيه .... فشدد عليها و استلقى يجلس بجوارها ليرفعها على حجره يضمها بقوة و يحبط مقاومتها قائلا بقوة
( بلى أنتِ بخير ..... افتحي عينيكِ و انظري ..... أنتِ هنا بغرفتك .... )
شهقت بشرى مرة و مرتين و هي ترمش بعينيها .. بينما كانت تلهث بقوةٍ الى أن فتحت عينيها أخيرا لتنظر حولها باجهاد ... لتقوم بصوتٍ ناعس
( ماذا ؟!! ......أين أنا ؟!! .... )
قال بهدوء وهو يرجع رأسه للخلف
( أنتِ بغرفتك .... بين ذراعي .... )
استغرقت عدة لحظات ... و هي ترمش بعينيها مجددا قبل أن تفيق تماما و تعي الى وجودها بين ذراعيه ... فاختلج قلبها بقوة و هي تشعر بيده تداعب فروة رأسها بينما بدا وجهه شاردا ...
أغمضت عينيها و هي تشعر بحركته تلك كالمهدىء لها بينما أوصالها لا تزال ترتجف جراء الكابوس المجهول الذي كانت تعاني منه ...
قالت بخفوت بعد فترة طويلة ..
( آسفة لأنني أوقظك من نومك كل يوم ...... لقد مللت هذا الإعتذار ... )
لم تتوقف يده عن متابعة مداعبة فروة رأسها .. بينما قال بهدوء خافت
( اذن توقفي عن الإعتذار ...... ثم أنني لم أكن نائما .... )
تنعمت بصدره الدافىء و ارتسمت ابتسامة طفولية على وجهها مخبئة بين قوة عضلاته ...
لكنها قالت بخفوت جدي
( و لماذا لست نائما حتى الآن ؟!! .......... )
لم يرد عليها ... و لم تتوقف يده , فقالت بخفوت و تردد
( لقد أربكت لك حياتك .... أليس كذلك ؟!! .... )
لم يرد على الفور .... ثم قال بإيجاز
( نعم ........... )
رده البسيط كان كالصفعة على وجهها .. و أشد قسوة من كل شجارتهما سابقا .. فقد كان صادقا .. صافيا .. محملا من القلب ...
اختفت ابتسامتها ... و رفعت يدها تتلمس صدره , فتشنجت عضلاته رغم عنه ... الا أنها قالت بخفوت
( لقد أمرتك كثيرا في بداية علاقتنا أن تبتعد عني .... لكنك لم تمتثل ... )
قال بخفوت ..
( لم أعتد الإمتثال بحياتي ..... و ها قد نلت جزائي , ربما المرة المقبلة كنت أكثر حرصا .... )
كورت شفتيها كالأطفال المتألمة ... و استلقت على صدره , تداعب صدره بأصابعها ... فرفع يده يقبض على كفها يبعدها عن صدره وهو يقول آمرا بخفوت
( نامي الآن ........ )
أغمضت عينيها و هي تحرك وجنتها على عضلات صدره عوضا عن كفها التي اعتقلها بيده ... فشعرت بأنفاسه تتسارعه .. و شفتيه تزفران بنفاذ صبر ... فقال بهدوء زائف مهتز
( توقفي يا بشرى ........ )
رفعت وجهها تنظر الى وجهه الجامد و عينيه المغمضتين ... فقالت بخفوت تئن
( ماذا بك ؟!! ..... لقد أصبحت رقيقا و طيبا معي , فاعتقدت أنك ستتناسى ماضيَ , لكنك امتنعت عن .... عن ..... عن .... )
أسبلت جفنيها و صمتت .... الا أنه فتح عينيه ينظر اليها طويلا قبل أن يقول بفتور
( امتنعت عن ماذا يا بشرى ؟ ..... تابعي .... )
ارتبكت قليلا و عقدت حاجبيها لكنها همست بخفوت
( أنت تعلم عن ماذا ....... )
رد عليها بنفس الفتور وهو ينظر اليها
( لا ..... لا أعلم ..... أنتِ أخبريني .... )
ارتبكت و تململت بين ذراعيه ... هل يريد أن يذلها ؟!! ... لكنها ردت عليه بقنوط
( منذ تلك الليلة التي ... اتهمتني بها أنني أستدرجت أختك ... و أنت توقفت عن .... لمسي .... )
لم يترك رأسها ... بل استمرت أصاعبه تداعب شعرها بحركاتٍ ناعمة جعلتها تبتسم كقطة ... فقال بخفوت
( ها أنا ألمسك ....... )
زمت شفتيها و هي تفتح عينيها و تعقد حاجبيها و قالت بتذمر مرتبك
( توقف عن التلاعب بي ..... منذ ذلك اليوم و أنت مختلف .... تبدو .... متناقضا .... أحيانا تعاملني بلطف و أحيانا تتجاهلني ..... لكنك لم تعد تقترب مني و تجبرني على ارتداء هذه الملابس الغريبة !! ... )
أشارت الى قميص النوم الذي ترتديه كان طويلا ... و بكمين يصلان لأسفل المرفقين ...
نظر بالفعل الى ما ترتديه ... ببطىء , ثم رفع عينيه الى عينيها المنتظرتين أخيرا ...
الى أن قال في النهاية بخفوت
( ما تقصدينه هو العلاقة الزوجية ..... الجسدية منها , .... لماذا تصرين عليها ؟؟ .... )
الجمها السؤال فجأة ... و رمشت بعينيها لا تعلم كيف تجيبه , الا أنها كانت سعيدة أنه لم يبعدها عنه بقسوة ككل مرة .. بل يحاورها بهدوء ... و ذلك أشعرها بالسعادة ... شعرت أنها تريد الكلام و السماع ... تبادل بعض الحديث مع شخص تحبه ... و هل هناك أفضل من زوجها ؟!! .... حبيبها ؟!! ....
قالت بشرى بخفوت و تردد و هي ترفع كتفها قائلة
( لأن ...... لأن هذا هو الوضع الطبيعي ....... )
لم تهتز ملامح وليد ... بل كان ينظر اليها طويلا ... الى عينيها تحديدا ... و كأنه يغوض بخضارهما .. ثم قال أخيرا
( الطبيعي من أي ناحية ؟!! ...... لأنني دفعت لكِ .... أم لأنك ترغبين بها ... تمتعك ..؟!! ... )
ابتلعت ريقها و رمشت بعينيها دون أن تحيد بهما عن عينيه ... ثم قالت بخفوت
( لأنك زوجي ....... )
مط شفتيه وهو يقول
( أي أنك تعنين لأنه حق من حقوقي .... لكن أنا متنازل عنه , طالما أنكِ لا تشاركينني نفس المتعة ... )
زمت شفتيها و هي تنظر اليه طويلا .. ثم قالت أخيرا بجمود
( هذا ليس حقيقيا ........ )
الا أنه قال ببرود
( بلى حقيقيا ..... و لا تخافي أن أطردك ما لم أجد منكِ الفائدة المرجوة ... فلقد غيرت رأيي بهذا الشأن و قد أخبرتك بذلك تلك الليلة .... أنتِ ستبقين هنا .... فلا تخشين شيئا ...)
رفعت ذقنها و هي تنظر اليه ... ثم قالت بنفس بروده
( و ماذا لو ألحت رغباتك الطبيعية عليك ..... ماذا ستفعل ؟!! .... هل تخونني وتتوقع مني القبول ؟!! .... )
ما لم تنتظره هو أن ضحك بسخرية ... ثم قال أخيرا بهدوء
( هل تريدين اقناعي أن أي من أزواجك السابقين لم يخنكِ ؟!!! ..... )
شردت عيناها و هي تتذكر كل قذارات رابح ... و مع ذلك فقد سكتت عنها و سجلت بعضا منها في سبيل استغلالها ضده يوم أن تحتاجها ....
أما وليد .... فالأمر يختلف بالنسبة له ... لو علمت يوما أنه يخونها فقد .... فقد ... تقتله ... أو تموت ببساطة ...
ابتلعت ريقها ببطىء ...بينما كان وليد يراقبها بدقة ... و عيناه تقرآنها بوضوح ...
و كأنها قد قصت عليه أمر خيانة أحد أزواجها .....
شعر بانقباض بأحشائه ... فقال لها بخفوت
( أحكي لي ما تفكرين به ...... )
التفتت اليه و هي تقول مجفلة ..
( ماذا ........... )
قال لها وليد باصرار وهدوء
( احكي لي ما كنت تفكرين به حالا للتو ..... )
رمشت بعينيها قليلا ... و أطرقت برأسها .. ثم قالت بخفوت
( أتعلم ماذا ...... أود أن أحكي لك الكثير , لكنك تجرحني دائما .... )
قال وليد بعد فترة من صمت
( لن أجرحك مجددا .... على الأقل كي أكون صادقا معكِ .. دعينا أن نعقد اتفاقا ... لن أجرحك بأي شيء تحكيه لي من تلقاء نفسك .... أما لو اكتشفت أنا المزيد مما يثير غضبي فأنا لن أضمن لك ذلك .... )
رفعت وجهها اليه بصمت ... تحاول التأكد من صدق كلامه , ثم قالت أخيرا بخفوت
( هل تعطيني الأمان ؟!! ...... )
قال بثقة
( أعطيتك الأمان ..... جربي و لن تندمي .... )
رفعت وجهها قليلا و شردت عينيها , ثم قالت بخفوت
( حسنا ..... كنت تسألني للتو عن خيانات أزواجي !! .... شاكر زوجي الثاني , لم يخني مطلقا ... بل كان رجلا شريفا ... كان من أكثر الرجال اللذين عرفتهم احتراما .... )
شعر بنارٍ شرقية تحرق أحشائه ... و سخرية تموج في حلقه تريد الخروج على هيئة ضحكة ساخرة مجلجلة ... فهذا الرجل المحترم الذي توسلت اليه أن يعيدها اليه بأي شكل كان ... قد رماها كالقمامة مع بعض العبارات الأبوية .... بعد أن أفاق لنفسه وأدرك أنه على وشكِ أن يخسر بيته و اسرته ...
الا أنه أمسك نفسه بمعجزة عن سيل الكلام الجارح الذي يود النطق به ... كي يفي بوعده لها ... فقال بخشونة
( تابعي .... أنا أسمعك ..... )
قالت بخفوت أكبر
( أما رابح .... رابح كان وسيلتي لأكبر ربح مادي حصلت عليه بحياتي ... لذا سكت عن كل خياناته لي و التي كنت أعرفها كلها .. و قمت بتسجيل الكثير منها كي تكون سلاحا بيدي أستخدمه كي أتحرر به منه ... )
كانت تتكلم بشرود ... بينما كان وليد يشعر بتقزز يموج داخله أعلى و أعلى ... الى أن تابعت بخفوت
( و قد حدث ذلك .... حين ماطلني بالطلاق مرة بعد مرة ..... استخدمت ما لدي ضده فطلقني .... )
رفعت عينيها اليه و قالت بتلذذ
( لكنني كنت استعراضية قليلا .... و قد استخدمت شفرة حادة مسلطة على عنقه و أنا أوقظه .... )
صمتت و هي تنظر الى عينيه المراقبتين لها ... ثم قالت بهدوء
( لو ترى نظرة الرعب بعينه و أنا أجثم فوقه !!! ...... كانت من أسعد لحظات حياتي ... )
ارتجف كيان وليد قليلا ... و الغريب انها كانت تقص عليه هذا و هي مستكينة على حجره و بين ذراعيه كطفلة تحكي حكاية قبل النوم ....
قال وليد أخيرا ....
( لقد آذاك كثيرا .... أليس كذلك ؟!! ...... )
ارتبكت بشرى قليلا .... الا أنها قالت بخفوت
( تعرف ذلك ...... سبق و أخبرتك ..... )
هز وليد رأسه وهو يقول
( أخبرتني عن ساديته ... لكنني لم أعرف بعد ان كانت ترضيكِ أم لا .... )
اتسعت عيناها و فغرت شفتيها تقول مجفلة
( ترضيني ؟!!! ..... لقد كان يعاملني حيوانٍ يقتنيه ... و كان يطلق عليها غريزة الكلاب ...)
شعر وليد بصدره ينقبض الى درجة الإختناق .. و الرغبة في القتل تعود اليه .. و عضلاته تتوتر تحت جسدها الطفولي الصغير ....
لكنه سيطر على نفسه ببراعةٍ لم يكن يعرف يوما أنه يمتلكها ... و قال بهدوء متشنج
( ربما كان هذا صحيحا .... لكن حتى لو كان وسيلة ربح ضخمة , فمن الطبيعي ما أن تستشعرين ساديته منذ اليوم الأول ترتعبين و تحاولين الهرب .... لا ان تتابعين معه الى النهاية ... راضخة لكل رغباته بمنتهى البراعة .... )
أجفلت ملامحهها و تحولت الى رمادية شاحبة .... و هي تنظر اليه بصمت طويلا ... فشعر برغبة عنيفة في ضمها الى صدره بقوة ... بكل قوة عضلاته التي يمتلكها ... و أكثر ...
لكنها قالت تنفي تلك التهمة بخفوت
( هذا ليس حقيقيا .... لم أستمتع بذلك , بل كانت محنة ... لقد أوشكت على ارتكاب جريمة قتله كي أتخلص منه .... )
قال وليد بهدوء
( لقد قلتِ للتو انه كان استعراضا ... و بعد ان انتهى عقدكما كاملا ... بل و زاد أيضا ... فهل كنتِ لتقتلينه فعلا لو رفض ؟!! .... )
قالت بشرى بتأكيد
( نعم ...... طبعا ...... )
الا أن عيني وليد كانتا متربصتين بها ... فأجفلت و ارتبكت .. ثم أطرقت برأسها و هي تقول
( لا أعلم ..... لا أظن .... أحب منظر الدم , لكن .... أنا لست مختلة الى هذا الحد ... )
قال وليد باختناق لم تلاحظه
( هل جرحتِ أحد من قبل ؟!! .... و أسلتِ دمه غزيرا .... )
أظلمت خضرة عينيها .. و باتت عميقة للغاية و هي تشرد ... تتذكر الدماء العنيفة التى غطت يديها و ملابسها ... و صوت ثور هائج يخور عند قدميها ...
و رغم عنها برقت عينيها مجددا و ابتسمت و هي تهمس لنفسها
( نعم .......... )
كانت شاردة مع نفسها .. الا أن وليد سمعها فقال بقوة
( من كان ؟!! ........ )
انتفضت تنظر اليه و قالت بخفوت
( من ؟؟ .......... )
قال وليد دون مواربة ..
( ذلك الذي جرحتهِ و تلذذتِ باسالة دمه ....... )
ارتجفت بين ذراعيه بوضوح ... ثم تشنجت و رمشت بعينيها تحاول حجب أفكارها عنه ... فقالت بخفوت محاولة التهرب
( شخص .... مجرد شخص كان يحاول التحرش بي .... )
ظل وليد صامتا طويلا وهو يراقبها ... ثم قال أخيرا بصوت هادىء
( اذن فهو يستحق ......... )
ارتفع وجهها اليه بسرعة و هي تقول مترددة
( هل هذا ما تظنه ؟!! .... ظننتك ستقول أنني مختلة ... )
رد وليد بثقة
( بل هو المختل ..... و ليست أنتِ .... )
ابتسمت بارتجاف و هي تنظر الى عينيه ... ثم قالت بخفوت و امتنان واضح
( شكرا ..... لم أظن أنك ستمدحني يوما .... )
تبا لها و لذلك الشعور الخانق الذي تثيره بداخله ... شعور من التقلصات الشبيهة بتلك الخاصة بالتمارين الرياضية ... الا أنها بروحه لا بجسده ...
تجعله يشعر بها و كأنها لا تزال طفلة ... و أنه قادر على محو كل أفعالها بسبب ما تعرضت له ...
لكن ... هل يعد هذا منطقيا ؟!! ...
تنهد بعمق و يده تتحرك على ساقها بشرود ... بينما كانت هي تنظر الى تلك اليد .. ثم رفعت وجهها اليه و همست باغراء
( أنت تريدني ..... فلماذا تكابر ؟!! .... )
فتح عينيه فجأة و هو يراها تتلون مجددا بلون الإغراء الفاشل و كأنه النقطة الوحيدة التي تعود لها دوما ...
فقال ببرود مصطنع
( لو كنت أريدك الآن .... لما بقيت كل هذا الوقت أضيعه بمجرد الحديث ... )
شعرت بأنه أهانها بقوة ... فسقطت ملامح الإغراء عن وجهها سريعا و نظرت اليه بقنوط طفلة ...
ثم قالت بصوت حانق
( أنت تخدع نفسك ...... و تجعلني ارتدي تلك القمصان القبيحة كي تطفىء رغبتك بي ... )
هز كتفيه بلامبالاة وهو يتكىء للخلف مستريحا يقول بصوت هادىء مستفز
( لكِ أن تفكري كما يحلو لكِ .... لو كان هذا يرضيكِ .... )
ابتلعت ريقها بتوتر .....و هي تنظر اليه مسترخيا , لا تظهر عليه اي مظاهر انصياع للرغبة فعلا ...
فقالت بصوتٍ حاد تغيظه
( عامة انا لن أرضخ لرغبتك الغير مبررة تلك .... انا أحب أن أرتدي قميص نوم أنثوي قصيرا حريريا .... )
فتح عينيه ليقول بصوت غريب
( ترتدينها و أنت وحيدة دون زوجك ؟!! .... الا تعرفين أن ذلك خطر ؟!! .. )
عقدت حاجبيها و هي تقول بتوجس
( و ما خطورته ؟!! ......... )
عاد ليهز كتفيه قائلا ببساطة
( لا يصح ارتداء مثل هذه الأشياء ما دمتِ لن ترتدينها لزوجك .... خطر ... )
زمت شفتيها و هي تقول حانقة تتلوى على ساقيه
( لماذاااا خطر ؟!! ....... )
هز كتفيه و لم يرد .... بل أغمض عينيه مرتاحا ... لكنه شعر بشيء ما أسفل الوسادة ... فأخرجه كي يرتاح ... الا أنه توقف حين اكتشف بأن كتاب !! ...
ارتفع حاجبيه وهو يقلبه قائلا بخفوت
( لمن هذا الكتاب ؟!! ............ )
رفعت بشرى عينيها واضعة اصبعها على وجنتها وهي تقول مفكرة
( امممم كتاب تحت وسادتي .على سريري .... بغرفتي .... ترى لمن يكون ؟!! .... انه يخص البواب ... )
مط شفتيه وهو يقول ببرود
( ليس لدينا بواب .... لكن و بما أنك ظريفة الى هذا الحد ... فدعيني اخبرك أن هذا الكتاب يخص لجين و أنا أعرفه جيدا .... و لم يكن موجودا لديك من قبل و قد منعتك من الإختلاط بها .... )
تحول كلامه الأخير الى صارم ... شديد اللهجة .. فارتجفت و بهت وجهها و هي تقول بخفوت
( آآآآخ ...... أمممممممم )
قال عابسا بحدة
( آآآه الآن تحولتِ الى كائن فضائي يتكلم بالإشارة ....... ألم آمرك بالإبتعاد عنها ؟!! ... )
اطرقت برأسها و هي تزفر بحزن و قد عاد لطبعه الشديد القاسي ... فابتلعت تلك الغصة بحلقها ... ثم قالت بخفوت دون أن تنظر اليه
( لماذا تخاف عليها مني ؟!! ..... أعلم أنك لا تثق بي .. لكن هل تظن أن فتاة بنفس مستواي و تعليمي تستطيع أن تخدع أختك المبهرة عقليا بأي طريقة كانت ؟!!! ..... )
لم تلن ملامحهه أبدا بل قال ببرود
( لا تحاولي تصنع دور المسكينة يا شيراز .... لديك خبرة في الحياة لا تمتلك لجين ذرة منها .... )
شردت عيناها و هي تقول هامسة .... بصوت بعيد
( نعم ....... صحيح .... )
رفعت وجهها اليه لتقول بخفوت أكبر
( لكنني لن أخدعها بأي شيء ..... على الأقل لأضمن بقائي هنا .... )
قال وليد بجمود لكن عيناه كانتا اعمق
( أعلم أنك لن تحاولي شيئا .... كانت لحظة تهور مني , لكن ..... )
صمت لا يعلم كيف يشرح لها .... و منذ متى كان مطالبا بالشرح لها من الاساس ؟!!! ...
الا أنه قال أخيرا بخفوت
( لكل منكما ..... ما يعقد سير الأخرى .... )
عقدت حاجبيها و هي تقول بيأس
( لا أفهم ......... ماذا تقصد ؟!! ...... )
ظل ينظر اليها قليلا ثم زفر بقوة و هو ينظر بعيدا عنها ... فانتهزت الفرصة لتقول برجاء
( أرجوك اسمح لي برؤية أختك من الحين و الآخر .... و الخروج أحيانا .... أو أن أخرج معك أنت ... أريد رؤية ملك .... أنا أحتاجها ... )
قال لها بخفوت
( و لماذا تحتاجين ملك ؟!! ..... فيما تحتاجين اليها بمثل هذه الشدة ؟!! .... كيف تستطيع تهدئتك ؟!! ... )
ابتلعت ريقها و هي تنظر اليه ... لا تجد جوابا محددا لتلك الأسئلة , الا أنها حاولت .. فقالت بخفوت
( إنهااا .... إنها!!! .... تقلم لي أظافري ... أظافر يدي و قدمي .... أنا احب ذلك و يجعلني أتوقف عن البكاء ..... )
ارتفع حاجبيه قليلا ... و مع ذلك ظل يستمع اليها ... بينما شردت هي ثم حاولت مجددا
( ملك ....... ملك جميلة و أنا وجدتها اولا ..... أنا حافظت عليها ... و راقبتها ..... كي تبقى كما هي .... )
شعر و كأنه فهم ما تقول بوضوح الآن .... فالتوت شفتيه بابتسامة حزينة قليلا ... مختنقة ..
لكنه حارب ذلك الإختناق و قال مغيرا الموضوع بهدوء
( و ماذا عن لجين ؟!! ..... لماذا تريدين صحبتها ؟؟ ...... )
نظرت اليه تفكر قليلا ... ثم أخذت نفسا و هي تقول
( لجين ..... انها المرأة الوحيدة التي استمتعت بصحبتها دون أن تحتقرني و تنظر لى بازدراء ... لقد وصلت الى هذا السن و لم تكن لي أي صديقة .... أما لجين فقد عاملتني بلطف منذ أول يوم .... انها .... )
صمتت قليلا تحاول ايجاد الكلمة التي تلخص كل ذلك ... فهمست بشرود
( تحترمني ....... )
ساد صمت طويل بينهما .... طويل ... طويل .... و حين شعر وليد أخيرا أنه أصبح قادرا على الكلام .. قال آخذا نفسا قويا ... وهو ينظر الى كتاب
( الى أي صفحة وصلتِ بقرائته ؟!! ..... )
اجفلت و هي تنظر اليه ... ثم عبست ناظرة الى الكتاب و قالت بخفوت
( صفحة رقم ثمانية ......... )
ارتفع حاجبيه وهو يقول بوجوم
( ثمان صفحات ... من بينها صفحة دار النشر و المقدمة ؟!!! ..... )
هزت رأسها نفيا و هي تقول بخفوت
( لقد تجوزتهما ........... )
قال وليد ببساطة
( آآآه لقد ظلمتك .... هكذا أفضل طبعا .... )
هز رأسه يأسا ثم عاد لينظر الى الكتاب وهو يقول بهدوء
( منذ متى وهو معك ؟!! ...... )
قالت بشرى تنظر الى الكتاب هي الأخرى
( منذ أربعة أيام ....... )
مط شفتيه وهو يقول
( أي أن كل يوم صفحتين ........ مجهود رائع ... )
قالت بشرى محتدة
( لك أن تعلم بأن هاتين الصحتين اللتين تسخر منهما استغرقتا ساعات طويلة بالفعل .... )
مد اليها الكتاب و قال ببساطة
( هيا ابدئي ..... أسمعيني ..... )
نظرت اليه مجفلة و هي تقول
( ماذا ؟!!! ....... لا ... لا .... لن أقرأ لك ... انت تريد اهانتي ليس الا .... )
الا أنه قال بصوت آمر
( أقرئي يا بشرى .......... )
زفرت بقوة هي تمسك الكتاب و تفتحه بتوتر ... و ابتلعت ريقها بأسى ... كانت تعلم حجم المأساة ...
لكنها لم تجد بدا ... ففتحت الكتب على ركبتيها ... و فوجىء بها وليد تحني رأسها الى أن كادت تمس الورق بأنفها ... و اصبعها يتحرك منذ الحرف الأول !! ...
كل ما تفعله يؤلمه .... و كان هذا نفس شعوره حين كانت تقرأ قائمة الطعام أثناء رحلتهما ...
مد يده ووضعها تحت ذقنها حتى رفعت رأسها ... فقال بهدوء
( ليس معنى أن تلصقي عينيك بالأحرف ... أنكِ ستفهمين المعنى .... المعنى لن تفهميه الا بالسؤال ... )
ابتلعت ريقها و هي تنظر اليه ... ثم بدأت القراءة ... و كم كانت صدمته وهو يسمع فتاة لا يزيد عمرها عن الثانية عشر تقرأ .... و ذات مستوى متأخر كذلك ...
بهت وهو يسمعها ....
رفع يده الى فمه وهو يسمع و يعدل ... يسمع و يعدل .....
بينما هي وجدت أن الأمر أصبح عاديا لأنه لم يسخر منها و لم يمل ... فعلا صوتها بدرجة أكبر من المعتاد كأطفال الصف الإبتدائي ... و باتت تقرأ بكارثية دون خجل ....
و دون أن يدري مع مرور الدقائق .... كانت هناك ابتسامة مرتسمة على وجهه ...
سمعا فجأة آذان الفجر .... فنظر الى النافذة بهدوء شارد ... ثم قال بخفوت ناظرا اليها
( يكفي هذا الآن ....... تعالي لنصلِ صلاة الفجر ...... )
فغرت شفتيها قليلا و هي تنظر اليه .... بينما بهت وجهها .. ثم همست
( هل تصلي ؟!! ......... )
نظر الى وجهها الطفولي المتردد .... فلم يجد سوى أن يكون صادقا فقال بوجوم
( كنت أواظب على الصلاة كالساعة .... لكن فجأة ... أصبحت غير منتظما بها .... )
همست بقلق
( حقا .......... )
أومأ برأسه وهو يشعر بالضغط النفسي الذي يولده هذا الموضوع .... ثم قال بخفوت
( من اليوم سنصلي معا .... و سنعود لانتظامنا ....... اتفقنا ؟؟ .... )
قالت بشرى بخفوت
( و لماذا قررت الآن ؟!! .......... )
ظل ينظر اليها طويلا ... ثم قال
( القرار موجود دائما .... لكن يظل الإنسان يتخاذل و يضعف فتضيع منه المرات تابعا ... لكن الآن أنا أحتاجها بشدة .... أحتاج الستر و البركة و العفو .... )
كانت تستمع اليه بوجوم .... فأخفضت رأسها تهمس
( لا أظن أن الله سيتقبل صلاتي .......... )
عقد حاجبيه وهو يستمع اليها ... ثم قال أخيرا بهدوء
( لو كان هذا هو ظنك ..... فما سر تشدقك الدائم بأنكِ لم ترتكبي الحرام و الخطئية ؟!! ... طالما انكِ يائسة هكذا من الفوز بآخرتك ؟!! ...... )
ابتلعت ريقها و هي تهمس
( هذا شيء و ذلك شيء آخر ....... )
هز رأسه نفيا وهو يقول
(نفس الشيء ........ )
مد يده يمسك بكفها ... ثم قال بخفوت
( سأعلمك ..... و سننتظم معا .... و حينها سأدعك تخرجين مع لجين .... )
ضحكت بيأس .. ثم قالت برقة
( لو نجحت بذلك فهو لن يكون بسبب كرمك و عطائك بالتأكيد .... )
نظر اليها قليلا ... قبل أن يقول بهدوء
( لكن أنا أشعر بأنك ستكونين السبب في انتظامي بها ...... فأنا أرغب بحماية بيتي ... )
حماية بيته .... هل اعتبرها بيته ؟!! .....
شرد ذهنها بذلك طويلا ... الى أن قال أخيرا
( هيا لنتوضأ .......... )
بعد أن قام بتعليمها .... وقفت خلفه ... مرت اللحظات و اذا به يسمع نشيجها الخافت ... كانت تحاول أن تكتمه لكنه كان واضحا ... شيئا فشيئا بدأ يتعالى ...
كانت كمن يخرج كل ما به من شكوى طويلة في أسرارٍ بينها و بين ربها لا يستطيع سماعها ....
و دون أن يدري وجد عيناه تحمران فنفض الشرود عن ذهنه وهو يركز بصلاته ....
بعد فترة من الجلوس على سجادة الصلاة ...
استدار ينظر اليها مرة أخرى .... يحاول أن يحفر تلك الصورة برأسه أكبر فترة ممكنة ...
كانت صغيرة الحجم في اسدال الصلاة .... ذلك الذي استعاره من أخته لجين منذ دقائق ... وهو يعلم أنها تستيقظ لصلاة الفجر ... كانت دهشتها بعينيها كبيرة ... الا أنها أعطته له و هي تبتسم برقة ... بينما هو يتجنب النظر اليها بفظاظة ...
بدت كطفلة يحيط بها حجاب كبير ... عيناها الخضراوان أكبر ما بوجهها ... بياضهما أصبح محمرا بسبب البكاء ...
أطرق برأسه ليقول بخفوت
( بشرى ........ منذ الغد ستبدأين بعلاج نفسي ..... )
اتسعت عيناها بذهول و هي تقول
( ماذا ؟!!! .............. )
قال وليد بجفاء خافت
( ما سمعتهِ ........ هذا شرطي لبقائك هنا , و ليس لدي حلول أخرى .... )
هتفت بشرى و قد احمر وجهها بشدة و غضب
( هل عدت لنفس الكلام مجددا ؟!! .... أتظنني مجنونة لمجرد بضعة كوابيس تنتابني ؟!!! ... )
تنهد بقوة وهو يرفع وجهه الجامد اليها ... ثم قال
( و لو تطلب الأمر قد أعهد اليهم بحجزك في مصحة خاصة ...... )
شهقت فجأة بصوتٍ عالٍ .... ثم ضحكت بذهول ... ثم لم تلبث أن صرخت بقوة
( اذن تلك هي الخطة , اليس كذلك ؟!!! .... أنت ...... أنت ...... أنت ....... )
الا أنه مد يده بسرعة ليقبض على كفها و يسحبها اليه ... حتى حجزها بين ذراعيه و قال ناظرا بعينيها
( أنت ترتدين اسدال الصلاة .... و لازلت على سجادة الصلاة ... فتعلمي أن تحافظي على لسانك ..... )
كانت تلهتث و تتنفس بسرعة و رعب .... بينما الدموع تنهمر على وجهها بغزارة ... فلم تملك سوى أن نهضت بسرعة مندفعة ... تتعثر بطرف الإسدال ...
ثم ارتمت على سريرها بقوة و هي تبكي بعنف و هيستيرية ... فزفر وليد بنفاذ صبر وهو يقول
( هذه الحركات لن تجدي ........ )
الا أنها صرخت بصوتٍ مختنق من بين ذراعيها
( أخرج من هنا ........... )
الا أنه نهض من مكانه و اقترب منها ... فأمسكها بذراعيها كي يجلسها و جلس القرفصاء أمامها ...
هاله منظر وجهها المحمر من شدة البكاء .... فمد يديه ينزع عنها اسدال الصلاة رغم مقاومتها فقال بصرامة
( هذا ملك لأختي و انا أريد استعادته ........ )
توقفت عن المقاومة و هي تبكي و تشهق كالأطفال مجددا ... و ما ان خلعه عنها ... حتى ألقاه جانبا و نظر الى وجهها الباكي ... ثم قال بهدوء
( سأسعى جاهدا كي تبقين هنا .... على ان تكوني متعاونة ... اتفقنا ؟!! .... هذا شرطي ... )
هتفت بيأس و نحيب و هي تغمض عينيها و تضرب الارض بقدميها
( أنت تبتزني ........ لماذا تفعل بي ذلك ؟!!! ..... )
ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر اليها بمنظرها الذي يرثى له .... ثم قال فجأة
( أيمكنني تقبيلك ؟!! ........ )
ظلت تنتحب عدة لحظات ..... الى أن مرت كلماته عبر مرشحات العقل ... فاستوعبتها ...
صمتت فجأة عن البكاء و فتحت عينيها تقول
( ماذا قلت ؟!!! ......... )
قال وليد بهدوء
( أريد تقبيلك ....... لو كنت تريدين ذلك , اعلم أنكِ لا تحبين العلاقة الجسدية , لكنني لاحظت ان قبلتي لك من قبل قد أسعدتك .... فهل يمكنني أن أعيدها ؟..... )
شعرت و كأنه يتكلم بلغة لا تفهمها .... و كانت تنظر اليه كم ينظر الى شخص متأخر ذهنيا ... لكنها ابتلعت ريقها و هي تقول بصوت مختنق بائس
( نعم يمكنك .......... )
ابتسم فجأة لعينيها ... ثم أمسك بكتفيها يدنيها اليه بينما هي واسعة العينين غير مصدقة ... الى أن التقت شفتيهما برقة خالصة ... تكاد أن تكون كلمسات الفراشات ...
و ما أن ابعد وجهها عنه ... كانت مغمضة العينين ... ساكنة تماما ... ففتحت عينيها تبادله النظر
حينها نهض واقفا ليجلس بجوارها على حافة السرير وهو لا يزال يبتسم لها بينما قلبها يخفق بعنف
الى أن جذبها له مجددا و كان آخر ما رأته هي ابتسامته التى لم ترها منذ أشهرٍ طويلة ....
قبل أن يغرقها بقبلةٍ بعيدة أكثر قوةٍ .... تاها بها الى تلك الأيام البعيدة على الشاطىء ... حين كان الموج يرافق همساتهما ....
ومرت بهما عدة لحظات مجنونة ... قبل أن يبعدها عنه وهو يلهث قليلا ... ثم همس لعينيها بينما هي مشدوهة تتنفس بصعوبة ...
( و أنا أيضا لا أحب سوى تقبيلك ........ )
أخذ نفسا عميقا ... ثم همس لها برقة
( نامي الآن ..... و لأنكِ كنتِ فتاة طيبة , سأسمح لكِ بالذهاب الي ملك ..... )
ثم خرج أمام عينيها المذهولتين .... بينما كان هو في الخارج يحتضر رغبة بها .......
.................................................. .................................................. .....................


انتهى الفصل 51


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 06-09-15, 12:20 AM   #23120

ارق النجوم

? العضوٌ??? » 319368
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 299
?  نُقآطِيْ » ارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond reputeارق النجوم has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله بسم الله الرحمن الرحيم وبركاته شو ما فيه قصل جدبدا شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ارق النجوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.