آخر 10 مشاركات
دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          39- الأغنية المتوحشة - سارة كرافن- ع.ق (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي الرواية الجديدة التي تفضلونها
فكرة جديدة تماما 2,055 56.56%
جزء ثاني لرواية بأمر الحب 665 18.30%
جزء ثاني لواية لعنتي جنون عشقك 913 25.13%
المصوتون: 3633. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree505Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-10-15, 11:43 PM   #25361

برديس
alkap ~
 
الصورة الرمزية برديس

? العضوٌ??? » 2086
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,833
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي United Arab Emirates
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » برديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond reputeبرديس has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 383 ( الأعضاء 304 والزوار 79)
‏برديس, ‏مريم 1396, ‏Mai sherif, ‏مسره الجوريه, ‏لوحة رسم, ‏فتكات هانم, ‏سوما, ‏ديما4, ‏mouna ABD, ‏NIRMEEN30, ‏starmoon, ‏أزعجهم هدوئي, ‏عفراء الطاهر, ‏توته الاموره, ‏**sweet girl**, ‏مي درويش, ‏bassina, ‏MaNiiLa, ‏ورده الياسمين, ‏koukou1384, ‏secret angel, ‏غرررام الورد, ‏Bnboon, ‏منى مصري, ‏oporo, ‏سودوكو, ‏سومة1989, ‏samahss, ‏سراج النور, ‏*جوود*, ‏مصطفى ابراهيم, ‏يوسف الحضرمي, ‏ebti, ‏!!!Atheer, ‏مهيف هريتك, ‏RWANABDO, ‏sonal, ‏sara sarita, ‏jolanar89, ‏zerozero, ‏برستيج اردنية, ‏اضوه, ‏najla1982, ‏doc khadija, ‏safy mostafa, ‏بوح البوح, ‏kholoud.mohd, ‏فله45, ‏شطح نطح, ‏sara ismail, ‏johayna123, ‏goge 95, ‏أشتاقك أمي, ‏ميسلودي, ‏ليل سوسو, ‏nada alaa, ‏sosobarra, ‏maramza, ‏الراجيةرضاربها, ‏غرام العيون, ‏mesho ahmed, ‏hedoq, ‏rahaf_1, ‏Frahal, ‏مروة صادق, ‏souadel, ‏rontii, ‏hadb, ‏ام مريم ومالك, ‏summer cloud, ‏ساره مؤنس, ‏خفوق انفاس, ‏pooh10, ‏omniakilany, ‏egyptian and proud, ‏دلال الدلال, ‏Heba Hafez, ‏صمت الصحراء, ‏tntn2020, ‏hawa500, ‏شروق الشمس هلا, ‏last hope, ‏زموردة, ‏angela11, ‏اميرة الرومنسية, ‏cmoi123, ‏priscila, ‏خضره, ‏ام^عزووز, ‏11_roro, ‏khaoula Ci, ‏Nonty Nona, ‏ruby angel, ‏رهفة, ‏tamima nabil, ‏nono sweetie, ‏عيون الظبي, ‏doudo, ‏fatma hafez, ‏بنت بلدي, ‏Diego Sando, ‏كترين, ‏ناي محمد, ‏Hams3, ‏ليانا21, ‏drsally2000, ‏رحاب مصطفي, ‏زهرة مغتربة, ‏شموخ2014, ‏amoula24, ‏البيضاء, ‏بسنت محمد, ‏غيدائي, ‏هيون القحطاني, ‏حور الجنان, ‏رمـاد الشوق, ‏لؤلؤة سوداء, ‏el8mar, ‏عشق الخيال, ‏roro.rona, ‏luz del sol, ‏اماني العمر الجميله, ‏ام البنوتة, ‏nagah elsayed, ‏soma saif, ‏اخطوطه, ‏سكر نبات, ‏سمر لولو, ‏jello, ‏Baekoud, ‏سحابة فرح, ‏dina naguib, ‏REEM HASSAN, ‏ميامين, ‏markunda, ‏ربروبة, ‏عبث الحروف, ‏manelsalah, ‏Ŕed*ŔOoŹẻttā, ‏reham nassef, ‏نهيل نونا, ‏الشوق والحب, ‏magyy allam, ‏khma44, ‏نجمة**القمر, ‏ammyemad, ‏ارق النجوم, ‏غير عن كل البشر, ‏fazzou, ‏Mhawy.., ‏حديث الذكريات, ‏eng miroo, ‏هوس الماضي, ‏Electron, ‏marie2000, ‏صديع, ‏نهولة, ‏endesha, ‏sama*, ‏اميرة العصرر, ‏redrose2014, ‏fatma ahmad, ‏musk, ‏celinenodahend, ‏dema25, ‏أسماء44, ‏butter fly, ‏Aya youo, ‏جيجك, ‏دودو 2000, ‏سوسا العتيبي, ‏روح طرياك, ‏مريم 80, ‏monaaa, ‏memorp, ‏أماسي اماسي, ‏Latoofah, ‏marwaadel, ‏المهندسة الاهلاوية, ‏SORAYA M, ‏sunsat, ‏um habiba, ‏ام معتوق, ‏شهد محمد صالح, ‏الميزان, ‏noora alshehhi64, ‏amoaasmsma, ‏عشقي لديار الخير, ‏mirasmith, ‏b3sh0, ‏samantaa, ‏ladymyself, ‏الغيد 11, ‏reham22, ‏gooore, ‏نجوى1, ‏كتكوته زعلانه, ‏hidaya 2, ‏ayaal, ‏omnue2006, ‏marwa eldally, ‏امانى خالد, ‏R..*, ‏ورد الخال, ‏mjklaus, ‏bonoquo, ‏ارض اللبان, ‏life is fun, ‏AROOJ, ‏شروق الفجر, ‏dentistaya, ‏nadiazin, ‏omdodo, ‏#Méé#, ‏مالقيت إسم, ‏um.aisha22, ‏nice meal, ‏غمزة نظر, ‏زهرة الحنى, ‏سُقياَ, ‏doaapakr, ‏Totooولا أحلا, ‏اغلى ناااسي, ‏@شمعة الجلاس@, ‏نورسي, ‏do3a, ‏لا لي لو, ‏سوما محمد, ‏JOURI05101, ‏ابتسمي, ‏lizabennete, ‏tokal hakeam, ‏ronita1417, ‏safa2, ‏طيور الجنة, ‏سويت كات, ‏love big, ‏princessran, ‏almaas muhamed, ‏طوطه, ‏princess sara, ‏كلابي, ‏زهرة الكاميلي, ‏FαττǾuм, ‏fofoo92, ‏حياتي في رواياتي, ‏jus6me010, ‏كلي اناقه, ‏fatma111, ‏Bassmet Amal, ‏yoda5, ‏ن و ا ر ى, ‏رودينا2, ‏sofia212, ‏Amoolh_1411, ‏ورد الحياة, ‏fadoom, ‏نطنيش !, ‏دلع الماسه, ‏Fayّun, ‏هوازن, ‏دودي الخليفي, ‏عاشقة الجنة, ‏العنود محمد, ‏noorvay, ‏BENT EL3OMDA, ‏انين قلب مجروح, ‏الفراشه النائمه, ‏ندى اليمن, ‏thebluestar, ‏abdallahmimi, ‏ام مصطفى1, ‏كبرياء عنيدة, ‏حواء بلا تفاح^, ‏elizabithbenet, ‏انسيآب..!, ‏sweet123, ‏nadahosney, ‏هبوش 2000, ‏قمر الليالى44, ‏واثق الخطا, ‏ليلى هشام, ‏aya.mostafa, ‏القمر الجديد 1, ‏روكارو, ‏hinddoya, ‏غارقة في البحر, ‏عذراء سوداء القلب, ‏توقه, ‏sara alaa, ‏سارقة الظلام, ‏tiasam, ‏سلمى ستار, ‏ام عمر يحيى, ‏rouka2000, ‏وسيره, ‏penguin

مساء الخير للجميع تسجيل حضور


برديس غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-10-15, 11:47 PM   #25362

عبير على محمد

? العضوٌ??? » 290915
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 675
?  نُقآطِيْ » عبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond reputeعبير على محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

لاااااااااااااااااااا الفراق صعب مش هاستناهم كل سبت ازاى؟؟..
بس دة حال الدنيا بس اكيد هتقابليناااااااااااااا بيهم تانى فى رواية جدية وتقوللنا اخبارهم زى حنين وجاسر وعاصم وصبا حبايب قلبي
انا عارفة ان الرواية اجهدتك وتعبتك واحنا كمان اتعبناكى شوية بس معلهش فداناااااااااااا وفداكى
يسلم ايديك ومتبعاكى وربنا يسعدك زى مابتسعدينا ياتميمة ياحلوة
مستنياكى وتسلم ايديك


عبير على محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-15, 11:48 PM   #25363

Diego Sando

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Diego Sando

? العضوٌ??? » 307181
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,113
?  نُقآطِيْ » Diego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond reputeDiego Sando has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضووووووووووووووووووووووو ر

Diego Sando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-15, 11:48 PM   #25364

همس النجوم
alkap ~
 
الصورة الرمزية همس النجوم

? العضوٌ??? » 214280
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 935
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » همس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond reputeهمس النجوم has a reputation beyond repute
?? ??? ~
(( ياليتناا نرجع مثل اول اطفال طهر و براءه م بناا ظن كافر . . اللي يزعلناا يرااضيناب ريال ! . . واللي توفى نحسب انه مسافر ))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي فتره ما دخلت ولا علقت في الروايه

مش مستوعبه اليوم الفصل الاخير

رغم شوقي للفصل لكني على وشك الاصابه بتحباط

لانها الروايه الوحيده الي اتابعها في المنتدى حاليا لانشغالي


همس النجوم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://im37.gulfup.com/uOarU.gif[/imgr] [imgl]https://im31.gulfup.com/w5OMm.gif[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 31-10-15, 11:51 PM   #25365

**sweet girl**
alkap ~
 
الصورة الرمزية **sweet girl**

? العضوٌ??? » 68402
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 745
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » **sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute**sweet girl** has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلام عليكم ورحمة الله احلي تسجسل حضور من الموبايل وكلي احاسيس متضاربة حزن علي حماس علي شوق لجديدك تيمو. بس مش عارفة هقضي سهرة السبت ازاي الله يوفقك لكل خير تيمو 😘😘😘

**sweet girl** غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-15, 11:52 PM   #25366

NIRMEEN30
alkap ~
 
الصورة الرمزية NIRMEEN30

? العضوٌ??? » 283698
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,544
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » NIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond reputeNIRMEEN30 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
قد تحتاج لساعة كي تفضل احدهم.......و يوما لتحب احدهم.......و لكنك قد تحتاج العمر كله لكي تنسى احدهم
افتراضي

من غيرك مش جتكمل… الضحكه في وش الاحزان… ابعد ياغم احنا حنتلم واللمه حتحلي بيك ياعم… يالا يالا يالا يايبنات يالا يالا يالا…. اسمع يا بنتي يابنت منتدايه انت علي منتدي روايتي متجمعين… كل الحبايب اصحاب قرايب ما حد غايب مستنين لمتنا تحلي مع بعض احلي والاحلي فيها اننا كملين… يابنات منتدانا هنا مع تميمتنا فرح روايتنا بعنيك وعد وانتم معزومين… . لمتنا في القاعده عند تميمتنا… لمتنا مع بعنيك وعد وكرمتنا .. لمتنا وشقاوة ملكتنا .. لمتنا وبشري حبيبتنا…. ابعد ياغم ده احنا حنتلم واللمه تحلي بيك ياعم

NIRMEEN30 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-15, 11:52 PM   #25367

الفراشه النائمه

? العضوٌ??? » 349210
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 104
?  نُقآطِيْ » الفراشه النائمه is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووووووووووووووووووووووو ووووووووووور

الفراشه النائمه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-15, 11:54 PM   #25368

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

مسا الورد يا سكاكر ... أنا حنزل الفصل حالا ...
shosho57 likes this.

tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 31-10-15, 11:55 PM   #25369

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل السابع و الخمسين :

لم تظن نفسها يوما قادرة على الإحساس بهذا الشعور الغريب من الأمان !!....
و هي تطفو على سطح الماء الرائق الساكن ... ناظرة الي السماء داكنة الزرقة دون ان تدفئها الشمس بعد ... تتخللها أطيافا وردية و أرجوانية ممتدة بخط طويل ...
كانت تشعر بنفسها تعوم فوق سحابةٍ في حلم بعيد عن واقعها .....
اصابعها متراخية على تلك الصفحة الناعمة .... تداعب تلك الحافة الرقيقة التي تفصلها عن السقوط حاملة وزنها بنعومة ....
فغرت شفتيها قليلا دون ابتسامةٍ واضحة ...
فما ينتابها لم يكن له دخل بالسعادة .... بل بالطفو بعيدا ... بعيدا عن كل الجنون الصاخب الذي ينتظرها على سطح الأرض حين تعود ....

تيار الماء البطىء كان يسحبها بعيدا .... و هي مستسلمة له تماما ... مسلمة له دفة اقتيادها ...
لكن يد رجولية أمسكت بأصابعها برفق ... تجذبها اليه كي لا تبتعد أكثر ....
فتنساق فوق السطح و كأن لا وزن لها كورقة شجر يحملها الماء ....
وصلت الى جذعه ترتطم به برقة دون أن تسقط فرفعت عينيها تنظر اليه برهبة!! ...
بدالها النظر طويلا بعينين قاتمتي العمق و هما تمران على كل منحنيات جسدها الصغير و المستلقي فوق صفحة الماء باسترخاء ... ثم قال بصوتٍ أجش خافت
( لا تذهبي بعيدا .......... )
فغرت شفتيها اكثر قليلا , و ارتعشتا للحظة .... قبل أن تهمس بخفوت
( لن أذهب لمكان ..... أنا هنا بجوارك ...... )
التوى حلقه قليلا و كأنه يقاوم تحشرج معين بتنفسه .... و كانت عيناها تتبع كل عضلة تتحرك به الى أن
رفعت رأسها أخيرا و أسقطت قدميها برفق حتى لامستا الأرض الرملية تحتها ... فاستقامت واقفة ...
كان سطح الماء يغطي صدرها ... بينما هو بالكاد يصل الى خصره ....
أخضعها لنفس تقييمه القاتم الشبه حزين ... قبل أن يقول بخفوت
( أنتِ قصيرة للغاية ........ )
اخفضت نظرها عنه و هي تنظر الى الفرق بين مستوى الماء لكل منهما , ثم لم تلبث أن ابتسمت رغم عنها و هي تهمس بخفوت متجنبة النظر الى عينيه
( بل أنت هو الضخم أكثر من اللازم ......... حجمانا لا يتلائمان أبدا ... )
ظل وليد صامتا قليلا قبل أن يقول بخفوت
( أشك في أن يكون بيننا ما هو متلائم .......... )
شعرت و كأنه قد لكمها للتو .... فأبعدت وجهها تنظر الى السماء متنافرة الألوان , قبل أن تهمس بوجع
( المكان هنا ..... مهيب جدا في هذا الوقت , .... السكون و الألوان غريبة .... و صوت ذلك الطائر البعيد , كل ذلك يشعرني بالرهبة ..... لكن بنفس الوقت شعور غريبة بالسكينة بداخلي ... و كأنني بعيدة عن كل صخب العالم , و كأن لا أحد قادر على أذيتي هنا ...... )
صمتت للحظة قبل أن تعاود النظر اليه رافعة وجهها ثم همست متابعة
( حتى أنت ............... )
ضاقت عيناه بصمت و اشتدت الخطوط حول فمه .... بينما همست بشرى بخفوت
( لم يعد حجمك الضخم يخيفني ........ لم يعد شبابك و قوتك يثيران اجفالي .... )
لم يستطع الرد ... بل أفلتت من بين شفتيه زفرة خافتة .... و كل جسده يتشنج بتوتر ...
تذكر لتوه تلك المرة التي حاصرها في المصعد .... حيث كان غاضبها منها بشدة جعلته يعمى للحظات عن رؤية رعبها و هي تتراجع حتى التصقت بظهرها بمرآة المصعد ... تتلفت يمينا و يسارا بعينيها باحثة عن أي مهرب في هذا المكان الضيق ....
يومها بدأت نظرته تتغير لها ... و بدأ بالتدريج يلحظ توترها من الرجال بشكل عام ...
ما لم يتخيله أو يصدقه ....
هو أن تكون قد تزوجت من ثلاث رجال !! ... و آخرهم سادي النزعة , لا يستخدم سوى الذل و الألم لمتعته المريضة ....
الآن فقط بدأ يستوعب خوفها من حجمه الضخم و شبابه كما تسميه ....
كان يريحها أن تكون هي المسيطرة على كائن وهن العظام ... رخو .... مريض الرغبات ...
كي تستطيع الخلاص وقت تشاء .....
لكن على الرغم من ذلك ... تناقض احتياجها لكل منهم .....
ربما كانت تمتلك الأمل في الزواج الأول بكل سذاجة ....
الا أنها أحبت الثاني , توسلت .... و بكت .... و تمسكت بساقه كي لا يتركها و هي تعرف معنى الأبوة للمرة الأولى ....
لكنه تركها بكل ضمير مرتاح وهو يظن أنه يحسن عملا بانقاذ عائلته .... بينما تلك التي امتص رحيق جمالها و شبابها لم تكن تساوي عنده أكثر من مجرد قيمتها مالا يعوضها ....
لذا كان اختيارها للثالث .... هو احتياجها للألم ... الذل .... القهر النفسي و الإهانة بكل أشكالها ....
كي تستطيع أن تدرب نفسها كالكلب الذي يقوم صاحبه بتدريبه الشراسة كي ينهش من هو أمامه دون ندم .....
أغمض عينيه للحظةٍ قبل أن يمد يداه ليحاوط بهما خصرها ... يجذبها اليه قليلا ... و الماء يترقرق بينهما بنعومةٍ كحلم بعيد كل البعد عن واقعهما ....
فتح عينيه لينظر الى عينيها الخضاروين .... تكادان أن تكونا تامتي الإستدارة !!! .....
بهما استجداء فطري ... لكن ما أن يمسها أحدهم بسوء حتى تتحول هذه الإستدارة الى ثنايا مدببة .. و ينقلب التوسل الى شراسةٍ مرعبة ....
رفع احدى يديه ليسكب بهما الماء على شعرها المبلل ... يرجعه للخلف وهو يمشطه بنعومة.... جعلتها ترتجف و هي تستند الى صدره ....
أخفضت وجهها أخيرا و هي تتجرأ و تستند بوجنتها الى عضلات صدره .... فلم يتحرك لإبعادها ...
حينها همست بخفوت يتناغم مع صوت حركة الماء الناعمة من حولهما ....
( وليد ..... تلك العطلة , ستظل من اجمل الذكريات التي سأحملها معي ..... )
كانت تسمع هدير قلبه بوضوح تحت وجنتها .... فابتسمت للصوت مغمضة عينيها بحنين يسبق الفراق ...
حينها قال وليد بصوتٍ أجشٍ خافت
( لا تكوني متطرفة المشاعر .... من بين كل الأيام كارثية الأحداث بيننا , ستظل هذه العطلة هي الأفظع ... )
ابتسمت أكثر رغم عنها , و لم تفتح عينيها .... و بدا و كأنه يعانقها رغم عنه .. يميل بها وهو يضمها الى صدره , دون ان يشعر ... دون ارادة منه تقريبا , و كأن لجسده رأي آخر ....
همست بشرى بصوتٍ لا يكاد أن يكون مسموعا
( بلى ......سأظل أحمل بداخلي بعض اللحظات الثمينة و أحافظ عليها ككنزٍ نفيس ....... مهما باعدت بيننا الحياة مستقبلا , سأظل شاكرة لك على هاذين اليومين لآخر عمري ..... )
مد وليد يده يمسك بذقنها ليرفع وجهها اليه .... و حينها تنهد بتعب .... ككل مرةٍ ينظر اليها ...
تلك الفتاة البسيطة ذات السحر الخاص ... سحر فطري غريب لا يكاد يتعرف على هويته تحديدا ....
بعد ان تخلصت من كل الأقنعة الشكلية و الشخصية ....
و بقت تحتها عارية الروح ... مهترئة النفس .....
بعينيها الخضراوين ذات النظرة القاتلة ...
بشعرها الرقيق الذي يمنحها الطفولة و البؤس .........
همس أخيرا بصوتٍ أجش .... جاف .....
( بشرى ....... أنا لا املك منع نفسي من أذيتك , بداخلي رغبة قاتلة في ايذائك أكثر و أنا أعرف بأنكِ تستحقين أن أصب عليكٍ جام غضبي و سخطي ...... لكن أكره ما تقومين بتحويلي اليه .... كشخصٍ أدنى من حيوان ........ و هو خارج تقريبا عن سيطرتي .... )
ارتجفت شفتاها رغم عنها .... و لسعتها دموع مفاجئة تريد الإنهمار من عينيها فتوجعها بصمت قاتل
و رغما عنه و رغم شروده ... ارتفع ابهامه عن ذقنها ليستقر على شفتها السفلى برفق كي يوقف ارتعاشها الواضح .....
ساد بينهما صمت كئيب ... لم يجد أي منهما ما يقوله للآخر و ظل الفراق يحوم بينهما .......
استطاعت النطق همسا أخيرا باختناق يكاد أن يكون ترجي .... من تحت ابهامه المستقر على شفتها
( ماذا لو أخبرتك بأنني موافقة ..... و أنه لا مانع لدي في التحمل !! ... أنا أمتلك قوة أكبر بكثير مما تتخيلها ..... )
اظلمت عينا وليد بقسوة و قال بصوتٍ غريب قاتم
( أنا لست رابح ذلك القذر الثالث بحياتك ...... و لن أكون ...... حتى لو رغبتِ أنتِ بذلك .... )
ارتجفت شفتيها أكثر ... و بدت غلالة الدموع تتزايد أمام عينيها , لكنها همست تقنعه بشتى الوسائل
( لكن ..... لكن ... انا لم أرك مثله أبدا , أعلم أنك غاضب .... و أنني خدعتك في البداية .... لذا من حقك أن تثور لكرامتك , أنا متقبلة هذا الأمر ...... )
هتف وليد فجأة بكبت و تشنج
( لكن أنا لا أتقبله ....... أنا لا أستطيع النظر الى نفسي بكل مرةٍ أضربك بها أو اهينك ...... )
رفعت يدها الى صدره المتشنج و هتفت همسا
( بعض البشر هذا هو قدرهم ....... استطيع تقبل بعضا من قسوتك , مقابل الأمان الذي أجده في بيتك ...... هذا اختياري فلا تظن انك ظالم ..... و تدعي تركي بهذه الحجة , هذا ليس عدلا .... )
ترك فمها ليمسك بذراعيها فجأة يكاد أن يرفعها على أطراف أصابعها وهو يقول من بين أسنانه ...
( إنه نفس الرجاء الذي رجوتِ به زوجك الثاني ..... بشرى أنتِ في حاجةٍ ماسة للمساعدة كي تتوقفي عن سلك نفس النمط بحياتك كل مرة ..... )
قالت بتوسل و كفاها تتشبثان بذراعيه كذلك
( ساعدني اذن ...... لكن لا تتركني , سأكون لك زوجة مطيعة بدرجةٍ لن تنالها و لو بحثت عنها بكل بيتٍ من بيوت العائلات كلها .... سأكون كما تريدني أن أكون ..... )
هزها قليلا و هو يقول بتشنج
( أنتِ لا تملكين التوقف عن بذاءة تصرفاتك و سلاطة لسانك أبدا .... انظري ماذا فعلتِ ليلة أمس .... كلما غضبتِ تلجأين الى احدى نزواتك .... تتلفظين بأقذع الألفاظ .. قد تضربين فتاة محترمة بحذائك , لا لشيء سوى لمجرد شك أحمق في خيالك .... و حين يزداد جنون غضبك تلجأين الى الرقص أو التصرفات المشبوهة و كأنك لا تحملين اسم رجل ....... انتِ لا تتغيرين ابدا ... كلما تقدمتِ خطوة , تتراجعين عشراتٍ غيرها ما أن تستائين ....... )
كانت تهز رأسها نفيا مع كلامه القاسي .... قبل حتى ان ينهيه ... و مع آخر كلماته هتفت بترجي و عيناها تدمعان بشدة
( هذا ليس عدلا أبدا ...... تركتني وحدي لساعاتٍ طويلة , و أنا أعاني من صدمة خبر الحمل وحدي ... لدرجة انني ظننت بأنك قد عدت و تركتني في الفندق و في مدينة غريبة وحدي ..... لأجدك بعد ذلك تتضاحك مع امرأة أخرى !! ..... كيف تريد أن يكون تصرفي ؟!! ..... )
عاد ليهتف همسا بصوتٍ بدا كالفحيح الغاضب وهو يهزها قليلا ...
( و كلما تصرفت تصرفا يغضبك تبادرين بإراقة المزيد من رجولتي ..... هذه هي أنتِ تماما , لا تخضعين لأي قيود أو قوانين ..... لا تمتثلين لأي احترام أو مبدأ ...... )
كانت الآن ترتجف بشدة و شفتيها ترتعشان ... أصابعها تنشب بعضلات ذراعيه كالمخالب الصغيرة ...
بينما لسانها فقد المزيد من الحجج .....
إنها لا تجد تفسير مقنع .... سوى أنها كذلك .... هذا هو شخصها .....
لا تعرف كيف تكون كباقي من عرفهن من النساء من قبل .....
نظر اليها وليد باستياء و هي ترتعش بشدة بين كفيه ... فقال بجفاء خافت
( يجب أن نخرج الآن من الماء ..... أنتِ ترتعشين و قد تصابين بالبرد .... )
رفعت بشرى وجهها تنظر اليه بحزنٍ يائس .... ثم حولت نظرها الى البعيد ناظرة الى السماء التي بدأ يغل عليها اللون الأزرق الشاحب بخجل ....
همست باختناق دون ان تنظر اليه
( الشمس سرعان أن تدفىء الماء ........... )
لم يدرك بأنه يجذبها اليه مجددا كي ترتاح على صدره برفق وهو يقول بخشونةٍ خافتة
( لا يجب أن تتعرضي للشمس .... هل نسيتِ بهذه السرعة ؟!! ..... )
رمشت بعينيها عدة مرات و هي تتجنب النظر اليه .. ثم رفعت يدها لتمسح دمعةٍ بظاهر اصبعها من زاوية عينها كي لا تتساقط على وجنتها ... ثم قالت بقنوط
( لا أهتم ........... )
شدد عليها وليد قليلا وهو يقول بجفاء
( يجب عليكِ الإهتمام منذ اليوم .... أنتِ تحملين طفلا الآن .... و مرضك قد يكون خطيرا عليه , الم تفكري بالأمر ؟!! ..... )
ظلت شاردة في البعيد طويلا و هي مستندة الى صدره القوي ... ثم قالت أخيرا بخفوت
( فكرت .... ساعة أو أكثر قليلا .... لم يتسنى لي التفكير طويلا .... أنا لا أعلم حتى ما علي فعله ؟!! ... لا دراية لي بمثل هذه الأمور أبدا .... لم أخالط أي أمهات ... لم يكن لي أي أمهات ... لم أقرأ كتابا عن الأمر أبدا .... لم اقرأ أي كتاب اصلا ...... )
صمتت قليلا وقد وجدت أنها لهجتها قد تحولت مع كل كلمة الى نبرة خالصة من اليأس ... و قد بدأ الرعب في الظهور في آخرها مما جعلها تصمت و عيناها تتسعان قليلا و هي تحاول التنفس بهدوء
" هل سأصبح أم حقا ؟!!! .....ماذا لو تركني اذن ؟؟ .."
كانت هذه هي العبارة التي سيطرت على تفكيرها فجأة ... مما جعل عينيها خائفتين و حدقتيها مهتزتين
فأخذت نفسا عميقا قبل أن ترفع عينيه اليه ثم قالت بعفوية كاذبة ...
( لكن عامة .. حتى القطط تلد تحمل و تلد في الطريق ...... و هي بالتأكيد ليست أكثر خبرة مني ... )
ظل وليد صامتا وهو ينظر اليها بملامح غريبة ... قبل أن يقول بصوتٍ قاتم به نوع من الترجي
( هلا صمتِ ؟؟ ...... كل ما تنطقين به يجعلني ....... )
هز رأسه قليلا وهو يتنهد بصعوبة .... فهمست بشرى و هي تريح كفيها على جانبي خصره الضامر العضلي , مقتربة منه
( يجعلك ماذا ؟؟ ......... )
كان يلمع بقطرات البحر ... تتساقط من شعره المبلل المصفف للخلف ... على عنقه و صدره , مما جعل منه ايقونة للشباب في نظرها ...
و تسائلت برعب ... كيف يمكن لشابٍ مثله أن يكمل حياته مع امرأة مثلها ؟!!! ....
العجيب في الأمر أنها معه تشعر بنفسها الأكثر خبرة ... و الأكبر عمرا ...
تشعر بنفسها حيزبون لعوب ... يكاد الشيب أن ينتشر في رأسها ....
ما رأته بحياتها يجعلها زهدت في الرجال بكل قذاراتهم ... الى أن اقتحم وليد حياتها ....
فجعل منها امرأة خبيرة أسقطت شابا في حبائلها .....
على الرغم من أنها أصغر منه سنا .... و تكاد أن تكون في نصف حجمه إن لم يكن أقل ...
لكن هذا هو الشعور الذي ينتابها أمامه ....
انه ..... شاب ذهبي مدلل ..... بداخله نبل , يقاومه بطاقات غضبه المتفجرة .....
شاهدت حلقه يتحرك بصعوبةٍ قبل ان يتلمس فكها .. و عنقها ... منحدرا بأصابعه الى ياقة الوشاح الشبكي و الذي ترتدي من تحته قميص قطني بلا أكتاف ...
تاهت نظرتها بحثا عمن يراقبهما بقلق فلم تجد سوى زوج من السائحين الأجانب كبار السن على مسافة بعيدة منهما ..
ابتلعت بشرى ريقها و ارتعشت اكثر تحت وطأة لمساته الشاردة و كأنه يستكشفها على مهل ...
و ما أن شعرت بأصابع قدميها تتكور في الرمال المبللة بارتعاش .. حتى همس أخيرا بصوتٍ أجش
( هيا ..... يكفي هذا .... )
صدر من بين شفتيها انين يائس و هي تتمسك في الأرض الرملية بأصابعها .... تريد البقاء معه طويلا .. تريد الاستناد الى صدره العمر بأكمله ... لا يفصل بينهما سوى المياه الرقراقة ...
الا أن وليد تهرب من عينيها وهو يمد يده ليلتقط كفها و يسحبها خلفه .. خارجا من الماء ....
و رغم حزنها على تلك اللحظات الثمينة التي تتسرب سريعا ... الا أنها شعرت بنفسها مراهقة صغيرة يجرها خلف شابا وسيما , مفتول العضلات ... يجذب الأنظار أينما ذهب ... و الأجمل أنها ليست مجفلة منه ...
بل تتأمل عضلات ظهره القوية .... تتألق بقطرات الماء اللامعة ....
و هناك أثر جرح صغير على جانبه الأيمن يزيده جاذبية و خطورة ....
لم تدرك أنها كانت تبتسم انبهارا بجسده الرياضي و الذي بدت كحشرة صغيرة خلفه !!! ....
ترك يدها ليلتقط احدى المناشف و أخذ يجفف جسده بها ... بينما هي تراقبه مكتفتة ذراعيها حول صدرها ترتجف من نسيم الصباح البارد ...
الا أنها لم تشعر بالبرد ... بل كانت منشغلة بالنظر الى وليد ...
رفع عينيه اليها فجأة ... ليجد نفسه عرضة لمراقبتها الصامتة الحديثة عليها مؤخرا ....
التوت زاوية شفتيه في شبه ابتسامة مدركة .... ثم قال أخيرا بصوتٍ خافت أجش
( تعالي لأجففك ......... )
اقتربت منه بطاعة دون أن ترفع عينيها عنه .... فالتقط منشفة كبيرة أخذ يجففها بها بقوةٍ و كأنه ينفضها نفضا ...
أو كأنه يجفف قطة مبللة وقعت في الماء لتوها ... و ما أن انتهى منها حتى رفعت وجهها المحمر تنظر اليه من بينِ هالة شعرها المشعث بعفوية حول وجهها ..
تلاقت نظراتهما عدة لحظات بصمت ... قبل أن يلفها بالمنشفةِ قائلا بخفوت
( دعي هذه حولك أثناء صعودنا ..... فملابسك ملتصقة بكِ تماما ... )
زمت شفتيها و هي تمسك بطرفي المنشفة من حولها قائلة بقنوط
( كيف سأصعد بهذا الشكل ؟!! .... منظري كالمتسولين !! ... )
التفت ينظر اليها مليا ... ثم قال بهدوء
( حسنا تبدين كالمشردين قليلا .... لكنك لم تصلي بعد الى درجة التسول ...... و لو اسرعنا الآن فقد نتمكن من الصعود قبل أن يراكِ احد ..... )
استدار عنها ليبتعد دون أن ينتظر منها الرد ... فلحقت به سريعا و صوت حفيف الرمال من تحت خفيها المطاطين يخبره بوجودها تماما .. تتعثر قليلا , ثم تسرع الخطا محاولة اللحاق به ...
لكنها لم ترى شبه الابتسامة المرتسمة على شفتيه ...
فمنظرها هذا يذكره بلجين أخته و هي في سن التاسعة فقط ....
كانت تنزل البحر بملابسها ثم تخرج بنفس المنظر متدثرة بمنشفة كبيرة و خف مطاطي ....
بأحد المصايف القديمة ... حيث كانت أسرته تتواجد هناك كل صيف ....
صخب الأطفال و تشرد منظرهم كان شبيها ببشرى تماما ..... و هكذا هي الآن , لم تتعدى كونها تشبه طفلة او مراهقة على الأكثر ....
وصل الى بهو الفندق .... و هي تتبعه بسرعة ....
الا أنهما توقفا حين ناداه موظف الاستعلامات .... فاتجه وليد اليه , حينها قال الموظف بتهذيب
( تم الحجز للسفر بالطائرة سيد وليد ..... غدا في الثانية عشر .... )
رفعت بشرى وجهها الشاحب مجفلة و هي تهمس دون تفكير
( بهذه السرعة ؟!! ......... )
رمقها وليد بنظرةٍ صامتة فأخفضت وجهها بوجوم ......
لكنها سمعته بوضوح قاسي ... يتمم بعض الإجراءات و يشكر الموظف ...
ثم انتفضت على صوته يقول بهدوء
( لقد انتهيت ..... هيا بنا ...... )
تبعته بقدمين متثاقلتين .... متخاذلتين ... مطرقة الرأس بإحباط ... و ما أن دخلا المصعد ...
حتى رفعت وجهها اليه لتقول بخفوت
( انتهت العطلة سريعا ........... )
رمقها طويلا , قبل ان يقول بجفاء خافت
( كان علينا السفر في وقتٍ أسرع من هذا ..... وضع الطفل غير سليم الآن و كل يوم تأخير به خطورة على الجنين ..... )
عادت لتطرق بوجهها و هي تجذب طرفي المنشفة معا هامسة بقنوط
( نعم ......... صحيح ..... و حينها ستتأكد من انني لم أخدعك بمسألة الحمل , حين تعرف أن نسبة حدوثه كانت ضئيلة جدا ..... )
قال وليد بفظاظة
( اعتقد أننا كنا قد انتهينا من هذا الأمر ..... لماذا نعيده مجددا ؟!! ..... )
رفعت وجهها الشاحب الحزين اليه و قالت بخفوت
( لكنك لم تخبرني بعد ..... هل تصدقني ؟!! قبل أن يؤكد لك الطبيب حين نعود ؟؟ ...... )
ظل ينظر الى عينيها طويلا ... قبل ان يقول أخيرا متنازلا بفظاظة و بدون رقة
( أصدقك ...... فقد أبديتِ استعدادا منقطع النظير في اجهاض الطفل ...... )
عضت على شفتيها و هي تهمس بفتور
( كان هذا قبل أن تعلن عن دعمك لي ............ انتابني الخوف في البداية , أما الآن فأنا سوف .... )
فتح المصعد أبوابه مما جعلها تصمت بوجوم و هي تنظر الى الممر الطويل أمامهما ذو البساط الأحمر الداكن الممتد ....
الا ان وليد مد يده يمسك المصعد ... يحول بين خروجها بذراعه وهو يقول باهتمام غامض
( تابعي ...... الآن ماذا ؟!! ...... )
رفعت وجهها تنظر اليه طويلا قبل أن تقول بخفوت مؤكدة
( الآن اتخذت قراري ..... سوف أحافظ على الطفل حتى لو تركتني ..... )
استمر الصمت بينهما طويلا .... فقال وليد دون أن يتحرك من مكانه
( و ما الذي غير رأيك ؟!! ......... )
عاودت بشرى النظر الى البساط الأحمر الطويل .... قبل أن تقول بخفوت هامسة
( هل يجب علينا الكلام هنا ؟!! .... لما لا تنتظر الى ان ندخل الى الجناح ؟!! .... )
صمت وليد عدة لحظات .... قبل أن يقول بهدوء
( أشك في أن نتمكن من الكلام ما أن ندخل ........... )
ارتفع حاجبيها و هي تسمع منه تلك الجملة المبهمة .... و رغما عنها أجفلت بعينيها الواسعتين و شعرت باللون الأحمر ينتشر على وجنتيها إن كانت قد أخطأت التفسير !!...
لذا سارعت بإخفاض وجهها و هي تهز كتفيها بارتباك ... ثم قالت بخفوت
( أظن ....... تذكرت أنني في بعض أيامٍ من حياتي , حين تذوقت طعم الرفاهية ..... شعرت بالإمتنان , لأمي .... لتلك المرأة التي أنجبتني .... كانت مراتٍ قليلة من الإمتنان , لكني شعرت بها .... فقد كان بإمكانها التخلص مني بسهولة .... لكنها مررت لي الحياة و لم تجهض تلك السعادة التي ظننتها بوقتها ..... )
صمتت قليلا و هي تشعر بنفسها ترتجف كثيرا .... لكنها تابعت هامسة
( لقد ارتكبنا نزوة .... كلانا ارتكب نزوة و له أسبابه التي تختلف عن أسباب الآخر .... لكن هذا ليس معناه أن أقتل فرصة هذا الطفل في الحياة .... يوما ما سيعرف أياما سعيدة .. و سيكون ممتنا أنني سمحت له بالحياة التي كتبت له .... ربما لن تكون الأفضل , لكنها ستظل أفضل من حياتي بكل تأكيد ...... )
ساد صمت طويل مشحون بينهما ..... وهو ينظر اليها بعينين حادتين ... محاصرا اياها بذراعه التي تمنع انغلاق باب المصعد ... بينما هي تقف ككائن متضائل مبلل و محتمي بمجرد منشفة ...
رفعت عينيها اليه فجأة .... ثم قالت بخفوت من حيث لا تعلم
( أظن أنني رأيت أمي من قبل ........... )
اتسعت عيناه و قد بدا مصدوما للحظة , الا أنه سارع بالسيطرة على نفسه وهو يقول بصوتٍ أجش
( كيف ؟؟ ...... و متى ؟؟ ....... )
ذهلت بأنها نطقت بهذه المعلومة أمامه .... تلك المعلومة التي لم يعرفها مخلوق سواه من قبل ...
ابتلعت غصة التوتر بحلقها ... ثم همست بتردد
( مجرد ظن ...... كانت هناك امرأة تصر على المجيء لرؤيتي خلف حواجز سور دار الرعاية ... كل مرة كنت أجد الحارس المسن يشير تجاهي ..... و كانت تنظر الي من بعيد , ثم ترحل ...... )
كان صدره يتنفس بسرعةٍ و انفعال , على عكس فتورها الميت ....
تابعت بشرى بخفوت اكبر
( كانت جميلة ...... خضراء العينين بوضوح , لكنها تبدو ...... تبدو كشيء اهترأ من كثرة الإستهلاك ... كان هذا انطباعي عنها كلما رأيتها .... كنت صغيرة و لم اتمكن من ربط علاقة تلك المرأة بي .... لذا لم أهتم ... الى أن جاء يوم و شاهدت المدير و احدى المشرفات يتشاجرون معها و يطردونها .... و من وقتها رحلت و لم أرها مجددا ..... )
صمتت برهبة غير مصدقة لما تفوهت به للتو ..... لكنها همست أخيرا و هي تهز كتفيها بلامبالاة
( رحلت قبل حتى أن أتاكد من ظني ....... لا أملك شيئا الآن سوى تلك الذكرى البعيدة .... )
رفعت عينيها الى وليد الذي كانت ملامحه شديدة التعقد و القتامة و هو يتنفس بسرعةٍ قليلا .... ثم قالت بفتور
( ملخص الأمر ..... انها كانت مهتمة نوعا ما ... هذا لو صدق ظني و كانت تلك المرأة هي أمي فعلا .... )
تحشرج نفس وليد وصوته وهو يقول بصوتٍ أجش خافت
( كيف كانت ؟؟ ........... )
لعقت بشرى شفتيها و هي تبعد نظرها بعيدا عنه .... ثم قالت بصوت شديد الخفوت
( كانت ... من النوع الذي لا تود أن تعرف عنه شيئا .... لا أظن أنها كانت من أصحاب الخطيئة الواحدة ....)
هتف وليد فجأة بقوة و غضب
( اخرسي ...... كيف يمكنك قول هذا من مجرد بضعة نظرات بعيدة ؟!! ......كيف لكِ أن تكوني بهذه القسوة ؟!! .... )
رفعت عينيها المتخاذلتين اليه و قد أذهلها ردة فعله .... ثم رفعت كتفها تقول
( من ذكرى الطريقة التي طردوها بها .... لا أملك سوى أن ...... )
هدر بها بقوة
( مجرد ذكرى قميئة تجعلك تتخيلين شيئا قد يكون ظالما ........ )
رمشت بشرى بعينيها و هي تنظر الي الممر الطويل أمامهما ... ثم همست بارتباك
( اخفض صوتك أرجوك ........... )
ارتبك هو الآخر وهو ينظر الى الممر من فوق ذراعه ... فقالت بشرى بخفوت
( ما الأمر يا وليد ؟؟ ...... لم تكن منصفا معي بتلك الصورة التي أراها الآن تجاه امرأة لا تعرف عنها سوى انها انجبت طفلة في الحرام !!...... هل تخشى الإعتراف بأن جدة طفلك قد تكون ..... )
مد يده فجأة ليقبض على فكها مسكتا فمها وهو يقول بلهجةٍ غريبة
( اصمتي ...... فقط اصمتي ....... لا أريد سماع المزيد منكِ ...... )
نظرت اليه بصمت من فوق كفه الكاتم لفمها ... و طال بهما النظر الى عيني بعضهما طويلا .. قبل أن تقول بشرى بخفوت و هي تهز وجهها كي يبعد يده
( لم يعرف مخلوقا ما ذكرته للتو .....لكنني وصلت الى المرحلة التي يجب أن أضع أمامك كل الحقائق .... مهما كانت ما هي الى مجرد ذكريات بالأبيض و الأسود ..... او ربما بالأسود فقط .... )
ارتجفت قليلا و هي تهمس
( أشعر بالبرد ...... ملابسي تحولت الى جليدٍ على جسدي .... )
أجفل وليد ثم ابعد ذراعه وهو يمد يده ليقبض على كفها قوةٍ وهو يقول بصوته الأجش
( تعالي ........ هيا .... )
لكن و قبل ان يخرج من المصعد اصطدم بزوج بدا عليهما الحب و الغرام وهما متمسكين بذراعي بعضهما ...
و من الواضح وضوح الشمس أنهما في شهر عسلهما .....
اعتذر وليد بخفوت ... وهو يسحب بشرى خلفه خارجا من المصعد , بينما هي في حالٍ شكلي لا تحسد عليه ..
ترتدي ملابسها المبللة و المغطاة بالرمال التي لوثت المصعد ... و تلتف حولها منشفة بحجمها تقريبا ....
بينما الفتاة الأخرى تبدو في قمة جمالها و اشراقها و هي متعلقة بذراع زوجها ...
خرجت بشرى خلف وليد ... الا انها رفعت وجهها تنظر مرة اخيرة الى تلك الفتاة الجميلة التي كانت تبتسم لزوجها وهو يبالها الابتسام بهيام ... قبل أن يغلق المصعد أبوابه على هذا المشهد أمام عينيها الخضراوين العميقتين .....
حين دخلا الى جناحهما ..... تحركت بشرى الى منتصف المكان بتوتر , مخفضة وجهها , متدثرة بمنشفتها ...
ثم رفعت عينيها تنظر الى وليد الذي كان واقفا على بعدٍ منها ... يراقبها دون أن يبعد عينيها عنها للحظة ...
فقالت أخيرا بارتباك
( يمكنك استخدام الحمام قبلي ........ )
لم تتحرك عضلة بوجهه و كأنه لم يسمعها ..... فرفعت عينيها اليه ببطىء و هي تتعثر في أنفاسها السريعة و رعشة البرد التي بدت و كأنها تتزايد و تتحول الى صقيع يجعلها تنتفض داخليا ...
خاصة وهو يبادلها النظر بتلك الطريقة ...
اقترب منها ببطىء و عيناه لا تتزحزحان عنها ... الى أن وصل اليها , فمد يده ليجذب المنشفة عنها و يرميها أرضا ...
و حين رفعت وجهها اليه بتوتر و شفتين ترتجفان .... قال لها بصوتٍ قاطع خافت
( ستأتين معي .......... )
لم تستطع الرد و هي تشعر بقلبها يهبط بين قدميها .... بينما هو يسحبها خلفه و كأنه يدحض كل ما كانت ترفضه سابقا .... أما هي فكانت مستسلمة تماما عن رضى تام ... و ليس عن بلادة شعور كما كانت سابقا ...
.................................................. .................................................. ......................
حين تململت في نومها و هي تشعر بمن يلاعب خصلات شعرها ...
سمعت صوتا أجشا باتت تعرف نبرته جيدا يهمس في أذنها
( يجب أن أخرج لأنجز ما أستطيع انجازه قبل السفر ...... لا تتحركي من هذه الغرفة , أحذرك يا بشرى فلقد رأيتِ ما حدث أمس .... كفى فضائح .... )
كانت متخمة من سيل المشاعر الصباحية التي داهمها بها ... حتى تحولت أطرافها الى عجينٍ لين متخدر ....
همهمت بشفتيها المتورمتين قليلا دون أن تفتح عينيها ...
فقال بخشونةٍ أكبر وهو يقبض على ذراعها العاري
( هل سمعتِ يا بشرى ؟؟ ...... إياكِ و البحث عني أو الخروج لأي مكان .... )
كان صوته يخترق وهنها الوردي الغائم كمنشارٍ قوي ... فتذمرت متمتمة بنفاذ صبر
( حسنا ..... حسنا ...... أخرج ........ )
ظل ينظر اليها قليلا .. و شعرها الفوضوي يغطي وجهها بالكامل كقطةٍ غزيرة الفراء ....
حينها رفع كفه ليبعد هذه الكتلة العسلية من شعرها عن وجهها ....
كان جفنيها منطبقين بشدة ... و فمها متكور و مفتوح قليلا و كأنها تلهث , بينما حاجبيها منعقدين بإرهاق ...
قال وليد بخفوت و كأنه يحادث نفسه
( أنتِ دافئة .... لكن حرارتك ليست مرتفعة .... )
همهمت بشرى قليلا دون أن تجد القدرة على فتح عينيها ... بينما وليد يتأملها طويلا , ..يتأمل كل حركة من شفتيها .. من انطباقة جفنيها ... يسمع النفس اللاهث الخارج من بين شفتيها ....
و كان بداخله شيء غريب يتولد تجاهها ... شيء لم يكن يريده أو يرغبه في تلك المرحلة بالذات ...
همس أخيرا بصوتٍ أكثر خفوتا
( هل انتِ متعبة ؟!! ............ )
همهمت بشرى بإجهاد دون ان تستيقظ
( هممممممم ......... )
كان بداخله ماردا يحثه على الإنضمام اليها .... و اقتحام هشاشتها مجددا , و الإرتواء من ذلك المزيج الخاص جدا من الرقة و الشراسة .... من اليأس و نظرة الرجاء التي يراها بعينيها دائما ...
كل تلك المشاعر تحوله الى رجل جائع ... يريد أن ينهل منها قدر استطاعته قبل أن تفرق بينهما الأيام بطريقة ما ......
أكثر ما يثير غيظه هو ان الغضب بداخله لا يزال متواجدا و مشتعلا ... لكن الكره لها بدأ في التراجع بصورةٍ أسرع مما تخيلها أو أرادها ....

الآن وهو ينظر اليها بتلك الصورة .... سبقها بنظرةٍ الى داخله , فاكتشف أنه في تلك اللحظة بالذات لا يحمل لها أي من رغبات الإنتقام و الاذية ....
لم يتبقى بداخله سوى قرار حائر .... بين ارضاء نفسه بإبقائها معه .... و بين تحريرها و فسخ تلك الزيجة التي ولدت مريضة .. عاجزة ... و لا امل لها بأي مستقبل ...
كل تأخير نتج عنه كارثة ... و اولها هذا الطفل الذي سيكبر مظلوما مدانا من الجميع .....

أغمض وليد عينيه للحظة وهو يغطي وجنتها بكفه الكبيرة ... و مضت عدة لحظات يحاول بها أن يتجاهل ذلك الألم القوي و الخوف من المستقبل الذي لم يحسب له حساب ....
و حين فتح عينيه اخيرا ينظر اليها للمرة الأخيرة ... كانت رغباته الممتزجة بهذا اليأس بداخله , قد بدأت تثور و تعلن تمردها .... و جسده يأمره بالإستسلام و جرها معه مجددا الى ذلك العالم الذي عاشاه صباحا و بالأمس ... ذلك العالم الجديد الذي نبع من الفراغ مع تكون الطفل بداخلها ....
و كأن كل شيء قد تآمر ضده كي يحصل على نتيجة واحدة ....و هي استحالة تركها و الإبتعاد ......
شعر بفراغ غريب فجأة وهو يتخيل العودة الى روتين حياته دونها !!! ....
و ما شعر به جعله يجفل !! ....
اقترب منها دون ارادة وهو ينقض على شفتيها بقبلةٍ قوية ... يائسة .... يائسة .....
جعلتها تتأوه وتقاومه ناعسة و غير واعية ... الا انه لم يتركها , بل كان يبثها هذا اليأس الذي يشعر به .. و يملأ منها الفراغ المخيف بعد رحيلها .....
أخذت تئن بين ذراعيه المتلقفتين لها كلما ذهبت يمينا أو يسارا ... الى أن تأوهت فجأة من الم كتفها ...
حينها تسمر مكانه و أبعد ذراعيه عنها ببطىء وهو ينظر اليها لاهثا بوجوم ....
حين استكانت مجددا خلال لحظات و هدأت ملامحها ..... همس لها وليد بصوتٍ أجش متحشرج
( انتبهي لنفسك ..... هناك اقراص للغثيان بجوارك نصح بها الطبيب , و بعض البسكويت الجاف .... أنا لن اتأخر ....... )
لم تسمعه .... فقد كانت في حالة من التعب و الإجهاد بحيث لم تستطع أن تفيق أبدا الآن ......
لكنه كان قد ترك لها ورقة مكتوبة بخط كبير بجانب الأقراص و البسكويت الجاف على أية حال .....
استقام وليد وهو يتابعها بنظره .... ثم اتجه الى باب الجناح ببطىء , لكنه لم ينسى ان يلقي عليها نظرة اخيرة قبل ان يغلق الباب خلفه بهدوء ....
.................................................. .................................................. .....................
حين استيقظت بشرى ....
كانت الشمس قد دفأت المكان بقوة ... حيث أن الستائر كانت مفتوحة لترى السماء و البحر أمامها .... ... تململت قليلا و هي تشعر بالحرارة على الرغم من المكيف الذي جعل درجة حرارة الغرفة اقرب الى البرودة قليلا ....
لكنها كانت في حالٍ لا يوصف من الإرهاق ....
استقامت ببطىء .. و ما أن أنزلت قدميها أرضا و جلست على حافة السرير ... شعرت بالغرفة تدور من حولها بسرعةٍ خرافية ...
فتشبثت تلقائيا بحافة السرير بقبضتيها ... الى أن استقر العالم من حولها قليلا ... حينها رفعت عينيها تنظر حولها ببطىء ... و بجمود ...
الجناح كان خاليا كالمعتاد ... مما جعلها تشعر بخيبة أمل مريرة ,
لقد تركها مجددا !! .....
كلما أنعش الأمل بداخلها ... تفتح عينيها لتجده و قد غادر و تركها !! ....
تنهدت بقنوط و هي تنظر حولها مجددا ... الى أن وقعت عيناها على الورقة المطوية و الواقفة على المنضدة الجانبية ...
مدت يدها لتمسكها برفق .... و فتحتها مرتبكة متأملة ان تكون باللغة العربية و بخط واضح ....
يوما ما لقد عملت كسكرتيرة ..... و كانت تلك الوظيفة هي بداية حصولها على أنظار الرجال من حولها ...
لكنها كانت سكرتيرة ذات درجة اقل من الثالثة ....
تحضر القهوة و تفتح الباب ممتعة الداخل و الخارج بأجمل ابتساماتها ... على ان ترتدي كل ما يظهر شهاداتها و مقومات نجاحها .....
لكنها كانت في القراءة .... مأساة ....
و في اللغات .. صفر !! ...
تنهدت و هي تجد سطرا كبير الخط ... واضح الأحرف ...
" ستجدين اقراصا للغثيان تحت الورقة ...... و بسكويت جاف , تناولي منه قطعة قبل أن تقفي .... سأنهي بعض أشغالي بسرعة و أعود قبل حلول المساء ..... لا تخرجي من الجناح ... و الجملة الأخيرة اقرأيها بصوتٍ عالٍ ..... مفهوم ؟!! .... "
كانت الرسالة باردة .... مختصرة ...
مكتوبة لشخصٍ متراجع ذهنيا أو جاهل .....
و كان من المفترض أن تبتئس .... لكن العجيب أنها .... ابتسمت ببطىء شديد , الى أن شملت ابتسامتها وجهها كله ....
و كأنها قرأت للتو رسالة غرامية من زوجها !!!
منذ سنواتٍ طويلة و هي تحمل معها رسالة مختصرة من زوجها الأول .... رسالة تقرأها كل يوم حتى حفظتها كلمة كلمة ....
و شتان ما بين الرسالتين .... رغم اهمية الأولى و تفاهة الثانية .....
و الغريب أن الرسالتين كانتا من الرجلين اللذين حملت منهما طفلين !! .........
كانت ملامحها باهتة ... و شفتيها فاغرة ... و الورقة بين يديها بحجرها .....
المقارنة بينهما أسقمتها فجأة !! ....
مما جعلها تميل لتلتقط واحدة من البسكويتات الغالية ... و اخذت تقضمها بنهم و انما بدون شهية حقيقية ...
و أثناء مضغها ... كانت تنظر الى النافذة المقابلة لها .... و هي جالسة مكانها على حافة السرير ...
و يدها الممسكة بالرسالة تغطي بطنها ....
شاردة في البعيد ... في المستقبل ... ترى ماذا يحمل لها و لطفلها ؟!! ...
لكن هل تتجرأ و تتأمل الخير بوجود وليد معها ؟؟ ..... حتى و ان تركها , لقد أوضح بأنه لن يتخلى عن الطفل .... لكن ماذا عنها هي ؟!! ....
ترى هل يتخلى عنها تماما لو قرر و تركها ؟!! ....
لا ... لا تظن هذا .... وليد لن يتخلى عن أم طفله أبدا .... على الأقل لأجل مصلحة الطفل ...
و هذا قد يكفيها بعد الفراق .... أن تظل تراه دائما حولها ... يمدها بحمايته ....
هذا الطفل كان هدية القدر لها التي جعلت صلتها بوليد لن تنفصم أبدا ... حتى بعد الطلاق ...
رفعت ذقنها فجأة و همست بخفوت
( لماذا أفكر بالطلاق بعد ذلك الوقت الذي قضيناه معا منذ ساعات !!! ..... لماذا لا أهتم بنفسي بدلا من تلك الحالة المثيرة للشفقة التي أنا بها الآن ؟!! ..... )
أخفضت نظرها الى بطنها المسطحة و تابعت تقول
( صباح الخير ........ ما رأيك بجولةٍ صباحية ؟؟ .... أنت لم تأكل شيئا مناسبا منذ أن علمنا بوجودك , و هذا لا يليق .... سننزل لنتناول الفطور ثم نبحث عن شكل جديد لماما .... )
رفعت الورقة تنظر اليها مجددا ثم قالت
( اذن ستعود في المساء .... و المساء عندك ليل .... حسنا يا وليد امرح كما تشاء مع موظفات الفندق , لكن لتدعو ربك الا أتعثر بك في طريقي فأفقد الباقي من سيطرتي على نفسي ... هذا ان كان قد تبقى منها شيئا )
نهضت بكل تصميم .... الا أنها ترنحت لدرجة أن دارت حول نفسها قبل أن تستقر ....
ثم رفعت ذقنها لتتجه للحمام بكل تصميم ....
.................................................. .................................................. ....................
حين دخل الى الجناح مساءا ...
علم من النظرة الأولى أنها ليست موجودة به .... لقد خرجت مجددا ..
فصينية الفطور موجودة هنا و على ما يبدو أنه قد تم ادخالها للجناح بغياب بشرى .....
زفر هادرا بقوةٍ وهو يكاد أن يقتلع شعره ....
على الرغم من كل توسلها الظاهري ... الا أنها أكثر انسانة لا تخضع للتحكم أو السيطرة من قبل مخلوق !!
معنى أن الفطور لم يمس هو أنها قد غابت منذ الصباح !!! ....
زفر وليد جددا وهو يدور حول نفسه ... واضعا كفيه في خصره ....
أين سيبحث عنها الآن ؟!!! .... هل يسأل موظف الإستعلامات عنها مجددا ؟!!! ... إنها تجعل منظره أسوأ كل يومٍ عن سابقه !! ....
كان يدور حول نفسه حرفيا ... و الغضب يتلاعب بعقله وهو يتخيل كيف سيؤذيها ... و يهينها ... و يذلها .... سيجعلها تتذوق المرار من امتهانها له بتلك الطريقة ...
ترى ماذا سيكون منظره الآن وهو يخرج للبحث عنها بصالات الرقص !! ...
توقف مكانه بعينين تشتعلان .... وهو يضحك من نفسه هازئا ...
متخيلا ذلك النهم الأحمق الذي كان عائدا به اليها !! ...
و هي على الأغلب ترقص الآن في مكانٍ ما .... لتبكي بعدها عندما تصلي !!.....
أخذ نفسا هائجا من شدة الغضب .... ثم اندفع ينوى الخروج للبحث عنها .....
لكن و قبل أن يتحرك خطوة .... وجد باب الجناح يفتح , على الأغلب بمفتاحٍ آخر طلبته من الإستعلامات ...
تسمر وليد مكانه وهو يراقب تقدمها !!.....
كانت قدميها تتعثران ببطىء .... تترنحان بعدم استقرار ...
جسدها يهتز بوضوح و كأنها مخمورة !!....
يراقبها من قمة رأسها حتى أصابع قدميها بذهول ... دون أن يترك بها ذرةٍ لم يلحظها ....
كانت هي ... بشرى ....
لكنها !! .....
كان شعرها العسلي ... قد تحول بأعجوبةٍ الى أمواجٍ كثيفة شديدة الطول ... وصلت الى تحت خصرها !! ...
عيناها الخضراوين ... كانتا شديدتي الإحمرار ... بينما الخط الداكن الأسود السميك يحددهما بشكل متنافر مع خضارهما الفاتح بقوة ...
شفتاها المكتنزتان ... حمراوين بلون الدم ... الا أنه كان واثقا بأن لونهما الطبيعي الآن سيكون مقاربا لدرجة كبيرة .. فقد كانتا فاغرتين ... تلهثان بصعوبة !! ...
وجهها البهي شديد الإحمرار ....
تستند بكفها الى جدار مدخل الجناح و كأنها فقدت القدرة على الوقوف مستقلة ....
كفها !!! .... تزينه أظافر طويلة بيضاء براقة !! ... يقسم أن أظافرها كانت منعدمة في الصباح !!!
الفستان الصيفي المسائي الذي ترتديه ....
كان حريريا يلتف حول جسدها التفافا .... يظهر جمال قوامها دون ان يظهر شيئا من بشرتها ... فحتى كميه كانا طويلين ... كحافته الواصلة الى قدميها
ألوانه كانت كألوان ريش الطاووس ... ما بين الفيروزي و الأزرق و الأخضر الزمردي .....
كانت غريبة الجمال !!! ... و مع ذلك شعر بنفسه يندفع اليها صارخا
( بشرى !!! .................)
و قبل أن تسقط أرضا ... كان قد اعتقل خصرها بذراعه ... ليحملها بين ذراعيه بقوةٍ و هي تلهث بصوت و تئن من شدة الالم .....
لكنها استطاعت أن تهمس بإختناق
( مصفف الشعر .... كان ..... ساخنا ...... للغاية ...... مضت ساعات .... طويلة جدا ......)
و كانت محاولة التركيز بعدها مستحيلة .... فتراجع رأسها مرميا للخلف على ذراعه .....
بينما هو يهتف باسمها !! .....
.................................................. .................................................. ......................
حين انتهى الطبيب من فحصها ....كانت بشرى قد أخذت قرصا مسكنا و راحت في سباتٍ عميق ....
اتجه وليد الى الباب برفقة الطبيب الذي قال بخفوت
( آخر مرة أنبهك للحرارة المرتفعة .... شديدة الخطورة عليها و للجنين .... و العلاج يجب أن يبدا بأسرع وقت ..... )
قال وليد بخفوت أكبر وهو ينظر الى بشرى التي كانت نائمة بتعب بين الأغطية البيضاء ...
( موعد طائرتنا غدا ..... و ما أن نصل حتى نذهب للمشفى من فورنا .... )
أومأ الطبيب ثم قال
( عامة العديد من الحالات تحسنت بفضل هرمونات الحمل .... و بعضها تحسن رغم التدهور و تغيير الدم , بالإهتمام و الرعاية سيمر الأمر بسلام و ستكون بخير هي و طفلها ان شاء الله )
شكره وليد بذهنٍ شارد .... و ما أن أغلق الباب خلفه .... حتى عاد الى بشرى ببطىء وهو ينظر اليها بعينين غائمتين ....
لقد سال الكحل الأسود على وجنتيها .... بفعل الدموع و الماء البارد المتسرب من الضمادات الخافضة للحرارة ...
أما شعرها الطويل فقد انساب من حولها همجيا على الوسائد بشكل غريب .....
فستانها كان مفتوحا بعد فحص الطبيب لها .....
و شفتيها اللتين لعقتهما طويلا فقدتا لونهما اللامع و بقى اللون الأحمر بفعل حرارتها المرتفعة ....
أمسك وليد بالضمادة من على رأسها ... ثم غمسها في مكعبات الثلج مجددا و أعادها الى رأسها ....
لقد نصحه الطبيب أن يغمرها كلها في حوض الإستحمام بمكعبات الثلج .... لكنه لم يستطع ...
لم يمتلك الجرأة على ايلامها الى هذا الحد .... و أكد عليه أنه سيفعل إن لم تنخفض الحرارة خلال ساعة ....
...
لقد أوشك على نقلها للمشفى هنا الا أن الطبيب طمأنه على حالها ... و الإنتظار حتى الغد بعد عودتهما ....
مد يده يراقب حرارتها وهو يلامس عنقها ووجنتها ..... بينما كانت تبدو و كأنها بغيبوبة ....
جلس بجوارها و أخذ يرفعها بحرص شديد الى أن تمكن من خلع الفستان عنها برفق ....
نظر الى الفستان بيده ... يتلمس قماشه الناعم بعينين غائرتين ...
منذ أن أتت الى هنا لم تحظى بفرصةٍ لفعل الكثير مما تمنته من هذه الرحلة ....
لماذا يشعر بكل هذا القدر من الهم ؟!! .....
من المؤكد أنها قد عاشت سهراتٍ طويلة .... ارتدت افخم الملابس من قبل .....
رقصت و غنت كما لم تفعل غيرها ....
فكيف له الآن أن يشعر بالشفقة عليها لمجرد عطلة !! ...
العطلة الأخيرة كما تخشى ... و كما أخبرته مرارا !!! ...
تنهد وليد بقنوط وهو يرمي الفستان بعيدا قبل أن يعاود النظر اليها .....
ثم دون كلمة ذهب ليحضر حقيبة صغيرة خاصة بأدواته الشخصية .....
جلس بجوارها و هي نائمة كالأموات ... ثم أخرج مقصا ....
و بدأ في الإمساك بخصلات شعرها الطويل ....
كان من السهل عليه جدا ان يعرف الفرق بين خصلات شعرها الطبيعي و بين الشعر الطويل الذي قامت بإضافته ....
فأخذ يفرقه خصلة خصلة .... يقصها و يرميها بسلة المهملات ....
حريصا على الا يمس شعرها الحقيقي ... فهي كانت ترغب في اطالته جدا ....
و ما أن انتهى حتى تنفس برضا وهو يرى بأنها قد عادت نوعا ما الى شكلها الأكثر آدمية من شكل عروس البحر الغريب الذي تعمدته رغم شدة جماله ... الا أنه لم يروقه مطلقا ...
طفولتها كانت تثير شهيته أكثر ... و تشرد ملامحها كان يعجبه و يفعل به الأعاجيب ....
أخرج بعدها مقصفة الأظافر .... فتناول يدها برفق يقربها من عينيه ...
ثم نظر اليها مستهجنا و هو يقول بغضب
( تلصقين أظافر ؟!!! ...... طبعا لن نتمكن من التخلص منها الا بخروج الروح ..... )
زفر بنفاذ صبر ... ثم أخذ يقلم أظافرها الصناعية بحرص و كأنه يفعل ذلك لقطة مشاغبة .....
و ما أن انتهى .. حتى نظر الى يدها راضيا عن عمله .....
ثم أعاد عينيه اليها ... و همس بخفوت
( الآن يمكنك النوم براحة ....... أنا سأسهر بجوارك , لا تقلقي ....... )
تمدد بجوارها يقلبها الى جانبها ...و يسحبها الى صدره , .... و ما أن همهمت بإنزعاج , حتى وضع يده على بطنها ليقول بخفوت ....
( لماذا لم تعتني بها ؟!! ...... مادام والدك بهذا القدر من الأنانية الخارجة عن ارادته !! ... يوما ما ستكون أنت ظهرها و رجلها ..... و حينها قد أنظر اليكما بخزي و أبتعد ..... )
.................................................. .................................................. ..................
نظرت من نافذة الطائرة و هي تحارب الدوار قليلا ....
بينما كانت ملامحها مظلمة و عيناها داكنتي الخضرة ..... الا أنها انتفضت داخليا حين شعرت به يمسك بكفها و يضغط عليها قائلا بصوتٍ أجشٍ خافت
( ألازلتِ غاضبة ؟!! .............. )
لم ترد عليه .... كانت غاضبة بشدة , لكن امساكه لكفها هز من غضبها قليلا و دوخها ....
لكنها رفضت النظر اليه كي لا يرى ضعفها ...
قال وليد بخشونة
( هل تضللين الأمور كي لا أعاقبك على عصيان أوامري مجددا ؟!! ....... ألم تستطيعي قراءة الورقة ؟!! .... فأنتِ اما جاهلة بدرجةٍ أكبر مما ظننتها ... و إما لم تجربين عواقب تحدي غضبي بعد .... )
أدارت وجهها اليه تقول مسرعة بفتور
( سبق و جربتها ............... )
الا أنها ما أن التقت بعينيه حتى اكتشفت أنه كان يتسلى بها .....
فأخفضت وجهها بسرعة و هي ترتجف حرفيا .... لكنها تمكنت من القول بخفوت
( لم يكن يحق لك أن تقص شعري ..... لقد رميت كل عنائي و تحملي أمس بسلة المهملات بكل بساطة )
قال وليد بهدوء لا مباليا
( كان قميئا و لم يعجبني ........... )
شعرت بأنه أوجعها بشدة .. الا أنها همست كاذبة بخفوت دون أن ترفع وجهها اليه
( لم أطيله ليعجبك ... بل فعلتها لنفسي )
قال وليد بوضوح هادئا
( كاذبة ................ )
حاولت أن تشد كفها منه بغضب , الا أنه شدد الضغط عليها ... فيئست من المقاومة و قالت برفض و ألم
( ليس من حقك انتهاك جسدي بهذا الشكل ....... )
ارتفع حاجبي وليد ... رغم ارتباك ملامحه قليلا , الا أنه قال بهدوء بارد
( الا ترين بأنكِ درامية بعض الشيء ؟!! ....... )
ارجع رأسه للخلف مغمضا عينيه دون أن ينتظر ردها و كأنه غير مهتم بوجودها ...
حاولت سحب يدها مرة أخيرة الا أنها فشلت مجددا ....
فأخذت تنظر الى ملامحه الهادئة ... كانت متعجبة من هدوء أعصابه التدريجي على مدى ثمانية و أربعين ساعة فقط و منذ انفجاره بمعرفته خبر الحمل !!
لا تعلم كيف بدأ الأمر يهدأ و يستقر الى أن اعترف بوجود الطفل و بدا أمرا مسلما به !!
يظل ابنه ... من لحمه و دمه .... ووليد ابن أصول في النهاية , مهما حدث فلن يترك طفله أبدا .....
تنهدت بصمت و هي تعيد نظرها الى النافذة بجوارها ... تاركة يدها بكف وليد ... و حين ظنت أنه قد نام , سمعته يقول أخيرا بهدوء
( ما ان نعود حتى نتجه الى المشفى ....... )
التفتت اليه بشرى تقول بصدمة
( هكذا بسرعة ؟!! ..... لما لا نرتاح قليلا ؟!! ..... )
قال وليد دون أن يفتح عينيه
( لا وقت للإهمال .... عليك نزع وسيلة منع الحمل تلك .... للأبد ... )
ابتلعت ريقها بضعف و هي ترمقه صامتة , بينما انتفضت وهو يتابع قائلا
( و من ثم نبدأ بالعلاج الخاص بكِ و بالطفل ........ )
ظلت بشرى صامتة قليلا ... ثم قالت أخيرا بخفوت
( آسفة لأنني عبء عليك في هذه الفترة ............ )
قال وليد بهدوء دون أن يفتح عينيه
( أدخلتكِ الى حياتي بإرادتي بلحظة تهور ...... لا يحق لي الإعتراض الآن .... )
أخفضت بشرى وجهها و هي تقول بخفوت
( نعم ........ صحيح ... )
ثم عاودت النظر من النافذة و هي ترى السحب تحتها ..... و بداخلها رغبة غريبة في الطيران محلقة بعيدا ...
لكنها لا تملك الإرادة .....
.................................................. .................................................. ......................
وقف وليد بجوارها وهو يساعدها على غلق ثوب المشفى ... بينما هي تنظر اليه بقلق ...
و ما أن دخلت الطبيبة مبتسمة حتى قالت بهدوء
( هل أنتِ جاهزة ؟!! .......... )
لم يرد وليد بل كان قلقا على الرغم من ضخامة حجمه وسط الغرفة الضيقة .... الا أن بشرى قالت بفتور
( نعم جاهزة ........ )
قالت الطبيبة برفق
( قد يؤلمك هذا قليلا .... لكن لن يستغرق أكثر من دقائق ... )
قالت بشرى بخفوت و هي تنظر الى المعدات المختلفة المؤذية نفسيا
( نعم أعرف ...... لا بأس ......... )
قالت الطبيبة لوليد بتهذيب
( هل تحب أن تنتظرنا بالخارج من فضلك ؟؟ .......... )
للحظات شدد على يد بشرى وهو ينظر بعدم فهم و قلق الى كل ما حوله .....
لكنه قال بخفوت
( حسنا ..... سأخرج ......... )
لكنه بقى واقفا مكانه مترددا ... حينها قالت بشرى بخفوت
( هيا أخرج ..... لا يزال لدينا الكثير بعدها ...... )
نظر اليها بوجهٍ قاتم قليلا ... لكنه أومأ في النهاية وهو يقول بخفوت
( سأكون بالخارج .......... )
أومأت هي الأخرى بصمت و أسى .....
و ما أن خطا في اتجاه الباب حتى قالت بشرى بقلق تسأل الطبيبة
( لن يضر هذا طفلي .....أليس كذلك ؟!! ..... )
توقف وليد مكانه ليسمع بإهتمام , بينما ردت الطبيبة مطمئنة
( اطلاقا ...... لا تقلقي من هذه الناحية .... )
اومأت بشرى بتردد , و ما أن رفعت وجهها لتجد وليد لا يزال واقفا عند الباب ينظر اليها مقطب الجبين , حتى تأوهت دون صوت .... ثم همست بصوت خافت
( ابقى معي ....... أرجوك ...... )
تسمر مكانه ينظر اليها للحظة ..... قبل أن يتقدم منها بسرعةٍ و أمسك بيدها مجددا ليقول بهدوء
( سأبقى ........ )
لا تعلم خلال اللحظات التي تلت .. لماذا كانت تبكي ؟!!!
كانت الدموع تنهمر على وجهها الذي يتديره عن وليد الممسك بيدها .... بينما هو يراقبها بوجهٍ متالم لبكائها ...
هل كان الألم الجسدي هو السبب ببكائها ؟!! ....
أم هل هي ذكرى الحمل السابق الذي كانت قد نسيته تماما و اختارت أن تفصل تلك الذكرى المقيتة عن فكرها ... خاصة بعد أن استيقظت و فوجئت بما حدث .... ؟!!
أم أنها تبكي بسبب امساك وليد بيدها ووجوده معها ؟!! ......
لا تعلم ... فقط تعلم انها كانت ترتعش أكثر كلما مد يده ليمسح دموعها وهو يهمس لها
( انتهينا ......... )
بالرغم من أن شيئا لم ينتهي بعد بسبب حرص الطبيبة و الحمل .... لكنه أعادها أكثر من مرة , و مع كلِ مرةٍ كانت تبكي أكثر ....
الى ان قالتها الطبيبة بارتياح قليلا ....
( ها قد انتهينا ..... يمكنك الراحة الآن للحظات قبل أن تبدأي في باقي التحاليل المطلوبةٍ و الفحوصات ... )
أومأت بشرى برأسها دون أن ترد ... فخرجت الطبيبة و تركتهما قليلا ...
و استقامت بشرى ليسندها وليد وهو يقول بصوتٍ أجش
( هل أنتِ بخير ؟؟ ....... )
عادت لتومىء برأسها بصمت و هي تجلس على سرير الفحص ... و ساقيها متساقطتين لا تلامسان الأرض حتى ...
وجهها شاحب ... و كتفيها منحنيين .... بينما الدموع تنساب على وجنتيها بصمت ....
حينها لم يتمالك نفسه وهو يقترب منها ليضمها الي صدره في جلوسها الباهت الحزين ... و قال بخفوتٍ أجش
( لا بأس ...... لا بأس ...... انتهى الألم .... )
ليته ينتهي الألم ....... ليته فقط ينتهي .....
رفعت بشرى وجهها تنظر اليه هامسة بضعف
( اريد العودة الى البيت يا وليد ..... أرجوك .......ظهري يؤلمني بشدة .. )
أمسك بوجهها بين كفيه ... يرفعه اليه بينما هو واقفا امامها ... ثم قال بصوتٍ أجش
( بشرى ..... تحملي قليلا ..... من أجل الطفل ..... مرضك لا يجب اهماله .... )
شهقة أفلتت منها رغم عنها و هي تسقط وجهها ... فقال وليد متأوها
( بشرى ..... الأمر أبسط من ذلك ..... لا شيء سيؤلمك اليوم ..... )
أومأت برأسها و هي تبكي دون أن تجد القدرة على الرد .... فقال برفق وهو يضمها اليه ...و يده على وجنتها المرتاحة على صدره
( فكري بالبيت ...... لن يطول الأمر قبل أن تكوني بفراشك مرتاحة .... )
همست بتعب و هي تحيط خصره بذراعيها
( نعم .......... نعم أرجوك ....... )
.................................................. .................................................. ....................
بعد بضعة ساعات من الأرهاق النفسي و الجسدي ....
لم تصدق بأنها تقف هنا أخيرا ... أمام بيت وليد ......
كانت تنظر اليه صامتة الى أن قال وليد برفق
( هيا يا بشرى ...... هل أحملك ؟؟ ....... )
ابتسمت رغم عنها بارهاق مضني ... ثم همست بتعب
( لا ...... ليس الى هذه الدرجة ......... )
ثم صعدت معه السلالم ..... وهو يساندها الى أن فتحت لجين الباب أمامهما و هي تقول منفعلة
( آآه أخيرا .... حمد لله على سلامتكما ..... )
توجهت الى وليد لتحيط بعنق تضمه اليها بقوة ... فلف ذراعه حولها دون أن تترك ذراعه الأخرى بشرى و الا ستقع منه أرضا ....
تركته لجين و هي تنظر الى بشرى لتقول بلهفةٍ و قلق
( كيف حالك الآن يا بشرى ؟؟؟ ........ أردت الذهاب معكما الى المشفى لكن وليد رفض )
ردت بشرى بخفوت
( لم يكن يوما مميزا لتحضري ........ )
قالت لجين و هي تمسك بذراعها
( لقد انتهى يا بشرى ..... تعالي لأساعدك ..... )
قال وليد دون أن يترك بشرى من ذراعه
( أنا سأساعدها يا لجين ...... يمكنك زيارتها غدا ..... )
لكن و قبل أن ترد لجين ... سمعت صوت سمية يقول من خلفها بنفور غريب
( وصلت يا وليد ؟!! ...... جيد اذن , فهناك الكثير من الأمور تحتاج الى تصرفك .... )
التفتت لجين اليها تقول بلهجةٍ متصلبة
( ليس الآن يا سمية ..... الا ترين أن الوضع و الوقت لا يسمحان ؟!! ...... )
الا ان وليد تدخل قائلا بقلق
( ما الأمر؟!! ............ ماذا حدث ؟!! .... )
قالت لجين بقوة
( اذهب مع زوجتك يا وليد .... انها متعبة للغاية .... لا وقت للحديث الآن .... )
الا أن سمية تقدمت و هي تقول بغضبٍ أثار خوف بشرى و هي ترى بعينيها شررا غريبا .. مريعا ...
فارتجفت رغما عنها
( طبعا اذهب مع زوجتك ...... زوجتك المصون , و التي تملأ سمعتها النادي بأكمله ... عامليه و أعضائه .... و التي عرف عنها حاليا ممن تزوجت و أصبح اسمي على كل لسان ..... و بعد تلك الكارثة أفاجىء بأختك الكريمة , تنوى الزواج من صاحب مقهى لم ينال شهادة ...... هل هناك ما هو أسوأ كي يفعلاه و تحقرا من اسم والدتكما ؟!!! ....... )
كانت بشرى تنتفض انتفاضا بكل معنى الكلمة .... عيناها متسعتان رعبا و هي تشعر بجسد وليد يتسمر و عضلاته تنتفخ أكثر .....
بينما هتفت لجين بقسوة
( سمية توقفي حالا ... ليس لأنك خالتي سأسمح لكِ بالخوض في أمورٍ دقيقة تخصنا بهذا الشكل السافر ... )
تقدمت سمية و هي تقول بعينيها المخيفتين الكارهتين
( شكل سافر ؟!! ....... و تجمعين نفسك مع تلك المرأة التي سمعنا عن علاقاتها برجالٍ بعدد شعر رأسها ؟!!! .. تحقرين نفسك بجمعك معها لمجرد ان تكون حجة لكِ و انت تقنعين وليد بالمواقفة على تلك الزيجة المخزية و كأننا ينقصنا الفضائح !!! ,,,,,, )
صرخت بشرى فجأة بجنون
( اخرسي ...... اخرسي ..... أنا أشرف من كل حقيرات النادي الذي تجلسين به ..... أنا أعرف كل واحدة و فضائحها ..... أما أنا فلم أقرب الحرام يوما ...... إياكِ و النطق بكلمةٍ تخص شرفي )
صرخ وليد بقوة وهو يكبلها بينما هي تندفع و قد بدأت تفقد السيطرة على نفسها
( بشرى ...... توقفي ........ )
لكن سمية قالت بغلِ غريب
( ساقطة ......... و هذا هو المنتظر منكِ ..... أتظنين بأننا لا نعلم سبب زواج السيد شاكر منكِ ؟؟ .... هل لازلتِ عند ادعائك الشرف ؟؟؟ ..... انطقي ..... )
بدت بشرى كالمجنونة و هي تصرخ
( اخرسي ...... اخرسي ...... أنا أشرف منكِ أنتِ شخصيا أيتها ال ...... )
هدر وليد فجأة بقوةٍ جعلت الجدران و كأنها على وشك الترجرج
( اصمتي يا بشرى ......... اصمتي أو ستكونين طالق حالا ..... )
كانت تشهق و تميل للأمام منتفضة ... بينما هو يمسك ذراعيها بقوةٍ كي لا تسقط أرضا ...
لكن تهديده لها جعلها تصمت بالفعل .... و بدا العالم يدور من حولها في دوائر صاخبةٍ مرعبة .....
قال وليد فجأة محطما الصمت المرعب
( ساعديها حتى تصعد يا لجين ......... )
أمسكت بها لجين و هي تتلقى وزنها المتهاوي على جسدها ... و اخذت تساعدها كي تصعد درجة درجة ...
و ما أن دخلتا الى الشقة .... حتى التفت وليد الى سمية بصمت ... و أمام عينيها الحاقدتين كانت عيناه أشد قسوة و أثارة للرعب وهو يتقدم منها ... تراجعت سمية خطوة و هي تقول بتوتر
( ماذا بك يا وليد ؟!! ..... هل ستتهجم علي ؟!! .... )
وقف وليد على بعدِ خطوة منها .... ثم رفع اصبعه ليهمس بصوتٍ خافت
( أقسم بالله ..... لو خضتِ بشرف زوجتي مجددا .... فسوف أضربك و اطردك خارج البيت ... و لن يكون لكِ اعتبار كخالتي ..... و أنتِ تعرفين جيدا أنني أفعلها .... دون أي اعتبار للأصول أو صلة القرابة .... )
فغرت سمية فمها و هي تهتف بهلع
( وليد ...... أتهددني من أجل تلك ال.......... )
مد يده فجأة ليقبض على فمها بقوة وهو يقول همسا برفق
( لقد أقسمت ...... لا تستثيري غضبي أكثر .... )
اتسعت عينا سمية بارتياع .... بينما تركها وليد وهو ينظر اليها بعينين خطيرتين لعدة لحظات قبل أن يستدير و يصعد الى شقته ... تاركا اياها و يدها على صدرها بهلع ... و جنون .....


يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 31-10-15, 11:58 PM   #25370

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

بعد أن ألبستها لجين قميص نوم مريح ...
ساعدتها كي تتدثر في سريرها و هي تهمس برقة
( هل انتِ افضل الآن يا بشرى ؟!! ...... )
رفعت بشرى وجهها الشاحب الى لجين تقول باعياء هامس
( هل تعرفين ..... أنني حامل ؟؟ ........ )
ابتسمت لجين قليلا و هي تربت على كتف بشرى قائلة بخفوت
( نعم ..... وليد أخبرني بمكالمته الأخيرة ..... مبارك يا بشرى , لكن لا أحد يعرف غيري .... سمية لا تعرف و لن نخبرها الآن ..... )
همست بشرى باختناق و هي تبكي بتعب
( ليس صحيحا ....... أقسم بالله ليس صحيحا ما اتهمتني به ..... )
جلست لجين بجوارها و هي تربت على كتفها لتقول همسا
( أعرف أنه ليس صحيحا ..... من جرب الظلم مرة يستطيع أن يتعرف عليه بسهولة ...... )
اغمضت بشرى عينيها و هي تبكي بخفوت
( لقد أفسدت كل شيء ..... أفسدت كل شيء ........ وليد سيتركني بعد ما سمعه ..... )
تغضن وجه لجين ألما ... لكنها همست باختناق
( لا تفكري بشيء الآن ..... فقط نامي , و غدا ستكون الأمور أفضل .... ثقي بي .... )
أغمضت بشرى عينيها و دفنت وجهها بالوسادة تبكي بصمتٍ و اختناق ...
بينما استلقت لجين بجوارها و هي تربت على كتفها و شعرها بحزن .... الى أن تنهدت و غطت بنومٍ مجهد .... ............
خرجت لجين بهدوء من الغرفة و هي تغلق الباب خلفها ....
لتجد وليد واقفا امامها بملامح شاحبةٍ و يداه بخصره ..... قال بخفوت متصلب
( نامت ؟!! ........ )
أومأت لجين برأسها و هي تهمس باختصار
( نعم ....... حالتها الصحية ليست على ما يرام أبدا , و منظر كتفها كان مخيفا ..... )
استدار وليد وهو يحرك كتفيه متنهدا و كأنه يسوي حملا ثقيلا عليهما ثم قال بتعب
( أعرف ............ )
اقتربت بشرى الى أن وقفت خلف وليد مباشرة ... ثم قالت همسا
( لم تدافع عنها يا وليد ..... بل قسوت عليها هي .... )
لم يرد وليد لعدة لحظات .... ثم قال أخيرا بجفاء
( عليها أن تعتاد ذلك .... ستسمعه كثيرا , و لن تجدي الفضائح التي تفتعلها كل مرة كي تحسن من مظهرها ..... عليها تقبل أن هذا سيحدث مرة بعد مرة ..... )
اقتربت لجين منه و هي تقول بألم
( لكنها زوجتك ...... كان عليك الدفاع عنها ...... )
قال وليد بصوتٍ جاف ...
( و ماذا لو لم أكن موجودا ؟؟ ...... هل سيكون حذائها هو الرد الذي ستستخدمه دائما ؟!!! .... و ماذا عن الطفل ؟!! .... كيف سيكون وضعه حين يرى امه تتصرف بتلك الطريقة دفاعا عن شرفها كل مرة يسيء بها احدهم اليها ؟!! ..... ربما لو كانت وحيدة لاعتبرتها شجاعة .... لكن فكرة أنها ستكون أم طفلي غيرت كل شيء أمام ناظري ....... )
رفعت لجين وجهها ثم قالت بخفوت
( هل تنوي تركها ؟!! ............)
ساد صمت طويل بينهما ... وهو يوليها ظهره , غير قادرا على مواجهتها ...
ثم قال أخيرا بخفوت
( كيف ستكون أم أطفالي يا لجين ؟؟ ........)
لمعت عينا لجين بقوة و هي غير قادرة على الرد لعدة لحظات , ثم قالت
( و من جعلها أم طفلك ؟!! ..... أليس أنت ؟!! ..... كيف تتخلى عنها الآن ؟!! .....)
استدار وليد اليها بعنف وهو يهتف همسا بعذاب
( لن أتخلى عنها و عن الطفل أبدا .... لكنك تكلميني عن أسرة و بيت و مزيد من الأطفال ... كوني منصفة يا أستاذة الجامعة و ضعي نفسك مكاني .... هل من الممكن أن يكون بيتا سليما مستويا ؟!!! ... أنتِ لا تعرفين نصف الحقائق التي أعرفها .... حقائق مفزعة .... صحيح أنها كانت ضحية أشياء يشيب لها الرأس و تجعلني أريد أن أمنحها كل ما أستطيع من تعويض .... لكن بنفس الوقت أفكر في هذا الطفل و المزيد من الأطفال ....
ماذا لو مت أنا مثلا ؟!! .... من سيربيهم ؟!! .... هي ؟!! ..... المال سهل جدا ايجاده , لكن الأم التي تملك القدرة على النهوض ببيت كامل و اسرة .... هل ترين تلك المواصفات في بشرى ؟!! ....)
نظرت اليه بصمت طويلا ... ثم قالت أخيرا بخفوت
( لم تذكر شيئا عن قلبك في هذه المعادلة ..........)
شحب وجهه قليلا و توقف مكانه .... ينظر اليها طويلا .... قبل أن يقول بخفوت
( الا ترين أن القلب يعتبر عضوا مرفها جدا بعد كل ما ذكرته للتو ؟!! ........)
ظلت لجين صامتة قليلا ... ثم قالت أخيرا بهدوء
( أتعلم .... لطالما كنت أنانيا .... لا تفكر سوى بنفسك و تدعي أنه الأصلح ..... )
اتسعت عينا وليد قليلا ... ثم لم يلبث أن قال بخفوت قاسٍ
( توقفي لجين ...... لا وقت لتجريحك الآن ..... )
قالت لجين بنفس الهدوء
( هذا ليس تجريحا ..... إنما اقرار واقع فقط , أتتذكر بعد الحادثة التي تعرضت لها ... ماذا كان موقفك ؟!! بعد أن ضربت الحيوان الذي تعرض لي و كدت أن تقتله و حرروا ضدك محضر .... بقيت وحدك بعدها طويلا .... تباعدت عني ... و كلما حاولت أن أقترب منك مجددا .... كنت تجيبني بأنك تمر بأسوأ حالٍ يمر بها الأخ .... و طلبت مني أن أتفهم سبب ابتعادك .... و أنا فعلا تفهمت , كنت أدرك مدى ما تشعر به جراء ما تعرضت أختك الوحيدة له ... فهمت أن رجولتك قد أهينت ... جرحت .... و لم تستطع حتى الدفاع عني .... )
صمتت قليلا تلتقط أنفاسها ثم تابعت تقول بقوة
( رغم حالتي المنهارة في ذلك الوقت ... الا أنني كنت أقدر منك على تفهم موقفك و ألمك .... لكن ماذا كان ردك حين قررت كشف الأمر و طلب حقي على الملأ ..... طلبت مني التراجع , لأن هذا سيزدني ضررا و لن يعيد ما حدث للوراء ..... )
ظل وليد مكانه صامتا ينظر اليها بوجهٍ شاحب ... متوجع ... بينما اقتربت منه خطوة أخرى لتقول بهدوء
( طلبت مني بالحرف التراجع عما أنتويه ... على أن تقوم بتأجير من يساعدك لينال هذا الحقير جزاءه .... كنت على استعداد على ضربه مع اثنين من المجرمين عوضا عن اللجوء الى فضحه علنا .... بدعوى الحفاظ على سمعتي ..... و حين رفضت و سرت بطريقي تباعدت أكثر .... و للمرة الثانية تفهمت موقفك ..... )
صمتت و هي تهز رأسها قليلا ... ثم لم تلبث أن همست مبتسمة بحزن
( صاحب المقهى .... الذي اهانته خالتي الآن لتوها ... حين تقدم يطلب يدي في المرة الأولى ... و أنا رفضته , ساندتني ..... و شجعتني على هذا القرار ..... لكن ما أن حدث ما حدث و تقدم لطلب يدي للمرة الثانية ... غيرت رأيك ووافقت و طلبت مني الموافقة ..... تركت له مهمة التواجد معي في المشفى يوما بعد يوم حتى شعرت في لحظةٍ ما أنه أصبح أقرب لي منك .... لمجرد أنه كان يهمس مواسيا بأذني أنني على حق ... و أنني على صواب ... و أن الله ينصف المظلومين مهما طال الوقت ...... )
صمتت تطرق برأسها ... ثم قالت بخفوت
( و لهذا رفضته للمرة الثانية ...... لأنني لا أستحقه ....... )
اخذت تتنفس بصعوبة ... و رغم عنها سقطت دمعة على وجنتها مسحتها بسرعة و هي ترفع وجهها تقول بهدوء
( لكني وافقت عليه الآن ..... بل أنا التي تقدمت له المرة الثالثة ..... )
اتسعت عينا وليد بصدمة وهو يقول مجفلا
( لجين !!!! .......... )
الا أنها قاطعته بكل هدوء و ثقة
( أنا أرغب بصاحب المقهى زوجا ...... بالرغم من أنني أشعر بأنني لا أليق به , فسمعتي قد تلوثت بفضيحة كبيرة و من حق أسرته أن تعترض ..... لكن تمسكه بي غلبني .... )
فغر وليد فمه قليلا بينما اتجهت لجين الى الباب و هي تقول بخفوت
( لقد حددت له موعدا يوم الخميس المقبل كي يقابلك .... و أنا أعتبر موافقتك مضمونة .... )
استدارت الى وليد عند الباب لتقول بخفوت
( حمدا لله على سلامتكما ....... و الطفل أيضا ......... )
ثم خرجت و أغلقت الباب خلفها بكل هدوء ... بينما ظل وليد واقفا مكانه ينظر الى الباب المغلق بصدمة و بتعب جلس على أقرب كرسي , قبل أن يميل برأسه مستندا الى كفه .... كرجل يحمل على كتفيه الكثير ...
لم يعلم أن باب غرفة النوم كان مفتوحا جزئيا ...
و من شق الباب كانت هناك عينين خضراوين تنظران الى جلسته اليائسة ...
عينان تبكيان بحرقة ...... مع حلمِ ضاع أسرع من غمضةِ عين ....
.................................................. .................................................. ......................
وقفت وعد مع كرمة أمام المرآة بمعرضها ...
تقيس عليها عدة أقمشة .... لا تصدق مدى بلاهة كرمة !!
هل الحمل يجعل من المرأة بلهاء الى هذا الحد ؟!!
لقد كانت كرمة هي العقل الواعي و النظيف بين كل الاطفال ... أما الآن فهي تبدو شديدة الحماقة لدرجة ارهقتها فعلا ...
فهتفت غضبا في النهاية
( كرمة اثبتي و احترمي نفسك ....... ثم أن هذا الفستان الذي تطلبينه لا يصلح للحمل ابدا )
قالت كرمة بغضب
( ما المشكلة ان وضعت ربطة أنيقة تحت الصدر فوق البطن ؟!! ...... )
شدت وعد شعرها و هي تهتف بغضب
( يا الله !!! .... أنت تعملين مديرة بمصرف و قريبا سوف تدرسين بالجامعة .... هل ستظهرين أمام طلابك بربطة وردية فوق بطنك ؟!!! ...... )
تأففت كرمة و هي تقول
( أتصدقين يا وعد ...... أنتِ كئيبة النزعة و قد ظلمك من جعل منكِ مصممة أزياء .... أنتى على الأكثر لا تصلحين سوى لتنجيد الكراسي .... و من الدرجة الثانية أيضا .... )
ارتفعت وعد عن الأرض و هي تقول بجفاء
( رحم الله أياما كان دولابك كله من عرق جبيني يا ناكرة الجميل كقطط الأزقة ...... )
رفعت وعد شريط القياس و هي تقول بحاجب مرتفع ارتيابا
( كرمة ..... أفهم أن الحمل يزيد من عرض البطن و الصدر .... هذا مع ملاحظة أنك لا تزالين بالشهر الأول .... لكن فلنغض البصر عن هذا .... لكن هل يمكنك أن تشرحي لي لماذا يزداد عرض المؤخرة أيضا ؟!!!! ..... )
زمت كرمة شفتيها و هي تنظر لنفسها بالجانب ... ثم قالت ببؤس
( لا أعلم ..... حدث تدهور و انفجار بكل مكان .... حتى أنفي ازداد حجمها .... )
زمت وعد شفتيها بقرف و هي تقول
( أنتِ أخذت الحمل حجة .... و بدأت في القضاء على الأخضر و اليابس .... )
سمعا طرقا على الباب و دخلت كوثر و هي تقول
( وعد .... هناك شابة تريد مقابلتك ...... تقول اسمها بشرى , صديقة ملك ...)
التفتت كلا من وعد و كرمة الى بعضهما بذهول ... ثم هتفت وعد بقوة
( دعيها تدخل مباشرة يا كوثر ....... )
خرجت كوثر لتدعوها ... بينما رفعت كرمة كفيها الى فمها هامسة برهبة
( لا أصدق !! ......... )
بينما قالت وعد و يدها على صدرها
( هذا ما شعرت به يوم أن عرفت هويتها .... و من وقتها لم أرها مجددا .... )
سمعتا طرقة خفيفة على الباب ... ثم انزاح برفق قبل ان تدخل بشرى مرتبكة متوترة و هي تنقل نظرها بينهما لتقول بخفوت
( صباح ..... صباح الخير ....... )
اقتربت منها وعد ببطىء و هي تقول بخفوت
( بشرى ......... )
رمشت بشرى بعينيها و هي تقول بخوف
( هل تعرفتِ علي ؟!! ........... )
كانت وعد تنظر اليها بصمت و هي مبتسمة برهبة .... ثم أومأت قائلة
( عرفت مؤخرا ....... لا أصدق كيف أخطأت عينيكِ ؟!! ...... )
كانت بشرى تفرك أصابعها بتوتر و هي تلهث بقلق ... ثم قالت أخيرا
( أما أنا فعرفتك من النظرة الاولى ..... لم أخطىء عينيك أبدا ...... )
اندفعت اليها وعد لتحتضنها بقوةٍ و هي تقول
( كيف حالك ؟!! ......... كيف حالك ؟؟؟ ...... أخبريني أنكِ بخير ...... )
كانت بشرى مرتبكة قليلا ... لكنها رفعت يديها لتربت على ظهر وعد بتردد .. و ما أن ابتعدت وعد تراقبها حتى قالت بسعادة
( أنتِ هذه المرة تبدين أفضل من المرة السابقة بكثير ....... )
رمشت بشرى بعينيها الكبيرتين ... ثم قالت بخفوت
( لا ..... لست بخير في الواقع ........ أنا كنت بحاجة لملك ..... لكن أخبروني أنها مع زوجها و لم تعد تعود الى هنا ..... )
نظرت وعد اليها مليا ... ثم لم تلبث أن قالت بهدوء
( ملك مع زوجها فعلا .... أنهما بشعر عسلهما , لكن سرعان ما ستعود .... هل هناك ما أستطيع تقديمه لك بالنيابة عنها ؟!! .... )
ارتبكت بشرى قليلا و هي تنظر الى كرمة باحراج ثم قالت بخفوت
( في الواقع هو نفس الموضوع ..... لكٍ أو لملك ..... هل يمكننا الكلام على انفراد ؟؟ .... )
نظرت وعد الى كرمة ثم ابتسمت و أمسكت بيد بشرى تجرها و هي تقول
( تعالي ....... أريد أن اريكِ مفاجأة ... هل تعرفين من هذه ؟!! ....... )
نظرت بشرى الى كرمة بعينين ضيقتين قليلا ...بينما ابتسمت كرمة ابتسامة واسعة و هي تقول
( كيف حالك يا بشرى ؟!! ...... الا تتذكرينني ؟؟ ....... )
عقدت بشرى حاجبيها قليلا ... ثم قالت بشك
( كرمة ؟!! ....... ياللهي .... كرمة حقا !! ....... )
أومأت كرمة برأسها ضاحكة بذهول و هي تقول
( نعم كرمة ....... كيف حالك يا خضراء العينين ؟؟ ... )
اندفعت اليها كرمة تقبلها بقوة .... و ما أن تراجعت , حتى وقفت بشرى أمامهما و هي تشبك أصابعها بتوتر ...
تشعر بأنها كقزمٍ في حضرة ماردين .....
تعلم جيدا مكانة كلا منهما و كيف أصبحتا ........و كيف أصبحت هي !! ....
أطرقت بشرى بوجهها .... ثم قالت بخفوت شديد
( أنا ...... إنها ...... فرصة سعيدة جدا , لقد جئت كي أطمئن على ملك و لم أتخيل أن أجدكما معا ... انا حقا سعيدة برؤيتكما ..... )
رفعت وجهها و تمكنت من الإبتسام باهتزاز .... ثم قالت بتوتر
( أنا سأرحل الآن ......... )
ثم استدارت تنوى الخروج بسرعة .....
نظرت وعد الى كرمة عاقدة حاجبيها .... ثم لم تلبث أن سارعت لتمسك بها قبل أن تخرج ... فأدارتها اليها و هي تقول بجدية
( بشرى ...... أنتِ جئتِ تريدين شيئا مني و من ملك .... و لن تخرجي من هنا قبل ان أعرفه .... )
رفعت بشرى عينيها الكسيرتين و هي تنظر الى كرمة ... فقالت كرمة تسبقها
( ربما كان وجودي يحرجك ..... سأنتظركما في الخارج )
حاولت كرمة الخروج الا أن بشرى قالت بخفوت
( انتظري ..... كرمة ..... )
التفتت كرمة اليها فهزت بشرى كتفيها و هي تقول بابتسامة مهتزة
( لم يعد هناك ما يحرجني ....... ابقي من فضلك )
جلست كرمة ببطىء على اقرب كرسي , فقالت وعد مشيرة الى احد الكراسي
( اجلسي يا بشرى و اخبريني بما تريدين ...... )
نظرت بشرى الى كفيها بحجرها و قد بدت المهمة ثقيلة على عاتقها .. فقالت وعد بلطف
( هل الأمر صعب الى هذه الدرجة ؟!! ....... )
رفعت بشرى وجهها الى وعد بصمت ... ثم قالت بخفوت
( لا أعلم ماذا افعل هنا ....... أنا ..... انها المرة الأولى التي تتعرفين بها علي ..... )
ابتسمت وعد اكثر ... ثم مالت تربت على ركبة بشرى قائلة بهدوء
( علاقة الدار تختصر كل الشكليات .... اعتبري اننا نعرف بعضنا لسنواتٍ دون انقطاع و اخبريني بطلبك دون تردد ..... )
ابتلعت بشرى غصة بحلقها .... ثم قالت بخفوت
( أنا حامل ............. )
شهقت كلا من وعد و كرمة وهما تنظران الى بعضهما ... ثم ضحكتا بقوة و كرمة تقول
( ياللهي!! ..... لقد كبرنا فعلا .... مبروك يا بشرى .... هذا اجمل خبر نسمعه , لا تتخيلي كم فكرنا بكِ و قلقنا على حالك ... و تسائلنا عن مصيرك .... )
ابتسمت بشرى بحزنٍ و هي شاردة تماما ....
مصيري !!! .... كان مخزيا .... غير مشرفا .... الشرف الذي حافظت عليه طويلا بدا الان غير مشرفا ...
تنهدت بصمت ثم قالت بفتور
( و زوجي على وشكِ تركي ....... )
عم الصمت المكان .... فرفعت كرمة يدها الى فمها ... و عقدت وعد حاجبيها و هي تقول من بين أسنانها
( النذل !.............. )
سارعت بشرى لتقول بقوة
( لا ..... لا يا وعد , ليس نذلا ...... هناك بعض الظروف انتِ لا تعرفين عنها شيئا ..... المشكلة .... المشكلة ........ )
صمتت و هي لا تعرف كيف تبدأ الكلام ... فقالت وعد بإدراك
( هل تحتاجين عملا ؟؟ ......... )
ارتبكت بشرى اكثر ... ثم قالت بخفوت
( زوجي سيتكفل بالطفل تماما ... و بي أنا أيضا .... لكنني لا أريد ذلك .... أريد أن أكون مستقلة ... أريد أن يكون لي مصدر دخل .... )
ابتسمت وعد و هي تقول
( لا أسهل من ذلك ....... تعالي و اعملي مع الفتيات هنا ........... )
رفعت بشرى وجهها و هي تعقد حاجبيها مرددة بتوتر
( اعمل مع الفتيات ؟!!! ..... اعمل لديكِ ؟!! .......... )
نظرت وعد الى كرمة بصمت ... ثم قالت لبشرى بهدوء
( لماذا تضايقتِ ؟!! ...... هل تريدين مساعدة مالية فقط ؟؟ .... لا مانع لدي أبدا , لكنني ظننت أنني سمعتك تقولين بأنكِ تريدين أن تكوني مستقلة !! ...... )
فركت بشرى أصابعها .... ثم قالت بخفوت
( لا ..... لا يا وعد .... أنا لدي شقة و سيارة ..... لدي حساب بالمصرف ...... أنا لا أعمل مع الفتيات , لقد كنت سيدة و لدي خدم ...... )
ازداد انعقاد حاجبي وعد و كرمة ... ثم قالت وعد بهدوء
( اذن ماذا تريدين ؟؟ ............. )
قالت بشرى بخفوت
( هذا المال لدي هو ادخاري لأعوام طويلة ..... لو صرفت منه سينفذ يوما ما سريعا .... أريد أن اشاركك انت و ملك به .......فأنا لا أملك شهادة أو وظيفة .... و لا أحد قد يساعدني باستثماره .... )
ساد صمت طويل بعد جملتها المبهمة .... ثم قالت وعد بصوتٍ جامد
( و كم هو المبلغ الذي تملكينه ؟!! ...... )
نطقت بشرى بالمبلغ ... فذهلت كلا من كرمة ووعد ... و كورت وعد شفتيها و هي تقول بذهول
( كم ؟!!!! ............. )
تذكرت يوما ... المبلغ الذي نطق به سيف كي تنظف بيته .... و كانت مذهولة من ضخامته التي لم تمسكها من قبل ...
لكن الان بعد ان سمعت بشرى .... شعرت بالشفقة على نفسها حقا .... لقد شقت شقاء الجبابرة .!!! ...
قالت وعد فجأة
( هل لي أن أسألك من اين لكِ بهذا المال ؟!! ......... )
تجمدت عينا بشرى و هي تنقل نظرها بين وعد و كرمة ... ثم قالت بعد فترة طويلة بفتور
( هل هذا شرط ؟؟!! ........ )
قالت وعد دون تردد
( طبعا .......أعذريني لكنك كما قلتِ بلا شهادات او وظيفة .... لم تستثمري مالا من قبل .... فكيف لكِ بمبلغ مثله و سيارة و شقة ؟!!!! ...... )
قالت بشرى بحدة
( و ما دخلك ؟!!!!!! ................ )
نهضت وعد من مكانها و هي تقول ببرود جليدي
( دخلي أنني لن أدخل قرشا لعملي لست متأكدة من نظافة مصدره مئة بالمئة ........ )
أمسكت كرمة بذراع وعد و هي تقول بخفوت
( تمهلي يا وعد ......... النقاش لا يكون بهذه الطريقة ........ )
بينما فغرت بشرى فمها و هي تنهض واقفة لتقول بصدمة
( كنت أعلم بأنني أخطأت في المجيء الى هنا ............. )
استدارت لتجري خارجا .... لكن كرمة لحقت بها بسرعة و أدارتها اليها بالقوة . ثم قالت بحزم
( انتظري ........... لا تكوني متخاذلة بهذا الشكل , اردتِ الاستقلال فحاربي من أجله كما فعلنا نحن ..... )
قالت بشرى باختناق و هي تذرف دموعا لا تعلم من أين نبعت فجأة
( أنت لا تعلمين ظروفي ..... أنا على وشك الطلاق و مريضة ... و أحمل طفلا لا أعلم كيف جاء حتى الآن ...... )
نظرت اليها كرمة طويلا ثم قالت بخفوت
( و أنت لا تعلمين كيف كانت ظروفي و ظروف وعد و حتى ملك .... قد تكوني عانيتِ أكثر منا , لكن التخاذل ليس الحل الآن .... )
صمتت كرمة قليلا ثم قالت برقة
( أنا أيضا حامل ...... و هذا سر أنتِ خامس فرد يعرفه بهذا العالم .... جيد انني ختمت بكِ رقم خمسة للحسد .... و من النظر لحجم بطنك المماثل لبطني ... أرجح اننا في المرحلة الأولى معا ...... )
امسكت كرمة بكلتا ذراعي بشرى و قالت
( اقبلي فرصة العمل .... لا ترفضيها ... المذهل في الأمر أنني أستطيع أن اساعدك حتى دخول الجامعة .... و قد أفعل المستحيل كي تدخلي الجامعة التي أدرس بها .... )
ضحكت بشرى باستهجان و هي تهز رأسها بذهول مستنكر ... ثم قالت بحدة
( هل تهذين ؟!!! ..... هل تهذين ؟!! ..... أي جامعة ؟!! ...... أريد فقط مشروعا أضع به مالي .... )
انخفضت كفي كرمة عن ذراعيها ... بينما قالت وعد بصرامة
( اتركيها يا كرمة ........ انها تتكبر على وظيفة اكثر رقيا من الكثير من الوظائف التي عملت انا بها دون شكوى ....... )
صمتت ثم نظرت الى بشرى قائلة بقوة
( أنا آسفة يا سيدة بشرى ..... نحنا هنا لسنا مصرفا .... ضعي ملك بواحد منهم و سيكون أسهل لكِ ... فهو لن يسألك .. من أين لكِ هذا ؟....... )
كانت بشرى تشهق باكية و هي تنظر بينهما .... قبل ان تندفع خارجة بقوة ....
ساد صمت كئيب بينهما قبل أن تقول كرمة بخفوت
( لماذا كنتِ بهذه القسوة ؟!! ........ كان بإمكاننا التحري عن مصدر المال بسهولة .... )
نظرت وعد بعيدا و هي تقول
( حتى ولو ..... كما أخبرتها , نحن لسنا مصرفا للإدخار ..... )
صمتت و هي تنظر من النافذة بوجوم .... و بداخلها نوعا من الندم ...... تبا لقد جعلها الحب حساسة بغباء !!
.................................................. .................................................. ....................
كان يطالع بعضا من اوراقه بتركيز ....
يحك ذقنه وهو يستدير بكرسيه ليولي ظهره لباب مكتبه ....
سمع طرقا رقيقا على الباب ....ثم فتح لتدخل رائحة القهوة اليه مباشرة .....
الحق أن رائحتها كانت فواحة و ساحرة .... فأغمض عينيه للحظة وهو يستمتع بتلك الرائحة ...
ثم لم يلبث أن قال بهدوء
( ألم أطلب منك شاي يا ابني ؟!! ..... ثمة واحدة فقط هي من تجيد اعداد قهوتي الخاصة ... )
تنهد سيف ثم قال باستسلام
( عامة شكرا .... ضعها هنا من فضلك ...... )
سمع صوت الفنجان يوضع برفق بجواره ... فمد يده ليلتقطه بهدوء وهو يتابع قراءة الأوراق ...
قرب الفنجان من شفتيه .... الا أنه نظر اليه قبلا عاقدا حاجبيه قليلا ... ثم ارتشفه ببطىء ...
همس سيف مغمضا عينيه
( رائعة ...... يبدو أن الوحيدة التي ظننتها تجيد تحضير القهوة قد بدات تفقد سحرها .... )
لم يسمع ردا .... فقال بهدوء
( على أن القهوة ليست سحرها الوحيد ....... )
سمع صوت الأقدام يقترب منه خطوة الى أن حطت يدان ناعمتان على عينيه برفق ....
أرجع سيف رأسه للخلف مبتسما ... مستمتعا بنعومتهما على عينيه .... ثم همس بصوتٍ أجش
( اياكِ و نزعهما .......... )
سمع صوتها يكاد أن يكون مبتسما و هي تقول بخفوت
( متى عرفتني ؟؟ ............. )
ظلت ابتسامته على حالتها ثم قال بصوتٍ عميق للغاية
( منذ ان رأيت وجه القهوة يا وجه القمر .... لكن طعمها لم يترك للشك بداخلي أي مجال ..... )
تذمرت برقةٍ و هي تقول بصوتٍ عذب
( ظننتك تعرفت على عطري الجديد !!!! .... أتعرف كم ثمنه ؟!! .... )
مط شفتيه وهو يقول بفظاظة ...
( اصمتي يا وعد ...... دعيني استمتع بملمس يديكِ مع رائحة القهوة ..... )
لم تنزع وعد يديها على الفور و هي تهمس بجوار أذنه
( يدي فقط ؟!! ..... )
حينها وضع القهوة مغمض العينين على غير هدى حتى وصلت الى سطح المكتب .... ثم أبعد كفيها برقةٍ ليضعهما على شفتيه يقبلهما برقةٍ أذابت مفاصلها .... قبل ان يستدير اليها , فابتسمت ابتسامة جعلت القمر يشرق له صباحا ....
همس سيف بصوتٍ أجش
( اذهبي و أغلقي الباب ......... )
ارتبكت قليلا و هي تبتسم بوجهٍ محمر ... لكنها قالت بهدوء
( ستعرف سكرتيرتك ما تنتويه حينما تراني اغلق الباب ......... )
قال سيف بصوته العميق
( و هل تظنين بأنني قد اهتم ؟!!! ......... )
عضت على باطن خدها و هي تبتسم برقة .. فقال سيف بهدوء
( الآن يا وعد لو تكرمتِ ......... )
استقامت لتتجه الى الباب بقلبٍ خافق ... ثم أغلقت الباب متأوهة بصمت أمام نظرات السكرتيرة المتعجبة ..
و ما أن استدارت اليه حتى همست بغيظ
( أنظر كيف كان منظري الآن !! ........ )
مد سيف اصبعي السبابة و الإبهام لكلتا يديه و شبكهما على هيئة مربع .... نظر خلاله ككادر وهو يقول
( أنا انظر بالفعل ...... و ما أراه يعجبني ...... )
كانت تقترب منه برقةٍ و هي ترتدي فستانا ناعما أصفر اللون .... و هي المرة الأولى تقريبا التي يراها بلونٍ أصفر .. يعلوه سترتة من الجينز زرقاء اللون ....
أما شعرها فقد كان مجموعا كذيل حصان ناعم .....
وصلت اليه برقةٍ حتى رفعها من خصرها و اجلسها على سطح المكتب أمامه ... ثم قال بهدوء
( الآن ..... قبليني ...... )
انحنت اليه مبتسمة و هي تغمض عينيها لتطبع شفتيها فوق شفتيه لفترة طويلة طويلة ... دون أن يتحرك كلاهما .... كان هذا الطابع هو طابع الحب بالنسبةِ لهما معا ... كلما اشتاق احدهما للآخر ....
رفعت وعد وجهها أخيرا و هي تتنهد برقةٍ و شرود ....
تتأمل ملامح وجهه و هي تلامس خصلات شعره .... ثم همست بخفوت
( ليس من العدل أن تكون بكل هذه الوسامة ......... )
ابتسم سيف و يداه على خصرها ليقول بخفوت ناظرا الى عينيها
( و ليس من العدل أن تسرقي جمال القمر لتحتكره عيناكِ !! ........ )
ضحكت بولهٍ و هي تسمع غزله الذي بدأت أن تعتاده و كأنه أقسم قسم الدلال منذ أن عادا الى بعضهما ....
رفع سيف ذقنها ثم قال بهدوء
( لكن لماذا أرى الحزن بهما الآن ؟!! ..... افتقدته منذ فترة بعينيكِ .... )
عادت وعد لتتنهد و هي تلاعب شعره ثم قالت بخفوت
( تذكرت حين كنت لئيما معي و أنا أعمل لديك ..... كنت تشعرني بأنني دون المستوى و كم آلمتني .... )
عقد سيف حاجبيه وهو يقول بدهشة غاضبة
( هل جئت الى هنا اليوم كي تتذكري تلك الأيام ؟!! ...... )
أطرقت بوجهها قليلا ... ثم همست بخفوت
( بل شعرت اليوم بأنني فعلت المثل ...... لذا جئت اليك ... كي أسألك كيف كنت تتغلب على شغورك بالبغض لنفسك في كل مرةٍ كنت لئيما بها معي ...... )
أظلمت عينا سيف وهو يقول بخفوت
( أنت تؤلمينني .... اتعلمين ذلك ؟؟ .......... )
اومأت برأسها و هي تهمس بحزن دون أن تترك عنقه
( نعم ........تحملني أرجوك ...... )
ظل ينظر اليها طويلا بملامح مصدومةٍ بها القليل من الوجع ... ثم جذبها اليه برفق حتى أجلسها بين أحضانه , يضمها بذراعيه وهمس بصوتٍ أجش
( الآن أخبريني بما يضايقك ؟؟ ............. )
أغمضت وعد عينيها و هي تميل برأسها على صدره لتهمس بخفوت
( لا أريد ...... أريد فقط أن أرتاح على صدرك ..... )
كان يلف ذيل الحصان على كفه قبل أن يقول بخفوت
( بل ستحكين ..... أو أجذبك من ذيل الحصان هذا حتى أقتلعه بيدي ...... )
ضحكت وعد برقة .... ثم لم تلبث أن قصت عليه حكاية بشرى , الى أن انتهت بمجيئها اليوم !!
كان سيف يسمع قصتها .. وهو يزيد من ضم وعد الى صدره .... و ما أن انتهت حتى قال بدهشة
( لا أصدق أنكِ قد وجدتِ الفتاة التي حكيتِ لي عنها !!! ......... )
قالت وعد تهمس متنهدة
( في الواقع ليست صدفة ...... كانت تعرف ملك طوال الوقت , كما حافظت أنا على علاقتي بكرمة طوال هذه السنوات ...... )
رفع سيف ذقنها كي ينظر الى عينيها .... ثم قال أخيرا بصوتٍ واضح
( بما انني أول من لجأتِ اليه ...... اذن عليك أن تثقي بي حين أخبرك بأنكِ لم تخطئي , و أن تصرفك كان سليما تماما ..... )
زفرت وعد و هي تهمس بخفوت
( لقد جربت الشقاء طويلا يا سيف ..... و جربت معاملتك القاسية , لم أتخيل أن أعاملها بالمثل .... كانت تبدو مريضة و لم أساعدها حتى !! ..... )
شعر سيف و كأنها تضربه بقسوةٍ في كل كلمة تنطق بها .... لكن هذه هي وعد ..... و هو أحبها بهذا الشكل و سيظل يعشقها طوال العمر ....
فقال أخيرا بصوتٍ متحشرج
( لن تستطيعي مساعدة شخص يرفض مساعدة نفسه ..... مهما حاولتِ , لكنني متيقن بأنها ستعود .... )
وضعت يدها على صدره و هي تقول بأمل
( حقا يا سيف ؟!! .... أتظن بأنها ستعود ؟!! ... والله سيكون لك الحلوان لو حدث هذا .... )
رفع وجهه ليقول بجدية
( هل لي أن أعرف نوع الحلوان ؟!! .......... )
ابتسمت بدلال و هي تقول برقة
( لا ..... أخجل .......... )
ارتفع حاجبي سيف وهو يقول جاذبا اياها بقوةٍ كي يقتطف منها قبلة
( آآآه .. اذن فهو شيء مخجل ؟!! .... كم هذا رائع !! ...... )
الا أن وعد ابعدت وجهها عنه و هي تشرد مجددا ... فقال سيف عابسا
( ماذا الآن ؟!! ........... )
ظلت وعد صامتة عدة لحظات قبل أن تقول بصوتٍ باهت
( كم مرة غازلتها هنا ؟؟ ........... )
تسمر سيف مكانه وهو يرفع وجهه فجأة لينظر اليها ثم قال بصوتٍ جامد
( لماذا تتطرقين الى هذا الموضوع ؟!! ......... )
أبعدت عينيها الحزينتين عنه و هي تقول بخفوت
( لا استطيع تصديق أنك فكرت في الزواج من غيري .. أن تضم امرأة أخرى !! .... تقبلها كما تقبلني ... )
ظل سيف صامتا عدة لحظات ... ملامحه صارمة جامدة .... ثم قال أخيرا بصوتٍ أجوف
( شعرت في لحظةٍ بحاجةٍ الى زوجة ...... أردت زوجة تملأ مكانك بحياتي .... و تبعدك عن قلبي لا عن حياتي ... )
حاولت النهوض من حرجه بقوة و هي تقول
( اتركني يا سيف ..... أريد الخروج .... )
الا أنه تمسك بها بقوةٍ حتى سمعت صوت قرقعة ساعديها بين ذراعيه القويتين ... و هزها قليلا الى أن نظرت اليه بعينين مجروحتين و سكنت مكانها مستسلمة ...
حينها قال سيف بجفاء
( هل تعرفين مدى صعوبة الإعتراف بالحاجة لزوجة .... لإمرأة ..... بينما كيانك كله يهفو الى واحدةٍ فقط ....)
قالت وعد بصوتٍ فاتر أقرب الى القسوة و هي تنظر بعيدا
( لا اعرف لأنني لست رجلا ..... ما أعرفه هو أن الوفاء لديكم عملة نادرة أمام احتياجاتكم .... )
نظرت اليه و همست بوجع
( ما أعرفه هو تيقني بأنني كنت لأموت لو لمسني رجلا غيرك ....في الوقت الذي كنت أنت محتاجا به لامرأة !! ... )
أوجعتها يداه حين نطقت بعبارة أن يلمسها رجل غيره !!! شعرت و كأنه على وشك أن يشطرها نصفين ..... لكنه نظر الي عينيها طويلا قبل أن يقول بغلظة
( أنت فعلا لستِ رجلا ..... لن تعرفي وجعه كيف يكون ! .....)
كانت عيناه قويتان ... داكنتان .... عميقتان .... فهمست بخفوت مختنق و هي تحارب ظهور الدموع بعينيها
( كم مرة غازلتها هنا .... بهذا المكتب ؟!! .... مكتبنا !! ..... )
مد يده يعتقل وجنتها وهو ينظر الى عينيها ثم نطق بتشديد على كل كلمة
( لم أغازلها مطلقا ..... لا هنا و لا بأي مكان ........ لم أغازل امرأة غيرك ..... )
فغرت شفتيها قليلا و أغروقت عيناها بالدموع .... قبل أن يقول بسخرية فظة
( يبدو أن احتياجاتي لم تكن بالقوة المطلوبة أمام سحر عينيكِ !! ........ )
أغمضت عينيها و هي تهمس باختناق تحاول الإبتعاد عنه
( هذا ليس عدلا ...... أنت تحاول أن تلهيني ........ )
الا انه أمسك بها بسهولة وهو يقول بخشونة
( اذن فهذا هو قمة العدل ...... لأنكِ تلهينني عمن سواكِ ........ )
حاولت الإعتراض الا أن شفتيه تولتا أمر اسكاتها بكل حزم !! ... فسكتت مستسلمة و مغمضة عينيها ....
.................................................. .................................................. ......................
مرت ساعات الليل طويلة .... و كانت صدمتها قوية كأكبر ما يكون ...
و هي تنام وحدها في الفراش .... ثالث أيام زواجها !! .....
لم تتخيل باستطاعته أن يكون بمثل هذه القسوة !! ........ ليس هو .... ليس رائف أبدا !! .....
لقد جرحته .... و آلمته و هي تعلم هذا جيدا .... لكنها لم تتخيل أن ينقبل عليها فجأة ...
هو أيضا آلمها ....آلمها حين أشعرها بأنها باحثة عن الذهب .... عن ثروةٍ ليست من حقها .....
ثروةٍ لا تعرف قيمتها أصلا كي تطمع بها ....
كانت تظنه يفهمها أكثر من ذلك ...... لكن على ما يبدو أنها قد أخطأت فهم الكثير ....
لقد منحت نفسها مكانة بحياته أكبر مما هي في الواقع ....
استلقت ملك على ظهرها بصمت تنظر الى السقف المظلم .... بينما الدموع تنساب على وجنتيها بصمت
أما قلبها فقد كان ينزف ...
ترى لو كانت رؤى قد المته مثلما فعلت هي .... أكان ليجافيها بتلك الطريقة ؟!! ....
ضحكت ضحكة مريرة من بين بكائها الحزين و هي تهمس لنفسها بقهر
( يا اله من سؤالٍ غبي !! .... و هل هناك وجع أكثر من أن تحب غيره ؟!! .... و مع ذلك سامحها ... بقى معها ... أحبها .... و ما زال يحبها حتى الآن ...... يراها بكل لحظةٍ أمامه .... )
لم تستطع كبت شهقة بكاءِ عنيفةٍ و هي ترفع يدها الى عينيها .....
لكنها تسمرت فجأة و هي تسمع صوت الباب الخارجي يفتح .....لحظات مرت ... و هي مرتعبة متشنجة قبل أن ترى باب الغرفة يفتح هو الآخر و من الضوء المناسب رأت رائف يدخل !!
كان طويلا ... مظلما .... يعرج قليلا في الظلام و الضوء الخارجي من خلفه يزيده سوادا ...
كان من المفترض أن ترتعب .... الا انها لم تشعر يوما بالأمان أكثر منها الآن !! .....
ظلت مستلقية مكانها و هي تراه يغلق الباب برفق ....
قبل أن يزيح الغطاء و يستلقي بجوارها و ذراعاه تحت رأسه ... يحدق في السقف المظلم مثلها !! ...
كانت تنظر اليه بذهول و هي غير مصدقة أنه هنا ... بجوارها ... مستلقيا بهدوء بعد غياب اليوم بأكمله !!
ساد الصمت المشحون بينهما الى أن قال رائف بهدوء جاف دون أن يلتفت اليها
( هلا توقفتِ عن الإرتجاف !! ...... اهتزازك وصلني عبر السرير )
ابتلعت ملك ريقها بصعوبةٍ و هي ترفع يدها لتمسح وجنتها سرا في الظلام ... ثم قالت بصوتٍ حاولت قدر امكانها أن يكون هادئا ... مخفيا لدموعها
( هل يمكنني أن أعرف أين كنت ؟!! ......... أم ليس من حقي ؟!! .... )
قال رائف بجفاء دون ان ينظر اليها
( لا ليس من حقك ............ )
فغرت شفتيها و همست باختناق ذاهل
( رائف !!! ....... )
الا انه لم يتأثر بصدمتها وهو يقول بقوة
( كي يكون لكِ حق ..... تعلمي أولا واجباتك ..... و أولها هو حين أرفض شيئا , عليكِ ان تطيعيني ... )
هزت رأسها قليلا باستغراب و هي تنظر اليه بذهول في الظلام ... ثم همست بجفاء خافت
( دون مناقشةٍ حتى ؟!! ......... )
قال رائف بصلابة
( لقد ناقشتك و انهيت ما لدي ...... و أنتِ مصممة على الخطأ ...... أما الكلام المهين الذي نطقتِ به فأنا لن اتنازل حتى و أرد عليه الآن ...... )
ابتلعت ملك الغصة المؤلمة بحلقها ... ثم قالت بكبرياء متهاوي
( موضوع الميراث أنا لازلت أفكر به ........ )
هتف فجأة بقوةٍ جعلتها ترتجف
( لا تفكير يا ملك ....... لا تفكير ..... لن أقبل أن تأخذ زوجتي قرشا واحدا من هذا المال خاصة و انه ليس حقها .... و هذا قرار طالما انكِ لم تقتنعي بالحسنى .... )
استقامت جالسة فجأة و هي تهتف بتمرد
( و ماذا لو رفضت ؟!! .......... )
نظر اليها في الظلام كادت أن تجمدها بمكانها ..... ثم قال بصوتٍ جامد لا يقبل المجادلة
( لا رفض يا ملك ....... هذه هي نهاية الأمر ...... )
استدار على جانبه يوليها ظهره ... بينما كانت هي تلهث بصوتٍ مسموع ... ثم قالت أخيرا بغضب
( هل كنت تدخن الأرجيلة ؟!! ......... كنت في الخارج طوال الوقت ؟!! ..... )
رد عليها بجفاء ساخر
( و هل ظننتِ بأنني سأتركك بمفردك ليلا ؟!! .... فكرتك عني تزيدني فخرا كل يوم .... )
لم تره حين خرجت صباحا لرؤية صبا !! .... لذا سألته باختناق فظ
( متى عدت اذن ؟؟ ............ )
رد عليها رائف بإيجاز
( مساءا ................ )
ضحكت ملك بمرارةٍ و هي تهمس بإختناق ... تتراجع حتى استلقت بجواره في الظلام
( بك الخير ........ ظننتك لن تعود أبدا ....... )
قال رائف بخشونةٍ صلبة
( هذا ما سيحدث لو صممتِ على عدم السفر ....... كما تفضلتِ و أشرتِ صباحا ..... )
التفتت ملك اليه تخاطب ظهره و هي تقول مجروحة للغاية
( لن أسافر ..... كان هذا قرارا أيضا ..... )
قال رائف بلامبالاة
( لن أجبرك يا ملك ...... أنا شخصيا مسافرا الى رحلة شهر العسل ... وحدي .... و أنتِ لكِ حرية اتمام الورق و اللحاق بي .... أو البقاء هنا .... )
فغرت ملك شفتيها بذهول و هي تنظر الى ظهره الصلب في الظلام ... ثم همست ببلاهة
( تذهب الى رحلة شهر العسل ..... بمفردك ؟!! ..... ألهذه الدرجة أنا رخيصة عندك ؟!! ......)
ساد صمت طويل مشحون بينهما ....ثم قال رائف أخيرا بجفاء
( قيمتك أنتِ من تقدريها بتصرفاتك يا ملك ..... تريدين المجيء معي لمكانك الطبيعي , تعالي .... و حينها سيكون مرحبا بك .....اما اذا فضلت البقاء هنا فلا تنتظري مني الرضوخ و التنازل عن شيء أرغب به ..)
كانت ملك تهز رأسها نفيا بعدم تصديق الى أن استدارت الجهة الأخرى و هي ترفع يدها الى شفتيها محاولة بأعجوبةٍ كتم بكائها .... بينما قال رائف بهدوء
( نسيت اخبارك شيئا ...... لقد قدمت سفري للغد ...... )
شهقت ملك منتفضة لتجلس مجددا و هي تهتف بذهول
( ماذا ؟!! ............ )
لكنه لم يتحرك من مكانه ..... بل قال بخفوت
( لا معنى للإنتظار ......... سأتركك تقررين ما تشائين يا ملك ..... قرري إن كنت تريدين البقاء مع هذا الرجل السلبي الأقرب الى الجبن الذي تكلمتِ عنه ...... )
همست ملك باختناق من بين دموعها
( أنا لم أقل هذا ............ )
لكن رائف بدا و كأنه لم يسمعها بل تابع بهدوء لا حياة به
( و من الأفضل الا أكون متواجدا كي تتمكني من اتخاذ قرارك بحرية دون أن أؤثر عليكِ ....... )
ساد صمت طويل بينهما .... جعل الظلام أثقل ..... خانقا أكثر ... ثم همست ملك و هي تنظر اليه بنظراتٍ فارغة
( يوم عرضت علي الزواج ...... أخبرتني أنه إن أنا وافقت فلن تسمح لي بالتراجع .... و قد صدقتك وقتها ..... )
قال رائف يهمس بصوتٍ أجش ... بدا به الوجع قليلا
( لن أكون هذا الجبان مرتين يا ملك ........ لن افرض نفسي على زوجة لا تريد البقاء .... )
اقتربت منه رغما عنها .... لامست ظهره , فشعرت بتشنج عضلاته على الفور , فرفعت يدها و هي تهمس باختناق
( أنا أحبك ........ أنت الرجل الوحيد الذي أدركت بأنني أحببته بحياتي كلها .... )
قال رائف همسا متشنجا
( توقفي عن ذكر هذا الحب ..... على الأقل الى أن تحسمي أمرك !! ..... )
بكت ملك بعد أن فقدت القدرة على التماسك أمام تلك القشرة الصلبة التي لم يستخدمها معها من قبل ... لكنها همست باختناق من بين بكائها
( لقد حسمت أمري منذ وقتٍ طويل ...... أنا أحبك و لن اتراجع عن هذا الزواج , فهل تستطيع أنت تقديم اعتراف مماثل ؟!! ...... )
قال رائف بهدوء غامض
( تلك السفرة هي زواجنا يا ملك .... سأتركك يومين لتقرري , بينما سيف سيساعدك على انهاء أوراقك لو رغبتِ اللحاق بي ..... لكن لو لم تفعلي فسأفترض أنكِ قد اتخذتِ قرارك ... و ودعي هذا الإعتراف الهش بالحب ..... الحب ليس أقوالا يا ملك ..... بل ثقة بمن تحبين ... و التمسك به ..... أما حبك فأنا أراه لا يحمل الثقة أو التمسك ......من فضلك انتهى هذا النقاش عند هذا الحد ... )
ارتمت ملك ببطىء على الوسائد خلفها .... و هي تنظر مصدومة الى السقف ...
ثم همست بضياع
( وثقت بك أكثر من نفسي أيها الغريب ...... و لم أقصد ايلامك أبدا , منحتك حبي و أنت ترفض حتى أن تبادلني بمثله .... كيف تبادلني مثله و قلبك ملك لها ...... كم هي محظوظة بحبك !! .... )
اطبقت ملك جفنيها بشدة و الدموع تنساب من تحتهما ... بينما همس رائف بصوتٍ أجش حزين
( محظوظة بحياةٍ لم تعشها و حب لم يكتمل ؟!! ...... أنتِ مجحفة جدا ... )
لم تظن بانها قد تنام بعد سماعها هذه الكلمات !! ...
كانت من الألم بحيث غفت على صوتٍ بكائها الخافت ... بينما هو على بعدِ شعراتٍ منها !! ....
دون أن يواسيها أو يضمها الى صدره ...
و هذا بحد ذاته جعلها تهرب الى سباتٍ عميق عل الألم يخف قليلا ......
لكنها انتفضت فجأة من نومها كما نامت فجأة !!!
فقفزت جالسة و هي تنظر حولها لتفاجىء بالغرفة خالية ... و عطره فقط هو ما أثبت لها أنه كان موجودا ليلة أمس و أنها لم تتوهم هذا الحديث الطويل ...
اندفعت ملك تجري بأرجاء البيت و هي تصرخ
( رااااائف ...... راااااااائف ....... )
لكن الرد الوحيد الذي حصلت عليه كان صدى صوتها .... توقفت مكانها و هي تلهث ... و كأنه لم يكن سوى مجرد فارسا ظهر لها في حلم سرعان ما انتهى ...
سقطت على ركبتيها أرضا و هي تنظر حولها بفراغ ..... قبل أن تهمس لنفسها
( لا أصدق أنك قد فعلتها !! ..... و سافرت الى شهر عسلنا بدوني !!!! ....... )
كانت تحاول أن تتنفس بعمق و بطىء شديد ... و هي تتأرجح قليلا كي تسيطر على نفسها دون أن تذرف المزيد من الدموع ....
ثم لم تلبث أن لمعت عيناها بتصميم و هي تقول بهدوء مرتجف قليلا
( حسنا يا رائف ...... حسنا ....... )
.................................................. .................................................. .................
كان مستلقيا على الأريكة و رأسه للخلف ينظر للسماء الواسعة ....
لا يزال وسيما .... لطالما رأته وسيما ....
مدت أصابعها لتلامس شعره الناعم و هي تقترب منه قليلا ثم همست بخفوت
( ألم يحن الوقت كي تنساها بعد ؟!! ...... )
لم ينظر سامر اليها بل ظل ينظر الى أعلى وهو يقول بشرود ميت
( منظره مع عروسه أشعل بي نارا قديمة ...... و أنا أراه يتمتع و يحيا حياته مرتين ... مرة مع حبي الذي سلبه مني ... و مرة مع حبه .... تلك الصغيرة الشقرء ذات الشعر الطويل !! .... أشبه بدمية !! .... )
اقتربت ميساء منه أكثر و هي تتنهد بأسى ... ثم همست بصوتها الكلاسيكي
( تعرف بأنني ساعدتكما كثيرا يا سامر ..... فضلتكما على مصلحة اخي ..... لكن أتريد الحق , لم تكن لتتحمل مرضها كما فعل رائف ...... و كأن القدر قد اختاره ليتحمل ... ليمسك بيدها بقوة ... أما أنت فكنت لتموت قبلها ...... )
زفر سامر نفسا كالجحيم وهو يهمس من بين أسنانه
( كنت أنا الأولى بسنوات حياتها الأخيرة ...... أنا حبها الوحيد ...... )
تنظر اليه بعينين تلمعان بغيرةٍ غريبة ..... غيرة من كل حب تراه و لن تطاله أبدا .....
لكنها همست بخفوت شديد
( انساها يا سامر ..... و انسى رائف , ..... دعه يجرب حظه و سوف تتركه تلك الصغيرة بما لا يقبل الشك ....انظر حولك و حاول أن تجد فتاة اخرى تشبع حاجة قلبك ... . )
نظر الى عينيها فجأة ... و طال بهما الصمت و هي لا تزال على حالها تلاعب خصلات شعره ..... تتأمل عينيه .... وجنتيه المرتفعتين .... شفتيه .... توقفت عيناها على شفتيه لفترةٍ أطول من اللازم ....
حينها ارتفع ليجلس قليلا وهو يمسك بخصرها ... يجذبها اليه ببطىء هامسا بصوتٍ اجش
( ميساء ........... )
ابتلعت ريقها بصعوبةٍ و هي ترتجف بين يديه ... بينما اقترب وجهه من وجهها الى أن لامس شفتيها بشفتيه وهو يهمس مرتجفا مثلها
( لا تزالين جميلة .... و كأن السنوات لم تمر .....أنت حتى تبدين أصغر مما كنت منذ زمن ...)
كان يلامس شفتيها من بين كل جملة و أخرى .... فشهقت ميساء و هي تقول بصعوبة
( لن يفلح هذا يا سامر ...... لا .....)
الا أنه كان قد أطبق عليها وهو يهمس باختناق
( أنا أحتاجك ............. )
كان جسدها المحروم قد بدأ يتأثر ... و يشعر برجولة هذا الشاب أمامها ... لكن جزءا منها كان يقاوم ....
حاولت ابعاد رأسها يمينا و يسارا ... فتفترس شفتاه عنقها و هي تغمض عينيها و تتأوه ....
و ما أن فتحت عينيها حتى شهقت فجأة بقوةٍ و هي تنتفض واقفة ....
كانت ملك تقف على بعد ٍ منهما .... شعرها الذهبي يلمع تحت أشعة الشمس .... بينما حاجبيها منعقدين بنفور و غضب .....
ظل الصمت بينهما طويلا .... على هذا البعد بينهما ... دون أن تتحرك أي منهما ....
الى أن سارعت ميساء لتقترب منها و هي تقول بقسوة
( أنتِ مجددا ؟!!! .... هنا في بيتي !! ....... ماذا تريدين بعد ؟!! ........ ابتعدي عن حياتي )
قالت ملك ما أن وجدت صوتها فقالت بلهجةٍ متقززة
( أنا لم آتي من أجلك يا سيدة ميساء .... لقد أتيت لأرى السيد عاطف ..... لكن و بما أنني قد رأيتك , فاسمحي لي أن أقول لك ما أردت قوله منذ زمن بعيد .....)
حولت ملك عينيها الى سامر الي استقام بجلسته وهو ينظر اليها نظرات سوداء . ثم أعادت عينيها الى ميساء لتقول
( أنا لا أعرف ماذا تريدين من زوجي سيدة ميساء ..... و ما هي نواياكِ .... لكن أريد بأن أخبرك شيئا واحدا ..... أنا لن أسمح لكٍ بأذيته مجددا .....)
اتسعت عينا ميساء بذهول ثم صرخت بقوة
( زوجك الذي تتكلمين عنه .. هو أخي قبل أن تولدي أنتِ أيتها الصغيرة !!! ...... )
قالت ملك بقوةٍ رافعة راسها
( و الآن أصبحت لديه زوجة تحميه بغيابه ...... ما تفعليه هو اذيته دائما و أنا لا أرى السبب حقا .... فلقد وقف بجوار اسرتك طويلا مخالفا كل مبادئه ...... بينما انت تسيئين الى اخوته .... قد تكونين حرة بحياتك ... لكن ابتعدي عن رائف ما دمتِ تريدين تلك الحرية ....أو قسما بالله سأخبره بما رأيته للتو ... )
فغرت ميساء شفتيها بذهول ... بينما استدارت ملك الى سامر تقول بلهجة قاطعة
( الآن فقط عرفت لماذا أصر رائف على التمسك بها رغم حبها لغيره ....... )
تسمر مكانه الا أنها لم تعطي أي منهما الفرصة للرد و هي تقول ببرود
( و الآن بعد اذنك .... سأدخل لرؤية السيد عاطف ....... )
كانت تنتفض انتفاضا و هي تتحرك للداخل .. و قد تجاوزت حدودها تجاوزا سافرا .... الا أن ما رأته أشعل بداخلها بركان من الغضب .... لأجل رائف ... حبيبها الشهم المسكين , لا تتخيل أن يرى أخته في موقف كهذا .... ليتها تموت قبل ان يحدث ....
أمسكت بهاتفها تطلب رقما بقوة و انفعال ... و ما أن سمعت الصوت العميق يرد عليها حتى قالت بصرامةٍ أجفلته
( سيف ..... أريد إعداد المتبقي من أوراق السفر ..... سألحق بزوجي , اترك كل ما بيدك و ساعدني على السفر اليه حالا جزاءا لتعاونك معه .... هو على الأرجح لا يزال في الجو حتى الآن .... و أنا اريد الوصول قبله لو أمكن ..... معه في على اقصى تقدير ... )
صمتت قليلا ترتجف بشدة و هي تسمع صوت سيف يقول
( عرفت بأنكِ قد جرحتهِ بقوة ......... فهل تراجعتِ الآن ؟!! ..... )
صرخت ملك و هي تضرب الأرض بقدمها
( أريد اللحاق بزوجي يا سيف ..... و أنا لم أسافر مطلقا من قبل ..... ساعدني .... )

انتهى الفصل 57 .. قراءة سعيدة


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.