آخر 10 مشاركات
الطائرة - سوزانا فيرث - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          الكذبة البيضاء - جيسيكا ستيل - روايات ديانا** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          باب السعادة - ريت كليمانس - روايات ديانا - (حصرياً)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          حب لم يكتمل - سالي وينتوورث - روايات ديانا** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          تملك الذئب (2) للكاتبة: Michele Hauf كاملة & رابط التحميل (الكاتـب : Gege86 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          1127 - الرجل الغامض - بيبر ادامس - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          حبيبي .. أبقني قريبة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )           »          أحلام مستحيلة (37) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : سما مصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي الرواية الجديدة التي تفضلونها
فكرة جديدة تماما 2,053 56.54%
جزء ثاني لرواية بأمر الحب 665 18.31%
جزء ثاني لواية لعنتي جنون عشقك 913 25.14%
المصوتون: 3631. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-15, 11:34 PM   #23701

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي


أنا حنزل الفصل حالا يا سكاكر .... مساكم فلة ووردة

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-09-15, 11:34 PM   #23702

زهرة الكاميليا4

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زهرة الكاميليا4

? العضوٌ??? » 236849
?  التسِجيلٌ » Apr 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,529
?  مُ?إني » فى منزلى
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Libya
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » زهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond reputeزهرة الكاميليا4 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير على احلى رفقة طيبة
واخيرررا جا النت .....تسجيل حضور


زهرة الكاميليا4 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-09-15, 11:37 PM   #23703

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

مساكم شهد صافي ... ارجو التوقف عن التعليق لدقائق بس

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-09-15, 11:38 PM   #23704

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الجزء الثاني من الفصل الثاني و الخمسين :
" سيف ... آنا آسفة ...
آسفة على رحيلي .... و آسفة على ابعادك .... و آسفة على كل حجرٍ بنيته في الحاجز بيننا ....
انا احبك ... بل أعشق التراب الذي تسير عليه ..... هلا أعدتني اليك لأنني فعلا لم أعد أمتلك القدرة على الصبر أكثر و تحمل المزيد من حماقاتك منذ أن تركتك ..... "
أعاد قراءة الرسالة مرتين ... ثم ثلاث مرات و عيناه متسمرتان على الأحرف ... تتنقلان بينها و بين اسم المرسل , يخشى أن يكون متوهما ...
لكن سيطرته على كيانه كله كانت أضعف من أن ينتظر حتى يقرأها للمرة الرابعة ...
فنهض مندفعا من مكانه وهو يدس الهاتف بجيبه ... ملتقطا سترته , ليخرج مسرعا دون حتى أن يجيب سؤال علا المندهش عن احتمالية عودته اليوم الى العمل مجددا !!
في الطريق الواصل بين عمله و بيتها ... مئات الأميال ... بل آلاف الأميال ... و كأن الأرض قد انبسطت بينهما لتبعد وصوله اليها .... و تزيد من احتراق صدره اللاهث ... بينما عيناه ضيقتان مسمرتان على الطريق و كأنهما تودان احراق المسافة المتبقية ...
رفع الهاتف الى أذنه كي يتصل بها على الرغم من أنه كان مصمما على أن يكون الكلام بينهما وجها لوجه ...
من الظلم أن يواجهها صوتا .... لا أن يراها و يقابل عينيها عله يقرأ منهما الجواب .... لا من مجرد شاشة صغيرة باردة ...
انعقد حاجباه بشدة وهو يسمع الرسالة الصوتية الصادمة بأنها قد اغلقت الهاتف !!!
رمى سيف هاتفه على المقعد المجاور وهو يشتم بقوة
( تبا , يالكِ من غبية !!! ...... )
أرسلت له الرسالة ثم أغلقت الهاتف بكل جبن !!! ....
لكنه والله لن يسمح لها بالمزيد من الهروب و عناد البغال .....
زاد من سرعته أكثر و عيناه تزدادان ضيقا على الطريق من أمامه بكل اصرار ... و خلال لحظات كان قد أوقف السيارة محدثا صريرا عاليا لكنه لم يهتم و نزل منها مندفعا .... متجاوزا رجل الأمن لثاني مرة خلال هذا اليوم ... فنهض خلفه يناديه بقوة
( سيد سيف ...... سيد سيف .... )
الا أن سيف لم يتوقف وهو يهدر بصرامة
( يا ابني أخبرتك منذ الصباح أن تتصل بالشرطة و أنت من تتلكأ ....... )
لكن و ما ان وصل سيف الى المصعد حتى لحقه حارس الأمن وهو يهتف لاهثا
( السيدة وعد ليست موجودة ..... لقد غادرت منذ فترة ........ )
تسمر سيف مكانه ليستدير اليه بعينين تقدحان شررا و بداخله خيبة أمل ضربت اعصارا من الغضب في صدره ... ثم قال أخيرا من بين أسنانه
( أين ذهبت ؟؟!!! ......... )
رفع حارس الأمن حاجبيه و قال بلهجة مستفزة
( و هل سأسالها الى أين تذهب ؟؟؟؟ !!! .......... السيدة وعد ليست متساهلة تماما و أنت أدرى الناس بها .... انها تفكر قليلا قبل أن ترد سلام الصباح .... )
زفر سيف بقوةٍ و عنف و نفاذ صبر وهو يهتف بما يعتمل بداخله من كبت حارق
( ياللهي ..... كرم منها أنها ترد أصلا .....)
اتجه الى المصعد المفتوح .. فهتف حارس الأمن بقوة
( الى أين يا سيد سيف ؟!! ..... الم أخبرك أنها ليست هنا ..... )
نظر اليه سيف ببرود بينما عيناه تتوهجان غضبا ليقول بكل هدوء
( لا مزيد من الكلام بيننا .... اليوم أو أى يومٍ آخر .... و تعود على وجودي هنا يوميا منذ هذه اللحظة , و لنرى كيف ستعترض " السيدة " وعد ...... انتهى الحوار ... )
و قبل أن يرد الحارس المسكين .... كان المصعد قد أغلق أبوابه مخفيا وجه سيف شديد البأس و الذي كان من الحماقة مجادلته في هذه اللحظة ....
قال " علي " بقلق وهو يزفر حانقا ....
( لم يكن عليكِ السماح لها بالخروج يا كوثر بعد أن أصيبت بالإغماء صباحا ....... ماذا لو .... )
قاطعته كوثر بهدوء وهي ترتب قطع القماش الحريرية أمامها دون أن تنظر اليه
( لن يحدث شيء ...... إنها بخير و قادرة على العناية بنفسها , لا تقلق انت ..... )
هتف " علي " بغضب وهو يقذف بكرة خيط من فرط غيظه لتسقط في نهاية الغرفة عند قدمي "راوية " التي كانت تلبس أحد نماذج العرض فستانا ....
( ما هذا الهدوء بالله عليكِ ؟!! ........ )
رفعت عينيها تنظر الى بكرة الخيط من فوق نظارتها المستريحة على أنفها ... ثم قالت بصرامة
( أترى تلك البكرة التي قذفتها بعيدا ؟!!! ... اذهب و أحضرها كي لا أثقب رأسك بالأبرة التي معي الآن ... )
زفر بقوة وهو يهتف
( لن أحضرها ........... انتِ يا راوية ..... أحضري تلك البكرة بجوار قدمك ...... )
كانت حتى هذه اللحظة منعقدة الحاجبين .. تشتم سرا ... و تتبرم بشفتيها دون صوت , و ما أن سمعت أمر "علي" الفظ ... حتى التفتت اليه و عيناها تبرقان بجموحٍ غاضب و هي تهتف
( عذرا .... هل أنا الخادمة الخاصة لجنابك ؟!! ... أم أنني العبد الذي اشترتيه ؟؟ .... احضر ما ألقيته بنفسك ...ثم حين تريد أن تخاطبني ... لا تنادني بأنتِ هذه مجددا .... أنا يد عاملة منتجة في هذا المكان ... بينما أنت مجرد متأمر لا تفعل سوى أن تلاحظنا ... )
احمر وجه علي بشدة ..و ارتبك احراجا ... بينما رفعت كوثر حاجبيها اعجابا مبتسمة دون ان تنظر اليهما و هي تتابع عملها ... بينما نظر اليها " علي " عاقدا حاجبيه وهو يشير الى راوية هاتفا
( هل تعجبك طريقتها في الرد ؟!! ....... )
لم تنظر اليه كوثر و هي تقول بحيادية
( الفتاة محقة بصراحة .... فلا تستغل عضلاتك الجديدة هنا ..... شهرين في شقة التدريب الرياضي تلك و تجعلك فظا شكلا و قولا ..... )
قالت راوية مخاطبة نفسها و هي تزفر تشد على القماش حتى كادت أن تمزقه
( أجسام البغال و عقول العصافير ..... )
ارتفع حاجبي " علي " أكثر غير مصدقا ... ثم لم يلبث أن اندفع اليها رافعا قبضته مهددا .. وهو يعض على شفته هاتفا
( احترمي نفسك يا فتاة ..... لو نفخت بكِ فقط , لألصقتك بالجدار ....... )
تراجعت رغما عنها و هي ترفع اصبعا مهددا تهتف بذعر
( أقسم بالله لو ضربتني لحررت ضدك محضرا بقسم الشرطة ...... الحقيني يا كوثر .... )
حاولت الهرب منه الا أن حاصرها وهو يقول من بين أسنانه
( الحقيني يا كوثر .... ها ؟!! ...... لنرى كيف ستحميكِ مني .... )
تعالى صوت كوثر من خلفه
( هل آتي لأريك كيف ستحميها كوثر ؟!! .... أنا أنتظر أن تصمت حتى الآن من تلقاء نفسك كي لا أفسد هيبة العضلتين الجديدتين ..... )
زم شفتيه وهو يهدر تنفسا غاضبا .. بينما كان ينظر اليها و هي لا تكاد تتعدى طول مرفقيه بالكثير ...
خضراء العينين و رغم كل شيء كانت خائفة منه فعلا !! ...
قال أخيرا بفظاظة وهو يخفض قبضته بينما عيناه تتأملان وجهها الغاضب الأحمر و الشعر الناعم المتناثر من حوله ...
( سأتركك هذه المرة .....ثم ادخلي شعرك هذا تحت وشاحك ... نصفه متساقط على وجهك !!! ..أي حجاب هذا ؟!! ... . )
ارتبكت قليلا أمام نظراته ... الا أنها أخذت تدس شعرها البني تحت وشاحها الملون بوجهٍ محمر .. ثم قالت بجفاء و هي تحكم عقدته خلف عنقها ..
( لا دخل لك ....... )
أسند يده الى الجدار من خلفها وهو يقول بصرامة ...
( بل لي كل الدخل ... نحن من نفس المنطقة و أنا من أحضرك للعمل هنا .... و لن أدخل في شجار كل يوم و انا اضرب شخصا يغازلك .... )
مدت وجهها لأعلى و هي تهتف
( لم يطلب منك احد التدخل بشجارات ...... أنت أصلا تفضحني كل يوم بتصرفاتك تلك , كل اهل المنطقة يظنونك خطيبي بسبب تصرفاتك ... )
عقد حاجبيه بشدة وهو يهتف مستنكرا
( خطيبك ؟!!! ... من الأحمق اللذي يظن ذلك وأنا أذهب الليه و أقتلع عينيه ........ )
تكورت شفتي راوية .. و أطرقت بوجهها , بينما هزت كوثر رأسها يأسا و هي تهمس لنفسها
( جلف .. أحمق )
بينما قالت راوية بهتاف متعثر غاضب
( و من تلك التي تقبل بخطبتك ؟؟ ...... لو أنك الرجل الأخير في هذا العالم , فلن اقبل حتى بمجرد أن تمسح لي زجاج سيارتي عندما أمتلك واحدة عند اشتهاري و ثرائي ... فأنا أمتلك صنعة بيدي , بعكسك .... )
ارتبكت ملامح " علي " قليلا وهو ينظر اليها صامتا .. بينما همست كوثر و هي تتابع عملها زافرة
( أغبى منه .......... )
صمتت راوية و هي تنظر الى عينيه الصامتتين .. فرمشت بعينيها قليلا , قبل أن تقول بصوت متذبذب
( أنا ....... لم .... أقصد ...... )
تكسر صوتها بينما بقى علي ينظر اليها عدة لحظات بملامح ساكنة قبل ان يقول بخفوت
( لا تعتذري ... لقد اعتدت قلة حيائك , و مدى ازدرائك للجميع و كأنك تحملين شهادة جامعية بينما أنتِ متوسطة في كل شيء مثلك مثلنا..... لذلك سأشفق فقط عليكِ و أنت تتخيلين دائما أنكِ أفضل من الجميع ... )
نظر اليها نظرة أخيرة بينما امتقع وجهها و فغرت شفتيها المرعشتين ... ثم تركها و ابتعد عنها دون اضافة المزيد ....و ما أن ابتعد ووجدت صوتها حتى هتفت بألم من خلفه ..
( و أنت بالطبع لا تعجبك غير الجامعيات !! .... و لماذا ستحبك الجامعية بينما هي صاحبة المكان الذي تعمل به و تكبرك بعشر سنوات ؟!!!! ..... أنت أعمى و أحمق و تستحق كل الألم الذي تعيشه .... )
تسمر مكانه و اتسعت عيناه بذهول ... ثم استدار اليها ببطىء وكأنه يتحقق للتو مما نطقت به ... بينما صمتت تماما و قد أدركت مدى غباء ما نطقت به للتو ... فتراجعت للخلف و هي ترتجف , ملاحظة تقدمه منها بخطوات بطيئة ... و عينين خطيرتين مذهولتين , مسمرتين على عينيها ...
التصقت بالحائط أخيرا برعب ... بينما قال " علي " بصوت لا يحمل أي تعبير ... بينما بدى مخيفا بنفس الوقت
( ماذا قلتِ للتو ؟!!! ......... من مصلحتك أن يكون ما فهمته خاطئا !! .... )
كانت ترتجف بالمعنى الحرفي للكلمة .... فنادت بصوت مرتعش من خلف كتفه
( كوثر ..... الحقيني ..... )
الا أن كوثر لم تتنازل حتى برفع وجهها و هي تقول
( أخرجي نفسك من هذه الورطة بنفسك ........ لو انا مكانه , لضربتك على فمك .... )
هتفت راوية بخوف مستجدية
( كوثر ..... تصرفي ..... )
الا أن كوثر تركتها تواجه مصيرها هذه المرة و هي تقول
( اضربها يا ولد و أنا سأشرح الأمر لوالدتها ....... لكن لا تقترب من العينين لأننا نحتاجها في العمل .... )
كان علي قد وصل اليها وهو يبدو غير مبشر الملامح و النظرات ... بينما هي ترتجف و تقول
( انا ....... أنا لم أقصد ..... لكن أنت من تحمل بطحة على رأسك ..... لذلك تتخيل أن الجميع يشير الى عاهتك العاطفية ..... )
توقف مكانه وهو يفغر شفتيه ... ثم همس غير مصدقا
( أنتِ لا فائدة منكِ .... اليس كذلك ؟!! .... لا تملكين السيطرة على لسانك ...... )
عاد ليرفع قبضته المضمومة ... فصرخت و هي تغطي وجهها بكفيها ... الا انه لم ينزل قبضته وهو ينظر اليها ساخرا
( حين تطلقين اتهاما .... تأكدي أولا بأنكِ لستِ جبانة ككتكوت فقد أمه ..... )
انزلت كفيها و هي تهتف بغضب
( لست جبانة ......و انا عند ما قلته ...... )
عاد ليرفع قبضته , فصرخت مجددا و هي ترفع يديها أمام وجهها ... فضحك استهزاءا وهو ينظر اليها , قبل أن يبتعد عنها متفاخرا .... بينما رفعت وجهها ما أن تأكدت من ابتعاده ... لتنظر الي ظهره بغضب و احباط ... فأخذت تكلم نفسها كالعادة و هي تنحنى تلقائيا لإلتقاط البكرة التي سبق و رماها
( ربما لو كنا نتصنع الإغماء كصاحبة العمل لأعجبنا ........... )
قالت كوثر بصرامة
( اسكتي الآن يا فتاة ............ )
الا أن راوية قالت متذمرة بصوتٍ عالٍ و هي منحنية أرضا
( لقد سمعتها و هي تقول لكِ بأن شعرت بالرعب من أن تنكشف خدعة اغمائها .... و أن زوجها لأول مرة يفوته ازدياد نبضها و تظاهرها من شدة رعبه ..... )
وجدت فجأة حذائين أسودين لامعين يقفان أمامها عند البكرة التي انحت لتلتقطها ... يعلوهما بنطالا أسود كذلك .... فرفعت ذقنها لتتابع ذلك الطول المهيب المسافر لسقف الغرفة ...
الى ان استقامت ببطىء شديد و هي ترفع وجهها عاليا كي تصطدم عيناها بعيني سيف الغاضبتين المخيفتين !!!!!
فغرت راوية شفتيها بهلع لا يوازي ذرة مما شعرت به أمام " علي" ... فمرت لحظة واحدة قبل أن تتابع و كأنها تكلم كوثر .. بينما عيناها بعيني سيف الذي يبدو أنه على وشك احراق المكان
( زوجة خالي ....... زوجة خالي تتظاهر بالإغماء كي تتدلل على زوجها و قد يئسنا من تأديبها ..... )
صمتت حين وجدت بأنها تزيد من سوء الموقف , بينما وقع قلبها بين قدميها ...
و كانت كوثر قد أبصرت سيف ... فاتسعت عيناها بصدمة و هي تترك ما بيدها لتقف مرتبكة متعثرة , بينما قلبها يدعو غاضبا على راوية البائسة ....
اقتربت بسرعة منه و هي تقول
( مرحبا سيد سيف ..... مجددا !!! ........ )
نقل سيف عينيه بين ثلاثتهم بصمت وهو يضع يديه في خصره ... قبل أن يقول ببطىء و بصوته العميق ذو الصدى
( اذن فقد كانت مسرحية !! ........ )
ساد صمت مهيب و الثلاثة مشبكين أصابع أيديهم كتلاميذ في غرفة العقاب ... الا أن كوثر كانت أول من تكلمت و هي تقول ضاحكة بعصبية
( و هل تصدق كلام تلك المعتوهة الصغيرة ؟!!! ..... )
رفع سيف وجهه وهو ينظر الى كوثر نظرة جعلتها تبتلع المتبقي من كلامها , و تغص بها ... فسلكت طريقا آخر و هي تتابع بتوتر مشحون
( زوجة خالها دائما تفعل ذلك ... و اقد احترنا بها أمام أبواب المشايخ ...... )
صمتت و أطرقت بوجهها غير قادرة على مواجهة عيني سيف أكثر .... بينما نقل عينيه الى راوية التى كانت في حال من الرعب يرثى له و هي تعض أظافرها .... ثم نظر الى " علي " الواقف في آخر المكان يبادله النظر بصمت .... فاقترب منه سيف ببطىء الى أن وصل اليه ....
فوقف ينظر اليه عدة لحظات قبل أن يقول بخفوت شديد كفحيح الأفعى من بين أسنانه
( كم رجلا علي أن أقتل ؟!!!! ......... )
لم يتظاهر " علي " بعدم الفهم وهو يرفع ذقنه مواجها سيف ليقول بهدوء
( لو قتلت كل يوم رجلا فلن ترتاح ............ )
عض سيف على شفتيه وهو ينظر اليه طويلا قبل أن يقول بخفوت شديد الغضب
( لولا العشرة لكنت ضربتك بلكمة أوقعت صف أسنانك .... انسيت حين كنت مجرد صبي صغير أتيت للعمل عندي ؟!!! .... و الآن تدعي حب زوجتي بكل جرأة ؟!!! ..... )
شهقت راوية عاليا و هي تضرب صدرها ... بينما رمقتها كوثر بطرف عينيها قائلة من بين أسنانها
( منكِ لله يا غبية ..... قلبي غير راضِ عنكِ )
تقدمت راوية الى سيف لتقول بهلع
( لا تصدق ما نطقت به يا سيد سيف ..... الخطأ كله خطأي , أنا كنت أغيظه لأنني أغار عليه ...... )
انتفض رأس " علي " وهو ينظر اليها غاضبا ثم هتف
( هلا توقفتِ عن حماقتك و تهورك اللامحدودين !!! ..... حين يتكلم الرجال تبتعد النساء الغبيات ... )
نظرت اليع بعينين خضراوين تشتعلان شررا غاضبا ... ثم هتفت بجنون
( الخطأ خطئي بالفعل أنني أدافع عن أحمق مثلك ....... من المفترض أن يضعون امثالك في قفص لمشاهدة أفعاله و رمي بعض الحبوب له ..... )
جذبتها كوثر من ياقة قميصها و هي تهتف بحنق
( اخرسي يا فتاة أو أقحم جوربا في فمك ........ فضحتي الجميع و استرحتِ !!!!! )
بينما رفع " علي " حاجبيه لها وهو يقول بلهجة موجزة
( أهذا أنا فعلا ؟!!!! ..... ظننتك تتكلمين عن نفسك و أعدك حينها أنني سأكون أول من يطعمك جزرة بيدي )
كان سيف في تلك اللحظة يقف مطرق الرأس .... يديه على وركيه و هو يتنفس بضغط .. يعض على أسنانه وهو يهمس من بين أنفاسه الللاهبة
" اللهم طولك يا روووووووووووووح "
كان هذا آخر وقت في العالم ... الذي يمكن أن يكون مؤهلا به كي يقف بين اثنين في التاسعة عشر من عمرهما على الأكثر يتبادلان التحدي و الإستفزاز.... فصرخ فجأة بصوتٍ هادر
( كفى !!!!! ........ )
صمت الجميع دفعة واحدة و قد حل سكون غريب على المكان بينما نظر الجميع اليه وهو يحاول طرقعة عضلات عنقه المتشنجة .....
كان يتنفس بعمق محاولا تهدئة جنونه الداخلي ... قبل أن يقول بصوت خافت مخيف دون أن يرفع وجهه
( دون أي كلمة من أي منكم ........ سؤال واحد .... أين وعد ؟؟ ..... )
ظل ثلاثتهم ينظرون اليه صامتين ... فرفع رأسه اليهم قبل أن يصرخ بقوة
( أين وعد ؟!!!!!!!!! ............. )
تلجلجت كوثر قليلا .. ثم قالت بخفوت
( لقد خرجت منذ فترة .... وقالت أنها .... بحاجة لأن تكون بمفردها قليلا .... )
نظر اليها سيف طويلا محاولا أن يستشف الحقيقة .... ثم قال باحباط و كبت يكاد أن يضغط على صدره
( ألم تقل متى ستعود ؟!! ......... )
تنحنحت كوثر مجددا و هي تقول بتردد
( كل قالته هو الا ننتظرها مجددا اليوم .......... )
شحب وجه سيف وهو يزفر بقوة .... ثم أطرق رأسه عدة لحظات , قبل ان يقول بخفوت
( أنا سأذهب للبحث عنها ....... )
رفع وجهه الى " علي " ليقول بهدوء خادع
( أنت .......... لنا حديث آخر ...... )
ثم التف الى راوية التي كانت تقف مكانها بوجهٍ ممتقع .... ثم قال بنبرةٍ قوية صارمة
( و أنتِ ......... )
انتفضت راوية مكانها مذعورة و هي تهتف
( حاضر ..... أقصد نعم ..... تحت أمرك ..... )
اقترب منها خطوة و في عينيه يلمع بريق المجرمين و قطاع الطرق ... ثم قال بلهجة خطيرة مهددة
( هلا توقفتِ عن التطرق الى كل من هو معجب بزوجتي ......... فهذا لا يعجبني .... و ما لا يعجبني يجعلني شرييييييييييرااااااا .... )
خرجت كلمة شريرا منه همس كالفحيح ... بينما عيناه تبدوان كعيني القراصنة ... فارتجفت بذعر و هي تهز رأسها نفيا بسرعة ... ثم ايماءا و موافقة ... ثم نفيا مجددا ...
بينما قال " علي " بغضب
( لا تخيفها لهذه الدرجة ...... اننا نتحملها لأنها مسكينة العقل , لكننا لا نهددها ..... )
نظر اليه سيف بطرف عينيه قبل أن يقول
( انها لك ...... عاقبها بالطريقة التي تفضلها , لكن ابتعدا عن زوجتي و الا عاقبتكما انا كما يعاقب الأطفال قديما حين كانوا يحسون بركبتهم على الحصوات المسننة ... ثم أحلق شعريكما و أدهن رأسيكما بطلاءٍ أسود )
شهقت راوية و هي ترتجف مكانها .... و هي تعرف بأنه رجل ذو سلطة كبيرة و لو فعل بهما أي شيء فربما لن يناله أي عقاب ....
الا أن "علي " قال مستنكرا
( إنه يخيفك فقط ................ )
الا أن سيف قال بصوت رجال العصابات
( لقد أنذرتكما ..... و قد أعذر من أنذر ......... )
ثم ابتعد مندفعا .... و في قلبه و كيانه أمرا جاء من عقله مباشرة
" اعثر على وعد ..........بأي ثمن ... . "
بينما وقفت كوثر رافعة اصبعيها و هي تحتسب عند الله قائلة
( كشفت رأسي و دعوت عليكما ....... أضعتما المسكينة و خربتما بيتها .... )
عقدت راوية حاجبيها و هي تقول بقنوط
( ليس الى هذه الدرجة ..... لقد كان مخروبا من الأساس )
حينها هتف " علي " بجنون و هو يجري اليها
( لن يحميكِ أحد مني الآن ....... )
انطلقت تجري بين الماكينات بذعر و هو يجري ورائها .... بينما تصرخ عاليا
( الحقييييني يا كوثر ......... )
الا ان كوثر وضعت يدا فوق أخرى و هي تهمس باحباط
( ترى ماذا سيفعل بكِ يا وعد حين يجدك ؟!! ...... )
ثم صرخت عاليا
( ابتعد عن عينيها يا " علي " ........ نحتاجها لأن لدينا عمل متكدس ..... اضربها على رأسها بمسطرة القياس , لكن برفق .... )
.................................................. .................................................. ...................
فتحت ملك الباب لتجد سيف واقفا امامها ... يبدو شاحب الوجه ... بينما عيناه على النقيض , تبرقان بوهجٍ غريب ...
قالت بقلق و ابتسامة جميلة
( مرحبا يا سيف ...... تعال , تفضل ,,,, )
الا أنه بقى عند الباب وهو يقول بخفوت
( كيف حالك يا صغيرة ......... )
ابتسمت برقة أكثر و هي تقول
( بألف خير ......... لكنك لست تبدو كذلك , ماذا حدث ؟؟ .... )
قال سيف باختصار
( أتعرفين مكان وعد ؟؟ .......... )
رمشت ملك بعينيها ارتباكا و هي تمسك بحافة الباب ,.... قبل أن تقول بخفوت
( لا يا سيف .... صدقني لا أعرف مكانها , هل تريدها بشيء هام ؟؟ ..... )
اقترب منها سيف خطوة وهو يقول برجاء
( ملك ارجوكِ أنا أريدها بشيء هام جدا ..... لو تعرفين مكانها أخبريني رجاءا )
اشفقت عليه أن يترجاها مرتين ...... لكم هو ضعيفا ذلك الكائن المهيب أمام حبيبته كطفلٍ مدله !! .....
فقالت بخفوت و تردد
( صدقني لا أعرف .... لكن ...... لكن ......... )
أطرقت بوجهها فاشتعل وجهه قلقا وهو يقول بقوة
( لكن ماذا يا ملك ؟!! ...... ماذا بها ؟؟ ...... )
كانت تعرف بأنه سيغضب بشدة و يثور جنونه ... لكنها لم تجد سوى أن تقول بخفوت
( كانت حالتها غريبة الشكل ...... و أخبرتني الا أنتظرها , فهي تود قضاء الليلة بمفردها ..... )
اتسعت عيناه بذهول و بريق غضب ينتشر ببطىء ... ثم قال غير مصدقا
( هل ستبيت خارجا ؟!! ..... هل جنت أختك تماما ؟!! أم ظنت أن لا كبير لها كي يكسر عنقها حين يتطلب الأمر ...... )
زمت ملك شفتيها و قالت محاولة تهدئته
( اهدأ يا سيف ...... الا تعرف كم عمر وعد الآن ؟!! .... إنها ليست مراهقة تحتاج لمراقبة ... انها امرأة ناضجة و مطلقة و تحتاج لبعض الخصوصية لنفسها .... لقد حاولت أن أعرف أين ستبيت بكل الطرق و الوسائل ... الا أنها رفضت بهدوء و أخبرتني أنها تريد تغيير جو فقط .... )
رفع سيف رأسه عاليا وهو يكاد أن يجن ..... ثم قال غاضبا
( و هل من المفترض أن أقتنع الآن ؟!!! .... لمجرد أنها ناضجة و مطلقة ؟!!!! .... لقد جنت تماما ..... )
استدار جانبا و هو يزفر بعنف ... بينما قالت ملك بخفوت
( هل لك علاقة بالأمر ؟!! .... لقد أخبرتني انها تصرفت تصرفا متهورا و تخشى نتائجه ... و لا تقدر على الإنتظار ترقبا ...... هل يمكنك ترجمة هذا ؟؟ .... )
رفع سيف وجهه الشاحب الى ملك , ينظر اليها طويلا .... ثم ظهر طيف ابتسامة على شفتيه القاسيتين رغم عنه و عيناه تشردان للحظة ... فقالت ملك مبتسمة
( آها ..... من المؤكد بأنك قد فهمت المعنى و انك السبب في هروبها كأرنب مذعور ..... اذن ستتمكن من ايجادها , لا تقلق .... فقط قم بتشغيل جهاز التتبع القابع بداخل قلبك .... )
مط سيف شفتيه وهو يقول بغيظ
( و هل يصلح جهاز التتبع لأختك ؟!! ....... إنها تحتاج لمصفاة تعمل على غربلتها و تنقيتها من كل العقد و الشوائب بها ...... )
ضحكت ملك و هي تؤرجح الباب قائلة
( و أنت كذلك ......... )
ضحك برفق دون صوت ... ثم قال بصوت يتوهج قليلا
( إنها مصفاتي ........... )
توقفت ملك مكانها و نظرت اليه غير مصدقة .... هل سيعودان لبعضهما أخيرا ؟!!! .... الا أنها قالت ببهجة حقيقية
( هذا ألطف ما سمعته من زوجا كوصف لزوجته !! ....... )
مط سيف شفتيه وهو يزفر قائلا
( و ليتنا نعجب !!! ..... خسارة أنا بها ..... اسمعي , سأذهب للبحث عنها قبل أن يحل الظلام ... )
تحرك خطوة , الا انه عاد اليها عاقدا حاجبيه و على زاوية شفتيه شبه ابتسامة قائلا
( و أنت ؟!! ..... تبدين شاحبة الوجه .... براقة العينين ..... ماسبب هذا الخليط المتناقض ؟!! ... )
احمر وجهها و أطرقت به .. فزال الشحوب , و بقى البريق ....
لكنها قالت مبتسمة بخجل
( و أنت كذلك ...... فلوعرفت السبب لنفسك ... أخبرني به ..... )
عقد حاجبيه أكثر , بينما بان الحنان على وجهه وهو يقول
( حسنا سأبدا في الشعور بالغيرة حقا ....... لقد اختطف احدهم أختى الصغيرة لتوه , و ها هو الآخر يوشك على خطف الأميرة ذات الضفيرة ؟!! ..... )
أبعدت وجهها المشتعل خلف الباب و هي تهتف بقوة
( سيييف !!! ....... توقف .... )
حاولت تهدئة قلبها قليلا ... ثم أخرجت رأسها أخيرا كعروس العلبة و هي تقول بحزم
( اذهب و ابحث عن وعد و افرغ بها شغفك الأبوي .......... )
عقد حاجبيه ليقول
( أصبحتِ وقحة كأختك ......... )
مطت شفتيها و هي تقول
( أنت من تسيء نية فهم الكلام !! ........ سأخبر رائف ... )
اتسعت عيناه و وضع يديه بخصره وهو يقول مذهولا
( تخبرين رائف !! ..... هل أصبح لأمر بمثل هذه الصراحة ؟!!! ..... لا أعرف من سأراقب منذ اليوم بالله عليكن !! .....أنتِ أم المجنونة أختك ... أم ورد التي أتحفتني بمصيبتها مؤخرا .... لكن ما أعرفه هو شيء واحد .... )
رفع عينيه اليها و ابتسم ابتسامة غريبة نابعة من عمق صدره ليقول بخفوت حار مبتسم
( أنني لن أنجب فتاة أبدا ........... )
اتسعت ابتسامتها و هي تقول بخبث
( عليك أن تجد أمها أولا ...... ثم اعترض بعد ذلك ....... )
قال سيف مبتسما
( ألم أقل لكِ أنكِ أصبحتِ وقحة !!! ...... )
ابتسمت ملك بخجلٍ اكبر .... بينما نظر اليها نظرة اخيرة وهو يقول مستسلما
( سأذهب للبحث عنها ....... )
قالت ملك بسرعة من خلف كتفه
( اجعلها تفتح هاتفها لأطمئن ما أن تجدها يا سيف .... )
لوح سيف بكفه دون أن يرد ... أو حتى أن يستدير ,
فهو بصراحة لن يتمكن من قطع وعدٍ ... يشك في أن يتذكره من الأساس ..
.................................................. .................................................. .....................
ما أن جلس بسيارته حتى تنهد بقوةٍ وهو يقبض على المقود مطرقا برأسه .. بينما النبض بقبله لا يهدأ و لا يمل القفز بجنون ...
رفع رأسه اخيرا وهو يهمس للطريق أمامه
( اذن تظنين نفسك ذكية و بإمكانك الهرب من المواجهة ؟!!! .....مخطئة انتِ اذن ..... ها أنا آتٍ اليكِ )
و انطلق بالسيارة مسرعا وعيناه تفيضان عزما .... الى أن وصل بيتها القديم .... و كان الوقت قد قارب مغيب الشمس ... فنزل مسرعا في الحي الضيق بعد أن سده بسيارته الضخمة ...
و صعد السلم جريا كل درجتين معا .... قبل أن يصل الى الباب المعتم , فأخرج مفتاحه المعلق بين مفاتيحه
و فتح الباب ... الا أن رائحة الغبار و الوحدة أثقلت قلبه مع أول نفس .... فانتشرت خيبة بصدره مع أول خطوة متباطئة دخلها وهو ينظر الى الجو المعتم من حوله ....
وقف مكانه يلهث قليلا وهو ينظر الى الضباب من حوله .... و المكان يبدو مهجورا كئيبا بدونها ...
سقطت كتفاه و كأن العزم قد تركهما سريعا ... فنادى بصوتٍ خافت مهزوم
( وعد ......... وعد ........... )
و لم يجبه سوى صدى صوته ليجيبه و كأنه قد أشفق عليه من وحدته في بيتها و هي غائبة ....
أجبر قدميه على التحرك ببطىء وهو يقول مجددا
( وعد ....... )
الا أن الصدر كان رفيقه مجددا ... الى أن دخل غرفتها وهو يزيح الباب المتهالك بيده ....
الغرفة معتمة قليلا ... مجرد شعاع وحيد من أشعة الغروب الحمراء يتسلل من بين خشب النافذة المغلقة ....
ابتلع غصة بحلقه وهو ينظر الى تلك الغرفة التي سكنها مرارا ... يستنشق عطرها بين وساداتها ...
الى أن شاهد نفسه مكسورا الى عشرات القطع في مرآتها المهشمة ...
كان هو من حطهما بنفسه ... بقبضته التي نزفت على زجاجها ....
فوقف يراقب عينيه المكسورتين بشرخٍ طولي ....
بداخله خيبة قوية ... ممتزجة بذلك النبض المجنون أسفل عنقه وهو يعيد عبارتها مجددا و للمرة العاشرة ... أو ربما المئة ...
" انا احبك ... بل أعشق التراب الذي تسير عليه ..... هلا أعدتني اليك "
أغمض عينيه وهو يتنفس بعمقٍ ليهدىء ارتعاش قلبه ....
انها تعرف جيدا متى تضرب ضربتها و متى تهرب !! ......
فتح عينيه وهو يخرج هاتفه ليتصل بها مجددا رغم يأسه من الرد ... و بالفعل كان الهاتف لا يزال مغلقا ...
فشتم بخفوت قبل أن يتصل بأمه و التي ما أن ردت حتى قال بقوة
( أمي ..... هل وعد عندنا في البيت ؟!!! ...... لم تأتي أبدا ؟!! .... الا فكرة لديك عن مكانها الآن , لربما تكون قد اخبرتكِ .....لا .... لا تقلقي .... إنها فقط تقوم بإحدى مناوراتها ..... لا عليكِ , سأعثر عليها و لو تذكرت سأطمئنك ....... أراك لاحقا ... )
أغلق هاتفه وهو يزفر بعنف مغمضا عينيه .... بداخله الرغبة في قتل أحدهم ... و ربما كانت وعد لكن بعد أن يواجهها أولا ....
فتح عينيه و رفع هاتفه مجددا وهو يقول بخفوت
( تلك الكرمة الوعدية ... عرفت بأنني سأحتاج رقم هاتفها يوما ..... )
اتصل بها و انتظر طويلا قبل أن يصله صوتها الرقيق ... فقال دون مقدمات
( آآآ .... مرحبا كرمة , أنا سيف ...... آه نعم أهلا بكِ ...... هلا مررتِ الهاتف لوعد من فضلك دون الحاح طويل ؟؟؟ ....... )
رفع رأسه لأعلى و هو يغمض عينيه غضبا حين سمعها تقول
( وعد !! ....... لكن وعد ليست معي !! .... هل أخبرتك أنها آتية لزيارتي ؟!! ..... )
زفر سيف بقوة وهو يقول بهدوء أعصاب يحسد عليه بينما بداخله الرغبة في الصراخ و ضرب الهاتف بالحائط
( من فضلك يا كرمة ... انا أريد فقط ان أكلمها , لا تداعي لتخفيها ... فأنا أعرف أنها لديك .... لا مكان آخر قد تذهب اليه ... خاصة و أنها تنوي المبيت خارج بيتها ... )
شاب القلق صوت كرمة و هي تقول
( المبيت خارجا ؟!! ..... أين ستبيت و هي ليست عندي ؟!! ..... )
هتف سيف بقوة
( كرمة رجاءا ..... الموضوع مهم ..... )
قالت كرمة بتوتر
( أقسم بالله ليست هنا ..... تعال و ابحث عنها لو أردت , لكنك أقلقتني عليها ..... هل حدث بينكما شيء آخر ؟!!! ..... ألم تخطب فتاة أخرى و انتهينا من تلك القصة الطويلة !! ..... لما لا تدعها بحالها ؟!! .... )
رفع سيف عينيه للسقف وهو يهمس لنفسه من بين أسنانه
" هذا رائع ..... هذا فعلا رائع و في هذه اللحظة الضيقة على الأخص !! .... كم امرأة كلمت حتى الآن و لم أحصل منها سوى الثرثرة العاطفية التي لا فائدة منها "
لكنه و من شدة غيظه .... أمعن في الثرثرة العاطفية وهو يقول هادرا
( حسنا .... ظننت أننا انتهينا , لكن صديقتك الغالية كان لها رأي آخر .........)
قالت كرمة بحيرة
( كيف ؟!! ...... ماذا فعلت وعد ؟!! ..... )
عقد سيف حاجبيه وهو يشعر بأنه قد باح بالكثير .... فتلك الرسالة بينهما ستظل سرا آخر من أسرارهما لن يراها غيرهما حتى آخر العمر ....
أبسط حقوقه الآن , هو أن تهمس صاحبه السر به لأذنه فقط .....
لذا أخذ نفسا عميقا وهو يقول بهدوء خادع
( لم تفعل شيئا ..... لكن أنا فعلا أحتاجها , الا فكرة لديكِ عن المكان الذي قد تتواجد به ؟؟ ..... انها ثاني مرة أبحث عنها كالمجنون بعد هروبها المرة السابقة ..... )
قالت كرمة بخفوت
( لا أظنها ستهرب هذه المرة ..... فلا سبب يدعوها لترك حياتها التي بنتها هنا ..... أنظر الى أين جررتني في الحديث و هي لم تكد تغيب سوى بضعة ساعات فقط لا غير !!!! ...... )
قال سيف بأسى و قسوة
( فيما يخص صديقتك لم أعد أثق بشيء ...... )
قالت كرمة بهدوء
( ابدأ بالثقة يا سيف ......... و ستجدها ان شاء الله , لا تعاملها دائما كحيوان مطارد .... )
أغمض سيف عينيه وهو يحك جبهته بيده ..... ثم قال بخفوت يكاد أن يكون همسا
( أنا خائف عليها ........ لقد فعلت شيء ..... و تشعر بأنها تهورت ..... و أنا لا أعلم عما تفتق به ذهنها حاليا , أو المكان الذي اختارت الهرب اليه ..... )
ابتسمت كرمة على الجانب الآخر دون أن يرى سيف ابتسامتها ... ثم قالت بهدوء
( مجددا ..... لا تعاملها كحيوان مطارد , دعها تتعامل مع تهورها ببعض الخصوصية ..... و لا تخف , لقد عاشت معتمدة على نفسها لسنواتٍ طويلة ...... فلا معنى للخوف عليها الآن ... )
رفع سيف رأسه وهو يقول ببطىء و خفوت واثق .. حزين
( سأظل أخاف عليها الى أن يشيب شعرها ..... لا يهمني تلك السنوات التي قضتها بمفردها دون الحاجة لي .... يكفي أن أعرف بأنها محتاجة لي الآن , و بدوني هي ضعيفة ..... أنا أعلم أنها ضعيفة بدوني .... و هذا هو ما يخيفني .... )
قالت كرمة بخفوت مبتسمة ابتسامة أكبر
( حسنا هي بدونك ضعيفة ........ لما لا تمنحها ليلة اضافية من الضعف ؟؟ ..... و غدا ستعود بعد أن تكون قد رتبت أوراقها ...... )
قال سيف بقوة
( و هل سأتمكن من انتظار ليلة كاملة و رأسي على الوسادة و أنا لا أعلم أين تبيت ليلتها ؟!! ...... لن يحدث , سأذهب للبحث عنها و سأعود بها ..... )
كانت ابتسامتها الآن قد اظهرت أسنانها كاملة ... و هي تقول
( حسنا ...... حظا موفقا , لكن لا تقسو عليها كثيرا حين تجدها ..... )
و قبل أن تغلق الهاتف نادت سريعا
( سيف !!!! كدت ان أنسى .......... يؤسفني خبر فسخك لخطبتك ..... )
عقد سيف حاجبيه وهو يقول
( كيف عرفتِ ؟!! ..... لم أخبر أحدا بعد !!! ..... )
الا انها ضحكت و هي تقول ببساطة
( أنت تضيع الدقائق ...... ابدأ السباق للبحث عنها ..... )
نظر سيف من نافذة غرفة وعد و هاله أن يكون شعاع المغيب قد اختفى و حل الظلام دون أن يجدها ....
فقال سريعا
( يجب أن أغلق الخط الآن يا كرمة ....... نعم , سأطمنك عليها ...... لو تذكرت ..... )
أغلق الخط سريعا و هو يندفع خارجا من بيتها ليصفق بابه خلفه بعنفٍ جعل الغبار يثور ... و الزجاج يهتز ....
.................................................. .................................................. .................
كان يطوف المدينة بسيارته ليلا كالمجنون .....
طاف بكل الفنادق التي يعرفها و هي محدودة العدد في المدينة .... و لم يعثر عليها .....
و من هنا بدأ جنونه في التزايد .... و سرعة السيارة تتناسب مع جنونه الداخلي فتزيد تلقائيا , حتى كانت تبرق كالسهم في طريق البحر ذهابا و ايابا .... دون أن يجدها .....
داس المكابح فجأة وهو يتجاوز سيارة أخرى مسرعة .... فدارت سيارته دورة كاملة قبل يستقر أخيرا وهو يلهث بقوة .... بعد أن كاد أن يفقد حياته ...
لكن رعبه لم يكن على نفسه ... ساعات الليل تمضي سريعا وهو لم يعثر عليها حتى الآن !!! بأي مكان يمكنها الوصول اليه ....
ضاقت عيناه بزوايا متجعدة .. متألمة ... و هو يرى أمامه صور وهمية يرسمها خياله لها و هي تصرخ ألما ... أو أن تكون ضحية حادث .... او ربما انهار قلبها العليل أخيرا .....
أغمض عينيه على صوتها يهمس مناديا باسمه
" سيف ....... سيف ....... أين انت ؟!! .... "
انتفض صدره وهو يشهق بمقعده .... بمرآى تلك الصور المخيفة ... فرفع يده الى تلك المضخة المختبئة خلف صدره القوي و التي تضخ الدم بعنف و جنون ...
و رعبه يتزايد .... ماذا لو فقدها الآن بعد أن رآى رسالتها ؟!!! .... ماذا لو كانت قد تعرضت الى مكروه ...
همس بخوف حقيقي
" وعد .......... ليتني اموت قبل أن يصيبك مكروه "
أغمض عينيه بشدة و كأن ابنته قد ضاعت منه وهو يدور بحثا عنها ... ابتلع غصة مسننة بحلقه , قبل أن يفتح عينيه باصرار محاربا الضعف الذي ينتابه مهاجما ...
ثم تناول هاتفه ينظر اليه طويلا ..... يعيد قراءة رسالتها الرقيقة
" هلا أعدتني اليك ......... هلا أعدتني اليك...... هلا أعدتني اليك ........ "
عقد حاجبيه بألم و كأنه يسمع ندائها الي مجددا بصوتها المبحوح المرتجف ...
فرفع ذقنه وهو يضغط على نفسه بقوة ... و بكفاح الأبطال , ضغط رقما حفظه ليلة أمس بالأخص و انتظر .... بينما ملامحه الصلبة بدت كالحجر البائس .... الى أن سمع الصوت الرجولي الأكثر بغضا على قلبه يقول بسخرية واضحة
( آآآآه .... مرحبا صهر ..... لم أكن أظن أنك ستشتاقني هكذا بسرعة ..... بصراحة تأثرت ... أم أن الوالدة هي من أرغمتك على القيام بالواجب ؟!!! ......)
أغمض عينيه و أجبر نفسه على العد الى عشرة .... لكنه لم يستطع الوصول سوى الى خمسة فقط , قبل أن يفتح عينيه متحاملا على نفسه كي لا يشتمه بأقذع الالفاظ .... فقال بهدوء متشنج .. متقزز
( لقد اتصلت لسبب واحد فقط ....... )
رد عليه يوسف مقاطعا ببساطة
( تحديد المهر و قائمة الأثاث ؟!!! ....... ........ )
همس سيف من بين أسنانه لنفسه
( استغفر الله العظيم ............ )
قال يوسف يرد عليه مندهشا
( انت فعلا تحاول التغيير من نفسك و كبح لسانك !!! ...... الوالدة لها تأثير رائع حين تدخل الأمر بسلطتها ... )
صرخ سيف فجأة و هو يضرب المقود بقبضته
( هلا سمعتني للحظة و توقفت عن سماجتك ............. )
قال يوسف بخفوت
( آآآه ..... ها قد عدنا .للهمجية في الحوار ........ نعم ..... خير؟؟؟ ....... ماذا تريد ؟؟ .... )
زفر سيف بعنف وهو يحاول تهدئة نفسه .... ثم قال اخيرا متجرعا مجهودا جبارا من الصبر
( هل ........ هل لديك فكرة عن مكان وعد ؟؟ ...... )
نظر يوسف الى ساعة معصمه .... ثم قال بهدوء
( تكون بالمعرض في مثل هذا الوقت ......... هل اتصلت بي لأجل ذلك فقط ؟؟ ..... هل أنت طبيعي أم أنك أكلت شيئا فاسدا ؟؟...... )
هدر سيف بقوة
( وعد ليست بالمعرض .....و ستبيت ليلتها خارج بيتها و أنا أريد معرفة مكانها ..... )
عبس يوسف وهو يستمع اليه .... ثم قال بازدراء
( لا تخبرني أن الأفكار القذرة قد راودت تفكيرك العقيم حيال مكان تواجدها ؟!! ....... طبعا امرأة مطلقة و تبيت ليلتها خارجا , هذا من المؤكد معناه أنها تعبث في الخطيئة من وجهة نظرك !!!!!! .... )
تعبث في الخطيئة !!!!! ...... أي مصطلحٍ هذا !!!! ...... إنه بالكاد ينطق شيئا مفهوما ...
لكن مجرد كلمة الخطيئة كانت كفيلة بأن تفقد سيف الجزء الأخير المتبقي من سيطرته على أعصابه وهو يصرخ عاليا بجنون
( اسمع أنت ايها الحقير ..... اياك و أن تتجاوز حدودك و أنت تتكلم عن زوجتي ... أنا لي القدرة حاليا على قتل احدهم و ستكون أنت على رأس قائمة من أريد التخلص منهم في حياتي ..... )
كان يوسف قد ابعد هاتفه عن اذنه وهو يحكها باصبعه بهدوء بعد أن شعر بطبلتها قد خُرقت من الصوت العالي .... و ما أن انتهى صراخ سيف حتى أعاد الهاتف الى أذنه وهو يقول بهدوء
( هل انتهيت ؟!! ......... )
الا أن سيف عاد ليصرخ وهو يضرب شيئا ما ... بدا كمقود سيارة فنفيره بدأ في التصاعد مع ضرباته ولو رآه أحد الآن لتأكد من انه مجنون معتوه يجول طليقا بطرقات المدينة ...
كان يهذي الآن من شدة الغضب صراخا و تهديدا ... و انتظر يوسف ببساطة مبعدا الهاتف عن أذنه ... رافعا حاجبيه وهو يسمع قصائد غزلية في فن الشتائم لم يسمعها من قبل ... و ما ان انتهى سيف اخيرا و اخذ يلهث قليلا ... قال يوسف بهدوء وهو يعيد الهاتف الى اذنه
( سنك لن يتحملك طويلا بهذه الطريقة ..... و سيفقد العالم شخصا رائعا ..... لما لا تهدىء من نفسك و تخبرني عن المشكلة ..... باختصار .... )
زفر سيف عدة مرات وهو ينظر الى الطريق المظلم أمامه ...قبل ان يقول يوسف بهدوء
( لماذا تشعر بالخطر ؟؟ ...... هل حدث بينكما ما قد يسوئها ؟؟ ......الا ترى انك قد آذيتها بما يكفي ؟!! .... )
شردت عينا سيف أكثر في الظلام المنتشر من حوله بينما تابع يوسف يقول
( الفترة الأخيرة و منذ خطبتك و هي تذوي و تذبل ..... أخبرتني انها تتألم و بشدة .... فلماذا تعاود الدوران بفلك حياتها ... لا تسمح لها بالرحيل أو الراحة ؟!! .... )
شعر سيف بغصة تشطر حلقه نصفين وهو يضيق عينيه الما .... بينما التوت غضلة بفكه بصعوبة ....
فقال أخيرا بخفوت بائس
( أتعرف أين هي ؟؟ .......... رجاءا ...... )
ارتفع حاجبي يوسف وهو غير مصدقا لنبرة سيف اليائسة المترجية التي يسمعها .... فانتظر عدة لحظات قبل أن يقول بهدوء
( لا أعلم ........ و هي لم تكن لتخبرني , ........ )
أغمض سيف عينيه وهو يرجع رأسه للوراء بتعب ...... لكن يوسف قال بخفوت بعد فترة
( من الواضح أن شيئ قد حدث بينكما ....... و بما أنها مسكينة لا تزال مدلهة بحبك كما أخبرتني من قبل ... فهي من المؤكد ستكون باحد الأماكن التي تواجتما بها سويا .... كنوع من البكاء على الذات أو على الأطلال .. فتلك صفة يشترك بها الجميع في هذا الجزء من العالم ...... و منذ أن أتيت و أن أسأل نفسي عن جدوى تلك الخطوة ... و لم أجد تفسيرا مقنعا حتى الآن ...... )
فتح سيف عينيه وهو ينظر الى طريق الأسود أمامه .... و بدا طويلا جدا , الا ان شيء ما ومض بتفكيره
و كأنه ضوء بآخر هذا الممر المظلم ....فقال فجأة بقوة وهو يعتدل جالسا
( يجب أن أذهب الآن ........ )
قال يوسف بهدوء
( حسنا طمئني عليها ما أن تجدها ....... )
قال سيف بروتينية
( لو تذكرت ........ )
الا أنه هتف فجأة منفعلا
( لا ..... لن أطمئنك على زوجتي , و ما دخلك أنت ؟!!! ..... سلام , ....... لا بل بدون سلام حتى .... )
أغلق سيف الهاتف بقوة ... و انطلق بالسيارة محدثا صريرا عاليا مجنونا ..... بينما ظل يوسف ينظر الى الهاتف المغلق عدة لحظات ... ثم قال
( تلك الحالة يجب أن تدرس في كتب الطب ...... حالة من العته الممتزجة بعنف سلوكي و عدم قدرة على التركيز ....... )
ترك الهاتف ليرجع رأسه للخلف مستندا بها الى ذراعه وهو يفكر بوعد .... تلك المخلوقة الجميلة التي رغب في الزواج منها بكل قوة و رغم كل تعقيدات حياتها .....
لا يستطيع الآن أن يدعي الألم .... فقد هيأ نفسه لذلك طويلا مع كل مرة اعترفت بها بحب زوجها ....
و كم شعر بأنه يفتقد لوجود امرأة بحياته منذ سنواتٍ طويلة .... امرأة مثلها .... تتحمل كل هذا الألم دون أن تفقد ذرة من حبها لحبيبها ...... قوية كجزع شجرة ..... ضعيفة كزهرة .... مرهقة العينين دون أن تفقد بريقهما .......
أغمض عينيه مبتسما وهو يتذكر بأنه رجل خاطب الآن .... و لا يصح أن يفكر بامرأة اخرى غير خطيبته ...
تحولت ابتسامته فجأة الى ضحكة خافتة وهو يشعر بالرغبة في اغاظتها مجددا .... فاشعال غضبها يسليه بطريقة مذهلة ..... و ربنا نظم لها زيارة جديدة .....
.................................................. .................................................. .....................
الا تنتهي الأميال أبدا !!! ......
الطريق يطول و يطول ..... و يزداد ظلاما ..... مجرد أضواءا خاطفة لبعض السيارات المسرعة ....
و كأنها تنبهه أنه ليس وحده على هذا الطريق .... فتزيده عزما و سرعة ...
كانت عيناه تتقفيان الطريق ... و تفكيره الغريب يبحث عن آثار أي حوادث خلال اليوم ... و كأن الخوف قد أصبح شعورا طبيعيا يلازمه طالما أن اسمها يرافق حياته ....
شعر في نهاية الطريق بأن روحه لم تعد تحتل مثل هذا الألم .... فليجدها بخير .... أما لو لم يجدها فلا يعرف حينها كيف ستكون ردة فعله .....
وصل أخيرا أمام باب بيته الصغير بالساحل .... فأوقف السيارة كيفما كان و نزل مسرعا .. الا أنه ضم سترته ما أن شعر بالهواء باردا .. عاصفا من حوله ....
فأخرج مفتاحه بصعوبةٍ و فتح الباب بأصابع مرتجفة ....
و قبل أن يدخل أخذ نفسا عميقا وهو يغمض عينيه داعيا الله أن تكون هنا ..... و الا يعود الطريق الطويل مجددا بدونها ... فحينها لن يضمن سلامة وصوله ...
فتح عينيه و دخل الى البيت ببطىء .... و للوهلة الأولى شعر بشيء ما يدغدغ قلبه بإدراكٍ ساحر ...
فتقدم و جسده الضخم يرتعش رغم عنه .... و عيناه تجريان لمدةٍ لم تتعدى الجزء من الثانية خلال الضوء الشاحب المضاء جانبيا ..... بينما ملأ عطرها المكان ....
و في اللحظة الثانية رآها !!! ........
كانت هناك .... مكومة على الكرسي المتأرجح ... و ساقيها تحتها ... بينما رأسها مائلا للجانب و هي غارقة في سباتٍ عميق ... و شعرها الحريري الأسود يغطي جانب وجهها و ينسدل على كتفها ...
ليتولى الباقي غطاء ملون سميك وضعته فوقها من شدة البرد و تجمعت تحته ككرة صغيرة مسكينة .. و أصابعها الرقيقة تظهر متشبثة بحافته عند ذقنها !! ....
وقف سيف يتأملها طويلا ... فاغر الفم قليلا ... صدره يلهث بعنف و كأنه قد وصل لآخر السبق ....
اقترب منها خطوة مترددة ... و كأنه يخشى على تلك الصورة الخلابة من أن تتبخر من أمام عينيه المسحورتين ...
لكنه أجبر قدميه على التحرك باتجاهها و عيناه لا تتحركان عنها ... الى أن وصل اليها ...
كان الكرسي يتحرك بها و هي نائمة .... فانحنى اليها ببطىء حتى أمسك ذراعيه و أوقفه عن الحركة ....
أوقفه مائلا للأمام قليلا ... حتى اقترب وجهها الباهت من وجهه ... و حينها هاله أن يعرف بأن سبب تأرجح الكرسي هو ارتجافها بردا !! ...
فقد كان شفتيها زرقاوان لغاية .. تماما كزرقة أظافرها الظاهرة من تحت حافة الغطاء ...
و كانت شفتيها المرتجفتين فاغرتين قليلا يخرج منهما نفسا باردا يداعب بشرته الساخنة و كأنه محموم ...
فابتلع ريقه بصعوبه وهو يترك أحدى ذراعي الكرسي كي يمس بها جانب وجهها ببطىئ شديد .. مبعدا الشعر الناعم عنه ... و كانت بشرتها كالرخام البارد .... فانتفض جسده للمستها ....
كانت عيناه ترسمانها ....
بكل ما للعبارة من معنى .... تجريان على كل خطوطها و تفاصيلها ... تلونانها كما يشاء ... و تطبعان القبلات الحمراء على وجهها الأبيض ....
زفر نفسا دافئا جاء من قلبه ... لا من رئتيه .... فرمشت بعينيها قليلا حين داعبت السخونة أهدابها ....
انها مرهقة !!! ....
يعرفها في تلك الحالة من الإعياء ... حين تتكون الهالات الزرقاء تحت عينيها , و لا تخفيها بشرتها الشفافة ...
بينما يتحول نفسها الى ثقيلا ... خشنا .... صعبا و مجهدا على صدرها ....
و حاجباها الرفيعان ينعقدان قليلا بألم خفي ..... و كأن صدرها يئن تحت المجهود ....
فيصبح نومها ثقيلا جدا .... و كأنها تختار الضياع بداخل دواماتٍ عميقة , تسحبها بعيدا لأسفل ....
ابتلع ذلك الوجع المسيطر عليه بينما ازداد حاجبيه انعقادا .... لكن مهما كان وجعه , فهو لم يوازي ذرة من شعورٍ آخر ... أشعل بداخله جمرة متوهجة ... أخذت تنبض بخطورة و ضوئها ينتشر بداخله ...
فترك الكرسي اخيرا ليتأرجح بها ذاتيا للخلف ... قبل أن يمد كلتا ذراعيه من تحتها ليحملها بحذر هي و الغطاء معا ....
تدلت ساقيها من فوق ذراعه ,..... بينما ضمها الى صدره وهو يريح وجنته على جبهتها مغمضا عينيه ...
ليؤرجحها بين ذراعيه هو .... فما حاجتها للكرسي و صدره موجود للأبد .....
أخذ يدور بها ببطىء شديد ... و كأن الارض هي من تدور بهما .... و البرد من حولهما يتناقض مع الدفىء المشتعل بداخله ... بمذاقٍ يشبه المثلجات و عليها شوكولا ساخنة مسكوبةٍ بجمال ....
تحركت قليلا بعد فترةٍ طويلة بين ذراعيه ... متأوهة بصوتٍ متحشرج ... فتسمر مكانه تماما , رافعا رأسه اليها .... و كانت ترجف بجفنيها و هي تسعل قليلا ... فأنزلها سريعا قبل أن تستيقظ و أمسك بذراعيها كي يسندها و هي تقف أمامه على قدميها المتهالكتين ...
و سقط غطائها على الأرض بينهما ... بينما تناثر شعرها على وجهها المتساقط ... و هي تحاول أن ترفعه , فيسقط مجددا ... فقال بجفاء و خشونة متحشرجة
( وعد ....... وعد هل استيقظتِ ؟!! .......)
تأوهت قليلا و هي ترفع رأسها المتثاقل .... ثم رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تفتحهما متكاسلتين ... ثم وعت الى وجوده أمامها فجأة ... و ليس من واقع أحامها ...
بل أنه هنا بالفعل , واقفا أمامها و ممسكا بذراعيها و الألم الناتج من أصابعه الناشبة بلحمها يثبت وجوده ...
اتسعت عيناها تدريجيا أمام استيعاب حقيقة وجوده .... الى أن شهقت مذهولة و هي تهمس
( سيف !!!!! ....... انا ..... أنا ...... )
و دون أن تجد حلا آخر .... رفعت يدها الى جبهتها و رفرفت بجفونها قبل ان تسمح لساقيها بالتهاوي أمامه ... متظاهرة بالإغماء ...
الا أنه لم يسمح لها .... بل اتلتف ذراعه القوية حول خصرها ليرفعها قبل أن تسقط ارضا .. و أوقفها مجددا وهو يهدر بقوةٍ غاضبة
( قفي على قدميكِ قبل أن اصفعك على مؤخرتك ...... أعرف أنك تمثلين .... )
وقفت أمامه بالفعل وهي متسعة العينين ... ترتجف بشدة , لا تعلم إن كان من البرد أم من هول غضب نظراته و بأس ملامحه ..... فقالت بصوتٍ مختنق
( كيف ....... كيف ....... عرفت أنني هنا ؟؟؟ ..... )
لم تلين ملامحه ولو للحظة .... بل ظل ينظر اليها بصرامة غاضبا قبل أن يقول بصوت أثار الرجفة بها
( قليل من التفكير , ليكتشف المرء كم أنتِ شفافة مفضوحة ... و متوقعة التصرفات ... )
زمت شفتيها و هي تطرق بوجهها .... بينما كان صدرها يلهث بعنف و الذاكرة تعود لها بلمح البصر عن سبب هروبها بمنتهى الجبن ..... الرسالة ...
لقد قامت بأغبى تصرف من الممكن أن تقوم به امرأة ذات كرامة ... و في أكثر اللحظات يأسا من حياتها ...
لقد ترجته أن يعيدها اليه ..... بل توسلت له في الواقع ....
وهو رجل خاطب .... مرتبطا بامرأة أخرى تعمل على تفصيل ثوب زفافها !!!! ......
لو أي شخص عرف ما فعلت لظنها في منتهى الحقارة و الدناءة .... فكأنما ازداد حلاوة بعينيها بعد أن ارتبط بأخرى .... فأرادته لنفسها مجددا بعد أن تخلت عنه سابقا ....
و هي لن تلومه لو ظن بها هذا الآن ..... و ملامحه خير دليل على ذلك ....
همست وعد بخفوت و هي ترفع شعرها عن وجهها .. ببطىء ... دون أن ترفع وجهها اليه
( سيف أنا ......... أنا ...... أنا آسفة لاستخدامي لبيتك دون اذن منك .... كان المفتاح لا يزال معي , و لم افكر طويلا .قبل أن ...... )
قاطعها سيف قائلا بصرامة
( كيف وصلتِ الى هنا ؟!!! ............ )
ابتلعت ريقها و ارتجفت قليلا .... بينما ألزمت ملامحها الهدوء ... فقالت بصوتٍ خافت جدا
( بالحافلة .......... )
اتسعت عينا سيف بذهول للحظة , قبل أن يقول بصوتٍ خطير كاد أن يقطع عنقها
( استقليتِ حافلة من تلك التي تسير على الطريق السريع الخالي ؟!!!!!! ......... )
عقدت حاجبيها قليلا و هي تقول
( لم يكن الطريق خاليا تماما ..... و كانت الحافلة مليئة بمن يعملون بالساحل يوميا .... )
كان ينظر اليها بعدم تصديق كمن ينظر الى شخص مجنون .....
بينما عقله يرسم لها صورة مرتعبة و هي تجري بعد ما فعلته .... لتستقل حافلة مع العمال متجهة الى أبعد مكان يمكن أن تتواجد به وحدها ....
قال سيف بصوتٍ خافت بطيء جدا .... خطير جدا ...
( أتعرفين ماذا كنت لأفعل بكِ لو أصابك مكروه بسبب تصرفك المعتوه هذا ؟!!! ...... )
ابتلعت ريقها مجددا و هي تقول بصوت باهت
( أستطيع التخيل .......... )
ثم صمتت تماما .... فكاد الصمت بينهما أن يطبق على صدرها ...... لا يقطعه سوى صوت الرياح في الخارج .... و صوت أنفاسه الأكثر علوا و هي تلفح وجهها البارد بوهجٍ ساخن .... غاضب ...
أدخل سيف يده بجيب بنطاله قبل أن يخرج هاتفه .... ليفتح رسالتها ... قبل أن يم الشاشة لها و يقول بصرامة قاتلة و دون أي أثرٍ للرحمة ...
( هل كتبتِ هذه بالفعل ؟!!! .......... )
أغمضت عينيها بيأس متعب .... و ألم غير محدود ...
اذن هو يريد أن يجرحها للنهاية .... لم يكن ليسمح بالأمر أن يمر دون أن يستغله ....
الا أنها رفضت الظهور بذلك المظهر ... فقالت بجمود و هي تميل بوجهها بعيدا عنه
( ياللذكاء .... الا ترى أنني المرسلة ؟!!! ......... )
عبس أكثر وهو يعيد الهاتف الى جيبه .... لكن ليس قبل أن يلقي نظرة أخيرة للرسالة و قرأها مجددا
" هلا أعدتني اليك ............ "
لكنه رفع اليها وجها شديد البأس و الخشونة ... ثم قال بهدوء
( اعذريني إن أردت وضع كل الإحتمالات ..... فلربما أمسك أحد بهاتفك وود لو أن يرتكب تلك الخدعة الحمقاء ...... فالأمر لا يحتمل المجازفة ... )
أغمضت عينيها بألم .... " خدعة حمقاء !!! ..... "
حسنا هي تستحق ذلك بكل تأكيد .... فلتتحمل تلك اللحظات بمرها و بؤسها .... ثم تعود الى حياتها كقطعة بائسة من الخشب الفاقد للحياة ...
لذا رفعت ذقنها تواجهه بينما جفنيها مسبلين يخفيان عينيها عن عينيه ... و قالت بجمود خافت
( نعم ........ أنا كتبتها ..... و أنا آسفة لأنها ضايقتك كل هذا الحد ...... )
قال سيف بهدوء
( كلمة " ضايقتني" لا تصف حقيقة شعوري منذ أن قرأتها ........ )
قالت وعد بنفس النبرة الباهتة دون ان تنظر اليه ...
( استطيع أن أتخيل ....................... )
قال سيف بمنتهى الهدوء دون ان يرفع عينيه عن جفنيها المسبلين بجمال سحرهما ....
( لا ..... لا يمكنك التخيل ....... )
و دون أن يسمح لها بالرد ..... مد يده ليقبض على كفها بقوةٍ قبل أن يجرها خلفه وهو يندفع في اتجاه باب البيت ....
كانت وعد أقل استيعابا من أن تدرك ما يفعله ... الا أنها جرت خلفه لاحقة بخطواته و هي تهتف
( انتظر لحظة يا سيف ..... الى أين سنذهب ؟؟ ...... )
لكنه لم يعرها اهتمام لحظة اخرى ليضيعها وهو يدفعها أمامه ... قبل أن يصفق باب البيت خلفهما ... ثم عاود جرها خلفه الى السيارة ...
انتفضت وعد بشدة من قوة الرياح ... فضمت ذراعها الطليقة الى صدرها المرتجف قبل ان تهتف
( الجو بارد جدا ....... على الاقل انتظر حتى اغسل وجههي الساخن من النوم .... )
الا انه لم يرد عليها وهو يتوقف مكانه ... ليتلوى خارجا من سترته ... ثم استدار اليها وألبسها اياها بقوة و فظاظة .... و بينما يدخل ذراعها في كم السترة بخشونة قال
( لا تخرجي مجددا في هذا الجو بدون سترة ...... أفهمتِ أم أقحم الكلام برأسك الصلب ؟!! ... )
رفع يده فجأة ... فانتفض وجهها للخلف و هي تظنه يقحم الكلام برأسها بالفعل ....
الا أن يده تلمست وجهها و جبهتها برفق ... كي يتأكد أن وجهها لا يزال باردا ....
و لا يعلم ماذا فعلت تلك الحركة البسيطة بها .... فقد اذابت عظامها ... لكنه لم يمنحها الوقت للتهاوى ... بل جذبها مجددا و وهو يقول بصرامة
( الى السيارة ....... بسرعة ... )
ادخلها السيارة بالقوة ... قبل أن يصفق الباب خلفها ... و دار حول السيارة كي يستقل مكانه بجوارها ... مما جعل السيارة تنتفض كعادته في الجلوس دائما .....
ثم انطلق بالسيارة بكل عنف محدثا صريرا عاليا ... شق سكون الليل بعنف ...
.................................................. .................................................. ......................
رفعت حنين رأسها منتفضة عما تفعله و هي تسمع صوت صرير السيارة القوي بالخارج .... فقالت بقلق
( هل سمعت ذلك ؟!!! ....... )
رد عليها جاسر من أسفل السيارة المستلقي تحتها
( ماذا ؟!!! .......... )
اهتز المصباح الكهربي بيدها و هي جالسة بجواره على ركبتيها .. فقالت
( صوت صرير السيارة العالي ذلك !!! ....... من هنا في مثل هذا الوقت من العام ؟!!! .... )
قال جاسر من تحت السيارة
( سلطي الضوء على ما أفعله يا زيتونة ...... أكاد أن أقحم المفك بعيني ..... )
مطت شفتيها و هي تعود للإنحاء اليه مسلطة الضوء اليه وهي تقول بغيظ
( لا أعلم سر اصرارك بمكوثي هنا معك بالمصباح كفزاعة الطيور في الحقول ؟!! ...... الا تستطيع وضعه بجوارك و تعتقني كي أذهب لنوارة و عمل البيت المتكوم ...... )
قال جاسر من تحت السيارة ...
( و لمن سأقول يمينا قليلا .... يسارا قليلا ..... )
قالت حنين هازئة بامتعاض
( آها ...... رائع , أقنعتني .......... من الرائع أن أعرف بأن لي فائدة .... )
نظرت الي السيارة القديمة ... ثم هتفت بحنق
( ثم اخبرني بالله عليك ..... ما سر عدم يأسك في تلك السيارة الحقيرة !!!! ..... لماذا تظل تصلحها مرة بعد مرة ..... والله لو عرضتها للبيع فسيصلك شيك بمبلغ مساعدة خيرية ... و دعاء صادق من القلب ..... و طلب من الحكومة أن تدفنها في مكان بعيد عن البشر ....)
قال جاسر وهو يتابع عمله
( هاااا ... هاااااا ... انتظري قليلا !!! ... نعم هناك واحدة أخرى تدغدغ بطني ... هاااا هوووووو .... ألم يخبرك أحد مؤخرا انكِ أصبحت ظريفة جدا !! ..... )
قالت بغيظ
( هذا ما أنت فالح به !! ....... )
قال من تحت السيارة بصوتٍ ذون نبرة عابثة تعرفها جيدا
( هل هذا فقط هو ما أنا فالح به ؟!!! ........... )
مطت شفتيها و هي تمنع ابتسامة من الظهور على شفتيها ... ثم قالت بجفاء
( و هذا أيضا .......... قلة الأدب ..... )
قال جاسر وهو يتابع عمله
( جيد ..... ظننت بأنني قد فقدت مهاراتي بقلة الأب ...... )
قالت حنين بغيظ
( يا رجل احترم نفسك ..... ابنتك أصبحت عروسا على وجه زواج ... )
قال جاسر بهدوء
( نعم ....... على فكرة تلك العروس .... بللت كرسيك المفضل في المطبخ ..... )
شهقت حنين وهي تضع المصباح أرضا هاتفة بغضب
( أولم تنظفه حين لاحظت ؟!!!!!!!!! ............ )
قال من تحت السيارة ....
( و ما ذنبي ان كنتِ أنتِ من منعتها من ارتداء الحفاض سريعا ؟!!! ..... اذن نظفي انت خلفها ....امسكي المصباح و ثبتيه جيدا .... .. )
زفرت حنين بقوة و هي تهتف بعنف
( انت لا تساعدني بأي شيء ...... أنت لا تفعل شيء سوى اللعب في البيت .... بينما أنا و منذ أن تركت العمل لإدارة حور ... و أنا أعمل هنا خادمة و طباخة .. و مربية أطفال ... و ميكانيكي و نجار في المرآب ....... الحياة تزداد صعوبة معك يوما بعد الآخر ..... )
قال جاسر
( حنين .... دلكي لي ساقي , لقد عادت لتؤلمني مجددا ...... )
نظرت الى جسده المسجى بقنوط ... ثم تنهدت و هي تميل لتدلك له ساقه برفق ... لكنه هتف
( لقد ابعدتِ الضوء ...... ثبتيه بيدك اليسرى , بينما دلكي ساقي بيدك اليمنى ...... )
زفرت حنين بكبت ... و هي تثبت يدها .... بينما تميل بجزعها كله كي تصل الى نهاية ساقه من اولها لآخرها .....
همست لنفسها بشرود
( احتاج للراحة .......... و انت اللذي اخبرتني ان اترك ادارة العمل كي ارتاح ... و لأنك لا تريد التعب لي ....... )
لم تدرك انه كان قد توقف عن العمل منذ فترة ... الى ان خرج فجأة على المزلجة الخاصة بتصليح السيارة ليعتقل خصرها بقوة جعلتها تشهق عاليا وهو يسحبها معه على صدره ليدخلا مجددا تحت السيارة المرفوعة قليلا ....
هتفت حنين بغضب و هي تضرب صدره ....
( توقف عن اللعب ....... لقد مسحت أرض المرآب بشعري ..... و لن اتعجب لو وجدت به العديد من العناكب ...... )
قال جاسر بخفوت وهو يقبل جبهتها ....
( سأغسله لك .............. )
هتفت باستهزاء
( آه نعم صحيح ............. هذا عندما يحل الصيف القادم لو وجدت لي وقت .... )
عبس وهو يقول
( كل وقتي هنا أقضيه معك ........ كم أنت ظالمة ناكرة للجميل !!! .... )
هتفت بقوة و هي ترجع راسها للخلف
( هل تسميه جميلا ؟!!!!!! .......... لقد سلمت ..... )
ابتسم وهو يراقب عنقها الممتد أمامه على ضوء المصباح الموضوع ارضا ... بينما رأسها يميل الى الخلف من على ذراعه و كأنها قد خلدت للنوم قليلا بالفعل .... فانخفض وجهه ببطىء وهو يقبل عنقها برقة جعلتها تهمس
( توقف عن هذا .......... أنا غاضبة جدا الآن ولن يفلح ذلك ..... )
ابتسمت شفتاه على عنقها وهو يقول بخفوت
( نامي ........... )
قالت بسخرية
( هنا ........ تحت السيارة ؟!! ....... )
قال مبتسما
( لن تكون المرة الأولى ..... و إن كنت اظن أن الشاحنة أكثر ارتفاعا و بالتالي النوم تحتها أكثر راحة ....)
زفرت حنين بقوة .... فرفع جاسر يده يمسح بعض رذاذ زفرتها عن وجهه وهو يقول ببساطة
( رحمكم الله ......... )
قالت بغضب دون أن تفتح عينيها
( لم تكن تلك عطسة ........ )
قال بهدوء
( أعرف ..... لكنني حاولت تجميل رذاذ زفرتك الجميلة بأسلوب راقي ..... )
مطت شفتيها و هي تقول
( ونعم الرقي ......... جاسر حبيبي , حاول أن تقتنع بأنك و الرقي لا تتفقان .... يكفي ما فعلته بحفل عقيقة ابن رنيم .... و انت تقطع اللحم بيدك و توزع على الجميع ....... )
ابتسم جاسر قليلا ... ثم قال بخفوت
( هل أحرجتك ؟؟ ..............أخبرتك أنه من الأفضل الا نذهب .... )
ظلت صامتة قليلا .... فبهتت ابتسامته وهو يتأمل ملامحها الساكنة المغمضة ....و عاد اليه ألم قديم ... ربما كانت أبعاده الحقيقية قد انتهت .....
الا أنه كجاسر سيظل مختلفا .... مختلفا عن ذلك الشخص الطيب الراقي الذي توهمت حبه ذات يوم ....
عن " عمر " .....
لكنها همست بخفوت و دون مرح
( من المستحيل أن أحرج من نفسي ........ )
عاد ليبتسم ابتسامة مهتزة قليلا .... قبل أن يقول بخفوت
( و أنا حين الاعبك أشعر بأنني عدت طفلا صغيرا ... و حين العب مع نوارة أشعر بأنني اللاعب جزءا منكِ .. الجزء الأغلى منكِ ..... و حين اتمسك بكِ في كل مكان حتى المرآب أشعر بأنني لست وحيدا .... )
ظلت صامتة قليلا .... قبل أن تقول بخفوت بعد فترة
( أنت تثبتني بكلامك ...... دائما تفعل ذلك بدناءة .... )
ابتسم وهو يميل اليها قائلا
( و هل أنجح ؟!!! ........... )
قالت مبتسمة قليلا
( تعلم أنك تنجح ..... فتزيد مما تفعل ...... )
اتسعت ابتسامته اكثر وهو يضمها الى صدره بقوةٍ قائلا ....
( أحبك زيتونتي ........ )
تنهدت بقوةٍ على صدره و هي تقول بخفوت
( و أنا أحبك ......... كأمٍ لا تملك سوى أن تحب ابنها العفريت ...... )
ضمها اليه و قد شعرت بالنعاس يداعب جفونها ... الا أنها انتفضت فجأة تقول
( بالمناسبة ...... سيارة من التي انطلقت في الخارج ؟!! ...... )
قال جاسر
( هذا جارنا .... المأسوف على شبابه .... الحائر على الطريق جئية و ايابا خلف زوجته ..... له الجنة على صبره عليها ..... )
فتحت حنين عينيها و هي تقول بدهشة
( و ماذا كان يفعل هنا الآن ؟!! .......... )
قال جاسر ببساطة
( من المؤكد جاء ليلحق بزوجته ...... فقد كانت هنا منذ الظهيرة ..... )
هتفت حنين بغضب
( رأيتها و لم تخبرني ؟!!!!! ...... بالله عليك هل هذه تصرفات اناس عاقلين ؟!!! ..... ماذا ستظن بي الآن ؟!! ..... )
قال جاسر بهدوء ....
( لو أخبرتك لأصريتِ ان تقضي معك اليوم كله ..... و أنا أعلم أن زوجها من المؤكد سيلحق بها في أي وقت ...... لربما كانت المرة الأخيرة في سباق الثيران هذا ..... )
زفرت حنين بقوة و هي تقول
( أنت أصبحت لا تطاق ابدا ......... )
اغمضت عينيها عدة لحظات قبل ان تقول بخفوت
( بالمناسبة ......... نحن مدعوين لتناول الغذاء عند حور غدا ...... )
لم يظهر منه اي رد فعل ... ففتحت عينيها و هي تقول
( جاسر ...... هل مُت ؟؟؟ ....... لأنك حتى لو كنت كذلك فسنذهب ..... )
لم تتغير ملامحه .... الى ان قال بصوتٍ بائس
( اخبريني أنهم سيستعينون بطباخ ......... و سأفكر في الأمر .... )
قالت حنين بقنوط
( كل ما أعرفه أنها كانت سعيدة جدا بملفوفة الكرنب التي اشترتها ..... بخلاف البطة .... )
همس جاسر مشفقا
( ياللبطة المسكينة ........ الدجاجة المرة السابقة كانت محروقة , فكيف ستقدم لنا البطة هذه المرة ... مشنوقة أم مدهوسة ؟!! ..... )
ابتسمت حنين قليلا و هي تمرغ وجهها بصدره قائلة ...
( لكن طبخها تحسن والله ........... )
لم يستطع جاسر أن يجاري تلك الكذبة ..... حاول والله يعلم ... الا أنها لم تخرج من حلقه .... فقال بهدوء
( اذن علينا أن ننام الآن استعدادا لمغص الغد .... اقصد عزيمة الغد ...... كم أنا سعيد .... )
ابتسمت حنين و هي تهمس
( سأكون معك ........ و هذا يكفي ....... )
قال جاسر ناعسا وهو يتثائب
( بل أكثر من كافٍ ........... هل جهاز اللاسلكي معك ؟!! ..... )
تأكدت حنين من وجوده مربوطا بخصرها ... قبل أن تهمس
( انت تجعل نوارة و كأنها مجرم صغير .... نعم انه معي و استطيع سماعها .... )
همهم جاسر وهو يقبل شعرها
( رائحتك بنزين حبيبتي ......... )
همست الكلمة الأخيرة قبل أن تغرق في سباتٍ عميق
( البركة فيك ........... )



يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-09-15, 11:43 PM   #23705

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

اخذت تنظر اليه بطرف عينيها وهو يقود بسرعة ... مركزا عينيه على الطريق امامه , دون ان يعيرها اي اهتمام ....
تضم سترته أكثر الى صدرها وهي تتنعم ربما للمرة الأخيرة برائحته الرجولية الخاصة و هي تملأ رئتيها بخدر عجيب .... ثم قالت بخفوت
( لو كنت أعلم أنك ستكون غاضبا لهذا الحد ... لما أتيت الى بيتك .... )
لم يرد عليها و لم يلتفت حتى .... لكنها لاحظت انقباض أصابعه على المقود بقوة .... فنظرت الى نافذتها بألم .... و ابتسمت بسخرية مريرة ...
"اين ذهبت تلك الثقة الحمقاء في حبه لها .... و انه لن يكون لغيرها ؟!! ...... "
الرسالة قلبته كانسان يبغضها ..... لكن له بعض الحق , لن تلومه أبدا ......
لذا همست بفتور و هي تضم السترة اكثر
( أما بالنسبة للرسالة ........ أنا آسفة كذلك , من المؤكد أنني قد سقطت بنظرك الآن و أنا أتوسلك أن تعيدني اليك .... بينما أنت مرتبط بأخرى ..... هلا مسحتها و اعتبرتها مجرد نزوة عابرة رجاءا ... )
رجائها الأخير خرج من بين شفتيها همسا مختنقا ... ذاهب الأنفاس ... مثيرا للشفقة ...
فنظر اليها سريعا ... قبل أن يبتلع ريقه و يعيد نظره الى الطريق و يزيد من سرعة قيادته وهو يقول بصرامة و خشونة متحشرجة
( اسكتي الآن يا وعد .......... )
الا أنها همست متابعة و هي تحاول التقاط انفاسها متظاهرة بالهدوء
( ربما تظنني امرأة تهوى اللعبة التي لا تملكها .... و ما أن تصبح بين يديها حتى تكسرها ...... لكن هذا ليس صحيحا ابدا , لقد كنت صادقة بكل كلمة كتبتها .... صحيح انني تهورت جدا و لم اراعي وضعك الحالي .... لكن من حقك ان تعرف بأنني صادقة .... لطالما كنت الرجل الوحيد بحياتي ... لم اعرف ابدا اي معنى حرفي للحب قبلك ... لم امر حتى باعجاب المراهقة بأي فتى أو رجل .... لم أظن أن تلك المشاعر موجودة أصلا ...
حياتي قبلك كانت كالصقيع الفارغ .... أقضيها بين العمل و الشقاء .. و بين العودة الى بيتٍ اكثر جفافا ....
لم أعرف أن للحياة جانبا ورديا مدللا للانسان الا بعدما عرفتك ..... و مع ذلك كان واقع ما عشته اشد قسوة من أن اتنازل لهذا الحب .... بل كنت حساسة لكل تصرف و كلمة منك .....
و نسيت تماما بأنك قاسيت مثلي و أكثر ..... و كان علي أن أتحملك بكل تصرف يخرج رغم عنك .... لكنني بالكاد كنت أتحمل نفسي ...... و الآن ..... الآن .... )
صمتت تماما و هي ترفع يدها الى شفتيها المرتعشتين ... بينما أغمضت عينيها على دموعٍ ارتعبت من أن تحررها فيظن أنها تتوسله أكثر
انها تزيد الأمر سوءا و كانها لم تعد تملك القدرة على التوقف .....
ابتلع سيف غصة مرعبة الألم بحلقه قبل أن يتنازل أخيرا و يقول بجفاء أجش
( لقد حجزت لنا موعدا .... هلا ارتحت قليلا و توقفت عن الكلام .... )
نظرت اليه عاقدة حاجبيها بينهما عيناها تدمعان بشدة و هي تهمس واعة يدها على صدرها
( أي موعد ؟!!! ...... الطبيب مجددا ؟!! .... بالله عليك انا بخير .... توقف .... فقط توقف ... أنا ... )
صمتت و هي تتنفس بصعوبة , تشعر بأنها بالفعل ليست بخير أبدا ..... و الألم بصدرها يخبرها بذلك ...
فقالت بخفوت بائس
( اطمئن ..... لقد تناولت أقراص دوائي ما أن شعرت بألم و ضيق التنفس .... و هذا ما ساعدني على النوم ....... )
نظر اليها مجددا سريعا بعينين تشتعلان خوفا و جنونا .... ثم زاد من سرعته أكثر و أكثر .... بينما هتفت وعد بقوة و رعب
( أخفض سرعتك يا سيف أرجوك ..... لا أريد أن أموووووووت ... )
و كأن كلمتها كانت المكابح على أعصابه المتوترة ... فهمس بجموح
( ياللهي ........... )
ثم أخفض سرعته تدريجيا ... و قال بصوتٍ متحشرج
( هلا حاولتِ النوم قليلا حتى نصل ..... لا اريد سماع صوتك الآن .... ارجوكِ حبيبتي نامي و لا تسمعيني صوتك الآن ...... )
نظرت اليه فاغرة شفتيها و هي تسمع نبرة مختلفة تماما ... و كلمة حبيبتي صفعتها بقوة ...
ترى هل سيظل يناديها بحبيبتي بعد زواجه ؟!!! .... هل هو مجنون و أناني و سفاح الى تلك الدرجة ؟!!! ....
الا أنها كانت أكثر تعبا من أن تتكلم بالفعل ... فأرجعت رأسها للخلف و أغمضت عينيها علها تهرب من أمامه .... و من عينيه المتهمتين ...
لا تعلم كم مر من الوقت .... و هل غفت أصلا ؟!!! ... لا تتذكر ....
الا أنها وعت على صوت سيف يقول بخفوت أجش و اصبعه يمر على وجنتها
( وعد ....... أفيقي .... لقد وصلنا , أخيرا ...... )
فتحت عينيها ببطىء ... ثم استقامت جالسة و هي تضم السترة الى جسدها النحيل أكثر ....
لكنها ما أن بدأت تستوعب المكان حتى عقدت حاجبيها و هي تجد نفسها امام بناية غريبة ... فقالت بخوف
( أين نحن ؟؟ .....................)
ظل ينظر اليها في ظلام السيارة بملامح غير مقروؤءة ... ثم قال اخيرا بهدوء
( هل أنتِ خائفة مني ؟؟ ........ لربما غررت بكِ و انا ابدو فاقدا السيطرة على نفسي ... )
احمر وجهها بشدة و ارتبكت اكثر ... الا انها قالت بحنق
( توقف عن تلك الحماقة .......... أنا لا اخافك ............. )
لكن ما أن رفعت عينيها الى عينيه حتى تسمرت مكانها و هي ترى النار الهوجاء بعينيه المظلمتين .... و أسنانه التي عضت على شفته بينما يضيق نظرته قليلا ....
بدا و كأنه ذئبا فار من فيلما مخيفا ..... فشهقت بصمت و قالت بعصبية
( توقف عن ذلك يا سيف ....... أنا لا أخافك ...... )
قال سيف بخفوت
( اذن يجدر بكِ الخروج الآن ..... لأنني أخاف نفسي ...... )
ارتجفت بشدة و استدارت تنظر من النافذة علها تتعرف على أي علامة مميزة .... لكنها فشلت تماما فأعادت عينيها اليه و همست
( قل لي فقط كيف ستعاقبني هذه المرة ........... )
رد سيف قائلا بخفوت شرير
( عليك أن ترين عقابك بنفسك .... كي تتوقفي عن كل نزواتك ...... هيا انزلي أو حملتك على كتفي .... و أنا لا أكذب ..... أتتذكرين حين خرجت بك من غرفة الفندق و انت على كتفي ؟؟ .... )
زمت شفتيها و هتفت
( نعم اذكر جيدا ....... ذكرى بائسة ........ والله لو أعدتها ل ....... )
الا أن قبضته امتدت و قبضت على شفتيها فجعلت فمها يبدو كفم البطة بين أصابعه وهو يقول بتشديد من بين أسنانه
( اذن اخرجي ........ بكل أدب .... )
ابتلعت ريقها تحت أصابعه وهو يبدو غير سويا في تلك اللحظة .... لكنها أومأت برأسها بصمت , فنظر الى عينيها نظرة أخيرة ... قبل أن يترك فمها .... و يستدير ليخرج من السيارة , فتبعته بتعثر مترددة و هي ترفع رأسها للمكان خائفة ...
الا أنها نهرت نفسها و هي تطمئن نفسها ... بأنه سيف ... من المستحيل أن يؤذيها ...
لكن عيناه ... تبدوان ...!!!!!!
كان قد دار حول السيارة ووصل اليها .. فمد يده ليمسك بيدها بقوةٍ كي يمنع تخاذلها ... ثم جرها خلفه داخلا الى البناية و هي تتبعه راجفة القلب ......تنظر اليه بقلق , الى أن صعدا أخيرا ووصلا الى باب عليه يافطة ..
رمشت وعد بعينيها أمامها عدة مرات قبل أن تستوعب ما قرأته
" مأذون شرعي .... "
فغرت وعد شفتيها ... ثم نظرت الى سيف مذهولة ... بينما شدد على قبضتها كي لا تقع منه ... فلم تجد سوى أن تهمس
( سيف !!!!!!!! ........ )
رفع حاجبه وهو ينظر اليها قائلا ببرود
( هل لديكِ اعتراض ؟!!! .........)
شهقت وعد غير مصدقة .... و أخذت تحاول الكلام كسمكة تتنفس بفمها خارج الماء ... قبل أن تتمكن من القول بإختناق
( لكن ...... أنت ..... أنت خاطب ..... تجهز لشقتك ... و حفل زفافك !!! ...... )
رفع يده اليمنى بأصابعه الخالية أمام وجهها وهو يقول بهدوء
( الم تلاحظي ؟؟ .......... )
شهقت مجددا بصمت و رفعت يدها الى شفتيها المرتجفتين الا أنه قال بهدوء خافت
( هيا ..... تعالي , فلا وقت لدينا ....... )
طرق الباب قبل أن يدخل وهو يجرها خلفه ... فنظرت حولها بقلبٍ يخفق بعنف و يدها على صدرها
كانت تبدو هزيلة تماما ببنطالها الجينز و قميصها القطني الأبيض و على صدرة وجه مبتسم بعين دامعة ...
بينما ترتدي سترة سيف و التي بدت مضحكة بضخامتها عليها ... و شعرها متنافر حول وجهها المحمر و كتفيها و على ظهرها .... كهربائيته تجعله يلتصق بقماش سترة سيف كأشعة شمسٍ داكنة ....
كانت ذاهلة .... دامعة ... مبتسمة بذهول .... أصابعها متخللة أصابع كف سيف و هي تتشبث براحته بمخالبها الصغيرة ...
تعرفت ان اكبر المتواجدين سنا هو المأذون .... بينما الاثنان الآخران هما .....
قالت وعد بذهول
( حسام ..... زوج مهرة ...... و ......)
استدار الرجل الثاني مبتسما و مستندا الى عصاه ... فهمست رافعة حاجبيها
( رائف !!! ........ )
قال سيف بهدوء
( الشاهدان على عقد قراننا ...... كنت اريد استئجار اثنين من على المقهى , لكن وجدت ان هذا لن يكون عاطفيا بالنسبة لكِ .... )
ابتلعت وعد غصة بحلقها باختناق و هي تهمس بصعوبة
( متى فعلت ذلك ؟؟ .......... )
قال سيف بخفوت
( اجريت اتصالاتي ...... و راهنت نفسي على أن أجدك ...... )
تساقطت دمعة وحيدة يتيمة مثلها على وجنتها .... و هي تنظر اليهما بينما قال حسام مبتسما
( مبارك يا وعد ............ )
و قال رائف مبتسما هو الآخر
( مبارك مقدما يا وعد ...... عسى أن تكون آخر مرة ..... )
عقدت حاجبيها و هي تتظاهر بالإبتسام له بسماجة ... بينما تكاد أن تخرج له لسانها ...
الا ان سيف قال بهدوء
( هيا لنبدأ ...... لقد تأخرنا بما فيه الكفاية ..... )
لكنه مد اصبعه ليمسح تلك الدمعة اليتيمة عن وجنتها فرفرت فراشات زرقاء ووردية أمام عينيها و هي تنظر بهما الى عينيه ... فهمس لهما
( اسبلي جفنيك عني لدقائق اخيرة .... فقط لدقائق يا جارة القمر .... )
شهقت باكية ضاحكة .... قبل أن تقول من بين دموعها
( نعم ...... نعم أرجوك .... سأفقئهما حتى لو أردت .... لكن لنعقد قراننا و ننتهي فقد اصابني الشيب بعيدا عنك ...... )
ضحك سيف بخفوت و ضحك الباقين ... بينما التمعت عيناه امام عينيها فقط ببريقِ يشبه ال ..... الدموع !! ....
فعضت على شفتيها كي تمنع بكاءا هيستيريا من الصعود الى حلقها و عينيها ...
فشددت على أصابعها بين أصابعه القوية و هي تومىء برأسها اليه ....
لكن و قبل أن يبدأ عقد القران ... رفعت وعد يدها تغطي فمها لتتكلم همسا من خلفها ... و هي جالسة بجوار سيف
( لا أريد رائف شاهدا على عقد قراننا .... الا يعد مجرما هاربا من العدالة .... )
مط سيف شفتيه دون أن ينظر اليها لكنه همس من بين أسنانه
( تم الإفراج عنه لحين اتمام التحقيقات و الحكم في القضية ...... )
همست مجددا باصرار من خلف يدها
( لكنني لا أريده شاهدا على العقد ...... ماذا لو لم يحدث النصيب بينه و بين ملك .... هل سيكتب علي أن أتحمل اسم احد أفراد هذه العائلة بوثيقة زواجي ؟!! .... )
قال سيف همسا
( تعلمين جيدا أنه ضحى من أجل ملك بشكلٍ لا يتصرف به الا انسان نبيل .... الا يشرفك ذلك بوضع اسمه في الوثيقة؟؟؟!! .... )
ظلت تنظر الى رائف عاقدة حاجبيها من خلف يدها المرفوعة الى فمها ... و همست
( ماذا لو أسأء الى ملك يوما ما ؟!! ..... ماذا لو تركها ؟؟ ..... قد لا استطيع اجبارها على رفضه , لكني استطيع رفضه كشاهدا على عقد قراني ..... )
تنهد سيف بقوة وهو يجلس بجوارها مستسلما ... ثم همس بخفوت
( و كذلك حسام .... قد يطلق أختى ذات يوم و يرميها هي و أطفالها في الشارع .... و تعود الينا مشردة حافية القدمين ... و قد يكون الاثنان اللذان سنستأجرهما من على المقهى تاجري مخدرات .......
من منا يستطيع أن يضمن المستقبل ..... )
زفرت وعد بقوة و عدم اقتناع و هي تراقب رائف غير متقبلة لاسم عائلته اطلاقا ... و الاسم في حد ذاته يجلب الى نفسها دفعة من القهر و الاحساس بالظلم على ما حدث لملك بسببهم ...
الا ان سيف نظر اليها وهو يقول بخفوت و ثقة
( انا و أنت لم نظن يوما أن نتطلق .... و لم نظن بعدها أن نعود لبعضنا ..... آذينا بعضنا كثيرا و أسرتينا فعلتا ببعضهما الأكثر ...... و انظري أين نحن الآن ؟!! .... )
مد يده يقبض على يدها المستريحة على فخذها ليهمس ناظرا الى عينيها
( انظري الى بريق عيني ملك حين تأتي على ذكر اسم رائف .... حينها ستشعرين بأنكِ تنظرين الى مرآة ... تحمل نفس نظرتك التى أراها الآن .... و التي كدت أن أضيعها من حياتي .... )
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تنظر اليه من بين غلالة الدموع التي غطت مقلتيها ... بينما أومأت برأسها مبتسمة .... و الزفير يخرج من بين شفتيها المرتجفتين مرتعشا مثلهما .... و صوت الضحكات يملأ أذنيها و قلبها .... ترى هل كانت يوما اكثر سعادة ؟!! ......
و تم عقد القران ..... و كل منهما ينظر لعيني الآخر ضاحكا ... دامع العينين ... غير مصدقا لتلك المعجزة التي لم يعرفا بها منذ ساعات الصباح الاولى !! ....
و شهد رائف و حسام ....
و قبل أن يهنئا سيف ووعد .... كان قد التقط يدها بيده وهو يقول ملوحا بالأخرى
( سنضطر للمغادرة الآن ......... )
احمر وجه وعد بشدة بينما تظاهر حسام و رائف بعدم الفهم وهما يتشاغلان بالحديث التافه كي يتخلصا من الحرج ...
بينما اندفع سيف ... ساحبا وعد من خلفه بقوة و هي تهتف من خلفه بصوتٍ يرتجف خجلا
( ما هذا اللذي فعلته ؟!! ............ لقد أحرجتني جدا ... )
الا أنه أجلسها في السيارة وهو يستدير مندفعا ليجلس بجوارها ... فقالت تهتف مرتجفة
( الى أين ؟!!! .............. )
قال بهدوء دون ان ينظر اليها وهو يقوم بتشغيل لسيارة
( الى مكان أستطيع تقبيلك فيه بحرية ......... )
فغرت شفتيها بصدمة ووجل ....لكنها لم تستطع النطق بكلمة ... و تبعته صامتة .... متسعة العينين !!! ....
.................................................. .................................................. ...................
بعد فترة طويلة ... و بعد أن أوشك الفجر على الإنبلاج ...
أوقف سيف سيارته .... و أستدار ينظر الى وعد التي كانت مستلقية على مقعدها ..
تتنفس بسرعة لم تهدأ بعد ...
بينما عيناها متسعتين و شفتيها منتفختين و متورمتين ... فاغرتين قليلا .....
و كذلك عنقها و جزء من كتفها .... أما شعرها فكان مشعث بجنون ....
مرر اصبعه المرتجف على شفتها المتورمة بنعومة وهو يهمس
( هل آذيتك ؟؟ .......... )
لم تستطع النظر اليه وهي تهز رأسها قليلا .... لا تعرف ان كانت تهزها ايجابا ام نفيا ...
فضحك بخفوت اجش وهو يهمس قائلا
( لم استطع تمالك نفسي .... مرت فترة طويلة جدا .... و كنت قد اشتقت اليكِ .... اكثر مما تتصورين .... )
استطاعت رفع عينيها الى عينيه المتوهجتين ببريق الرغبة و النهم .... فابتلعت ريقها و هي تهمس رافعة يدها الى ذقنه الصلبة الغير حليقة و التي خدشتها مرارا منذ دقائق ....
( و انا أيضا اشتقت اليك .... اكثر مما تصورت أنا ......هلا نزلنا , لا استطيع الانتظار اكثر كي اكون معك ..... )
همس مبتسما وهو يشير بذقنه
( لقد وصلنا ..... لكنك انتِ من لم تلحظ .... )
عقدت حاجبيها و هي تلتفت لترى ان السيارة واقفة امام بنايتها !!!! ... فأعادت وجهها اليه و هي تهمس بحيرة
( هل ستبيت معي هنا بشقتي ؟!!! .... لكن ملك موجودة ...... )
ابتسم اكثر وهو يهز رأسه نفيا ببطىء قبل أن يهمس
( بل ستصعدين الى شقتك كفتاة صغيرة مهذبة .......... )
اتسعت عيناها و هي تهمس بعدم فهم
( ماذا ؟!! ..... ألن تبيت معي ؟!!! ........ )
ابتسم برفق وهو يتلمس وجهها بأصابعه قبل ان يقول بخفوت
( لن أكرر الخطأ مرتين ...... لن تكوني ببيتي الا بعد الزفاف ..... )
فغرت شفتيها بذهول و هي تهمس بغباء
( بعد ....... ماذا ؟!!!!! ....... و ماللذي حدث للتو ؟!! ...... )
ارتفع حاجبيه وهو يقول ببساطة بريئة
( كانت مجرد قبلة ....... اهنئك بسبب عقد القران ..... )
فغرت شفتيها اكثر .... لا تصدق انه سيتركها بالفعل ..... اما هو فقد ابتعد عنها اخيرا وهو يخرج حافظته من جيبه قائلا
( بما ان لكِ عقد جديد ....... اذن لابد من مهر جديد .... )
استقامت تجلس معتدلة و هي تراه يخرج ورقة مالية كبيرة ... جديدة ....
و أخرج قلمه ليكتب عليها بصوته العميق الذي تخلل كيانها المرتجف كله
" زوجتي ..... تلك الكلمة التي كاد لساني أن يفقد حلاوتها ... دفئها .... و كادت عيني أن تفقد النور بغض النظر عن جمال عينيها .... ادامكِ الله لي .... يا طفلتي وزوجتي .... يا ابنة خالي .... زوجك المخلص :سيف "
حين انتهى بخط آخر نقطة .... رفع وجهه اليها مبتسما ... مشرقا ... و كأنه عاد ابن العشرين من العمر مجددا ...
الا انه وجد عينيها الرماديتين غارقتين في بركةٍ ناعمة من الدموع الضبابية ... فهمست من بين شفتيها المرتجفتين
( لا أستحقها ...... و قد أعدت اليك السابقة .... )
مالت ابتسامته حنانا
( و كنت لا أستحقك كذلك ..... لكنكِ اعدتِ لي روحي بعودتك ...... و بكل الأحوال تستحقين مهرك ... )
مدت يدها تلتقط الورقة بأصابع مرتجفة ... قبل ان تنظر اليها مجددا و الدموع تثاقل و تنساب من حدقتيها ..
فاختنقت بغصتها و هي تهمس
( سأحفظها بروحي .......... )
همس وهو يميل اليها ليطبع شفتيه المتوهجتين اللتين لم تشبعا بعد .. على وجنتها الحارة
( و احفظي روحك لي ........اعتني بها لأنها طفلتي الأولى .... )
شهقت شهقة ناعمة باكية و هي تغمض عينيها ... ضامة مهرها الى صدرها ... فهمس بصوتٍ متحشرج مختنق
( هيا اخرجي قبل ان أغير رأيي فأخطفك بعيدا و أجلب لكِ العار ......)
ضحكت من بين بكائها و همست بيأس
( ليتك تفعل ..... لا اريد زفافا آخر ..... أريدك أنت ..... )
همس سيف برفق
( لن تجريني لذلك ......... بداخلي الكثير مما اود فعله لكِ , فلا تفسديه ... هيا اذهبي .... )
.................................................. .................................................. .................
بعد فترة مثالية !! ....
في غرفة ورد و مهرة ..... ببيت سيف ...
كانت وعد تقف أمام المرآة تنظر الى نفسها ... بعينيها الرماديتين المظللتين باللون الوردي تلمع نجمات السعادة ....
بينما بدا طوق الياسمين المتوج لشعرها الطويل المنساب على كتفيها مثاليا .....
همست اخيرا بعدم تصديق
( لم أتخيل أن يأتي اليوم .... الذي ارتدي به هذا الفستان ...... انه مذهل ..... )
ابتسمت كلا من كرمة وملك .... وهما تنظران اليها في نفس الموقف الذي مر عليه ما يقرب من العام ...
فقالت كرمة
( اتتذكرين يا وعد حين ارتديته و قررت فجأة الهرب ...... لولا أن اجبرناكِ على اتمام الزيجة ..... )
ابتسمت وعد و هي تهمس
( و كأنه كان زمنا آخر ..... و أناس آخرين ...... )
وقفت كرمة من خلفها و هي تتلمس شعرها الأسود الطويل المنسدل على ظهر الفستان ... فقالت برقة
( أناس أفضل ...... و زمن أفضل ..... وان شاء الله ستكون حياة أفضل ... )
ضحكت وعد بطفولية و عيناها تبرقان ... بينما ذراعيها أمسكتا بطرف الفستان لتفردهما و هي تقول
( ألست جميلة ؟!!! .......... )
همست ملك برقة
( بل رائعة ......... )
رفعت وعد عينيها كي تلتقيان بعيني ملك الخائفتين في المرآة طويلا .... قبل ان تستدير اليها قائلة بخفوت
( لقد جهزت لكِ الفستان يا ملك في الحقيبة الخاصة به ...... و أوصله سيف ظهرا الى البيت ... )
ابتسمت ملك باهتزاز و اومأت برأسها دون رد ....
أما كرمة فقالت بهدوء
( وعد يجب أن أتركك الآن و أخرج الى حاتم قليلا .... لكن سأعود اليكما مجددا ... فلا تتأخران ... )
أومأت وعد لها مبتسمة .... و ما أن خرجت , حتى استدارت الى ملك تنظر اليها ...
كانت جميلة بشكلٍ خاص .... ترتدي ثوبا بسيطا جدا منسابا بنعومة ٍ ولونٍ سماوي رقيق .... أما شعرها فكان عبارة عن ربطة دائرية سميكة ملتفة دول بعضها بأناقة ...
لم تضع أي زينة و لم تشأ أن يراها الناس بأي بهرجةٍ زائدة عن الحد .... و لم يعترض رائف .....
كان مثلها يرغب في البساطة و البعد عن أعين الناس .....
اقتربت وعد بفستان زفافها الضخم من ملك الجالسة على ذراع احدى الكراسي .... شاردة تماما و تبدو بعيدة عن الفرحة .... فجثت وعد امامها و هي تضع يدها على ركبتها قائلة بخفوت
( ماذا بكِ يا ملك ؟!! ....... ظننتك ستكونين الليلة أسعد فتاة في الكون , ..... الم تنتظري الأيام كي يتم زواجك برائف ؟!! ..... و ها أنا قد حشرت نفسي معكما و جعلته حفل زفافي ايضا ...... )
ضحكت برقة و هي تقول مازحة
( اي انكِ من تعقدين قرانك .... و أنا من تحتفل بحفل الزفاف .... والله أخشى من سخرية الناس لما أفعله ........ )
ابتسمت ملك و هي تلمس وجنة وعد قائلة برقة
( تعبتِ كثيرا بحياتك ....... و تستحقين كل السعادة فلا تهتمي لرأي الناس .... )
كانت وعد ترمقها بإهتمام ... ثم همست
( و ماذا عنكِ ؟!! ....... لماذا لا تبدين سعيدة ؟؟ ...... )
رفعت ملك وجهها الشاحب و هي تقول بسرعة
( بل أنا سعيدة جدا ........ قلبي يخفق بعنفٍ مؤلم ..... لكن ...... لكن ..... )
عقدت وعد حاجبيها قليلا و هي تحثها على المتابعة
( لكن ماذا ؟؟ ....... قولي الآن قبل أن يدخل أحد ..... )
رمشت ملك قليلا و هي تخفض وجهها هامسة
( أنا خائفة يا وعد .............)
همست وعد بقلق
( مما أنتِ خائفة ؟؟ ...............)
ظلت ملك صامتة قليلا و هي تتلاعب بأصابعها ... ثم همست اخيرا بصوت لا يكاد أن يكون مسموعا
( كانت لي ..... تجربة واحدة جسدية ..... مجرد مرة واحدة ..... كانت مريعة و مؤلمة ... جسديا و نفسيا بكل ما حدث بها و بعدها ...... )
صمتت بعد ان اختنق صوتها و هي تهزر رأسها قليلا بينما أغروقت عيناها بالدموع ... بينما أخذت وعد تشد على ركبتها تطمئنها و تشجعها .... فتابعت تهمس
( أنا خائفة من تكرار المحاولة ........... )
قالت وعد تهمس بخفوت
( رائف يبدو متزنا .... عاقلا .... و لا أظن بأنه سوف ي ....... )
رفعت ملك وجهها الى وعد و همست
( اثق برائف اكثر مما اثق بنفسي ...... لكنني لا استطيع منع الخوف المتشعب بداخلي .... و أخشى الا أتمكن من ...... ارضائه ..... )
ظلت وعت تنظر اليها طويلا .... قبل أن تمسك بيدها قائلة بقوة
( لو كان كل ما يريده هو الرضا الجسدي لكان تزوج منذ فترة طويلة بعد وفاة زوجته ..... لا أظنه يبحث عن هذا النوع من الإرضاء ...... )
قالت ملك بصوتٍ مرتجف
( لكن هذا حقه في النهاية .......... )
شدت وعد على يدها و هي تقول
( و أنتِ ؟؟ ........ الا تريدين ؟؟؟ ..... )
احمر وجه ملك رغم عنها بشدة .... لكنها همست اخيرا بخفوت شديد و هي تكاد ان تموت خجلا
( أريد ......... لكن خائفة ...... كان عندي خيالٍ جميل , لكن حين بدأ الأمر يتخذ الواقعية و الجدية بدأت أشعر بالخوف ....... )
ابتسمت وعد برفق و هي تداعب يد ملك قائلة
( طالما انكِ تريدين ... فهذا معناه ان تلك التجربة السيئة لم تنل منكِ ..... أنتِ لستِ معطوبة النفس رغم كل شيء حدث لكِ و هذا في حد ذاته يجعلك محظوظة جدا ....... بعض الفتيات غيرك قد تتشوه رغبتهن للأبد ........ )
عضت ملك على شفتها و هي تهمس
( لكن كيف سأتصرف الليلة ؟!! ......... )
و كأي أم أصيلة طيبة .... قالت وعد النصيحة الذهبية
( لا تتصرفي ..... دعيه هو يتصرف ..... أهتمي أنت بالفستان و بكل ما يسعد العروس ليلة زفافها ... )
مطت ملك شفتيها بخيبة و هي تنظر الى وعد .... فقالت وعد بصدق
( خذيها نصيحة مني ...... لا تفكري في الأمر أكثر من اللازم .... فقط استرخي و اسعدي بكل لحظة بدئا من الآن ....... )
رمشت ملك بعينيها مجددا بخوف ... الا أنها أومأت برأسها على الباب ...
لكنهما انتفضتا وهما تسمعان طرقة على الباب قبل ان تدخل كرمة قائلة
( لقد وصل المأذون يا ملك .... و حان عقد القران ... )
شعرت ملك نفسها ترتجف بعنف ... بينما أخذت نفسا مرتجفا , اما وعد فقد نهضت واقفة و هي تشدها معها لتقف ... ثم قالت عابسة
( و ماذا عني أنا ؟؟ ...... من لدي كي ينصحني ؟؟؟ ..... )
رفعت ملك حاجبيها قليلا و هي تنظر اليها ببلادة .... ثم لم تتمالك نفسها من الإنفجار ضحكا رغما عنها ...
ثم قالت بهدوء من بين ضحكها العصبي
( أنتِ مدرسة ...... لا تحتاجين نصائح .... )
رفعت وعد احد حاجبيها بخبث وهي تقول
( المدرسة كانت في عطلة صيفية ..... أو بيات شتوى بمعنى أصح .... و ربما مع الاستذكار قد انجح ... )
ضحكت ملك مجددا بينما احمر وجهها كاحمرار الورود الجورية المغطاة بقطرات الندى فجرا ....
فأمسكت وعد بكفها و هي تربت عليه برفق قائلة ..
( هيا بنا .............. )
ابتسمت ملك و خرجت معها بساقين ترتجفان .... و ما أن نزلت أول درجة من السلم ... حتى ابصرتها عين رائف .... فنهض ببطىء من مكانه وهو يراقب عينيها ... يراقبها كلها و هي تكاد ان تختفي خلف وعد ...
كانت كلتاهما تقف أعلى السلم .... ملك مرتبكة من الأعين المسلطة عليها ... تمسك بكف وعد كطفلة صغيرة شاحبة .... بينما وعد تبدو كنجمة .....
" هل تجتمع النجوم مع الورود ؟!!! ... "
كان هذا هو السؤال الذي نطق به سيف مبهورا وهو ينظر اليهما .... فالتفت اليه رائف يقول مبهوتا ..
( ماذا قلت ؟!! ...... )
لم يستطع سيف أن ينزع عينيه المسحورتين عن وعد التي تباهت اعلى السلم بذلك الفستان الذي اختاره لها ذات يوم ... و هي تمسك بباقة من الورود الماسية تناسب صدره الماسي .... بينما التنورة الضخمة من التل ... تخفيها و تخفي ملك بجوارها ....
طوق الياسمين على شعرها هو الشيء الوحيد الذي خلا من الماسات .... بينما عيناها النجمتان كانتا اكثر لمعانا من كل ماسات العالم .....
ترى من يعشق اكثر ؟؟ ..... حزن عينيها القديم و الذي وقع في غرامه ؟؟ ....
أم ذلك البريق الجديد الذي جعل منها نجمة عالية في سماءه ؟؟ ......
لم يستطع الإجابة .... لكن كل ما كان يعرفه في تلك اللحظة .... أن تلك المرأة التي تقف أعلى سلم بيته ....
هي أكثر النساء رقيا و تضحية و جمالا .... زواجه منها كان نعمة سيظل شاكرا عليها المتبقي من عمره كله ...
فقال بصوت خافت متأمل لها و قلبه مشدوه بجمالها
( سألت هل تجتمع النجوم مع الورد ؟!! ........ )
أعاد رائف عينيه المذهولتين الى ملك .... تلك الوردة الصغيرة ستصبح ملكه أخيرا .... احد اضلعه التي سيحرس بها قلبه .....
التوى حلقه وهو يرى ارتباكها و توتر ابتسامتها .... و كفها الصغير المتشبث بيد أختها ,,,
فنشب العطف بداخله جرحا ..... وهو ينادي عينيها اليه كي يطمئنها ...
و كأنها سمعت النداء ...... فرفعت عينيها اليه مباشرة و فغرت شفتيها و ابتسمت .....
كانت ابتسامتها كفيلة بأن تضيء له الكون .... فبادلها الابتسامة باكبر منها وهو يرفع يده ليضمها في قبضة وضعها على صدره جهة القلب تماما .....
حينها بهتت ابتسامتها و هي ترى حركته البسيطة ... فتسائلت بجنون
" ماذا يقصد بتلك الحركة ؟!! ...... أيشجعني أم يعترف بحبٍ لم أسمعه منه حتى الآن ... "
انتفضت من أحلامها المجنونة على صوت الزغاريد العالية المنطلقة من كل مكان و كانت أبرزها زغاريد كوثر التي كانت تبكي و تزغرد في آن واحد و كأنها فرحة من قلبها للأبنة التي لم تنجبها .... و لن يتسنى لها حضور زفاف لها ....
أما منيرة فكانت تبكي دون صوت و هي تراقب نظرة سيف الذي جعلت منه فجأة أصغر سنا ... و كأنه يريد أن يقتنص من الحياة كل ما فاته و ضيع به عمر من حزن داكن مرير ....
كان حفلا عائليا في بيت سيف ... اقتصر على من اعتبروهم من العائلة ....
بما فيهم عاملات المعرض .... و علي الذي كان واقفا يستند الى احد الجدران ... مكتفا ذراعيه كعادته ... يبتسم بسعادة و عيناه حزينتان .... تراقبان وعد كما لم يرى سعادتها من قبل .... ستظل دائما حبه الأول ... و يكفيه ان يرى سعادتها التي تغطي في تلك اللحظة على جميع الحضور ...
لم يلحظ اقتراب احد الفتيات منه ... الا بعد أن قالت بخفوت
( عقبالك ............ )
انتفض من شروده وهو يخفض وجهه اليها ... و استغرقه الأمر عدة لحظات قبل أن يدرك تلك الفتاة ذات الشعر الكستنائي المنسدل على كتفيها و ظهرها ... بعينين خضراوين ... ترتدي فستانا اخضر يماثل لون عينيها .... و دون أن يمنع نفسه هتف بغباء
( هل خلعتِ الحجاب ؟؟؟!!! ........... )
عقدت حاجبيها و هي تقول
( بالطبع لا ......... أنا أخلعه في حفلات الزفاف و المصيف فقط .... )
اتسعت عيناه بذهولا اكبر ... و فمه مفتوحا بغباء .... الا أنه مد يده ليسحبها من ذراعها خارجا بسرعة ... بينما هتفت خلفه بغضب و هي تضرب ظهره
( الى أين تأخذني ؟!! .......,.)
فرد عليها بخشونة
( أعيدك الى أمك .......... )

أما ورد فقد كانت تنظر اليهما صامتة .... و رغم عنها كانت هناك شبه ابتسامة على ثغرها و هي تتأملهما ...
و حين شعرت بأن هناك من ينظر اليها ... وجدت يوسف واقفا بالقرب من الباب ... فأشار اليها أن تقابله خارجا .....
ارتبكت قليلا و احمر وجهها .... لكن ما ان رفعته مجددا حتى وجدت ان يوسف قد خرج مباشرة ....
زمت شفتيها بامتعاض و نهضت تنظر حولها تتأكد من أنه ليس هناك من ينظر اليها .... ثم خرجت من باب البيت ....
تم عقد القران سريعا .... بينما تجلس ملك عن بعد .... مواجهة لرائف الذي لم يخفض عينيه عنها منذ أن بدا عقد القران .... و كأنه بعينيه يمنعها من الهرب .... و بالفعل عيناه كانتا لها القشة التي تعلقت بها كي لا تصاب بالهلع ... و إن كان التفكير في الهرب هو آخر ما تطرق الى بالها ....
ابتسمت له برقة .... فلمعت عيناه وهو يبادلها الإبتسام بهما ... حتى تغضنت زوايتيهما .. بتلك الحركة التي تفتنها ....
انطلقت أكبر زغرودة من كوثر ما أن انتهى عقد القران .... فنهض رائف من مكانه ببطىء ... لا يرى في المكان المزدحم سواها ....
و نهضت هي الأخرى تشبك أصابعها و عيناها بعينيه ... الى أن وصل اليها فرفعت وجهها اليه تلقائيا ...
تنظر اليه مبهورة ... فاغرة شفتيها ... تتأمل هيبته و جمال اطلالته .....
أيوجد من هو هو أشد وسامة منه ؟!! ...... أم تراها هي فقط من تراه بتلك الصورة ؟؟!! ...
ابتلعت ريقها بصورة واضحة ... بينما كان قلبها يصرخ بجنون ... خاصة و هي تراه يرفع كفيه ليحيط بهما وجهها هامسا لعينيها
( مبارك لي يا وردتي ....... )
ارتجفت و هي تضحك مرتبكة بينما روحها تتلاعب بين يديه على وجنتيها ... و انتفضت و هي تراه بقترب منها ببطىء الى أن قبل وجنتها الأولى ..... ثم الثانية ... و طالت قبلته عليها حتى أغمضت عينيها و كادت أن تصاب بالإغماء ...
ماهذا الشعور ؟!!! .......
رفع وجهه عنها أخيرا لتهتز شفتاه و كأنه كان يحاول الإبتسام .... بينما أصابعه لا تزال على وجنتيها تتحسسان نعومة بشرتها ....
طال بهما النظر طويلا ... قبل أن تطلق أحد المدعوات ضحكة عالية تبعها الجميع .... فارتبكت ملك و اشتعل وجهها احمرارا و هي تلتفت جانبا عنه ... بينما تركها على مضض وهو يبتعد خطوة عرجاء للوراء ... و عيناه البراقتين عليها ...
أما سيف فقد أمسك بكفي وعد وهو يهمس لها
( هل أنتِ سعيدة ؟!! .......... )
ابتسمت وعد و هي تقول بخفوت متشبثة بكفيه
( ما هو ظنك ؟!!! ........ )
قال سيف بخفوت
( تمنيت لو أن يكون زفافا ضخما .... أسطوريا ... )
همست وعد برقة
( كان لنا الزفاف الأسطوري ذات يوم ....... أما ما أشعر به اليوم ... الليلة ... هذه اللحظة تحديدا .... لم أشعر به في حياتي كلها ..... )
صمتت قليلا و عيناها تتأملانه مليا قبل أن تهمس
( سيف ...... هل أحلم ؟!!! ...... )
انتظر لحظة قبل أن يقول بخفوت
( حلم أو واقع ...... لن تهربين مني مجددا , .... حتى بكوابيسك ستجدينني .... )
زمت شفتيها و هي تقول
( لابد لك أن تفسد اللحظة و تضيف لمستك اليها ...... )
رفع سيف حاجبيه وهو يقول بصوت يرتعش قليلا
( ربما لو تمكنا من اختصار الأربعين فقرة التالية و التي قمت بالإعداد لها ..... لتمكنت من اضافة لمساتي بشكل أكثر فائدة .... )
احمر وجهها و هي تنظر حولها بطرف عينيها ... ثم همست
( نقي تفكيرك قليلا يا سيف ......... لا أريد لوجهي أن يحمر الآن ..... )
قال سيف بخفوت وهو يقترب منها الى أن همس في اذنها دون أن يسمعهما أحد بصوتٍ متوهج
( مشتاق أنا يا وعدي ....... تضمك ذراعي و تفترشين صدري و أنام على حرير شعرك .... )
سحبت يديها من بين كفيه و هي تهمس بضعف
( ياللهي ...... ستفضحنا , .... سأبدا الرقص أفضل )
ابتعدت عنه مسرعة و هي ترفع حافتي الفستان ... بينما كان ينظر في اثرها مبتسما و صدره يلهث شوقا ...
لكن فجأة عقد حاجبيه وهو يقول عابسا ... مسرعا الخطا خلفها ...
( رقص !! ....... أي رقص ؟!! ....... انتظري هنا ..... )
.................................................. .................................................. ...................
فتح رائف الباب ببطىء .... ثم مد يده يدعو ملك للدخول دون كلام ....
فدخلت أمامه ترتجف بشدة .... و دخل خلفها وهو يغلق الباب ... و ما أن ابتعدت عنه بقدمين متعثرتين ... حتى ناداها قائلا بخفوت
( ملك ......... )
استدارت اليه متسعة العينين و هي ترقبه منتظرة .... بينما ظل هو ينظر اليها قليلا بنظراتِ غامضة قبل أن يقول بهدوء
( هل تشعرين بالندم ؟!! ...... )
اتسعت عيناها أكثر بذهول .... و همست بصوتٍ فارغ
( مما أندم ؟؟!!! ...... )
قال رائف بهدوء واضعا يده في جيب بنطاله ... و عيناه تنظران الى عينيها دون أن تسمحان لهما بالهرب
( أتشعرين بأننا قد تسرعنا في الزواج ؟!! ..... )
استدارت اليه بكليتها الآن و هي تنظر اليه متعجبة .... ثم اقتربت منه ببطىء و هي تهمس
( هل هذا ما تظنه ؟!! ............ )
قال رائف دون أن يزين من كلماته
( يمكنك القول بصراحة .. و سنتناقش حتى الصباح لو أردت .... لكن هناك شيء واحد كوني متأكدة منه .. )
رفعت ذقنها و هي تهمس بتردد
( ما هو ؟!!! ......... )
قال رائف بهدوء
( أنني لن أسمح لكِ بالتراجع ..........آسف .. )
ابتسمت رغم عنها و هي تطرق بوجهها .... ثم قالت بخفوت مشبكة أصابعها
( الم تثق للحظة في اعترافي لك بالحب ؟!!! ........ )
ظل صامتا للحظة ... ثم قال بهدوء
( لا أثق بنزاهة قبولي في تلك المرحلة من حياتك ...... )
ارتجفت شفتيها ... ثم همست بخفوت مبتسمة
( لم تخبرني حتى الآن ...... لماذا تزوجتني ؟؟ ...... )
التوت شفتيه بابتسامة بطيئة وهو يراقب كل ذرة من جمالها الذي صار خالصا له .... ثم همس قائلا
( أيسأل الإنسان لماذا يريد شعاع الشمس الذهبي بحياته ؟!! ..... )
احمر وجهها فأخفضته مبتسمة مجددا ... قبل أن تهمس برقة ذائبة
( هذا ليس جوابا ............ )
قال رائف بهدوء
( هذا مؤسف ............ لأنني أظنه كذلك , لكن ربما انتِ من لم تشعري به بعد ...... )
كان قلبها يخفق كعصفور صغير مرتعش ... بينما شفتيها ترسمان اجمل ابتسامة رآها بحياته ... وهو يتأملها بكل حرية .... يراها كما تجنب ان يراها من قبل ....
الكثير من الخوف ابتعد عنها .... لأنها سمعت صوته ... رأت ابتسامته .... نعمت بعينيه ....
لذلك و رغبة متهورة منها في التأكد ... رفعت وجهها اليه و همست بتردد
( هلا ضممتني الى صدرك ........ من فضلك .... )
اتسعت عيناه قليلا .... لكنه أخذ نفسا قويا ... و فتح ذراعيه هامسا
( من فضلي !! ...... تعالي الى هنا ....... )
اقتربت منه ملك بقلبٍ يرجف ...... و عيناها لا تتخطيان رحابة صدره ... الى ان وصلت اليه فارتجفت اكثر و اكثر قبل ان ترفع اصابعها تتلمسه بخجل و هي تضع وجنتها عليه بحذر كأنما ترغب في سماع دقات قلبه ... عله يخبره بسره .....
فقال رائف بصوت خافت مبتسما غريبا على اذنيها
( ماذا حدث للصغيرة التى رمت نفسها بين احضاني يوم لقائنا ؟؟ .... و من تلك الحذرة التي تستمع الى نبضات قلبي بخجل الآن ؟؟ ...... )
اغمضت عينيها مبتسمة بينما قلبها يخفق بجنون ... و خافت ان يشعر به ... و بينما تضع كلتا يديها على صدره حتى أغلق ذراعيه من حولها برفق حتى ضمها اليه تماما ... ثم همس
( هكذا أفضل ؟!!! ........ )
اتسعت ابتسامتها دون أن تفتح عينيها و همست
( أفضل بكثير ....... هل أخبرتك من قبل أن أحب احتضانك لي جدا .... أم أنني خجلت ؟؟ .... )
كان يمارس أقصى درجات ضبط النفس في هذه اللحظة المؤلمة حد الجنون وهو يحرك يديه على ظهرها ... بينما جبينه يتعرق قليلا .. الا انه تمكن من الهمس بنفس صوته الرقيق
( يسرني انكِ لستِ خجلة الآن ........... )
تنهدت بقوةٍ على صدره ..... بينما زاد جنونه الداخلي لكنه تمكن من اخفائه بمهارة .... وهو يخفض وجهه ليطبع شفتيه على جبهتها .... مقدمة فرق الشعر الواصل الى ربطة شعرها المستديرة .....
عطرها الوردي يكاد أن يسلبه المتبقي من أعصابه القوية ..... و حين أوشك على أن يفقد سيطرته ... رفعت وجهها متنهدة برقة أخيرا و هي تهمس
( اريد أن ....... ابدل ملابسي ....... )
زفر زفرة احباط وهو يغمض عينيه للحظة ... قبل أن يمد يده بجهد تجاه الغرفة وهو يهمس مستسلما
( خذي راحتك ............. )
ابتعدت عنه و هي تتجه الى الغرفة التي عملت على اختيارها عفوية دافئة مثلها .... مزدانة بالألوان الزرقاء و البرتقالية .... الا أن صوت رائف ناداها برفق
( ملك ........... )
استدارت تنظر اليه بصمت ... فقال لها بهدوء
( أتحتاجين لمساعدة ؟!!! .......... )
شعرت بوجنتيها تشتعلان ... الا أنها همست اخيرا مبتسمة ... متجنبة النظر اليه
( لو ...... احتجت مساعدتك , سأناديك ..... )
أومأ برأسه مبتسما برفق دون أن يرد .... فدخلت الى الغرفة , و اغلقت الباب خلفها بهدوء ...
و حينها تمكن رائف أخيرا من التأوه بصوتٍ مسموع وهو يرفع يده الى جبهته ليمسح تعرقها قليلا ....
ثم سار ببطىء حتى وصل الى رف من رفوف الحائط .. فاستند اليه بذراعه و احنى رأسه هامسا بجهد
( اهدأ يا رائف ........ مجرد فتاة عادية .... مجرد فتاة عادية تفتقر الى الجمال و الجاذبية ..... لا شيء بها يجذب القلب و النظر .... )
لكنه لم يلبث ان ضحك قليلا بيأس وهو يهمس محني الرأس
( من تقنع ؟!!! ...... الجمال نفسه يخجل منها ..... يالها من ليلة طوييييييييييييييييلة ..... )
رفع ذقنه قليلا وهو يتناول احدى اسطوانات الاغاني من على الرف ... ثم وضعها في المسجل ليشغل اغنيته المفضلة و التي لم يمل سماعها مؤخرا .... مرارا و تكرارا ....
انبعثت الألحان الناعمة عبر الغرفة .... و تناثرت عبرها الكلمات الوردية
" يا عاشقة الورد ان كنت على وعدي
فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد
*******
حيران أينتظر؟ والقلب به ضجر
ما التلة ما القمر ما النشوه ما السهر
ان عدتي الى القلق هائمة في الافق
سابحة في الشفق فهيامك لن يجدي
********
يا عاشقة الورد ان كنت على وعدي
فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد
.*******
نجم في الافق بدى فرحا يشدو رغدا
اليوم وليس غدا فليصدق من وعد
ياملهمة النجوى لا تنفعك الشكوى
فحبيبك لا يهوى الا ورد الخــــــد
*******

يا عاشقة الورد ان كنت على وعدي
فحبيبك منتظر يا عاشقة الورد "

كان مطرق الرأس وهو يستمع الى الأغنية التي سحرت فؤاده قبل اذنيه .... دون ان يدري بأنها قد خرجت في اعادتها الثالثة .... واقفة خلفه ... على مسافة منه .... تستمع الى الأغنية التي تناجيها ..
فاغرة فمها برقة و قلبها الصغير يرسم لها حلما تخشى تصديقه ......
فهمست بصوت خافت يرتجف ... مترقب
( رائف ............. لقد انتهيت ... )
تسمر جسده للحظة , قبل أن يستدير اليها ببطىء .... و ليته لم يفعل !!!! ...
وقف مكانه مشدوها .... غير مصدقا لما يراه في تلك اللحظة ....
فهمس بصوتٍ مبهور ... مذهول
( ياللهي .............. )
كانت تقف هناك ... ترتدي اجمل و أغرب فستان زفاف رآه بحياته ......
ابيض الصدر ..... عاري الكتفين و الذراعين .... تتراص ورود جورية صغيرة صفراء و ووردية على حافة صدره العليا ....... بينما انسدل في موجات بيضاء كبيرة منتفخة ..... دون اي زينة اخرى ...
اما شعرها !!! .... و آه من شعرها .... فقد اطلقته حرا ... طويلا و متماوجا حتى تجاوز خصرها ... بينما رفعت جانبيه عند اذنيها بوردتين من الجوري ....
كانت تترقب نظراته المشدوهة و هي تتلاعب بأصابعها بتوتر ... أما عيناها فكبيرتان متسعتان ... عسليتان كحلاوة شفتيها و هي تنتظر منه اي ردة فعل .... و حين يئست ... قالت بخفوت
( أردت ...... أردت ..... ارتداء فستان زفاف من أجلك أنت فقط ..... )
انبعثت الأغنية من خلفه مجددا وهو يتأملها دون أن يشبع .... كما لم يشبع من الأغنية أبدا ....
فهمس بخفوت غير قادرا على النطق
( ملك .............. )
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي ترى توهج نظراته الجديد عليها .... فقال بخفوت
( استديري بالفستان حبيبتي ...... )
اتسعت عيناها اكثر ... الا انها دارت بالفستان كما طلب و ما ان واجهته مجددا ووقفت ... كان هو يتنفس نفسا رتيبا .... عميقا .... و غريبا .... فهمس متراجعا الى الرف من خلفه
( استديري مجددا ...... دون ان تتوقفي ..... )
ابتسمت بجنون و قد احمر وجها بشدة .... لكن عيناه شجعتها ... فرفعت ذراعيها لأعلى كعروس صندوق الموسيقى .... و اخذت تدور و تدور مع الحان الأغنية .....
و الفستان يدور من حولها منتفخا .... بينما تحيا حلما ورديا و كأنما ترقص فوق سحابةٍ عالية ... مبتسمة ضاحكة
لكن سرعان ما شعرت بالدوار ... فترنحت قليلا ... حينها وجدت ذراعاه تتلقفانها بقوة و تضمانها الى صدره
رمشت بعينيها املا ...و هي ترفع وجهها الدائخ اليه ....
لتراه يتأملها كمن يتأمل لوحة من الورود ... فمد يده خلف ظهرها ليمر بها ببطىءٍ على طول شعرها حتى انتهت اسفل خصرها ... بينما هي تموت في مكانها .... فهمس بصعوبة
( هل أنت حقيقية ؟!! ..... أم هاربة من احدى قصص الأساطير ؟!! .... )
ابتسمت بجنون و هي تطرق بوجهها الذي ازداد حلاوة باحمراره ....أما هو فمال بوجهه يدفنه في شعرها وهو يتمايل بها على الحان الأغنية ....
و كلما سمعت المقطع اللذي يقول
" فحبيبك لا يهوى الا ورد الخــــــد "
كان رائف ينحني اليها ليقبل وجنتها بقوة .... و هي مغمضة عينيها تتأوه قليلا ... تهمس باسمه ...
أما يداه فقد ازدادتا جرأة قليلا ... على عودها الغض و شعرها المجنون من حولهما ... فشعرت بأنها على وشك الموت انهيارا من شدة ما تشعر به ......
في تلك اللحظة رفعت وجهها اليه ... لكنها لم تتوقع أن يهبط وجهه اليها .... ليقتنص ورد شفتيها بقلبة لم تعرف شيئا مثلها من قبل .....
كان هو الآخر يعيش عالمه المجنون ... متنعما برحيق شفتيها بينما كانت هي عاجزة تماما أمام هذا الهجوم الضاري من شدة جماله ....
و فجأة وجدت نفسها تطير في الهواء بفستانها الضخم وهو يحملها بين ذراعيه ... ففتحت عينيها شاهقة متعلقة بأذنه و هي تهتف
( قدمك يا رائف ......... )
الا أنه همس بصوتٍ أجش مجنون
( ملك ....... جمالك أفقدني المتبقي من سيطرتي على نفسي ..... )
و تحرك بها وهو يعرج قليلا الى غرفتهما .... بينما قلبها يصرخ بعنف فوق صدره ....
و ما أن انحنى ليضعها على السرير ... و استلقى بجوارها برفق .. نظر الى عينيها الواسعتين .. بعينيه المتوهجتين و همس في اذنها
( هل أنتِ بخير ؟!! ........ )
أومأت برأسها بسرعة و ذعر دون ان تجيب .... بينما كان وجهها أحمر و شفتيها منتفختين ... عقد حاجبيه قليلا قبل أن يميل اليها ... يروي القليل من ظمأه المجنون بطول صبر ....
و بمرور اللحظات كانت تطوف بين دوامة عنيفةٍ من حلاوة ما تشعر به ... و بين ذلك الذعر الذي يقبع متربصا بها .....
و على الرغم من شدة رقة رائف ... و همسه برفق في اذنيها ... و اصابعه التي تلاعب شعرها بحنان بأكبر قدر يستطيعه ... الا أنه كان كلما انتقل معها الى مرحلةٍ أكبر .... كان الذعر بداخلها يزيد ....
الى أن رفع وجهه اليها بعد فترة ... ينظر اليها وهو يلهث قليلا ... فهاله أن يراها مطبقة الجفنين بشدة حتى تجعدا .... أما ابهامها فكان يعد بسرعةٍ على باقي أصابعها ... و شفتيها تتحركان بالأرقام سريعا دون أن تصدر صوتا .... الا أنه استطاع قرائتها بسهولة
" واحد ... اثنان .... ثلاثة .... اربع ..... "
ابتلع ريقه بصعوبةٍ وهو يتأملها طويلا ... حتى أنها لم تلحظ توقفه .....
حينها انحنى برأسه حتى طبع قبلة طويلة دافئة على شفتيها ... قبل أن يهمس في أذنها بصوتٍ خافت لاهث
( تصبحين على خير حبيبتي ........ )
فتحت عينيها المذهولتين لتراه يلملم ما تشعث من ملابسه و يغادر الغرفة .... مغلقا الباب بهدوء ... دون أن ينظر اليها !!!!! .... فهمست بعدم استيعاب
( رائف !!! ............ )
.................................................. .................................................. .....................
خرجت وعد من سيارة سيف بفستان زفافها تحمل طرفيه بين قبضتيها ... ترفع وجهها لتنظر الى البناية الفخمة الحديثة ....
لا تصدق حتى الآن ما يحدث معها حتى هذه اللحظة ....
شردت عيناها في البناية الضخمة ... في الواقع لم يكن مهرها الورقة المالية فقط ....
بل كانت شقة كبيرة مزدوجة ...... بآخر طابق من هذه البناية ....
أما شقتها مع ملك ... فقط طلب منها سيف أن تخليها من أغراضهما ... ليتم فتحها على شقة المعرض أسفلها كي يتم توسيعه .... بعد أن كاد الا يكفي زيادة العاملات و الطلبات .....
كم مر الأمر بسرعة ... لتجد نفسها متزوجة من جديد مع انتهاء عدة ملك ... فأصبح الفرح فرحين ....
كان سيف قد وصل اليها فوضع يده على ظهرها لتنتفض قليلا و هي تنظر اليه مبتسمة ...
أما عيناه فكانتا تحملان انفعالا عميقا ...
همست وعد مبتسمة
( لو بقيت أشكرك العمر كله .... فلن يفيك حقك ..... )
عقد حاجبيه هامسا بصوتٍ أجش وهو يمد يده و يلاعب خصلة متهدلة من شعرها على وجهها
( هذا مهرك يا غبية ...... كم مرةٍ سأشرح لكِ ذلك ؟!! ...... )
ابتسمت ابتسامة عميقة .... تنطق بالكثير و كأنها تخبره بكل شيء دون الحاجة الى النطق ....
ثم قالت بخفوت
( و كم مهرٍ ستعطيني ؟!!! ...... كي أستطيع استغلالك بإتقان .... )
فتح ذراعيه وهو يقول بهدوء
( استغليني براحتك ...... لكن لا تتوقعين مني الا أستغلك في المقابل .... و انا استغلالي مرهق للغاية ... )
مطت شفتيها و هي تحيد بعينيها عنه قائلة بغضب و خجل
( لا فائدة منك ........ مراهق ..... )
عبس وهو يقول
( حسنا يا سيدتنا العاقلة ..... هل سنقضي ليلة زفافنا هنا في هذا الظلام البارد ..... )
انحنى اليها ليهمس في اذنها
( مشتاااااق يا وعدي .......... )
ابتعدت عنه ضاحكة ضحكة شقت سكون الليل و هي تقول
( كل شيء له ثمن ..... لو اردت أن تروي شوقك .... أمسكني أولا .... )
عقد سيف حاجبيه غير مستوعبا لما تقوله ....
الا انها فجأة رفعت حافتي فستانها الضخم بقبضتيها و اطلقت ساقيها للريح ..... تجري داخلة الى البناية ...
اندفع سيف خلفها وهو يناديها بصوتٍ خافت كي لا يثيران فضيحة ...
( وعد ...... تعالي هنا ...... )
الا انها همست ضاحكة
( امسكنى اولا ............ )
كان على وشكِ الابتسام وهو ينوى الإمساك بها ... لكن فجأة ضاعت ابتسامته و شحب وجهه وهو يراها تتجاوز المصعد ... لتتجه الى السلالم و تصعد عليها جريا !!! ...
اتسعت عيناه بارتياع و انطلق يجري خلفها مناديا
( وعد ...... توقفي ....... )
الا انه كان يسمع ضحكتها و هي تهتف
( تعال و اوقفني ...... )
اخذ يصعد كل درجتين معا كالمجنون ... بينما كانت هي كالعفريته و هي تجري بسرعة .... خالعة حذائيها على احدى الدرجات ...
لكن سيف لم يلتقطهما .... بل اخذ يجري خلفها صعودا على السلالم وهو ينادي بخوف
( توقفي يا وعد ....... توقفي ..... )
و لا جواب سوى ضحكاتها ......
صعدت طابقين ... و اربع .... ثم ست طوابق .... و سيف خلفها بكل قوته وهو يصرخ غير مباليا
( وعد ...... لأجل الله توقفي ....... لا تفعلي ذلك ....... )
وصلت للطابق السابع و هي تلهث ... فأمسكت بسور السلم وتباطىء صعودها و هي تشعر بانها غير قارة على الإستمرار بالفعل .... فجلست على احدى الدرجات تلهث و تسعل بقوة ... ثم اسندت رأسها للجدار ... و بدأت تضحك بتعب ....
وصل سيف اليها في تلك اللحظة وهو يلهث جنونا ... ثم صرخ ما ان رآها تجلس ارضا
( وعد ...... هل أنتِ بخير ؟!! ...... )
ضحكت بتعب و هي تسعل
( تعبت للأسف ..... لم أستطع المتابعة ...... )
زفر سيف بقوةٍ وهو يرتمي جالسا بجوارها شاتما بلفظٍ جعل وجهها يحمر بشدة ... فقالت بخفوت
( هل هذا لفظ يليق بعروس ؟!!! ..... )
ثم رفعت يدها و بظهر كفها ضربت صدره بقوة .... فسعل عاليا مع ضربتها بسبب لهاثه ...
قالت وعد حينها و هي تنظر اليه
( لقد كبرت في السن يا سيف .......... )
رفع وجهه ينظر اليها غاضبا ... ثم قال بغموض
( كبرت في السن ها ؟؟ ........ حسنا تعالي الى هنا ... )
و قبل ان تشهق ضاحكة كان قد نهض ليرفعها على كتفه .... فتدلى شعرها حول وجهها وهو يصعد بها الثلاث طوابق المتبقيين .... لبينما هي تهتف
( انزلني يا سيف .... ماذا لو فتح احدهم باب شقته ...... )
الا ان سيف تابع صعوده حتى وصل الى باب شقتهما وهو يقول
( سيعلمك هذا حينها ان تتوقفي عن حماقاتك ...... )
ضحكت قليلا ... ثم خفتت ضحكتها لتقول بخفوت
( سيف .... احملني كالعروس .... لا كضحية حريق ..... ارجوك )
وقف مكانه وهو يخرج المفتاح من جيبه ... ثم قال بصرامة
( اعتذري اولا ........... )
همست بوداعة
( آسفة ........... )
لم يتوقع ان تكون بمثل هذا الخنوع و الادب ... فقال عاقدا حاجبيه
( و اقسمي الا تجرين على السلالم مجددا ..... )
همست بكل ادب
( اخر مرة ....... اعدك بذلك ........ )
ظل صامتا قليلا .... قبل ان يقول
( قولي احبك ........... )
ابتسمت بسعادة وهي تقول
( لا أسهل من ذلك ...... أحبك ..... أحبك .... )
و قبل أن تنطق الثالثة ... كان قد رفعها عن كتفه بحركةٍ أفعوانية ماهرة .... ليجعلها محمولة بين ذراعيه ...
دون أن ينزلها أرضا ....
نظرت اليه بعينين براقتين ... قبل أت تقول سعيدة
( كيف فعلت تلك الحركة ؟!!! ......... )
ابتسم لعينيها وهو يقول بصرامة
( كي أريك من هو الكبير سنا ....... قولي احبك مجددا ... )
همست لعينيه مبتسمة و هي تتعلق بعنقه
( احبك ........... )

انتهى الفصل 52 .. قراءة سعيدة


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-09-15, 11:45 PM   #23706

amar_nirmen

? العضوٌ??? » 66245
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,703
?  نُقآطِيْ » amar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 425 ( الأعضاء 343 والزوار 82)
‏amar_nirmen, ‏ميمي2, ‏نور الضى, ‏magyy allam, ‏هيون القحطاني, ‏اميرة كيليسا, ‏ruby angel, ‏الثقلين, ‏المهندسة الاهلاوية, ‏mouna ABD, ‏وريعة, ‏ميرا عبده, ‏ابتسامة تفاؤل, ‏tamima nabil, ‏شذى الريحان, ‏Totooولا أحلا, ‏غرررام الورد, ‏smile as you can, ‏روحي حرة, ‏زهرة الاوركيدة, ‏ام هنا, ‏feriel barcelona, ‏beau, ‏زهرة مغتربة, ‏أسماء44, ‏meryamaaa, ‏نور ضياء, ‏tomcruise, ‏نور الصباح5, ‏mesho ahmed, ‏دموع عذراء, ‏دلال الدلال, ‏هوس الماضي, ‏وفاءايمن, ‏احلام حزينة, ‏عيوني تذبح, ‏sosobarra, ‏Shosh A, ‏amana 98, ‏بين الورقة والقلم, ‏ons_ons, ‏hope 21, ‏hadeer mansour, ‏بوح البوح, ‏دوسة 93, ‏MaNiiLa, ‏جميلة الجميلات, ‏نبيله محمد, ‏yara, ‏shams ali, ‏jjeje, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏سهرانة الليل, ‏روكو, ‏الاف مكة, ‏elizabithbenet, ‏Hams3, ‏rawand girl, ‏شطح نطح, ‏marwaadel, ‏زهرة الكاميليا4, ‏Just give me a reason, ‏nada alaa, ‏modyyasser43, ‏markunda, ‏حوار مع النفس, ‏نهولة, ‏onny, ‏yaraa_charm, ‏luz del sol, ‏kmnbvc, ‏amatoallah, ‏safy mostafa, ‏JOURI05101, ‏tntn2020, ‏بنت بلدي, ‏مهرة..!, ‏Gorgie!, ‏sasad, ‏sama*, ‏ميثاني, ‏MEGGAIZ HOUDA, ‏نبض من أمل, ‏dina naguib, ‏الدمعة الحائرة, ‏*جوود*, ‏intissar2, ‏hiba21, ‏zerozero, ‏ليله طويله, ‏fatima zahraa, ‏meriam 1992, ‏lelly, ‏Dndn1992, ‏NAMOSA, ‏Bnboon, ‏جيتك بقايا جروح, ‏بسنت محمد, ‏fatma111, ‏سهرا, ‏hedoq, ‏NANAMONTANA, ‏maimickey, ‏صبا القلب, ‏Bassmet Amal, ‏bassina, ‏كفى, ‏Bashayer6, ‏yassminaa, ‏بياض القلب, ‏fattima2020, ‏nancy_nana, ‏bonoquo, ‏ارق النجوم, ‏نور القلوب 18, ‏hanene**, ‏نزووف, ‏sonal, ‏توته الاموره, ‏غرام النهار, ‏ريم نديم, ‏scarlet, ‏nadiazin, ‏خضره, ‏sara-khawla, ‏Roroyoyo, ‏اميرة الرومنسية, ‏كترين, ‏سوما, ‏انسيآب..!, ‏جوهرة الشر, ‏هنو العمري, ‏nouriya, ‏maysleem, ‏elham sdqe, ‏aya elkomy, ‏مجنونة بطبعي, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏maha kamal, ‏ام مزن, ‏متعثرهـ, ‏mando mano, ‏new-user, ‏malake, ‏loulouys, ‏soe, ‏شوشو العالم, ‏توقه, ‏Iraqi1989, ‏futur 73, ‏ebrU, ‏maha_1966, ‏شكرإن, ‏فراشة التميز, ‏اسراء سيد عثمان, ‏تى تى بك, ‏ن و ا ر ى, ‏dansk, ‏الشوق والحب, ‏a7bk 77, ‏نجمة**القمر, ‏yukki, ‏الراجيةرضاربها, ‏ام سم, ‏najla1982, ‏engasmaamekawy, ‏emu atta, ‏*ماريان*, ‏princesse mimi, ‏بسابيس, ‏cadbury chocolate, ‏ربروبة, ‏celinenodahend, ‏فتكات هانم, ‏صفاء الليل, ‏مرمر بوعا, ‏عبير111, ‏ksuhaila, ‏روح طرياك, ‏Latoofah, ‏ارض اللبان, ‏malokty, ‏souhai, ‏سودوكو, ‏nagah elsayed, ‏لاار, ‏rosemary.e, ‏ام عبدالله1111, ‏angela11, ‏منى سعد, ‏شاكرةلله, ‏shammaf, ‏مذكرات, ‏غرام العيون, ‏حور الجنان, ‏الصقر الصقر, ‏الشيمااء, ‏omdodo, ‏sweet hime, ‏farahsa, ‏علاج ابوها, ‏غيدائي, ‏mounya, ‏همسه ود, ‏egyptian and proud, ‏كيوانو, ‏camela, ‏summer cloud, ‏سيدة قصرها, ‏جاكلي, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏Mary~), ‏sweetlikechoclate, ‏khadibima 52, ‏أنا لك علي طول, ‏كريستنا, ‏لؤلؤة سوداء, ‏marmora_95, ‏sara alaa, ‏palmoon, ‏amoaasmsma, ‏جنون الزمن, ‏دنيا ملهاش امان, ‏ابن الشام2, ‏mahy hossam, ‏عمر السعيد, ‏Rosell_ksa1, ‏The Rou, ‏يمنى اياد, ‏ام الورعان, ‏hind 444, ‏hassnaa, ‏khma44, ‏المحب لله, ‏iméén, ‏برديس, ‏sajanody, ‏Hiba Ab, ‏من هم, ‏الديراويه, ‏فله45, ‏reham ali, ‏whiterose99, ‏تمني04, ‏samantaa, ‏سنا هيت, ‏بلاكو, ‏سنونوة, ‏fatma ahmad, ‏isoldea, ‏doc khadija, ‏salsa, ‏رازبيري, ‏toto2009, ‏رمـاد الشوق, ‏الماسيه, ‏seham26, ‏سحر الحياة, ‏نسايم روحك, ‏نور بن مبروك, ‏دهور مسروقة, ‏abeerbader, ‏haneen el nada, ‏ليلى هشام, ‏métallurgier, ‏101So so, ‏ASAMA KANZARI, ‏khaoula Ci, ‏starmoon, ‏رمز الأمل, ‏ensho, ‏raniaone, ‏رمله, ‏karmen83, ‏sleeplessgirl, ‏هواي فيفا, ‏rare heart, ‏سارة امينة, ‏ayaahmedmohamed, ‏salwa shazly, ‏دلووعة2, ‏النبراس الساطع, ‏miss baio2, ‏أشتاقك أمي, ‏أم سيف, ‏ليليان كاين, ‏b3sh0, ‏reree121, ‏magi20, ‏cmoi123, ‏ام عمر يحيى, ‏دندنه 2008, ‏basmato lhayat, ‏انجى م, ‏knan, ‏مي درويش, ‏موجه حزن, ‏ساميحة, ‏ريم3, ‏العنود محمد, ‏ام مريم ومالك, ‏ام غيث, ‏chahinezb, ‏Serene442, ‏nothing 2 say, ‏eng miroo, ‏روكارو, ‏بنت عتابى, ‏البيضاء, ‏princess miroo, ‏صمت الزوايا, ‏شيمو العاقلة, ‏عيون الظبي, ‏فخر الإمارات, ‏رحيل الامل, ‏دوري.7, ‏cute-lady, ‏ميامين, ‏belladone, ‏kimi mi, ‏celine92, ‏fofoo92, ‏rewaida, ‏بحر الورد, ‏habiba bibo, ‏ميسلودي, ‏جيجك, ‏هبه غالى, ‏عشق الخيال, ‏princess of romance, ‏arwachahid, ‏beauty anastasia


amar_nirmen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-15, 11:52 PM   #23707

maha kamal

? العضوٌ??? » 349234
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 369
?  نُقآطِيْ » maha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond reputemaha kamal has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور وفى الانتظار

maha kamal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-15, 11:52 PM   #23708

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

انتهى الفصل يا سكاكر .... من مشاركتين ..... قراءة سعيدة و ايدكم بقى على اللايكات و التقييمات و التعليقات .. اهم شيء التعليقات .....

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-09-15, 11:54 PM   #23709

NIRMEEN30
alkap ~
 
الصورة الرمزية NIRMEEN30

? العضوٌ??? » 283698
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,544
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » NIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
قد تحتاج لساعة كي تفضل احدهم.......و يوما لتحب احدهم.......و لكنك قد تحتاج العمر كله لكي تنسى احدهم
افتراضي

تسجيل حضور معلش جاي متاخر اروح اقر الفصل

NIRMEEN30 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-09-15, 11:55 PM   #23710

amar_nirmen

? العضوٌ??? » 66245
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,703
?  نُقآطِيْ » amar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond reputeamar_nirmen has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 469 ( الأعضاء 378 والزوار 91)
‏amar_nirmen, ‏khokhadream, ‏Latoofah, ‏eng miroo, ‏هلا83, ‏hidaya 2, ‏سرى النجود, ‏souhai, ‏rewand, ‏LENDZY CULLEN, ‏*ماريان*, ‏هوس الماضي, ‏شكرإن, ‏tamima nabil, ‏sunflower4, ‏NIRMEEN30, ‏angela11, ‏summer cloud, ‏Iraqi1989, ‏سحابة فرح, ‏اميرة الرومنسية, ‏السماء الزرقا, ‏بوح البوح, ‏أنا لك علي طول, ‏do3a, ‏rosemary.e, ‏Pure angel, ‏نبيله محمد, ‏فله45, ‏علاج ابوها, ‏zenaziz65, ‏نهاد على, ‏ميامين, ‏Electron, ‏صمت الزوايا, ‏c-moon, ‏HYUNAEXOGIRLL, ‏lelly, ‏نبض من أمل, ‏salsa, ‏maha kamal, ‏ebrU, ‏شيمو العاقلة, ‏Diego Sando, ‏عيوشة.رجب, ‏ksuhaila, ‏cmoi123, ‏farahsa, ‏modyblue, ‏نسايم روحك, ‏ليل سوسو, ‏ربروبة, ‏thetwin, ‏أريج الجوري 2, ‏ميرا عبده, ‏الشوق والحب, ‏JOURI05101, ‏najla1982, ‏فجر الكون, ‏ميسلودي, ‏نور ضياء, ‏جنون امراه, ‏مسره الجوريه, ‏Nor sy, ‏روح طرياك, ‏مهرة..!, ‏هبوش 2000, ‏soe, ‏العنود محمد, ‏shams alnour, ‏malokty, ‏chahinezb, ‏ميثاني, ‏مِــزاجـِـيَّة, ‏maysleem, ‏نور الصباح5, ‏بياض القلب, ‏ريم3, ‏بنت بلدي, ‏بين الورقة والقلم, ‏دمعه نسيان, ‏jinin, ‏AYOYAAA, ‏tota2008434, ‏janna88, ‏نور بن مبروك, ‏sosobarra, ‏safy mostafa, ‏فخر الإمارات, ‏sweetlikechoclate, ‏متعثرهـ, ‏هدوء الدوشة, ‏bassina, ‏yara, ‏سناء هلسة, ‏yukki, ‏jolanar89, ‏princesse mimi, ‏ام هنا, ‏Mary~), ‏ورده الياسمين, ‏mesaw, ‏onlyme, ‏كيوانو, ‏نوفـ الصغيرة, ‏مريم جمال, ‏ريناد السيد, ‏amira 70, ‏دوسة 93, ‏عفراء الطاهر, ‏نور الضى, ‏Omniaah, ‏سها, ‏Shosh A, ‏yassminaa, ‏توقه, ‏khma44, ‏سودوكو, ‏فادو., ‏aya elkomy, ‏feriel barcelona, ‏sofia212, ‏elizabithbenet, ‏sara alaa, ‏سلمى سيف, ‏سميراء, ‏hadeer mansour, ‏jamyong, ‏خضره, ‏nagah elsayed, ‏ruby angel, ‏ديما4, ‏sara-khawla, ‏Totooولا أحلا, ‏جميلة الجميلات, ‏celinenodahend, ‏نسيم الغروب, ‏وريعة, ‏fatima zahraa, ‏رعشه قلب, ‏مذكرات, ‏مي درويش, ‏المهندسة الاهلاوية, ‏ميمي2, ‏magyy allam, ‏هيون القحطاني, ‏اميرة كيليسا, ‏الثقلين, ‏mouna ABD, ‏شذى الريحان, ‏غرررام الورد, ‏smile as you can, ‏روحي حرة, ‏زهرة الاوركيدة, ‏beau, ‏زهرة مغتربة, ‏أسماء44, ‏meryamaaa, ‏tomcruise, ‏mesho ahmed, ‏دموع عذراء, ‏دلال الدلال, ‏احلام حزينة, ‏عيوني تذبح, ‏amana 98, ‏ons_ons, ‏hope 21, ‏MaNiiLa, ‏shams ali, ‏jjeje, ‏الزهرة البيضاء 2, ‏سهرانة الليل, ‏روكو, ‏الاف مكة, ‏Hams3, ‏rawand girl, ‏شطح نطح, ‏marwaadel, ‏زهرة الكاميليا4, ‏Just give me a reason, ‏nada alaa, ‏modyyasser43, ‏markunda, ‏نهولة, ‏onny, ‏yaraa_charm, ‏luz del sol, ‏kmnbvc, ‏amatoallah, ‏tntn2020, ‏Gorgie!, ‏sasad, ‏sama*, ‏dina naguib, ‏الدمعة الحائرة, ‏*جوود*, ‏intissar2, ‏hiba21, ‏zerozero, ‏ليله طويله, ‏meriam 1992, ‏Dndn1992, ‏NAMOSA, ‏Bnboon, ‏جيتك بقايا جروح, ‏بسنت محمد, ‏fatma111, ‏سهرا, ‏hedoq, ‏maimickey, ‏صبا القلب, ‏Bassmet Amal, ‏كفى, ‏Bashayer6, ‏fattima2020, ‏nancy_nana, ‏bonoquo, ‏ارق النجوم, ‏نور القلوب 18, ‏hanene**, ‏نزووف, ‏sonal, ‏توته الاموره, ‏غرام النهار, ‏ريم نديم, ‏scarlet, ‏nadiazin, ‏Roroyoyo, ‏كترين, ‏سوما, ‏انسيآب..!, ‏جوهرة الشر, ‏هنو العمري, ‏nouriya, ‏elham sdqe, ‏مجنونة بطبعي, ‏ام مزن, ‏mando mano, ‏new-user, ‏malake, ‏loulouys, ‏شوشو العالم, ‏futur 73, ‏maha_1966, ‏فراشة التميز, ‏اسراء سيد عثمان, ‏تى تى بك, ‏ن و ا ر ى, ‏dansk, ‏a7bk 77, ‏نجمة**القمر, ‏الراجيةرضاربها, ‏ام سم, ‏engasmaamekawy, ‏emu atta, ‏بسابيس, ‏cadbury chocolate, ‏فتكات هانم, ‏صفاء الليل, ‏مرمر بوعا, ‏عبير111, ‏ارض اللبان, ‏لاار, ‏ام عبدالله1111, ‏منى سعد, ‏شاكرةلله, ‏shammaf, ‏غرام العيون, ‏حور الجنان, ‏الصقر الصقر, ‏الشيمااء, ‏omdodo, ‏sweet hime, ‏غيدائي, ‏mounya, ‏همسه ود, ‏egyptian and proud, ‏camela, ‏سيدة قصرها, ‏جاكلي, ‏khadibima 52, ‏كريستنا, ‏لؤلؤة سوداء, ‏marmora_95, ‏palmoon, ‏amoaasmsma, ‏جنون الزمن, ‏دنيا ملهاش امان, ‏ابن الشام2, ‏mahy hossam, ‏Rosell_ksa1, ‏The Rou, ‏يمنى اياد, ‏ام الورعان, ‏hind 444, ‏hassnaa, ‏المحب لله, ‏iméén, ‏برديس, ‏sajanody, ‏Hiba Ab, ‏من هم, ‏الديراويه, ‏reham ali, ‏whiterose99, ‏تمني04, ‏samantaa, ‏سنا هيت, ‏بلاكو, ‏سنونوة, ‏fatma ahmad, ‏isoldea, ‏doc khadija, ‏رازبيري, ‏toto2009, ‏رمـاد الشوق, ‏الماسيه, ‏seham26, ‏سحر الحياة, ‏دهور مسروقة, ‏abeerbader, ‏haneen el nada, ‏ليلى هشام, ‏métallurgier, ‏101So so, ‏ASAMA KANZARI, ‏khaoula Ci, ‏starmoon, ‏رمز الأمل, ‏ensho, ‏raniaone, ‏رمله, ‏karmen83, ‏sleeplessgirl, ‏هواي فيفا, ‏rare heart, ‏سارة امينة, ‏ayaahmedmohamed, ‏salwa shazly, ‏دلووعة2, ‏النبراس الساطع, ‏miss baio2, ‏أشتاقك أمي, ‏أم سيف, ‏ليليان كاين, ‏b3sh0, ‏reree121, ‏magi20, ‏ام عمر يحيى, ‏دندنه 2008, ‏basmato lhayat, ‏انجى م, ‏knan, ‏موجه حزن, ‏ساميحة, ‏ام مريم ومالك, ‏ام غيث, ‏Serene442, ‏nothing 2 say, ‏روكارو, ‏بنت عتابى, ‏البيضاء, ‏princess miroo, ‏عيون الظبي, ‏رحيل الامل, ‏دوري.7, ‏cute-lady, ‏belladone, ‏kimi mi


amar_nirmen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.